لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 44 - العشق المُر


     ——————

    للمرة الأولى تراه في أحلامها وبهذا الشكل

    فزعت من نومها ما أن هتف "حسام" بصوت عالِ نسبيًا

    -قمر، قمر مالك ياروحي


    صاحت بصوت مرتفع قائلة بين أنفاسها اللاهثة

    -لأاااا لايمكن يحصل دا ابداً


    سحبها "حسام" لحضنه وتحدث معها بهدوء وهو يملس على خصلات شعرها الطويل قائلاً

    -ششششش بسسسس دا كان كابوس شكله كان كابوس وحشه صح


    هزت رأسها الموضوعه على صدره قائلة بنبرة مرتجفه

    -ايوة دا كابوس وكابوس لايمكن يخطر في بالي يوم من الأيام

    -طب خلاص بلاش تتكلمي دلوقتِ ونامي وارتاحي ياقلبي وسيبك من الأحلام والكلام الفاضي دا


    كان يربت على ظهرها بحنو حتى ذهبت في سبات عميق

    ولكن قبل أن تغط في نومها قرارت أنه في الصباح يجب عليها غلق هذه الصفحة كي تعيش حياتها في هدوء


    وفِي عصر اليوم التالي كان "زين" يقف أمام نافذة حجرته ينفث دخان سيجارته يشاهد من زجاجها المارة

    عرض عليه "حسام" فكرة المعهد رحب بها ولكن أختار له إسم آخر غير إسم والدته وافق "حسام " دون مناقشة

    كلما حاولت أن تطلب "قمر " أن تطلب منه العفو فر هاربا من محاولاتها المستمية كان يظن أنها تتلاعب بهِ كما يحدث من قبل طلب من "صبا"

    فنجان قهوة جاءت بهِ قمر وضعته على سطح المكتب

    وتحدثت بخفوت قائلة

    -عرفت أنا هاجيب إيه

    -إيه ؟!

    -هاجيب بنوته وهاسميها "جنات" على إسم مامتك الله يرحمها

    -لأ مستحيل أخليكِ تعملي كدا أنتِ فاهمه أنتِ مش مراتي

    -هو لازم أكون مراتك عشان اسمي وبعدين مش إنت قلت إن أنا وأنت أصدقاء

    -لأ مش أصدقاء أنا وأنتِ ولاد عم وعايزة تسمعي تاني ال قلته قبل كدا ماشي هأقول

    أنا بحبك واتنازلت عنك عشان إبن عمي ال بيعشقك وأنتِ بتعشقي وعايزة تعرفي الأكبر من كدا بطنك ال أنتِ فرحانه بيها دي أنا مش قادر أبص لها مش قادر أشوف بطنك بتكبر

    وجوها بنتك وال عايزة تسميها على إسم أمي

    تكون من غيري

    عماله تتدوسي عليا وبتتدلعي عليه قدمي وأنا أقول عادي يمكن صدفه

    لكن طلع بتتدعمي تعملي كده عشان أعرف الكل حقيقه

    حبي ليكِ

    طلعتي زي أمك بالظبط هي قتلت أمي زمان وأنتِ

    بتعملي دا دلوقتِ

    حبك لعنه ونفسي أتخلص منها بس مش عارف


    قاطعته قائلة بندم

    -والله يازين ماقصد غير الخير يمكن أكون دوست عليك زمان بس دلوقتِ قصدي خير والله


    أشار بيده كي تتوقف عن ثرثرتها قائلاً من بين أسنانه

    -مش عاوز ولا كلمة تانيه الأوضه دي متتدخليش فيها تاني وبنتك سميها اي اسم غير اسم أمي


    ثم وضع سبابته أمام عيناها قائلاً بتحذير

    -لأن لو حصل غير كدا هايبقى باب جهنم واتفتح في وشك ، أمي خط أحمر مفهوم أنتِ لأاا فاهمه لأاا


    سألته بحزن قائلة

    -أنا لأ ليه ؟

    أجابها بغضب مكتوم قائلاً

    -عشان بسببك دوست على ناس مكنتش متوقع عمري كله إن أدوس على الناس بسببك كُنت هدمر جنات في لحظة كنت مغيب فيها وفاكرها أنتِ بسببك أنتِ ضربتها وكنت هاقتلها عشان حضرتك رحتِ عملتي عملية ترجعي نظرك بسببك أنتِ كنت هادوس على جميلة

    بسببك أنتِ بدوس على كل حد يجي في سكتي عشان بس أنسى حُبك بسببك أنتِ ناس ادمرت وجاية تطلبِ

    مني أسامحك طب إزاي


    بلعت ريقها بغصه كانت تشعر بغثيان شديد

    تحاملت على نفسها وجلست على المقعد وضعت رأسها بين كفيها

    مرت ثوانِ ثم رفعت رأسها وتحدثت بحزن ممزوج بندم قائلة

    -يمكن يكون عندك حق بس والله العظيم ماكنت عارفه إن الموضوع ممكن يوصل لكدا أبداً أنا أنا كنت زي زي اي بنت فرحانه بخناق الشباب عليها يمكن دا محصلش معاك عشان كنت إنت عاقل ويمكن لأن حبيت حسام فعلاً ، خُفت يروح مني بس مكنتش متوقعه دا كله يحصل


    تنحنحت وهي تقف من فوق المقعد محاولة إخفاء تعبها الشديد نظرت إليه وتحدثت بجدية قائلة

    - على العموم حصل خير يا زين وأنا بعتذر لك مرة تانيه وأتمنى تقبل اعتذاري عن إذنك


    خرجت "قمر" من الحجرة وهي تجر خيبة الأمل خلفها

    لم تكن تعلم إن مافعلته طيلة الشهور الماضية

    يهاجمها في أحلامها ويحملها مالاطاقة بهِ


    مرت الأيام والوضع لم يحدث شئ جديداً

    سوى سفر "حسام" إلى (لندن)

    إزداد تعب "قمر" مواجهتها مع "زين " الذي تجنب تمامًا

    الجلوس مع قمر بعد إعترافه لها بما يكمن بداخله

    شعر بأنه لاداعى لما قاله وإنه يجب عليه الصمت كعادته

    الأيام تمر بصعوبة بالغه على قمر

    كانت تشعر بتعب شديد غثيان شديد

    مددت جسدها في سريرها بكت من شدة الألم

    وبعد مرور أكثر من ساعه على هذا الوضع

    غطت في نومها الذي جائها بعد عذاب

    لم تمر إلا دقائق وفاقت من نومها المتقطع

    اتكأت بكلته يدها على السرير شعرت بيدها غارقة في سائل لزج فتحت النور الخافت

    لحظات وصاحت بصوت عالِ قائلة بصراخ

    -لأااااااااا


    دوت صرخاتها المكان حتى وصل صوتها إلى شقة الجدة

    هرعت "صبا" نحو غرفة "زين" فتحتها وقالت بنبرة مرتعشة

    -زين الحق قمر

    سألها بفزع

    -في إيه مالها ؟


    أجابته بين أنفاسها اللاهثة

    -نزفت وتقريبا البيبي نزل


    بلع ريقه بصعوبه متسائلا بجدية

    -هو هو مين قالك ؟


    أجابته بحزن

    -مرات عمي وأخذتها على المستشفى


    طلب "زين" من صبا أن تتركه حتى يبدل ملابسه

    مرالوقت وصعد زين برفقة شقيقته

    جلس زين أمام غرفة العمليات في انتظار خروج الطبيب

    أنهى بعض المكالمات الهاتفيه

    وقف الطبيب أمامه وتحدث بجدية وعمليه

    -حضرتك جوزها ؟

    بلع ريقه وقال بجدية

    -لأ إبن عمها خير يادكتور هي عامله إيه

    -ربنا يعوض عليها البيبي نزل بسبب النزيف من الواضح إنها عملت مجهود جامد هو ال خلى يحصل لها نزيف

    على العموم أنا عملت لها كل حاجه وياريت أشوفها بعد أسبوع عشان نطمن أكتر

    عن إذن حضرتك

    -اتفضل


    كانت الصدمه شديدة عليها حتى جعلتها صامته ساكنه

    أيعقل هذا في لحظات ترحل من كانت تحسب لها الأيام

    والشهور كذبت على زين عندما قالت له بأنها سوف تنجب أنثى هي حتى الآن لم تعرف نوع الجنين ولكنها حاولت تجاريه في الحديث

    رفض تلك الصغيرة ورفضت الصغيرة هذه الحياة فضلت الرحيل قبل أن تكتمل

    خرج زين من المشفى تائه لم يكن يعلم أنه سوف يتأثر لما حدث لها

    علم حسام ماحدث حزن كثيرًا ولكنه تظاهر بالتماسك كي يساعدها على الخروج من أزمتها

    أعتزلت "قمر" الجميع فضلت أن تجلس في شقتها

    بعيدًا عن أعيان الناس كانت عصمت مقيمة معها بشكل دائم منذ ذلك اليوم

    علم سلمان ماحدث لها ظل معها محاولا إخراجها من حالتها النفسيه السيئه التي دخلت فيها زوجها حاول كثيرًا العوده كي يظل بجانبها ولكنه فشل

    لم يتركها أخوايها "سلمان وسالم " كما كانت عصمت وصبا معها دائما الوحيد الذي لم يكن كما كان ويحمل نفسه الذنب هو "زين"

    كان يهرب إلى مكتبه حتى ساعات الليل المتأخرة

    مرت الأيام والشهور حتى مر على الحدث عاماً كامل

    حسام يجب عليه العودة إليها مرة أخرى تشعر بالضيق والملل تريده وبشدة عرض عليها أن يرسل لها كي ترى وجوه جديدة وتجدد نشاطها ولكنها رفضت

    أصبحت الخلافات أكثر ما يجمعهما خلال المكالمات الهاتفيه اليوم سوف تضع حدً لهذا الوضع

    رفعت الهاتف على أذنها في انتظار الرد عليها

    ما هي إلا ثوانِ وقام حسام بالرد عليها

    اعتذر لها وطلب منها أن تنتظره كالعاده

    وعدها أن خلال أسبوع سيعود إليها ولن يسافر مرة أخرى

    صاحت بصوت مرتفع قائلة

    -أنا زهقت كل اسبوع تقول هاتيجي الأسبوع الجاي ومبتجيش أنا تعبت من بُعدك دا


    ألقى "حسام" عويناته الطبية على سطح المكتب وقال بغضب مكتوم

    -وأنا أعمل إيه بس ؟!! هو بمزاجي الشغل فوق دماغي غصب عني

    -يتحرق الشغل مين أهم عندك أنا ولا الشغل ؟

    -أنتِ طبعًا ياحبيبتي بس أعمل إيه دا شغلي لوبتحبيني اصبري واستحملي

    -استحملت كتير كُنت عروسة مكملتش شهرين وستبني

    بنتي راحت مني ومكنتش جنبي حاسه بملل وخانقة مفيش حاجه ليها طعم

    سنه بحالها سيابني لوحدي أرجوك تعال وبلاش سفر تاني لو بتحبني ياحسام


    تنهد بعمق هز رأسه هزة خفيفة وراح يقول بجدية

    -حاضر يا قمري وحياتك عندي لكون عندك خلال يومين ومش هسافر تاني


    لم يكن أمامها سوى الانتظار والاستسلام لرجائه وتوسله

    بأنها تتحلى بالصبر

    مراليومان بصعوبه وهاهو ماثل أمامها محتضنها وبشدة

    بكت كثيرًا وهي تُسرد عن جنينها وكان دائما يهون عليها بحديثه الساخرة والجدية إذا تطلب الأمر

    وبعد مرور شهران علمت قمر أنها تحمل في أحشائها طفلاً جديداً

    كادت تحلق في السماء من شدة سعادتها

    قامت الاحتفالات في شقة الجدة بمناسبة الخبر السعيد

    حضر "زين" بعد أن ابتاع سرير الصغيرة التي لم تأتي إلى ومازلت في أحشاء أمها

    اعتذر "زين" من قمر عن ماحدث لها والذي كان دائما يحمل نفسه ماحدث

    الجميع مجتمع في شقة الجدة والسعادة تسود الأجواء

    الوحيدة التي تشعر بالضيق هي عصمت مُنذ سفر سلمان لم تتحمل العيش في الشقة بدونه اشتاقت لمزاحه وغضبه ومشاكسته لها


    مرت الأيام على سلمان كمامرت على عصمت

    بعد سفر "سلمان" إلى الصين مع شقيقه "سالم" كي يستورد بعض الاَلات اللازمه لمصنعه الجديد

    تنازل "سالم" عن حقه الذي تنازل عنه سلمان في السابق كي يسانده في عمله كما ساعده في الكثير من المعاملات الماديه التي كانت أكبر عائق أمامه

    أشتاق لها وأشتاقت له

    كانت تتابعه دائما عن طريق المكالمات الهاتفيه

    في كل مكالمه يعترف لها بحبه الذي كاد يحرقه شوقا

    كانت تغضب وتثور وبكلمة واحدة منه تعود كما وكأنها طفلة صغيرة

    وإحدى مكالماتهم أعترفت له بالحُب ولكن على طريقتها الخاصه

    -بقول لك إيه يا سلمان

    -قولي يا عمر سلمان

    -عاوزك ترجع بسرعه

    سألها بمكر

    -ليه ؟ وحشتك

    اجابته بصوت خشن

    -لأ طبعًا عشان في عقود متأخرة


    كز على أسنانه قائلاً بغيظ شديد

    -اقفلي يا مصيبه اقفلي يا عم الشحات مبروك


    تعالت ضحكاتها ما أن أنهى الأخير حديثه الغاضب منها

    هتفت بين ضحكاتها قائلة بخجل

    -خلاص هههههه خلاص عشان خاطري هاقولك حاجه وهاقفل اوك


    تنهد وقال بنفاذ صبر

    -يامسهل قولي

    -بحبك

    إبتسم ثم وقف على الفراش وراح يقول بسعادة غامرة

    -إيه قول تاني كدا ؟

    -ههههههه إنت قلبت نانسي ولا إيه ؟!!


    لم يستطع وصف مايشعر بهِ لم تساعده مفردات اللغه بأكملها كي يصف سعادته الغامرة

    أغمض عينه وراح في سبات عميق بعد هذا الخبر العظيم

    لم تدوم هذه السعادة سوى أيام معدودة

    عاد سلمان إلى أرض الوطن يعمل بهمه ونشاط كبيران

    الوقت يمر وأقترب موعد التسليم إلى رجل الأعمال المعروف "سفيان نصّار " هذا الرجل يعرف بلقب "زير النساء "

    لم يدع فتاة إلا وعليها بصمته الخاصة

    عندما تعجبه إحداهن لم يدعها ترحل قبل أن يأخذ منها مايريد

    ولكن "عصمت " تختلف عن الفتيات التي يعرفها

    استطاع "سفيان " أن يحدث الكثير من الخلافات بينها وبين "سلمان "الذي فشل كثيرًا في أرضاها في جميع الأحوال

    مرت الأيام عليهما في شجار دائم أقام "سفيان" حفل بمناسبة الإنتهاء من مشروعه الجديد

    كانت لاتريد الذهاب ولكنه نجح في جذبها إلى الحفل

    بطريقته الخاصة

    ذهبت بفستانها الذي يكشف أكثر ما يخفي

    كادت تدخل قاع الحفل ولكن منعها سلمان وبشدة

    حدثت مشاجرة كبيرة بينهما صاح بصوته المرتفع قائلاً

    -يامتخلفه أفهمي دول تبع سفيان وأنا معرفش ولا واحدة فيهم ثم أنتِ مالك ومالهم دا شغل اتفضلي إمشي من هنا أحسن لك بدل مااديكِ قلم يرجعك عصام


    وضعت يدها في خصرها وقالت بتحدي

    -مالكش دعوة أنا جايه ما حازم اخويا


    كاد أن يتحدث ولكن قاطعه دخول "حازم"

    سألها بتعحب قائلاً

    -عصمت وقفة هنا ليه تعالي سفيان بيسالك عليكِ


    اغتاظ سلمان منه سأله من بين أسنانه قائلاً

    -وهو حضرتك مش واخد بالك أنها واقفه معايا

    -ايوة ياسلمان فيها

    -فيها أنها خطبتيي


    سألته بنبرة ساخرة قائلة

    -ومين قال لحضرتك الكلام دا بقى ؟


    أجابها من بين أسنانه قائلاً

    -أظن إن طلبت ايدك من حسام أول مارجعت والكل كان شاهد على الكلام يعني دي خطوبة رسمي


    تشبثت في ذراع شقيقها وتحدثت بسخرية قائلة

    -يالا يا ياحبيبي اتاخرنا على سفيان


    لم تستمع لحديث سلمان قط ذهبت وترأقصت مع سفيان كما طلب منها

    كانت ترقص وتغني وكأنها رقاصه محترفه

    حاول "سلمان " كثيرًا التحدث إليها بهدوء ولكنه فشل

    فلم يعد أمامه سوى العنف

    جذبها رغما عنها إلى شرفة القاعه قامت كالمعتاد مشاجرة كبيرة بينهما صفعها على وقاحتها الشديدة معه

    أغتاظت منه أقسمت أن تعود وتفعل ماتريد وعليه الا لايتتدخل كي لاينال ما لايعجبه

    وهذا تحذير واضح منها له

    لم يستطع التحمل أكثر من ذلك

    صفعها مرة أخرى ثم جذبها من ذراعها رغمًا عنها وعاد بها إلى المنزل

    كانت تصرخ من معاملته لها حاول الجدة أن تفض هذا النزاع ولكن فشلت بينما كانت والدتها في سعادة غامرة مما يفعله سلمان

    نزل "حسام" على صرخاتها التي دوت المكان كله

    سأل بفزع

    -في إيه في إيه


    أجابته بصوتٍ مرتفع وهي تشير عليه قائلة بغضب شديد

    -البيه مفكر نفسه واصي عليا وبيضربني


    سأله زين بغضب

    -وإنت وبتمد ايدك عليها ليه إن شاء الله


    أجابه بنبرة ساخرة

    -طبعًا مانت المحامي الخاص بتاع الهانم بس أسمح لي أقولك أنها عاوزة كسر رقبتها


    سأله حسام قائلاً

    -سلمان كلمني أنا عصمت عملت إيه ؟


    تنهد وتحدث بين أنفاسه اللاهثة قائلاً

    -الهانم كانت عامله فيها مطربة مصر الأولى وبترقص وتغني وسط الرجال مع سفيان باشا ولما حاول امنعها حازم باشا قال متبقاش قفل كدا رقصه عادية

    وأختك شغاله الله ينور رقص وغناه


    أشار حسام بيده كي يتوقف سلمان عن حديثه

    نظر إلى عصمت متسائلاً بغضب مكتوم قائلاً

    -ال سلمان بيقولوا دا حصل


    اجابته بصدق قائلة

    -ايوة حصل بس أصل


    لم تكمل حديثها بسبب صفعته لها التي جعلتها تنزف من فمها


    مسحت الدماء من على شفتيها وراحت تقول بغيظ شديد

    -وإنت مالك هو كُنت واصي عليا


    صفعها صفعه أخرى وهو يقول بغيظ شديد قائلاً

    -لو فاهمه

    -إن قعدتي مع الخواجات خلت دمي يبقى بارد

    -وأشوفك وأنتِ في حضن الرجاله وأخوكِ النطع دا

    -يقول دا الأتيكت بيقول يبقى عاوزة كسرة رقبتك على صدرك


    أوقفت الجدة قائلة بحدة

    -بس كفاية ياحسام وسيبها

    قاطعها بحدة مماثلة

    ماحدش يدخل بيني وبينها وإن كانت فاهمه أنها كبرت يبقى مش عليا

    -ملكش حكم عليا احكم على مراتك بس


    قاطعها "زين "بصوت أجش

    -عيب كدا ياعصمت


    قبض "حسام" على خصلات شعرها الطويل قائلاً بغضب

    -عيب دي تقولها لبنت اخوك لما تلعب في التُرَب إنما الصايعه دي تتحبس في الاوضة وتترمي رمية الكلاب لحد لما يبان لها صاحب


    ألقى بها أرضًا ماأن أنهى حديثه بينما وقف زين أمامه محاول تهدئته

    قائلاً بغضب

    -ياجدع مش كدا البت هاتموت كدا


    رفع "حسام" سبابته قائلًا بتحذير واضح

    -ال هاتفكرتفتح لها هاتترمي جنبها عليا الطلاق لو عرفت حد أدها نقطة المياة لتترمي معها مين ماكان يكون


    وبعد مرور يومان على هذا الوضع حاول الجميع مع حسام أن يعفوا عنها ولكن الفشل كان يقابلهم دائما

    حاول "زين" كسر باب الحجرة ولكن منعته الجدة قائلة بغضب

    -بلاش يازين حسام حالف بالطلاق

    -البت هاتموت ياتيتا

    قاطعه سلمان قائلاً بشماته

    -خليها تموت يمكن تتعلم الأدب

    -ملكش دعوة ياخفيف

    وقع شجار طويل بين زين وسلمان والسبب عصمت

    صاحت الجدة بوجهمها كي يتوقفوا عن الثرثرة والمشاحرة الصبيانية المعتادة عليها منهما

    أمرت الجدة زين بأن يبتعد عن الحجرة وأن مايحدث لعصمت هو خيرًا لها وأن يتحلى بالصبر كي يمر اليوم الثالث كما قال حسام لها من قبل عندما طلبت منه أن يفتح لها

    مراليوم الثالث بصعوبه بالغة على الجميع

    طلبت الجدة من حسام قبل أن يذهب لعيادته أن يفتح لها ولكنه رفض طلبت منها أيضا أن يترك لها مفتاح الحجرة ورفض أيضا

    نفذ صبرها ونفذت محاولاتها معه وبالنهاية قررت أن تفتح لها هي وقفت على باب الغرفة وقامت بفتحها بالنسخة الاحتياطية وقف حسام على باب شقة وقال بنبرة ساخرة

    -بتعملي إيه ياتيتا هااا عاوزة تفتحي عشان صعبانه عليكِ طب تعالي بقى معاها جوا الاوضه

    ساعدها في الدخول الحجرة كانت الجدة تسبه قائلة

    -ياكلب هتحبسني افتح الباب ياولد عيب كدا

    -دا حلفان طلاق ياتيتا مش هزار

    -كان حد قالك أحلف

    -بس ياتيتا بس خليكِ قعدة جنب بنتك بقى وبليل افتح لك


    هتفت بصوتٍ خفيض قائلة

    -عصمت أنتِ فين ياحبيبتي ؟


    كففت دموعها وهي تنهض من على سريرها قائلة

    -أنا أهو ياتيتا عجبك ال سلمان وحسام عملوا دا ياتيتا


    أجابتها بسعادة

    -ايوة ولو كان عمل غير كدا كنت فسخت الخطوبة على طول


    وقفت من فوق المقعدة قائلة بعناد

    -ومين قال إن أصلاً هأكمل معاه بعد ال عمله فيا دا دا ضربني ياتيتا ضربني وحضرتك فرحانه !!!


    قاطعتها قائلة بسخرية

    -اهدي يابت كدا وبطلي شغل الهبل دا أنا وأنتِ وسلمان ومصر كلها تعرف إن الكلام ال بتقولي دا هبل ومش هايحصل ابداً


    وبعد حديث طويل بين الجدة وحفيدتها اتفقت معها على أن تصلح حالها وأن تصغى دائما إلى سلمان

    مر اليوم ومر الليل وعاد حسام إلى المنزل قام بفتح الغرفة وتجمعت العائلة من جديد

    تجنب حسام عصمت تماما كنوع من العقاب لها

    عاد إلى شقته يستمع إلى زوجته المجذوب التي تطلب منه أن تتعلم منه مايفعله عندما يغضب ويثور

    قهقه على طلبها وقال بسخرية

    -عاوزة تتعلمي إيه يا هبله أنتِ عاوزة تتعلمي الشرشحه وقلة الأدب وبعدين دا بيطلع كدا وقت الغضب مش طبع فيا أنتِ فاهمه غلط أنا دكتور بردو


    غضبت منه نهضت من مكانها وهي تدب قدمها غضبا من رفضه لطلبها


    بينما هو حاول جاهدًا التمسك برأيه لأقصى حد

    تلك المجذوبة التي يعشق تفاصليها في جميع أوقاتها سوف تجعله يتنازل عن رأيه بسهولة

    تمتم بخفوت قائلاً

    -ايتها الروح الشرشوحة احضري هنام على الكنبه الله يخرب بيتك


    مرت الأيام والجميع في سعادة غامرة اتفقا عصمت وسلمان على الزواج بعد محاولات شديدة من سلمان لإرضاءها بشتى الطرق

    كان الوضع نوعا ما يشوبه وضع الكثير من الأسرى المصرية

    حتى جاء اليوم الذي قرر فيه حسام أن يعرض على قمر السفر لقضاء بعض الأعمال الهامه له

    رفضت وبشدة ولكنه كان مُصر على قراره هذه المرة

    يريد أن يذهب حتى يعد لها مفاجاة من نوع خاص

    ولكن غبائها كان أسرع منه هذه المرة

    قامت بالقى نفسها على الأرض مدعيه أن قدمها حدث بها كسر كي لايسافر

    أغتاظ منها وَمِمَّا تفعل هذه الفترة غضب منها وثار عليها عندما علم أن هي من فعلت بنفسها هكذا عندما سمعها تتحدث مع شقيقته بعد عودتها من المشفى

    حاولت بشتى الطرق أن نصالحه ولكنه كالعاده يقف أمامها متخشب الصدر وهذا لا يعجبها ابداً

    ولكن هذه المرة لم تعد تحتمل بُعْده بهذه الطريقه

    هتفت بإسمها كثيرًا حتى أتى إليها قائلاً بنفاذ صبر

    نعم عاوزة إيه ؟

    -تعال أقعد هنا

    -وبعدين بقى

    -اسمع بس دلوقتِ اختك اتصلت وقالت هي جايه يرضيك تيجي تلاقيني مبهدلة

    -وهو دا شكل واحدة مبهدلة دا كُنت مفكرك خارجه بس افتكرت أنك مكسورة

    -طب اقعد بس

    زفر بحنق ثم جلس على حافة الفراش وتحدث بضيق قائلاً

    -نعم عاوزة إيه

    وضعت أمامه قلم الحمرا قائلة بدالال

    -حط لي روچ


    رفع حاجبه الأيسر قائلاً بصوت أجش

    -نعععععم ياختي بقى جايبني من برا عشان أحط لك روچ

    اقتربت منه وتحدثت بصوتٍ رقيق قائلة

    -إخس عليك بقى عاوز أختك تيجي تشوفني وشي اصفر وتعبانه يالا بطل حط لي ميك اب

    تنحنح وراح يقول بتلعثم

    -مش مهم هي أساسًا مابتتكلمش في الحاجات دي

    -وحياتي وحياتي حط لي ميك اب خفيف

    تنهد وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه

    مر الوقت ونفذ لها ما طلبته

    أشارت له أن ياتي بزجاجة العطر المفضله له

    وضعتها ثم اقتربت منه وقالت بخبث

    -شم البرفيوم دا كدا حلو ولالأ


    اقترب من عنقها أغمض عيناه ليستنشق ذلك العطر الذي يدغدغ انفاسه

    سألها بصوتٍ كاد أن يكون مسموع

    -دا البرفيوم ال لما بِوَحشك بتحطي هو أنا وحشك قوي كدا

    حاوطت رقبتها بيدها قائلة بشوق

    -أسال قلبك وهو يقولك

    لم يستطع الصمود أكثر من ذلك أطلقت جميع صافرات الانذار

    أقترب من شفتيها التي ماأن هتفت بإسمه التهمها دون توقف

    قاطع تلك اللحظه

    طرقات باب شقته المستمر

    لطم وجهه بنفاذ صبر وقال

    -عارفه إن عصمت دي . باردة ورخمه قووووووي

    -طب افتح لها

    -لأ إنشاالله تولع والله ما هافتح


    وهاهي تبتسم لانتصارها استطاعت أن تزيل غضبه ببساطة شديدة

    مرت الأيام والشهور وقمر في غايه السعادة

    تهتم بحملها الجديد حق اهتمام

    هي الآن في أول شهرها السادس تعر بتعب شديد

    كان حسام يظنها مداعبه كعادتها ولكن تفاجأ بنزيفها الشديد بعد أن سقطت أرضًا وصراخاتها تدوي المكان

    تم نقلها إلى المشفى وعمل اللازم لها

    وضعت الصغيرة في "الحضانه" كما أخبر الطبيب أن ماحدث لقمر جعلها لم تستطع أن تنجب في الوقت الحالي وأن حدث لها انفجار في الرحم وعليها أن تتوقف عن أي محاولة للحمل في الوقت

    وعندما سأله عن الصغيرة قال له أن حالتها متدهورة

    وأن الموت أفضل بكثير لها من العيش

    عادت قمر إلى المنزل بعد أن سمح لها الطبيب بالخروج بعد قضاء يومين في المشفى

    لم يخبرها أحد بما حدث للصغيرة كادت تحلق في السماء عندما علمت أنها صغيرتها لم يمسها السوء

    الأيام تمر بصعوبه الحزن خيم على المنزل

    كانت الجدة تجلس مع قمر وتتحدث معها وعندما تذكر إسم الصغيرة تحاول الهروب منها لموضوع آخر

    بينما كان يجلس "حسام" مع "زين و سلمان "

    بجسده وعقله مع صغيرته التي تلفظ أنفاسها الأخيرة

    في المشفى

    ينفث سيجارته بشرود تام

    كان زين يتحدث معه ولكنه لايشعر بهِ

    فاق من شرودهعزو صوت رنين هاتفه المحمول

    رفعه على أذنه وقال بتوجس

    -آلو


    آتاه الرد من الجهه الأخرى

    -دكتور حسام سليم النشار

    -ايوة أنا

    -البقاء لله بنت حضرتك توفت النهارده العصر


    سقط الهاتف منه ما أن أنهت تلك الأخيرة حديثها

    للمرة الثانيه يفقد صغاره

    ياالله الرحمة والصبر

    ذهب "حسام" برفقه زين وسلمان ليضع صغيرته في مثواها الأخير قبل أن تراها قمر


    عاد إلى المنزل ليغتسل من ثرى المدفن

    لم يكن يعلم أنه صغيرته تؤثر فيه هكذا

    سألت قمر عن موعد خروجها لم يجيبها أحد

    تركتها الجدة وعادت شقتها تجلس بين أحفادها

    سألته عن سبب الحزن والصمت الذي يخيم المكان

    جلس على حافة الفراش وتحدث معها وهو يحتضن يدها بين راحه يده قائلاً بحزن

    -ربنا مابيعملش حاجه وحشه صح؟

    -هو في إيه ياحسام

    إبتسم وقال لها بمرارة

    -مش هترضى تدخل الجنة من غيرنا هي راحت هناك ومش هاتدخل غير لما نكون معاها نزعل إحنا ليه بقى ؟


    سألته مجددا وكأن عقلها يرفض الأعتراف بما حدث لصغيرها

    مال على أناملها ليطبع قبله خفيفه عليها وهو يقول بحزن

    -أدعي ربنا يعوضك خير شمس راحت زي ال قبلها


    لحظات ربما دقائق لتستوعب ماقاله حسام تنحنحت وقالت بعدم فهم

    -ايوة راحت فين يعني ؟


    بلع مرارته بغصه وقال

    -عند ال أحسن مني ومنك ياقمر ربنا رحمها من ال هي في أنتِ ولدها وهي جسمها مكتملش وضعيفه وربنا رحمها من العذاب ال هي في


    صاحت بصوت عالِ هز أرجاء المنزل

    كاد المنزل بأكمله يتصدّع بسبب صراخاتها المدوية

    سماعتها الجدة وبكت على حالها

    بينما احتضنها حسام ليخفف عنها حزنها

    كانت تضربه بكلته يدها تنهره على مافعله بها

    و قالت


    -طب هاتفها احضنها تحرمني منها لييييه حرااااام عليييييك


    ومنذ ذلك الحين لم تعد قمر كما كانت أصبحت ممزقة

    تمر الأيام عليها وكأنها أعوام

    قام سلمان بتأجيل حفل الزفاف نظراً لحالة قمر النفسيه

    كما عاد سالم شقيقها ليأخذها معه إلى الصين كنوع من الغير ولكنها رفضت وطلبت من سلمان أن يكمل مابدئه

    بعد محاولات شديدة وجذب ومد بين سلمان وقمر

    قرر سلمان أن يقتصر الحفل على العائله ثم يقضى يومين في الاسكندريه مع العائله بأكملها

    وقبل زفاف سلمان وعصمت بيومين تجمعت العائله

    بأكملها في شقة الجدة

    لم تستطع قمر تماسك نفسها عندما ترى ابنة "تيّم "

    كان يحملها "زين" ويلاعبها وعندما رأى قمر طلب منها أن تحملها لدقائق حتى يجلب لها الحليب

    كانت تتداعبها وكأنها تتداعب صغيرتها هي

    لم تشعر بشئ عندما تحمل الصغيرة بين يدها

    قاطعه هذه الجلسه الجميلة زوجة تيّم وهي تتناول ابنتها من يد قمر قائلة بتردد

    -معلش مش متعودة على حد


    ترددت الابتسامة على شفتيها وقالت بتلعثم

    -مش مشكلة عادي ربنا يحفظها من كل شر


    بكت الصغيرة وهي تلتوي في حضن أمها وكأن لدغها عقرب

    فزعت زوجة تيّم من صراخ الصغيرة

    سألت قمر بغضب مكتوم

    -عملتِ لها إيه ؟

    بلعت ريقها بصعوبه وراحت تقول من بين شفتيها المرتجفة قائلة

    -والله ما عملت حاجه

    -أنتِ أكيد عملتِ حاجه أنتِ من ساعه شمس وأنتِ مش على بعضك


    قاطعها تيّم بغضب شديد قائلاً

    -اخرسي خااااالص أنتِ مجنونة ولا إيه

    -إنت مش شايف بنتك مش راضيه تسكت ازاي


    حمل تيّم طفلته ووضعها بين راحه يد قمر ولكن حمل حسام الصغيرة ثم وضعها بين يد تيّم قائلاً

    -خُد بنتك ياتيم ربنا يبارك لك فيها ويحفظها


    ثم نظر إلى زوجة "تيّم" وقال بعتاب

    -مراتي مش مجنونةبنتي عند أحسن من الكل وأرحم وأحن عليها من اي حد تاني

    هي ولدت عادي ودا مش معناه أنها عندها مرض بيموت الأطفال

    كادت أن تتحدث ولكنه قاطعها قائلاً بحدة

    -لو سمحتِ مش عاوز اي كلمة تاني

    ثم أشار لـ زين قائلاً بحدة وصرامة

    لما تشيل بنت أخوك متطلبش من قمر أنها تشلها لأي سبب من الأسباب

    عن أذنكم

    نظرت "قمر" وتحدثت ببكاء مرير

    -والله ياحسام ماكان في نيتي حاجه ابداً

    احتضن وجهها بين كفه قائلاً بحزن

    -عارف ياقمري متزعليش حقك عليا


    علم زين ماحدث غضب من زوجة أخيه وطلب منها الاعتذار لها

    مراليوم عليها في ملل وضيق تتذكر حديث زوجة تيّم وتبكي

    ظلت تبكي حتى ذهبت في سبات عميق

    اعتصر قلب "حسام" عليها

    قضى معظم الوقت معها حتى عصر اليوم التالي

    كالعاده تتجمع العائلة وتتجنب قمر هذا التجمع

    صعدت إليها "عصمت " كي تأخذها إلى شقة الجدة

    ولكنها رفضت ظلت تتحدث معها كثيرًا وتتوسل لها ولكنها إصرارها كان أكبر طلبت منها أن تتركها كي تعود لنومها الذي كان انيس وحشتها ووحدتها خلال هذه الفترة القاسيه

    مر الليل على الجميع كالعاده بين الضحك والمزاح

    غدا ليلة زفافها لم يعد يتحمل بُعدها الشديد

    كلما يتحدث معهاتهرب من أمامه

    خلال ساعات سوف يعقد قرانه عليها

    الصبر يا سلمان تحلى بالصبر حتى لايفتضح أمرك أمام الجميع

    ولكن لم يستطع التحمل أكثر رقبها جيدًا وهي تذهب إلى المطبخ ذهب خلفها وقال بخفوت وهو يقترب منها

    -الجميل بيعمل إيه ؟


    بيحمل قهوة لاخوهاياخفيف تعملك معاها ؟


    كانت هذه عبارة حازم شقيقها الوقف خلف البراد وتحدث ما أن سمع حديث الأخير


    عاد "سلمان" من حيث أتى وكأنه لم من قبل

    بينما هي دوت ضحكاتها ما أن رأت سلمان يعود بطريقة ساخرة


    وفِي مساء اليوم التالي وضعت "عصمت" اللمسات الأخيرة وهي تحلق في السماء

    وأخيراً لمست النجوم بيدها بعد مرور ساعتان تم عقد القران في نطاق العائلة فقط

    اكتفى سلمان بعقد القران حفاظاً على مشاعر شقيقته

    جلست قمر وسط العائلة بعد إصرار كبير من الجميع

    تلاشت النظر عن تلك الصغيرة كي لا تؤذيها بنظراتها كما تظن

    مراليوم بصعوبة بالغه على قمر وأخيرا انتهى اليوم

    وذهب العروسان إلى شقتهما

    حملها ودخل بها غرفتهما وضعها على الفراش براحه شديدة وراح يقول بسعاده

    -عصمت

    ردت بخفوت قائلة

    -نعم يا روح عصمت

    -يالهوووي قلتِ إيه ؟


    تعالت ضحكاتها وراحت تقول بغنج بالغ قائلة

    -نعم يا روح عصمت

    -يعني أنا وأنتِ وماحدش هايقرفنا

    -تؤتؤ ههههه


    أقترب منها بشدة ليطبع أولى قبلاته على شفتيها ولكنها قاطعته بتوسل قائلة بفضول

    -لألالالا عشان خاطري باسولي عاوزة أعرف بابا كان كاتب إيه في الظرف بتاعك وحياتي وحياتي


    تنهد بعمق وهو يمنع نفسه بصعوبه بالغه نهض من على الفراش متجه نحو "الدولاب " قائلاً بنفاذ صبر

    -عارف أنا شغل البنات دا

    فتح الظرف وقال بصوتٍ مرتفع

    -سلمان يا ابني أوعى تخلي عصمت تروح من ايدك وصيتك هي إن عصمت تكون في قلبك قبل عينك

    سألته بجدية

    -هي دي الوصيه ؟

    أجابها وهو يضع الوصيه أمامها قائلاً بصدق

    -هي دي والله وكان عاوزني افتح يوم جوازنا دا ال فمهته. من زين وطلب مني إن اصبر عليكِ مهما حصل

    إبتسمت وراحت تقول بشوق غامر

    -حبيبي يا بابا كان نفسي يكون جنبي وفِي حضني


    اقترب منها سلمان وجلس أمامها مرة أخرى

    كفف لها دموعها بكفه قائلاًبحنو وحب

    -وليه الدموع دلوقتِ مش أنا جنبك أهو

    -كان أكون في حضنه دلوقتِ


    قاطعها بوقاحه قائلا

    -ياختي تعالي حضني أنا والحي ابقى من الميت


    نكزته في صدره مسك يدها وطبع عليها قبلاته عديدة

    حتى بادلته ذات القبلات الحارة والعنيفة بعض الشئ

    مر الليل وهم في عالم العشق والسعاده


    الليل طويل جداً على قمر كانت تسمع صراخ الصغيرة وهي جالسة في شرفة الردهه

    حاولت كثيرًا أن تتجاهل هذا الأمر ولكن كان الأمر غايه في الصعوبة

    بينما خرج زين إلى الشرفة وهو يحمل الصغيرة بين يده

    محاول تهدئتها

    لم تستطع التحمل أكثر من ذلك سألته بصوت عالِ نسبيًا قائلة

    -مالها يازين

    -مش عارف بس شكلها كدا عندها مغص والبيه والهانم عامليني البيبي ستر بتاعتها ومش عارف أعمل إيه عن إذنك هدخل اشوف اللبن


    ابتسمت له ودخلت مرة أخرى إلى الشرفة

    محاولة الهروب إلى عالم الأحلام

    ولكنها فشلت مدت يدها ورفعت الهاتف على أذنها طالبه من "الصيدلية " دواء لتلك الصغيرة انتظرت حتى جاءئها الدواء

    هبطت الدرج متجه حيث شقته وقفت أمامه مترددة في الدخول بينما هو رفع وجهه قائلاً بسعادة


    تعالي ياقمر إيه يابنتي ماحدش بيشوفك زي الأول وعلى طول نايمه يعني ؟


    دخلت وهي تفرك أناملها في بعضهما البعض جلست وتحدثت معه بجدية

    -دا مسكن عشان سيسيليا طلبته من الصيدلية عشانها


    إبتسم له وقال بامتنان

    -شكرًا ياقمر تعبتك معايا

    -ولايهمك


    صمت لبرهة ثم وقف وقال بهدوء

    -إيه رايك لو تديها أنتِ أصلاً دي زنانه ومش راضية تسكت معايا


    وقفت من فوق المقعد وتحدثت بتلعثم قائلة بعتذار

    -لأ معلش مش قادرة أنا أنا مش عاوزة أذيها أنا بموت الأطفال

    -مين قال كدا

    -أنا عارفة نفسي وكمان كمان كفاية ال حصل المرة ال فاتت


    ششششش يالا يا "سلي " روحي مامي قمر على ماعمل فنجان قهوة حلو زيك


    اردف "زين" عبارته وهو يضع الصغير بين يدها


    لم تستطع المقاومة جلست وغنت لها كما كانت تحلم أن تفعل هذا مع صغيرتها


    انتفضت ما أن سمعت صوت زوجة تيّم تتحدث معها

    -قمر وأخيرا شفتك

    وقفت بعد أن وضعت الصغيرة بهدوء قائلة بعتذار

    -أنا آسفه بس بس كانت تعبانه

    ثم تابعت حديثها بقسم قائلة

    -بس والله والله ماكنت عاوزة اشيلها زين ال كان مصمم أنا آسفه


    هتف "تيّم "بصوتٍ مرتفع قائلاً بحدة

    -قمرررر كفاية اعتذار ملوش لازمه


    احتضنتها زوجه تيّم قائلة بعتذار

    -لو في حد لازم يعتذر يبقى أنا ياقمر بجد آسفه وكلمة أسفه قليلة عليكِ


    اكتفت قمر بالابتسامة


    حملت زوجة تيّم صغيرتها ثم وضعتها بين راحه يد قمر قائلة بمزاح

    -عقاب ليكِ مش ليا إن تاخدي سيسليا النهاردة


    سألتها بسعاده

    -عندي أنا ؟


    أجابتها بصدق

    -طبعًا بس تبقي عيلة لو رجعت قبل الفجر

    -متخافيش مش هترجع غير الصبح


    إبتسم تيّم وقال بسعادة

    -اخيرا هنام في السرير براحتي

    ثم أضاف بجدية مصطنعه قائلا

    -خُديها بسرعة قبل ماتصحى دي زنانه


    صعدت قمر بسرعة شديدة وهي تحمل الصغيرة

    بينما كففت زوجة تيّم دموعها ندما على مافعلته بقمر وراحت تقول

    -ربنا يكون في عونها دا سيسليا وحشتني وهي لسه معايا ومش قادرة اقولها هاتيها أحسن تفهمني غلط

    -جبر الخواطر عند ربنا كبير قوي يا "لانا " وال حصل منك النهاردة يمكن خلى قمر تنسى نفسها أصلاً ربنا يعوض عليها

    -يارب


    مرت اليوم كالعاده ولكنه مختلف تماما في شقة قمر

    كانت لاتتحرك من مكانها حتى لاتغفل عن الصغيرة

    ولكن كما يقولون "النوم سلطان" غلبها النعاس

    دلف "حسام" وحمل الصغيرة التي كانت تتداعب خصلات قمر المتمردة على وجهها

    لم تتجاوز تلك الصغيرة عامها الأول

    إبتسم لها وتمنى أن تكون صغيرته هو ولكن الله يفعل مايشاء

    حملها وخرج بها وجلس في ردهة الصالون

    جلس بها على الأريكه

    كانت الصغيرة تتداعب أزرار منامته تارة ولحيته الخفيفة تارك

    إبتسم لها وقال بحزن عميق

    -أنتِ حلوة قوي تفتكري لو شمس كانت عايشة كانت هاتبقى حلوة كدا ؟

    تفتكري قمر ممكن تخلف تاني ؟

    اصعب حاجه ومش قادر اقولها إن عمرها ماهتكون أم

    حلمها كل يوم بيكبر وأنا يدمر من جويا بنتي راحت وحبيبتي

    حصل ا

    قاطعته بصراخها قائلة ببكاء

    -إيه ال حصل ياحسام عشان كدا عمري ماهاكون أم رد عليا إيه ال حصل


    وقف من فوق الأريكه وقال بهدوء

    -بس ياقمر بس ياقلبي دا دا

    -رد عليا إيه ال مش هايخليني أم ؟


    تنهد وقال بحزن

    -جالك انفجار في الرحم والدكتور قال حمل قبل مدة كفاية بعد آخر ولادة يبقى غلط عليكِ


    سألته بتوجس قائلة

    -والمدة دي قد إيه ؟


    أجابها بحزن

    -سنتين لخمس سنين والأفضل إن نفضل خمس سنين

    لم تعد تحتمل ما يحدث لها

    صاحت بصوت عالِ سقطت على الأرض ودموعها منسدلة على وجنتها

    بينما هو احتضنها بقوة ليزيل همها كما المعتاد

    مرت الأيام عليها في حزن شديد وكأن الحزن قتلها قبل الاوان

    سافر سلمان ليقضي يومين في مدينه الاسكندريه

    مع زوجته

    كانت تشعر بالسعادة وهي تسير برفقته

    ظلت تتحدث كثيرا حتى أوقفها وتحدث بجديه مصطنعة

    -اسكتِ يابت دماغي هتتفرتك منك ارحمي أمي شويه لو ك لوك لوك ايييه ماعندكيش

    واحد متجوز وعايز يعيش شويه مع مراته


    لوت شفتيها بتذمر مردفه بغضب بطفولي

    والله لسه فاكر على العموم شكرًا مش هتكلم تاني بس خليك فاكر إني أنا اصلا مبحبش الرغي وبعدين أنا وإنت لوحدنا والبحر قدمنا يعني الجو دا مبيفكرش باغاني رومانسيه وهيييح

    وقف امامها وتحدث بحنو وحب

    ازاي يعني انسى الاغاني والهيييح


    حملها ثم تحدث مازحا

    وكما قال الشاعر أيوة ياواد ياولعه خدها ونزل الترعه

    اااااااااه يخربيت رومانسيتك مش عايزها


    وبعد مرور يومين العسل كما أطلق عليهم سلمان وعلم ماحدث لشقيقته التي تبدل حالها كثيرًا أصبحت شارده شاحبة الوجه في عالم آخر

    عاد الجميع لعمله الوقت يمر وقمر تتأقلم على حياتها الجديدة اعتادت على هذا أصبحت تعشق الوحدة والعزلة أكثر من التجمع الأسرى الذي كانت تعشق


    وبعد مرور شهر علمت عصمت أنها قريبا سوف تنجب لزوجها وحبيبها نسخة منه

    فرحت قمر لهذا الخبر بَارَكْت لهما وعادت لشقتها

    ولكنه أوقفها "زين" وهو يقف على باب شقة الجدة قائلاً


    خُدي ياقمر

    -إيه دا يازين

    -حته من كسوة الكعبة اتوضي وصلي ركعتين لله وادعي ربنا

    -جبتها منين ؟

    -صاحبي طيار وطلبتها منه لأني مش هاكون معاكم العيد دا

    اسمعي يوم وقفة عرفة أوعي تخليها تضيع من ايدكِ كدا على الفاضي

    -اعمل إيه ؟

    -اليوم بكل ايّام السنه ادعي على قد ماتقدري وربنا يحقق أحلامك هاسيبك بقى عشان اتاخرت


    تناولتها منه وعلى ثغرها إبتسامة خفيفه وراحت تقول بحزن

    -هاعمل ال قلت عليه يمكن ربنا يسمع مني

    ثم اضافت متسائلة

    -تفتكر هايسمع مني ؟

    -طبعًا هايسمع ربك مجيب الدعاء وقادر على كل شئ أنتِ بس قولي يارب

    -يارب


    صعدت قمر إلى شقتها بعد أن علمت أن "زين والجدة وصبا " مسافرين إلى السعودية كي يودون فرضية الحج

    كما تمنت صبا بعد ما حلمت بها في منامها

    مرالأيام سريعًا وقمر تأخذ دوائها باستمرار كي تمنع ماتطوق له شوقا كلما أخذت قرصا بكت حتى تشعر بألم في قلبها ويغلبهاالنعاس

    مرت الشهور وعصمت تتابع حملها دائما كانت تخشى أن يحدث لها ماحدث لقمر ولكنها لاتعلم أن ماحدث لقمر

    شئ خارج عن إدارتها وإن الله إذا أراد أن يقول لشئ كن فيكون

    أتى إلى الدنيا مولدها الأول سليم معافى سمته قمر كما طلب منها سلمان "حسام"

    وعندما اعترض حسام رفض الجميع اعترضه وطلبت منه قمر أن هذا الصغير يُعد صغيرها وأن من يجب تسميته هي وعلى الجميع الموافقه دون نقاش

    وبعد مرور عام كامل اليوم يعد أهم يوم في حياة قمر اليوم عيد ميلاد حسام الصغير تغيرت حياتها نوعا ما بعد قدوم ذاك الصغير

    ولكنها مازلت تشعر بالضيق عند رحيله من شقته

    كانت عصمت تتحدث مع قمر بعفوية شديد تشكو لها حالها منذ قدوم ذاك الصغير قائلة

    -والله دا أنتِ مرتاحة دا من ساعه الباشا دا ما شرف وأنا وسلمان مش عارفين نخرج ولاحتى نقعد مع بعض ولا الشقة ولا هدومه دا كوم تاني خاااالص


    ترددت الأبتسامة على شفتيها

    تنحنحت وقالت بمرارة

    -دلوقتِ بس عرفت يعني وجع دلوقتِ بس عرفت يعني إيه تحس أنك ملكش لازمه في الدنيا دي من أطفال

    شقتك المهبدله ال أنتِ زعلانه عليها وهدوم ابنك ال هاتتجنني عشان لسه لبساها واتبهدلت

    كان نفسي اعيشها


    احتضنتها وقالت بحزن

    -أنا أسفه ياقمر والله ما قصدي أنا مش عارفة طلعت ازاي اصلا


    قاطعها حسام وهو يحتضن قمر قائلاً بسعادة مزيفة يخفي خلفها حزنه الشديد

    -أنا شخصيا مش مستعجل على عيال ومش عاوز أساسًا

    كدا أفضل كتير بخرج وبندخل وبنسافر ولا حد يقول عيل تعب ولاحتى بيزن


    ابتسمت له بطرف فمها وراحت تقول بقهر

    -حسام اخوكِ لو كدب على الدنيا كلها بيجي عندي ومابيعرفش كفايه كذب ياحسام إنت بتحلم تبقى انهاردة قبل بكرا اتجوز وال تجلبك الطفل ال نفسك في


    طبع قبلة على راسها وقال بصدق

    -لو مش منك يبقى هافضل طول منتظر كرم ربنا وبطلي الكلام

    الأهبل دا


    خرج بها إلى ردهه الشقة بينما وقف سلمان يعاتب عصمت قائلاً

    -رفقا بقلوب تطوق شوقا للأطفال

    -والله العظيم ماقصد ياسلمان بجد أسفه

    -خلاص ياعصمت خلاص حصل خير ياريت نقفل الموضوع دا وتجيبي ابنك عشان نطفئ الشمع

    وقفت قمر وهي تحمل الصغير وتغني له تهاجمها ذكرياتها المؤلمه تتذكر عندم فقدت جنينها تذكرت عندما فقدت ابنتها شمس

    لم تعد تتحمل حاولت الوقوف ولكن لم تعد تحملها قدمها كادت تسقط ولكن لحق بها سلمان

    حملها بمساعدة حسام وضعها على السرير

    مر الوقت وجاء إليها الطبيب

    دلف الحجرة وبعد مرور أكثر من خمسة عشر دقيقة

    خرج من الغرفة

    سأله حسام قائلاً بتوجس

    -خير يادكتور

    أجابه بجدية وعمليه

    -مالكم يادكتور حسام مانت عارف إن دا طبيعي يحصل في أول تلت شهور


    سأله سلمان بعدم فهم

    -هو إيه دا ؟


    أجابه الطبيب

    -الوحم، مدام قمر حامل تقريبا في شهرين


    سأله حسام بجدية

    -إنت متأكد ؟


    -دا شغلي يادكتور وعلى العموم تقدر تتأكد من كلامي اتفضل على اقرب مستشفى


    تركه حسام وذهب إلى قمر قائلاً بغضب

    -ماكنتيش بتاخدي العلاج صح ؟؟؟


    -لأ كنت باخده بس زهقت وتعبت قلت أبطل مرة واحدة يمكن ربنا يسمع مني وأجيب أطفال

    -والرحم ال تعبان ومش مستحمل حاجه نعمل إيه معاه

    -لأ على فكرة أنا بقالي سنتين باخده ومش قادرة تعبت تعبت


    ال في بطنك دا هاينزل فاهمة مش متنازل عنك فاهمه مش متنازل


    قاطعه سلمان قائلا بجدية

    -اهدى بس وصلي على النبي إحنا نروح للدكتورة وهي ال تحدد


    بعد محاولات كثيرة وافق حسام الذهاب إلى الطبيبة

    المختصة كانت قمر تنتظر كلمة الطبيبة وكأنها تنتظر كلمة القاضي في أهم قضيه في حياتها

    إبتسمت الطبيبة وقالت بهدوء

    -مبروك الحمل ماشي طبيعي جدًا والحمدلله


    سألها حسام قائلاً بجدية

    -بس الدكتور قال أنها على الأقل خمس سنين


    أجابته بجدية وعملية

    -خمس سنين دا حد أقصى بندي للجسم عشان يكون استعاد نشاطه بشكل كامل بس أنا شايفه إن مراتك بِسْم الله ماشاءالله كل حاجه عندها تمام سبها تستمتع بحملها وياريت تبعدها عن الضغط والعصبية لأن دا مش حلو ليها خاااالص

    إبتسمت قمر له بانتصار كادت تحلق في السماء من شدة فرحها وكأن الله يقول لها أنه استجاب لدعائها

    مازال الخوف يسيطر على حسام بشكل غير عادي

    مما جعل قمر تغضب وتثور من تحكماته الزائدة لها

    تريد أن تستمتع بحملها الذي كانت تحلم به دائما ولكن يعترض دائما حتى جائه موعد ولادتها

    كانت حالتها متعسرة كاد يحترق ويحرق من حول

    الجميع على قدما وساق

    وهاهي تخرج للدنيا ابنته وضعتها الممرضه بين راحة يده قائلة بسعاده

    -مبروك بنوته زي القمر

    سأله بتوتر

    -ومامتها

    اجابته بجدية

    -حالا هاتخرج عن اذن حضرتك

    طبع قبلة على جبينها وقال بشوق غامر

    -حمد لله على السلامة يامطلعة عين أمي من تسع شهور

    قهقه الجميع على حديث حسام

    بينما سلمان جعله حديث الساعه قام بحملها وتقبليها

    طلب منه ابنه الذي تجاوز العامين أن يقبلها ولكن رفض حسام وبشدة

    قائلاً بجدية مصطنعه

    -ولد عيب دي ممنوع الاقتراب أو التصوير دي بنتي فاهم يعني إيه بنتي


    قهقهت الجدة على حديث حفيدها قائلة بمزاح

    -عشت وشيلت ولاد ولادي

    ثم تابعت حديثها بجدية

    -سيبه ياحسام يبوسها يمكن تطلع نصيبه


    قاطعها "سلمان " بسخرية قائلا

    -لأ ياتيتا لوسمحتِ أنا ابني مش هايبص لبنت حسام


    سألته عصمت بغيظ شديد قائلة

    -ليه بقى إن شاء الله هي بنت اخويا وحشة


    أجابها بنبرة ساخرة

    -لأ ياخفيفه عشان حسام هايفقع عين ابنك

    ثم أضاف لحديثه بغيظ قائلاً

    -ساعتها بقى ياخفيفه ابقى اتحمقي على ابنك الحمقة دي مش بنت أخوكِ


    سألته الجدة بفضول قائلة

    -هتسميها إيه يا حسام


    أجابها وهويشير قائلاً بجدية

    -الكبير هو ال هايسمي


    رفع يده على صدره قائلا بسعاده

    -عشت الله يخليك ياحسام

    قاطعه حسام قائلاً بسخرية

    -مش ياخفيف أناقصدي زين


    نظر سلمان إلى خسام وقال من بين أسنانه قائلاً

    -تصدق إن إنت طلعت واد واطي


    كاد أن يتحدث ولكن منعه زين وهو يقول بصوت أجش

    -وبعدين بقى مش هاتكبروا ابداً عيال اتجوزتوا وخلفتوا وبردو عيال !!!

    سأله حسام بفضول

    -هاتسميها إيه ياكبير ؟


    كز على أسنانه مفكرًا بثواني وراح يقول بجدية


    -زمُردة

    -إيه رايكم ؟

    أجابه بنبرة ساخرة

    -سميها شهرزاد ياض

    -وإنت يازين تتجوز وتخلف وتسمي شهرارير وندلعوا ونقول شهر أغسطس

    إحنا ممكن نسميها شجرة الدر ويوم ماندلعها

    نضربها بالقباب

    جلس الجميع بغرفة قمر بعد أن وافق حسام على إسم ابنته عرضه على قمر ونال إعجابها

    مراليوم عليهم بين ضحك ومزاح وسخرية سلمان

    الذي كان سبباً في تفرقت العائلة والآن هو سبب تجمعهم مرة أخرى

    بينما زين عاد لحياته غمر نفسه بين أعماله في المكتب وأهالي المنطقة طلبت منه الجدة كثيرًا أن يتزوج ولكنه رفض كان دائما السند الحقيقي لشقيقته يقف معها في وقت الشدة وتقف معه وقت الحاجه

    عادت العائله تتجمع في المناسبات نظرًا لضيق الوقت والحياة اليوميه


    لم تكن دائما النهاية سعيدة الجميع يعشق

    والقليل منا يجد من يبادله هذا العشق

    إذا كُنت تعشق ولن تجد من يبادلك ذات العشق

    أعلم أنك تذوق

    العشق المُر


    النهــــــــاية ❤️❤️

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال