لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 43 - العشق المُر


     —————————

    ترك"زين" الحجرة بعد أن أشعل بينهما النيران

    بينما هي كانت تحدقه بملقتيها لو كانت عيناه نيران لجعلت سلمان رماد

    وجهت سبابتها في وجهه وتحدثت بغضب قائلة

    -إنت عارف إنت عملت إيه !!


    أجابها بلامبالاة

    -عملت إيه يعني تستاهلي القلم دا عشان غبائك


    سألته بغيظ مكتوم

    -غبائي أنا ؟!!

    -ايوة عشان لسانك الطويل دا ومتسرعة وفاهمه نفسك قوية ومتسقوية وأنتِ زي الهبلة


    نظرت له بغضب وغيظ سارت نحو باب الغرفة بخطوات

    واسعة وسريعة

    سبقها "سلمان " وصفع الباب بقوة ولصق ظهرها

    خلف الباب وضع يد على باب الحجرة والأخرى حاوط بها خصرها وتحدث هامسا

    -مش هاتخرجي من هنا غير وأنتِ موافقة


    تسارعت نبضات قلبها نظر إلى صدرها الذي يعلو ويهبط

    بسرعة شديدة من قربه الشديد لها

    دَنا منها وقال بخفوت

    -تتجوزني

    فرغ فاهها ما أن أنهى ذاك الأخير حديثه العجيب

    لوح بيده أمام وجهها ليعود بها إلى الواقع قائلاً بحنو

    -حبيبتي راحت فين ؟


    نزعت يده المحاصرة لخصرها وسارت بخطوات سريعة

    حتى توقفت في وسط الغرفة ثم عقدت يدها أمام ذراعها قائلاً بجدية مصطنعه

    -حبيبتك !! يعني حضرتك مش فاقدة الذاكرة زي ماكنت متوقعة يبقى دي لعبة عملها إنت حضرة المحامي العظيم صح ؟!

    -متظلميش زين ، زين ولا حد يعرف حاجه خاالص أنا عملت كدا عشان أجمع العيلة من تاني وعاوز دا يحصل وأنتِ معايا مراتي قلت إيه ياعصمت ؟

    أنا تعبت في بُعدك واتعلمت حاجات كتير قوووي وياريت

    تتهميني بالضعف لان دا مش طبعي


    كزت على شفتيها السفلى مفكرة في عرضه

    ماذا تفعل توافق أم تعقابه على مافعله بها طيلة هذه الفترة

    تنهدت بعمق ثم استدارت وقالت بجدية

    -مش موافقة ياسلمان أنا لسه تعبانة منك بجد


    كاد أن يتحدث ولكن تفاجأ بدخول زين وهو يقول بصوت مرتفع

    -يا تيتااااااا ياجدعااااان


    في أقل من ثانية تجمعت العائلة أمام حجرة سلمان

    سأل "سالم " بفزع قائلاً

    -في إيه ؟

    -سلمان طلب عصمت للجواز وهي وافقت قولوها مبروووووك


    وقبل أن يُبارك فرداً من أفراد العائلة لهما وقفت عصمت

    بقوة مصطنعه تخفي خلفها الضعف والقهر

    ابتلعت ريقهابغصه وتحدثت بصوتٍ مرتفع

    -ماحصلش حاجه ياجماعه زين كان بيهزر على فكرة


    صمتت لبرهه ثم تابعت حديثها بكذب

    -ماعنديش اي مشاعر تجه سلمان غير مشاعر أخوه ليس إلا ياريت ياجماعة ماحدش يفتح سيرة الموضوع دا تاني

    عن إذنكم واريا شغل


    ذهبت "عصمت" بعد أن فجرت قنبله موقوته في وجه سلمان

    الجميع في حاله من الدهشة والذهول

    شعر "زين" بأنه فعل الصواب وأن "عصمت" سوف تخضع للأمر الواقع

    تنحنح وقال بخجل مما فعله قائلاً

    -سلمان أنا آسف ا


    قاطعه "سلمان"وهو يشير بكفه كي يتوقف عن الإعتذار الذي لا فائدة له

    اعتصر قبضة يده بقوة شديدة حتى توقف الدم عن أطراف يده

    تنهد بعمق ثم اتجه نحو "الدولاب" لملم متعلقاته على عجل لم يصغى إلى محاولات زين الذي حاول كثيرًا

    أن يوفق بينهما

    أجلسه على الفراش رغمًا عنه وراح يقول بغضب

    -ياعم اقعد بقى تعبتني


    صاح بوجهه قائلاً بصراخ

    -عاوز إيه إنت ؟

    -عاوزك تطول بالك عليها وبعدين هي بتتدلع خليها تتدلع

    -زين فكك مني تتدلع يبقى مش عليا


    تنهد بنفاذ صبر ثُم أخرج لفافة تبغ وأعط له واحدة

    تحدث معه وهو يُشعل سيجارته قائلاً بهدوء

    -بص ياسلمان أنا معرفش عمك الله يرحمه كتب إيه في الظرف ال سابه ليك لكن ال أعرفه كويس هو إن وصاني أكون في ضهرك وإنت بتطلب الجواز منها


    نفث "سلمان" سحابة دخان كثيفة ثم فرغها في سقف الحجرة نظر إلى "زين " متسائلاً بفضول

    -هو عمك جالك إمتى وعمل الوصيه إمتى

    تنهد وقال له بجدية

    -يوم فرح عصمت لما قلتلك إن في حاجه غريبة ومش عارف أوصل له فاكر اليوم دا

    -آه فاكر

    -لما سبتك وقلت هاعمل مشوار رحت له الأوضه ال واخدها في الفندق وكان ...

    فلاش بااااك

    —————

    طرق "زين" باب الحجرة بأنامله طرقات خفيفه

    دخل بعد أن أذن له بالدخول

    وجده جالس على المقعد يتلقط أنفاسه بصعوبه

    أشار له بالجلوس وتحدث معه بوهن قائلاً

    -ازيك يازين

    -الحمد لله بس شكل حضرتك مش طبيعي إنت تعبان ؟


    تحامل على نفسه ووقف "سليم " من فوق مقعده متجه نحو المرآة ليكمل أرتدا ملابسه وهو يقول بجدية

    -لأ مش تعبان قول إنت عاوز إيه ؟

    -عمي أنا جاي أطلب منك ايد عصمت


    توقف "سليم " عن مايفعله ثم نظر إلى "زين "

    وتحدث معه بنبرة ساخرة قائلاً

    -إنت جاي تطلب مني دلوقتِ أيدها !!


    ثم تابع حديثه متسائلاً

    -واشمعنى الوقتِ ؟

    -عشان نكون بس على نور أنا مش عاوز عصمت ليا أنا عاوزها لسلمان

    -سلمان !!!

    -ايوة ياعمي تعال ننسى كل حاجه واي حاجه تعال نبدأ من جديد ويكون بداية الصلح دا هو جوازهم

    -وسلمان ليه مجاش بنفسه


    تنهد "زين" بعمق وراح يقول بقلة حيله

    -عاوزه يعمل إيه وعثمان بيطلب منه إن يعرف منها حقيقة مشاعرها تجه


    قاطعه بحده قائلاً بغضب

    -يعمل المستحيل عشان يوصل لها يعرفها ويسيب لها حرية القرار مش حضرتك جاي قبل كتب الكتاب بخمس دقايق تقول اصله بيحبها ومش قادر يقول

    أسمح لي أقولك إن دا ضعف وأنا ماينفعش أدي بنتي لواحد ضعيف من السهل جدًا يتنازل عنهامع أول خطر يقابله

    -مين قال إن سلمان ضعيف سلمان أقوى حد ممكن تقابله وأكتر واحد يقدر يحافظ على بنتك وتطمن عليها معاه بس حط نفسك مكانه بيحبها وحد غيره طلب يساعده والحد دا ماينفعش يخونه لانه استمنوا على سره وفوق دا كله حبيبته بنت أكبر أعداه


    نظر له"سليم" نظرات تحمل كل الغضب والغيظ

    اخفض "زين" ما أن رمقه عمه وقال بعتذار

    -أنا آسف بس مش هنكدب على بعض هي دي الحقيقة ياعمي سلمان عمره ماكان ضعيف سلمان ولا بيهرب من المشاكل سلمان بيعمل حساب العيش والملح ودا بقى مش موجود في زمانا

    -أسمع يازين ال إنت بتقوله دا كله كلام وبس مافيش حاجه عمليه وإحنا عملين جدًا بحكم شغلنا تعال نتعامل على الموضوع بعملية أكتر وتسيب العاطفة والمشاعر ال إنت بتقول عليها دي على جنب سلمان مجاش هو بنفسه وطلبها ليه ؟


    صمت زين ولم يجيبه بأي إجابه

    سأله مرة أخرى

    -طب هو ليه ماتكلمش معاها هي وساب القرار ليها ؟


    ذات الصمت الذي خيم على زين كلما سأله عمه سؤالاً جديداً

    أنهى العم حديثه قائلاً بجدية

    -عارف يازين لو سلمان هو كان مكانك دلوقتِ أقسم لك بأن مين ما كان يكون مايقدر يمنع جوازهم وأولهم أنا

    بس بعتذر منك سلمان ساب حبه وماله وحياته وماتقولش باسم العيش والملح لان العيش والملح حاجه والضعف والهروب حاجه أنا هانزل دلوقتِ وهاكتب الكتاب وهاسيب الكلمة الاخيرة للقدر لو ربنا رايد إن الجوازة دي متكملش يبقى مش هاتكمل اي كانت الأسباب عن أذنك

    باااااااااااك

    ————-

    بس ياسيدي والباقي إنت عارفه كويس


    سأله سلمان بحزن عميق

    -هو ليه الدنيا كلها شايفة إن أنا ضعيف


    أجابه بجدية

    -عشان الناس ليها الظاهر وبعدين إنت كل مشكلة أكبر وقت واجهت في مشاكلك كان خمس دقايق وبعدها بتهرب


    صاح به بصوت مرتفع قائلاً بغضب شديد

    -مش ضعععععف مش ضعف والله الحاجه ال هاتيجي بالدم والقتل مش عاوزها الحاجه ال هاتفرق الأخوات عن بعض بلاها منها


    سأله "زين" بذات النبرة الغاضب قائلاً بحدة

    -وحبك ليها هايجي بالدم ؟ وجوازك منها هايفرق الأخوات ؟!!


    أجابه بقهر قائلاً

    -لأ بس أنا أقل منها في كل حاجه مستواها الإجتماعي تعليمها


    قاطعه "زين" قائلاً بغيظ

    -بطل هبلك دا أقل منها في إيه إنتوا الاتنين نفس المستوى الإجتماعي والتعليم هي مهندسة وإنت شيف في أهم وأكبر الفنادق وأظن شغلتك دي بقت أهم وأحسن شغلة في العالم


    ثم أضاف بجدية قائلاً

    -ال بيحب يا سلمان مايعرفش الفروق ال إنت بتحسب لها دي لو بتحب عصمت بجد أسعى عشان توصل لها

    وسيبك من الهري دا عصمت بتحبك بس لسه مصدومه ويمكن تكون خايفة


    سأله بتعجب قائلاً

    -خايفة ؟!


    أجابه بجدية

    -ايوة خايفة تسبها زي مابتعمل دايما


    تك وعاوزك أكتر منك بس دا دلع بنات


    ختم حديثه وهو يربت على كتفيه قائلاً بجدية

    -يالا يا بطل عشان عندك إجتماع كمان ساعه في الشركة ولازم تكون مسيطر هااا أوعى تفضحنا


    تنهد سلمان وهو ينظر له صمت لبرهه ثم قال بسعادة

    -ولاه أنا عازمك على سهرة ملوكي

    -إنت في إيه ولا إيه يامتخلف إنت ؟!!


    عدل "سلمان" ياقة قميص "زين" وهو يقول بخبث

    -أقف واتفرج على عمك سلمان وهو بيلعبها على الشناكل


    وعلى الجانب الآخر في شقة "حسام"

    تجاهل تام من حسام تجه "قمر" كلما حاولت التحدث إليه كان دائما يتصدى لها المنزل صامت حزين ولو كانت الجدران تتحدث لصرخت في وجهه تطلب منه التحدث تطلب منه العفو

    حسام عندما يغضب من "قمر" يتجنبها تماماً منعًا للمشاكل

    بينما هي لم تستطع أكثر من ذلك

    كان يفعل كل شئ لنفسه حتى فنجان قهوته يفعله بنفسه

    دلفت المطبخ وتحدثت معه

    كالعادة لم يجيبها خرج من المطبخ وجلس على الأريكه

    يرتشف القهوة وهو يشاهد التلفاز الذي لا يراه من الأساس

    وقفت من فوق الأريكه متجه نحو حجرة نومهما تحلب له دليل طهارتها


    لو عاوز تطلقني أنا ماعنديش مانع بس قبل الطلاق وزي ما اتهمتني في عرضي وشرفي

    احب أقولك إن مظلومة ودا دليل برائتي


    قالت "قمر " عبارتها وهي تمد له ورقه بيضاء مدون فيها بعض العبارات بالغة الإنجليزية

    تناولها "حسام " منها وقبل أن يقرأ مافيها قام بتمزيقها

    إلى قطع صغيرة جدًا

    ثم ألقى بها في صندوق القمامه

    وقف من فوق الأريكه

    جثا على ركبتيه ورفع وجهها إليه قائلاً بعتاب

    -لو فاهمه إن عقابي ليكِ وتجاهلي ليكِ الفترة ال فاتت دي عشان أنا شاكك فيكِ لاسمح الله يبقى غلطانه


    كادت أن تتحدث ولكنه وضع سبابته على شفتيها قائلاً بحدة

    -خليني أكمل لوسمحت ياقمر أنا عارف أنتِ إيه ومين

    وال صدر مني دا رد فعل لل عملتي فيا ابويا مريض كانسر والوحيدة ال وقفت جنبه أنتِ وولاده ولا الهوا

    أنتِ عملتي حاجه كويسه بس في نفس الوقت غلط

    اتحرمت من ابويا في آخر أيامه


    انسدلت دموعها على وجنتها وهي تنظر له

    بلعت مرارتها بغصه وراحت تقول بنبرة متحشرجه

    -عمي الله يرحمه طلب مني دا ومكنش قدمي غير أوافق


    سألها بفضول قائلاً

    -وصلتي لـ بابا إمتى وازاي ؟!!


    أجابته بجدية وهي تضع على سطح المنضدة مجموعه من المفاتيح قائلة

    -دا مفتاح عيادتك الجديدة ودا مفتاح عربيتك

    طبعًا فاكر لما كُنت عروسه وبطلب منك فلوس كتير وأقول الفستان دا عجبني والطاقم الدهب دا عاوزه

    وإنت طبعًا كُنت بتدفع من غير حتى ماتشوف الحاجه ال جبتها

    وأكيد بردو الفلوس ال كُنت كل شوية تبعتها لي وإنت مسافر


    قاطعها ماسائلاً بعدم فهم

    -ايوة ودا دخله إيه بالموضوع

    -دخله إن أنا سمعتك وإنت بتتكلم مع تيتا لما أختك عصمت خرجت من السجن فضلت كتمه في نفسي وفضلت أفكر إزاي ترجع وتبني مستقبلك وسط أهلك وناسك لحد لما وصلت إن تعمل عيادة هنا لقيتك بتبعت لي فلوس من غير حساب ولا بتعمل حساب لبكرا

    المهم قمر تاكل وتشرب وتلبس أحسن حاجه وأنا لقيت نفسي بصرف فلوس وقبل ماتخلص تكون بعت تاني

    قررت إن أجمع مبلغ وأجيب شقة في مكان كويس وتبقى عيادة تعبت شوية بس الحمدلله ربنا وفقني واشتريت شقة بمبلغ مش بطال واليوم ال إنت عملت في مفاجاة جيت مصر كُنت هاقولك بس لقيتك عامل عقد لمدة سنه وإن في عليك شرط جزائي لو مكملتش في المستشفى قلت لنفسي أنها فرصه عشان أكمل باقي الحاجات الناقصة ليك زي الأجهزة وغيره

    وفضلت أجمع فلوس وبعت عربيتي لأن مش محتاجها في الوقت الحالي وجبت لك عربية جديدة بدل ال بعتها

    عشان تكمل لي فلوس العربية الجديدة ال قلتلك عليها

    كل دا مشي زي ماكنت مخطط له قررت أروح لعمي وأقوله ابنك ال أتنازل على كل حاجه عشان يتجوزني أهو بقت عنده عيادة وعربية معتمد على من غيرك

    رحت الفيلا ولقت هناك أستاذ عبد المسيح وكان ...

    فلاش بااااك

    —————-

    وقفت على باب الفيلا تشاهد مشهد لم يخطر على عقلها يوما

    وضعت يدها على فاهها لتكتم شهقاتها التي كادت أن تخرج من صدرها

    وجدته يصراخ يتاوآه يناجي ربه كي يرحمه من العذاب

    حاول "عبدالمسيح " أن يعطي له إبرة طبية ولكن فشل يده مرتشعة

    سارت نحوه بخطوات واسعة وسريعة جلست أمامه وجدت جبينه يَصْب عرقا وكأنه يصعد إلى قمة الجبل

    يلتقط أنفاسه بصعوبة شديدة

    تناول منه الأبرة الطبية أخرجت منها الهواء ثم قامت بحقنه

    وبعد مرور دقائق معدودة انتظم نفسه وذهب في سبات عميق

    نظرت "قمر" إلى مساعد عمها متسائلة بنبرة متحشرجه قائلة

    -ماله يا أستاذ ...


    أجابها بحزن

    -إسمي عبدالمسيح حنا المستشار العام لمجموعة النشار هو حضرتك مين ؟

    -أنا قمر النشار بنت أخو ، ومرات الدكتور حسام

    ثم تابعت حديثها قائلة بحزن

    هو ماله ؟


    صمت لبرهه مفكراً لدقائق وربما كانت ثوانِ لايعرف

    كان يريد أن يخبرها حقيقه مرضه الخطير ولكن يخشى غضبه الشديد ماذا يفعل

    تنهد وهو ينظر لها وراح يقول بجدية

    -مش هاينفع أخبي أكتر من كدا عم حضرتك مريض كانسر والمقدم "عثمان" كان ومرضش يقول له


    وقع عليها الخبر كالصاعقة شعرت بدوار كبير كادت أن تقع ولكنه لحق بها ساعدها في الجلوس ثم طلب من إحدى الخدمات كوبٍ من العصير ولكنها رفضت

    تنهدت بعمق ثم نظرت إلى مساعد عمها وطلبت منه

    أن يقص عليها كل شئً يعرفه من البداية حتى هذه اللحظه

    سرد لها الكثير والكثير مما يعانيه عمها كانت تبكي بصمت لم تكن "قمر "فتاة قاسية مافعلته ما زين شئ وما تفعله مع الآخرين شئً آخر

    حتى الآن تشعر بألم ما فعلته تريد الإعتذار ولكن كلمة الآسف لن تكفي بالنسبة له

    فاقت من شرودها على تآواه عمها وصوته الضعيف وهو يحدثها قائلاً بوهن

    -قمر !!


    كففت دموعها وهي تنظر له محاوله إخراج الكلمات من بين شفتيها المرتجفة ولكنها فشلت

    عمها كان قاسي حاد جرحها بكل ما تحمل الكلمةمن معنى ولكنه في النهاية عمها آخر ماتبقى من عائلتها المفككة عائلتها التي لم ترى منها أي خير منذ قدومها لهذه الدنيا حتى هذه اللحظه

    إبتسم لها بوهن ثم قال بصوتٍ ضعيف

    -سامحيني ياقمر وحياة حسام عندك سامحيني يمكن أكون كنت قاسي غبي معاكِ سامحيني


    بلعت مرارتها بغصه قائلة بنبرة متحشرجه

    -لو عاوزني أسامحك يبقى أرجع لولادك ال طردتهم من حضنك


    أعتدل في جلسته بعد أن شعر بالراحه بعض الشئ

    مد يده ليرتشف القليل من المياه ثم نظر إليها وراح يقول بنبرة حانيه ممزوجة بالندم

    -ياريت كان ينفع ياقمر بس أنا مش عاوز صورتي تتهز في نظرهم عاوزهم فاكرني القوي مش عاوز نظرة عطف وشفقة من حد


    قاطعته بحدة قائلة

    -دول ولادك إنت بتقول إيه ؟!!

    -أنتِ عارفه لو أنتِ مدخلتيش صدفة كُنت طردتك بردو بس ربك لي حكمه في كدا


    سألته بتعجب

    -حكمة إيه ؟


    أجابها بنبرة ساخرة

    -داين تدان زي ما شمت في مرضك وعجزك ربنا حقك أهو خُدي وأفرحي

    -متقولش كدا أنا عمري ما أعمل كدا أبدا


    سألها بتعجب قائلاً

    -هو أنتِ جايه ليه


    أجابته بتردد

    -كنت جاية عشان عشان عصمت أصلها من يوم ال حصل وهي قافلة على نفسها

    -اخوكِ هو السبب بيحبها واتنازل عنها

    قاطعته بعفوية

    إنت السبب تحكماتك وسيطرتك هما السبب


    قهقه بوهن قائلاً بين سعاله الذي اختلط مع ضحكاته

    -لي حق حسام يتمسك بيكِ أنا لو منه كنت اتجوزتك


    ثم تابع حديثه بجدية قائلاً

    -تعرفي رغم كل ال حصل حسام فضل ماسك فيكِ بايده وسنانه إنما سلمان من قبل حتى يا يعترف لها هرب وقال مليش دعوة الحب الوحيد ال مابنعرفش نعوضه لو متمسكناش بي مش هنعرف نعيش


    سألته بتذمر طفولي

    -طب والعمل يا عم أسامه منير


    أجابها بسخرية

    -تيجي كل ماتكوني فاضيه نناقش القضيه سوا يمكن نلاقي حل ولحد دا مايحصل

    هابعت أستاذ عبد المسيح لـ عصمت عشان يخليها تمسك الشغل بعد مايعقد الدنيا في وشها ويقولها إن مافيش حل غيرها هي


    دام الحديث بينهما طويلاً لم تشعر معه بالوقت ولم يشعر معها بالتعب

    قمر فتاه تعشق الخير ومساعدة الغير نقطة ضعفها "حسام" لم تستطع رؤيته حزين شارد تعشق ضحكاته ومزاحه وعفويته لاتريد أن ترى غضبه وجديته

    اتفقت "قمر" مع عمها أن تأتي إليه كلما سنحت لها الفرصة بذلك

    كما اتفقت أنه يخضع لرحلة العلاج الكيماوي والإشعاعي

    كذب عليها وأخفى حقيقه تطور مرضه حتى يرأها ويعوض مافاته من حنان وحب قبل نهاية عمره ...!!

    باااااااااك

    ———

    كففت دموعها وهي تقول بنبرة متحشرجه قائلة

    -وبس كدا هي دي كل الحكايه


    وضع يده خلف مؤخرة رأسها والأخرى تربت على ظهرها بحنو وراح يقول بفخر واعتزاز

    -أنا لو ينفع أطول النجوم بأيديا وأجبلك نجمة كنت في لحظات عملتها

    يأجمل وأحن قمر دخل حياتي


    نكزته في صدره بقضبه يدها وهي تقول بتذمر طفولي قائلة

    -ياسلام ياخويا هو دا ال تقدر عليه الكلام وبس


    أخرجها من حضنه ثم غمز بطرف عينه قائلاً بوحاقه

    -وبقدر على حاجات تاني تحبي تشوفي ؟


    ضربته في كتفه قائلة بحده مصطنعه

    -اتلم


    ثم تابعت حديثها بجدية قائلة

    هو إنت فتحت الجواب ال بابا سليم اديهولك


    لم يعد يشعر ما أن لفظت تلك الأخيرة لقب (بابا)

    من تطلق عليه اللقب والده هو ؟!! بالطبع نعم

    الجميع تبدل حاله

    نسى كل شئ وخطفها في قبله طويلة عميقه تكن لها بنيران الشوق والحنين

    بادلته تلك القبلة الطويلة وهي تحاوط رقبته بتملك وكأنها تخبره كم أشتاقت له

    حاوط خصرها بقوة جعلتها تتأوآه

    حاولت الخروج من لتغضب وتثور ولكنه فاجأها بحمله لها متجه نحو غرفتهما

    ثم وضعها على الفراش وعاد مرة أخرى إلى قبلاته وتعطشه الشديد لها

    سحبها في عالم الغرام والحب الذي منذ وفاة والده امتنع عن دخوله وكأنه يعقاب نفسه قبلها .


    وعلى الجانب الآخر وتحديدا في شركة "سليم النشار "

    كانت تجلس على مقعده تعطى الأمر لهذا وذاك

    كادت تكمل حديثها ولكنه قاطعها قائلاً بجدية

    -صباح الخير معلش اتاخرت عليكم


    قاطعته بنبرة ساخرة وهي تنظر في ساعه معصمها قائلة

    -قصد حضرتك مساء الخير إحنا داخلين على ٢ الضهر


    إبتسم لها إبتسامه مزيفه وقال بجدية

    -اتفضلي يا بشمهندسه على الكرسي بتاعك ورايا شغل


    دبت قدمها غيظٍ وغضبا ثم اتجهت نحو مقعدها

    جلس وهو يحاول كبح إبتسامته على تذمرها الطفولي

    بدء الإجتماع وكأنه معتاد على هذا النوع من الإجتماعات

    ختم حديثه الذي دام أكثر من ثلاث ساعات قائلاً بجدية

    -وبكدا تكون كل جاهزة ونقدر نسلم سفيان نصّار في المعاد من غير اي شروط جزائيه


    ثم وجه حديثه إلى "عبد المسيح " قائلاً

    -إحنا نقدر نعمل المشروعات بكل المعدات ال عندنا ولا في حاجه ناقصه ؟

    -إحنا نقدر نعمل ماعدا الازاز بنستورده من برا لجودته العاليه ودا بيكلف المجموعه فوق طاقتها والوقت الحالي من الصعب نعمل كدا


    صمت "سلمان" لبرهه مفكراً في حديث "عبدالمسيح "

    بينما هي كانت تتابعه كي ترى فشله الذي تعودته عليه

    ولكنه فاجأها بحديثه قائلاً

    -طب احنا نقدر ناخد قرض من البنك بضمان الشركه والمصنع ونشتري مصنع صغير


    قاطعته وهي تقف تعلن عن غضبها واعتراضها الشديد

    قائلة بغضب

    -إنت بتقول إيه ؟ دا مستحيل يحصل الشركه والمصنع ممكن يضيعوا لو أخدنا قرض زي دا مُستحيل يحصل فاهم مُستحيل

    أجابها بهدوء تام قائلاً

    -مش أنا هاعمل كدا يبقى هايحصل


    ثم تابع حديثه بجدية قائلاً

    -أستاذ عبدالمسيح عاوز كل الأجرات المتعلقة بالموضوع تخلص خلال يومين عشان هناخد القرض قبل نهاية الأسبوع مافيش وقت ياريت تقدر الموقف

    -حاضر يافندم


    نظر الجميع وقال بثقة

    -انتهى الإجتماع اتفضلوا على مكاتبكم وهانبلغكم بكل جديد


    خرج الجميع ماعدا "عصمت" التي مازلت تستشيط غضبا من حديثه وجنونه

    صفعة الباب بعد خرج الجميع دبت بيدها على سطح المكتب الزجاجي وقالت بنبرة تشوبه التهديد

    -ال إنت عاوز تعمله دا أكبر غلط


    ارتشف رشفات سريعة من القهوة ثم نظر لها وراح يقول بوقاحة وهو يغمز لها بطرف عينه

    -أنا بعشق الغلط جمدي قلبك وجربي الغلط معاياهايعجبك


    رفعت كفها كادت أن تصفعه

    -آه ياسافل يا قليل الأدب


    مسك بيدها قبل أن تصفعه قائلاً بجدية

    -أنتِ تفكيرك شمال أنا قصدي على القرض يامتخلفه


    ثم أضاف بسخرية قائلاً

    -وبعدين هو يوم مافكر أغلط هايبقى مع أنتِ


    سألته بغيظ قائلة

    -ومالي أنا بقى إن شاءالله ؟


    أجابها بتأفف قائلا

    -شكلك بجد بيئه روحي ياماما شوفي البنات وبعدين حطي نفسك في مقارنه

    في مرحله كدا عند البنات اسمها التطور في اللبس والميك أب دا ماعدش عليكِ ؟


    كادت تتحدث ولكنه قاطعها وهو يخرج من غرفة الاجتماعات قائلاً بسخرية

    -مش قادر أبص لك بجد لالالا هايجي لي تلوث بصري عن أُذنك


    وبعد مرور ساعات العمل عادت إلى المنزل بحثت عنه في كل مكان لم تجده سألت عنه وعلمت إنه في شقته

    ما هي إلا ثوانِ ودقت بابه

    فتح لها متسائلاً بنبرة ساخرة

    -مالك قلبتي عصام كدا ليه ؟


    تجاوزته وتحدثت بغضب شديد قائلة بتحذير

    -زين اقسم بالله لو ماشفت حل في سلمان دا لولع في اديني بقولك أهو عشان دا إنسان مستفز وغبي


    ما أن أنهت تلك الأخيرة سُبابها اللاذع خرج "سلمان " من المطبخ وهو يحمل فنجان القهوة

    سألها بغيظ مكتوم

    -سلمان ماله ياعنيا ؟


    تنحنحت ثم وقفت من فوق الأريكه وقالت بتلعثم

    -سسسللماااان. أنا أنا


    قاطعها بحدة قائلاً

    -أنتِ إيه ؟ أنتِ إيه ؟!!!


    كادت أن تتحدث ولكن قاطعها "زين" وهو يقف أمام "سلمان" قائلاً بحدة

    -مالك ياخفيف إنت هاتعمل على البت قاضي وجلاد

    -يعني بعد كل ال أنا حكايته دا وبدافع عنها

    -آه أدافع عنها وأكسر عضمك كمان لو فكرت تتعرض لها


    هتفت بصوتٍ خفيض قائلة بسعادة

    -حبيبي يازينو


    ثم التفتلها وقال بذات النبرة الحادة قائلا

    -وأما تغلط أكسر دماغها لحد ماتفهم غلطها وبعدين بقى شغل القط والفار في مش حلو كدا هتخربوا الدنيا

    ياريت نكبر ونعقل ونعرف إن الشغل شغل أنا تابعت مع الأستاذ عبدالمسيح وضع الشركه وعرفت منه إن كلام عصمت صح


    صاحت بصوت مرتفع قائلة

    -شفت بقى


    قاطعها "زين" قائلاً بجدية

    -بس بردو سلمان فكرته صحيحه وعمليه

    وعشان أنا شايفه إننا ناخد الخطوة ال قال عليها سلمان

    وأنا هادعمك عن مدير البنك ويسهل لك الأجرات عشان نكسب وقت


    وقف سلمان من فوق الأريكه قائلاً بسعادة

    -حيث كدا بقى ياكبير اجهز للحفل ال عملها جاسر وحازم بمناسبة العقد الجديد

    ثم أضاف بحماس

    -الواد جاسر اتصل وقال إنها مليانه

    سألته "عصمت " ببلاهه قائلة

    -مليانه إيه ؟


    أجابها بسخرية

    -مليانه عفاريت

    كادت تتحدث قاطعها دخول "صبا " وهي في كامل أناقتها ورقتها

    هتفت بصوتٍ رقيق

    -أنا جاهزة يا زينو

    -تعالي ياقلب الزين أنا كمان هادخل البس

    سألته عصمت بغيظ قائلة

    -واشمعنى أنا بقى

    قاطعها سلمان قائلاً بسخرية

    -كخ يابابا كخ مابناخدش أطفال معانا

    ثم نظر إلى صبا قائلاً بإعجاب شديد

    -إيه يابت الحلوة دي

    -سلماااان

    -نحم

    -انا بقول تنزل أصل كمان شوية في ناس هطلع نار من كل حته وكمان زين مش هايسكت لك


    أغمض عينه وقال بجدية مصطنعة

    -اديني واحدة سلمان كدا


    كبحت إبتسامتها وقالت بغنج شديد

    -سلمان


    ثم نظر لعصمت التي كادت أن تنفجر من شدة غيظها

    -قولي كدا سلمان


    هتفت بصوت خشن

    -سلماااان


    هز رأسه بنفاذ صبر قائلاً

    -مافيش وجه مقارنه حمار بيقلد غزال عن أذنكم


    دوت ضحكاتها المكان ثم نظرت إلى عصمت قائلة بعتاب

    -ملكيش حق ياعصمت يابنتي فين الأنوثة والرقة ال كانوا عندك لازم تظهري البنت الكيوت ونفس الوقت الشرسه لو تتطلب الأمر


    أغتاظت منها ومن حديثها ربما تكون على حق لذلك هي غضبت ولكن تأبى الأعتراف بذلك

    ذهبت من أمامها قبل أن تطلب العون والمساعدة كي تكون في كامل أناقتها فهي مازلت جديدة على هذا العالم

    بينما صبا تُعد ملكة متوجه على عرش النساء

    خرج "زين" من الغرفة بعد أن غمر جسده بالعطر الذي جلتبه له صبا


    ما أن رأته قامت بالتصفير والتصفيق الحار تبدئ إعجابها بهِ

    ثم عقدت ملامحها للتذمر الطفولي قائلة

    -أنا كدا مش هعرف امشى جنبك البنات هاتعكسك يازين


    إبتسم لها ثم طبع قبله على رأسها قائلاً

    -وبنا يخليكِ ليا ياعمري أنتِ


    ثم تابع حديثه بسعادة قائلاً

    -ممكن الجميل بتاعي يغمض عينه

    سألته بفضول

    -ليه؟!!

    أجابها بنفاذ صبر

    -قلت غمضي عينك


    وضعت يدها على عيناها قائلة بستسلام

    -أهو ياسيدي


    ماهي إلا ثوانِ وقامت بفتحهما

    وضعت يدها على عنقها قائلة بسعادة

    -الله يازين دي السلسلة ال تيّم جابها لمراته وقال لي هجيب لك زيها

    -طول ما أنا عايش مش عاوزك تطلبي من حد غيري


    قاطعته بحزن

    -إخس عليك يا زين ماهو أخوك بردو

    -ايوة بس هو لي مراته وبنته يعني هما أولى بكل قرش إنما أنا عازب عايش ملك وطول مانا عايش ملك يبقى لازم تكوني أنتِ ملكة


    هزت رأسها قائلة بحزن

    -لأ يازين مش عاوزة كدا أنا عاوزة الملكة تيجي تنور مملكتها وأنا هابقي أسعد واحدة في الدنيا كلها


    تنهد وقال بجدية

    -بس أنا مبفكرش في الجواز دلوقتِ ولحد لما يجي الوقت وأقول في عاوز اتجوز هاتكوني أنتِ أميرتي الغالية


    ثم تابع حديثه وهو يحتضن وجهها قائلاً بتوعد

    -مين دا إبن الكلب ال هاياخدك مني بس لما يجي عامله بسناني

    قاطعته بنفاذ صبر

    -بس يجي وأنا هاخليك تعلقه والله عشان راكني دا كله


    دوت ضحكاته المكان ما أن أنهت تلك الأخيرة حديثها الساخر

    الوحيدة التي تستطيع إخراجه من حالته المزاجية دائما هي صبا

    احتضنها وتحدث معها وهو يربت على ظهرها بحنان قائلاً

    -مستعجلة ليه بكرا يجي وياخدك وأشحتك منه بالعافيه

    -مين دا ياحبيبي دا هاكون عندك الليل قبل النهار

    -تيّم وآسر قالوا كدا ودلوقتِ بنتقابل في المناسبات وبالعافية هي دي سنه الحياه ياصبا يالا عشان اتاخرنا


    وبعد مرور ساعه وصلوا إلى الحفل

    جلس زين لمدة لاتقل عن خمس دقائق وما أن جائته

    فتاه جميله تطلب منه الرقص

    وقف "زين " يترأقص وكأنه راقص محترف

    بينما هي جلست بجانبه تستشيط غضبا

    تريد جذبها من خصلاتها تلك اللعينه التي تجرأت على جذبه وشقيقته بجانبه وهو سار خلفها وكأنه لايراها

    زفرت بحنق شديد وتحدثت بغيظ وغضب شديدان قائلة

    -شايف زين !؟؟ بيعمل إيه

    إلا شايف دا عيني مش جايبه غيره يالهوي عليه وعلى فستانه

    قالها وهو ينظر إلى الجميلة التي تترأقص معه على الموسيقى الصاخبة

    نكزته في كتفهوتحدثت من بين اسنانها

    -فستان مين ياابو عين زاغيه أنا بتكلم على اخويا

    -وانا بتكلم على ال مع اخوكِ

    هتفت بتوعد وهي تنظر له بغيظ شديد

    -ماشي يازين حسابك معايا بعدين

    وقبل أن تتحدث مع "سلمان"

    أتت فتاة جميلة وقفت وسألته برقة

    -هو حضرتك معاك فون ؟

    أجابها بمكر

    -طبعًا معايا خير ياجميل

    -معلش اصل عاوزة اعمل مكالمة ينفع فوني مش مجمع شبكة خااالص

    وقف من فوق القعدة بحزن مصطنع

    -القاسي وجاله قلب تعالي اوديكِ حته فيها شبكة

    جذبته من معصمه قائلة بغيظ

    -رايح فين ؟

    أجابها وهو يغمز لها بوقاحة قائلاً

    -هو دا سؤال يتسأل يامتخلفه رايح اعمل بلاغ في شركة الاتصالات طبعًا مش هاتاخر شهرين أو ربما سنتين على حسب الطابور


    اغتاظت منهما وقالت بقهر

    -إيه الشباب دي مابتفكرش غير نفسها اروح أنا بقى أولع في نفسي

    ماشي يازين يابتاع البنات يال عامل فيها محترم وعينك في الأرض

    وعلى الجانب الآخر وتحديدا في شقة "حسام"

    كانت ساكنه في حصن تستمع إلى وصيه والده التي توصي بأن يعاملها معاملة الأميرات

    كان حسام يعقب على كل كلمة كتبها والده بطريقته الخاصة

    انهى الوصيه وهو يقول

    -حط قمر في قلبك قبل عينك لو زعلتها يبقى كمان زعلت أنا كتبت لـ قمر الفيلا بأسمها وهي كهدية مني ليها بمناسب جوازكم وهي ليها حرية التصرف فيها تبع أو تخليها واخيرا ادعولي بالرحمه

    طبق الظرف وقال بحزن

    -الله يرحمك يابابا

    ثم نظر لها متسائلاً بفضول

    -القمر بتاعي عاوز يعمل إيه في الفيلا ؟


    كزت على أسنانها مفكرة لثوانِ ثم قالت بحماس

    -أنا مش هابيع الفيلا

    -عاوزة نقعد فيها يعني


    هزت رأسها هزة خفيفه قائلة

    -تؤ تؤ تؤ


    عقد مابين حاجبيه قائلاً بنبرة حائرة

    -اومال عاوزة إيه مش فاهم

    -نعملها مستشفى خيري وتكون بتعالج الأورام حاجه زي صدقة جارية على روحه

    -والله فكرة حلوة وأنا هاخلي كل أصحابي يشتغلوا فيها

    ونعمل توسعات ونعمل مركز يعالج الناس بالمجان

    بس هايكون إسمه إيه المعهد دا ؟

    -جنات

    -دا إسم مامت زين الله يرحمها هو كدا مش ممكن زين يزعل

    -يزعل ليه إذا كان دا حاجه حلوة ليها

    يسألها بعدم فهم

    -واشمعنى جنات ؟

    أجابته بحزن

    -كنوع من الأمل والتعويض

    -ازاي يعني ؟

    -الأمل للناس إن مرضهم والصبر عليه هايوصلهم للجنة والتعويض لزين عن والدته

    -تفتكري هايفرح؟

    -أكيد


    مر الحفل بسلام وعاد ثلاثتهما إلى منزل الجدة ليكمل

    حياته

    مر الليل والجميع غارق في نومه يحلم بما لم يتوقعه من قبل

    دنت منه حاوطت كتفه بذراعها طبعت قبله على وجنته برقه شديدة التفت إليها وعلى وجهه إبتسامة خفيفه

    جذبها من معصمها أجلسها على فخذيها

    تأمل وجهها البشوش وهو يتحدث بصوتٍ خفيض

    -وحشتيني قوي

    كزت على أسنانها وقالت بخفوت وهي تداعب أزرار قميصه الأسود

    -لو وحشتك صحيح كُنت خدتني معاك مش تسبني هنا لوحدي

    مرر أنامله ليفك رابطة شعرها الطويل وقال وهو يقترب من شفتيها

    -لو هانقول لو كدا كتير الليل هايهرب مننا ومش هانستمتع بي

    رفعت حاجبها الأيسر ثم نظرت إليه مفكرة وراحت تقول

    -امممم موافقة أعيش معاك الليل بطريقتك بس توعدني تكون آخر مرة تروح من غيري

    حملها وهو ينظر لها نظرات ذات معنى ثم غمز لها بوقاحة قائلاً

    -الليلة دي سبني أقول وأحب فيك

    دوت ضحكاتها المكان ثم نظرت إليه وقالت وهي تحضن وجه بين كفيها

    -صوتك جميل قوي يازين

    -إنت قلبي يازين

    ابتسم لها ثم طبع على شفتها قبلة وقال بهمس

    -وأنا بعشقك ياقلب الزين


    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال