لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 28 - العشق المُر


     من المؤلم أن تعشق وتعترف لنفسك أنك تذوق مرارة العشق وليس حلاوته ..!!!

    ظل يدون خواطره في المذكرة

    حتى غلبه النعاس على سطح المكتب

    دلفت شقيقته كعادتها لتطمئن عليه في حقيقه الأمر شقيقته عوضته كثيرًا تهتم بهِ وتحتويه بحنانها وحبها أكثر من اي شخص آخر

    كان يرتمى في حضنها كالطفل الذي يبحث عن الأمان ولم يجده إلا في حضن أمه يالها من فتاة جيدة يلقبها بالجوهرة حقًّا هي جوهرة من يتزوجها ابتسمت الحياة له

    وقفت بجانبه خلف المكتب وقبل أن توقظه ألقت نظرة سريعه على مذكرته حاولت سحبها دون أن توقظه ونجحت بالفعل

    قرأتها بهمس شديد كانت تكز على شفتيها بعدم تصديق

    ياالهي يعشقها كُنت أعلم وذلك وتمنيت أن يكون مجرد خيال ولكن هذاقطع الشك باليقين

    قمر كانت تعزف على أوتار قلبه بكل برود

    ولكن كيف وأين وقع في غرامها بهذه الطريقه

    من المؤكد أنه يعرفها من قبل

    آه لقد تذكرت عندما تم إختطافها ومحاوله إغتصابها

    شئ ما يقول لي أن سعى ووصل إلى "زين" هي "قمر" وليس العكس

    ليكن يجب علي وقف هذه المهزله دون أن يعلم زين أنني علمت كل شئ ويجب على "قمر "الابتعاد عنه وإلا أخبرت الجميع بما يحدث وعلى رأسهم "حسام"

    أعادت المذكرة كما كانت

    ثم ملست على خصلات شعره الطويلة قائلة بخفوت

    -زين زين قوم نام على السرير ياحبيبي


    رفع رأسه من على سطح المكتب بتأواه

    ساعدته "صبا" وقامت بتدليك رقبته محاولة فك التشنجات من رقبته وجسده

    ثم أمسكت معصمه متجه نحو الفراش

    ارتمى عليه بتعب شديد

    دنت منه وطبعت على جبينه قبله خفيفه قائلة بحنو

    -تصبح على خير ياحبيبي


    أحكمت عليه الغطاء ثم قامت بإشعال المكيف وخرجت من الغرفه وهي تغلق المصباح

    ألقت نظرة سريعه عليه ثم أغلقت باب الغرفه

    عادت إلى غرفتها جلست على سريرها تنظر إلى السرير المقابل لها

    يالها من حمقاء تغط في نومها وكأنها ملاك برئ لايخطى في حق البشر !!!

    هتفت بتوعد قائلة

    -نامي ياقمر بس أوعدك مش هاتعرفي تنامي كدا تاني أبدًا !!!!

    ****************

    ( في سجن النساء )

    نظر في ساعه معصمه للمرة المائه بعد الالف

    كان يشعر بتوتر كبير

    يتوق لرؤيتها حقا

    يريد أن يحفر ملامحها الأنثوية بين طيات عقلها وبين ثنايا قلبه

    تحولت تماما من أنثى مع إيقاف التنفيذ إلى أنثى كما يجب أن تكون

    الآن هي أنثى الآن تعترف أن هذه الحياة هي التي يجب أن تعيشها وليس حياة الذكور لنكن أكثر وضوحاً لم تستطيع عيش حياتها كـ ذكر أو كـ أنثى

    كانت حياة من أصعب مايكون

    دلفت الغرفة وعلى ثغرها ابتسامه عريضه جعلت وجهها ينير وكأنها تستمد من وجوده الحياة

    يجعلها تبتسم تلقائيا

    كلاً منهما يعشق الآخر ولكن كلاً منهما يريد الاعتراف في الوقت المناسب

    ولكن هذا سيكلف كلاهما ثمنا كبيرًا

    لنرى ماالذي يحدث في الأيام المقبله

    جلست أمامه قائلة بسعادة

    -سلمان عامل إيه

    -أنا تمام والحمد لله أنتِ عامله

    -أهو ماشيه والحمدلله بحاول أبقى قطه مخربشه بمساعدة البنات ال هنا

    -هههههه ربنا يعينك

    وتابع حديثه بسعادة

    -مبروك


    عقدت حاجبيها وسألته متعجبا قائلة

    -على إيه ؟!!


    أشار بيده على شعره وضعت يدها على شعرها بسعاده قائلة بعدم تصديق إلى ماوصلت إليه حتى الآن

    -آه شفت أنا مش مصدقه نفسي شعري طول بسرعه ولأول مرة وبعد معاناة 25سنه في قصه أخيرًا عشت زي اي بنت

    -عاوزة الحق المفروض نشكر زين على ال عمله رغم إنه كان عاوز يأذيكِ بس زي مابيقولوا (رُب ضارةٍ نافعه)


    كبحت ضحكاتها والتي لاحظها "سلمان"

    رفع أحد حاجبيه ثم عقد يده أمام صدره وقال بشك

    -هو أنا ليه حاسس إن في حاجه كدا ؟


    لم تستطع كبح ضحكاتها أكثر من ذلك دوت ضحكاتها المكان وماهي إلا ثوانِ وسردت له ماحدث منذ البدايه وحتى هذه اللحظه

    كان في حاله من الذهول والدهشة يريد أن يصدق أن من خططت ودبرت ونفذ هي نفسها الفتاة التي تخشى النظر إلى قط يمر بجانبها فتاة أخرى وليست "عصمت" !!!


    أومأت برأسها بالإيجاب قائلة بين ضحكاتها

    -هههههههه معلش ماكنش ينفع يحصل غير كدا ههههههه صحيح مش كل حاجه خططنا لها طلعت زي ماكنا فاهمين بس نقدر نقول إن ٩٠٪؜ من المطلوب أتحقق


    ابتسم في بادئ الأمر لسعادتها ولكن سرعان ما تبدلت ملامحه إلى الجدية والتذمر

    لاحظت "عصمت" هذا الغضب المكتوم

    سألته بقلق وتوتر

    -سلمان إنتَ زعلت ؟


    أجابها بخبث وجدية مصطنعه

    -طبعًا وأنا ال كُنت هاقتل الأستاذ بسببك وفِي الآخر تطلع مسرحيه وأنا زي الأهبل بتفرج ومش فاهم حاجه


    تنحنحت وراحت تقول بحزن

    -بص والله العظيم كُنت عاوزة أقولك بس مش عارفه أعمل إيه خفت من ردة فعلك لما تعرف إن أنا بنت عمك


    رفع شفته بطريقه مضحكه وتحدث وهو رافع حاجبه الأيسر قائلاً بسخرية

    -لأ ياشيخه بجد ؟ على أساس إن أنا كدا هاصدق

    ثم تابع حديثه بصدق

    -مش مهم المهم أن كلها كام شهر وتبقي حرة طليقه وتبدء حياتك من جديد بجد مبروك عليكِ حياتك

    أنهى حديثه وهو يشددا على كلمه

    يابنت عمي ..!!!

    ابتسمت له وكأنها تعترف له بحبه الذي تمكن منها وثبت نفسه في قلبها كمن يزرع شجرة وتشبثت جذوره في الأرض ولا يستطيع أحدهم نزعها بسهولة

    ذهب من السجن وعاد إلى منزله وبالأدق غرفته بـ أحدى المناطق الشعبية


    ******************

    (في شقه مكرم الشربيني )


    كان يجلس على الأريكه بأريحية يتابع أحد الأفلام الرومانسيه القديمه تحديدًا كان

    للفنان (نور الشريف ،حبيبي دائما)

    كان شارد في ملامحها البريئه عفويتها مزاحها وأيضًا غضبها الطفولي

    أشياء كثيرة يرأها فيها ولايراها في غيرها

    قاطع التفكير فيها صوت الناقوس الذي لايهدا

    قام وفتح لها بعد أن هتفت بصوتها المزعج له دائما

    جلس على الأريكه مرة أخرى وعاد يسرح فيها ولايصغى إلى من يحدثه

    كان يفكر في حديث والدتها كثيراً جملة واحدة لاتفارق باله قط

    (حاول تشعل نار الغيرة قول إسم واحدة غيرها يمكن تاخد بالها)

    لوحت بيدها أكثر من مرة حتى ينظر لها فاق من شروده وقال

    -بتقولي حاجه يا صبا ؟

    مصمصت شفتيها بسخرية وقالت

    -ههه صبا لأ خدامتك جميلة الشرقاوي !!

    نفذصبره وقال

    -جميله قولي عاوزة إيه من غير تريقه

    -مافتحتش العيادة ليه انهاردة ؟

    -مليش مزاج

    -امممم وإيه بقى هايعدل مزاجك ؟!

    -ممكن تبطلي تريقه عليا وتقولي أشوفها ازاي ؟

    سألته بخبث

    -هي مين ياميكو ؟!

    أجابها بعد أن نفذ صبره من هدوئها والامبالاة التي تمتلكها كظم غيظه وقال من بين أسنانه

    -جميلللله أنتِ فاهمه وأنا فاهم بقول إيه ؟


    حكت رأسها بتفكير قائلة بجدية مصطنعه

    -بص هو لو ساعدتك هابقى جدعه بس أنا بحب الندالة


    قال بتحذير

    -جميله

    قالت بخوف مصطنع

    -ياما خلاص ياعم هاساعدك بس إيه المقابل ؟

    -ال تؤمري بي تحت أمرك

    -اممم صراحه الموضوع صعب وأنا لازم أستغله لاقصى حد لذلك قررت أساعدك والمقابل عزومه في الحسين على السحور

    -وأنا موافق بس هاشوفها ازاي ؟

    -إيه الغبي دا ماقلت هاتعزمني في الحسين وطبعًا هما معانا


    وقف من فوق الأريكه وقال بسخرية

    -والله الغباء فيكِ مش فيا عشان حضرتك مش واخدة بالك إن ممكن بسهولة تعتذر عشان تفضل مع جدتتها يبقى أنا كسبت إيه ؟


    حكت رأسها مفكرة في حديثه "مكرم " ثم نظرت له وقالت بجدية

    -عندك حق طب هاقولك بص البت سلوى أختي هاتكتب بكره صح ؟

    -يامثبت العقل والدين يارب ودا دخله إيه بال بقوله ؟

    -إنتَ غبي ماهو أنا هاعزمها بحجه الفرح وابقى ادعي لي


    كز على أسنانه وهو يمسح وجهه بنفاذ صبر قائلاً

    -مش عاوز منك حاجه

    سألته ببلاهه

    -إيه وحشه الفكرة ؟

    ثم تابعت حديثها بحيرة

    ياأبني أعملك إيه وإنت أساسا وش فقر مافيش غير إن أنا اروح اضربها في دماغها وأقولك تعال خيطها حتى في دي حظك زفت وإبن عمها دكتور زيك


    زفر بضيق شديد قائلاً بكذب

    -جميله عاوز أشوفها لوحدي عاوز أتكلم معاها لوحدنا عاوز أعرف عنها كل حاجه

    -رقبها !!

    -حسبي الله ونعم الوكيل بجد والله !!


    وقف مرة أخرى وهو يجذب مفاتيحه من على سطح المنضدة قائلاً

    -أنا رايح المستشفى قبل ما ارتكب جريمه قتل في الشهر الكريم دا

    -طب والسحور ؟

    -حضري لوحدك مع الناس أغبى إنسانه على وجه الأرض

    ثم تابع حديثه هامسا

    يلعن القلب ال اتزفت ووقع فيكِ

    رفعت يدها على صدرها ثم على رأسها وقالت بسعادة

    -عشت الله يخليك .....!!!!

    ********************

    (في منزل النشار القديم)

    جلست الجدة على رأس المائدة وعلى ثغرها إبتسامة عريضه على مزاح أحفادها لبعضهم البعض

    قاطعت هذا المزاح قائلة بحزن

    -مش كان سلمان فضل واتسحر معانا ؟


    ردت "قمر" وهي تمضغ الطعام بهدوء قائلة

    -والله ياتيتا قلت له كتير بس هو مش راضي


    قاطعتها "صبا" قائلة بخبث

    -والله ياتيتا سلمان دا أحسن واحد في ولاد عمي جدع وطيب وعمره ماكسر بقلب حد


    سألتها "قمر" بغيظ مكتوم

    -وأنا كُنت كسرت بقلب مين ياصبا ؟


    زين ، كُل ياحبيبي أحسن إنتَ أكلتك ضعيفه اليومين دول

    قالتها "صبا" وهي تضع قطعه من الجبن في طبق "زين"

    الذي شعر بحديث شقيقته ذات مغزى

    تبادلات النظرات بين قمر وزين قاطع هذه النظرات حديث "صبا"

    -سوري ياقمر مش قصدي حاجه بس أنا بقول كلمه الحق لأن أنا اتعاملت مع سلمان وعارفاه

    -وهو أنا ماتعملتيش معايا ؟

    -أنتِ مالك واخدة الكلام على نفسك ليه أنا بقول مجرد رأي مش أكتر على العموم متزعليش


    قاطعها زين ما أن رأى "حسام" يأتي اليهم قائلاً بصوت أجش

    -أنا بقول كفايه كدا ونكمل اكل أحسن لان الوقت خلاص لو سمحتي ياصبا عاوز فنجان قهوة


    قاطعته "قمر" وهي تقف قائلة

    -خليكِ ياصبا أنا هاعمل ليا ولي

    ثم نظرت إلى "حسام" وقالت

    -أعملك يا حبيبى

    حرك رأسه بالإيجاب وهو يمضغ الطعام بهدوء

    ذهبت "قمر" إلى المطبخ تعد القهوة

    كانت في حاله من التوتر والقلق

    وقف على باب المطبخ وقال بخفوت

    -ماتخافيش صبا ماتعرفش حاجه ولو تعرف مستحيل هاتقول أضمن لك دا


    انتفضت ووقع منها فنجان القهوة جلست على ركبتها

    ونظفت الأرض تاواهت ما أن قطع الزجاج يدها

    هرع نحوها وتناول يدها متجه بها إلى حوض المياه

    كتمت شهقاتها قدر المستطاع

    ابتسم بمرارة وقال

    -للدرجه دي خايفه حسام يعرف ؟

    -أرجوك يازين ماينفعش تلمس إيدي أنا هاطهر جرحي بنفسي وياريت تخلي صبا تبطل تلميحاتها دي مش هاستحمل حسام يبعد عني هاموت


    كز عَلى أسنانه وتحدث وهو يضم قبضه يده حتى أبيضت

    يده

    تبا لكِ وله ايتها الحمقاء أنا من يجب أن تعشقيه كل هذا العشق وليس هو

    تركها وخرج من المطبخ متجه إلى غرفته

    صفعه الباب خلفه

    وقف في منتصف الغرفه وهو يضع يده في خصره

    دَنا من سطح المكتب وزاح ما عليه بغضب مكتوم

    طرقت "صبا" باب الغرفه

    أغلق مصباح الغرفة وطلب منها العودة لانه يريد أن يأخذ قسطا من الراحه

    نفذت ماقاله لها


    في صباح اليوم التالي

    وفِي تمام الحادية عشر صباحاً

    نظر إلى شاشه هاتفه المحمول ثم وضعها على أذنه وقال

    -اه يا أمجد أنا صاحي منتظرك إنتَ فين ؟ طب تمام ثواني ونازل لك


    نهض من الفراش وهو بنظر إلى الفوضى التي عمت الغرفة

    مد يده ليرتدي قميصه الأسود

    نزل الدرج بخفه وسرعه

    فتح الباب لـ العمال ثم أشار إلى أمجد قائلاً

    -أدخل ياابني الشقه في الدور التالت

    -مال عينك مانمتش كويس ولا إيه ؟

    -وإنتَ الصادق مانمتش أصلاً تعال


    وقف أمجد وهو يرفع نظارته الشمسيه عن عينه قائلاً بعمليه وجدية

    -يالا يارجالة عاوزين نخلص الشقه قبل الفطار لسه ورآنا شغل كتير

    ثم نظر إلى "زين" وقال بعدم فهم

    -ممكن أفهم إنتَ ليه مستعجل ؟

    -مافيش بس عاوز أبقى براحتي مش أكتر

    -ماشي ياسيدي عقبال ما أفرشلك عِش الزوجيه عن قريب

    ابتسم له بحزن وقال

    -تسلم ياصاحبي معلش مضطر أسيبك دلوقتِ عشان عندي شغل كتير ولما تخلص أبقى سيب المفاتيح مع صبا تحت اوك سلام


    وبعد مرور ساعات طويلة من العمل

    انتهى "أمجد" ونفذ ماقاله "زين"

    سألته بتعجب

    -مين حضرتك ؟

    -أنا المهندس أمجد الدالي صاحب زين ممكن بعد إذن حضرتك تنادي لي على صبا

    -الحقيقه صبا نايمه خير في حاجه ؟ أنا قمر بنت عمها

    -طب معلش لماتصحى ممكن تديها مفتاح شقه زين

    عقدت حاجبيه متسائلة

    -شقه ؟ اي شقه ؟!!

    -ال فوق هي كدا خلاص تمام


    تناولت منه المفتاح وقالت بجديه وعلى ثغرها ابتسامه خفيفه

    -تمام شكرًا لحضرتك أنا هاوصلها المفتاح

    -شكرًا لحضرتك عن إذنك

    -اتفضل


    كزت على شفتيها مفكرة في الصعود إلى شقته الجديدة

    ترددت في بادئ الأمر ولكن حسمت أمرها وهي تصعد الدرج

    في ذات الوقت الذي يصعد فيه "زين" بعد أن قابله أمجد على باب المنزل وأخبره بكل شئ

    فتح الباب وتمتمت بالبسمله

    فرغ فمها من فخامة ورقي شقته كانت على الطراز الحديث كل شئ فيها تحفه فنيه

    سارت في أنحاء الشقه تكتشف المكان الذي تغير قولاً وفعل

    دلفت غرفة نومه وجدتها الجمال في أحسن صوره

    وجدت له صورة بالحجم الطبيعي على أحد جدران الغرفة

    خرجت منها إلى غرفة أخرى ومن غرفة إلى غرفة

    حتى عادت إلى الردهة مرةٍ أخرى

    انتفضت وصاحت بصوتٍ مرتفع نسبيًا قائلة بفزع

    -خضتني يازين


    عقد يده أمام صدره وقال بتعجب

    -أنا مش عارف أنتِ جنسك إيه بالظبط ؟ أنتِ تسمحي لنفسك تتدخلي هنا وتشوفي الشقه ولاكأنك صاحبة الشقه إيه البرود دا ؟!!!

    -الحق عليا إن كُنت عاوزة اطمن على الشقه وأشوفها زوقها

    -وشفتِ أتفضلِ بقى مع السلامه وياريت مانشوفش خلقتك الكريمة دي تاني هنا يالاااا


    قاطعته بحدة قائلة

    -أنت إيه ياأخي مالك بتتعامل معايا كدا ليه عملت لك إيه كل دا عشان رفضت حبك ليا


    دوت ضحكاته المكان وكأنه يصرخ بدلا من أن يضحك ولكن يخشى أن ترى ضعفه

    جلس على المقعد ووضع ساق على الأخرى قائلاً بسخرية

    -لأ نكته حلوة

    نظر لها ثم تابع حديثه بسخرية مقلدًاصوتها الأنثوي

    -حبك ليا ههههههههه امممم

    وقف من فوق المقعد متجه نحوها قبض على ذراعها بقوة جرها خلفه كالبهائم حاولت فك قبضته ولكن اشتد عليها أكثر فتاواهت كان يتحدث هذه المرة بجديه وصرامه محذرًا

    -لو فكرتِ لمجرد التفكير بس أنك تطلعِ عندي تاني أنتِ

    الجانيه على روحك أحترمي ال أنتِ بتحبي وبلاش شغل كيد النسا دا عشان أنا لو قلبت مش هاتعرفي تعيشِ حياتك تاني


    ألقى بها خارج الشقه وأكمل حديثه وهو يوجه سبابته قائلاً بتحذير

    -أبعدِ عن طريقِ أحسن لك أتمنى ماشوفش وشك تاني


    وقفت وهي تجفف دموعها بظهر يدها قائلة بندم

    -على فكرة ربنا بيقبل التوبة وبيغفر و إنتَ مش راضي تسامحنى ليه ؟ كان نفسي نبدأ حياة جديدة زي اي ولاد عم ونعتبر ال حصل دا ماكان

    بس الظاهر إن إنتَ قلبك أسود وأنا آسفه إني بكلمك وأوعدك إنك مش هاتشوف وشي تاني أبداً


    مرت الأيام سريعًا على الجميع

    نفذت "قمر" ماقالته له

    حاولت قدر المستطاع أن لا تجتمع معه في مكانٍ واحد

    كان "حسام" غارق في أعماله العالقه منذ فترة

    والتي أنجازها بسرعه فائقه

    تقرب "سالم "من شقيقه "سلمان"

    حذره كثيرً من شقيقه "سليم" وزوجته

    عادت الحياة نوعا ما إلى الهدوء

    اليوم هو أسعد أيامها اليوم سيعقد قرانها على حبيبها "حسام"

    الذي فعل كل شئ من أجلها

    الجميع في حاله من السعادة لاتوصف بكلمات

    نعم ينقصهم أهم شخص في العائلة ولكن مافعله تنفيذاً لرغباتها

    ذهب الجميع إلى المسجد ليعقد القران

    بينما هو كان يجلس في مكتبه يتصارع مع العقل والقلب

    أخرج مذاكرته التي أصبحت جزء لايتجزأ منه

    ودون فيها خاطرة جديدة أو كما يقول (شخبطه)

    اليوم تزف إلى حبيبها

    وماذا عن قلبه الذي يتمزق

    عشقها حد الجنون

    الرحمه ايتها الجميله

    قلبي يؤلمني حقًّا

    تريد مني أن أكون شاهد على عقد قرانها

    كيف افعل هذا

    دعوني أخبركم سرًا

    أنا أعشقها وهي تعلم ذلك جيدًا

    مرت الساعات وجاء موعد عقد القران

    ماذا أفعل

    أذهب إليها ام أجلس هنا بين ذكرياتي

    قاطع هذا الصراع دخول "سلمان"

    جلس على المقعد ثم وضع ساق فوق الأخرى قائلاً

    -فينك يا ابني بنرن عليك وإنت مش هنا خااالص

    -أهو في الدنيا ياسلمان

    عقد حاجبيه وقال بقلق

    -مالك ياض في إيه ؟

    -مافيش قولي سبتهم وجيت ليه

    -قمر ياسيدي قالت إن إنت هاتكون شاهد على عقد الجواز وطلبت مني أجيبك


    ابتسم بمرارة وقال بداخله

    (مصممه على كسرتي قدمك ياقمر )

    فاق على طرقت أنامل "سلمان " على سطح المكتب وهو يقول

    -هوهوهوا رحت فين ؟

    -معاك

    -بقولك إيه رأيك في جميلة الشرقاوي ؟

    عقد حاجبيه وقال متعجبا

    -من ناحيه إيه ؟

    -يعني من ناحيتك يعني أخبارها معاك إيه بص من الآخر كدا تيتا قالت أكلمك عشان تتجوزها وكدا يعني

    -بس أنا مش شايف جميلة زوجه ليا

    -طب ليه ؟

    -مش عارف عمري ماشفتها غير زميلة صديقه غير كدا لأ

    سأله بشك

    -هو في حد في حياتك ؟

    ابتسم له بمرارة وقال

    -مش هتفرق خلاص

    -طب صراحني يمكن أقدر أساعدك وأجوزها لك دا أنا سلمان بردو

    -هههههه للآسف يا إبن عمي دي الوحيدة ال هاتبقى عاجز قدمها

    -قصدك إيه ؟

    تنهد وراح يقول بجدية محاول منع هبوط الدموع من عيناه قائلا

    -عشان

    ثم صمت برهه ليبلع مرارته وتابع حديثه

    -عشان ال بحبها هاتتجوز انهاردة وعاوزني أشهد على كتب كتابها


    بصق "سلمان" المياه من فمه وهويسعُل بشده ما أن سمع ذلك الخبر

    نظر إليه وقال بعدم تصديق

    -إنت بتحب قمر ؟

    -شفت الحظ بقى !!!

    -طب ليه ما أعترفتش من الأول ليها أو لمحت حتى ؟

    -عشان كُنت بكدب نفسي مجرد إنجذاب مش اكتر يوم وار يوم اكتشفت إنه حب ولما جيت أعترف عرفت أنها بتحب حسام ومتفقين على الجواز

    سأله بعدم فهم

    -طب إمتى طب ازاي ؟

    اجابه بمرارة

    -مش مهم المهم دلوقتِ إننا لازم نتحرك عشان نلحق كتب الكتاب


    قاطعه بصرام وحسم

    -إنت مش هاتروح ولا ها تشهد على حاجه وأنا هأقول أنك


    قاطعه بحدة مماثلة قائلاً

    -لازم نروح عشان ماحدش يشك في حاجه وأنا لازم أكون أول الحاضرين يا سلمان لازم


    قالها "زين" آخر كلماته وهو يحاول منع هبوط دموعه المخنوقة في عيناه ولكنه فشل في إخفاها

    احتضنه "سلمان" بقوة وكأنه يهون عليه مرارة عشقه

    ظل يربت على ظهره وهو يقول له بعض كلمات الصبر

    التي ظن أن لها سحر في هذا الوقت خاب ظنه وسمع صوت بكائه على حبيبته


    وبعدمرور ساعتين تم عقد القران ووقع زين شاهد كما طلبت منه "قمر "

    ذهب الجميع إلى احد المطاعم ليحتفلوا سويا بهذا اليوم بناءً على رغبة "قمر" التي لاتراعي وضع شقيقه حسام وافق حسام بعد أن طلبت الجدة منه

    أعتذر سلمان عن حضور الحفل وذهب مع زين الذي حاول قدر المستطاع التماسك والظهور بالقوة

    استقل السيارة وظل يسير لايعرف إلى أين

    كان سلمان يختلس النظر إليه بين اللحظه والأخرى دون أن يتحدي معه

    توقف فجاة عن السير وترجل من السيارة

    ظل يتابعه سلمان من بعيد

    تمنى أن يصرخ حتى يفرغ مابداخله من حزن وقهر

    وفعل ذلك صاح وقال بصوته العالِ

    -اااااااااااااااااااه ليييييييييييييييييه اااااااااااه يااااااااااااااارب الرحمة من عندك إنت

    قاطع صراخه رنين هاتفه أخرجه وقام بالرد على المتصل ما أن رأى المتصل هي المشفى

    علم منهم أن والدته في تدهورا مستمر وأنه من الضروي التدخل جراحيا لمعالجه قلبها

    هرع نحو السيارة وصاح في "سلمان" كي يترجل من السيارة رفض سلمان النزول وذهب معه إلى المشفى

    وصل المشفى بعد أن كاد أن يدمر أكثر من سيارة

    دلف غرفتها ورمى رأسه في حجرها وكأنه طفل

    ظل يبكي بقهر وحزن على حالتها

    طلب منها البقاء قائلاً

    -

    واتجوزت غيري وأنتِ كمان هاتسبيني ؟ خليكِ معايا أنا محتاج لك قوي

    ترددت يدها قبل أن تملس على خصلات شعره الطويلة

    وضعت أخيراً يدها على مؤخرة رأسه ملست بحنو وقالت قبل أن تفارقه كما فارقته حبيبته قائلة

    -نصيبك تعيش في الدنيا دي قلبك مكسور على أمك وحبيبتك ...!!!!!


    رفع رأسه ونظر لها وجد "سلمان" يغمض عيناه قائلاً بحزن

    -إن لله وإن إليه راجعون


    وقف وصاح بصوتٍ مرتفع قائلاً ببكاء

    -أمي أتكلمت أمي اتكلمت أنا سمعت صوتها بس إنت ليه غمضت عيناها ليه هاااا أمي عايشه


    أوقفته الأطباء بصعوبة بالغه

    حاول كثيرًا منع الممرضات أن تسحب الملاءة البيضاء على وجهه ولكن فشل

    سقط أرضًا وهو يقول ببكاء مرير

    -أميييي أميييييييي ياااااااارب


    جثا على ركبتيه وحاوطه بذراعه ظل يتحدث معه كي يهدئ

    مر الوقت بصعوبه على سلمان الذي يحاول جاهدًا إخراج "زين" من حالته النفسيه

    تجمعت العائلة بأكملها في المشفى بعد أن أخبرهم سلمان

    أتى الجميع وهم لايعرفون مالذي يحدث بالضبط

    ظلت الجدة تسرد لهم طوال الطريق كل ماتعرفه عن والدة زين

    الجميع في حالة من الدهشة والذهول

    انهى سلمان جميع الأجرات لاستخراج الجثمان ودفنها


    وفِي صباح اليوم التالي تم دفن جثمان والدة زين

    وبعد دفنها عاد إلى شقته

    وأغلق على نفسه حتى أول أيام عيد الفطر

    وقرر فجاة مالم يتوقعه أحد وعلى رأسهم "قمر"

    دلف شقه الجدة وجد الجميع في حالة من الحزن

    وقف بعد أن أشار للجميع ليتجمعوا في الردهه وقال بعد أن نظر إليهم ثم نظر إلى "قمر" و"حسام" وقال

    -حسام أنا وقمر .........!!!!!!!

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال