ملاحظة : لكل من واجهته مشكلة عبر التطبيق ولكل استفسراتكم وتعليقاتكم المرجوا التواصل معنا عبر الواتساب :
212651371981+
ولا تبخلو علينا بتقييم التطبيق بخمسة نجمات ☆☆☆☆☆ عبر بلاي ستور والتعليق عليه لنطور التطبيق اكثر.
#الحلقة_التاسعه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
وبالفعل استطاع داغر الحصول علي 14 فتاه وستكون هدير القربان الاخير له ,,
بعد ان قدم خادم داغر القربان للملك زافير ,,
قال له زافير " اخبر سيدك ان يسرع في تقديم باقي القرابين " ,,
" امرك مولاي ساوصل رسالتك اليه " ,,
" انصرف الان ايها الخادم " ,,
" امرك مولاي " ,
رجع الخادم لسيده داغر ,,
واخبره برسالة الملك زافير ,, فتنهد داغر وقال لنفسه " اذن لابد من زيارات متعدده لتلك البشرية العنيده ,, "
************************** **.
استيقظت هدير وقامت لتتجهز ذهابا للامتحان ,,
ذهبت للحمام وتوضأت وصلت صلاة الصبح ,,
وكانت والدتها تعد لها بعض السندوتشات لكي تفطر بها قبل الذهاب للامتحان ,,
ادت هدير صلاتها ,, وانهت فطارها ,, و ارتدت ملابسها في عجاله ,,
لأن صديقتها مكه كانت تنتظرها في ميعاد قد حددوه معاً ,,
نزلت هدير من شقتهم بعد ان ودعت والدتها واخوها الصغير ,,
ولكن هناك من كان ينتظر ظهورها ليري جمالها ,,,
انه المولع والهان جارها ,,
محمود الذي احبها ولكن من خجله لم يصارحها خوفاً من فقدانها ,,
كان محمود يقف بالقرب من بيت هدير ,, إلى أن نزلت ,,
فتتبعها محمود وسار وراءها بمسافه كبيره حتى لا تشعر به ,,
تقابلت هدير ومكه وذهبوا في طريقهم للامتحان ,,
ولكن مكه لاحظت ان هناك شخص يتبعهم ,, ولكن لم تكن تعلم بأن محمود من جيران هدير ,,
فقلقت فهمست لهدير بأن هناك شخص يتبعهم منذ خروجهم من شارعها ,,
فالتفتت هدير في حظر ,, فلاحظت ان من يتبعهم هو محمود ابن الاستاذ هاني الاباصيري جارهم ,,
فطمأنت هدير صديقتها انه ابن جارهم ومن الممكن ان تكون صدفه في تشابه طريقهم ,,
ولكن مكه كانت تنظر من الحين للاخر وترى ان محمود لم ينزل عينيه من علي هدير ,,
فقالت مكه لهدير ذلك لاحظت ان محمود معجب بهدير ,,
فلم تعيرها هدير اهتمام ,,
ولكن هذا نبه هدير لكي تلاحظ تصرفات محمود حيث كانت تراه احياناً يتواجد بمكان دروسها او مدرستها او يمر من امام المنزل ينظر عالياً تجاه شباكها ,,
لم تفكر هدير كثيراً بالموضوع لانها تريد التركيز في امتحانها ,,
اقتربت هدير للمدرسة ,,
ولكن قبل ان تدخل المدرسه وقفت والتفتت للخلف ولكنها لم ترى محمود مرة اخرى ,,
فلقد وقف بعيداً يتوارى عن الانظار يراقب هدير ,,
لأنه شعر ان هدير احست بمراقبته لها ,.
فالتفتت هدير ودخلت مدرستها وصعدت للجنتها وقرأت الفاتحه لكي يفتح الله عليها ,,
بالفعل كانت هدير متميزه في دراستها ,, بالرغم مما تمر به ,,
انهت هدير امتحانها ,, وتقابلت مع صديقتها مكه وجلسوا في احد اركان المدرسه واخذوا يراجعون الاجابات سوياً ,,
ولكن هدير لمحت اثناء جلوسها مع صديقتها ,, شخص يمر من امامها يضع رائحة عطر تعلمها جيداً ,,
فرفعت نظرها لكي تتحق من ذلك الشخص ,, فوجدته يقف عن سيره ويلتف وينظر لها وهو يبتسم بكل سخرية و استفزاز ,,
ثم رفع يده واشار باحد اصابعه علي مكه ثم وجه يده تجاه رقبتها وقام بعمل اشارة للذبح ,,
مما يعني انه سيقتل صديقة هدير المقربه ,,
شهقت هدير وهي تنظر له وتنظر لصديقتها في خوفاً ,,,
فنظرت لها مكه في حيره " ماذا هناك يا هدير , ما بك " ثم نظرت مكه في اتجاه نظر هدير فلم ترى شئ يوحي بالخوف ,,
ولكن هدير ظلت تنظر لداغر الذي ظل واقفاً ينظر لها في توعد
فأخذت مكه تصيح بها وتهزها لكي تفيق مما فيه " يا هدير مالك في ايه ردي عليا " ,,
بعد ثوانٍ قليله نظرت هدير لمكه وقالت لها " ان هذا الرجل يهددني " ,, وهي تشير تجاه داغر
فنظرت مكه ولم تجد احد في اتجاه اشارة هدير " مفيش حد يا هدير انتي مالك في ايه ؟؟ "
فالتفت داغر وتابع طريقه وهو يضحك بسخريه الى ان اختفى ,,
علمت هدير انها وحدها فقط تراه ,,,
هدير " يالا بينا نمشي يا مكه بسرعه "
" في ايه يا هدير انا بدأت اخاف منك " ,,
" مفيش حاجه افتكرت حاجه مهمه عايزه اشتريها لماما "
" حاجه مهمه ؟؟ فهميني الاول انتي كنتي مالك "
" مفيش يا مكه يالا بس امشي بسرعه "
خرجوا من المدرسه بالفعل فوجدت شخص اخر ينتظرها كان مختبأ بين السيارات المصطفه علي طرفي الطريق انه محمود ,,
ولكنها لم تجد في المزاج الذي يسمح لها بالتركيز في اي شئ فلم تعيره اهتمام واخذ تمشي بسرعه وهي تمسك بيد مكه وتجرها خلفها ..
ولكن مكه وقفت وسحبت يدها بعنف من قبضة هدير وهي تصيح " في ايه يا هدير انتي مالك بتجريني وراكي زي الجاموسه كده فهميني يا اما تروحي وتسبيني "
" يا غبيه مش وقته ,, لو مش مشينا هتموتي يا غبيه افهمي بقي ,, "
" هموت ازاي وليه يا هدير بلاش تخوفيني بقي وبطلي سخافه انتي صاحبتي الوحيده ومش عايزه اخسرك "
" يا مكه بالله عليكي بس مش وقته تعالي عندي البيت وهفهمك كل حاجه " ,,
" ماشي لما نشوف بس والله لو الموضوع طلع سخافه من الاول مش هتشوفي وشي تاني "
عندما رأى محمود تلك المشاده فتقدم نحوهم علي أنه كان يمر صدفه ,,
السلام عليكم ,,
فردت الصديقتان الغاضبتان ,, " وعليكم السلام "
" انا اسف علي تدخلي يا انسه هدير بس فكرت ان في مشكله ولا حاجه وانا واجبي كجارك قولت احاول اساعد "
" لا مفيش مشاكل ولا حاجه ,, وبعدين انت اصلاً ماشي ورايا من الصبح ليه ؟؟ ,, ومين يسمحلك بكده ,, ياريت مش كل لما اروح مكان الاقيك ماشي ورايا عشان مقولش لعم هاني والدك انك بتعاكسني " ,,
فاحمر وجه محمود وسقطت عيناه ارضاً خجلاً ,,
ثم قال في خجل ,,
" انا .. انا اسف يا انسه هدير.. انا بس كنت رايح الكلية ومعدي بالصدفه .. انا اسف مره تانيه ,, "
ثم انصرف في طريقه ,,
" انتي عملتي كده ليه يا هدير ,, انتي احرجتيه جداً حرام عليكي ,، انتي في ايه مالك النهارده " ,,
" مفيش سيبك منه يالا بقي نروح ,, "
تابعا طريقهم للمنزل ,, بعد ان وصلت هدير وصديقتها للمنزل ورحبت بهم والدة هدير ,, واعدت لهم بعض الطعام السريع والشاي واطمأنت علي امتحانهم ,,
وتركتهم بغرفة هدير يتحاورون ,,
قالت مكه بصوت خافت وهي لازالت غاضبه " هدير قوليلي في ايه ,, او والله هزعل منك بجد " ,,
" اهدي بس يا مكه وحاولي تصدقي كل اللي هقوله ليكي ,, بس توعديني انك مش هتتخلي عني وتفضلي صديقتي "
" ياستي قولي بس وملكيش دعوه ,, والله مش هتخلي عنك ,, الا بقي لو كنتي بتشتغليني بجد " ,,
" انا في واحد بيحبني ,, "
" بجد محمود دا ولا مين يا هدير " ؟؟
" لا واحد بيحبني بس مش من هنا " ,,
" امال منين ما تقولي الكلام كله علي بعضه " ,,
" من تحت , "
" من تحت فين جاركم يعني اللي في الدور اللي تحت ؟ "
" لأ من تحت الارض "
" هاهاهاهاهاها بطلي هزار بقي يا هدير بدل ما والله هقوم امشي ومش هتشوفي وشي تاني " ,,
" والله مش بهزر في واحد من العالم السفلي بيحبني ,, واسمه داغر ابن ملك من ملوك الجن " ,,
ثم اخذت هدير تروي حكايتها ,,
وكانت مكه لا تقطع كلامها ولكن كانت تسمع في ذهول وتحول وجهها الجميل الصافي الي وجه ذو عين جاحظه و فم مفتوح يدل علي الاندهاش والخوف في نفس الوقت " ,,
انتهت هدير من روايتها ,,
ومكه لازال وجهها لا يحمل الا تعبير واحد ,, الخوف والرهبه والفزع ,,
" شوفتي بقي انا كنت خايفه عليكي ليه , لأنه هددني بيكي " ,,
" يعني انا ممكن اتقتل في اي وقت ؟ "
" مش عارفه والله يا مكه بس هو اكيد ميعملش حاجه زي دي , لأنك ملكيش ذنب في كل دا " ,,
" انا هقوم اروح يا هدير وهبقي اتصل بيكي بعدين "
ظهر القلق والتوتر اكثر علي وجه مكه , لأنها تعتقد انها من الممكن ان تكون مقتوله في اي وقت ,,
انصرفت مكه من بيت صديقتها هدير وهي غاضبه حائره خائفه ,,
سمعت هدير صوت والدها الذي آتي بعد انصراف صديقتها بقليل ,,
وهو يتحدث إلي والدتها " الطب الشرعي افاد ان المقتول هو الدكتور اللي كان هيخطب بنتنا ابن صديقي بالعمل " ,,
" لا حول ولا قوة الا بالله , الله يرحمه بس مين عمل فيه كده يا ابو هدير ؟ "
" لا يعلم احد من قتله او تقدري تقولي ان الذي قتله لا يحمل اي صفه بشرية ",
" يعني ايه يا ابو هدير انا لم افهم " ,,
" لا تشغلي بالك ,, اريد ان أكل بالله عليك " ,,
ذهبت الام لتعد لزوجها الطعام لكي يسد جوعه وتهدأ معدته عن الثوره والاحتجاج ,,
ولكن هدير عادت لتجلس علي سريرها بعد ان تنصتت علي كلام والدها ,,
وهي تدعو ربها ان يحفظ اسرتها وصديقتها مكه من اي سوء قد يحدث في الايام المقبلة ,,,
لم تكن هدير في المزاج الذي يسمح لها بالمذاكره ,,
ولكن من كثرة الضغوط علي عقلها طول اليوم ,,
استسلمت للنوم لا اريد ان اقول لكم انها واصلت نومها حتي اصبحت الساعه العاشره مساءاً ,,
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة ان الجن العاشق لا يكثر زياراته الا اثناء نومك ,,
يحتل احلامك ,, ولكن بعض الاحلام تكون واقعاً ولكنه مرير ,,
كانت الأم تجلس بالصاله بعد ان اطعمت زوجها ودخل لينام قليلاً ,,
اخذت تفكر في موضوع ابنتها وكانت قلقه عليها جداً
لدرجه انها كل ليلة تدخل علي ابنتها تطمئن عليها ,,
ولم يحدث اي شئ غير طبيعي في كل مره تدخل عليها ,,,
فقط هدير تكون نائمه ,,
بعد ان تعبت الام من كثرة التفكير دخلت ونامت بجانب زوجها وابنها الصغير سمير ,,
كانت هدير لازالت نائمه بغرفتها ولكن باب غرفتها فُتح واغلق مره اخره بدون ان يظهر احد ,,
ولكن انهم هؤلاء الذين يحبون التلاعب بنا دون ان نراهم ,,
فاذا رأيت شئ يقع ارضاً او باب يفتح دون ان ترى اي شئ ,, لا تقترب الا وانت تقول بسم الله اللهم اني اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون ,,
ولكن هدير لم تكن واعيه لتعلم ذلك فهي تغرق في احلامها ,,
بعد ان اغلق الباب نرى داغر في هيئته الموحشه المفزعه ,,
يقف امام المرآه وينظر لتلك المرآه التي تسببت في عشقه لجسدها وحب امتلاكه لها وحده ,,
قام بسحب الغطاء من فوق هدير بهدوء تام ,, ليراها تنام بثيابها المنزليه التي تجسد بعض الاماكن في جسدها ,,
اذا نظرت لعيناه الان ترى فيها شهورة ولذه لا حدود لاقصاها ,,
حيست اصبحت عيناه السوداء التي تتميز بالشق الطولي الاحمر الدامي اللون اكثر اتساعا مليئه بالرغبه من الشهوة والانتقام مما فعلته هدير والتقليل من شأنه وتحديه ,,
ولكن هنا في ذلك الموقف كانت الشهوه هي المسيطره ,,
فانحنى تجاهها واخذ يشم بأنفه الكبيرة المضغوطه السوداء كالفحم بل واكثر سواداً من الفحم شعرها الذي ينساب علي الوسادة ..
واخذ يلمس بعض الشعيرات منه ,, ثم اخذ ينظر لجسدها الممد امامه ,, ثم حملها برفق وقربها من جسده الاسود الملئ بالشعر الكثيف ..
ثم قام بلمس جسدها بيده الملعونه .. الي ان وضعها مره اخرى علي السرير .. ثم هب واقفاً واخذ يلوح بيده شرقاً وغرباً وهو يردد بعض الكلمات ,,
فبدأ جسد هدير في الطوف في الهواء وهدير لا تدري بما يحدث لها ..
ثم قام بقراءة بعض الكلمات مره اخرى .. فبدأ حائط الغرفه في الارتجاج بشده ثم بدأ شق يفُتح في ذلك الحائط .. كأنه باب سحري وعندما فُتح ذلك الشق ظهر من خلفه نفق طويل مظلم تظهر بعض العظام الادميه علي باب ذلك النفق ..
بعد لحظات ظهر صوت شئ يزحف ,, ولكن الصوت كان يأتي من النفق ,,
ثم ظهرت أيادي لكائنات بشعه .. جلودهم تتحلل وعظامهم ظاهرةٌ بعضها والبعض الاخر يتوارى تحت الجلد المحلل ..
فأخذت ايديهم تمتد في انتظار الامساك بجسد هدير الذي كان بدأ يتحرك في تجاه النفق ,,
الا أن فُتح باب غرفة هدير ..
فوقع جسد هدير الي السرير مره اخرى ,,
ولكن من دخل هو والدها الذي رأى ذلك الشق يغلق وذلك الظل الذي كان يقف بجوار سرير ابنته اختفى ,,
انه لا يدري ماذا رأى ولكنه صعق وجرى علي ابنته التي هبطت فوق سريرها مره اخرى ,,
وبدأ في ايقاظها ليطمئن عليها ,,
" يا هدير اصحي يا بنتي ,, يا هدير ,, يا هدير "
بعد عدة محاولات استيقظت هدير وهي تمد جسدها من اثر النوم العميق ,,
تفتح عينيها بصعوبه وهي تبتلع ريقها وتجيب " في ايه يا بابا سيبني نايمه بالله عليك " ..
" لا انا عايزك تقومي دلوقت يالا تعالى روحي نامي في الغرفة هناك بجانب والدتك " ..
" ليه طيب يا بابا ,, انا بحب انام هنا ,, سيبني بالله عليك "
" ماشي بس امك هتيجي تنام بجانبك " ,,
" طيب ماشي ,, "
وعادت هدير لنومها ولكن الاب سارع في ايقاظ والدة هدير ,, وشرح لها ما رأى
فكانت الام بدورها لابد ان تشرح له ,,
ظلوا يتحدثون فيما حدث وقد عاتبها علي ما تعلمه ولم تخبره ,,
وكل هذا وهدير نائمه لا تدري بأي شئ يدور في غرفتها من حديث والديها ,,
" والله انا كنت مفكره الموضوع سهل وهيدعي وقولتلها تشغل قرآن ,, وهي بعدها قالتلي مفيش حاجه حصلت تاني ,, هتلاقيها نسيت تشغل القرآن قبل ما تنام النهارده "
" كان برده لازم تقوليلي عشان اتصرف ,, المهم قومي شغلي القرآن حتى يأتي الصباح لأن دلوقت احنا في منتصف الليل ونشوف بقي بكره هنعمل ايه في المصيبه دي "
" ربنا يسترها يا اخويا ان شاء الله ,, ربنا كبير "
قامت الام بتشغيل القرآن الكريم .. وتركها الاب وذهب لينام بجانب سمير ,, حتى لا يشعر بالفزع اذا نهض ولم يجد احد بجانبه ,,
سمعت الام شخير الاب مما يعني انه غاص في نومه بسرعه ..
ولكن الام قبل ان تنام اخذت تنظر لابنتها وتبكي علي ما قد صابها ,,
ونوت ان تذهب لاحد الشيوخ غداً ,, لينظر في امر ابنتها ,,
نامت الام بعدها وهي تحتضن ابنتها ,,
ولكن هدير في ظل كل هذه الاحداث ,, كانت غائبه في عالم أخر ,,
لأنها كانت تقع تحت سيطرة عقليه من داغر لذلك فقد نامت من عصر اليوم السابق الي صباح يوم جديد ,,
لكي لا تشعر به وهو يأخذها إلي عالمه السفلي عبر ذلك النفق لولا تدخل والدها في اللحظات الاخيره ,,
ارسلت الشمس اشعتها داخل غرفة هدير من خلال شباكها ,,
فاستيقظت ووجدت والدها تنام بجانبها ,, فقامت في هدوء لكي لا توقظها ,,
دخلت الحمام وغسلت وجهها وتوضأت ثم صلت الصبح ,,
واخذت تعد الافطار ,, الا انها فوجئت بدخول والدتها خلفها مسرعه ,,
كأنها رأت حرامي في الشقه ,,
ففزعت هدير من ذلك الموقف " ايه يا ماما خضتيني بجد في ايه ؟ "
" مفيش حاجه يا بنتي انا قلقت عليكي لما لم اجدك بجانبي ,, "
" انا قمت احضر الفطار لما لاقيتك نايمه عشان بابا لما يصحى يروح شغله " ,,
" ماشي يا حبيبتي , بس ابوكي عرف اللي حصلك لأنه بيقول دخل عليكي امبارح شاف حاجه مش مظبوطه في الاوضه ظل اسود والحيطه فيها شق " ,,
" ينهار ابيض وقال ايه ؟؟ "
" صحاني من النوم وقالي اجي انام هنا جنبك ولما يصحى قالي هيتصرف ومش عارفه هيعمل ايه ,, بس احنا لازم نروح لشيخ النهارده يا بنتي ,, مش هينفع نسكت اكتر من كده ,,
" ماشي يا ماما انا خلاص قربت اخلص الاكل ,, معلش يا ماما صحي بابا وسمير عشان نفطر سوا كلنا ,, "
" ماشي يا حبيبتي ,,
دخلت الام غرفتها لتيقظ زوجها وابنها ,, ولكن لحظات وسمعت هدير صوت امها تصرخ صراخاً عالياً دوى في المنزل كله ,,
اسرعت هدير الى غرفت والدها ,, لتجد سمير نائم علي الارض ,, و ابيها غارق في دمائه مشوه الوجه وملابسه مقطعه ,, وجسده به جراح من شئ كالمخالب الحاده ,,
فأصبح السرير ملئ بالدماء الجافه ,,
اخذت الام تهز زوجها لكي يفيق لأنها تشعر بأنفاسه ,,
ولكنه لا يجيب ,, ولكن هدير تمالكت نفسها وحملت اخوها من علي الارض ووضعته علي السرير فغرفتها وطمأنته وهي تمسح شعر رأسه بيدها ,, وجرت امسكت الهاتف المحمول الخاص بوالدها ,, واتصلت بعربة الاسعاف ,,
وعندما انتهت المكالمه ودخلت غرفة والدها مره اخرى ,, رأت في الجانب المظلم من الغرفه باتجاه السقف ما هو يقف ويفرد جناحيه ويبتسم ابتسامه عريضه ساخراً ,,
انه داغر الملعون من فعل ذلك بوالدها ,,
مرت 15 دقيقه حتى حضرت سيارة الاسعاف وصعدت وحملت والدها الي احد المستشفيات العامه ,,
ذهبت الام والابنه والابن بعد ان صحى علي صوت سيارة الاسعاف ,,
الي المستشفي ,, فوجدوا الممرضين والطبيب يستقبل الحاله ,,
و ادخلوها العناية المركزه و منعوا من الدخول فوقفت الام والابنه يحاولون النظر من خلال زجاج غرفه العناية .,,
ولكن دون فائده مرت ساعه وخرج الطبيب لكي يطمئنهم ,,
" الحمد لله حالته اصبحت مستقره ,, ونقلناله دم بسرعه لانه نزف كتير وخسر كثير من الدم .. بس ايه اللي حصل وعمل فيه كده ؟؟ "
ردت الام وهي تبلع ريقها قلقه خائفه علي زوجها " محدش يعرف والله يا دكتور هو في حاجه غريبه بتحصل عندنا في البيت ,, مره وجدوا شاب مقتول في الشقه المقابله لنا ,, والنهارده استيقظنا ووجدناه ملقى علي السرير بهذا المنظر ,,"
" عموماً المستشفي بلغت الشرطه بالحالة دي والمفروض في ضابط هيجي هنا يشوف الموضوع دا ,, بس اطمنوا ان شاء الله هيبقي كويس " ,,
" شكراً يا دكتور والله طمنتني ربنا يطمن قلبك " ,,
جلست الام وابنتها وسمير جلس علي رجل اخته ,, في احد اركان المستشفي بالقرب من غرفه العناية المركزه ,, لأن الطبيب اخبرها انها لن تستطيع زيارته بسبب سوء حالته وانه لم يفيق من البنج ,,
ظلت الام تنتظر بالساعات إلى ان سمحوا لها بأن تزوره لمدة دقيقة واحده ,,
دخلت الام وخلفها طفليها ,, وقفت امام السرير تنظر لزوجها حيث رأت قدمه اليمنى وذراعه الايسر في موضوعين في جبيره بيضاء ,,
" ماما هو بابا قدمه وذراعه مكسورين ولا ايه ؟ " تقولها هدير وهى تنظر لوالدها بذهول ,,
" باين كده يا بنتي ,," تقدمت الام ونظرت لزوجها وجدت ان كل جزء في وجهة لا يخلو من الجروح ,,
ورقبته بها قُطب لجرح عميق ,,
نزلت دموع الام بدون قصد بسبب حالة زوجها المزرية ,,
" لو سمحت كفايه كده عشان المريض " ,,
خرجت الام بصعوبه بالغه هي واولادها ,,
عند خروجهم من باب غرفة العناية ,, رأت هدير داغر يقف خلف سرير والدها ,,,
فعادت صارخه ,, ابعد عنه متأذهووووووش ,,
ولكن تدخلت الممرضه وعنفت هدير علي علو صوتها ,,,
ولكن هدير لم تجيبها ونظرت نحو والدها فلم تجد داغر مره اخرى ,,
خرجت هدير ووالدتها تحاول تهدئتها ,,
جلست هدير بجانب والدتها وهي تفكر اتخبر أمها ان سبب ما حدث هو داغر اللعين ,,
ام لا ؟؟ ,,
الا ان حظر شخصان يقفان امامهما " انتي زوجة استاذ نور الدين اللي في العناية المركزه ؟ " ,,
" ايوا انا ,, مين حضرتك ؟؟ "
" انا الرائد سامح حسين وجاي احقق في حادثة الاستاذ نور الدين " ..
" اتفضل ,, "
" ممكن بس شوية بيانات الاول ,, الاسم والسن والعنوان ورقم تليفون المنزل ؟ "
" جاوبته بكل هدوء ويسر بالتفاصيل الذي ارادها " ,,
" الاستاذ نورالدين كان في وقت حدوث الحادثه ؟ "
" هو كان نايم بجانب ابني سمير في الغرفه الداخليه الكبيره , "
" وانتي كنتي فين ؟ "
" انا كنت نايمه بجانب ابنتي لأنها عانت كابوس في منتصف الليل فقمت انام بجانبها حتى تطمئن " ,,
" طب وانتي نايمه مقومتيش تشربي وحسيتي مثلاً بحرامي او حركة غريبه ؟ "
" لا والله يا سيادة الرائد ,, انا قمت الصبح متأخره ,, ولاقيت بنتي واقفه في المطبخ بتحضر الافطار ,, ودخلت اساعدها ولما لاقينا نور الدين لم يستيقظ كعادته دخلت اوقظه فوجدته علي حالته التي جاء بها للمستشفى ,, وسمير ابني كان ملقى في الارض نائماً ,, "
" امممممم ,, طيب ,, مفيش اي اعداء لكم في المنطقه مثلاً ؟ "
" لا والله الناس كلها بتحبنا وعمرنا ما عملنا مشاكل مع حد " ,,
" طيب ماشي ,, شكراً لحضرتك وان شاء الله لو في جديد هنتصل بحضرتك ,,
" داغر هو اللي عمل كده حضرتك ,, "
نظر الضابط ومرافقه (كاتب المحضر) و الام لهدير في دهشه وتعجب....................! !
#الحلقة_العاشرة
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
نظر الضابط ومرافقه (كاتب المحضر) و الام لهدير في دهشه وتعجب ,,
" داغر ؟؟ داغر مين يا حبيبتي ؟ " يقولها الرائد وهو يبتسم في دهشه ,,
" داغر دا الجن اللي اذى والدي وهو الجن اللي قتل الشاب اللي في الشقه اللي ادامنا " ,,
الام معنفه بنتها " انتي بتقولي ايه ؟؟ انتي هتخرفي يا هدير " تحاول الام ان تنقذ الموقف لأن الشرطه لا تأخذ بمثل تلك الامور ,,
" معلش يا سيادة الرائد بنتي في صدمه عصبيه من حالة والدها وبتخرف " ,,
" ولا يهمك ان شاء الله هتبقي بخير وربنا يطمنكم علي استاذ نور ولو في جديد هكلم حضرتك زي ما قولتلك ,,"
ثم انصرف الرائد بعد ان انهى محضره في الوقت الحالي ,, ولكنه لا يعلم الان من هو الجاني ,,
" هدير قومي روحى وخدي اخوكي معاكي وانا هنام هنا عشان لو احتاجوا حاجه " ,,
" ازاي بس يا ماما انا هفضل معاكي هنا " ,,
" يا بنتي اسمعي الكلام روحى ذاكري عشان امتحانك انتي واخوكي مش عايزاه يشوف المناظر اللي هنا دي وكمان لما تروحي شغلي قرآن في البيت كله وربنا يحميكي " ,,
انت تعلم عزيزي القارئ معنى كلمة مستشفى عامه في مصر فلن اخوض في هذا الموضوع كثيراً ,,
بعد محاولات وكلام كثير وتعنيف ,, اخذت هدير اخوها وانصرفوا للمنزل وهي متأففه ,,
وصلت هدير المنزل ,, كان السلم مظلم بعض الشئ ولكنها تستطيع الرؤيه في ذلك النور الخافت ,,
وقفت امام الباب تخرج المفتاح من جيبها وحين قامت بوضع المفتاح داخل كالون الباب سمعت صوت ضربات عنيفه علي باب الشقه المقابله لهم ولكنها لم تنظر بما يحدث للخلف ,, وفتحت الباب مسرعه وشدت اخوها للداخل وقبل ان تغلقه رأت داغر ينزل من اعلي السلم الدور العلوي ,,
ولكن هدأت تلك الضربات العنيفه علي باب الشقه المقابل حينما دخلت الشقه وسمعت صوت القرآن الكريم الذي لازال يعمل منذ فجر اليوم ,,
جلست هدير واخوفها علي الكنبه التي توجد في الصاله ,,
" سمير يا حبيبي اعملك اكل " ؟؟
" اه يا هدير انا جعان اووي من الصبح ,, "
" طب ما قولتليش ليه يا حبيبي ,,"
" عشان بابا تعبان وانتوا زعلانين ومش كنت عايز اضايق ماما ,, "
"ولا يهمك يا حبيبي تعالى يالا نحضر الاكل سوا ايه رأيك بقي ؟"
" ماشي "
ابتهج سمير لمداعبة اخته له ,, وكان سعيداً وهو يساعد اخته بالمطبخ من تجهيز الاطباق او وضعها علي صينيه الطعام ,,
جلست هدير علي الارض بجانب اخيها وهو يأكل وكانت تلتقط بعض اللقمات من اخيها عندما كان يمد يده لها ليطعمها في فمها ,,
انهى سمير طعامه وجلس بجانب اخته يشاهد التليفزيون علي قناة الاطفال أنه فيلم الكرتون المحبب لدية " سابق ولاحق " ,,
كانت هدير تشعر بالضيق من حالة والدها وانها تعرف السبب في كل ذلك ,, اخذت تفكر في ان تضحي بنفسها لأجل اهلها ,,
ولكن انقطع تفكيرها عندما سقطت رأس اخيها علي كتفها نائماً ,,
فحملته ووضعته علي سريرها ,, لأن سرير والديها لازال ملوث بالدماء ,,
ثم ذهبت لغرفه والديها وقامت بتغيير الملاءه الملوثه بالدماء ,, و قامت بتنظيف الغرفه جيداً من بعض الدماء ,,
ثم دخلت الحمام لكي تنظف نفسها بعد ان انهت تنظيف الشقه ,, لتبدأ في مذاكرة بعض دروسها ,,
خلعت ملابسها المتسخه بالخارج ودخلت الحمام ونزلت تحت المياه الفتره التي كانت تؤلمها في بادئ الامر الا ان تعد جسدها علي درجة حرارة الماء ,,
امسكت الصابونه واخذت تحك جسدها بها جيداً ,, ثم اغمضت عينيها بسبب الصابون الذي بدأ في كوي وحرق عينيها ,,
فاخذت تحاول غسل عينيها جيداً بالماء وتحاول فتحها ولكنها لم تستطع ,, شعرت بشئ بارد يلمس جسدها ,, فحاولت النظر بفتح عينيها بصعوبة بالغه ,, ولكنها لم ترى شيئاً ,,
ولكنها استطاعت ان تفتح عينيها اخيراً بعد ان زال الالم ,,
انهت حمامها ,, واخذت تجفف جسدها بالفوطه ,, ولكنها كلما اخذت تمسح منطقه من جسدها كانت تجد جلدها يُفتح كأن دكتور يمسك مشرط ويشق جلدها ,, ويظهر لحمها
فشهقت زعراً جلدها اخذ يتقرح ويُشق كلما مسحت جسدها ,,
صرخت صرخه مكتومه ,, ولكنها لم تكملها حيث انقطع نور الحمام ,, حاولت الخروج منه
وفتح الباب ولكنها قبل ان تفتحه ,, هناك شئ بارد امسك بقدمها ,, ولكنه ليس شئ بل انها يد بارده ,,
فتجمدت هدير في مكانها وهي تنتفض رعباً ,,
ثم سمعت صوت غليظ من خلفها " اكنتي تظنين ان هناك من يستطيع اخذك مني او منعك عني ,,
" ارأيتي ما حدث لوالدك ؟؟
لا تجعليني افعل ما فعلته بكل من تحبين انك لا تعلمين قوتي لذلك تظنين اني ضعيف ,,"
" سيبني انت عايز مني ايه حرام عليك "
" عايزك انتي ,, انتي بتاعتي انا وبس ,, انتى عمرك ما كنتي سعيده غير معايا انا ,, "
" انت معلون ليوم الدين عايزني ارتبط بواحد كافر يعصي ربنا "
" هاهاهاهاها اعصي ربي ,, هاهاهاهاها ,, هل انا من كنت اقف عاري طوال الوقت امام المرآه ,, هل انا من كنت لا اصلي مع انك مسلمه ,, عجباً لكم ايها المسلمون ,, ولكن كيف انتم مسلمون وانتم لا تؤدون فروضكم فكيف يطلق عليكم مسلمون ,, مسلمون بماذا ,,
اذا كنت انا اعصي الله فإني اعلم اني اعصيه لأن من ابناء الشيطان ,, اما انتم ايها المسلمون فعليكم اشفق ,,, "
لم اتخيل ان يخرج هذا الكلام من جني ملعون ولكنه محق ,,
فأجابت هدير " انت محق ,, اني لك الان ,, ماذا تريد مني ؟"
" اريدك ان تأتي لعالمي وتعيشي معي ,, "
" انا موافقه ولكن بعد ان توعدني بأنك لن تمس اهلي ,, "
" لكي كلمتي ووعدي " ,,
" اذا فإلى اين سنذهب وانا لا اراك " ,,
فجأه لمعت عينان حمراوان كالدم في وسط الظلام ,, ثم سمعت كلمات بلغه تشبه العربيه ولكنها بنطق مختلف ,,
ثم رأيت نوراً بدأ يظهر من ارض الحمام ,, انشقت الارض وظهر داخل ذلك الشق سلم عميق ,,
ثم قال اتبعيني الان ,,
" كيف اتبعك وهناك من يمسك قدمي ولا استطيع التحرك ,, "
فلم يجيبني ولكن قدمي تحررت بالفعل ,,
ولكنني بدلاً من اني اتبعه قمت بالجري والاندفاع خارج الحمام ,,
وحاولت اغلاق الباب خلفي ,, ولكنه كان يقف وينظر لي في غضب ,,ولكنه لم يكن بمفرده ,, اذا بمئات العيون تقف خلفه ولكنني لم ارى اي ملامح الا ملامحه ,,
ثم قال لي " لقد حددتي مصيرك ايتها الحقيره " ,,
ثم انقطع نور الشقه ,,
وبدات اسمع صوت اشياء تزحف واشياء تركض اصوات صراخ داخل الحمام ,,
ولكن فجأه تعالى صوت القرآه ورجع النور مره اخرى ,,
فنظرت خلفي انه اخي سمير قد فتح باب الغرفه التي يتواجد بها الكاسيت ,,
لولا سمير اخي فلاصبحت من الاموات ,,
فنظرت لسمير ثم نظرت لباب الحمام فوجدته مغلق
اخذ سمير ينظر لي وانا عاريه ولا تغطي جسدي الا فوطه ,,
وانا واقعه ارضاً ,,
فقمت مسرعه وارتديت ملابسي ,,
" ايه اللي قومك يا حبيبي من النوم ؟؟ "
" معرفش حلمت ان حد بيقولي قوم شوف اختك عايزاك " ,,
فاحتضنته اخته بقوة ,,
فقال لها " ايه اللي وقعك علي الارض كده مش تاخدي بالك "
" مفيش يا حبيبي طرف السجاده كعبلني مش أكتر " ,,
ولكن هدير لم تكمل جملتها فاذا بإنارة الشقة تتلاعب و بدأت دقات علي باب الحمام وعلي باب الشقه وعلي النوافذ ,
دقات عنيفه ,, وصرخات مفزعه كأن هناك حيوان حبيس يريد ان يخرج ,,
انهال سمير في البكاء خوفاً وكذلك هدير واخذت هدير تصرخ خوفاً واحتضنت اخوها ,,
فجأه سكت القرآن الكريم بعد ان تحطم الكاسيت ,,
وخفتت انارة الشقه وبدأت هدير ترى خيالات كثيره تحوم في الشقه ظلال سوداء ,,
قصيره وطويله ,, اشكال مختلفه ,,
فوضعت يدها علي عين اخوها حتى لا يرى ما يحدث ,,
ولكنها رأت داغر يخرج من غرفتها علي هيئته المرعبه ,,
يبتسم بعينية المخيفه و انيابه الحاده التي تشبة المسامير ,,
ثم اختفى من امامها ,, ولكنها سمعت همساته في اذنها ,,
" لا مهرب لكي ايتها المخادعه الصغيره ,, إما ان تأتي معنا او سيكون اخوكي ضحية غباءك اليوم " ,,
أجابت هدير بصوت عصبي خائف " لن تسمني ابداً ولو وصلت ان قتلت نفسي " ,,
فإذا بدفعه قوة تفصل بين سمير وهدير ,,
ورفع سمير في الهواء وهو يصرخ ويبكي ,,
فنظرت هدير لداغر الذي كان يمسك بمسير ,,
" اقتلني واتركه ان لازال صغيراً " ,,
" هاهاهاها وماذا افعل بك وانتي ميته , اريدك حيه " ,,
ولكن فجأه يُفتح باب شقة هدير ,,
ويظهر في الملأ شخص طويل بوجه منير يرتدي جلباب ابيض وبيده شئ في يده يشع منه نوراً ,,
وسمعت هدير الصوت الجميل الذي يخرج منه
" اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم "
صدق الله العظيم ,,
واثناء ما كان هذا الشخص يقول آيات الله عز وجل كان داغر يصرخ فزعاً وألماً وبعد ان كان حجمه يقترب من السقف تقلص حجمه واصبح مثل القزم الصغير ,,
والاشياء التي كانت تحوم عالياً في سقف الشقه اخذت تتساقط علي وجوهها ,,
كأنهم اصابتهم سهاماً في قلوبهم ,,
ثم عادت اضاءة الشقه لطبيعتها ,, وسمير كان اغشي عليه من هول ما رأى فاسرعت هدير اليه واحتضنته ,,,
ونظرت خلفها لتجد صديقتها مكه تقف بجانب ذلك الشخص ,,
فاندفعت مكه تجاه هدير واحتضنتها ,,
" انتي بخير يا هدير ؟؟ "
اخذت هدير تبكي بشدة في حضن صديقتها ,,
فسمعت هدير صوت ذلك الشخص الناعم الطيب ,,
" يا بنتي متخافيش ان الله خير حافظ ,, "
فقالت مكه لصديقتها هدير " هذا والدي الشيخ يس امام مسجد الحق وقد اخبرته بكل شئ عنك ,, وكان سيأتي معي غداً بعد الامتحان ولكنه استيقظ من نومه وقال انه حلم بك وبأن هناك شر يحيط بك ,, فأيقظني واخبرني ان ارتدي ملابسي واصطحبه الى هنا ,, لأنه والدي كفيف ,, ولكنه يستطيع ان يساعدك ان شاء الله " ,,
نهضت مكه وهي تساعد هدير علي الوقوف وحملوا سمير ووضعوه علي الكنبه ,,
ثم جلسوا جميعاً بعد ان احضرت هدير كرسيين لمكه ووالدها ,,
بدأ الشيخ مصطفى والد مكه في التحدث ,,
" يا ابنتي لقد رأيت الكثير في حياتي ولكني لم ارى مثلما رأيته اليوم ,, "
ولكن هدير لم ترد فقد كانت متعجبه لأن مكه اخبرتها ان والدها كفيف وهو بالفعل يرتدي نظارة شمسية سوداء تحجب عيناه عن الناس ,,
ولكنه قد استطاع قراءة افكارها ,, " لا تتعجبي يا ابنتي انى كفيف وارى ,, لأن الرؤيه ليست بالنظر فقط ولكنها بالقلب ,, فعندما اتيت لهنا ووقفت امام باب شقتكم شعرت بأن قلبي ينقبض بقوة كأن هناك قوة لا يستهان بها تحتل تلك الشقه ولكنها ليست تلك الشقه وحدها بالفعل ,, فانهم يختبئون امامكم ايضاً ,, ان الله عز وجل قد جعل بيننا وبينهم سدا عن طريق اننا لا نراهم علي عكسهم فهم يرونا ,, وهذه تعد نقطة قوة لهم وضعف لنا ,, لأنهم يطلعون علي كل اسرار حياتنا وكل ما نتفوه به ,, لذلك لا بد من ذكر اسم الله بكره وعشيا حتى نتجنبهم ويتجنبونا ,, ولكن الواضح بما انه جن عاشق انك كنت تتباهين بجسدك او تقفين امام المرآه وقت طويل ,, والامر الاشد من هذا او ذاك انك لم تكوني قريبه من ربك ,, صحيح ؟
تجيب هدير بخجل وكان صوتها اصبح مبحوح من اثر الصراخ " صحيح يا عمو مصطفى ,, بس والله حاولت اصلي بس كان دايماً بيحاول يبعدني ,, "
" ماشي يا بنتي لازم تصلي وتقرأي قرآن وهو هيبعد عنك قد الامكان وانا هحاول اساعدك ان شاء الله بقدر الامكان ,, وكان الله في عونك ,, لابد ان ننصرف الان حتى لا نثير القلق من البيت ,, "
" بالله عليك يا شيخ لا تتركني انا خائفه جداً ووالدتي تبيت مع والدي الذي تعرض لهجوم من ذلك الكائن البغيض المسمى بداغر ,, "
" داغر ؟؟ ,, اهذا الجني يلقب بداغر ؟؟ "
" نعم يا شيخ ,, "
" ماشي يا ابنتي ولكن لا تقلقي لم يحدث شئ تلك الليلة ,, سأقرأ بعض آيات الله التي ستحميكي ,, ثم ننصرف "
اخذ الشيخ يقرأ آيات من القرآن الكريم ,,
واثناء قراءته كنت اشعر بدوار ,, واني ارى خيالات كأنه تتعذب وتُحرق في النار ,,
ثم انهى القراءه ووقفت مكه تسند وتوجه ابيها لطريق الخروج ,,
وقبل ان يخرج اخذ الشيخ يلوح بيده كأنه يبحث عن شئ ,, حتى لمس رأسي وعندما وضع يده علي رأسي شعرت بأن روحي تسحب من جسدي وتعود إليه ولكني شعرت بقوة غير طبيعيه كأنه اعطاني جرعه من الشجاعه ,,
ثم دعا لي بالثبات والقوة وخرج ,,
اغلقت الباب خلفهم بعد ان ودعت مكه ,,
ودخلت توضأت ثم سجدت لله شكراً علي ارساله لعوني ,,
صليت ثم تلوت بعض القرآن الكريم ودعوت ربي بالهداية والتوبه ,,
وحملت اخي سمير إلي سريري و نمت بجانبه وكانت اذاعه القرأن الكريم في الراديو تشير للساعه الحادية عشر مساءاً ,,
وضعت رأسي علي وسادتي ,, وبالفعل نمت سريعاً وكان لابد من ذلك ,, فعقلي بعد كل تلك الصدمات ,, لابد ان يهرب مني ويختبئ ,,
استيقظت فجراً علي صوت اخى الذي استيقظ من اغماءه ,, وهو يبكي خائفاً فحضنته وطمأنته ان ما حدث كان حلماً ولم يكن واقعاً وبالفعل اقنعته بذلك ,,
ثم عدنا للنوم مره اخرى ,, فنام داخل حضني ,,
عدت للنوم سريعاً بعد ان تأكدت ان المنبه مضبوط علي الساعه 7 صباحاً حتى لا يفوت موعد امتحاني ,,
ولكن كالعاده تشعر انك نمت ساعات طويله ولكنها مرت عليك في 5 دقائق ,,
ولكننى سمعت صوت يناديني بإسمي " يا هدير قومي يالا عشان الامتحان ,,"
فتحت عيني بصعوبه فإذا هي أمى جاءت من المستشفي لكي تعد بعض الطعام لسمير ولها قبل ان تأخذه وتعود للمستشفي ,,
" ولكنها شعرت بنظرتها في عيوني اني لست بخير ,, "
" في ايه يا هدير ، مال عنيكي حمرا كده ليه ؟؟ "
" مفيش يا ماما ياريتني ما جيت البيت امبارح لوحدي انا وسمير قولتلك بلاش اجي هنا لوحدي ,, "
تحدث امها في عصبيه وبدأت دموعها تسقط عفوياً ,,
" حصل اني كان ممكن اموت امبارح ,, "
" انا اسفه يا بنتي مكنتش اعرف ان هيحصلك كده "
" خلاص اللي حصل حصل " ثم توجهت هدير للحمام لكي تتوضأ وتصلي " ,,
ثم جلست لتأكل ما اعدته لها امها من طعام ,, وجلس سمير بجانبها وهو يحطها بذراعه الصغيرة ,, لأنه رأى دموعها تنساب ,,
فنظرت له وابتسمت وقبلت رأسه ,,
وهي من داخلها تموت رعباً مما قد يحدث تالياً ,, انهت وجبتها وعزمت علي الرحيل بعد ان ارتدت ملابسها ,,
ولكن مرآتها اصبحت سوداء تماماً ,, كأنه دليل شئوم علي ما سيحدث تالياً ,, فقامت بإحضار ملائه سرير من دولابها وقامت بتغطية المرآه ,,
ثم توجهت لتقابل مكه صديقتها في المكان والزمان المعتادين ,,
ولكن تلك المره لم تكن مكه تقف وحدها ,, بل كان هناك شخص نال بعض التجريح والسخريه منذ يومان ,,
انه محمود الذي ابتسم لها ابتسامة اعتذار ,,
وعندما وصلت هدير تجاههم ,, وقبل ان تتحدث الي محمود وهي عابسه الملامح ,,
" انا اسف بجد عن اللي حصل مني المره اللي فاتت ,, وانا شرحت للأنسه مكه كل شئ وهي هتفهمك ,, وارجو انك تقبلي اعتذاري ,, وربنا يوفقكم في الامتحان,, "
ثم انصرف محمود دون ان ينتظر اي رد من هدير ,,
فنظرت هدير لصديقتها في دهشه ,,
ولكن مكه قاطعت دهشتها تلك بسؤالها " ها عامممله ايه دلوقت يا حبيبتي ؟؟ "
" والله يا مكه لولاكم انا كان من الممكن ان اكون ميته " ,,
" هدير بابا بيقولك قربي من ربنا ,, وخلي بالك من نفسك الايام الجاية " ,,
" ان شاء الله ربنا يخليكي يارب ,, بس محمود دا ماله صحيح ؟"
" صحيح نسيت اقولك يا هدير ,, محمود دا بجد شخص محترم جداً وشكله بيحبك اووي ,, هو لما شافني واقفه انتظرك ,, جه واتكلم معايا وشرح هو كان بيعمل كده ليه ,, "
" ماشي يا مكه بس برده مش مبرر انه يمشي ورانا كده ,, "
" عندك حق بس برده نعذره ,, "
" يالا سيبك بقي عشان نركز في الامتحان ,, "
" ماشي يا ست هدير ,, يالا بينا "
توجهوا للامتحان ودخلوا لجنتهم ,, بدأت هدير بقراءة الفاتحه لكي يفتح الله عليها ويشرح صدرها ,,
ولكن في اثناء وقت الامتحان ,, " بدأت هدير تشعر بدوار بسيط ,, ونظرت حولها فرأت ان جميع من في اللجنه ينظرون لها ,, ولكن عيونهم سوداء تماما ويتساقط منها دموع من الدم ,, وافواههم مفتوحه بطريقة بشعه سوداء متشققه ,, ويخرج منها ذباب كثير ينتشر في المكان ,, ثم اخذوا يخرجون اصوات كادت ان تفجر طبلة اذني من شدتها ,,
فقمت بالصراخ بأعلى صوتي ,, ولكنني رأيتهم يتشنجون وبدأت فمهم في الاتساع إلي ان اختفوا تماماً ,, فأغمضت عيني بشدة وانا اصرخ ,,
ولكنني شعرت بأحد يمسكني من كتفي ,, فانتفضت ووقعت ارضاً ,,
ولكنني فتحت عيني لأجد نفسي كما انا داخل اللجنه ولكنني وجدت اصدقائي في الامتحان والمراقبين يلتفون حولي في دهشه مما افعله ,,
نظرت في عيونهم منهم من يقول بعينيه انني مجنونه ومنهم من يشفق علي ,,
فقام المراقب بضرب كف علي كف وهو يستغفر الله ,,
وقالي قومي يا بنتي مالك بس في ايه ؟؟ ,, وهو يمد يده لي لكي استند عليها ,,
وقفت فقام بإسنادي وجعلني اجلس مكاني وقامت المراقبه بالترتيب علي كتفي ,,
" حصلك ايه يا بنتي ؟ حد ضايقك ولا حاجه ؟؟ ولا انتي اعصابك تعبانه من حاجه ؟؟
" مفيش يا مس والله بس بابا في المستشفى وتعبان انا اسفه والله "
" لا الف سلامه عليه ربنا يشفيه يارب ,, طب استهدي بالله كده وحاولي تكملي امتحانك "
" ماشي يا مس ,, "
جلست هدير واخذت تجيب باقي ورقة الاسئله بصعوبه من اثر ما حدث لها , ,
بعد ان انهت امتحانها ,, خرجت مسرعه لصديقتها مكه وهي تبكي ,,
عندما رأتها مكه احتضنتها ,, واخذت تسألها عن سبب بكاءها اهو عدم توفيق في الاجابات ام ماذا ؟؟
حكت لها هدير ما حدث ولا زالت دموعها تسيل ,,
رتبت مكه علي كتف صديقتها ,, لكي تطمئن ,,
هدأت هدير بعدها بقليل ,, واستجمعت قواها ومسحت دموعها ,,
وانصرفوا من المدرسه عائدين للبيت ,,
ولكن هدير كانت لا تفكر الا بأهلها ,,
" هدير انا هاجي معاكي المستشفي ازور والدك "
" ماشي يا مكه بس تعالي هطلع اغسل وشي واغير هدومي وبعدين ننزل نروح "
" ماشي يا حبيبتي يالا بينا ,, "
صعدت هدير هي وصديقتها مكه ,, ادخلت هدير المفتاح في باب الشقه ,, فإذا باخوها الصغير يفتح لها ,,
ولكنها قبل ان تشكره التفت للخلف ولم يبالي بها وتوجه لغرفة نوم والدهما ,,
استغربت هدير وكذلك مكه ,, التي كان يحب سمير ان يلعب معها كلما اتت لاخته ,,
دخلت هدير والقت بأدواتها المدرسية علي كنبه الصاله واتبعت اخوها لغرفة والدها لترى سبب تصرفه السخيف ,, خاصة ان صديقتها برفقتها ,,
ولكنها عندما دخلت غرفة والدها اخذت تبحث عن اخوها فلم تجده
..................!!!
#الحلقة_الحادية_عشر
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
صعدت هدير هي وصديقتها مكه ,, ادخلت هدير المفتاح في باب الشقه ,, فإذا باخوها الصغير يفتح لها ,,
ولكنها قبل ان تشكره التفت للخلف ولم يبالي بها وتوجه لغرفة نوم والدهما ,,
استغربت هدير وكذلك مكه ,, التي كان يحب سمير ان يلعب معها كلما اتت لاخته ,,
دخلت هدير والقت بأدواتها المدرسية علي كنبه الصاله واتبعت اخوها لغرفة والدها لترى سبب تصرفه السخيف ,, خاصة ان صديقتها برفقتها ,,
ولكنها عندما دخلت غرفة والدها اخذت تبحث عن اخوها فلم تجده ,, فخرجت ودخلت باقي الغرف تنادي امها " يا ماما شوفي سمير وعمايله " ومكه تشاهد ما يحدث ,,
ولكن هدير لم تجد ولا والدتها ولا سمير اخوها ,,
فوقفت هي وصديقتها في دهشه من الذي كان قد فتح لهم الباب ,,
انقبضت قلوبهم ,, واخذوا يخطون خطوات حذره بطيئه تجاه باب الشقه للخروج ,,
ولكنهم لم يستطيعوا فتح الباب اخذوا يدقون الباب لكى ينقذهم احد ,,
ولكن البيت كله لا يوجد به الا هم ,, حتى الشقه التي سكنت امامهم ما هي الا سكان من جحيم ,,
ولكنها لحظات وسمعت هدير وصديقتها صوت اناس يتحدثون من داخل الغرفه الكبري ( غرفة نوم والدها ) ,,
ثم رأت سمير يخرج فدب الرعب في قلوبهم خاصة هدير ,,
اني بحثت عنه في كل مكان ولم اجده فاين كان ؟؟
فنظر لها سمير نظره سخرية و استهزاء ,, ثم نظر لباب الغرفة التي خرج منها ,,
فرأت هدير خيال شخص اخر يخرج من الغرفه ,,
انها امها ,, يا الله صرخت هدير صرخة مكتومه كيف ان والدتها لم تكن بالمنزل هي ايضاً ,,
فقالت لها الام " اهلا بيكم ,, في خبر حلو يا هدير شوفي مين معايا " ,,
فخرج الاب من الغرفه هو ايضاً , شهقت مكه وهدير ,,كيف لوالدها الذي كان محطم الجسد ملئ الجروح له ان يكون سليم هكذا ,,
ابتسموا هم الثلاثه لمكه وهدير ,, ثم قالوا في نفس التوقيت وبنفس النبره الموحشه ,,
" ان داغر قد طلبك للزواج وقد قبلنا طلبه ,, "
واخذوا يكرروا تلك الجمله اكثر من خمس مرات متتاليه بنفس الوتيره ,,
ولكن هدير لم يكن ردها الا الصراخ ولكن مكه كانت اكثر شجاعه من هدير وردت " ان داغر ما هو الا شخص ملعون وهو وأمثاله في جهنم ان شاء الله يتقابلون" ,,
ثم اخذت تقول " اللهم اني اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون "
اخذت ترددها وتشجعت هدير هي الاخرى واخذت تردد نفس الجمله ,,
حت ارتعشت اضاءة الشقه للحظات ثم ثبتت بعدما اختفى الثلاثة الذين ظهروا بنفس هيئة اسرة هدير ,,
" هدير انتي لازم تيجي معايا عند بابا بعد لما نروح نطمن علي والدك في المستشفى " ثم
قامت مكه بسحب هدير والخروج من المنزل ,,
توجهوا للمستشفى العام سيراً ,, وصلت لتجد امها تجلس امام العناية المركزه وسمير كان يلعب ,,,
فعندما رأى اخته جرى مسرعاً عليها وحضنها ,, وسلم علي مكه علي طبعت قبله علي جبينه ,,
بعد ان سألت هدير والدتها عن حال والدها ,,
اخبرتها ان الاطباء قالوا من الممكن ان يخرج لعنبر عادي فقد استقرت حالته واصبح افضل حالاً مما سبق ,,
فأخبرتها هدير انها ستذهب لمنزل مكه للمذاكره ,, وستعود عاجلاً ,,
وافقت امها بدون تردد ,,
ذهبت مكه في صحبة هدير لمنزلها لزيارة والدها لتخبره بما حدث لهدير ,,
بعد ان وصل الاثنان دخلت هدير وكان والد مكه جالساً يقرأ القرآن الذي حفظه عن ظهر قلب ,,
ولكن الشيخ اخذ يقول في عصبيه " انت ايه اللي جابك هنا اخرج من بيتي يا ملعون لعنة الله عليك " ,,
اندهشت هدير بما قاله والد مكه فور دخولها ,, فاعتقدت ان الكلام لها ,,
ولكن الشيخ قال تفضلي يا هدير يا بنتي ,, هو خلاص انصرف ,,
" مين اللي انصرف يا بابا " تقولها مكه مندهشه ايضاً ,,
" النجس اللعين منتهك الفرج الذي يتبع صديقتك اينما ذهبت " ,,
فجلست هدير ومكه ,, واخذت مكه تروي لوالدها ما حدث في المنزل ,,
فرد والدها " يا بنتي هو بيتحايل عليكي بأي طريقه عشان يوصلك فلابد ان تحترسي وعندما تشعري بوجوده اذكري اسم الله هينصرف عنك " ,,
-------------------------- ---
" بابا انا عايز اقولك موضوع بس مش عارف ابدأه ازاي ؟ " ,,
" اتكلم يامحمود يا بني خير ؟"
" انا بصراحه كنت عايز اخطب ,, "
" تخطب مين حد معين يعني ؟ "
" اه هدير بنت عم نور الدين اللي في اول الشارع " ,,
" والله هم ناس محترمين يابني وفي حالهم,, "
" بس انت عرفت اللي حصل لوالدها ؟ "
" اه يا بابا عرفت ربنا يشفيه بقي " ,,
" يعني دا مش الوقت المناسب لحاجه زي دي " ,,
" وكمان انت لسه ادامك دراسة هتجيب مصاريف الخطوبه والزواج منين يابني " ..
" يا بابا ان شاء الله هشتغل جنب كليتي ومش هأثر في دراستي وهحاول بقدر الامكان اعمل اللي عليا والباقي علي ربنا ,, "
" يابني انا مش عايزك تشيل الهم بدري اوي كده الزواج مسئوليه كبيره اووي " ,,
" بس انا بحبها يا بابا وخايف حد يكون خطبها علي ما اخلص دراسه " ,,
" بوص يا محمد كل شئ قسمه ونصيب يعني انت ممكن تروح تخطبها ويحصل حاجه لقدر الله تفرق بينكم وتكون لغيرك برده ,, وممكن تصبر علي ما تخلص وربنا يشيلهالك وتجوزها بعد ما تخلص ,, يابني كل واحد مش بياخد غير رزقه ,, "
" طب هقولك علي حاجه يا بابا احنا لما والدها يخف ويفوق نروح نقرأ فاتحه بس دلوقت لحد ما احضر فلوس الشبكه ونعمل خطوبه سنتين هكون خلصت دراسه السنه دي وانا مليش جيش عشان مش عندي اخوات صبيان ,, يعني هيبقي ادامي سنتين هفحت نفسي فيهم شغل واجهز نفسي " ,,
" والله يابني انا عاجبني حماسك دا اووي ويارب تفضل كده ,, بس سيبها علي ربنا لما والدها بس يفوق ويبقي كويس " ,,
" بجد يا بابا ,, ربنا يخليك ليا " ,,
-------------------------- ------.
هذا الشيخ اللعين نهرني اني فعلاً قد سئمت من تلك البشريه الحقيره التي تدعى هدير ,,
واني لولا موقفي امام الملك زافير لكنت قتلتها حتى استرد كرامتي ,,
" يا حاجب أأتني بالحكيم ,, "
حضر حكيم العشيره ,,
" ايها الحكيم اخبرني ماذا افعل مع تلك البشرية ,, "
" فلتنتهك عرضها ,, حتي لا تصلح لأي بشري ولكن احذر لا تكون بمفردك خذ معك قوة حين تكون متجسداً لذلك " ,,
" اذهب انت الان لاضع خطتي حتى تكون هي ضحيتي الليله " ,,
" امرك سيدي " ,,
جلس داغر علي كرسيه يفكر ويفكر ,, حتى يستطيع تنفيذ كلام الحكيم ,,
وتوصل لخطته اخيراً ,,
-----------------------.
اخذ الشيخ يضع يده علي رأس هدير ويتلو بعض القرآن ,,
شعرت هدير براحه غريبه تشعرها بالنعاس والسكينه ,,
ثم اخذ الشيخ ينصحها ببعض الاشياء التي قد تساعدها فيما تمر به ,,
وان جلسات الصرف لا تساعد في حالة الجن العاشق لأن لا يتلبس الضحيه ,,
ولكنه اخبر مكه ابنته ان تحضر كتيب صغير من مكتبته اسمه " رقية الابرار " للدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي عن الرقية الشرعيه .
واعطى هدير ذلك الكتيب لتقرأه ويكون عوناً لها في التصدي لذلك الشر ,,
انهت هدير جلستها مع الشيخ وصديقتها مكه وودعتهم ورجعت للمستشفى وجدت ان والدها نُقل لعنبر عادي بعد ان فاق من غيبوبته واصبح افضل ,,
فحمداً لله قد استقرت حالته ,, جلست هدير بجانب اخوها الذي كان نائماً علي اريكه بالعنبر .. واخذت تتلاعب في شعره ,, وترتب عليه في حنان ,, ثم التفتت لامها ..
" ماما انا عايزه احكيلك علي حاجه "
" احكي يا هدير سمعاكي "
" لأ ياريت نكون بعيد شوية عن بابا وسمير .. "
جلست الام وابنتها في ركن من العنبر علي كرسيين من البلاستيك ,, واخذت هدير تقص عليها ما حدث ليله امس و اليوم في اللجنه ,,
" انا مش عارفه اساعدك ازاي بس يا بنتي .. "
" بوصي هو عمو مصطفى ابو مكه ساعدني واداني الكتاب دا .. واخرجت الكتيب من حقيبتها " ,,
" لا احنا لازم نروح للشيخ مبروك النهارده ليلاً "
" مبروك مين دا يا ماما انتي هتمشي ورا كلام الدجالين .. انا مش هروح عنده "
" بس يا بت اسمعي الكلام .. كان في واحده جارتنا زمان وانتي لسه صغيره .. كانت برده في جن بيحبها بالرغم من انها كانت متزوجه و راحت للشيخ مبروك وعالجها وبقت كويسه .. "
" بس يا ماما بلاش بالله عليكي مش بحب انا الحاجات دي "
" اسمعي الكلام يا هدير واهو هنروح نجرب ولو حصل حاجه هنمشي من عنده و يا دار ما دخلك شر ,, ولعلمك انا لولا ابوكي كان زماني وخداكي من يوميها للشيخ .. "
" اللي تشوفيه بقي المهم اخلص من اللي انا فيه ... "
" يا هدير ؟؟ يا بنتي ؟؟ انتي فين ؟ "
هرولت هدير مسرعه لوالدها وامسكت يده " انا هنا يا بابا مالك فيك حاجه ؟ "
" انتي كويسه ؟؟ واخوكي كويس ؟؟ "
" اه الحمد لله كلنا كويسين المهم انت تقوم بالسلامه بس ,, "
" ان شاء الله .. يا حبيبتي "
" اسيبك بقي ترتاح "
عادت هدير بجانب اخوها وجلست ورجعت برأسها للخلف واغلقت عيناها لترتاح قليلاً ..
اخرجت الام بعض الطعام المنزلي المسلوق الذي اوصى به الدكتور واخذت تطعم زوجها ,,
مر اليوم بشكل طبيعي فتحت هدير عيناها بعد ان غطت في النوم .. وجدت عيون تنظر لها بحده ..
ففزعت قائله " في ايه يا ماما بتبصيلي كده ليه رعبتيني "
" مفيش يا بنتي انا لاقيتك عماله تقولي كلام غريب وبتخرفي كده فقمت اشوف مالك .."
" ماشي خلاص خلاص هقوم اشرب من الخضه دي " ..
" ماشي ويالا عشان نروح المشوار بتاعنا "
" اوفٍ حاضر يا ماما .. بس هتسيبي سمير فين " ؟؟
" هناخده معانا ,,, "
" لا طبعاً انتي عايزاه يترعب تاني احنا ما صدقنا انه بقى كويس "
" متقلقيش هنسيبه برا مش هيدخل معانا للدكتور "
" لا خلاص مش هروح .. "
" امال هنسيبه فين يعني يا بنتي ؟ "
" هوديه عند مكه لحد ما نخلص مشوارنا .. "
" ماشي اللي يريحك .. بس هو هيرضى يروح ؟ "
" ما انتي عارفه انه بيحب مكه "
" خلاص خلاص ماشي "
اصطحبت هدير اخوها لمنزل مكه واخبرتها انها ستتركه معها لمدة ساعه او اكثر بقليل لأنها ذاهبه مع والدتها مشوار ضروري .. ولم تستطع اخبارها انها ذاهبه للشيخ مبروك الدجال المعروف بمنطقتهم منذ مده كبيره ..
بالفعل وافقت مكه وبكل سرور لإنها تحب سمير كأخوها الصغير تماماً ,,
عادت هدير مسرعه لتقابل والدتها بالقرب من بيت الدجال مبروك ..
دخلت هدير ذلك المنزل لتصفه لنا ..
باب البيت مثل البيوت الريفيه خشبي ضخم قمنا بقرع الباب .. لكي يفتح لنا شخص يشبه المتسولين جلبابه باليه شعره اكرت منكوش ..
فسالنا " من انتم وماذا تريدون ؟ "
" احنا عايزين نقابل الشيخ مبروك دلوقت " ..
" اتفضلوا .. " وفتح لنا للدخول ,,
البيت له مدخل ضخم كالبيوت في الارياف .. ولكني رأيت اشياء غريبه معلقه في كل مكان ,, قرون لجاموس و جمجمه ماعز ,, وشموع منها المنطفئ ومنها المنير ,,
و بعض الرسومات علي الجدران دوائر ومثلثات ونجوم وبعض الكلام او الرموز ..
شعر قلبي بالانقباض .. قليلاً ولكنني استجمعت قوتي وجلست الي حيث يشير ذلك المتسول الذي استقبلنا ,,
ودخل لاحد الغرف وعاد بعد دقائق قليله ,, وفي تلك الاثناء كانت عيني تتحرك هنا وهناك واشاهد تلك الرموز العجيبه ..
ولكن احد الرموز لفت انتباهي ,, انه دائره وداخلها مثلث مقلوب و داخل المثلث حرف الـ
متداخلين .. فأخذت افكر اين رأيت ذلك الرمز قبلاً ؟؟A و V
ولكن ذاكرتي لم تسعفني لذلك ,, وما زاد الامر تشتيتاً هو حضور ذلك المتسول ..
واخبارنا بالدخول لأنه لم يكن هناك غيرنا فلم ننتظر دوراً ,,
فدخلنا تلك الغرفه المليئة برائحة البخور .. ولكنني سعلت بشده عندما دخلت ,,
فهناك رائحه مقززه فايقنت ان هذا البخور ما هو الا ستار لتلك الرائحه النتنه ,,
فربما حيواناً قد نفق هنا في احد اركان الغرفه ,,
ولكن قاطع سعالي ذلك الصوت الذي يخرج من شخص جالس يرتدي عباءة سوداء لها غطاء للرأس ,,
" تفضلوا بالجلوس فالوقت هنا محدود كما تنص العهود ,, ولتخبروني بسبب مجيئكم و ارجو ان يكون ليس سبباً تافهاً فينصب عليكم غضبي انا ومن معي ,, "
" غضبك انت ومن معك ايه يا عم الحج ,, انت مش بتشوف انت لوحدك هنا مين بقى اللي معاك ؟؟ " اخذت اقول هذا الكلام داخل عقلي دون ان ينطقه لساني ..
ولكنني صعقت عندما رد قائلاً " احترمي ذاتك يا فتاة ولا تُغضِبي من لا تراه عيناً " ,,
نظرت الام لابنتها بعد ان تبخر الدم من عروقهم خوفاً ,,
وهمست الام لابنتها " انتي قولتي ايه يخربيتك " ,,
" مقولتش حاجه يا ماما المهم يالا عشان انا خايفه " ,,
التفتت الام لذلك الشيخ الذي لم يزيل غطاء الرأس ويكشف عن وجهة حتى الان ,,
وبدأت في التحدث لتروي له قصة هدير وكانت هدير تتدخل وتضيف بعض الاشياء التي لم تذكرها لامها سابقاً وكانت الام تنظر لها في دهشه مما تقوله هدير ,,
بعد ان انهت الام وابنتها ما حدث ,,
كشف الشيخ عن فمه فقط بابتسامه توحي بالسخريه او ....
لم تفهم هدير معنى تلك الابتسامه التي ظهرت للحظات واختفت تحت غطاء الرأس مره اخرى ,,
ولكن سرعان ما تحدث اليهم ذلك الدجال مبروك ,,,
" اريد ان اجري اختباراً عليكي يا فتاه فلتقتربي هنا بجانبي ,, "
ترددت هدير قبل ان تفعل ذلك وكانت تأمل ان تنشق الارض وتبتلعها قبل ان تجلس بالقرب من ذلك الدجال المخيف مظهره ,,
ولكنها جلست علي الكرسي الذي بجانبه ..
" براحه عليها والنبي يا شيخ ,, "
" هششش اسكتي يا إمرأه او القيت بك خارجاً " ,,
جحظت عين الام وقد اخرسَ لسانها ,, خوفاً
التفت الدجال لهدير وقد ادخل وجهة في مجال نور الشمعه التي كانت تشتعل بجانبه ,, فكشف عن ملامحه لها ,,
ولكنها لم تتأمل ملامحه ,, لانها نفخ في وجهها فمال جسدها للخلف و اُغمِضَت عيناها ,,
انها نائمه الان ولكن عقلها هو الذي يعمل ,,
لم تفهم الام ما يحدث ولم تكن لها اي قدرة علي التحدث والاستفسار خوفاً من الشيخ مبروك ,,
الان هدير تقف داخل مدخل منزل ليس له سقف جدرانه عاليه وسوداء وكان علي يسارها توجد غرفه فسمعت هامس يأمرها بدخول تلك الغرفه ,, فدخلتها ولكنها لم تجد اي شئ
الا رموز علي الحائط وتلك الرموز متراصه في شكل يشبه النجمه لكي يحيط برمز واحد فقط هدير تعلمه لأنها رأت ذلك الرمز في بيت الشيخ مبروك وقد وصفناه سابقاً ولكن الاختلاف هنا ,, هو ان ذلك الرمز كان يومض ويطفأ ,, بلون احمر دامي ,,
سمعت هامس مره اخرى يأمرها بالخروج وصعود السلم المتواجد في مدخل المنزل ,,
بالفعل خرجت في هدوء كأنها منومه مغناطيسياً ,, بخطوات ثابته ,,
واخذت تصعد السلم وهي تنظر لجدار السلم الذي يحمل ايضاً نفس الرمز ولكن بشكل صغير ,, واشكال اخرى تشبه بصمه اليد ,, كأن هناك ذبيحه وقد وضحت يدك في دمها وبدأت تبصم علي جدار المنزل لكي تحل البركه مثلما نفعل في عيد الاضحى ,,
ولكن تلك البصمات كانت ليد ليست بشريه ولكنها تشبهها في نفس عدد الاصابع ولكن بشكل اطول بكثير ,,
صعدت هدير السلم لشقه بابها من حديد مكتوب عليه " 3 دقات وترى جحيمك الخاص " أمرها ذلك الهامس بطرق الباب 3 دقات ,,
بالفعل فتح الباب تلقائياً ,, ليصلك إلي غرفتان اخريتان ,, اول غرفاً يميناً والاخرى يساراً توجهت هدير للغرفة اليمنى بناءاً علي امر يصل لها في اذنها ,,
وجدت اربعة عشر تابوت لونهم ذهبي مغلقين ,, فاقتربت تنظر لكل تابوت ,, حيث كان يوجد علي كل منهم اسم وصورة منحوتين عليه ,,
اول تابوت " ساره محمود السيد " ثم نظرت لصورتها واسفل الصوره يكتب فتاة دون ال20 ,,
التابوت الثاني " ندى محمود المنسي " فتاة دون ال20 ,,
ثم تابعت إلي أن وصلت للتابوت الاخير وهو الرابع عشر ,,
التابوت الرابع عشر " هدير نور الدين " ثم وجدت صورتها واسفل الصوره فتاة دون ال20 وكُتِبَ ايضاَ لم تدفن بعد ..
لم يكن هناك رد فعل من هدير لأنها بالفعل منومه مغناطيسياً ,,
أُمِرَت لتذهب للغرفه التي كانت علي يسارها ,,
ذهبت للغرفه الثانية ,, لتجد هناك اربعة عشر تابوت ايضاً ولكن هذه المره تلك التوابيت متهالكه مليئة بالدم سوداء كالفحم ,,
نظرت لأول تابوت وجدت نفس الاسم للتابوت الذهبي ,, كذلك الثاني والثالث ,,
وقفت اما التابوت الرابع عشر وجدت اسمها ايضاً ولكن كان مكتوب تحت اسمها " تُفك القيود وتجدد العهود بقربانٍ مشهود من ملوك وجبابرة العصور " ,,
ولكن هدير شعرت بشئ يتحرك داخل تلك التوابيت وبدأت التوابيت في الاهتزاز وخرجت اصوات صرخات ,,
رجعت هدير للخلف في حذر ,, فوجدت التوابيت تُفتح ,, وبدأت اجساد عاريه سوداء متحلله في الخروج ,, وكانت الاجساد لفتيات فعلاً ,,
اخذت تلك الجثث تخرج من التوابيت مترنحه ,, متجه نحو هدير وهي رافعه الايدي امامها تريد ان تقبض علي رقبة هدير ,,
ثم بدأت تلك الجثث في اخراج صرخات مفزعه ثم تحولت الصرخات لجمله تتردد بينهم " روحك ستخلصنا من جحيمنا " ,,
هربت هدير نزولاً الي الدور السفلي ,, تحاول ان تبحث علي باباً للخروج ,, .............!!
#الحلقة_الثانية_عشر
رواية #لن_ينسي_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
اخذت تلك الجثث تخرج من التوابيت مترنحه ,, متجه نحو هدير وهي رافعه الايدي امامها تريد ان تقبض علي رقبة هدير ,,
ثم بدأت تلك الجثث في اخراج صرخات مفزعه ثم تحولت الصرخات لجمله تتردد بينهم " روحك ستخلصنا من جحيمنا " ,,
هربت هدير نزولاً الي الدور السفلي ,, تحاول ان تبحث علي باباً للخروج ,,
ولكنها لاحظت الرمز بعد ان كان يومض لوناً احمر اخذ يخرج دخاناً اسود بكثافه وذلك الدخان اخذ يتجسد في هيئه لشخص طويل ,,
بينما هدير كانت تشاهد ما يحدث سمعت تلك الجثث تنزل السلم بخطوات بطيئه منسقه ,, كأنهم اناسٍ آليين ,,
ولكن بدا الشخص الذي تجسد من دخان أنه داغر الذي كشف عن اسنانه بابتسامه سخريه مرعبه ,,
سمعت هدير في اذنها بعض الكلمات المبهمه التي لم تفهم معناها وقبل ان ينقض عليها داغر ,, رأت جدار المنزل ينشق وينبعث نور ابيض من ذلك الشق إلي ان تهدم الجدار وخرجت هدير من الجدار إلي نور ابيض شديد قد اعماها للحظات ,,
إلى ان فتحت عيناها لتجد نفسها مره اخرى داخل غرفة الشيخ مبروك ,,
فانتفضت مرعوبه وجرت إلي حضن امها ,,
ضحك الشيخ مبروك من رعبها هذا ..
ثم التفت لهم قائلاً ,, مما قد رأيته معك وما اخبرني به صديقي سأطلعك عن سبب كل ما يمر بك ,,
ان هناك خلافات بين ملكين من ملوك الجان وهم ( والد داغر الجن العاشق الذي يطاردك وبين الملك زافير ) ,,
وتم عقد جلسه بينهم وبين كبار ملوك الجن المارد ,, ان يتم زواج داغر من ابنة الملك زافير حتى تحل تلك الخلافات للأبد ,,
ولكن كان شرط الملك زافير أن يتم احضار 14 قربان من الفتيات البشر العذارا ,,
وبالفعل نجح داغر في وقت قياسي ان يجمع 13 قربان من الفتيات وانت القربان رقم ابعة عشر ,,,
ففي الغرفة اليمنى التي دخلتها كانت التوابيت الذهب تدل علي القرابين ,,
اما الغرفة اليسرى تدل علي موت تلك الفتيات ولكن الدور عليك انتي ,,
فبدونك لن تكتمل القرابين ولن يكتمل العهد بين المملكتين ,,
لذلك فلابد من ان يتواصل مع داغر جسدياً ثم يقتلك ,, ويقدمك كقربان مع باقي الفتيات ,,
كانت الام وهدير يفزعون اكثر مما يسمعون ,,
فقالت الام في تردد وخوف " بعد اذنك يا شيخ ايه العمل ؟؟ "
املى عليها الدجال بعض الاشياء التي أمرها ان تشتريها وتحضرها في وقت بعد وفي موعد معين عند اكتمال القمر ,,
ولكن هدير قالت له " وإلي ان يحين موعد اكتمال القمر ماذا سأفعل اذا ظهر لي داغر مره اخرى ؟؟ "
" لا تقلقي سأرسل من سيقوم بتحصين غرفتك .. والقمر امامه ليلتان ويكتمل "
" هترسله امتي عشان نكون موجودين بالمنزل لأن والدي .... "
" أعلم ان والدك مريض بالمستشفي بعد ان هاجمه داغر ,, ولكن لا تنتظري احد إنه انهى ما اريده واصبحت غرفتك محصنه ,, والان اتركوني وانصرفوا وحين يكتمل القمر تأتي انتي ووالدتك إلي هذا العنوان ,, "
ثم اعطاهم ورقه لمكان في نفس بلدتهم ولكنها بالقرب من المقابر ,,
نظرت الام للورقه وقالت في حيرة " انها بالقرب من المقابر "
فنظر لها في سخط " نفذي ما اقوله لك وإلا .... " وقبل ان ينهى جملته
" خلاص خلاص يا شيخ هدي نفسك ,, هنيجي خلاص " ,,
وانصرفت مسرعه وهي تجر هدير ابنتها ,,
خرجوا من ذلك المنزل حامدين الله انهم لازالوا احياء .. اتجهوا للمنزل لكي يعدون بعض الاشياء قبل الذهاب للمستشفي مره اخرى ,, ولكن هدير تركت والدتها وذهبت لتحضر سمير من عند صديقتها ,,
ولكن بعد ان وصلت هدير لمنزل مكه ودقت جرس الباب وفتحت لها مكه ,,
كانت مكه يظهر علي ملامحها انها متضايقه ,, " اهلا هدير اتفضلي ,, "
" مالك يا مكه في ايه ؟؟ هو سمير تعبك ولا ايه ؟؟ "
" لأ مفيش ,, اتفضلي بس " ,,
" لا الوقت اتأخر نادي سمير عشان نمشي ,, "
" طيب زي ما تحبي "
دخلت مكه وعادت وهي تصطحب سمير من يده ,, فجري سمير علي اخته وامسك بيدها ,,
" مكه في ايه انتي زعلانه مني ولا ايه ؟؟ "
" هدير ,, مفيش حاجه وبابا زعلان منك وبيقولك الطريق اللي انتي هتمشي في دا خطر وحرام ,, "
" طريق ايه يا مكه وحرام ايه ,, انا مش بعمل حاجه ,, "
" مفيش يا هدير ,, خلي بالك من نفسك بس ومن اهلك "
ابتسمت هدير محاوله ان تخبئ كذبها ,, " ماشي يا مكه سلمي علي عم الشيخ مصطفي ,, يالا سلام "
" الله يسلمك يا هدير ,, سلام " ,,
عادت هدير لمنزلها حيث قامت الام بتحضير اكل لهم لكى يتناولوا العشاء قبل ان تعود للمستشفي ,,
جلسوا لكي يتناولوا العشاء ,,
ثم دخلت هدير لتبدل ملابسها للغرفة ,, فشعرت في البداية بضيق في التنفس ,, ثم اصبحت الغرفه طبيعية ,,
اخذت تتسائل كيف تم تحصين الغرفه كما يقول ذلك الدجال الكاذب ,,
ولكنها شعرت بوخذ في كتفها الايسر حينما سبت ذلك الدجال ,,
فربما هناك من يتواجد بالغرفه وهو المحصن لها ويكون من اتباع ذلك الدجال ,,
تألمت من تلك الوخذه ولكن الالم انتهى سريعاً ,,
وقفت امام دولابي اخرج بعض ملابسي لكي اذهب مع امي للمستشفي ,,
ولكنني سمعت هامس يقول لي "غرفتك هي حصنك" ,,
معنى هذا اني لا استطيع المبيت الا داخل غرفتي ؟؟
" خرجت لأمي مسرعه اقول لها ماحدث "
فقالت لي " ابقي يا ابنتي احنا مش اد زعل الشيخ مبروك لازم تسمعي كلامه ",,
" واذا حدث شئ تاني ؟؟ "
" ربنا يسترها عليكي يا بنتي ,, لو ابوكي بس كده يفوق ويخف ويرجع البيت مش هسيبك لحظه حتي تشفين مما انتي فيه " ,,
" حاضر يا ماما خلاص يارب اخلص بقي من اللي انا فيه " ,,
انهت امي ما تعده بالمنزل قبل ان تذهب للمستشفى هي وسمير اخى ..
ولكنني كنت خائفه ان اجلس بمفردي في المنزل .. ولكنني كنت احاول كسر خوفي بمذاكرة اخر مادة سأمتحنها بعد يومين ,,
وقمت بتشغيل القرآن في الصاله لكي يصل صوته لكل الشقه ,,
دقائق وجاءت امي تودعني قبل ان تذهب للمستشفى ,, واكدت لي ان احترس من اي شئ
واذا حدث شئ اقرأ قرآن وان شاء الله لن يحدث شئ ,,
-------------------------- -----------
ولكنها لحظات وسمعت صوت شخير لشخص نائم .. تناثرت افكاري وزكرياتي ونظرت لذلك الصوت ,,
فاذا به صوت الدكتور يوسف الشريف ,, فنظرت لساعتي فاذا هي الحادية عشر والنصف ليلاً ,,
ففزعت من مرور الوقت بسرعه ,,
" يا دكتور يا دكتور انت نمت ؟؟ "
" اسف يا هدير والله معلش غصب عني " ,,
" ماشي ماشي انا لازم امشي حالاً , "
" لا كملي انا سامعك " ,,
" لا مش هينفع يا دكتور مش هينفع ,, "
ولكن الدكتور لم يكمل كلامه او اصراره لأنه رأى وجه هدير الذي اصبحت ملامحه تتشنج ,,
" هدير انتي كويسه ؟ "
" اه اه سلام دلوقت يا دكتور ,, "
قامت هدير تجري مسرعه من غرفه الكشف ,و فخرجت لصالة الاستقبال فإذا بمحمود السكرتير نائماً علي المكتب هو ايضاً ,,
ولكن هدير لم تعطيه اي اهتمام ,, ونزلت السلم مسرعه ,, كأنها اذا لم تصل المنزل في اسرع وقت ستموت ,,
اوقفت تاكسي وهي تصيح " بسرعه اطلع " واعطته العنوان ,,
وصلت المنزل بالفعل في حوالي خمسه عشر دقيقه ,, وجرت وقامت بإحضار عدة اشياء من داخل غرفتها ,,
وقامت بخلع ملابسها ,, وقامت بجرح نفسها بمشرط صغير وقامت بسكب قطرات الدم في كوب صغير ,,
ووضعت قليل من الكيس الذي بيدها وداخله مسحوق لونه احمر قاتم ,,
فحدث فوران بسيط داخل الكوب وقامت بإخراج فرشاه صغيره للرسم وقامت برسم عدة رموز علي جسدها ,,
ولكن قبل ان تنهي رسم تلك الرموز كان تصرخ بشدة كأن هناك من يقضم قطعه من جسدها ,,
ولكن جسدها كان بدأ تظهر عليه اثرا لاصابع لأيد علي ظهرها هناك من قام بضربها بشدة لدرجة ان مكان الضربه اصبح ازرق اللون ,, وظهرت ضحكات مرعبه في ارجاء الشقه ,,
ولكنها انهت رسم رموزها ,, فهدأت الضحكات وارتخى جسدها واصبح يتعرق بشدة ,,
تشنجت لوقت قليل ثم بعدها شعرت بهدوء ,, فوقعت ارضاً من شدة ارتخاء جسدها ,,
ثم نظرت الي احد الغرف المظلمه ,, وقالت وهي تبتسم ويظهر عليها الارهاق والتعب ,,
" لقد قلت لك لن تنال شئ مني واذا كنت قد نلتها مره فلن تنالها الاخرى وقريباً ستكون نهايتك قبل ان تكون نهايتي " , ,,
فظهرت في وسط الظلمه بالغرفه عيون غاضبه نحن نعرف من صاحبها ,,
ثم قامت هدير بالغمز بعينيها فزادت العيون غضباً ثم اختفت ,,
فقطع كل ذلك الرعب رنة تليفون هدير ,,
انها نمرة عيادة دكتور يوسف ,,
اجابت هدير وهي مرهقة " الو ؟؟ "
" الو يا هدير فيه ايه انتي كويسه ؟؟ "
" اه الحمد لله بقيت كويسه يا دكتور ",,
" طب الحمد لله انتي قلقتيني بجد .. "
" لا متخفش انا كويسه "
" طب انتي في ميعاد معين حبه تيجي فيه ؟؟ "
" لا حضرتك تقدر تحدد الموعد اللي يناسبك وانا هكون عند حضرتك بس ياريت يكون بدري عشان متأخرش زي النهارده "
" خلاص ماشي ممكن اسيبك ترتاحي بكره وتيجي بعد بكره بعد الظهر " ,,
" موعد جيد شكراً يا دكتور "
انهت هدير الحديث مع الدكتور يوسف ,,
وقامت تترنح ودخلت الحمام واخذت تستحم لكي تزيل العرق والدم الذي علي جسدها ,,
انهت حمامها ودخلت لتندس تحت غطاءها ,, لكي تنعم بنوم هنئ ,,
ولكنها لم تستطع النوم لان بعض الذكريات قد سيطرت علي عقلها ,,
فعاد بها الزمن سنوات للخلف ( فلاش باك ,, نركز )
,, لكي تتذكر يوماً قد مضى عندما كادت ان تفقد شخصاً احبها وقد دافع عنها بحياته وهي لم تكن حتى تفكر في ان تحبه ليس لانها تكرهه ولكنها كانت خائفه عليه من رد فعل داغر الذي قتل شخص فكر ان يتقدم لها وسلخه حياً ,,
ولكن محمود كانت تتصرف معه برد فعل عنيف حتى يبتعد عنها ويبقى سالماً ,,
ولكنه لم ييأس في محاولاته مع هدير .. إلى ان جاء ذلك اليوم المشئوم ,,
عندما كانت هدير تسير بعد غروب الشمس تجلب بعض الاشياء من الماركت لان والدها سيعود اليوم من المستشفي الذي يقع علي بعد امتار قليلة من منزلها ,,
وكانت عائده للمنزل فإذا بمحمود يمشي ورائها وكان يسرع ليلحقها لكي يسالها عن حالة والدها ,,
ولكنه دخلت للمنزل وتصعد السلالم فجرى خلفها ,, ثم نادى عليها
" يا هدير يا هدير " وهو يحاول التقاط انفاسه ,,
" مين بينادي ؟؟ " فمدخل البيت كان مظلماً فظهر محمود في نور السلم ,,
" انا محمود ,, كنت عايز بس اسألك عن حالة عم نور ,, هي صحته عامله ايه دلوقت ؟؟ "
" اه الحمد لله بيتحسن كل يوم ,, وان شاء الله هيبقي كويس ويفك الجبيره قريباً و,
" طب الحمد لله ,, "
ثم عم الهدوء " عايز حاجه تاني يا محمود عشان مش ينفع الوقفه دي "
" لا شكراً بس خلي بالك من نفسك "
ولكن هناك من تدخل في تلك اللحظه ,, اذ ظهر دخان اسود خلف محمود ,, وبدا يتجسد في هيئته الطويله وكان محمود لا يشعر بوجوده ولكن من لاحظ وجوده هي هدير التي كانت تنظر في تجاه محمود مرعوبه من ان يصيبه داخل الذي تجسد خلفه في هيئه ظل اسود طويل لا ملامح له ,,
فقالت هدير لمحمود وهي خائفه " محمود ارجوك اجري بسرعه من هنا ,, "
" انا اسف علي الوقفه دي بس كنت عايز اقولك علي حاجه "
" محمود ابوس ايدك امشي دلوقتي ,, "
ولكن وجد محمود نفسه يجر من قدمه زاحفاً علي الارض وعلي السلم نزولاً ,,
وكانت هدير تصرخ " اتركه لا تؤذيه ارجوك " ,,
ولكن داغر اكمل مشواره إلي داخل ظلام مدخل المنزل ,,
وقفت هدير تحاول ان ترى ما يحدث داخل ذلك الظلام ,,
ولكنها لا ترى شئ ,, إلي ان سمعت شئ يقذف خارج المنزل ,,
فصعدت مسرعه ودخلت الشقه وتوجهت لغرفتها وقفزت علي السرير وفتحت الشباك الذي يطل علي الشارع لتجد محمود ملقى امام منزلهم ووجهه ينزف ,,
وبدأت الناس تتجمع حوله ,, وهي تقف ودموعها تسيل بغزارة حسرة علي ابن جيرانهم ,,
اهو حي أم قد مات ؟؟ ظلت تسأل نفسها ولكن هناك من اجاب بعد ان اغلق باب الغرفه عنوه وداغر يقف ينظر لهدير بعيون غاضبه التي التفتت له نتيجه عن صوت عنف الباب ,,
وهو يقول لها " قلت لك ان لم تكوني لي فلن تكوني لغيري ,, واني شعرت بكل شعوره نحوك ,, هذه المره لقنته درس بسيط لكي يبتعد عنك ,, ولكن المره المقبله ستحصلين علي رأسه في طبق فضي كهدية " ,,
ظلت هدير ترتجف وهي تنظر لعيون داغر الغاضبه,,
ولكنها لحظات واخذت الام تدق بابها ,, " انتي رزعتي الباب ليه يا هدير في ايه يا بنتي " ولكن هدير ظلت مخروسه اللسان لا تقدر علي النطق حتى وبعد ان اختفى داغر ,,
ولكن الباب فُتح اخيراً لتدخل الام وتجد ابنتها تبكي فسمعت الام صوت تجمع الناس تحت بيتهم ,, " في ايه يا هدير اللي بيحصل بتعيطي ليه وايه اللي بيحصل تحت دا , "
حاولت هدير استجماع قوتها وردت قائله " محمود الاباصيري ابن الجيران حد اعتدى عليه " ,,
" لا اله الا الله هو في ايه اللي بيحصل لشباب المنطقه دي ,, كل يوم يا واحد مقتول يا مضروب , خلاص يا حبيبتي متعيطيش ,, ربنا يشفيه ,, انا هقوم البس وانزل اشوف في ايه ,,"
" ماشي يا ماما ,, "
" تعالى يالا اغسلي وشك "
فقامت الام بسحب ابنتها وهي تداعبها حتى تخرج من مزاجها الحزين هذا ,, وقامت بغسل وجهها بالماء الفاتر ,,
ثم امسكت الفوطه واخذت تجفف وجهها ,, رأت والدتها ترتدي الحجاب وتخرج لترى ما حدث لابن جارهم ,,
دخلت هدير غرفتها مره اخرى بعد ان قامت بتشغيل الكاست علي اذاعة القرآن الكريم ,,
وقامت بمشاهدة ما يحدث من شباكها ,, حيث قد اتت الاسعاف وحملت محمود وانصرفت ,,
مرت هدير بليلة عصيبه من البكاء ,, لما يحدث لها ولكل من يقترب منها ..
نامت هدير في فراشها ,, لتستيقظ صباحا ً علي صوت تهليل في الشارع ,,
حيث عاد محمود باكراً من المستشفى عندما نظرت وجدته يربط يده برباط ضاغط ووجهه يوجد عليه بعض اللصقات الطبيه الخاصه بالجروح ,,
حمدت ربي علي ان لم يصبه مكروه ,,
ولكن اثناء مروره من اسفل بيتنا نظر تجاهي ثم ابتسم ابتسامه خفيفه ,,
فقمت باغلاق الشباك سريعاً وجلست احمد ربي ,, ودموعي تتساقط ,,
ولكن قبل ان تتدفق باقي تلك الذكريات غلبني النوم ,,
.......................... ...........
" يا محمود ... "
" ايوا يا دكتور يوسف ,, "
" بقولك ان شاء الله هدير هتيجي بعد بكره بعد صلاة الضهر "
" بس احنا يا دكتور بنشتغل من العصر ,,"
" لا هتيجي من الضهر تفتح وانا هصلي الضهر واجي ,, عشان هيبقي يوم طويل ,, "
" ماشي يا دكتور ,, "
" المهم نضف العياده يالا وشغل قرآن وسيبه شغال واقفل العياده " ,
" حاضر يا دكتور " ,,
ولكن محمود السكرتير تعجب لأن الدكتور اول مره يخبره ان يقوم بتشغيل قرآن في العياده ,,
ترى هل الدكتور يوسف الشريف تأثر بقصه هدير ويصدقها فعلاً ,,
هذا ما حدث بالفعل ,,
.......................... ...........
مر يومان دون ان يحدث شئ اخر لهدير ,,
ثم جاء موعدها مع الدكتور يوسف ,,
قامت هدير وارتدت ملابسها واتجهت للعيادة ,,
" السلام عليكم يا استاذ محمود ,, "
" وعليكم السلام اهلا انسه هدير ,, "
" الدكتور موجود ؟؟ "
" اه دا لسه داخل حالاً ,, ثواني اخبره بحضورك "
توجه السكرتير لداخل غرفه الكشف ثم عاد ليشير لهدير للدخول حيث الدكتور في انتظارها ,,
دخلت هدير الغرفه وقام السكرتير باغلاق الباب خلفها ,,
" ازيك يا دكتور ؟ "
" اهلا هدير عامله ايه ؟؟ "
" انا الحمد لله كويسه ,, وشكراً علي الموعد دا ,, "
" العفو علي ايه بس انا عايز اريحك مش اكتر ,, "
" يالا ابدأ اكمل قصتي اللي قاربت علي الانتهاء ؟؟ فربما انهيها اليوم ,, "
" وليه هتنهيها اليوم مش عايزه تجيلنا تاني ولا ايه ؟ "
" لا والله يا دكتور بس الاتفاق كان كده "
" اتفاق ايه ؟؟ "
" هتفهم كل حاجه بس لما نكمل القصه ,, وهتعرف العهد اللي اتعاهدت عليه" ,,
شعر الدكتور يوسف برهبه كالعاده من كلام هدير ,, ولكن ,,
" ارجو يا هدير قبل ان تبدأي حكايتك ,, ارجو ان تستمعي لي ,, "
" اتفضل يا دكتور ,, "
" انا مش عارف اللي هقوله دا حلم ولا كابوس ولا حقيقه ,, انا شوفتك في بيتي ,,"
" شوفتني في بيتك ؟؟ ازاي ؟؟ "
كنت سهران كالعاده في غرفه مكتبي بالمنزل بقرأ بعض كتب عن الطب النفسي ,, واولادي وزوجتي كانو نائمين ,,
ولكني شعرت او لمحت بمرور احد من امام باب الغرفه ,, ولكني لم اعره اهتمام فربما تكون زوجتي او احد اولادي ذاهب للحمام ,,
ولكنها دقائق وشعرت بأحد يدق ثلاث دقات علي الباب متقطعه ,,
فقمت لكي ارى من هناك ,,
فتحت الباب الزجاجي فلم اجد احد ,,
تعجبت فذهبت لغرفة اولادي فربما احدهم يعبث معي ,,
فوجدتهم نائمين فتأكد من ان الغطاء يحيط بهم جيداً ,,
خرجت واغلقت الباب جيداً عليهم ,, ثم توجهت لغرفتي لاتأكد ان زوجتي نائمه ,,
وجدت شئ علي ما يرام فذهبت لغرفه مكتبي لأجد كرسي المكتب قد اُدير واصبح ظهره لي ,,
ولكنني لم ادير كرسي المكتب اثناء قيامي ,, ولكني لاحظت ان الكرسي يهتز كأن هناك شخص يجلس عليه ,,
ولكن خوفت ان اقترب وفجأه سمعت صوت انثوي يضحك ضحكات ساحره مثيره ,,
واذا بالكرسي يلتف ببطئ وصعقت عندما رأيت فتاه جالسه وشعرها كثيف جداً ويغطي وجهها فلم استطع رؤيه ملامحها ,,
رجعت للخلف في خوف وحذر ولكنني تعثرت في سجادة الصاله ,,
وقعت ارضاً فاذا بها تختفي من علي الكرسي ,, حمدت الله اعتقدت انها قد تكون تهيئات نتيجه كثرة السهر والاجهاد العقلي وربما يكون بسبب التأثر بقصتك ,,
ولكن شعرت بلمسه علي كتفي فنظرت خلفي لاجد وجهها في وجهي وتبتسم لي ابتسامه مرعبه ,,
وعيونها بيضاء تماماً ولكن الاكثر رعباً ان ملامحها نفس ملامحك يا هدير ,,
صرخت صرخة رجعت الارجاء ,, حاولت التملص والجري ولكن سريعاً ما وجدت من ينطق بإسمي " يوسف مالك في ايه ؟؟ "
نظرت خلفي فوجدتها زوجتي بملامحها العاديه ,,
" مالك انت صرخت ليه لما شوفتني وايه اللي كان موقعك في الارض كده "
" انتي مين ؟؟ وعايزه ايه "
فلم اكن اصدق انها زوجتي بعد ما رأيته ,,
" في ايه يا يوسف جرالك ايه انا نادية زوجتك " ,,
" لا انتي كذابه ,, انتي الشيطان نفسه " ,,
قمت اجرى علي غرفة زوجتي فلم اجدها ,,
التفت خلفي رأيت نادية زوجتي قادمه خلفي
" ها اتأكدت اني زوجتك في ايه مالك ؟؟ "
" مفيش يا حبيبتي مفيش كنت بقرأ قصة لمريض وشكلي اتأثرت بيها "
فقمت باحتضان زوجتي لكي اشعرها بالامان ,,
ولكن اثناء احتضاني لها نظرت لمرآه التسريحه فوجدت تلك المخلوقه التي تجسدت في جسد زوجتي ,, تنظر لي وتبتسم ,, اغمضت عيني بشده وفتحتها فوجدت المرأه طبيعيه ,, ولكن كان مكتوب عليها بخط احمر ,, قريباً ستكون مشاركاً وليس شاهداً ,,
#الحلقة_الثالثة_عشر
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
فقمت باحتضان زوجتي لكي اشعرها بالامان ,,
ولكن اثناء احتضاني لها نظرت لمرآه التسريحه فوجدت تلك المخلوقه التي تجسدت في جسد زوجتي ,, تنظر لي وتبتسم ,, اغمضت عيني بشده وفتحتها فوجدت المرأه طبيعيه ,, ولكن كان مكتوب عليها بخط احمر ,, قريباً ستكون مشاركاً وليس شاهداً ,, ثم اختفت الجمله سريعاً ,,
ثم لم يحدث اي شئ اخر حتي صباح اليوم ,,
" مش عارفه والله يا دكتور حصلك كل دا ليه يمكن عشان بحكيلك سري " ,,
" ربنا يسترها بقي علينا ,, يالا تقدري تكملي حكايتك واكيد هنلاقي حل ليكي وليا ,,"
" ان شاء الله ,, المهم ,, قمت بتشغيل القرآن الكريم وذهبت امي للمستشفى لكي تكون بجوار ابي واصطحبت سمير معها ,,
جلست لكي اذاكر مادتى الاخيره التي سأمتحنها ,, ومرت ساعات بدون اي شئ غريب يحدث ,,
ثم دقت الساعه الثانية عشر ليلاً ,, شعرت بصوت دقات علي باب الحمام المغلق ,,
ارتعشت الاضاء للحظات ,,
ولكن للأسف تردد اذاعة القرآن الكريم كان يزيع اعلان عن برنامج وتوقف القرآن ,,
يالله هو دا وقته ,, قلتها لنفسي وانا خائفه ,,
ثم فجأه اذا بالكاسيت يقذف من داخل الصاله الي داخل غرفتي ليتهشم ,,
صرخت خوفاً و لكن لفت انتباهي حركة سريعه لاشياء تروح ذهاباً واياباً امام باب غرفتي ولكنه تتحرك بسرعه جداً ,,
ثم فجأه توقف احدهم امام غرفتي ونظر لي ,, ولكنه حاول ان يهاجمني ويدخل الغرفه ولكنه ارتد للخلف كأن هناك عازل زجاجي لا يرى قد منعه من الدخول حاول مرة واخرى ولكنه فشل اخذ يصرخ ويصدر صوت غريب ,,
فاذا بباقي تلك الظلال التي كانت تجري امام باب غرفتي توقفت هي الاخرى كأنه اراد مساعدتهم ووقفوا جميعا امام باب غرفتي وحاول هم ايضاً الدخول مندفعين ولكنهم فشلوا
ثم فجأه وهم يهجمون مره اخرى علي غرفتي فإذا بباب الغرفه يغلق بقوة في وجههم ,,
اني اشاهد كل ما يحدث وانا اجلس لا اعلم ما يحدث ,, او ماذا افعل ,,
اخذت دقات تدوي علي باب غرفتي كأن هناك شئ حبيس وغرفتي هي مخرجه الوحيد ولكنها لم تكن دقات لشخص واحد فقط ولكنها كانت لمئات الاشخاص او بمعنى ادق مئات المخلوقات البشعه ,,
اخذت اصرخ خوفاً حتى هدأ كل شئ ,, فُتح الباب تلقائياً ببطئ شديد فلم اجد تلك المخلوقات مره اخرى ,,
شعرت ببعض الامان بعد ان رأيت محاولات تلك المخلوقات في غزو غرفتي ولكن صدق الشيخ مبروك عندما قال لي ان الغرفه محصنه ,,
شعرت فجأه بنعاس شديد لم استطع مقاومته حتى نمت ,,
ولكنني وجدت نفسي داخل منزل الشيخ مبروك مره اخرى لا اعلم كيف اتيت او لماذا اتيت إلي هنا ,,
وجدته جالساً امام مبخرته بنفس عباءته السوداء ولكنه لم يكن يضع غطاء الرأس الذي يخفي ملامحه
فاشار لي لكي اجلس علي ذلك الكرسي الذي بجانبي ,,
جلست وانا حذره وقلقه ,, ظل ينظر للمخبره ويلقي بها بعض البخور ويقول بعض من كلامه المبهم الذي لايفهمه الا السحره او الدجالين امثاله ,,
لم ينطق بأي حرف فحدثت نفسي " ايه قلة الزوء دي ,, والله شكلك هتطلع نصاب في الاخر "
ولكنه سرعان ما قطع تفكيري قائلاً " لو كنت نصاب ما كنتي اصبحتي حية حتى الآن يا فتاه ,, واعذريني علي قلة الزوء دي زي ما قولتي بس كنت مشغول في حاجه تانيه ,, "
بصراحه شعرت بخجل شديد ,, ولم اجيب علي كلامه ..
فتابع حديثه معي واخبرني انه قريباً سيحاول المساعده بعمل عهد بيني وبين كبار ملوك الجن حتى يساعدوني في مواجهة داغر ,,
وحذرني " ان داغر ابن احد اقوى ملوك الجان ولن يستطيع احد ايقافه إلا بمواجهته بأحد اكبر ملوك الجان الذي سيتم عمل عهد معه ولابد من تنفيذ كل شروط العهد ,, فالقرار بيدك الان اما توافيق او لا ,, والعهد سيكون مشروط بالدم ",,
" مشروط بالدم ماذا تعني ؟؟ "
" ان من يخالف العهد سيتعرض لأذي ربما يكون بمقتله " ,,
" واذا تم العهد فهل سأستطيع التخلص من داغر نهائياً ؟؟ "
" نعم "
" والعهد هذا سينتهي بعد موت داغر ؟؟ "
" علي حسب شروط العهد ,, وسيتم النطق بكل شروط العهد اثناء الموافقه عليه "
" انا اوافق علي ذلك ,, "
" جيد , لقد فعلتِ الصواب ,, اذا سنتقابل عند اكتمال القمر ,, "
سمعت هدير صوت زقزة العصافير تغذو المكان ففتحت عيناها لتجد نفسها علي السرير ونور الشمس قد اقتحم غرفتها عابراً من شباكها الشبه مغلق ,,
نهضت وهي تتسأل عن ذلك الحلم الغريب ,,
قامت وتوضأت وصلت الصبح
ولكن قبل ان تدخل لتبدل ملابسها وجدت الكاسيت الذي تحطم امس موجود كما هو في الصاله سليم ولم يكن به اي خدش ,, وقفت متعجبه وفمها مفتوح من شدة دهشتها ثم افاقت من دهشتها لانها اعتادت علي تلك الموقف الغريبه فدخلت غرفتها وبدلت ملابسها ونزلت للمستشفى ,,
فوجدت ان والدها اصبح بصحه افضل ويتعافى بسرعه ,,
وسمعت الدكتور يقول لأمها انا من الممكن ان يعود الوالد للمنزل ,,
في خلال يومين ,, كان خبراً مفرحاً بعد ذلك العذاب الذي قد سكن قلبها ,,
ولاول مره منذ ظهور ذلك المخلوق الذي يبتلع ارواح ضحاياه يمر اليوم بشكل جيد
اخذت تلك الاسره الصغيره البسيطه الملتفه حول سرير والدهم رب الاسره بالضحك و القاء النكات و بعد ما مروا به اخيراً استطاعوا الضحك من قلوبهم ,,
مرت تلك اللحظات الحلوه بسرعه كبيره حتي حل المساء و ارادت هدير ان تستذكر بعض دروسها فأخذت احد الكراسي واختلت بنفسها في احد اركان الغرفه التي يقبع بها والدها واخذت تذاكر بجد واحضرت لها الام كوب من الشاي الذي قد اعدته الام في المنزل ووضعته في ذلك الاختراع القديم " الطرمس " الذي يحتفظ بالمشروبات ساخنه كما هي
مر الوقت سريعاً إلى أن اصبحت الساعه العاشره مساءاً ,,
فاغلقت كتبها ,, ونوت الذهاب للمنزل لكي تنام وتستريح ولتستيقظ صباحا قبل موعد امتحانها ,,
عادت بالفعل للمنزل هي ووالدتها واخوها لكي يبيتوا معاً في المنزل حتى تكون امها بجانبها ولكي تعد لها الافطار صباحا قبل الذهاب للامتحان ,,
وصلوا المنزل عن طريق " توك توك " لانهم يحملون بعض الاشياء ولن يستطيعوا السير بها خاصه ان سمير يتأفف من المشي بسبب رغبته بالنوم فبدلا من ان تجره والدته في الشارع لأنها لا تقدر علي حمله ,, قاموا باستخدام ذلك الاختراع الذي احتل شوارع مصر ,,
وصلوا المنزل سريعاً صعدوا سلمهم ,,
واثناء مرورهم بالشقه التي تقابل شقتهم سمعوا صوت همسات داخل الشقه وقفوا يتنصتوا خاصه انهم يعلمون ان تلك الشقه التي قتل بها ذلك الشاب خاليه من اي بشر ,,
ولكن اثناء محاولة سماع ما يحدث فإذا بشئ يرتطم بالباب من الداخل فهلعوا ثلاثتهم ودخلوا شقتهم بسرعه واغلقوها ,,
جلسوا الثلاثه علي كنبه الصاله خائفين متوجسين ,,
قامت الام مسرعه وقامت بتشغيل الكاسيت علي اذاعة القرآن الكريم ,,
مرت دقائق وسمعوا دقات بطريقة جنونية علي باب شقتهم ,,
فزعوا ولكنهم عندما سمعوا صوت الحج محسن جارهم يصيح بأن يفتحوا ,,
وعندما فتحت الام وجدت دخان شديداً يملئ السلم ,,
فصاح عم محسن جاهداً بأن الشقه المقابله لنا قد اشتعلت بها النيران ويحاولون اطفائها فطلب من الام ان تضع ذلك الخرطوم بصنبور المياه وفتح الصنبور علي اخره ,, شدت الام الخرطوم مسرعه للحمام ووضعته ,,
ثم وجدت بعض شباب الشارع يكسرون باب الشقه المقابله ,,
فاذا بالنار تهب للخارج فوجهوا بعض خراطيم المياه علي النار ولكن النار لم تكن لتهدأ ابداً .. ظلت النار كما هي لا تنطفئ ولا تزيد ولا تتراجع ثابته ,,
ظل الوضع هكذا إلي ان هدأت النار من نفسها ,, كأن هناك تنين قد كان يسكن الشقه ينفث النيران ثم طار بعيداً فجأه ,,
دخل بعض الشباب بحذر الشقه فلم يجدوا اي شئ محروق ولا حتى نقطه مياه داخل الشقه
كأنهم كانو يوجهون الخراطيم من غير ان تخرج منها مياه ,,
ولكن المياه علي سلم المنزل قد غرق بالمياه ,, فلماذ الشقه لم تكن كذلك ؟؟
بحث الشباب داخل الشقه عن اي شئ محروق او تالف او اي شئ ,,
ولكن الشقه كانت علي وضعها اثاثها مغطي بالغبار ,,
اخذ البعض يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومنهم من كان يقرأ المعوذتين ,,
فأحضر احد الجيران كاست وبعض الاشرطه وقام بتشغيل القرآن داخل الشقه ,,
ثم تركوا القرآن يعمل وانصرفوا واغلقوا الباب ,, ظل صوت القرآن يعمل طوال الليل ,,
ولم يحدث اي شئ اخر ,,
كان من بين الحضور محمود الذي كان من الحين للأخر ينظر لهدير وهي تقف خلف امها خائفه ,,
ولكنه كان يطمئنها بنظراته من وقت لاخر ,, وهي كانت تحاول ان تشيح بنظرها بعيداً ,,
هدأ الوضع ودخلت الام هي واولادها ,, شقتهم ,,
وارتدوا ملابس النوم وناموا ثلاثتهم في غرفه هدير ,,
غطوا في النوم بعد محادثه طويله عن ما يحدث ,,
ولكنني اشعر بالنعاس مثلهم فلن استطيع رواية تلك المحادثة عليكم ,,
.......................... ........
استيقظت الام صباحا واعدت الفطر لأولادها ,,
استيقظت هدير وتوجهت للتناول فطارها ثم ارتدت ملابسها ,,
ونزلت لتقابل مكه في نفس المكان والزمان قبل كل امتحان ,, ولكنها لم تجدها ,,
تلك المره هدير لم تجد صديقتها تنتظرها ,, وقفت هدير تنتظر فربما استيقظت مكه متأخره ,, مر الوقت قلقت هدير من ان يفوتها الامتحان فأسرعت للمدرسه ,,
وعند دخولها اللجنه وجدت مكه تجلس في مكانها باللجن المجاوره لها ,,
لم تكن تفهم سبب ان مكه لم تنتظرها ,,
ما حدث هذا تسبب في توتر هدير في امتحانها ولكنها استطاعت ان تنهي الامتحان بشكل جيد ,,
خرجت هدير عند انتهاء الوقت لكي تتحدث مع صديقتها ,,
وجدت صديقتها مكه تمشي متجهه لباب المدرسه جرت هدير وراءها وهي تنادي عليها ولكن مكه لا تجيب ,,
قامت هدير بجذب يد مكه " لماذا لا تجيبيني يا مكه ؟؟"
" نظرت لها مكه وعيناها حزينه ,, "
" في ايه يا مكه انا عملت حاجه تزعلك ؟؟"
" هدير بابا محرج عليا اكلمك بعد اللي عملتيه ,,"
" عملت ايه يا مكه بس ؟؟ "
" انتي عارفه عملتي ايه ,, روحتي لواحد دجال ,, والدجال دا بسببه اتعمى بابا زمان "
" ينهار ابيض انا معرفش والله وبعدين ماما اللي اصرت بشكل فظيع اننا نروح ,, انا اسفه والله يا مكه بالله عليكي مش تسيبيني في وقت زي دا انا محتجاكي ,, بس ازاي الدجال دا كان سبب في فقدان والدك لبصره .."
" هقولك بس يا ريت يفضل سر ,, من كام سنه قبل ما انا اتولد كانت ماما الله يرحمها وبابا متزوجين وعايشين في نفس البيت اللي احنا فيه وماما كانت بتحب بابا اووي
وكان بابا ساعتها موظف في وزارة الاوقاف وكان بيعطي دروس في المسجد بعد صلاة المغرب ,, وكان محبوب والناس كانت بتسمع كلامه ,,
المهم في احد الليالي قامت ماما تصرخ ليلاً ,, وقالت لبابا ان في حد حاول يتحرش بيها في الحلم وكان شكله بشع ,,
فقام والدي بتهدأتها واخذ يتلو القرآن حتى تهدأ وتنام ,, استمر هذا الوضع اسبوع ,, إلى أن قابل والدي احد صبيان ذلك الدجال فاوقف والدي وقال له " سيدنا بيقولك يا تسيب البلد وتمشي يا إما .... ",,
لم يجيبه والدي واستعاذ بالله وانصرف في طريقه ,,
بعدها تأذت امي اكثر واكثر ,, فإن ذلك الدجال قد سحر لأمي جن عاشق ,, "مثلك يا هدير" ,,
حتى جاء ذلك اليوم المشئوم اعطى والدي الدرس كعادته وجمع بعض رجال الدين ليذهبوا ويواجهوا ذلك الدجال بالحسنى فلعله يتوب ,,
ولكن الدجال واجههم بالنار والحديد بمعنى " جعل صبيانه يهاجمون والدي ورفاقه وهنا فقد والدي بصره عندما ضربه احد الصبيان علي رأسه فهوى مغشياً عليه ,,
ولكن من بعض ان فقد والدي بصره لم يحدث اي شئ مره اخرى لامي فربما اكتفى الدجال بذلك ,,
وتلك الحادثه وصلت للشرطه ولكن الشرطه كلما تذهب للقبض علي ذلك الدجال لا تجده ,,
إلى ان هدأ الموضوع بين الناس وملت الشرطه من مطاردة مبروك الدجال ,,
ولكن والدي هو الذي خسر نظرة ,, مرت الايام والليالي وكان الله كريم بأن زفت أمى خبر حملها بي لأبي الذي فرح من قلبه لأول مره منذ ان فقد بصره ,,
وجئت للدنيا ولكن والدتي فارقتنا سريعاً بعدما قد اتممت عامي الرابع ,, اعتصر الحزن قلب ابي خاصة انه لا يستطيع رعايتي بسبب اعاقته ,, فكانت عمتي تأتي تراعينا بعض الاحيان خاصة ان زوجها كثير السفر للعمل وجمع المال ,, وظل هذا حالنا الى ان كبرت انا واصبحت علي مقدرة من العناية بأبي ,,
وهذا ملخص ما حدث لأبي "
" ودا غصب عني يا هدير انا وعدت بابا اني مش هكلمك الا لما ترجعي عن الطريق دا ,, عموماً انا هفهمه ان مامتك اللي غصبت عليكي واكيد هو هيقدر انك صغيره ومش فاهمه
" بس هو عرف منين اني روحت لدجال ؟؟ "
" مش عارفه والله بس هو عرف ساعتها انك روحتي لما كنتي جايبه اخوكي عندنا ,, "
" خلاص يا مكه انا بجد اسفه والله " ,,
توجهت الصديقات في طريقهم للمنزل وودعوا بعضهم البعض وافترقا ,,
وبدأت الاجازه الصيفيه لهما ,, فهل ستمرح هدير وتفرح بالاجازه ام ستكون الايام القادمة جحيمها الخاص ,,
اتجهت هدير للمنزل فوجدته فارغاً فربما تكون والدتها قد ذهبت للمستشفى ,,
فدخلت وتوضأت وصلت الظهر ,, ثم ذهبت للمستشفي لكي تبشرهم بأن الامتحان كان جيد قبل ان تلتهم السلم نزولاً من سرعتها سمعت القرآن لازال يعمل داخل تلك الشقه الملعونه .. بعد ان ذهبت للمستشفى وجدت امها تطعم والدها ,, فابشرت امها ووالدها باان الامتحان كان اجيد واخيراً انهت امتحانات الثانوية العامه ,,
وعليها ان تنتظر مذبحة نتيجة الثانوية العامه ,,
ولكن الام اخبرتها انهم سيعودون للمنزل بعض غروب الشمس لكي يحضرون ملابس نظيفه لوالدها ويجهزون المنزل لان والدها سيخرج من المستشفي اليوم ,,
ولكن سمير ظل مع والده بالمستشفي حيث تداعبه الممرضات ,,
توجهت الام وابنتها للمنزل واخذت الام تنظف المنزل وسرير زوجها ,,
واعدت طقم يليق بالخروج لكي يعود به من المستشفي ,,
اخبرتها امها ان تنزل لتجلب بعض الاشياء من الماركت حتى يتوفر كل شئ بالمنزل ,,
نزلت هدير وجلبت كل شئ من الماركت وكانت عائده للمنزل حيث اتبعها محمود ليسأل عن حالة والدها ,,
وتبعها لداخل المنزل لأنه لم يلحقها الا علي السلم ,, وقد حصل ما ذكرناه سابقاً
حيث تعرض له داغر وأذاه ,,
الليله بقت هدير تبكي علي ما حدث لمحمود وكانت الام قد نزلت لترى ما حدث لمحمود ,,
فأخذته الاسعاف كما ذكرنا سابقاً ,,
ولكن الام ذهبت للمستشفي بعدها لكي تصطحب زوجها للعودة لبيته ,,
ما هي الا ساعه قد مرت ورجع الاب والام والابن المنزل ولكنهم وجدوا هدير نائمه ,,
فلم يقلقها احد ,,
ولكن هدير استيقظت صباحا علي صوت التهليل بعوده محمود من المستشفي وبه بعض الاصابات ,,
عندما نظر محمود لهدير وهي تنظر من الشباك وابتسم لها احست هدير بقشعريره تسري في جسدها ,,
فاختفت سريعاً من امام انظار محمود واغلقت الشباك,, اراد محمود ان يعلم لماذا تتهرب بهذا الشكل الرهيب ,,
لذلك سيحاول ان يفهم سبب ذلك التهرب والنفور ,,
بعد ان رجع الاب إلي موطنه الصغير المتكون من ام وطفلان "هدير وسمير"
كان قد تحدث مع الام بشأن هدير وما حدث لها سابقاً ,,
اخبرته انها ستذهب اليوم هي وهدير للشيخ مبروك ,,
في بادئ الامر شعر الاب بعدم تقبل ذلك الامر لأنه لا يصدق في الدجالين ,,
ولكن عندما روت له الام ما حدث المره السابقه مع الشيخ تردد ووافق علي ذهابهم ,
فأخبرته الام انها ستذهب للعطار لشراء بعض المتطلبات للشيخ مبروك ,,
عزيزي القارئ الجزء القادم ربما سيكون له بعض التأثير في حياتك فلا تندمج في قراءة ما ستجدونه غامضاً حرصاً علي سلامتك .. فلنتابع ..
عادت الام ومعها بعض الاشياء التي طلبها الشيخ .. مثل ( حب الآس وبخور مريم والتنكار و خردل .... إلخ ) وبعض الاشياء الاخرى ,,
اغلقت ذلك الكيس بشكل جيد واخفته حتى لا .............
#الحلقة_الرابعة_عشر
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
اولا أسف علي التأخير لظروف خارجه عن ارادتي
ثانياً : اي عزيمة او طلسم مكتوب فهو ليس كامل حتي يكون أمان للقارئ
-------------------------- ------
عادت الام ومعها بعض الاشياء التي طلبها الشيخ .. مثل ( حب الآس وبخور مريم والتنكار و خردل .... إلخ ) وبعض الاشياء الاخرى ,,
اغلقت ذلك الكيس بشكل جيد واخفته حتى لا يعبث به احد حتى يحين موعد الشيخ مبروك
ثم دخلت لتعد الطعام لزوجها واولادها ,,
.......................... ..........
" بابا متزعلش من هدير والله هي طيبه وانت عارفها وماماتها اللي غصبت عليها والله "
" يا بنتي انا مش زعلان بس انا خايف عليها وعليكي ,, وربنا يهديها يارب ,, بس ان شاء الله اذا كنت زمان عجزت في الدفاع عن امك رحمها الله ,, ولكن بعون الله سأستطيع ان اتولى امر ذلك الدجال " ,,
" ان شاء الله يا والدي ولكن ماذا ستفعل ؟؟ "
" لا اعلم يا ابنتي ولكني اثق ان الله سينصرني عليه بأي طريقه ,, فهو الله الواحد الذي يقول للشئ كن فيكون وانه لا قادرٍ علي نصري من شر ذلك الكافر "
" كافر ؟؟ , "
" نعم يا ابنتي فكل من سلك طريق الجن والتحضير فإنه قد كفر بالله لإن الله قد نهى عن ذلك ,, "
" استغفر الله العظيم ,, ولكن أأستطيع التواصل مع هدير مره اخرى ؟ "
" فلتصبري يا ابنتي علي ذلك الامر ولا تتعجلي "
" كما تود يا أبي ,, اهم شئ رضاك " ,,
.......................... .......................... .
" الف سلامه عليك يا حوده ,, "
" الله يسلمك يا ابراهيم اتفضل اقعد ,,, "
" الله يخليك .. ايه يا سيدي مش تفوق كده عشان نفرح بيك بقي ... صحيح هو اللي حصلك دا حصل ازاي يابني دي خناقه ولا ايه ؟ "
" والله يا ابني انا مش عارف ايه اللي حصل ,, انا كنت واقف اسأل هدير ..... "
" ااااااااااااه الموضوع فيه هدير .."
" هاهاها ياعم اصبر اكمل كلامي ,, كنت واقف اسأل هدير علي حالة والدها عم نور ,,"
" انا لسه شايفه النهارده الصبح وهو راجع البيت .. "
" اه عرفت والدي قالي .. المهم طمنتني عليه بس مفيش لسه كنت هنطق اقولها انا معجب بيكي وبحبك .. لاقيت حد ضربني علي راسي من ورا بعدها محستش بأي حاجه تاني .. غير بصوت كان بيتردد في ذهني بيقول لا تقترب من هدير مرة اخرى ,, وبعدها استيقظت وجدت نفسي في المستشفى ,, والحمد لله بقيت كويس "
" ايه ليكون ليها بوي فريند ولا حاجه واحنا منعرفش ,, وهو اللي ضربك ولا حاجه "
" لا يا هيما انت عارف انها بنت محترمه وعمرنا ما شوفنا عليها حاجه وحشه "
" ياعم بهزر .. بس تفتكر ممكن يكون مين اللي اتهجم عليك بالشكل دا ؟؟ "
" مش عارف والله وياريت اعرف ,, بقولك يا هيما ممكن طلب " ؟
" اتفضل يا صاحبي "
" زي ما انت شايف انا مش هعرف اخرج الا علي الاقل كمان اربعة او خمس ايام "
" ممكن لو لاحظت حاجه او عرفت حاجه عنها تبلغني ؟"
" اكيد طبعأً يا صاحبي المهم تقوم انت بالسلامه بس "
" الله يسلمك يا حبيب قلبي ,, "
" يالا اسيبك بقي ترتاح وهروح انا اخلص اللي ورايا "
" ماشي يا صاحبي ,, وتسلم علي سؤالك والله "
انصرف ابراهيم صديق محمود بعد تلك المحادثه الشيقه ,,
ولكن صادف خروج ابراهيم من منزل محمود ,, بأنه رأى هدير ووالدتها يمرون من امامه في عجلة من امرهم ,,
ففضوله أمره بتتبعهم وخاصة ان صديقه قد اوصاه باعلامه بأي شئ مريب ,,
تتبعهم ..
حتى رأهم ينحرفون بإتجاه المقابر ,, ثم وقفوا يراقبون الاجواء من خلفهم ولكن ابراهيم كان ذكي في انه كان يراقبهم بالتخفي خلف السيارات المصطفه جانباً ,,
اطمأنت الام بخلو الطريق وهي تجذب هدير من يدها ,,
لاحظ ابراهيم ان هدير كان تسير مع امها بتعنت كأنها لا تريد السير معها ,,
.......................... ................
" يا ماما انا مش عايزه اتنيل اروح سبيني اروح البيت "
" اسرعي يا هدير انا مش هسيبك تضيعي مني .. وهنروح للشيخ مبروك ولا عايزاه يضرنا"
" لا مش عايزه ومش هيقدر يضرني ,, دا دجال ونصاب ,, "
" ماشي تعالي بس هنشوف عايز مننا ايه ونرجع تاني لو مش عجبك الوضع " ,,
ظلت الام ترغم هدير علي السير معها ,,
لم تلاحظ الام ولا هدير ابراهيم صديق محمود الذي كان يراقبهم ,,
وصلوا إلي المكان المحدد .. وجدوا بجانبهم منزل مهجور محطم السقف وعلي الجانب الاخر المقابر ,,
ولا يوجد شئ حولهم إلا ذلك البيت وذلك المصرف الذي يتواجد علي طرفيه خوص طويل ان اخر نقطه من اعمدة الاناره هي مكان وقوفهم وبعد ذلك فيوجد ظلام دامس وسط اراضي زراعيه خلف تلك المقابر ,,
وقفت الام والابنه تنتظر .. لحظات مرت كأنها ايام ,,
ولكنهم انكمشوا داخل جلودهم عندما سمعوا صوت الخوص كأن هناك من يتحرك داخله ,,
ولكن الصوت هدأ بعد وقت قصير ,,
تنهدت الام بعد توقف ذلك الصوت المرعب ,, كل هذا وابراهيم يقف يشاهد ما يحدث ,,
ولكن فجأه سمع ابراهيم صوت اشخاص قادمين بحاول ان يتوارى عن الانظار ,,
واستطاع ذلك خشية من ان يراه احد ..
" اهلا بيكي يا هدير انتي والحجه .. " قالها ذلك الشيخ الذي يحب ان يخفي ملامحه بتلك العباءة السوداء ,, " انه مبروك الدجال
ولكن بعد ان ظهر في النور لم يكن يرتدي تلك المره العباءة السوداء ولكن كان لونها غريب ,, يتقلب من حين لحين لا يثبت علي لون معين كالحرباء التي تغير الوانها ,,
" اهلا اهلا يا شيخ مبروك ,, " ترد الام وهي خائفه
ولكن هدير لم تجيبه ,, فنظر لها مبتسم ..
" أأمل ان تكوني قد احضرتِ تلك الطلبات .. " ينظر للام بنظره مبهمه ,,
فأجابته " ايواً طبعاً يا شيخ كل طلباتك موجود "
" كويس ,, اتبعوني ,, بس بشرط مفيش حد من الموجودين يذكر اسم الله في اي وقت اثناء عملنا وإلا ... احترقنا جميعاً ولكن ما عدا انا طبعاً ,, ستحترقون انتم جميعاً .. "
أماءوا بالموافقه ,, ثم ساروا خلف ذلك الدجال إلي اتجاه المقابر المظلمه ,,
همست هدير " ماما هي شم المقابر علي طول بيكون فيها نور ,, ايه اللي ضلمه كده النهارده "
وقبل ان تجيب الام ,, سمعوا صوت ضحكات من الدجال ثم قال " متقلقيش يا هدير دي جماعتي موجودين ,, "
اخذت هدير تفكر جماعته ؟؟ ومن هم جماعته ؟؟
قبل ان يندسوا وسط الظلام أمر الشيخ مبروك الدجال رفاقه الاربعه بإشعال المشاعل لكي تنير لهم الطريق ,,
ثم توجهوا إلي اخر طريق المقابر ,, ثم توقف الجميع ,,
كان ابراهيم لازال يسير خلفهم يراقبهم ,, ولا يشعر به احد
امسك الشيخ مبروك الدجال الكيس الذي كان يحمله احد مرافقيه ,,
ثم افرغ ما به ,, فإذا هي بحيات سوداء و فئران وحشرات,, صرخت الام والابنه واندفعوا للخلف ,,
ولكن الحيات والحشرات لم تهاجم احد ولكنها اخذت تسير في طريقها في شكل منظم كأنه جيش صغير يسير في نظام فلا احد يسبق الاخر ولا احد يتأخر ,,
مشى الجميع خلف تلك الحيوانات والحشرات ,,
إلى أن توقفت اما احد المقابر ثم بدأت الفئران في الحفر اسفل باب تلك المقبره فدخلت ثم تبعتها الحيات ثم الحشرات ,,
أمر الدجال صبيانه بفتح تلك المقبره فأسرع احدهم ,, وفتحها ..
امرهم بإنتظاره بالخارج فدخل الدجال وحده ونزل سلالم تلك المقبره ,,
انتظر الجميع في الخارج ,, كانت الام وابنتها يشعران بالقلق والخوف مما يحدث ,,
وكان ابراهيم يراقبهم من بعيد ولكن لسوء حظه قدمه حطت علي بعض الخوص الجاف ,,
فاقشعر بدنه ,, عندما توجهت المشاعل بالاندفاع نحوه ,,
فإثنان من صبيان الشيخ مبروك توجهو في اتجاه الصوت ,,
ولكن ابراهيم كان قد اطلق قدمه للريح فلم يروه ,,
صعد الشيخ الدجال واخبرهم ان تلك هي المقبره المطلوبه ,,
فقام باخراج بعض الاشياء مثل المبخره وبعض الريش واخذ من الام الاشياء التي قد احضرتها مسبقاً ,,
نثر الشيخ بعض المسحوق في المكان واخذ يرسم بعض الرموز التي كانت تشبه تلك التي رأتها هدير في بيت ذلك الدجال ,,
وقام برسم ذلك الرمز المميز الذي رأته هدير وكان يومض ,, ثم اخذ الدجال يصيح
" بسم الله الملك المحيط الدائم القديم الذى ملأ ساطع نور وجهه الكريم الاكوان وامدها بقوة جذب هيبة سلطانه على كل ملك وفلك وجنى وانسى وشيطان وسلطان فخافته جميع مخلوقاته واذعنت وتواضعت الملائكة الكروبيون من اعلى مقاماتها وسجدت واجابت دعوة اسمه العظيم الاعظم لمن تكلم به واسرعت بالاجابه والبرهان المحكم المكتوب فى الواح قلوب المتصرفين بسر بطد زهج واح بدوح اجهزط اقسمت عليكم ايتها الارواح الروحانية العلوية والسفلية وخدام هذا العهد القديم ان تجيبوا دعوتى وتقضوا حاجتى وتتوكلوا باذن الله(بقبول عهدنا معكم وبكامل شروطكم وتسمى حاجتك باذن الله وبقدرة الله الذى لايعجزه شئ وبعزة برهتية 2 كرير 2 تتلية 2 طوران 2 مزجل 2 بزجل 2 ترقب 2 برهش 2 غلمش 2 خوطير 2 قلنهود 2 برشان 2 كظهير 2 نموشلخ 2 برهيولا 2 بشكيلخ 2 قزمز 2 انغلليط 2 قبرات 2 غياها 2 كيدهولا 2 شمخاهر 2 شمخاهير 2 شمهاهير 2 بكهطهطهونية2 بشاريش 2 طونش 2 طوياش 2بلطشغويل 2 ابويل 2شمخاهر 2 باروخ بشيم 2 اللهم بحق كهكهيج بغطيش جلد مهجماهم هلمخ هيلخ وردوية مهفياج بعزتك الا ما اخذت سمع اعدائنا وابصارهم سبحان من ليس كمثله شئ وهوالسميع البصيراحضروا واسمعوا واطيعوا يا خدام هذا العهد القديم وباذ ن الله كونوا عونا لى فى ماوكلتكم به بحق الاسم الذى اوله ال واخره ال وهوال شلع يوع يوبيه يه وه اه بتكفال بصعى كعى مميال ................ إلخ) "
كانت هدير اثناء قوله ذلك الكلام الغريب وهو ( عزيمة البرهتيه ) ,, اخذت تفكر " كيف حذرنا من قول اسم الجلاله الله وقد قالها هو ... "
ولكن قاطع تفكيرها تلك الرياح الشديده التي هبت ,, التي كادت تحملها من علي الارض بسبب قوة اندفاع تلك الرياح ,,
ثم اخذت هدير ترى تلك الخيالات السوداء ,, تقترب عليهم كأنها تهبط من السماء نزولا للأرض ,,
ولكن عندما اقتربت تلك الخيالات فإذا هي بغربان أخذت تحوم حولهم وتصيح بصوتها المزعج ..
احاطت الام هدير بذراعيها خوفاً عليها من تلك الغربان ,,
همست هدير لامها بضرورة الانصراف ,, كانت الام توافقها علي ذلك القرار اذا كانت تعلم بما سيحدث حالياً ,,
ولكن اخذ باب المقبره يغلق ويفتح بقوه ,,
ثم شعر الجميع بضيق شديد في التنفس وحرارة المكان الرهيبه ,,
ثم هدأ الوضع تماماً ,,,
نظر الشيخ مبروك الدجال لهدير وقال " تقدمي فلديكي زوار قد أتوا من اجلك وإليكم شروطهم فإذا قبلتي الشروط ستحققين ما تريدين ,,
مقابل انهم سيحققون مطلبك وهو التخلص من داغر ,,
ستنفذين التالي طلاسمهم ستنال جسدك ليلاً لكي يستمدون قوتهم من دمائك ,,
قربان لدم حيوان اسبوعياً ,, وان كان الافضل انسان ..
سيكون داغر لعنتك لسنوات فيستهلكون قوته ثم يقتلونه من خلالك ,,
واذا تم الاخلال بذلك العهد سيكون الدم مقابل ذلك ,,
كانت الام تحاول ان تسمع ماذا يقول الشيخ لابنتها ,,
.......................... .....
قبل ذلك بقليل ..
سمع الناس صوت الاذان في غير موعده ان العشاء تم صلاتها منذ ساعه ,,
فتوجه بعض الناس ليروا ماذا يحدث ولماذا صوت الاذان في وقت بغير وقته ,,
دخل الناس في انتظار انهاء الشيخ مصطفى امام المسجد للاذان ويسألوه ,,
انتهى بالفعل الشيخ مصطفى (والد مكه) من الاذان ,,
فالتفت ورأى الناس جالسه ,, فأخذ يقول لهم ,, ( اعذروني علي ذلك ولكن لابد ان تسمعوني )
اليوم هناك من يتطاول يومياً علي دينكم ,, هناك من تسبب فيما مضى بضياع نظري ولكن ليس بصيرتي .,. انه من يستخدم كتب السحر في التحضير والتسخير
انه مبروك الدجال الذي بسببه تدمرت حياتي ,,
ولكن الله سيكون ناصرني اليوم ,, إني سأقوم بالذهاب إليه لإيقافه عند حده ,,
ولا تنسون من تأذى في بلدتنا بسببه ,, وكم من الاطفال فقدوا وكان هناك شهود ان صبيانه هم من كان يخطفهم ,,
فإذا لم يكن هناك من يتشجع ويرافقني ساذهب وحدي وان الله معي ,,
ولكن في تلك اللحظه وصل ابراهيم الذي كادت رئتاه ان تنفجر من كثرة الجري والاجهاد
فعندما كان يمر من امام المسجد وجد تجمع لأهل الشارع داخل المسجد
فدخل لكي يرتاح ولكي يشعر بالامان بينهم ,,
فبعدما انهى الشيخ مصطفى كلامه ووجد من يسانده ومن خاف ,,
فوقف ابراهيم و قال بصوت يسمعه الجميع وحكى ما رأه بخصوص هدير وامها ,,
فهاج الناس جميعاً وخافوا ان يكون ذلك الدجال سيصيبهم بأذى ,,
فصاح الشيخ مصطفى بالهدوء والتدبر والتفكير في مواجهة ذلك العاصي ,,
بأن يتم تقييده واحضاره للمسجد هنا فإما ان يهتدي ويتوب وإما ان يتم تسليمه للشرطه التي تبحث عنه منذ مده ولكن اقسام الشرطه لا تخلوا من المنافقين الذين يبلغوه بخروج دوريه للقبض علية ,,
خرج الجميع من المسجد والشيخ مصطفى علي رأسه وهناك من يقوده بسبب فقدان بصره ,,
احضر بعض من السائرين الكشافات لتنير لهم طريق المقابر ,, لأن ابراهيم حذرهم بأن المقابر اضاءتها لا تعمل ,,
توجهوا مسرعين ولا يعلمون ماذا سيواجهون ,,
في الطرف الاخر كان الشيخ مبروك الدجال يسأل هدير عن موافقتها لشروط العهد ,,
غضب الشيخ مبروك من هدير فبدأ وجهة بالانكماش والتجعيد ثم جحظت عيناه واصبحت لونها ابيض تماماُ ,,
وصاح بقوله " اتوافقين أم تدفنين ؟"
ترنحت هدير للخلف في فزع حاولت الجري إلي حضن والدتها ولكن هناك من منعها ,,
فشعرت بقدمها كأنها ثُبتت في الارض ,, ثم بدأت ترتفع في الهواء بعد ان قام شئ خفي بسحب يديها اليمنى واليسرى لتصبح كالمصلوبه ,,
فجأه احد اعوان الشيخ مبروك يصيح " في ناس كتير جايه من بعيد تجاهنا يا شيخ " ,,
" سيبك منهم دلوقت ,, " صاح فيه الشيخ ,, ثم بدأ يقول بعض كلماته المبهمه ,,
بدأت رياح شديدة تهب في المكان محمله بالاتربه والدخان لدرجة انك لا تستطيع ان ترى كف يدك اصبحت تحيط بالشيخ ومن معه كأنها حصن تحميهم من اي دخيل ,,
ظلت هدير تصرخ وهي معلقه في الهواء مرتفعه عن الارض ,,
بدأت هدير ترى من بعيد 6 ظلال طويله قد يصل طوله 3 متر او اكثر ,,
عيونهم حمراء مثلما كانت عيون داغر ,, يقتربون منها ببطئ شديد وهي تحاول التملص والافلات من تلك القبضه التي احكمتها كالمصلوبه ,,
اخذ الشيخ يصيح " هيا انها توافق ولا تستمعوا لها ,, إني أريد جائزتي "
الام حاولت ان تتدخل لانقاذ ابنتها فما كان من الشيخ إلي صفعها فوقعت مغشيه عليها ,,
بعد ان اقتربت ال6 ظلال التي لا يراهم احد الا هدير وطبعاً الشيخ الدجال ,,
وقفوا امامها ينظرون لها ,, ثم سمعت هدير هامس لاكثر من شخص في اذنها " ستنالين ما تريدين ولكن بعد ان تصيبك لعنتنا بقدر من الزمن لكي نأخذ ما نريد ,, وستكون لعنتنا هي داغر سيكون معك في كل وقت وحين ولكنه سيكون ضعيف فهو سيكون امداد لقوتنا ,, وستكون تلك هي طلاسم حمايتك منه ,, وقام احدهم بوضع يده علي رأس هدير ,, فبدأت ترتعد بقوة ويخرج من فمها لعاب كثير وانقلبت عيونها للابيض التام ,,
وبدأت نقوش تظهر علي يدها وقدمها وكذلك باقي جسدها ,,
وفي تلك الاثناء كانت اهل البلده تقف امام شارع المقبره وهم يشاهدون تلك الرياح التي تلتف كالدوامه محمله بالدخان والاتربه تشبه الاعصار الذي نشاهده في التلفاز ,,
شعر البعض منهم بالخوف فبدأوا يتقهقرون للخلف ,,
ولكن الشيخ مصطفى بدأ يتلو في صوت خافت ,,
بسم الله الرحمن الرحيم
" الله لا إله الا هو الحي القيوم ............... "
بدأ الناس في الترديد معه فأصبح الصوت قوي مسموع ,,
وصل الصوت إلي الدجال واعوانه وتلك المخلوقات فصعقت واصبحوا ينظرون هنا وهناك في خوف ..
فتوجهت نظرات تلك الظلال إلي الشيخ الدجال في غضب شديد ,,
فتراجع الدجال في خوف " انا مليش دعوه معرفش ايه اللي جابهم ,, "
ولكن ما هي الا كانت ضربه وُجهت له قد قسمت راسه نصفين ,,
فوراً هدأت الرياح وجرى اعوان الدجال في خوف فأمسك بهم اهل القرية ,,
واختفت الظلال ثم وقعت هدير ارضاً بجانب امها ,, فجرى عليها اهل القريه ليساعدوها هي ووالدتها ,,
ولكن شئ قد سحب هدير من قدمها واخذ يجرها داخل المقابر ,,
فزع اهل القرية من ذلك المنظر ولم يتجرأ احد علي اللحاق بها إلا شخصاً تشجع لذلك انه ابراهيم صديق محمود ,, جرى خلفها فتبعه بعضهم بسبب شجاعته ,, وبالفعل استطاع الجري سريعاً والقفز وامساك يدها ووقع ارضاً ممسكا بها ,, حاول ذلك الشئ الخفي من جر هدير ,, ولكن ابراهيم امسك بها باحكام وكذلك الذين كانو خلفه ,,
فهدأت محاولات خطف هدير التي طرحت ارضاً ,, ولكن قبل ان يقوم من ابراهيم ليحمل هدير من علي الارض ,, ظهرت عيون واسعه جداً تكاد يصل قطرها خمسة سنتيمترات تنظر الي عينيه مباشرة في غضب شديد ,,
صرع ابراهيم كأنه رأى نظره من جحيم ثم اختفت تلك العيون ,,
فرجع سريعاً وهو يحمل هدير وكانت والدتها قد استيقظت من اغمائها ,,
تقدم الشيخ مصطفى برفقه من يوجهه إلي جثه ذلك الدجال ,, الذي انشقت رأسه نصفين
ثم قال " ان الله يمهل ولا يهمل , وستنال عذاب من ربك لشديد ,, لن يتم الصلاة عليه فلتغسلوه وتدفنوه ,,.................!!
#الحلقة_الخامسة_عشر
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
اللي هيقولي الجزء دا صغير هزعل هههههههههههههههه لأني والله كاتبه وانا في الشغل وربنا عالم انا كتبته ازاي .................!!
يعني تركيزي كان 60% وانا بكتبها

يارب يعجبكم بس
.------------------------- -------------.
فهدأت محاولات خطف هدير التي طرحت ارضاً ,, ولكن قبل ان يقوم من ابراهيم ليحمل هدير من علي الارض ,, ظهرت عيون واسعه جداً تكاد يصل قطرها خمسة سنتيمترات تنظر الي عينيه مباشرة في غضب شديد ,,
صرع ابراهيم كأنه رأى نظره من جحيم ثم اختفت تلك العيون ,,
فرجع سريعاً وهو يحمل هدير وكانت والدتها قد استيقظت من اغمائها ,,
تقدم الشيخ مصطفى برفقه من يوجهه إلي جثه ذلك الدجال ,, الذي انشقت رأسه نصفين
ثم قال " ان الله يمهل ولا يهمل , وستنال عذاب من ربك لشديد ,, لن يتم الصلاة عليه فلتغسلوه وتدفنوه ,,
فقال احدهم " فكيف نُغسله وندفنه لابد من اخبار الشرطه .. حتى تعلم بموته لتكف علي الاقل في البحث عنه .."
فرد الشيخ مصطفى في عصبيه " ماذا ستقولون للشرطه سبب مقتله ؟؟ استقولون ما رأيتموه اليوم ؟؟ وهل سيصدقونكم ؟ ولكن كما تود ان تفعلوا ولكن اليوم علمت ان الله قد ينصر عبده ولو بعد حين .. حمداً لك يا ربي علي دحر شر ذلك الكافر .. "
وصل التجمع إلى المسجد لكي يتناقشو فيما سيفعلوه في ذلك الجثمان الذي اصبح لونه كلون الفحمة الشديدة السواد ,,
وكان ابراهيم وبعض الرفاق يصلون هدير إلي منزلها لكي ترتاح وكانت امها لازالت في حالة اعياء ولكنها كانت تستطيع المشي بمفردها دون مساعدة ,,
بعد ان اجتمع الجميع والاخذ بالأراء في المسجد ,و تم الاتفاق علي دفنه دون ابلاغ الشرطه حتى لا يتسبب لهم في متاعب في مماته كما كان في حياته ولكن سيتم ابلاغ الشرطه عن اتباعه بتهمه حيازه السلاح وترويع سكان المنطقه ومحاولة سرق جثث من المقابر وذلك بالفعل ما حدث وجاءت الشرطه تستلمهم فيما بعد ,,
بعد ان اوصل ابراهيم هدير إلي شقتها ,, نزل مسرعاً لكي يخبر صديقه محمود بما حدث
ولكن محمود اصبحت حالتة النفسيه سيئه بسبب انه لم يكن موجود بجانبها في اثناء حدوث ذلك لأنه لازال طريح الفراش نتيجه للجبيره اللعينه التي يريد ان يتخلص منها الان بأي شكل من الاشكال ,,
واساه صديقه ابراهيم قبل ان ينصرف وتوجه للمسجد ليعلم اخر الاخبار ,,
اخذ محمود يفكر في هدير وفي صحتها وما حدث لها وماذا قد يكون اكنتي تتعاملين يا هدير مع ذلك الصنف من الاشخاص دجال ,, ما السر يا هدير في ذهابك مع ذلك الدجال إلي المقابر وفي مثل ذلك الوقت ,,
يالله ماذا يوجد وراءك يا هدير وما هي حكايتك ,, اتقرب إليكي تبعدين ,, وبعد ذلك اكتشف انك تذهبين لدجال نصاب ,, يعصي الله بأبشع الطرق .,,
بعد ان انفض الجمع حامدين الله علي التخلص من ذلك الشخص ..
" بابا عملت ايه طمني ؟؟ وهدير فين ؟؟ "
" يا مكه يا بنتي لا تقلقي فقدرة الله فوق كل شئ ,, سبحان الله انقلب فعل ذلك الكافر عليه ,, من حفر حفرٍ لأخيه وقع فيها ,, "
" طب هدير يا بابا حصلها ايه ؟؟ "
" والله يا بنتي ربنا يكون في عونك ,, احنا كنا متجهين نحو المقابر وكنا نسمع صوت صراخها من بعد كبير ,, فلا اعلم ماذا قد يكون ذلك الدجال فعل لها ,, ولكنني ان شاء الله سأذهب إليها غداً لأرى ما حدث لها هي ووالدتها ,,
نعود إلي منزل هدير منذ قليل ..
عندما وصلت هدير والدتها كان سمير نائماً والوالد يشاهد التلفزيون بعد ان تم نقله بغرفته حتى يستطيع تسليه وقته لحين ان يستطيع الوقوف علي قدمه بشكل جيد ,,
اخذ باب الشقه يدق بعنف ففزع سمير من نومه ,, فرتب والده عليه حتي لا يخاف وقاله له أن يذهب ليفتح الباب ,, فإذا بإبراهيم يحمل اخته وبعض النساء تسند امه ,,
دخل ابراهيم ووضع هدير في سريرها بعد ان اشار له سمير للغرفه ,,
فهناك نساء كثيرات جالسات حول سرير هدير ويواسون الام التي انهارت اعصابها ,,
خاصة بعد ان نهرها الاب عند وصولها بسبب ما حدث لهم ,,
لأنها لم تستمع لكلامه واصرت علي الذهاب للدجال ,,
بعد ان انفضت النساء من الثرثره الكثيره و الاشفاق علي الام وابنتها ,,
خرجوا جميعاً ودخلت الام لتنظف نفسها وملابسها من اثر تلك التجربه البشعه ,,
اما هدير فكانت نائمه ,, لا تدري بما يحدث حولها ,,
ولكن كان لها عالمها الخاص الان ,,
حيث تتواجد هي الان في عالم ليس له سماء ,,
كأنه وقعت داخل كرة لا مخرج منها ,, فلا توجد سماء ولا نجوم ولا قمر ,,
مكان يشبه الكهف ,, علي جدرانه رموز وعبارات لا تعلم معناها ولم تراها مسبقاً ,,
سارت قليلاً محاوله البحث عن مخرج ,, ولكنها لم تجد اي مخرج ,, فقط بعض الاضاءة تأتي من بعيد كانها مشاعل معلقه ,,
اسرعت في اتجاه ذلك الضوء في أمل ان تجد احداً يرشدها لمخرج ,,
عندما وصلت لمكان الاضاءة وجدت بالفعل مشاعل ولكنها لم تكن معلقه بل كانت تطوف في الهواء دون ان يمسكها احد ,,
نظرت يميناً ويساراً فإذا بأكواخ من الخوص حولها ,,
كان لون تلك الاكواخ اسود وعلي كل كوخ رمز معين ,,
توجهت إلى اقرب كوخ اخذت تدق بابه ولكن لا مجيب ,, فدفعت الباب ففتح ببطئ ,,
ولكنه كان مظلم جداً لدرجة انك لا ترى يدك اذا ادخلتها إلي ذلك الباب فلن تراها كأنه اختفت او بمعنى اقرب كأنها قطعت ,,
ولكنها تجرأت ودخلت ذلك الكوخ محاوله ان تري في ذلك الظلام ,,
ولكن عندما دخلت وجدت نفسها في مكان اخر ,, امام شاطئ من المياه ولكن تلك المياه لونها لم يكن طبيعياً فكانت لون المياه سوداء تماماً ,,
ثم وجدت اشخاص بشكل غريب ,, يشبهون حوريات البحر النصف الاعلى رجل او امرأه والنصف الاسفل يشبه زيل السمكه ,, وكانو يسبحون ويغوصون ,, ولكن التفت إلي هدير بعض منهم بأعينهم الواسعه جدا السوداء ,,
فرجعت هدير من ذلك الباب الذي قد دخلته ,,
لتجد نفسها عائده امام الكوخ ,, فنظرت إلي الرمز الموجود علي الكوخ وجدته يتكون من نجمه خماسية داخلها هيكل عظمي لسمكه عيونها سوداء واسعه ,,
فعلمت ان كل رمز يدل علي العالم الذي يوجد بداخل كل كوخ ,,
ولكنها لمحت احد يتحرك خلف تلك الاكواخ كانت حركته سريعه جداً ,,
اخذت تحاول ان تلاحقه لكي تطلب مساعدته في الخروج من هنا ,,
حاولت هدير ان ترى شكله ,, فكان يشبه الهنود الحمر عاري الجسد إلا عورته لون بشرته سوداء و يضع بعض العلامات البيضاء علي جسده ,, ويرتدي بعض الريش علي رأسه ,, كان طويل القامه وقدماه طويله جداً لدرجة ان خطوه منه بثلاث خطوات من الانسان العادي ,,
واخيراً بعد محاولات كثيره لحقته ورأته وهو يدخل احد الاكواخ ,,
فتبعته وقبل ان تدخل لنفس الكوخ اخذت تنظر للرمز المنقوش عليه ,,
وجدت انه عباره عن نجمه خماسيه بداخلها نار و هيكل إنساني طويل ,,
فدخلت إليه في حذر ,, فوجدت جبال شاهقه تتساقط من عليها حمم تشبه الحمم البركانيه في عالمنا ,,
ويوجد انهار من الحمم وهناك اقفاص تحبس بداخلها اناسٍ بعيون حمراء ولهم نفس هيئة ذلك الشخص الذي قابلته منذ قليل ,,
حاولت الرجوع من خلال الباب ولكنه كان هناك يقف خلف الباب ,,
فقام بإغلافه ذلك الشخص الذي يشبه الهنود الحمر ونظر لي نظره لا اعلم اذا كانت غاضبه ام ماذا ولكنها نظره ارعبتني بعيونه السوداء التي يتوسطها ذلك الشق الطولي لعيون القطط بلون احمر يشبه الحمم التي توجد خلفي ,,
ولكنه بعد ان اغلق الباب اشار لي بيده للجلوس ,, فجلست ,,
فقام بإخراج خنجر من خلفه ,, واشار لي ليمسك يدي ,, تردد
ولكن نظرته الغاضبه جعلتني امد يدي في حذر ولكن بحركة اسرع مما تصورت جرحني جرح صغير في معصمي ,, فتساقطت بعض قطرات فأحضر ما يشبه الاناء او الطبق الصغير واخذ يضغط علي الجرح فتساقطت تلك بعض القطرات بداخل الاناء ,,
ثم قام بإخراج كيس قماشي صغير ونثر مما بداخله علي تلك القطرات ,,
تحول الخليط الذي داخل الاناء إلي اللون الاسود ,,
فاشار إلي بدون ان يتفوه بأن اقوم بغمس يدي بالخليط وأن اضعه علي جسدي ,,
فقمت بعمل ذلك وحين كنت اضع ذلك الخليط علي ذراعي كانت نقوشاً من جسدي تظهر كأنها تنير بلون يشبه لون الحمم تلك ,,
فزعت لما أرى ولكنني تذكرت ذلك الشئ الذي وضع يده علي راسي في المقابر ,,
فشعرت بجسدي تتحرك منه اماكن فكنت اصرخ من شدة الالم ولكن الان تلك النقوش لم تعد تؤلمني ,,
ثم اشار لي بالتوجه في احد اركان ذلك المكان فسرت خلفه ,,
فوجئت بوجود داغر في قفص من نار ,, كلما يحاول الخروج احترق واخذ يصرخ ,,
وقفت امامه وانا اشفي غليلي منه .. ولكن خرج من خلف ذلك القفص ,,
تلك الظلال الطوال القامه الذين حضروا في المقابر ,,
فعندما توقفوا امامي سجد لهم ذلك الشخص بجواري ,,
اخذوا يتحدثون إلي بعضهم بلغه غير مفهومه وهم يشيرون إلي ..
وكان جسدي لا زال يتوهج بتلك النقوش ..
واشاروا بفتح القفص فقام احدهم فقول بعض الكلمات التي ففتحت القفص كأنه قال " افتح يا سمسم " ولكن بلغتهم ...
حينما فتح القفص انقض داغر علي محاولاً فتكي وتقطيعي ارباً لأني كنت سبباً في حبسه
ولكنه لم يستطع ان يلمسني حتى فكان يهوى علي بمخالبه ولكني كنت اشبه بالهواء بالنسبه له ,, فكلما حاول طعني مرت يده من خلالي ,, فعلمت ان تلك الظلال ماذا تعني بكلمة لعنه ,, سأكون لعنة لداغر لكي يستنفذوا قوته لصالحهم وهو سيكون لعنة لي حتى اقدم قرابيني ,,
في كلتا الحالات عندما يحاول اي شخص طلب المساعده من ذلك العالم الخفي فسيكون خاسر لامحاله لأنهم اذكى من اي يقدموا خدمه بلا مقابل ,,
بعدما فشل داغر في محاولاته حاول التملص والهرب ولكن احدهم اخرج سلسله من نار ولفها حول عنقه ,, واخذ يقول بعض طلاسمه عليه فصرخ داغر واخذت تلك النقوش علي جسدي تتوهج اكثر واكثر ,,
فرأيت اولئك الظلال عيونهم تصبح اكثر احمراراً وداغر وقع علي ركبتيه منهك القوى ,,
ثم قام احدهم بمد السلسله التي تقيد فيها داغر من رقبته ,, فاشار لي بإمساكها ,,
تردد في بادئ الامر ولكنني تشجعت خاصه عندما رأيت داغر ينظر لي وهو ضعيف ,و فلأول مره اراه ضعيف بذلك الشكل فنظرت لذلك الظل الذي اشار لي بعدد ثلاثه علي اصابعه الطويله ولكنني لم افهمه ,,
وعندما قمت بإمساك تلك السلسله من يده ساد الظلام نهائياً ,, وعندما فتحت عيوني وجدت نفسي علي سريري فنظرت حولي لم اجد داغر ولا السلسله ولكن جسدي كان لازال يتوهج بشكل بسيط حتى اختفت تلك الرموز ,, ولكنني وجدت كيس صغير يربط في يدي ,, انه ذلك الكيس الذي كان مع الشخص عندما مزجه بدمي ,,
نهضت من سريري وتوجهت للحمام لكي اغتسل من تلك الاتربه المعلقه من المقابر وانظف تلك الجروح نتيجه لسقوطي ,,
سكبت الماء الفاتر علي جسدي وانا اشعر بإنتعاش ,, و احاول ان ارى اي من تلك النقوش ولكنني لم اجدها ,,
حاولت ان افهم معنى العدد ثلاثه الذي اشار لي به فلم افهم ,, لم اشغل بالي كثيراً .. وتوجهت لأني اشعر بإرهاق شديد وصداع اشد ,,
ولكنني نمت نومٍ عميـــــــــــــــــــــــ ــــــق .. !!!
.......................... .....
" كيف لهؤلاء ان يلقون لعنة علي ابني داغر ,, من هؤلاء ومن أين أتوا ,,, "
" سيدي نحن لا نعلم من هم ولا حتى اسمائهم ,, ولكننا كنا نرى ان اينما ذهبوا سجدت لهم قبائل الجن ساجدين ,, فعلمنا انهم أتون من وادي النار العظيم ,, "
" انهم اذا من نسل جدنا سوميا,,"
" نحن لا نعلم ذلك يا سيدي .. "
" فلتجدوا ابني داغر اين هو الان وليذهب احد منكم إلي الملك زافير ليخبره بذلك الوضع الجديد ,, "
انصرف خدام ذلك الملك ابو داغر ,, لكي يبحثوا عن ابنه واين يكون الان ,,
.......................... ......
" يعني اللعنه دي لسه موجوده معاكي لحد الان ؟ يا هدير ؟؟ "
يقولها الدكتور يوسف وهو مرتخي علي كرسيه ويدير شريط التسجيل لكي يسجل باقي رواية هدير ,,
" نعم يا دكتور اني لازلت بتلك اللعنه حتى الان ولكنها اقتربت ان تنتهي ,, "
" وكيف ستنتهي ؟؟ لا اعلم ولكنني علمت ان نهاية اللعنه ستكون بتقديم اضحية كبيره فاعتقدت اني قد اكون تلك الاضحيه ,, "
" وكيف علمتي ان النهاية اقتربت ؟ "
" انهم يزوروني في حلمي يا دكتور ,, "
" بالنسبه للعدد ثلاثه الذي اشارك به لكي احدهم ,, اعلمتي ماذا يعني به ؟؟ "
" نعم يا دكتور انه يعني اني علي ان اقدم اول قربان بعد ثلاثة ليالي ,, "
" وهل قدمتي ذلك القربان ؟؟ "
" في بادئ الامر لأني لم اكن افهم معني الرقم فلم اقدم القربان في موعده ,, "
" اذا ماذا حدث لكي عندما لم تقدمي اول قربان في موعده ؟؟ "
" رايت غرفتي بمكان اشبه بقطعه من الجحيم ,, الظلال السته يقفون في مكان شاهق عالي ,, ينظرون لي في غضب ,, واذا يشيرون إلي ,, فرايت اشياء تزحف نزولاً تجاهي ,, لا اعلم اهي حيوانات ام أناس ,, ولكن عندما اقتربت تلك الاشياء ,, وجدت هيكلهم نصفه بشري و جلودهم مجعده زرقاء او سوداء لهم مخالب وانياب وجههم خالي من اي اعضاء إلي الفم فلا يوجد في وجههم إلا فم يتوسط الوجه ذو انياب حاده جداً ,,
ونصفهم الاخر عبارة عن زيل طويل له حراشيف مثل التمساح ,, ويخرج من ذلك الزيل رأس افعى لها نابان طويلان وحادان جداً ,,
اتجهت تلك المخلوقات تجاهي حاولت الهرب ولكنهم كانوا علي سرعه تقارب سرعتي فاخذ بعضهم يقفز ويقوم بجرح ظهري بشده ,,
حتى وقعت مغشي علي من شدة الجروح والألم ,,
ولكن فتحت عيوني بعدها لأجد احد الظلال يتقدم ويقول لي بلغتي العربية ان موعد قربانك مر ولم تقدميه ,,
فترجيته لكي يرحمني واخبرته اني لم افهم اشارته ,, فأخبرني انه يجب تقديم قربان غداً بدل اليوم ,,
" وكيف اتيتي بقربانه الذي اراده يا هدير ؟ "
" يا دكتور مفيش اكتر من الكلاب الضاله والقطط ,,, "
" ماشي بس اشرحيلي عملتي ايه ؟؟ "
" عندما استيقظت من نومي صباح اليوم التالي ,, ذهبت للصيدلية واحضرت اقراص منومه ,, ثم قمت بفرك تلك الاقراص ووضعتها بداخل بعض مخلفات الاكل من البيت ونزلت ليلاً ووضعتها في الطريق خلف المنزل حيث لا يراني احد ,, ما هي الا دقائق والتفت القطط حول الاكل وبدات في التهام بعض بواقي السمك ,, "
انتظرت حتى اصبحت القطط تترنح ونامت بحملتهم في كيس ,, وصعدت بهم إلي غرفتي ووضعتهم تحت سريري كما أُمرت ,, و تركتهم ليلاً ونمت لأستيقظ صباحا لم اجد الا الكيس فارغاً وعليه بعض اثار الدماء ,, "
" اسف علي مقاطعتك فلتكملي باقي الحديث عندما نمتي نوم عميــــــــق بعدما اغتسلتي ونظفتي جروحك ,,"
استيقظت اليوم التالي بعد الظهر ,, لكي اجد الشيخ مصطفى عندنا ومعه مكه ,,
سلمت عليه وعلى مكه ,, واخذ يتحدث معي ويلومني ويلوم والدتي علي ما حدث ,,
وقال لي من يريد حل مشكله لا يحلها بمشكله اكبر ,,
اخذ ينصحني بالصلاه والقرآن مره اخرى ,, ولكنني لم اقدر علي ان احكي ما حدث لي في حلمي هذا ,,
ولكن ما يشغل بالي العدد ثلاثه ماذا يعني ؟؟
بعدها انصرف الشيخ ومكه صديقتي ,,
ومر اليوم بشكل طبيعي ليأتي الليل ,, وانا انام علي سريري ولكنني شعرت بوخذ في جسدي فرايت تلك النقوش تتوهج بشدة ,,
بعدها رأيت باب غرفتي يغلق بقوة واذا بداغر يقف امامي ينظر لي في غضب شديد ..... !!
#الحلقة_السادسة_عشر والاخيره
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
اخذ ينصحني بالصلاه والقرآن مره اخرى ,, ولكنني لم اقدر علي ان احكي ما حدث لي في حلمي هذا ,,
ولكن ما يشغل بالي العدد ثلاثه ماذا يعني ؟؟
بعدها انصرف الشيخ ومكه صديقتي ,,
ومر اليوم بشكل طبيعي ليأتي الليل ,, وانا انام علي سريري ولكنني شعرت بوخذ في جسدي فرايت تلك النقوش تتوهج بشدة ,,
بعدها رأيت باب غرفتي يغلق بقوة واذا بداغر يقف امامي ينظر لي في غضب شديد ... !!
نظر لي نظره لن انساها حتى موتي ,, لا اعرف اهي غضب ,, ام استحقار ايناً كان فكانت نظرته تحمل القلق او الخوف ,,
ولكن ملامحه تحولت واصبحت اكثر قسوه ورعباً وقال لي " اتدرين ماذا فعلتي ايتها الغبيه ,, "
قم بالرد عليه بك هدوء وحذر ,, " اني اتخلص منك هذا ما افعله ,, "
" تتخلصين مني ؟؟ لقد علمت من البداية انك ستكونين هلاكي ,, ولكنني لم استمع للعراف ,, فقد نصحني في بادئ الأمر بالابتعاد عنك او التخلص منك ,, ولكنني اليوم سأخذ بثأري قبل موتي ,,
فجأه ظهر حوله اربعه اشخاص طوال القامه لا تلمس اقدامهم الارض يطوفون في الهواء ,, واشار علي فانقضوا الاربعه منهم من كتر صوتي والاخرين قيدوني ,,
وتقدم داغر واخرج خنجره واعطاه لاحدهم فقام الاخر بتمزيق ملابسي تماماً بسرعه ,,
ثم قذف الخنجر لداغر في الهواء فامسكه ووضعه في غمدهِ
ثم وقف احدهم خلف داغر واخرج سيف طويل جداً واخذ يراقب الغرفه من اعلاها لأسفلها فتقدم داغر تجاهي وقالي لي وهو يبتسم " اذا كنت لعنة عليكي في تلك الحاله فلن اكون لعنة عندما اكون مثلك ,, "
ثم بدأ داغر يضغط علي رأسه في ألم وهو يقول بعض الكلام الغريب الذي لم افهمه ,,
بدأ جسد داغر يتشنج ويتغير بين أكثر من الف لون ,, وجلد يظهر منه ويتساقط وتخرج عروقه من مكانها من شدة الالم الذي يتعرض له ,, وبدا كأن نار تخرج من جسده ,, ثم بعدها بدأ شئ كالطين يغطي تلك النار ,,
فلقد فهمت انه يتحول من صورته التي خلق بها وهي من نار السموم إلي هيئتنا كبشر من طين صلصال ,,
قام داغر من سجدته والعرق ينصب منه كأي بشري ولكنه ظهر لي في هيئة بشرية بوجهه الجميل كما كان يظهر لي في احلامي عندما احببته, في تلك الاثناء انطفأت النقوش المتوهجه من علي جسدي فعلم انه يستطيع لمسي وإيذائي ,, ولكنه لن يستطيع قتلي لأن اللعنه تنص علي انه سيموت اذا مت انا ,,
ثم قام بنزع الملابس من علي جسده ,, واقترب مني بكل سخريه وهدوء وعلي وجهة ابتسامه عريضه,,
ثم انقض علي جسدي يغتصبه بكل قسوه ,, وانا احاول ان اصرخ ولكن هيهات هناك من يلجم فمي ,,
شعرت بروحي تسحب من جسدي ببطئ ,, حتى غبت عن الوعى ,,
استيقظت علي صوت دقات علي باب الغرفه ,, وقد كان اخى هو من يريد الدخول ,,
فتحت عيوني بصعوبه ,, لاجدني لازالت عاريه ,, وملابسي ممزقه ,,
شعرت بألم شديد في جسدي خاصة في الجزء السفلي من جسدي ,,
نهضت وشعرت أن جسدي قد اصطدم به قطار واقدامي لا تقدر علي حملي ,,
فوجدت بعض الدماء علي قدماي والسرير ,, قمت مسرعه محاوله اخفاء الملايه ,,
وارتديت عباءة اخفي به جسدي المجروح وتلك الدماء ,,
ولكنني قبل ان افتح الباب لأخي وجدت جمله قد كتبت علي المرآه قبل ان تتحطم ,,
" لن يمسكي بشر , فأنا لعنتك كما انتي لعنتي "
ثم تحطمت المرآه بعد ذلك ,, انتفضت وقتها هدير من الخضه ,,
ثم توجهت لتفتح الباب لأخوها الذي كان قد يأس وجلس يشاهد التلفزيون مع والده ,,
توجهت هدير للحمام لتخفي اثار الدم والجروح بالمياه الفاتره ,, بعد ان اخفت ملابسها الممزقه في كيس اسمر ودسته فوق دولابها ,,
خرجت هدير من الحمام لتجد امها تدخل البيت آتيه من الخارج ,,
فنظرت لها هدير وعيونها مليئة بالدموع ,,
" انتي السبب في كل شئ ,, انتي السبب في كل شئ ,, لقد حكمتي علي بالهلاك طوال حياتي ,, إما بالعذاب او بالموت ,, "
صعقت الام لكلام ابنتها التي توجهت لغرفتها واغلقتها عليها ,, من الداخل ,,
ظلت الام تقف مكانها وهي تنظر بعيون ذاهله وفم مفتوح إلي غرفة ابنتها ,,
لحظات وافاقت من صدمتها تلك وظلت تدق باب ابنتها ,, ولكن لا مجيب ,,
جلست هدير في غرفتها تبكي بشدة لما حدث لها من اغتصاب ,,
مرت ليالي وأيام وقد تعلمت كيف تستطيع ايقاف داغر ,,
بطريقة الخليط من دمها وتلك الماده التي كانت تتجد في الكيس تلقائياً عندما توشك علي الانتهاء ,,
كانت الظلال السته يأتون لاحلامها ليوجهوها بالجديد ,,
وكانت تحرص علي تقديم القرابين كل اسبوع لهم حتى تنال رضاهم وتتجنب اذاهم ,,
كانت هدير كلما تتقرب لربها وتصلي كانت تتعذب من تجاههم اكثر وتجد مقاومه منهم اكتر ,,
في حين ان داخل اصبح حبيس تلك اللعنه وكلما كانت هدير تقدم قربان كان يشعر بعضف في قوته ولم يستطع ايجاد حل لتلك اللعنه ولا حتى عشيرته استطاعت ان تجد له حل ,,
لأن لعنة هؤلاء الظلال السته كانت قوية ولم يكن احد يستطيع العثور عليهم في اي مكان
فلم يستطع احد ايقاف لعناتهم ,,
حتى في عالم الجن هناك حروب بينهم ولعنات وسحر تحدث بينهم ,, فربما نجد هناك ايضاً ابراهيم الابيض يتصارع في الشارع علي بعض المخدرات ( من باب المرح ,, )
مرت شهور واعوام عديده وقعد ابتعدت عن اهلي واخذت اعيش وحدي في عالمي الخاص الملئ بالعذاب ,,
كنت يومياً عند منتصف الليل تماماً لابد ان ادهن جسدي بذلك الخليط لحماية نفسي من داغر ,,
" كنت يا دكتور شريف اتعذب سواء اثناء نومي بتلك الاحلام وتلك المخلوقات التي كانت تهاجمني عند تأخر كل قربان ,, حتى آتني احد الظلال ليخبرني انه سيتم انهاء اللعنه قريباً جداً عند اكتمال اقرب قمر ,, "
" وكيف كان التعامل مع اهلك في تلك الفتره حتي اصبحتي بسنك هذا يا هدير ؟"
" والله يا دكتور مخبيش عليك بقوا يتجنبوني خاصه لما كانوا بيسمعوا صوت صرخات في غرفتي و كانو يروا كما اخبروني نيران تشتعل في غرفتي اثناء نومي ,, فكسروا الباب اول مره عندما رأوا تلك النيراون ولكنهم عندما اقتحموا الغرفه لم يجدوا شئ ,, حصل هذا اكثر من مره ولم يكن يجدوا النار ,, فلم يعدوا يهتموا بعد ذلك ,,
وكانوا يرون بعض الاحيان اثناء لدماء اسفل سريري حيث كنت اضع القرابين ,,
ولكنهم لم يسألوني ,,
" ولما لم يكونوا يسألونك يا هدير ؟"
" لأن حدث في مره عندما كنت ادهن جسدي ليلاً قبل ان انام ,,
بدا جسمي يتوهج فاقتحمت امي الغرفه فجأه ,, فرأت جسدي كأن يشتعل بالرموز ,,
حاولت الاستفسار فلم يكن ردي عليها إلي بعيون تشب ناراً غاضبه ثم تحولت عيوني للون الابيض ,, وانا اقول لها اخرجي من هنا قبل ان احرقك حيه "
من وقتها وتجنبوني بشكلٍ كبير ,, حتي سمير اخي كان بعض الاحيان يتعامل معي بطريقه عاديه واحياناً يكون خائفا وهو يكلمني كأنه يرى شيطانه امامه ,,
بعد مده تعودت علي طريقتهم هذه ,, ولم اعد اهتم فكنت افكر في مستقبلي وحالي اكتر من اي شئ ,,
صديقتي مكه سافرت هي ووالدها للعيش مع اقاربهم بالصعيد حيث ان والدها اصبح حمل كبير عليها خصوصاً بعد مرور السنين اصبح الشيخ مصطفي عجوزاً ويعاني من عدة امراض ,, فاضطرت للسفر هي ووالدها لأعمامها لكي يتكفلون به ,,
فقد اصبحت وحيده بعد سفرها ,,
واصبح عمري يمر بسرعه حتى وصلت للسن هذا ثمانية وعشرون عاماً وطبعاً كان كل عريس يتقدم ارفضه بأي طريقه ,,
حتى محمود حاول اكثر من مره التقرب مني وتقدم لزواجي ولكنني رفضت لأنهم لا يصلح لي خوفاً عليه من اي شر ,, ربما قد خسرت حبه ولكن ليس بإدراتي ,,, وهو ايضاً توقف عن الالحاح بعدما سمع قصتي وعلم بما حدث لي ...
وعندما فاض بي الامر رايت اعلان لك بعدما انتقلت للعيش هنا في القاهرة حيث وجدت عمل ممتاز لي وبمرتب مجزي ,,
واسافر لأهلي كل يوم جمعه ,, اطمأن عليهم ثم اعود السبت صباحا ً,,
فعندما رأيت اعلان حضرتك في جريدة (......) ,,
فكرت كثيرا قبل ان أتي إلي هنا لكي تكون انت من يتولى قضيتي ,,
" قضيتك ؟؟ عن ماذا تتكلمين "
" يا دكتور لقد حكم علي بالموت منذ ان دخلت إلي المقابر ,, فهم يمتصون روحي مع داغر ايضاً ,, ارأيت فتاة شعرها شديد البياض بهذا السن ؟؟ "
" شديد البياض ؟؟ "
نعم مثل هذا وقامت هدير بسحب حجابها ليتعرض للدكتور شعرها الشديد البياض الذي لم يتواجد ضمنه شعره واحده سوداء ,,
صدم الدكتور لما رأه ,, " يا إلهي لم اكن اظن ان هذا كله قد يكون حقيقه ,, "
" انها حقيقه يا دكتور وسوف تكون شاهداً عليها قريباً ,,"
" كيف سأكون شاهداً عليها ,, يا هدير وماذا تقصدين ؟؟ "
" لا اعلم ولكنك ستكون من يرسل قضيتي إلي جميع طوائف الناس حتى يتعظ الناس من قصتي "..
" وكيف سأوصلها للناس يا هدير ,, اني احتار في أمرك ,, "
" دكتور , لا تقلق فلن يمسك ضرر فقط اوعدني انك ستفعل ما بوسعك لايصال قصتي للناس ,, "
" اعدك يا هدير بالرغم من اني لا اعلم كيف ولكنني اعدك ,,, "
" اشكرك يا دكتور ,, هل استطيع ان اذهب الان ؟؟ فإني تعبت من كثرة الحكاوي ,, واني اعتمد عليك وعلي ذكاءك يا دكتور ,, لا أعلم لماذا انت الذي وقع عليه الاختيار ربما القدر هو من اختارك لذلك "
" استودعك الله يا دكتور ,, ولله مره الاخيره ارجو ان تكون علي درجة من الذكاء وسرعة البديهة التي اتمناها ,, "
لم يرد الدكتور لأنه بالفعل لم يكن ليفهم شئ مما تقوله ,,
" ماشي يا هدير ,, انتي قلقتيني مع السلامه " قالها الدكتور في همس بعد ان انصرفت هدير ,,
عادت هدير لشقتها واخذت دش دافئ واشعلت بعض اعواد البخور برائحه العنبر التي اعطتهم لها جارتها في الشقه المقابله لها ثم جلست علي احد الكراسي واخرجت ورقه بيضاء وكتبت هذه الرساله ,, لعلها تكون اخر ليله في عمرها ,,
" اسرتي العزيزة ,,
تحية طيبه وبعد ,,
اعلم ما قد عانيتم بسببي ولكنه لم يكن إلا بخطأ مني ولم اكن لأقصده ,,
ولذلك اسأل الله ان يغفر لي وان تسامحوني جميعاً علي اي خطأ بدرَ مني عن غير قصد ,,
وارجو ان تصل تحياتي لصديقتي مكه ايضاً ,,
لن اطيل عليكم الحديث فادعولي بالرحمه سواء في الحياه او الممات وربما اراكم قريباً ان شاء الله عندما اكون في احسن حال ,,
استودعكم الله ..
ابنتكم ,, هدير
بعدها ارتخت هدير ,, ورجعت برأسها للخلف واغمضت عينيها ,,
ظلت هدير هكذا لما يقرب الساعه ,,
" ايه يا داغر ناوي علي ايه ؟؟ "
علمت هدير بحضور داغر كما تعودت لأنها عندما يظهر لها تشعر بوخذه في جسدها والنقوش تبدأ في التوهج ,,
" اترين إلي اين وصلتي بنا بسبب غباءك ,, اني لم اعد استطع القدره علي الحركة ,, حرريني ارجوكي ولن امسك بسوء بعد ذلك بس سأكون شاكراً لكي ,, اريد ان استعيد قوتي ,"
" يا داغر اترى ان الامر بيدي ؟؟ ,, يا ليته كان بيدي لكنت حررتك من وقت مضى ,, حتى لا اخسر عمري مثلما خسرته ,, ولكنني اتشفع بموتك وربما موتي بأنك اغتصبتني واضعت عمري "
" اني اندم علي ما فعلت صدقيني حاولي ان تتواصلي معهم وان تلغي العهد بينك وبينهم لأنهم يرفضون السماع لي ,,"
" انهم يرفضون نقض العهد او سيتم قتلي واذا مت انا ستموت انت لا محاله ,, في الحالتين نحن في تعداد الاموات لا تقلق ,, "
" يا لي من غبي ويا لكي من غبيه يا هدير ,, "
" هاهاهاها شكراً داغر ,, الان اتركني بمفردي "
عندما اقترب منتصف الليل لم تقوم هدير بدهان جسدها كما تعودت ,,
ولكنها اكتفت بالجلوس علي سريرها ,, والانتظار ,,
كانت تضع راسها بين قدميها تبكي في صمت ,,
دقت الساعه الثانية عشر منتصف الليل شعرت بكأن السرير يهتز بها ,,
فنظرت حولها وجدت الستى ظلال يلتفون حول سريرها ,,
تقدم احدهم وجلس في هدوء علي طرف السرير ,,
" لقد وفيتي بعهدك معنا حتى الان ولكن لكي ننهي العهد ونتخلص من داغر نهائياً في مقابل حريتك هو ان يتم تقديم قربان بشري ,, "
" وكيف أأتي بقربان بشري ,, "
" يمكنك ذلك اذا أردتني فلكل شئ حل ,, "
.......................... .......................... .............
قبل ذلك بقليل في مكتب الدكتور يوسف ,,
" يا محمود اعملي قهوة بالله عليك .. دماغي مصدعه جداً " ثم اغلق الدكتور سماعة التليفون الواصل بمكتب محمود ,,
قام الدكتور يوسف يتمشى داخل غرفة الكشف ذهاب واياب وهو يعقد يديه خلف ظهره ,,
ولكنه التف ونظر الي مكتبه في دهشه كبيره ,,
هناك ورقه يوجد عليها رسمه لسهم صغير تشير إلى .... !
تتبع إلي اين يشير السهم إنه ملف هدير نور الدين ,,
فقام بسرعه بالدوران حول مكتبه .. وفتح ملف هدير بسرعه ,,
ولكنه وجد بداخل الملف ورقة لم تكن موجود قبل ذلك ,,
مكتوب داخل الورقة عدة طلبات ( جهاز كهرباء خاص بإعادة تشغيل القلب – وكيس من الدم فئة 0 - ....... )
وعدة طلبات اخرى .. انا لا افهم لماذا تريد تلك الطلبات ,, ثم يوجد اسفل الورقه موعد محدد الوصول فيه ,, كذلك مفتاح ملتصق بالورقه وعنوان ,,
يا إلهي ما كل هذا وماذا اقحمت نفسي فيه ,,
ثم جمله كتبت بخط صغير " ارجو ان لا تخذلني " ,,
صعق الدكتور بعد أن قرأ كل ذلك ,,
وفوراً بدأ بتحضير كل تلك الادوات عن طريق الاستعانه ببعض الاطباء زملائه للحصور علي جهز الكهرباء الخاص بصدمات القلب ,, و كيس الدم وباقي الاشياء ,,
ثم نزل مسرعاً بعد ان حصل عليها إلي السيارة وتوجه مسرعاً إلى العنوان ,,
في تلك الاثناء ...
.......................... ........................
" حان وقت القربان يا هدير إما الليله او .............. أنتي تعلمين ما عاقبة نقض العهد"
نظرت هدير للساعه ثم اخذت تضحك ضحكات هستيريه ,,
وقف ذلك الظل ونظر لاخوته الخمسه ثم اخذوا ينظرون لهدير في دهشه وغضب في نفس الوقت ,,
" اجننتي ان تسخري منا ايتها الغبيه ؟؟ " لم تجيبهم هدير وظلت تضحك ..
ثم سكتت فجأه وعينيها مليئة بالغضب والغل ,,
" اتريدون قربانكم فها هو " ,, ثم اخرجت مشرط من تحت وسادتها وقامت بقطع شرايين يديها اليسري ,, التي اخذت تنزف دماءاً بغزارة ,,
امسكت يدها في الم شديد ثم تابعت بنفس قوتها " ولكن قربانكم فلن تمسوه بسووء ,, ثم قفزت من علي السرير بحركة خاطفه للانظار ,, وضغطت علي الكاست الموجود علي الكومود والذي عمل بقولة ,,
بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَـاؤُهُمْ مِنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَـا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا, قَالَ النَّارُ
مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَـا إِلاَّ مَا شَـاءَ اللَّـهُ, إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيـمٌ, (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُـونَ (129) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ
أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا, قَالُوا شَهِدْنَا عَلَـى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَـى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا
كَافِرِيـنَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُـونَ (131) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُـونَ (132) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ
ذُو الرَّحْمَةِ, إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَـاءُ كَمَـا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِيـنَ (133) إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَـا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِيـنَ (134)
صدق الله العظيم ,,
بدأ الظلال السته في التألم بشدة والصراخ و عيونهم بدأت تجحظ بشده وتخرج منها سائل واخذت جلدوهم التي لاول مره اراها ان تذوب وتتساقط ,, ظل الوضع هكذا وانا اخذت قواى في الاستهلاك ,, لقد نسيت ان يدي تنزف دماً من روعه ما اراهم يتعذبون
بدأت الرؤيه امامي تشوش واصبحت باهته ,, إني اعلم اني افقد الوعي ,,
الدماء لا تصل إلي مخى ,,
اني سأفارق الحياه وانا لدي أمل بالحياه ,,
ولكني قبل أن افقد الوعي رايت داغر يظهر بجانب تلك الظلال واصبح يحترق مثلهم ,,
ثم اصبح كل شئ اسووود لقد فقدت الوعى ,,
.......................... .....
وصل الدكتور إلي عنوانه خرج من السياره بسرعه واخرج الاشياء وحمله بسرعه ,,
جرى الدكتور وهو ينظر لساعته بصعوبه من كثرة الاشياء التي يحملها ,,
يارب ساعدني ,, دخل للعمارة نظر حوله لا يوجد مصعد ,,
يا الله ,, صعد علي قدمه للدور السادس وياله من موقف صعب ,,
وصل الدكتور وهو يلهث ويأخذ نفسه بصعوبه بالغه يكاد يفقد وعيه ولكنه وقف يستجمع قواه ,, اخرج المفتاح من جيبه وادخله في الباب ,,
فتح الباب بسهوله ,, دخل مسرعاً ووضع الاشياء بجانب ,و اخذ يبحث في الشقه ,, وداخل الغرف ,,
حتى دخل الغرفه الداخلية التي كان يعلو بها صوت القرآن الكريم ,, فوجد جثه علي السرير ويدها تنزف دماءاً والسرير ملئ بالدماء ,,
وهناك غبار شديد السواد بالغرفه مقسمه علي سبعة اكوام صغيره ,, لا يعلم مصدره و لكنه لم يهتم الا بتلك الجثه علي السرير ,,
ذهب إلي الجهة الاخرى من السرير ليعلم من صاحبة الجثه فزال الشعر من علي وجهها ,, إنها هدير حاولت ان تنتحر ,,
فخرج بسرعه واحضر تلك الادوات ,, ورجع مسرعاً
جسد نبضها ,, فلم يجد نبض ,, قام بتجهيز حقنة الوريد واوصلها بكيس الدم ودب الحقنة في يدها ,, وقام مسرعأً بمحاولة ربط يدها الممزقه بسرعه ,, حتي تقف عن النزيف ,,
ثم قام بفتح صمام كيس الدم فبدأ في انزال الدم ببطئ ولكنه حاول ان يسرعه قليلاً بفتح الصمام اكتر ,,
ثم التفت الي جهاز صدمات الكهرباء وتأكد ان يعمل ثم قام بشق قميص هدير حتي لا يحترق اثناء الصدمات ,,
ثم وضع هدير في وضع مناسب حتى لا تصاب اثناء ارتداد جسدها من الصدمات ,,
وقام بصدمة بأول صدمه ثم وضع راسه علي قلبها ,, فلا استجابه ,,
قام بعمل تنفس صناعي لها ,,, وقام بصدمته الثانيه ,, ولكن ايضاً لا استجابه ,,
اخرج حقنة ايزوبروتيرينول ودبهاً في وريد يدها اليمنى ,,
ثم قام بشحن الجهاز مره اخرى وصدمة الصدمة الثالثه ,, وضع اذنه علي صدرها مره اخرى ,,
فسمع نبضات ضعيفه جداً لها ,,
حمد الله علي ذلك ,, واخذ يتفحص نبضها كل دقيقه فوجد ان النبض بدأ يعلو تدريجياً
ثم قام باخراج هاتفه والاتصال بطبيب زميله مدير احد المستشفيات التي اعاره ذلك الجهاز الخاص بصدمات القلب ,,
وجاءت سيارة الاسعاف بعد عشر دقائق ,,
ونقلت هدير إلى المستشفى وقاموا باللازم معها واصبحت هدير بعد عدة ساعات بحالة مستقرة ,,
وافاقت من غيبوبتها ,,
كان الدكتور يجلس خلف غرفة العناية المركزه في انتظار موعد دخوله لها ,, ولكنه كان ينتظر حتى ياذن له الطبيب عندما تسمح حالتها بالزيارة ,,
واثناء ذلك اخذ الدكتور يوسف يحاول تفسير لما حدث ,,
وكيف وثقت هدير في بأنه سيرى الورقه وسيأتي لإنقاذها ,,
ولكنه لم يستطع تفسير اي شئ وانتظر هدير حتى تفسر له ما حدث ,,
مر من الوقت ما مر ولكن الدكتور لازال ينتظر ,,
خرج الطبيب بعد ان عاين حالة هدير واصبحت جيده ووافق علي دخول دكتور يوسف
عند دخول الدكتور يوسف نظرت له هدير وهي تبتسم برضاء نفس ولكن اغرب شئ سنصادفه اليوم انها لون شعرها عاد اسود ولا توجد به شعره شائبه ,,
ابتسم لها الدكتور يوسف وعيونه تحمل الف سؤال ,,
اطمأن عليها ورتب علي كتفها ودعى لها بالشفاء ,, ثم جلس علي الكرسي بجانب سريرها ,,
وقبل ان يسألها عن شئ قالت له هدير وهي مبتسمه " سأجيبك عن كل شئ ,, "
" اولاً لا اعلم لماذا القدر قد قذفك في طريقي ولكنني عندما اتيت إليك شعرت براحه غريبه معك كأنني اتحدث إلي اخى ,, فبناءاً علي ذكر بدأت خطتي تلك ,, اولا بدأت افكر كيف اتخلص من هولاء السته ومعهم داغر ,, جاءت في مخيلتي اني اذا مت ولو اكلينيكياً للحظات فسيموت داغر معي ,, اما بالنسبه للسته اخذت افكر في ان موعد تقديم القربان ساقوم بمفجأتهم بذلك لو لم سيقوفهم موتي المؤقت سيوقفهم القرآن الكريم ,, خاصة اني اخذت ابحث عن السور التي تؤثر فيهم بشكل كبير ,, وكنت قد قرأت ان حقنة ايزوبروتيرينول تنشط القلب سريعاً"
" ولكن كيف علمتي اني سأأتي في اللحظه المناسبه لانقاذك وكيف علمتي أنني سأرى الورقه التي قمت برسم سهم عليها ووضعها علي مكتبي دون ان الاحظ ,, "
" اولاً لم اكن اعلم انك سترى الورقه ولكنني كنت اثق في ان الله لن يخذلني ,,
ثانياً دعوة الله انك ستكون علي قدر المسئوليه والثقه التي حظيت بها لدي ,, "
" يا الله يا هدير انك جعلتيني اعيش قصه اغرب من الخيال ولو لم اكن عشتها وشعرت بها لم اكن لاصدقها ,, اتعنين ان اكوام الغبار بغرفتك هي لتلك الظلال وداغر ؟ "
" نعم انهم هم لعنهم الله ... "
" ولكن ان لم اكن علي قدر تلك الثقه ولم استطع انقاذك ,, "
" اذا فسيتولاني الله برحمته بدلا من اعيش ذلك الجحيم او ان اقتل نفس بشريه كقربان له ,, وان اعلم ان الله رؤوف رحيم وان شاء الله كان سيسامحني علي انتحاري هذا ,, ولكن نحن الان هنا و اشعر اني قد ولدت من جديد الان استطيع ان اعود لأهلي لاعوضهم عن كل شئ واستطيع ان اتزوج واعيش حياتي كأي انسان "
ظل الدكتور يوسف ينظر لهدير في اندهاش لذكاءها الطاغي ,,
شعر بعد كل هذا انه مسئول عن هدير فعلاً كأخته او ابنته برغم صغر سنه ,, او كـ .....
نعم كزوجة لما لا فإنها انسانه تحدت اصعب الصعاب ,,
في نهاية الامر ,,
أردت ان اسطر إليكم هذه الرواية بناءاً عن مريضتي هدير سابقاً
وزوجتي هدير حالياً التي تزوجتها وانجبت منها ثلاثه اطفال كالملائكه ’’
نعم تزوجتها ولكن دون علم زوجتي ,, مع انني احب زوجتي حباً جماً ولكنني لم استطع ترك هدير او البعد عنها ,,
وبناءاً علي وعدي لها فقد اصدرت تلك الرواية إليكم لتكون عظه لكل بنت سواء صغيره او كبيره لتحافظ علي نفسها ,,
مقدمة لسيادتكم
الدكتور يوسف الشريف
دكتور الامراض النفسيه والعصبيه
تمت بحمد الله
إلي اللقاء في روايةٌ اخرى
انتظر رأيكم في هذا الجزء
وتقييم عام للرواية بالمجمل
212651371981+
ولا تبخلو علينا بتقييم التطبيق بخمسة نجمات ☆☆☆☆☆ عبر بلاي ستور والتعليق عليه لنطور التطبيق اكثر.
#الحلقة_التاسعه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
وبالفعل استطاع داغر الحصول علي 14 فتاه وستكون هدير القربان الاخير له ,,
بعد ان قدم خادم داغر القربان للملك زافير ,,
قال له زافير " اخبر سيدك ان يسرع في تقديم باقي القرابين " ,,
" امرك مولاي ساوصل رسالتك اليه " ,,
" انصرف الان ايها الخادم " ,,
" امرك مولاي " ,
رجع الخادم لسيده داغر ,,
واخبره برسالة الملك زافير ,, فتنهد داغر وقال لنفسه " اذن لابد من زيارات متعدده لتلك البشرية العنيده ,, "
**************************
استيقظت هدير وقامت لتتجهز ذهابا للامتحان ,,
ذهبت للحمام وتوضأت وصلت صلاة الصبح ,,
وكانت والدتها تعد لها بعض السندوتشات لكي تفطر بها قبل الذهاب للامتحان ,,
ادت هدير صلاتها ,, وانهت فطارها ,, و ارتدت ملابسها في عجاله ,,
لأن صديقتها مكه كانت تنتظرها في ميعاد قد حددوه معاً ,,
نزلت هدير من شقتهم بعد ان ودعت والدتها واخوها الصغير ,,
ولكن هناك من كان ينتظر ظهورها ليري جمالها ,,,
انه المولع والهان جارها ,,
محمود الذي احبها ولكن من خجله لم يصارحها خوفاً من فقدانها ,,
كان محمود يقف بالقرب من بيت هدير ,, إلى أن نزلت ,,
فتتبعها محمود وسار وراءها بمسافه كبيره حتى لا تشعر به ,,
تقابلت هدير ومكه وذهبوا في طريقهم للامتحان ,,
ولكن مكه لاحظت ان هناك شخص يتبعهم ,, ولكن لم تكن تعلم بأن محمود من جيران هدير ,,
فقلقت فهمست لهدير بأن هناك شخص يتبعهم منذ خروجهم من شارعها ,,
فالتفتت هدير في حظر ,, فلاحظت ان من يتبعهم هو محمود ابن الاستاذ هاني الاباصيري جارهم ,,
فطمأنت هدير صديقتها انه ابن جارهم ومن الممكن ان تكون صدفه في تشابه طريقهم ,,
ولكن مكه كانت تنظر من الحين للاخر وترى ان محمود لم ينزل عينيه من علي هدير ,,
فقالت مكه لهدير ذلك لاحظت ان محمود معجب بهدير ,,
فلم تعيرها هدير اهتمام ,,
ولكن هذا نبه هدير لكي تلاحظ تصرفات محمود حيث كانت تراه احياناً يتواجد بمكان دروسها او مدرستها او يمر من امام المنزل ينظر عالياً تجاه شباكها ,,
لم تفكر هدير كثيراً بالموضوع لانها تريد التركيز في امتحانها ,,
اقتربت هدير للمدرسة ,,
ولكن قبل ان تدخل المدرسه وقفت والتفتت للخلف ولكنها لم ترى محمود مرة اخرى ,,
فلقد وقف بعيداً يتوارى عن الانظار يراقب هدير ,,
لأنه شعر ان هدير احست بمراقبته لها ,.
فالتفتت هدير ودخلت مدرستها وصعدت للجنتها وقرأت الفاتحه لكي يفتح الله عليها ,,
بالفعل كانت هدير متميزه في دراستها ,, بالرغم مما تمر به ,,
انهت هدير امتحانها ,, وتقابلت مع صديقتها مكه وجلسوا في احد اركان المدرسه واخذوا يراجعون الاجابات سوياً ,,
ولكن هدير لمحت اثناء جلوسها مع صديقتها ,, شخص يمر من امامها يضع رائحة عطر تعلمها جيداً ,,
فرفعت نظرها لكي تتحق من ذلك الشخص ,, فوجدته يقف عن سيره ويلتف وينظر لها وهو يبتسم بكل سخرية و استفزاز ,,
ثم رفع يده واشار باحد اصابعه علي مكه ثم وجه يده تجاه رقبتها وقام بعمل اشارة للذبح ,,
مما يعني انه سيقتل صديقة هدير المقربه ,,
شهقت هدير وهي تنظر له وتنظر لصديقتها في خوفاً ,,,
فنظرت لها مكه في حيره " ماذا هناك يا هدير , ما بك " ثم نظرت مكه في اتجاه نظر هدير فلم ترى شئ يوحي بالخوف ,,
ولكن هدير ظلت تنظر لداغر الذي ظل واقفاً ينظر لها في توعد
فأخذت مكه تصيح بها وتهزها لكي تفيق مما فيه " يا هدير مالك في ايه ردي عليا " ,,
بعد ثوانٍ قليله نظرت هدير لمكه وقالت لها " ان هذا الرجل يهددني " ,, وهي تشير تجاه داغر
فنظرت مكه ولم تجد احد في اتجاه اشارة هدير " مفيش حد يا هدير انتي مالك في ايه ؟؟ "
فالتفت داغر وتابع طريقه وهو يضحك بسخريه الى ان اختفى ,,
علمت هدير انها وحدها فقط تراه ,,,
هدير " يالا بينا نمشي يا مكه بسرعه "
" في ايه يا هدير انا بدأت اخاف منك " ,,
" مفيش حاجه افتكرت حاجه مهمه عايزه اشتريها لماما "
" حاجه مهمه ؟؟ فهميني الاول انتي كنتي مالك "
" مفيش يا مكه يالا بس امشي بسرعه "
خرجوا من المدرسه بالفعل فوجدت شخص اخر ينتظرها كان مختبأ بين السيارات المصطفه علي طرفي الطريق انه محمود ,,
ولكنها لم تجد في المزاج الذي يسمح لها بالتركيز في اي شئ فلم تعيره اهتمام واخذ تمشي بسرعه وهي تمسك بيد مكه وتجرها خلفها ..
ولكن مكه وقفت وسحبت يدها بعنف من قبضة هدير وهي تصيح " في ايه يا هدير انتي مالك بتجريني وراكي زي الجاموسه كده فهميني يا اما تروحي وتسبيني "
" يا غبيه مش وقته ,, لو مش مشينا هتموتي يا غبيه افهمي بقي ,, "
" هموت ازاي وليه يا هدير بلاش تخوفيني بقي وبطلي سخافه انتي صاحبتي الوحيده ومش عايزه اخسرك "
" يا مكه بالله عليكي بس مش وقته تعالي عندي البيت وهفهمك كل حاجه " ,,
" ماشي لما نشوف بس والله لو الموضوع طلع سخافه من الاول مش هتشوفي وشي تاني "
عندما رأى محمود تلك المشاده فتقدم نحوهم علي أنه كان يمر صدفه ,,
السلام عليكم ,,
فردت الصديقتان الغاضبتان ,, " وعليكم السلام "
" انا اسف علي تدخلي يا انسه هدير بس فكرت ان في مشكله ولا حاجه وانا واجبي كجارك قولت احاول اساعد "
" لا مفيش مشاكل ولا حاجه ,, وبعدين انت اصلاً ماشي ورايا من الصبح ليه ؟؟ ,, ومين يسمحلك بكده ,, ياريت مش كل لما اروح مكان الاقيك ماشي ورايا عشان مقولش لعم هاني والدك انك بتعاكسني " ,,
فاحمر وجه محمود وسقطت عيناه ارضاً خجلاً ,,
ثم قال في خجل ,,
" انا .. انا اسف يا انسه هدير.. انا بس كنت رايح الكلية ومعدي بالصدفه .. انا اسف مره تانيه ,, "
ثم انصرف في طريقه ,,
" انتي عملتي كده ليه يا هدير ,, انتي احرجتيه جداً حرام عليكي ,، انتي في ايه مالك النهارده " ,,
" مفيش سيبك منه يالا بقي نروح ,, "
تابعا طريقهم للمنزل ,, بعد ان وصلت هدير وصديقتها للمنزل ورحبت بهم والدة هدير ,, واعدت لهم بعض الطعام السريع والشاي واطمأنت علي امتحانهم ,,
وتركتهم بغرفة هدير يتحاورون ,,
قالت مكه بصوت خافت وهي لازالت غاضبه " هدير قوليلي في ايه ,, او والله هزعل منك بجد " ,,
" اهدي بس يا مكه وحاولي تصدقي كل اللي هقوله ليكي ,, بس توعديني انك مش هتتخلي عني وتفضلي صديقتي "
" ياستي قولي بس وملكيش دعوه ,, والله مش هتخلي عنك ,, الا بقي لو كنتي بتشتغليني بجد " ,,
" انا في واحد بيحبني ,, "
" بجد محمود دا ولا مين يا هدير " ؟؟
" لا واحد بيحبني بس مش من هنا " ,,
" امال منين ما تقولي الكلام كله علي بعضه " ,,
" من تحت , "
" من تحت فين جاركم يعني اللي في الدور اللي تحت ؟ "
" لأ من تحت الارض "
" هاهاهاهاهاها بطلي هزار بقي يا هدير بدل ما والله هقوم امشي ومش هتشوفي وشي تاني " ,,
" والله مش بهزر في واحد من العالم السفلي بيحبني ,, واسمه داغر ابن ملك من ملوك الجن " ,,
ثم اخذت هدير تروي حكايتها ,,
وكانت مكه لا تقطع كلامها ولكن كانت تسمع في ذهول وتحول وجهها الجميل الصافي الي وجه ذو عين جاحظه و فم مفتوح يدل علي الاندهاش والخوف في نفس الوقت " ,,
انتهت هدير من روايتها ,,
ومكه لازال وجهها لا يحمل الا تعبير واحد ,, الخوف والرهبه والفزع ,,
" شوفتي بقي انا كنت خايفه عليكي ليه , لأنه هددني بيكي " ,,
" يعني انا ممكن اتقتل في اي وقت ؟ "
" مش عارفه والله يا مكه بس هو اكيد ميعملش حاجه زي دي , لأنك ملكيش ذنب في كل دا " ,,
" انا هقوم اروح يا هدير وهبقي اتصل بيكي بعدين "
ظهر القلق والتوتر اكثر علي وجه مكه , لأنها تعتقد انها من الممكن ان تكون مقتوله في اي وقت ,,
انصرفت مكه من بيت صديقتها هدير وهي غاضبه حائره خائفه ,,
سمعت هدير صوت والدها الذي آتي بعد انصراف صديقتها بقليل ,,
وهو يتحدث إلي والدتها " الطب الشرعي افاد ان المقتول هو الدكتور اللي كان هيخطب بنتنا ابن صديقي بالعمل " ,,
" لا حول ولا قوة الا بالله , الله يرحمه بس مين عمل فيه كده يا ابو هدير ؟ "
" لا يعلم احد من قتله او تقدري تقولي ان الذي قتله لا يحمل اي صفه بشرية ",
" يعني ايه يا ابو هدير انا لم افهم " ,,
" لا تشغلي بالك ,, اريد ان أكل بالله عليك " ,,
ذهبت الام لتعد لزوجها الطعام لكي يسد جوعه وتهدأ معدته عن الثوره والاحتجاج ,,
ولكن هدير عادت لتجلس علي سريرها بعد ان تنصتت علي كلام والدها ,,
وهي تدعو ربها ان يحفظ اسرتها وصديقتها مكه من اي سوء قد يحدث في الايام المقبلة ,,,
لم تكن هدير في المزاج الذي يسمح لها بالمذاكره ,,
ولكن من كثرة الضغوط علي عقلها طول اليوم ,,
استسلمت للنوم لا اريد ان اقول لكم انها واصلت نومها حتي اصبحت الساعه العاشره مساءاً ,,
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة ان الجن العاشق لا يكثر زياراته الا اثناء نومك ,,
يحتل احلامك ,, ولكن بعض الاحلام تكون واقعاً ولكنه مرير ,,
كانت الأم تجلس بالصاله بعد ان اطعمت زوجها ودخل لينام قليلاً ,,
اخذت تفكر في موضوع ابنتها وكانت قلقه عليها جداً
لدرجه انها كل ليلة تدخل علي ابنتها تطمئن عليها ,,
ولم يحدث اي شئ غير طبيعي في كل مره تدخل عليها ,,,
فقط هدير تكون نائمه ,,
بعد ان تعبت الام من كثرة التفكير دخلت ونامت بجانب زوجها وابنها الصغير سمير ,,
كانت هدير لازالت نائمه بغرفتها ولكن باب غرفتها فُتح واغلق مره اخره بدون ان يظهر احد ,,
ولكن انهم هؤلاء الذين يحبون التلاعب بنا دون ان نراهم ,,
فاذا رأيت شئ يقع ارضاً او باب يفتح دون ان ترى اي شئ ,, لا تقترب الا وانت تقول بسم الله اللهم اني اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون ,,
ولكن هدير لم تكن واعيه لتعلم ذلك فهي تغرق في احلامها ,,
بعد ان اغلق الباب نرى داغر في هيئته الموحشه المفزعه ,,
يقف امام المرآه وينظر لتلك المرآه التي تسببت في عشقه لجسدها وحب امتلاكه لها وحده ,,
قام بسحب الغطاء من فوق هدير بهدوء تام ,, ليراها تنام بثيابها المنزليه التي تجسد بعض الاماكن في جسدها ,,
اذا نظرت لعيناه الان ترى فيها شهورة ولذه لا حدود لاقصاها ,,
حيست اصبحت عيناه السوداء التي تتميز بالشق الطولي الاحمر الدامي اللون اكثر اتساعا مليئه بالرغبه من الشهوة والانتقام مما فعلته هدير والتقليل من شأنه وتحديه ,,
ولكن هنا في ذلك الموقف كانت الشهوه هي المسيطره ,,
فانحنى تجاهها واخذ يشم بأنفه الكبيرة المضغوطه السوداء كالفحم بل واكثر سواداً من الفحم شعرها الذي ينساب علي الوسادة ..
واخذ يلمس بعض الشعيرات منه ,, ثم اخذ ينظر لجسدها الممد امامه ,, ثم حملها برفق وقربها من جسده الاسود الملئ بالشعر الكثيف ..
ثم قام بلمس جسدها بيده الملعونه .. الي ان وضعها مره اخرى علي السرير .. ثم هب واقفاً واخذ يلوح بيده شرقاً وغرباً وهو يردد بعض الكلمات ,,
فبدأ جسد هدير في الطوف في الهواء وهدير لا تدري بما يحدث لها ..
ثم قام بقراءة بعض الكلمات مره اخرى .. فبدأ حائط الغرفه في الارتجاج بشده ثم بدأ شق يفُتح في ذلك الحائط .. كأنه باب سحري وعندما فُتح ذلك الشق ظهر من خلفه نفق طويل مظلم تظهر بعض العظام الادميه علي باب ذلك النفق ..
بعد لحظات ظهر صوت شئ يزحف ,, ولكن الصوت كان يأتي من النفق ,,
ثم ظهرت أيادي لكائنات بشعه .. جلودهم تتحلل وعظامهم ظاهرةٌ بعضها والبعض الاخر يتوارى تحت الجلد المحلل ..
فأخذت ايديهم تمتد في انتظار الامساك بجسد هدير الذي كان بدأ يتحرك في تجاه النفق ,,
الا أن فُتح باب غرفة هدير ..
فوقع جسد هدير الي السرير مره اخرى ,,
ولكن من دخل هو والدها الذي رأى ذلك الشق يغلق وذلك الظل الذي كان يقف بجوار سرير ابنته اختفى ,,
انه لا يدري ماذا رأى ولكنه صعق وجرى علي ابنته التي هبطت فوق سريرها مره اخرى ,,
وبدأ في ايقاظها ليطمئن عليها ,,
" يا هدير اصحي يا بنتي ,, يا هدير ,, يا هدير "
بعد عدة محاولات استيقظت هدير وهي تمد جسدها من اثر النوم العميق ,,
تفتح عينيها بصعوبه وهي تبتلع ريقها وتجيب " في ايه يا بابا سيبني نايمه بالله عليك " ..
" لا انا عايزك تقومي دلوقت يالا تعالى روحي نامي في الغرفة هناك بجانب والدتك " ..
" ليه طيب يا بابا ,, انا بحب انام هنا ,, سيبني بالله عليك "
" ماشي بس امك هتيجي تنام بجانبك " ,,
" طيب ماشي ,, "
وعادت هدير لنومها ولكن الاب سارع في ايقاظ والدة هدير ,, وشرح لها ما رأى
فكانت الام بدورها لابد ان تشرح له ,,
ظلوا يتحدثون فيما حدث وقد عاتبها علي ما تعلمه ولم تخبره ,,
وكل هذا وهدير نائمه لا تدري بأي شئ يدور في غرفتها من حديث والديها ,,
" والله انا كنت مفكره الموضوع سهل وهيدعي وقولتلها تشغل قرآن ,, وهي بعدها قالتلي مفيش حاجه حصلت تاني ,, هتلاقيها نسيت تشغل القرآن قبل ما تنام النهارده "
" كان برده لازم تقوليلي عشان اتصرف ,, المهم قومي شغلي القرآن حتى يأتي الصباح لأن دلوقت احنا في منتصف الليل ونشوف بقي بكره هنعمل ايه في المصيبه دي "
" ربنا يسترها يا اخويا ان شاء الله ,, ربنا كبير "
قامت الام بتشغيل القرآن الكريم .. وتركها الاب وذهب لينام بجانب سمير ,, حتى لا يشعر بالفزع اذا نهض ولم يجد احد بجانبه ,,
سمعت الام شخير الاب مما يعني انه غاص في نومه بسرعه ..
ولكن الام قبل ان تنام اخذت تنظر لابنتها وتبكي علي ما قد صابها ,,
ونوت ان تذهب لاحد الشيوخ غداً ,, لينظر في امر ابنتها ,,
نامت الام بعدها وهي تحتضن ابنتها ,,
ولكن هدير في ظل كل هذه الاحداث ,, كانت غائبه في عالم أخر ,,
لأنها كانت تقع تحت سيطرة عقليه من داغر لذلك فقد نامت من عصر اليوم السابق الي صباح يوم جديد ,,
لكي لا تشعر به وهو يأخذها إلي عالمه السفلي عبر ذلك النفق لولا تدخل والدها في اللحظات الاخيره ,,
ارسلت الشمس اشعتها داخل غرفة هدير من خلال شباكها ,,
فاستيقظت ووجدت والدها تنام بجانبها ,, فقامت في هدوء لكي لا توقظها ,,
دخلت الحمام وغسلت وجهها وتوضأت ثم صلت الصبح ,,
واخذت تعد الافطار ,, الا انها فوجئت بدخول والدتها خلفها مسرعه ,,
كأنها رأت حرامي في الشقه ,,
ففزعت هدير من ذلك الموقف " ايه يا ماما خضتيني بجد في ايه ؟ "
" مفيش حاجه يا بنتي انا قلقت عليكي لما لم اجدك بجانبي ,, "
" انا قمت احضر الفطار لما لاقيتك نايمه عشان بابا لما يصحى يروح شغله " ,,
" ماشي يا حبيبتي , بس ابوكي عرف اللي حصلك لأنه بيقول دخل عليكي امبارح شاف حاجه مش مظبوطه في الاوضه ظل اسود والحيطه فيها شق " ,,
" ينهار ابيض وقال ايه ؟؟ "
" صحاني من النوم وقالي اجي انام هنا جنبك ولما يصحى قالي هيتصرف ومش عارفه هيعمل ايه ,, بس احنا لازم نروح لشيخ النهارده يا بنتي ,, مش هينفع نسكت اكتر من كده ,,
" ماشي يا ماما انا خلاص قربت اخلص الاكل ,, معلش يا ماما صحي بابا وسمير عشان نفطر سوا كلنا ,, "
" ماشي يا حبيبتي ,,
دخلت الام غرفتها لتيقظ زوجها وابنها ,, ولكن لحظات وسمعت هدير صوت امها تصرخ صراخاً عالياً دوى في المنزل كله ,,
اسرعت هدير الى غرفت والدها ,, لتجد سمير نائم علي الارض ,, و ابيها غارق في دمائه مشوه الوجه وملابسه مقطعه ,, وجسده به جراح من شئ كالمخالب الحاده ,,
فأصبح السرير ملئ بالدماء الجافه ,,
اخذت الام تهز زوجها لكي يفيق لأنها تشعر بأنفاسه ,,
ولكنه لا يجيب ,, ولكن هدير تمالكت نفسها وحملت اخوها من علي الارض ووضعته علي السرير فغرفتها وطمأنته وهي تمسح شعر رأسه بيدها ,, وجرت امسكت الهاتف المحمول الخاص بوالدها ,, واتصلت بعربة الاسعاف ,,
وعندما انتهت المكالمه ودخلت غرفة والدها مره اخرى ,, رأت في الجانب المظلم من الغرفه باتجاه السقف ما هو يقف ويفرد جناحيه ويبتسم ابتسامه عريضه ساخراً ,,
انه داغر الملعون من فعل ذلك بوالدها ,,
مرت 15 دقيقه حتى حضرت سيارة الاسعاف وصعدت وحملت والدها الي احد المستشفيات العامه ,,
ذهبت الام والابنه والابن بعد ان صحى علي صوت سيارة الاسعاف ,,
الي المستشفي ,, فوجدوا الممرضين والطبيب يستقبل الحاله ,,
و ادخلوها العناية المركزه و منعوا من الدخول فوقفت الام والابنه يحاولون النظر من خلال زجاج غرفه العناية .,,
ولكن دون فائده مرت ساعه وخرج الطبيب لكي يطمئنهم ,,
" الحمد لله حالته اصبحت مستقره ,, ونقلناله دم بسرعه لانه نزف كتير وخسر كثير من الدم .. بس ايه اللي حصل وعمل فيه كده ؟؟ "
ردت الام وهي تبلع ريقها قلقه خائفه علي زوجها " محدش يعرف والله يا دكتور هو في حاجه غريبه بتحصل عندنا في البيت ,, مره وجدوا شاب مقتول في الشقه المقابله لنا ,, والنهارده استيقظنا ووجدناه ملقى علي السرير بهذا المنظر ,,"
" عموماً المستشفي بلغت الشرطه بالحالة دي والمفروض في ضابط هيجي هنا يشوف الموضوع دا ,, بس اطمنوا ان شاء الله هيبقي كويس " ,,
" شكراً يا دكتور والله طمنتني ربنا يطمن قلبك " ,,
جلست الام وابنتها وسمير جلس علي رجل اخته ,, في احد اركان المستشفي بالقرب من غرفه العناية المركزه ,, لأن الطبيب اخبرها انها لن تستطيع زيارته بسبب سوء حالته وانه لم يفيق من البنج ,,
ظلت الام تنتظر بالساعات إلى ان سمحوا لها بأن تزوره لمدة دقيقة واحده ,,
دخلت الام وخلفها طفليها ,, وقفت امام السرير تنظر لزوجها حيث رأت قدمه اليمنى وذراعه الايسر في موضوعين في جبيره بيضاء ,,
" ماما هو بابا قدمه وذراعه مكسورين ولا ايه ؟ " تقولها هدير وهى تنظر لوالدها بذهول ,,
" باين كده يا بنتي ,," تقدمت الام ونظرت لزوجها وجدت ان كل جزء في وجهة لا يخلو من الجروح ,,
ورقبته بها قُطب لجرح عميق ,,
نزلت دموع الام بدون قصد بسبب حالة زوجها المزرية ,,
" لو سمحت كفايه كده عشان المريض " ,,
خرجت الام بصعوبه بالغه هي واولادها ,,
عند خروجهم من باب غرفة العناية ,, رأت هدير داغر يقف خلف سرير والدها ,,,
فعادت صارخه ,, ابعد عنه متأذهووووووش ,,
ولكن تدخلت الممرضه وعنفت هدير علي علو صوتها ,,,
ولكن هدير لم تجيبها ونظرت نحو والدها فلم تجد داغر مره اخرى ,,
خرجت هدير ووالدتها تحاول تهدئتها ,,
جلست هدير بجانب والدتها وهي تفكر اتخبر أمها ان سبب ما حدث هو داغر اللعين ,,
ام لا ؟؟ ,,
الا ان حظر شخصان يقفان امامهما " انتي زوجة استاذ نور الدين اللي في العناية المركزه ؟ " ,,
" ايوا انا ,, مين حضرتك ؟؟ "
" انا الرائد سامح حسين وجاي احقق في حادثة الاستاذ نور الدين " ..
" اتفضل ,, "
" ممكن بس شوية بيانات الاول ,, الاسم والسن والعنوان ورقم تليفون المنزل ؟ "
" جاوبته بكل هدوء ويسر بالتفاصيل الذي ارادها " ,,
" الاستاذ نورالدين كان في وقت حدوث الحادثه ؟ "
" هو كان نايم بجانب ابني سمير في الغرفه الداخليه الكبيره , "
" وانتي كنتي فين ؟ "
" انا كنت نايمه بجانب ابنتي لأنها عانت كابوس في منتصف الليل فقمت انام بجانبها حتى تطمئن " ,,
" طب وانتي نايمه مقومتيش تشربي وحسيتي مثلاً بحرامي او حركة غريبه ؟ "
" لا والله يا سيادة الرائد ,, انا قمت الصبح متأخره ,, ولاقيت بنتي واقفه في المطبخ بتحضر الافطار ,, ودخلت اساعدها ولما لاقينا نور الدين لم يستيقظ كعادته دخلت اوقظه فوجدته علي حالته التي جاء بها للمستشفى ,, وسمير ابني كان ملقى في الارض نائماً ,, "
" امممممم ,, طيب ,, مفيش اي اعداء لكم في المنطقه مثلاً ؟ "
" لا والله الناس كلها بتحبنا وعمرنا ما عملنا مشاكل مع حد " ,,
" طيب ماشي ,, شكراً لحضرتك وان شاء الله لو في جديد هنتصل بحضرتك ,,
" داغر هو اللي عمل كده حضرتك ,, "
نظر الضابط ومرافقه (كاتب المحضر) و الام لهدير في دهشه وتعجب....................!
#الحلقة_العاشرة
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
نظر الضابط ومرافقه (كاتب المحضر) و الام لهدير في دهشه وتعجب ,,
" داغر ؟؟ داغر مين يا حبيبتي ؟ " يقولها الرائد وهو يبتسم في دهشه ,,
" داغر دا الجن اللي اذى والدي وهو الجن اللي قتل الشاب اللي في الشقه اللي ادامنا " ,,
الام معنفه بنتها " انتي بتقولي ايه ؟؟ انتي هتخرفي يا هدير " تحاول الام ان تنقذ الموقف لأن الشرطه لا تأخذ بمثل تلك الامور ,,
" معلش يا سيادة الرائد بنتي في صدمه عصبيه من حالة والدها وبتخرف " ,,
" ولا يهمك ان شاء الله هتبقي بخير وربنا يطمنكم علي استاذ نور ولو في جديد هكلم حضرتك زي ما قولتلك ,,"
ثم انصرف الرائد بعد ان انهى محضره في الوقت الحالي ,, ولكنه لا يعلم الان من هو الجاني ,,
" هدير قومي روحى وخدي اخوكي معاكي وانا هنام هنا عشان لو احتاجوا حاجه " ,,
" ازاي بس يا ماما انا هفضل معاكي هنا " ,,
" يا بنتي اسمعي الكلام روحى ذاكري عشان امتحانك انتي واخوكي مش عايزاه يشوف المناظر اللي هنا دي وكمان لما تروحي شغلي قرآن في البيت كله وربنا يحميكي " ,,
انت تعلم عزيزي القارئ معنى كلمة مستشفى عامه في مصر فلن اخوض في هذا الموضوع كثيراً ,,
بعد محاولات وكلام كثير وتعنيف ,, اخذت هدير اخوها وانصرفوا للمنزل وهي متأففه ,,
وصلت هدير المنزل ,, كان السلم مظلم بعض الشئ ولكنها تستطيع الرؤيه في ذلك النور الخافت ,,
وقفت امام الباب تخرج المفتاح من جيبها وحين قامت بوضع المفتاح داخل كالون الباب سمعت صوت ضربات عنيفه علي باب الشقه المقابله لهم ولكنها لم تنظر بما يحدث للخلف ,, وفتحت الباب مسرعه وشدت اخوها للداخل وقبل ان تغلقه رأت داغر ينزل من اعلي السلم الدور العلوي ,,
ولكن هدأت تلك الضربات العنيفه علي باب الشقه المقابل حينما دخلت الشقه وسمعت صوت القرآن الكريم الذي لازال يعمل منذ فجر اليوم ,,
جلست هدير واخوفها علي الكنبه التي توجد في الصاله ,,
" سمير يا حبيبي اعملك اكل " ؟؟
" اه يا هدير انا جعان اووي من الصبح ,, "
" طب ما قولتليش ليه يا حبيبي ,,"
" عشان بابا تعبان وانتوا زعلانين ومش كنت عايز اضايق ماما ,, "
"ولا يهمك يا حبيبي تعالى يالا نحضر الاكل سوا ايه رأيك بقي ؟"
" ماشي "
ابتهج سمير لمداعبة اخته له ,, وكان سعيداً وهو يساعد اخته بالمطبخ من تجهيز الاطباق او وضعها علي صينيه الطعام ,,
جلست هدير علي الارض بجانب اخيها وهو يأكل وكانت تلتقط بعض اللقمات من اخيها عندما كان يمد يده لها ليطعمها في فمها ,,
انهى سمير طعامه وجلس بجانب اخته يشاهد التليفزيون علي قناة الاطفال أنه فيلم الكرتون المحبب لدية " سابق ولاحق " ,,
كانت هدير تشعر بالضيق من حالة والدها وانها تعرف السبب في كل ذلك ,, اخذت تفكر في ان تضحي بنفسها لأجل اهلها ,,
ولكن انقطع تفكيرها عندما سقطت رأس اخيها علي كتفها نائماً ,,
فحملته ووضعته علي سريرها ,, لأن سرير والديها لازال ملوث بالدماء ,,
ثم ذهبت لغرفه والديها وقامت بتغيير الملاءه الملوثه بالدماء ,, و قامت بتنظيف الغرفه جيداً من بعض الدماء ,,
ثم دخلت الحمام لكي تنظف نفسها بعد ان انهت تنظيف الشقه ,, لتبدأ في مذاكرة بعض دروسها ,,
خلعت ملابسها المتسخه بالخارج ودخلت الحمام ونزلت تحت المياه الفتره التي كانت تؤلمها في بادئ الامر الا ان تعد جسدها علي درجة حرارة الماء ,,
امسكت الصابونه واخذت تحك جسدها بها جيداً ,, ثم اغمضت عينيها بسبب الصابون الذي بدأ في كوي وحرق عينيها ,,
فاخذت تحاول غسل عينيها جيداً بالماء وتحاول فتحها ولكنها لم تستطع ,, شعرت بشئ بارد يلمس جسدها ,, فحاولت النظر بفتح عينيها بصعوبة بالغه ,, ولكنها لم ترى شيئاً ,,
ولكنها استطاعت ان تفتح عينيها اخيراً بعد ان زال الالم ,,
انهت حمامها ,, واخذت تجفف جسدها بالفوطه ,, ولكنها كلما اخذت تمسح منطقه من جسدها كانت تجد جلدها يُفتح كأن دكتور يمسك مشرط ويشق جلدها ,, ويظهر لحمها
فشهقت زعراً جلدها اخذ يتقرح ويُشق كلما مسحت جسدها ,,
صرخت صرخه مكتومه ,, ولكنها لم تكملها حيث انقطع نور الحمام ,, حاولت الخروج منه
وفتح الباب ولكنها قبل ان تفتحه ,, هناك شئ بارد امسك بقدمها ,, ولكنه ليس شئ بل انها يد بارده ,,
فتجمدت هدير في مكانها وهي تنتفض رعباً ,,
ثم سمعت صوت غليظ من خلفها " اكنتي تظنين ان هناك من يستطيع اخذك مني او منعك عني ,,
" ارأيتي ما حدث لوالدك ؟؟
لا تجعليني افعل ما فعلته بكل من تحبين انك لا تعلمين قوتي لذلك تظنين اني ضعيف ,,"
" سيبني انت عايز مني ايه حرام عليك "
" عايزك انتي ,, انتي بتاعتي انا وبس ,, انتى عمرك ما كنتي سعيده غير معايا انا ,, "
" انت معلون ليوم الدين عايزني ارتبط بواحد كافر يعصي ربنا "
" هاهاهاهاها اعصي ربي ,, هاهاهاهاها ,, هل انا من كنت اقف عاري طوال الوقت امام المرآه ,, هل انا من كنت لا اصلي مع انك مسلمه ,, عجباً لكم ايها المسلمون ,, ولكن كيف انتم مسلمون وانتم لا تؤدون فروضكم فكيف يطلق عليكم مسلمون ,, مسلمون بماذا ,,
اذا كنت انا اعصي الله فإني اعلم اني اعصيه لأن من ابناء الشيطان ,, اما انتم ايها المسلمون فعليكم اشفق ,,, "
لم اتخيل ان يخرج هذا الكلام من جني ملعون ولكنه محق ,,
فأجابت هدير " انت محق ,, اني لك الان ,, ماذا تريد مني ؟"
" اريدك ان تأتي لعالمي وتعيشي معي ,, "
" انا موافقه ولكن بعد ان توعدني بأنك لن تمس اهلي ,, "
" لكي كلمتي ووعدي " ,,
" اذا فإلى اين سنذهب وانا لا اراك " ,,
فجأه لمعت عينان حمراوان كالدم في وسط الظلام ,, ثم سمعت كلمات بلغه تشبه العربيه ولكنها بنطق مختلف ,,
ثم رأيت نوراً بدأ يظهر من ارض الحمام ,, انشقت الارض وظهر داخل ذلك الشق سلم عميق ,,
ثم قال اتبعيني الان ,,
" كيف اتبعك وهناك من يمسك قدمي ولا استطيع التحرك ,, "
فلم يجيبني ولكن قدمي تحررت بالفعل ,,
ولكنني بدلاً من اني اتبعه قمت بالجري والاندفاع خارج الحمام ,,
وحاولت اغلاق الباب خلفي ,, ولكنه كان يقف وينظر لي في غضب ,,ولكنه لم يكن بمفرده ,, اذا بمئات العيون تقف خلفه ولكنني لم ارى اي ملامح الا ملامحه ,,
ثم قال لي " لقد حددتي مصيرك ايتها الحقيره " ,,
ثم انقطع نور الشقه ,,
وبدات اسمع صوت اشياء تزحف واشياء تركض اصوات صراخ داخل الحمام ,,
ولكن فجأه تعالى صوت القرآه ورجع النور مره اخرى ,,
فنظرت خلفي انه اخي سمير قد فتح باب الغرفه التي يتواجد بها الكاسيت ,,
لولا سمير اخي فلاصبحت من الاموات ,,
فنظرت لسمير ثم نظرت لباب الحمام فوجدته مغلق
اخذ سمير ينظر لي وانا عاريه ولا تغطي جسدي الا فوطه ,,
وانا واقعه ارضاً ,,
فقمت مسرعه وارتديت ملابسي ,,
" ايه اللي قومك يا حبيبي من النوم ؟؟ "
" معرفش حلمت ان حد بيقولي قوم شوف اختك عايزاك " ,,
فاحتضنته اخته بقوة ,,
فقال لها " ايه اللي وقعك علي الارض كده مش تاخدي بالك "
" مفيش يا حبيبي طرف السجاده كعبلني مش أكتر " ,,
ولكن هدير لم تكمل جملتها فاذا بإنارة الشقة تتلاعب و بدأت دقات علي باب الحمام وعلي باب الشقه وعلي النوافذ ,
دقات عنيفه ,, وصرخات مفزعه كأن هناك حيوان حبيس يريد ان يخرج ,,
انهال سمير في البكاء خوفاً وكذلك هدير واخذت هدير تصرخ خوفاً واحتضنت اخوها ,,
فجأه سكت القرآن الكريم بعد ان تحطم الكاسيت ,,
وخفتت انارة الشقه وبدأت هدير ترى خيالات كثيره تحوم في الشقه ظلال سوداء ,,
قصيره وطويله ,, اشكال مختلفه ,,
فوضعت يدها علي عين اخوها حتى لا يرى ما يحدث ,,
ولكنها رأت داغر يخرج من غرفتها علي هيئته المرعبه ,,
يبتسم بعينية المخيفه و انيابه الحاده التي تشبة المسامير ,,
ثم اختفى من امامها ,, ولكنها سمعت همساته في اذنها ,,
" لا مهرب لكي ايتها المخادعه الصغيره ,, إما ان تأتي معنا او سيكون اخوكي ضحية غباءك اليوم " ,,
أجابت هدير بصوت عصبي خائف " لن تسمني ابداً ولو وصلت ان قتلت نفسي " ,,
فإذا بدفعه قوة تفصل بين سمير وهدير ,,
ورفع سمير في الهواء وهو يصرخ ويبكي ,,
فنظرت هدير لداغر الذي كان يمسك بمسير ,,
" اقتلني واتركه ان لازال صغيراً " ,,
" هاهاهاها وماذا افعل بك وانتي ميته , اريدك حيه " ,,
ولكن فجأه يُفتح باب شقة هدير ,,
ويظهر في الملأ شخص طويل بوجه منير يرتدي جلباب ابيض وبيده شئ في يده يشع منه نوراً ,,
وسمعت هدير الصوت الجميل الذي يخرج منه
" اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم "
صدق الله العظيم ,,
واثناء ما كان هذا الشخص يقول آيات الله عز وجل كان داغر يصرخ فزعاً وألماً وبعد ان كان حجمه يقترب من السقف تقلص حجمه واصبح مثل القزم الصغير ,,
والاشياء التي كانت تحوم عالياً في سقف الشقه اخذت تتساقط علي وجوهها ,,
كأنهم اصابتهم سهاماً في قلوبهم ,,
ثم عادت اضاءة الشقه لطبيعتها ,, وسمير كان اغشي عليه من هول ما رأى فاسرعت هدير اليه واحتضنته ,,,
ونظرت خلفها لتجد صديقتها مكه تقف بجانب ذلك الشخص ,,
فاندفعت مكه تجاه هدير واحتضنتها ,,
" انتي بخير يا هدير ؟؟ "
اخذت هدير تبكي بشدة في حضن صديقتها ,,
فسمعت هدير صوت ذلك الشخص الناعم الطيب ,,
" يا بنتي متخافيش ان الله خير حافظ ,, "
فقالت مكه لصديقتها هدير " هذا والدي الشيخ يس امام مسجد الحق وقد اخبرته بكل شئ عنك ,, وكان سيأتي معي غداً بعد الامتحان ولكنه استيقظ من نومه وقال انه حلم بك وبأن هناك شر يحيط بك ,, فأيقظني واخبرني ان ارتدي ملابسي واصطحبه الى هنا ,, لأنه والدي كفيف ,, ولكنه يستطيع ان يساعدك ان شاء الله " ,,
نهضت مكه وهي تساعد هدير علي الوقوف وحملوا سمير ووضعوه علي الكنبه ,,
ثم جلسوا جميعاً بعد ان احضرت هدير كرسيين لمكه ووالدها ,,
بدأ الشيخ مصطفى والد مكه في التحدث ,,
" يا ابنتي لقد رأيت الكثير في حياتي ولكني لم ارى مثلما رأيته اليوم ,, "
ولكن هدير لم ترد فقد كانت متعجبه لأن مكه اخبرتها ان والدها كفيف وهو بالفعل يرتدي نظارة شمسية سوداء تحجب عيناه عن الناس ,,
ولكنه قد استطاع قراءة افكارها ,, " لا تتعجبي يا ابنتي انى كفيف وارى ,, لأن الرؤيه ليست بالنظر فقط ولكنها بالقلب ,, فعندما اتيت لهنا ووقفت امام باب شقتكم شعرت بأن قلبي ينقبض بقوة كأن هناك قوة لا يستهان بها تحتل تلك الشقه ولكنها ليست تلك الشقه وحدها بالفعل ,, فانهم يختبئون امامكم ايضاً ,, ان الله عز وجل قد جعل بيننا وبينهم سدا عن طريق اننا لا نراهم علي عكسهم فهم يرونا ,, وهذه تعد نقطة قوة لهم وضعف لنا ,, لأنهم يطلعون علي كل اسرار حياتنا وكل ما نتفوه به ,, لذلك لا بد من ذكر اسم الله بكره وعشيا حتى نتجنبهم ويتجنبونا ,, ولكن الواضح بما انه جن عاشق انك كنت تتباهين بجسدك او تقفين امام المرآه وقت طويل ,, والامر الاشد من هذا او ذاك انك لم تكوني قريبه من ربك ,, صحيح ؟
تجيب هدير بخجل وكان صوتها اصبح مبحوح من اثر الصراخ " صحيح يا عمو مصطفى ,, بس والله حاولت اصلي بس كان دايماً بيحاول يبعدني ,, "
" ماشي يا بنتي لازم تصلي وتقرأي قرآن وهو هيبعد عنك قد الامكان وانا هحاول اساعدك ان شاء الله بقدر الامكان ,, وكان الله في عونك ,, لابد ان ننصرف الان حتى لا نثير القلق من البيت ,, "
" بالله عليك يا شيخ لا تتركني انا خائفه جداً ووالدتي تبيت مع والدي الذي تعرض لهجوم من ذلك الكائن البغيض المسمى بداغر ,, "
" داغر ؟؟ ,, اهذا الجني يلقب بداغر ؟؟ "
" نعم يا شيخ ,, "
" ماشي يا ابنتي ولكن لا تقلقي لم يحدث شئ تلك الليلة ,, سأقرأ بعض آيات الله التي ستحميكي ,, ثم ننصرف "
اخذ الشيخ يقرأ آيات من القرآن الكريم ,,
واثناء قراءته كنت اشعر بدوار ,, واني ارى خيالات كأنه تتعذب وتُحرق في النار ,,
ثم انهى القراءه ووقفت مكه تسند وتوجه ابيها لطريق الخروج ,,
وقبل ان يخرج اخذ الشيخ يلوح بيده كأنه يبحث عن شئ ,, حتى لمس رأسي وعندما وضع يده علي رأسي شعرت بأن روحي تسحب من جسدي وتعود إليه ولكني شعرت بقوة غير طبيعيه كأنه اعطاني جرعه من الشجاعه ,,
ثم دعا لي بالثبات والقوة وخرج ,,
اغلقت الباب خلفهم بعد ان ودعت مكه ,,
ودخلت توضأت ثم سجدت لله شكراً علي ارساله لعوني ,,
صليت ثم تلوت بعض القرآن الكريم ودعوت ربي بالهداية والتوبه ,,
وحملت اخي سمير إلي سريري و نمت بجانبه وكانت اذاعه القرأن الكريم في الراديو تشير للساعه الحادية عشر مساءاً ,,
وضعت رأسي علي وسادتي ,, وبالفعل نمت سريعاً وكان لابد من ذلك ,, فعقلي بعد كل تلك الصدمات ,, لابد ان يهرب مني ويختبئ ,,
استيقظت فجراً علي صوت اخى الذي استيقظ من اغماءه ,, وهو يبكي خائفاً فحضنته وطمأنته ان ما حدث كان حلماً ولم يكن واقعاً وبالفعل اقنعته بذلك ,,
ثم عدنا للنوم مره اخرى ,, فنام داخل حضني ,,
عدت للنوم سريعاً بعد ان تأكدت ان المنبه مضبوط علي الساعه 7 صباحاً حتى لا يفوت موعد امتحاني ,,
ولكن كالعاده تشعر انك نمت ساعات طويله ولكنها مرت عليك في 5 دقائق ,,
ولكننى سمعت صوت يناديني بإسمي " يا هدير قومي يالا عشان الامتحان ,,"
فتحت عيني بصعوبه فإذا هي أمى جاءت من المستشفي لكي تعد بعض الطعام لسمير ولها قبل ان تأخذه وتعود للمستشفي ,,
" ولكنها شعرت بنظرتها في عيوني اني لست بخير ,, "
" في ايه يا هدير ، مال عنيكي حمرا كده ليه ؟؟ "
" مفيش يا ماما ياريتني ما جيت البيت امبارح لوحدي انا وسمير قولتلك بلاش اجي هنا لوحدي ,, "
تحدث امها في عصبيه وبدأت دموعها تسقط عفوياً ,,
" حصل اني كان ممكن اموت امبارح ,, "
" انا اسفه يا بنتي مكنتش اعرف ان هيحصلك كده "
" خلاص اللي حصل حصل " ثم توجهت هدير للحمام لكي تتوضأ وتصلي " ,,
ثم جلست لتأكل ما اعدته لها امها من طعام ,, وجلس سمير بجانبها وهو يحطها بذراعه الصغيرة ,, لأنه رأى دموعها تنساب ,,
فنظرت له وابتسمت وقبلت رأسه ,,
وهي من داخلها تموت رعباً مما قد يحدث تالياً ,, انهت وجبتها وعزمت علي الرحيل بعد ان ارتدت ملابسها ,,
ولكن مرآتها اصبحت سوداء تماماً ,, كأنه دليل شئوم علي ما سيحدث تالياً ,, فقامت بإحضار ملائه سرير من دولابها وقامت بتغطية المرآه ,,
ثم توجهت لتقابل مكه صديقتها في المكان والزمان المعتادين ,,
ولكن تلك المره لم تكن مكه تقف وحدها ,, بل كان هناك شخص نال بعض التجريح والسخريه منذ يومان ,,
انه محمود الذي ابتسم لها ابتسامة اعتذار ,,
وعندما وصلت هدير تجاههم ,, وقبل ان تتحدث الي محمود وهي عابسه الملامح ,,
" انا اسف بجد عن اللي حصل مني المره اللي فاتت ,, وانا شرحت للأنسه مكه كل شئ وهي هتفهمك ,, وارجو انك تقبلي اعتذاري ,, وربنا يوفقكم في الامتحان,, "
ثم انصرف محمود دون ان ينتظر اي رد من هدير ,,
فنظرت هدير لصديقتها في دهشه ,,
ولكن مكه قاطعت دهشتها تلك بسؤالها " ها عامممله ايه دلوقت يا حبيبتي ؟؟ "
" والله يا مكه لولاكم انا كان من الممكن ان اكون ميته " ,,
" هدير بابا بيقولك قربي من ربنا ,, وخلي بالك من نفسك الايام الجاية " ,,
" ان شاء الله ربنا يخليكي يارب ,, بس محمود دا ماله صحيح ؟"
" صحيح نسيت اقولك يا هدير ,, محمود دا بجد شخص محترم جداً وشكله بيحبك اووي ,, هو لما شافني واقفه انتظرك ,, جه واتكلم معايا وشرح هو كان بيعمل كده ليه ,, "
" ماشي يا مكه بس برده مش مبرر انه يمشي ورانا كده ,, "
" عندك حق بس برده نعذره ,, "
" يالا سيبك بقي عشان نركز في الامتحان ,, "
" ماشي يا ست هدير ,, يالا بينا "
توجهوا للامتحان ودخلوا لجنتهم ,, بدأت هدير بقراءة الفاتحه لكي يفتح الله عليها ويشرح صدرها ,,
ولكن في اثناء وقت الامتحان ,, " بدأت هدير تشعر بدوار بسيط ,, ونظرت حولها فرأت ان جميع من في اللجنه ينظرون لها ,, ولكن عيونهم سوداء تماما ويتساقط منها دموع من الدم ,, وافواههم مفتوحه بطريقة بشعه سوداء متشققه ,, ويخرج منها ذباب كثير ينتشر في المكان ,, ثم اخذوا يخرجون اصوات كادت ان تفجر طبلة اذني من شدتها ,,
فقمت بالصراخ بأعلى صوتي ,, ولكنني رأيتهم يتشنجون وبدأت فمهم في الاتساع إلي ان اختفوا تماماً ,, فأغمضت عيني بشدة وانا اصرخ ,,
ولكنني شعرت بأحد يمسكني من كتفي ,, فانتفضت ووقعت ارضاً ,,
ولكنني فتحت عيني لأجد نفسي كما انا داخل اللجنه ولكنني وجدت اصدقائي في الامتحان والمراقبين يلتفون حولي في دهشه مما افعله ,,
نظرت في عيونهم منهم من يقول بعينيه انني مجنونه ومنهم من يشفق علي ,,
فقام المراقب بضرب كف علي كف وهو يستغفر الله ,,
وقالي قومي يا بنتي مالك بس في ايه ؟؟ ,, وهو يمد يده لي لكي استند عليها ,,
وقفت فقام بإسنادي وجعلني اجلس مكاني وقامت المراقبه بالترتيب علي كتفي ,,
" حصلك ايه يا بنتي ؟ حد ضايقك ولا حاجه ؟؟ ولا انتي اعصابك تعبانه من حاجه ؟؟
" مفيش يا مس والله بس بابا في المستشفى وتعبان انا اسفه والله "
" لا الف سلامه عليه ربنا يشفيه يارب ,, طب استهدي بالله كده وحاولي تكملي امتحانك "
" ماشي يا مس ,, "
جلست هدير واخذت تجيب باقي ورقة الاسئله بصعوبه من اثر ما حدث لها , ,
بعد ان انهت امتحانها ,, خرجت مسرعه لصديقتها مكه وهي تبكي ,,
عندما رأتها مكه احتضنتها ,, واخذت تسألها عن سبب بكاءها اهو عدم توفيق في الاجابات ام ماذا ؟؟
حكت لها هدير ما حدث ولا زالت دموعها تسيل ,,
رتبت مكه علي كتف صديقتها ,, لكي تطمئن ,,
هدأت هدير بعدها بقليل ,, واستجمعت قواها ومسحت دموعها ,,
وانصرفوا من المدرسه عائدين للبيت ,,
ولكن هدير كانت لا تفكر الا بأهلها ,,
" هدير انا هاجي معاكي المستشفي ازور والدك "
" ماشي يا مكه بس تعالي هطلع اغسل وشي واغير هدومي وبعدين ننزل نروح "
" ماشي يا حبيبتي يالا بينا ,, "
صعدت هدير هي وصديقتها مكه ,, ادخلت هدير المفتاح في باب الشقه ,, فإذا باخوها الصغير يفتح لها ,,
ولكنها قبل ان تشكره التفت للخلف ولم يبالي بها وتوجه لغرفة نوم والدهما ,,
استغربت هدير وكذلك مكه ,, التي كان يحب سمير ان يلعب معها كلما اتت لاخته ,,
دخلت هدير والقت بأدواتها المدرسية علي كنبه الصاله واتبعت اخوها لغرفة والدها لترى سبب تصرفه السخيف ,, خاصة ان صديقتها برفقتها ,,
ولكنها عندما دخلت غرفة والدها اخذت تبحث عن اخوها فلم تجده



#الحلقة_الحادية_عشر
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
صعدت هدير هي وصديقتها مكه ,, ادخلت هدير المفتاح في باب الشقه ,, فإذا باخوها الصغير يفتح لها ,,
ولكنها قبل ان تشكره التفت للخلف ولم يبالي بها وتوجه لغرفة نوم والدهما ,,
استغربت هدير وكذلك مكه ,, التي كان يحب سمير ان يلعب معها كلما اتت لاخته ,,
دخلت هدير والقت بأدواتها المدرسية علي كنبه الصاله واتبعت اخوها لغرفة والدها لترى سبب تصرفه السخيف ,, خاصة ان صديقتها برفقتها ,,
ولكنها عندما دخلت غرفة والدها اخذت تبحث عن اخوها فلم تجده ,, فخرجت ودخلت باقي الغرف تنادي امها " يا ماما شوفي سمير وعمايله " ومكه تشاهد ما يحدث ,,
ولكن هدير لم تجد ولا والدتها ولا سمير اخوها ,,
فوقفت هي وصديقتها في دهشه من الذي كان قد فتح لهم الباب ,,
انقبضت قلوبهم ,, واخذوا يخطون خطوات حذره بطيئه تجاه باب الشقه للخروج ,,
ولكنهم لم يستطيعوا فتح الباب اخذوا يدقون الباب لكى ينقذهم احد ,,
ولكن البيت كله لا يوجد به الا هم ,, حتى الشقه التي سكنت امامهم ما هي الا سكان من جحيم ,,
ولكنها لحظات وسمعت هدير وصديقتها صوت اناس يتحدثون من داخل الغرفه الكبري ( غرفة نوم والدها ) ,,
ثم رأت سمير يخرج فدب الرعب في قلوبهم خاصة هدير ,,
اني بحثت عنه في كل مكان ولم اجده فاين كان ؟؟
فنظر لها سمير نظره سخرية و استهزاء ,, ثم نظر لباب الغرفة التي خرج منها ,,
فرأت هدير خيال شخص اخر يخرج من الغرفه ,,
انها امها ,, يا الله صرخت هدير صرخة مكتومه كيف ان والدتها لم تكن بالمنزل هي ايضاً ,,
فقالت لها الام " اهلا بيكم ,, في خبر حلو يا هدير شوفي مين معايا " ,,
فخرج الاب من الغرفه هو ايضاً , شهقت مكه وهدير ,,كيف لوالدها الذي كان محطم الجسد ملئ الجروح له ان يكون سليم هكذا ,,
ابتسموا هم الثلاثه لمكه وهدير ,, ثم قالوا في نفس التوقيت وبنفس النبره الموحشه ,,
" ان داغر قد طلبك للزواج وقد قبلنا طلبه ,, "
واخذوا يكرروا تلك الجمله اكثر من خمس مرات متتاليه بنفس الوتيره ,,
ولكن هدير لم يكن ردها الا الصراخ ولكن مكه كانت اكثر شجاعه من هدير وردت " ان داغر ما هو الا شخص ملعون وهو وأمثاله في جهنم ان شاء الله يتقابلون" ,,
ثم اخذت تقول " اللهم اني اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون "
اخذت ترددها وتشجعت هدير هي الاخرى واخذت تردد نفس الجمله ,,
حت ارتعشت اضاءة الشقه للحظات ثم ثبتت بعدما اختفى الثلاثة الذين ظهروا بنفس هيئة اسرة هدير ,,
" هدير انتي لازم تيجي معايا عند بابا بعد لما نروح نطمن علي والدك في المستشفى " ثم
قامت مكه بسحب هدير والخروج من المنزل ,,
توجهوا للمستشفى العام سيراً ,, وصلت لتجد امها تجلس امام العناية المركزه وسمير كان يلعب ,,,
فعندما رأى اخته جرى مسرعاً عليها وحضنها ,, وسلم علي مكه علي طبعت قبله علي جبينه ,,
بعد ان سألت هدير والدتها عن حال والدها ,,
اخبرتها ان الاطباء قالوا من الممكن ان يخرج لعنبر عادي فقد استقرت حالته واصبح افضل حالاً مما سبق ,,
فأخبرتها هدير انها ستذهب لمنزل مكه للمذاكره ,, وستعود عاجلاً ,,
وافقت امها بدون تردد ,,
ذهبت مكه في صحبة هدير لمنزلها لزيارة والدها لتخبره بما حدث لهدير ,,
بعد ان وصل الاثنان دخلت هدير وكان والد مكه جالساً يقرأ القرآن الذي حفظه عن ظهر قلب ,,
ولكن الشيخ اخذ يقول في عصبيه " انت ايه اللي جابك هنا اخرج من بيتي يا ملعون لعنة الله عليك " ,,
اندهشت هدير بما قاله والد مكه فور دخولها ,, فاعتقدت ان الكلام لها ,,
ولكن الشيخ قال تفضلي يا هدير يا بنتي ,, هو خلاص انصرف ,,
" مين اللي انصرف يا بابا " تقولها مكه مندهشه ايضاً ,,
" النجس اللعين منتهك الفرج الذي يتبع صديقتك اينما ذهبت " ,,
فجلست هدير ومكه ,, واخذت مكه تروي لوالدها ما حدث في المنزل ,,
فرد والدها " يا بنتي هو بيتحايل عليكي بأي طريقه عشان يوصلك فلابد ان تحترسي وعندما تشعري بوجوده اذكري اسم الله هينصرف عنك " ,,
--------------------------
" بابا انا عايز اقولك موضوع بس مش عارف ابدأه ازاي ؟ " ,,
" اتكلم يامحمود يا بني خير ؟"
" انا بصراحه كنت عايز اخطب ,, "
" تخطب مين حد معين يعني ؟ "
" اه هدير بنت عم نور الدين اللي في اول الشارع " ,,
" والله هم ناس محترمين يابني وفي حالهم,, "
" بس انت عرفت اللي حصل لوالدها ؟ "
" اه يا بابا عرفت ربنا يشفيه بقي " ,,
" يعني دا مش الوقت المناسب لحاجه زي دي " ,,
" وكمان انت لسه ادامك دراسة هتجيب مصاريف الخطوبه والزواج منين يابني " ..
" يا بابا ان شاء الله هشتغل جنب كليتي ومش هأثر في دراستي وهحاول بقدر الامكان اعمل اللي عليا والباقي علي ربنا ,, "
" يابني انا مش عايزك تشيل الهم بدري اوي كده الزواج مسئوليه كبيره اووي " ,,
" بس انا بحبها يا بابا وخايف حد يكون خطبها علي ما اخلص دراسه " ,,
" بوص يا محمد كل شئ قسمه ونصيب يعني انت ممكن تروح تخطبها ويحصل حاجه لقدر الله تفرق بينكم وتكون لغيرك برده ,, وممكن تصبر علي ما تخلص وربنا يشيلهالك وتجوزها بعد ما تخلص ,, يابني كل واحد مش بياخد غير رزقه ,, "
" طب هقولك علي حاجه يا بابا احنا لما والدها يخف ويفوق نروح نقرأ فاتحه بس دلوقت لحد ما احضر فلوس الشبكه ونعمل خطوبه سنتين هكون خلصت دراسه السنه دي وانا مليش جيش عشان مش عندي اخوات صبيان ,, يعني هيبقي ادامي سنتين هفحت نفسي فيهم شغل واجهز نفسي " ,,
" والله يابني انا عاجبني حماسك دا اووي ويارب تفضل كده ,, بس سيبها علي ربنا لما والدها بس يفوق ويبقي كويس " ,,
" بجد يا بابا ,, ربنا يخليك ليا " ,,
--------------------------
هذا الشيخ اللعين نهرني اني فعلاً قد سئمت من تلك البشريه الحقيره التي تدعى هدير ,,
واني لولا موقفي امام الملك زافير لكنت قتلتها حتى استرد كرامتي ,,
" يا حاجب أأتني بالحكيم ,, "
حضر حكيم العشيره ,,
" ايها الحكيم اخبرني ماذا افعل مع تلك البشرية ,, "
" فلتنتهك عرضها ,, حتي لا تصلح لأي بشري ولكن احذر لا تكون بمفردك خذ معك قوة حين تكون متجسداً لذلك " ,,
" اذهب انت الان لاضع خطتي حتى تكون هي ضحيتي الليله " ,,
" امرك سيدي " ,,
جلس داغر علي كرسيه يفكر ويفكر ,, حتى يستطيع تنفيذ كلام الحكيم ,,
وتوصل لخطته اخيراً ,,
-----------------------.
اخذ الشيخ يضع يده علي رأس هدير ويتلو بعض القرآن ,,
شعرت هدير براحه غريبه تشعرها بالنعاس والسكينه ,,
ثم اخذ الشيخ ينصحها ببعض الاشياء التي قد تساعدها فيما تمر به ,,
وان جلسات الصرف لا تساعد في حالة الجن العاشق لأن لا يتلبس الضحيه ,,
ولكنه اخبر مكه ابنته ان تحضر كتيب صغير من مكتبته اسمه " رقية الابرار " للدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي عن الرقية الشرعيه .
واعطى هدير ذلك الكتيب لتقرأه ويكون عوناً لها في التصدي لذلك الشر ,,
انهت هدير جلستها مع الشيخ وصديقتها مكه وودعتهم ورجعت للمستشفى وجدت ان والدها نُقل لعنبر عادي بعد ان فاق من غيبوبته واصبح افضل ,,
فحمداً لله قد استقرت حالته ,, جلست هدير بجانب اخوها الذي كان نائماً علي اريكه بالعنبر .. واخذت تتلاعب في شعره ,, وترتب عليه في حنان ,, ثم التفتت لامها ..
" ماما انا عايزه احكيلك علي حاجه "
" احكي يا هدير سمعاكي "
" لأ ياريت نكون بعيد شوية عن بابا وسمير .. "
جلست الام وابنتها في ركن من العنبر علي كرسيين من البلاستيك ,, واخذت هدير تقص عليها ما حدث ليله امس و اليوم في اللجنه ,,
" انا مش عارفه اساعدك ازاي بس يا بنتي .. "
" بوصي هو عمو مصطفى ابو مكه ساعدني واداني الكتاب دا .. واخرجت الكتيب من حقيبتها " ,,
" لا احنا لازم نروح للشيخ مبروك النهارده ليلاً "
" مبروك مين دا يا ماما انتي هتمشي ورا كلام الدجالين .. انا مش هروح عنده "
" بس يا بت اسمعي الكلام .. كان في واحده جارتنا زمان وانتي لسه صغيره .. كانت برده في جن بيحبها بالرغم من انها كانت متزوجه و راحت للشيخ مبروك وعالجها وبقت كويسه .. "
" بس يا ماما بلاش بالله عليكي مش بحب انا الحاجات دي "
" اسمعي الكلام يا هدير واهو هنروح نجرب ولو حصل حاجه هنمشي من عنده و يا دار ما دخلك شر ,, ولعلمك انا لولا ابوكي كان زماني وخداكي من يوميها للشيخ .. "
" اللي تشوفيه بقي المهم اخلص من اللي انا فيه ... "
" يا هدير ؟؟ يا بنتي ؟؟ انتي فين ؟ "
هرولت هدير مسرعه لوالدها وامسكت يده " انا هنا يا بابا مالك فيك حاجه ؟ "
" انتي كويسه ؟؟ واخوكي كويس ؟؟ "
" اه الحمد لله كلنا كويسين المهم انت تقوم بالسلامه بس ,, "
" ان شاء الله .. يا حبيبتي "
" اسيبك بقي ترتاح "
عادت هدير بجانب اخوها وجلست ورجعت برأسها للخلف واغلقت عيناها لترتاح قليلاً ..
اخرجت الام بعض الطعام المنزلي المسلوق الذي اوصى به الدكتور واخذت تطعم زوجها ,,
مر اليوم بشكل طبيعي فتحت هدير عيناها بعد ان غطت في النوم .. وجدت عيون تنظر لها بحده ..
ففزعت قائله " في ايه يا ماما بتبصيلي كده ليه رعبتيني "
" مفيش يا بنتي انا لاقيتك عماله تقولي كلام غريب وبتخرفي كده فقمت اشوف مالك .."
" ماشي خلاص خلاص هقوم اشرب من الخضه دي " ..
" ماشي ويالا عشان نروح المشوار بتاعنا "
" اوفٍ حاضر يا ماما .. بس هتسيبي سمير فين " ؟؟
" هناخده معانا ,,, "
" لا طبعاً انتي عايزاه يترعب تاني احنا ما صدقنا انه بقى كويس "
" متقلقيش هنسيبه برا مش هيدخل معانا للدكتور "
" لا خلاص مش هروح .. "
" امال هنسيبه فين يعني يا بنتي ؟ "
" هوديه عند مكه لحد ما نخلص مشوارنا .. "
" ماشي اللي يريحك .. بس هو هيرضى يروح ؟ "
" ما انتي عارفه انه بيحب مكه "
" خلاص خلاص ماشي "
اصطحبت هدير اخوها لمنزل مكه واخبرتها انها ستتركه معها لمدة ساعه او اكثر بقليل لأنها ذاهبه مع والدتها مشوار ضروري .. ولم تستطع اخبارها انها ذاهبه للشيخ مبروك الدجال المعروف بمنطقتهم منذ مده كبيره ..
بالفعل وافقت مكه وبكل سرور لإنها تحب سمير كأخوها الصغير تماماً ,,
عادت هدير مسرعه لتقابل والدتها بالقرب من بيت الدجال مبروك ..
دخلت هدير ذلك المنزل لتصفه لنا ..
باب البيت مثل البيوت الريفيه خشبي ضخم قمنا بقرع الباب .. لكي يفتح لنا شخص يشبه المتسولين جلبابه باليه شعره اكرت منكوش ..
فسالنا " من انتم وماذا تريدون ؟ "
" احنا عايزين نقابل الشيخ مبروك دلوقت " ..
" اتفضلوا .. " وفتح لنا للدخول ,,
البيت له مدخل ضخم كالبيوت في الارياف .. ولكني رأيت اشياء غريبه معلقه في كل مكان ,, قرون لجاموس و جمجمه ماعز ,, وشموع منها المنطفئ ومنها المنير ,,
و بعض الرسومات علي الجدران دوائر ومثلثات ونجوم وبعض الكلام او الرموز ..
شعر قلبي بالانقباض .. قليلاً ولكنني استجمعت قوتي وجلست الي حيث يشير ذلك المتسول الذي استقبلنا ,,
ودخل لاحد الغرف وعاد بعد دقائق قليله ,, وفي تلك الاثناء كانت عيني تتحرك هنا وهناك واشاهد تلك الرموز العجيبه ..
ولكن احد الرموز لفت انتباهي ,, انه دائره وداخلها مثلث مقلوب و داخل المثلث حرف الـ
متداخلين .. فأخذت افكر اين رأيت ذلك الرمز قبلاً ؟؟A و V
ولكن ذاكرتي لم تسعفني لذلك ,, وما زاد الامر تشتيتاً هو حضور ذلك المتسول ..
واخبارنا بالدخول لأنه لم يكن هناك غيرنا فلم ننتظر دوراً ,,
فدخلنا تلك الغرفه المليئة برائحة البخور .. ولكنني سعلت بشده عندما دخلت ,,
فهناك رائحه مقززه فايقنت ان هذا البخور ما هو الا ستار لتلك الرائحه النتنه ,,
فربما حيواناً قد نفق هنا في احد اركان الغرفه ,,
ولكن قاطع سعالي ذلك الصوت الذي يخرج من شخص جالس يرتدي عباءة سوداء لها غطاء للرأس ,,
" تفضلوا بالجلوس فالوقت هنا محدود كما تنص العهود ,, ولتخبروني بسبب مجيئكم و ارجو ان يكون ليس سبباً تافهاً فينصب عليكم غضبي انا ومن معي ,, "
" غضبك انت ومن معك ايه يا عم الحج ,, انت مش بتشوف انت لوحدك هنا مين بقى اللي معاك ؟؟ " اخذت اقول هذا الكلام داخل عقلي دون ان ينطقه لساني ..
ولكنني صعقت عندما رد قائلاً " احترمي ذاتك يا فتاة ولا تُغضِبي من لا تراه عيناً " ,,
نظرت الام لابنتها بعد ان تبخر الدم من عروقهم خوفاً ,,
وهمست الام لابنتها " انتي قولتي ايه يخربيتك " ,,
" مقولتش حاجه يا ماما المهم يالا عشان انا خايفه " ,,
التفتت الام لذلك الشيخ الذي لم يزيل غطاء الرأس ويكشف عن وجهة حتى الان ,,
وبدأت في التحدث لتروي له قصة هدير وكانت هدير تتدخل وتضيف بعض الاشياء التي لم تذكرها لامها سابقاً وكانت الام تنظر لها في دهشه مما تقوله هدير ,,
بعد ان انهت الام وابنتها ما حدث ,,
كشف الشيخ عن فمه فقط بابتسامه توحي بالسخريه او ....
لم تفهم هدير معنى تلك الابتسامه التي ظهرت للحظات واختفت تحت غطاء الرأس مره اخرى ,,
ولكن سرعان ما تحدث اليهم ذلك الدجال مبروك ,,,
" اريد ان اجري اختباراً عليكي يا فتاه فلتقتربي هنا بجانبي ,, "
ترددت هدير قبل ان تفعل ذلك وكانت تأمل ان تنشق الارض وتبتلعها قبل ان تجلس بالقرب من ذلك الدجال المخيف مظهره ,,
ولكنها جلست علي الكرسي الذي بجانبه ..
" براحه عليها والنبي يا شيخ ,, "
" هششش اسكتي يا إمرأه او القيت بك خارجاً " ,,
جحظت عين الام وقد اخرسَ لسانها ,, خوفاً
التفت الدجال لهدير وقد ادخل وجهة في مجال نور الشمعه التي كانت تشتعل بجانبه ,, فكشف عن ملامحه لها ,,
ولكنها لم تتأمل ملامحه ,, لانها نفخ في وجهها فمال جسدها للخلف و اُغمِضَت عيناها ,,
انها نائمه الان ولكن عقلها هو الذي يعمل ,,
لم تفهم الام ما يحدث ولم تكن لها اي قدرة علي التحدث والاستفسار خوفاً من الشيخ مبروك ,,
الان هدير تقف داخل مدخل منزل ليس له سقف جدرانه عاليه وسوداء وكان علي يسارها توجد غرفه فسمعت هامس يأمرها بدخول تلك الغرفه ,, فدخلتها ولكنها لم تجد اي شئ
الا رموز علي الحائط وتلك الرموز متراصه في شكل يشبه النجمه لكي يحيط برمز واحد فقط هدير تعلمه لأنها رأت ذلك الرمز في بيت الشيخ مبروك وقد وصفناه سابقاً ولكن الاختلاف هنا ,, هو ان ذلك الرمز كان يومض ويطفأ ,, بلون احمر دامي ,,
سمعت هامس مره اخرى يأمرها بالخروج وصعود السلم المتواجد في مدخل المنزل ,,
بالفعل خرجت في هدوء كأنها منومه مغناطيسياً ,, بخطوات ثابته ,,
واخذت تصعد السلم وهي تنظر لجدار السلم الذي يحمل ايضاً نفس الرمز ولكن بشكل صغير ,, واشكال اخرى تشبه بصمه اليد ,, كأن هناك ذبيحه وقد وضحت يدك في دمها وبدأت تبصم علي جدار المنزل لكي تحل البركه مثلما نفعل في عيد الاضحى ,,
ولكن تلك البصمات كانت ليد ليست بشريه ولكنها تشبهها في نفس عدد الاصابع ولكن بشكل اطول بكثير ,,
صعدت هدير السلم لشقه بابها من حديد مكتوب عليه " 3 دقات وترى جحيمك الخاص " أمرها ذلك الهامس بطرق الباب 3 دقات ,,
بالفعل فتح الباب تلقائياً ,, ليصلك إلي غرفتان اخريتان ,, اول غرفاً يميناً والاخرى يساراً توجهت هدير للغرفة اليمنى بناءاً علي امر يصل لها في اذنها ,,
وجدت اربعة عشر تابوت لونهم ذهبي مغلقين ,, فاقتربت تنظر لكل تابوت ,, حيث كان يوجد علي كل منهم اسم وصورة منحوتين عليه ,,
اول تابوت " ساره محمود السيد " ثم نظرت لصورتها واسفل الصوره يكتب فتاة دون ال20 ,,
التابوت الثاني " ندى محمود المنسي " فتاة دون ال20 ,,
ثم تابعت إلي أن وصلت للتابوت الاخير وهو الرابع عشر ,,
التابوت الرابع عشر " هدير نور الدين " ثم وجدت صورتها واسفل الصوره فتاة دون ال20 وكُتِبَ ايضاَ لم تدفن بعد ..
لم يكن هناك رد فعل من هدير لأنها بالفعل منومه مغناطيسياً ,,
أُمِرَت لتذهب للغرفه التي كانت علي يسارها ,,
ذهبت للغرفه الثانية ,, لتجد هناك اربعة عشر تابوت ايضاً ولكن هذه المره تلك التوابيت متهالكه مليئة بالدم سوداء كالفحم ,,
نظرت لأول تابوت وجدت نفس الاسم للتابوت الذهبي ,, كذلك الثاني والثالث ,,
وقفت اما التابوت الرابع عشر وجدت اسمها ايضاً ولكن كان مكتوب تحت اسمها " تُفك القيود وتجدد العهود بقربانٍ مشهود من ملوك وجبابرة العصور " ,,
ولكن هدير شعرت بشئ يتحرك داخل تلك التوابيت وبدأت التوابيت في الاهتزاز وخرجت اصوات صرخات ,,
رجعت هدير للخلف في حذر ,, فوجدت التوابيت تُفتح ,, وبدأت اجساد عاريه سوداء متحلله في الخروج ,, وكانت الاجساد لفتيات فعلاً ,,
اخذت تلك الجثث تخرج من التوابيت مترنحه ,, متجه نحو هدير وهي رافعه الايدي امامها تريد ان تقبض علي رقبة هدير ,,
ثم بدأت تلك الجثث في اخراج صرخات مفزعه ثم تحولت الصرخات لجمله تتردد بينهم " روحك ستخلصنا من جحيمنا " ,,
هربت هدير نزولاً الي الدور السفلي ,, تحاول ان تبحث علي باباً للخروج ,, .............!!
#الحلقة_الثانية_عشر
رواية #لن_ينسي_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
اخذت تلك الجثث تخرج من التوابيت مترنحه ,, متجه نحو هدير وهي رافعه الايدي امامها تريد ان تقبض علي رقبة هدير ,,
ثم بدأت تلك الجثث في اخراج صرخات مفزعه ثم تحولت الصرخات لجمله تتردد بينهم " روحك ستخلصنا من جحيمنا " ,,
هربت هدير نزولاً الي الدور السفلي ,, تحاول ان تبحث علي باباً للخروج ,,
ولكنها لاحظت الرمز بعد ان كان يومض لوناً احمر اخذ يخرج دخاناً اسود بكثافه وذلك الدخان اخذ يتجسد في هيئه لشخص طويل ,,
بينما هدير كانت تشاهد ما يحدث سمعت تلك الجثث تنزل السلم بخطوات بطيئه منسقه ,, كأنهم اناسٍ آليين ,,
ولكن بدا الشخص الذي تجسد من دخان أنه داغر الذي كشف عن اسنانه بابتسامه سخريه مرعبه ,,
سمعت هدير في اذنها بعض الكلمات المبهمه التي لم تفهم معناها وقبل ان ينقض عليها داغر ,, رأت جدار المنزل ينشق وينبعث نور ابيض من ذلك الشق إلي ان تهدم الجدار وخرجت هدير من الجدار إلي نور ابيض شديد قد اعماها للحظات ,,
إلى ان فتحت عيناها لتجد نفسها مره اخرى داخل غرفة الشيخ مبروك ,,
فانتفضت مرعوبه وجرت إلي حضن امها ,,
ضحك الشيخ مبروك من رعبها هذا ..
ثم التفت لهم قائلاً ,, مما قد رأيته معك وما اخبرني به صديقي سأطلعك عن سبب كل ما يمر بك ,,
ان هناك خلافات بين ملكين من ملوك الجان وهم ( والد داغر الجن العاشق الذي يطاردك وبين الملك زافير ) ,,
وتم عقد جلسه بينهم وبين كبار ملوك الجن المارد ,, ان يتم زواج داغر من ابنة الملك زافير حتى تحل تلك الخلافات للأبد ,,
ولكن كان شرط الملك زافير أن يتم احضار 14 قربان من الفتيات البشر العذارا ,,
وبالفعل نجح داغر في وقت قياسي ان يجمع 13 قربان من الفتيات وانت القربان رقم ابعة عشر ,,,
ففي الغرفة اليمنى التي دخلتها كانت التوابيت الذهب تدل علي القرابين ,,
اما الغرفة اليسرى تدل علي موت تلك الفتيات ولكن الدور عليك انتي ,,
فبدونك لن تكتمل القرابين ولن يكتمل العهد بين المملكتين ,,
لذلك فلابد من ان يتواصل مع داغر جسدياً ثم يقتلك ,, ويقدمك كقربان مع باقي الفتيات ,,
كانت الام وهدير يفزعون اكثر مما يسمعون ,,
فقالت الام في تردد وخوف " بعد اذنك يا شيخ ايه العمل ؟؟ "
املى عليها الدجال بعض الاشياء التي أمرها ان تشتريها وتحضرها في وقت بعد وفي موعد معين عند اكتمال القمر ,,
ولكن هدير قالت له " وإلي ان يحين موعد اكتمال القمر ماذا سأفعل اذا ظهر لي داغر مره اخرى ؟؟ "
" لا تقلقي سأرسل من سيقوم بتحصين غرفتك .. والقمر امامه ليلتان ويكتمل "
" هترسله امتي عشان نكون موجودين بالمنزل لأن والدي .... "
" أعلم ان والدك مريض بالمستشفي بعد ان هاجمه داغر ,, ولكن لا تنتظري احد إنه انهى ما اريده واصبحت غرفتك محصنه ,, والان اتركوني وانصرفوا وحين يكتمل القمر تأتي انتي ووالدتك إلي هذا العنوان ,, "
ثم اعطاهم ورقه لمكان في نفس بلدتهم ولكنها بالقرب من المقابر ,,
نظرت الام للورقه وقالت في حيرة " انها بالقرب من المقابر "
فنظر لها في سخط " نفذي ما اقوله لك وإلا .... " وقبل ان ينهى جملته
" خلاص خلاص يا شيخ هدي نفسك ,, هنيجي خلاص " ,,
وانصرفت مسرعه وهي تجر هدير ابنتها ,,
خرجوا من ذلك المنزل حامدين الله انهم لازالوا احياء .. اتجهوا للمنزل لكي يعدون بعض الاشياء قبل الذهاب للمستشفي مره اخرى ,, ولكن هدير تركت والدتها وذهبت لتحضر سمير من عند صديقتها ,,
ولكن بعد ان وصلت هدير لمنزل مكه ودقت جرس الباب وفتحت لها مكه ,,
كانت مكه يظهر علي ملامحها انها متضايقه ,, " اهلا هدير اتفضلي ,, "
" مالك يا مكه في ايه ؟؟ هو سمير تعبك ولا ايه ؟؟ "
" لأ مفيش ,, اتفضلي بس " ,,
" لا الوقت اتأخر نادي سمير عشان نمشي ,, "
" طيب زي ما تحبي "
دخلت مكه وعادت وهي تصطحب سمير من يده ,, فجري سمير علي اخته وامسك بيدها ,,
" مكه في ايه انتي زعلانه مني ولا ايه ؟؟ "
" هدير ,, مفيش حاجه وبابا زعلان منك وبيقولك الطريق اللي انتي هتمشي في دا خطر وحرام ,, "
" طريق ايه يا مكه وحرام ايه ,, انا مش بعمل حاجه ,, "
" مفيش يا هدير ,, خلي بالك من نفسك بس ومن اهلك "
ابتسمت هدير محاوله ان تخبئ كذبها ,, " ماشي يا مكه سلمي علي عم الشيخ مصطفي ,, يالا سلام "
" الله يسلمك يا هدير ,, سلام " ,,
عادت هدير لمنزلها حيث قامت الام بتحضير اكل لهم لكى يتناولوا العشاء قبل ان تعود للمستشفي ,,
جلسوا لكي يتناولوا العشاء ,,
ثم دخلت هدير لتبدل ملابسها للغرفة ,, فشعرت في البداية بضيق في التنفس ,, ثم اصبحت الغرفه طبيعية ,,
اخذت تتسائل كيف تم تحصين الغرفه كما يقول ذلك الدجال الكاذب ,,
ولكنها شعرت بوخذ في كتفها الايسر حينما سبت ذلك الدجال ,,
فربما هناك من يتواجد بالغرفه وهو المحصن لها ويكون من اتباع ذلك الدجال ,,
تألمت من تلك الوخذه ولكن الالم انتهى سريعاً ,,
وقفت امام دولابي اخرج بعض ملابسي لكي اذهب مع امي للمستشفي ,,
ولكنني سمعت هامس يقول لي "غرفتك هي حصنك" ,,
معنى هذا اني لا استطيع المبيت الا داخل غرفتي ؟؟
" خرجت لأمي مسرعه اقول لها ماحدث "
فقالت لي " ابقي يا ابنتي احنا مش اد زعل الشيخ مبروك لازم تسمعي كلامه ",,
" واذا حدث شئ تاني ؟؟ "
" ربنا يسترها عليكي يا بنتي ,, لو ابوكي بس كده يفوق ويخف ويرجع البيت مش هسيبك لحظه حتي تشفين مما انتي فيه " ,,
" حاضر يا ماما خلاص يارب اخلص بقي من اللي انا فيه " ,,
انهت امي ما تعده بالمنزل قبل ان تذهب للمستشفى هي وسمير اخى ..
ولكنني كنت خائفه ان اجلس بمفردي في المنزل .. ولكنني كنت احاول كسر خوفي بمذاكرة اخر مادة سأمتحنها بعد يومين ,,
وقمت بتشغيل القرآن في الصاله لكي يصل صوته لكل الشقه ,,
دقائق وجاءت امي تودعني قبل ان تذهب للمستشفى ,, واكدت لي ان احترس من اي شئ
واذا حدث شئ اقرأ قرآن وان شاء الله لن يحدث شئ ,,
--------------------------
ولكنها لحظات وسمعت صوت شخير لشخص نائم .. تناثرت افكاري وزكرياتي ونظرت لذلك الصوت ,,
فاذا به صوت الدكتور يوسف الشريف ,, فنظرت لساعتي فاذا هي الحادية عشر والنصف ليلاً ,,
ففزعت من مرور الوقت بسرعه ,,
" يا دكتور يا دكتور انت نمت ؟؟ "
" اسف يا هدير والله معلش غصب عني " ,,
" ماشي ماشي انا لازم امشي حالاً , "
" لا كملي انا سامعك " ,,
" لا مش هينفع يا دكتور مش هينفع ,, "
ولكن الدكتور لم يكمل كلامه او اصراره لأنه رأى وجه هدير الذي اصبحت ملامحه تتشنج ,,
" هدير انتي كويسه ؟ "
" اه اه سلام دلوقت يا دكتور ,, "
قامت هدير تجري مسرعه من غرفه الكشف ,و فخرجت لصالة الاستقبال فإذا بمحمود السكرتير نائماً علي المكتب هو ايضاً ,,
ولكن هدير لم تعطيه اي اهتمام ,, ونزلت السلم مسرعه ,, كأنها اذا لم تصل المنزل في اسرع وقت ستموت ,,
اوقفت تاكسي وهي تصيح " بسرعه اطلع " واعطته العنوان ,,
وصلت المنزل بالفعل في حوالي خمسه عشر دقيقه ,, وجرت وقامت بإحضار عدة اشياء من داخل غرفتها ,,
وقامت بخلع ملابسها ,, وقامت بجرح نفسها بمشرط صغير وقامت بسكب قطرات الدم في كوب صغير ,,
ووضعت قليل من الكيس الذي بيدها وداخله مسحوق لونه احمر قاتم ,,
فحدث فوران بسيط داخل الكوب وقامت بإخراج فرشاه صغيره للرسم وقامت برسم عدة رموز علي جسدها ,,
ولكن قبل ان تنهي رسم تلك الرموز كان تصرخ بشدة كأن هناك من يقضم قطعه من جسدها ,,
ولكن جسدها كان بدأ تظهر عليه اثرا لاصابع لأيد علي ظهرها هناك من قام بضربها بشدة لدرجة ان مكان الضربه اصبح ازرق اللون ,, وظهرت ضحكات مرعبه في ارجاء الشقه ,,
ولكنها انهت رسم رموزها ,, فهدأت الضحكات وارتخى جسدها واصبح يتعرق بشدة ,,
تشنجت لوقت قليل ثم بعدها شعرت بهدوء ,, فوقعت ارضاً من شدة ارتخاء جسدها ,,
ثم نظرت الي احد الغرف المظلمه ,, وقالت وهي تبتسم ويظهر عليها الارهاق والتعب ,,
" لقد قلت لك لن تنال شئ مني واذا كنت قد نلتها مره فلن تنالها الاخرى وقريباً ستكون نهايتك قبل ان تكون نهايتي " , ,,
فظهرت في وسط الظلمه بالغرفه عيون غاضبه نحن نعرف من صاحبها ,,
ثم قامت هدير بالغمز بعينيها فزادت العيون غضباً ثم اختفت ,,
فقطع كل ذلك الرعب رنة تليفون هدير ,,
انها نمرة عيادة دكتور يوسف ,,
اجابت هدير وهي مرهقة " الو ؟؟ "
" الو يا هدير فيه ايه انتي كويسه ؟؟ "
" اه الحمد لله بقيت كويسه يا دكتور ",,
" طب الحمد لله انتي قلقتيني بجد .. "
" لا متخفش انا كويسه "
" طب انتي في ميعاد معين حبه تيجي فيه ؟؟ "
" لا حضرتك تقدر تحدد الموعد اللي يناسبك وانا هكون عند حضرتك بس ياريت يكون بدري عشان متأخرش زي النهارده "
" خلاص ماشي ممكن اسيبك ترتاحي بكره وتيجي بعد بكره بعد الظهر " ,,
" موعد جيد شكراً يا دكتور "
انهت هدير الحديث مع الدكتور يوسف ,,
وقامت تترنح ودخلت الحمام واخذت تستحم لكي تزيل العرق والدم الذي علي جسدها ,,
انهت حمامها ودخلت لتندس تحت غطاءها ,, لكي تنعم بنوم هنئ ,,
ولكنها لم تستطع النوم لان بعض الذكريات قد سيطرت علي عقلها ,,
فعاد بها الزمن سنوات للخلف ( فلاش باك ,, نركز )
,, لكي تتذكر يوماً قد مضى عندما كادت ان تفقد شخصاً احبها وقد دافع عنها بحياته وهي لم تكن حتى تفكر في ان تحبه ليس لانها تكرهه ولكنها كانت خائفه عليه من رد فعل داغر الذي قتل شخص فكر ان يتقدم لها وسلخه حياً ,,
ولكن محمود كانت تتصرف معه برد فعل عنيف حتى يبتعد عنها ويبقى سالماً ,,
ولكنه لم ييأس في محاولاته مع هدير .. إلى ان جاء ذلك اليوم المشئوم ,,
عندما كانت هدير تسير بعد غروب الشمس تجلب بعض الاشياء من الماركت لان والدها سيعود اليوم من المستشفي الذي يقع علي بعد امتار قليلة من منزلها ,,
وكانت عائده للمنزل فإذا بمحمود يمشي ورائها وكان يسرع ليلحقها لكي يسالها عن حالة والدها ,,
ولكنه دخلت للمنزل وتصعد السلالم فجرى خلفها ,, ثم نادى عليها
" يا هدير يا هدير " وهو يحاول التقاط انفاسه ,,
" مين بينادي ؟؟ " فمدخل البيت كان مظلماً فظهر محمود في نور السلم ,,
" انا محمود ,, كنت عايز بس اسألك عن حالة عم نور ,, هي صحته عامله ايه دلوقت ؟؟ "
" اه الحمد لله بيتحسن كل يوم ,, وان شاء الله هيبقي كويس ويفك الجبيره قريباً و,
" طب الحمد لله ,, "
ثم عم الهدوء " عايز حاجه تاني يا محمود عشان مش ينفع الوقفه دي "
" لا شكراً بس خلي بالك من نفسك "
ولكن هناك من تدخل في تلك اللحظه ,, اذ ظهر دخان اسود خلف محمود ,, وبدا يتجسد في هيئته الطويله وكان محمود لا يشعر بوجوده ولكن من لاحظ وجوده هي هدير التي كانت تنظر في تجاه محمود مرعوبه من ان يصيبه داخل الذي تجسد خلفه في هيئه ظل اسود طويل لا ملامح له ,,
فقالت هدير لمحمود وهي خائفه " محمود ارجوك اجري بسرعه من هنا ,, "
" انا اسف علي الوقفه دي بس كنت عايز اقولك علي حاجه "
" محمود ابوس ايدك امشي دلوقتي ,, "
ولكن وجد محمود نفسه يجر من قدمه زاحفاً علي الارض وعلي السلم نزولاً ,,
وكانت هدير تصرخ " اتركه لا تؤذيه ارجوك " ,,
ولكن داغر اكمل مشواره إلي داخل ظلام مدخل المنزل ,,
وقفت هدير تحاول ان ترى ما يحدث داخل ذلك الظلام ,,
ولكنها لا ترى شئ ,, إلي ان سمعت شئ يقذف خارج المنزل ,,
فصعدت مسرعه ودخلت الشقه وتوجهت لغرفتها وقفزت علي السرير وفتحت الشباك الذي يطل علي الشارع لتجد محمود ملقى امام منزلهم ووجهه ينزف ,,
وبدأت الناس تتجمع حوله ,, وهي تقف ودموعها تسيل بغزارة حسرة علي ابن جيرانهم ,,
اهو حي أم قد مات ؟؟ ظلت تسأل نفسها ولكن هناك من اجاب بعد ان اغلق باب الغرفه عنوه وداغر يقف ينظر لهدير بعيون غاضبه التي التفتت له نتيجه عن صوت عنف الباب ,,
وهو يقول لها " قلت لك ان لم تكوني لي فلن تكوني لغيري ,, واني شعرت بكل شعوره نحوك ,, هذه المره لقنته درس بسيط لكي يبتعد عنك ,, ولكن المره المقبله ستحصلين علي رأسه في طبق فضي كهدية " ,,
ظلت هدير ترتجف وهي تنظر لعيون داغر الغاضبه,,
ولكنها لحظات واخذت الام تدق بابها ,, " انتي رزعتي الباب ليه يا هدير في ايه يا بنتي " ولكن هدير ظلت مخروسه اللسان لا تقدر علي النطق حتى وبعد ان اختفى داغر ,,
ولكن الباب فُتح اخيراً لتدخل الام وتجد ابنتها تبكي فسمعت الام صوت تجمع الناس تحت بيتهم ,, " في ايه يا هدير اللي بيحصل بتعيطي ليه وايه اللي بيحصل تحت دا , "
حاولت هدير استجماع قوتها وردت قائله " محمود الاباصيري ابن الجيران حد اعتدى عليه " ,,
" لا اله الا الله هو في ايه اللي بيحصل لشباب المنطقه دي ,, كل يوم يا واحد مقتول يا مضروب , خلاص يا حبيبتي متعيطيش ,, ربنا يشفيه ,, انا هقوم البس وانزل اشوف في ايه ,,"
" ماشي يا ماما ,, "
" تعالى يالا اغسلي وشك "
فقامت الام بسحب ابنتها وهي تداعبها حتى تخرج من مزاجها الحزين هذا ,, وقامت بغسل وجهها بالماء الفاتر ,,
ثم امسكت الفوطه واخذت تجفف وجهها ,, رأت والدتها ترتدي الحجاب وتخرج لترى ما حدث لابن جارهم ,,
دخلت هدير غرفتها مره اخرى بعد ان قامت بتشغيل الكاست علي اذاعة القرآن الكريم ,,
وقامت بمشاهدة ما يحدث من شباكها ,, حيث قد اتت الاسعاف وحملت محمود وانصرفت ,,
مرت هدير بليلة عصيبه من البكاء ,, لما يحدث لها ولكل من يقترب منها ..
نامت هدير في فراشها ,, لتستيقظ صباحا ً علي صوت تهليل في الشارع ,,
حيث عاد محمود باكراً من المستشفى عندما نظرت وجدته يربط يده برباط ضاغط ووجهه يوجد عليه بعض اللصقات الطبيه الخاصه بالجروح ,,
حمدت ربي علي ان لم يصبه مكروه ,,
ولكن اثناء مروره من اسفل بيتنا نظر تجاهي ثم ابتسم ابتسامه خفيفه ,,
فقمت باغلاق الشباك سريعاً وجلست احمد ربي ,, ودموعي تتساقط ,,
ولكن قبل ان تتدفق باقي تلك الذكريات غلبني النوم ,,
..........................
" يا محمود ... "
" ايوا يا دكتور يوسف ,, "
" بقولك ان شاء الله هدير هتيجي بعد بكره بعد صلاة الضهر "
" بس احنا يا دكتور بنشتغل من العصر ,,"
" لا هتيجي من الضهر تفتح وانا هصلي الضهر واجي ,, عشان هيبقي يوم طويل ,, "
" ماشي يا دكتور ,, "
" المهم نضف العياده يالا وشغل قرآن وسيبه شغال واقفل العياده " ,
" حاضر يا دكتور " ,,
ولكن محمود السكرتير تعجب لأن الدكتور اول مره يخبره ان يقوم بتشغيل قرآن في العياده ,,
ترى هل الدكتور يوسف الشريف تأثر بقصه هدير ويصدقها فعلاً ,,
هذا ما حدث بالفعل ,,
..........................
مر يومان دون ان يحدث شئ اخر لهدير ,,
ثم جاء موعدها مع الدكتور يوسف ,,
قامت هدير وارتدت ملابسها واتجهت للعيادة ,,
" السلام عليكم يا استاذ محمود ,, "
" وعليكم السلام اهلا انسه هدير ,, "
" الدكتور موجود ؟؟ "
" اه دا لسه داخل حالاً ,, ثواني اخبره بحضورك "
توجه السكرتير لداخل غرفه الكشف ثم عاد ليشير لهدير للدخول حيث الدكتور في انتظارها ,,
دخلت هدير الغرفه وقام السكرتير باغلاق الباب خلفها ,,
" ازيك يا دكتور ؟ "
" اهلا هدير عامله ايه ؟؟ "
" انا الحمد لله كويسه ,, وشكراً علي الموعد دا ,, "
" العفو علي ايه بس انا عايز اريحك مش اكتر ,, "
" يالا ابدأ اكمل قصتي اللي قاربت علي الانتهاء ؟؟ فربما انهيها اليوم ,, "
" وليه هتنهيها اليوم مش عايزه تجيلنا تاني ولا ايه ؟ "
" لا والله يا دكتور بس الاتفاق كان كده "
" اتفاق ايه ؟؟ "
" هتفهم كل حاجه بس لما نكمل القصه ,, وهتعرف العهد اللي اتعاهدت عليه" ,,
شعر الدكتور يوسف برهبه كالعاده من كلام هدير ,, ولكن ,,
" ارجو يا هدير قبل ان تبدأي حكايتك ,, ارجو ان تستمعي لي ,, "
" اتفضل يا دكتور ,, "
" انا مش عارف اللي هقوله دا حلم ولا كابوس ولا حقيقه ,, انا شوفتك في بيتي ,,"
" شوفتني في بيتك ؟؟ ازاي ؟؟ "
كنت سهران كالعاده في غرفه مكتبي بالمنزل بقرأ بعض كتب عن الطب النفسي ,, واولادي وزوجتي كانو نائمين ,,
ولكني شعرت او لمحت بمرور احد من امام باب الغرفه ,, ولكني لم اعره اهتمام فربما تكون زوجتي او احد اولادي ذاهب للحمام ,,
ولكنها دقائق وشعرت بأحد يدق ثلاث دقات علي الباب متقطعه ,,
فقمت لكي ارى من هناك ,,
فتحت الباب الزجاجي فلم اجد احد ,,
تعجبت فذهبت لغرفة اولادي فربما احدهم يعبث معي ,,
فوجدتهم نائمين فتأكد من ان الغطاء يحيط بهم جيداً ,,
خرجت واغلقت الباب جيداً عليهم ,, ثم توجهت لغرفتي لاتأكد ان زوجتي نائمه ,,
وجدت شئ علي ما يرام فذهبت لغرفه مكتبي لأجد كرسي المكتب قد اُدير واصبح ظهره لي ,,
ولكنني لم ادير كرسي المكتب اثناء قيامي ,, ولكني لاحظت ان الكرسي يهتز كأن هناك شخص يجلس عليه ,,
ولكن خوفت ان اقترب وفجأه سمعت صوت انثوي يضحك ضحكات ساحره مثيره ,,
واذا بالكرسي يلتف ببطئ وصعقت عندما رأيت فتاه جالسه وشعرها كثيف جداً ويغطي وجهها فلم استطع رؤيه ملامحها ,,
رجعت للخلف في خوف وحذر ولكنني تعثرت في سجادة الصاله ,,
وقعت ارضاً فاذا بها تختفي من علي الكرسي ,, حمدت الله اعتقدت انها قد تكون تهيئات نتيجه كثرة السهر والاجهاد العقلي وربما يكون بسبب التأثر بقصتك ,,
ولكن شعرت بلمسه علي كتفي فنظرت خلفي لاجد وجهها في وجهي وتبتسم لي ابتسامه مرعبه ,,
وعيونها بيضاء تماماً ولكن الاكثر رعباً ان ملامحها نفس ملامحك يا هدير ,,
صرخت صرخة رجعت الارجاء ,, حاولت التملص والجري ولكن سريعاً ما وجدت من ينطق بإسمي " يوسف مالك في ايه ؟؟ "
نظرت خلفي فوجدتها زوجتي بملامحها العاديه ,,
" مالك انت صرخت ليه لما شوفتني وايه اللي كان موقعك في الارض كده "
" انتي مين ؟؟ وعايزه ايه "
فلم اكن اصدق انها زوجتي بعد ما رأيته ,,
" في ايه يا يوسف جرالك ايه انا نادية زوجتك " ,,
" لا انتي كذابه ,, انتي الشيطان نفسه " ,,
قمت اجرى علي غرفة زوجتي فلم اجدها ,,
التفت خلفي رأيت نادية زوجتي قادمه خلفي
" ها اتأكدت اني زوجتك في ايه مالك ؟؟ "
" مفيش يا حبيبتي مفيش كنت بقرأ قصة لمريض وشكلي اتأثرت بيها "
فقمت باحتضان زوجتي لكي اشعرها بالامان ,,
ولكن اثناء احتضاني لها نظرت لمرآه التسريحه فوجدت تلك المخلوقه التي تجسدت في جسد زوجتي ,, تنظر لي وتبتسم ,, اغمضت عيني بشده وفتحتها فوجدت المرأه طبيعيه ,, ولكن كان مكتوب عليها بخط احمر ,, قريباً ستكون مشاركاً وليس شاهداً ,,
#الحلقة_الثالثة_عشر
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
فقمت باحتضان زوجتي لكي اشعرها بالامان ,,
ولكن اثناء احتضاني لها نظرت لمرآه التسريحه فوجدت تلك المخلوقه التي تجسدت في جسد زوجتي ,, تنظر لي وتبتسم ,, اغمضت عيني بشده وفتحتها فوجدت المرأه طبيعيه ,, ولكن كان مكتوب عليها بخط احمر ,, قريباً ستكون مشاركاً وليس شاهداً ,, ثم اختفت الجمله سريعاً ,,
ثم لم يحدث اي شئ اخر حتي صباح اليوم ,,
" مش عارفه والله يا دكتور حصلك كل دا ليه يمكن عشان بحكيلك سري " ,,
" ربنا يسترها بقي علينا ,, يالا تقدري تكملي حكايتك واكيد هنلاقي حل ليكي وليا ,,"
" ان شاء الله ,, المهم ,, قمت بتشغيل القرآن الكريم وذهبت امي للمستشفى لكي تكون بجوار ابي واصطحبت سمير معها ,,
جلست لكي اذاكر مادتى الاخيره التي سأمتحنها ,, ومرت ساعات بدون اي شئ غريب يحدث ,,
ثم دقت الساعه الثانية عشر ليلاً ,, شعرت بصوت دقات علي باب الحمام المغلق ,,
ارتعشت الاضاء للحظات ,,
ولكن للأسف تردد اذاعة القرآن الكريم كان يزيع اعلان عن برنامج وتوقف القرآن ,,
يالله هو دا وقته ,, قلتها لنفسي وانا خائفه ,,
ثم فجأه اذا بالكاسيت يقذف من داخل الصاله الي داخل غرفتي ليتهشم ,,
صرخت خوفاً و لكن لفت انتباهي حركة سريعه لاشياء تروح ذهاباً واياباً امام باب غرفتي ولكنه تتحرك بسرعه جداً ,,
ثم فجأه توقف احدهم امام غرفتي ونظر لي ,, ولكنه حاول ان يهاجمني ويدخل الغرفه ولكنه ارتد للخلف كأن هناك عازل زجاجي لا يرى قد منعه من الدخول حاول مرة واخرى ولكنه فشل اخذ يصرخ ويصدر صوت غريب ,,
فاذا بباقي تلك الظلال التي كانت تجري امام باب غرفتي توقفت هي الاخرى كأنه اراد مساعدتهم ووقفوا جميعا امام باب غرفتي وحاول هم ايضاً الدخول مندفعين ولكنهم فشلوا
ثم فجأه وهم يهجمون مره اخرى علي غرفتي فإذا بباب الغرفه يغلق بقوة في وجههم ,,
اني اشاهد كل ما يحدث وانا اجلس لا اعلم ما يحدث ,, او ماذا افعل ,,
اخذت دقات تدوي علي باب غرفتي كأن هناك شئ حبيس وغرفتي هي مخرجه الوحيد ولكنها لم تكن دقات لشخص واحد فقط ولكنها كانت لمئات الاشخاص او بمعنى ادق مئات المخلوقات البشعه ,,
اخذت اصرخ خوفاً حتى هدأ كل شئ ,, فُتح الباب تلقائياً ببطئ شديد فلم اجد تلك المخلوقات مره اخرى ,,
شعرت ببعض الامان بعد ان رأيت محاولات تلك المخلوقات في غزو غرفتي ولكن صدق الشيخ مبروك عندما قال لي ان الغرفه محصنه ,,
شعرت فجأه بنعاس شديد لم استطع مقاومته حتى نمت ,,
ولكنني وجدت نفسي داخل منزل الشيخ مبروك مره اخرى لا اعلم كيف اتيت او لماذا اتيت إلي هنا ,,
وجدته جالساً امام مبخرته بنفس عباءته السوداء ولكنه لم يكن يضع غطاء الرأس الذي يخفي ملامحه
فاشار لي لكي اجلس علي ذلك الكرسي الذي بجانبي ,,
جلست وانا حذره وقلقه ,, ظل ينظر للمخبره ويلقي بها بعض البخور ويقول بعض من كلامه المبهم الذي لايفهمه الا السحره او الدجالين امثاله ,,
لم ينطق بأي حرف فحدثت نفسي " ايه قلة الزوء دي ,, والله شكلك هتطلع نصاب في الاخر "
ولكنه سرعان ما قطع تفكيري قائلاً " لو كنت نصاب ما كنتي اصبحتي حية حتى الآن يا فتاه ,, واعذريني علي قلة الزوء دي زي ما قولتي بس كنت مشغول في حاجه تانيه ,, "
بصراحه شعرت بخجل شديد ,, ولم اجيب علي كلامه ..
فتابع حديثه معي واخبرني انه قريباً سيحاول المساعده بعمل عهد بيني وبين كبار ملوك الجن حتى يساعدوني في مواجهة داغر ,,
وحذرني " ان داغر ابن احد اقوى ملوك الجان ولن يستطيع احد ايقافه إلا بمواجهته بأحد اكبر ملوك الجان الذي سيتم عمل عهد معه ولابد من تنفيذ كل شروط العهد ,, فالقرار بيدك الان اما توافيق او لا ,, والعهد سيكون مشروط بالدم ",,
" مشروط بالدم ماذا تعني ؟؟ "
" ان من يخالف العهد سيتعرض لأذي ربما يكون بمقتله " ,,
" واذا تم العهد فهل سأستطيع التخلص من داغر نهائياً ؟؟ "
" نعم "
" والعهد هذا سينتهي بعد موت داغر ؟؟ "
" علي حسب شروط العهد ,, وسيتم النطق بكل شروط العهد اثناء الموافقه عليه "
" انا اوافق علي ذلك ,, "
" جيد , لقد فعلتِ الصواب ,, اذا سنتقابل عند اكتمال القمر ,, "
سمعت هدير صوت زقزة العصافير تغذو المكان ففتحت عيناها لتجد نفسها علي السرير ونور الشمس قد اقتحم غرفتها عابراً من شباكها الشبه مغلق ,,
نهضت وهي تتسأل عن ذلك الحلم الغريب ,,
قامت وتوضأت وصلت الصبح
ولكن قبل ان تدخل لتبدل ملابسها وجدت الكاسيت الذي تحطم امس موجود كما هو في الصاله سليم ولم يكن به اي خدش ,, وقفت متعجبه وفمها مفتوح من شدة دهشتها ثم افاقت من دهشتها لانها اعتادت علي تلك الموقف الغريبه فدخلت غرفتها وبدلت ملابسها ونزلت للمستشفى ,,
فوجدت ان والدها اصبح بصحه افضل ويتعافى بسرعه ,,
وسمعت الدكتور يقول لأمها انا من الممكن ان يعود الوالد للمنزل ,,
في خلال يومين ,, كان خبراً مفرحاً بعد ذلك العذاب الذي قد سكن قلبها ,,
ولاول مره منذ ظهور ذلك المخلوق الذي يبتلع ارواح ضحاياه يمر اليوم بشكل جيد
اخذت تلك الاسره الصغيره البسيطه الملتفه حول سرير والدهم رب الاسره بالضحك و القاء النكات و بعد ما مروا به اخيراً استطاعوا الضحك من قلوبهم ,,
مرت تلك اللحظات الحلوه بسرعه كبيره حتي حل المساء و ارادت هدير ان تستذكر بعض دروسها فأخذت احد الكراسي واختلت بنفسها في احد اركان الغرفه التي يقبع بها والدها واخذت تذاكر بجد واحضرت لها الام كوب من الشاي الذي قد اعدته الام في المنزل ووضعته في ذلك الاختراع القديم " الطرمس " الذي يحتفظ بالمشروبات ساخنه كما هي
مر الوقت سريعاً إلى أن اصبحت الساعه العاشره مساءاً ,,
فاغلقت كتبها ,, ونوت الذهاب للمنزل لكي تنام وتستريح ولتستيقظ صباحا قبل موعد امتحانها ,,
عادت بالفعل للمنزل هي ووالدتها واخوها لكي يبيتوا معاً في المنزل حتى تكون امها بجانبها ولكي تعد لها الافطار صباحا قبل الذهاب للامتحان ,,
وصلوا المنزل عن طريق " توك توك " لانهم يحملون بعض الاشياء ولن يستطيعوا السير بها خاصه ان سمير يتأفف من المشي بسبب رغبته بالنوم فبدلا من ان تجره والدته في الشارع لأنها لا تقدر علي حمله ,, قاموا باستخدام ذلك الاختراع الذي احتل شوارع مصر ,,
وصلوا المنزل سريعاً صعدوا سلمهم ,,
واثناء مرورهم بالشقه التي تقابل شقتهم سمعوا صوت همسات داخل الشقه وقفوا يتنصتوا خاصه انهم يعلمون ان تلك الشقه التي قتل بها ذلك الشاب خاليه من اي بشر ,,
ولكن اثناء محاولة سماع ما يحدث فإذا بشئ يرتطم بالباب من الداخل فهلعوا ثلاثتهم ودخلوا شقتهم بسرعه واغلقوها ,,
جلسوا الثلاثه علي كنبه الصاله خائفين متوجسين ,,
قامت الام مسرعه وقامت بتشغيل الكاسيت علي اذاعة القرآن الكريم ,,
مرت دقائق وسمعوا دقات بطريقة جنونية علي باب شقتهم ,,
فزعوا ولكنهم عندما سمعوا صوت الحج محسن جارهم يصيح بأن يفتحوا ,,
وعندما فتحت الام وجدت دخان شديداً يملئ السلم ,,
فصاح عم محسن جاهداً بأن الشقه المقابله لنا قد اشتعلت بها النيران ويحاولون اطفائها فطلب من الام ان تضع ذلك الخرطوم بصنبور المياه وفتح الصنبور علي اخره ,, شدت الام الخرطوم مسرعه للحمام ووضعته ,,
ثم وجدت بعض شباب الشارع يكسرون باب الشقه المقابله ,,
فاذا بالنار تهب للخارج فوجهوا بعض خراطيم المياه علي النار ولكن النار لم تكن لتهدأ ابداً .. ظلت النار كما هي لا تنطفئ ولا تزيد ولا تتراجع ثابته ,,
ظل الوضع هكذا إلي ان هدأت النار من نفسها ,, كأن هناك تنين قد كان يسكن الشقه ينفث النيران ثم طار بعيداً فجأه ,,
دخل بعض الشباب بحذر الشقه فلم يجدوا اي شئ محروق ولا حتى نقطه مياه داخل الشقه
كأنهم كانو يوجهون الخراطيم من غير ان تخرج منها مياه ,,
ولكن المياه علي سلم المنزل قد غرق بالمياه ,, فلماذ الشقه لم تكن كذلك ؟؟
بحث الشباب داخل الشقه عن اي شئ محروق او تالف او اي شئ ,,
ولكن الشقه كانت علي وضعها اثاثها مغطي بالغبار ,,
اخذ البعض يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومنهم من كان يقرأ المعوذتين ,,
فأحضر احد الجيران كاست وبعض الاشرطه وقام بتشغيل القرآن داخل الشقه ,,
ثم تركوا القرآن يعمل وانصرفوا واغلقوا الباب ,, ظل صوت القرآن يعمل طوال الليل ,,
ولم يحدث اي شئ اخر ,,
كان من بين الحضور محمود الذي كان من الحين للأخر ينظر لهدير وهي تقف خلف امها خائفه ,,
ولكنه كان يطمئنها بنظراته من وقت لاخر ,, وهي كانت تحاول ان تشيح بنظرها بعيداً ,,
هدأ الوضع ودخلت الام هي واولادها ,, شقتهم ,,
وارتدوا ملابس النوم وناموا ثلاثتهم في غرفه هدير ,,
غطوا في النوم بعد محادثه طويله عن ما يحدث ,,
ولكنني اشعر بالنعاس مثلهم فلن استطيع رواية تلك المحادثة عليكم ,,
..........................
استيقظت الام صباحا واعدت الفطر لأولادها ,,
استيقظت هدير وتوجهت للتناول فطارها ثم ارتدت ملابسها ,,
ونزلت لتقابل مكه في نفس المكان والزمان قبل كل امتحان ,, ولكنها لم تجدها ,,
تلك المره هدير لم تجد صديقتها تنتظرها ,, وقفت هدير تنتظر فربما استيقظت مكه متأخره ,, مر الوقت قلقت هدير من ان يفوتها الامتحان فأسرعت للمدرسه ,,
وعند دخولها اللجنه وجدت مكه تجلس في مكانها باللجن المجاوره لها ,,
لم تكن تفهم سبب ان مكه لم تنتظرها ,,
ما حدث هذا تسبب في توتر هدير في امتحانها ولكنها استطاعت ان تنهي الامتحان بشكل جيد ,,
خرجت هدير عند انتهاء الوقت لكي تتحدث مع صديقتها ,,
وجدت صديقتها مكه تمشي متجهه لباب المدرسه جرت هدير وراءها وهي تنادي عليها ولكن مكه لا تجيب ,,
قامت هدير بجذب يد مكه " لماذا لا تجيبيني يا مكه ؟؟"
" نظرت لها مكه وعيناها حزينه ,, "
" في ايه يا مكه انا عملت حاجه تزعلك ؟؟"
" هدير بابا محرج عليا اكلمك بعد اللي عملتيه ,,"
" عملت ايه يا مكه بس ؟؟ "
" انتي عارفه عملتي ايه ,, روحتي لواحد دجال ,, والدجال دا بسببه اتعمى بابا زمان "
" ينهار ابيض انا معرفش والله وبعدين ماما اللي اصرت بشكل فظيع اننا نروح ,, انا اسفه والله يا مكه بالله عليكي مش تسيبيني في وقت زي دا انا محتجاكي ,, بس ازاي الدجال دا كان سبب في فقدان والدك لبصره .."
" هقولك بس يا ريت يفضل سر ,, من كام سنه قبل ما انا اتولد كانت ماما الله يرحمها وبابا متزوجين وعايشين في نفس البيت اللي احنا فيه وماما كانت بتحب بابا اووي
وكان بابا ساعتها موظف في وزارة الاوقاف وكان بيعطي دروس في المسجد بعد صلاة المغرب ,, وكان محبوب والناس كانت بتسمع كلامه ,,
المهم في احد الليالي قامت ماما تصرخ ليلاً ,, وقالت لبابا ان في حد حاول يتحرش بيها في الحلم وكان شكله بشع ,,
فقام والدي بتهدأتها واخذ يتلو القرآن حتى تهدأ وتنام ,, استمر هذا الوضع اسبوع ,, إلى أن قابل والدي احد صبيان ذلك الدجال فاوقف والدي وقال له " سيدنا بيقولك يا تسيب البلد وتمشي يا إما .... ",,
لم يجيبه والدي واستعاذ بالله وانصرف في طريقه ,,
بعدها تأذت امي اكثر واكثر ,, فإن ذلك الدجال قد سحر لأمي جن عاشق ,, "مثلك يا هدير" ,,
حتى جاء ذلك اليوم المشئوم اعطى والدي الدرس كعادته وجمع بعض رجال الدين ليذهبوا ويواجهوا ذلك الدجال بالحسنى فلعله يتوب ,,
ولكن الدجال واجههم بالنار والحديد بمعنى " جعل صبيانه يهاجمون والدي ورفاقه وهنا فقد والدي بصره عندما ضربه احد الصبيان علي رأسه فهوى مغشياً عليه ,,
ولكن من بعض ان فقد والدي بصره لم يحدث اي شئ مره اخرى لامي فربما اكتفى الدجال بذلك ,,
وتلك الحادثه وصلت للشرطه ولكن الشرطه كلما تذهب للقبض علي ذلك الدجال لا تجده ,,
إلى ان هدأ الموضوع بين الناس وملت الشرطه من مطاردة مبروك الدجال ,,
ولكن والدي هو الذي خسر نظرة ,, مرت الايام والليالي وكان الله كريم بأن زفت أمى خبر حملها بي لأبي الذي فرح من قلبه لأول مره منذ ان فقد بصره ,,
وجئت للدنيا ولكن والدتي فارقتنا سريعاً بعدما قد اتممت عامي الرابع ,, اعتصر الحزن قلب ابي خاصة انه لا يستطيع رعايتي بسبب اعاقته ,, فكانت عمتي تأتي تراعينا بعض الاحيان خاصة ان زوجها كثير السفر للعمل وجمع المال ,, وظل هذا حالنا الى ان كبرت انا واصبحت علي مقدرة من العناية بأبي ,,
وهذا ملخص ما حدث لأبي "
" ودا غصب عني يا هدير انا وعدت بابا اني مش هكلمك الا لما ترجعي عن الطريق دا ,, عموماً انا هفهمه ان مامتك اللي غصبت عليكي واكيد هو هيقدر انك صغيره ومش فاهمه
" بس هو عرف منين اني روحت لدجال ؟؟ "
" مش عارفه والله بس هو عرف ساعتها انك روحتي لما كنتي جايبه اخوكي عندنا ,, "
" خلاص يا مكه انا بجد اسفه والله " ,,
توجهت الصديقات في طريقهم للمنزل وودعوا بعضهم البعض وافترقا ,,
وبدأت الاجازه الصيفيه لهما ,, فهل ستمرح هدير وتفرح بالاجازه ام ستكون الايام القادمة جحيمها الخاص ,,
اتجهت هدير للمنزل فوجدته فارغاً فربما تكون والدتها قد ذهبت للمستشفى ,,
فدخلت وتوضأت وصلت الظهر ,, ثم ذهبت للمستشفي لكي تبشرهم بأن الامتحان كان جيد قبل ان تلتهم السلم نزولاً من سرعتها سمعت القرآن لازال يعمل داخل تلك الشقه الملعونه .. بعد ان ذهبت للمستشفى وجدت امها تطعم والدها ,, فابشرت امها ووالدها باان الامتحان كان اجيد واخيراً انهت امتحانات الثانوية العامه ,,
وعليها ان تنتظر مذبحة نتيجة الثانوية العامه ,,
ولكن الام اخبرتها انهم سيعودون للمنزل بعض غروب الشمس لكي يحضرون ملابس نظيفه لوالدها ويجهزون المنزل لان والدها سيخرج من المستشفي اليوم ,,
ولكن سمير ظل مع والده بالمستشفي حيث تداعبه الممرضات ,,
توجهت الام وابنتها للمنزل واخذت الام تنظف المنزل وسرير زوجها ,,
واعدت طقم يليق بالخروج لكي يعود به من المستشفي ,,
اخبرتها امها ان تنزل لتجلب بعض الاشياء من الماركت حتى يتوفر كل شئ بالمنزل ,,
نزلت هدير وجلبت كل شئ من الماركت وكانت عائده للمنزل حيث اتبعها محمود ليسأل عن حالة والدها ,,
وتبعها لداخل المنزل لأنه لم يلحقها الا علي السلم ,, وقد حصل ما ذكرناه سابقاً
حيث تعرض له داغر وأذاه ,,
الليله بقت هدير تبكي علي ما حدث لمحمود وكانت الام قد نزلت لترى ما حدث لمحمود ,,
فأخذته الاسعاف كما ذكرنا سابقاً ,,
ولكن الام ذهبت للمستشفي بعدها لكي تصطحب زوجها للعودة لبيته ,,
ما هي الا ساعه قد مرت ورجع الاب والام والابن المنزل ولكنهم وجدوا هدير نائمه ,,
فلم يقلقها احد ,,
ولكن هدير استيقظت صباحا علي صوت التهليل بعوده محمود من المستشفي وبه بعض الاصابات ,,
عندما نظر محمود لهدير وهي تنظر من الشباك وابتسم لها احست هدير بقشعريره تسري في جسدها ,,
فاختفت سريعاً من امام انظار محمود واغلقت الشباك,, اراد محمود ان يعلم لماذا تتهرب بهذا الشكل الرهيب ,,
لذلك سيحاول ان يفهم سبب ذلك التهرب والنفور ,,
بعد ان رجع الاب إلي موطنه الصغير المتكون من ام وطفلان "هدير وسمير"
كان قد تحدث مع الام بشأن هدير وما حدث لها سابقاً ,,
اخبرته انها ستذهب اليوم هي وهدير للشيخ مبروك ,,
في بادئ الامر شعر الاب بعدم تقبل ذلك الامر لأنه لا يصدق في الدجالين ,,
ولكن عندما روت له الام ما حدث المره السابقه مع الشيخ تردد ووافق علي ذهابهم ,
فأخبرته الام انها ستذهب للعطار لشراء بعض المتطلبات للشيخ مبروك ,,
عزيزي القارئ الجزء القادم ربما سيكون له بعض التأثير في حياتك فلا تندمج في قراءة ما ستجدونه غامضاً حرصاً علي سلامتك .. فلنتابع ..
عادت الام ومعها بعض الاشياء التي طلبها الشيخ .. مثل ( حب الآس وبخور مريم والتنكار و خردل .... إلخ ) وبعض الاشياء الاخرى ,,
اغلقت ذلك الكيس بشكل جيد واخفته حتى لا .............
#الحلقة_الرابعة_عشر
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
اولا أسف علي التأخير لظروف خارجه عن ارادتي
ثانياً : اي عزيمة او طلسم مكتوب فهو ليس كامل حتي يكون أمان للقارئ
--------------------------
عادت الام ومعها بعض الاشياء التي طلبها الشيخ .. مثل ( حب الآس وبخور مريم والتنكار و خردل .... إلخ ) وبعض الاشياء الاخرى ,,
اغلقت ذلك الكيس بشكل جيد واخفته حتى لا يعبث به احد حتى يحين موعد الشيخ مبروك
ثم دخلت لتعد الطعام لزوجها واولادها ,,
..........................
" بابا متزعلش من هدير والله هي طيبه وانت عارفها وماماتها اللي غصبت عليها والله "
" يا بنتي انا مش زعلان بس انا خايف عليها وعليكي ,, وربنا يهديها يارب ,, بس ان شاء الله اذا كنت زمان عجزت في الدفاع عن امك رحمها الله ,, ولكن بعون الله سأستطيع ان اتولى امر ذلك الدجال " ,,
" ان شاء الله يا والدي ولكن ماذا ستفعل ؟؟ "
" لا اعلم يا ابنتي ولكني اثق ان الله سينصرني عليه بأي طريقه ,, فهو الله الواحد الذي يقول للشئ كن فيكون وانه لا قادرٍ علي نصري من شر ذلك الكافر "
" كافر ؟؟ , "
" نعم يا ابنتي فكل من سلك طريق الجن والتحضير فإنه قد كفر بالله لإن الله قد نهى عن ذلك ,, "
" استغفر الله العظيم ,, ولكن أأستطيع التواصل مع هدير مره اخرى ؟ "
" فلتصبري يا ابنتي علي ذلك الامر ولا تتعجلي "
" كما تود يا أبي ,, اهم شئ رضاك " ,,
..........................
" الف سلامه عليك يا حوده ,, "
" الله يسلمك يا ابراهيم اتفضل اقعد ,,, "
" الله يخليك .. ايه يا سيدي مش تفوق كده عشان نفرح بيك بقي ... صحيح هو اللي حصلك دا حصل ازاي يابني دي خناقه ولا ايه ؟ "
" والله يا ابني انا مش عارف ايه اللي حصل ,, انا كنت واقف اسأل هدير ..... "
" ااااااااااااه الموضوع فيه هدير .."
" هاهاها ياعم اصبر اكمل كلامي ,, كنت واقف اسأل هدير علي حالة والدها عم نور ,,"
" انا لسه شايفه النهارده الصبح وهو راجع البيت .. "
" اه عرفت والدي قالي .. المهم طمنتني عليه بس مفيش لسه كنت هنطق اقولها انا معجب بيكي وبحبك .. لاقيت حد ضربني علي راسي من ورا بعدها محستش بأي حاجه تاني .. غير بصوت كان بيتردد في ذهني بيقول لا تقترب من هدير مرة اخرى ,, وبعدها استيقظت وجدت نفسي في المستشفى ,, والحمد لله بقيت كويس "
" ايه ليكون ليها بوي فريند ولا حاجه واحنا منعرفش ,, وهو اللي ضربك ولا حاجه "
" لا يا هيما انت عارف انها بنت محترمه وعمرنا ما شوفنا عليها حاجه وحشه "
" ياعم بهزر .. بس تفتكر ممكن يكون مين اللي اتهجم عليك بالشكل دا ؟؟ "
" مش عارف والله وياريت اعرف ,, بقولك يا هيما ممكن طلب " ؟
" اتفضل يا صاحبي "
" زي ما انت شايف انا مش هعرف اخرج الا علي الاقل كمان اربعة او خمس ايام "
" ممكن لو لاحظت حاجه او عرفت حاجه عنها تبلغني ؟"
" اكيد طبعأً يا صاحبي المهم تقوم انت بالسلامه بس "
" الله يسلمك يا حبيب قلبي ,, "
" يالا اسيبك بقي ترتاح وهروح انا اخلص اللي ورايا "
" ماشي يا صاحبي ,, وتسلم علي سؤالك والله "
انصرف ابراهيم صديق محمود بعد تلك المحادثه الشيقه ,,
ولكن صادف خروج ابراهيم من منزل محمود ,, بأنه رأى هدير ووالدتها يمرون من امامه في عجلة من امرهم ,,
ففضوله أمره بتتبعهم وخاصة ان صديقه قد اوصاه باعلامه بأي شئ مريب ,,
تتبعهم ..
حتى رأهم ينحرفون بإتجاه المقابر ,, ثم وقفوا يراقبون الاجواء من خلفهم ولكن ابراهيم كان ذكي في انه كان يراقبهم بالتخفي خلف السيارات المصطفه جانباً ,,
اطمأنت الام بخلو الطريق وهي تجذب هدير من يدها ,,
لاحظ ابراهيم ان هدير كان تسير مع امها بتعنت كأنها لا تريد السير معها ,,
..........................
" يا ماما انا مش عايزه اتنيل اروح سبيني اروح البيت "
" اسرعي يا هدير انا مش هسيبك تضيعي مني .. وهنروح للشيخ مبروك ولا عايزاه يضرنا"
" لا مش عايزه ومش هيقدر يضرني ,, دا دجال ونصاب ,, "
" ماشي تعالي بس هنشوف عايز مننا ايه ونرجع تاني لو مش عجبك الوضع " ,,
ظلت الام ترغم هدير علي السير معها ,,
لم تلاحظ الام ولا هدير ابراهيم صديق محمود الذي كان يراقبهم ,,
وصلوا إلي المكان المحدد .. وجدوا بجانبهم منزل مهجور محطم السقف وعلي الجانب الاخر المقابر ,,
ولا يوجد شئ حولهم إلا ذلك البيت وذلك المصرف الذي يتواجد علي طرفيه خوص طويل ان اخر نقطه من اعمدة الاناره هي مكان وقوفهم وبعد ذلك فيوجد ظلام دامس وسط اراضي زراعيه خلف تلك المقابر ,,
وقفت الام والابنه تنتظر .. لحظات مرت كأنها ايام ,,
ولكنهم انكمشوا داخل جلودهم عندما سمعوا صوت الخوص كأن هناك من يتحرك داخله ,,
ولكن الصوت هدأ بعد وقت قصير ,,
تنهدت الام بعد توقف ذلك الصوت المرعب ,, كل هذا وابراهيم يقف يشاهد ما يحدث ,,
ولكن فجأه سمع ابراهيم صوت اشخاص قادمين بحاول ان يتوارى عن الانظار ,,
واستطاع ذلك خشية من ان يراه احد ..
" اهلا بيكي يا هدير انتي والحجه .. " قالها ذلك الشيخ الذي يحب ان يخفي ملامحه بتلك العباءة السوداء ,, " انه مبروك الدجال
ولكن بعد ان ظهر في النور لم يكن يرتدي تلك المره العباءة السوداء ولكن كان لونها غريب ,, يتقلب من حين لحين لا يثبت علي لون معين كالحرباء التي تغير الوانها ,,
" اهلا اهلا يا شيخ مبروك ,, " ترد الام وهي خائفه
ولكن هدير لم تجيبه ,, فنظر لها مبتسم ..
" أأمل ان تكوني قد احضرتِ تلك الطلبات .. " ينظر للام بنظره مبهمه ,,
فأجابته " ايواً طبعاً يا شيخ كل طلباتك موجود "
" كويس ,, اتبعوني ,, بس بشرط مفيش حد من الموجودين يذكر اسم الله في اي وقت اثناء عملنا وإلا ... احترقنا جميعاً ولكن ما عدا انا طبعاً ,, ستحترقون انتم جميعاً .. "
أماءوا بالموافقه ,, ثم ساروا خلف ذلك الدجال إلي اتجاه المقابر المظلمه ,,
همست هدير " ماما هي شم المقابر علي طول بيكون فيها نور ,, ايه اللي ضلمه كده النهارده "
وقبل ان تجيب الام ,, سمعوا صوت ضحكات من الدجال ثم قال " متقلقيش يا هدير دي جماعتي موجودين ,, "
اخذت هدير تفكر جماعته ؟؟ ومن هم جماعته ؟؟
قبل ان يندسوا وسط الظلام أمر الشيخ مبروك الدجال رفاقه الاربعه بإشعال المشاعل لكي تنير لهم الطريق ,,
ثم توجهوا إلي اخر طريق المقابر ,, ثم توقف الجميع ,,
كان ابراهيم لازال يسير خلفهم يراقبهم ,, ولا يشعر به احد
امسك الشيخ مبروك الدجال الكيس الذي كان يحمله احد مرافقيه ,,
ثم افرغ ما به ,, فإذا هي بحيات سوداء و فئران وحشرات,, صرخت الام والابنه واندفعوا للخلف ,,
ولكن الحيات والحشرات لم تهاجم احد ولكنها اخذت تسير في طريقها في شكل منظم كأنه جيش صغير يسير في نظام فلا احد يسبق الاخر ولا احد يتأخر ,,
مشى الجميع خلف تلك الحيوانات والحشرات ,,
إلى أن توقفت اما احد المقابر ثم بدأت الفئران في الحفر اسفل باب تلك المقبره فدخلت ثم تبعتها الحيات ثم الحشرات ,,
أمر الدجال صبيانه بفتح تلك المقبره فأسرع احدهم ,, وفتحها ..
امرهم بإنتظاره بالخارج فدخل الدجال وحده ونزل سلالم تلك المقبره ,,
انتظر الجميع في الخارج ,, كانت الام وابنتها يشعران بالقلق والخوف مما يحدث ,,
وكان ابراهيم يراقبهم من بعيد ولكن لسوء حظه قدمه حطت علي بعض الخوص الجاف ,,
فاقشعر بدنه ,, عندما توجهت المشاعل بالاندفاع نحوه ,,
فإثنان من صبيان الشيخ مبروك توجهو في اتجاه الصوت ,,
ولكن ابراهيم كان قد اطلق قدمه للريح فلم يروه ,,
صعد الشيخ الدجال واخبرهم ان تلك هي المقبره المطلوبه ,,
فقام باخراج بعض الاشياء مثل المبخره وبعض الريش واخذ من الام الاشياء التي قد احضرتها مسبقاً ,,
نثر الشيخ بعض المسحوق في المكان واخذ يرسم بعض الرموز التي كانت تشبه تلك التي رأتها هدير في بيت ذلك الدجال ,,
وقام برسم ذلك الرمز المميز الذي رأته هدير وكان يومض ,, ثم اخذ الدجال يصيح
" بسم الله الملك المحيط الدائم القديم الذى ملأ ساطع نور وجهه الكريم الاكوان وامدها بقوة جذب هيبة سلطانه على كل ملك وفلك وجنى وانسى وشيطان وسلطان فخافته جميع مخلوقاته واذعنت وتواضعت الملائكة الكروبيون من اعلى مقاماتها وسجدت واجابت دعوة اسمه العظيم الاعظم لمن تكلم به واسرعت بالاجابه والبرهان المحكم المكتوب فى الواح قلوب المتصرفين بسر بطد زهج واح بدوح اجهزط اقسمت عليكم ايتها الارواح الروحانية العلوية والسفلية وخدام هذا العهد القديم ان تجيبوا دعوتى وتقضوا حاجتى وتتوكلوا باذن الله(بقبول عهدنا معكم وبكامل شروطكم وتسمى حاجتك باذن الله وبقدرة الله الذى لايعجزه شئ وبعزة برهتية 2 كرير 2 تتلية 2 طوران 2 مزجل 2 بزجل 2 ترقب 2 برهش 2 غلمش 2 خوطير 2 قلنهود 2 برشان 2 كظهير 2 نموشلخ 2 برهيولا 2 بشكيلخ 2 قزمز 2 انغلليط 2 قبرات 2 غياها 2 كيدهولا 2 شمخاهر 2 شمخاهير 2 شمهاهير 2 بكهطهطهونية2 بشاريش 2 طونش 2 طوياش 2بلطشغويل 2 ابويل 2شمخاهر 2 باروخ بشيم 2 اللهم بحق كهكهيج بغطيش جلد مهجماهم هلمخ هيلخ وردوية مهفياج بعزتك الا ما اخذت سمع اعدائنا وابصارهم سبحان من ليس كمثله شئ وهوالسميع البصيراحضروا واسمعوا واطيعوا يا خدام هذا العهد القديم وباذ ن الله كونوا عونا لى فى ماوكلتكم به بحق الاسم الذى اوله ال واخره ال وهوال شلع يوع يوبيه يه وه اه بتكفال بصعى كعى مميال ................ إلخ) "
كانت هدير اثناء قوله ذلك الكلام الغريب وهو ( عزيمة البرهتيه ) ,, اخذت تفكر " كيف حذرنا من قول اسم الجلاله الله وقد قالها هو ... "
ولكن قاطع تفكيرها تلك الرياح الشديده التي هبت ,, التي كادت تحملها من علي الارض بسبب قوة اندفاع تلك الرياح ,,
ثم اخذت هدير ترى تلك الخيالات السوداء ,, تقترب عليهم كأنها تهبط من السماء نزولا للأرض ,,
ولكن عندما اقتربت تلك الخيالات فإذا هي بغربان أخذت تحوم حولهم وتصيح بصوتها المزعج ..
احاطت الام هدير بذراعيها خوفاً عليها من تلك الغربان ,,
همست هدير لامها بضرورة الانصراف ,, كانت الام توافقها علي ذلك القرار اذا كانت تعلم بما سيحدث حالياً ,,
ولكن اخذ باب المقبره يغلق ويفتح بقوه ,,
ثم شعر الجميع بضيق شديد في التنفس وحرارة المكان الرهيبه ,,
ثم هدأ الوضع تماماً ,,,
نظر الشيخ مبروك الدجال لهدير وقال " تقدمي فلديكي زوار قد أتوا من اجلك وإليكم شروطهم فإذا قبلتي الشروط ستحققين ما تريدين ,,
مقابل انهم سيحققون مطلبك وهو التخلص من داغر ,,
ستنفذين التالي طلاسمهم ستنال جسدك ليلاً لكي يستمدون قوتهم من دمائك ,,
قربان لدم حيوان اسبوعياً ,, وان كان الافضل انسان ..
سيكون داغر لعنتك لسنوات فيستهلكون قوته ثم يقتلونه من خلالك ,,
واذا تم الاخلال بذلك العهد سيكون الدم مقابل ذلك ,,
كانت الام تحاول ان تسمع ماذا يقول الشيخ لابنتها ,,
..........................
قبل ذلك بقليل ..
سمع الناس صوت الاذان في غير موعده ان العشاء تم صلاتها منذ ساعه ,,
فتوجه بعض الناس ليروا ماذا يحدث ولماذا صوت الاذان في وقت بغير وقته ,,
دخل الناس في انتظار انهاء الشيخ مصطفى امام المسجد للاذان ويسألوه ,,
انتهى بالفعل الشيخ مصطفى (والد مكه) من الاذان ,,
فالتفت ورأى الناس جالسه ,, فأخذ يقول لهم ,, ( اعذروني علي ذلك ولكن لابد ان تسمعوني )
اليوم هناك من يتطاول يومياً علي دينكم ,, هناك من تسبب فيما مضى بضياع نظري ولكن ليس بصيرتي .,. انه من يستخدم كتب السحر في التحضير والتسخير
انه مبروك الدجال الذي بسببه تدمرت حياتي ,,
ولكن الله سيكون ناصرني اليوم ,, إني سأقوم بالذهاب إليه لإيقافه عند حده ,,
ولا تنسون من تأذى في بلدتنا بسببه ,, وكم من الاطفال فقدوا وكان هناك شهود ان صبيانه هم من كان يخطفهم ,,
فإذا لم يكن هناك من يتشجع ويرافقني ساذهب وحدي وان الله معي ,,
ولكن في تلك اللحظه وصل ابراهيم الذي كادت رئتاه ان تنفجر من كثرة الجري والاجهاد
فعندما كان يمر من امام المسجد وجد تجمع لأهل الشارع داخل المسجد
فدخل لكي يرتاح ولكي يشعر بالامان بينهم ,,
فبعدما انهى الشيخ مصطفى كلامه ووجد من يسانده ومن خاف ,,
فوقف ابراهيم و قال بصوت يسمعه الجميع وحكى ما رأه بخصوص هدير وامها ,,
فهاج الناس جميعاً وخافوا ان يكون ذلك الدجال سيصيبهم بأذى ,,
فصاح الشيخ مصطفى بالهدوء والتدبر والتفكير في مواجهة ذلك العاصي ,,
بأن يتم تقييده واحضاره للمسجد هنا فإما ان يهتدي ويتوب وإما ان يتم تسليمه للشرطه التي تبحث عنه منذ مده ولكن اقسام الشرطه لا تخلوا من المنافقين الذين يبلغوه بخروج دوريه للقبض علية ,,
خرج الجميع من المسجد والشيخ مصطفى علي رأسه وهناك من يقوده بسبب فقدان بصره ,,
احضر بعض من السائرين الكشافات لتنير لهم طريق المقابر ,, لأن ابراهيم حذرهم بأن المقابر اضاءتها لا تعمل ,,
توجهوا مسرعين ولا يعلمون ماذا سيواجهون ,,
في الطرف الاخر كان الشيخ مبروك الدجال يسأل هدير عن موافقتها لشروط العهد ,,
غضب الشيخ مبروك من هدير فبدأ وجهة بالانكماش والتجعيد ثم جحظت عيناه واصبحت لونها ابيض تماماُ ,,
وصاح بقوله " اتوافقين أم تدفنين ؟"
ترنحت هدير للخلف في فزع حاولت الجري إلي حضن والدتها ولكن هناك من منعها ,,
فشعرت بقدمها كأنها ثُبتت في الارض ,, ثم بدأت ترتفع في الهواء بعد ان قام شئ خفي بسحب يديها اليمنى واليسرى لتصبح كالمصلوبه ,,
فجأه احد اعوان الشيخ مبروك يصيح " في ناس كتير جايه من بعيد تجاهنا يا شيخ " ,,
" سيبك منهم دلوقت ,, " صاح فيه الشيخ ,, ثم بدأ يقول بعض كلماته المبهمه ,,
بدأت رياح شديدة تهب في المكان محمله بالاتربه والدخان لدرجة انك لا تستطيع ان ترى كف يدك اصبحت تحيط بالشيخ ومن معه كأنها حصن تحميهم من اي دخيل ,,
ظلت هدير تصرخ وهي معلقه في الهواء مرتفعه عن الارض ,,
بدأت هدير ترى من بعيد 6 ظلال طويله قد يصل طوله 3 متر او اكثر ,,
عيونهم حمراء مثلما كانت عيون داغر ,, يقتربون منها ببطئ شديد وهي تحاول التملص والافلات من تلك القبضه التي احكمتها كالمصلوبه ,,
اخذ الشيخ يصيح " هيا انها توافق ولا تستمعوا لها ,, إني أريد جائزتي "
الام حاولت ان تتدخل لانقاذ ابنتها فما كان من الشيخ إلي صفعها فوقعت مغشيه عليها ,,
بعد ان اقتربت ال6 ظلال التي لا يراهم احد الا هدير وطبعاً الشيخ الدجال ,,
وقفوا امامها ينظرون لها ,, ثم سمعت هدير هامس لاكثر من شخص في اذنها " ستنالين ما تريدين ولكن بعد ان تصيبك لعنتنا بقدر من الزمن لكي نأخذ ما نريد ,, وستكون لعنتنا هي داغر سيكون معك في كل وقت وحين ولكنه سيكون ضعيف فهو سيكون امداد لقوتنا ,, وستكون تلك هي طلاسم حمايتك منه ,, وقام احدهم بوضع يده علي رأس هدير ,, فبدأت ترتعد بقوة ويخرج من فمها لعاب كثير وانقلبت عيونها للابيض التام ,,
وبدأت نقوش تظهر علي يدها وقدمها وكذلك باقي جسدها ,,
وفي تلك الاثناء كانت اهل البلده تقف امام شارع المقبره وهم يشاهدون تلك الرياح التي تلتف كالدوامه محمله بالدخان والاتربه تشبه الاعصار الذي نشاهده في التلفاز ,,
شعر البعض منهم بالخوف فبدأوا يتقهقرون للخلف ,,
ولكن الشيخ مصطفى بدأ يتلو في صوت خافت ,,
بسم الله الرحمن الرحيم
" الله لا إله الا هو الحي القيوم ............... "
بدأ الناس في الترديد معه فأصبح الصوت قوي مسموع ,,
وصل الصوت إلي الدجال واعوانه وتلك المخلوقات فصعقت واصبحوا ينظرون هنا وهناك في خوف ..
فتوجهت نظرات تلك الظلال إلي الشيخ الدجال في غضب شديد ,,
فتراجع الدجال في خوف " انا مليش دعوه معرفش ايه اللي جابهم ,, "
ولكن ما هي الا كانت ضربه وُجهت له قد قسمت راسه نصفين ,,
فوراً هدأت الرياح وجرى اعوان الدجال في خوف فأمسك بهم اهل القرية ,,
واختفت الظلال ثم وقعت هدير ارضاً بجانب امها ,, فجرى عليها اهل القريه ليساعدوها هي ووالدتها ,,
ولكن شئ قد سحب هدير من قدمها واخذ يجرها داخل المقابر ,,
فزع اهل القرية من ذلك المنظر ولم يتجرأ احد علي اللحاق بها إلا شخصاً تشجع لذلك انه ابراهيم صديق محمود ,, جرى خلفها فتبعه بعضهم بسبب شجاعته ,, وبالفعل استطاع الجري سريعاً والقفز وامساك يدها ووقع ارضاً ممسكا بها ,, حاول ذلك الشئ الخفي من جر هدير ,, ولكن ابراهيم امسك بها باحكام وكذلك الذين كانو خلفه ,,
فهدأت محاولات خطف هدير التي طرحت ارضاً ,, ولكن قبل ان يقوم من ابراهيم ليحمل هدير من علي الارض ,, ظهرت عيون واسعه جداً تكاد يصل قطرها خمسة سنتيمترات تنظر الي عينيه مباشرة في غضب شديد ,,
صرع ابراهيم كأنه رأى نظره من جحيم ثم اختفت تلك العيون ,,
فرجع سريعاً وهو يحمل هدير وكانت والدتها قد استيقظت من اغمائها ,,
تقدم الشيخ مصطفى برفقه من يوجهه إلي جثه ذلك الدجال ,, الذي انشقت رأسه نصفين
ثم قال " ان الله يمهل ولا يهمل , وستنال عذاب من ربك لشديد ,, لن يتم الصلاة عليه فلتغسلوه وتدفنوه ,,.................!!
#الحلقة_الخامسة_عشر
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
اللي هيقولي الجزء دا صغير هزعل هههههههههههههههه لأني والله كاتبه وانا في الشغل وربنا عالم انا كتبته ازاي .................!!
يعني تركيزي كان 60% وانا بكتبها


يارب يعجبكم بس

.-------------------------
فهدأت محاولات خطف هدير التي طرحت ارضاً ,, ولكن قبل ان يقوم من ابراهيم ليحمل هدير من علي الارض ,, ظهرت عيون واسعه جداً تكاد يصل قطرها خمسة سنتيمترات تنظر الي عينيه مباشرة في غضب شديد ,,
صرع ابراهيم كأنه رأى نظره من جحيم ثم اختفت تلك العيون ,,
فرجع سريعاً وهو يحمل هدير وكانت والدتها قد استيقظت من اغمائها ,,
تقدم الشيخ مصطفى برفقه من يوجهه إلي جثه ذلك الدجال ,, الذي انشقت رأسه نصفين
ثم قال " ان الله يمهل ولا يهمل , وستنال عذاب من ربك لشديد ,, لن يتم الصلاة عليه فلتغسلوه وتدفنوه ,,
فقال احدهم " فكيف نُغسله وندفنه لابد من اخبار الشرطه .. حتى تعلم بموته لتكف علي الاقل في البحث عنه .."
فرد الشيخ مصطفى في عصبيه " ماذا ستقولون للشرطه سبب مقتله ؟؟ استقولون ما رأيتموه اليوم ؟؟ وهل سيصدقونكم ؟ ولكن كما تود ان تفعلوا ولكن اليوم علمت ان الله قد ينصر عبده ولو بعد حين .. حمداً لك يا ربي علي دحر شر ذلك الكافر .. "
وصل التجمع إلى المسجد لكي يتناقشو فيما سيفعلوه في ذلك الجثمان الذي اصبح لونه كلون الفحمة الشديدة السواد ,,
وكان ابراهيم وبعض الرفاق يصلون هدير إلي منزلها لكي ترتاح وكانت امها لازالت في حالة اعياء ولكنها كانت تستطيع المشي بمفردها دون مساعدة ,,
بعد ان اجتمع الجميع والاخذ بالأراء في المسجد ,و تم الاتفاق علي دفنه دون ابلاغ الشرطه حتى لا يتسبب لهم في متاعب في مماته كما كان في حياته ولكن سيتم ابلاغ الشرطه عن اتباعه بتهمه حيازه السلاح وترويع سكان المنطقه ومحاولة سرق جثث من المقابر وذلك بالفعل ما حدث وجاءت الشرطه تستلمهم فيما بعد ,,
بعد ان اوصل ابراهيم هدير إلي شقتها ,, نزل مسرعاً لكي يخبر صديقه محمود بما حدث
ولكن محمود اصبحت حالتة النفسيه سيئه بسبب انه لم يكن موجود بجانبها في اثناء حدوث ذلك لأنه لازال طريح الفراش نتيجه للجبيره اللعينه التي يريد ان يتخلص منها الان بأي شكل من الاشكال ,,
واساه صديقه ابراهيم قبل ان ينصرف وتوجه للمسجد ليعلم اخر الاخبار ,,
اخذ محمود يفكر في هدير وفي صحتها وما حدث لها وماذا قد يكون اكنتي تتعاملين يا هدير مع ذلك الصنف من الاشخاص دجال ,, ما السر يا هدير في ذهابك مع ذلك الدجال إلي المقابر وفي مثل ذلك الوقت ,,
يالله ماذا يوجد وراءك يا هدير وما هي حكايتك ,, اتقرب إليكي تبعدين ,, وبعد ذلك اكتشف انك تذهبين لدجال نصاب ,, يعصي الله بأبشع الطرق .,,
بعد ان انفض الجمع حامدين الله علي التخلص من ذلك الشخص ..
" بابا عملت ايه طمني ؟؟ وهدير فين ؟؟ "
" يا مكه يا بنتي لا تقلقي فقدرة الله فوق كل شئ ,, سبحان الله انقلب فعل ذلك الكافر عليه ,, من حفر حفرٍ لأخيه وقع فيها ,, "
" طب هدير يا بابا حصلها ايه ؟؟ "
" والله يا بنتي ربنا يكون في عونك ,, احنا كنا متجهين نحو المقابر وكنا نسمع صوت صراخها من بعد كبير ,, فلا اعلم ماذا قد يكون ذلك الدجال فعل لها ,, ولكنني ان شاء الله سأذهب إليها غداً لأرى ما حدث لها هي ووالدتها ,,
نعود إلي منزل هدير منذ قليل ..
عندما وصلت هدير والدتها كان سمير نائماً والوالد يشاهد التلفزيون بعد ان تم نقله بغرفته حتى يستطيع تسليه وقته لحين ان يستطيع الوقوف علي قدمه بشكل جيد ,,
اخذ باب الشقه يدق بعنف ففزع سمير من نومه ,, فرتب والده عليه حتي لا يخاف وقاله له أن يذهب ليفتح الباب ,, فإذا بإبراهيم يحمل اخته وبعض النساء تسند امه ,,
دخل ابراهيم ووضع هدير في سريرها بعد ان اشار له سمير للغرفه ,,
فهناك نساء كثيرات جالسات حول سرير هدير ويواسون الام التي انهارت اعصابها ,,
خاصة بعد ان نهرها الاب عند وصولها بسبب ما حدث لهم ,,
لأنها لم تستمع لكلامه واصرت علي الذهاب للدجال ,,
بعد ان انفضت النساء من الثرثره الكثيره و الاشفاق علي الام وابنتها ,,
خرجوا جميعاً ودخلت الام لتنظف نفسها وملابسها من اثر تلك التجربه البشعه ,,
اما هدير فكانت نائمه ,, لا تدري بما يحدث حولها ,,
ولكن كان لها عالمها الخاص الان ,,
حيث تتواجد هي الان في عالم ليس له سماء ,,
كأنه وقعت داخل كرة لا مخرج منها ,, فلا توجد سماء ولا نجوم ولا قمر ,,
مكان يشبه الكهف ,, علي جدرانه رموز وعبارات لا تعلم معناها ولم تراها مسبقاً ,,
سارت قليلاً محاوله البحث عن مخرج ,, ولكنها لم تجد اي مخرج ,, فقط بعض الاضاءة تأتي من بعيد كانها مشاعل معلقه ,,
اسرعت في اتجاه ذلك الضوء في أمل ان تجد احداً يرشدها لمخرج ,,
عندما وصلت لمكان الاضاءة وجدت بالفعل مشاعل ولكنها لم تكن معلقه بل كانت تطوف في الهواء دون ان يمسكها احد ,,
نظرت يميناً ويساراً فإذا بأكواخ من الخوص حولها ,,
كان لون تلك الاكواخ اسود وعلي كل كوخ رمز معين ,,
توجهت إلى اقرب كوخ اخذت تدق بابه ولكن لا مجيب ,, فدفعت الباب ففتح ببطئ ,,
ولكنه كان مظلم جداً لدرجة انك لا ترى يدك اذا ادخلتها إلي ذلك الباب فلن تراها كأنه اختفت او بمعنى اقرب كأنها قطعت ,,
ولكنها تجرأت ودخلت ذلك الكوخ محاوله ان تري في ذلك الظلام ,,
ولكن عندما دخلت وجدت نفسها في مكان اخر ,, امام شاطئ من المياه ولكن تلك المياه لونها لم يكن طبيعياً فكانت لون المياه سوداء تماماً ,,
ثم وجدت اشخاص بشكل غريب ,, يشبهون حوريات البحر النصف الاعلى رجل او امرأه والنصف الاسفل يشبه زيل السمكه ,, وكانو يسبحون ويغوصون ,, ولكن التفت إلي هدير بعض منهم بأعينهم الواسعه جدا السوداء ,,
فرجعت هدير من ذلك الباب الذي قد دخلته ,,
لتجد نفسها عائده امام الكوخ ,, فنظرت إلي الرمز الموجود علي الكوخ وجدته يتكون من نجمه خماسية داخلها هيكل عظمي لسمكه عيونها سوداء واسعه ,,
فعلمت ان كل رمز يدل علي العالم الذي يوجد بداخل كل كوخ ,,
ولكنها لمحت احد يتحرك خلف تلك الاكواخ كانت حركته سريعه جداً ,,
اخذت تحاول ان تلاحقه لكي تطلب مساعدته في الخروج من هنا ,,
حاولت هدير ان ترى شكله ,, فكان يشبه الهنود الحمر عاري الجسد إلا عورته لون بشرته سوداء و يضع بعض العلامات البيضاء علي جسده ,, ويرتدي بعض الريش علي رأسه ,, كان طويل القامه وقدماه طويله جداً لدرجة ان خطوه منه بثلاث خطوات من الانسان العادي ,,
واخيراً بعد محاولات كثيره لحقته ورأته وهو يدخل احد الاكواخ ,,
فتبعته وقبل ان تدخل لنفس الكوخ اخذت تنظر للرمز المنقوش عليه ,,
وجدت انه عباره عن نجمه خماسيه بداخلها نار و هيكل إنساني طويل ,,
فدخلت إليه في حذر ,, فوجدت جبال شاهقه تتساقط من عليها حمم تشبه الحمم البركانيه في عالمنا ,,
ويوجد انهار من الحمم وهناك اقفاص تحبس بداخلها اناسٍ بعيون حمراء ولهم نفس هيئة ذلك الشخص الذي قابلته منذ قليل ,,
حاولت الرجوع من خلال الباب ولكنه كان هناك يقف خلف الباب ,,
فقام بإغلافه ذلك الشخص الذي يشبه الهنود الحمر ونظر لي نظره لا اعلم اذا كانت غاضبه ام ماذا ولكنها نظره ارعبتني بعيونه السوداء التي يتوسطها ذلك الشق الطولي لعيون القطط بلون احمر يشبه الحمم التي توجد خلفي ,,
ولكنه بعد ان اغلق الباب اشار لي بيده للجلوس ,, فجلست ,,
فقام بإخراج خنجر من خلفه ,, واشار لي ليمسك يدي ,, تردد
ولكن نظرته الغاضبه جعلتني امد يدي في حذر ولكن بحركة اسرع مما تصورت جرحني جرح صغير في معصمي ,, فتساقطت بعض قطرات فأحضر ما يشبه الاناء او الطبق الصغير واخذ يضغط علي الجرح فتساقطت تلك بعض القطرات بداخل الاناء ,,
ثم قام بإخراج كيس قماشي صغير ونثر مما بداخله علي تلك القطرات ,,
تحول الخليط الذي داخل الاناء إلي اللون الاسود ,,
فاشار إلي بدون ان يتفوه بأن اقوم بغمس يدي بالخليط وأن اضعه علي جسدي ,,
فقمت بعمل ذلك وحين كنت اضع ذلك الخليط علي ذراعي كانت نقوشاً من جسدي تظهر كأنها تنير بلون يشبه لون الحمم تلك ,,
فزعت لما أرى ولكنني تذكرت ذلك الشئ الذي وضع يده علي راسي في المقابر ,,
فشعرت بجسدي تتحرك منه اماكن فكنت اصرخ من شدة الالم ولكن الان تلك النقوش لم تعد تؤلمني ,,
ثم اشار لي بالتوجه في احد اركان ذلك المكان فسرت خلفه ,,
فوجئت بوجود داغر في قفص من نار ,, كلما يحاول الخروج احترق واخذ يصرخ ,,
وقفت امامه وانا اشفي غليلي منه .. ولكن خرج من خلف ذلك القفص ,,
تلك الظلال الطوال القامه الذين حضروا في المقابر ,,
فعندما توقفوا امامي سجد لهم ذلك الشخص بجواري ,,
اخذوا يتحدثون إلي بعضهم بلغه غير مفهومه وهم يشيرون إلي ..
وكان جسدي لا زال يتوهج بتلك النقوش ..
واشاروا بفتح القفص فقام احدهم فقول بعض الكلمات التي ففتحت القفص كأنه قال " افتح يا سمسم " ولكن بلغتهم ...
حينما فتح القفص انقض داغر علي محاولاً فتكي وتقطيعي ارباً لأني كنت سبباً في حبسه
ولكنه لم يستطع ان يلمسني حتى فكان يهوى علي بمخالبه ولكني كنت اشبه بالهواء بالنسبه له ,, فكلما حاول طعني مرت يده من خلالي ,, فعلمت ان تلك الظلال ماذا تعني بكلمة لعنه ,, سأكون لعنة لداغر لكي يستنفذوا قوته لصالحهم وهو سيكون لعنة لي حتى اقدم قرابيني ,,
في كلتا الحالات عندما يحاول اي شخص طلب المساعده من ذلك العالم الخفي فسيكون خاسر لامحاله لأنهم اذكى من اي يقدموا خدمه بلا مقابل ,,
بعدما فشل داغر في محاولاته حاول التملص والهرب ولكن احدهم اخرج سلسله من نار ولفها حول عنقه ,, واخذ يقول بعض طلاسمه عليه فصرخ داغر واخذت تلك النقوش علي جسدي تتوهج اكثر واكثر ,,
فرأيت اولئك الظلال عيونهم تصبح اكثر احمراراً وداغر وقع علي ركبتيه منهك القوى ,,
ثم قام احدهم بمد السلسله التي تقيد فيها داغر من رقبته ,, فاشار لي بإمساكها ,,
تردد في بادئ الامر ولكنني تشجعت خاصه عندما رأيت داغر ينظر لي وهو ضعيف ,و فلأول مره اراه ضعيف بذلك الشكل فنظرت لذلك الظل الذي اشار لي بعدد ثلاثه علي اصابعه الطويله ولكنني لم افهمه ,,
وعندما قمت بإمساك تلك السلسله من يده ساد الظلام نهائياً ,, وعندما فتحت عيوني وجدت نفسي علي سريري فنظرت حولي لم اجد داغر ولا السلسله ولكن جسدي كان لازال يتوهج بشكل بسيط حتى اختفت تلك الرموز ,, ولكنني وجدت كيس صغير يربط في يدي ,, انه ذلك الكيس الذي كان مع الشخص عندما مزجه بدمي ,,
نهضت من سريري وتوجهت للحمام لكي اغتسل من تلك الاتربه المعلقه من المقابر وانظف تلك الجروح نتيجه لسقوطي ,,
سكبت الماء الفاتر علي جسدي وانا اشعر بإنتعاش ,, و احاول ان ارى اي من تلك النقوش ولكنني لم اجدها ,,
حاولت ان افهم معنى العدد ثلاثه الذي اشار لي به فلم افهم ,, لم اشغل بالي كثيراً .. وتوجهت لأني اشعر بإرهاق شديد وصداع اشد ,,
ولكنني نمت نومٍ عميـــــــــــــــــــــــ
..........................
" كيف لهؤلاء ان يلقون لعنة علي ابني داغر ,, من هؤلاء ومن أين أتوا ,,, "
" سيدي نحن لا نعلم من هم ولا حتى اسمائهم ,, ولكننا كنا نرى ان اينما ذهبوا سجدت لهم قبائل الجن ساجدين ,, فعلمنا انهم أتون من وادي النار العظيم ,, "
" انهم اذا من نسل جدنا سوميا,,"
" نحن لا نعلم ذلك يا سيدي .. "
" فلتجدوا ابني داغر اين هو الان وليذهب احد منكم إلي الملك زافير ليخبره بذلك الوضع الجديد ,, "
انصرف خدام ذلك الملك ابو داغر ,, لكي يبحثوا عن ابنه واين يكون الان ,,
..........................
" يعني اللعنه دي لسه موجوده معاكي لحد الان ؟ يا هدير ؟؟ "
يقولها الدكتور يوسف وهو مرتخي علي كرسيه ويدير شريط التسجيل لكي يسجل باقي رواية هدير ,,
" نعم يا دكتور اني لازلت بتلك اللعنه حتى الان ولكنها اقتربت ان تنتهي ,, "
" وكيف ستنتهي ؟؟ لا اعلم ولكنني علمت ان نهاية اللعنه ستكون بتقديم اضحية كبيره فاعتقدت اني قد اكون تلك الاضحيه ,, "
" وكيف علمتي ان النهاية اقتربت ؟ "
" انهم يزوروني في حلمي يا دكتور ,, "
" بالنسبه للعدد ثلاثه الذي اشارك به لكي احدهم ,, اعلمتي ماذا يعني به ؟؟ "
" نعم يا دكتور انه يعني اني علي ان اقدم اول قربان بعد ثلاثة ليالي ,, "
" وهل قدمتي ذلك القربان ؟؟ "
" في بادئ الامر لأني لم اكن افهم معني الرقم فلم اقدم القربان في موعده ,, "
" اذا ماذا حدث لكي عندما لم تقدمي اول قربان في موعده ؟؟ "
" رايت غرفتي بمكان اشبه بقطعه من الجحيم ,, الظلال السته يقفون في مكان شاهق عالي ,, ينظرون لي في غضب ,, واذا يشيرون إلي ,, فرايت اشياء تزحف نزولاً تجاهي ,, لا اعلم اهي حيوانات ام أناس ,, ولكن عندما اقتربت تلك الاشياء ,, وجدت هيكلهم نصفه بشري و جلودهم مجعده زرقاء او سوداء لهم مخالب وانياب وجههم خالي من اي اعضاء إلي الفم فلا يوجد في وجههم إلا فم يتوسط الوجه ذو انياب حاده جداً ,,
ونصفهم الاخر عبارة عن زيل طويل له حراشيف مثل التمساح ,, ويخرج من ذلك الزيل رأس افعى لها نابان طويلان وحادان جداً ,,
اتجهت تلك المخلوقات تجاهي حاولت الهرب ولكنهم كانوا علي سرعه تقارب سرعتي فاخذ بعضهم يقفز ويقوم بجرح ظهري بشده ,,
حتى وقعت مغشي علي من شدة الجروح والألم ,,
ولكن فتحت عيوني بعدها لأجد احد الظلال يتقدم ويقول لي بلغتي العربية ان موعد قربانك مر ولم تقدميه ,,
فترجيته لكي يرحمني واخبرته اني لم افهم اشارته ,, فأخبرني انه يجب تقديم قربان غداً بدل اليوم ,,
" وكيف اتيتي بقربانه الذي اراده يا هدير ؟ "
" يا دكتور مفيش اكتر من الكلاب الضاله والقطط ,,, "
" ماشي بس اشرحيلي عملتي ايه ؟؟ "
" عندما استيقظت من نومي صباح اليوم التالي ,, ذهبت للصيدلية واحضرت اقراص منومه ,, ثم قمت بفرك تلك الاقراص ووضعتها بداخل بعض مخلفات الاكل من البيت ونزلت ليلاً ووضعتها في الطريق خلف المنزل حيث لا يراني احد ,, ما هي الا دقائق والتفت القطط حول الاكل وبدات في التهام بعض بواقي السمك ,, "
انتظرت حتى اصبحت القطط تترنح ونامت بحملتهم في كيس ,, وصعدت بهم إلي غرفتي ووضعتهم تحت سريري كما أُمرت ,, و تركتهم ليلاً ونمت لأستيقظ صباحا لم اجد الا الكيس فارغاً وعليه بعض اثار الدماء ,, "
" اسف علي مقاطعتك فلتكملي باقي الحديث عندما نمتي نوم عميــــــــق بعدما اغتسلتي ونظفتي جروحك ,,"
استيقظت اليوم التالي بعد الظهر ,, لكي اجد الشيخ مصطفى عندنا ومعه مكه ,,
سلمت عليه وعلى مكه ,, واخذ يتحدث معي ويلومني ويلوم والدتي علي ما حدث ,,
وقال لي من يريد حل مشكله لا يحلها بمشكله اكبر ,,
اخذ ينصحني بالصلاه والقرآن مره اخرى ,, ولكنني لم اقدر علي ان احكي ما حدث لي في حلمي هذا ,,
ولكن ما يشغل بالي العدد ثلاثه ماذا يعني ؟؟
بعدها انصرف الشيخ ومكه صديقتي ,,
ومر اليوم بشكل طبيعي ليأتي الليل ,, وانا انام علي سريري ولكنني شعرت بوخذ في جسدي فرايت تلك النقوش تتوهج بشدة ,,
بعدها رأيت باب غرفتي يغلق بقوة واذا بداغر يقف امامي ينظر لي في غضب شديد ..... !!
#الحلقة_السادسة_عشر والاخيره
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
اخذ ينصحني بالصلاه والقرآن مره اخرى ,, ولكنني لم اقدر علي ان احكي ما حدث لي في حلمي هذا ,,
ولكن ما يشغل بالي العدد ثلاثه ماذا يعني ؟؟
بعدها انصرف الشيخ ومكه صديقتي ,,
ومر اليوم بشكل طبيعي ليأتي الليل ,, وانا انام علي سريري ولكنني شعرت بوخذ في جسدي فرايت تلك النقوش تتوهج بشدة ,,
بعدها رأيت باب غرفتي يغلق بقوة واذا بداغر يقف امامي ينظر لي في غضب شديد ... !!
نظر لي نظره لن انساها حتى موتي ,, لا اعرف اهي غضب ,, ام استحقار ايناً كان فكانت نظرته تحمل القلق او الخوف ,,
ولكن ملامحه تحولت واصبحت اكثر قسوه ورعباً وقال لي " اتدرين ماذا فعلتي ايتها الغبيه ,, "
قم بالرد عليه بك هدوء وحذر ,, " اني اتخلص منك هذا ما افعله ,, "
" تتخلصين مني ؟؟ لقد علمت من البداية انك ستكونين هلاكي ,, ولكنني لم استمع للعراف ,, فقد نصحني في بادئ الأمر بالابتعاد عنك او التخلص منك ,, ولكنني اليوم سأخذ بثأري قبل موتي ,,
فجأه ظهر حوله اربعه اشخاص طوال القامه لا تلمس اقدامهم الارض يطوفون في الهواء ,, واشار علي فانقضوا الاربعه منهم من كتر صوتي والاخرين قيدوني ,,
وتقدم داغر واخرج خنجره واعطاه لاحدهم فقام الاخر بتمزيق ملابسي تماماً بسرعه ,,
ثم قذف الخنجر لداغر في الهواء فامسكه ووضعه في غمدهِ
ثم وقف احدهم خلف داغر واخرج سيف طويل جداً واخذ يراقب الغرفه من اعلاها لأسفلها فتقدم داغر تجاهي وقالي لي وهو يبتسم " اذا كنت لعنة عليكي في تلك الحاله فلن اكون لعنة عندما اكون مثلك ,, "
ثم بدأ داغر يضغط علي رأسه في ألم وهو يقول بعض الكلام الغريب الذي لم افهمه ,,
بدأ جسد داغر يتشنج ويتغير بين أكثر من الف لون ,, وجلد يظهر منه ويتساقط وتخرج عروقه من مكانها من شدة الالم الذي يتعرض له ,, وبدا كأن نار تخرج من جسده ,, ثم بعدها بدأ شئ كالطين يغطي تلك النار ,,
فلقد فهمت انه يتحول من صورته التي خلق بها وهي من نار السموم إلي هيئتنا كبشر من طين صلصال ,,
قام داغر من سجدته والعرق ينصب منه كأي بشري ولكنه ظهر لي في هيئة بشرية بوجهه الجميل كما كان يظهر لي في احلامي عندما احببته, في تلك الاثناء انطفأت النقوش المتوهجه من علي جسدي فعلم انه يستطيع لمسي وإيذائي ,, ولكنه لن يستطيع قتلي لأن اللعنه تنص علي انه سيموت اذا مت انا ,,
ثم قام بنزع الملابس من علي جسده ,, واقترب مني بكل سخريه وهدوء وعلي وجهة ابتسامه عريضه,,
ثم انقض علي جسدي يغتصبه بكل قسوه ,, وانا احاول ان اصرخ ولكن هيهات هناك من يلجم فمي ,,
شعرت بروحي تسحب من جسدي ببطئ ,, حتى غبت عن الوعى ,,
استيقظت علي صوت دقات علي باب الغرفه ,, وقد كان اخى هو من يريد الدخول ,,
فتحت عيوني بصعوبه ,, لاجدني لازالت عاريه ,, وملابسي ممزقه ,,
شعرت بألم شديد في جسدي خاصة في الجزء السفلي من جسدي ,,
نهضت وشعرت أن جسدي قد اصطدم به قطار واقدامي لا تقدر علي حملي ,,
فوجدت بعض الدماء علي قدماي والسرير ,, قمت مسرعه محاوله اخفاء الملايه ,,
وارتديت عباءة اخفي به جسدي المجروح وتلك الدماء ,,
ولكنني قبل ان افتح الباب لأخي وجدت جمله قد كتبت علي المرآه قبل ان تتحطم ,,
" لن يمسكي بشر , فأنا لعنتك كما انتي لعنتي "
ثم تحطمت المرآه بعد ذلك ,, انتفضت وقتها هدير من الخضه ,,
ثم توجهت لتفتح الباب لأخوها الذي كان قد يأس وجلس يشاهد التلفزيون مع والده ,,
توجهت هدير للحمام لتخفي اثار الدم والجروح بالمياه الفاتره ,, بعد ان اخفت ملابسها الممزقه في كيس اسمر ودسته فوق دولابها ,,
خرجت هدير من الحمام لتجد امها تدخل البيت آتيه من الخارج ,,
فنظرت لها هدير وعيونها مليئة بالدموع ,,
" انتي السبب في كل شئ ,, انتي السبب في كل شئ ,, لقد حكمتي علي بالهلاك طوال حياتي ,, إما بالعذاب او بالموت ,, "
صعقت الام لكلام ابنتها التي توجهت لغرفتها واغلقتها عليها ,, من الداخل ,,
ظلت الام تقف مكانها وهي تنظر بعيون ذاهله وفم مفتوح إلي غرفة ابنتها ,,
لحظات وافاقت من صدمتها تلك وظلت تدق باب ابنتها ,, ولكن لا مجيب ,,
جلست هدير في غرفتها تبكي بشدة لما حدث لها من اغتصاب ,,
مرت ليالي وأيام وقد تعلمت كيف تستطيع ايقاف داغر ,,
بطريقة الخليط من دمها وتلك الماده التي كانت تتجد في الكيس تلقائياً عندما توشك علي الانتهاء ,,
كانت الظلال السته يأتون لاحلامها ليوجهوها بالجديد ,,
وكانت تحرص علي تقديم القرابين كل اسبوع لهم حتى تنال رضاهم وتتجنب اذاهم ,,
كانت هدير كلما تتقرب لربها وتصلي كانت تتعذب من تجاههم اكثر وتجد مقاومه منهم اكتر ,,
في حين ان داخل اصبح حبيس تلك اللعنه وكلما كانت هدير تقدم قربان كان يشعر بعضف في قوته ولم يستطع ايجاد حل لتلك اللعنه ولا حتى عشيرته استطاعت ان تجد له حل ,,
لأن لعنة هؤلاء الظلال السته كانت قوية ولم يكن احد يستطيع العثور عليهم في اي مكان
فلم يستطع احد ايقاف لعناتهم ,,
حتى في عالم الجن هناك حروب بينهم ولعنات وسحر تحدث بينهم ,, فربما نجد هناك ايضاً ابراهيم الابيض يتصارع في الشارع علي بعض المخدرات ( من باب المرح ,, )
مرت شهور واعوام عديده وقعد ابتعدت عن اهلي واخذت اعيش وحدي في عالمي الخاص الملئ بالعذاب ,,
كنت يومياً عند منتصف الليل تماماً لابد ان ادهن جسدي بذلك الخليط لحماية نفسي من داغر ,,
" كنت يا دكتور شريف اتعذب سواء اثناء نومي بتلك الاحلام وتلك المخلوقات التي كانت تهاجمني عند تأخر كل قربان ,, حتى آتني احد الظلال ليخبرني انه سيتم انهاء اللعنه قريباً جداً عند اكتمال اقرب قمر ,, "
" وكيف كان التعامل مع اهلك في تلك الفتره حتي اصبحتي بسنك هذا يا هدير ؟"
" والله يا دكتور مخبيش عليك بقوا يتجنبوني خاصه لما كانوا بيسمعوا صوت صرخات في غرفتي و كانو يروا كما اخبروني نيران تشتعل في غرفتي اثناء نومي ,, فكسروا الباب اول مره عندما رأوا تلك النيراون ولكنهم عندما اقتحموا الغرفه لم يجدوا شئ ,, حصل هذا اكثر من مره ولم يكن يجدوا النار ,, فلم يعدوا يهتموا بعد ذلك ,,
وكانوا يرون بعض الاحيان اثناء لدماء اسفل سريري حيث كنت اضع القرابين ,,
ولكنهم لم يسألوني ,,
" ولما لم يكونوا يسألونك يا هدير ؟"
" لأن حدث في مره عندما كنت ادهن جسدي ليلاً قبل ان انام ,,
بدا جسمي يتوهج فاقتحمت امي الغرفه فجأه ,, فرأت جسدي كأن يشتعل بالرموز ,,
حاولت الاستفسار فلم يكن ردي عليها إلي بعيون تشب ناراً غاضبه ثم تحولت عيوني للون الابيض ,, وانا اقول لها اخرجي من هنا قبل ان احرقك حيه "
من وقتها وتجنبوني بشكلٍ كبير ,, حتي سمير اخي كان بعض الاحيان يتعامل معي بطريقه عاديه واحياناً يكون خائفا وهو يكلمني كأنه يرى شيطانه امامه ,,
بعد مده تعودت علي طريقتهم هذه ,, ولم اعد اهتم فكنت افكر في مستقبلي وحالي اكتر من اي شئ ,,
صديقتي مكه سافرت هي ووالدها للعيش مع اقاربهم بالصعيد حيث ان والدها اصبح حمل كبير عليها خصوصاً بعد مرور السنين اصبح الشيخ مصطفي عجوزاً ويعاني من عدة امراض ,, فاضطرت للسفر هي ووالدها لأعمامها لكي يتكفلون به ,,
فقد اصبحت وحيده بعد سفرها ,,
واصبح عمري يمر بسرعه حتى وصلت للسن هذا ثمانية وعشرون عاماً وطبعاً كان كل عريس يتقدم ارفضه بأي طريقه ,,
حتى محمود حاول اكثر من مره التقرب مني وتقدم لزواجي ولكنني رفضت لأنهم لا يصلح لي خوفاً عليه من اي شر ,, ربما قد خسرت حبه ولكن ليس بإدراتي ,,, وهو ايضاً توقف عن الالحاح بعدما سمع قصتي وعلم بما حدث لي ...
وعندما فاض بي الامر رايت اعلان لك بعدما انتقلت للعيش هنا في القاهرة حيث وجدت عمل ممتاز لي وبمرتب مجزي ,,
واسافر لأهلي كل يوم جمعه ,, اطمأن عليهم ثم اعود السبت صباحا ً,,
فعندما رأيت اعلان حضرتك في جريدة (......) ,,
فكرت كثيرا قبل ان أتي إلي هنا لكي تكون انت من يتولى قضيتي ,,
" قضيتك ؟؟ عن ماذا تتكلمين "
" يا دكتور لقد حكم علي بالموت منذ ان دخلت إلي المقابر ,, فهم يمتصون روحي مع داغر ايضاً ,, ارأيت فتاة شعرها شديد البياض بهذا السن ؟؟ "
" شديد البياض ؟؟ "
نعم مثل هذا وقامت هدير بسحب حجابها ليتعرض للدكتور شعرها الشديد البياض الذي لم يتواجد ضمنه شعره واحده سوداء ,,
صدم الدكتور لما رأه ,, " يا إلهي لم اكن اظن ان هذا كله قد يكون حقيقه ,, "
" انها حقيقه يا دكتور وسوف تكون شاهداً عليها قريباً ,,"
" كيف سأكون شاهداً عليها ,, يا هدير وماذا تقصدين ؟؟ "
" لا اعلم ولكنك ستكون من يرسل قضيتي إلي جميع طوائف الناس حتى يتعظ الناس من قصتي "..
" وكيف سأوصلها للناس يا هدير ,, اني احتار في أمرك ,, "
" دكتور , لا تقلق فلن يمسك ضرر فقط اوعدني انك ستفعل ما بوسعك لايصال قصتي للناس ,, "
" اعدك يا هدير بالرغم من اني لا اعلم كيف ولكنني اعدك ,,, "
" اشكرك يا دكتور ,, هل استطيع ان اذهب الان ؟؟ فإني تعبت من كثرة الحكاوي ,, واني اعتمد عليك وعلي ذكاءك يا دكتور ,, لا أعلم لماذا انت الذي وقع عليه الاختيار ربما القدر هو من اختارك لذلك "
" استودعك الله يا دكتور ,, ولله مره الاخيره ارجو ان تكون علي درجة من الذكاء وسرعة البديهة التي اتمناها ,, "
لم يرد الدكتور لأنه بالفعل لم يكن ليفهم شئ مما تقوله ,,
" ماشي يا هدير ,, انتي قلقتيني مع السلامه " قالها الدكتور في همس بعد ان انصرفت هدير ,,
عادت هدير لشقتها واخذت دش دافئ واشعلت بعض اعواد البخور برائحه العنبر التي اعطتهم لها جارتها في الشقه المقابله لها ثم جلست علي احد الكراسي واخرجت ورقه بيضاء وكتبت هذه الرساله ,, لعلها تكون اخر ليله في عمرها ,,
" اسرتي العزيزة ,,
تحية طيبه وبعد ,,
اعلم ما قد عانيتم بسببي ولكنه لم يكن إلا بخطأ مني ولم اكن لأقصده ,,
ولذلك اسأل الله ان يغفر لي وان تسامحوني جميعاً علي اي خطأ بدرَ مني عن غير قصد ,,
وارجو ان تصل تحياتي لصديقتي مكه ايضاً ,,
لن اطيل عليكم الحديث فادعولي بالرحمه سواء في الحياه او الممات وربما اراكم قريباً ان شاء الله عندما اكون في احسن حال ,,
استودعكم الله ..
ابنتكم ,, هدير
بعدها ارتخت هدير ,, ورجعت برأسها للخلف واغمضت عينيها ,,
ظلت هدير هكذا لما يقرب الساعه ,,
" ايه يا داغر ناوي علي ايه ؟؟ "
علمت هدير بحضور داغر كما تعودت لأنها عندما يظهر لها تشعر بوخذه في جسدها والنقوش تبدأ في التوهج ,,
" اترين إلي اين وصلتي بنا بسبب غباءك ,, اني لم اعد استطع القدره علي الحركة ,, حرريني ارجوكي ولن امسك بسوء بعد ذلك بس سأكون شاكراً لكي ,, اريد ان استعيد قوتي ,"
" يا داغر اترى ان الامر بيدي ؟؟ ,, يا ليته كان بيدي لكنت حررتك من وقت مضى ,, حتى لا اخسر عمري مثلما خسرته ,, ولكنني اتشفع بموتك وربما موتي بأنك اغتصبتني واضعت عمري "
" اني اندم علي ما فعلت صدقيني حاولي ان تتواصلي معهم وان تلغي العهد بينك وبينهم لأنهم يرفضون السماع لي ,,"
" انهم يرفضون نقض العهد او سيتم قتلي واذا مت انا ستموت انت لا محاله ,, في الحالتين نحن في تعداد الاموات لا تقلق ,, "
" يا لي من غبي ويا لكي من غبيه يا هدير ,, "
" هاهاهاها شكراً داغر ,, الان اتركني بمفردي "
عندما اقترب منتصف الليل لم تقوم هدير بدهان جسدها كما تعودت ,,
ولكنها اكتفت بالجلوس علي سريرها ,, والانتظار ,,
كانت تضع راسها بين قدميها تبكي في صمت ,,
دقت الساعه الثانية عشر منتصف الليل شعرت بكأن السرير يهتز بها ,,
فنظرت حولها وجدت الستى ظلال يلتفون حول سريرها ,,
تقدم احدهم وجلس في هدوء علي طرف السرير ,,
" لقد وفيتي بعهدك معنا حتى الان ولكن لكي ننهي العهد ونتخلص من داغر نهائياً في مقابل حريتك هو ان يتم تقديم قربان بشري ,, "
" وكيف أأتي بقربان بشري ,, "
" يمكنك ذلك اذا أردتني فلكل شئ حل ,, "
..........................
قبل ذلك بقليل في مكتب الدكتور يوسف ,,
" يا محمود اعملي قهوة بالله عليك .. دماغي مصدعه جداً " ثم اغلق الدكتور سماعة التليفون الواصل بمكتب محمود ,,
قام الدكتور يوسف يتمشى داخل غرفة الكشف ذهاب واياب وهو يعقد يديه خلف ظهره ,,
ولكنه التف ونظر الي مكتبه في دهشه كبيره ,,
هناك ورقه يوجد عليها رسمه لسهم صغير تشير إلى .... !
تتبع إلي اين يشير السهم إنه ملف هدير نور الدين ,,
فقام بسرعه بالدوران حول مكتبه .. وفتح ملف هدير بسرعه ,,
ولكنه وجد بداخل الملف ورقة لم تكن موجود قبل ذلك ,,
مكتوب داخل الورقة عدة طلبات ( جهاز كهرباء خاص بإعادة تشغيل القلب – وكيس من الدم فئة 0 - ....... )
وعدة طلبات اخرى .. انا لا افهم لماذا تريد تلك الطلبات ,, ثم يوجد اسفل الورقه موعد محدد الوصول فيه ,, كذلك مفتاح ملتصق بالورقه وعنوان ,,
يا إلهي ما كل هذا وماذا اقحمت نفسي فيه ,,
ثم جمله كتبت بخط صغير " ارجو ان لا تخذلني " ,,
صعق الدكتور بعد أن قرأ كل ذلك ,,
وفوراً بدأ بتحضير كل تلك الادوات عن طريق الاستعانه ببعض الاطباء زملائه للحصور علي جهز الكهرباء الخاص بصدمات القلب ,, و كيس الدم وباقي الاشياء ,,
ثم نزل مسرعاً بعد ان حصل عليها إلي السيارة وتوجه مسرعاً إلى العنوان ,,
في تلك الاثناء ...
..........................
" حان وقت القربان يا هدير إما الليله او .............. أنتي تعلمين ما عاقبة نقض العهد"
نظرت هدير للساعه ثم اخذت تضحك ضحكات هستيريه ,,
وقف ذلك الظل ونظر لاخوته الخمسه ثم اخذوا ينظرون لهدير في دهشه وغضب في نفس الوقت ,,
" اجننتي ان تسخري منا ايتها الغبيه ؟؟ " لم تجيبهم هدير وظلت تضحك ..
ثم سكتت فجأه وعينيها مليئة بالغضب والغل ,,
" اتريدون قربانكم فها هو " ,, ثم اخرجت مشرط من تحت وسادتها وقامت بقطع شرايين يديها اليسري ,, التي اخذت تنزف دماءاً بغزارة ,,
امسكت يدها في الم شديد ثم تابعت بنفس قوتها " ولكن قربانكم فلن تمسوه بسووء ,, ثم قفزت من علي السرير بحركة خاطفه للانظار ,, وضغطت علي الكاست الموجود علي الكومود والذي عمل بقولة ,,
بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَـاؤُهُمْ مِنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَـا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا, قَالَ النَّارُ
مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَـا إِلاَّ مَا شَـاءَ اللَّـهُ, إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيـمٌ, (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُـونَ (129) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ
أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا, قَالُوا شَهِدْنَا عَلَـى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَـى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا
كَافِرِيـنَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُـونَ (131) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُـونَ (132) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ
ذُو الرَّحْمَةِ, إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَـاءُ كَمَـا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِيـنَ (133) إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَـا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِيـنَ (134)
صدق الله العظيم ,,
بدأ الظلال السته في التألم بشدة والصراخ و عيونهم بدأت تجحظ بشده وتخرج منها سائل واخذت جلدوهم التي لاول مره اراها ان تذوب وتتساقط ,, ظل الوضع هكذا وانا اخذت قواى في الاستهلاك ,, لقد نسيت ان يدي تنزف دماً من روعه ما اراهم يتعذبون
بدأت الرؤيه امامي تشوش واصبحت باهته ,, إني اعلم اني افقد الوعي ,,
الدماء لا تصل إلي مخى ,,
اني سأفارق الحياه وانا لدي أمل بالحياه ,,
ولكني قبل أن افقد الوعي رايت داغر يظهر بجانب تلك الظلال واصبح يحترق مثلهم ,,
ثم اصبح كل شئ اسووود لقد فقدت الوعى ,,
..........................
وصل الدكتور إلي عنوانه خرج من السياره بسرعه واخرج الاشياء وحمله بسرعه ,,
جرى الدكتور وهو ينظر لساعته بصعوبه من كثرة الاشياء التي يحملها ,,
يارب ساعدني ,, دخل للعمارة نظر حوله لا يوجد مصعد ,,
يا الله ,, صعد علي قدمه للدور السادس وياله من موقف صعب ,,
وصل الدكتور وهو يلهث ويأخذ نفسه بصعوبه بالغه يكاد يفقد وعيه ولكنه وقف يستجمع قواه ,, اخرج المفتاح من جيبه وادخله في الباب ,,
فتح الباب بسهوله ,, دخل مسرعاً ووضع الاشياء بجانب ,و اخذ يبحث في الشقه ,, وداخل الغرف ,,
حتى دخل الغرفه الداخلية التي كان يعلو بها صوت القرآن الكريم ,, فوجد جثه علي السرير ويدها تنزف دماءاً والسرير ملئ بالدماء ,,
وهناك غبار شديد السواد بالغرفه مقسمه علي سبعة اكوام صغيره ,, لا يعلم مصدره و لكنه لم يهتم الا بتلك الجثه علي السرير ,,
ذهب إلي الجهة الاخرى من السرير ليعلم من صاحبة الجثه فزال الشعر من علي وجهها ,, إنها هدير حاولت ان تنتحر ,,
فخرج بسرعه واحضر تلك الادوات ,, ورجع مسرعاً
جسد نبضها ,, فلم يجد نبض ,, قام بتجهيز حقنة الوريد واوصلها بكيس الدم ودب الحقنة في يدها ,, وقام مسرعأً بمحاولة ربط يدها الممزقه بسرعه ,, حتي تقف عن النزيف ,,
ثم قام بفتح صمام كيس الدم فبدأ في انزال الدم ببطئ ولكنه حاول ان يسرعه قليلاً بفتح الصمام اكتر ,,
ثم التفت الي جهاز صدمات الكهرباء وتأكد ان يعمل ثم قام بشق قميص هدير حتي لا يحترق اثناء الصدمات ,,
ثم وضع هدير في وضع مناسب حتى لا تصاب اثناء ارتداد جسدها من الصدمات ,,
وقام بصدمة بأول صدمه ثم وضع راسه علي قلبها ,, فلا استجابه ,,
قام بعمل تنفس صناعي لها ,,, وقام بصدمته الثانيه ,, ولكن ايضاً لا استجابه ,,
اخرج حقنة ايزوبروتيرينول ودبهاً في وريد يدها اليمنى ,,
ثم قام بشحن الجهاز مره اخرى وصدمة الصدمة الثالثه ,, وضع اذنه علي صدرها مره اخرى ,,
فسمع نبضات ضعيفه جداً لها ,,
حمد الله علي ذلك ,, واخذ يتفحص نبضها كل دقيقه فوجد ان النبض بدأ يعلو تدريجياً
ثم قام باخراج هاتفه والاتصال بطبيب زميله مدير احد المستشفيات التي اعاره ذلك الجهاز الخاص بصدمات القلب ,,
وجاءت سيارة الاسعاف بعد عشر دقائق ,,
ونقلت هدير إلى المستشفى وقاموا باللازم معها واصبحت هدير بعد عدة ساعات بحالة مستقرة ,,
وافاقت من غيبوبتها ,,
كان الدكتور يجلس خلف غرفة العناية المركزه في انتظار موعد دخوله لها ,, ولكنه كان ينتظر حتى ياذن له الطبيب عندما تسمح حالتها بالزيارة ,,
واثناء ذلك اخذ الدكتور يوسف يحاول تفسير لما حدث ,,
وكيف وثقت هدير في بأنه سيرى الورقه وسيأتي لإنقاذها ,,
ولكنه لم يستطع تفسير اي شئ وانتظر هدير حتى تفسر له ما حدث ,,
مر من الوقت ما مر ولكن الدكتور لازال ينتظر ,,
خرج الطبيب بعد ان عاين حالة هدير واصبحت جيده ووافق علي دخول دكتور يوسف
عند دخول الدكتور يوسف نظرت له هدير وهي تبتسم برضاء نفس ولكن اغرب شئ سنصادفه اليوم انها لون شعرها عاد اسود ولا توجد به شعره شائبه ,,
ابتسم لها الدكتور يوسف وعيونه تحمل الف سؤال ,,
اطمأن عليها ورتب علي كتفها ودعى لها بالشفاء ,, ثم جلس علي الكرسي بجانب سريرها ,,
وقبل ان يسألها عن شئ قالت له هدير وهي مبتسمه " سأجيبك عن كل شئ ,, "
" اولاً لا اعلم لماذا القدر قد قذفك في طريقي ولكنني عندما اتيت إليك شعرت براحه غريبه معك كأنني اتحدث إلي اخى ,, فبناءاً علي ذكر بدأت خطتي تلك ,, اولا بدأت افكر كيف اتخلص من هولاء السته ومعهم داغر ,, جاءت في مخيلتي اني اذا مت ولو اكلينيكياً للحظات فسيموت داغر معي ,, اما بالنسبه للسته اخذت افكر في ان موعد تقديم القربان ساقوم بمفجأتهم بذلك لو لم سيقوفهم موتي المؤقت سيوقفهم القرآن الكريم ,, خاصة اني اخذت ابحث عن السور التي تؤثر فيهم بشكل كبير ,, وكنت قد قرأت ان حقنة ايزوبروتيرينول تنشط القلب سريعاً"
" ولكن كيف علمتي اني سأأتي في اللحظه المناسبه لانقاذك وكيف علمتي أنني سأرى الورقه التي قمت برسم سهم عليها ووضعها علي مكتبي دون ان الاحظ ,, "
" اولاً لم اكن اعلم انك سترى الورقه ولكنني كنت اثق في ان الله لن يخذلني ,,
ثانياً دعوة الله انك ستكون علي قدر المسئوليه والثقه التي حظيت بها لدي ,, "
" يا الله يا هدير انك جعلتيني اعيش قصه اغرب من الخيال ولو لم اكن عشتها وشعرت بها لم اكن لاصدقها ,, اتعنين ان اكوام الغبار بغرفتك هي لتلك الظلال وداغر ؟ "
" نعم انهم هم لعنهم الله ... "
" ولكن ان لم اكن علي قدر تلك الثقه ولم استطع انقاذك ,, "
" اذا فسيتولاني الله برحمته بدلا من اعيش ذلك الجحيم او ان اقتل نفس بشريه كقربان له ,, وان اعلم ان الله رؤوف رحيم وان شاء الله كان سيسامحني علي انتحاري هذا ,, ولكن نحن الان هنا و اشعر اني قد ولدت من جديد الان استطيع ان اعود لأهلي لاعوضهم عن كل شئ واستطيع ان اتزوج واعيش حياتي كأي انسان "
ظل الدكتور يوسف ينظر لهدير في اندهاش لذكاءها الطاغي ,,
شعر بعد كل هذا انه مسئول عن هدير فعلاً كأخته او ابنته برغم صغر سنه ,, او كـ .....
نعم كزوجة لما لا فإنها انسانه تحدت اصعب الصعاب ,,
في نهاية الامر ,,
أردت ان اسطر إليكم هذه الرواية بناءاً عن مريضتي هدير سابقاً
وزوجتي هدير حالياً التي تزوجتها وانجبت منها ثلاثه اطفال كالملائكه ’’
نعم تزوجتها ولكن دون علم زوجتي ,, مع انني احب زوجتي حباً جماً ولكنني لم استطع ترك هدير او البعد عنها ,,
وبناءاً علي وعدي لها فقد اصدرت تلك الرواية إليكم لتكون عظه لكل بنت سواء صغيره او كبيره لتحافظ علي نفسها ,,
مقدمة لسيادتكم
الدكتور يوسف الشريف
دكتور الامراض النفسيه والعصبيه
تمت بحمد الله
إلي اللقاء في روايةٌ اخرى
انتظر رأيكم في هذا الجزء
وتقييم عام للرواية بالمجمل
