لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 29 - العشق المُر


     ****************

    لم تكن تعلم إنه يريد الخير للجميع كانت تظن إنه وحش يريد قتل الجميع كي ينتقم لنفسه

    حدقته بملتقيها كي يصمت ويكف عن ثرثرته ..!!!!

    قاطعته قبل أن يتحدث ولكن لم يعطى لها اي فرصة للحديث

    أشار بيده وقال بـ رجاء

    -ارجوكِ ياقمر مش عاوز أكتر من خمس دقايق بس

    ثم تابع حديثه محاول كتم بكائه وحزنه على أمه التي فارقته في وقتٍ في أشدالحاجه إليها

    هتف بجديه

    -حسام أنا وقمر لازم نروح نظبط كل حاجه تخص فرح اخواتي

    الوحيدة التي تكاد تقفز من فوق مقعدها هي "قمر"

    كانت تظن عكس ذلك ليكن يفعل مايريد فهي حياته الخاصه ولكن حياتها إياك أن تخربها وإلا قتلك بدم بارد أيها الأحمق

    ابتسمت له وقالت دون أن تشعر

    -ماشي يازين شوف أنت جاهز إمتى ؟

    رمقها الجميع بحدة ماذا تقولين ايتها البلهاء ؟!!

    شعرت بما تحدثته تنحنحت وعادت ترتبت عبارتها لتخرج منها في شكلٍ أسوء

    -في إيه ياجماعه هو قلت حاجه ؟ وبعدين


    قاطعها "حسام" وهو يقف من فوق مقعده قائلاً بغضب شديد

    -بعدين تخرسي خااالص أنتِ كل ماتيجي تكحليها تعميها فرح إيه دا ال يتعمل أنتِ مجنونه ؟!


    لم تكن تعلم إنه عندما يغضب يتحول إلى شخص بربري بهذه الطريقه

    شعرت بالحرج من صراخه وغضبه الشديد وتعمد إحراجه لها بهذه الطريقه

    رقرقت الدموع في عيناها تريد أن تنفجر فيه ولكن تحكمت في غضبها لحين إشعار آخر

    وقبل أن تشتعل النيران في المنزل مرة اخرى هتف مجددا قائلاً بنفاذ صبر

    -ممكن تسمعوني بقااااااا

    أغمض عيناه وقال بقهر وحزن

    -دي أمي أنا ودوّل اخواتي وأنا الوحيد ال أقرر إيه ال ينفع وإيه ال لأ الفرح هايكمل وكل حاجه هاتمشي


    ثم نظر لـ قمر وقال بجديه وصرامه

    -لو سمحتِ ياقمر تشوفي إيه ال المفروض يتم وتنفذي في الحال

    ثم نظر إلى أخوايه قائلاً بصوت لا يقبل النقاش

    -وإنتوا بكرا تكونوا في الفندق ال مراتتكم هاتكون في

    وتابع حديثه وهو ينظر إلى صبا

    -أنتِ كمان ياصبا هاتكوني جاهزه عشان هاتسافري معاهم رحلتك ال نفسك فيها

    استدار ليعود إلى شقته وعالمه المرير من جديد

    نظر حسام إلى "سلمان" وقال بغيظ

    -هو إنت متكلمتش ليه ها مش دا صاحبك وإبن بردو ولا أنا غلطان

    -كُنت عاوزني أقول له إيه ها ؟ أقول له لأ ونبي أحزن وأغضب وإحنا نفضل نعارضك وإنت تعبان وعندك السكر عشان تقع وتروح فيها !! كان لازم اسكت عشان وافقنا ولا لأ النهايه واحدة وهي هاينفذ ال في دماغه

    وبس ولا أنا غلطان ياتيتا ؟

    -أبداً ياابني إنت عندك حق أنا


    كادت تكمل حديثها ولكن قاطعها صوت صراخ وبكاء شديد

    انتفض الجميع في بادئ الأمر كاد يقف "حسام "من مكانه ولكن أوقفه "سلمان" وهو يقول بحزن

    -سيبه ياحسام ال زين بيعملوا هو أحسن حاجه زين قوى وهايخرج من ال هو في بس واحدة واحدة ربنا يكون في عونه

    -بس كدا غلط دا ممكن يحصل له حاجه

    -إن شاء الله مش هايحصل حاجه


    مر الوقت وذهب زين وقمر إلى أحد الفنادق الفارهه

    وقفت وطلبت كل ماتريد

    بينما هو كان يجلس على أحد المقاعد ويضع رأسه بين راحه يده

    ذهبت وجلست بجانبه وقالت بجديه

    -كل حاجه تمام مش ناقص غير لمسات بسيطه وأنا هأفضل معهم لحد لما أخلصها

    -تمام شوفي لو محتاجه حاجه ومش هنا نبعت نجبها منين ؟

    -لأ مافيش كل حاجه هنا تمام


    ساد الصمت لبرهه ثم نظرت له وقالت

    -زين


    رد عليها وهو مازال يضع رأسه بين يده

    -نعم

    -مش إنت بتحبني


    رفع رأسه وهو ينظر لها بذهول سألها بغيظ مكتوم

    -هو أنتِ ماعندكيش دم ؟

    -إنت بتقول إيه ؟

    -بقول الضرب في الميت حرام الرحمه مش كدا

    قاطعته بتوسل قائلة

    -وحياة أغلى حاجه عندك تسمعني

    -أنا عارفه إن ممكن أكون بتكلم في حاجه مش في وقتها

    بس هاموت لو متكلمتش أنا كل ال عاوزه منك الأمان

    -بمعنى ؟

    -إن اي مكان يجمعنا ببعض مبقاش خايفه منك وأنك ممكن تقول اي حاجه تخلي حسام يسبني يمكن إنت حبتني وأنا مابدلتكش نفس الحُب دا

    قاطعها متسائلاً

    -ممكن أعرف مين الغبي ال فهمك إن أنا بحبك ؟

    -كل حاجه فيك بتقول أنك بتحبني يازين

    كاد يتحدث ولكن قاطعته قائلة بتوسل

    -ارجوك اسمعنى خليني أنا متخيله أنك بتحبني خُدني على قد دماغي وتعال نتفق اننا نكون أصدقاء وكل واحد فينا لي عند التاني الاحترام والامان والحماية

    بمعنى أنك تحترمني لشخصي وتحترم رغبتي في عدم قبولي لـ حبك والامان أنك ماتقولش لحد مين ماكان يكون والحماية هي أنك تحميني لما أقع في مشكله

    -توعدني يازين ؟

    تنهد وحرك رأسه بالإيجاب قائلاً بحزن

    -حاضر ياقمر أوعدك

    ابتسمت له وهبت واقفه لتعمل بنشاط كبير

    حتى انتهت من يومها المزدحم الذي بدء بخوف وتوتر وانتهى بسعادة لاتوصف

    بينما هو خضع لرغبتها وفضل البعد على عكس مايطلبه قلبه .....!!!!!!

    **************

    (في شقه مكرم الشربيني )

    وضع فنجان القهوة وهو ينظر لها كانت تتحدث

    بحزن شديد في بادئ الأمر ثم تعجبت مما يحدث

    وعادت تحزن مره أخرى

    نظرت إليه لتستمع إلى حديثه الذي كان هو الأقرب لما يدور بـ رأسها

    كانت تظن أنها على خطأ ولكنه أعترضها

    ابتسمت وقالت بسعادة

    -والله كُنت حاسه أنك هاتقول كدا أنا كدا قلبي مرتاح وهاأعمل ال قلتلك عليه ثم أضافت بخبث

    -وأنت هاتيجي معايا

    سألها ببلاهه

    -وأنا هاجي ليه ؟

    أجابته بنفاذصبر

    -عشان أنت قدري أخلص انهاردة الفرح ولازم نقف جنبه


    كظم غيظه وقال بين أسنانه

    -جميلة هو غبية ؟

    -ليه بتقول كدا !! أنا عاوزة اقف جنبه عادي هو صعبان عليا مش أكتر

    سألها بمكر

    -يعني عاوز تقفي جنبه عشان صعبان عليكِ وبس؟

    أجابته بصدق

    -ايوا طبعًا

    ابتسم لها وقال بتفهم

    -تمام فهمت يالا بينا


    ذهبت معه إلى قاعه الحفل وجدته يقف على باب القاعه يستقبل المدعوين بوجهه الشاحب المصاحب بالاصفرار

    مدت يده وصافحته قائلة بعتاب

    -كُنت عاوزة اشوفك الأيام ال فاتت وإنت رافض هاااا

    ابتسم بحزن قائلاً بتعب

    -معلش كُنت في حاله صعبه

    ثم مد يده ليصافح "مكرم "

    قائلاً بعتذار

    -معلش يا مكرم الكلام أخدني ونسيت اسلم عليك عامل إيه ؟

    -إنت ال عامل إيه ؟

    -نحمد الله على كل حال اتفضلوا

    كانت تبحث بعيناها ولم تجدها سألها بتعجب قائلة

    -بتدوري على مين ؟

    -بدور على صبا مش شايفاها يعني ؟!!

    أشار بيده قائلاً بجديه

    -هاتلاقيها مع اخواتها روحي لها ياجميله واقفه ليه

    ابتسمت له وذهبت إليها

    جلس"مكرم" و"زين" على المقعد

    أشار "زين" إلى النادل وطلب منه فنجان من القهوة ثم عرض على مكرم وافق

    مكرم حاول يبحث عنها ولكنه لم يجدها يشعر بالضيق عندما تغيب عنه لثوانٍ

    سأله "زين" بجديه

    -هو إنت كمان بتدور على حد ؟

    اجابه بكذب

    -لأ بس بتفرج الحفلة متنظمه حلو قوى وبدقه عاليه

    -أنا ال عملتها


    قالتها "قمر" وهي تجلس بجانب زين

    مدت يدها لتصافح "مكرم"قائلة بعفويه

    -أنا مصممه حفلات زفاف وأعياد ميلاد أظن اتعرفنا على بعض قبل كدا صح ؟

    صافحها وعلى ثغره ابتسامة خفيفه قائلاً بمزاح

    -هو الحقيقه مالحقتش بس فرصه سعيدة إن أتعرف على حضرتك تاني

    -أنا قمر النشار بنت عم زين وخطيبة الدكتور حسام النشار

    -مكرم الشربيني دكتور جراحه

    -على فكرة حسام نفسه يشوفك جدًا وكل مايجي يقابلك يحصل حاجه

    -أنا كمان نفسي أقابله من زمان اكيد هانتجمع قريب


    كادت تتحدث ولكن قاطعها صوت رنين هاتفه المحمول

    اعتذر منها وذهب ليرد على المتصل

    بينما هي نظرت إليه وجدته شارد الذهن

    قاطعت شروده قائلة بعفوية

    -على فكرة إحنا في فرح مش ميت ؟

    -إنتوا في الفرح وأنا مع ال مات

    ادركت خطائها تنحنحت وقالت بعتذار

    -آسفه والله يا زين مش قصدي بجد مش قصدي

    -ولايهمك حصل خير

    سألته بتعجب

    -زين هو ازاي مامتك كانت عايشه وفِي المستشفى وإنت بتقول أنها ماتت من زمان

    أجابها بحزن

    -أمي ماتت بعد ولادتي بشهرين

    -ازاي اومال مين ال ماتت من كام يوم دي ؟!!!

    -أنتِ الوحيدة ال لازم تعرف إن بيحاول يسأل كتير بيتعب أكتر لأن الإجابة على سؤالك دا مش مجرد اجابه دي حياة ممكن تتدمر قومي ياقمر شوفي الفرح هايخلص إمتى ؟دماغي هاتتفرتك من الصداع


    ذهبت تنفذ أمره كانت تتحمل غضبه المكتوم وحزن على وفاة والدته

    حاولت بشتى الطرق إخراجه من هذا الحزن ولكن فشلت

    وضع يده على كتفه وقال بمزاح محاولاً تخفيف الضغط

    -عقبالك يا ابو العرسان

    ابتسم له ثم أشار بيده على المقعد قائلاً بشوق

    -اقعد ياسلمان عاوز اتكلم معاك زي زمان

    -على فكرة ماكنتش هاجاي بس بنت عمك ال أنت وهي عملتوا فيها المفتش كرمبوا هي طلبت مني اجاي وبعتلك السلام وبتقولك شد حيلك كدا إنت قدها


    لمعت الدموع في عيناه وكأنها تنوي النزول

    ربت سلمان على فخذه وقال بعتاب

    -أو عى دموعك تنزل أوعى انهاردة يوم مختلف أنا واثق أنك هاتعدي المرحله دي على خير وهاتنسى ومش بعيد تضحك عليها كمان


    زفرت منه دمعة حانيه وقال بقهر

    -دي أمي في حد بينسى أمه أنا كبرت وبَقى عندي 30سنه ولسه محتاج امي زي زمان الفرح والحزن كُنت بروح عندها وارميهم في حجرها صحيح ماتكلمتش مرة بس كان كفايه عليا داخل خارج عليها

    -ربنا رحمها يا زين كانت تعبان وعانت كتير قوي كتر خيرها استحملت كتير واتعذبت اكتر

    -وسابت ابنها يتعذب من بعدها اصعب حاجه في الدنيا إنك تفقد حد عزيز عليك في وقت في أشد الحاجه لي احساس صعب قوي ربنا مايكتبوا على حد

    -يارب

    تنهد "سلمان" وراح يبحث بنظره عن شقيقته

    حتى وجدها ترقص بين الفتيات

    حرك رأسه يمينا ويسارا

    قائلاً بسعاده

    -طول عمرها طفلة مهما كبرت


    رفع زين نظره إليها وجدها تقف بين الفتيات في انتظار باقة الورد

    كانت تؤمن بهذه العادات

    وقفت بجانبها صبا في انتظار باقه أخرى

    بدء العد وألقت العروسان باقات الورد

    ونجحت قمر في أخذ باقة الورد كما نجحت صبا أيضا في أخذ الباقة الثانيه

    عادت قمر إلى الطاوله التي يجلس عليها "سلمان"

    جلست بجانبه بعد أن طبعت قبله خفيفه

    ثم وضعت أمامه باقة الورد بمزاح قائلة بسعادة

    -قولي مبروك ياسلمان

    -مبروك ياسلمان

    نكزته بخفه في كتفه قائلة بغضب طفولي

    -بتكلم جد على فكرة أنا كدا هاتجوز

    سألها بعدم فهم قائلاً

    -ازاي مش فاهم هو بوكيه الورد هو المأذون ؟!!!


    نفذ صبرها من مزاحه زفرت بضيق وراحت تقول بجدية

    -لأ ياحبيبي اقصد العروسه لما تحدف الورد وبنت مش متجوزة تاخده يبقى هي كمان هاتتجوز


    عقد حاجبيه قائلاًبجديه مصطنعه

    -إيه دا والعريس يعمل إيه يحدف الشباب بالجزمه عشان يعرفوا إن ال هاياخد خطوة زي مايستهلش غير الجزمه على دماغه

    هتفت بغيظ

    -سلماااااان

    -بلا سلمان بلا زفت بوكيه الورد دا بكام بقى

    -بـ1000

    -يالهوي دا بتمن مرتب يامفتريه

    ثم نظر إلى زين وقال بتعجب

    -هو إنت فين يا ابني سايبها تصرف في فلوسك شمال ويمين كدا عادي آه ياقاسي


    رنت ضحكاته رغمًا عنه على حديث ذلك الأخير الذي نحج بالفعل في إخراجه من حالته السيئه كما وعد ابنة عمه

    ابتسم "سلمان" وقال بسعاده

    -ايوة كدا خلي الشمس تنور الدنيا


    ابتسم له وقال بود

    -شكرًا ياسلمان على وقفتك معايا الأيام ال فاتت دي

    -عيب ماتقولش كدا دا إنت اخويا فاهم يعنى إيه اخويا

    مر الوقت وعاد الجميع إلى حياتهم

    كما عادت صبا إلى المنزل بعد إصرار شديد على "زين" بالبقاء معه رفض ولكن رفضها وعنادها كان اكبر

    عادت إلى غرفتها تتذكر ماحدث في تلك الليلة العجيبه

    فلاش باااك

    *********

    وقفت تنظر يميناً ويساراً لاتعلم مالذي حدث له ولماذا كل هذا التأخير

    بينما هي تعجبت منها ومن تصرفاتها العجيبه حقا

    سألتها بتعجب قائلة بنفاذ صبر

    -جميلة إحنا بنعمل إيه هنا ممكن أعرف ؟

    إجابتها وهي مازالت عيناها معلقه على باب الحديقة

    قائلة

    -أنا مش عارفه أتأخر كدا ليه ؟

    صاحت بها قائلة بغضب

    -مين دا بسسسس


    انتفضت ما أن تحدثت تلك الأخيرة حديثها العجيب

    تنهدت عندما دخل الحديقه بخطوات واسعة وسريعة

    سألها بذعر

    -مالك في إيه ياجميلة أنتِ كُنتِ كويسه من شوية

    كبحت ضحكاتها قائلة بجدية مصطنعه وهي تربت على كتفه قبل أن تذهب

    -لأ أنا تمام اديني حققت أمنيتك وبقت قدمك عن أذنكم أنا بقى


    جذبتها "صبا" بغضب شديد قائلة

    -أنتِ رايحه فين مش أفهم في إيه في الأول ؟

    -مافيش هو هايقولك كل حاجه مالك

    تركت ذراعها قائلة بحدة

    -مالي ماليش أبداً لما حضرتك تعملي فيها كوبري عشان يجي الدكتور ويتكلم معايا يبقى ماليش

    لما تستغلي الصداقه ال بنا عشان تخليني اتكلم مع واحد ماليش اي علاقه بي وكل ال جمعني بي مجرد صدفه يبقى ماليش لو فاهمه إن أنا زيك تبقي غلطانه

    عقدت حاجبيها قائلة بتعجب

    -زي إزاي مش فاهمه؟

    عقدت "صبا"يدها أمام صدرها وقالت بغضب شديد

    -أنا مش بتاعت شباب زيك يا أستاذة

    قاطعها صوت "مكرم "الغاضب قائلاً بحدة

    -أستاذه صبا من فضلك كفايه كدا وبنعتذر لك عن الخطأ ال عملته جميله

    قاطعته جميله بحدة قائلة بنبرة محشرجه

    -لأ يامكرم أنا لازم أفهم تقصد إيه بكلمه بتاعت شباب ؟!!

    -أيوة بتاعت شباب تقدري تقولي لي بتعملي إيه في مكتب زين كل يوم لحد الفجر ولا علاقتك إيه بـ حسام وسلمان والمكالمات ال ليل نهار شغال في البيت عندنا


    ابتسمت لها بمرارة ثم نظرت إلى "مكرم"

    وراحت تقول بحزن

    -اقولك أنابس الجزء ال يخصك في الموضوع مكرم بيحبك


    قاطعها "مكرم" بغضب ولكن رفضت الصمت وتحدثت بغضب شديد

    -عارفه حبك إمتى ؟ من ساعه ماجيتي عندنا المنطقه

    ال عجبه فيكِ أنك محترمه ومتواضعة وكان عاوز يتقدم بس عاوز ياخد رايك في الموضوع قمت أنا بدافع الأخوة

    وحطي تحت كلمة الأخوة مليون خط عملت لك جوا كنوع من الرومانسيه يعني بس ماكنتش فاهمه إن أنا كدا ممكن أزعجك أنا آسفه

    قاطعها "مكرم" بحدة قائلاً

    -مش أنتِ ال لازم تعتذر ياجميلة ال لازم يعتذر هو أنا عشان فكرت للحظه إن ال بعمله دا الصح عن أذنك أنسه صبا

    مد يده ليمسك بيدها وجرها خلفه وكأنه يعتذر لها عن فعله في تلك الفترة سب نفسه كثيرًا لأن جعلها تبكي

    بينما هي حركت رأسها وهي لاتفهم شئ مما حدث

    باااااااااااك

    وضعت أمامه فنجان القهوة وتحدثت بصوتٍ رقيق

    -أنا عاوزة أعتذر لها يا زين

    تناول منها فنجان القهوة وقال بجدية

    -والله بحاول أكلمها بس مش عارف أوصلها ال عملتيه كان اكبر غلط يا صبا مكرم كان معجب بيكِ وكان عاوز يتقدملك وهي عملت كدا لما لقت مكرم مش عارف يوصلك وضيفي فوق كل دا إن أنا كُنت عارف

    -إنت بتتكلم جد كُنت عارف ازاي ؟!!

    -اليوم ال اتوفت في أمي عرفت وأنا وافقت أنها ترتبها بطريقتها زي ماطلبت بس للأسف ماكنتش أعرف إن أختي عاملة زي القطر

    ظلت صبا تتحدث مع زين حتى طلوع الشمس

    كان يحاول الأتصال بها كثيرًا

    ولكن هاتفها مغلق فشل في تلك الليلة الأعتذار إلى جميلة

    مرت الأيام على الجميع بصعوبة بالغه

    كانت جميلة في حاله نفسيه من الصعب وصفها

    ظل مكرم بجانبها طوال هذه الفترة

    اقسم لنفسه أن يعترف ويحدث ما يحدث لايهم أما والده عليه أن يقبل مهما كلفه الأمر

    تبدل حال الجميع في الأيام السابقة

    كانت "قمر" على خلاف دائما مع"حسام" بسبب بعده وإنشغاله بعمله وسافره خارج البلاد

    عادت تثرثر عن قلة حبه واهتمامه لم يعد يتحمل ثرثرتها طلب منها أن تتركه يذهب إلى عمله في (لندن)

    عادت حياة "زين" إلى الهدوء نوعا ما

    تأقلم على حياته بدون والدته

    حاول كثير ًا الوصول إلى جميلة ولكن فشل كانت تقدم له دائماً أعذار كثيرة حتى لا تراه

    اليوم مختلف على الجميع قرر فيها الجميع

    تغير بعض الأمور الواجب توضيحها

    ولكن كيف ؟!!

    وقف سليم شقيق سلمان أمام الجدة ووضع مفتاح سيارة وقال بخبث

    -معلش كل حاجه في وقتها حلو دي عربيه بدل ال أخدتها زمان

    وقفت قمر فارغه فمها من هول المفاجاة

    كاد سلمان يعترض ولكن أوقفته قمر وهي تجذب منه المفتاح بعد أن لمعت برأسها فكرة لاتخطر على بال شيطان وليس إنسان ...!!!

    حاولت زوجه أخيهافتح باب السيارة قائلة بذعر

    -أنا هاروح أشوف سليم

    أمسكتهاقمر من يدها قبل أن تفتح باب السيارة وتحدثت بجديه

    -لأ أنا عاوزكِ خليكِ


    حاولت كثيرًا أفلت قبضه يد قمر من يدها ولكن فشلت

    قادت قمر السيارة بسرعة جنونية

    كادت أن تصطدم بسيارة زين ولكن نجح زين في تفادي الصدمة

    هرع نحوه "سليم" وقال ببكاء شديد

    -الحق قمر يازين الله يباركلك

    عقد سلمان حاجبيه بتعجب وقال بعدم فهم

    -مالك ياابني في إيه ؟ وبعدين قمر بتعرف تسوق أحسن مني

    هتف زين بصوتٍ مرتفع قائلاً بغضب وهو ممسك ياقة قميص "سليم"

    -إنت عملت إيه بالظبط يا سلييييييم

    فك قبضه يده وقال بنفاذ صبر

    -مش وقته دلوقتِ

    استقل سلمان سيارة زين الذي قادها بسرعه أكثر جنونا

    كان سلمان يتمتم ببعض آيات القرآن الكريم ليحفظ الله شقيقته من كل سوء

    حاول زين الاتصال بـ قمر أكثر من مرة ولكن لايوجد رد

    هتف بصراخ

    -ردي بقااااااا ياقمر

    قلل "زين" من سرعة السيارة ما أن وجد تجمع كبير حول جثة فتاة غارقة في دمها مغطاه بشرشف أبيض

    ترجلوا من السيارة متجهين نحو سيارة الإسعاف

    علموا بعد ذلك أنها زوجة سليم وفارقت الحياة قبل قليل

    اما قمر معلقه في السيارة ولم تستطع الإسعاف إخراج

    حاولت الإهالي إنقاذها ولكن تأرجحت السيارة أكثر من أعلى (كوبري تحت الإنشاء )

    هرع زين وسلمان لإنقاذها بعد محاولا ت شديدة من الشرطه في منعهم لإنفجار السيارة في دقائق وربما ثوانٍ ٍ

    نحج في فك قبضة الشرطي بعد لكمات عديدة

    وقف أمام السيارة التي تهشمت بالكامل

    تردد للحظات في فتح الباب خوفًا من وقوعها بحركة مفاجاة

    هتفت برجاء قائلة

    -زين أنا هاموت ألحقيني

    -لأ ياعمري ماتقوليش كدا اهدي بس عشان أعرف أخرجك

    بكاء مرير وخوف وذعر شديدان يسيطر عليهما

    لحظات وتقفد الحياة النيران تشتعل بمؤخرة السيارة

    كلما حاول فتحها تتأرجح أكثر حتى سقطت من أحلى الكوبري هتفت بصراخ

    -لأاااااااااا

    لحسن الحظ لم يقع زين معها منعته الشرطة هذه المرة بالقوة من نزوله لإنقاذها

    هتف بصراخ

    -قمرررررررررررر

    رُب ضارة نافعه هذا مايقال في أصعب الأوقات

    وهذا ماحدث لقمر عند سقوطها أنقذتها الإسعاف قبل إنفجار السيارة بدقيقه واحدة وتم نقلها إلى المشفى


    الجميع في إنتظار كلمة واحدة من الطبيب تتطمئن قلوبهم

    خرج الطبيب وعلى وجهه حزن شديد وقف وقال

    -عملنا ال قدرنا عليه بس الحالة كانت صعبه و......!!!!!!

    صاح الجميع بصوتٍ مرتفع

    -لأاااااا

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال