لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 26 - العشق المُر


     *************

    اتجهت نحوه بخطوات واسعه وسريعه

    جلست الفراش مقابلته

    جففت دموعها المنهمرة على وجنتها بظهر يدها

    نظرت إليه ثم وضعت يدها على صدرها قائلة بحزن

    -أنا عارفه إن أنا غلطانه ومن حقك تعمل ال أنت عاوزه فيا بس بلاش النظرة دي عشان خاطري يازين


    بلل شفته السفلى بلسانه وهو ينظر إليها

    وقفت من على حافه الفراش

    أمسكت كوبٍ من العصير دنت منه وقالت بحزن

    -اشرب يازين خلى السكر يتظبط معاك


    بلع مرارته وهو ينظرلها بغيظ مكتوم

    نهض من الفراش بتعب أبعد بيده كوب العصير

    أعادته هذه المرة بـ رجاء

    أغتاظ منها ومن إصرارها ألقى ما في يدها على الارض وهو يتحدث بصوت مرتفع قائلاً

    -قلت لأاااا إيه مابتفهميش ؟!!!


    انتفضت "قمر " وتراجعت خطوات سريعه وهي تضع يدها على ثغرها لتكتم شهقاتها التي خرجت رغم عنها

    نظر إليها بحزن ثم

    رفع يده ليمررأنامله على خصلات شعره الطويلة

    كظم غيظه وتحدث للمرة الأخيرة محاولاً السيطرة على غضبه الشديد منها وَمِمَّا تفعله في تلك الفترة الأخيرة

    -قمر امشي برا مش عاوز حاجه منك


    حركت رأسها بالإيجاب قائلة ببكاء مرير

    -أنا عايزك بس تسامحني عشان خاطري


    لن يشعر بنفسه وهو يصفعها صفعه مدويه جعلتها تسقط على الأرض أثر صفعته العنيفه لها

    كزت على أسنانها وهي تجفف الدماء من على فمها ثم

    نظرت إلى كفها الأيمن وجدت بهِ قطعه من الزجاج

    تحاملت على نفسها وقفت من على الأرض

    متجه نحو غرفتها بخطوات متثاقله

    دخلت غرفتها مترنحا وقبل أن تصل إلى فراشها

    سقطت مغشيًا عليها

    هرع الجميع إلى غرفتها ما أن صاحت "صبا" بصوتها العالِ لينقذ "حسام "

    ركض " زين" إلى غرفتها ولكن قبل أن يصل تذكر مافعلته بهِ عاد إلى غرفته والحزن يكسو وجهه الشاحب

    وبعد مرور أكثر من ثلاثون دقيقه

    عادت إلى وعيها بشكل كامل

    سألها "حسام" عن سبب فقدان وعيها

    كذبت عليه قائلة

    -أكيد من تأثير الصيام

    -طب وأيدك متعورة من إيه ؟

    -ممكن أكون لما وقعت انجرحت في حاجه

    -حاجه إيه دا ال عور إيدك ازاز في آثار ازاز على إيدك ؟


    زفرت بحنق وتحدثت بضيق وهي تنهض من الفراش قائلة

    -يوووووه ياحسام أسئلة أسئلة أسئلة كفايه بقى أنت هاتعمل عليا دكتور ؟!!!


    لم يتوقع "حسام" هذا الرد منها ولكن ابتسم وتركها بعد أن عاتبها بطريقته الخاصه

    التي لم تتحملها وتسب نفسها بسببها لذلك قررت

    أن تغط في نومها حتى مساء اليوم التالي ...!!!


    *******************

    (في عيادة حسام )

    جلس خلف مكتبه ينهى بعض الأعمال المتعلقة بعمل والده

    على الرغم من أنه يعمل طبيب ولكن هو يعلم جيدًا أشياء كثيرة في أعمال والده

    باقي على آذان المغرب ساعه تقريباً

    الوقت يسير ببطئ شديد وكأنه سلحفاء هكذا شبه "حسام" الوقت

    كان يزفر بين الدقيقه والأخرى يريد العودة ولكن يزيد الإنتهاء من الاعمال العالقه منذ فترةٍ طويلة

    أشقائه في عالم آخر عالم أنقذ ما يمكن أنقذه من الثروة الطائلة

    كل شئ سوف يعود للعائلة خلال أيام ويجب عليهم التحقق من كل شئ

    من العجيب أن والدهم لا يفعل أشياء خارجه على القانون

    وأن امواله أمواله مشروع

    فيما عدا ما سرقه من العائلة

    أغلق "حسام" "شاشه اللاب توب "بعد أن دلفت المساعدة الخاصه له تخبره بأنها يجب عليها الرحيل قبل موعد الآذان بوقتٍ كافٍ

    قام بخلع عويناته الطبيه ووضعها في العلبه الخاصه بها ثم وقف من خلف مكتبه

    متجه إلى باب غرفه مغادرً عيادته الخاصه

    كل هذا جميل ولكن ماذا يفعل معها منذ الصباح وحتى هذا الوقت لم تخرج من غرفتها ولا تقوم بالرد على رسائله أو مكالمته الهاتفية

    كانت "صبا" تبلغه دائمًا بجملة واحدة

    (لسه نايمه والله ياحسام ورافضه حتى تكلم تيتا ولاتصحى ولو خمس دقايق )

    استقل سيارته متجه إلى منزله ليعرف ماالذي حدث لها ......!!!!!

    ****************

    (في مكتب زين)

    وضع رأسه على حافه المكتب مستندًا على ساعديه

    التعب يظهر عليه

    لم يكن تلك المرض الذي جعله يتبدل هكذا

    بل تعبها هي من جعله يمرض ويتاواه بصرخات مكتومه

    ويجب عليه أن يظهر عكس ذلك حتى لايعرف أحد حقيقه الأمر

    دلفت إليه وجلست على المقعد ثم ضمت قبضتها ودقت سطح المكتب بهدوء قائلة بمزاح

    -هو أنت ماعندكش سرير في بيتكم جاي هنا تنام


    لم يجيب عليها

    عادت تكرر ماقالته مرة أخرى

    ومازال لايجيب عليها

    تحولت الابتسامة العريضه إلى توتر وقلق

    وقفت من فوق المقعد وهي تعدل من هيئتها

    واتجهت إليه وجدته في حالة لم تتعرف عليها من قبل

    وجه شاحب مصحوبة باللون الأصفر

    حبات العرق تتكون فوق جبينه وكأنه يغتسل

    أمسكت يده وجدته يرتجف بشده

    صاحت بصوتٍ مرتفع وهي تتجه نحو باب المكتب

    هتفت بذعر. قائلة

    -ألحقيني زين بيرتعش وعرقان ووشه أصفر أطلبي الإسعاف بسرررعه


    أنهت جملتها ثم عادت "جميلة "المكتب لتطمئن عليه

    حتى تأتي سيارة (الإسعاف )


    الدقائق تمر وهي لاتعلم ماذا تفعل

    تبلغ عائلته ام تذهب لتنقذه

    حسنت الأمر وهي استقل سيارة الإسعاف معه بأن يجب عليه إنقاذه أولاً

    وفِي طريقها إلى المشفى علمت بأنه دخل في غيبوبه سكر مرة أخرى

    تم عمل اللازم له وهو الآن داخل غرفه عاديه لمدة ساعتين حتى يأمر الطبيب بالخروج

    كانت تجلس مقابلته على الفراش الآخر

    في انتظار عودته مرة أخرى

    دخلت الممرض وبين راحه يدها كوبٍ من العصير وقطعه من الخبز الأبيض الممزوج بالشوكولاتة

    ابتسمت لها وقالت بخفوت

    -حمدلله على سلامته معلش هو هايفضل تعبان شوية لحد السكر مايرتفع مرة تانيه أنتِ بس أديلوا العصير دا

    وافطري أنتِ المغرب آذنت من ساعه مادخلتوا المستشفى


    نظرت إليه بحزن ثم عادت بنظرها قائلة ببكاء

    -بس أطمن عليه الأول

    -ماتقلقيش إن شاء الله خير ربنا يقومه بالسلامه عن أُذنك

    -اتفضلِ


    جلست "جميلة" على حافه الفراش ثم هتفت بصوتٍ خفيض قائلة

    -زين زين


    فتح عيناه ببطئ شديد حتى اتضحت له الصورة بشكل كامل

    ابتسم لها وقال بشوق

    -قمر آسف ياحبيبتي


    نزلت تلك الكلمات عليها كالصاعقه

    يا إلهي إذاً تلك الفتاة التي تحدث عنها من قبل كانت هي ابنة عمه من يعشقها ويريد الزواج منها هي ابنة عمه

    ياإلهي يعشق من تعشق غيره يريد الزواج من ستتزوج غيره

    اليوم كُنت أريد أن أخبرك بما يكمن داخلي اليوم

    كُنت أريد الأعتراف

    ياله من عشقٍ مُر

    هذا يسمى (مذاق العشق المُر)

    تبا لك أيها القلب تعشق من يعشق غيرك أنا أعشقه وهو يعشق غيري إذاً لنغلق هذه الصفحه قبل أن نكتب فيهاكلمه واحدة وليختار كلاً منا كيف ينهي طريقه في عشقه المُر


    ابتلعت مرارتها بغصه وابتسمت له ابتسامه مزيفه وقالت بجدية مصطنعه

    -المعاكسه بعد الفطار حلال وكدا ممكن استغل الموضوع واتجوزك


    عاد إلى واقعه المرير تنحنح وراح يقول بعتذار

    -معلش مش قصدي أنا أنك


    قاطعته وهي تقف لتجلب الدواء قائلة بكذب

    -إن أنا حلوة وزي القمر مش كدا ولا أنت عاوز تقول حاجه تانيه ؟


    تنفس الصعداء حمدلله على أنها لاتفهم ماقاله أو هكذا ظن

    ابتسم مزاحها وهو يحاول الوقوف

    أصتدمت بصدره كادت تقع ولكن أمسك بها نظر إليها

    متسائلاً

    -أنتِ كُنتِ بتبكي ؟

    وقفت وتحدثت وهي تنهدم ملابسها قائلة بكذب

    -لأ ياعم فكرتك هاتموت وأنا ال هاتدبس في فلوس المستشفى بس الحمد لله ربنا عالم بحالي

    -لأ متخافيش ما أنتِ أكيد عرفتي أنا عندي إيه

    -بلاش تصوم طالما بتتعب كدا

    -ماكنتش بتعب بس هي السبب


    ساعدته على الجلوس مرة اخرى وتحدثت دون أن تنظر إليه حتى لايرى دموعها المنهمرة على وجنتها ولكن رفعت نظرها ما أن قال بحزن

    -هي مين ؟

    -ال بسببها مش عارفه تبصي في وشي ياجميلة اقصد قمر بنت عمي


    جلست أمامه وتحدثت بحزن قائلة

    -وأنت أتاخرت ليه في أعترافك ليها


    أبتسم لها بمرارة قائلاً بقهر

    -عشان ماليش نصيب فيها عشان نصيبي أعيش حب ماقدرش أعترف بالحب دا


    ثم أضاف بمرارة

    -عمرك جربتي تحبي ويبقى حبيبك قدمك ليل نهار ومش عارفه حتى تقولي لي بحبك


    ترددت الابتسامه على شفتيها وقالت بقهر وحزن

    -آه جربت وعارفه أحساسك دا قوي عارف دا إسمه إيه ؟

    -إيه ؟

    -إسمه مذاق العشق المُر العشق ال مش قادر تعبر عنه دا يبقى امر عشق في الدنيا كلها


    تنحنحت وراحت تقول بمزاح

    -يالا يا زينو يالا يا بطل كُل عشان عاوزة امشي أمي عامله محشي ورق عنب وبط وبصراحه مش قادرة أزعلها

    -هي مين؟

    -معدتي!!

    -ههههههه آه يامفجوعه أنتِ ....!!!!


    ******************

    (في منزل النشار القديم )

    دلفت الجدة بمساعدة "صبا"

    جلست على حافه الفراش ثم أشارت إلى "صبا" كي تتركها مع "قمر" وتعود لها بالطعام

    اغلقت الباب خلفها بهدوء

    هتفت الجدة بخفوت قائلة بحزن

    -عاوزة توصلي لإيه تاني ياقمر مش كفايه بقى كدا دا حتى بيقولوا الضرب في الميت حرام !!


    جففت دموعها وهي تعتدل من نومتها قائلة بنبرة محشرجه

    -قصدك إيه ياتيتا ؟!!


    ربت على يدها قائلة بحزن

    -قصدي ذُلك لـ زين ودوسك على قلبه ال كان كل ذنبه في الدنيا إن حب واحدة بتحب واحد تاني

    -تيتا تيتا

    -اسمعني ياقمر لأن الكلام ال هاقوله دا مش هارجع أعيده تاني لأن المفروض إنه نصيحه ليكِ يابنتي

    -زين بيحبك اه بيحبك بس أنتِ بتحبي مين حسام ال هو في نفس الوقت إبن عمك وعمه يعني بدل ماتفكري ازاي توقعي بنهم فكري عمك "سليم " ازاي يوافق على جوازك من ابنه

    -ليه هو ممكن مايوافقش

    -دا مش ممكن دا اكيد أنتِ أخت أكبر أعداده في الدنيا كلها

    -دا سليم ابني وأنا عارفاه كويس قوي ابعدي عن زين وبطلي تفكير البنات السطحيه ال عشان تشعلل نار الغيرة في قلب حبيبها تخرب الدنيا وتوقع بين الأخوات

    أعتبري ال حصل دا محلصش وابدئي حياة جديدة مافيش فيها غيرة واطلبي من زين إنه يسامحك وياريت تبطلي شغل المقالب ال كان بسببها هايروح فيها زين وال أنا واثقه ومتأكدة إن لو تعرفي حقيقه مرضه ماكنتش هاتعملي كدا ويمكن دا ال شفع لك عندي عشان أدخل أوضتك وأتكلم معاكِ قومي يالا كُلي لقمه يالا


    حففت "قمر" دموعها وهي تطبع قبلات عديدة على يد جدتها وجنتها ورأسها

    ثم نهضت من الفراش وفعلت ما أمرتها بها


    مرت الساعات الأولى من الليل وهي تنتظر "زين" في شرفه الردهه

    ولكن طال انتظارها نظرت إلى المقعد ثم جلست عليه

    ووضعت رأسها على ركبتها

    هذا الوضع جعلتها تذهب في سبات عميق

    ما هي إلا ثواني وفاقت على صوته الحنون الذي فشل في إخفائه قائلاً بعتاب

    -عاوزه تموتي وتوجعي قلبي عليكِ


    رفعت رأسها والابتسامة تعلو قسمات وجهها البشوش

    هتفت بخفوت

    -إيسو هو أنا بحلم


    خلع سترته ثم وضعها على كتفها وقال بحنو

    -لأ مش بتحلمي ومن فضلك ماتعمليش كدا تاني


    وقفت أمامه وقالت بحزن

    -لو يهمك أمري كُنت سألت عليا

    -أنا بقول بلاش نتكلم في الموضوع دا عشان أنتِ ال هاتزعلي مني

    -لأ لأ خلاص مش هاتكلم بس بلاش زعل بموت لما تزعل مني

    -بعد الشر عليكِ ياقمري قول لي واقفه هنا ليه ؟


    صمتت لبرهه ثم نظرت إليه وتحدثت بتوتر قائلة

    -أنا هاقولك بس عاوزة الأمان منك

    -يعني إيه ؟!!!

    -يعني لما أحكي لك تحلف مش هاتزعل عشان عملت كدا

    -حاضر أوعدك قولي بقى


    سردت له ماحدث في تلك الليلة وما طلبته "صبا"

    وأنهت حديثها قائلة بصدق

    -اقسم لك ياحسام ماأعرف إن هو مريض سكر لو كُنت أعرف عمري ما كُنت هاعمل كدا

    أغتاظ منها ومن تصرفاتها الطفولية

    -بصي عشان وعدتك إن هاتكلم معاكِ براحه وعشان مش عاوز أزعلك ال عملتي دا غلط

    -عارفه والله بس ماكنتش اقصد حاجه أناقلت أعمل فيهم مقلب لأن بعمل مدادفي أخواتي والله ماقصدي حاجه يا إيسو


    ابتسم لها وقال بمزاح

    -الحمدلله ربنا سترها بس بلاش إيسو دي عشان بتعمل لي حاجات كدا وببقى عاوز كدا


    رفعت شفتها قائلة ببلاهه

    -قصدك إيه مش فاهمه ؟!!


    قهقه على قسمات وجهها التي تحولت في لحظات إلى تذمر وغضب طفولي وراح يقول بين ضحكاته

    -هههههههه مافيش مش قصدي يامصيبه أنتِ المهم كان في خبر كدا كنت عاوز أقولك عليه


    سألته بجديه مصطنعه

    -حاجه إيه دي ؟


    أجابها وهو يعدل من ياقه قميصه قائلاً بفخر

    -هاكتب كتابي عليكِ يوم الجمعه الجايه يعني المفترض إنها هاتكون ليلة القدر


    اتسعت عيناها فرحًا ثم قفزت في الهواء وعادت على الأرض كا رقاصه الباليه المحترفة قائلة بسعادة

    -بجد يا إيسو أحلى خبر دا ولا إيه

    -إيه ؟

    نكزته بخفه في كتفه بتذمر طفولي

    -بس بقى ياوحش أنت

    ثم أضافت بحزن

    -طب وأخواتي وباباك


    تنهد بقوة وراح يقول بجديه

    -بصي هو الصراحه ماكنتش عاوز أخد خطوة في الموضوع دا غير لما عصمت تخرج بس فكرة كتب الكتاب دي كانت فكرة عصمت

    -هو أنت رحت لها ؟!!

    -اه رحت لما كُنت مسافر آخر مرة وهي قالت إن بابا لازم يتحط قدم الأمر الواقع وإن دا أفضل حل طبعًا عرضت الأمر على سلمان رفض في الأول بس لما راح لـ عصمت وصممت إنه يوافق وافق بس بعد إيه لما طلع روحي

    -ههههههه اومال أنت فاهم إيه هو اي حد دا أنا قمر

    -كدا ماشي يا ست قمر أنا هاروح أنام وأنتِ كمان روحي نامي

    -أعتذر لـ زين الأول ياإيسً وبعدها أنام


    كظم غيظه الشديد من طلبها ولكن في نهاية الأمر وافق

    تركها دون أن يعقب على حديثها شئ


    مرت أكثر من ساعه وعاد "زين" إلى المنزل

    أوقفته "قمر" قائلة بحزن

    -أنا آسفه والله يازين عشان خاطري رد عليا

    لم يجيبها وأكمل طريقه أوقفته بتلك الدعوة التي أصابت قلبه وأفقدته صوابه

    -طب يارب أموت لو ماردتش عليا


    كز على أسنانه بغضبٍ شديد كاد أن يكسرهم

    التف إليها وقال بصوتٍ غاضب

    -عاوزه إيه مني ؟!!


    ابتسمت له وقالت

    -مهما تحاول تخبي حبك بتكشفوا على طول


    كاد يذهب ولكن أوقفته قائلة بصدق

    -والله مش هاضيقك تاني ولا هاقولك حاجه وال حصل مني دا كان مجرد مقلب ولو كُنت أعرف كُنت أكيد مش هاعمل كدا

    -عاوزه إيه ياقمر أنا صبري نفد

    -عاوزك تسامحني

    -سامحتك خلاص عن أُذنك بقى


    أوقفته للمرة الثانيه قائلة بسعادة

    -أنا وحسام هانكتب الكتاب يوم الجمعه وعاوزك تكون شاهد على عقد الجواز لو سامحتني من قلبك موافق ؟


    أغمض عيناه بألم وقهر وقال بجدية

    -مبروك وربنا يسعدكم

    سألته بجديه

    -يعني هاتيجي ؟

    أجابها بعدم إكتراث

    -ربنا يسهل ياقمر عن أُذنك عشان عاوز ارتاح


    دلفت غرفته بخطوات واسعه وسريعه ثم صفعه الباب بقوة

    بينما هي عادت إلى غرفتها بعد أن أخبرته بـ أفضل مفاجاة جاءتها حتى الآن

    ألقى معطفه على الارض ثم جلس خلف مكتبه

    وفتح درج مكتبه ليخرج منه مذاكرته الحزينه

    حتى الآن لم يدون فيها كلمة واحدة ولكن قرر الآن أن يدون أحد كتاباته الحزينه

    أمسك ورقه صغيرة من النوع اللاصق ثم لصقها على وجهه المذاكرة ومسك قلم وكتب عنوان المذكرة

    (العشق المُر)

    وفتح أولى صفحاتها وكتب

    أخبريها ياجدتي

    أنني آراها في كل مكان

    أخبريها ياجدتي

    أن قلبي يتمزق كلما أتذكر أنها تعشقه

    أخبريها ياجدتي

    أن ترحم قلبي الممزق وتتركني في عالمي الخاص

    ماذا تريد مني ؟

    تريد أن أخبرها الحقيقة

    تريد أن أخبرها بأن

    قلبي يؤلمني

    يا جدتي

    كُنتُ لا أعترف بالحُب

    فـ أحببتها من النظرة الأولى

    علمت أنها تعشقه فـ رحلت

    ولكن هذا لايكفي

    تريد أن تدمر كل شئ

    تريد أن الجميع يعلم حبي لها

    تريد أن الجميع يرى ضعفي وقلبي الممزق

    أخبريها ياجدتي

    أن من السهل أن تُحب

    ولكن من الصعب أن تجد من يبادلك هذا الحُب

    أخبريهم بأنني أعشقها ولكن في صمت

    ولن أعترف لها بهذا الحُب أمام الجميع

    فهو بالنسبة لي العشق المُر ....!!!!!

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال