"الفصل الاول مريممممم تعالي هنا الان ""لا لن آتي انت تريد معاقبتي "" ليرد عليها بسخريه :"" وهل تظنين باختبائك أعلى خزانه الملابس بأني لا أستطيع ان أصل اليكِ؟ "" لترد عليه وهي تمط شفتيها: "" لا أظن ولكنها مجرد محاوله "" , لتلمع عينيه بالضحك من مظهرها هذا ليحدث نفسه مهما حاولت ان اراكِ ناضجه لا أستطيع تبقين كما انتِ صغيره جدا بأفعالك مريم ... لتقاطع استرسال أفكاره وهي تلوح بيديها :"" أين ذهبت انا ما زلت هنا وتعبت من التسلق أ لن تعاقبني لو نزلت من مكاني؟"" لترسم الوجه البريء الذي تعرف جيدًا انه لا يستطيع مقاومته وتضيف ""ارجوووك انا اكره العقاب"" ليعقد يديه على صدره ويرفع حاجب واحد وهو يحدثها:"" كفي عن الاعيبك مريم وأهبطي لنتحدث كما البشر "" , لتمط شفتيها بامتعاض قائله:"" وماذا نحن الان؟"" ليرد ساخراً منها :"" في الحقيقة انسه مريم انا لا أرى الا قردة ومدربها الذي هو انا للأسف .. ليضيف بجديه أنزلي مريم الان "" لتتنهد باستسلام وهي تمثل دور المظلومة المجبرة :"" اللهم اني لا أسالك رد القضاء ولكني أسالك اللطف فيه "" ليرفع حاجبيه حتى كأنهما يصلان لآخر جبهته وهو يقول: "" لقد اصبحتِ تجيدين العربية وايضاً الدعاء والاستسلام , من انتِ ؟"" لتكتم ضحكتها بصعوبة وهي تهبط وعند ملامسة قدميها للأرض تشهق بخوف عندما تشعر بمن يرفعها عن الارض مره اخرى :"" ماذا تفعل إيهاب لقد وعدت اننا سوف نتحدث ..لتضيف بصراخ قليلًا إيهاب إياك انا لم أعد صغيرة , اقسم ان ضربتني على.. على "" لترتفع ضحكاته من ترددها وهو يضيف :""على ماذا مريوم انطقيها على مؤخرتك أليس كذلك كما تعودت ان افعلها عندما تخطئين وانتِ صغيره "" لترد مريم وهي تحاول الفكاك منه :"" إيهاب إيّاك, لن أسامحك ان فعلتها "" ليتوجه إلى باب الغرفة وهو يحملها ويقوم بغلقه وبعدها إلى سريرها الخاص ليضعها عليه وهو يحكم قبضته عليها حتى لا تستطيع الهرب, "" كفي عن صراخكِ الان وحركاتكِ الخرقاء وحدثيني كالبشر مريم , لماذا فعلتِ ذلك ماذا فعلوا لكِ كل تلك النساء لتقومي بفعلتك الشنعاء تلك اريد اجابه الان ولا تتهربي ؟ "" لتقوم بنفخ خصله من شعرها من على عينيها بدون اهتمام قائلة :"" كنت اشعر بالملل لا شيء جديد فأردت أضافه بعض المرح"" ليرد بصدمه :"" تشعرين بالملل فتضعي لبلاب سام على مقاعدهم ليقمن كمن اصابهن الجرب بتلك الأفعال التي فعلوها ؟! "" لتنفجر في الضحك قائلة :"" هل رأيت والدتك عندما أخبرت أبنة عمك المصون بأن تقوم بالهرش لها ؟"" لينفجر في الضحك عند تذكره الموقف ويسايرها بالقول :"" هل رأيتِ أبنة عمي وهي تصرخ بأمي بان تقوم هي بالهرش لها اولاً ؟ والسيدة فوزية صاحبة الأنف الذي يصل إلى عنان السماء هل رأيتها عندما احتضنت الشجرة تحتك بها صعوداً وهبوط ؟ "" لينفجر في ضحك صاخب بشده عند تذكره لحفله والدته وأبنة عمه التي تحولت لجنون بسبب مريم المجنونة , ليتوقف قليلاً :"" اذا نفذتي انتقامكِ منهم كما هددتِ اذا لماذا فتحتي عليهم خرطوم المياه ؟"" لترد بلا مبالاة :"" قلبي الكبير عطف عليهم وأردت ان يطفئوا قليلا من نار اجسادهم"" لينظر لها باستنكار و جديّة :"" مريم هذا جنون ويجب معاقبتك حتى لا تكرريها نعم انا لا أحب تلك الحفلات المنمقة المتكلفة مثلك تمام ولكن ما حدث خطأ كبير جدًا من جانبكِ "" , لترد عليه ببعض التوجس :"" ماذا سوف تفعل؟"" لينظر لها طويلاً عينيه في عينيها ولكن تتحول نظرته لشيء اخر تدرك مؤخرا معاني الشغف بها لقد حفظت تلك النظرة جيداً , ليميل اليها يحاول تقبيلها لتضع يديها على فمه بعد ان افلتها قالت ببعض الغموض"": سوف تتأخر عليهم عندي وسوف يأتون للبحث عنك الا تخاف ان يتسألوا لماذا كل هذا التأخير"" ليزيح يديها غير مدرك لمعاني كلامها المبطن وهو يلثم عنقها ونبرته تتغير تماماً للأثارة في بحه صوته وهو يتكلم بصوت خافت مدغدغ في نبرته :""هم يعتقدون بأني اعاقبكِ الان وهذا يفرحهم , وانا اعقابكِ وكم يسعدني عقابك جدا رومتي "" لترفع يديها تحاوط عنقه باستسلام هي اشتاقت له أيضاً وهي من وافقت على هذا الوضع بل سعت له بكل قوتها اذاً لكل حادث حديث ولتعش جنونه العنيف بها الان ربما , ربما هذه المرة لا يفعل مثل كل مره ويهرب ؛ بعد وقت طويل تنظر له ببعض الغموض والغضب يتآكلها , كعادته معها ينهي ما يريد ثم ينهض كالملسوع ليغادر ,ليميل عليها بعد ان أتم ارتداء ملابسه وهو غافل عن ردة فعلها الْيَوْمَ ليحاول لثم وجنتها وهو يحدثها بضحك"": انهضي الان لترتدي ملابسكِ مؤكد سوف يأتي احد منهم لشماته فيكِ بعد مغادرتي "" لتبعد عنه وجهها ليتوقف مكانه وهو يميل عليها ويحاوط بيديه رأسها وهي ما زلت مستلقيه ليقول :"" ماذا حدث ما بكِ حبيبتي ؟"" لترد والغضب يتاكلها :"" ماذا بي؟ لا شيء , ولكن ألن يتسألوا لما ليس هناك اي اثر للعقاب عليّ؟"" ليقترب منها وجهه في وجهها قائلا:"" لا تخافي لقد تركت بعض الاثار على يديكِ وجسدك وسوف يفسرونها على انها عقاب غير مدركين انه عقاب لذيذ جدا لي"" ليحاول الاقتراب مره اخرى يحاول لثم شفتيها لتزيحه بحده من صدره ليتراجع للوراء جالساً على السرير أمامها ليعقد حاجبيه باستغراب من ردود افعالها :""ماذا الان مريم ما بك؟"" لتهتف في وجهه بغضب هادر وهي تنهض من مكانها غير مباليه بالغطاء الذي تجردت منه هادره به وهي تضغط على أسنانها :""ماذا بي أيهاب باشا لا شيء .. , لتقترب من وجهه وهو جالس أمامها وهي تقف على ركبتيها :"" سؤالي فقط لم كل هذا الاحتياط؟ لتضيف باستفزاز .. هل يخاف إيهاب باشا العظيم ان يكتشف احد علاقتك الشائنة بي؟ "" ليردّد ورآها بصدمه :"" علاقتي الشائنة بكِ؟! "" لتضيف بغضب وكلماتها تقطر سمّاَ : "" نعم, وهل لها مسمي اخر...اخي العزيز؟!"" ليرد إيهاب بعد أن تدارك نفسه وكسى وجهه البرود الذي لا تستطيع ان تعرف منه انفعالاته ليقول :"" كما تحبين ان تسميها .. اختي الصغيرة , لكن أحب ان اذكرك العلاقة الشائنة انتِ من سعيتِ اليها و رضيتي بها رغم معرفتك جيدا بأنها علاقه مستحيل ان يتقبلها المجتمع من حولنا .. ليضيف بقسوة بعد ان أمسك بذراعيها العاريين .. وما انا الا رجل يتقبل كل ما يقدم له بسخاء وإقناع"" لترد عليه بغضب وتهكم :"" الان انا من سعيت اليها .. يا اخي .. وما انت الا رجل لم يستطع مقاومه اخته الصغيرة اذا أين كان عقلك ؟ كلانا ارتضى ولو اني أرى بحكم سنك وإخوتك المزعومة كان يجب ان توقفني عند حدودي لا ان توافق على هذا الوضع الشائن"" ليضغط على كتفيها حد الإيلام مضيفاَ بغضب :"" اذا دعيني أفكرك كم قاومتكِ وأفهمتكِ بالعلاقة المستحيلة هل تذكرين تسللك لسريري في احد المرات ومحاولة جذبي جسديا لأقوم بضربك حتى تفهمي ما لم تستوعبيه من كلامي بعقلك المحدود"" لترتعش بالألم من كلامه والذكرى تجتاحها لكن لن تضعف الان هي من بدأت مواجهه صمتت عنها كثيرا مستسلمة لما يريد لتقول بقوه وسخريه في نبرات صوتها :"" نعم ولكن في النهاية لم تستطع الصمود ورضخت لتحولني لشي يستخدم عند حاجتك له , كما قلت انت رجل لم تستطع السيطرة على رغباتك حتى مع اختك الصغيرة "" ليقترب منها ينظر لها بازدراء :"" نعم يا مريم كما قلتِ لا مانع لدي من اخت في العلن وجسد في السر طالما الصغيرة لا تمانع وسعت إليّ بقوه تقنعني وتغريني ببراعة , ولكن سؤالي مريم لماذا الان ؟ كنتي من منذ وقت قليل فقط متلهفة في أحضاني حتى خَيل لي انك لا تريدين تركي ؟"" لترد بقسوة :"" ربما شعرت الان بالاشمئزاز مني ومنك وانا اراك مثل كل مره تفعل الخطأ وتلوذ هارباَ بعد ان تحرص جيدا على مداراة جريمتك "" ليضيف بحزم وغضب :"" اخرسي , اخرسي سوف تندمين على كل كلمه حمقاء تفوهتِ بها يا مريم"" ليشعر انه غير قادر على تحمل المزيد من كلامها المسموم لينظر لها باشمئزاز من مظهرها أمامه ليضيف بقرف :"" استري جسدكِ وان كنتي أدركتِ خطائك اخيراً اذا توقفي عن استسلامكِ المقرف وتسللك لغرفتي كل ليله بحجه الاطمئنان على اخيكِ الكبير "" ليزيحها بقرف تاركاً الغرفة والمكان كله , لتجلس على السرير ضامه ركبتيها إلى نفسها شاده الغطاء عليها تبكي بقهر وذل على الوضع الذي سعت اليه وارتضت به , كل كلمه تفوه بها لديه كل الحق بها , كانت تصمت طالما هو بجانبها ويحميها , طالما يحبها حتى ان لم يصرح ابداَ بذلك ولكن تشعر بالقليل من مشاعره التي تحولت لصالحها , ترضى بعلاقه مرفوضه يحددها مجتمع من حولها متحكم فيهم, ترضى بالقليل الذي يمنحه لها من مشاعر في سريه شديده ويرضى قلبها المريض بحبه , لكن ماذا تفعل في مصيبتها التي ان كُشفت سوف يتساءل الجميع عن المتسبب بها , وقتها هل سوف تجرؤ على ذكر اسم إيهاب ؟ وان فعلت هل سوف يصدقها احد؟ . خرج بعاصفة من غرفتها بعد ان أغلق الباب بقوه هزت أركان الغرفة من خلفه , ولكن توقف للحظات يستمع لنشيجها العالي أغمض عينيه بقوه يسند راْسه على باب غرفتها لا يستطيع ان يسمع بكائها ولا يحب حزنها لكن هي من بدأت هي من سعت وجرته معها لما هما فيه , بأي حق الان تعترض؟ باي حق توقظ بداخله نار ضميره بعد ان سيطر عليها بصعوبة من وضعهم هذا , بأي حق تسرق منه اللحظات التي يستريح بها معها هي ؟ الا تعرف الغبيه انه بعد كل مره يشعر بالحقارة والانحطاط من نفسه ومن استغلال استسلامها وضعفها به ؟ الا تعلم كم من المرات يلوم نفسه على علاقه مستحيل الخروج بها للنور او حتى المجاهرة بها ؟ ليبتسم بسخريه لنفسه.. نعم إيهاب جرحك كلامها ولكن كما وصفتها هي علاقه شائنة ومحرمه كما وصفتها , ليأتي صوت من خلفه يوقظه من رثاء نفسه ووضعه المخزي صوت لا يُذكّره الا بالغدر ونقصه , :"" ماذا إيهاب هل ضعفت سريعا كما كل مره على صوت بكائها الكاذب ؟ حقاَ اختك تلك ممثله بارعه , انا واثقه انك لم تفعل لها الا بعض اللوم ككل مره لكن هي كعادتها تبدء في دموع التماسيح لجلب اهتمامكً والهرب من فعلتها "" ليحاول استعادت رباطه جأشه ورسم الوجه البارد الخالي من المشاعر ليستدير اليها قائلا :"" ماذا تريدين الان اسراء ؟ طلبتم معاقبتها وها انتِ تسمعين بنفسك نتيجة ما طلبتم ماذا الان ؟ "" لتقترب منه محاوله فتح الباب وهي تقول:"" أشك انك فعلت لها شيء لولا اهمالك في تربيتها ودلالك لها ما كنّا تعرضنا لتلك المواقف المحرجة "" ليشد يدها ويزيحها بقرف من ملامستها قائلا :"" ماذا تريدين منها الان ليس لأحد أي احد الحق في اقتحام غرفتها هكذا , وان كان عن تربيتها ودلالها فانتي تعلمين هنا من ينقصه المبادئ والأخلاق وبالتأكيد ليست هي "" لتنظر له بغضب :"" ماذا تقصد بالضبط إيهاب من تتهم بقله الأخلاق ؟ "" ليرد ببرود :"" اقصد من اقصد اسراء فكري واعرفي بنفسك"" :"" انا لا اسمح لك ايهاب التزم كلامك "" ليرد عليها ببرود :"" وانتِ كفي عن الاعيبكِ اسراء بجعل حياتها جحيم , مريم لا تفعل تلك المقالب الا ردًا على ما تفعلوه بها , انتقام واهي من صغيره تجهل بألاعيبكم الخطرة وما تريدون ان تصلو اليه بتلك الألاعيب"" لترد اسراء بغضب وحقد :"" كعادتك دائما من صغرها تدافع عنها وتتهم الآخرين بظلمها , وهي تستطيع جذبك بسهوله لصالحها "" ليرد عليها ببرود :"" ربما لأنها الحقيقة التي تخشون ان تصرحوا بها جميعكم حتى امي انا تخشى وتغار من اختي الصغيرة التي لم تفعل لكم شي وليس لها ذنب في ان تأتي لهذا العالم وسط عائله حاقده "" لترد اسراء ببعض الألم من كلامه :"" نحن عائله حاقده إيهاب ؟ ومن اجل من ؟ هل ترانا هكذا حقا من اجل تلك الا ..."" لينهاها بشراسه :"" اياكِ التفوه بكلمه في حقها امامي او حتى من ورائي فلن يعجبك ردي ابدا"" لتضحك بألم :"" انت حتى لم تدافع عني انا هكذا يوما "" لينظر لها باستصغار قائلاً :"" ربما لأنكِ لا تستحقين وانا لا أحب ان أدافع عن من لا يستحق "" لتهتف به اسراء :"" متى أصبحت هكذا ؟ من انت بحق الله ؟ أين الحنون المتفهم للجميع؟ أين من كان لا يجرح عدوه حتى بكلمه "" ليكمل ببرود واضعا يده بجيب بنطاله مبتعدا عنها خطوه للوراء :"" انا ما زلت انا ولكن مع من يستحق ولديه مبادئ واخلاق "" لتهتف بغضب :"" انا استحق , انا ابنت عمك .. انا من تستحق وسط الجميع , انا زوجتك إيهاب انا استحق حنانك واحترامك اكثر منها "" ليقترب منها يقرب وجهه من وجهها قائلاً ببرود فظ :"" كنتِ اسراء .. كنتِ زوجتي , انتِ مجرد طليقة لي ولا تتعشمي فيّ اكثر من ذلك يوما "" ليتركها ويغادر ليبتسم لنفسه ويعد, واحد, اثنان, ثلاثة لتنطلق اسراء في توسلاتها وتوعدها بانه سوف يعود لها صاغراً مذكرة اياه بانه لم يتزوج بعدها في اعتقادها حبا فيها , الغبيه , تعتقد انه من الممكن ان ينظر لها بعد ان غدرت به وتركته لتتزوج من صديقه , والآن تعود تبكي بطفلين مدعيه حبها له ,وتريد العودة؟! كيف يأمن لها مره اخرى؟ ليذكر نفسه ليس المشكلة في الأمان يا إيهاب , المشكلة بأنك اخرجتها من حساباتك بشكل نهائي , والكارثة انك أصبحت خبيث, نفسك لا ترضى ولا تهدأ الا بالوقت الذي تسرقه من الزمن بين ذراعي صغيرتك ؛ ليحدث نفسه بصوت عالي به مراره :"" كم انت حقير وبنفس مريضه "" أغمض عينيه بألم وشبح ابتسامه على وجهه يتذكر يوم مولدها في بلاد المهجر كيف حملها بين ذراعيه والجميع بمن فيهم أمها رافض حتى النظر اليها , وقد سلمتها له احدى الممرضات بعد غضبها من الحاضرين , والده وعمه الذين رفضوا حملها كأنهم يعاقبونها على افساد خططهم جميعا , كيف ضم اللفة البيضاء بخطوط ورديه إلى احضانه , ينظر لها بانبهار رغم عمره الذي تجاوز آن ذاك السابعة عشر , لكنه لم يشعر اجمل من شعور أخذ ذلك الكائن الرقيق بين يديه, يذكر جيدا شعوره بان الطفلة الصغيرة سوف تعاني من عائله رافضه لها وان أمرها اصبح كله على عاتقه , وهذا ما حدث, حتى اسمها رفضت أمها أن تمنحها اسماً لها , فأطلق هو عليها اسم (مريم) لا يعرف لِمَ ولكنه كان قلبه يحدثه بأنها سوف تتعرض للظلم , وهذا ما حدث طول اعوامها التسع عشر لتنتهي بأن يذبحها هو على يديه , وينهي أي أمل لها بحياة سليمه . انتهي قرائه ممتعه" "الفصل. التاني. عاد من ذكرياته ليرفع عينيه ليصطدم بوجه أمه الغاضب الحانق دائمًا , تلك السيدة التي تحاول مداراة خطوط الزمن بأي شكل على وجهها لكن لا فائدة , القسوة التي تُكنها في قلبها تتجلى بوضوح على وجهها لتمحو أي اثر للتجميل او أن تظهر اصغر سنًا , لا يعرف ما سر كل هذه القسوة وخصوصًا تجاه تلك الصغيرة البائسة التي رماها القدر في طريقهم جميعا, الا يكفي ما عانته؟ أ لم يكتفوا من قسوتهم ؟ ماذا بعد؟ .. سوف تراء منهم بعد صغيرته القوية ذات الروح الشفافة , رغم كل ما تعانيه من قسوة وكره الا انها تحول الامر لانتقام ضاحك عفوي وأفعال بريئة , لتوجه أمه الحديث إليه بغضبها المعتاد :""هل عاقبتها؟ تلك البائسة عديمة التربية , تتجرأ وتفعل ما فعلت مع صديقتي ومعي"" ليتأفف إيهاب بضجر , ها هي المحاضرة تعاد مره اخرى امي أرجوكِ , لقد تحدثت معها ولن تكررها كانت تمزح فقط معكم """": لتقاطعه بحده :"" تمزح؟ .. تمزح ؟ مع سيدات من أرقى طبقات المجتمع بأن تجعلهم يقفزن مثل القرود , لقد خسرتُ مكانتي بسببها.. لتكمل بوعيد .. البائسة المتشردة , بالتأكيد لم تفعل لها شيئاً , تقول تحدثت معها , لا فائدة يبدو بأني سوف أقوم بتهذيبها بنفسي "" لتتركه وتتوجه إلى درجات السُلم , ليقف إيهاب في طريقها قالاً بصوت حازم :"" يكفي هذا ... إلى هنا وتوقفوا , لا احد سوف يتحدث معها ولا احد له الحق في معاقبتها انا سوف اجعلها تعتذر لكم , لكن اقسم يا امي ان تعرض لها أحد فأن ردي لن يكون جيدًا"" نظرت له أمه باستنكار وغضب :"" أ تهددني إيهاب؟ .. من اجل تلك ألفتاه الحاقدة الناكرة للجميل ؟ انا أمك تتوعدني من اجلها ؟ "" ليزفر بضيق محاولاً مهادنتها قائلاً :"" انا اعتذر لكِ , لكن لقد طفح الكيل وتعبت من المشاكل والتوعد يا امي لم اقصد سامحيني .. ولكن توقفوا عن اذيتها , مريم بطبيعتها لا تثير المشاكل الا ردًا على من يؤذيها , أرجوكِ يا امي يكفي لا اعرف سر كرهك لها هكذا , حاولي ولو من اجل راحتي أن تعتبريها ابنتكِ "" لترد عليه أمه باستعلائها المعتاد :"" من هذا الذي يفتعل لها مشاكل ؟ انها لا تساوي حتى مجرد نطق اسمها في نظري , ولا يا إيهاب لن اعتبرها ابدا ابنتي... اما كرهي فأنا لا ارها من الأساس من اجل ان أكرهها او احبها , فقط ابعدها عن طريقي فبرغم كونها أختاً لك لست بمجبره على تحملها "" ليجيب بقنوط :"" لا فائدة منكم ابدا مهما حاولت "" , ليوجه حديثه مره اخرى :"" امي أرجوكِ لا احد يصعد لها او يخاطبها تأكدي بأنها سمعت الكلام الجارح واللوم الجيد ولا تحتاج المزيد "" ليتركها ويغادر تاركاً البيت كله ؛ لم يرَ ضحكة الانتصار والشماتة التي ارتسمت على وجه أمه واسراء التي تقف أعلى الدرج تستمع للحوار بينهم . ***** تحركت مريم بتثاقل ناحيه الباب لتقوم بغلقه بالمفتاح تسمع جيداً الكلام والصراخ المتبادل بين إيهاب وتلك, لتغمض عينيها بألم "" أبنة عمه فقط .. أبنة عمه , تذكري هذا جيدا, اسراء أبنة عمه وهو لن يعود اليها ابداً هو اخبركِ بذلك مراراً حتى قبل ان تتحول علاقتكم"" لتتحرك إلى الحمام الملحق بغرفتها غير عابئة او راغبه بان تسمع ما يدور لتجيب نفسها ,وما الجديد الذي من الممكن ان تسمعه؟ مثل كل مره لوم ,عتاب , وشماته بها , او حتى سب في أخلاقها , ولوم له في تدليلها لتضحك بألم ..تدليلها .. بحق الله يستكثرون عليها مجرد دلال لها منه؟ هو فقط أي دلال بحق الله مجرد ان يلبي لها رغبه ما, أن يهتم بها في مرضها او يدافع عنها امام عائله كامله قامت باضطهادها نفسيًا طوال عمرها وكرهوا وجودها.. اصبح هذا دلال ؟! تذكرت وهي في عمر العاشرة, مره من مرات كثيره كان تحتاج بشده ان تكون والدتها المصون معها في حفل مدرسي مثل باقي الفتيات , بكت وتوسلت لكن والدتها ككل مره رفضت بإصرار ناعته أياها ""بالدخيلة المقرفة"" يومها إيهاب وجدها تبكي في حديقة المنزل الخلفية بعد ان بحث عنها وعلم بما جرى لها من والدتها وتعنيفها لها , يومها احتضنها بشده مهدئاً أياها وخاطبها بصوت حنون مثل كل مره يعنفها احد منهم اخبرها يومها بأنه سوف يأتي هو معها مثل كل مره , واستنكر عليها لماذا سالت احد وهو موجود دئما لها , يومها أخبرته انه لا احد يحبها حتى أمها , سألته لماذا حاول ان يقنعها بكل السبل ان الجميع يحبها وان والدتها تعاني من بعض المشاكل فقط ولكنها ابنتها المفضلة؟ حاولت إقناع نفسها بكلامه هو إيهاب لا يكذب ابدا عليها , رغم إدراكها في سنها هذا بأنه لا احد يتقبلها ولا يريدها الا هو .. هو فقط دائما موجود هو من يأتي معها لمدرستها , هو من يتواجد بكل شيء يخصها ,ملابسها الحلوة , هو من يذهب بها إلى متنزه الأطفال ,هو دائما موجود لا احد آخر حتى اعتقدت وقت مبكر من إدراكها العالم بأن ابيها لا اخ له ولكنها ادركت عندما تزوج إيهاب بإسراء ان إيهاب اخيها الكبير, تذكر يومها بكائها الطفولي وانهيارها بان إيهاب سوف يتركها ليسافر مع عروسه , كان طول الحفل يحتضنها ويبقيها بجانبه, إلى ان سحبتها أمها وعادوا للمنزل .. ومع ازدياد بكائها قامت والدتها بتعنيفها وضربها على وجهها لتركض لغرفتها والتي عرفت بعد ذلك بأنه من قام بمنحها غرفه خاصه وقام بتأسيسها ..هو , لا غيره دائما هو.. لا احد اخر اهتم بها غيره , يومها شعرت باليتم والنبذ , كانت في سنها الصغير هذا تدرك انها منبوذة غير مرغوبة من احد الا إيهاب ومُدرسه لها في مدرستها مُدرسه امريكية غريبه هي من عوضتها عن بعض مشاعر الامومة التي كانت تفتقدها بشده إلى ان عاد إيهاب من سفره الذي استمر شهراً , يومها احتضنها واتي لها بالهدايا ولعب الأطفال ولكن هذا لم يعجب اسراء , ولا أي احد الكل لا يريد لها حتى و لو مجرد شعور بسيط لطفله بالاهتمام والسعادة ؛ حاولت يومها التسلسل لغرفه إيهاب بغطائها الوردي الذي طالما تجره معها , لكن يومها صدمت بواقع ان اسراء أخذت مكانها يومها بكت كالعادة وعنفتها اسراء بشده حاول إيهاب تهدئتها وأخذها إلى غرفتها حتى نامت وقام بالانسحاب من جانبها , واستمر حالها هكذا لا احد يهتم بها ولا بمشاعرها , حتى بعد ان عادت إلى وطن لم تراه طول عمرها , بسبب قسوتهم ومنعهم إياها من مغادره الأراضي الأمريكية , لم يغير هذا شيء في القسوة والكره الذي تتعرض له لتفيق من تذكرها تضرب حائط الحمام بعنف ماذا فعلت لتستحق كل هذا النبذ ؟ ماذا فعلت ليكرهوها هكذا ؟ لماذا كل هذا المقت ؟ تذكرت أمها ان كانت لا ترغب بها من البداية لماذا اتت بها لهذا العالم ؟ لقد افتقدت الحب طوال عمرها وها هي تخسر إيهاب المراعي لها ما الذي حدث كان كل شيء جيد متى تحولت مشاعرها له بهذا الشكل ؟ وما الخلل الذي حدث ليرمي إيهاب كل شيء عرض الحائط و يوافقها على علاقتهم تلك؟ .. لتتوقف عن ضرب الحائط ناظره لانعكاسها في المرآة مخاطبه نفسها بقسوة "" بل تعرفين متى تحولت مشاعركِ من رؤيته اخ يرعاكِ و يقوم بشئونك ويعطف عليكِ إلى مشاعر مراهقة سخيفة منكِ ترينه فيها حلمكِ وعشقكِ ورجل , رجل ترغبينه مثل زميلاتكِ الذين يتحدثون بتبجح عن علاقتهم الغرامية , لتتحول كل مشاعرك له إلى مشاعر غرام خالص تريدينه وترغبيه ... لتصرخ لنفسها بصوت عال :"" غبيه , غبيه ومقرفه وبدل ان تتوقفي لا استمريتِ في جلب اهتمامه ومحاوله جذبه لكِ يا مقرفه "" لتقوم بكسر المرآة بعنف بإحدى الأدوات الموجودة بجانبها لتتوقف , تنظر لنفسها وصوت أنفاسها العالي يصم إذناها تنظر لصورتها المشوهة .. هذا انتِ هذه حقيقتكِ مشوهة من الداخل والخارج "" , لتنهار بعدها على أرض الحمام الباردة تبكي بعنف ونشيج حاد , ليجفلها بعدها طرق حاد على باب غرفتها الخارجية وصراخ حاد يأمرها بفتح الباب ." "الفصل الثالث أجفلت مريم من الطرق الحاد على بابها بعنف وصراخ اسراء وأمرها بان تفتح الباب فورا , أغمضت عينيها بقهر ""ماذا تريد تلك الان ليس لها طاقه او مقدره على مواجهه احد او تقريعه لها "" مع ازدياد الطرقات وصراخ تلك المجنونة كان يجب ان تنهض وتتسلح بسلاح البرود على وجهها لتستطيع مواجهتهم قامت تترنح قليلا مما تشعر به من قهر وغضب وبغض للجميع ونفسها ماذا يريدون فليتركوها في مصيبتها الخاصة بحق الله , استطاعت بصعوبة ان تسيطر علي أعصابها مع ازدياد الطرق على الباب لتغسل وجهها ببعض الماء البارد لعلها تستطيع السيطرة قليلاً على نفسها .. خرجت سريعاً من الحمام تبحث عن ملابسها لتجدها مبعثره في كل مكان حول السرير لتتذكر لمسات وكلمات إيهاب الملتهبة لها والمتوعدة وهو يقوم بتجريدها منها بنفسه وهي مستسلمة استسلام مخزي ومتلهف وكلها شوق لوصال متعطش منه , مسلوبة الاْرادة تماما لا ترى الا عينيه الحبيبتين اللتين بهم شغف العالم , لتغمض عينيها بقوه تحاول ان تنحي التفكير في وجهه وخيالاته الان حتى تستطيع مجابهة تلك الحرباء ؛ تناولت ملابسها وأتمت ارتدائها سريعًا وقامت بالتوجه إلى الباب لفتحه ليقابلها وجه اسراء الغاضب الصارخ بها , :"" لماذا لا تفتحي يا .. بائسة , اخيراً الأميرة المتشردة فتحت لنا الباب "" لترد عليها مريم محاوله السيطرة على أعصابها :"" ماذا تريدين يا اسراء الان ؟"" لتقوم اسراء بإزاحتها بيديها جانباً والدخول إلى الغرفة قائله بغضب :"" سمعت صوت تكسير ماذا فعلتي يا بائسه ؟"" لترد مريم باستنكار :"" كيف عرفتي سريعا هكذا ام انك تراقبينني ؟ .. لتضيف بسخريه .. لا أرجوكِ لا تقوليها هل تخافين عليّ اسراء ؟ "" لتضحك اسراء بصوت عالٍ :"" انا أخاف عليكِ ؟ هل جننتِ ؟ تعلمين إن مشاعرنا مكشوفه وبأني انتظر اليوم الذي سوف أتخلص فيه منكِ بكل شوق"", لتشملها بنظرات متفحصه جفون منتفخة عينين , بلون الدم شعرها الغجري عشوائي بطريقه مجنونه , لتنزل بعينيها على بقيت جسدها .. ذراعيها العاريين من فستانها الصيفي تبدو عليه اثار يدين في كل مكان يبدو انه أخيراً وفِى بوعده وقام بتهذيبها كما يجب ولكن ما يحيرها حقا ذلك الأثر على عنقها يبدو كأثر لا يحدث الا من ... لتهز اسراء رأسها باستنكار محدثه نفسها ""ماذا اسراء غيرتك وهوسكِ بجذب اهتمامه تجعلك تفكرين تفكير غير طبيعي , أ هكذا إيهاب ومريم هل جننتِ؟ "" لتقاطعها مريم بغضب :"" ماذا اسراء هل انهيتِ تفحصك جيدا لي وتأكدتِ مما آتيتي لأجله؟ اذا غادري انا لا طاقه لي بأحد "" , لتقترب منها اسراء بشماته قائله :"" هل رأيتِ حبيبي إيهاب لم يستطع رؤيتي أعاني منكِ الا وأخذ لي حقي بأشنع الطرق منكِ"" لتضحك بعلو الصوت قائلة :"" يبدو انه أحسن تهذيبكِ هذه المرة تبدو اثار يديه في كل مكان... لتضيف ,, هل هناك الكثير من الاثار في اماكن اخرى؟ "" لتكمل ضاحكة :"" اه إيهاب حبيبي عندما يتعلق الامر بي ينتقم بشراسه ولا يعير أياً كان أدنى اهتمام"" لتحاول مريم كتم غضبها قائله بسخريه :"" حبيبك إيهاب ؟! , فعلا أضحكتني اسراء , كلانا يعلم ان إيهاب لا يعيرك أدنى اهتمام وبقائك هنا في البيت مجبر لا اكثر امام المجتمع ووالدكِ بعد رفضكِ العودة لأمريكا وانا اعرف انك تتعشمين ان ينظر لكِ مره اخرى"" لتضحك اسراء بصخب :"" الصغيرة لها رأي وتعلم تفكير الكبار لا اصدق هذا , انا لا أنكر عزيزتي ونعم سوف يعود إيهاب إليّ وقريبا جدا مره أخرى "" :"" وكيف سوف تفعلين ذلك يا اسراء بعد ان رفضتي ان تقفي بجانبه في ازمته , ورفضكِ له , وطلبكِ للطلاق والزواج من صديق له ؟ هل انتِ بلهاء لدرجه تصديق انه من الممكن ان ينظر لكِ ؟ أفيقي قليلا من برجك العالي فالعالم لا يدور حول رغبتكِ "" , :"" سوف يعود وسوف ترين وسوف يتوسلني للعودة الا ترين كيف يعامل أطفالي فليعتبرهم الجائزة المرضية له "" لتضيف مريم بصوت أجش :"" انه إيهاب يا اسراء , إيهاب الذي يعطف على كل من هو منبوذ ومكروه على من لا يجد الحنان ,فيعوضه باهتمامه ليس الامر المعني انهم أطفالك ابدا ولكن مجرد طفلين يفتقدون الاهتمام "" لتضيف اسراء بصرامه وشماته :"" أطفالي ليسوا منبوذين او مكروهين مثلك احترسي من ألفاظك, وابتعدي عن طريقي والا سوف أعيد تربيتك بنفسي"" , لتقترب منها بشر قائله بفحيح :"" يبدو ان جسدكِ شفي من اثار تهذيبي لكِ ونسيتِ طرق انتقامي منكِ , وكفي عن طرقك الطفولية في جذب اهتمامه واهتمام من حولك انضجي قليلا لنستطيع التخلص منك ويخف الحمل عن عاتق اخيكِ قليلاً "" , لترد مريم ببرود :"" هل انتهيتِ من خطبتك العصماء وادعاء اهتمامكِ بأخي ؟ اذا اخرجي الان خارج غرفتي حالاً , وفري ادعاء الاهتمام امامه ربما يصدقك "" لتهدر اسراء بغضب :"" عديمة حياء متشردة "" , لتضغط مريم على أسنانها قائله :"" انا لست متشردة في الواقع نحمل نفس الاسم والكنية للعائلة الموقرة وكبرنا في نفس البيت وحصلنا على نفس مستوى التعليم , الاختلاف الوحيد انك الأميرة المدللة وانا العضو الزائد غير المرغوب في مولده ووجوده .. لتضيف باستفزاز ترفرف ببراءة بأهدابها .. ابله اسراء وفِي مقام اختي الكبرى فانتِ في النهاية في مقام ام ثانيه ليّ تعلمين الفرق بيننا كثير جداً .. لتضيف متصنعة التفكير اعتقد ابله اسراء اثني عشر عاما ربما ؟ "" لتضغط اسراء على نفسها من الغيظ :"" احدى عشر عاما فقط "" لتجيب مريم بنفس البراءة "" اسفه ابله فرقت عام معك ولكن تبقي النتيجة واحده , والآن تفضلي ابله اسراء خارج غرفتي حالاً "" لتخرج اسراء تتميز من الغيظ تجلب الضوضاء في كل ما تمر به , لتغلق مريم الباب مستنده بظهرها عليه مغمضة عينيها بإرهاق .. هذا كثير من المواجهات ليوم واحد كثير جدا على أعصابها وعلى حالتها حاليا لتجر نفسها جرًا إلى السرير لترتاح قليلاً مما مرت به ليتها صمتت ولَم تفسد يومها مع إيهاب ربما هذا كان يعطيها قوه اكبر لمواجهة الجميع ولكن لا يكفي يجب حدا لهذا الوضع الذي طال . ************** خرج من البيت لا يعلم إلى أين يتوجه , عقله مشغول بها وقلبه يعتصر عصراً لألمها وشعورها المخزي, يتألم لنبذها وكره العالم لها ,كأنهم أتفقوا ضمنيا اتفاق غير معلن على كره وجودها , كم نُبذت صغيرته وحُرمت من ابسط الأشياء؟ كم هي قاسيه أمها ؟ كم قاسيه عائلته؟ لقد حرموها حتى من حقها في النطق بالعربية, مثلهم يتذكر النهي الصارم لامها بان لا يتحدث ألعربية أمامها .. ابتسم بحنان يتذكر نزهاتهم الخاصة التي كان يأخذها إليها هو وهي فقط , وأحيانا بعض من أصدقائه الموثوقين بعد ان يذهب الجميع تاركيها مع مربيه او حتى خادمه , كان يأخذها لتعويضها , يرفعها على كتفيه ويجري بها على ضفاف البحيرة الموجودة قرب مدينتهم او في الحدائق العامة أحيانا او في ملاهي الأطفال كان يتفق معها سرًا انه سوف يحدثها ألعربية طوال الوقت وان لا تبوح لأحد بسرهم الكبير , وصغيرته لم تخيب ظنه ابدا ؛ يتذكر أيضاً والدتها المصون لم تنهيها او تنبها انهم مختلفين عن المجتمع من حولهم لم توجه لها ابدا عتاب على ملبس , او حتى كيف لا تقوم بأفعال صديقاتها وكيف تحافظ على نفسها , شد شعره بغضب عند تذكره ما حدث يا اللهي مما مصنوعه تلك المرأة؟ كانت مريم في الحاديه عشر في ذلك الوقت وقامت مدرستها بإرسال الرسالة المعتادة لطلب موافقه الأهل على مناقشه العلاقات الجسدية مع الطلبة , ولكن والدتها ببساطه لم تهتم, يومها ثار وخاطبها بدون اكتراث لقيم أو مكانه لها , لكنها إجابته ببرود:"" اجعلهم يفعلوا معها ما يريدون.. لتضيف بسخريه او افعل انت أ لست انت حامي الحمى وقلت يوم مولدها انك من سوف تهتم بها؟ اذا مبارك كلها لك "" , يومها ذهب هو إلى المدرسة ليقوم بإمضاء إقرار قاطع ان لا يقوموا ابدا بشرح مثل تلك الأشياء لها طالما هي تحت السن القانوني وانه سوف يهتم بالأمر بنفسه لأنهم من بيئة مختلفة , وهذا ما حدث قام بنفسه بتثقيفها وتعريفها كيف انهم مجتمع يجب ان تحافظ الانثى على نفسها وكيف ان الله يراقب افعالنا , ليصرخ بصوت عالي ساخر من نفسه:"" خوف من الله يا إيهاب هل تصدق نفسك ؟ كيف تحافظ الانثى على نفسها هل انت مريض ؟ لقد فعلت بها ما حذرتها طوال عمرها على المحافظة عليه لقد قتلتها ببطء , مستلذاً بكل لحظه هي بين ذرعيك غير عابئ بالنتائج او المستقبل , انت اناني مريض كما أخبرتها رجل رغب وأخذ بدون تفكير في العواقب"" , ليتوقف عن الصراخ يتنفس بصوت عالي "" يجب ان يجد حل لهذا الوضع , بالتأكيد هناك حل, لن تدمر أمانتك الصغيرة على يديك , يجب ان تحفظ حقها يجب ان تجد لها حياه طبيعية تعيشها وتنسى هذا الذي... ؟ لا يجد وصفا , الا وصفها بالقرف , يجب ان تخلصها من هذا القرف وهذا الوضع الشائن "" ليرن هاتفه قاطعاً تسلسل أفكاره لينظر للرقم ويزفر بضيق مجيباً الهاتف:"" نعم يا امي ما الامر؟"" :"" أين انت؟"" -:"" انا في الخارج قليلا ماذا تردين فقط اخبريني؟"" تعال حالاً لقد وصل ممدوح الان من المطار , ليرد إيهاب مستغرباً الأمر :""ممدوح لماذا ؟ومتى ؟ ولما لم يخبر احد"" لترد امه بضيق :"" لا اعرف تعال واسأله بنفسك "" ليزفر بضيق كان ينقصه ممدوح الان بمشاكله وزوابعه التي يثيرها , ليستدير بسيارته متوجها للبيت مره اخرى . -:"" مرحباً بني كيف حالك لقد اشتقنا إليك "" قالتها السيدة فاطمه :"" وانا أيضا زوجه عمي اشتقتكم جميعا ولَم استطع ان أقاوم شوقي اكثر فأتيت لكم حالاً بدون ان اخبر احد "" لتنظر زوجه عمه لهذا الشاب الذي يقف أمامها تعلم مدى خطورته وكذبه وجهه وسيم بخطورة , تصرخ ملامحه بالشر والنفس المشوهة , عينيه الذئبية بلونها الأخضر الذي ورثه عن امه الامريكية , انف مستقيم وجسد رياضي , ولكنه خطر جدا لديه تفكير وخطط لا تودي الا للهلاك , حظه سيء من يقع تحت يديه , لا ترتاح له ولكن ما باليد حيله في التعامل معه ربما هي تفهمه ويفهمها جيدا لهدف التخلص من شخص واحد , ليصل إيهاب في ذلك الوقت , ليدلف من الباب مرحبا بممدوح :"" مرحبا حمد لله على سلامتك أولاً ,هل حدث شيء سيء؟ هل هناك شيء لتأتي هكذا فجأة بدون اخبار احد ؟"" ليتظاهر ممدوح بالعبوس قائلا :""مهلك قليلا رحب بي أولاً "" :"" لقد رحبت بك بالفعل ممدوح ما الذي حدث لتأتي بهذا الشكل؟"" ليرد ممدوح ببرود :"" ماذا إيهاب هل انا غير مرحب بي في بيت العائلة؟ لم أكن اعرف ذلك؟ لو اعرف ما كنت اتيت ؟ "" ليزفر إيهاب بضيق ما هذا الْيَوْمَ الذي لن ينتهي :"" لم اقصد هذا بالطبع ولكن قلقت قليلاً"" ليرد ممدوح بلامبالاة قائلاً :"" لا تقلق الجميع هناك بخير والعمل جيد فقط مللت ,تستطيع القول باني اشتقت للوطن.. ويضيف بلؤم ولكم جميعا إيهاب , أين مريم صحيح لم أرها حتى الان ؟"" لتشتعل حدقتي إيهاب بغضب وتتقبض يديه وتنفر عضلات وجهه بقوه يعلم جيدا ماذا يقصد هذا المستفز بتلميحاته , ذو النفس المريض , ليكمل لنفسه وانت أصبحت مثله تماماً بل تعديته بمراحل ؛ لتتولى امه الرد عنه وهي تستفيض في الشرح عن أفعال مريم التي لا تطاق لتختم كلامها بالقول انها هشمت أشياء بغرفتها بعد معاقبته لها ومن وقتها تغلق الباب على نفسها , ليقاطعها إيهاب بغضب :"" ماذا قلتِ يا امي هشمت أشياء وتركتموها كل هذا الوقت بدون حتى الاطمئنان عليها؟ "" لترد امه ببرود ولؤم :"" لقد ذهبت لها المسكينة اسراء ولكنها كالعادة اطالت لسانها وأخطأت في حق المسكينة وطردتها من الغرفة "" , ليستدير بغضب تاركاً لهم غرفه المعيشة متوجهاً لغرفتها , لن يطاوعه قلبه يعلم بان كلامه ما فعل بها ذلك , ليلعن نفسه في سره كيف تركها بعد ان جرحوا بعضهم هكذا ؟ يعلم تهورها وجنونها ,ولكن قبل ان تصل يديه لمقبض الباب , يسمع صوت ممدوح وراءه , ليتراجع ناظراً له:"" ماذا تريد ممدوح ؟"" ليرد ممدوح مدعي الاهتمام :"" اطمئن عليها بالطبع , واراها تعلم من لا يشتاق الصغيرة مريم ؟ "" لتنقبض يد إيهاب بجانبه يحاول كتم غضبه قائلاً :"" الاولى يا ممدوح ان تسأل على شقيقتك وأطفالها وتطمئن عليها لا ان تأتي لمريم , كما اني لن اسمح لك باقتحام غرفتها هكذا تعلم هذا لا يجوز "" ليرفع ممدوح حاجبيه مدعي الاستغراب :"" لا يجوز لي ولكنه يجوز لك هذا غريب حقاً "" ليرد إيهاب ببرود :"" نعم تعلم جيدا انه يجوز لي ويجوز لي اكثر من ذلك بكثير"" , ليدلف إيهاب إلى الغرفة بعدها صافقاً الباب في وجهه , ليتحرك في الظلام الدامس متوجهاً إلى سريرها ليشعل اباجوره جانبيه ليجدها تغط في نوم عميق ولكن اثار الدموع تبدو على وجهها الهادئ البريء , تفحص جسدها جيدا بدون ان يزعجها, ليقوم بتدثيرها بالغطاء جيدا ليجلس جانبها بعد ان اطمئن عليها يتأمل ملامحها البريئة , فم صغير نسبياً , انف منمق صغير عيون واسعه باللون البني الفاتح حتي. يتحير البعض. في. انهار ماديه من يدقق بها يجدها مطابقه للون عينيه هو ولكنها تبخل عليه الان في تأملهما ليضحك بخفوت عند تذكر النظرة الشقية لها , ملامحها توحي ببراءة مطلقه لكن عينيها تحمل من الشقاوة التي لا تعرف حدود تلك حقيقتها خجولة بريئة وشقيه وقويه وشرسة عندما تريد لا يعلم كيف لها بهذا المزيج الغريب في شخصيتها , يشعر بالضيق والغضب عليها ومنها كيف استطاع ان يسمعها ما قال حتى لو جرحته في الصميم يفترض انه الناضج كما قالت والمسؤولية تقع عليه كامله , مد يده يمسد على شعرها الغجري المنثور حولها في كل مكان , كم يحب ملمسه ولونه البني الغامق ,وتجعيداته المتدلية بشكل طبيعي جذاب شعر غجري بنعومة غريبه كل ما بها متناقض , تجمع كل شيء وعكسه , ضحك بحنان على أفكاره يتذكر كم مره قام بتمشيط شعرها بل وتمادت في الامر لتجعله يضفره لها مئات المرات ليخرج عن عقاله بعد قليل من الوقت منثور بعشوائية خلابة من حوالها تزيد بشرتها الخمرية جاذبيه خطيره , تمتمت في نومها قليلا تبدو كأنّها ترى حلم سيء ليميل عليها متحدث بصوت هامس دافئ :""لا تخافي صغيرتي ابدا انا بجانبك أسف حبيبتي أسف علي كل الألم والقلق الذي أتسبب به لكِ , نامي حبيبتي انا ها هنا "" وكأنها سمعت ندائه او عقلها اللا واعي ادخل الكلام لها لتستكين في لحظه وعلى وجهها علامات الراحة ؛ بعد مضي بعض الوقت تحرك متواجها لغرفته فهو أيضا الْيَوْمَ كان سيء جدا له ,عقله لا يستطيع ان يتوقف عن التفكير ؛"
"الفصل الاول مريممممم تعالي هنا الان ""لا لن آتي انت تريد معاقبتي "" ليرد عليها بسخريه :"" وهل تظنين باختبائك أعلى خزانه الملابس بأني لا أستطيع ان أصل اليكِ؟ "" لترد عليه وهي تمط شفتيها: "" لا أظن ولكنها مجرد محاوله "" , لتلمع عينيه بالضحك من مظهرها هذا ليحدث نفسه مهما حاولت ان اراكِ ناضجه لا أستطيع تبقين كما انتِ صغيره جدا بأفعالك مريم ... لتقاطع استرسال أفكاره وهي تلوح بيديها :"" أين ذهبت انا ما زلت هنا وتعبت من التسلق أ لن تعاقبني لو نزلت من مكاني؟"" لترسم الوجه البريء الذي تعرف جيدًا انه لا يستطيع مقاومته وتضيف ""ارجوووك انا اكره العقاب"" ليعقد يديه على صدره ويرفع حاجب واحد وهو يحدثها:"" كفي عن الاعيبك مريم وأهبطي لنتحدث كما البشر "" , لتمط شفتيها بامتعاض قائله:"" وماذا نحن الان؟"" ليرد ساخراً منها :"" في الحقيقة انسه مريم انا لا أرى الا قردة ومدربها الذي هو انا للأسف .. ليضيف بجديه أنزلي مريم الان "" لتتنهد باستسلام وهي تمثل دور المظلومة المجبرة :"" اللهم اني لا أسالك رد القضاء ولكني أسالك اللطف فيه "" ليرفع حاجبيه حتى كأنهما يصلان لآخر جبهته وهو يقول: "" لقد اصبحتِ تجيدين العربية وايضاً الدعاء والاستسلام , من انتِ ؟"" لتكتم ضحكتها بصعوبة وهي تهبط وعند ملامسة قدميها للأرض تشهق بخوف عندما تشعر بمن يرفعها عن الارض مره اخرى :"" ماذا تفعل إيهاب لقد وعدت اننا سوف نتحدث ..لتضيف بصراخ قليلًا إيهاب إياك انا لم أعد صغيرة , اقسم ان ضربتني على.. على "" لترتفع ضحكاته من ترددها وهو يضيف :""على ماذا مريوم انطقيها على مؤخرتك أليس كذلك كما تعودت ان افعلها عندما تخطئين وانتِ صغيره "" لترد مريم وهي تحاول الفكاك منه :"" إيهاب إيّاك, لن أسامحك ان فعلتها "" ليتوجه إلى باب الغرفة وهو يحملها ويقوم بغلقه وبعدها إلى سريرها الخاص ليضعها عليه وهو يحكم قبضته عليها حتى لا تستطيع الهرب, "" كفي عن صراخكِ الان وحركاتكِ الخرقاء وحدثيني كالبشر مريم , لماذا فعلتِ ذلك ماذا فعلوا لكِ كل تلك النساء لتقومي بفعلتك الشنعاء تلك اريد اجابه الان ولا تتهربي ؟ "" لتقوم بنفخ خصله من شعرها من على عينيها بدون اهتمام قائلة :"" كنت اشعر بالملل لا شيء جديد فأردت أضافه بعض المرح"" ليرد بصدمه :"" تشعرين بالملل فتضعي لبلاب سام على مقاعدهم ليقمن كمن اصابهن الجرب بتلك الأفعال التي فعلوها ؟! "" لتنفجر في الضحك قائلة :"" هل رأيت والدتك عندما أخبرت أبنة عمك المصون بأن تقوم بالهرش لها ؟"" لينفجر في الضحك عند تذكره الموقف ويسايرها بالقول :"" هل رأيتِ أبنة عمي وهي تصرخ بأمي بان تقوم هي بالهرش لها اولاً ؟ والسيدة فوزية صاحبة الأنف الذي يصل إلى عنان السماء هل رأيتها عندما احتضنت الشجرة تحتك بها صعوداً وهبوط ؟ "" لينفجر في ضحك صاخب بشده عند تذكره لحفله والدته وأبنة عمه التي تحولت لجنون بسبب مريم المجنونة , ليتوقف قليلاً :"" اذا نفذتي انتقامكِ منهم كما هددتِ اذا لماذا فتحتي عليهم خرطوم المياه ؟"" لترد بلا مبالاة :"" قلبي الكبير عطف عليهم وأردت ان يطفئوا قليلا من نار اجسادهم"" لينظر لها باستنكار و جديّة :"" مريم هذا جنون ويجب معاقبتك حتى لا تكرريها نعم انا لا أحب تلك الحفلات المنمقة المتكلفة مثلك تمام ولكن ما حدث خطأ كبير جدًا من جانبكِ "" , لترد عليه ببعض التوجس :"" ماذا سوف تفعل؟"" لينظر لها طويلاً عينيه في عينيها ولكن تتحول نظرته لشيء اخر تدرك مؤخرا معاني الشغف بها لقد حفظت تلك النظرة جيداً , ليميل اليها يحاول تقبيلها لتضع يديها على فمه بعد ان افلتها قالت ببعض الغموض"": سوف تتأخر عليهم عندي وسوف يأتون للبحث عنك الا تخاف ان يتسألوا لماذا كل هذا التأخير"" ليزيح يديها غير مدرك لمعاني كلامها المبطن وهو يلثم عنقها ونبرته تتغير تماماً للأثارة في بحه صوته وهو يتكلم بصوت خافت مدغدغ في نبرته :""هم يعتقدون بأني اعاقبكِ الان وهذا يفرحهم , وانا اعقابكِ وكم يسعدني عقابك جدا رومتي "" لترفع يديها تحاوط عنقه باستسلام هي اشتاقت له أيضاً وهي من وافقت على هذا الوضع بل سعت له بكل قوتها اذاً لكل حادث حديث ولتعش جنونه العنيف بها الان ربما , ربما هذه المرة لا يفعل مثل كل مره ويهرب ؛ بعد وقت طويل تنظر له ببعض الغموض والغضب يتآكلها , كعادته معها ينهي ما يريد ثم ينهض كالملسوع ليغادر ,ليميل عليها بعد ان أتم ارتداء ملابسه وهو غافل عن ردة فعلها الْيَوْمَ ليحاول لثم وجنتها وهو يحدثها بضحك"": انهضي الان لترتدي ملابسكِ مؤكد سوف يأتي احد منهم لشماته فيكِ بعد مغادرتي "" لتبعد عنه وجهها ليتوقف مكانه وهو يميل عليها ويحاوط بيديه رأسها وهي ما زلت مستلقيه ليقول :"" ماذا حدث ما بكِ حبيبتي ؟"" لترد والغضب يتاكلها :"" ماذا بي؟ لا شيء , ولكن ألن يتسألوا لما ليس هناك اي اثر للعقاب عليّ؟"" ليقترب منها وجهه في وجهها قائلا:"" لا تخافي لقد تركت بعض الاثار على يديكِ وجسدك وسوف يفسرونها على انها عقاب غير مدركين انه عقاب لذيذ جدا لي"" ليحاول الاقتراب مره اخرى يحاول لثم شفتيها لتزيحه بحده من صدره ليتراجع للوراء جالساً على السرير أمامها ليعقد حاجبيه باستغراب من ردود افعالها :""ماذا الان مريم ما بك؟"" لتهتف في وجهه بغضب هادر وهي تنهض من مكانها غير مباليه بالغطاء الذي تجردت منه هادره به وهي تضغط على أسنانها :""ماذا بي أيهاب باشا لا شيء .. , لتقترب من وجهه وهو جالس أمامها وهي تقف على ركبتيها :"" سؤالي فقط لم كل هذا الاحتياط؟ لتضيف باستفزاز .. هل يخاف إيهاب باشا العظيم ان يكتشف احد علاقتك الشائنة بي؟ "" ليردّد ورآها بصدمه :"" علاقتي الشائنة بكِ؟! "" لتضيف بغضب وكلماتها تقطر سمّاَ : "" نعم, وهل لها مسمي اخر...اخي العزيز؟!"" ليرد إيهاب بعد أن تدارك نفسه وكسى وجهه البرود الذي لا تستطيع ان تعرف منه انفعالاته ليقول :"" كما تحبين ان تسميها .. اختي الصغيرة , لكن أحب ان اذكرك العلاقة الشائنة انتِ من سعيتِ اليها و رضيتي بها رغم معرفتك جيدا بأنها علاقه مستحيل ان يتقبلها المجتمع من حولنا .. ليضيف بقسوة بعد ان أمسك بذراعيها العاريين .. وما انا الا رجل يتقبل كل ما يقدم له بسخاء وإقناع"" لترد عليه بغضب وتهكم :"" الان انا من سعيت اليها .. يا اخي .. وما انت الا رجل لم يستطع مقاومه اخته الصغيرة اذا أين كان عقلك ؟ كلانا ارتضى ولو اني أرى بحكم سنك وإخوتك المزعومة كان يجب ان توقفني عند حدودي لا ان توافق على هذا الوضع الشائن"" ليضغط على كتفيها حد الإيلام مضيفاَ بغضب :"" اذا دعيني أفكرك كم قاومتكِ وأفهمتكِ بالعلاقة المستحيلة هل تذكرين تسللك لسريري في احد المرات ومحاولة جذبي جسديا لأقوم بضربك حتى تفهمي ما لم تستوعبيه من كلامي بعقلك المحدود"" لترتعش بالألم من كلامه والذكرى تجتاحها لكن لن تضعف الان هي من بدأت مواجهه صمتت عنها كثيرا مستسلمة لما يريد لتقول بقوه وسخريه في نبرات صوتها :"" نعم ولكن في النهاية لم تستطع الصمود ورضخت لتحولني لشي يستخدم عند حاجتك له , كما قلت انت رجل لم تستطع السيطرة على رغباتك حتى مع اختك الصغيرة "" ليقترب منها ينظر لها بازدراء :"" نعم يا مريم كما قلتِ لا مانع لدي من اخت في العلن وجسد في السر طالما الصغيرة لا تمانع وسعت إليّ بقوه تقنعني وتغريني ببراعة , ولكن سؤالي مريم لماذا الان ؟ كنتي من منذ وقت قليل فقط متلهفة في أحضاني حتى خَيل لي انك لا تريدين تركي ؟"" لترد بقسوة :"" ربما شعرت الان بالاشمئزاز مني ومنك وانا اراك مثل كل مره تفعل الخطأ وتلوذ هارباَ بعد ان تحرص جيدا على مداراة جريمتك "" ليضيف بحزم وغضب :"" اخرسي , اخرسي سوف تندمين على كل كلمه حمقاء تفوهتِ بها يا مريم"" ليشعر انه غير قادر على تحمل المزيد من كلامها المسموم لينظر لها باشمئزاز من مظهرها أمامه ليضيف بقرف :"" استري جسدكِ وان كنتي أدركتِ خطائك اخيراً اذا توقفي عن استسلامكِ المقرف وتسللك لغرفتي كل ليله بحجه الاطمئنان على اخيكِ الكبير "" ليزيحها بقرف تاركاً الغرفة والمكان كله , لتجلس على السرير ضامه ركبتيها إلى نفسها شاده الغطاء عليها تبكي بقهر وذل على الوضع الذي سعت اليه وارتضت به , كل كلمه تفوه بها لديه كل الحق بها , كانت تصمت طالما هو بجانبها ويحميها , طالما يحبها حتى ان لم يصرح ابداَ بذلك ولكن تشعر بالقليل من مشاعره التي تحولت لصالحها , ترضى بعلاقه مرفوضه يحددها مجتمع من حولها متحكم فيهم, ترضى بالقليل الذي يمنحه لها من مشاعر في سريه شديده ويرضى قلبها المريض بحبه , لكن ماذا تفعل في مصيبتها التي ان كُشفت سوف يتساءل الجميع عن المتسبب بها , وقتها هل سوف تجرؤ على ذكر اسم إيهاب ؟ وان فعلت هل سوف يصدقها احد؟ . خرج بعاصفة من غرفتها بعد ان أغلق الباب بقوه هزت أركان الغرفة من خلفه , ولكن توقف للحظات يستمع لنشيجها العالي أغمض عينيه بقوه يسند راْسه على باب غرفتها لا يستطيع ان يسمع بكائها ولا يحب حزنها لكن هي من بدأت هي من سعت وجرته معها لما هما فيه , بأي حق الان تعترض؟ باي حق توقظ بداخله نار ضميره بعد ان سيطر عليها بصعوبة من وضعهم هذا , بأي حق تسرق منه اللحظات التي يستريح بها معها هي ؟ الا تعرف الغبيه انه بعد كل مره يشعر بالحقارة والانحطاط من نفسه ومن استغلال استسلامها وضعفها به ؟ الا تعلم كم من المرات يلوم نفسه على علاقه مستحيل الخروج بها للنور او حتى المجاهرة بها ؟ ليبتسم بسخريه لنفسه.. نعم إيهاب جرحك كلامها ولكن كما وصفتها هي علاقه شائنة ومحرمه كما وصفتها , ليأتي صوت من خلفه يوقظه من رثاء نفسه ووضعه المخزي صوت لا يُذكّره الا بالغدر ونقصه , :"" ماذا إيهاب هل ضعفت سريعا كما كل مره على صوت بكائها الكاذب ؟ حقاَ اختك تلك ممثله بارعه , انا واثقه انك لم تفعل لها الا بعض اللوم ككل مره لكن هي كعادتها تبدء في دموع التماسيح لجلب اهتمامكً والهرب من فعلتها "" ليحاول استعادت رباطه جأشه ورسم الوجه البارد الخالي من المشاعر ليستدير اليها قائلا :"" ماذا تريدين الان اسراء ؟ طلبتم معاقبتها وها انتِ تسمعين بنفسك نتيجة ما طلبتم ماذا الان ؟ "" لتقترب منه محاوله فتح الباب وهي تقول:"" أشك انك فعلت لها شيء لولا اهمالك في تربيتها ودلالك لها ما كنّا تعرضنا لتلك المواقف المحرجة "" ليشد يدها ويزيحها بقرف من ملامستها قائلا :"" ماذا تريدين منها الان ليس لأحد أي احد الحق في اقتحام غرفتها هكذا , وان كان عن تربيتها ودلالها فانتي تعلمين هنا من ينقصه المبادئ والأخلاق وبالتأكيد ليست هي "" لتنظر له بغضب :"" ماذا تقصد بالضبط إيهاب من تتهم بقله الأخلاق ؟ "" ليرد ببرود :"" اقصد من اقصد اسراء فكري واعرفي بنفسك"" :"" انا لا اسمح لك ايهاب التزم كلامك "" ليرد عليها ببرود :"" وانتِ كفي عن الاعيبكِ اسراء بجعل حياتها جحيم , مريم لا تفعل تلك المقالب الا ردًا على ما تفعلوه بها , انتقام واهي من صغيره تجهل بألاعيبكم الخطرة وما تريدون ان تصلو اليه بتلك الألاعيب"" لترد اسراء بغضب وحقد :"" كعادتك دائما من صغرها تدافع عنها وتتهم الآخرين بظلمها , وهي تستطيع جذبك بسهوله لصالحها "" ليرد عليها ببرود :"" ربما لأنها الحقيقة التي تخشون ان تصرحوا بها جميعكم حتى امي انا تخشى وتغار من اختي الصغيرة التي لم تفعل لكم شي وليس لها ذنب في ان تأتي لهذا العالم وسط عائله حاقده "" لترد اسراء ببعض الألم من كلامه :"" نحن عائله حاقده إيهاب ؟ ومن اجل من ؟ هل ترانا هكذا حقا من اجل تلك الا ..."" لينهاها بشراسه :"" اياكِ التفوه بكلمه في حقها امامي او حتى من ورائي فلن يعجبك ردي ابدا"" لتضحك بألم :"" انت حتى لم تدافع عني انا هكذا يوما "" لينظر لها باستصغار قائلاً :"" ربما لأنكِ لا تستحقين وانا لا أحب ان أدافع عن من لا يستحق "" لتهتف به اسراء :"" متى أصبحت هكذا ؟ من انت بحق الله ؟ أين الحنون المتفهم للجميع؟ أين من كان لا يجرح عدوه حتى بكلمه "" ليكمل ببرود واضعا يده بجيب بنطاله مبتعدا عنها خطوه للوراء :"" انا ما زلت انا ولكن مع من يستحق ولديه مبادئ واخلاق "" لتهتف بغضب :"" انا استحق , انا ابنت عمك .. انا من تستحق وسط الجميع , انا زوجتك إيهاب انا استحق حنانك واحترامك اكثر منها "" ليقترب منها يقرب وجهه من وجهها قائلاً ببرود فظ :"" كنتِ اسراء .. كنتِ زوجتي , انتِ مجرد طليقة لي ولا تتعشمي فيّ اكثر من ذلك يوما "" ليتركها ويغادر ليبتسم لنفسه ويعد, واحد, اثنان, ثلاثة لتنطلق اسراء في توسلاتها وتوعدها بانه سوف يعود لها صاغراً مذكرة اياه بانه لم يتزوج بعدها في اعتقادها حبا فيها , الغبيه , تعتقد انه من الممكن ان ينظر لها بعد ان غدرت به وتركته لتتزوج من صديقه , والآن تعود تبكي بطفلين مدعيه حبها له ,وتريد العودة؟! كيف يأمن لها مره اخرى؟ ليذكر نفسه ليس المشكلة في الأمان يا إيهاب , المشكلة بأنك اخرجتها من حساباتك بشكل نهائي , والكارثة انك أصبحت خبيث, نفسك لا ترضى ولا تهدأ الا بالوقت الذي تسرقه من الزمن بين ذراعي صغيرتك ؛ ليحدث نفسه بصوت عالي به مراره :"" كم انت حقير وبنفس مريضه "" أغمض عينيه بألم وشبح ابتسامه على وجهه يتذكر يوم مولدها في بلاد المهجر كيف حملها بين ذراعيه والجميع بمن فيهم أمها رافض حتى النظر اليها , وقد سلمتها له احدى الممرضات بعد غضبها من الحاضرين , والده وعمه الذين رفضوا حملها كأنهم يعاقبونها على افساد خططهم جميعا , كيف ضم اللفة البيضاء بخطوط ورديه إلى احضانه , ينظر لها بانبهار رغم عمره الذي تجاوز آن ذاك السابعة عشر , لكنه لم يشعر اجمل من شعور أخذ ذلك الكائن الرقيق بين يديه, يذكر جيدا شعوره بان الطفلة الصغيرة سوف تعاني من عائله رافضه لها وان أمرها اصبح كله على عاتقه , وهذا ما حدث, حتى اسمها رفضت أمها أن تمنحها اسماً لها , فأطلق هو عليها اسم (مريم) لا يعرف لِمَ ولكنه كان قلبه يحدثه بأنها سوف تتعرض للظلم , وهذا ما حدث طول اعوامها التسع عشر لتنتهي بأن يذبحها هو على يديه , وينهي أي أمل لها بحياة سليمه . انتهي قرائه ممتعه" "الفصل. التاني. عاد من ذكرياته ليرفع عينيه ليصطدم بوجه أمه الغاضب الحانق دائمًا , تلك السيدة التي تحاول مداراة خطوط الزمن بأي شكل على وجهها لكن لا فائدة , القسوة التي تُكنها في قلبها تتجلى بوضوح على وجهها لتمحو أي اثر للتجميل او أن تظهر اصغر سنًا , لا يعرف ما سر كل هذه القسوة وخصوصًا تجاه تلك الصغيرة البائسة التي رماها القدر في طريقهم جميعا, الا يكفي ما عانته؟ أ لم يكتفوا من قسوتهم ؟ ماذا بعد؟ .. سوف تراء منهم بعد صغيرته القوية ذات الروح الشفافة , رغم كل ما تعانيه من قسوة وكره الا انها تحول الامر لانتقام ضاحك عفوي وأفعال بريئة , لتوجه أمه الحديث إليه بغضبها المعتاد :""هل عاقبتها؟ تلك البائسة عديمة التربية , تتجرأ وتفعل ما فعلت مع صديقتي ومعي"" ليتأفف إيهاب بضجر , ها هي المحاضرة تعاد مره اخرى امي أرجوكِ , لقد تحدثت معها ولن تكررها كانت تمزح فقط معكم """": لتقاطعه بحده :"" تمزح؟ .. تمزح ؟ مع سيدات من أرقى طبقات المجتمع بأن تجعلهم يقفزن مثل القرود , لقد خسرتُ مكانتي بسببها.. لتكمل بوعيد .. البائسة المتشردة , بالتأكيد لم تفعل لها شيئاً , تقول تحدثت معها , لا فائدة يبدو بأني سوف أقوم بتهذيبها بنفسي "" لتتركه وتتوجه إلى درجات السُلم , ليقف إيهاب في طريقها قالاً بصوت حازم :"" يكفي هذا ... إلى هنا وتوقفوا , لا احد سوف يتحدث معها ولا احد له الحق في معاقبتها انا سوف اجعلها تعتذر لكم , لكن اقسم يا امي ان تعرض لها أحد فأن ردي لن يكون جيدًا"" نظرت له أمه باستنكار وغضب :"" أ تهددني إيهاب؟ .. من اجل تلك ألفتاه الحاقدة الناكرة للجميل ؟ انا أمك تتوعدني من اجلها ؟ "" ليزفر بضيق محاولاً مهادنتها قائلاً :"" انا اعتذر لكِ , لكن لقد طفح الكيل وتعبت من المشاكل والتوعد يا امي لم اقصد سامحيني .. ولكن توقفوا عن اذيتها , مريم بطبيعتها لا تثير المشاكل الا ردًا على من يؤذيها , أرجوكِ يا امي يكفي لا اعرف سر كرهك لها هكذا , حاولي ولو من اجل راحتي أن تعتبريها ابنتكِ "" لترد عليه أمه باستعلائها المعتاد :"" من هذا الذي يفتعل لها مشاكل ؟ انها لا تساوي حتى مجرد نطق اسمها في نظري , ولا يا إيهاب لن اعتبرها ابدا ابنتي... اما كرهي فأنا لا ارها من الأساس من اجل ان أكرهها او احبها , فقط ابعدها عن طريقي فبرغم كونها أختاً لك لست بمجبره على تحملها "" ليجيب بقنوط :"" لا فائدة منكم ابدا مهما حاولت "" , ليوجه حديثه مره اخرى :"" امي أرجوكِ لا احد يصعد لها او يخاطبها تأكدي بأنها سمعت الكلام الجارح واللوم الجيد ولا تحتاج المزيد "" ليتركها ويغادر تاركاً البيت كله ؛ لم يرَ ضحكة الانتصار والشماتة التي ارتسمت على وجه أمه واسراء التي تقف أعلى الدرج تستمع للحوار بينهم . ***** تحركت مريم بتثاقل ناحيه الباب لتقوم بغلقه بالمفتاح تسمع جيداً الكلام والصراخ المتبادل بين إيهاب وتلك, لتغمض عينيها بألم "" أبنة عمه فقط .. أبنة عمه , تذكري هذا جيدا, اسراء أبنة عمه وهو لن يعود اليها ابداً هو اخبركِ بذلك مراراً حتى قبل ان تتحول علاقتكم"" لتتحرك إلى الحمام الملحق بغرفتها غير عابئة او راغبه بان تسمع ما يدور لتجيب نفسها ,وما الجديد الذي من الممكن ان تسمعه؟ مثل كل مره لوم ,عتاب , وشماته بها , او حتى سب في أخلاقها , ولوم له في تدليلها لتضحك بألم ..تدليلها .. بحق الله يستكثرون عليها مجرد دلال لها منه؟ هو فقط أي دلال بحق الله مجرد ان يلبي لها رغبه ما, أن يهتم بها في مرضها او يدافع عنها امام عائله كامله قامت باضطهادها نفسيًا طوال عمرها وكرهوا وجودها.. اصبح هذا دلال ؟! تذكرت وهي في عمر العاشرة, مره من مرات كثيره كان تحتاج بشده ان تكون والدتها المصون معها في حفل مدرسي مثل باقي الفتيات , بكت وتوسلت لكن والدتها ككل مره رفضت بإصرار ناعته أياها ""بالدخيلة المقرفة"" يومها إيهاب وجدها تبكي في حديقة المنزل الخلفية بعد ان بحث عنها وعلم بما جرى لها من والدتها وتعنيفها لها , يومها احتضنها بشده مهدئاً أياها وخاطبها بصوت حنون مثل كل مره يعنفها احد منهم اخبرها يومها بأنه سوف يأتي هو معها مثل كل مره , واستنكر عليها لماذا سالت احد وهو موجود دئما لها , يومها أخبرته انه لا احد يحبها حتى أمها , سألته لماذا حاول ان يقنعها بكل السبل ان الجميع يحبها وان والدتها تعاني من بعض المشاكل فقط ولكنها ابنتها المفضلة؟ حاولت إقناع نفسها بكلامه هو إيهاب لا يكذب ابدا عليها , رغم إدراكها في سنها هذا بأنه لا احد يتقبلها ولا يريدها الا هو .. هو فقط دائما موجود هو من يأتي معها لمدرستها , هو من يتواجد بكل شيء يخصها ,ملابسها الحلوة , هو من يذهب بها إلى متنزه الأطفال ,هو دائما موجود لا احد آخر حتى اعتقدت وقت مبكر من إدراكها العالم بأن ابيها لا اخ له ولكنها ادركت عندما تزوج إيهاب بإسراء ان إيهاب اخيها الكبير, تذكر يومها بكائها الطفولي وانهيارها بان إيهاب سوف يتركها ليسافر مع عروسه , كان طول الحفل يحتضنها ويبقيها بجانبه, إلى ان سحبتها أمها وعادوا للمنزل .. ومع ازدياد بكائها قامت والدتها بتعنيفها وضربها على وجهها لتركض لغرفتها والتي عرفت بعد ذلك بأنه من قام بمنحها غرفه خاصه وقام بتأسيسها ..هو , لا غيره دائما هو.. لا احد اخر اهتم بها غيره , يومها شعرت باليتم والنبذ , كانت في سنها الصغير هذا تدرك انها منبوذة غير مرغوبة من احد الا إيهاب ومُدرسه لها في مدرستها مُدرسه امريكية غريبه هي من عوضتها عن بعض مشاعر الامومة التي كانت تفتقدها بشده إلى ان عاد إيهاب من سفره الذي استمر شهراً , يومها احتضنها واتي لها بالهدايا ولعب الأطفال ولكن هذا لم يعجب اسراء , ولا أي احد الكل لا يريد لها حتى و لو مجرد شعور بسيط لطفله بالاهتمام والسعادة ؛ حاولت يومها التسلسل لغرفه إيهاب بغطائها الوردي الذي طالما تجره معها , لكن يومها صدمت بواقع ان اسراء أخذت مكانها يومها بكت كالعادة وعنفتها اسراء بشده حاول إيهاب تهدئتها وأخذها إلى غرفتها حتى نامت وقام بالانسحاب من جانبها , واستمر حالها هكذا لا احد يهتم بها ولا بمشاعرها , حتى بعد ان عادت إلى وطن لم تراه طول عمرها , بسبب قسوتهم ومنعهم إياها من مغادره الأراضي الأمريكية , لم يغير هذا شيء في القسوة والكره الذي تتعرض له لتفيق من تذكرها تضرب حائط الحمام بعنف ماذا فعلت لتستحق كل هذا النبذ ؟ ماذا فعلت ليكرهوها هكذا ؟ لماذا كل هذا المقت ؟ تذكرت أمها ان كانت لا ترغب بها من البداية لماذا اتت بها لهذا العالم ؟ لقد افتقدت الحب طوال عمرها وها هي تخسر إيهاب المراعي لها ما الذي حدث كان كل شيء جيد متى تحولت مشاعرها له بهذا الشكل ؟ وما الخلل الذي حدث ليرمي إيهاب كل شيء عرض الحائط و يوافقها على علاقتهم تلك؟ .. لتتوقف عن ضرب الحائط ناظره لانعكاسها في المرآة مخاطبه نفسها بقسوة "" بل تعرفين متى تحولت مشاعركِ من رؤيته اخ يرعاكِ و يقوم بشئونك ويعطف عليكِ إلى مشاعر مراهقة سخيفة منكِ ترينه فيها حلمكِ وعشقكِ ورجل , رجل ترغبينه مثل زميلاتكِ الذين يتحدثون بتبجح عن علاقتهم الغرامية , لتتحول كل مشاعرك له إلى مشاعر غرام خالص تريدينه وترغبيه ... لتصرخ لنفسها بصوت عال :"" غبيه , غبيه ومقرفه وبدل ان تتوقفي لا استمريتِ في جلب اهتمامه ومحاوله جذبه لكِ يا مقرفه "" لتقوم بكسر المرآة بعنف بإحدى الأدوات الموجودة بجانبها لتتوقف , تنظر لنفسها وصوت أنفاسها العالي يصم إذناها تنظر لصورتها المشوهة .. هذا انتِ هذه حقيقتكِ مشوهة من الداخل والخارج "" , لتنهار بعدها على أرض الحمام الباردة تبكي بعنف ونشيج حاد , ليجفلها بعدها طرق حاد على باب غرفتها الخارجية وصراخ حاد يأمرها بفتح الباب ." "الفصل الثالث أجفلت مريم من الطرق الحاد على بابها بعنف وصراخ اسراء وأمرها بان تفتح الباب فورا , أغمضت عينيها بقهر ""ماذا تريد تلك الان ليس لها طاقه او مقدره على مواجهه احد او تقريعه لها "" مع ازدياد الطرقات وصراخ تلك المجنونة كان يجب ان تنهض وتتسلح بسلاح البرود على وجهها لتستطيع مواجهتهم قامت تترنح قليلا مما تشعر به من قهر وغضب وبغض للجميع ونفسها ماذا يريدون فليتركوها في مصيبتها الخاصة بحق الله , استطاعت بصعوبة ان تسيطر علي أعصابها مع ازدياد الطرق على الباب لتغسل وجهها ببعض الماء البارد لعلها تستطيع السيطرة قليلاً على نفسها .. خرجت سريعاً من الحمام تبحث عن ملابسها لتجدها مبعثره في كل مكان حول السرير لتتذكر لمسات وكلمات إيهاب الملتهبة لها والمتوعدة وهو يقوم بتجريدها منها بنفسه وهي مستسلمة استسلام مخزي ومتلهف وكلها شوق لوصال متعطش منه , مسلوبة الاْرادة تماما لا ترى الا عينيه الحبيبتين اللتين بهم شغف العالم , لتغمض عينيها بقوه تحاول ان تنحي التفكير في وجهه وخيالاته الان حتى تستطيع مجابهة تلك الحرباء ؛ تناولت ملابسها وأتمت ارتدائها سريعًا وقامت بالتوجه إلى الباب لفتحه ليقابلها وجه اسراء الغاضب الصارخ بها , :"" لماذا لا تفتحي يا .. بائسة , اخيراً الأميرة المتشردة فتحت لنا الباب "" لترد عليها مريم محاوله السيطرة على أعصابها :"" ماذا تريدين يا اسراء الان ؟"" لتقوم اسراء بإزاحتها بيديها جانباً والدخول إلى الغرفة قائله بغضب :"" سمعت صوت تكسير ماذا فعلتي يا بائسه ؟"" لترد مريم باستنكار :"" كيف عرفتي سريعا هكذا ام انك تراقبينني ؟ .. لتضيف بسخريه .. لا أرجوكِ لا تقوليها هل تخافين عليّ اسراء ؟ "" لتضحك اسراء بصوت عالٍ :"" انا أخاف عليكِ ؟ هل جننتِ ؟ تعلمين إن مشاعرنا مكشوفه وبأني انتظر اليوم الذي سوف أتخلص فيه منكِ بكل شوق"", لتشملها بنظرات متفحصه جفون منتفخة عينين , بلون الدم شعرها الغجري عشوائي بطريقه مجنونه , لتنزل بعينيها على بقيت جسدها .. ذراعيها العاريين من فستانها الصيفي تبدو عليه اثار يدين في كل مكان يبدو انه أخيراً وفِى بوعده وقام بتهذيبها كما يجب ولكن ما يحيرها حقا ذلك الأثر على عنقها يبدو كأثر لا يحدث الا من ... لتهز اسراء رأسها باستنكار محدثه نفسها ""ماذا اسراء غيرتك وهوسكِ بجذب اهتمامه تجعلك تفكرين تفكير غير طبيعي , أ هكذا إيهاب ومريم هل جننتِ؟ "" لتقاطعها مريم بغضب :"" ماذا اسراء هل انهيتِ تفحصك جيدا لي وتأكدتِ مما آتيتي لأجله؟ اذا غادري انا لا طاقه لي بأحد "" , لتقترب منها اسراء بشماته قائله :"" هل رأيتِ حبيبي إيهاب لم يستطع رؤيتي أعاني منكِ الا وأخذ لي حقي بأشنع الطرق منكِ"" لتضحك بعلو الصوت قائلة :"" يبدو انه أحسن تهذيبكِ هذه المرة تبدو اثار يديه في كل مكان... لتضيف ,, هل هناك الكثير من الاثار في اماكن اخرى؟ "" لتكمل ضاحكة :"" اه إيهاب حبيبي عندما يتعلق الامر بي ينتقم بشراسه ولا يعير أياً كان أدنى اهتمام"" لتحاول مريم كتم غضبها قائله بسخريه :"" حبيبك إيهاب ؟! , فعلا أضحكتني اسراء , كلانا يعلم ان إيهاب لا يعيرك أدنى اهتمام وبقائك هنا في البيت مجبر لا اكثر امام المجتمع ووالدكِ بعد رفضكِ العودة لأمريكا وانا اعرف انك تتعشمين ان ينظر لكِ مره اخرى"" لتضحك اسراء بصخب :"" الصغيرة لها رأي وتعلم تفكير الكبار لا اصدق هذا , انا لا أنكر عزيزتي ونعم سوف يعود إيهاب إليّ وقريبا جدا مره أخرى "" :"" وكيف سوف تفعلين ذلك يا اسراء بعد ان رفضتي ان تقفي بجانبه في ازمته , ورفضكِ له , وطلبكِ للطلاق والزواج من صديق له ؟ هل انتِ بلهاء لدرجه تصديق انه من الممكن ان ينظر لكِ ؟ أفيقي قليلا من برجك العالي فالعالم لا يدور حول رغبتكِ "" , :"" سوف يعود وسوف ترين وسوف يتوسلني للعودة الا ترين كيف يعامل أطفالي فليعتبرهم الجائزة المرضية له "" لتضيف مريم بصوت أجش :"" انه إيهاب يا اسراء , إيهاب الذي يعطف على كل من هو منبوذ ومكروه على من لا يجد الحنان ,فيعوضه باهتمامه ليس الامر المعني انهم أطفالك ابدا ولكن مجرد طفلين يفتقدون الاهتمام "" لتضيف اسراء بصرامه وشماته :"" أطفالي ليسوا منبوذين او مكروهين مثلك احترسي من ألفاظك, وابتعدي عن طريقي والا سوف أعيد تربيتك بنفسي"" , لتقترب منها بشر قائله بفحيح :"" يبدو ان جسدكِ شفي من اثار تهذيبي لكِ ونسيتِ طرق انتقامي منكِ , وكفي عن طرقك الطفولية في جذب اهتمامه واهتمام من حولك انضجي قليلا لنستطيع التخلص منك ويخف الحمل عن عاتق اخيكِ قليلاً "" , لترد مريم ببرود :"" هل انتهيتِ من خطبتك العصماء وادعاء اهتمامكِ بأخي ؟ اذا اخرجي الان خارج غرفتي حالاً , وفري ادعاء الاهتمام امامه ربما يصدقك "" لتهدر اسراء بغضب :"" عديمة حياء متشردة "" , لتضغط مريم على أسنانها قائله :"" انا لست متشردة في الواقع نحمل نفس الاسم والكنية للعائلة الموقرة وكبرنا في نفس البيت وحصلنا على نفس مستوى التعليم , الاختلاف الوحيد انك الأميرة المدللة وانا العضو الزائد غير المرغوب في مولده ووجوده .. لتضيف باستفزاز ترفرف ببراءة بأهدابها .. ابله اسراء وفِي مقام اختي الكبرى فانتِ في النهاية في مقام ام ثانيه ليّ تعلمين الفرق بيننا كثير جداً .. لتضيف متصنعة التفكير اعتقد ابله اسراء اثني عشر عاما ربما ؟ "" لتضغط اسراء على نفسها من الغيظ :"" احدى عشر عاما فقط "" لتجيب مريم بنفس البراءة "" اسفه ابله فرقت عام معك ولكن تبقي النتيجة واحده , والآن تفضلي ابله اسراء خارج غرفتي حالاً "" لتخرج اسراء تتميز من الغيظ تجلب الضوضاء في كل ما تمر به , لتغلق مريم الباب مستنده بظهرها عليه مغمضة عينيها بإرهاق .. هذا كثير من المواجهات ليوم واحد كثير جدا على أعصابها وعلى حالتها حاليا لتجر نفسها جرًا إلى السرير لترتاح قليلاً مما مرت به ليتها صمتت ولَم تفسد يومها مع إيهاب ربما هذا كان يعطيها قوه اكبر لمواجهة الجميع ولكن لا يكفي يجب حدا لهذا الوضع الذي طال . ************** خرج من البيت لا يعلم إلى أين يتوجه , عقله مشغول بها وقلبه يعتصر عصراً لألمها وشعورها المخزي, يتألم لنبذها وكره العالم لها ,كأنهم أتفقوا ضمنيا اتفاق غير معلن على كره وجودها , كم نُبذت صغيرته وحُرمت من ابسط الأشياء؟ كم هي قاسيه أمها ؟ كم قاسيه عائلته؟ لقد حرموها حتى من حقها في النطق بالعربية, مثلهم يتذكر النهي الصارم لامها بان لا يتحدث ألعربية أمامها .. ابتسم بحنان يتذكر نزهاتهم الخاصة التي كان يأخذها إليها هو وهي فقط , وأحيانا بعض من أصدقائه الموثوقين بعد ان يذهب الجميع تاركيها مع مربيه او حتى خادمه , كان يأخذها لتعويضها , يرفعها على كتفيه ويجري بها على ضفاف البحيرة الموجودة قرب مدينتهم او في الحدائق العامة أحيانا او في ملاهي الأطفال كان يتفق معها سرًا انه سوف يحدثها ألعربية طوال الوقت وان لا تبوح لأحد بسرهم الكبير , وصغيرته لم تخيب ظنه ابدا ؛ يتذكر أيضاً والدتها المصون لم تنهيها او تنبها انهم مختلفين عن المجتمع من حولهم لم توجه لها ابدا عتاب على ملبس , او حتى كيف لا تقوم بأفعال صديقاتها وكيف تحافظ على نفسها , شد شعره بغضب عند تذكره ما حدث يا اللهي مما مصنوعه تلك المرأة؟ كانت مريم في الحاديه عشر في ذلك الوقت وقامت مدرستها بإرسال الرسالة المعتادة لطلب موافقه الأهل على مناقشه العلاقات الجسدية مع الطلبة , ولكن والدتها ببساطه لم تهتم, يومها ثار وخاطبها بدون اكتراث لقيم أو مكانه لها , لكنها إجابته ببرود:"" اجعلهم يفعلوا معها ما يريدون.. لتضيف بسخريه او افعل انت أ لست انت حامي الحمى وقلت يوم مولدها انك من سوف تهتم بها؟ اذا مبارك كلها لك "" , يومها ذهب هو إلى المدرسة ليقوم بإمضاء إقرار قاطع ان لا يقوموا ابدا بشرح مثل تلك الأشياء لها طالما هي تحت السن القانوني وانه سوف يهتم بالأمر بنفسه لأنهم من بيئة مختلفة , وهذا ما حدث قام بنفسه بتثقيفها وتعريفها كيف انهم مجتمع يجب ان تحافظ الانثى على نفسها وكيف ان الله يراقب افعالنا , ليصرخ بصوت عالي ساخر من نفسه:"" خوف من الله يا إيهاب هل تصدق نفسك ؟ كيف تحافظ الانثى على نفسها هل انت مريض ؟ لقد فعلت بها ما حذرتها طوال عمرها على المحافظة عليه لقد قتلتها ببطء , مستلذاً بكل لحظه هي بين ذرعيك غير عابئ بالنتائج او المستقبل , انت اناني مريض كما أخبرتها رجل رغب وأخذ بدون تفكير في العواقب"" , ليتوقف عن الصراخ يتنفس بصوت عالي "" يجب ان يجد حل لهذا الوضع , بالتأكيد هناك حل, لن تدمر أمانتك الصغيرة على يديك , يجب ان تحفظ حقها يجب ان تجد لها حياه طبيعية تعيشها وتنسى هذا الذي... ؟ لا يجد وصفا , الا وصفها بالقرف , يجب ان تخلصها من هذا القرف وهذا الوضع الشائن "" ليرن هاتفه قاطعاً تسلسل أفكاره لينظر للرقم ويزفر بضيق مجيباً الهاتف:"" نعم يا امي ما الامر؟"" :"" أين انت؟"" -:"" انا في الخارج قليلا ماذا تردين فقط اخبريني؟"" تعال حالاً لقد وصل ممدوح الان من المطار , ليرد إيهاب مستغرباً الأمر :""ممدوح لماذا ؟ومتى ؟ ولما لم يخبر احد"" لترد امه بضيق :"" لا اعرف تعال واسأله بنفسك "" ليزفر بضيق كان ينقصه ممدوح الان بمشاكله وزوابعه التي يثيرها , ليستدير بسيارته متوجها للبيت مره اخرى . -:"" مرحباً بني كيف حالك لقد اشتقنا إليك "" قالتها السيدة فاطمه :"" وانا أيضا زوجه عمي اشتقتكم جميعا ولَم استطع ان أقاوم شوقي اكثر فأتيت لكم حالاً بدون ان اخبر احد "" لتنظر زوجه عمه لهذا الشاب الذي يقف أمامها تعلم مدى خطورته وكذبه وجهه وسيم بخطورة , تصرخ ملامحه بالشر والنفس المشوهة , عينيه الذئبية بلونها الأخضر الذي ورثه عن امه الامريكية , انف مستقيم وجسد رياضي , ولكنه خطر جدا لديه تفكير وخطط لا تودي الا للهلاك , حظه سيء من يقع تحت يديه , لا ترتاح له ولكن ما باليد حيله في التعامل معه ربما هي تفهمه ويفهمها جيدا لهدف التخلص من شخص واحد , ليصل إيهاب في ذلك الوقت , ليدلف من الباب مرحبا بممدوح :"" مرحبا حمد لله على سلامتك أولاً ,هل حدث شيء سيء؟ هل هناك شيء لتأتي هكذا فجأة بدون اخبار احد ؟"" ليتظاهر ممدوح بالعبوس قائلا :""مهلك قليلا رحب بي أولاً "" :"" لقد رحبت بك بالفعل ممدوح ما الذي حدث لتأتي بهذا الشكل؟"" ليرد ممدوح ببرود :"" ماذا إيهاب هل انا غير مرحب بي في بيت العائلة؟ لم أكن اعرف ذلك؟ لو اعرف ما كنت اتيت ؟ "" ليزفر إيهاب بضيق ما هذا الْيَوْمَ الذي لن ينتهي :"" لم اقصد هذا بالطبع ولكن قلقت قليلاً"" ليرد ممدوح بلامبالاة قائلاً :"" لا تقلق الجميع هناك بخير والعمل جيد فقط مللت ,تستطيع القول باني اشتقت للوطن.. ويضيف بلؤم ولكم جميعا إيهاب , أين مريم صحيح لم أرها حتى الان ؟"" لتشتعل حدقتي إيهاب بغضب وتتقبض يديه وتنفر عضلات وجهه بقوه يعلم جيدا ماذا يقصد هذا المستفز بتلميحاته , ذو النفس المريض , ليكمل لنفسه وانت أصبحت مثله تماماً بل تعديته بمراحل ؛ لتتولى امه الرد عنه وهي تستفيض في الشرح عن أفعال مريم التي لا تطاق لتختم كلامها بالقول انها هشمت أشياء بغرفتها بعد معاقبته لها ومن وقتها تغلق الباب على نفسها , ليقاطعها إيهاب بغضب :"" ماذا قلتِ يا امي هشمت أشياء وتركتموها كل هذا الوقت بدون حتى الاطمئنان عليها؟ "" لترد امه ببرود ولؤم :"" لقد ذهبت لها المسكينة اسراء ولكنها كالعادة اطالت لسانها وأخطأت في حق المسكينة وطردتها من الغرفة "" , ليستدير بغضب تاركاً لهم غرفه المعيشة متوجهاً لغرفتها , لن يطاوعه قلبه يعلم بان كلامه ما فعل بها ذلك , ليلعن نفسه في سره كيف تركها بعد ان جرحوا بعضهم هكذا ؟ يعلم تهورها وجنونها ,ولكن قبل ان تصل يديه لمقبض الباب , يسمع صوت ممدوح وراءه , ليتراجع ناظراً له:"" ماذا تريد ممدوح ؟"" ليرد ممدوح مدعي الاهتمام :"" اطمئن عليها بالطبع , واراها تعلم من لا يشتاق الصغيرة مريم ؟ "" لتنقبض يد إيهاب بجانبه يحاول كتم غضبه قائلاً :"" الاولى يا ممدوح ان تسأل على شقيقتك وأطفالها وتطمئن عليها لا ان تأتي لمريم , كما اني لن اسمح لك باقتحام غرفتها هكذا تعلم هذا لا يجوز "" ليرفع ممدوح حاجبيه مدعي الاستغراب :"" لا يجوز لي ولكنه يجوز لك هذا غريب حقاً "" ليرد إيهاب ببرود :"" نعم تعلم جيدا انه يجوز لي ويجوز لي اكثر من ذلك بكثير"" , ليدلف إيهاب إلى الغرفة بعدها صافقاً الباب في وجهه , ليتحرك في الظلام الدامس متوجهاً إلى سريرها ليشعل اباجوره جانبيه ليجدها تغط في نوم عميق ولكن اثار الدموع تبدو على وجهها الهادئ البريء , تفحص جسدها جيدا بدون ان يزعجها, ليقوم بتدثيرها بالغطاء جيدا ليجلس جانبها بعد ان اطمئن عليها يتأمل ملامحها البريئة , فم صغير نسبياً , انف منمق صغير عيون واسعه باللون البني الفاتح حتي. يتحير البعض. في. انهار ماديه من يدقق بها يجدها مطابقه للون عينيه هو ولكنها تبخل عليه الان في تأملهما ليضحك بخفوت عند تذكر النظرة الشقية لها , ملامحها توحي ببراءة مطلقه لكن عينيها تحمل من الشقاوة التي لا تعرف حدود تلك حقيقتها خجولة بريئة وشقيه وقويه وشرسة عندما تريد لا يعلم كيف لها بهذا المزيج الغريب في شخصيتها , يشعر بالضيق والغضب عليها ومنها كيف استطاع ان يسمعها ما قال حتى لو جرحته في الصميم يفترض انه الناضج كما قالت والمسؤولية تقع عليه كامله , مد يده يمسد على شعرها الغجري المنثور حولها في كل مكان , كم يحب ملمسه ولونه البني الغامق ,وتجعيداته المتدلية بشكل طبيعي جذاب شعر غجري بنعومة غريبه كل ما بها متناقض , تجمع كل شيء وعكسه , ضحك بحنان على أفكاره يتذكر كم مره قام بتمشيط شعرها بل وتمادت في الامر لتجعله يضفره لها مئات المرات ليخرج عن عقاله بعد قليل من الوقت منثور بعشوائية خلابة من حوالها تزيد بشرتها الخمرية جاذبيه خطيره , تمتمت في نومها قليلا تبدو كأنّها ترى حلم سيء ليميل عليها متحدث بصوت هامس دافئ :""لا تخافي صغيرتي ابدا انا بجانبك أسف حبيبتي أسف علي كل الألم والقلق الذي أتسبب به لكِ , نامي حبيبتي انا ها هنا "" وكأنها سمعت ندائه او عقلها اللا واعي ادخل الكلام لها لتستكين في لحظه وعلى وجهها علامات الراحة ؛ بعد مضي بعض الوقت تحرك متواجها لغرفته فهو أيضا الْيَوْمَ كان سيء جدا له ,عقله لا يستطيع ان يتوقف عن التفكير ؛"