لم يتم العثور على أي نتائج

    دقات محرمة (3)


    "الفصل السابع في طريق عودتهما حاول أن يتجاذب الحديث معها وهذا ما نجح به..فالساعات التي قضوها بصحبة جاسر وعائلته فعلت فرقا كبيرا في حالتها النفسية.. ان تشعر بأنك مرحب بك ومحبوب يعطيك الراحة والثقة وسعادة خفية.. لم تتوقف عن الضحك وتذكر أفعال صديقه وزوجته وسرد إعجابها بذكاء رحاب ومشادات ولاء ومي.. لقد أحبتهم وهم شاركوها أيضا الاهتمام ..هذا يريحه قليلا ان يكون احدا بجانبها يستمع لها غيره.. وصاله مع جاسر ليس فقط من أجل الصحبة ولكن سوف يساعده فيما يسعى.. في اعتقاده جاسر سوف يناصره ظالما او مظلوما هذا ما يثق به ولا ياتمن على مريم احدا غير هذه العائلة ""إذا صغيرتي استمتعت بتلك الزيارة؟!"" لترد بصوت مليء بالبهجة:"" نعم أكثر ما تتخيل. الفتيات تبادلن هواتفهن معي ووعدنني بأن نلتقي في الجامعة.. مَي تدرس في نفس القسم لكنها في عامها الأخير ،وولاء في المرحلة الاخيره أيضا لكنها في قسم مختلف ورحاب أستاذة مساعدة في قسمي رحاب تكبر مَي بعام واحد لكن مَي تأخر عامين لظروف زواجها وإنجابها على ما اعتقد"" ليقول باهتمام:"" هذا جيد مريم ..انا سعيد من أجلك عزيزتي"" ردت مريم بسعادة:""وانا أيضا"" لتختفي ملامح السعادة قائله بقنوط :""نعم اخيراً إيهاب سوف يكون لي صحبة.. لا أعلم سبب نفور الفتيات مني في الجامعة ومهاجمتهت لي لمجرد أني احمل جنسية مختلفة"" لتضيف بتهكم:"" لا يدعوني إلا بالأمريكية والشباب حدث ولا حرج.."" ليقاطعها بغضب:""أي شباب؟ هل يتعرض لك أحد ولم تخبريني؟!"" لتقاطعه سريعا:"" لا بالطبع مجرد محاولات منهم يريدون جذب اهتمامي وأنا لا ابالي ومع الوقت ابتعدو بعد رؤيتهم لك وانت تأتي بي وتأخذني ..يطلقون علي المحصنة"" ليبتسم لها وهو يقول:"" يطلقون عليك ماذا؟!"" لتعود لها روحها المرحة قليلا تحمد الله أنه اقتنع بكلامها عن الشباب لا تريد المزيد من المشاكل .. ""المحصنة عزيزي بعضهم لم يفهم من انت بالظبط والفتيات يطلقون عليك لقب الوسيم الأنيق ..فكيف سوف التفت لأحد آخر ؟!"" ليسألها باهتمام:""وانت ما رايك في هذا الكلام؟"" لتتأمله للحظات وتقول وهي تتنهد وتنظر من نافذتها معاودةالشرود:""تعرف رأيي جيدا إيهاب على ما اعتقد ..انا لم ار غيرك سابقا من الأساس فكيف سوف أنظر الآن؟! أرجوك هل يمكننا عدم التحدث؟ لا اريد ان يفسد يومي وانت وانا نعلم جيدا أين سوف يصل بِنَا الحديث"" ليمد يده ياخد يدها في كفه الحرة لتحاول سحبها ليضغط على يدها قائلا بصوت دافئ:""أنت اصبحت تطالبين كثيرا صغيرتي بالابتعاد عني ولكن انا لن أيأس في كسر تلك القوقعة والوصول إليك ووصالك"" ليرفع يدها إلى فمه يلثمها وهو ينظر إلى الطريق غير غافل عن نظرت التحفز والإجفال الذي أفلتت منها بغير قصد ليتنهد بتعب محدثا نفسه (صبرا إيهاب وسوف تعلم كل شيء) وصلا إلى منزلهما لتدلف مَريم لتصدم بوجه ممدوح ليحاول التقرب منها للتراجع إلى الخلف إلى أن تصطدم بصور المنزل ورائها ليحدثها بصوت عابث خافت خبيث: ""مريم الصغيرة.. لا تجفلي حبيبتي إنه أنا من سوف يقضي عليك أين كنت؟ لقد اشتقت لنظرات الرعب في عينيك وادعاءك الواهي بالقوة"" لتغمض عينيها بقوه متمتمة:""ابتعد عني"" ليقترب منها أكثر يضع يده على الحائط بجانب رأسها قائلا بتسلية:""ماذا حلوتي ألا تجدين ما تقولين غير ابتعد عني مريم ثلاث أيّام أنتظر إجابتك على سؤالي ألم تشتاق إلي حلوتي؟!"" لترد بغضب وقوة:""بل أعطيتك الاجابة التي تزين وجههك القذر الآن"" ليمسك فكها بيده الأخرى بقوة يؤلمها وعلى وجهه ابتسامة شر خالص:""قذرة وحقيرة ووقحة مثلها ولكن لا بأس.. ما سوف أحصل عليه في المقابل يجعلني أنسى كل شيء يا وقحتي الصغيرة"" حاولت مريم إزاحة يده قائلة باشمزاز وقوة:""أنا لست وقحة ولا قذرة.. لا أحد قذر وحقير غيرك ونجوم السماء اقرب لك مني"" ليزيح يدها بيده الاخرى ويضغط على فكها أكثر لتقاوم دموع الألم بشجاعة وصعوبة لا تريد الضعف أمامه لحظة وتفكر وهي تغمض عينيها (أين ذهبت إيهاب ارجوك أسرع) اقترب منها وأنفاسه الكريهة تلفح جانب وجهها: ""لم أجدك ليله أمس أين ذهبت؟ اهربي كما تريدين.. انت لي في النهاية"" لينزل يده التي بجانب رأسها يحاول تلمس جسدها وهو يكمل حديثه:""من مثلك لا يستحق إلا الظلام ،اعلم أحلامك جيدا هل تظنين انه من الممكن ان ينظر لك حقا؟! هو يعلم حقيقتك جيدا أنت فتاة للظلام"" ليضيف بسخرية:""ولكن قلبه العطوف يرفض أن يعلم حقيقتك ولكن سوف يعلمها بعد أن ألوثك أنا ليرميك بعيد حتي لا تلوثي عالمه المثالي"" لتصرخ بصوت مكتوم وغضب وهي تدفعه بجنون وشراسة واشمئزاز لتتحرر دموعها:""حقير قذر.. أكرهك، اقسم ان نهايتك على يدي يا قذر ..ابتعد عني إياك ولمسي"" لتضم يديها تحضنن جسدها وهو يختض ليشعر ممدوح بحركة عند باب الحديقة ليبتعد سريعا عنها وهي تصرخ وتشهق بالبكاء بعنف ليصله صوت إيهاب يتسائل بخوف من سماع صوت مريم تبكي هكذا ليهرول إلى مصدر الصوت ليجد ممدوح على مقربة منها وهي تلتصق بالحائط تبكي بهستيريا ليقترب منها إيهاب يحاول ضمها وهو يتساءل:""ما الذي يحدث هنا ما بك يا مريم؟!"" لتقاوم محاولته احتضانها بشراسة:""لبتعد ابتعدوا عني"" ليقاوم يدها التي تحاربه بضراو ليسيطر عليها أخيرا ليضمها إلى صدره لتتمسك بقميصه وهو يهدئها:""ششش إنه انها صغيرتي..إنه أنا إيهاب حبيبتي،. ما الذي حدث تركتك بخير "" لتجهش بالبكاء على صدره وهي تتشبث به اكثر تتمتم : ""لا تتركني ارجوك لا تتركني كن بجانبي"" ليقترب منها ممدوح مدعيا الاهتمام يحاول وضع يده على ظهرها ليرفع إليه إيهاب عينين غاضبتين شرستين ليقول وهو يضغط على اسنانه حتى لا يجفلها:""ابتعد عنها ،إياك ولمسها "" ليتراجع ممدوح خطوة للخلف واضعا يديه في جيوبه ليقول بصوت غير مبالي:"" ما بك إيهاب انا أردت تهدأتها فقط مثلك"" هتف إيهاب بغضب وهو يحاوطها أكثر:"" انت لست مثلي ومكاني لها ليس مثلك ولن تكون ابدا..والآن أريد ان افهم ما الذي حدث؟!"" ليقول ممدوح بكذب وهو يدعي الاهتمام : ""لا اعرف ..انا خرجت إلى الحديقة لأتفاجا بها مثلك تلتصق بالحائط وتبكي بهستيريا"" ليقول إيهاب:""هل لمستها ؟"" ""ما بك إيهاب؟ انا اخبرك رايتها هكذا وعندما حاولت الاقتراب جئت انت.. وحتى لو لمستها أخبرتك لي فيها مثل ما لك بل اكثر "" ليقول إيهاب بتحذير بعد ان هدأ بكاء مريم لكنها مازالت تتشبث به صامتة تضع رأسها في احضانه: ""ليس لك بها شيء يا ممدوح لا من قريب ولا من بعيد وتعلم جيدا بعد ما حدث منذ اكثر من عام لم يصبح لأحد فيكم أي شيء بها الا انا وبالتاكيد انت لست مثلي ولن أحذرك أكثر ابتعد عنها"" ليرفع ممدوح حاجبيه بتصنع:""وهل اقتربت الان ما بك إيهاب؟أصبحت ترتاب كثيرا عليها لا تنسى انها اخت لنا جميعا لينظر له إيهاب بتقليل ليعود النظر لمريم يرفع وجهها بين يديه يخاطبها بقلق واهتمام :""ما الذي حدث لقد تركت بضع دقائق فقط كنت بخير حال "" لتتجنب النظر لعينيه وهي تتمتم:"" لم يحدث شيء التوى كاحلي ارجوك انا اريد الذهاب إلى غرفتي"" هتف بغضب:"" مريم لن اتركك أي كاحل؟!كاني لا أعرفك ما الذي حدث لتنفجري هكذا"" لتنظر له بعينين متوسلتين مليئتين بالدموع:""أرجوك إيهاب دعني اصعد إلى غرفتي"" ليهز راْسه موافقا مدركا لحالة انهيارها ولا يريد الضغط اكثر ، ساعدها على الصعود لتصل إلى غرفتها ليساعدها على التمدد على سريرها..لتغمض عينيها فورا هاربة إل غفوة نوم كعادتها عندما يكثر الضغط عليها.. الهروب بالنوم. تمتمت له بتوسل:""لا تتركني.. ابقي بجانبي قليلا ارجوك"" ليرد عليها بحنان وهو يمسد شعرها:""انا هنا صغيرتي انا هنا لن ابتعد "" لتضم يده الحرهة إلى صدرها :""شكرا لك"" لتذهب في النوم سريعا ويشرد هو وهو مازال يمسد على شعرها..بالطبع لا يصدق ممدوح او هي إذن الخلل بجانب كارثتهم ممدوح الخيوط عند الحقير ..يعلم خبث ابن عمه جيدا ولكن ماذا يمكن ان يكون فعل او قال لها لتنهار سريعا هكذا يعلم مريم لا تنهار بسهولة؟! هل من المعقول ان يكون الحقير يتعرض لها؟! لينظر لمريم بتأمل يتذكر كلمات ممدوح قطة شوارع شرسة في البيت ..هل من المعقول أن يكون الحقير يقصد مريم؟! ليغمض عينيه بغضب.. صبرا يا حقير اقسم لن أتركك لو اثبت لي ما أفكر به.. هل تصل به الدناءه حتى وهو يعلم ماذا أصبحت مريم بالنسبه له هو الان؟! لتنقبض يديه بغضب لن أرحمك يا ممدوح كل أخطائك شيء ومريم شيء آخر .. ليحاول الابتعاد عنها ليجدها تتشبث به في نومها تتمتم: ""لا تتركني ارجوك "" ليحاوطها بيديه يضمها إليه ويتمدد بجانبها لتضم نفسها إلى صدره اكثر وتسكن حركتها ليتحدث بصوت خافت من بين خصلات شعرها التي يضع راْسه عليها لو تصارحيني فقط لو تصارحيني .. ""ممدوح توقف اريد الحدث معك"" أنها السيدة إلهام زوجه عمه وقف ليرى ماذا تريد؟؟ لتقول الهام بتعالي : لقد رأيت ما حدث منك مع المتشردة ليقول ممدوح بلا مبالاة : ماذا زوجة عمي ، لا تقولي أنك اتيتِ لتهدديني أو أنك فجأةً أصبحتي تهتمي بها . لتقول إلهام ببطئ وخبث : بل أتيت لأقول لك بأني سوف أساعدك في مسعاك بشرط واحد ، أن تخلصني منها وتخرجها من بيتي وتعود بها من مكان ما أتت . نظر لها ممدوح مدعي عدم الإهتمام حتى لا تستغل الفرصه أو تظن أنها تلوي ذراعه ليقول : ما أريده سوف احصل عليه بنفسي ، لا أحتاج لشروط أو مساعدة . لتقترب منه الإلهام : اسمعني يا ممدوح كلنا سعيه واحد في التخلص منها ، أنا أريدها خارج بيتي ... وأنت تريدها . لتضيف باستنكار : ولا اعرف حقا ما الذي يعجبك بمن مثلها لكن ... لا يهم ، اذا لنساعد بَعضُنَا وكلنا يصل لمسعاه ليتصنع ممدوح التفكير للحظات ويقول بعدها بتسائل : وكيف سوف تفعلي هذا ؟ لتجيبه بتأكيد : سوف أسلمها لك بعيد عن إيهاب لتفعل بها ما تشاء ولكن.... أضمن لي عدم تحدثها ليقول ممدوح بصوت قاطع و نبراته تحمل تأكيده وثقته : تأكدي أنها من المستحيل أن تنطق أجابته و نظرات الأنتصار تحتل عيناها : حسنا أعطني بعض الوقت وحاول تجنبها حتي لا تلفت نظر إيهاب ، وسوف أسلمها لك في اقرب فرصه . و أكملت : سوف تساعدني إسراء في ذلك فهي تشاركني الخوف علي إيهاب من تلك الدخيله ، ولكن احذر إسراء لا تعلم ما تريد منها بالظبط ، تعتقد فقط أنك تريد إرهابها وتهديدها ، شرطها الوحيد أن لا تقترب منها فقط نريدك ان تخيفها وتعود بها الى فريال هانم المبجلة صائدة الرجال اجابها ممدوح : اذا انتِ تعلمي بما اريد بالظبط ، ورغم ذالك ليس لكي تحفظ . لتجاوبه إلهام قائلة ببعض المدارة : ربما أشك في مسعاك الحقيقي ولكن نصيحتي اخِفها فقط و لا تفعل شي أخر، فأنا لا أضمن عواقبهم أنت لا تعرف العقربة فريال ، و ما قد تفعله بك . اجابها واستنكاره من حديثها يعتريه : اسمعيني زوجة عمي ، فقط سلميها لي ولا تتدخلي إن كنتِ تريدين حقاً التخلص منها، ولا تشترطي علي شيء اما عن إسراء سوف احرس أن لا تعلم شيء فقط سأخبرها اني إخَفتُها وجعلتها تهرب بعيداً عنكم . صمتت إلهام لبرهة تحسب الأمر في عقلها : « فيما يسعي هذا الغبي ترفض هذا ربما ليس من أجل شيء ، لكن لا ترضي بهذا الحد ، لكن في المقابل سوف تتخلص منها وتشمت في فريال بعودت ابنتها ذليله مكسورة اذا فهذا افضل حل لها ... سوف تساعده لتقول فاطمه بتأكيد : حسنا ممدوح اتفقنا . ليضحك ممدوح لنفسه ، زوجه عمه تشاركه نفس الدوافع وسوف تسلمها له يبدو انها لا تعلم صلة إيهاب الحقيقية بمريم ولكن لا يهم أي شي طالما سيصل إليها سيرى إذلال عيني أمها فيها. سوف ينتقم لذل أمه وموتها وحيدة . سوف ينتقم لأذلال رمز الرجولة في نظره بسببها هي . يجب أن تشرب من كأس الحسرة الذي شرب منه . سوف يري في تعذيبها وذلها وتلويثها وجه فريال فقط لا غير . وسوف يعذبها كما لم يفعل أحد من قبل . "الفصل السابع بعد مرور شهر لم يستطع كسر ذلك الحاجز الذي وضعته حولها منذ بدايه تغيرها ، يشعر بتحسن طفيف في حالتها النفسيه ،ربما لأنها أصبح لديها أصدقاء.. فزوجة صديقه وأقربائها لم يتركوها كما وعدوا يقابلونها في الجامعة أو يتواعدون معها في بعض رحلات التسوق أو حتى الذهاب إلى منزلهم.. لكن معه هو تغيرت تماما، لم تعد مريم التي يعرفها،طوال الوقت صامتة تنأى عنه، يخرج منها بعض الجمل في الحديث معه بصعوبة لكن ما يربكه انها لم تتوقف أبدا عن عادتها في التسلل ليلا لتنام في أحضانه بدون كلمة واحدة وكأنها تهرب من العالم أجمع بين ذراعيه،تربكه، تفقده صبره وتحمله..لقد اشتاق للتواصل معها.. فكره وروحه اللذان تشبعا من رحيق روحها وليعترف لنفسه جسده يشعر بالجوع إليها لكنه وعدها ولن يكسر بوعده أبدا.فما يهم الآن هي إذ هي تشعر بالأمان معه فليحترق هو وكل أفكاره .. أيضا ما يشعره بالحيرة تغير والدته وإسراء معها.. أصبحا يعاملاها برقة وطيبة لا تليق بهما.. ضحك بسخرية مستحيل أن يصدق ذلك الاهتمام،ما الذي حدث للعالم لتتغير والدته وإسراء؟! ولكن ما الذي يريدونه منها؟وممدوح الذي ابتعد عنها وأصبح لا ينظر حتي إليها لقد راقبه على أمل أن يجد أي شيء ضده فبالطبع هو من المستحيل أن يصدق هذا المسلسل الهابط منهم ولكن سوف يجن من التفكير ما الهدف وإلى أين يريدون أن يصلوا بذالك الادعاء ؟! ""إيهاب"" قاطعه صوت سبب حيرته وخوفه تخاطبه بتوتر وهي تقف على باب مكتبه الخاص في منزله بارتباك ليعقد حاجبيه مخاطبا إياها ""مرحبا صغيرتي تفضلي هل تريدين شيئا؟"" لترد ببعض التوتر :""أنا أنا أريد أن أخبرك شيئا"" وقف متجها إليها وهي مازالت على نفس وقفتها ليمد يديه يمسك بيدها برق يسحبها إلى الداخل يخاطبها بصوت أجش ""اعتقد أنني أخبرتك بأن تدخلي، صحيح أصبحت لا تستمعين إلي ولكن هذا أقل شيء أطلبه منك صغيرتي"" لتحاول سحب يدها منه.. لقد ترددت بأن تأتي إليه، لقد كانت كل الفتره الماضيه تتعمد أن لا تكون في نطاقه، تعلم أنها تضعف بجانبه وهو أصبح يحاول الضغط عليها للتحدث وأيضاً لا تريد لمساته تلك على الأقل وهي مستيقظة هكذا،لقد اشتاقته كما تراءى الشوق في عينيه أيضا عندما ينظر إليها ..الأحمق بعد كل ما حدث بينهما يظنها مازلت جاهله بنظرات شوقه التي تستعر في عينيه شوقا لها أو توتره وتصلب جسده عندما تذهب إليه ليلا تنام على صدره ..تعلم أنها تعذبه كما تتعذب هي ولكن ماذا تفعل؟ كل ليلة تقاوم بقوة خوفها وحاجتها إليه ولكنها لا تستطيع وتنهار حصونها لتتسلل ليلا إليه لتجده في انتظارها وكما يفعل دائماً يفتح ذراعيه بصمت لها لتندس سريعا فيها بدون أن يوجه لها كلمة وكأنه يعلم ويتفهم حاجتها لعدم الحديث..إنها تستمر في فعل هذا رغم توقف الحقير ممدوح عن التعرض لها وما يزيد حيرتها تغير والدة إيهاب وإسراء في إزعاجها بل أصبحتا تهتمان بها وتعاملانها برقة غريبة واهتمام اغرب وأيضاً تدعوانها معهما لرحلة إلى المدينة الساحلية ولكن ما جعلها تقلق قليلا تأكيد إسراء بأن لا تخبر إيهاب بأمر الرحلة مخبرة إياها بأنه لا داعي أن يقلق وبأنهم سوف يقومون بتلك الرحلة اثناء سفر إيهاب لبعض العمل لكنها أخذت القرار وسوف تخبره فالمقرر غدا هو يوم سفرهم جميعا .. لتجفل على تمرير يده علي طول ذراعيها،لمساته بكل هذا الدفء والاهتمام تضعف مقاومتها له وشوقها يستعر بداخلها لتنظر له وهو ينظر لها باهتمام وتفحص سارحا معها وكأنه يكتشفها غير مدرك ليديه التي تتفحص ذراعيها .. تحيره وتصيبه بالجنون بتناقضها تجفل من لمسة عابرة منه ولا تجفل من النوم مطمئنة في أحضانه ..ليقطع هو صمتهما: ""إذا حلوتي هل كل مرة تكونين معي يصيبك الشرود؟!"" تنهد بقنوط:""أعلم لا إجابة..إذا ما الشيء الهام الذي أردت إخباري به؟"" لتنظر له بتردد:""سوف أخبرك لكن عدني بأن لا تخبر أحدا"" لينظر لها باهتمام:"" هل هو شيء خطير صغيرتي؟!"" ""لا ..لكن هو سر هي أخبرتني بذلك تريد أن تختبرني"" ليخاطبها بصوت أجش:""أعدك صغيرتي..أخبريني كل ما تريدين"" لتقول ببعض الحيرة:""إسراء ووالدتك يريدوني أن أذهب معهما في رحلة إلى الساحل غدا معهما كنوع من الصلح معي هكذا أخبرتني إسراء.. تعلم اأنها تحاول أن تبقى صديقتي ربما هي شعرت أخيرا بأني منكم وتحاول أن تحبّني هل تعتقد ذلك؟! لكن ما يحيرني ويخيفني بعض الشيء هو تأكيدهما على عدم إخبارك"" لتزيح بعض الخصل المتهدلة علي عينيها وترفع وجهها إليه غافلة عن نظراته التي تشتعل ببعض التوجس والتفكير لتكمل حديثها بابتسامة مرتبكة:""أنا لم أستطع أن لا أخبرك، لم أتعود على أن أفعل شيئا بدون علمك"" لتبتسم له ابتسامة ناعمة جذابة لتكمل بتساؤل:""إذا؟!"" ليرد عليها ببعض الغموض:""إذا أكدا بأن لا تخبريني؟!"" لتومئ برأسها بتأكيد .. ""هل أتيت لإخباري مريم أم لسؤالي أن تذهبي أو لا؟ أريد أن أعرف رغبتك أولا' لتهز رأسها بحيرة:"" لا أعرف حقا.. لا أعرف في بادئ الأمر وافقت لرغبتي قليلا في تغير الأجواء من حولي وأيضاً لعدم إغضاب والدتك وإسراء فأنا أريد أن أكتسبهما قليلا طالما هما من بدأتا معي في إعلان بعض السلام"" لتتنهد بضيق:""لقد تعبت إيهاب من العداء، تعبت حقا وأريد بعض السلام والاستقرار"" لتردف وهي تنظر إلى الأسفل ببعض الخزي ""أتعلم أنا أحيانا أشعر ببعض الغيرة والحسد من علاقة أسرة صديقك،أنا أشتاق لأسرة هكذا"" لتتساءل بصوت به بعض الذنب:"" هل انا سيئة؟!أنا أحبهم صدقني لكن هذا شعور بداخلي"" ليمد يده يرفع وجهها إليه:""لا حبيبتي أنت أبدا لست سيئة"" ليضيف ببعض الشرود:"" ربما نحن جميعا السيئون وأخطأنا في حقك ،هذا شعور طبيعي مريم لا تشعري بالذنب،إحساس الانسان لا يملكه بيده صغيرتي"" ""إذا أنت تفهمني؟"" ليبتسم لعينيها ويقترب منها يلامس جسدها بجسده ليحاوطها بيده ويده الأخرى تتلمس ووجنتها ليردف بصوت دافئ حار: "" بالطبع صغيرتي أفهمك.. لا أحد صدقيني يفهمك مثلي"" ليزيد ارتباكها وتحاول التخلص من قربه، راحته تربكها وحاجتها له تعذبها ليشد يده على خصرها يقربها منه لتدفعه من صدره ""ابتعد إيهاب سوف يرانا احد"" ليكمل بنفس النبرة:""لماذا صغيرتي؟ ما الذي فعلته؟أنا اجري فقط محادثه معك.. إذا اسمعي حبيبتي أنت أتيت لا لتخبريني فقط لأنك تستشعرين بأن هناك شيئا خاطئا وغامضا صحيح ؟"" لتستسلم لدفء يديه بعد ان يئست بأن يتركها لتقول بتردد: ""امم لا أعرف حقا.. أنا أرغب في السفر معهم لكن لا أريد في نفس الوقت السفر وأخاف إغضابهما"" ""إذا صغيرتي سوف أخبرك ماذا تفعلين بالظبط بدون ان تغضبي أحدا"" صباح اليوم التالي في ساحة المنزل.. تقف مريم بارتباك وخوف من ملامح السيدة إلهام التي أظلمت بقسوة وإسراء التي تصرخ بها.. لا تفهم سر كل هذا الغضب بعد ان أخبرتهم بأنها لا تستطيع السفر معهما كما اتفقا معها لأن أحد زملائها أخبرها أنها لديها محاضرات هامة بسبب قرب اختباراتها في الجامعة كما أخبرها إيهاب أن تدعي .. ""يا بائسة لقد قمنا بتجهيز كل شيء لتواجدكً معنا وقد قبلت لتأتي الآن وترفضي ماذا تعتقدين نفسك لترفضي صحبتنا هل تتدلين الآن؟! إننا نعاملك بلطف وكرم أخلاق منا عليك"" لترد مريم بارتباك:""أنا لا أرفض يا إسراء ولا أعتقد شيئا فقط انا لم احسب حساب لتلك المحاضرات ولم اعلم بها، انا اريد ان أذهب معك وأريد صحبتك لكن لا أستطيع ترك دراستي هكذا لن يساعدني أحد"" لتقترب منها إسراء بشر وغيظ:"" اسمعيني انت ستركبين السيارة الآن بدون أي اعتراض وسوف تأتي معنا ومن تطوع وأخبرك بتلك المحاضرات سوف يأتي لك بها لاحقاً "" لتضيف بسخرية:"" بعض التغيب لن يضر في تفوق معاليك"" لترد مريم وهي تبتعد عنها خطوات ومازالت على خوفها وارتباكها:""اسمعيني أنا لا أستطيع حقا..يجب ان أقوم بنفسي بحضور تلك المحاضرات"" لتهم إسراء بالاقتراب منها لشدها غصبا إلى السيارة ليهدر بها صوت إيهاب يوقفها وهو يدلف إلى ساحة البيت :""إسراء ما الذي تفعلينه بالظبط؟"" لترد إسراء:""أنت لم تسافر بعد لقد خرجت صباحا متوجها إلى سفرتك"" ليتجنب الرد عليها قائلا:""لقد سمعت الحوار بينكما الآن لم لم يخبرني أحد بهذه الرحلة؟! مما فهمت أن مريم اخبرتك بأنها لا تستطيع إذا انتهينا،ما سر كل هذا الإصرار على مصاحبتها منذ متي وانت تهتمين بصحبتها أو وجودها من عدمه؟!"" لترتبك إسراء وهي تقول:"" إصرار لا أبدا.. نحن نحاول ان نبني ثقه بيننا وهي اول ما فعلت إخبارك ولا تنكر ذلك هي اخبرتك ثانيا ترفض ونحن جهزنا كل شيء وقمنا بالحجز والترتيب لوجودها!"" ليرد إيهاب بصوت بارد:""لن أتناقش معك الآن في ذلك الاختبار السخيف وتشجيعها على مدارة شي عني، الحساب لم يأت بعد أما عن السفر هي لن تأت إسراء دراستها اهم"" ليضيف بسخرية:"" اما الثقة تستطيعي أن تبنيها بأشياء اخرى داخل جدران هذا البيت لا في مدينة اخرى"" قالت إسراء بارتباك:"" انا فقط أحاول ان اجعلها قريبة منا كما تطالب انت وايضاً هي لم تر أي جزء من البلاد هنا أي الرحله في صالحها هي"" ""امممم قلبك الكبير هذا إسراء الذي ظهر من العدم يحيرني في الحقيقة لكن انتهى النقاش، اذهبا انتما لرحلتكما ودعاها هنا سوف تلحقكم قريبا"" لتصر إسراء:"" لا سوف ننتظرها "" ليرفع إيهاب حاجبيه بتساؤل:""لماذا إسراء ما سر كل هذا الإصرار؟"" لتجذب والدته يد إسراء لتضيف ببعض الغضب من تصرفاتها التي تثير الريبة في أي إنسان ""هيا اسراء حتى لا نتأخر عَلى طريقنا ومريم سوف تلحقنا لا تعطي الأمر أكثر ما يستحق"" لتوجه كلامها لإيهاب بصوت تحاول تصنع اللطف به: ""إيهاب سوف يلحقها بِنَا ما ان تنتهي صحيح بني؟!"" ليومئ إيهاب علامة الاجابة وهو يردف : ""صحيح امي تعلمين ان طائرتي اليوم أيضا وبالتأكيد لن تبقى مريم وحدها في المنزل "" لتتساءل والدته باهتمام:""متى معاد سفرك؟"" ليرد عليها ببعض المدارة:"" اليوم أمي سوف اذهب بعد ساعة من الآن "" قالت اسراء بتعنت:"" إذا سوف نبقى إلى أن تسافر انت"" ليربكهم إيهاب وهو يتساءل فجاة بغموض:"" صحيح أين ممدوح لم أره من الأمس "" لترتبك والدته لحظات ناظرة لإسراء الغبية التي اثارت كل هذا الشك والريبة لتجيب ببعض الثبات:"" لا نعلم اعتقد انه اخبرنا بأنه سوف يذهب الي بعض أصدقاء قدامى لديه مقيمين هنا"" لينظر لها إيهاب بعدم تصديق:"" ممدوح لديه أصدقاء هنا ؟!"" لتجيب امه بثبات:"" نعم لديه أصدقاء يعرفهم من هناك ولكن عادوا للبلاد هل هذا مستحيل؟"" ليهز راْسه مدعيا التفهم وهو يقول:""لا يا امي ليس مستحيل ولكن محير "" لتجر والدته إسراء من ذراعها تريد الهرب من أمامه لو ظلت لحظة أخرى وتلك الغبية بجانبه سوف يكتشف كل شيء وبأن ممدوح سبقهم إلى هناك .. داخل السيارة.. تهدر الهام بغضب في إسراء :""يا غبيه كدت ان تكشفي كل شيء"" لتجيب اسراء ببعض الخوف :""هل تظنين انه اكتشف شيئا؟"" ""لا اعلم لكن لا اعتقد ربما شك في شيء من إصرارك ولكن بالتأكيد لن يشك في مسعانا ربما يشك اننا نريد إرهابها اوتخويفها غير ذلك لا اعتقد، المهم ان تلك البائسه سوف تلحقنا بالتأكيد فصحبتنا افضل في النهاية من بقائها وحيدة"" لتفكر اسراء بغل.. كم تحملت تصنع اللطف مع تلك البائسة، هي لا تريد تسليمها لممدوح فقط بل قتلها بيديها المجردتين القذره شبيهة أمها على علاقه به! لم تصدق كذبت نفسها مرارا واتُهمت نفسها بالجنون حتى لو كانت تلك لا تثق بتلك القذرة لكن إيهاب الذي لا يخطئ، إيهاب ربيبها.. مستحيل! لكنها رأت وتغاضت العديد من المرات علامات على جسد مريم ارتباك مريم ،عندما دخلت في إحدى المرات مكتب إيهاب فجأة لتجد مريم على حجره لتقفز فجاة بارتباك وتفر هاربة من امامها ومع ثبات ملامح إيهاب وجموده عزت الأمر ربما لأنها دخلت بصراخها المعتاد فاعتقدت انها خافت منها ولكن منذ شهر رأت مريم تتسلل ليلا لغرفته ولم تخرج إلا في الصباح الباكر كادت تجن طوال الليل وهي تراقب غرفته لعل مريم تخرج ربما الطبيعي منها في هي تدخل غرفته منذ نعومة أظافرها لكن بهذا الشكل المريب هذا ما أثار الشك فيها كادت أن تهد كل شيء وتقتحم الغرفة وتثير فضيحة لكن عندما حسبت الأمر وجدت انها الخاسرة الوحيدة هذا ان كان سوف يصدقها احد في امر مريم فمستحيل ان يصدقها احد في اخلاق إيهاب وتكون خسرته إلى الأبد فلم تجد إلا ان تساعد ممدوح فيما يسعى ليخلصها منها إلى الأبد ويعود بها ألى أمريكا بعيدا عن محيط إيهاب ربما تستطيع مواساته وكسبه لها مرة اخرى.. ليرن هاتف زوجة عمها لتزفر الهام بضيق تعلم مدى جنون الحقير وشره ولكن هو الوحيد القادر على تخليصهم من تلك الدخيلة وإعادتها إلى الحقيرة الآخرى أمها .. ""مرحبا ممدوح نعم نحن في الطريق الآن"" ليرد ممدوح ببعض الانتصار في صوته:""والمدللة معكما صحيح؟"" لتزفر الهام وهي ترد:"" لا لم تأت"" ليرد بصوت هادر غاضب:"" ماذا ما الذي تقولينه أليس هذا اتفقنا إذا لم اتيتما أنتما؟!"" ""تأدب واسمعني ممدوح تلك البائسة تحججت في اللحظات الاخيره بمحاضره هامة لها لكن إيهاب وعدنا بأنها سوف تلحقنا غداً خاصة بان طائرته بعد ساعتين ولن تبقى في المنزل وحدها"" ليرد ممدوح وصوته يرتفع:"" لن اصبر للغد انا المخطئ اني اعتمدت عليكما ،انا سوف اعود للحقيرة طالما الحقير ليس معها"" لترد الهام تنهاه:"" احذر يا ممدوح واصبر قليلا لن يفرق يوم او اثنين لا تضيع مخططوا في لحظات تهور "" ""لا سوف يفرق معي ولا يخصكما من الان ولا تتدخلا"" ليغلق الخط بغضب وهو يأخذ قراره فورا بالعوده إليها لتصرخ الهام:"" انت وأخيك سوف تهدون كل شيء وتخسروني ابني بعد ان عاد لي بصعوبة"" لترد اسراء بقنوط :""دعيه عمتي يفعلها على طريقته ولا تخافي ممدوح يستطيع السيطرة عليها فهي تهابه وان وعد بأنها لن تتحدث فهي لن تفعلها ومن أين سوف يعلم إيهاب عندما يعود يكون ممدوح أخذها ورجع وخلصنا منها "" لترد الهام بضيق:"" اتمنى ذلك والا انت المسئولة امامي"" لا تعلم مريم ما سر هذا الإصرار الغريب والغضب من قبل اسراء والسيدة الهام عَلى مصاحبتهما ..لا تفهم مما حدث شيئا! تحمد الله أنها أخبرت إيهاب وأنها لم تذهب معهما فبعد ان رحلا ظنت حقا ان إيهاب سوف يتركها ويسافر ويرسلها لهما كما اخبرهما لكن لحيرتها اخبرها بانه لن يذهب وسوف يبقى معها ولكن ملامحه بها غموض وكأنه يشك بشيء او اكتشف شيئا ما ليأمرها بعدها بأن تذهب لغرفتها وهو سوف يعمل قليلا في المنزل .. لكن هواجسها وتفكيرها يلح عليها بأن تسأل ،تفهم او ربما فقط تريد مجالسته لقد ملت من الجلوس وحيدة منذ ساعات ومي لا ترد على اتصالاتها ابتسمت عند تذكرها جنون مَي وعفويتها .. إنسانة صادقة جريئة والأهم لديها ثقة في اسرتها وفخر بحياتها الطبيعية وعلاقتها بزوجها وابنتها ..لتسأل نفسها هل سيأتي يوم تستطيع مجاهرة العالم بحبها؟! هل من الممكن أن تستطيع أن تحيا علاقة كما سائر البشر ام كما اخبرها الحقير ممدوح هي فتاة للظلام وسوف تظل كذلك؟!"" نفضت أفكارها التي تذبحها، لا تريد التفكير الآن بها، سوف تذهب قليلا فقط إليه.. فقط للتحدث حديث كما الأيام الماضية لن تهاجمه كما كانت تفعل مؤخرا فهو لا يبالي أو يدعي الغباء لتذهب إلى حجرة مكتبه تدق الباب بهدوء لياتيها صوته يسمح بالدخول .. لتدلف إلى الداخل تجده منهمكا في شيء ما وهو يحدثها ""تعالي مريم لحظات وسوف اكون معك فقط انا انهي شيئا"" لتسحب كتاب ما بالعربية وهي تحدثه:"" لا مشكلة خذ وقتك انا سوف أقرأ قليلا كنوع من التدرب وتعزيز لغتي"" لتضيف متصنعة المرح:""انا اريد ان اقضي على لكنتي تلك التي تفضح عن عدم انتمائي للبلاد"" لتسمع منه غمغمه بمعني انه رد يبدو انه يوافقها الرأي.. بعد وقت قصير كانت قد انهكمت في قراءة الكتاب الذي لديها لتشعر به يراقبها لترفع إليه رأسها فجأه ليبتسم لها وهو يسألها ""يبدو شيقا وسهل القراءة فأنت لم تشعري بي عند التحدث إليك"" لترد عليه بارتباك من تأمله لها هكذا:""اا نعم اسفه هل كنت تحدثني منذ زمن؟"" ""لا فقط اخبرتك بأني انتهيت عن ماذا يتحدث كتابك لتنغمسي به هكذا ؟"" لترد مريم باهتمام شارحة:"" يحكي عن حقبة زمنية من تاريخ البلاد تعلم اني احب التاريخ وأريد أن أعلم كل شيء عنها.. يحكي عن الجذور إيهاب وفِي تفكيري الانسان بلا جذور وتاريخ ليس لديه حاضر او مستقبل"" ليرد عليها:"" ربما عزيزتي ولكن هذا لا يمنع ان الانسان يستطيع صنع حاضره ومستقبله بنفسه "" "" ربما ما تقوله صحيح لكن ان اقتلعنا من الجذور كيف نستطيع ان نصنع حاضر او مستقبل سوف نتخبط كثيرا وربما نختار الطرق الخاطئة دائما ..التاريخ ليس فقط مجد القدماء ولكن يشمل العادات والتقاليد كيف لا نقع في نفس الاخطاء مرارا بدون وعي كي نصنع مستقبل جيد بدون ماضي مشين"" ليرد بصوت أجش :""عدت لترديد كلمات لا تفهمين معناها"" لترد بتقطع:"" انا انا لم اقصد شيئا، فقط اشاركك وجهة نظري لا اقصد شيئا"" ليصمت قليلا وبعدها يمد يده إليها في دعوة ان تأتي إلى جانبه قائلا :""تعالي سوف أريك شيئا ودعينا من تلك المناقشة.. انا لا اريد بعد ان عدت أخيرا للتحدث معي بدون غضب ان نتجادل"" لترد بتردد:"" إيهاب انا فقط "" ليأمرها بصوت آمر ناهي في نبراته:"" قلت تعالي مريم إلى جانبي"" لتنهض بتردد تقف بارتباك إلى جانبه ما الذي يحدث معها لم تكن ترتبك في حضوره يوما لكن راحته تشتتها وتضعف أي مقاومة لها ووعد لنفسها بأن لا تضعف له مرة أخرى ليأمرها وهو لاهيا في شيء ما على حاسوبه:"" أقتربي قليلا"" لتقترب أكثر من مقعده خلف مكتبه ليجذبها بقوة من يدها يجلسها على ركبتيه لتحاول التخلص منه بضعف مهلك لها تريد قربه ولا تريد ضعفها ليهدئها بصوت دافئ أجش وهو يشدد من احتضانها: ""اهدئي مريم أنا لن افلتك كما أني اريد ان أريك شيئا لم تريه من قبل "" لتستسلم يغلبها شوقها إليه وهي تسأله مدعية عدم الاهتمام بوضعها على ركبتيه ليفلت إحدى يديه ويضغط على ملف يبدو انه يخفيه يسميه (ز /م /أ) لتتساءل باهتمام:""ما معنى تلك الحروف وماذا يوجد بهذا الملف؟"" ليرد عليها وهو يقوم بفتح الملف:"" صور رحلة أسبانيا صغيرتي انت لم تريها صحيح؟"" متجنبا تفسير معنى تلك الرموز لترد باستغراب سائلة:""ماذا رحلة اسبانيا تقصد صور رحلة عملك؟!"" ليضغط على خصرها يضمها منه وهو يضغط على إحدى الصور ""بل صورنا معا صغيرتي"" ليفتح لها بعض الصور وهو يحتضنها و صورة اخرى وهو يحملها على ظهره وهي تحوط عنقه بيديها وتميل تقبل وجنته أو صورة لهما وهما في محمية لا كونشا.. تذكر تلك الصورة أرادت ان تركب الأمواج هناك وهو رفض بإصرار من خوفه عليها من المخاطرة ليأخذها على ظهر احد المراكب ويلتقط تلك الصورة ولكن تلك المرة وهو يقبلها وموجة عالية ورائهما.. كم استمتعت في تلك الرحلة حقا ..رحله عمرها والتي ربما تكون قضت على مستقبلها .. رغم أبم صدرها ابتسمت..لا تنكر سعادتها لقد احتفظ بصورهما معا ولم يمحيها كما أخبرها على متن الطائرة وهما عائدين بمحي كل صورهم من على هاتفها كما فعل هو بل احتفظ بها ليمرر يده علي خصرها وصولا إلى ظهرها بهدوء ليسألها بصوت هادئ:""اذا حبيبتي ما رايك ؟"" لتجيب بتأثر وسعادة خفية:"" انت لم تمحيها إيهاب.. خاطرت واحتفظت بها لقد احتفظت بذكرى لنا معا ولم تُمح اثارها كما تفعل جيدا"" ليتوقف عن ما يفعل ليدير رأسها إليه تواجه عينيه:"" ""مريم انت تجيدين الضرب تحت الحزام كما يقولون،لم كل هذا الهجوم انا أردت ان ارى بعض السعادة في عينيك فقط ظننت ان شيئا كهذا سوف يسعدك"" لترفع يديها وهي تهز كتفيها مدعيه عدم الفهم:""أي ضرب تحت الحزم انا لا افهم!انا فقط اقًول حقائق وإجابة على سؤالك نعم أسعدني ذلك جدا لكن لا افهم ما الهدف ان تريها إلي الآن.. نحن منذ سبعة أشهر هنا بعد عودتنا من اسبانيا"" لن يجاريها الان في محاولة إغضابه لقد اشتاق قربها وللاسف سوف ينحي ضميره ككل مر يحتاج اليوم بالذات قربها بشدة حد الألم .. ليجيب بصوت حمله الدف ليؤثر بها بنبرات خافتة: "" أردت ان تتذكري هل تذكرين امام قناطر سيغوفيا ماذا وعدتيني مريم ؟!هل تذكرين كل وعد وهتاف بصوت عال في الشوارع هناك تأكيد بما أكون انا لك"" لتجيبه بقنوط لن تتاثر به وراحته تشتتها تريد دفن راسها في صدره وضمه بقو لكن سوف تقاوم أكدت لنفسها لن تستسلم وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم ""بالطبع أذكر حبيبي ولكن أنا من كنت اهتف بجنون وانت تجعلني أعيد تلك الكلمة وكأنك تؤكد لنفسك ولكن انت لم تنطقها ابدا الا عند علاقتك الحميمية بي"" ليشدد من احتضانها لها يدفن وجهه في عنقها يتلمس شامتها هناك بشفتيه وهو يتمتم لها بهدوء :""لن انجر لهجومك مريم الان وسوف أتحمل أي هجوم منك اعلم انه لديك الحق به اسف حبيبتي ولكن عقلي يريد بعض الراحة من التفكير من هجومك المستمر وابتعادك عني"" لترتعش بين يديه وهي تجيبه بمحاولة واهية للنفي :""انا لا ابتعد عنك انا معك دائما متى ابتعدت لا افهم؟"" ليرفع وجهه يواجه عينيها:""نعم مريم انت قريبة لكن عقلك اصبح بعيدا كل البعد عني، اخبريني فقط ماذا بك اخبريني ما تريدين تحدثي صغيرتي،هل خذلتك يوما؟"" لتدفن هي رأسها في عنقه تهز رأسها هناك بالنفي وهي تجيبه ""لا لكن انا لست مستعدة لأي حديث الان"" ليجيب بتساؤل:"" اذا هناك شيء؟"" لتتنهد بتعب:""ربما "" لتكمل بنعومة وهي تتشمم رائحته:""إيهاب اريد ان اخبرك شيئا أنا أحب رائحتك جدا أريد أن اتشممها طوال الوقت لا اعرف لم"" ليبتلع عريقه بصعوبة في محاولة للسيطرة على نفسه، يا الله لم يكن ضعيف يوما امام رغبات جسده ماذا تفعل به تلك الصغيرة ليتأثر بها هكذا ليشتاق إليها حد الألم، يريد وصالها بجنون ضاربا بعرض الحائط كل وعوده لنفسه ولها .. ليحاول إبعادها عن تشبثها به قليلا لتغمغم باعتراض:"" انت لم تجبني لم أصبحت احب راحتك هكذا؟!"" ليحدثها بصوت متقطع وضحكة مرتعشة:"" انت دائما تحبين رائحتي "" لتهز رأسها بنفي وهي مازالت مندسة هناك تشمه بوله ""لا انت لا تفهم انا لا اجد حتى وصفا بما اشعر انا أصبحت أشتهي رائحتك "" ليجيبها وهو مازال على حالته يقاوم رغبته فيها بوهن وتتكسر كل مقاومته مع كل حركة وكلمة منها ""لا اعلم حبيبتي بما يحدث معك هذا محير ولكن ما أنا متاكد منه ما سوف يحدث لاحقاً ان استمر وضعنا هكذا"" لترفع إليه رأسها تنظر له بحيرة وتساؤل ما الذي سوف يحدث لتتحرك يديه بارتعاش على طول ظهرها كما كان يفعل سابقا لتتعمق في عينيه ونظراته إيهاب يرغبها الان يريدها لتنطق بالكلمات بتردد :""أنت تريدني أعني تشتاق لي!"" لتنهار آخر حصونه لتصل يده إلى خلف رأسها يقرب وجهها منه ليلتقط شفتيها بثورة من ما يعتمل بداخله لتحاول مقاومته بوهن ليشدد من احتضانها ويتعمق في قبلته اكثر فاقدا السيطرة على نفسه فيها كما الحال دائما معها لتستسلم تماما تحاوط عنقه بيديها عندما تتحول قبلته إلى قبلات هادئة متفرقة ليبتعد عنها وأنفاسه تهدر بثورة ينظر لها بعينين غشتهما العاطفة وهي لم يكن حالها افضل من حاله ليتحدث بصوت خافت مليء بالعاطفة:""آسف صغيرتي أعلم اني وعدتك بعدم لمسك لكن انا اشتاق لحبيبتي جدا، اشتاق لحقي فيكي لم أعد استطيع المقاومة انا أريدك والآن مريم"" لتشهق بمفاجأة عندما نهض وهو يحملها بين ذراعيه متوجها بها إلى غرفتها ليقبل كل إنش في وجهها وهو يتمتم لها بنفس كلمات العشق وأحقيته فيها مثل كل مرة ليضعها على سريرها وينضم إليها ليسألها بصوت متردد وهو يقترب منها ""حبيبتي انت تريديني صحيح؟! ان كنت لا تقبلي اخبريني ودعيني أحترق في جحيمي"" لتهز راسها بنفي لا تعلم ما الذي يحدث معها هو بالذات قادرا على أن يشعرها بالكمال وأيضا لا تفهم لم تريد وصاله المتلهف هذا كما يريد هو قربها.. لتجيبه وهي تحاوط عنقه بيديها باستسلام:"" فقط عدني إيهاب"" ليجيبها بعينين تغشاهما رغبته فيها ""بم حبيبتي؟"" ""فقط لا تهرب "" ليحاول الاعتراض:""مريم انا لا ..."" لتضع يديها علي فمه بحزم وصوت اقرب للتوسل:""فقط عدني إيهاب ارجوك "" ليجيب بصوت قاطع وهو يعاود تقبيلها وضمها ""أعدك حبيبتي أعدك لن اهرب ....."" بعد وقت.... تدفن وجهها في صدره وهو يحاوطها بذراعيه بتشديد وكأنه يريد دفنها هناك هاربا معها وبها من كل ما يحدث حولهما نادته بصوت خافت هادي :""إيهاب "" ""نعم يا قلب إيهاب النابض "" رفعت له وجه باسم وعيون ضاحكة قائلة بنعومة ""انا احبك جدا لا تبتعد عني ارجوك "" ""وانا أيضاً حبيبتي ووعدتك لن ابتعد "" ليضيف بمزح:""سوف ابق معك إلى أن تطرديني بنفسك "" ""انا لن اطردك ابدا هذه إحدى امنياتي ان تبقى معي دئما"" لتعيد الكرة وهي تدفن وجهها فيه كقطة تشتم صاحبها للتعرف عليه ليضيف وهو مستمر في مزاحه: "" هل رائحتي جيدة هكذا ما بك انا لم أغير عطري حتى"" لتجيبه بنفي وهي مستمرة فيما تفعل:""لست رائحة عطرك اعتقد اني احب رائحتك أنت رائحة جسدك ،هل تفهمني ؟"" ""تحيريني بما تقولي مريم ،لا افهم بك شيئا مختلفا حبيبتي ألحظه منذ فترة وتلمسته منذ ساعات فيك"" لتجيبه ببعض الغموض:"" وهل اكتشفت بما انك تدعي انك تحفظني ؟!"" ليجيبها بحيرة:""صراحة لا مريم لم أكتشفه لكني اجزم ان بك شيئا متغير ا"" لتضحك بخفوت وصوت ناعس:""هل هو شيء جيد؟"" ليضع رأسه فوق قمة رأسها وهو يحاوطها بذراعيه اكثر ""نعم حبيبتي شيء جيد، شيء اكثر دفئا وسحرا لكني لم اكتشفه بعد ،انت طفلة مطيعة وسوف تخبريني"" لتهز رأسها في عنقه بنفي مردفة ببعض الشقاوة وصوت ناعس ""لا اكتشفه بنفسك لن اخبرك شيئا"" ليضحك بصوت عال وهو يؤكد لها بأنه سوف يكتشفه بعد ان راحت في ثبات عميق مد يده إلى جانبه يجلب ساعته لينظر إلى الوقت ليحدث نفسه حسنا هذا الوقت المناسب ليحررها من أحضانه وتشبثها به لتتمتم باعتراض للحظة وبعدها تستكين مرة أخرى لينظر حوله عن شيء يستر جسدها به ليجد قميصه اقرب شيء بمتناول يده ليقوم بإلباسها إياه بهدوء شديد حتى لا يزعجها ثم يدثرها بالغطاء جيدا وينسحب مغادرا.  ::::::::////:::::::::::: وصل إلى المنزل ليقوم بفتح الباب بهدوء شديد حتى لا يكتشف احد عودته ربما يكون بعض الخدم هنا ولم يغادروا كما أخبرته زوجة عمه، لا يصدق انها تساعده حقا وهي تفهم ما يسعى إليه لا يفضلها كثير لكن لا مشكلة إن كانت سوف تساعده فهو يتقبل تلك المساعدة التي أخفقت فيها من الأساس لينحي أفكاره الآن الليلة سوف ينول ما يريد سوف ،ينتقم لأمه من شبيهة أمها،سوف ينتقم من رؤية والده متذللا كثيرا لتلك المرأة التي حطمت هدوء أسرتهم، سوف يأخذ حقه من ابنتها وينتقم من إيهاب في تنديس ما حافظ عليه عمره كله، سوف يستمتع برؤية الانكسار في عيني إيهاب عندما يخبره بأنه دنسها، سوف يستمتع بكسره كثيرا، ساعده الأحمق اكثر بضم مريم لاسمه ليبتسم لنفسه في الظلام بشر يكشر عن أنيابه وتشوه روحه ليتسلل بهدوء إلى غرفتها ..لقد أصبح على بعد شعرة واحدة من هدفه لا يصدق ليدير مقبض الباب ليجده مفتوحا.. الغبية لم تغلقه لقد اطأمنت حقا انه ابتعد .. ليدلف إلى داخل الغرفة متوجها إليها ليلفت انتباهه الملابس المبعثرة في كل مكان ليتفحص المشهد أمامه بذهول وإنكار ملابس تبدو لها مبعثرة بعشوائية وملابس رجالية متكومة بجانب سريرها ليضربه الإدراك ملابس إيهاب كاملة مكومة بإهمال .. ليعيد نظره إليها وهي نائمة ليتفحص السرير المشعث وهي نائمة عليه ليقترب منها وذهوله انقشع ليظهر الغضب والشر الخالص على وجهه بعد ان رآها ترتدي قميص إيهاب ليتأكد بشكل قاطع بما حدث ليجثم فوقها بعنف يمسك رقبتها بيديه صارخا بصوت غاضب بجنون: ""يا حقيره أعطيتيه ما هو لي،أعطيتيه حقي يا قذرة يا مدعية البراءة سوف أقتلك ببطء"" لتفتح عينيها برعب تتفحص الوجه الناطق بغل وحقد وشر امامها لتدرك في لحظة انها امام وجه ممدوح وتستوعب صراخه ليتصلب جسدها وتشل حركتها ويخرس صوتها لكن أدركت .. ادرك عقلها (إيهاب هرب، إيهاب تركها ،إيهاب خذلها) لتستسلم للكمات المنهالة عليها بيأس وصراخ الجاثم فوقها بتوعد وحقد لتعثر بعد لحظات على صوتها عندما تستوعب صراخه المجنون بامتلاكها رغم انها أصبحت له لن يتراجع عن تلويثها فهذا أكثر ذبحنا لإيهاب وهو يحاول ان يمزق القميص الذي ترتديه لتصرخ بصوت عال مقهور مستنجده بمن خذلها؛"" لااااااااااا إيهااااااب "" منهمك فيما يفعل بمكتبه بعد أن تركها توجه إلى غرفته لارتداء ملابس أخرى وتوجه لمكتبه لإجراء مكالمة هامة ربما يستطيع ان يصل إلى ما يسعى إليه ان يغير وضعهما كله ليجفله صوت مريم الصارخ المستنجد ليتحرك بجنون ملتهما درجات السلم التهاما .. ليصدمه مشهد ممدوح الجاثم فوقها ويده تجتاحها في محاولة لتخليصها مما ترتديه ومريم التي تقاومه برعب ويأس بتخبط لا يعلم كيف وصل إليها في لحظة من استيعابه ما يرى ليجذب ممدوح بعنف من الخلف ليرميه على الأرض ويجثم فوقه منهالا عليه بالضرب ليستوعب الآخر ما يجرى ليبادله اللكمات بعنف وهما يتبادلان السباب والشتائم والاتهامات يبدوان لنظرات المرتعبة هناك كثوريين شرسين لتنهض بارتجاف وفزع مما يحصل تتراجع بخوف إلى أقصى مكان بزاوية الغرفة بعيدا عنهما.. لتسمع صوت إيهاب وهو يهدر بممدوح شاتما إياه وهو لا يتوقف عن كيل اللكمات له ""يا حقير يا قذر سافل ماذا تفعل هل أتتك الجرأة للاعتداء عليها"" ليجابهه الآخر وهو يرد له الضربة بأخرى: ""من الحقير يا مدعي المثالية والفضيلة،انظر لنفسك والمظهر اخبرني ما الذي كنت تفعل انت معها هذه الليلة"" ليضيف بحقد:""ومن قال أني أعتدي عليها؟!ليست أول مرة الحقيرة كانت تأتي لي وتستمتع باللهو معي، ولكن يبدو ككل شيء تأخذه أنت مني قد تحولت إليك"" ليركله إيهاب بعنف هاتفا:""يا قذر ،كاذب، سافل سوف أقتلك ،لن ادعك لحظة واحدة يا حقير "" ليجيبه الآخر باستفزاز حاقد وهو مستمر في تبادل اللكمات ""ما بك إيهاب ان كنت انت تذوقت للنهاية لا تكن اناني دعني أتذوق مثلك ،الحقيره جائزتنا المرضية للكل حق فيها"" ليسيطير إيهاب عليه بغضب أعمى وهو يكيل له كل أنواع الشتائم والضربات .. ""اخرس اخرس يا وقح انها زوجتي زوجتي وانت تعلم ذلك كنت شاهدا يا قذر وتتجرأ وتعتدي عليها مريم زوجتي"" ليهتف الآخر بشراسة:"" لا يا حامي الحمى ليست زوجتك، مجرد ورقة غير مثبتة لحمايتها غير معترف بها "" ليجيبه الاخر بحدة:"" تبا لقوانينكم..مريم زوجتي أمام الله زوجتي شرعا ولا اهتم بأي قانون "" لتهتف المرتعبة بصراخ حاد هناك في إحدي الزوايا تضم جسدها إليها وجسدها كله يرتجف ويرتج بعنف صامة اذنيها بيديها مما تسمع لتخرج كلمات منها بدون وعي وترابط : ""يكفي هذا يكفي انا حقيرة، انا فتاة للظلام، الحقير يكذب لم افعل شيئا.. كاذب ..كاذب هل رأيت، هل رأيت ليس مرته الأولي انا لم اذهب إليه كان يأتي ويهددني بك ،انت.. انت تركتني إيهاب وعدت وتركتني هربت ككل مرة"" لتصرخ بعنف وهما مازالا على صراعهما ""يكفي يكفي اااااه "" . تكاد لا ترتدي شيئا يستر جسدها، مرتعبة، جسدها يختض بشدة، تغمض عينيها والدموع تجري على وجهها بدون توقف، تصرخ بالكلمات بغير ترابط، تتهم وتنفي ما يقال، تهز رأسها بعنف وتصم أذنيها بيديها وخيطا دماء يسيلان منها على طول ساقيها. انتهي قراءة سعيدة" "الفصل الثامن ""دقات محرمة"" توقف الاثنان، بصدمة ورعب عن الشجار لينظرا للواقفة هناك تكاد لا ترتدي شيئا يستر جسدها، مرعوبة جسدها يختض بشده تغمض عينيها والدموع تجري علي وجهها بدون توقف تصرخ بالكلمات بغير ترابط تتهم وتنفي ما يقال تهز رأسها بعنف وتصم أذنيها بيديها وخيطي دم تسيل منها علي طول ساقيها. ليوجه إيهاب لكمه قويه لممدوح هاتف بعنف: ""ماذا فعلت بها ؟ ماذا فعلت ؟؟ سوف تدفع الثمن.. سوف أقتلك "". ليتمتم ممدوح برعب ونفي:"" لم افعل شيء، لم يحدث شيء"" ليزيح الأخر بحده ويعتدل مهرول إليها، يقترب منها بذعر من منظر الدماء يحاول أن يحتضنها لترمي نفسها إليه بعنف، تمتمت بحرقة :"" أنت تركتني، لقد كذبت علي ...كذبت .. "" ليحاول تهدئتها ليخرج صوته مرتجف والذعر يتملك منه: ""اهدئي ما الذي حدث ماذا فعل بك"" ليتراجع ممدوح بخوف وهو مزال ينظر للمشهد أمامه لا يفهم ماذا حدث ليتمتم بنفس الكلمات مرددا إياها بارتباك تلبسه دون إدراك منه:"" لم افعل شي، لم أصل إليها.. لم افعل شيء"" وكما انتهت كلماتها جازمة بتأكيده، تحركت خطواته سريعا مع ختامها ليهرب بعدها مهرولا إلى الخارج . وإيهاب لم يلتفت أو يشعر بهروبه، لاهي فيما يحدث لمريم أمامه ليحاول أن يصفي عقله من نوبة ذعره يبحث عن أي شي يسترها بها ليتركها مسرعا إلى خزانتها يبحث بعشوائية عن أي شي يلبسها إياه غير قميصه الذي مزقه النذل . ليسحب أول شيء أمامه ويتوجه إليها يسيطر علي انتفاض وارتعاش جسدها بصعوبة. كان كل ما يدور بخلده لحظتها هو وجوب السيطرة علي أعصابه حتى ينقذها، كانت حياتها أهم من أي ينشغل بأي شيء غيرها ..حتى لو كان عقاب ذلك الحقير ممدوح عما فعله بها ..لكن ليعاقب وجب أن يفهم وليفهم يجب أن يرعاها وبسرعة. ليتم إلباسها وحمل جسدها بين ذراعيه، يهرول بحمله إلي الخارج يركبها سيارته فيستكين جسدها بجانبه، ومازالت تهمهم بنفس الكلمات تبدو فقدت أدركها لما يحدث حولها ليتحرك إلى عجلة القيادة يحدث نفسه يحاول أن يحصل علي رباط جأشه. (اهدأ من اجلها يجب أن تفكر)، فيبزغ بعقله جاسر وزوجته فيستل هاتفه يحمد الله انه تذكره وسط كل ما حدث ليضغط علي هاتفه يجري الاتصال بتوتر وهو ينطلق بسيارته ليأتيه الصوت علي الجهة الأخرى بعد وقت يجيبه بصوت ناعس فوقت الاتصالات قد فات منذ زمن لتأخر الوقت، يتساءل باستغراب عن ما حدث . ليجيبه الأخر وصوته يخرج متقطع يحاول مدارات ما حدث:"" مريم حالتها سيئة تنزف وأنا لا اعلم السبب ولا اعلم أي مستشفى جيدة وقريبة اذهب إليها "" تنبهت حواس جاسر كليا، يحاول أن يربط ما يسمعه من إيهاب ليدركه، ليجيبه بعد ثوان وقد استعاد كل وعيه من اثر النوم:""اهدأ أنت أولا واعد ما قلته، هل تركيزك خانك أم أن النوم يتلاعب بي لأعجز عن تصديق ما تقول "" ليقاطعه إيهاب يصرخ به بحدة:"" أنا هادئ جدا وتركيزي لم يخني ولا سمعك كذلك، أعطني فقط أي عنوان أنا أتحرك بها الآن ولا اعرف أي اتجاه اسلك "" ليحاول الأخر إجابته بهدوء يقدر ما هو فيه ، وقد أدرك خطورة وضع مريم لا محالة:"" اسمعني هناك صديق لي طبيب سوف أعطيك العنوان واتصل به لاستقبالك حتى لا يضيع الوقت""، ليصف له العنوان بدقة و ليضيف بذات الهدوء:"" أنا سوف آتي إليك الآن "" ليغلق الأخر الهاتف لا يستمع إلا للنحيب الخافت الذي يصل مسامعه من جانبه، يسترق النظر إليها كل لحظة وهو يحاول أن يركز علي الطريق وهي مازالت في حاله عدم الإدراك التي انتابتها فقط توقفت عن الهذيان بالكلمات فقط بكائها الخافت ووجها الشاحب بشدة و تحيط خصرها بيديها بقوه كأنها تحمي شيئاً هناك لينزل بعينيه يراقب فستانها باحث عن المزيد من الدماء ليجد بقعه صغيره قد بدأت في الظهور ولم يستطع أن ينظر لساقيها ليعلم هل هناك المزيد. بعد وقت قليل استطاع أن يصل للمستشفى في وقت قياسي ليتحرك مسرعا يفتح الباب ويحملها بين يديه لتتشبث هي به بقوة تدفن رأسها في صدره وتنشج بقوه لتتمتم بتساؤل واحد فقط له :""لم خذلتني؟؟، لماذا تركتني؟؟، لقد وعدتني، لقد وعدت وخذلت، كيف استطيع أن أثق بك مرة أخرى وأنت تخذلني مرة تلو المرة"" ليجيبها بصوت أسف لها بعد أن وصل إلى استقبال المستشفي:"" أنا هنا، لم أتركك كنت بجانبك.. أنا أسف... أسف"" ليقابله طبيب يبدو في انتظاره في هذا الوقت المتأخر من الليل متوقعا أن يكون هما من خلال منظر كليهما وبمظهرهم المزري هذا . ليسأله الطبيب:"" سيد إيهاب ذيدان "" فيهز الأخير برأسه بتأكيد :""نعم هو أنا لا وقت أرجوك أسرع ليجيبه الطبيب بمهنية ضعها هنا علي الحامل لنستطيع أخذها لغرفة الفحص "" لتخاطبه مريم بألم وهي تحيط خصرها بيد ويد متشبثة به بقوة:"" لا تتركني أنا خائفة"" تطلع إليها بمظهرها الضعيف والموجع لقلبه، يعجز عن الاستجابة لطلب الأخير وخذلانها في رجائها الضعيف ذاك، ليجيب إيهاب بحزم:"" فقط وجهني للغرفة، أنا لن اتركها "". ليتحركوا جميعا سريعا إلى الغرفة، ليدخل الطبيب أولا أمره بأن يضعها علي سرير الفحص. وضعها حيث أمره، محاولا التراجع قليلا ليفسح الطريق للطبيب ويمنحه المجال للفحص. لتنظر له وهي علي ملامحها الألم الشديد ومازالت علي تلك الحركة الحامية لخصرها. لا يفهم ما الذي يحدث ولما هذا الألم سوف يجن خوفا عليها منً مجهول لا يدركه لتكرر طلبها بإلحاح:"" لا تتركني ..."" ليضمها إليه يدفن رأسها في صدره ليحاول الطبيب والممرضة التي معه أن يبعدوه عنها ليرفض بإصرار تركها قائلاً لهم بتصميم:"" لن اتركها تستطيع أن تبدأ عملك، أنا لن أسبب لك مشكله في قربي منها "" لينظر الطبيب لمساعدته يأمرها بتجهيز مريضته يحاول أن يتفهم تشبثهم هذا والذعر المرسوم علي وجه الاثنان . بدأ الطبيب في فحصها باهتمام فيما يفعل، منظر الاثنان العام يدعوا للشك، إيهاب بملابس يبدو عليها اثر العراك الشديد ووجه عليه بعض آثار لكمات وأيضا مريضته يبدوا أنها تعرضت لعنف من ملامح وجها المتورم، والرجل مازال مصرا على الاستجابة لطلبها بعدم تركها يحتوي بين ذراعيه جسدها المرتجف، محتضنا جذعها العلوي بقوة حانية، واقفا بجانب سريرها وهي تدفن رأسها في صدره دموعها تجري بصمت. ليسمع بعدها مريضته تهمهم بتعب، تنفي شيء ما له لا يستطيع التكهن بما تقوله فعليا . تتحدث ومن الواضح انه مهماتها كانت موجهة إلى رفيقها المتصلب بقوة وعنف ظاهرين، صوتها خافت بتأكيد:"" لم افعل شي هو كاذب، كاذب منذ مراهقتي يقوم بملاحقتي، لكن أنا لم أسعى هو ليس أنت""، ليهدر بها إيهاب بقوة، يخرس هذيانها أمام الطبيب متهربا من الشك المرتسم على وجه الرجل ومتهربا من إيحاءات معاني كلماتها الخافتة:"" اصمتي الآن، اصمتي لا أريد أن اسمع الوقت ليس مناسبا لمثل هذا الحديث، دعينا نطمئن ما الذي حدث معك أولا""، لكنه لا يستطيع أن يخرس الإلحاح الذي كان يعاند قوله فيهمس بتلهف ينافي كلماته وإيقافه لاعترافاتها الواهية منذ قليل مستغلا ابتعاد الطبيب بضع خطوات عنهما، ليضيف بصوت خافت متردد:"" هل فعل شيء؟، هل لمسك ؟، أجبيني لما الدماء أريد أن أسمع منك "" صمتت مريم وهي تفكر بخوف ودموعها لم تتوقف، سوف يعلم الآن، سوف يكتشف سرها التي كانت تخاف البوح به تدعي الله أن يخيب ظنها ولا ترى أي نظرت إنكار أو شك في عينيه سوف يقتلها إن فعل. بعد وقت من الصمت بين الموجودين في الغرفة، فقط الطبيب ومساعدته يتحدثون فيما بينهم لا يفهم إيهاب الحوار الدائر بينهم وتعمد وشوشتهم بعيدا عن مسامع كليهما، ليلتفت له الرجل بجدية أخير الأمر بعملية مهنية:"" حمد لله الجنين بخير ، فقط المريضة تعرضت لإجهاد قوي لو لم تأت في الوقت المناسب لكانت خسرته ""، ليكمل الطبيب:"" أنا سوف أعطيها حقن مثبته في الحال و..... "" ليجمد إيهاب وترتخي يديه من حاولها من صدمته من ما يسمع ليتساءل بجمود واستنكار:"" أي جنين ؟ عن ماذا تتحدث ؟ ما الذي تقوله، أنا لا افهم هذا ؟"" ليجيب الطبيب، بتردد وارتباك:"" أختك حامل، أنا أسف حقا هل هو خبر مزعج؟"" ليتركها إيهاب ببطء يبتعد خطوات عنها وتترك مريم تشبثها به بعد أن شعرت بجموده وسمعت في نبرات صوته الاستنكار، لتغمض عينيها بألم وطعنه لقلبها ببرود وقد انقلب اهتمامه وخوفه عليها في لحظة واحدة، مخرسة احتجاجها بينما أفكارها لا يمكن إخراسها بالمرة.. هذا أخر شيء لك عندي إيهاب لقد خسرت كل نقاطك لدي. إيهاب يستنكر وأيضا يشك بها هذا ما شعرته من جموده وأيضا أخته مرة أخري حتى بعد أن هدر بها أمام ممدوح عاد للإنكار وعدم الاعتراف. لينظر لها إيهاب بجمود يتمتم بتأكيد لتفتح عينيها تلاقي نظراته الحادة،وهو يقول :"" أنا لا أنجب فكيف هي حامل ؟"" ليخاطب الطبيب نفسه هذا المتوقع مرضى من طرف جاسر، ماذا يتوقع منهم ..إلا الجنون..وواضح أن مريضي هذه الليلة الأشد جنونا لا محالة.. إذ ماذا قد يكون غير ذلك ليفسر منطق ما يسمعه، لا يفهم مريضته حامل.. ما علاقة عقم أخيها، هل يظنه وراثي أم أن الجنون المتفشي بين جاسر ومن يعرفه سيطر على عقله. ليجيبه الطبيب بعد أن طلب من مساعدته أن تأتي له ببعض الأدوية حتى لا يضيع الوقت في النقاش، ممسكا الطبيب يدها وهو يحاول وضع إبرة المحلول:"" لا افهم سيدي ولكن العقم ليس شي وراثي"" ليرد إيهاب وهو على حالة الجمود والإنكار بتساؤل:"" هل أنت متأكد مما تقول ربما اختلط عليك الأمر"" ليجاوبه الطبيب بتأكيد:"" لا بالطبع كيف سوف أخطئ في شيء كهذا هي حامل والجنين كان واضح أمامي عمره علي وجه التقريب شهرين ونصف"" ليعاود انتباهه الكامل لمريم عندما جذبت بوهن ذراعها من قبضة الطبيب، وعلامة الألم لا تفارق وجها لا تعلم الآن هل هو ألم جسدها أم ألم روحها، فكما توقعت تماما هو لن يصدقها أبدا. ليحدثها الطبيب:"" سيدة مريم أرجوكِ، الوقت ليس في صالحنا الآن جنين ينبض ومازال قوي لكن إن ازداد النزيف من الممكن أن نخسره""، لتجيب بضعف وصوت منكسر وعينيها مازالت في عيني الناظر إليها بجمود وبعض الصدمة:"" دعه يموت أنا لا أريده فهو لا أب له مثلي تماما"" صدم الطبيب من قسوة كلماتها، ولكن شعور بالشفقة عليها مما تقول ومازال أخوها على نفس تجبره . ليسمع صوت أخوها هادر بشراسة بها وهو يقترب منها يحاصر استلقائها على السرير الأبيض للمستشفى:"" اخرسي ...اخرسي عن التفوه بهذا الكلام "" ليلتفت للطبيب يأمره بحزم:"" نفذ الآن وافعل كل ما يلزم لإنقاذه وإنقاذها""، ليتوجه إليها ينظر لها بقوة وهي في نفس حالة التعب والوهن، يسألها بتأكيد غير قابل للشك كنتِ تعلمين ..يا مريم.. منذ متى؟"" أغمضت عينيها بشدة عند وضع الطبيب في يدها الجهاز المغذي لجسدها، لتجاوب بتقطع وهي تشعر بالألم الشديد:"" وهل هناك فرق أنت لا تنجب إيهاب "" ليرتبك الطبيب اكتر من ما يسمع، ليقول بصوت واثق نهائي قوي يحاول مساعدة مريضته:"" سيد إيهاب جسد المريضة متوتر وأعصابها متعبة ألا ترى كيف هي مرهقه كما يبدو لي وهذا ضد مصلحه الجنين أرجو تأجيل أي حوار الآن"" ليلتفت إليه إيهاب بشراسة:"" فقط تأكد بأن لا تخسره أنا أريده ..حيا يرزق"" لتجيبه الأخرى والوهن حل بها تتمتم بتساؤل:"" لما إيهاب أنت لا تنجب دعه يموت.. هل تزيد اثنان في حياتك بدون أب، لا أريد لطفلي أن يكون مثلي "" ليهدر بها الأخر وهو مازال علي وضعه:"" قلت اخرسي هذا طفلي وأنا موجود كيف تنكرين وجودي "" ""أنا لم أنكر وجودك أنت من أنكرت""، لتمد يدها الحرة بضعف تُمسح دموعها وهي مستمرة في القول بصوت يخرج ضعيف مهتز بتخاذل:"" أختك مره أخرى إيهاب"" يلتف للطبيب يؤكد لها وربما لنفسه يصرح بالحقيقة أمام احد غريب لأول مرة ولكن الغضب الاستنكار والصدمة متمكنة منه :"" من أخبرك أنها أختي، إنها زوجتي.. زوجتي، وهذا طفلي أنا رغم عقمي"" ليضيف بأعصاب منفلتة بعض الكلمات بهذيان :""هذه طفلتي تحمل طفلي هل تدرك هذا "". ليرتبك الطبيب لحظات، يتمتم في سره لعنك الله يا جاسر لا يأتيني منك غير الجنون. ليجيبه بعملية هذا يمكن أن يحدث اهدأ في بعض حالات العقم يحدث هذا وارد وبالطبع إنها قدرة الله ومكافآته لك. فلتحمد الله أنا أعطيتها اللازم وسوف أعطيها مغذيات أخرى ولكنها تحتاج للعناية هل لي أن اعلم ما سبب هذا التورم بوجهها"" ليقترب الطبيب منها، يحاول إبعاد إيهاب ليبحث وجهها ليعاود الاستفسار بتردد:"" هل تعرضتم لعنف ؟"" ليجيب الأخر بغضب لا يستطيع السيطرة عليه:"" أنت الطبيب هنا اخبرني هل رأيت أثار عنف أثناء فحصك لها"" ""لم اقصد العنف بتلك الطريق فا انا كطبيب إن حدث سوف اعلم فحسب اقصد علامات الضرب الواضحة عليها وعليك ولكن لتطمئن بشكل قاطع عنف لا يوجد ولكن هناك أثار لعلاقة"" لينهيه الأخر:"" يكفي فهمًت انه أنا"" ليهمهم الطبيب بجواب معناه انه فهم هو الأخر، ليحاول وضع بعض الضمادات علي وجهها لتجفل مريم من برودة تلك الكمادات وتخرج صوت متألم، ليهدئها الطبيب أمرا إياها بصوت هادئ:""اهدئي الآن سوف يسري العلاج في جسدك وسوف يهدئ كل الألم حاولي أن ترتاحي "" لترد مريم في سرها نعم سوف يهدأ ألم جسدها ولكن هل سوف يستطيع أن يسكن الم روحها وينسيها نظرات إيهاب المستنكرة وربما يشك بها لقد كرر انه عقيم بتأكيد . أغمضت عينيها بتعب شديد بعد وقت قصير للغاية من اثر المسكنات. لينهي الطبيب تضميد جميع جراحها ويأمر ممرضته بالاهتمام بالمريضة ومراقبتها الساعات الآتية. ليوجه حديثه الواقف قريب جدا منهم يراقب مريم باهتمام وخوف لكن علامات الصدمة وعدم التصديق ما زالت كما هي :"" سيد إيهاب عفوا أريد التحدث معك على انفراد، هل نتحدث في مكتبي ؟"" ليجاوبه إيهاب:"" أسف قل ما تريده هنا أنا لن اتركها وحيدة مرة أخرى"" لا يفهم الطبيب ما يقصد بمرة أخرى لكن ليس أمامه حل أخر، ليشير له ناحية نافذة في الغرفة بعيدا قليلا عن مريضته، ليتحرك إيهاب معه وهو يوجه استفساره للطبيب مرة أخرى:""هل أنت متأكد من عمر الجنين و سبب حدوث هذا النزيف "" ليقول الطبيب:"" كنت أريد التحدث معك في حالتها ولكن إجابة علي سؤالك، نعم مؤكد عمر الجنين لم أحدده علي وجه الدقة لكن بنسبة كبيره شهرين ونصف وربما أكثر، أما عن سبب النزيف.."" ليتنحنح الطبيب مجليا صوته بإشارة لما قاله إيهاب مسبقا:""أنا أخبرتك هناك أثار علاقة وأنت قلت انه أنت، إذا الآن أنا متأكد مع ما حدث من علاقة طبيعية وَمِمَّا رأيت أختك.. أسف اعني زوجتك تعرضت لتوتر شديد وواضح أيضا أنها تعرضت لبعض الضرب""، لتشتعل حدقتي الأخر بغضب عند تذكره مشهد الحقير وهو جاثم فوقها ويقوم بضربها محاولا إغماض عينيه بشده لبرهة حتى ينسى ما رآه ليركز مع الطبيب فيما يقول :"" إذا مع كل ما حدث وتقريبا في وقت واحد مما فهمًت هذا وارد الحدوث فلنحمد الله فقط أنها لم تخسره ولكن مهنتي تحتم علي سؤالك ويجب أن تجيبني بصراحة أثار الضرب التي على وجهها هل أنت من قمت بها"" ليرد إيهاب باستنكار:"" أنا بالطبع لا "" ""إذا ماذا حدث ؟؟"" ليصمت إيهاب ، وبعدها يجيبه :""ما حدث يخصنا ولا استطيع البوح به تأكد من فعل هذا سوف يدفع الثمن"" ""سيد إيهاب فقط لو تهتم حقا بها اتركها ترتاح وتستعيد قوتها التوتر ليس في مصلحتها أو مصلحة الجنين "" ليهمهم إيهاب بموافقة ليتركه الطبيب متوجها إلى الباب وهو يؤكد علي الممرضة بعدم تركها ومراقبتها جيدا. ليلتفت إلى إيهاب مره أخرى، في تساءل يبدو هام للطبيب: ""عذرا سيد إيهاب ولكن كيف إيهاب ذيدان ومريم ذيدان وزوجتك أسف للتدخل"" ليجاوبه إيهاب بغموض وملامح وجهه كما هي :""انه لقب العائلة جاسر فقط ربما نسي أن يخبرك عن صلتنا الحقيقية"" ليقدر الطبيب عدم تجاوبه وتحفظه، ويتحرك قائلاً :""سوف أمر بعد وقت قصير مرة أخرى فقط لا تقلق ولا تجهدها حسنا "" ليعود هو إلى تفكيره الغاضب منها سوف يجن مريم حامل كيف... كيف وأيضا تعلم وتخبأ عنه عندما استفسر منها منذ ساعات عن الاختلاف كانت تعلم ولم تخبره لماذا ولكن عقله يلعب به لماذا لم تخبره وممدوح ما معني كلامها ليس أول مرة يثق بها لكن لا يثق بالحقير ويعلم إن أراد شيئا يحصل عليه ليضم يديه بغضب أعمي يريد تحطيم الحقير والتوجه لها يهزها بشدة إلى أن تخبره كل شيء منذ البداية. ينظر لها وهي راقدة على السرير بوجهها الشاحب ولكن لا يستطيع السيطرة علي غضبه لا يستطيع السيطرة علي أفكاره سوف يطلب منها جوابا صريحان وهي يجب أن تخبره الحقيقة يجب أن يعلم يجب أن يعرف كل شي وكل ما حدث عليه أن يفهم ماذا تعني بأنها لم تكن المرة الأولى. ليسيطر عليه غضبه فيتحرك ناحية الممرضة محاولا كبح انفعاله على أن لا ينفلت منه بصعوبة :"" عذرا لو سمحتِ هل من الممكن أن تأتي لي ببعض الماء "" لتنظر له الممرضة بملامحه القاتمة وما شهدته من انفعالاته وما حدث وتأكيد الطبيب عليها أن لا تترك المريضة لتستشعر أن ربما من الخطأ الكبير أن تتركها معه بمفردها، لا تستريح لملامحه وانفعالاته وصوت الغضب الذي تستشعره لتجاوبه ترفض بارتباك:"" عذرا سيدي ولكني لن استطيع تركها هذه أوامر الطبيب يمكن أن تطلب عبر الهاتف وسوف يأتون لك بما تريد"" ليرد عليها بغضب لم يعد يستطيع أن يسيطر عليه:"" إذا أنت لم تفهميني جيدا قلت لك اخرجي حالا لا أريد أحدا هنا"" لترد الممرضة وقد ارتبكت أكثر أخبرتك أيها السيد لا استطيع لن اتركها وأنت بهذه الحالة لقد أخبرك الطبيب أي انفعال ليس في صالحها "" ليتوجه إليها ولم يعد يسيطر علي أعصابه ليمسكها من ذراعها بحدة ويتوجه بها ناحية الباب ، قائلاً بغضب:"" لا أنت ولا طبيبك سوف تخافون عليها مثلي اخرجي حالا ولا أريد رؤية وجه احد منكم الآن""، ليفتح الباب ويدفع الممرضة المذهولة من تصرفاته دفعا إلى الخارج ويغلق الباب خلفه جيدا ويتوجه للمستلقية هناك يعلم أنها لم تنم بل تدعي النوم جيدا تهرب من مواجهته. ليميل إليها بنصف جسده يحيط رأسها بذراعيه وهي علي استلقائها أمرا أياها بصوت خرج مكتوم غاضب :"" افتحي عينيك الآن وواجهيني اعرف انك تهربي مني بادعائك النوم "" لتغمض عينيها أكثر ويرتعش جسدها لتعتصر ملاءة السرير بين يديها بشدة تحاول السيطرة علي دموعها وخيبة أملها به أكثر نعم تعلم ما يريد أن يقوله لقد خسرته وخسرها . ليصرخ بها بصوت أكثر حدة:"" افتحي عينيك الآن، واجهيني وأجيبيني على كل شيء يا مريم وإلا ..."" ليترك كلمته معلقه بدون أن يكملها. لتفتح عينيها المعذبتين برعب تحدق في العينين المواجهين لها بغضب أعمي ليتمتم لها من بين أسنانه:"" كنت تعلمين بحملك منذ أن انقلبت علي"" أومأت بصمت، ليضيف بصراخ من غضبه والنار الذي تشتعل به :"" ممدوح ليست تلك المرة الأولى التي يأتي فيها لغرفتك صحيح؟؟"" لتغمض عينيها بألم مرة أخرى ماذا تقول هل يسألها أم يتهمها هل يشك به ؟؟. ليمسك كتفيها يهزها بحده:"" إياك والهروب وإغلاق عينيك واجهيني وأخبرني كل شيء يا مريم كل شيء ليضيف بغضب ونوع من الهوس ..هل لمسك؟؟ هل وصل إليك؟؟ اعرفه خسيس ولا يتنازل ولا يرجع مهزوم ماذا فعل بك ليصرخ بألم هل امتلكك تكلمي ..."" قاطعته بصراخ غير قادرة علي السيطرة على نفسها أكثر :""اخرس اخرس تعرف انك الأول تعرف انه لم يلمسني غيرك بماذا تتهمني؟؟"" ليصرخ بها بصوت عال ضاغط علي كتفيها حتى شعرت بأنه سوف يحطمها :"" إذا ماذا تقصدين بأنها ليست المرة الأولى ماذا يقصد بما قال اخبريني سوف اجن ماذا فعل الحقير معك كل شي كل شي يا مريم من البداية اخبريني كيف كنت غافل عن أمانتي اخبريني كيف كانت تنتهك زوجتي بدون علمي وتجعل حقير يسخر مني"" لترد عليه بصوت صارخ اقرب للهوس:"" تريدني أن أخبرك حسنا ما رأيك أن تعلم بان منذ سن الرابعة عشر كان يسمعني كل الكلام القذر مثله وهو يوصف جسدي بدقه ويشرح خيالاته لي هل تريد أن تعرف ماذا كان لقبي لديه فتاة الظلام هل تريد أن تعرف كم مره تلمس جسدي هل تريد أن تعرف انه كان يتعمد الاصطدام بي أمامكم جميعا وأنتم لا احد يبالي بل تعزون الأمر انه أخي حتى إن احتضنني أو تلمسني ما المشكلة مريم الصغيرة لن ينظر لها احد "" أغمضت عينيها بحرقة كأن نطق الكلمات يشعل نبض الذكريات فيها كأنها مازالت حية تستشعر كل لمسة وهمسة باحتقار...ثم عادت لتضيف بغل وحرقة اكبر تنتقم من خيالاتها المريضة ومن هذا الواقف أمامها باتهام ..لم يكن حاميا ولا صائنا لها كما يدعي ولا كما كان يجب ...فتابعت تعذب نفسها وتعذبه بسياط الحقيقة المرة تكشفها لمسامعه أول مرة: ""هل تريد أن تعلم كم مره اقتحم غرفتي وكتم أنفاسي ويديه جالت فوق وجهي وجسدي من فوق ملابسي هل تريد أن تعلم كم مره تذللت له بطفولية وبكيت بل ورجوته أن يتركني ولم يكن يتركني ألا أن يرى ذلي في عيني لم يتركني إلا عندما استطيع رفع صوتي والبكاء ليخاف من صوتي ويتركني بتوعد إن فتحت فمي سوف يخبر الجميع باني أنا من تقوم بإغوائه ولم استطع أن أتفوه من سوف يصدقني أردت أن أخبرك هل تعلم عندما استشعر باني أخبرك ماذا فعل لقد رايته بعيني يضع سلاح ناري خلف ظهرك خفت بل ارتعبت"" ومع ختام كلماتها خفت صوتها وارتفع نحيب بكائها:"" وقتها صدقته وارتعبت ماذا تريد أن تعرف أكثر إيهاب هل تريد أن تعرف مدى اشمئزازي من جسدي وفقداني لثقتي بنفسي هل تريد أن تعرف أن أي ملابس كان يتلمسها كنت أقوم بخلعها وحرقها وأنت عزيت الأمر لمحاولة لفت انتباه من حولي بتدلل، كنت أريد حرق جسدي كرهت كل معالم أنوثتي هل تريد أن تعرف من قطة الشوارع وماذا فعل معي "" عجزه وصدمته من كلماتها التي تركته جامدا بتصلب بينما يحترق ألف مرة مع كل لسعة من اعترافاتها انفصمت مرة واحدة مع ختام أخر جملة منها، ليضع يده فوق شفتيها بقوه يشعر انه سوف يسقط من الألم والغضب والحقد والانكسار لقد كسرته مما تقول :""اخرسي يكفي اخرسي لا أريد أن اعرف لا أريد "" لتقاوم يده بصعوبة تحاول الإفلات منه ليرى يدها التي بها المحلول الطبي تقاومه ليخفف يده قليلا خوفا أن تضر نفسها . فيصرخ بها:"" اهدئي واصمتي لا أريد أن اسمع"" لتمتم له بضعف وكأن طاقة الاعتراف استنفذتها:"" لما إيهاب يجب أن تعرف كل شي يجب أن تعلم، هل أخبرك شيء عندما أتيت أترجاك وأهددك إن لم تأخذني معك عند عودتك هنا سوف اهرب وأنت حاولت أن تفهمني انه مستحيل فانهرت بين يديك وأنت اعتقدته مجرد تعلق بك، ليلتها ممدوح علم بسفرك وتسلسل من شباك غرفتي لأني كنت أغلق بابي جيدا أتى يخبرني باني سوف أكون وحيدة وسوف يحصل علي مرارا وتكرارا..... و...و..و.. أراد ..أراد.. اااه.. لم يرد لقد كاد أن يعريني من ملابسي مثل ما رأيت الليلة لكن عندما سمع صوت والده يأمرني بفتح الباب بعد أن علا صوتي خاف وهرب وأنا لم استطع الحديث كالعادة أتيتك ورجوتك أن تأخذني "" ليعود للضغط علي فمها ويثبت يدها الموصولة بالجهاز يغمض عينيه بالألم ليضع جبهته فوق جبهتها لقد كسرته ذبحته بما تتفوه كانت تعاني وهو استغل كل شي قدمته له بدون أن يبحث عن أسبابها كانت تعاني وهو يمدح نفسه بأنه يجيد الاعتناء بها كانت تعاني كل هذا تتحمله وهي صامته ليتمتم لها:"" سوف اقتله أعدك كل رعب كل لمسة قذرة كل شي سوف أخذ حقك منه"" ليعود سؤالها بألم وتأكيد:"" مريم نعم أم لا أرجوك هذا كل ما حدث منه صحيح اخبريني وأريحيني"". سوف تذبحه لو قالت نعم سوف ترديه قتيلا لو قالت نعم... ليترك فمها ببطء ينتظر الإجابة والحكم يتمني أن لا يكون حكم إعدام عليه لتنظر إليه وهو يضع جبهته فوق جبهتها يغمض عينيه بشدة، لتمسح دموعها تبتسم بالألم:"" أخبرتك لم يلمسني غيرك أبدا بأي طريقة ...على الأقل أنا لم اسمح بذلك إلا ما أخبرتك إياه بما فعله ذلك الحقير لي "" "" غيرك أنت لم يصل لشيء معي أبدا مجرد تحرش بجسدي وتهديد لي"" ، رغم الألم القاتل مما سمع لكنها أراحته.. أراحته. لتضيف بصوت يائس متألم موجوع:"" لكن أنت لن تصدقني إيهاب فمع حملي لن تصدقني أنت تشك بطفلي انه ليس منك "" ليفتح فمه يريد أن يرد عليها ، ليجفل كلاهما معا على الطرق الحاد علي الغرفة، وصوت الطبيب يهتف بعنف أمره بفتح الباب ليتركها ببطء يحاول ان يتماسك أكثر ينظر اليها سريعا ليرها تبتسم له بألم وربما خيبه ليغمض عينيه يحاول استعادة رباطة جأشه يعلم ما مروا به من مواجهه كما هو ذابح له محطم لها لكن لا وقت لديه ليفهمها او لا يستطيع الآن التحدث اليها موجوع منها مذبوح عليها. ليتحرك الى الباب يفتحه لتنظر له نظره اخيرة وتعطيه بعدها ظهرها ليأخذ نفس عميق ويرتدي قناعه البارد ويفتح الباب ليصدمه أربع وجوه قلقة والطبيب يصرخ به ""لقد طلبت منك ان تبتعد عنها ان كنت تريد قتلها لما اتيت بها الي هنا"" ليضيف بتهديد:"" ان حدث لها أي مضاعفات سوف ابلغ الشرطة والمسؤولية كلها عليك "" ليرد إيهاب ببرود وبساطة:"" لن يخاف عليها احد مثلي "" لتدلف مَي التي أتت مع زوجها سريعا سريعا إلي الغرفة متوجهة إليها لتجلس بجانبها تضمها إليها وهي تسألها عن ما حدث:"" ما بك حبيبتي ماذا حدث كنت جيدة بالأمس"" لترفع مريم وجهها المتألم الشاحب إليها لم تنطق إلا باسم مَي بصوت خافت منكسر لتدفن رأسها في حجر مَي تبكي بعنف ونشيج . لتحاول مَي تهدئتها باضطراب:"" اهدئي حبيبتي أي إن كان ما حدث سوف تكوني بخير "" لترد عليها مريم بنحيب:"" لا لن أكون بخير لن أعود كما أنا لن أكون بخير أبدا"" ليتوجه الطبيب إليها بغضب من برود إيهاب وجفائه أمرا الممرضة بان تأتي له بمهدئ أخر وهو يوجه لها الكلام:"" لقد إمرتك أن لا تتركيها مهما حدث"" لترد الممرضة بخوف:"" لقد حاولت ولكنه رفض بإصرار لقد طردني طرد خارج الغرفة "" ليوجه إيهاب الكلام للطبيب:"" اسمعني أنت لن تتحكم بِنَا افعل ما يتحتم عليك فقط أنا اعلم جيدا مقدار تحملها لا أنت "" لينطق جاسر أخير ينهي إيهاب عما يفعل. ""إيهاب رجاء يبدو أعصابك مضطربة اهدأ قليلا وساعد الطبيب بالتأكيد هو اعلم منك بما يحدث معها "" ليوجه كلامه للطبيب الذي يبدو علي وشك فقد أعصابه وطردهم جميعا:"" فادي أرجوك أدرك حالته الأن بالتأكيد لا يعي ما يفعل من قلقه عليها اهتم بها ألان لنفهم ما يحدث معها"". ليتوجه الطبيب إليها يحاول أن يجعلها تعدل ولكنها ترفض بإصرار تدفن وجهها في حجر مَي . كأنها لا تريد مواجهة احد منهم. ليحدث بصوت يحاول أن يجعله دافئاً:"" مريم ساعديني أرجوك وساعدي طفلك إن استمر الوضع هكذا أنا أؤكد بأنك سوف تخسرينه وربما تخسرين حياتك "" لتردد مَي بصدمة:"" طفلها هل مريم حامل؟"". لتسحب نفسها ببطء من جانبها لتنظر لها مريم برجاء صامت تريد احد بجانبها لا تحكم عليها قبل أن تعلم الحقيقة لتنظر لها مَي بخيبة أمل وكعادتها لا تستطيع أن تسيطر علي كلماتها لتوجهه لمريم بنوع من القسوة:"" ظننتك مثلا.. يا مريم ظننتك تعرفين دينك وعادات وطنك لم أظنك مثلهم كيف خدعت بك "" للغرابة كان رد فعل مريم الضحك أخذت صوت ضحكتها تعلو وتعلو إلى أن كم أصابتها هستيريا ليتوقف جميع من في الغرفة ينظر لها بصدمة ليتحرك إليها إيهاب باضطراب مما يحدث معها كلمات مَي كانت القاضية لها الألم لا يُطاق وهذه أول واحدة تسمع الخبر كيف يكون حال الجميع لترد مريم من بين دموع ضحكات الألم توجه كلامها لمي بقسوة علي نفسها:"" هذا خطئك مَي كيف تتوقعين من واحدة ناتجة عن زواج عرفي لم تعرف أبوها الحقيقي يوما عاشت في كذبه وسؤال لماذا الجميع يكرهه لماذا تشعر أنها لا تنتمي لهم بطبيعة الحال أن تسلك نفس الطريق"" ليسيطر عليها إيهاب يضمها إليه بصعوبة وهي ترفض بإصرار. ليوجه كلامه لمي:"" انه طفلي ..أنا.. طفلي إنها تهذي لا تعيري كلامها اهتمام إنها تهذي"" ليعيد بكلامه لمريم:"" لا تقولي هكذا كفي عن اتهام نفسك أنا موجود و أنت لم تخطئي"" للتراجع مَي للوراء بصدمة تنظر لزوجها يراقب بصمت وملامح مغلقة لتهتف به بجنوبها المعتاد:"" أتسمع ما يقول هل هو مجنون أخر أخته حامل منه كيف هذا لتضيف باشمئزاز ان كان هذا صحيح فهو مقرف ؟؟"" ليهدر إيهاب بصوت عالي:"" انها زوجتي ..زوجتي ليست بأخت لي ابدا زوجتي "" لينطق جاسر أخيرا وهذا الشيء الوحيد الذي صدمه كان يشعر بالذبذبات التي بينهم لكن زوجته كيف و متى؟؟، ليحاول أن يسيطر علي الموقف ووجهه مي المصدوم كان الجميع تسمر ولا يعرف ما يفعل ليوجه كلامه لفادي أولا :"" هل سوف تفعل شيء لها أم تقف تشاهد ما يحدث مثل ولادة زوجتي تحرك قليلا وافعل شيء ما ، أعطها مهدئ أو مسكّن أنت الطبيب هنا"" ليقوم الطبيب بصمت ليتوجه الى مريم وهو يردد بحيرة:"" المهدئ خطر عليها ولكن لا حل أخر يجب ان تنام وتبتعد عن كل ما يحدث""، لينظر له إيهاب بتأكيد وهو يضمها أكثر:"" أعطها ما تحتاجه""، هي يشعر بها بين يديه كأنها تحولت لتمثال جليدي ولكن لم تتوقف دموعها علي صدره. بعد وقت قصير جدا من مفعول المهدئ ذهبت في غفوة وربما غيبوبة لا يعلم ماذا حدث بالضبط فقط ارتخاء جميع جسدها بين يديه باستسلام والجميع يراقب الموقف من بعيد وكان علي رؤوسهم الطير ليضعها برفق ينظر إلى وجهها يشعر أنها كبرت مئة عام مما مر بهم دموعها لم تتوقف وشهقاتها في نومها تغفو ببطء. فقط لو أخبرته علي الأقل بحملها ربما تجاوزوا كل هذا سويا وتجنبوا بعضا مما حدث. لتنطق مَي تقطع الصمت الذي حل علي رأس الجميع مع انسحاب الطبيب من الغرفة والمساعدة بعد تأكدهم من نومها:""جاسر أنا أريد الخروج منها والعودة للبيت"" ولكن قبل ان يرد جاسر كان إيهاب يتوجه إليها يقول:"" سيده مَي هل هذه الصداقة التي وعدتها بها تتركينها في أصعب وقت تمر بها لن أعتابك علي قسوتك عليها واتهامها بدون أن تفهمي ما حدث بالضبط ربما معرفتك حديثا بِنَا لكن أكد لك ليس هناك شي مريب كما أخبرتك مريم زوجتي"" لترد مَي باندفاع :""ولكنك قلت أنها أختك وعرفتماني عليها أنها أخت لك"" ليرد عليها وهو يحاول التماسك من كتلة الغباء كما يقول زوجها لا قدرة له في الجدال :"" نحن نحمل نفس لقب العائلة وهذا ليس بالضرورة أن تكون أختي وبالتأكيد لنا أسبابنا الخاصة"" ""أنا لي رجاء واحد لديك أن كانت صديقة لك حقا حاولي أن تحكمي الصديقة هنا لأنها تحتاجك انظري إليها""، ليضيف بألم :""لن تتقبلني بعد أن تستفيق تحتاجك أنت أكثر مني ""، لتنظر مَي إلى زوجها بتساؤل وحيرة ليشجعها ويشير لها بتأكيد أن تثق بإيهاب . لترد مَي بتأكيد :""حسنا سوف أبقى معها وأحاول آن أدعمها ولو أني لا افهم شيئا مما قلت لكن لا مشكلة لتنظر لجاسر بتأكيد فأنا قابلني من هو اجن منك لا مشكلة من مجنون أخر ولكن أن اقتربت أنت منها سوف أقتلك بعد ما رأيت "" لتنظر له بنوع من التصغير فهي لا تطيقه الآن ولا تفهم ما قالته مريم أو هو ولكن تشفق عليها تشعر أن هناك غموض اكبر يجب ان تفهم لقد أخطأت في الحكم علي مريم باندفاعها لقد صادفتها الشهر المنصرم لم ترى منها ما يثير أي ريبة او شك ربما بعض الغموض وارتباكها تبا كيف لم تلاحظ علامات الحمل عليها وهي عانت منها قبلا . لتتوجه إلى جانبها تسحب مقعد وتقربه من فراشها تجلس بصمت. لينطق جاسر موجه الكلام لإيهاب:"" هل نخرج قليلا أنا أريد الحديث معك "" ليعاود إيهاب النظر إليها بهم وتردد من الخروج وتركها. ليشعر جاسر برفضه ليصر عليه وهو يقول:"" هيا إيهاب من فضلك هي نائمة الآن ولا أظن أنها سوف تستيقظ قريبا ومي بجانبها لا تخف عليها"" ليتوجه معه بصمت إلى الخارج متوجهين إلى مكان يمكنهم الكلام به. ************* في الحديقة الخارجية للمستشفى جلس كلاهما متقابلين مع سطوع شمس الصباح. لتنتهي تلك الليلة الكارثية أخيرا. وضع إيهاب مرفقيه علي الطاولة التي بينهم يدفن وجهه بين يديه بتعب، فيقطع جاسر الصمت:"" إذا هل سوف نظل صامتين كثيرا هذا ممل لم آت بك إلى هنا للتأمل في طلتك البهية"" رفع إيهاب وجهه ينظر له وهو يقول بصوت متعب، كل أحداث الليلة الماضية استنفذت صبره على تهكم صديقه:"" ماذا تريد جاسر حقا كانت ليلتي متعبة بل قل مدمرة؟؟"" ليواجهه جاسر بإصرار، هو كغيره كان الفضول يتأكله ليعرف حقيقة العقدة الخفية التي تربط بين الاثنين...أخوة ...وزواج ...كيف يستقيم الأمر وهو معوج من الأساس...ليس معوجا بل انه جرما شرعا وقانونا وكل ذلك ..:"" أريد أن افهم أن اعلم كل شي كيف مريم زوجتك ولماذا تخبئ الأمر ومتى حدث هذا كل شيء منذ البداية يا إيهاب مريم زوجتك أليس كذلك ؟"""" ليجاوبه بصوته المتعب بتأكيد:"" نعم هي زوجتي هل تظن أني سوف اكذب في شيء كهذا ؟"" هز رأسه بينما قسماته تعكس استغراب كلماته :""كيف حدث هذا؟؟ أنا اعلم انك الوصي القانوني عليها واعلم انه من المستحيل زواجك منها "" ليضيف بتردد وخاطر آخر يبزغ في خلده:"" إيهاب هل زواج سري أو عرفي"" انتفض الأخر مستقيما عليه باستنكار : ""من تظنني لأفعل هذا إنها زوجتي زواج شرعي تزوجتها في أمريكا عند شيخ مسجد هناك بعلم عمي وأمها"" لتتحول ملامحه لغضب ويضيف وقبضته تضرب على ما حوله بعدم اتزان:"" والحقير ممدوح يعلم الأمر"" ليردّد جاسر ورائه بنوع من الاستكشاف الحقير ممدوح . ليتجنب إيهاب الرد وهو يضيف:"" تزوجها هناك بعقد من شيخ مسجد ولكن لم يثبت الزواج بسبب القوانين تعلم القوانين هناك تجرم زواج الأقارب وتم التكتم علي الأمر بيننا نحن الأربعة "" ""إذا لماذا لم تثبته هنا ؟؟"" ليجب بتردد:"" لأنه من المفترض زواج لحمايتها مجرد عقد يفسخ وإطلاقها بعد أن تكبر قليلا وتستطيع أن تأخذ طريقها"" ليعاود دفن وجه بين يديه وهو يضيف:"" لم يكن يفترض أن افعل زواجي بها لم يكن من المفترض أن يحدث هذا "" لينظر له جاسر وهو يؤكد:"" كنت اعلم هذا من أول مرة رأيتكم فيها ببيتي "" ليرفع إيهاب عيني حمراوين:"" ماذا تعني بأنك تعرف لم يعرف احد بالزواج أبدا دمدم جاسر بإقرار مستذكرا كيف يبدو الاثنين معا في كل ...كل مرة يجتمعان بها في مكان واحد:""لم اقصد الزواج أعني نظراتك لها يا صديقي أنا خير من يعلم عشت مع نظرات التملك تلك أربع سنوات أتعلم لم أصدم بخبر حملها او أن الطفل منك لأني رأيت يا إيهاب للأسف نظرتك كانت تملكية ولكن كانت مشبعة لحد التخمة"" ليضحك بألم:"" هل كنت مكشوف هكذا ؟؟"" ""ليس مكشوف لأي احد ولكن أنا أخبرك عشت مع تلك النظرات وأعرفها جيدا لن أطالبك بمعرفة أسباب هذا الوضع بينكم الآن أريد ان افهم أسبابك أولا لم الزواج حدث من الأساس أريد أن افهم معني كلام مريم وماذا تعني بأنها طفلا زواج عرفي من والد مريم يا إيهاب، قبلا احترمت صمتك وتكتمك ولكن الآن أريد أن اعلم"" لم يرد كم كان يريد ان يزيح هم الحقيقة وإخفاءها من علي صدره يثقل كتفيه ..بل يثقل صوته فيخشوشن مع صعوبة كل ذكرى وحدث من الماضي القاتم ...كقتامة أحداثه المشوهة:""سوف أخبرك سوف أخبرك كل شي لقد تعبت حقا من مدارات أخطاء تلك العائلة، ولكن لا تقاطعني إلا أن انتهي...منذ أكثر من عشرون عاما ... كانت لدي والدي ابنة خالة تعيش هنا في البلاد كانت وحيدة والديها مدللة بشكل مبالغ به أنانية و ما تريده تحصل عليه كانت تعمل مع والدي وعمي في شركتهم كانت ذكية، قوية تستطيع القول إنها امرأة متكبرة تعرفت على شريك والدي وعمي الثالث ياسر الرواي بالطبع تعرفه جيدا أحبته أعجبت به لا اعلم وهو بادلها الإعجاب ظلت تلتف ورائه كما علما بعدها ولكن كانت المشكلة ان ياسر الرواي متزوج ولديه ثلاث أطفال فاتفق الاثنان سويا على الزواج العرفي الذي استمر لثلاث سنوات وربما أكثر بدون علم احد منا ومع وفاة أبويها واستقرارنا في أمريكا لم يكتشف احد شيئا إلى ان أتت في يوم بكل صلابة وجرأة تخبر والدي عن ما حدث وعن زواجها منه وعن رفضه إعلان الزواج بعد أن أخبرته بحملها لتزيد من انتقامها تظن انها سوف تكسب المعركة مع زوجته البسيطة في تفكيرها هي لتتوجه الي زوجته تخبرها بصفاقة وتأكيد عن كل شي بينهم ليكون رد ياسر الرواي قاسي عليها بشدة مع انهيار زوجته وأخبرها أنها مجرد منحلة استمتع معها لا أكثر حتى انه لم يرضي بان يكون زواج شرعي بينهم مجرد زواج عرفي علي ورقه يقوم بتمزيقها وهذا ما حدث مزق الورقة ورمي عليها يمين الطلاق وأنكر انها من الممكن ان تكون حامل من الأساس يومها هي أخبرت ابي انها أكدت له بكبريائها اللعين انه بالفعل لا يوجد طفل في أحشائها كانت تظن انها حامل في ذكر سوف تاتي به وتذل ياسر لمعرفتها بشوقه لوريث وتعود منتصرة عليه وعلي زوجته يومها ابي كعادته ثار وأهانها ولكن خوفه علي سمعتهم اجبره ان يخضع الي خطتها بالسفر الي أمريكا وولدت الطفل وبعدها تعود به وتعلن عن زواجها من ياسر وسوف يكون مجبر لإرجاعها وإعلانه علي زواجه منها.. أخذها ابي معه وهناك تكتم ابي علي خبر زوجها امام العائلة جميعا فقط عمي علم بما جرى كان عمي يحبها أيضا بل تستطيع القول مغرم بها حتي مع زواجه من زوجه أمريكية كانت مخلصة له ومحبة بشكل جنوني به حتي مع وجود اسراء وممدوح لم يمنع عمي من محاولات وصال ودها وهو يعلم بزواجها من اخر وحملها أهمل زوجته امام الجميع وكان يلهث ورائها بالمعني الحرفي أهمل زوجته التي انزوت بشكل ملحوظ وهي فريال لم تستطع السيطرة علي نفسها بل تمعنت في جذبه بطريقة غريبة حتي مع خطتها بالعودة لزوجها وليت المصيبة توقفت عند هذا الحد فأمي ايضاً كانت تكره فريال ولقد ظنت ان الطفل طفل ابي وهو يكذب عليها تستطيع القول انقلب استقرار أسرتنا بشكل قاسي أصبح الجميع يبغض بعضه ويتهم بعضه وابي لا يستطيع ان يطرد ابنة خالته التي استنجدت به ولا ان يفضحها أكثر اخبر امي مرارا انها متزوجة من اخر ولكنها مع تعنتها وتجبرها رفضت الاستماع لتطلب الطلاق من ابي بل وتمادت بان ترفع عليه قضيه تطلب نصف أملاكه بحسب القانون هناك تعرضنا لازمه كادت ان تهدمنا يومها ابي كره امي حقا وفقد الثقه بها وفريال تقف تراقب باستمتاع انهيار الجميع لما لأ اعلم لياتي يوم ولادة الطفل ولكن اتت مريم لا ذكر كما خططت فريال يومها انهارت وصرخت انها تريد ذكر بل ورفضت ان تضم الطفلة كأي ام طبيعية ام عمي كان منهار لاجلها حتي وهو يعلم بخطتها وكره مريم لانها ابنة رجل أخر أم أبي كان غاضب من كل ما يحدث كان يظن بانه سوف يتخلص من فريال والزوابع التي فعلتها بِنَا لاستلمها انا بين يدي يومها شعرت برابط عجيب يربطني بها لا استطيع بعد مرور اكثر من تسعه عشر عام علي يوم مولدها ان أحدده أتعلم يومها اخبرني ابي كأنه يشعر بكل ما سوف يحدث هذه أمانتك إيهاب لا تفرط بها مهما حدث لا تعاقبها علي أخطاء احد منا ابدا لقد شعر أبي ما شعرت به أنا بان الطفلة سوف تعاني ..."" توقف برهة يجلي صوته...ويخفت الانكسار الذي رآه منها منذ ساعات فقد صدق حدس الرجل وعانت مع جبنه اكثر من غيره ...وذلك الحقير ممدوح ...لكن ثقل الكلمات كان يخفف من وجعه فاسترسل متمما، بينما جفنيه يمضهما فتتراءى له من خلفهما الأحداث بوضوح شديد: ""بعدها ما حدث كان متسارع وقاسي عمي قام برفع قضيه طلاق علي زوجته بل وقام بتحويل كل ما يملك باسم فريال لينال رضاها من ناحية ومن ناحية اخري ان لا تستطيع زوجه عمي الحصول علي شي وبالقانون ايضاً الذي لا يمد الرحمه بصله حصل علي حضانة الأطفال لأنه يستطيع ان يكفل لهم حياة افضل فقط تراهم زوجته كل ثلاث أسابيع مره او مرتين لتنزوي تماما ولدت اسراء وممدوح وتمرض وبعدها تموت وحيده منكسرة وذليلة مما راته لقد احسنت معاملة فريال عندما أتت بل وعرفتها علي كل شي واعتنت بها في حملها ليكون هذا ردها تسرق بيتها وأطفالها وزوجها وبالطبع فريال اقتنعت بهذا الحل لانها ايقنت بان ياسر الرواي من المستحيل ان يهدم أسرته من اجل طفلة اخري كما علمت ان زوجته أتت له بالوريث يكبر مريم فقط بشهرين فصنعت لنفسها حياة اخري علي حساب مولي زوجه عمي الاولى وعلي حساب اطفاله اما مريم بعد ذالك وبعد ان تزوج عمي ولادتها تم أعطاها اسم عمي وكنيته وتم إخفاء شهادات الميلاد الأصلي والتي مدون بها الاسم الحقيقي بحجه ان هذا فيه حماية لها وأصبحت مريم حسب القانون الأمريكي تحمل لقب العائلة رسميا أي اخت لنا لان القانون هناك يعتبر كل من يحمل كنيه العائلة ولقبها اخوة حتى مع اختلاف الآباء .. اما الباقي انت تعرفه وتعلمه جيدا ما عانت منه مريم رايته انت"" ليصمت يحاول التقاط أنفاسه من كثرت المشاعر التي تعاقبت عليه وتذكر أسوأ فتره في حياتهم . ليوجه له جاسر سؤال اخر :""اذا كيف انت الواصي القانوني عليها في القانون الأمريكي لها والدين "" ليجاوبه إيهاب بإرهاق:"" هناك في القانون والعرف يجب ان يكون للطفل ما يسمي بالعراب او الواصي القانوني عند حدوث أي شي للوالدين او عدم توافرهم يظهر هذا الواصي وعند والدة مريم كان ابي الواصي لاني كنت تحت السن القانوني وبعد عامين توفي والدي ومع رعايتي واهتمامي بها واهمال الجميع لها فعل عمي شي جيد واحد منحني الوصاية القانونية كاملة فأصبحت امام القانون الأخ والواصي ليضحك بالم أي مكان والدها "" ليضيف جملته التي قالها للطبيب بنوع من عدم السيطره: ""والدها جاسر هل تشعر بِما اشعر طفلتي انا تحمل طفلي هل تستوعب هذا هل يستوعبه بشر؟"". لينهبه جاسر يحاول ان يسمع الى النهاية ما حدث. ""ركزي معي إيهاب لم تصل الي الشيء الأهم لم تزوجت مريم من الأساس كيف العقد لحمايتها من ماذا هناك سبب ؟؟"" ""وأيضا انت تزوجت اسراء هناك وهي ايضاً تحمل ألقب أي اختك والقانون يجرم الامر"" هز رأسه ينفي المقارنة، قد تبدو المظاهر متشابهة لكن في داخله يعلم يقينا ان لا علاقة تشبه علاقته بمريم عن غيرها مع اسراء...لا تشابه البتة ...ليس بما يفرضه القانون ولا مايسيره فيه قلبه هو الاخر..، لذا اكتفى بالتوضيح بهدوء يناقض افكاره تلك:""زواجي من إسراء تم بشكل مختلف تزوجتها في المسجد مثل ما حدث مع مريم ولكن بإعلان الأمر وأيضا تزوجتها في سفارتنا هناك لأنها تحمل جنسية البلاد هنا أما مريم لم يمنحها عمي الجنسية هنا ولم يسجلها من الأساس مريم لا تحمل إلا جنسيتها الأمريكية ، أما عن أسباب زواجي بها سوف أخبرك مريم نفسها لا تعلم تظن أني تزوجتها لأستطيع أن أتي بها إلى هنا لكن ما حدث بعد عيد ميلادها الثامن عشر كان غير متوقع لنا جميعا ولم يكن أمامي حل أخر غير الزواج بها لحمايتها"" انتهى الفصل قرائه سعيدة"

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال