لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 25 - العشق المُر


     ظل يحرك رأسه وهويردد بتلعثم قائلاً

    -لأ يا حسام أنت فاهم غلط لأ لأ


    هزته في كتفه بقوة كي يعود من أحلامه المزعجة

    إلى واقع مرير

    هتفت بصوتٍ رقيق قائلة

    -زين زين فوق ياروحي


    انتفض من نومه وهو يقول بصوتٍ مرتفع

    -لأااااا

    -بِسْم الله الرحمن الرحيم مالك يازين في إيه شفت كابوس

    تنفس الصعداء حمدلله على أن ما كان يحدث له مجرد حلم

    جففت له حبات العرق المتساقطة من على جبينه

    ثم ربتت على كتفه قائلة بحنو

    -مالك ياحبيبي في إيه وماله حسام؟


    نظر إليها بحزن يريد أن يخرج مابداخله كي يشتر بالراحه ولكن كيف يحدث هذا

    فضل الصمت حتى لايشعر بهِ

    حرك رأسه بتعب وهو يغلق عيناه قائلاً

    -مافيش حاجه هو إحنا إمتى ؟

    -فاضل على الفجر ساعه وكُنت جايه أقولك تقوم عشان السحور

    نهض من الفراش وقال بـ رجاء

    -صبا وحياتي عندك مش عايز أسمع اي أسئلة عايز منك فنجان قهوة وبس فاهمه وبس


    نفذ صبرها من رفضه المستمر لعدم الإفصاح لها بما يكمن بداخله

    وقفت وهي تنهدم ملابسها قائلة بجدية

    -ماشي بس على العموم لينا قعدة مع بعض


    ثم أضافت بتذكر قائلة

    -صحيح جميلة كلمتني وقالت إنك مش بترد على موبيلك وبتقول كمان إنها هاتفوت عليك بكره بعد الفطار في المكتب


    وضعت يدها في جيب سروالها والأخرى على كتفه

    ثم غمزت له بجانب عينه قائلة بمزاح

    -بس أنا ملاحظة إن أنت وجميله الدنيا إيه اتثلحت معاكم قوي


    ابتسم لها ابتسامه مزيفه وهو يزيل يدها من على كتفه قائلاً بجديه مصطنعه

    -وأنتِ مالك يافضوليه إيه التطفال ال فيكِ دا يالا أعملي فنجان القهوة

    -بقى كدا ماشي يازينو كُنت حابه أطمن عليك


    تركته يحرك رأسه يمينًا ويساراً من تلك البلهاء التي تريد معرفه كل شئ يفعله

    وضع لفافة التبغ في فمه ثم نفث سحابة دخان كثيفه في الهواء

    وقال بشرود

    -لازم اطلع شقتي كدا ممكن الكل يعرف الحكايه وساعتها مش هاستحمل أوجِّه لوحدي كل دا ...!!!!!

    **************

    (في غرفه حسام )

    كان يضع متعلقاته في حقيبه صغيرة وهو يتحدث بـ رجاء كي ترحمه من كثرة الاتهامات له

    نظر إليها وقال متسائلا

    -ممكن أعرف زعلانه ليه بس ؟

    -بصراحه كدا بقى زهقت أنت مش مهتم بيا خااالص فين ايّام ماكُنت قاعد جنبي على طول دلوقتِ حاسه أن أنا ولا الهوا بالنسبه لك


    ابتسم لها وهو يغلق حقيبته

    وقال بجدية وهو يقف مقابلتها

    -اديكِ قلتيها لسه جاي بعني ماكنتش لسه استقريت اصبري ياقمر عاوزك اصبري لحد لما أعمل لي اسم وسط الناس وابقى الدكتور ال لازم تفتخري بي

    وبعدين بكره نزهق إحنا لسه شباب


    لوت شفتيها بتذمر قائلة بغضب طفولى

    -بس مش على حسابي أنا مش بشوفك غير ساعه الفطار ال أنت يتفطر فيها بسرعه عشان تلحق تنزل شغلك دا غير عندك شغل بليل

    -معلش يا قمري أنا عايز أعمل لنفسي أسم بعيد عن بابا وشغله لو حابه تكوني مراتي استحمليني الشوية دول صحيح نتعب شوية بس هانرتاح بعد كدا

    -طب هاتسافر ليه ؟

    -عشان مش هاقدر احضر فرح تيّم وآسر ونفس الوقت مش أكسف زين كدا اقدر أقول عندي شغلي واعتذر لهم بالحجه دي

    -كان نفسي تروح معايا الفرح واتعلق في دراعك وأقول


    قاطعها وهو يزيل يدها من ذراعه مازحاً

    -الفجر قرب يالا روحي جهزي نفسك وياريت ياقمر نخلي في حدود في الكلام


    عقدت حاجبيها في ذهول ودهشه قائلة بجدية

    -هو أنت شفت حاجه مني غلط ولا إيه

    -لأ لا سمح الله بس غصب عني أنا شاب وأنتِ حبيبتي بس عايز احافظ عليكِ حتى من نفسي فيها غلط دي ؟


    كظمت غيظها الشديد وراحت تقول بحدة

    -الغلط إن أنا اتعلمت معاك إننا مخطوبين ودا شئ طبيعي ولا إيه يادكتور يا متعلم

    -اركني الدكتور المتعلم واتكلمي معايا إن راجل تفكيره محدود وهسألك سؤال واحد ينفع ياقمر تتعلقي في دراعي كدا قدم سلمان ؟ ولا هايكون في حدود !!


    صمتت لبرهه محاولة إيجاد أجابة على سؤاله

    تنحنحت وقالت بخجل

    -لأ ماينفعش

    -ليه ؟

    -عشان لسه مافيش حاجه رسمي تربطنا ببعض


    ابتسم لها وقال بجديه

    -الله يفتح عليكِ أنا بحافظ عليكِ حتى من نفسي ياقمر وأنا بحب سلمان ومش عايز أعمل حاجه من ورآه لأن ساعتها بس هاحس إنها سرقة وأنا مش حرامي ياقمر


    ظلت تتحدث معه حتى موعد آذان الفجر ذهبت لتؤدي فرضها كادت تخرج من باب الغرفه ولكن أوقفها وهو يقول بسعاده

    -قمر


    التفت إليه قائلة بحزن عميق

    -نعم

    -أنا طلبت إيدك من سلمان وهو وافق واتفقنا على كتب الكتاب اول ما عصمت تخرج من السجن

    -بجد يا حسام

    -بجد ياقمر روحي يالا صلي وأدعي ربنا يجمع بِنَا في الخير

    -آمين يااااارب


    *************

    (في منزل جميله الشرقاوي )

    وقفت تُعد الطعام وهي تمتم بكلمات أغنيتها المفضلة

    دخلت والدتها على ثغرها إبتسامه خفيفه

    قامت بتقطيع الخضروات وهي تنظر إلى ابنتها

    حركت "جميلة" رأسها بعدم فهم متسائلة

    -مالك يا نبع الحنان في حاجه


    تحدثت وهي مازالت تقطع في الخضروات قائلة بخبث

    -لو على في حاجه فهو في حاجات مش حاجه بس أحب أعرفها منك


    جلست على المقعد مقابلتها تساعدها في تقطيع الخضروات قائلة بخجل

    -أيوة في


    ابتسمت لها قائلة بفضول

    -مين بقى ؟ أكيد مكرم صح ؟

    -لأ مكرم ياماما دا أخويا ومتربين مع بعض من زمان


    وضعت "الأم " السكين على المنضدة وهي تنظر إلى ابنتها قائلة بنفاذ صبر

    -أخو مين إيه ياعنيا ؟ أقول إيه بس هاقدر اتكلم

    تنهدت جميلة قائلة بنفاذ صبر

    -أنا ياماما في إيه مكرم أنا هو أصدقاء من زمان ومن أنا في اللفه يعنى عمره ماكان غير كدا

    -بقولك إيه يا جميلة شغل الصحاب مش هنا في المنطقه إحنا ناس ياحبيبتي ماتعرفش الكلام دا لو كُنت بسيبك تروحى الشقه ال هو بيفتح فيها العيادة فـ دا عشان في مساعدين لي هناك وواثقة فيكِ

    +إن لو ال في دماغي صح يبقى أنسي


    رفعت عيناه قائلة بتلعثم

    -وإيه ال في دماغك ؟

    -زين النشار صح ولا غلط ؟


    ابتسمت لها بطرف فمها وتحدثت وهي تعود بخصلاتها المتمردة على وجهها خلف أذنها

    وتحدثت بتردد قائلة بـحزن

    -وليه لأ هو شاب متعلم وجدع وطيب


    قاطعتها قائلة بصرامه وحسم

    -وهانك وقل منك قدم أهله وقدم فيكِ بلاغ وعمل لك قضيه

    -ايوة بس هو أتنازل عنها وكمان جه أعتذر لي وأنا قبلت أعتذره

    -وأنا لأ ياجميله مانكرش إن هو جدع وكويس بس مش ال يناسبك أنتِ عاوزة واحد من توبك واحد جرب الفقر والذل عشان يوصل للقمه العيش

    مش واحد بيفطر مربى ويتعشى عسل وكل مشاكله في الحياة إن يرجع ورثه ال معدي ال 100مليون جنيه

    ال زي دا عمره ماهايفكر فيكِ ماتتعميش عشان ما تتصدميش بعد كدا


    ابتسمت "جميلة " لها بحزن ثم نظرت إلى الخضروات الموضوعه أمامها وأكملت تقطيعها بشرود .......!!!!


    ****************

    (في سجن النساء )

    وقفت مقابلته لتتأمل جسده الهزيل بطريقه غير عادية

    بينما هو فتح لها ذراعه قائلاً بنبرة حانيه

    -حبيبتي واحشتيني قوووي

    -وإنت كمان ياحسام وحشتني قوووي

    هتفت بحزن متسائلة

    -مالك ياحسام خاسس قوي كدا ليه ؟

    جلس على المقعد وهو يشير لها بالجلوس مقابلته ليسرد لها مايحدث له

    جلست على المقعد مقابلته

    تبادلا الحديث لنصف ساعه

    أخبرها فيها بكل شئ عن حياته كانت تربت على ساقه بحنو

    أنهى حديثه متسائلاً

    -هو أنا كدا مجنون يا عصمت ؟

    -لأياحبيبي أنت بتحب بجد والحب دا مش موجود دلوقتِ بس متزعلش مني مش يمكن تكون ظلمت قمر؟

    -أتمنى دا يا عصمت بجد مش قادر أرسي على بر ويمكن يكون السافريه دي تكون مجرد وقت لأعاده التفكير من جديد

    بس كل ما أشوف زين وقمر وسكتوهم وأول اما ادخل دا

    بيخلني أشك زيادة

    بصي أنا ها عمل حاجه كدا ويارب تيجيب نتيجه


    سألته بفضول

    -حاجه إيه ؟!!!

    أجابها بجدية وهو يعقد يده أمام صدره قائلاً

    -أتمنى دا ياعصمت أتمنى تكون قمر بتحبني

    الفترة دي مجرد وقت لينا نبعد ونشوف مين فين هايشتاق للتاني

    -طب لو كلمتك وقالت أرجع ؟

    -هارجع وأعتذر لها لأن ظلمتها بجد أنا الفترة دي مشوش محتاج البعد ودا هايكون الحل الأفضل للكل

    -عصمت نفسي أوصلك أحساسي وال هي بتعمله معايا يعنى قدم زين بتكون عاوزة تجيب لي نجمه من السما وأول مايمشي تبعد وتتعامل عادي جدًا

    ودا مخليني هاتجنن منها

    -طب بص يا حسام عشان زين ملوش زي صدقني يمكن ال في دماغك مجرد أوهام اطردها قبل ماتسيطر عليك

    بلاش تسلم لها خليك مع قمر ال بتحبك بجد ودا رأي وسوري لو زعلك ولاحاجه بس دا رأي بصراحه

    -لأ طبعًا ياروحي أنا بفكر معاكِ بصوت عال ِ يالا أنا أقوم عشان يادوب الحق الطيارة سلام ياحبيبتي مش عاوز حاجه أشتريها لك معايا


    هزت رأسها وقالت بصدق

    -تسلم يا حبيبي مش عايزة غير تفكر بعقلك قبل قلبك

    -إن شاء الله سلام ياحبيبتي أشوف وشك على خير


    شبت لتصل إلى وجنته طبعت قبله عليه بحنو ثم أحتنضت وجهه بكفيها قائلة

    -ربنا يسعدك ويريح قلبك ويجعل قمر من نصيبك وال أنا شايفه أنها بتحبك ومش بس بتحبك دي بتموت فيك كمان وبكرا تقول عصمت قالت


    ظهر شبح إبتسامه حزينه تغزو قسمات وجهه

    حرك رأسه بحزن وذهب من أرض الوطن ليختبر صبره وحبه لها ....!!!

    **************

    (في منزل النشار القديم )

    مر الوقت سريعًا على الجميع ولكن الوحيدة التي تشعر بأنه يمر ببطء "قمر"

    كانت تجلس على المائدة تضع كفها على وجنتها والأخرى تحرك بها الطعام بشرود وكأنها تأكل

    هتفت "صبا" بخفوت

    -قمر بت ياقمر كُلي سرحانه في مين ؟


    وضعت الملعقة جنبًا قائلة بحزن

    -حسام بيحب الأكله دي وأنا مابعرفش أكلها من غيره


    سائلةبمزاح

    -وهو أنتِ قبل كدا كُنتِ بتأكليها ازاي؟


    إجابتها بضيق

    -قبله ماكنش للدنيا طعم حتى نسيت أنا كُنت عايشه ازاي معاه شفت الدنيا بطعم جديد لما تحبي يا صبا هاتفهمي قصدي إيه

    -ربنا يرجعه بالسلامه

    -ياررررب يا صبا يارب


    أنهت حديثها وهي تنظر "زبن" متسائلة

    -على فين يازين أنت ماكلتش حاجه


    كظم غيظه الشديد منها وتحدث وهو يجفف فمه بمنشفه صغيرة قائلاً

    -لأ أكلت الحمد لله عن أذنكم عشان عندي شغل كتير

    -صبا مش عايزين حاجه ؟

    -لأ ياحبيبي عندنا كل حاجه الحمدلله

    -طب وعلاج تيتا في حاجه ناقصه في ؟


    قاطعته الجدة بحدة قائلة

    -متشغلش بالك بيا أنا عندي كل حاجه


    اتجه نحوها ودنا منها ليضع قبله خفيفه على رأسها

    ولكن رفضت الجدة تلك القبلة

    حاولت أن تقف دون مساعدته ولكن فشلت

    ساعدها رغمًا عنها وهو يقول بـ رجاء

    -علشان خاطري يا تيتا لازم تسمعيني ولو خمس دقايق


    شعرت الجدة من نبرة صوته أنه يريد أن يخبرها شئٍ غايه في الأهميه

    ذهبت معه إلى غرفتها لتعرف مالذي يريد أن يخبرها

    جلست بمساعدته على فراشها وجلس مقابلتها

    وبدء يسرد لها ما حدث من البدايه حتى وصلت عصمت إلى محبسها


    بينما كانت "قمر" ترسل بعض الرسائل إلى حسام عبر موقعها على (الفيسبوك)

    كانت تعترف له بـ اشتياقها له. ثم أرسلت له مقطع أغنيتها المفضله التى أصحبت رفيقتها منذ سافره حتى الآن

    ضغط "حسام"على رابط المقطع ليتفاجئ بهِ

    (خلاص مش قادرة أعيش من غير حبيبي ولو دقيقه أيوة دي الحقيقه قلتهالكم واعرفوا )


    أرسل لها رساله تحمل الكثير من المعاني ولكن هي تعلم معنى واحد فقط

    (يعني أنا حبيبك بجد يا قمر ؟)

    (عندك شك في دا ؟! )

    (لأ بس عاوز أتاكد كل شويه)

    (طب أفتح الكاميرا )

    (ليه؟)

    (أفتح بس هاتعرف دلوقتِ )

    (حاضر)

    ضغط على زر (الكاميرا )

    هز رأسه بعدم تصديق ابتسم لها وقال

    -إيه دا يامجنونه ؟

    -بيجامتك وشبشبك وساعتك ودا الخاتم بتاعك مش بس كدا لأ البرفيوم كمان بتاعك كل حاجه عشان أحس أنك هنا معايا وقريب

    ثم أضافت متسائلة

    -حسام أنت هاترجع إمتى ؟


    أجابها بمشاكسه

    -أنتِ عايزة أرجع إمتى

    -أمبارح لو ينفع

    -حاضر ياقمري هارجع بس أخلص ال ورايا لأن عندي شغل لفوق راسي أنا هاقفل دلوقتِ وأبقى أكلمك بعدين سلام ياقمري

    ****************

    ملست بيدها على شعره الكثيف قائلة بحزن

    -معلش يازين أعذرني يا ابني ماكنتش أعرف ال العفريتة عصمت عملته

    رفع رأسه من على فخذيه قائلاً بحزن مصطنع

    -اه ماعارف وفِي الآخر أطلع الوحش ال بيحبس الناس وأتحرم من حضنك والبوسة اليتيمة بتاعت الصبح وبليل

    ثم أضاف بانتصار قائلاً

    -بس على مين كُنت بتحسب زي الحرامي وأنتِ عشان البركة منك

    -ههههههههه كُنت ببقى صاحية وبسيبك تعمل كدا كُنت زعلانه على عصمت ونفس الوقت زعلانه عليك علشان ملكش ذنب في دا كله

    -يعني صافي يالبن ؟

    -ههههه كنافة بالقشطه

    -لأ قصدك حليب ياقشطه !!

    -هههههه لأ وأنت الصادق أنا عايزة كنافة بالقشطه عشان تصالحني

    -نعم يعني عشان اصالحك تزعلني أنا ؟

    -هههههههههه

    طبع قبله على جبينها وذهب وقلبه كاد أن يحلق في السماء

    دلفت صبا لتعطي لها الهاتف قائلة بمزاح

    -خُدي ياتيتا سي حسام عاوزك قال إيه وحشتي اومال أنا مش بوحش حد ليه هو أنا وحشه

    -هههههههه بكرا يجي لك إبن الحلال ماتستعجليش


    تركتها بعد مزاح طويل وضعت الجدة الهاتف على أذنها

    قائلة بنبرة حانية

    -عامل إيه ياحبيبي ؟

    أجابها بحزن

    -تعبان يا تيتا

    سألته بفزع

    -مالك ياحبيبي ؟

    أجابها بقهر

    -قمر يا تيتا

    -مالها يا ابني ماهي زي الفل برا أهي وصلا بتقول أنها لبست كل حاجه بتاعتك عشان تفضل معاها


    سرد لها ماحدث ومايشعر به ظلت تحرك رأسها بعدم رضا

    كانت تشعر بما تفعله قمر ولكن فضلت الصمت لعلها تتراجع عما تفعله ولكن مازالت تفعل كل شئ بل زادته

    كمان يقولون (ذات الطين بله)

    كادت تغلق معه ما أن طرقت "قمر " باب غرفتها ولكن أوقفها "حسام" قائلاً بـ رجاء

    -لأ عشان خاطري ياتيتا عاوز أسمع هاتقول إيه

    -حاضر يا حبيبي


    دخلت "قمر" بعد أن أذنت لها الجدة بالدخول

    جلست مقابلتها ثم تناولت يدها بين راحه يدها قائلة بحزن

    -تيتا خُديني في حضنك


    فتحت ذراعها قائلة بحنو

    -تعالي يا حبيبتي احكي لي مالك

    -حسام ياتيتا


    ربت على ظهرها بحنو متسائلة

    -ماله حسام ؟

    -واحشني قووووي


    سألتها بخبث

    -دا لسه مسافر امبارح معقول دا


    أجابتها بنبرة حانيه

    -دا بيوحشني وهو معايا أنا عارفه شغل إيه دا ال ياخدو مني

    -معلش بكرا يرجع بالسلامه وتزهقي منه

    -لأ مش ها زهق منه بس هو يرجع

    -هههههه بتحبي قوي كدا ياقمر

    -بحبه دي كلمه قليله أنتِ عارفه ياتيتا أنا ماما وبابا ماتوا ومحستش بـ دا عشان سلمان عوضني بس كان دايما

    في حته كدا كُنت بحس بيها مش موجودة

    -حته زي إيه يعني ؟

    -الحبيب كان بيعوضني عن بابا وماما وبعد ماسبت خطيبي ال أساسًا كُنت مغصوبة إن اتجوزه كُنت فرحانه حاسه إن دا مش هو نصيبي بس لما شفت حسام حسّيت معاه فعلاً بالأمان حسّيت إن بابا وماما وكل دنيتي من غيره مش هاعرف أعيش تاني أو بمعنى أدق ماكنتش عايشه بجد حسام هو دنيتي ونفسي يرجع امبارح قبل النهاردة


    ابتسمت الجدة وهي تربت على ظهرها بحنو قائلة بسعاده

    -ربنا يسعدك ويفرح قلبك زي ما فرحتي قلبه


    سألتها بتعجب

    -هو مين دا ياتيتا ؟!!


    أجابتها بمكر

    -هههههه حسام

    -ازاي يعني مش فاهمه

    -ههههههه لأ مش مهم قومي يالا صلي التراويح


    ذهبت قمر وهي تضع كف على الآخر قائلة بعدم فهم

    -والله مافاهمه حاجه


    وضعت الجدة الهاتف على أذنها وهتفت بحزن عميق

    -سمعت ياحسام قمر بتحبك قد إيه يعني كل ال في دماغك من ناحيه زين أوهام شيلها عشان ترتاح ياابني

    ثم أضافت بقهر

    زين عمره مافكر في قمر غير أنها أخته وبس فاهم أخته وبس


    أغلقت الهاتف بعد أن أقنعت "حسام " بأن مايدور في رأسه مجرد سراب ....!!!!!

    **************

    (في مكتب زين)

    كانت تقف بجانبه خلف المكتب تشير بيدها إلى بعض البيانات الهامه على جهاز (اللاب توب)

    كان يحرك رأسه بتفهم

    قاطعها متسائلاً بعدم تصديق

    -مش ممكن جميله أنتِ عارفه بتقولي إيه ؟

    -يا ابني دا مصيبه من مصايب الزمن ولو وقع يبقى نص فساد البلد نضف خلاص


    ظل يشير بيده وهو يفسر لها مدى علاقته بالآخرين وكيفية التعامل مع كل شخص

    كانت تنظر إليه بحب كانت تحفر ملامحه بين طيات عقلها

    قاطع تأملها له يده التي تحرك أمام وجهها قائلاً بسخرية

    -هاااا رحتي فين يا أستاذة أنتِ


    تنحنحت بخجل قائلة بتلعثم

    -أحم سوري كُنت سرحانه شوية بقولك إيه تعال نرتاح شوية ونتكلم في اي حاجه تاني غير القضيه

    -أوك قولي عاوزة تتكلمي في إيه


    اتجهت نحو المقعد وجلست عليه ثم مدت يدها لتتناول منه كوبٍ من (الشاي الساخن)

    ارتشفت منه رشفات سريعة ثم نظرت له وقالت بخبث

    -قولي أنت ليه متجوزتش لحد دلوقتِ

    -عندك عروسه ؟

    -بتكلم جد ليه واحد في مكانتك ووضعك دا لسه عازب

    -لسه ملقتش ال تخطف قلبي

    -يا رااااجل معقول دا ؟

    التيم لها بمرارة وقال بحزن

    -وليه مش معقول ال بحبها لازم تكون قمر

    نظرت له بتعجب قائلة

    -معقول بتبص للجمال يازين ؟

    سألهابحزن قائلاً

    -ليه مش معقول كتير عليا اتجوز قمر


    اشارت بيدها قائلة بعدم فهم

    -لحظة بس أنت قصدك قمر بنت عمك ولا مراتك تبقى قمر ؟!!


    قهقه بشده حتى اختلاط مع ضحكاته القوية سعال شديد على حديث تلك الأخيرة

    نظر إليهاوراح يقول بكذب

    -لأ يا جميله أقصدك إن مراتي تبقى قمر حلوة يعني

    ظل يتحدث معها عن فتاة أحلامه

    والتي يقصد بها "قمر"

    مر الوقت وعاد إلى منزله من جديد عاد إلى عالم ذكرياته وحياته القديمه

    وبعد مرور أكثر من عشرة أيام

    عاد "حسام" من (لندن)

    كادت "قمر" تحلق في السماء من شدة سعادتها

    ظلت تتحدث معه كثيرًا

    طلبت "صبا" من "قمر" أن توقظها قبل معاد الفجر بوقتٍ كافِ كي توقظ "زبن"

    ليتناول وجبته

    لمعت برأسها فكرة عزمت على تنفيذها في الحال

    ظلت تتحدث مع حبيبها

    تبقى على آذان الفجر ثلاثون دقيقه

    خرجت "صبا" من غرفتها وهي تتئثاب

    هتفت بصوتٍ عالِ نسبيًا قائلة

    -قمر فاضل قد إيه على الفجر

    -فاضل نص ساعه

    هرعت "صبا " إلى غرفه أخيها

    ما هي إلا ثوانٍ وهتفت بذعر على "حسام" لينقذ حياة أخيها

    هرع حسام وسلمان الذي ما أن دلف من باب الشقه أتجه إلى غرفة "زين "

    كان في حاله خطرة

    نظر "حسام" إليه وقال بصوتٍ مرتفع وهو يضغط على على ذراعه قائلاً

    -دي غيبوبة سكر هو مريض سكر ولا دي أول مرة تيجي له

    -هو مريض سكر بس دي أول مرة تيجي له

    -مريض من إمتى ؟

    -من 6شهور

    -بياخد أنسولين ولا أقراص

    -لأ أقراص

    -أسمه إيه ؟

    -ماعرفش

    -طب هاتي معلقه سكر أو مربي بسرعه لازم نسبه السكر تعلى في جسمه

    هرعت "قمر" لتجلب له ماطلله والدموع تنهمر من عيناها على مافعلته بهِ

    تناولها "حسام" منها ثم وضعها في فمه بصعوبة بالغه

    مر أكثر من نصف ساعه

    حتى عاد له وعيه من جديد

    دنت منه "صبا" لتجفف حبات العرق المتراكمة على جبينه ثم ناولته كوبٍ من العصير قائلة بـ رجاء

    -عشان خاطري يا زين أشرب دا

    شاح بوجهه بعيدًا عنها قائلاً بقهر

    -مش عاوز حاجه أنا صايم الحمدلله صحيح مريض سكر بس قادر أكمل صيامي الحمدلله


    خرجت "صبا" بعد أن طلب منها "زين" الخروج من غرفته

    طرقت باب الغرفه برفق

    تنهد بنفاذ صبر وهو ينظر إليها قائلاً بغضب

    -وبعدين بقى يا صبا قلتلك مش عاوز حاجه


    قاطعته قائلة بـ رجاء

    -أنا قمر ينفع أدخل


    ابتسم لها بمرارة قائلاً بتعب

    -أرجوكِ ياقمر أخرجي من حياتي قبل ما أموت على إيدك أرجوكِ اخرجي من حياتي بقى مش عايز أشوف وشك تاني .....!!!!

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال