"الفصل الرابع تحركت من نومها على لمسات لجسدها تحاول ان توقظها , لتفتح عينيها بنفور , لتدرك في لحظه سبب نفورها من تلك اللمسات , وهي ترى تلك العينين الشرستين بين الظلام تنظر لها برغبه وقسوة. استيقظت من نومها على لمسات لجسدها تشعرها بالنفور فتحت عينيها فرأت عينين خضراوين تنظران لها برغبة وقسوة لتدرك فورا سبب نفورها واشمئزازها.. استمرت لحظات لتستوعب تلك النظرات لابد أنها مازلت في نومها وكوابيسها لقد هربت من صاحب العينين،لم يعد يهددها، هي تبعد ملايين الأميال .. أغمضت عينيها بشدة وهي تهمهم لنفسها بكلمات تنفي ما تري هذا كابوس اهدأي، مجرد كابوس وسوف ينتهي.. لتفتح عينيها برعب عندما أمسك ذراعيها بيديه وهو يبتسم ببشاعه وشر قائلا: ""ليس كابوس يا صغيرة إنه أنا..أتيت لك خصيصاً ، هل اشتقت إلي؟"" نظر لها نظرة تشمل جسدها كله بنظرات مقززة وأكمل: ""أنا اشتقتك هل تتخيلين؟"" نظرت له بعيون جاحظة من صدمتها بوجوده أسوأ كوابيسها، والذي كان سبب فعال في سعيها لجعل علاقه بينها وبين إيهاب،لقد ظنت أنها نجت منه، أنها لن تراه، أنها لو جاءت إلى هنا لن يستطيع أن يصل إليها..لن يستطيع أن يقترب منها مرة أخرى، ظنت أنها هنا أمنة. ليضيف بسخرية من صمتها:""ماذا مريم؟ هل أكل القط لسانك؟ أم أنك لم تجد كلمات معبرة من الفرحة؟!"" ضحك بشر وهو يهمس لها ساخرا: ""هل ظننت بما فعلت أنت والأحمق أنك بعدت عن يدي؟! وهل تخيلت أيضاً بإقناعك له أن يأخدك معه عندما قرر الرجوع إلي هنا بأنك لن تريني مرة أخري وبأنك أصبحت بعيدة عن متناول يدي؟! لقد تركتك العام المنصرم فقط تشعري بأنك هربت ولأجعلك تدركين أني لا أنسى وما أريده أحصل عليه متى قررت أن أفعل وأنا أخبرك الآن بأني لن أتركك هذه المرة ألا وأنا حاصل علي ما أريد"" انتفضت أخيراً مقاومة بشراسة عندما استوعبت كلماته المهددة ،الحقير دوماً هكذا..لقد عاد وهذه المرة يبدو مصمما علي ما يريد نطقت بصوت شرس:""ابتعد عني يا حقير وإلا صرخت غير عابئة بشيء وسوف ترى ماذا سوف يفعل بك الأحمق كما تدعي"" أحكم تكبيلها يهزها من كتفيها فيتراجع رأسها للوراء ويتناثر شعرها الغجري حولها بهمجية بعد أن استطاعت أن تجلس لتواجه عينيه مازالت بها تلك النظرات المتوعدة بنظراتها القذرة القاسية،لم يرف لها جفن وهي تنظر له بنفور وتقزز حقيقي ليرد عليها:""اصرخي لو استطعت، فأنت جبانة.. مجرد كلمات حمقاء تتفوهين بها ويبدو أنك نسيتي وعدي لك وما أستطيع فعله بإيهاب لو تفوهت بكلمة"" ردت عليه وهي مازلت في محاولاتها: ""افعل ما تريد، فأنت أيضاً جبان قذر وأنا قد تأكدت من ذلك، لن تستطيع فعل شيء"" لتضيف بجنون وهي تتحرك:""ابتعد عني الآن يا قذر، ما الذي جاء بك؟! لقد تركت لكم كل شيء ،ما الذي تريده مني؟!"" رد بقسوة:"" أريدك أنت،أريد جسدك هذا،أريد تدميرك"" لترد بصراخ:""لماذا؟!فقط أخبرني لماذا؟!ما الذي فعلته لك؟ ما جريمتي؟أنت لا تريدني أنا،تزيد انتقام فقط،ولا أعرفلماذا تريد تلويثي؟!منذ مراهقتي وأنت تلاحقني بلمساتك القذرة ماذا جنيت؟ ما جريمتي؟!"" وضع يده علي فمها قائلا:""اخرسي واكتمي صوتك المقزز هذا، يبدو أنك اكتسبت حقاً شجاعة واهية يا صغيرة"" تمتمت من تحت يديه وهي تشعر بالقهر لما توضع فيه من مواقف متكررة، الدموع تحرق عينيها وتثقل أجفانها ولكنها لن تبكي أبدا وتريه ضعفها.. ""ليست شجاعة واهية فأنا اكتسبت حق الدفاع عن نفسي وأنت لن تحصل علي مبتغاك في أبدا يا ممدوح،ولا تحلم بهذا ،أقسم بحق كل قهر شعرت به لتسللك لغرفتي يا حقير ،بحق العديد من المرات التي عملت فيها على إخافتي وإرعابي أني سوف أقتلك بدون تردد إن اقتربت مني،الصغيرة المراهقة المرتعبة نضجت ولن تخاف مرة أخري..لا منك أو من سواك ..لن تحقق انتقامك الذي لا أعرف سببه إلا وأنا جثة هامدة أو سأكون قاتلتك ليرتاح المجتمع من أمثالك"" حرك يده المرتخية من على فمها ومازالت ابتسامته الساخرة الكريهة علي وجه: ""حقا يا مريم هذا جيد كثيرا، فأنا أريدك هكذا لأستمتع أكثر بصراخك وعنفك، إن ظننت أن ما تفوهت به يخيفني فأنت حقا حمقاء غبية وسوف أستمتع بعد انتهائي بجثتك الهامدة علي يدي"" حركت مريم يدها الحرة بعد أن تركها لتتسلل إلي جانب سريرها وتستل تلك اللمبة الجانبية الضخمة وبدون أن يراها وهو لاهيافي تهديده قامت برفعها بقوة وضربته علي مقدمة وجهه ليقوم بتركها سريعا وهو ينتفض بعنف من جلسته علي سريرها ويصرخ بصوت مكتوم يسبها بأفظع الألفاظ الانجليزية والعربية لتنهض هي هاربة من سريرها وتقف عند باب غرفتها تفتح بابها آمرة إياه:""اخرج حالا من غرفتي، لقد جربت وعرفت أن تهديدي ليس واهيا..وسوف أصرخ وأقوم بإيقاظ الجميع وسوف أخبر إيهاب بكل شيء من البداية يا حقير "" وضع يده علي مكان الإصابة التي نالت جزءا من جبهته ومقدمة رأسه وتحرك ناحية الباب وبعينيه نظرة مليئة بالتصميم لما يريده ويسعى له ليلتفت لها ويجابهها بالقول ساخرا: ""كاذبة..لو أردت لفعلت منذ زمن.. ولكنك لن تخبري أحدا كعادتك ولكن وعد مني يا مريم أن هذا الجرح سوف تدفعي ثمنه جراحا عديدة على جسدك،وسوف أقوم بتمزيقك إربا صدقيني، سوف أخرج ليس لشيء ولكن لأن الوقت الذي أريد لم يحن بعد"" خرج من غرفتها تاركاً إياها ترتجف بعنف وكلماته تطرق عقلها طرقا وتصيبها بالذعر التام،لتغلق غرفتها بالمفتاح بيد مرتجفة وتجحظ عيناها برعب ودموعها تنزل منها شلالات متمتمه لنفسها ""يا الله لقد عاد ولن يتركني أبدا هذه المرة،ماذا أفعل؟!"" لتعود بذاكرته..الحقير منذ أن فتحت عينيها على الدنيا من حولها وهو يقوم باضطهداها بشراسة..تتذكر وهي في سن السادسة كانت تلعب بأحد الكرات في حديقة المنزل وبدون قصد صدم مجسم زجاجي له يقيمه في جراج المنزل لمشروع ما في سنته الثانية في الثانوية ليتهشم المجسم ويأتي هو بقسوته المعتادة ويقوم بنعتها بألفاظ لم تفهم معناها أو تتذكر معظمها لكن وجهه المليء بالشر لم تستطع نسيانه أبدا خاصة أنه رافقها منذ ذلك الوقت كلما رأته.. ظلت تعتذر وتبكي لكنه لم يكتف يومها بل توجه لغرفتها وقام بتمزيق كل ألعابها بحجة تأديبها وعندما أرادت أن تنقذ لعبتها المفضلة ورفيقة طفولتها دبها الوردي قام بدفعها لتصطدم بمقدمة سريرها وتسيل الدماء من مؤخرة رأسها.. يومها قامت والدتها المصون كالعادة بأخدها لتقطيب جرحها مع التاكيد عليها إن تفوهت بكلمة سوف يأخذونها إلي مكان بعيد شرير ولن ترى إيهاب مرة أخري لتقوم مجبرة بشراء بعض الألعاب لها كتعويض حتي تصمت ولكن ما لم تدركه أمها أنها كانت ستصمت بدون الألعاب لأنها أصبح لديها قناعة بكلامها ورعب من الأشرار الذين سوف يأخذونها،كما أنها لا تريد الابتعاد عن إيهاب الوحيد الذي يحبها..فأمها الحنون كانت تجيد مداراة أي جراح أو عنف تتعرض له من إسراء وممدوح حتي مراقبة الأطفال بحد ذاتها لم تستطع أن تكتشف جروحها حتى بعض الرضوض التي كانت آثارها تظهر بجسدها كانت تفسر على أنهالعب أطفال، تحمد الله على وجود إيهاب حاميا لها لذلك لم تتعرض للكثير من العنف الجسدي فقط القليل ولكن العنف النفسي وشعورها بكرههم لها لم يستطع ردعه أبدا.. يومها علم إيهاب بعد عودته بما جرى لها ومع بكائها وتألمها المستمر من الجرح خرج إيهاب عن هدوئه ليتوجه لغرفة ممدوح ويقلبها رأسا علي عقب محطما كل أشيائه مثلما فعل معها ومن يومها استمر ممدوح في إرهابها النفسي وكرهها أكثر .. ليته استمر على كرهها وبضع كلمات لم تكن تفهما بسبب حديثه بالعربية..ولكن عند بلوغها عامها الرابع عشر وظهور معالم أنوثتها ظهر لممدوح وجها آخر أكثر قبحاً.. فبدأ يتحرش بها ويحاول لمسها بكل طريقة ممكنة، يتعمد الاصطدام بها وتمرير يده على مواضع بجسدها مدعيا عدم الانتباه.. استمر الحال لفترة ومع تكذيب أمها الدائم لها بأتفه الأشياء ورسم ممدوح وجه الأخ المراعي الحنون لم تستطع التفوه بكلمة فمن سوف يصدقها بجانب تهديده المستمر لها بفضح أمرها وبأنه سوف يدعي بأنها هي من تأتي لإغوائه مراهنا إياها أنهم سوف يصدقونه هو.. فهو الطيب الصدوق وهي الشريرة المنحلة..صمتت ولَم تستطع حتى أن تخبر إيهاب بما يحدث معها ليتجرأ بعدها ويتسلل لغرفتها بضع مرات..يقوم بكتم أنفاسها ويحرك يده من فوق ملابسها على جسدها..كانت تبكي وتتذلل له بأن يخرج ويتركها وهو يستمر في تهديده لها لكنه يتراجع خوفا من صراخها وبكائها العالي.. تعلمت بعد ذلك أن تغلق غرفتها جيدا عند نومها وتغلق شباك غرفتها لتصبح غرفتها ليلا مثل زنزانة جيدة الحصار عليها.. اقشعرت بقرف عند تذكرها لمساته واستمر الحال هكذا حتي أصبحت في الثامنه عشر .. تذكرت بألم عيد ميلادها الثامن عشر ليخرج تأوه حارق من صدرها..هنا، هنا يا مريم بدأ كل شيء.. مسحت دموعها بعنف عائدة من ذكرياتها،لن تبكي.. يجب أن ترتب أفكارها،يجب أن تتخلص من مصائبها واحدة واحدة ولكن على رأسهم ممدوح ،يجب أن تكشفه.. لن تستمر بالصمت أبدا مرة أخرى لكن يجب أن توقعه في شر أعماله وينكشف بنفسه تمتمت لنفسها ""ما هذا الْيَوْمَ من الصباح بدأ بانتقام ضاحك لتتبعه كوارث وزوابع متى ينتهي متى؟!"" لتضحك لنفسها بسخرية:""هذا على أساس أنه إن انتهى سوف تنتهي كوارثك معه؟!"" لتضع يدها علي معدتها تشعر ببعض الألم هذا كثير من الضغط تعرف ذلك جيدا ..لتفعل كعادتها مؤخرا بعد أن تتكدت من تحصين غرفتها جيدا ..لن تنام سوف تستلقي فقط، ليتها تستطيع التسلل لغرفته الآن، تحتاجه بشدة وشعور الأمان الذي يمدها به بين أحضانه ،ولكن بالتأكيد سوف يطردها ثم هل لها وجهه تذهب له بعد ما قالته له وقاله لها؟! صباحاً طرقات على باب غرفتها أيقظتها من غفوتها التي أخذتها بصعوبة أفاقت تفرك عينيها ببعض التشوش، تشعر بالتخبط من الأحداث التي مرت عليها الْيَوْمَ السابق هل حقا حدث كل هذا ؟! تحركت ببطء باتجاه الباب وتساءلت بحذر وخوف أن يكون الحقير ممدوح أو الحرباء إسراء ""من بالباب"" ليأتيها الصوت الحبيب المطمئن دائما لها ،ولكن تبدو نبرته بها بعض الغضب ..حسنا هذا متوقع ""أنا يا مريم افتحي الباب"" فتحت الباب له وقالت باقتضاب فور رؤيته : ""نعم ماذا هناك ؟!"" حاول كتم غضبه..يكفي ما حدث من جنون بينهم بالأمس ولا يريد لأحد أن يسمع نقاشهما هذا ""لماذا لم تأت إلى الأسفل لتناول الإفطار حتي أستطيع إيصالك لجامعتك قبل الذهاب لعملي؟"" ردت بعنادها المعتاد:""لن أهبط ولا أريد شيء، اتركني لحالي أريد النوم"" همت بغلق الباب فدفعها إلي الداخل وأغلق الباب خلفه قائلا بغضب:""كفي عن أفعالك هذه.. ما بيننا شيء وحياتنا الطبيعية شيء آخر"" لتتطاول على أطراف أصابعها تهتف في وجهه: ""بالطبع أخي الحنون العطوف.. كالعادة يجب أن لا يشك أحد بشيء"" نظر لعينيها الشرسة، وقفتها المتحفزة، شعرها المنثور بغوغائية ثم إلى وجهها الذي يبدو مرهقا للغاية وتحت عينيها تبدو هالات شديدة السواد ليهدئ نفسه قليل..ا هو الأكبر كما قالت والأنضج فليحتوي غضبها:""مريم اذهبي حالا للحمام، حاولي أن تغتسلي بماء دافئ وبدلي ملابسك واهبطي للأسفل..فمن الأمس لم تأكل شيئا، وأعدك في السيارة لو مازالت لديك نوبات غضب من أي نوع فسوف نناقشها في الطريق..كلامي مفهوم وينفذ بالحرف ،لا نقاش يا مريم كما أحب أن أخبرك أن ممدوح جاء أمس"" ليضيف بصوت أجش خافت:""كما نبهتك عندما أتينا إلى هنا ..لا تدعيه يقبلك على خدك أو يقترب منك"" (هه وكأنها لا تعرف!) اقترب منها واضعا يده بين عينيها وهو يقول:""فكي هذا العبوس ونفذي ما أقول الآن""" "لفصل الخامس ذهبت ونفذت كلامه بالحرف دون نقاش فهي لا تريد أن تجلس في هذا البيت وهو ليس به..ربما الحقير يتعرض لها،تعرف جيدا أن ما ردعه عنها ليس ضربها له ولكن إن سمع إيهاب صوت صراخها وعرف بما يحاول أن يفعل بها سوف يقضي عليه.. ولكن قبل أن تصل الحمام أوقفها صوته: ""مريم لماذا كنت تغلقين الباب بالمفتاح"" لتجيبه بسمها المعتاد عند الغضب:"" حتي لا يستطيع أحد الوصول لي"" لينظر لها ببرود:""لا أحد له الرغبة في رؤيتك حتي ليتسلل لغرفتك ،تعلمين التسلل ليس طريقتي بل تعرفين جيدا من التي تتسلل لغرفتي منذ نعومة أظافرها ولكن تختلف الأسباب والحاجة حسب العمر صغيرتي"" ليتركها بعد ذلك ترتجف من كلامه يا الله!! ما أقسى كلماته عندما يريد!لن تحتمل منه هو بالذات كلمات أخرى من نفس النوع.. بعد وقت.. هبطت من غرفتها متوجهه لغرفة الطعام وبدون أن تفعل أي صوت جلست في مكانها المعتاد.. لا حاجه لها بطعام لكن يجب أن تاكل ولو القليل حتي لا ينهار جسدها.. سمعت أكثر صوت لا تريد سماعه الآن ،المعزة الملقبة بإسراء، :""الناس المحترمة تقول صباح الخير أولا"" ليتولى إيهاب عنها الرد قائلا لها:"" والنَّاس المحترمة أيضا لا تهاجم من هم أصغر منهم سَنَاً بدون وجه حق ولا تقتحم غرفهم بدون إذن"" ليكمل بصوت حازم منهيا الحوار قبل حتى أن يبدأ: "" يكفي إسراء حوار كل يوم دعينا تناول الإفطار بدون المحاضرة اليومية"" لترد إسراء بعد أن لبست قناع الرقة والطاعة التي تظن أنه ربنا يجعله يحن إليها مره أخري : ""كما تريد وتأمر إيهاب، أنا فقط أحاول أن أعلمها الأسلوب الراقي والعادات المتبعة هنا"" ليقول بلا مبالاة :""احتفظي لنفسك بهذا إسراء أو علميه لطفليك اللذان لا يرونك من الأساس"" همت بالرد عليه ليقاطعهما الصوت الكريه إلى مسامع الجالسة بجانبه لتنكمش على نفسها وتقرب نفسها منه بطريقة ملحوظة وكأنها تختبئ فيه ويظهر على وجها علامات النفور .. لاحظ كل هذا من ردة فعلها المكشوفة له.. يقسم بأنه يشعر بذبذبات جسدها الفاضحة بمشاعرها تصل إليه .. ليتسائل بينه وبين نفسه ما بها ولم ردة الفعل هذه وهي لم تره منذ ما حدث هناك قبل عودتهم إلى هنا فهو اختفي بعد الحدث الذي غير الكثير ليذهب إلى رحلة ما مدعيا الغضب والاعتراض على قرارهم.. قطع استرساله صوت ممدوح الذي اقرب من جلستهم على المائدة يلقي الصباح على الجميع ويوجه الكلام يختص به مريم الذي زاد توترها وعلامات النفور على وجهها ..يعلم جيدا أنها لا تحب ممدوح ولكن لم كل ردود الأفعال هذه؟! اقترب منها ومال قليلا إلى جلستها بجانبه مرحبا بها بصوت يحاول وضع لطف العالم به ""مرحبا مريم الصغيرة لقد اشتقت لك كثيرا"" اقترب منها محاولا طبع قبلة على خدها كما اعتاد فعل ذلك منذ صغرها بأي مناسبة أو عند عودته من سفر أو رحلة لتقف مريم قافزة من كرسيها وتقف خلف كرسي إيهاب قائلة بصوت مقتضب:"" مرحبا "" ليعتدل ممدوح من وقفته وينظر لها بتلاعب وصوته يدعي المرح:"" ماذا صغيرتي ألن ترحبي بي"" لترد مريم ببرود:""لقد رحبت بك ومع ذلك ..مرحبا كيف حالك هل هذا جيد لك؟! وأنا لست صغيرتك أو صغيرة أحد فقط اسمي مريم"" قال بصوته المرح المتلاعب:""كما تحبي مريم ولكن ألم تشتاق لأخيك ألن تقبيله؟"" قالن بصوت حاد قاطع:""أنت لست أخي، ولا لن أقبلك وأنت أيضا لا تقترب مني"" ""كما تحبي وتريدي حلوتي"" ليزيد استغرابه..ماذا بها متمردته؟! نعم لقد طلب منها هذا ولكن ليس بهذه الطريقة.. وأيضاً لم كل هذه الحدة والتهديد في نبرات صوتها؟! نظر لكليهما أثناء وقفتهما..مريم تقف بنفور وحدة واستعداد ولا يفهم لم؟! والآخر نظراته غامضة.. هذا كل ما حصل عليه! حسنا حسنا مهلا يا مريم سوف أعرف ما بك ..فربما ما حدث بيننا بالأمس جعلها متحفزه هكذا ربما.. قال بصوت عملي عادي:""مرحبا ممدوح،أرجو أن تكون حصلت على نوم جيد"" ليقطع كلامه وهو يرى جرح ممدوح الظاهر ويضع عليه شريطا لاصقا طبيا :""ما بك ماذا حدث؟ كنت جيد بالأمس عندما تركتك"" ليرد ممدوح بغموضه واستهتاره:""قطة شوارع أصابتني بهذا"" لتهتف إسراء مقاطعة الحوار باستغراب:""قطه شوارع هنا في منزلنا أنت تهذي ممدوح؟!!"" رد ممدوح عليها:""لا حبيبتي للأسف توجد في البيت قطة شوارع وجدتها في نافذة غرفتي وعندما حاولت السيطرة عليها هاجمتني ،لكن لا تقلقي سوف أردها لها وأحطمها تحطيما متلذذا بكل صراخ تخرجه"" عقدت إسراء حاجبيها قائلة بحذر :""هل أنت متأكد بأنك تتحدث عن قطة؟!"" ليضحك ممدوح بصوت عال:""طبعا إسراء وماذا سوف تكون؟"" الحقير الحقير سوف تريه من قطة الشوارع.. سوف تريهم جميعا حقيقته ومن كلب الشوارع حقا! ليقاطعهم صوت إيهاب موجها الكلام للمتحفزة الصامتة خلفه :""هيا صغيرتي أنهي طَعَامِك حتى نذهب"" وجهت نظراتها إليه قائلة بصوت متعب:""لقد انتهيت، لا أريد المزيد، هيا الآن فلدي محاضرة هامة وأعتقد أنه لا يوجد وقت"" تريد فقط الهروب من هذا البيت لبعض الوقت ""كما تحبي صغيرتي هيا"" قام من مكانه لكن قبل أن يذهب وجه كلامه لممدوح: ""اهتم بحالك ممدوح وإقامة سعيدة هنا،لكن أحب أن أنبهك .. أيأ كانت نوع قطتك احذر جيدا هنا ليست أمريكا..وليست كل القطط كما تراها أنت.. إن كانت هاجمتك فهي تعني ابتعادك حقا عنها أو ربما حياتك ..لا أدري كيف وجدت ما يسليك بهذه السرعة!"" ليستدير إلى المنتظرة له وفِي عينيها لمحة الألم .. ليتك تعلم أن ما يسليه هو أنا إيهاب ..أنا من يريد ويتوعد لتحطيمها ولقد قطع الأميال من أجل ذلك فقط. اقترب منها محاوطا كتفيها كعادته لكن لصدمته ابتعدت سريعا عنه وكأن نارا أحرقتها ليتنهد بتعب : ""هيا مريم تحركي أمامي"" خرجت معه وعلامات القهر والتفكير لا تفارق وجهها. ومع دقات الساعات الأولى من الصباح فتح عينيه على محاولتها للتخلص من احتضانه لها ليقوم بتشديد احتضانها قائلا بصوت ناعس :""إلى أين؟! لن تهربي الآن!"" ردت بقنوط:""إلى غرفتي قبل أن يستيقظ أحد أليس تلك العادةحتي لا يلاحظ أحد أني قضيت ليلتي معك؟! أتسلل ليلا إليك وأغادر مسرعة فجرا"" لتنتبه كل حواسه من نبرة صوتها يالله عادت للهجوم..يعلم ويشعر بما تشعر به ،يعلم رفضها للوضع كله،وضع قاسي على أي امرأة إحساسها بارتكاب جرم الخفاء الذي هم فيه وضع مذل رغم أنه رجل ولن يفرق معه الخفاء أو العلن لكن على أي امرأة صعب لمشاعرها وكرامتها ووضع كوضع مريم ووضعهما هما وعلاقتهما المربكة يزيدها شعور الجرم.. هي محقة في شيء واحد مما تتفوه به فمع الاضطهاد منهم يزيد هو شعورها بالخزي..فقط لو يعلم لم كل هذه المشاعر ظهرت فجأة هكذا؟! هناك حلقة مفقودة! لو فقط يعرفها،لو فقط يفهم لم كل هذا الهجوم على نفسها وعليه؟! وما يزيد حيرته حالة النفور التي عادت إليها..يذكر في بداية علاقتهما كانت تنفر من لمساته في بداية أي علاقة بينهما، صدمه هذا يعترف لنفسه كيف تسعى لشيء بإصرار لتنفر منه بعد أن بدأ هو بمجاراتها فيما تريد! كانت تنفر من ملامسته لجسدها وعندما يتراجع كانت تجذبه هي إليها وصوتها يحمل التردد والرجاء بأن لا يتوقف ..كان ينحي أي تفكير أو شك من هذا النفور ليعزيه إلى صغر سنها أو جهلها بعلاقة لا تعرف عنها غير مجرد كلام عام.. كان يخبر نفسه أنها ربما تنفر لبرائة جسدها خاصة بأنه يستطيع هو بعد ذلك النفور أن يذيبها بين يديه ببساطة لتسلم له كل مقاليد قيادتها ببراءة محببة..كانت في أول الأمر بعد انتهاء أي علاقة تخبئ نفسها في أحضانه تبكي بصوت هادئ ناعم بين ذراعيه كان يحاول أن يحتويها متفهما مشاعرها المضطربة تلك معزي الامر لتعقيد علاقتهما أو شعورها مثل ما يشعر هو تأنيب الضمير لكن كان ما يثير حواسه وعقله دئماً بعد انتهاء نوبة بكائها ترفع وجهها إليه بعينين معذبتين مليئتين بالدموع قائلة بصوت هامس بباسطه في تعبيره : ""أنا احبك أنت إيهاب"" لتضيف بتردد وتساؤل:""أنا طبيعية إيهاب ليس بي خلل صحيح؟"" ولكن في تلك اللحظة كان لا يجد ما يرد به غير أن يطبع قبلة على جبهتها ويشدد من احتضانها .. كيف يرد على سؤال لم يجد هو إجابة عليه لنفسه؟! سؤال لا يزال يسأله لنفسه! ما طبيعة تحول مشاعره كلها إليها وهل هو طبيعي؟! سابقاً ..لم يفكر في مريم أبدا بمشاعر غير أخوته لها لم ينظر لها ابدا على انها فتاة حتى وهي كانت تلفت نظر بعض الشباب إليها في فورة مراهقتها بشقاوة روحها ونظرة الإغراء الخاطفة منها باختلافها وتناقضها ..لم تحول مشاعره إليها حتى بعد ما حدث هناك واضطرارهم للعودة حتى مع محاولتها في جذبه .. في بداية الأمر كان يعنفها بشدة وفي بعض المرات كان قاسي عليها كما لم يكن من قبل لتتوقف بعد فترة ولكن بعد فوات الاوان لأنه وجد نفسه يريدها بكل حواسه وأصبح ينظر لها كما لم ينظر لامرأة من قبل قط.. حاول الابتعاد يعلم الله كما حاول التماسك وصرف نظره عن النظر إليها هكذا.. أمانته الصغيرة،ربيبته،ابنته كان يذكر نفسه بهذا.. يعذبه ضميره ويجلده ولكن في النهاية رفع رايات الاستسلام.. لم سعت هي بنفسها إليه وراودته نفسه عنها ليته لم يأخذها معه إلى سفرته تلك التي كان يحاول أن يبتعد عنها قليلا.. ربما يستيقظ من هذا الجنون الذي كان يفكر به ليضعف أمام دموعها عندما اخبرها بسفره إلى أسبانيا وفِي لحظة جنون قام بالعودة من منتصف الطريق وهو ذاهب إلى المطار لم يكن يفكر إلا بوجهها الباكي وعينيها المترجيتين بأن لا يتركها هنا في مكان لا تألفه ولا يريدها أحد فيه ..ليقوم بأخذها وهناك هو وهي فقط بدون مراقبين،بدون أن يعلم أحد طبيعة علاقتهما المعقده وجد نفسه حر لأول مرة.. متحررا من ضميره والمجتمع ليرضخ لسعيها ولما أصبح يفكر به.. حاول أن ينفض راْسه من أفكاره ليعود إليها وهي تحاول التخلص منه ليحدثها بصوته الهادئ الدافئ: ""مريم انتظري قليلا أريد التحدث اهدأي قليلا"" لترد عليه بهدوء ومحاولة تماسك وأهية:""فيم إيهاب؟ اعتقد أني حدثتك بالأمس بأني لا أريد الكلام"" لتضيف بصوت به تهكم بعض الشيء: ""وأيضاً اريد ان أخرج من هنا.. ألا تخاف أن يراني أحد أين حذرك ؟!"" ليحدثها بصوته الهادئ كاتما غيظه منها ومن قوقعتها التي تبنيها حولها:""أولا ردا على سؤالك لا ما عدت أخاف من ان يراك احد ياصغيرة"" ليقول بسخرية على طريقتها:""كما تعلمين انا لا غبار على أخلاقي من احد كما انك صغيرتي وربيبتي"" لتحاول مقاطعته عن الكلام ليشدد عليها بذراع واحدة ويرفع ذراعه الأخرى واضعا يده على فمها قائلا بصوت حازم قليلا :""اصمت ولا كلمة الآن..أنت تثرثرين كثيرا..اريد فقط سؤالك ما بك؟! لم كل هذه الثورات صغيرتي سوف اجن من التفكير انت لا تخفين شيئا عني صحيح؟؟بالأمس أخبرتيني أنك خائفة.. من ماذا او ممن يا مريم؟ اتفهم احتياجك بعد ما تبادلناه لكن لم الخوف؟"" لينظر إلى عينيها المواجهة له..تخفين شيئا صغيرتي..تخفين أشياء لا شيئا واحدا ولكن ما هو؟! هذا ما يحيره! نفورها الذي عاد بقوة أكبر من السابق وكان قد تخلص منه،مهاجمتها المتكررة له وخوفها لم كل هذا؟! لتزيح يده ببطء وتقول بصوت خافت غامض: ""انا لا اخفي شيئا وليس هناك أي ثورات..أرجوك إيهاب كما رجوتك بالأمس أنا لا اريد التحدث في أي امر والآن دعني اخرج إلى غرفتي"" ليحررها من أحضانه ببطء ناظرا لها بتفحص لتشعر بانه يريد اختراق عقلها وروحها ليكشف غضبها تعلم انه يريد ان يفهم ولكن هي ببساطة ليست مستعدة للحديث يجب ان تعد نفسها جيدا عند هدم راس المعبد على الجميع واولهم ممدوح.. لتنزل ببطء من سريره تعدل ملابسها التي بها من الامس حتى روبها لم تتحرر منه لتتوجه إلى الباب ليعتدل في نومه هو يوقفها مغيرا الموقف كله وما كانو يفكرون به: ""مريم انتظري"" لتلتفت له بتساؤل في عينيها ليحدثها: ""لدي صديق قديم هنا دعاني لزيارته وأريدك معي""" "الفصل السادس ""ما بك أين ذهبت إيهاب ؟!"" ""لم اذهب لمكان انا هنا معك "" ليتأمله جاسر ينظر إلى عينيه ونظراته يعرف تلك النظرات جيدا لكن لا تعليق مع احمق مثل إيهاب .. ليوجه الكلام إليه :""كيف هي حياتك هنا وحياة مريم هل استطاعت التأقلم ؟!"" ليرد إيهاب بتهكم:""وكيف تتوقع ان تكون هنا بوجود اسراء وامي؟"" ليرد جاسر ببعض الإدراك:""أستطيع التخيل بالتأكيد لن تكون افضل من حياتها هناك بل اسوأ ربما"" ليقول إيهاب بتأكيد :""نعم بالظبط هذا ما يحدث لا اعرف سر هذا الكره لها ما ذنبها هي في كرههم جميعا لامها .. يا رجل حتى أمها اشعر انها لا تحبها وتكره وجودها.. اتعلَّم نحن هنا من عام كامل لم تجري أتصالا واحدا بها وكأنها حمل ثقيل وتخلصت منه..انا أشفق عليها"" ليكمل وهو ينظر لها وهي ترفع الصغيرة تلعبها بمرح لتلمع عينها بسعادة خفيفة لعودة ضحكتها ليكمل بصوت دافئ صادق : ""انا أتألم لألمها الصامت ،لشعورها بالنبذ.. هي جزء مني ولدت علي يدي انا ونشأت علي يدي انا جاسر ..تعرف انت رأيت "" لينظر له جاسر باهتمام وهو يتحدث.. إيهاب المهتم دائما للجميع.. تلك شخصية صديقه مراعي صادق .. ولكن عيبه الحماقة وإنكار حقه وخوفه من كلام الناس والمجتمع ..يحمد الله انه ليس به تلك الصفة وإلا كانت ضاعت منه سعادته واستقراره مثل ما يفعل صديقه في نفسه.. يعلم وشهد ماذا تعني مريم له واهتمامه بها.. كان يفرضها فرضا عليهم في خروجاتهم الشبابية ويخيرهم بين وجودها او عدم مجيئه على الإطلاق وهذا بسبب ترك العائلة لها وحيدة مع الخادم في المنزل وهذا ما كان يرفضه إيهاب بإصرار فكان اختيارهم دئما وجودها ما بين مشفق على الطفلة التي يعلموا حقيقة وجودها وبين متذمر وبين غير مبالي.. وهو كان من بين المشفقين المتمتعين بصحبتها فهي كانت طفلة حلوة المعشر وجميلة الروح حتى وهي ترفض مشاركتهم أي مرح يحاولون جذبها فيه لتندس في صدر إيهاب ..كانت دئما تنظر له نفس نظرة التملك والانبهار من أفعال بسيطة يفعلها لسعادتها ولكن نظرة التملك الان اختلفت لقد رآها في اعين الاثنان ربما هو كما تقول زوجته مجنون لكن لا يخطئ تلك النظرة ابدا.. ليرد جاسر عليه متفحصا وجهه باهتمام :""لا تحمل نفسك أخطاء الجميع يا صديقي ليس ذنبك،أنت فعلت كل ما استطعت.. أعطيتها كل ما تحتاجه ولم يقدم لك احدا شيئا"" ليضيف بعدها ببعض اللوم:""مريم بالتأكيد في يوم ما سوف تجد من يهتم بها وتجد سعادتها وتنشئ أسرتها المستقلة"" ليرفع إيهاب عينين مليئتين بالرفض والاستنكار ليتسائل ببعض الحدة:""ماذا تعني؟!"" ليرد جاسر مدعيا اللا مبالاة:""أعني أنها سوف تجد شريك حياتها ويعوضها ما تعاني ويرسم لها حياة مستقرة وسعيدة"" لتظهر علامات الرفض التام على وجهه والغضب المكتوم لينظر له جاسر بتسلية:""ما هذا إيهاب هل هذه غيرة اخ؟!لم اعلم أنك هكذا"" ليحاول إيهاب تغيير الموضوع ومناقشته في شيء بعيد تماما لتأتي مريم بعد قليل حاملة الطفلة المكتنزة وتجلس بجانبه تلاعب الطفلة بهدوء ليلتفت لها إيهاب ليأخذ الطفلة منها ويقبلها ناظرا لها بنظرة بها بعض الألم قبل الطفلة التي تداعب وجهه وتضحك بصخب وطفولية له من مداعبته لها ليخاطبها إيهاب بصوته المحبب للجالسة بجانبه ""ما اسمك حلوتي؟"" لترد مريم:""منار ..اسم حلو لطفلة رائعة أليس كذلك؟انا أحببتها جدا"" ليعاود إيهاب النظر للطفلة ومن عينيه تطل تلك النظرة المتالمه لتحدث مريم نفسها ( آه يا الله.. إيهاب أتألم لأجلك انت مقتنع تمام بفكرة عقمك.. فكيف أقنعك انا بعكسها؟! لا فائدة) لتتنهد بكبت وصمت ( يارب ساعدني ) لتنطق الطفلة تشير لوالدها :""مجا مجا "" ليرفع إيهاب حاجبيه:"" ماذا تقولين حلوتي؟!"" لترد مَي وهي تدلف إليهم:""انها تنادي على جاسر تقول مجنون"" ليردّد إيهاب بصدمة:"" ماذا قولت هذا مزح صحيح؟!* ليرد جاسر غير مبالي:"" لا هذا صحيح..حمقائي رقم اثنان تدعوني مجا مجنون وتدعي والدتها ققا. ويعني حمقاء"" لينفجر الجميع في الضحك لتقاطعهم مَي بغيظ:"" سامحك الله يا جاسر ..انت من علمت ابنتي هذه الكلمات، البشر يقولون ابي وأمي وانا ابنتي اول كلمات لها مجنون وحمقاء"" لتتنهد مدعيه اليأس:"" هيا الآن إلى غرفه الطعام والدتك تنتظرنا"" ليتحرك الجميع إلى هناك ليخبرهم جاسر بصوت خافت بتحذير ""انظرو لي جيدا عند الطعام.. ما أهز رأسي لكم بالنفي عنه إياكم وتذوقه.. هذا يعني انه صنيع زوجتي وهي وصنع طعام يعني غسيل معوي عاجل"" ""لقد سمعتك جاسر ولن اغفرها لك اقسم"" ليميل إيهاب إلى مريم يوقفها قليلا عن التقدم بتساؤل: "" هل انت نادمة انك اتيت معي؟"" لتنفي بتأكيد:"" لا بل أشكرك احببتهم بشدة..الفتيات رائعات ووالدتهم جميلة اول مرة اشعر بمعنى دفء عائلة إيهاب "" لتضيف ببعض التردد والتساؤل:""انا اعتقد انه احبوني هل هل تعتقد ذلك بغير العادة هناك احد ما احبني ؟!"" ألم قبض على صدره من عدم ثقتها في ان يتقبلها احد بطبيعتها ..الم حارق يكويه، ليته يستطيع ان يفعل أي شيء لنزع هذا الشعور ..ليسيطر على شعوره ليرد عليها ببعض البشاشة والتأكيد :""بالطبع صغيرتي هم احبوكي وبشدة أيضاً رأيت ذالك في مرحهم معك وايضاً من يستطيع ان لا يحبك حلوتي؟!"" لترد بمرارة وتأكيد:"" الجميع إيهاب الجميع"" ""انت لا تعرفين الجميع صغيرتي..ها هم ناس جدد واحبوكي ومن اول ساعتين معهم"" ليقاطعهم جاسر يخبرهم بان الطعام جاهز ويجب ان يذهبا.. بعد وقت ليس بقليل .. كانوا واقفين يودعونهم مع تواعد من الفتيات بأن يلتقوا مجددا وايضاً في جامعتها.. بعد مغادرتهم.. التفت جاسر لمي بتساؤل:"" إذا؟"" لترد مَي عليه بنفس نبرته وهي ترفع حاجبيها:""إذا ماذا؟!"" ""مارأيك بمريم؟ لا تقولي لم احبها ارجوك"" لتغمز له بعينيها:""بل على العكس لقد أحببتها تماما وسوف تكون تحت رعايتي ورعاية الفتيات رحاب وولاء لقد أحبوها"" ""هذه سابقة عزيزتي احببت أحدا وأيضاً فتاة!"" ليضيف متصنعا الجدية:"" إذا قلت تحت رعايتك! أعانك الله يا صديقي على ما سوف تراه من غباء"" قالت مَي بغضب:""أنا غبية يا مجنون! أقسم سوف أريك .. انا سوف ...."" لتصرخ من فجأة وهو يندفع إليها يحملها على كتفه مثل الجوال ""اتركني يا جاسر لا تتحامق "" ""لسانك طال عزيزتي ويجب تهذيبه قليلا "" ليضيف بعبث:""وانا لن أتأخر لحظة.. تعلمين جيدا أن كل ما يهمني هو الأخلاق "" لترد وهي تمط شفتيها:""نعم فأنت سيد الأخلاق وأنا خير من يعلم ..انزلني الآن.. طفلتي!"" ليعلو صوته وهو يهم بالصعود إلى طابقهما:""امي أرجوك ابقي فنار معك إلى ان أهذب زوجتي"" لتخرج أمه على صوته وهي تستنكر ما ترى:""هداكم الله ..البيت به بشر غيركما تأدبا قليلا "" ليرد جاسر بعبث:""وهذا ما سوف أفعله أمي، ابقي فنار معك"" لتغطي مي وجهها وهي تتمتم:""منك لله.. لم يبق احدأ لم يرني بهذه الأوضاع وايضاً كف عن مناداة ابنتي بفنار انها منار"" ليضحك بصخبه بعد ان وصل شقتهما ليصل إلى غرفته ويلقيها على السرير بعنف لتتأوه بألم وهي تسبه كالمعتاد لينضم إليه يقلب شفتيه:""أخبرتك لم احب اسم فنار هذا"" ""منار يا جاسر "" ""اخرسي مَي فنار منار لا يهم المهم تأديبك براحة بعد ما تخلصنا من نسختك"" ""اتعلَّم ما المشكلة حقا جاسر؟!"" ليميل يلثم جانب عنقها يتمتم :""امممم.."" "" انا احبك بجنون "". ::::::::::::::::::؛؛؛؛؛؛؛؛؛"
"الفصل الرابع تحركت من نومها على لمسات لجسدها تحاول ان توقظها , لتفتح عينيها بنفور , لتدرك في لحظه سبب نفورها من تلك اللمسات , وهي ترى تلك العينين الشرستين بين الظلام تنظر لها برغبه وقسوة. استيقظت من نومها على لمسات لجسدها تشعرها بالنفور فتحت عينيها فرأت عينين خضراوين تنظران لها برغبة وقسوة لتدرك فورا سبب نفورها واشمئزازها.. استمرت لحظات لتستوعب تلك النظرات لابد أنها مازلت في نومها وكوابيسها لقد هربت من صاحب العينين،لم يعد يهددها، هي تبعد ملايين الأميال .. أغمضت عينيها بشدة وهي تهمهم لنفسها بكلمات تنفي ما تري هذا كابوس اهدأي، مجرد كابوس وسوف ينتهي.. لتفتح عينيها برعب عندما أمسك ذراعيها بيديه وهو يبتسم ببشاعه وشر قائلا: ""ليس كابوس يا صغيرة إنه أنا..أتيت لك خصيصاً ، هل اشتقت إلي؟"" نظر لها نظرة تشمل جسدها كله بنظرات مقززة وأكمل: ""أنا اشتقتك هل تتخيلين؟"" نظرت له بعيون جاحظة من صدمتها بوجوده أسوأ كوابيسها، والذي كان سبب فعال في سعيها لجعل علاقه بينها وبين إيهاب،لقد ظنت أنها نجت منه، أنها لن تراه، أنها لو جاءت إلى هنا لن يستطيع أن يصل إليها..لن يستطيع أن يقترب منها مرة أخرى، ظنت أنها هنا أمنة. ليضيف بسخرية من صمتها:""ماذا مريم؟ هل أكل القط لسانك؟ أم أنك لم تجد كلمات معبرة من الفرحة؟!"" ضحك بشر وهو يهمس لها ساخرا: ""هل ظننت بما فعلت أنت والأحمق أنك بعدت عن يدي؟! وهل تخيلت أيضاً بإقناعك له أن يأخدك معه عندما قرر الرجوع إلي هنا بأنك لن تريني مرة أخري وبأنك أصبحت بعيدة عن متناول يدي؟! لقد تركتك العام المنصرم فقط تشعري بأنك هربت ولأجعلك تدركين أني لا أنسى وما أريده أحصل عليه متى قررت أن أفعل وأنا أخبرك الآن بأني لن أتركك هذه المرة ألا وأنا حاصل علي ما أريد"" انتفضت أخيراً مقاومة بشراسة عندما استوعبت كلماته المهددة ،الحقير دوماً هكذا..لقد عاد وهذه المرة يبدو مصمما علي ما يريد نطقت بصوت شرس:""ابتعد عني يا حقير وإلا صرخت غير عابئة بشيء وسوف ترى ماذا سوف يفعل بك الأحمق كما تدعي"" أحكم تكبيلها يهزها من كتفيها فيتراجع رأسها للوراء ويتناثر شعرها الغجري حولها بهمجية بعد أن استطاعت أن تجلس لتواجه عينيه مازالت بها تلك النظرات المتوعدة بنظراتها القذرة القاسية،لم يرف لها جفن وهي تنظر له بنفور وتقزز حقيقي ليرد عليها:""اصرخي لو استطعت، فأنت جبانة.. مجرد كلمات حمقاء تتفوهين بها ويبدو أنك نسيتي وعدي لك وما أستطيع فعله بإيهاب لو تفوهت بكلمة"" ردت عليه وهي مازلت في محاولاتها: ""افعل ما تريد، فأنت أيضاً جبان قذر وأنا قد تأكدت من ذلك، لن تستطيع فعل شيء"" لتضيف بجنون وهي تتحرك:""ابتعد عني الآن يا قذر، ما الذي جاء بك؟! لقد تركت لكم كل شيء ،ما الذي تريده مني؟!"" رد بقسوة:"" أريدك أنت،أريد جسدك هذا،أريد تدميرك"" لترد بصراخ:""لماذا؟!فقط أخبرني لماذا؟!ما الذي فعلته لك؟ ما جريمتي؟أنت لا تريدني أنا،تزيد انتقام فقط،ولا أعرفلماذا تريد تلويثي؟!منذ مراهقتي وأنت تلاحقني بلمساتك القذرة ماذا جنيت؟ ما جريمتي؟!"" وضع يده علي فمها قائلا:""اخرسي واكتمي صوتك المقزز هذا، يبدو أنك اكتسبت حقاً شجاعة واهية يا صغيرة"" تمتمت من تحت يديه وهي تشعر بالقهر لما توضع فيه من مواقف متكررة، الدموع تحرق عينيها وتثقل أجفانها ولكنها لن تبكي أبدا وتريه ضعفها.. ""ليست شجاعة واهية فأنا اكتسبت حق الدفاع عن نفسي وأنت لن تحصل علي مبتغاك في أبدا يا ممدوح،ولا تحلم بهذا ،أقسم بحق كل قهر شعرت به لتسللك لغرفتي يا حقير ،بحق العديد من المرات التي عملت فيها على إخافتي وإرعابي أني سوف أقتلك بدون تردد إن اقتربت مني،الصغيرة المراهقة المرتعبة نضجت ولن تخاف مرة أخري..لا منك أو من سواك ..لن تحقق انتقامك الذي لا أعرف سببه إلا وأنا جثة هامدة أو سأكون قاتلتك ليرتاح المجتمع من أمثالك"" حرك يده المرتخية من على فمها ومازالت ابتسامته الساخرة الكريهة علي وجه: ""حقا يا مريم هذا جيد كثيرا، فأنا أريدك هكذا لأستمتع أكثر بصراخك وعنفك، إن ظننت أن ما تفوهت به يخيفني فأنت حقا حمقاء غبية وسوف أستمتع بعد انتهائي بجثتك الهامدة علي يدي"" حركت مريم يدها الحرة بعد أن تركها لتتسلل إلي جانب سريرها وتستل تلك اللمبة الجانبية الضخمة وبدون أن يراها وهو لاهيافي تهديده قامت برفعها بقوة وضربته علي مقدمة وجهه ليقوم بتركها سريعا وهو ينتفض بعنف من جلسته علي سريرها ويصرخ بصوت مكتوم يسبها بأفظع الألفاظ الانجليزية والعربية لتنهض هي هاربة من سريرها وتقف عند باب غرفتها تفتح بابها آمرة إياه:""اخرج حالا من غرفتي، لقد جربت وعرفت أن تهديدي ليس واهيا..وسوف أصرخ وأقوم بإيقاظ الجميع وسوف أخبر إيهاب بكل شيء من البداية يا حقير "" وضع يده علي مكان الإصابة التي نالت جزءا من جبهته ومقدمة رأسه وتحرك ناحية الباب وبعينيه نظرة مليئة بالتصميم لما يريده ويسعى له ليلتفت لها ويجابهها بالقول ساخرا: ""كاذبة..لو أردت لفعلت منذ زمن.. ولكنك لن تخبري أحدا كعادتك ولكن وعد مني يا مريم أن هذا الجرح سوف تدفعي ثمنه جراحا عديدة على جسدك،وسوف أقوم بتمزيقك إربا صدقيني، سوف أخرج ليس لشيء ولكن لأن الوقت الذي أريد لم يحن بعد"" خرج من غرفتها تاركاً إياها ترتجف بعنف وكلماته تطرق عقلها طرقا وتصيبها بالذعر التام،لتغلق غرفتها بالمفتاح بيد مرتجفة وتجحظ عيناها برعب ودموعها تنزل منها شلالات متمتمه لنفسها ""يا الله لقد عاد ولن يتركني أبدا هذه المرة،ماذا أفعل؟!"" لتعود بذاكرته..الحقير منذ أن فتحت عينيها على الدنيا من حولها وهو يقوم باضطهداها بشراسة..تتذكر وهي في سن السادسة كانت تلعب بأحد الكرات في حديقة المنزل وبدون قصد صدم مجسم زجاجي له يقيمه في جراج المنزل لمشروع ما في سنته الثانية في الثانوية ليتهشم المجسم ويأتي هو بقسوته المعتادة ويقوم بنعتها بألفاظ لم تفهم معناها أو تتذكر معظمها لكن وجهه المليء بالشر لم تستطع نسيانه أبدا خاصة أنه رافقها منذ ذلك الوقت كلما رأته.. ظلت تعتذر وتبكي لكنه لم يكتف يومها بل توجه لغرفتها وقام بتمزيق كل ألعابها بحجة تأديبها وعندما أرادت أن تنقذ لعبتها المفضلة ورفيقة طفولتها دبها الوردي قام بدفعها لتصطدم بمقدمة سريرها وتسيل الدماء من مؤخرة رأسها.. يومها قامت والدتها المصون كالعادة بأخدها لتقطيب جرحها مع التاكيد عليها إن تفوهت بكلمة سوف يأخذونها إلي مكان بعيد شرير ولن ترى إيهاب مرة أخري لتقوم مجبرة بشراء بعض الألعاب لها كتعويض حتي تصمت ولكن ما لم تدركه أمها أنها كانت ستصمت بدون الألعاب لأنها أصبح لديها قناعة بكلامها ورعب من الأشرار الذين سوف يأخذونها،كما أنها لا تريد الابتعاد عن إيهاب الوحيد الذي يحبها..فأمها الحنون كانت تجيد مداراة أي جراح أو عنف تتعرض له من إسراء وممدوح حتي مراقبة الأطفال بحد ذاتها لم تستطع أن تكتشف جروحها حتى بعض الرضوض التي كانت آثارها تظهر بجسدها كانت تفسر على أنهالعب أطفال، تحمد الله على وجود إيهاب حاميا لها لذلك لم تتعرض للكثير من العنف الجسدي فقط القليل ولكن العنف النفسي وشعورها بكرههم لها لم يستطع ردعه أبدا.. يومها علم إيهاب بعد عودته بما جرى لها ومع بكائها وتألمها المستمر من الجرح خرج إيهاب عن هدوئه ليتوجه لغرفة ممدوح ويقلبها رأسا علي عقب محطما كل أشيائه مثلما فعل معها ومن يومها استمر ممدوح في إرهابها النفسي وكرهها أكثر .. ليته استمر على كرهها وبضع كلمات لم تكن تفهما بسبب حديثه بالعربية..ولكن عند بلوغها عامها الرابع عشر وظهور معالم أنوثتها ظهر لممدوح وجها آخر أكثر قبحاً.. فبدأ يتحرش بها ويحاول لمسها بكل طريقة ممكنة، يتعمد الاصطدام بها وتمرير يده على مواضع بجسدها مدعيا عدم الانتباه.. استمر الحال لفترة ومع تكذيب أمها الدائم لها بأتفه الأشياء ورسم ممدوح وجه الأخ المراعي الحنون لم تستطع التفوه بكلمة فمن سوف يصدقها بجانب تهديده المستمر لها بفضح أمرها وبأنه سوف يدعي بأنها هي من تأتي لإغوائه مراهنا إياها أنهم سوف يصدقونه هو.. فهو الطيب الصدوق وهي الشريرة المنحلة..صمتت ولَم تستطع حتى أن تخبر إيهاب بما يحدث معها ليتجرأ بعدها ويتسلل لغرفتها بضع مرات..يقوم بكتم أنفاسها ويحرك يده من فوق ملابسها على جسدها..كانت تبكي وتتذلل له بأن يخرج ويتركها وهو يستمر في تهديده لها لكنه يتراجع خوفا من صراخها وبكائها العالي.. تعلمت بعد ذلك أن تغلق غرفتها جيدا عند نومها وتغلق شباك غرفتها لتصبح غرفتها ليلا مثل زنزانة جيدة الحصار عليها.. اقشعرت بقرف عند تذكرها لمساته واستمر الحال هكذا حتي أصبحت في الثامنه عشر .. تذكرت بألم عيد ميلادها الثامن عشر ليخرج تأوه حارق من صدرها..هنا، هنا يا مريم بدأ كل شيء.. مسحت دموعها بعنف عائدة من ذكرياتها،لن تبكي.. يجب أن ترتب أفكارها،يجب أن تتخلص من مصائبها واحدة واحدة ولكن على رأسهم ممدوح ،يجب أن تكشفه.. لن تستمر بالصمت أبدا مرة أخرى لكن يجب أن توقعه في شر أعماله وينكشف بنفسه تمتمت لنفسها ""ما هذا الْيَوْمَ من الصباح بدأ بانتقام ضاحك لتتبعه كوارث وزوابع متى ينتهي متى؟!"" لتضحك لنفسها بسخرية:""هذا على أساس أنه إن انتهى سوف تنتهي كوارثك معه؟!"" لتضع يدها علي معدتها تشعر ببعض الألم هذا كثير من الضغط تعرف ذلك جيدا ..لتفعل كعادتها مؤخرا بعد أن تتكدت من تحصين غرفتها جيدا ..لن تنام سوف تستلقي فقط، ليتها تستطيع التسلل لغرفته الآن، تحتاجه بشدة وشعور الأمان الذي يمدها به بين أحضانه ،ولكن بالتأكيد سوف يطردها ثم هل لها وجهه تذهب له بعد ما قالته له وقاله لها؟! صباحاً طرقات على باب غرفتها أيقظتها من غفوتها التي أخذتها بصعوبة أفاقت تفرك عينيها ببعض التشوش، تشعر بالتخبط من الأحداث التي مرت عليها الْيَوْمَ السابق هل حقا حدث كل هذا ؟! تحركت ببطء باتجاه الباب وتساءلت بحذر وخوف أن يكون الحقير ممدوح أو الحرباء إسراء ""من بالباب"" ليأتيها الصوت الحبيب المطمئن دائما لها ،ولكن تبدو نبرته بها بعض الغضب ..حسنا هذا متوقع ""أنا يا مريم افتحي الباب"" فتحت الباب له وقالت باقتضاب فور رؤيته : ""نعم ماذا هناك ؟!"" حاول كتم غضبه..يكفي ما حدث من جنون بينهم بالأمس ولا يريد لأحد أن يسمع نقاشهما هذا ""لماذا لم تأت إلى الأسفل لتناول الإفطار حتي أستطيع إيصالك لجامعتك قبل الذهاب لعملي؟"" ردت بعنادها المعتاد:""لن أهبط ولا أريد شيء، اتركني لحالي أريد النوم"" همت بغلق الباب فدفعها إلي الداخل وأغلق الباب خلفه قائلا بغضب:""كفي عن أفعالك هذه.. ما بيننا شيء وحياتنا الطبيعية شيء آخر"" لتتطاول على أطراف أصابعها تهتف في وجهه: ""بالطبع أخي الحنون العطوف.. كالعادة يجب أن لا يشك أحد بشيء"" نظر لعينيها الشرسة، وقفتها المتحفزة، شعرها المنثور بغوغائية ثم إلى وجهها الذي يبدو مرهقا للغاية وتحت عينيها تبدو هالات شديدة السواد ليهدئ نفسه قليل..ا هو الأكبر كما قالت والأنضج فليحتوي غضبها:""مريم اذهبي حالا للحمام، حاولي أن تغتسلي بماء دافئ وبدلي ملابسك واهبطي للأسفل..فمن الأمس لم تأكل شيئا، وأعدك في السيارة لو مازالت لديك نوبات غضب من أي نوع فسوف نناقشها في الطريق..كلامي مفهوم وينفذ بالحرف ،لا نقاش يا مريم كما أحب أن أخبرك أن ممدوح جاء أمس"" ليضيف بصوت أجش خافت:""كما نبهتك عندما أتينا إلى هنا ..لا تدعيه يقبلك على خدك أو يقترب منك"" (هه وكأنها لا تعرف!) اقترب منها واضعا يده بين عينيها وهو يقول:""فكي هذا العبوس ونفذي ما أقول الآن""" "لفصل الخامس ذهبت ونفذت كلامه بالحرف دون نقاش فهي لا تريد أن تجلس في هذا البيت وهو ليس به..ربما الحقير يتعرض لها،تعرف جيدا أن ما ردعه عنها ليس ضربها له ولكن إن سمع إيهاب صوت صراخها وعرف بما يحاول أن يفعل بها سوف يقضي عليه.. ولكن قبل أن تصل الحمام أوقفها صوته: ""مريم لماذا كنت تغلقين الباب بالمفتاح"" لتجيبه بسمها المعتاد عند الغضب:"" حتي لا يستطيع أحد الوصول لي"" لينظر لها ببرود:""لا أحد له الرغبة في رؤيتك حتي ليتسلل لغرفتك ،تعلمين التسلل ليس طريقتي بل تعرفين جيدا من التي تتسلل لغرفتي منذ نعومة أظافرها ولكن تختلف الأسباب والحاجة حسب العمر صغيرتي"" ليتركها بعد ذلك ترتجف من كلامه يا الله!! ما أقسى كلماته عندما يريد!لن تحتمل منه هو بالذات كلمات أخرى من نفس النوع.. بعد وقت.. هبطت من غرفتها متوجهه لغرفة الطعام وبدون أن تفعل أي صوت جلست في مكانها المعتاد.. لا حاجه لها بطعام لكن يجب أن تاكل ولو القليل حتي لا ينهار جسدها.. سمعت أكثر صوت لا تريد سماعه الآن ،المعزة الملقبة بإسراء، :""الناس المحترمة تقول صباح الخير أولا"" ليتولى إيهاب عنها الرد قائلا لها:"" والنَّاس المحترمة أيضا لا تهاجم من هم أصغر منهم سَنَاً بدون وجه حق ولا تقتحم غرفهم بدون إذن"" ليكمل بصوت حازم منهيا الحوار قبل حتى أن يبدأ: "" يكفي إسراء حوار كل يوم دعينا تناول الإفطار بدون المحاضرة اليومية"" لترد إسراء بعد أن لبست قناع الرقة والطاعة التي تظن أنه ربنا يجعله يحن إليها مره أخري : ""كما تريد وتأمر إيهاب، أنا فقط أحاول أن أعلمها الأسلوب الراقي والعادات المتبعة هنا"" ليقول بلا مبالاة :""احتفظي لنفسك بهذا إسراء أو علميه لطفليك اللذان لا يرونك من الأساس"" همت بالرد عليه ليقاطعهما الصوت الكريه إلى مسامع الجالسة بجانبه لتنكمش على نفسها وتقرب نفسها منه بطريقة ملحوظة وكأنها تختبئ فيه ويظهر على وجها علامات النفور .. لاحظ كل هذا من ردة فعلها المكشوفة له.. يقسم بأنه يشعر بذبذبات جسدها الفاضحة بمشاعرها تصل إليه .. ليتسائل بينه وبين نفسه ما بها ولم ردة الفعل هذه وهي لم تره منذ ما حدث هناك قبل عودتهم إلى هنا فهو اختفي بعد الحدث الذي غير الكثير ليذهب إلى رحلة ما مدعيا الغضب والاعتراض على قرارهم.. قطع استرساله صوت ممدوح الذي اقرب من جلستهم على المائدة يلقي الصباح على الجميع ويوجه الكلام يختص به مريم الذي زاد توترها وعلامات النفور على وجهها ..يعلم جيدا أنها لا تحب ممدوح ولكن لم كل ردود الأفعال هذه؟! اقترب منها ومال قليلا إلى جلستها بجانبه مرحبا بها بصوت يحاول وضع لطف العالم به ""مرحبا مريم الصغيرة لقد اشتقت لك كثيرا"" اقترب منها محاولا طبع قبلة على خدها كما اعتاد فعل ذلك منذ صغرها بأي مناسبة أو عند عودته من سفر أو رحلة لتقف مريم قافزة من كرسيها وتقف خلف كرسي إيهاب قائلة بصوت مقتضب:"" مرحبا "" ليعتدل ممدوح من وقفته وينظر لها بتلاعب وصوته يدعي المرح:"" ماذا صغيرتي ألن ترحبي بي"" لترد مريم ببرود:""لقد رحبت بك ومع ذلك ..مرحبا كيف حالك هل هذا جيد لك؟! وأنا لست صغيرتك أو صغيرة أحد فقط اسمي مريم"" قال بصوته المرح المتلاعب:""كما تحبي مريم ولكن ألم تشتاق لأخيك ألن تقبيله؟"" قالن بصوت حاد قاطع:""أنت لست أخي، ولا لن أقبلك وأنت أيضا لا تقترب مني"" ""كما تحبي وتريدي حلوتي"" ليزيد استغرابه..ماذا بها متمردته؟! نعم لقد طلب منها هذا ولكن ليس بهذه الطريقة.. وأيضاً لم كل هذه الحدة والتهديد في نبرات صوتها؟! نظر لكليهما أثناء وقفتهما..مريم تقف بنفور وحدة واستعداد ولا يفهم لم؟! والآخر نظراته غامضة.. هذا كل ما حصل عليه! حسنا حسنا مهلا يا مريم سوف أعرف ما بك ..فربما ما حدث بيننا بالأمس جعلها متحفزه هكذا ربما.. قال بصوت عملي عادي:""مرحبا ممدوح،أرجو أن تكون حصلت على نوم جيد"" ليقطع كلامه وهو يرى جرح ممدوح الظاهر ويضع عليه شريطا لاصقا طبيا :""ما بك ماذا حدث؟ كنت جيد بالأمس عندما تركتك"" ليرد ممدوح بغموضه واستهتاره:""قطة شوارع أصابتني بهذا"" لتهتف إسراء مقاطعة الحوار باستغراب:""قطه شوارع هنا في منزلنا أنت تهذي ممدوح؟!!"" رد ممدوح عليها:""لا حبيبتي للأسف توجد في البيت قطة شوارع وجدتها في نافذة غرفتي وعندما حاولت السيطرة عليها هاجمتني ،لكن لا تقلقي سوف أردها لها وأحطمها تحطيما متلذذا بكل صراخ تخرجه"" عقدت إسراء حاجبيها قائلة بحذر :""هل أنت متأكد بأنك تتحدث عن قطة؟!"" ليضحك ممدوح بصوت عال:""طبعا إسراء وماذا سوف تكون؟"" الحقير الحقير سوف تريه من قطة الشوارع.. سوف تريهم جميعا حقيقته ومن كلب الشوارع حقا! ليقاطعهم صوت إيهاب موجها الكلام للمتحفزة الصامتة خلفه :""هيا صغيرتي أنهي طَعَامِك حتى نذهب"" وجهت نظراتها إليه قائلة بصوت متعب:""لقد انتهيت، لا أريد المزيد، هيا الآن فلدي محاضرة هامة وأعتقد أنه لا يوجد وقت"" تريد فقط الهروب من هذا البيت لبعض الوقت ""كما تحبي صغيرتي هيا"" قام من مكانه لكن قبل أن يذهب وجه كلامه لممدوح: ""اهتم بحالك ممدوح وإقامة سعيدة هنا،لكن أحب أن أنبهك .. أيأ كانت نوع قطتك احذر جيدا هنا ليست أمريكا..وليست كل القطط كما تراها أنت.. إن كانت هاجمتك فهي تعني ابتعادك حقا عنها أو ربما حياتك ..لا أدري كيف وجدت ما يسليك بهذه السرعة!"" ليستدير إلى المنتظرة له وفِي عينيها لمحة الألم .. ليتك تعلم أن ما يسليه هو أنا إيهاب ..أنا من يريد ويتوعد لتحطيمها ولقد قطع الأميال من أجل ذلك فقط. اقترب منها محاوطا كتفيها كعادته لكن لصدمته ابتعدت سريعا عنه وكأن نارا أحرقتها ليتنهد بتعب : ""هيا مريم تحركي أمامي"" خرجت معه وعلامات القهر والتفكير لا تفارق وجهها. ومع دقات الساعات الأولى من الصباح فتح عينيه على محاولتها للتخلص من احتضانه لها ليقوم بتشديد احتضانها قائلا بصوت ناعس :""إلى أين؟! لن تهربي الآن!"" ردت بقنوط:""إلى غرفتي قبل أن يستيقظ أحد أليس تلك العادةحتي لا يلاحظ أحد أني قضيت ليلتي معك؟! أتسلل ليلا إليك وأغادر مسرعة فجرا"" لتنتبه كل حواسه من نبرة صوتها يالله عادت للهجوم..يعلم ويشعر بما تشعر به ،يعلم رفضها للوضع كله،وضع قاسي على أي امرأة إحساسها بارتكاب جرم الخفاء الذي هم فيه وضع مذل رغم أنه رجل ولن يفرق معه الخفاء أو العلن لكن على أي امرأة صعب لمشاعرها وكرامتها ووضع كوضع مريم ووضعهما هما وعلاقتهما المربكة يزيدها شعور الجرم.. هي محقة في شيء واحد مما تتفوه به فمع الاضطهاد منهم يزيد هو شعورها بالخزي..فقط لو يعلم لم كل هذه المشاعر ظهرت فجأة هكذا؟! هناك حلقة مفقودة! لو فقط يعرفها،لو فقط يفهم لم كل هذا الهجوم على نفسها وعليه؟! وما يزيد حيرته حالة النفور التي عادت إليها..يذكر في بداية علاقتهما كانت تنفر من لمساته في بداية أي علاقة بينهما، صدمه هذا يعترف لنفسه كيف تسعى لشيء بإصرار لتنفر منه بعد أن بدأ هو بمجاراتها فيما تريد! كانت تنفر من ملامسته لجسدها وعندما يتراجع كانت تجذبه هي إليها وصوتها يحمل التردد والرجاء بأن لا يتوقف ..كان ينحي أي تفكير أو شك من هذا النفور ليعزيه إلى صغر سنها أو جهلها بعلاقة لا تعرف عنها غير مجرد كلام عام.. كان يخبر نفسه أنها ربما تنفر لبرائة جسدها خاصة بأنه يستطيع هو بعد ذلك النفور أن يذيبها بين يديه ببساطة لتسلم له كل مقاليد قيادتها ببراءة محببة..كانت في أول الأمر بعد انتهاء أي علاقة تخبئ نفسها في أحضانه تبكي بصوت هادئ ناعم بين ذراعيه كان يحاول أن يحتويها متفهما مشاعرها المضطربة تلك معزي الامر لتعقيد علاقتهما أو شعورها مثل ما يشعر هو تأنيب الضمير لكن كان ما يثير حواسه وعقله دئماً بعد انتهاء نوبة بكائها ترفع وجهها إليه بعينين معذبتين مليئتين بالدموع قائلة بصوت هامس بباسطه في تعبيره : ""أنا احبك أنت إيهاب"" لتضيف بتردد وتساؤل:""أنا طبيعية إيهاب ليس بي خلل صحيح؟"" ولكن في تلك اللحظة كان لا يجد ما يرد به غير أن يطبع قبلة على جبهتها ويشدد من احتضانها .. كيف يرد على سؤال لم يجد هو إجابة عليه لنفسه؟! سؤال لا يزال يسأله لنفسه! ما طبيعة تحول مشاعره كلها إليها وهل هو طبيعي؟! سابقاً ..لم يفكر في مريم أبدا بمشاعر غير أخوته لها لم ينظر لها ابدا على انها فتاة حتى وهي كانت تلفت نظر بعض الشباب إليها في فورة مراهقتها بشقاوة روحها ونظرة الإغراء الخاطفة منها باختلافها وتناقضها ..لم تحول مشاعره إليها حتى بعد ما حدث هناك واضطرارهم للعودة حتى مع محاولتها في جذبه .. في بداية الأمر كان يعنفها بشدة وفي بعض المرات كان قاسي عليها كما لم يكن من قبل لتتوقف بعد فترة ولكن بعد فوات الاوان لأنه وجد نفسه يريدها بكل حواسه وأصبح ينظر لها كما لم ينظر لامرأة من قبل قط.. حاول الابتعاد يعلم الله كما حاول التماسك وصرف نظره عن النظر إليها هكذا.. أمانته الصغيرة،ربيبته،ابنته كان يذكر نفسه بهذا.. يعذبه ضميره ويجلده ولكن في النهاية رفع رايات الاستسلام.. لم سعت هي بنفسها إليه وراودته نفسه عنها ليته لم يأخذها معه إلى سفرته تلك التي كان يحاول أن يبتعد عنها قليلا.. ربما يستيقظ من هذا الجنون الذي كان يفكر به ليضعف أمام دموعها عندما اخبرها بسفره إلى أسبانيا وفِي لحظة جنون قام بالعودة من منتصف الطريق وهو ذاهب إلى المطار لم يكن يفكر إلا بوجهها الباكي وعينيها المترجيتين بأن لا يتركها هنا في مكان لا تألفه ولا يريدها أحد فيه ..ليقوم بأخذها وهناك هو وهي فقط بدون مراقبين،بدون أن يعلم أحد طبيعة علاقتهما المعقده وجد نفسه حر لأول مرة.. متحررا من ضميره والمجتمع ليرضخ لسعيها ولما أصبح يفكر به.. حاول أن ينفض راْسه من أفكاره ليعود إليها وهي تحاول التخلص منه ليحدثها بصوته الهادئ الدافئ: ""مريم انتظري قليلا أريد التحدث اهدأي قليلا"" لترد عليه بهدوء ومحاولة تماسك وأهية:""فيم إيهاب؟ اعتقد أني حدثتك بالأمس بأني لا أريد الكلام"" لتضيف بصوت به تهكم بعض الشيء: ""وأيضاً اريد ان أخرج من هنا.. ألا تخاف أن يراني أحد أين حذرك ؟!"" ليحدثها بصوته الهادئ كاتما غيظه منها ومن قوقعتها التي تبنيها حولها:""أولا ردا على سؤالك لا ما عدت أخاف من ان يراك احد ياصغيرة"" ليقول بسخرية على طريقتها:""كما تعلمين انا لا غبار على أخلاقي من احد كما انك صغيرتي وربيبتي"" لتحاول مقاطعته عن الكلام ليشدد عليها بذراع واحدة ويرفع ذراعه الأخرى واضعا يده على فمها قائلا بصوت حازم قليلا :""اصمت ولا كلمة الآن..أنت تثرثرين كثيرا..اريد فقط سؤالك ما بك؟! لم كل هذه الثورات صغيرتي سوف اجن من التفكير انت لا تخفين شيئا عني صحيح؟؟بالأمس أخبرتيني أنك خائفة.. من ماذا او ممن يا مريم؟ اتفهم احتياجك بعد ما تبادلناه لكن لم الخوف؟"" لينظر إلى عينيها المواجهة له..تخفين شيئا صغيرتي..تخفين أشياء لا شيئا واحدا ولكن ما هو؟! هذا ما يحيره! نفورها الذي عاد بقوة أكبر من السابق وكان قد تخلص منه،مهاجمتها المتكررة له وخوفها لم كل هذا؟! لتزيح يده ببطء وتقول بصوت خافت غامض: ""انا لا اخفي شيئا وليس هناك أي ثورات..أرجوك إيهاب كما رجوتك بالأمس أنا لا اريد التحدث في أي امر والآن دعني اخرج إلى غرفتي"" ليحررها من أحضانه ببطء ناظرا لها بتفحص لتشعر بانه يريد اختراق عقلها وروحها ليكشف غضبها تعلم انه يريد ان يفهم ولكن هي ببساطة ليست مستعدة للحديث يجب ان تعد نفسها جيدا عند هدم راس المعبد على الجميع واولهم ممدوح.. لتنزل ببطء من سريره تعدل ملابسها التي بها من الامس حتى روبها لم تتحرر منه لتتوجه إلى الباب ليعتدل في نومه هو يوقفها مغيرا الموقف كله وما كانو يفكرون به: ""مريم انتظري"" لتلتفت له بتساؤل في عينيها ليحدثها: ""لدي صديق قديم هنا دعاني لزيارته وأريدك معي""" "الفصل السادس ""ما بك أين ذهبت إيهاب ؟!"" ""لم اذهب لمكان انا هنا معك "" ليتأمله جاسر ينظر إلى عينيه ونظراته يعرف تلك النظرات جيدا لكن لا تعليق مع احمق مثل إيهاب .. ليوجه الكلام إليه :""كيف هي حياتك هنا وحياة مريم هل استطاعت التأقلم ؟!"" ليرد إيهاب بتهكم:""وكيف تتوقع ان تكون هنا بوجود اسراء وامي؟"" ليرد جاسر ببعض الإدراك:""أستطيع التخيل بالتأكيد لن تكون افضل من حياتها هناك بل اسوأ ربما"" ليقول إيهاب بتأكيد :""نعم بالظبط هذا ما يحدث لا اعرف سر هذا الكره لها ما ذنبها هي في كرههم جميعا لامها .. يا رجل حتى أمها اشعر انها لا تحبها وتكره وجودها.. اتعلَّم نحن هنا من عام كامل لم تجري أتصالا واحدا بها وكأنها حمل ثقيل وتخلصت منه..انا أشفق عليها"" ليكمل وهو ينظر لها وهي ترفع الصغيرة تلعبها بمرح لتلمع عينها بسعادة خفيفة لعودة ضحكتها ليكمل بصوت دافئ صادق : ""انا أتألم لألمها الصامت ،لشعورها بالنبذ.. هي جزء مني ولدت علي يدي انا ونشأت علي يدي انا جاسر ..تعرف انت رأيت "" لينظر له جاسر باهتمام وهو يتحدث.. إيهاب المهتم دائما للجميع.. تلك شخصية صديقه مراعي صادق .. ولكن عيبه الحماقة وإنكار حقه وخوفه من كلام الناس والمجتمع ..يحمد الله انه ليس به تلك الصفة وإلا كانت ضاعت منه سعادته واستقراره مثل ما يفعل صديقه في نفسه.. يعلم وشهد ماذا تعني مريم له واهتمامه بها.. كان يفرضها فرضا عليهم في خروجاتهم الشبابية ويخيرهم بين وجودها او عدم مجيئه على الإطلاق وهذا بسبب ترك العائلة لها وحيدة مع الخادم في المنزل وهذا ما كان يرفضه إيهاب بإصرار فكان اختيارهم دئما وجودها ما بين مشفق على الطفلة التي يعلموا حقيقة وجودها وبين متذمر وبين غير مبالي.. وهو كان من بين المشفقين المتمتعين بصحبتها فهي كانت طفلة حلوة المعشر وجميلة الروح حتى وهي ترفض مشاركتهم أي مرح يحاولون جذبها فيه لتندس في صدر إيهاب ..كانت دئما تنظر له نفس نظرة التملك والانبهار من أفعال بسيطة يفعلها لسعادتها ولكن نظرة التملك الان اختلفت لقد رآها في اعين الاثنان ربما هو كما تقول زوجته مجنون لكن لا يخطئ تلك النظرة ابدا.. ليرد جاسر عليه متفحصا وجهه باهتمام :""لا تحمل نفسك أخطاء الجميع يا صديقي ليس ذنبك،أنت فعلت كل ما استطعت.. أعطيتها كل ما تحتاجه ولم يقدم لك احدا شيئا"" ليضيف بعدها ببعض اللوم:""مريم بالتأكيد في يوم ما سوف تجد من يهتم بها وتجد سعادتها وتنشئ أسرتها المستقلة"" ليرفع إيهاب عينين مليئتين بالرفض والاستنكار ليتسائل ببعض الحدة:""ماذا تعني؟!"" ليرد جاسر مدعيا اللا مبالاة:""أعني أنها سوف تجد شريك حياتها ويعوضها ما تعاني ويرسم لها حياة مستقرة وسعيدة"" لتظهر علامات الرفض التام على وجهه والغضب المكتوم لينظر له جاسر بتسلية:""ما هذا إيهاب هل هذه غيرة اخ؟!لم اعلم أنك هكذا"" ليحاول إيهاب تغيير الموضوع ومناقشته في شيء بعيد تماما لتأتي مريم بعد قليل حاملة الطفلة المكتنزة وتجلس بجانبه تلاعب الطفلة بهدوء ليلتفت لها إيهاب ليأخذ الطفلة منها ويقبلها ناظرا لها بنظرة بها بعض الألم قبل الطفلة التي تداعب وجهه وتضحك بصخب وطفولية له من مداعبته لها ليخاطبها إيهاب بصوته المحبب للجالسة بجانبه ""ما اسمك حلوتي؟"" لترد مريم:""منار ..اسم حلو لطفلة رائعة أليس كذلك؟انا أحببتها جدا"" ليعاود إيهاب النظر للطفلة ومن عينيه تطل تلك النظرة المتالمه لتحدث مريم نفسها ( آه يا الله.. إيهاب أتألم لأجلك انت مقتنع تمام بفكرة عقمك.. فكيف أقنعك انا بعكسها؟! لا فائدة) لتتنهد بكبت وصمت ( يارب ساعدني ) لتنطق الطفلة تشير لوالدها :""مجا مجا "" ليرفع إيهاب حاجبيه:"" ماذا تقولين حلوتي؟!"" لترد مَي وهي تدلف إليهم:""انها تنادي على جاسر تقول مجنون"" ليردّد إيهاب بصدمة:"" ماذا قولت هذا مزح صحيح؟!* ليرد جاسر غير مبالي:"" لا هذا صحيح..حمقائي رقم اثنان تدعوني مجا مجنون وتدعي والدتها ققا. ويعني حمقاء"" لينفجر الجميع في الضحك لتقاطعهم مَي بغيظ:"" سامحك الله يا جاسر ..انت من علمت ابنتي هذه الكلمات، البشر يقولون ابي وأمي وانا ابنتي اول كلمات لها مجنون وحمقاء"" لتتنهد مدعيه اليأس:"" هيا الآن إلى غرفه الطعام والدتك تنتظرنا"" ليتحرك الجميع إلى هناك ليخبرهم جاسر بصوت خافت بتحذير ""انظرو لي جيدا عند الطعام.. ما أهز رأسي لكم بالنفي عنه إياكم وتذوقه.. هذا يعني انه صنيع زوجتي وهي وصنع طعام يعني غسيل معوي عاجل"" ""لقد سمعتك جاسر ولن اغفرها لك اقسم"" ليميل إيهاب إلى مريم يوقفها قليلا عن التقدم بتساؤل: "" هل انت نادمة انك اتيت معي؟"" لتنفي بتأكيد:"" لا بل أشكرك احببتهم بشدة..الفتيات رائعات ووالدتهم جميلة اول مرة اشعر بمعنى دفء عائلة إيهاب "" لتضيف ببعض التردد والتساؤل:""انا اعتقد انه احبوني هل هل تعتقد ذلك بغير العادة هناك احد ما احبني ؟!"" ألم قبض على صدره من عدم ثقتها في ان يتقبلها احد بطبيعتها ..الم حارق يكويه، ليته يستطيع ان يفعل أي شيء لنزع هذا الشعور ..ليسيطر على شعوره ليرد عليها ببعض البشاشة والتأكيد :""بالطبع صغيرتي هم احبوكي وبشدة أيضاً رأيت ذالك في مرحهم معك وايضاً من يستطيع ان لا يحبك حلوتي؟!"" لترد بمرارة وتأكيد:"" الجميع إيهاب الجميع"" ""انت لا تعرفين الجميع صغيرتي..ها هم ناس جدد واحبوكي ومن اول ساعتين معهم"" ليقاطعهم جاسر يخبرهم بان الطعام جاهز ويجب ان يذهبا.. بعد وقت ليس بقليل .. كانوا واقفين يودعونهم مع تواعد من الفتيات بأن يلتقوا مجددا وايضاً في جامعتها.. بعد مغادرتهم.. التفت جاسر لمي بتساؤل:"" إذا؟"" لترد مَي عليه بنفس نبرته وهي ترفع حاجبيها:""إذا ماذا؟!"" ""مارأيك بمريم؟ لا تقولي لم احبها ارجوك"" لتغمز له بعينيها:""بل على العكس لقد أحببتها تماما وسوف تكون تحت رعايتي ورعاية الفتيات رحاب وولاء لقد أحبوها"" ""هذه سابقة عزيزتي احببت أحدا وأيضاً فتاة!"" ليضيف متصنعا الجدية:"" إذا قلت تحت رعايتك! أعانك الله يا صديقي على ما سوف تراه من غباء"" قالت مَي بغضب:""أنا غبية يا مجنون! أقسم سوف أريك .. انا سوف ...."" لتصرخ من فجأة وهو يندفع إليها يحملها على كتفه مثل الجوال ""اتركني يا جاسر لا تتحامق "" ""لسانك طال عزيزتي ويجب تهذيبه قليلا "" ليضيف بعبث:""وانا لن أتأخر لحظة.. تعلمين جيدا أن كل ما يهمني هو الأخلاق "" لترد وهي تمط شفتيها:""نعم فأنت سيد الأخلاق وأنا خير من يعلم ..انزلني الآن.. طفلتي!"" ليعلو صوته وهو يهم بالصعود إلى طابقهما:""امي أرجوك ابقي فنار معك إلى ان أهذب زوجتي"" لتخرج أمه على صوته وهي تستنكر ما ترى:""هداكم الله ..البيت به بشر غيركما تأدبا قليلا "" ليرد جاسر بعبث:""وهذا ما سوف أفعله أمي، ابقي فنار معك"" لتغطي مي وجهها وهي تتمتم:""منك لله.. لم يبق احدأ لم يرني بهذه الأوضاع وايضاً كف عن مناداة ابنتي بفنار انها منار"" ليضحك بصخبه بعد ان وصل شقتهما ليصل إلى غرفته ويلقيها على السرير بعنف لتتأوه بألم وهي تسبه كالمعتاد لينضم إليه يقلب شفتيه:""أخبرتك لم احب اسم فنار هذا"" ""منار يا جاسر "" ""اخرسي مَي فنار منار لا يهم المهم تأديبك براحة بعد ما تخلصنا من نسختك"" ""اتعلَّم ما المشكلة حقا جاسر؟!"" ليميل يلثم جانب عنقها يتمتم :""امممم.."" "" انا احبك بجنون "". ::::::::::::::::::؛؛؛؛؛؛؛؛؛"