*********************
أغلقت "قمر" التلفاز وهي تتحدث بعدم تصديق
وهي تنظر إلى "صبا" قائلة
-مش ممكن بقى زين يطلع منه كل دا ؟
قاطعتها صبا بغضب شديد
وهي تقف من فوق الأريكه
-قمر خلي بالك من كلامك زين أخويا لايمكن يعمل ال هي قالت عليه دا
وقفت. "قمر" أمامها وهي تعقد يدها أمام صدرها
وتحدثت وعلى ثغرها إبتسامه خبيثه قائلة بحزن مصطنع
-الله مالك ياصبا هو أنا قلت حاجه ماعندك أهي هي ال بتقول وكمان شفتِ بعينك الرساله على الواتساب
كادت أن تتحدث ولكن قاطعتها الجدة وهي تحاول الوقوف من المقعد
قائلة بحدة
-قمررر أظن كفايه كدا وتعالي ساعديني علشان البس
-على فين ياتيتا؟
-هانروح مشوار كدا هاقولك عليه في السكه
-حاضر اتفضلي
بعد مرور ساعه وفِي سيارة "قمر"
-ممكن أفهم حضرتك عايزة تروحي عند ال اسمها جميله دي ليه ؟
-بعدين هاتعرفي
سألتها بغيظ مكتوم
-تيتا هو حضرتك مش ملاحظة إن كل ما أسال حضرتك تقولي بعدين هاتعرفي
جبت عنوانها وعملت فيها المفتش كرمبوا ودلوقتِ رايحه مع حضرتك وبردو بتقولي بعدين هاتعرفي
بعدين دا جاي إمتى ؟
تنهدت الجدة وهي تسبح في المسبحة الخاصة بها وراحت تقول بنفاذ صبر
-قربنا نوصل ولا لسه ؟
-قربنا ياتيتا بس المنطقه شعبيه جدًا وشكلها مقرف قووووي
ظهر شبح إبتسامه تغزو قسمات وجهها المجعد تنهدت وهي تتذكر الماضي تراجعت برأسها على ظهر المقعد
قائلة بنبرة حانيه
-ياريت فضلنا زيهم ياقمر زمان كنّا في منطقه زي ال أنتِ قرفانه منها ولما جدك ربنا وسع عليه أخد البيت ال إحنا قاعدين في دلوقتِ ومن يومها والحال بقى غير الحال أنتِ نفسك سيبتي المال والفيلا عشان مش لاقيه الأمان فيهم
-ايوة ياتيتا بس المنطقه دي صعبه دا المكان ال إحنا قاعدين في يعتبر بالنسبه لها كمبوند !!!
-ههههههه الله يسعدك ياقمر ضحكتيني وأنا زعلانة
صفت سيارتها وهي تتحدث بنبرة حائرة قائلة
-طب الشارع ال هي ساكنه في مش هاتدخل في العربيه والمكان بعيد هانعمل إيه بقى
ترجلت الجدة وهي تتحدث بمزاح قائلة
-ال يسأل ماتهوش تعال يا بنت البشوات
-هههههه طب يالا ياتيتا
ساعدتها في ركوب سيارة صغيرة لتصل إلى منزل "جميله" التي ما أن سألت عنها أرشدها الصغير والكبير عن منزلها
وبعد مرور خمس دقائق وصلت الجدة منزل "جميله"
صعدت الدرج بخطوات متثاقله
كانت تأخذ قسطًا من الراحه بين الدرجه والأخرى
حتى وصلت إلى باب شقتها
قرعت "قمر " الناقوس ثُم طرقت بخفه على باب الشقه
فتح لها شاب وسيم يبلغ من العمر ثلاثون عامًا
يتمتع بجسد رياضي عضلات صدره بارزه من قميصه الأبيض
غزت قسمات وجهه البشوش ابتسامه خفيفه
وهو يقول بصوتٍ خفيض
-مين حضرتك
بادلته "قمر" ذات الإبتسامه الخفيفه وهي تقول بصوتٍ رقيق
-أنا قمر النشار ودي تيتا وكنا عاوزين الاستاذة جميله الشرقاوي
هز راْسه بأسف قائلاً
-للآسف مش موجودة
-طب هي هاترجع إمتى يا ابني ؟
-مش عارف بصراحه جميله ملهاش مواعيد محددة اتفضلي حضرتك وأنا هاكلمها حالاً
-ماشي
كادت أن تتدخل ولكن أوقفتها قمر وهي تتحدث بهمس
-تيتا حضرتك رايحه فين أنتِ عاوزة تتدخلي المكان دا ؟!!
-تعالي ياقمر
كظمت "قمر " غيظها الشديد مما تفعله جدتها
ولكن ماذا تفعل يجب عليها أن تدخل حتى تأتي تلك الأميرة كما لقبتها قمر
جلست الجدة على الأريكه بعد أن ساعدها ذلك الوسيم
سألها بمزاح قائلاً
-أنا عارف أن الدنيا كانت صيام بس اكيد في مكان صغير لـ فنجان قهوة
قاطعته "قمر" بفزع قائلة بحدة
-لأ لأ مستحيل تيتا تعبانه ومش هاتشرب قهوة
نكزتها الجدة بجزعها قائلة بصوتٍ خفيض
-عيب كدا
-يعني أنتِ عاوزة تشربي قهوة دا مستحيل أنتِ عارفه شكل الحاجه إيه ولا حتى المياه ؟
قاطعها وهو يبتسم لها قائلاً بجديه
-متخافيش يا أنسه قمر المياه هاتكون معدنيه والقهوة هاتكون في فنجان جديد ماحدش لمسه ولو حضرتك مش حابه يبقى أجبلك عصير في ازازة مقفوله وافتحيها بنفسك
-أوك هات لـ تيتا عصير لو مصمم وأنا مش عايزة حاجه
-روح يا ابني أعمل القهوة وسيبك منها دي فرفورة
-حقها ياست الكل بس عايز أقولك يا أنسه إن إحنا ولاد تسعه عن إذنكم
ذهب ليعد لها القهوة
بينما هي جاءت وهي تعقد يدها أمام صدرها قائلة بحده
-إنتوا مين ؟
ابتسم الجدة وراحت تقول بجديه
-أنتِ شكلك والدة جميله مش كدا ؟
-ايوة أما إنتوا بقى مين ؟
-أنا حرم الحاج عصمت النشار وزين النشار يبقى حفيدي
لم تصدق الأم ما قالته تلك العجوز هي جدته
تلك المرأه البريئه حفيدها يكون ذاك الوغد الوحش المفترس
احتقن الدماء بعروقها وهي تقول بغيظ شديد
-أنتِ بقى ست الأستاذ ال بيهدد بنتي بالضرب والبهدلة وكمان كان السبب في طردها وقريب هايبقى السبب في حبسها
اغتاظت قمر من رد فعل تلك المرأه اللعينة سليطة اللسان
وقفت وهي تمسك بيد جدتها قائلة بحده
-هو في ياست أنتِ أنتِ مش عارفه أنتِ بتكلمي مين ولا أحنا ولاد مين ؟!!
-لأ ماعرفش ياعسل
-اسمي قمر مش عسل
-بس ياقمر عيب كده
-إنتوا ناس تعرف العيب إنتوا إيه ال جابكم هنا ياعالم عايزة تدوس على الخلق بجزمتهم
عاد ذلك الوسيم وهو يحمل القهوة بين راحه يده
وضعها على المنضدة وتحدث بجديه قائلاً
-في إيه بس ياجماعه
تحاملت الجدة على نفسها
وتحدثت بحزن عميق قائلة
-مافيش يا ابني بس أنا كُنت جايه أعتذر لـ جميله عن ال عمله حفيدي ارجوك بلغها اعتذاري وياريت تبلغها إن زين هايسحب القضيه
-طب اصبري لحد لما جميله تيجي كده ماينفعش
-دول مين ال هايستنى دول يتفضلوا من غير مطرود ومش عايزين نشوف وشكم تاني
وبعد مشاجرة بين "قمر" ووالدة جميله ذهبت قمر وهي تحمل بداخلها غيظ وغل من تلك الحمقاء التي حاولت ضربها ولكن نجت بمساعدة ذلك الوسيم
عادت إلى المنزل وهي تحمل حزن بداخلها بسبب مافعله حفيدها جعلها تقع في موقف لاتحسد عليه
أخبرت "قمر" "حسام" بما حدث منذو خروجها حتى عادت إلى المنزل مرة أخرى
ثار "حسام "على "قمر" التي خرجت دون أنت تخبره
فرغ غضبه الشديد فيها هي حتى لايتحدث مع جدته بغضب
تجنب "حسام" "قمر" كعقابٍ لها
كانت تسأله وهو لايجيب ...!!!!
********************
( في منزل عثمان الحديدي)
جلس على رأس المائد يسرد لأخيه كل ما حدث بينه وبين والدها
هز رأسه بتعجب وهو يحرك لعبه(الشطرنج )
-أنا مش قادر أصدق إن ال بتتكلم عنه دا يبقى أبوها بجد حاجه صعبه قوووي
-الفلوس بتعمل كتير يا زياد في ناس ممكن تبيع عيالها عشان الفلوس
-ايوة بس دا مش محتاج عشان يعمل كدا ؟!!!
-في مثل بيقولك البحر بيحب الزيادة فهمت يا زياد
-فهمت يالا بينا نحضر السحور
****************
(في منزل جميله الشرقاوي )
في عصر اليوم التالي
عادت جميله وهي لاترى أمامها ألقت عليهم السلام
ثم دخلت غرفتها
ألقت بجسدها على السرير كادت أن تغمض عيناها
ولكن دخلت والدتها لتفجر قنبلتها في وجه جميله
ظلت تسرد لها ماحدث
اغتاظت "جميله " من ردة. فعل والدتها
صاحت بوجهها قائلة بحده
-ازاي بس كدا يا ماما ناس جت لك لحد الباب خلاص
دا أنتِ قلتِ على مثل زمان (من غلط في حقك وجه لعندك جاب العيب عليك )
راح فين كلامك
-خلاص بقى يا جميله فكك دول ناس مابتحبش الناس ال زينا دا أنتِ لو شفتِ الباردة ال اسمها قمر كُنتِ ولعتي فيها
قاطعتها بعتاب وهي ترتدي حذائها مرة أخرى
-مش عايزة أولع عشان ارتاح وبعدين عيب نبقى في شهر كريم ونزعل من بعض ليه بس عن إذنك
سألتها بتعحب
-رايحه فين يا جميله ؟
-هاروح أعتذر للناس ال تبهدلت في بيتنا دا سلام
-أرجعي يابت فاضل ساعه على المغرب اصبري إما تأذن
اكملت حديثها وهي تتجه نحو باب المنزل قائلة
-هارجع قبل الفطار سلام
مدت يدها لتخرج هاتفها من جيب سروالها
تراقصت أناملها على أزرار هاتفها المحمول وكأنها رقاصه باليه محترفه
وضعت الهاتف على أذنها في إنتظار الرد
ما هي إلا ثوانٍ وردت عليها زميلتها في العمل طلبت منها عنوان زين النشار في منزله القديم
أرسلته لها في رساله نصيه
استقلت سيارة الأجرة متجه إلى منزله
كانت تنظر في ساعه معصمها بين الدقيقه والأخرى
مر أكثر من ثلاثون دقيقه
وقفت سيارة الأجرة أمام المنزل
ترجلت منه وهي تنظر بـ إعجاب شديد من تلك المنطقه التي تعد بالنسبه لها منطقه من أرقى المناطق
دلفت من الباب الحديدي دون اي تردد
صعدت سلالم الدرج بخفه وسرعه
وقفت أمام باب المنزل الذي يشوبه أبواب المنازل الفارهة
قرعت الناقوس ثم تراجعت خطوات بسيطه من أمام باب المنزل
فتح لها "حسام" وابتسم وقال
-اي خدمه يافندم
ابتسم له وقالت بهمس
-فندم انا ماحدش احترمني كدا قبل الظاهر إن الدنيا لسه بخير
ثم أضافت بصوتٍ مرتفع نسبيًا
-أنا جميله الشرقاوي وكُنت جايه وعايزة أتكلم مع كاريمان هانم
أشار إليها لتتدخل وتحدث مازحاً
-تصدقي أول مرة أعرف إن تيتا اسمها كاريمان
-ربنا يخليها لك
-امين يارب اتفضلي
اقتادها حيث غرفة الجدة دق الباب ودخل بعد أن أذنت له بالدخول ابتسمت بعد أن علمت بوجود جميله
أشارت بيدها قائلة
-تعالي ياجميله تعالي ياحبيبتي
-عن إذنكم أنا بقى
-حسام خلي صبا تقول لـ زين يجي
-لو سمحتِ يا كاريمان هانم أنا جاي أعتذر لحضرتك وامشي على طول أنا ماكنتش أعرف ال حصل غير من حاولي ساعه ويادوب الحق امشي عشان واريا شويه حاجات أرجوكِ اقبلي اعتذاري
ربتت على كتفها بحنو قائلة بجدية مصطنعه
-مش هاقبل إعتذار لأن واجب الإعتذار دا علينا إحنا يابنتي روح ياحسام وبلغ البنات يعملوا حساب جميله معانا على الفطار
أشارت بيدها قائلة بعتذار
-لأ معلش مش هاقدر لأن منتظريني على الفطار أنا آسفه
قاطعتها الجدة بحسم وحدة مصطنعه
-قلت روح ياحسام
اتجه "حسام" إلى المطبخ وقف على بابه وهو يضم يده أمام صدره قائلاً بجدية
-صبا روحي قولي لـ زين يكلم تيتا وإعملوا حساب ضيفه معانا على الفطار
سألته قمر بفضول
-مين دي يا حسام
أجابها بصوت أجش
-الأستاذة جميلة الشرقاوي جايه تعتذر لـ تيتا وياريت تتعلمي منها حاجه
لوت شفتيها بتذمر سارت نحوه بخطوات سريعه
وقفت أمامه وتحدثت بطفوليه قائلة
-خلاص بقى عشان خاطري
شاح بوجهه بعيدًا عنها ليكبح إبتسامته على طفولتها في إعتذارها
أعادت وجهه إليها قائلة بـ رجاء
-وحياتي عشان خاطري بلاش خصام وحياتي ومش هاعمل كدا تاني
سألها بجديه مصطنعه
-ولو عملتي
أجابته بـ دلال وهي تضع يدها على معصمه لتفك عقدته قائلة
-أبقى أعمل فيا ال أنت عاوزه بس كله إلا الخصام من امبارح مش عارفه أنام بسببك
ابتسم لها وقال بتحذير
-ماشي المرة الجايه
قاطعته بمزاح
-لا يمكن تنزل أبداً
دوت ضحكاتهم المكان لتكن هذه بداية صفحه جديدة خاليه من اي عتاب أو حزن
دخل معها وهي تقول له بجديه مصطنعه
-حضر لي السلطه عشان بتعملها حلو
جلس على المقعد وهو ينظر إلى الخضروات ثم نظر إليها قائلاً بمزاح
-لأ أنا بقول نتخاصم تاني أفضل
-هههههههههه طب يالا ياخويا
طرقت باب الغرفة ثم دلفت وجدته في سبات عميق وهو عاري الصدر نكزته بخفه قائلة بصوتٍ رقيق
-زين تيتا عاوزك حالاً
-ليه في إيه ؟
-تعال وأنت تعرف كل حاجه
مد يده ليرتدي قميصه ولكن تركه وهو يقول
-الجو حر وكدا كدا ماحدش بره
طرق باب الغرفه ثم دخل بعد أن أذنت له بالدخول
قال بجديه
-تيتا حضرت
بترت حديثه بصراختها التي دوت ارجاء الغرفه
فزعت الجدة من صوتها وسألتها بفزع
-زين جره له حاجه ؟
أجابتها وهي تضع يدها على عيناها قائلة بغضب
-لأ بس جاي من غير قميص
اشارت الجدة لحفيدها قائلة بعتاب
-امشي استر نفسك أنت مش عارف إن جميله هنا ؟
-لأ ماعرفش ولو أعرف ماكنتش جيت أصلاً
-تصدق إن أنا غلطانه عشان جيت وعبرت واحد زيك
-ال زي ده هايحبسك بس أنتِ قولي إنشاالله
-أنا وأنت والزمان طويل وأبقى وريني هاتعمل إيه يازين
-قبل ماتتكلمي معايا تقولي زين باشا
-البشوات خلصوا من زمان كلنا متساون كأسنان المشط يا زين
-لاااا دا أنتِ واحدة قليلة الأدب وعاوزة تتربي
-ربي نفسك الأول قبل ماتفكر تربي غيرك
وضعت الجدة يدها على رأسها قائلة بغضب مصطنع
-بس بس كفايه زين البس حاجه وتعال وأنتِ ياجميله اقعدي
-بس ياتيتا
-قلت روح استر نفسك
-حاضر ياتيتا
تنهدت الجدة وهي تجلس مرة أخرى على الأريكه بمساعدة "جميله "
قبلت "جميله" يدها ورأسها قائلة بعتذار
-حقك عليا يا كاريمان هانم واللهِ ماما ماتقصد بس هي خايفه عليا
قهقهت الجدة على كلمه (كاريمان )
ربتت على يد "جميله" وتحدثت بمزاح
-الله يسامحك يا جميلة دا ماحدش من أحفادي يعرف اسمي من كتر ماهما بيقوله تيتا تيتا أنا نفسي نسيت اسمي ههههههه قولي لي يا تيتا أنتِ زيك زيهم ولا أنا مش قد المقام
-ياخبر هو أنا أطول طبعًا حضرتك فوق راسي بس اعذريني لأن أتاخرت والموصلات في الوقت دا بتكون صعبة شوية
-رايحي دماغك مافيش خروج من هنا قبل الفطار
كادت تكمل حديثها ولكن قاطعه صوته الخشن قائلاً بغيظ مكتوم
-اتفضلي يا تيتا الفطار جاهز
كاد يخرج من الغرفة ولكن أوقفته قائلة
-زين
استدار لها وقال بـ ابتسامة مزيفه
-نعم
-أنا بعتذر عن ال حصل وماما عملت كدا بس من خوفها عليا
قطب حاجبيه متسائلاً
-هو إيه ال حصل ؟
إجابته بجدية
-لأن تيتا راحت عندنا عشان
قاطعها بغضبٍ شديد قائلاً
-إيه تيتا أنا راحت عندكم إنتوا البيت وكمان مامتك طردتها إنتوا بتستهبلوا ؟!!
اغتاظت من تكبره وغضبه الشديد على ماحدث
-وبنستهبل ليه بقى إن شاء الله ؟
كاد أن يتحدث وأكن أوقفته الجدة قائلة بحسم
-زين بس بقى كفايه واجب الإعتذار دا علينا مش عليهم
وبعدين ازاي تبعت رساله ليها تهددها بالضرب ؟
-تيتا أنا مابعتش حاجه ودا أساسًا مش أسلوبي
وضعت هاتفها المحمول أمام عيناه قائلاً بغضب شديد
-اومال مين ال بعت دي هااااا ؟
نظر في هاتفها ليتذكر أين كان هاتفه في هذا الوقت
تذكر أن هاتفه تبدل مع هاتف "قمر" أو كانت تصطنع هذا عندما قالت له أنها تريد أن تتحدث معه وفِي لحظه استغلت إنشغله وبدلت الهاتف وأعادته بعد عشر دقائق
احتقن الدماء بعروقه وهو يضم قبضه يده ليكظم غيظه الشديد من تلك الحمقاء التي تفسد كل شئ يفعله
تنهد وراح يقول بجديه
-بصي أنا مابعتش حاجه ودا مش طبعي وبعدين هو أنا لو عايز أضربك هابعت رسالة ؟ ولا هانفذ على طول ؟
هتفت الجدة بصرامه
-زين أظن كفايه كدا بقى وعايزين نبدء صفحه جديدة أعتذر لها ويالا نفطر
-بس يا تيتا
-قلت اعتذر
كظم غيظه بين أسنانه وراح يقول بغضبٍ مكتوم
-متزعليش يا انسه جميلة
-وأنا قبلت اعتذارك وكمان بعتذر عن ال صدر من أمي
وبعد مرور دقائق تجمعت الأسرة على المائدة
جلس سلمان مقابلتها وزين بجانبهاوتحدث بجديه قائلاً
-تعرفي رغم إن زعلان من طريقتك في ال عملتي مع عصمت بس في نفس الوقت مبسوط عشان كسبنا الرأي العام
ابتسم له وقالت بعفوية
-ياسلمان دي شغلتي أنا صحيح شخص بيحب المخاطر والمجازفة ومانكرش إن كُنت ضد عصمت في البدايه لكن لما اتكلمت معاها عرفت قد إيه هي حد برئ وجدع
عشان كدا كُنت لازم أعتذر بطريقتي وهي إن الرأي العام يكون معاها مش ضدها
سألتها الجدة بصوتٍ رقيق
-أنت مش بتاكلي ليه ياجميله ؟ أنا صحيح مش بشوف بس بسمع حلو وأنا سامعه صوتك مش بياكل
أجابتها بخجل
-هو الأكل ماشاء الله كتير وشكله حلو قوي بس بصراحه مش عارفه أكل إيه
أشار "سلمان" قائلاً بجدية
-إيه رأيك تاكلي كوردون بلو أو لازنيا وفِي هنا بيكاتا بالمشروم تحفه
سألته بعفويه
-كل دا الحلو فين بقى الحادق ؟
ابتسم له "سلمان" وتحدث وهو يضع أمامهم قطعه من اللحم قائلاً
-دي هاتعجبك قوي
قطعت من قطعه صغيرة بيدها وتذوقتها
تغيرت قسمات وجهها بعدم رضا بلعتها رغمًا عنها ثم أشارت بيدها إلى طبق الحساء قائلة
-مش دي شوربه ؟
-اه دي شوربه
-خلاص هات دي واهو ال نعرفه أحسن من ال مانعرفوش
-ههههههههه ماشي يا ستي اتفضلي قولي لي ياجميله هو أنتِ درسه إيه ؟
ابتسمت له وقالت بنبرة حانيه
-ياااه موضوع طويل قوي
سألها حسام بفضول
-هو ينفع تحكي لينا ؟
أجابته بعفوية
-طبعًا أنا شخصيًا ببقى مبسوطة لما أقول لحد أنا بقت جميله الشرقاوي ازاي بص ياسيدي
إحنا ٣اخوات بنتين وولد أنا أكبرهم عندي ٣٠ سنه وزي ماأمي بتقول قطر الجواز فاتني بسبب مشاكلي المهم
ابويا الله يرحمه كان رئيس لجنه المصالحات يعني بالبلدي كدا كان كبير المكان وبيحل مشاكل الناس
كان مسمي بيته بيت الأمه وماما كانت بتقول على نفسها زوجه رجل مهم
قهقه الجميع على مزاحها ثم أكملت بجدية
-بابا كان على قد حاله وكان بيصرف مش هامه حساب بكره مات وانا قبل امتحانات ٣اعدادي بـ اسبوع
أمي قررت إنها تخليني أقعد عشان المصاريف طبعًا زعلت وعيطت وخربت الدنيا عشان أكمل وقلت لها إن أنا مش هاخليها تحط جنيه واحد في تعليمي
اشتغلت كل حاجه عشان اجمع حق المصاريف الدروس
كُنت ساعتها جسمي حاولي ٩٠كيلو وبعد الامتحانات بقت ٥٠كيلو كل دا مش مهم المهم إن أكمل تعليمي
وفعلاً كملت وجبت مجموع حلو جدًا وقررت أمي لتاني مرة إن ادخل ثانوي تجاري عشان اشتغل في مصنع ملابس جاهزة وبردو أعترضت ورأي مشي لتاني مرة وخيبات امالها ودخلت كليه إعلام وبقت صحفية
ومن يومها وأنا بشتغل وشايلة مسؤليه البيت والحمد لله اختي الصغيرة هاتتجوز على العيد وبعمل كل ال بابا كان بيعمله في المنقطة
عشان يفضل اسم البيت بيت ألامه
بس الاختلاف البسيط هو أنا ماما بقت بتقول
ام ست مهمه
دوت ضحكاتهم المكان على حديثها ماعدا "زين" الذي كان يحاول كظم غيظه بشتى الطرق من ابنة عمه وتلك الحمقاء
سألتها "قمر" بتعجب قائلة
-بس ال كان عندكم امبارح شكله من سنك مش أصغر منك
ابتسمت لها وقالت بمزاح
-قصدك على ميكو دا مش اخويا دا صاحبي
سألتها "صبا" بعدم فهم
-مش فاهمه صاحبك ازاي يعني وبعدين سوري يعني مش مكسوفه ؟!
أجابتها بجديه
-واتكسف ليه إذا كان هو بيجي بيتنا وتقريبًا عايش معانا ميكو دا دكتور جراحه ومن أفضل الدكاترة هو اسمه
مكرم الشربيني ومتربي معانا من زمان
اتسعت عيناه فرحًا قائلاً
-أنتِ تقصدي مكرم محمد أحمد الشربيني ولا حد غيره ؟
سألته بتعجب
-هو أنت تعرفوا
-طبعًا أعرفوا دا من أعز أصدقائي بس الظروف خلت كل واحد يروح في طريق وماعرفش رقم تليفونه ولا اي حاجه لي
قاطعتها الجدة قبل أن تكمل
حديثها وتحدثت بنفاذ صبر
-كفايه كلام ياولاد وخليها تشرب الشوربة هاتبرد !!!
ابتسمت لها وقالت بمزاح
-كُنت بحسب أنا بس ال بحب الرغي طلع في مني كتير
ثم مالت على الحساء لتتذوقه
كادت أن تتذوقها ولكن قاطعها صوت هاتفها المحمول
قامت بالرد عليه وهي تحرك الحساء دون أن تنظر إليه
-ميكو حبيبي عامل إيه ؟ والله يا ميكو عندي شغل لفوق راسي ماما قالت إنك كُنت عندنا امبارح ومشيت على طول بص هاقولك حاجه أنا هقابلك انهاردة بس هاروح الأول عند مخائيل وجبريل وبعدها هاطلع على الكينسة عشان الامبا بيشوي عايزني و
كادت أن تكمل حديثها ولكن قاطعها صراخ زين الذي سكبت عليه الحساء دون أن تشعر وقفت وهي تضع يدها على فمها قائلة بصدق
-أنا آسفه والله ما اقصد أنا بجد آسفه
قهقهت قمر بشدة على ماحدث
وراحت تقول بسخرية
-هههههههههههههه معلش يا زينو هههه مش قصدها
أغتاظ منها ومن سخريتها ثم نظر إلى جميلة التي كادت أن تبكي وهي تكرر أعتذرها
وقف سلمان ليهدئ من روعها قائلاً بجديه
-خلاص ياجميله حصل خير مافيش مشكله
قاطعه "زين" بغضبٍ شديد قائلاً
-وأنت ايش عرفك إن مافيش مشكلة
ثم أضاف وهو يشير بسبابته قائلاً بغيظ
وبعدين ال زي ماينفعش تقعد وتآكل مع الناس على السفرة دي مش عارفه الفرق بين اللحمه والفراخ ال زي دي تاكل في المطبخ مع الخدامين والخدامين كمان مش هايوفقوا تاكل معاهم لكن العيب مش عليها العيب على ال عمل ليها سعر وقيمه وقعد جنبها ......!!!!!