ملاحظة : لكل من واجهته مشكلة عبر التطبيق ولكل استفسراتكم وتعليقاتكم المرجوا التواصل معنا عبر الواتساب :
212651371981+
ولا تبخلو علينا بتقييم التطبيق بخمسة نجمات ☆☆☆☆☆ عبر بلاي ستور والتعليق عليه لنطور التطبيق اكثر.
#الحلقة_الأولى
رواية #لن_يمسني_بشر
. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
تتبع الكاميرا ملقي السلام وتكشف عن الساده الحضور مجيبي السلام ..
اذ يتواجد عدد من الحضور منتظرين دورهم .. البعض يعبث في هاتفه المحمول ..
واخر يتحدث لصاحبه .. واخر يشاهد مباراه تذاع علي شاشة التلفزيون ..
وهناك من يجلس خلف مكتب ينادي الاسماء .. كل فتره ..
تلتف الكاميرا باتجاه الجالس علي المكتب بعد التعرف علي الموجودين ..
. انا دوري امتي ؟؟
. خلاص هانت ادام حضرتك اتنين و ان شاء الله مش هيتأخروا ..
. بس انا قاعده هنا من فتره ..
.صدقيني معظم المتواجدين داخلين يغيروا بعض الادوية فقط ..
هنا تبتعد الكاميرا لتخرج امام الباب وتتجه نحو اللافته المعلقه بجانب الباب ..
حيث يكتب عليها ..
د. يوسف شريف
دكتور امراض نفسيه وعصبيه
تعود الكاميرا للداخل بسرعه ..
لتجد ان الفتاه لازالت تتحدث مع سكرتير العياده .. ( التمرجي كما يطلق عليه لدينا في الشارع المصري )
. خلاص ماشي هستنى شوية بس انا لازم امشي علي الاكثر كمان ساعه ..
. متقلقيش يا انسه دقائق وهتدخلي للدكتور ..
اتبعت الكاميرا الفتاه وهي تذهب لتجلس مكانها .. وعيناها حائره تراقب من يجلسون حولها ..
كأنها خائفه من شئ ..
انت تعلم سيدي القارئ ان بعض حالات المرضى النفسيين يكون لديهم رهبة الزحمه او الاختلاط بالناس ..
ولكن هل هذه الفتاه من الممكن ان تكون مما يعانون تلك الحاله ؟؟
سنرى ماذا سيحدث بعد دخولها للدكتور وسنتجسس علي حديثهم سوياً ..
لا تتعجل ربما يصيبك الملل سيدي القارئ حتي يأتي دورها ..
لذلك بدلا من الملل سنلتف بالكاميراً تجاه شاشه التلفزيون لنشاهد المباره سوياً ..
انها مباراه مهمه بين الاهلى المصري و الترجي التونسي ,,
يالها من مباراة مثيره ..
ولكن هناك من ازعجنا بصوته بعد عدة دقائق مضت ..
انسه / هدير نور الدين
اتفضلي دورك ..
انه السكرتير .. ( اذا كنت اعلم ان صوته بمثل هذه الفظاعه لم اكن لاعطه هذا الدور بروايتي ) ..
توجهت الانسه التي كانت علي عجلةٍ من امرها ..
دقت الباب فسمعت صوت يأتي من الداخل ويقول " اتفضل "
دفعت الباب ودخلت فدخلنا بالكاميرا وراءها بسرعه ..
فاذا بشخص طويل شعره شديد السواد وسيم يقف ليستقبل مريضته ..
ويمد يده " اهلا وسهلا انسه هدير "
اتفضلي وهو يشير لها علي الكرسي المقابل لمكتبه ..
فردت قائله " شكراً يا دكتور "
فامسك الدكتور الملف الذي امامه ..
ونظر لها " اسمك هدير نور الدين " وعندك " 28 سنه "
قوليلي يا هدير .. انتي ليه مرتبطيش لحد دلوقت ؟؟
فردت حائره متردده وقالت :هو دا الموضوع اللي انا جايه عشانه يا دكتور ..
. اتفضلي سامعك يا هدير ..
. تعرف يا دكتور احساس لما تبقي جواك بركان ونفسه يطلع من جواك عشان ترتاح ؟
انا مجتش هنا الا عشان كده لأني تعبت وزهقت من حياتي ... واللي حوليا كمان تعبوا مني ..
. ليه بتقولي كده بس يا هدير ؟
. يا دكتور عارف احساس لما تبقي مضطهد او منبوذ من اقرب الناس اليك ؟؟
عارف لما تبقي حاسس انك عاله علي اللي حواليك ..؟؟
عارف لما تبقى حاسس انهم بيقولولك امشي وسيبنا بقي بس مش قادرين يقولوا ..
. طب ومش قادرين يقولوا ليه يا هدير؟؟
. مش عارفه ممكن عشان انا بنتهم او عشان محدش يقول انهم طردوا بنتهم وتخلوا عنها ..
او يمكن عشان خايفين ( تقولها وهي تنظر للدكتور بعينيها الواسعه الخضراء اللون )
فاعتدل الدكتور في وضعيته وهو يتعجب " خايفين ؟؟ ازاي يا هدير مش فاهم ممكن توضحي ؟؟ "
. ايه اللي مش واضح يا دكتور ؟ ، خايفين مني ..
. طب وهما هيخافوا منك ليه ؟؟ انتي بتأذيهم ولا حاجه ؟؟ او ماسكه عليهم ذله ؟؟؟
.لا يا دكتور .. فنظرت حولها ثم نظرت للدكتور بعينيها بنظره مخيفه وهمست للدكتور وقالت " خايفين منه هو "
"خايفين من هو ؟ من مين يا هدير " يقولها الدكتور وهو متعجب وشعر لوهله بخوف من داخله ..
وهنا يدق الباب بعنف فينتفض الدكتور في مكانه فزعاً .. فيقول في عصبيه " اتفضل " ..
فاذا بالسكرتير " الانسه تشرب حاجه ؟ "
فردت قائله " لا شكراً "
فأمره الدكتور بالخروج وعدم ازعاجه مره اخرى ..
" زمجر السكرتير وهو يغلق الباب " ..
. فالتفت الدكتور لهدير وقال لها اكملي .. هما خايفين من مين ؟؟
. قولتلك يا دكتور خايفين مني ..
. لا يا هدير انتي قولتي خايفين منه هو ..
. ايه يا دكتور هتخليني اقول كلام مقولتوش ليه .؟
. هدير لو فعلا جايه هنا عشان تفضفضي وتخرجي من اكتئابك دا يبقي لازم تكوني صريحه معايا من الاول ..
. ما انا كمان يا دكتور خايفه منه .. ايوا بخاف منه ..
. من مين فهميني .؟؟ اخوكي ؟؟
. لا يا دكتور ، هما خايفين من .... من ..... من جوزي يا دكتور ..
. نظر الدكتور للملف ونظر لها .. انتي عندي في الملف متأشر علي عازبه ..
. اه انا عازبه فعلاً
. امال بتقولي زوجك ازاي بقي ..؟؟ هنرجع للكذب ؟
. انت مش هتفهمني يا دكتور .. لازم احكيلك من الاول خااااااااااااااالص ..
. وانا مستعد اسمعك .. لانك جايه هنا عشان اسمعك ..
. بس لو سمعتني سيبني اكمل ومش تقول عليا مجنونه ..
. جربيني يا مدام سوري اقصد يا انسه هدير .. انتي حيرتيني معاكي بجد ..
تعود الكاميرا للخلف وهي تعلوا في الهواء وتلتف في اتجاه هدير التي وقفت واتجهت نحو الشازلونج المتعارف عليه لدى دكاترة الامراض النفسيه لكي يسترخي المريض ويبوح بما داخله ..
فرقدت هدير علي الشازلونج بكل ثقه واغمضت عينيها الجميله ..
فاذا بضوء شديد يظهر ثم يهدأ .. لا تقلقوا انه ضوء الفلاش باك ليضفي بعض الاكشن في الرواية
فلاش باك ..
" انا اسمي هدير نور الدين " انا دلوقت عندي 15 سنه .. في المرحله الاعدادية ,,
اسرتي تعد من الطبقه المتوسطه .. سامحني لن استطيع ذكر اين كنت اسكن ..
ابي يعمل كموظف بسيط باحدى المصالح الحكومية و امي ربة منزل بارعه ..
لدي اخ ويبلغ من العمر 3 سنوات اسمه سمير ..
احبه حباً جما فانه لا يتركني عندما اكون بالمنزل ..
كان يومنا يبدأ كأي بيت مصري .. تستيقظ الام صباحا قبل كل من بالبيت ثم تبدأ في اعداد الافطار وتوقظ ابنائها للاستعداد للذهاب للمدرسة ..
. يا هدير يالا قومي عشان تروحي مدرستك ..
. حاضر يا ماما .. ( كنت اكره الاستيقاظ للمدرسه هل يوجد شئ احلى من النوم ؟؟ لماذا دائماً يقتلون راحتنا .. للذهاب لحشو ادمغتنا باشياء ليست بمفيده .. ليس هناك مدرسين يهتمون بايصال المعلومات الينا .. )
ولكني مضطرة للاستيقاظ فقط لاتجنب غضب امي وابي ..
ثم تذهب امي لايقاظ والدي لكي يذهب لعمله ..
دقائق بالحمام وارتداء الملابس ..
ويجتمع الجميع امام الافطار ..
ولكن دائماً تظل امي تناديني وانا ارتدي ملابسي فقط كنت اتأخر دائماً لحبي الوقوف امام مرآتي واتحدث الي نفسي ..
. هو كل يوم يا هدير لازم تتأخري ..؟
. حاضر يا ماما انا جايه اهو ..
خرجت لاجلس بجانب اخي الصغير وتناولت افطاري .. ثم ودعت الجميع وذهبت للمدرسه ,,
مر يوم طويل مثل كل يوم بين حصص ممله .. ومدرسين لا يشرحون بضمير .. الا اذا كنت تذهب لدروسهم الخاصه .. فسيعتنون بك ..
ثم عدت للمنزل انه يوم الخميس فسأعود لعمل شاق وهو تنظيف المنزل مع والدتي ..
عدت فوجدت والدتي تعد الغداء .. فسألتها عن والدي واخي ؟
فردت قائله انهم ذهبوا لزيارة جدتي .. مثل كل يوم خميس يخرج والدي واخي ولا يعودون الا بعد انتهائنا من البيت ..
* "ايها القارئ لكي تندمجوا في الاحداث اكثر سنستعين بكاميراتنا السحرية .."
هنا تتجه الكاميرا بشكل مرتفع نحو المطبخ لتجد الام وابنتها يعدون الطعام .. فلنأخذ جوله في المنزل لنتعرف عليه حتي ينتهوا مما يُعِدوه .. فإنَني لا اُحِب رائحة الطعام المسَبِك ..
توجهت الكاميرا لباب البيت حيث توجد الصاله التي تتكون من بعض براويز الصور المعلقه علي الحائط منها صوره عائليه وصورة لآيه قرآنية من سورة "يس" وتوجد كنبه بلدي .. و كرسيين خشبيين .. و ترابيزه يوضع عليها التلفزيون ...
علي اليمين توجد غرفه صغيرة فتتوجه الكاميرا لداخل الغرفه التي تتكون من سرير متوسط الحجم ودولاب صغير .. وبعض الكتب الدراسيه المتناثره علي السرير .. لا شئ اخر مهم ..
فتوجهت الكاميرا للصاله ومنها للغرفة الاخرى .. التي تتكون من سرير ودولاب كبيرين وتسريحه محطم زجاجها ..
نسمع صرخه تأتي من تجاه المطبخ .. فتتوجه الكاميرا سريعاً تجاه المطبخ لنرى الام تسرع تجاه الحمام ..
لتجد ابنتها قد انزلقت في الحمام مما ادى لالتواء قدمها ..
فساعدت الام ابنتها "هدير " لتقف واخذتها لتجلس بالصاله ونظفت ملابسها وفحصت قدمها وحمدت الله ان قدم ابنتها سليم ولم ينكسر .. مجرد كدمه بسيطه ..
.مش تاخدي بالك يا بنتي ؟
.معلش يا ماما والله اسفه انا كنت مستعجله بس عشان اساعدك في باقي الاكل .
.يتحرق الاكل يا بنتي " استغفر الله العظيم " خلتيني اغلط في نعمة ربنا ..
.انا بقيت كويسه يا ماما هربط رجلي واجي اساعدك .
.لا تشغلي بالك يا بنتي انا هعمل كل حاجه ارتاحي انتي .
.لا يا ماما انا هاجي اساعدك بقيت كويسه الحمد لله ..
.ماشي يا بنتي ربنا يخليكي ..
هنا تنظر هدير للكاميرا بسخريه وتحدث نفسها و اني احب امي حباً جماً .. ولكني لا اعلم هل نفس الاحساس مع ابي ام لا ..
ثم تنهض هدير وتعطي الكاميرا ظهرها وتتجه لغرفتها .. تتبعها الكاميرا ولكنها اغلقت الباب خلفها ..
فتوجهت الكاميرا للمطبخ تراقب الام وهي تعد الطعام .. وتقوم بغسل ملابس اولادها وزوجها ..
الان بعد النظر من ثقب الباب لداخل غرفة هدير .. نجدها قد ربطت قدمها .. وخلعت ملابسها الخارجيه التي ابتلت بعد سقوطها بالحمام ..
وتقف امام المرآه كما تعودت وهي تحدث نفسها .. امتي يبقي جسمي احلى من جسم البت صافي ..
الشباب كلهم بيفضلوا يعاكسوها .. مع اني احلى منها بس بيعاكسوها هي عشان جسمها ..
بعد الوقوف امام المرآه لمدة زادت عن النصف ساعه .. خرجت هدير وذهبت تساعد امها ..
ودخلت الكاميرا الغرفه بعد ان ظهر خط ابيض منبعث من جهة المرآه ..
توجهت الكاميرا امام المرآه لتجد ان المرآه كانت كأنها مغطاه ببخار مياه وتعود لطبيعتها ..
بعد ان عادت المرآه لطبيعتها .. ظهر تشويش بسيط بعدسة الكاميرا ..
ثم اختفى
بعد مرور ساعتين من تنضيف المنزل يعود رجل المنزل وابنه ليجد انه تم الانتهاء من الهم الاسبوعي ..
جلس الجميع يأكلون طعامهم ..
ولكن سُمِعَ صوت تحطم زُجاج بالحمام ..
فقام الاب مسرعاً وتبعته الام والاولاد الي الحمام ليجدوا ان زجاج المرآه قد تحطم من تلقاء نفسه ..
قامت الام بازالة الزجاج المُحَطَم وعادوا مره اخرى لتناول الطعام .. وهم يتسألون عن سبب تحطمه وهذا الشوئم الذي حل عليهم ..
انهى الجميع طعامه وكالمعتاد يجلس الوالد ليشاهد التلفزيون .. والام تقوم بغسل الاطباق المتسخه والتي بها فضلات الطعام ..
وتدخل هدير لتذاكر بعض دروسها .. ويجلس اخوها بجانبها حتي ينام ..
تدق الساعه التاسعه فبعد ان تطمئن ان اخوها قد نام نوم عميق فتشد عليه الغطاء تخرج هدير لتشاهد التلفزيون ..
تجلس بجانب امها وابيها تشاهد الفيلم الاجنبي المرعب
DEVIL
ولكن سرعان ما يقوم الاب والام وتجلس هدير بمفردها .. وهي تشعر بالخوف من ما يعرض من مشاهد مرعبه .. لخمسة اشخاص يُقتلون داخل مصعد ولا يعلمون السبب ..
ولكن اتضح في نهاية الفيلم انه جن تجسد في احدى الاشخاص المقتولين وكان يحاسب الجميع علي اخطائهم .. فخافت واغلقت التلفزيون وذهبت لغرفتها ورقدت علي السرير تحلم باليوم الذي ستُحِب وتُحَب فيه ..
الشخص الذي سيأتي وهو يقود حصان ويخطفها ويحقق لها كل احلامها ..
فقامت مسرعه ووقفت امام المرآه تصفف شعرها وتظهر جمالها ..
ولكن فجأه انقطع التيار الكهربي فكادت ان تصرخ ولكنها تمالكت نفسها .. ولكن الغريب ان كان هناك اضاءة تدخل من تحت باب الغرفه .. اي ان النور قد انقطع في غرفتها فقط ..
فبدأت تتحسس مفتاح الكهرباء لتحاول تشغيل الاضاءة مره اخرى ..
ولكنها شعرت بأن الجو في الغرفه اصبح حار وانفاسها ثَقُلت ..
فنادت علي والدتها .. فسمعت صوت خطوات تقترب من باب الغرفة ..
فاذا بأمها تأتي لتطمئن عليها .. ولكن الغريب عند اقتراب امها اضاءت انوار الغرفه مره اخرى ..
. مالك يا هدير في ايه ؟؟
. النور كان قطع في الاوضه .. ورجع تاني لوحده ..
.نور ايه اللي قطع يا بنتي ؟؟ مفيش حاجه قطعت .. ايه كنتي بتحلمي ولا ايه ؟؟
.لا والله انا كنت بسرح شعري قبل ما انام ..
.هتلاقي اللمبه علقت ولا حاجه يا حبيبتي ..
.ماشي يا ماما تصبحي علي خير ..
.وانتي من اهله يا بنتي ..
عادت هدير للسرير مره اخرى .. بجانب اخيها ..
ونامت في هدوء تااام ..
بعد دقائق عادت الام لتطمئن علي اولادها .. وتأكدت من ان الغطاء محكم حتي لا يبردوا .. ثم طفأت نور الغرفه .. واغلقت الباب خلفها ..
اصبح البيت صحراء جرداء لا يُسمع بها الا صوت شخير والد هدير ..
قلقت هدير من نومها بسبب الحر والعرق الذي اصابها بالرغم من شدة بروده الجو ليلاً ..
قامت وتوجهت للحمام لكي تغسل وجهها وتعود للنوم ..
ولكن اثناء مرورها من امام المرآه في غرفتها ..
شعربت بشئ يتحرك خلفها مثل الظل .. فرجعت مره اخري ووقفت امام المرآه فوجدت ...
#الحلقة_الثانية
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
قلقت هدير من نومها بسبب الحر والعرق الذي اصابها بالرغم من شدة بروده الجو ليلاً ..
قامت وتوجهت للحمام لكي تغسل وجهها وتعود للنوم ..
ولكن اثناء مرورها من امام المرآه في غرفتها ..
شعرت بشئ يتحرك خلفها مثل الظل .. فرجعت مره اخري ووقفت امام المرآه .. فلم تجد شئ ..
فتوجهت للحمام وقام بغسل وجهها ورقبتها من العرق الذي حل عليها .. ولكنها شعرت ببروده الجو مره اخرى ..
فرجعت لغرفتها .. شعرت بحرارة غريبه في الغرفه .. فخرجت للصاله شعرت ببروده ..
لم تعلم مصدر تلك الحرارة .. ولم تفهم سببها ..
ولكنها كانت مضطرة للدخول والنوم بجانب اخيها حتي لا يستيقظ ويزعر بسبب عدم وجودها بجانبه ..
ظلت مستلقيه علي السرير لا تستطيع النوم بسبب ذلك الحر والجو الكئيب في الغرفه الذي حدث بطريقة غريبه ..
نظرت للمرآه لكى تتأكد مما قد لمحته من قبل .. ولكن المرآه طبيعيه ..
بعد صراااااع طويل مع كثرة التفكير تدخل النوم وقام بتخليص هدير من تفكيرها بشأن ما يحدث ..
مر من الوقت ما مر .. ولكن اذا بصرخه توقظ من بالبيت كله ..
انه سمير اخوها الصغير .. يصرخ ولا يتوقف ..
دخل كلا من الام والاب وكانت هدير تحاول تهدئته ..
و لكن بعد دقائق هدأ بالفعل بعدما احتضنته امه واخذت تتلو من القرآن ما تيسر لها ..
حاول الجميع فهم سبب الصراخ من ابنهم .. ولكنه كان خائف لسانه لا يسعفه بقول الكثير وذلك لصغر سنه ..
ولكنه قال بعض الكلمات " العو – شكله وحش – واقف هناك – المرايه بتبص عليا "
ولكن اعتقدت الام وكذلك الاب ان ابنهم كان قد رأى كابوس خلال نومه ..
فاخذه الاب وحاول تهدأته .. فاستلقت هدير مره اخرى لتحاول نسيان ما حدث ..
ونظرت في ساعه المنبه فاذا بها الثالثه فجراً ..
.دخلت الام علي هدير مره اخرى وقالت لها ان سمير سينام معهم بالغرفه اليوم ..
اذا سأستطيع النوم باقي الليله قالتها هدير لنفسها ..
وقبل ان تخرج الام وتغلق الباب قالت لها هدير " ماما متصحنيش سبيني اصحى لواحدي "
. ماشي يا حبيبتي تصبحي علي خير ..
.وانتي من اهله يا ماما ..
ولكن هدير تذكرت امراً هاماً .. اصبحت الغرفه بارده وطبيعيه والحرارة العاليه اختفت ..
فقالت: يا الله هو في ايه انا مش فاهمه ..
ثم سحبت هدير الغطاء لتنام ..
نامت بالفعل نوم عميق .. وجاء الصباح وصوت العصافير ايقظ هدير ليوم جديد ..
تقلبت هدير في مكانها فشعرت بحرارة المكان بجانبها .. كأن هناك شخص كان يجلس في ذلك المكان ونهض منذ لحظات قليله ..
شعرت هدير بقشعريره في جسدها خوفاً وقلقاً وذهبت مسرعه لوالدتها .. تسألها ..
. " ماما انتي كنتي قاعده او نايمه جنبي علي السرير ؟ "
. " لا يا بنتي محدش دخل عليكي الاوضه عشان تعرفي تنامي " ..
. " خلاص ماشي يا ماما .. "
لم تخبر هدير والدتها شئ خوفاً من ان تقول انها جُنت او بتكذب ..
وتغاضت ولم تهتم هدير للأمر .. فأقنعت نفسها انها ربما كانت تتقلب في مكانها وان المكان دافئ بسببها ..
بدأ يوم هدير باعداد الفطار قبل ان يذهب والدها لصلاة الجمعه ..
وعلي الجانب الاخر كانت الكاميرا ترصد باقي اهل البيت ..
فكان سمير يجلس بجانب والده وهو خائف حائر عيناه تبحث شرقا وغرباً .. ينظر للسقف وعلي الارض ..
فربما ما رآه سيؤثر عليه لبضعه ايام حتى النسيان يلعب دوره ..
ولكن هل ما رآه كان كابوس ام واقع ..
فلم ترصد كاميراتنا اي شئ غير طبيعي بداخل الغرفه ..
تناولت تلك الاسره الصغيره الافطار حتى الشبع ..
وقامت والدة هدير باعداد الشاي ..
وجلست هدير بجانب اخيها تداعبه حتي يخرج مما هو فيه ..
ولكنه كان لا يستجيب .. حتى ملت منه هدير للمره الاولي في حياتها ..
فذهبت هدير لتذاكر بغرفتها .. ولكنها كالعاده وقفت امام المرآه ... وكأنها تريد ان تقول للمرآه " يا مرايتي يا مرايتي مين احلى بنت " ؟
وبعد ان ظلت تنظر لجسدها وتلعب بشعرها ..
التفتت لتبحث لكي تبدأ مذاكرتها ..
ولكن هنا نرى ان المرآه ما زالت تحتفظ بصوره هدير ..
كأن المرآه اصبحت حيه .. فصورة هدير ظلت للحظات ثم اختفت بعد ابتسامه ساخره مخيفه ..
لم تلاحظ هدير ما حدث من المرآه وجلست تذاكر دروسها .. لساعات ..
هنا يصيح المؤذن بآذان الجمعه ..
فتنظر هدير من شباك الغرفه .. لترى جموع الناس ذاهبه للمسجد .. وهناك من يقف يدخن ولا يذهب للصلاه ..
وهذا حالنا اليوم حتى صلاة الجمعه اصبحت ثقيله جداً علي كثير من البعض والشباب قبل العجائز ..
هدانا وهداهم الله ..
************************** *********.
احم احم اسف للمقاطعه يا هدير ..
انا بجد مرهق جداً فهل نقدر نحدد موعد تاني وتكملي باقي الحكاية ؟
. اسفه يا دكتور يوسف .. اندمجت بس مع الذكريات ..
. اقدر اجي لحضرتك امتي ؟
.ان شاء الله هخلي السكرتير يتصل علي هاتفك ويخبرك بالموعد ..
عموما انا دونت ملاحظات كتيره من الجزء دا ..
. تمام خلاص هستنى الميعاد .. سلام يا دكتور ..
. مع السلامه يا استاذه هدير ..
خرجت هدير واغلقت الباب خلفها ..
وجلس الدكتور شريف علي كرسي مكتبه .. وهام في تفكيره مع تلك القصه القصيره التي اخبرته بها هدير ...
ثم قام بضغط زر الجرس ليحضر السكرتير ..
وما هي الا لحظه والسكرتير دق الباب ..
"ادخل " يقولها الدكتور وهو يعتدل في جلسته ..
.أمرك يا دكتور ..
.ابقي حددلي ميعاد في يوم يكون فيه الكشوفات قليله للانسه هدير نور الدين ..
.تمام يا دكتور .. بس هو في حاجه لمؤاخذه ؟
.حاجه ايه يا محمود ؟
. حاسس ان لون وجهك مش طبيعي انت قلقان من حاجه ولا مرهق ؟
.لا مفيش ضغط العمل بس هشرب فنجان قهوة بس وهبقي كويس ..
.خلاص هعملك احلى فنجان قهوة انت تؤمر ..
.معلش يا محمود بقولك .. اعتذر للحالات الباقيه وخليهم يجيوا بكره لأني فعلاً مصدع جامد ..
.من عنيا يا دكتور ..
خرج محمود السكرتير سريعاً ..
ولكن الدكتور يوسف شعر بالعرق يتساقط من علي جبهته والحر يزداد ..
فوقف وتمشى داخل غرفه المكتب ..
ولكنه التفت لشئ يصطدم بالارض بقوة ..
انه البرواز الذي كان معلقاً علي الحائط فقام الدكتور بحمله ونظر فيه ليتأمل صورة حبيبته ..
ثم نظر مكان البرواز حيث يُعلق فاذا بالمسمار الذي يعلق عليه سليم وبمكانه ..
فكيف سقط البرواز من تلقاء نفسه ...
ولكنه لم يفكر كثيراً وعلق البرواز بمكانه ..
لأنه كان يشعر بخنقة الجو الحار .. فتوجه نحو الباب ليخرج لصالة الانتظار ...
ولكن عند اغلاقه للباب لمح الشازلونج يتحرك حركة بسيطه تكاد لا تلاحظ ..
ففتح الباب مره اخرى ليتأكد مما قد رأى وذهب ليتفقد الشازلونج .. فعند لمسه للشازلونج لينظر تحته .. شعر بدفئ المكان ..
فتعجب كيف ذلك ؟ " لقد انصرفت هدير التي كانت تستلقي عليه منذ ربع ساعه " فكيف لازال مكانها دافئاً ..
شعر الدكتور الشاب يوسف بالقلق والحيره ..
فأدار وجهه وخرج ليشرب قهوته بالخارج ..
عادت هدير لمنزلها الحالي فهي تعيش بمفردها .. حيث تركت والدتها وابيها بعد ان انهت المرحله الجامعيه ..
دخلت من الباب والقت بشنطة يدها علي كرسي السفره بصالة الشقه .. ثم اخذت تخلع ملابسها وتلقيها بلا اي اهتمام
حتى اصبحت عارية الجسد تماماً ,, توجهت للحمام وهي تتبختر ,, واثقة الخطى ,,
.ثم همست وهي تلتفت انا حاسه بيك ..
اوعى تكون ضايقت الدكتور .. ثم غمزت بعينيها وتوجهت للحمام لتأخذ حمام دافئ وتذهب لسريرها .. لتحلم بما تحب .. ( وستعلم عزيزي القارئ معنى كلماتي فيما بعد ) ..
مرت 3 ايام وذهبت الانسة هدير للدكتور بناءاً على الاتصال التي تلقته من محمود السكرتير ..
.ازيك يا استاذ محمود ..
.اهلا وسهلا انسه هدير .. اتفضلي اتفضلي الدكتور خلصت كل حالاته بدري عشان يبقي فاضي لحضرتك ..
.شكراً والله تعباكو معايا ..
.ولا تعب ولا حاجه دا واجب علينا ..
توجهت هدير لغرفة الكشف ودقت الباب ودخلت بعد ان سمعت اذن الدخول ..
.السلام عليكم يا دكتور يوسف ..
. وعليكم السلام يا هدير .. اتفضلي ..
.شكراً يا دكتور ..
.هدير ممكن اسألك سؤال ؟؟
.اتفضل يا دكتور طبعاً ..
.انتي ليه مش تزوجتي لحد الان ؟
.لما اكملك حكايتي هتعرف يا دكتور ..
.اوك سوري .. يالا نبدأ .. بس ياريت بلاش الشازلونج عايزك تحكي وانتي جالسه علي كرسي المكتب .. لأن الشازلونج فيه مشكله ..
.اوك مفيش مشاكل يا دكتور ...
.ابدأ منين بقي ..؟؟
.اخر مره يا هدير كنتي وقفتي عند لما كنتي بتبصي علي الناس من الشباك وهما رايحين يصلوا الجمعه ..
.اه صح ..
المهم والدي صلى الجمعه ورجع وكالمعتاد قمت احضر الغدا مع امي ..
بس اخويا كان قاعد ساكت برده وعينيه تتحرك في كل اتجاه ..
كأنه خائف من ظهور شئ ما .. او يبحث عن شئ ما ..
المهم .. حضرنا الغدا انا وامي .. جلسنا لتناول الغداء ..
كانت الساعه قاربت الرابعه عصراً ... انهينا غدائنا وكالعاده ادخل غرفتي اما للمذاكره او النوم لبعض الوقت ..
قمت بتبديل ملابسي ولكن لفت انتباهي ان المرآه سوداء تماماً كأن هناك من قام بدهانها باللون الاسود .
وقفت امامها لا اعلم ماذا افعل امسكت بقطعه من ملابسي التي قمت باستبدالها للتو ..
حاولت مسحها لتعود لطبيعتها .. ولكن بدون فائده ..
فجأه انقطع النور وعاد في مده لا تتجاوز 5 ثواني ..
ولكن المرآه عادت لطبيعتها .. ولكن بدون صورتي ..
اني لا أرى انعكاسي بالمرآه .. اجُننت انا ؟؟ ام خَرُبَت هذه المرآه ؟؟
اعطيت ظهري لتلك المرآه اللعينه .. اني كنت احب ان انظر لجسدي الذي اراه يتحول يوم بعد يوم لاصبح اكثر انثوية ...
جلست علي السرير اتصفح الكتب المدرسيه ..
واذا بصوت يصدر من المرآه .. نظرت لها فلا يوجد شئ ..
قمت بغلق الكتاب الذي اصابني بالملل .. واستلقيت علي السرير وما هي الا لحظات وثَقُلت جفوني ..
ولكن قبل ان يغلبني النعاس رأيت المرآه تهتز كأن هناك شئ يحركها ..
ثم .......................... .......................!!
#الحلقة_الثالثة
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
جلست علي السرير اتصفح الكتب المدرسيه ..
واذا بصوت يصدر من المرآه .. نظرت لها فلا يوجد شئ ..
قمت بغلق الكتاب الذي اصابني بالملل .. واستلقيت علي السرير وما هي الا لحظات وثَقُلت جفوني ..
ولكن قبل ان يغلبني النعاس رأيت المرآه تهتز كأن هناك شئ يحركها ..
ثم نمت ..
شعرت أني اسقط لمسافه كبيره .. إلي ان وقعت داخل بستان ملئ بالاشجار والورود الجميله وتلك الفراشات التي تتميز بألوانها البديعه سبحان الخالق ..
اخذت اتجول في تلك الحديقه او البستان الرائع .. الذي سحرني بجماله ..
جلست تحت احدى الاشجار اراقب الطيور والفراشات الجميله وهي تقف علي الازهار تمتص رحيقها ..
شعرت بصوت خطوات تأتي من بعيد .. نظرت خلفي فإذا بشاب لم ارى مثل جماله من قبل ..
بشرته بيضاء اللون وشعره اسود جداً .. تقدم نحوي في هدوء ..
فوقفت ونظرت لعينيه الزرقاء التي بها لمعه او بريق جذاب ..
لم استطع ان ارمش حتي بجفوني .. امامه ..
ولكنه سرعان ما سألني عن اسمي ..
قولت له وانا هائمه في جماله .. اسمي هدير .. وانت ؟؟
فقال .. تشرفت بك يا هدير .. اني اراقبك منذ مده واعجبت بك جداً ..
.بجد انا عجبتك ؟؟ وبتراقبني ازاي .. انا اول مره اشوفك ..
.هو اللي بيراقب حد لازم يعرفه انه بيراقبه او بيتابعه ؟؟
.اممممم لا ..
.هاهاهاها شوفتي بقي ..
.بس انا مش اعرف عنك حاجه ؟؟ ولا حتي اسمك ..
.متقلقيش هتعرفي كل حاجه قريب اوووي ..
.قريب امتي طيب ..
ثم يقول وهو يمشي مبتعد " بعد كام يوم " ..
ثم فجأه بدأت تهتز الارض من تحتي وانشقت حتى شعرت اني اسقط مره اخرى ..
ثم استيفظت من نومي فزعاً كأني كنت اسقط فعلاً ..
نظرت حولي ولتلك المرآه اني اتذكر انها اهتزت قبل ان انام ولكنني وجدت جمله مكتوب باللون الاحمر عليها "ارجو ان تعجبك هديتي"..
ولكنني لم افهم عن ماذا تتكلم تلك الجمله ..
حاولت النهوض ولكن يدي لمست شئ خشن ، شائك ..
انها ورده حمرااء كانت موضوعه بجانبي .. يالله ما اجملها من ورده ..
فنظرت للمرآه مره اخرى فوجدت ان الجمله قد اختفت ..
انه لم يكن حلم ؟؟
هل آتني شاب جميل يحبني واحضرلي تلك الهديه ؟؟
ولكن كيف احضرها الى هنا ؟؟
قامت بالنظر من خلال الشباك للماره ..
ايكون قد القاها من الشارع الي هنا ؟؟
ولكن كيف كتب تلك الجمله ؟؟
اني لا افهم اي شئ .. هذا لا يهم كيف انه فعل ذلك .
ولكن الاهم ان هناك من يحبني .. خاصة انه اجمل شخص رأيته بحياتي ..
قامت هدير وظلت ترقص امام المرآه فرحاً وهي تحتضن الورده الحمراء ..
سمعت صوت نداء امها ..
فاخفت الورده ,, وذهبت لتجيب علي امها ..
. ايه يا بنتي بتعملي ايه ؟؟
. كنت ذاكرت ونمت شويه يا ماما .. عايزه حاجه ؟
. لا انا بطمن عليكي يا حبيبتي .. اعملك شاي عشان تعرفي تذاكري ؟؟
. لا يا ماما شكراً .. متتعبيش نفسك ..
. هو فين سمير اخويا ؟
. نزل مع ابوكي علي القهوة شوية .. انا مش عارفه الواد دا جراله ايه ؟ ، علي طول ساكت وتايه كده ..
. معلش يا ماما يمكن الكابوس اللي حلم بيه خوفه ولا حاجه ..
. ربنا يستر يا حبيبتي ..
. انا داخله اذاكر بقي يا ماما ..
توجهت هدير لغرفتها .. واخذت تؤدي واجباتها ودروسها .. وهي ممسكه بتلك الورده الحمراء ..
مر الوقت حتى عاد والدها واخوها .. كالعاده لم يدخل اخوها الغرفه لأنه لازال يرهبها ..
ولكنه وقف امام الغرفه ينظر لاخته هدير التي ابتسمت له .. فرد لها الابتسامه ولكنها كانت ابتسامه بها شئ من الخوف ولكنه يشتاق لحضن اخته والنوم بجانبها ..
اشارت له اخته بالدخول والا يخاف من شئ .. حاول الدخول ولكنه وقف متردداً ...
فقالت له اخته: لا تخف يا سمير أني اجلس وحدي ولا يوجد شئ يثير خوفك انه لم يكن الا حلم لا تخف ..
تقدم سمير ودخل بقدمه اليمنى بتردد شديد وان وضع قدمه داخل الغرفه حتى جري علي اخته وتقوقع داخل حضنها ..
فظلت تضمه بشده حتي لا يشعر بالخوف .. وقبلته علي جبينه وهمست له : لا تخف يا صغيري لا يوجد هنا ما يثير ذعرك ..
واخذت تغنى له بعض الاغاني الخاصه بالاطفال التي كان يحبها ..
حتى نام فوضعته بهدوء بجانبها وغطته بهدوء ..
ثم اكملت مذاكرتها .. ولكنها شعرت بمغص شديد بمعدتها .. فذهبت مسرعه للحمام ..
ولكن لازال المغص موجود .. فأعدت كوب من النعناع دافئ لتشربه ...
ولكن الألم خف قليلاً بعد شربها له ..
عادت لغرفتها .. فأغلقت الباب استعداداً للنوم .. اندست تحت الغطاء بجانب اخيها ...
ثم اغلقت عيناها لنوم عميق ..
فتحت عيناها علي مشهد كالتالي ..
نوسع كادر الكاميرا ليعطينا المشهد بوضوح لكل الموجودات ..
مدخل عملاق اظن انه لقصر .. تمتد الاعمده المزخرفه عاالياً والردهه يوجد بها اناس تصطف يمياً ويساراً مشكلين ممر أدمي ,,
وهي واقفه امامهم واشار احدهم مبتسماً لها لتتقدم .. فسارت متوجهه علي تلك السجاده الحمرااء الطويله التي تنتهي لمدخل غرفه..
تقدمت في بطئ بفستانها الاحمر اللون الذي ابهرها .. وهي تنظر يميناً ويساراً للاشخاص الواقفين كممر لها ..
وصلت امام تلك الغرفه العملاق بابها ,, لاحظت وجود نقوش بارزه غريبه علي الباب ,,
مخلوقات بأجنحه ومخلوقات تقف جاحظت الاعين تمسك رماح مدببه ... مخلوقات تصرخ خوفاً ورعباً ..
ولكن قبل ان تنهى هدير رؤيه باقي النقوش فُتح الباب فجأه ..
ليظهر من خلفه ذلك الشاب الوسيم الذي قابلته في الحديقه ,,
وهو يبتسم لها ويرحب بدخولها .. فابتسمت بدورها وتقدمت بهدوء وهي تلتفت حولها وتنظر صعوداً ونزولاً بعينيها علي جدران القصر والزخارف التي يستحيل وجودها في العالم الواقع ,,
حتي توقفت وتقع عينيها علي ثلاث اشخاص جالسين علي كراسي منها ما هو مصنوع من ذهب وآخر بفضه وآخر من البرونز ..
يتوسط الكرسي الذهبي الكرسيين الاخرين ,,
فقام ذلك الشاب الوسيم بتعريفها للاشخاص الجالسين ..
فبدأ الشاب بذلك الشخص الذي يحمل هيبه ووقار كبير وجالس علي الكرسي الذهبي ,,
ثم بتلك المرأه المبهره اللامعة العينين التي تجس بالكرسي الفضي ,,
ثم بثالثهم ,,
ولكنني لم اكن اركز في كلامه ولكن كان تركيزي علي ملابس هؤلاء الاشخاص ,, وعلي التاج الرائع الذي يحمل احجار كريمه لم أرى مثلها ,, وملابسهم التي تشبه ملابس الفرسان من قديمي الزمن المرصعه بالجواهر والتي تلمع من تلقاء نفسها ,,
ابتسمت لهم ..
فاشار لي الشاب بالجلوس ,, بالفعل جلست وكانوا هؤلاء الثلاثه الملوك ينظرون لي ...
فبدأ الشاب يتحدث معي وقال انه معجب بي ,, ويرغب بالزواج ولكن لم يحن الوقت بعد ..
لم أُبد اي اعتراض حقيقةً ولكني لم اكن اعلم ماذا يقصد بأن الوقت لم يحن بعد ..
ولكنه نفخ في وجهي فشعرت بضيق شديد في التنفس وانتفض جسدي لاجد نفسي مره اخرى بغرفتي وعلي سريري ,,,
ولكنني شعرت بمغص شديد بمعدتي ,, فنهضت لاذهب للحمام ولكنني رأيت دماءاً بمكان نومي ..
ولكن المغص ارغمني للذهاب للحمام ,, اشعلت اضاءة الحمام ولكنها لم تستجيب ,,
فدخلت في الظلام ولم ابد اهتمام ,, بدأ المغص يشتد تدريجياً اكثر فأكثر فكدت اصرخ ألماً ولكن سمعت همسات من قرب اذني ,,
"الم أقل لكي انه سيحين موعدنا قريبا "
اقشعر بدني خوفاً ولكن الاضاءة التي عملت فجأه قد حطمت جبل خوفي الذي كاد يتصاعد لصرخات من تلك الهمسات ,,
ولكن هناك امر اخر ارعبني .. ان هناك دماءاً تخرج مني ,,
فصرخت خوفاً فسمعت أمي تنادي باسمي يا هدير في ايه يا بنتي ,,
وانا اجيب في الم انا هنا يا أمي ,,
اتيت للحمام مسرعه ,, " مالك يا بنتي في ايه ؟؟
" انا بينزل مني دم يا ماما " .. انا بموت ولا ايه ؟؟
" لا يا حبيبتي مش تقلقي خليكي ذي ما انتي ثواني وجيالك " ,,
اختفت امي داخل غرفتها ثم عادت ,,
" خلاص يا حبيبتي اغسلي نفسك كويس "
فاعطتني شيئاً ارتديه ثم قالت " مبروك يا حبيبتي كبرتي " ثم شرحت لي سبب تلك الدماء وهي تعطيني ملابس نظيفه لأرتديها بدلا من التي تلوثت بالدماء ,,
وعلمت منها ان تلك الدماء هو المرض الشهري لكل امرأه ناضجه ,,
شعرت بفرحه من داخلي اني قد بلغت اخيراً ,, ولكنني لم اكن ان اعلم ان من يوم بلوغي ستُلعن حياتي ,,
ذهبت للنوم مره اخرى بعد ان ابدلت امي ملاءة السرير لأن الدماء طالتها ...
ثم اطمأنت امها عليها وعلي اخيها ,, ثم اطفأت النور واغلقت الباب ,,
تعطينا الكاميرا الان مساحه كبيره من الغرفه ,, ولكن الصورة امام الكاميرا بدأت تهتز وتشوش بطريقه غريبه ,,
ثم ثبتت ,,
هدير نامت مره اخرى سريعاً في هدوء ,, ولكن الهدوء سيكون اخر ليلة لها ,,
الغرفه مظلمه ,, ولكن الكاميرا تعمل علي الوضع الليلي ,,,
نرى الان المرآه تهتز ,, وتثبت ثم تعود للاهتزاز ,, ثم فجأه ظهر من العدم خيال اسود طويل يقف امام تلك المرآه ,,
ظل ثابتاً في مكانه لما يقرب من نصف ساعه ,, ثم بدأت يلتف يميناً ويساراً ,,
ثم التف حول السرير واخذ ينظر لهدير ,, ثم اخذ يزيل الغطاء من فوق جسدها ,,,
تخيل عزيزي القارئ .. انك نائم بغرفتك المظلمه ولكنك لست بمفردك هناك من يتحرك في غرفتك هناك من ينظر اليك خلال نومك ..
انصحك بأن تقوم بتسجيل فيديو لغرفتك خلال نومك ,, سترى ما يجعل دماءك تجف داخل عروقك وتُعلن هروبها فزعاً ,,
و قلبك لن يجرؤ علي النبض مره اخرى ,,,
وقف ذلك الكيان الطويل جدا الذي تكاد رأسه تلمس سقف الغرفه ,, واقفاً بعد ان ازاح الغطاء عن هدير كلياً ,,,
ثم ابتعد للخلف وجلس علي كرسي امام السرير ,, ثم سكنت حركته ,, ولكن ما هي الا لحظات حتى نهضت هدير من مكانها واتجهت ببطئ الي نفس الكرسي ,, وكأنها منومه مغناطيسياً ,,,
ثم جلست علي الارض ووضعت راسها علي قدمه فقام بوضع يده علي رأسها والعبث في شعرها الناعم المنسدل علي كتفيها ..
دقائق وقام بحملها ووضعها في السرير ,, ثم اختفي اسفل السرير ,,
فكان هناك صوت خطوات قادمه تجاه الغرفه ,, ثم فتحت الغرفه ,, فاذا هي ام هدير آتيه لتطمئن علي اولادها ,,
فوجدتهم نائمين في هدوء ولكن الغطاء لم يكن يغطي الا اخو هدير .. فقامت بوضع الغطاء علي هدير ,,
كانت ام هدير تشم رائحه غير طبيعيه منذ دخولها الغرفه .. فقد سَعُلَت مرتين ,,
وهمست لنفسها .. " ما هذه الرائحه الغريبه ؟؟ " " اهو رائحه لحم محروق " ام رائحه لشئ مات منذ فتره في الشارع ؟؟
لم تعط اهتمام بعد ان اطمئنت ان الرائحه قد اختفت ,, ثم خرجت واطفأت الانوار ولكنها لم تغلق الباب ,,
مرت دقائق وسحب الغطاء فجأه من فوق السرير ,, والقى علي الارض ولم يحدث اي شئ حتى الصباح ,,
استيقظت هدير لتجد اخوها قد اصاب بالالفنونزا الحاده نتيجة سقوط الغطاء من عليه ,,
ولكن هدير لم يصيبها اي أذى ,, بالرغم من الغطاء ازيل من عليها ايضاً ,,
رأت هدير والدتها آتيه ومعها علبه دواء للبرد ,, لتعطيها لسمير ,,
" ماله سمير يا ماما " ؟؟
" مش عارفه يا بنتي انا كل شوية اخش اغطيكم ,, بس دخلت الصبح لاقيت الغطا واقع علي الارض ,, واخوكي بيكوح وعنده رشح جامد ,, جاله برده ,,
" الف سلامه عليك يا سمير " قالتها هدير وهي تنهض متوجهه للحمام ,,
دقائق ثم خرجت ..
فعادت لغرفتها ولكنها لم تجد امها واخوها ,,
" ماما انتي فين ؟؟"
"انا هنا يا حبيبتي "
اتجهت هدير لغرفة نوم والدتها ,, فوجدت سمير قد غط في النوم وامها تقوم بعمل كمدات له بسبب درجة حرارته المرتفعه ,,
" انا هذاكر شوية يا ماما هتعوزي حاجه مني ؟ "
"شكراً يا حبيبتي ربنا يوفقك "
عادت هدير لغرفتها ,, وشعرت بدفئ غريب بداخلها ,,
فجلست علي السرير واخرجت بعض الكتب الدراسيه وتلك الورده الحمراء التي كانت تخبئها داخل حقيبتها ,, والتي لازالت ورده نضره لم تذبل ,,
ولكنها شعرت برغبة غريبه او فكره قفزت في رأسها فجأه بأن تقف عاريه وتشاهد جسدها خاصه بعد ان علمت انها قد بلغت اخيراً ,,
بالفعل اغلقت باب الغرفه بالمفتاح ,,, ووقفت امام المرآه وخلعت ملابسها واخذت تلتف حول نفسها امام المرآه ,,
وتتلمس جسدها وتتراقص ,, ولكن فجاه اذا بوجه مألوف يظهر في المرآه ,, انه ذلك الشاب الوسيم التي قد حلمت به مرتين ,,
ينظر لها مبتسماً كاشفا عن اسنانه اللامعه المتراصه بعنايه وترتيب وحجم متساوٍ ,,
فوقفت متجمده في مكانها ورفعت ملابسها تغطي بها جسدها ,,
فاتسعت ابتسامته اكثر ثم ................... !!
#الحلقة_الرابعه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
فاتسعت ابتسامته اكثر ثم اختفى ,,
ولكنها ابتسمت هي ايضاَ ,, واخذت تتعجب كيف لهذا الشاب ان يسيطر علي احلامي ويأتيني في كل شئ اراه ,,
من هذا الشاب ,, ومن اين ؟؟
لم تكن هدير تعلم بحجم المصيبه التي وقعت فيها ,,
فارتدت ملابسها وجلست علي حافة السرير ,,
وسرحت في دنيا تتمناها برغم صغر سنها ,,
دنيا مليئة بالبهجة والسرور والاحلام ,,
مر اليوم بسلام دون اي احداث اخرى تذكر ,,
جاء المساء وسمير اخوها مازال مريض في السرير ,,
فاخبرتها امها ان اخوها سينام بغرفتهم حتي لا يتعرض للبرد مرة اخرى ,,
ثم تابعت " اغلقي الشباك جيدا وتغطي جيدا حتي لا تصابي بالبرد مثل اخوكي ."
" حاضر يا أمى ولكنني سأشاهد التلفزيون لبعض الوقت ثم سأذهب لأنام ".
" حاولي ان لا تسهري كثيراً حتي لا تتأخري علي مدرستك وعندما يعود والدك من الخارج , ضعي له الطعام الموجود بالمطبخ "
" حاضر يا ماما ,, بس احتمال مروحش المدرسه بكره "
" ربنا يسهل يا هدير انتي عارفه ابوكي ممكن يزعق لو مروحتيش "
" ماشي يا ماما انا هقوله واتفاهم معاه "
" تصبحي علي خير يا هدير "
وانتي من اهله يا حبيبتي "
جلست هدير تشاهد التلفزيون لمدة طويله ولم يعد والدها من الخارج حيث كان اخبرهم انه سيسهر مع اصدقاءه ,,
كانت هدير تشاهد فيلماً كوميدياً للفنان " محمد هنيدي " وكانت تحاول كتم ضحكتها بين الحين والاخر حتي لا تقلق والدتها من نومها ,,
دقت الساعه الثانية عشر ليلاً ,,
ولكن ظهر صوت اخر افزع هدير وهي جالسه بمفردها في الصاله ,,
صوت باب الحمام يفتح ويصدر ذلك الصرير الناتج عن صدأ مفصلات الباب ,, ذلك الصوت المرعب الذي نسمعه في افلام الرعب ,, ظل الباب يفتح ببطئ ويصدر ذلك الصوت الى أن توقف فارتاحت هدير واطمئنت قليلاً ,,
ثم وبدون اي مقدمات اغلق باب الحمام بعنف شديد مما كاد ان يحطم جدار الحمام نفسه ,,
فزعت هدير اكثر واكثر ,,, ثم فجأه انقطع النور وعاد بعد ثوان قليله ,,
ثم لمحت شئ يتحرك بسرعه من امامها ,, شئ ابيض طويل تحرك بسرعه من تجاه الحمام الي غرفتها ,,
فأغمضت عينها خوفاً وحاولت ان تصرخ ولكن هناك شئ يمنعها ,,
شعرت بأنامل تسير علي جسدها ,, كأن هناك من يتحسسها ,,
ففتحت عينيها ولم تجد شئ ,, وقفت ببطئ وحاولت ان تنادي علي امها ,, ولكنها لم تستطع الا اصدار صوت ضعيف جداً يكاد لا يسمع وصوت التلفزيون يغطي علي صوتها ,,
حاولت ان تسير تجاه غرفته والدتها ,, ولكنها لم تستطع واتجهت لغرفتها ,, كأن هناك شئ يتحكم بها ,, وقفت امام غرفتها ,,
فوجدت ذلك الظل الذي سار من امامها منذ قليل جالس علي طرف السرير وينظر للأرض ,,
وقفت هدير خائفه مرعوبه ,, تنظر لتلك السيدة ,,
التي اخذت ترفع راسها ببطئ ونظرت لهدير ولكن هدير لم تستطع رؤية ملامحها لأن شعرها الطويل كان يغطي وجهها ,,
ثم فجأه شئ جذب هدير لداخل غرفتها ثم اغلق الباب خلفها ,, مع تلك السيده الجالسه علي سريرها ,,
بمنظرها المزري ,, جلدها المجعد الاسود كأنه محروق ,,
واظافرها السوداء الطويله ,, وشعرها الابيض الطويل الذي يغطي وجهها ,,
لك أن تتخيل نفسك في ذلك الموقف انت داخل غرفه مغلقه مع شئ لا تعلم ماهيته أو من أين اتي ,,
ولكنك تعلم من اين اتي ,, انه آتٍ من الحمام ,,
وفي حياتنا هذه نعلم ما الشئ الذي قد يخرج من الحمام ,,
فجأه بدأت تظهر بقع بنية اللون تظهر علي يد هدير كأن جلدها يُحرق ,,
وفي تلك اللحظه بدأت عيون تلك السيدة تظهر وبدأت ملامحها تنكشف لهدير ,,
انها تلك السيده التي كانت تجلس علي الكرسي الفضه في الحلم ,,
ولكن شكلها بشع جداً ,,, عيونها السودااااااء تماماً وانيابها الطويله التي يتساقط منها قطرات دم ,, وجلد وجهها المجعد ,,,
ولكن هدير كانت تتألم من تلك البقع الذي كانت تظهر علي جلدها ,,
حتى ظهر خلفها حبيبها وصاحب احلامها ,, ذلك الشاب الوسيم ..
التفتت له هدير وقالت له " الحقني " الست دي عايزه تموتني ,,
وهي تشير الي تلك السيده ,,
ولكنه قال لها بهدوء " اين هي تلك السيده " ,؟؟
فنظرت هدير لمكان جلوس السيده البشعه ,, فلم تجد احد ,,,
نظرت الي ذراعها لترى مكان البقع البنية اللون لم تجد شئ ,,,
والله كانت لسه هنا ,, انا مش عارفه في ايه ؟؟
" لا تقلقي يا عزيزتي فبحضوري لن يستطيع احد مسك بأذى" ,,
" ربنا يخليك ,, بس انت دخلت هنا ازاي ؟؟
" ارجوكي لا تسألي ذلك السؤال مره اخرى , عند حضوري تفتح اي ابواب مغلقه في وجهي " ,,
" المهم انك جيت انقذتني في اخر لحظه "
"بس هي عايزه مني ايه ؟؟ ،،، انا مش عملت حاجه والله "
" عارف يا حبيبتي ,, هما عايزين يفرقوا بينا وانا مش هسيبك ابداً "
" ياريت بجد متسبنيش "
لم تكن هدير بمثل تلك الحاله من قبل .. انها منقاده وراء ذلك السراب ,, لقد سيطر علي عقلها ,, بشكل تام ,,
سمعت هدير باب المنزل يفتح انه والدها قد آتي من الخارج ,,
في نفس الوقت اختفي حبيبها من امامها ,,
فجريت وفتحت الباب لتستقبل والدها ,,
دخل والدها وجلس بالصاله واخبرها ان تحضر له الطعام ,,
بالفعل احضرت له اطباق الطعام ويدها ترتجف من الخوف مما حدث منذ قليل ,,
" مالك يا بنتي في ايه ؟؟ ايدك بترتعش كده ليه ؟؟
" مفيش يا بابا تعبانه شوية ،، اظن اني اتعديت من سمير "
" الف سلامه عليكي ،، خلاص ادخلي نامي انتي "
" هعملك شاي بعد الاكل "
" لا ادخلي انتي انا شربت شاي من شوية "
" ماشي يا بابا تصبح علي خير "
دخلت هدير غرفتها في خوف وحذر ,, واخذت تنظر هنا وهناك ,,
ولكنها جلست علي الارض و لم تقترب حتى من السرير ,,
ظلت تفكر فيما حدث الي ان قطع النوم حبل افكارها ,, ومالت بجسدها علي الارض و نامت بعمق ,,
نشاهد الان غرفه هدير هادئه وهي ممده علي الارض ,,
مرت دقائق فساعات ,, ولم يحدث شئ ...
لا هناك شئ ,, ولكن تحت السرير ,, هناك حركة غريبه ,, اصابع تخرج ببطئ من اسفل السرير ,, اصابع ليد سوداء امتدت للخارج تجاه هدير ,,
الى ان اطبقت علي قدم هدير ,, وقامت بسحب هدير ببطئ تحت السرير ,,
ولكن قبل ان يختفي جسد هدير كليا تحت السرير فقد فاقت وكانت رأسها فقط هي التي بالخارج ,,
ففزعت هدير و اخذت تتلوي وتحاول الافلات من شئ اسفل السرير حاولت الصراخ ولكن هناك يد امتد وكتمت فمها ,,,
ولكن بعض صراع كبير ,, استطاعت هدير الافلات وزحفت خارجاً ولكنها خرجت ولا يغطى جسدها الا ملابسها الداخليه ,,
قامت واتجهت لباب الغرفه حاولت فتحه للخروج ., ولكن دون فائده ,,
تظهر الكاميراً شئ طويل يقف وراء هدير بمسافه بسيطه انه ذلك الظل الذي ظهر ليلة امس ,,
شعرت هدير بأن هناك صوت انفاس خلفها ,, التفتت ولكنها لم تجد شئ ,,
ولكن الكاميرا تثبت غير ذلك ,, لازال الظل يقف ينظر لها وهي تنظر تجاهه ولكن لا تراه ,,
اعادة المحاوله لفتح الباب ولكن بدون فائده حاولت النداء ولكن لا مجيب لها ,,
تقدم منها ذلك الظل فوضع يده علي رأسها ,, ثم اختفى ,,
التفتت هدير وسارت تجاه السرير وصعدت عليه وشدت غطاءها ونامت بملابسها الداخلية ,,
ما حدث هو ان ذلك الظل أثر علي عقلها كأنه نومها مغناطيسياً ,,
غرقت هدير في نومها ,, ولكنها ليست بمفردها علي السرير ,, ظهر ذلك الظل الذي قَصُرَ حجمه واصبح في طول البشر ونام بجانب هدير علي سريرها ,,
حتى الصباح ,,
دق باب هدير لكن لا مجيب ,,
فدخلت والدتها لكي توقظها ,, " يا هدير اصحي يا بنتي عشان المدرسه " ..
" طب اصحي افطري ونامي تاني لو مش عايزه تروحي "
ولكن هدير لا تجيب ,, اقتربت الام من السرير وازاجت الغطاء من فوق هدير ,,
ولكن هدير كانت بملابسها كاملة ,, بالرغم من نومها بالملابس الداخليه فقط ,,
جذبت الام يد هدير التي كانت بارده بشده ,,
قلقت الام فقامت بهز ابنتها ووضعت يدها علي جبينها فكان بارد ايضاً ,,,,
فصرخت الام فحضر والدها مسرعاً علي صوت صراخ الام ,,
فشرحت له الام ما حدث فحمل ابنته إلى المستشفي العام القريب منهم ,,
وصل بسرعه ودخل قسم الطوارئ , وكشف عليها الطبيب ,, وعلق بعض المحاليل لها ,,
وشرح الوضع للأب ان ابنته كانت مصابه بهبوط حاد في الدوره الدموية ,,
وانه جاء في الوقت المناسب ,, ولكنه لم يعلم سبب ذلك الهبوط ,,
بعد ساعات في المستشفى تجلس الام وهي حاضنه ابنها سمير والاب يسير ذهاباً واياباً ,, بعد ان اتصل واعتذر عن العمل اليوم ,,
ثم أتت ممرضه واخبرتهم ان ابنتهم اصبحت بصحه جيده ,, ومن الممكن ان تخرج الان ,,
دخل الاب وحمل ابنته ,, وعادوا للمنزل ,,
ثم وضعها في السرير وقام بتغطيتها ,, لكي ترتاح فجلست بجانبها الام وسمير ,,
فنظر سمير لاخته النائمه في هدوء تام ,, ثم نظر لوالدته في حيره وتردد ثم قال " انا شوفت العو بيضرب هدير "
نظرت امه في ذهول ,,, " مين اللي ضرب هدير وشوفته ازاي " ؟؟؟
" انا كنت نايم وصحيت كنت عايز اروح انام جنب هدير فقمت وانتي وبابا نايمين ,, وفضلت اخبط علي باب الاوضه بتاعت هدير ,, ومش فتحتلي فبصيت من خرم الباب لا قيت حاجه بتشد هدير تحت السرير وهي نايمه ,, وبعدين لاقيتها عماله تزحف ,, وبتطلع من تحت السرير وكانت من غير هدوم ,, وكان العو بيبصلي وعينه كانت لونها احمر بتنور من تحت السرير ,,, فخوفت ورجعت نمت تاني جنبك يا ماما "
لم تكن تعلم اتصدق الام ام لا ما رواه ابنها ,, ولكنها وضعت يدها علي جبينه لتتأكده انه ليس مصاب بحمى ويهزي " ,,
ولكن ابنها طبيعي ,, ولكنها تجاهلت كلامه او لم تكن تريد ان تقتنع به لان بذلك سيسلكون طريق ليس بهين ...
وفكرت ان تنتظر تعافي ابنتها وسؤالها عما حدث ,,
مرت ساعات ولازلات هدير نائمه ,,
سنحاول الدخول الي اعماق عقلها الباطن لنرى بماذا تحلم ,.,
الان نرى هدير واقفه في ارض فضاء واسعه ليس لها بداية ولا نهاية وليست هناك الا شجرة واحده ,,
اوراقها شديدة الخضار فسارت متوجهه اليها لتستظل بظلها ,,
جلست هدير وحيده تحت الشجرة ,, لا تعلم اين هي , والي أين تذهب ؟.
ظلت جالسه منتظره اي شئ يحدث لتخرج مما فيه ,,
وفجأه رأت من بعيد رجل عجوز ظهره منحني وله لحية طويله ,,
فوقفت واشارت اليه لكي يساعدها ,,
فتقدم نحوها ذلك العجوز وقال " ماذا اتى بك الى هنا يا عزيزتي " ؟
" ان لا اعلم كيف اتيت ولا اعلم الي اين اذهب " ؟
" من يأتي هنا لابد ان يكون له تابعين " ,,
ولكي تخرجي لابد ان تقبلين ما سيعرض عليك ,,
ثم التفت وسار في طريقة ,,
لم تفهم هدير اي شئ وحاولت النداء عليه ليساعدها ولكنه لم يعطها اي اهتمام وسار في طريقة حتى اختفى عن الانظار ,,
ظلت هدير واقفه حائره اي عرض سيعرض عليها ؟؟
ومن هم هؤلاء التابعين الذين قاله عليهم ؟؟
يا الله ماذا افعل الان ؟؟
ظلت هدير منتظره حتى شعرت بشخص يقف خلفها ,, فاذا هو ذلك الشاب الوسيم ,, مرة اخرى ,,
" اهلا هدير عامله ايه " ؟؟
اهلا يا ... انا لحد دلوقت معرفتش اسمك ..
هو انت اسمك ايه ؟؟
انا اسمي داغر ,,
اهلا داغر اسمك حلو .. بس انا مش عارفه جيت هنا ازاي ,, انت جيت ازاي انت كمان ؟
فقال لها داغر لكي نخرج من هنا لابد ان نتزوج " فهل تتزوجيني " ؟؟!!
" اتزوجك ؟؟ بس انا لسه صغيره ولسه ادامي فترة طويله حتى اصبر لما اخلص الثانوية طيب ,,
انا مستعد انتظرك ولكن لابد ان تحددي لي موعد تلتزمين به ,,
" بس انا مقدرش احددلك ميعاد معين لان من سيقوم بذلك هو والدي وليس انا ,, اذا لابد ان تقابل والدي "
" مقدرش اجي اقابل والدك دلوقت ,, بس طالما انتي موافقه هحاول "
" بس لما اخلص ثانوية عشان يوافق "
ماشي انا هنتظرك ولكني سأزورك كثيراً ,,,
" ماشي بس خرجني من هنا الاول "
" خلاص لما تصحي هتلاقي نفسك خرجتي " ,,
" اصحى من ايه " ؟؟
فقاام الشاب بدفع هدير بقوة ,, فشعرت انها تسقط من علي قمة جبل ,,
حتى نهضت جالسه علي سريرها وهي تشهق من الرعب ,,
ففزعت امها اللي كانت بجانبها ,, وضمتها اليها مالك يا حبيبتي اكيد دا كابوس ,,
عامله ايه يا هدير دلوقت ؟؟
" الحمدلله يا ماما "
" ايه مالك حصل ايه ؟؟ "
" ماما انا بتحصلي حاجات غريبه في الاوضه هنا ,,, امبارح في حاجه شدتني تحت السرير وقلعتني هدومي ,, انا مكنتش عايزه اقول عشان عارفه انك مش هتصدقيني ,, "
وكانت الكلمات قد خرجت من فم هدير لتصدم والدتها بالحقيقة التي لم تكن تريد ان تصدقها من خلال ابنها الذي حكى لها نفس تلك التفاصيل ,,
احتضنت الام ابنتها ,, وقالت لها " استعيذي بالله من الشيطان الرجيم " واهدي وانا هنام معاكي وسمير هينام مع ابوكي عشان مفيش حاجه تأذيكي ,,
ولكن ما حدث ان لم يعد يحدث اي شئ لهدير ,,
غير ان حبيبها كان يأتيها في الحلم يومياً
يقضيان اوقات ممتعه ,, ويسافران في اماكن جميله وبعيده ,,
وظل الحال هكذا إلى ان اصبحت هدير في الثانوية العامه في المرحله النهائيه ,,
كانت هدير تحب ان تنام لترى حبيبها التي قضت معه اجمل الاوقات علي مر 4 سنوات
كانت هدير تعلم ان حبيبها ليس من بني انس ,, ولكنه يعوضها عن كل شئ لأن ليس هناك من بني انس سينظر لها ويأخذها يومياً لاماكن جديده ممتعه ,,
لن يسعدها بمثل ما حصلت عليه من سعاده ,,
هل لكي انتي تتنازلي عزيزتي القارئة عن شخص يأخذ حول العالم لأجمل الاماكن بلمح البصر حتى لو كان حلماً ,,
اذا اجبتي فلا ,, فلتنتظري عشيقك الذي سيزورك ليلاً فلتبتسمين لمرآتك لأنه سيزورك الليله ,,
ومن منكم اعزائي القارئين قد زاره عشيقه السفلي فليخبرني غداً
#الحلقة_الخامسه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
منذ ان دخلت هدير الصف الثالث الثانوي ,, وقد بدأ العرسان يدقون بابها ,,
منهم من هو متعلم وحاصل علي ليسانس او بكالوريوس ومنهم من لديه صنعه كإبن نجار المنطقه او السباك ,,
ولكن كان الاب يرفض لأنه يريد لإبنته ان تنهي تعليمها اولاً ,,
وهي كانت لا تهتم بشؤن العرسان فلديها عريسها الخاص ,,
كانت هدير بمثابة صيد سهل لانها كانت بعيده عن ربها ,, لم تركع لفرض منذ طفولتها ,,
وذلك بسبب بعد الاهل عن الصلاة هم ايضاً ,, وتلك هي الكارثه ,,
كانت هدير قاربت علي فترة الامتحانات ,, وكانت استعدت تماماً لأن هناك حافز كبير يجعلها تنهي مرحلتها الثانوية ..
حيث اقترب موعد خطوبتها الزائفه التي وعدها بها حبيب احلامها ,,
يا هدير قومي شوفي ايه الدوشه اللي علي السلم دي مش عارف انام " يقولها والد هدير وهو عصبي جداً
حيث يوجد صوت اناس علي السلم ,,
" حاضر يا بابا "
توجهت هدير نحو باب المنزل فوجدت اناس اغراب يدخلون الشقه المقابله ,,
فلم تهتم واغلقت هدير الباب ,, وتوجهت لوالدها واخبرته بجيرانهم الجدد,,
تأفف والدها من ذلك حيث سيحرص اكثر علي خصوصيتهم بعد ذلك ,, ثم اكمل نومه ,,
" توجهت هدير لغرفتها لكي تذاكر مادة اللغه العربيه " لانها اول مادة ستمتحنها بعد 4 ايام ,,
دقت الساعه العاشره مساءاً ,,
الجميع نائمين الا هدير ظلت تذاكر بجد ,,
ولكن هناك صوت لفت انتباهها ,, 3 دقات يأتون من خلف جدار غرفتها ,, ثم يعم الهدوء ,,
عاد صوت ال 3 دقات مره اخرى ,, اصبح صوت الثلاث دقات يأتي كل 5 دقائق ,,
وضعت هدير أذُنها علي مكان صدور تلك الدقات المزعجه ,, فسمعت صوت همسات وضحكات لبنات ,,
فارتبكت ورجعت للخلف ,,
ولكن فجأه انقطعت انوار الغرفه ,, فشعرت هدير بأن الهمسات والضحكات اصبحت في غرفتها ,,
وانها لم تعد بمفردها ,, حاولت القيام من علي السرير والتوجه لباب الغرفه ,, في هدوء
ولكنها شعرت بأنفاس احد في وجهها تماماً ,,,
انفاس ساخنه ذات رائحه غريبه ,, رائحه لا تستطيع ان تشتمها الا عند دخولك المقابر ,, انها رائحه الموت ,,
حاولت هدير الصراخ ولكنها سمعت صوت همسات بوضوح "سيجعلك تنضمين الينا قريباً " ,,
ثم عادت الانوار ولم تجد هدير اي احد في الغرفه ,,
جريت هدير وخرجت من غرفتها ,, خائفه توجهت للمطبخ لكي تشرب بعض المياه ,, فوجدت من ينتظرها داخل المطبخ ,,
انه داغر الذي افزعها عندما اضاءت نور المطبخ وتفاجئت به ,,
فهمست له " انت رعبتني حرام عليك " " ايه اللي جايبك هنا في المطبخ " ؟؟
" مفيش بس كنت بطمن عليكي وماشي " ,,
" انا كويسه الحمد لله ,, انت عامل ايه ؟؟ "
" انا كويس أووي بس متخافيش من جيرانك الجدد , دول ظروفاء اووي "
" انا معرفهمش ،، ومش عايزه اعرفهم "
" ماشي انا همشي دلوقت ونتقابل بعدين "
ثم اختفى من امامها ,, ورجعت هدير لغرفتها متردده الخطوات حائرة العينان ,, تنظر هنا وهناك ولكن خوفها تلائى تدريجياً بعد ان وجدت امها خارجه من غرفتها متجهه الى المطبخ ,,
" مالك يا هدير في ايه واقفه كده ليه " ؟؟
" مفيش يا ماما كنت في المطبخ بشرب ورايحه انام "
" ماشي يا حبيبتي تصبحي علي خير "
" وانتي من اهله "
دخلت هدير لغرفتها واغلقتها ثم اتجهت لسريرها ولكن لم تكن لتجروء أن تطفئ النور ,,
وسحبت غطاءها لكي تنام ,,
وبالفعل نامت ,,
لكن هناك من بدأ يهزها لكي تستيقظ ,,
بالفعل استيقظت هدير ولكنها لم تجد نفسها بغرفتها ,,
بل وجدت نفسها نائمه علي ارضية رطبه صلبه ,,
وهناك ضوء بسيط يضيئ المكان بصورة بسيطه ,,
انها شمعه موضوعه علي طاولة فحاولت ان تتفحص المكان لكي تعلم اين هي ,,
ولكنها شعرت بحركة بسيطه حولها ,,
فأغلقت عينيها خوفاً مما قد تراه ,, ولكن لم تسمع او تحس بحركة اخرى,,
فتتحت عينيها ببطئ ,, وحاولت استكشاف المكان ,, انها صالة لشقه عاديه بها بعض الاثاث القديم ,,
كراسي متراصه ,,
ولكن الكراسي لم تكن فارغة ,, صُعقت هدير لما رأته ,,
هناك اناس جالسون علي تلك الكراسي ينظرون للشمعه دون ان تتحرك جفونهم ,,
عيونهم مفتوحه علي اخرها بطريقه مرعبه ,, وافواههم تتحرك دون خروج اي صوت منها ,,
حاولت هدير الزحف من ذلك المكان مع انها لا تعلم الي اين تتجه ,,
ولكن بدأت عيون اولئك الاشخاص التحرك باتجاه هدير ,, التي تسمرت مكانها ,, عندما رأتهم ينظرون اليها ,,
ثم سمعت صوت بكاء يخرج منهم ,, انهم نساء ,,
علمت بذلك من صوت بكاءهم ,,
ولكنهم وقفوا في اماكنهم وبدأوا يسيرون ببطئ جداً في اتجاه هدير وهم رافعي الايدي امامهم ,,
اخذت هدير تصرخ بعلو صوتها وهي ترجع للخلف بظهرها ,, الي ان اصطدمت بحائط فلم يكن هناك مفر ,,
ظلت هدير جالسه مكانها تصرخ ,,
واولئك الاشخاص ,, يتوجهون اليها وبدات ملامحهم تظهر تدريجياً ,, كلما اقتربوا من اضاءة الشمعه ,,
فزعت هدير اكثر ,, فهناك من وجهها مشوه بالكامل فجلد وجهها مزال بالكامل ,, ولا يظهر الا عضلات الوجه ولحمه وشحمه ,,
وهناك من هي بدون فك سفلي ولسانها يتدلى للخارج ,,
وهناك من هي بدون عينان ,, حيث مكان عيونها مجوف فارغ ,,
واخريات اكثر بشاعه ,,
واخذوا يصدرون صوت من حناجرهم ,, صوت مكتوم ,,
ظلت هدير تصرخ بأعلى صوتها لعل احد ان ينقذها ,,
ولكن اقتربت تلك النساء منها ,, واخذت تحاول خنق هدير ,, ولكن هدير كانت تلوح بيدها فتبعد ايديهم بسهوله ,,
الى انا سكنت حركتهم جميعاً بعد سماعهم صوت احدهم قادم ,,
شعرت هدير انه هناك ما اخافهم وافزعهم ,, ولكنهم اختفوا نهائياً ,,
ولكن كان هناك شخص يقف في الظلمه لا تظهر ملامحه ,,
ثم قال " لا تخافي قريباً سينتهي كابوسك هذا "
ثم اختفى ,,
ثم شعرت هدير بارتخاء غريب في جسدها وثقلت جفونها وغرقت في النوم ,,,
استيقظت هدير وهي تشعر بتثاقل وارهاق غريب في جسدها كأنها كانت تصعد جبل لا نهاية له ,,
وجدت الساعه تدق الثانية بعد منتصف الليل ,,
ثم وجدت نفس الجمله التي سمعتها في كابوسها مكتوبه علي مرآتها ,, " لا تخافي قريباً سينتهي كابوسك هذا "
شهقت هدير من الصدمه ,,
اهو داغر الذي اخاف تلك النساء ؟؟
ام انها مجرد صدفه ؟؟
خرجت هدير من تركيزها حينما وجه لها الدكتور يوسف سؤال : هل كنتي تصلي يا هدير ؟
صدمت هدير من السؤال لأنها لم تكن لتسجد لله منذ صغرها ..
فصدم الدكتور من اجابتها " بلا لم اصلي قط في حياتي "
فتنهد في ضيق ثم قال لها اكملي ,, " ماذا فعلتي حينما رأيتي تلك الجمله علي المرآه " .. ؟؟
" لم افعل شئ لأن داغر قد حضر في زاوية الغرفه وظل واقفاً يتأملني كأنه اول مره يراني "
فقلت له في ضيق " ماذا تريد مني ومن هن تلك النساء " ؟؟
رد قائلاً في برود تام " انا احبك واريدك لي " ..
" كيف تريدني وكيف ستتزوجني " ؟؟
" سنتزوج كما يتزوج اي اثنين يحبوا بعضهم البعض " ,,
" وكيف ستقابل والدي ومتي " ؟؟
" متي تشائين " ,,,
" ومن هن تلك النساء وماذا يريدون مني " .,
تردد في الاجابة ثم قال " انهم كانوا يريدون الارتباط بي ولكني فضلتك عليهم لذا هن متضايقين فلا تعيريهم اهتماماً " ,,
" حاضر وهتيجي امتي بقي تقابل بابا لأن في عرسان كتير بتجيلي وانا بحاول ارفض بقدر الامكان وكمان بابا بيرفض اللي مش شايف اني ليا مستقبل معه " ,,
" محدش يقدر يرتبط بيكي غيري " ,,
" للدرجه دي بتحبني يا داغر " ,, ؟؟
" طبعاً يا هدير هسيبك دلوقت عشان محضر ليكي مفجأه " ,,
" ماشي اشوفك بعدين بقي ,,,, "
علمت هدير انه يعني بالمفاجأه هو انه سيأخذها لمكان جديد اثناء نومها ,,
فأكملت نومها بسرعه وكانت تجاهد لتنام ,,
بالفعل استطاعت ان تنام وتحلم كالعاده وهي تدور حول العالم في اجمل الاماكن ,,
التي لم تكن تحلم ان تراها ,,
لقد استطاع داغر ان يجعل هدير تنسى ماحدث لها في الحلم المرعب التي حلمت به ,,
وهل هو كان فعلاً حلم ام انه حقيقه ,,
ولكنه كان كالثعلب الماكر ,, استطاع ان يقنع هدير بسهوله وهي كانت لتصدقه في كل شئ ,,
الا ان جاء اليوم التالي وكانت تستعد لامتحانها ,,
فاذا بوالدها يدخل فرحان وسعيد ويزف خبر سار لوالدة هدير ,,
" ماذا هناك يا ابو هدير " ؟؟
#الحلقة_السادسه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
فاذا بوالدها يدخل فرحان وسعيد ويزف خبر سار لوالدة هدير ,,
" ماذا هناك يا ابو هدير " ؟؟
" هدير جالها عريس بس ايه لقطه " ..
" ومين دا يا اخويا " ..
" ابن زميلي في الشغل ,, لسه مخلص كلية طب السنه دي " ,,
" بس مش انت كنت رافض انها ترتبط وهي في الدراسه " ,,
" بس انا مش هلاقي ليها فرصه احسن من دي يا ام هدير " ,,
" وهو في كلية طب يعني لسه هيعمل ماجستير ودكتوراه يعني دا شئ هيحفزها انها تذاكر هي كمان " ,,
" والله اللي انت شايفه انت ابوها وعارف مصلحتها كويس " ,,
" طب هي فين هدير عشان اقولها ؟؟ "
" ما بلاش دلوقت يا اخويا عشان تركز في مذاكرتها وامتحاناتها " ,,
" عندك حق خلاص لما تخلص امتحانات هقولها " ,,
" تسلم يا اخويا عين العقل " ,,
" قومي بس اعمليلي الغداء عشان واقع من الجوع "
" من عنيا يا اخويا " ,,
سمعت هدير تلك المحادثه التي دارت ولم تكن تدري ماذا تفعل ,,
وماذا سيفعل حبيبها داغر حينما يعلم ,,
ظلت هدير طوال اليوم في قلق ,,
لأن داغر قد اخبرها انه قد يمحو من يفكر ان يرتبط بها من علي وجه الارض ,,
كان داغر قد اخبرها عن طريقه لكي تأتي به في اي وقت بسرعه ,,
وهي قول بعض الطلاسم ولكن لن نذكرها مراعاة لأمان القراء ,,
بالفعل اخرجت هدير الورقه وبدأت القراءه إلي ان ظهر داغر ,,
واخبرته بما حدث ,,
فرد عليها قائلاً " اني اعلم هذا ولا تخافي لن يستطيع احد اخذك مني " ,,
" ربنا يخليك يا حبيبي " كان هذا ردها ,,
قبل ان تنادي والدتها عليها ,,
فذهبت هدير وتركت داغر في الغرفه وذهبت ,,
ثم بعد دقائق عادت ,, فلم تجد داغر ولكنها وجدت جمله كُتبت علي المرآه " لا تقلقي قريباً ستأتي لعالمي وتعيشي معي "
تنهدت هدير كأنها تشعر براحه مما قرأت وكالعاده بعد ان تقرأ هدير الجمله المكتوبه تُمحى تلقائياً ,,
كانت هدير بعض الاحيان تعلم ان ما تفعله هو شئ خاطئ ولكن داغر كان يسيطر علي تفكيرها ,, فقد جعل احد خدامه دائماً بجانب هدير لكي يسطير علي تفكيرها في غياب داغر ,,
ولكن احياناً كانت تشعر هدير بأن ما تمر به خاطئ وخطر ,, وكانت تريد ان تحكي لوالدتها ولكن هناك ما كان يمنعها ,,
مر اليوم وذهبت هدير لدرس المراجعه النهائية الخاص بها وعادت كالعاده ,,
لكي تذاكر وتنام بدري لأن امتحانها صباح باكر ,,
دخلت امها عليها ..
" اعملك شاي ولا اكل يا حبيبتي عشان تعرفي تذاكري ؟؟"
" لا شكراً يا ماما انا هخلص بسرعه كده عشان اعرف انام بدري عشان الامتحان " ,,
" ربنا معاكي يا بنتي وخير ان شاء الله بس لو احتاجتي اي حاجه انا صاحيه مش هنام الا لما تنامي " ,,
" ماشي يا ماما " ,,
المهم مر الوقت وخلصت مذاكرتي وروحت قولت لماما اني خلصت وهنام عشان هي تخش تنام ,,
كتر خيرها كانت مستنياني اخلص عشان لو احتاجت حاجه ,,
توجهت لسريري عشان انام ,,
استلقيت علي سريري ,, ولكني لم انم بسهوله ,,
ولكني نمت بعمق بعد محاولات كثيره للنوم,,
حتي شعرت بصوت يشبه الخربشه علي باب الغرفه ,,
فقمت من نومي متثاقله ومرهقه ,,
فتحت باب الغرفه ولكن لا يوجد شئ ,,
كدت ان اغلق الباب مره اخرى ,,
ولكنني سمعت صوت الخربشه مره اخرى ولكن علي باب الشقه ,,
ترددت ان افتح ولكن كنت خائفه فمشيت ببطئ وخفه ,,
اقتربت من الباب ,, فتوقف الصوت ,, فوضعت أذني علي الباب احاول ان اسمع ما سبب هذا الصوت ,,
ولكنني لم اسمع اي شئ ,,
فقمت بفتح الباب ,, ببطئ شديد,,
ولكن سمعت صوت بكاء طفل ,,
حدثت نفسي " ياربي هو دا وقته انا عندي امتحان وعايزه انام "
ولكن الفضول جعلني اخرج لأرى من يبكي ,,
ولكن عند خروجي انغلق باب الشقه بقوة خلفي ,,
مما تسبب في فزعي ,, ولكن صوت البكاء كان متواصل ,,
فتقدمت لأرى من الباكي رأيت طفل يجلس علي السلم ويعطيني ظهره ,, فتقدمت في بطئ ,,
وانا اقول " انت مين يا حبيبي وبتعيط ليه " ؟؟
لم يجيب .,,
طرحت عليه السؤال مره اخرى ,,
" انت مين وبتعيط ليه يابني ؟؟ "
ولكن صوت البكاء توقف
ثم التفت ببطئ ونظر لي ,,
وكانت الصدمه التي جعلتني اكاد اختنق خوفاً ,,
رأيت وجه الطفل وهو يبتسم لي في خبث ولكن شكله كان مفزع ’’ فمه كان غير طبيعي ,, كان به غرز خيط كأن هناك احد اراد اسكاته فأغلق فمه بالخيط ,,
وكانت عيونه سوداء كبيره ويتساقط منها دماء ,,
فعندما ابتسم لي بهذا الشكل صرخت صرخة دوت في ارجاء الكون وحاولت الجري ولكن نور السلم الخارجى انقطع تماماً ,,
ولكنني مشيت لأني اعرف تفاصيل بيتنا ,,
وقمت بطرق باب الشقه بقوة ولكن لا مجيب ,,
وانا اصرخ " افتحولي يا بابااااااااااااا يا مامااااااااااااااااااا " " الحقووووووووووووووني " ,,,
ولكنني شعرت بشئ يسحبني بقوة من شعري حتي سقطت ارضاً ولكنه لم يتركني فظل يجرني علي الارض ,,
الى ان دخلت الي الشقه المقابله لشقتنا ,,
والقاني في وسط الشقة ,, وتركني ,,
ولكنني رأيت داغر جالس علي كرسي ,, و هناك شئ ضخم يتدلى من سقف الشقه ,,
فقال لي داغر " كويس انك جيتي عشان تشوفي مصير اللي يفكر يقرب منك "
" اتعلمين من هذا ؟؟ "
فقولت في خوف وزعر " من هذا " ؟؟ ,,,
" انه العريس الذي وافق عليه والدك "
" ولماذا اتيت به الي هنا ؟؟ "
" لكي انتقم منه "
" بس هو مش ليه ذنب سيبه في حاله "
" هاهاهاها لا يمكن وكفايه بقي عشان مش تعطليني عن شغلي ,,
ثم وقف ولأول مره ارى داغر في هذا الشكل المخيف ,,
حيث تحول شكله من الشاب الجميل الى شئ اطول بكثير وله شعر كثيف وعيون سوداء تماماً
ولا يرتدي الا قطعة قماش تحجب عورته ,,
وتاج من الريش علي رأسه ,,
ويضع في منتصفه ريشه حمراء طويله ,,
ثم تقدم امام الشخص المعلق في السقف ,, وكان مغشي عليه ,,
ثم قاااال بصوت عالي جداً :-
يا خدام الاسماء
يا خدام ايام الاسبوع
يا خدام شهور العام
يا خدام السحر من المرده
اقتلوا من يتدخل بيننا
لقنوه درساً من الجحيم
بدأت الارض والجدران تهتز بقوة شديده ثم بدأت أيادي كثيره تشق طريقها للخارج من خلال السقف والجدران وارضيه البيت ,,
وكان يخرج اصوات صراخ و عويل مثل صوت الذئاب كأنها تشير الي قدومها من الجحيم الي ارض الواقع ,,
خرجت هياكل شبه عظميه تشبة هياكل الانسان واخرى هياكل لحيوانات ,, ذات قرون قصيره ,,
و يغطي تلك الهياكل جلد اسود اللون ذائب متقطع ,, كأنهم كانوا يتحللون وخرجوا لتوهم ..
كانت الضحيه المعلقه للدكتور ابن صديق والدي ,, لازال مغشى عليه ,, لا يدرك نهايته المأساوية ,,
خرجت تلك المخلوقات ووقفت حول ضحيتها ,, التي ستكون وجبتهم هذا المساء ,,
ولكن ذلك الدكتور بدأ يفيق من اغماءة ,, وهذا ما لم اكن اترجاه ,,
بدأ ينظر حوله ويلتفت هنا وهناك ويحاول تدقيق النظر في من يلتفون حوله ,,
تخيل معي عزيزي القارئ انك نائم نوم هانئ وتفتح عيونك علي ابشع مخلوقات من الممكن ان تراها تأكد انك ستموت بذبحه صدريه حاده او سيجن جنونك ثم ستؤكل من قبلهم ,,
بعد ان استوعب الدكتور الضحيه موقفه ,,
ظل يصرخ بعلو صوته ويتلوي في الهواء لمحاولة الافلات ,,
فكان معلقاً رأسا علي عقب ,,
ولكن لم تسنح له تلك المخلوقات بالصراخ اكثر من ذلك ,,
فانقضت عليه وبدأت في نهش بطنه حتي خرجت امعاءة التي تدلت واخذت تخرج بخاراً من سخونتها ,, ورائحه مقززه ,,
فهدأت انفاس الدكتور وزهقت روحه ,,
وانا جالسه ارضاً اشاهد ذلك المنظر وانا اتمنى ان يقبض الله روحي بدلاً من مشاهدة تلك المذبحه التي تحدث ,,
خوفت ان اصرخ او اعمل اي رد فعل حتي لا اكون ضحيتهم التاليه ,,
وضعت يدي علي فمي حتي لا اصرخ واخذت الدموع تنساب من عيني ,,
واخذ داغر ينظر لي ثم ينظر للضحيه ويضحك ضحكات عالية مرعبه ,,
ثم قال لي " ارأيتي مصير كل من سيقترب منك ؟؟ "
لم استطع ان اخرج حرف من فمي ,,
اخذت اشاهد الضحيه المسكينه التي اصبحت مجرد هيكل عظمي ملوث بالدماء فقط ,,
اشار داغر لاتباعه بالانصراف فابتلعتهم الارض في لحظات ,,
ثم قام بالنفخ في اتجاهي فانطفأت الانوار ثم شعرت بأني اقع من مكان عالي جداً ,,
فنهضت من مكاني لاجد نفسي بغرفتي نائمه ,,
اخذت انظر حولي ,, فلم اجد اي شئ مما حدث ,,
ولكنني سمعت صوت خربشه علي باب الغرفه كما سمعتها من قبل ,,
أيقنت ان هذه اشاره بأن ما حدث حقيقه ولم يكن حلم ,,
اخذت ارتعد في مكاني خائفه ,, اخذت اسناني تخرج صرير من اثر اصطدامها ببعضها خوفاً ,,
شعرت بدفئ سريري من تحتي ,, فعلمت ان الخوف قد جعلني كطفله تبول علي نفسها ,,
اخذت الدموع تنزل بغزارة ,, ولم استطع النوم مره اخرى ,,
مكثت في مكاني هكذا خائفه ,, انظر حولي هنا وهناك ,,
الى ان سمعت صوت اشعر كأني لاول مره اسمعه في حياتي ,,
انه صوت الاذآن يدعو البشريه لصلاة الفجر ,,
فشعرت بأن قلبي يتزلزل في مكانه من اثر جمال هذا الصوت ,,
كيف لي لم اكن اسمع هذا الصوت من قبل ,,
يا الله ,, ان الله يقول لي حي علي الصلاه ,, حي علي الفلاح ,,
كيف لي لم اكن البي استدعاء الله لي ,,
شعرت بقوة غريبه وان الخوف زال من قلبي ,,
كأن الله يقول لي ها انا هنا اذا لبيت طلبي سأكون في عونك ..
فقمت من مكاني ,, واتجهت للحمام وقمت بالاغتسال من اثر ما حدث ,,
وغيرت ملابسي لملابس نظيفه تصلح للصلاه ,,
وتوضأت ثم اتجهت وبحثت عن سجادة الصلاه ,,
حيث عثرت عليها في غرفة ابي وأمي .,,
اخذتها وقمت بوضعها في اتجاه القبلة ,,
وانا افعل كل هذا وارى داغر حولي في كل مكان ينظر لي بغضب ,,
لم اكترث له ,,
قمت بالوقوف علي طرف السجاده واقمت صلاتي ,,
وكأني اولد من جديد ,,
أنهيت صلاتي ,, واخذت اقرأ بعض القرآن ,, واني اشعر بداغر حولي كأنه جن جنونه ,,
قمت من علي سجادة الصلاه ,, وتوجهت لكي انام قليلاً قبل امتحاني ,,,
وبالفعل نمت بهدوء ,, تام وبسهوله ,,
استيقظت علي صوت امي " يالا يا هدير اصحى عشان تفطري وتروحي امتحانك " ,,,
" حاضر يا ماما قايمه اهو " ,,,
نهضت من علي سريري اشعر بنشاط ,, ذهبت للحمام وغسلت وجهي ,,
ارتديت ملابس مناسبه للذهاب للامتحان ثم تناولت افطاري ,,
ثم قمت بأخذ ملزمه للمراجعه النهائيه اراجع منها قبل دخول لجنة الامتحان ,,,
خرجت من شقتنا واغلقت الباب خلفي ,,
ولكنني نظرت للشقه المقابله وتذكرت ما حدث امس ,,
ولكنني حاولت تجاهلها وعبرت من امامها لكي انزل السلم ,,
ولكنني شممت رائحه اظن اني شممتها من قبل ,,
ولكن كان هناك صوت لاشخاص ,, يتحدثون
فتجاهلت الامر تماماً ونزلت السلم فربما ما حدث في تلك الشقه كان مجرد كابوس او حلم ,,
توجهت للمدرسه وتقابلت انا وصديقتي مكه واخذنا نراجع سوياً ,,
دخلت لجنة امتحاني ,, والحمد لله انهيت امتحاني بجدارة ,,
رجعت لبيتي سعيده جداً بسهولة الامتحان ,,
ولكنني وجدت ابي وامي جالسين وكأن هماً اصابهم ,,
" في ايه يا ماما مالكم حصل حاجه لسمير ؟؟ "
ردت امي في حزن ..................... !!
#الحلقة_السابعه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
رجعت لبيتي سعيده جداً بسهولة الامتحان ,,
ولكنني وجدت ابي وامي جالسين وكأن هماً اصابهم ,,
" في ايه يا ماما مالكم حصل حاجه لسمير ؟؟ "
ردت امي في حزن " ابن صاحب ابوكي مش لاقيينه في اي مكان من امبارح "
" صاحب بابا ؟؟ مين دا ؟؟ " بلعت ريقي بصعوبه خوفاً من ان يكون ما يدور في ذهني حقيقي ,,
" الدكتور اللي لسه متخرج وكان جاي يتقدملك " ,,
صعقت من داخلي ولم استطع النطق ,, " اذا ما حدث حقيقي " " انه مقتول في الشقه التي تقابل شقتنا ,,,
ولكن هدير لم تستطع البوح بذلك فربما كان لداغر ان يأذيها ,,
او ان تتهم في مقتله ,, فضلت السكوت ,,, فدخلت لغرفتها واغلقتها علي نفسها ,, واخذت تبكي ,,
فنظرت الي المرآه تنتظر اي رد فعل او كلام يُكتب من داغر ,,
ولكن لم يحدث شئ ,, ظلت جالسه علي السرير ,, إلى ان ظهر داغر في هيئته الوسيمه ,,
وقال " لماذ فعلتي ذلك يا هدير الا تحبينني ؟؟ "
نظرت له هدير في فزع حيث لم تشعر بتواجده ,, " وقالت انك كنت تخدعني ,, لقد رأيت شرك وماذا تستطيع ان تفعل ,, فربما في يوم تفعل بي مثل ما فعلت به ,, ماذا تريد مني اتركني ارجوك لا اريدك "
" كيف لا تريدنني انك وافقت علي زواجي منك و جعلتك اسعد بشرية علي وجه الارض "
" هذه هي المشكله اني بشرية اما انت فلا ,, واني وافقت عليك لأني كنت طفله لا افهم شئ ,, كأن طفله صغيره عثرت علي دميه اسعدتها ولكن فيما بعد اكتشفت ان تلك الدميه استحوذت علي روحها وتجرها لمنعطف او طريق سيغضب منه الجميع ,, "
تحولت ملامح داغر من الهادئه الوسيمه لملامح غاضبه ,, وبدأت عيناه تتحول للون الاسود بداخله ذلك الشق الطولي الاحمر ,,
و اصبحت هيئته مثلما رأتها هدير سابقاً ,,
وقال لها " بحق ملوك الجان اجمعين ان لم تعودي لصوابك وتعودين لي ستندمين ندماً شديداً انت وكل شخص يقترب منك "
اجهشت هدير بالبكاء خوفاً ,, واصبحت ترتجف,,
واجابته في خوف " ان عودت لصوابي فعلا ولن استطيع مواعدتك او محبتك من اليوم فأنت عدو الله ,, واذا كنت تريد قتلي فاقتلني ,, "
" لا لن اقتلك ولكني سأجعلك تتمنين الموت في كل لحظه وفي كل وقت "
" لن تنامي من اليوم الا وستحلمين بشئ واحد فقط وهو الجحيم "
"الجحيــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـم " صرخ قائلاً تلك الكلمه
ثم اختفى ,,
ارتجفت هدير اكثر فأكثر شعرت انها في مأزق كبير ,,
ولكن الى من قد تلجأ ؟؟ وقد هددها بحياة كل شخص قريب منها ,,
قررت هدير محاولة مواجهة الموضوع وحدها لأنها هي من تسبب في كل ذلك ,,
************************** *********
ازيك يا حوده عامل ايه ؟؟
الحمد لله تمام يا هيما والله ,, انت عامل ايه وعامل ايه في الكلية بتاعتك ,,
تمام نحمد ربنا ,, الدكاتره بصراحه مش سايبنا في حالنا ,, كل شوية ملزمه تنزل واشتروا كتاب ينزل واشتروا ,,
امتحان في المحاضره ,, وفي الاخر الدكتور يجي في الامتحان يطلع عنينا ,, كأنه معقد نفسياً وعايز يسقط نص الدفعه ,,
استني بس يا هيما شوية انت اخدتنا كده في الكلام ونسينا نعرف نفسنا علي الناس اللي بتقرأ دي ,,
السلام عليكم ازيكم يا احلى قراء ومتابعين لكتابات كريم وجدي ,,
انا محمود الاباصيري ,, عندي 19 سنه ,, في كلية تجاره ,,
ودا صديق طفولتي ابراهيم محمد ,, عنده برده 19 سنه ,, بس اكتفى بدبلوم تجارة ,,
احنا متقابلناش من مده تقدروا تقولوا 3 شهور مع اننا ساكنين جنب بعض ,,
المهم يا حوده في جديد بخصوص البنت اللي انت معجب بيها ,, ومش عارف تكلمها ,,
اممممم ,, " قصدك هدير بنت عم نور الدين اللي ساكن في اول الشارع ؟؟ "
" ايوا يا عم هو في حد تاني غيرها ولا ايه ؟؟ "
" سمعت ان كان متقدملها عريس ومش عارف ايه اللي حصل بعد كده "
" طب وانت مش ناوي قبل ما حد يفكر يتجوزها يابني ؟ "
" يا هيما انا ادامي لسه مستقبل مش عارف بداية ايه ,, لسه ادامي دراسه وتخرج وجيش وهدور علي شغل وشقه وعفش ,, مواااااااااااااااااااااال "
" يعني انت كبرت دماغك من الموضوع ولا ايه ؟؟"
" مش بالظبط كده بس تقدر تقول اني رامي حمولي علي ربنا ,, و واثق في ربنا انه شايلي حاجه كويسه وكل شئ قسمه ونصيب يا ابراهيم " ,,
" ربنا يوفقك يا صاحبي والله انت جدع وتستاهل كل خير "
" امال انت كنت فين الفتره اللي فاتت دي كلها يا هيما "
" والله يا صاحبي مخبيش عليك كنت بدور علي شغل لأني سبت الشغلانه الاخيره دي بسبب صاحب الشغل المفتري ,, يطلع عين اهلنا طول اليوم وفي الاخر تاخد شوية ملاليم منه كل اخر شهر "
" ربنا يرزقك يا صاحبي ان شاء الله لينا قعده فيما بعد لأن عندي مشوار دلوقت ,,"
" ماشي يا صاحبي خلي بالك من نفسك وسلملي علي الحج والحجه "
" من عنيا الاتنين يوصل يا هيما,, سلام يا صاحبي "
" سلام يا حوده "
افترق الاثنين وسار محمود في طريقه الى أن وصل الي بيت البنت التي اعجب بها ونظر الي شباكها الذي كان يراها تقف فيه بين الحين والاخر ,, ولكن تلك المره كان الشباك مغلق .. فنفخ في ضيق وذهب في طريقه " ,,,
نعود الي صاحبة الشباك المغلق ,, انها هدير التي تجلس علي سريرها تضع رأسها بين يديها في حزن ,,
انها لا تعلم ماذا تفعل فيما حدث وفيما سيحدث ,,
الي ان قطع تفكريها دخول امها ,, التي جاءت تطمئن عليها ,,
" مالك يا هدير يا حبيبتي ,, حزينه كده ليه ؟ "
" لا يا ماما مفيش حاجه مصدعه بس شوية " ,,
" الف سلامه عليكي يا حبيبتي ,, طب اعملك كوباية شاي تظبطلك دماغك ؟؟ ولا اقولك اجبلك تاكلي وبعدين اعملك شاي عشان تعرف تذاكري ؟؟ "
" تسلمي يا ماما انا هقوم اتوضأ و اصلى العصر ,, وبعدين اشوف هعمل ايه ,, "
" بسم الله ما شاء الله بقيتي تصلي يا حبيبتي ,, ربنا يبارك فيكي يارب ويهديكي كمان وكمان ,, "
" ان شاء الله يا ماما ,, عن اذنك "
فنهضت هدير من علي سريرها ذاهبه لكى تتوضأ وتصلي العصر وتطلب العون من ربها ,, لكي يساعدها فيما قم اقحمت نفسها فيه ,,
توجهت للحمام ,, فقامت بالتوضوء ,, وصلت العصر ,, شعرت ببعض الراحه والسكينه ,,
اعدت لنفسها كوب من الشاي ورجعت لغرفتها ,,
وبدأت في المذاكره ,, اندمجت في مذاكرتها وكانت تقوم تصلي الفروض وتعود ,, حتى اصبحت الساعه العاشره والنصف مساءاً ,,
توجهت للمطبخ لكي تعد لنفسها سندوتش لكي تكمل مذاكرتها ,,
فتحت التلاجه لتجد ما تعده سريعاً ,,
فوجدت طبق من الجبن ,, ووجدت طبق من اللانشون ,, انبهرت لوجود طبق اللانشون لأن والدها لم يكن ليدخله البيت فربما والدي رضا عنا اخيراً ,,,
اعدت سندوتشات وذهبت بها لغرفتها ,,
واخذت تتناول سندوتش اللانشون التي تعجبت من وجوده في بيتهم ,,
واخذت تذاكر وهي تأكل ,,
إلي ان شعرت بشئ يلعب في فمها ,, فنظرت لسندوتش اللانشون الذي بيدها الذي تحول الي ديدان ,,
تشنجت معدتها معترضه ,, وقامت بدفع ما في داخلها خارجاً ,, تقيأت هدير بما في جوفها ,,
واخذت تتلوي الما من الاشمئزاز الذي شعرت به ,,
فسمعت ضحكات متعالية تأتي من خارج غرفتها ,, فرأت داغر يدخل غرفتها متفاخراً بابتسامته الساخره ,,
وقال لها " هل اعجبك هذا الطبق المميز ؟؟ ,, انك قد أكلتي الدود الذي ينهش اجسادكم عند موتكم " ,,
" صرخت هدير فزعاً واشمئزازاً مما قاله واخذت تخرج ما في جوفها ,, ولم تتوقف عن التقيؤ ,, حتى اخرجت دماً من جوفها " ,,,
ثم سكنت حركتها وهدأت ,, وهي تنظر لداغر في غضب ولكنها لا تقوى علي الحركة من اثر شدة التقيؤ,,
ولكن داغر اخذ يحدثها ببرود تام " لقد قلت لكي يا هدير إن لم تعودي لي ستكون حياتك جحيماً ,, وما حدث هذا جزء بسيط من جحيمي الذي اعددته لكي يا عزيزتي ,, لا احد في هذا الكون ترفض ان تكون رفيقتي , او رفيقي " ,,
فقالت هدير والكلمات كانت تخرج بصعوبه وغضب " ايها الحقير الشاذ, لن اتبعك مهما حدث ولو قتلتني " ,,
" هاهاهاهاهاهاها ,, اقتلك ؟؟ لا طبعاً لن افعل ,, ساجعلك تتمنين الموت ليكون رحمة لكي ,, ولكن قبل ان افكر بقتلك سيكون جسدك ترفيهاً ممتعاً لي اولاً " ,,
" حسبي الله ونعم فيك يا حقير " ,,
اتسعت عينا داغر في غضب ,, وقال لها قبل ان يختفي " ستكونين لي بأي وسيله " ,,
قامت هدير مسرعه للحمام وغسلت وجهها وفمها ,,
وقامت بتنظيف غرفتها من اثر التقيؤ ,,
ولكن الغريب ان لم يشعر بها احد في المنزل ,, فاختلست النظر فوجدت امها واخيها نائمين ,,
ووالدها خارج المنزل كالعاده ,,
رجعت غرفتها وانهت تنظيفها ,, ثم اعدت سريرها للنوم ,, وهي تأمل ان لا ترى داغر في نومها او ليلتها مره اخرى ,,
وضعت رأسها علي المخده ونامت في هدووووء تام ,,,
نرى في عدسة كاميرتنا الليله ,, غرفة هدير التي تمتلئ بأشياء قصيره واخرى عملاقة ,,
ملتفين حول سرير هدير ,, ينظرون لها بدون حراك ,,
ولكن هدير فزعت من نومها ,, كأنها كانت تحلم بكابوس ,,
نظرت حولها في الغرفه فلم تجد شئ ,, انها لا ترى ما تراه كاميرتنا ,.
حاولت العوده للنوم ,,, ولكنها فشلت ,, انها تشعر بحرارة الجو وضيق في التنفس ,,
نهضت من علي سريرها وخرجت من غرفتها ,, وعيون تلك المخلوقات تتبعها في هدوء ولم يعترض طريقها احد ,,
دقائق وعادت لغرفتها ,, ولكنها شعرت بكآبه غريبه في الغرفه ,,
شعرت بشعور موحش ,, يبشر بحدوث شئ سئ ,,
ولكنها حاولت السيطره علي اعصابها والذهاب لسريرها والنوم ,,
عادت لنومها ,,
ولكن ها استيقظت علي صوت صراخ شديد ,, لتجد اضواء تتلاعب خارج غرفتها ظهرت من تحت بابها ,,
قامت مسرعه وفتحت الباب لتجد نيران تلتهم كل شئ امامها ,,
وسمعت صوت صراخ امها ,, فأسرعت تجاه الصوت وهي تصارع النيران التي تسد طريقها ,,
ولكنها نجحت في عبورها لتتجه الي غرفة والدتها ,, ولكنها لم تجد احد بداخلها ,, عادت مره اخرى ,,
تبحث في المطبخ ولكنها لم تعثر علي احد ,,
رأت باب الحمام مغلق ,, فحاولت فتحه ولكنه لم يكن ليُفتح بسهوله ,,
وبعد عدة محاولات نجحت في فتحه ,, فوجدت اخوها الصغير سمير ذو ال6 اعوام يتدلي من السقف مقطعة اوصاله ,,
و أمها ملتصقه بجدار الحمام كأن هناك شئ خفي يثبتها ,, ولكن عيناها كانت جاحظه رعباً وفمها مفتوح لدرجة كاد ان يلمس فكها السفلي صدرها ,,
فرأت دم امها يسيل من رقبتها ,, فماتت امها ذبحاً ,,
ظلت هدير تصرخ بأعلى صوتها وهي تحاول ان تجذب امها لتضعها ارضاً كذلك اخيها الملاك الصغير ,, الذي حاولت الوصول له لكى تزيل من حول رقبته ذلك الحبل الذي قد حطم رقبته وحنجرته ,,,
ولكنها فشلت في ذلك ,, ظلت تبكي وتصرخ ,, إلى أن رأت النار تنطفي
ثم سمعت ضحكات تدوي في الارجاء ,,
لا تعلم مصدرها ولكنها شعرت بإهتزاز الارض من حولها كأنه زلزال بمقياس 10 ريختر قد ضرب شقتهم فقط ,,
ثم بدأت أرض الحمام تنشق وتبوح بما في جوفها ,, معلنه عن قدوم واحد من اقذر مخلوقات الجان إنه داغر الذي ظل يضحك ويضحك ,, وكان خلفه يتواجد اعوانه ,,
خرجت من شق الارض التي كانت يوجد بها حمم تغلي ونيران تتطاير السنة لهبها ,,
كانت هدير لازالت جالسه ارضاً ممسكه بقدم امها التي لازالت معلقه علي حائط الحمام ,,
توقف داغر عن الضحك وقال لها " لقد اخبرتك مسبقاً اني بقادر علي ان اجعل ايامك كالجحيم هذا" وهو يشير إلي داخل الشق الذي خرج منه ,,
ثم واصل كلامه وقال " انى لأسامحك اذا عُدتي لي " ,, " أني لأجعلك اسعد بشريه علي وجه الارض اذا تراجعتي عن قرارك بالابتعاد عني " ,,
ولكن هدير كانت تنظر له بنظرة أكثر كرهاً وغضباً وغيظاً ,,
ثم قالت له " لن اتراجع عن قراري ,, ولو فعلت بي ما تشاء ,, فالعذاب او الموت ارحم من ان تمسني " ,,
" لا تندفعي وراء حماسك و غضبك حتى لا تندمين اكثر من ذلك " ,,
" لعنة الله عليك يا حقير " ,,
بعد ان سمع داغر لفظ الجلاله " الله " بدت علي وجهة علامات الزعر والخوف وزاغت عيناه هنا وهناك ,,
ثم اشتاط غضباً واحمرت عيناه اكثر فأكثر ,, وتقلص حجمه إلى ان اختفي ,,
وانقطعت الكهرباء واصبحت المكان يعمه الظلام الدامس ,,,,,,,,,,,,,, !!!
#الحلقة_الثامنه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
بعد ان سمع داغر لفظ الجلاله " الله " بدت علي وجهة علامات الزعر والخوف وزاغت عيناه هنا وهناك ,,
ثم اشتاط غضباً واحمرت عيناه اكثر فأكثر ,, وتقلص حجمه إلى ان اختفي ,,
وانقطعت الكهرباء واصبحت المكان يعمه الظلام الدامس ,,
إلى أن عاد فوجدت هدير نفسها لازالت بالحمام ولكن امها لم تعد موجوده ولا اخيها ,,,
ثم سمعت صوت طرقات سريعه علي باب الحمام الذي كان مفتوح ,, ولكن من اغلقه ؟؟
قامت هدير وفتحت الباب فإذا بأمها تحتضنها ,, " انتي كل دا بتعملي ايه في الحمام يا هدير انا قلقت عليكي " ,,
" انتي كويسه يا ماما ؟؟؟ وسمير كويس ؟؟ "
احتضنت هدير لامها وهي تبكي بكاءاً شديداً وجسدها يرتعد ,,
" فهميني في ايه يا بنتي ,, واذاي تفضلي اكتر من ساعتين في الحمام والضلمه دي " ؟؟
ولكن هدير توقفت عن البكاء في محاولة ان تستوعب كلام والدتها ,,
" انا بقالي ساعتين في الحمام يا ماما ,, ازاي ,,, انا لسه جايه الحمام من شوية " ,,
" والله يا بنتي انا قمت ادخل الحمام ,, لاقيتك جوا ورديتي عليا قولتيلي انا طالعه اهو يا ماما ,, والنور كان مطفي في الحمام ,, قولت اسيبك براحتك ,, وروحت الاوضه نمت علي السرير لحد ما تخلصي ,, بس النوم غلبني وصحيت بصيت في الساعه لاقيت الوقت عدي بساعتين ,, فقمت ادخل الحمام لاقيتك لسه جوا ,, وسمعتك بتعيطي "
" ماما انا عايزه احكيلك علي حاجه ,, بس ياريت تصدقيني " ,,
" خير يا بنتي " ,,
قصت هدير كل شئ لوالدتها ,,
التي كانت تستمع لها وهي مذهوله مما تسمعه ,,
وبعد ان انتهت هدير ,, احتضنتها امها التي اخذت عينيها تدمع من خوفها علي ابنتها ,,
احقاً ابنتي هناك من يعشقها من سكان العالم السفلي ,,
احقاً ابنتي تعيش تلك المرحله الصعبه منذ سنوات وانا لا اعلم ,,
" طب ليه يا بنتي مقولتليش من الاول ؟؟ "
" مكنتش قادره اقول حاجه يا ماما كنت خايفه مش تصدقيني " ,,
" لأ اكيد لازم اصدقك يا بنتي ,, وكمان كانت خالتك مرت بحكاية زي دي بس لحقناها في الاول ,, والحمد لله بقت كويسه " ,,,
" انا مش عارفه اعمل ايه دلوقت ,, هو بيهددني بأنه هيأذيني ويأذيكم ,, "
" لما تيجي تنامي شغلي قرآن جنبك وحطي المصحف تحت المخده اللي نايمه عليها وان شاء الله هيبعد عنك " ,,
بعد ان هدأت هدير اتجهت لغرفتها وهي تحمل الراديو الصغير وفتحته علي تردد قناة اذاعة القرآن الكريم ,,
فسمعت تلاوة الشيخ " عبدالباسط عبدالصمد " لسورة الجن "
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا
صدق الله العظيم
بكت هدير قليلاً بعد ان خفق قلبها لكلام المولى عز وجل ,,
ثم احضرت المصحف ووضعته تحت راسها ,, وبالفعل نامت في هدوء تام ,,
لأول مره منذ 3 سنوات لم نرى اي شئ غير طبيعي في تلك الغرفه ,,
التي كانت تعج بالكثير من اولئك الشياطين يومياً ,,
استيقظت هدير قبل الظهر بقليل ,,
فوجدت امها تقوم بتبخير المنزل كله بالبخور الذي يتميز برائحته النفاذه ,, " عين الجمل و حبة البركه و بعض التركيبات من عند العطار " ,,
وهي تقرأ المعوذتين واخذت تلف الشقة كلها حتى غرفة هدير ,,
وبعد ان انتهت كان المنزل اصبح ملئ بالدخان الذي يصيب العين بالألم ,,
ولكنها سرعان ما اختفي بعد فتح شبابيك البيت ,,
اخذت هدير تذاكر المادة التي ستمتحنها غداً ,, وكانت صديقتها مكه قد اتصلت بها تخبرها بموعد المراجعه النهائيه للاستاذ فلان ,,
فأخبرتها هدير انها ستكون هناك بالموعد المحدد ,,
بعد انهت هدير المكالمه التفتت لتجد اخوها سمير يقف خلفها حزين ,,
فسألته " مالك يا سمير واقف كده ليه حزين ؟ "
" انا عايز اقعد معاكي شوية انا زهقان وانتي علي طول بتذاكري وماما مش برتضى تنزلني العب تحت "
" معلش يا سمير يا حبيبي عشان بس بمتحن فشمغوله عنك اليومين دول بس اوعدك اول لما اخلص هاخدك ونروح نتفسح " ,,
" هتخلصي امتي بقي ؟"
" هانت يا سمير اسبوع ان شاء الله " ,,
كان سمير يفتقد مغامراته ولعبه وضحكه مع اخته كما عودته ,,
فمنذ ان ظهر داغر في حياة هدير وهي ابتعدت بشكل كبير عن اسرتها ,,
بعد ان حاولت هدير تهدأة سمير والضحك معه قليلاً ,, توجهت لكي تقوم بتغيير ملابسها استعداداً للخروج لحصة المراجعه النهائية ,,
بعد نصف ساعه سمعت هدير جرس الباب يدق ,,
فإذا بمكه صديقتها قد جاءت ليذهبوا للدرس سوياً ,,
انطلقت هدير برفقة صديقتها للدرس الذي داوم ساعتين ونصف,,
وعندما عادت هدير وجدت تجمع هائل حول منزلها فرأت سيارة اسعاف وسيارتين تابعه للشرطه ,,
وحشد كبير من سكان شارعها وجيرانهم ,, شعرت هدير بقلق وخوف من ان يكون اصاب اهلها مكروه فتوجهت بسرعه وجريت في الشارع ,,
فأوقفها أمين الشرطه لعدم الدخول فأخبرتها انها تسكن في البيت ,,
فسمح لها بالعبور فوجدت والدها يقف مع ضابط الشرطه ,,
فسالت والدها وهي تلهث من التعب وتحاول ان تأخذ انفاسها التي قطعت " في ايه يا بابا حصل ايه ماما كويسه ؟؟ وسمير اخويا كويس ؟؟ "
" اه يا بنتي مالك في ايه احنا كويسين ,, بس هما لقوا بواقي في الشقه اللي ادام شقتنا " ,,
" وعرفوا جثة مين ؟ او مات ازاي ؟؟ "
" لا لسه منعرفش جثة مين او مات ازاي ومحدش يعرف هو جه هنا ازاي لأن الشقه دي مهجوره ومفيهاش حد زي ما انتي عارفه "
ولكن تلك الكلمات وقعت علي اذن هدير كالصاعقه حيث كانت تعلم هدير من صاحب تلك الجثه و لكن ما كان يذهلها اكثر هو باقي الجمله " ليس بتلك الشقه احد وانها مهجوره ,,
"فاضيه ازاي انا كنت شايفه ..... " ولكنها لم تكمل كلامها امام ضابط الشرطه خوفاً من ان يكون هناك ضرر ...
" طب هما عرفوا ازاي ان في حد ميت فيها ؟؟ "
" مفيش سكان البيت ومنهم امك سمعوا صوت ضوضاء في الشقه وبدأت رائحه وحشه جداً تخرج منها " ,,
" فلم يتجرأ احد علي دخول الشقه عنوه .. لذلك قمنا بابلاغ صاحب البيت الذي اتى بدوره وفتح الشقه ووجد فيها جثه متأكله تماماً معلقه بسقف الشقه " ,,
" طب وبعدين يا بابا في ضرر علينا ؟؟ "
" لا يا بنتي متقلقيش الحمد لله الشقه محدش دخلها غير لما صاحب البيت جه بس البوليس بقي هيقوم بشغله ويحاول يشوف لمين الجثه دي وازاي جات هنا "
صعدت هدير لشقتهم وتركت والدها مع ضابط الشرطه ,,
وجدت امها جالسه خائفه وسمير يشاهد قناتة المفضله " طيور الجنه " ,,
ذهبت هدير وجلست بجانب والدتها ,, ولكن هدير لم تتجرأ وتقول لها لمن هذه الجثه وكيف ماتت ,,
فقط اكتفت بالنظر لوالدتها والصمت يضع سيطرته في هذا الموقف ,,
" ماما انتي زعلانه ليه ؟ "
" انتي مش شايفه اللي حصل ؟؟ "
" طب واحنا مالنا اصلاً ؟؟"
" يا بنتي واحد ميت مقتول ومرمي في الشقه اللي ادامنا وتقولي مالنا اصلاً ,, مش ممكن اللي قتله يجي يقتلنا ويسرقنا ,, ممكن يكون حرامي او سفاح ,, الله اعلم "
حدثت هدير لنفسها ,, " اه لو تعلمين يا امي كيف قُتل ومن قتله ,, سيجف الدم في عروقك خوفاً " ,,
ولكن هدير ظلت صامته لا تستطيع البوح باي مما حدث في تلك الشقه ,,
لأنها هي الشاهده الوحيده التي اطلعت علي تلك الحادثه ,,
كان ابي في تلك الليلة مرافق لعناصر الشرطه حتي جاءت عناصر من البحث الجنائي والاطباء الشرعيين ,,
ظلوا حتى منتصف الليل يعملون في تلك الشقه ,,
لم استطع في تلك الليله المذاكرة بسبب الهواجس والافكار التي كانت تتضارب ,,
ودعوت الله ان يمر هذا الامر بسلام ,,
حاولت النوم لكي احظى بصباح باكر هنيئ لا يشوبه التوتر لكي استطيع ان اجيب بشكل جيد في امتحاني ,,
يالله ما اصعب المواد العلمية ولكني احبها ,,
مكثتُ علي السرير انظر لسقف الغرفه ,, افكر في حل لما انا فيه ,,
ولكن جاء النوم ليتصارع مع افكاري وبالفعل هزمني النوم ,,
************************** **.
علي الطرف الاخر كان محمود يجلس سعيد بعد أن رأى هدير اثناء مرورها من جانبه عندما كان يقف مع الحشد امام بيتها ,,
الى متى ستظل هكذا يا حوده ,,,
الن يأتي اليوم الذي من الممكن ان تبادلك فيه نفس شعورك ام ستظل هكذا لا يهتم بك او ينظر اليك احد ,,
يا رب قربني ممن احب في حلالك ,,
خرج محمود لبلكونة غرفته ينظر للقمر ويتحدث اليه كأنه شخص متجسد امامه ,,
كثيراً منا يفعل ذلك يظل ينظر للقمر والنجوم ويشكي همه ,, عن الحب الذي يتمناه او اخر فقده او اخر ينقل رسالته لمن يحب عبر القمر ,,
ولكن الفارق بين محمود وهدير ,,,
ان محمود شخص متدين يصلي كل صلاة في اوقاتها ,,
اما هدير لم تكن كذلك حتى حدث لها ما حدث ,,
دخل محمود لغرفته لكي ينام فجلس يقرأ عدة صفحات من المصحف الشريف ,,
ثم اندس تحت غطاءة ونام ليحلم بحبيبته " هدير " ,,
**********************.
يا داغر يا ابني اخبرني بما ستفعله ,,
يا والدي الملك لا تقلق ستزيد ضحايا معشوقاتي من البشر واحده اخرى في خلال الايام المقبله ,,
ولكن ارى يا داغر ان هدير اصبحت صعبة المنال ,,
هاهاهاهاها اني استمتع بملاعبتها وتعذيبها اني اشعر بقوتي في خوفها لأني اذا أردت ان اقتلها لقتلتها في طرفة عين ,,
ولكن لا تنسى يا ولدي انها ستكون قرباناً لزواجك من ابنة الملك زافير ,,
اعلم يا والدي ولكني استمتع اولاً بتعذيبها خوفاً ورعباً إلى أن تسلمني جسدها رغماً عنها ,,
هاهاهاها استمتع يا ولدي ولكن أأتتنا بدمها من اول قطره لأخرها ,,,
حاضر أمرك يا والدي ,, ولكن سأتركك الان لدي مغامره اخرى ,,
تفضل يا ولدي ,,
ذهب داغر لقصره ,, فاستقبله خدامه واعوانه ,,,
فأمر خدامه بإحضار عاشقيه من الانس ,,
فاختفى خدامه داخل غرفة بابها ضخم جداً لونه اسود ,, منقوش عليه سلاسل وقيود لونها كلون النار تظهر كأنه مشتعله حقاً ,,
ثم خرجوا اعوانه وهو ممسكون بسلسله يجرونها ويُربَط في تلك السلسله اشخاص يلبسون جلباب اسود له غطاء للرأس ,,,
فأشار داغر لأحد حراسه فقام الحارس بإزالة غطاء الرأس لؤلئك الاشخاص ,,
فاذا هن بنساء ,, مشوهات الوجوه ,, مقيدات جميعهن بالسلسله ,, ويجَرُون كالخراف ,,
نظرت كل منهن لداغر في خوف ورعب ,, وهو اخذ ينظر لهن ويضحك ,, فرحاً بما قد فعل لهن ,,
ثم اتجه ناحيتهن واخذ يتلمسهن وهو مبتسم ويقول لهن ,, الا تسامحوني علي ما بدر مني سابقاً ,, انكم انتم من تنازل عن كل شئ بسببي ,, لرغبتكم بي كما كانت رغبتي فيكن ,,
ولكن الشئ الجيد حالياً ان هناك من ستنضم لكم قريباً جداً ,, فأريد منكن ان تكونن جاهزين لاستقبالها في وقتٍ قريب ,,
نظرت كلاً منهم لبعضهم في ارتياب وخوف ,,
ثم تابع " هيا امتعوني قليلاً يا حثالة البشرية " ,,
فتم فك قيدوهن من قبل خدام داغر ,, ثم اخذن يتحسسون جسدهم وهو يشعر بالاثارة ,,
ثم انقض علي احدهن وقام بغرس انيابه في رقبتها واخذ يتلذذ بطعم دمائها ,,
ثم دفعها للخلف فسقطت ارضاً مغشياً عليها ,, فحملها خدامه والقوها داخل الغرفه المظلمه ,,
ثم تابع داغر تلذذه بالفتيات التي تحيط حوله ,,
وبعد ان انتهى من غرضه بتلك الفتيات ونال نشوته المنشوده ,,
امر احد خدامه بتقديم احد تلك الفتيات كقربان للملك زافير ,,
فقام خادمه بجر احدهن ثم قام بصلبها في احد الغرف وقام باخراج سيفه العريض اللامع شفرته ,,
ثم قام بنحر رقبتها فسقطت رأسها ارضاً ,,
ثم قام بتقطيع اوصالها ثم بعد ان انتهى قام بجمع تلك الاشلاء ,,
وذهب بها لقصر الملك زافير ,, وهو والد زوجة داغر المستقبليه ,,
ولكن بعد ان يجمع داغر مهر عروسته وهو ان يقدم 15 قرباناً من الفتيات البكارى ,, اللاتي لم يمسسهم بشر من قبل ,,
وبالفعل استطاع داغر الحصول علي 14 فتاه وستكون هدير القربان الاخير له ,,
بعد ان قدم خادم داغر القربان للملك زافير ,,
قال له زافير " اخبر سيدك ان يسرع في تقديم باقي القرابين " ,,
212651371981+
ولا تبخلو علينا بتقييم التطبيق بخمسة نجمات ☆☆☆☆☆ عبر بلاي ستور والتعليق عليه لنطور التطبيق اكثر.
#الحلقة_الأولى
رواية #لن_يمسني_بشر
. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
تتبع الكاميرا ملقي السلام وتكشف عن الساده الحضور مجيبي السلام ..
اذ يتواجد عدد من الحضور منتظرين دورهم .. البعض يعبث في هاتفه المحمول ..
واخر يتحدث لصاحبه .. واخر يشاهد مباراه تذاع علي شاشة التلفزيون ..
وهناك من يجلس خلف مكتب ينادي الاسماء .. كل فتره ..
تلتف الكاميرا باتجاه الجالس علي المكتب بعد التعرف علي الموجودين ..
. انا دوري امتي ؟؟
. خلاص هانت ادام حضرتك اتنين و ان شاء الله مش هيتأخروا ..
. بس انا قاعده هنا من فتره ..
.صدقيني معظم المتواجدين داخلين يغيروا بعض الادوية فقط ..
هنا تبتعد الكاميرا لتخرج امام الباب وتتجه نحو اللافته المعلقه بجانب الباب ..
حيث يكتب عليها ..
د. يوسف شريف
دكتور امراض نفسيه وعصبيه
تعود الكاميرا للداخل بسرعه ..
لتجد ان الفتاه لازالت تتحدث مع سكرتير العياده .. ( التمرجي كما يطلق عليه لدينا في الشارع المصري )
. خلاص ماشي هستنى شوية بس انا لازم امشي علي الاكثر كمان ساعه ..
. متقلقيش يا انسه دقائق وهتدخلي للدكتور ..
اتبعت الكاميرا الفتاه وهي تذهب لتجلس مكانها .. وعيناها حائره تراقب من يجلسون حولها ..
كأنها خائفه من شئ ..
انت تعلم سيدي القارئ ان بعض حالات المرضى النفسيين يكون لديهم رهبة الزحمه او الاختلاط بالناس ..
ولكن هل هذه الفتاه من الممكن ان تكون مما يعانون تلك الحاله ؟؟
سنرى ماذا سيحدث بعد دخولها للدكتور وسنتجسس علي حديثهم سوياً ..
لا تتعجل ربما يصيبك الملل سيدي القارئ حتي يأتي دورها ..
لذلك بدلا من الملل سنلتف بالكاميراً تجاه شاشه التلفزيون لنشاهد المباره سوياً ..
انها مباراه مهمه بين الاهلى المصري و الترجي التونسي ,,
يالها من مباراة مثيره ..
ولكن هناك من ازعجنا بصوته بعد عدة دقائق مضت ..
انسه / هدير نور الدين
اتفضلي دورك ..
انه السكرتير .. ( اذا كنت اعلم ان صوته بمثل هذه الفظاعه لم اكن لاعطه هذا الدور بروايتي ) ..
توجهت الانسه التي كانت علي عجلةٍ من امرها ..
دقت الباب فسمعت صوت يأتي من الداخل ويقول " اتفضل "
دفعت الباب ودخلت فدخلنا بالكاميرا وراءها بسرعه ..
فاذا بشخص طويل شعره شديد السواد وسيم يقف ليستقبل مريضته ..
ويمد يده " اهلا وسهلا انسه هدير "
اتفضلي وهو يشير لها علي الكرسي المقابل لمكتبه ..
فردت قائله " شكراً يا دكتور "
فامسك الدكتور الملف الذي امامه ..
ونظر لها " اسمك هدير نور الدين " وعندك " 28 سنه "
قوليلي يا هدير .. انتي ليه مرتبطيش لحد دلوقت ؟؟
فردت حائره متردده وقالت :هو دا الموضوع اللي انا جايه عشانه يا دكتور ..
. اتفضلي سامعك يا هدير ..
. تعرف يا دكتور احساس لما تبقي جواك بركان ونفسه يطلع من جواك عشان ترتاح ؟
انا مجتش هنا الا عشان كده لأني تعبت وزهقت من حياتي ... واللي حوليا كمان تعبوا مني ..
. ليه بتقولي كده بس يا هدير ؟
. يا دكتور عارف احساس لما تبقي مضطهد او منبوذ من اقرب الناس اليك ؟؟
عارف لما تبقي حاسس انك عاله علي اللي حواليك ..؟؟
عارف لما تبقى حاسس انهم بيقولولك امشي وسيبنا بقي بس مش قادرين يقولوا ..
. طب ومش قادرين يقولوا ليه يا هدير؟؟
. مش عارفه ممكن عشان انا بنتهم او عشان محدش يقول انهم طردوا بنتهم وتخلوا عنها ..
او يمكن عشان خايفين ( تقولها وهي تنظر للدكتور بعينيها الواسعه الخضراء اللون )
فاعتدل الدكتور في وضعيته وهو يتعجب " خايفين ؟؟ ازاي يا هدير مش فاهم ممكن توضحي ؟؟ "
. ايه اللي مش واضح يا دكتور ؟ ، خايفين مني ..
. طب وهما هيخافوا منك ليه ؟؟ انتي بتأذيهم ولا حاجه ؟؟ او ماسكه عليهم ذله ؟؟؟
.لا يا دكتور .. فنظرت حولها ثم نظرت للدكتور بعينيها بنظره مخيفه وهمست للدكتور وقالت " خايفين منه هو "
"خايفين من هو ؟ من مين يا هدير " يقولها الدكتور وهو متعجب وشعر لوهله بخوف من داخله ..
وهنا يدق الباب بعنف فينتفض الدكتور في مكانه فزعاً .. فيقول في عصبيه " اتفضل " ..
فاذا بالسكرتير " الانسه تشرب حاجه ؟ "
فردت قائله " لا شكراً "
فأمره الدكتور بالخروج وعدم ازعاجه مره اخرى ..
" زمجر السكرتير وهو يغلق الباب " ..
. فالتفت الدكتور لهدير وقال لها اكملي .. هما خايفين من مين ؟؟
. قولتلك يا دكتور خايفين مني ..
. لا يا هدير انتي قولتي خايفين منه هو ..
. ايه يا دكتور هتخليني اقول كلام مقولتوش ليه .؟
. هدير لو فعلا جايه هنا عشان تفضفضي وتخرجي من اكتئابك دا يبقي لازم تكوني صريحه معايا من الاول ..
. ما انا كمان يا دكتور خايفه منه .. ايوا بخاف منه ..
. من مين فهميني .؟؟ اخوكي ؟؟
. لا يا دكتور ، هما خايفين من .... من ..... من جوزي يا دكتور ..
. نظر الدكتور للملف ونظر لها .. انتي عندي في الملف متأشر علي عازبه ..
. اه انا عازبه فعلاً
. امال بتقولي زوجك ازاي بقي ..؟؟ هنرجع للكذب ؟
. انت مش هتفهمني يا دكتور .. لازم احكيلك من الاول خااااااااااااااالص ..
. وانا مستعد اسمعك .. لانك جايه هنا عشان اسمعك ..
. بس لو سمعتني سيبني اكمل ومش تقول عليا مجنونه ..
. جربيني يا مدام سوري اقصد يا انسه هدير .. انتي حيرتيني معاكي بجد ..
تعود الكاميرا للخلف وهي تعلوا في الهواء وتلتف في اتجاه هدير التي وقفت واتجهت نحو الشازلونج المتعارف عليه لدى دكاترة الامراض النفسيه لكي يسترخي المريض ويبوح بما داخله ..
فرقدت هدير علي الشازلونج بكل ثقه واغمضت عينيها الجميله ..
فاذا بضوء شديد يظهر ثم يهدأ .. لا تقلقوا انه ضوء الفلاش باك ليضفي بعض الاكشن في الرواية
فلاش باك ..
" انا اسمي هدير نور الدين " انا دلوقت عندي 15 سنه .. في المرحله الاعدادية ,,
اسرتي تعد من الطبقه المتوسطه .. سامحني لن استطيع ذكر اين كنت اسكن ..
ابي يعمل كموظف بسيط باحدى المصالح الحكومية و امي ربة منزل بارعه ..
لدي اخ ويبلغ من العمر 3 سنوات اسمه سمير ..
احبه حباً جما فانه لا يتركني عندما اكون بالمنزل ..
كان يومنا يبدأ كأي بيت مصري .. تستيقظ الام صباحا قبل كل من بالبيت ثم تبدأ في اعداد الافطار وتوقظ ابنائها للاستعداد للذهاب للمدرسة ..
. يا هدير يالا قومي عشان تروحي مدرستك ..
. حاضر يا ماما .. ( كنت اكره الاستيقاظ للمدرسه هل يوجد شئ احلى من النوم ؟؟ لماذا دائماً يقتلون راحتنا .. للذهاب لحشو ادمغتنا باشياء ليست بمفيده .. ليس هناك مدرسين يهتمون بايصال المعلومات الينا .. )
ولكني مضطرة للاستيقاظ فقط لاتجنب غضب امي وابي ..
ثم تذهب امي لايقاظ والدي لكي يذهب لعمله ..
دقائق بالحمام وارتداء الملابس ..
ويجتمع الجميع امام الافطار ..
ولكن دائماً تظل امي تناديني وانا ارتدي ملابسي فقط كنت اتأخر دائماً لحبي الوقوف امام مرآتي واتحدث الي نفسي ..
. هو كل يوم يا هدير لازم تتأخري ..؟
. حاضر يا ماما انا جايه اهو ..
خرجت لاجلس بجانب اخي الصغير وتناولت افطاري .. ثم ودعت الجميع وذهبت للمدرسه ,,
مر يوم طويل مثل كل يوم بين حصص ممله .. ومدرسين لا يشرحون بضمير .. الا اذا كنت تذهب لدروسهم الخاصه .. فسيعتنون بك ..
ثم عدت للمنزل انه يوم الخميس فسأعود لعمل شاق وهو تنظيف المنزل مع والدتي ..
عدت فوجدت والدتي تعد الغداء .. فسألتها عن والدي واخي ؟
فردت قائله انهم ذهبوا لزيارة جدتي .. مثل كل يوم خميس يخرج والدي واخي ولا يعودون الا بعد انتهائنا من البيت ..
* "ايها القارئ لكي تندمجوا في الاحداث اكثر سنستعين بكاميراتنا السحرية .."
هنا تتجه الكاميرا بشكل مرتفع نحو المطبخ لتجد الام وابنتها يعدون الطعام .. فلنأخذ جوله في المنزل لنتعرف عليه حتي ينتهوا مما يُعِدوه .. فإنَني لا اُحِب رائحة الطعام المسَبِك ..
توجهت الكاميرا لباب البيت حيث توجد الصاله التي تتكون من بعض براويز الصور المعلقه علي الحائط منها صوره عائليه وصورة لآيه قرآنية من سورة "يس" وتوجد كنبه بلدي .. و كرسيين خشبيين .. و ترابيزه يوضع عليها التلفزيون ...
علي اليمين توجد غرفه صغيرة فتتوجه الكاميرا لداخل الغرفه التي تتكون من سرير متوسط الحجم ودولاب صغير .. وبعض الكتب الدراسيه المتناثره علي السرير .. لا شئ اخر مهم ..
فتوجهت الكاميرا للصاله ومنها للغرفة الاخرى .. التي تتكون من سرير ودولاب كبيرين وتسريحه محطم زجاجها ..
نسمع صرخه تأتي من تجاه المطبخ .. فتتوجه الكاميرا سريعاً تجاه المطبخ لنرى الام تسرع تجاه الحمام ..
لتجد ابنتها قد انزلقت في الحمام مما ادى لالتواء قدمها ..
فساعدت الام ابنتها "هدير " لتقف واخذتها لتجلس بالصاله ونظفت ملابسها وفحصت قدمها وحمدت الله ان قدم ابنتها سليم ولم ينكسر .. مجرد كدمه بسيطه ..
.مش تاخدي بالك يا بنتي ؟
.معلش يا ماما والله اسفه انا كنت مستعجله بس عشان اساعدك في باقي الاكل .
.يتحرق الاكل يا بنتي " استغفر الله العظيم " خلتيني اغلط في نعمة ربنا ..
.انا بقيت كويسه يا ماما هربط رجلي واجي اساعدك .
.لا تشغلي بالك يا بنتي انا هعمل كل حاجه ارتاحي انتي .
.لا يا ماما انا هاجي اساعدك بقيت كويسه الحمد لله ..
.ماشي يا بنتي ربنا يخليكي ..
هنا تنظر هدير للكاميرا بسخريه وتحدث نفسها و اني احب امي حباً جماً .. ولكني لا اعلم هل نفس الاحساس مع ابي ام لا ..
ثم تنهض هدير وتعطي الكاميرا ظهرها وتتجه لغرفتها .. تتبعها الكاميرا ولكنها اغلقت الباب خلفها ..
فتوجهت الكاميرا للمطبخ تراقب الام وهي تعد الطعام .. وتقوم بغسل ملابس اولادها وزوجها ..
الان بعد النظر من ثقب الباب لداخل غرفة هدير .. نجدها قد ربطت قدمها .. وخلعت ملابسها الخارجيه التي ابتلت بعد سقوطها بالحمام ..
وتقف امام المرآه كما تعودت وهي تحدث نفسها .. امتي يبقي جسمي احلى من جسم البت صافي ..
الشباب كلهم بيفضلوا يعاكسوها .. مع اني احلى منها بس بيعاكسوها هي عشان جسمها ..
بعد الوقوف امام المرآه لمدة زادت عن النصف ساعه .. خرجت هدير وذهبت تساعد امها ..
ودخلت الكاميرا الغرفه بعد ان ظهر خط ابيض منبعث من جهة المرآه ..
توجهت الكاميرا امام المرآه لتجد ان المرآه كانت كأنها مغطاه ببخار مياه وتعود لطبيعتها ..
بعد ان عادت المرآه لطبيعتها .. ظهر تشويش بسيط بعدسة الكاميرا ..
ثم اختفى
بعد مرور ساعتين من تنضيف المنزل يعود رجل المنزل وابنه ليجد انه تم الانتهاء من الهم الاسبوعي ..
جلس الجميع يأكلون طعامهم ..
ولكن سُمِعَ صوت تحطم زُجاج بالحمام ..
فقام الاب مسرعاً وتبعته الام والاولاد الي الحمام ليجدوا ان زجاج المرآه قد تحطم من تلقاء نفسه ..
قامت الام بازالة الزجاج المُحَطَم وعادوا مره اخرى لتناول الطعام .. وهم يتسألون عن سبب تحطمه وهذا الشوئم الذي حل عليهم ..
انهى الجميع طعامه وكالمعتاد يجلس الوالد ليشاهد التلفزيون .. والام تقوم بغسل الاطباق المتسخه والتي بها فضلات الطعام ..
وتدخل هدير لتذاكر بعض دروسها .. ويجلس اخوها بجانبها حتي ينام ..
تدق الساعه التاسعه فبعد ان تطمئن ان اخوها قد نام نوم عميق فتشد عليه الغطاء تخرج هدير لتشاهد التلفزيون ..
تجلس بجانب امها وابيها تشاهد الفيلم الاجنبي المرعب
DEVIL
ولكن سرعان ما يقوم الاب والام وتجلس هدير بمفردها .. وهي تشعر بالخوف من ما يعرض من مشاهد مرعبه .. لخمسة اشخاص يُقتلون داخل مصعد ولا يعلمون السبب ..
ولكن اتضح في نهاية الفيلم انه جن تجسد في احدى الاشخاص المقتولين وكان يحاسب الجميع علي اخطائهم .. فخافت واغلقت التلفزيون وذهبت لغرفتها ورقدت علي السرير تحلم باليوم الذي ستُحِب وتُحَب فيه ..
الشخص الذي سيأتي وهو يقود حصان ويخطفها ويحقق لها كل احلامها ..
فقامت مسرعه ووقفت امام المرآه تصفف شعرها وتظهر جمالها ..
ولكن فجأه انقطع التيار الكهربي فكادت ان تصرخ ولكنها تمالكت نفسها .. ولكن الغريب ان كان هناك اضاءة تدخل من تحت باب الغرفه .. اي ان النور قد انقطع في غرفتها فقط ..
فبدأت تتحسس مفتاح الكهرباء لتحاول تشغيل الاضاءة مره اخرى ..
ولكنها شعرت بأن الجو في الغرفه اصبح حار وانفاسها ثَقُلت ..
فنادت علي والدتها .. فسمعت صوت خطوات تقترب من باب الغرفة ..
فاذا بأمها تأتي لتطمئن عليها .. ولكن الغريب عند اقتراب امها اضاءت انوار الغرفه مره اخرى ..
. مالك يا هدير في ايه ؟؟
. النور كان قطع في الاوضه .. ورجع تاني لوحده ..
.نور ايه اللي قطع يا بنتي ؟؟ مفيش حاجه قطعت .. ايه كنتي بتحلمي ولا ايه ؟؟
.لا والله انا كنت بسرح شعري قبل ما انام ..
.هتلاقي اللمبه علقت ولا حاجه يا حبيبتي ..
.ماشي يا ماما تصبحي علي خير ..
.وانتي من اهله يا بنتي ..
عادت هدير للسرير مره اخرى .. بجانب اخيها ..
ونامت في هدوء تااام ..
بعد دقائق عادت الام لتطمئن علي اولادها .. وتأكدت من ان الغطاء محكم حتي لا يبردوا .. ثم طفأت نور الغرفه .. واغلقت الباب خلفها ..
اصبح البيت صحراء جرداء لا يُسمع بها الا صوت شخير والد هدير ..
قلقت هدير من نومها بسبب الحر والعرق الذي اصابها بالرغم من شدة بروده الجو ليلاً ..
قامت وتوجهت للحمام لكي تغسل وجهها وتعود للنوم ..
ولكن اثناء مرورها من امام المرآه في غرفتها ..
شعربت بشئ يتحرك خلفها مثل الظل .. فرجعت مره اخري ووقفت امام المرآه فوجدت ...
#الحلقة_الثانية
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
قلقت هدير من نومها بسبب الحر والعرق الذي اصابها بالرغم من شدة بروده الجو ليلاً ..
قامت وتوجهت للحمام لكي تغسل وجهها وتعود للنوم ..
ولكن اثناء مرورها من امام المرآه في غرفتها ..
شعرت بشئ يتحرك خلفها مثل الظل .. فرجعت مره اخري ووقفت امام المرآه .. فلم تجد شئ ..
فتوجهت للحمام وقام بغسل وجهها ورقبتها من العرق الذي حل عليها .. ولكنها شعرت ببروده الجو مره اخرى ..
فرجعت لغرفتها .. شعرت بحرارة غريبه في الغرفه .. فخرجت للصاله شعرت ببروده ..
لم تعلم مصدر تلك الحرارة .. ولم تفهم سببها ..
ولكنها كانت مضطرة للدخول والنوم بجانب اخيها حتي لا يستيقظ ويزعر بسبب عدم وجودها بجانبه ..
ظلت مستلقيه علي السرير لا تستطيع النوم بسبب ذلك الحر والجو الكئيب في الغرفه الذي حدث بطريقة غريبه ..
نظرت للمرآه لكى تتأكد مما قد لمحته من قبل .. ولكن المرآه طبيعيه ..
بعد صراااااع طويل مع كثرة التفكير تدخل النوم وقام بتخليص هدير من تفكيرها بشأن ما يحدث ..
مر من الوقت ما مر .. ولكن اذا بصرخه توقظ من بالبيت كله ..
انه سمير اخوها الصغير .. يصرخ ولا يتوقف ..
دخل كلا من الام والاب وكانت هدير تحاول تهدئته ..
و لكن بعد دقائق هدأ بالفعل بعدما احتضنته امه واخذت تتلو من القرآن ما تيسر لها ..
حاول الجميع فهم سبب الصراخ من ابنهم .. ولكنه كان خائف لسانه لا يسعفه بقول الكثير وذلك لصغر سنه ..
ولكنه قال بعض الكلمات " العو – شكله وحش – واقف هناك – المرايه بتبص عليا "
ولكن اعتقدت الام وكذلك الاب ان ابنهم كان قد رأى كابوس خلال نومه ..
فاخذه الاب وحاول تهدأته .. فاستلقت هدير مره اخرى لتحاول نسيان ما حدث ..
ونظرت في ساعه المنبه فاذا بها الثالثه فجراً ..
.دخلت الام علي هدير مره اخرى وقالت لها ان سمير سينام معهم بالغرفه اليوم ..
اذا سأستطيع النوم باقي الليله قالتها هدير لنفسها ..
وقبل ان تخرج الام وتغلق الباب قالت لها هدير " ماما متصحنيش سبيني اصحى لواحدي "
. ماشي يا حبيبتي تصبحي علي خير ..
.وانتي من اهله يا ماما ..
ولكن هدير تذكرت امراً هاماً .. اصبحت الغرفه بارده وطبيعيه والحرارة العاليه اختفت ..
فقالت: يا الله هو في ايه انا مش فاهمه ..
ثم سحبت هدير الغطاء لتنام ..
نامت بالفعل نوم عميق .. وجاء الصباح وصوت العصافير ايقظ هدير ليوم جديد ..
تقلبت هدير في مكانها فشعرت بحرارة المكان بجانبها .. كأن هناك شخص كان يجلس في ذلك المكان ونهض منذ لحظات قليله ..
شعرت هدير بقشعريره في جسدها خوفاً وقلقاً وذهبت مسرعه لوالدتها .. تسألها ..
. " ماما انتي كنتي قاعده او نايمه جنبي علي السرير ؟ "
. " لا يا بنتي محدش دخل عليكي الاوضه عشان تعرفي تنامي " ..
. " خلاص ماشي يا ماما .. "
لم تخبر هدير والدتها شئ خوفاً من ان تقول انها جُنت او بتكذب ..
وتغاضت ولم تهتم هدير للأمر .. فأقنعت نفسها انها ربما كانت تتقلب في مكانها وان المكان دافئ بسببها ..
بدأ يوم هدير باعداد الفطار قبل ان يذهب والدها لصلاة الجمعه ..
وعلي الجانب الاخر كانت الكاميرا ترصد باقي اهل البيت ..
فكان سمير يجلس بجانب والده وهو خائف حائر عيناه تبحث شرقا وغرباً .. ينظر للسقف وعلي الارض ..
فربما ما رآه سيؤثر عليه لبضعه ايام حتى النسيان يلعب دوره ..
ولكن هل ما رآه كان كابوس ام واقع ..
فلم ترصد كاميراتنا اي شئ غير طبيعي بداخل الغرفه ..
تناولت تلك الاسره الصغيره الافطار حتى الشبع ..
وقامت والدة هدير باعداد الشاي ..
وجلست هدير بجانب اخيها تداعبه حتي يخرج مما هو فيه ..
ولكنه كان لا يستجيب .. حتى ملت منه هدير للمره الاولي في حياتها ..
فذهبت هدير لتذاكر بغرفتها .. ولكنها كالعاده وقفت امام المرآه ... وكأنها تريد ان تقول للمرآه " يا مرايتي يا مرايتي مين احلى بنت " ؟
وبعد ان ظلت تنظر لجسدها وتلعب بشعرها ..
التفتت لتبحث لكي تبدأ مذاكرتها ..
ولكن هنا نرى ان المرآه ما زالت تحتفظ بصوره هدير ..
كأن المرآه اصبحت حيه .. فصورة هدير ظلت للحظات ثم اختفت بعد ابتسامه ساخره مخيفه ..
لم تلاحظ هدير ما حدث من المرآه وجلست تذاكر دروسها .. لساعات ..
هنا يصيح المؤذن بآذان الجمعه ..
فتنظر هدير من شباك الغرفه .. لترى جموع الناس ذاهبه للمسجد .. وهناك من يقف يدخن ولا يذهب للصلاه ..
وهذا حالنا اليوم حتى صلاة الجمعه اصبحت ثقيله جداً علي كثير من البعض والشباب قبل العجائز ..
هدانا وهداهم الله ..
**************************
احم احم اسف للمقاطعه يا هدير ..
انا بجد مرهق جداً فهل نقدر نحدد موعد تاني وتكملي باقي الحكاية ؟
. اسفه يا دكتور يوسف .. اندمجت بس مع الذكريات ..
. اقدر اجي لحضرتك امتي ؟
.ان شاء الله هخلي السكرتير يتصل علي هاتفك ويخبرك بالموعد ..
عموما انا دونت ملاحظات كتيره من الجزء دا ..
. تمام خلاص هستنى الميعاد .. سلام يا دكتور ..
. مع السلامه يا استاذه هدير ..
خرجت هدير واغلقت الباب خلفها ..
وجلس الدكتور شريف علي كرسي مكتبه .. وهام في تفكيره مع تلك القصه القصيره التي اخبرته بها هدير ...
ثم قام بضغط زر الجرس ليحضر السكرتير ..
وما هي الا لحظه والسكرتير دق الباب ..
"ادخل " يقولها الدكتور وهو يعتدل في جلسته ..
.أمرك يا دكتور ..
.ابقي حددلي ميعاد في يوم يكون فيه الكشوفات قليله للانسه هدير نور الدين ..
.تمام يا دكتور .. بس هو في حاجه لمؤاخذه ؟
.حاجه ايه يا محمود ؟
. حاسس ان لون وجهك مش طبيعي انت قلقان من حاجه ولا مرهق ؟
.لا مفيش ضغط العمل بس هشرب فنجان قهوة بس وهبقي كويس ..
.خلاص هعملك احلى فنجان قهوة انت تؤمر ..
.معلش يا محمود بقولك .. اعتذر للحالات الباقيه وخليهم يجيوا بكره لأني فعلاً مصدع جامد ..
.من عنيا يا دكتور ..
خرج محمود السكرتير سريعاً ..
ولكن الدكتور يوسف شعر بالعرق يتساقط من علي جبهته والحر يزداد ..
فوقف وتمشى داخل غرفه المكتب ..
ولكنه التفت لشئ يصطدم بالارض بقوة ..
انه البرواز الذي كان معلقاً علي الحائط فقام الدكتور بحمله ونظر فيه ليتأمل صورة حبيبته ..
ثم نظر مكان البرواز حيث يُعلق فاذا بالمسمار الذي يعلق عليه سليم وبمكانه ..
فكيف سقط البرواز من تلقاء نفسه ...
ولكنه لم يفكر كثيراً وعلق البرواز بمكانه ..
لأنه كان يشعر بخنقة الجو الحار .. فتوجه نحو الباب ليخرج لصالة الانتظار ...
ولكن عند اغلاقه للباب لمح الشازلونج يتحرك حركة بسيطه تكاد لا تلاحظ ..
ففتح الباب مره اخرى ليتأكد مما قد رأى وذهب ليتفقد الشازلونج .. فعند لمسه للشازلونج لينظر تحته .. شعر بدفئ المكان ..
فتعجب كيف ذلك ؟ " لقد انصرفت هدير التي كانت تستلقي عليه منذ ربع ساعه " فكيف لازال مكانها دافئاً ..
شعر الدكتور الشاب يوسف بالقلق والحيره ..
فأدار وجهه وخرج ليشرب قهوته بالخارج ..
عادت هدير لمنزلها الحالي فهي تعيش بمفردها .. حيث تركت والدتها وابيها بعد ان انهت المرحله الجامعيه ..
دخلت من الباب والقت بشنطة يدها علي كرسي السفره بصالة الشقه .. ثم اخذت تخلع ملابسها وتلقيها بلا اي اهتمام
حتى اصبحت عارية الجسد تماماً ,, توجهت للحمام وهي تتبختر ,, واثقة الخطى ,,
.ثم همست وهي تلتفت انا حاسه بيك ..
اوعى تكون ضايقت الدكتور .. ثم غمزت بعينيها وتوجهت للحمام لتأخذ حمام دافئ وتذهب لسريرها .. لتحلم بما تحب .. ( وستعلم عزيزي القارئ معنى كلماتي فيما بعد ) ..
مرت 3 ايام وذهبت الانسة هدير للدكتور بناءاً على الاتصال التي تلقته من محمود السكرتير ..
.ازيك يا استاذ محمود ..
.اهلا وسهلا انسه هدير .. اتفضلي اتفضلي الدكتور خلصت كل حالاته بدري عشان يبقي فاضي لحضرتك ..
.شكراً والله تعباكو معايا ..
.ولا تعب ولا حاجه دا واجب علينا ..
توجهت هدير لغرفة الكشف ودقت الباب ودخلت بعد ان سمعت اذن الدخول ..
.السلام عليكم يا دكتور يوسف ..
. وعليكم السلام يا هدير .. اتفضلي ..
.شكراً يا دكتور ..
.هدير ممكن اسألك سؤال ؟؟
.اتفضل يا دكتور طبعاً ..
.انتي ليه مش تزوجتي لحد الان ؟
.لما اكملك حكايتي هتعرف يا دكتور ..
.اوك سوري .. يالا نبدأ .. بس ياريت بلاش الشازلونج عايزك تحكي وانتي جالسه علي كرسي المكتب .. لأن الشازلونج فيه مشكله ..
.اوك مفيش مشاكل يا دكتور ...
.ابدأ منين بقي ..؟؟
.اخر مره يا هدير كنتي وقفتي عند لما كنتي بتبصي علي الناس من الشباك وهما رايحين يصلوا الجمعه ..
.اه صح ..
المهم والدي صلى الجمعه ورجع وكالمعتاد قمت احضر الغدا مع امي ..
بس اخويا كان قاعد ساكت برده وعينيه تتحرك في كل اتجاه ..
كأنه خائف من ظهور شئ ما .. او يبحث عن شئ ما ..
المهم .. حضرنا الغدا انا وامي .. جلسنا لتناول الغداء ..
كانت الساعه قاربت الرابعه عصراً ... انهينا غدائنا وكالعاده ادخل غرفتي اما للمذاكره او النوم لبعض الوقت ..
قمت بتبديل ملابسي ولكن لفت انتباهي ان المرآه سوداء تماماً كأن هناك من قام بدهانها باللون الاسود .
وقفت امامها لا اعلم ماذا افعل امسكت بقطعه من ملابسي التي قمت باستبدالها للتو ..
حاولت مسحها لتعود لطبيعتها .. ولكن بدون فائده ..
فجأه انقطع النور وعاد في مده لا تتجاوز 5 ثواني ..
ولكن المرآه عادت لطبيعتها .. ولكن بدون صورتي ..
اني لا أرى انعكاسي بالمرآه .. اجُننت انا ؟؟ ام خَرُبَت هذه المرآه ؟؟
اعطيت ظهري لتلك المرآه اللعينه .. اني كنت احب ان انظر لجسدي الذي اراه يتحول يوم بعد يوم لاصبح اكثر انثوية ...
جلست علي السرير اتصفح الكتب المدرسيه ..
واذا بصوت يصدر من المرآه .. نظرت لها فلا يوجد شئ ..
قمت بغلق الكتاب الذي اصابني بالملل .. واستلقيت علي السرير وما هي الا لحظات وثَقُلت جفوني ..
ولكن قبل ان يغلبني النعاس رأيت المرآه تهتز كأن هناك شئ يحركها ..
ثم ..........................
#الحلقة_الثالثة
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
جلست علي السرير اتصفح الكتب المدرسيه ..
واذا بصوت يصدر من المرآه .. نظرت لها فلا يوجد شئ ..
قمت بغلق الكتاب الذي اصابني بالملل .. واستلقيت علي السرير وما هي الا لحظات وثَقُلت جفوني ..
ولكن قبل ان يغلبني النعاس رأيت المرآه تهتز كأن هناك شئ يحركها ..
ثم نمت ..
شعرت أني اسقط لمسافه كبيره .. إلي ان وقعت داخل بستان ملئ بالاشجار والورود الجميله وتلك الفراشات التي تتميز بألوانها البديعه سبحان الخالق ..
اخذت اتجول في تلك الحديقه او البستان الرائع .. الذي سحرني بجماله ..
جلست تحت احدى الاشجار اراقب الطيور والفراشات الجميله وهي تقف علي الازهار تمتص رحيقها ..
شعرت بصوت خطوات تأتي من بعيد .. نظرت خلفي فإذا بشاب لم ارى مثل جماله من قبل ..
بشرته بيضاء اللون وشعره اسود جداً .. تقدم نحوي في هدوء ..
فوقفت ونظرت لعينيه الزرقاء التي بها لمعه او بريق جذاب ..
لم استطع ان ارمش حتي بجفوني .. امامه ..
ولكنه سرعان ما سألني عن اسمي ..
قولت له وانا هائمه في جماله .. اسمي هدير .. وانت ؟؟
فقال .. تشرفت بك يا هدير .. اني اراقبك منذ مده واعجبت بك جداً ..
.بجد انا عجبتك ؟؟ وبتراقبني ازاي .. انا اول مره اشوفك ..
.هو اللي بيراقب حد لازم يعرفه انه بيراقبه او بيتابعه ؟؟
.اممممم لا ..
.هاهاهاها شوفتي بقي ..
.بس انا مش اعرف عنك حاجه ؟؟ ولا حتي اسمك ..
.متقلقيش هتعرفي كل حاجه قريب اوووي ..
.قريب امتي طيب ..
ثم يقول وهو يمشي مبتعد " بعد كام يوم " ..
ثم فجأه بدأت تهتز الارض من تحتي وانشقت حتى شعرت اني اسقط مره اخرى ..
ثم استيفظت من نومي فزعاً كأني كنت اسقط فعلاً ..
نظرت حولي ولتلك المرآه اني اتذكر انها اهتزت قبل ان انام ولكنني وجدت جمله مكتوب باللون الاحمر عليها "ارجو ان تعجبك هديتي"..
ولكنني لم افهم عن ماذا تتكلم تلك الجمله ..
حاولت النهوض ولكن يدي لمست شئ خشن ، شائك ..
انها ورده حمرااء كانت موضوعه بجانبي .. يالله ما اجملها من ورده ..
فنظرت للمرآه مره اخرى فوجدت ان الجمله قد اختفت ..
انه لم يكن حلم ؟؟
هل آتني شاب جميل يحبني واحضرلي تلك الهديه ؟؟
ولكن كيف احضرها الى هنا ؟؟
قامت بالنظر من خلال الشباك للماره ..
ايكون قد القاها من الشارع الي هنا ؟؟
ولكن كيف كتب تلك الجمله ؟؟
اني لا افهم اي شئ .. هذا لا يهم كيف انه فعل ذلك .
ولكن الاهم ان هناك من يحبني .. خاصة انه اجمل شخص رأيته بحياتي ..
قامت هدير وظلت ترقص امام المرآه فرحاً وهي تحتضن الورده الحمراء ..
سمعت صوت نداء امها ..
فاخفت الورده ,, وذهبت لتجيب علي امها ..
. ايه يا بنتي بتعملي ايه ؟؟
. كنت ذاكرت ونمت شويه يا ماما .. عايزه حاجه ؟
. لا انا بطمن عليكي يا حبيبتي .. اعملك شاي عشان تعرفي تذاكري ؟؟
. لا يا ماما شكراً .. متتعبيش نفسك ..
. هو فين سمير اخويا ؟
. نزل مع ابوكي علي القهوة شوية .. انا مش عارفه الواد دا جراله ايه ؟ ، علي طول ساكت وتايه كده ..
. معلش يا ماما يمكن الكابوس اللي حلم بيه خوفه ولا حاجه ..
. ربنا يستر يا حبيبتي ..
. انا داخله اذاكر بقي يا ماما ..
توجهت هدير لغرفتها .. واخذت تؤدي واجباتها ودروسها .. وهي ممسكه بتلك الورده الحمراء ..
مر الوقت حتى عاد والدها واخوها .. كالعاده لم يدخل اخوها الغرفه لأنه لازال يرهبها ..
ولكنه وقف امام الغرفه ينظر لاخته هدير التي ابتسمت له .. فرد لها الابتسامه ولكنها كانت ابتسامه بها شئ من الخوف ولكنه يشتاق لحضن اخته والنوم بجانبها ..
اشارت له اخته بالدخول والا يخاف من شئ .. حاول الدخول ولكنه وقف متردداً ...
فقالت له اخته: لا تخف يا سمير أني اجلس وحدي ولا يوجد شئ يثير خوفك انه لم يكن الا حلم لا تخف ..
تقدم سمير ودخل بقدمه اليمنى بتردد شديد وان وضع قدمه داخل الغرفه حتى جري علي اخته وتقوقع داخل حضنها ..
فظلت تضمه بشده حتي لا يشعر بالخوف .. وقبلته علي جبينه وهمست له : لا تخف يا صغيري لا يوجد هنا ما يثير ذعرك ..
واخذت تغنى له بعض الاغاني الخاصه بالاطفال التي كان يحبها ..
حتى نام فوضعته بهدوء بجانبها وغطته بهدوء ..
ثم اكملت مذاكرتها .. ولكنها شعرت بمغص شديد بمعدتها .. فذهبت مسرعه للحمام ..
ولكن لازال المغص موجود .. فأعدت كوب من النعناع دافئ لتشربه ...
ولكن الألم خف قليلاً بعد شربها له ..
عادت لغرفتها .. فأغلقت الباب استعداداً للنوم .. اندست تحت الغطاء بجانب اخيها ...
ثم اغلقت عيناها لنوم عميق ..
فتحت عيناها علي مشهد كالتالي ..
نوسع كادر الكاميرا ليعطينا المشهد بوضوح لكل الموجودات ..
مدخل عملاق اظن انه لقصر .. تمتد الاعمده المزخرفه عاالياً والردهه يوجد بها اناس تصطف يمياً ويساراً مشكلين ممر أدمي ,,
وهي واقفه امامهم واشار احدهم مبتسماً لها لتتقدم .. فسارت متوجهه علي تلك السجاده الحمرااء الطويله التي تنتهي لمدخل غرفه..
تقدمت في بطئ بفستانها الاحمر اللون الذي ابهرها .. وهي تنظر يميناً ويساراً للاشخاص الواقفين كممر لها ..
وصلت امام تلك الغرفه العملاق بابها ,, لاحظت وجود نقوش بارزه غريبه علي الباب ,,
مخلوقات بأجنحه ومخلوقات تقف جاحظت الاعين تمسك رماح مدببه ... مخلوقات تصرخ خوفاً ورعباً ..
ولكن قبل ان تنهى هدير رؤيه باقي النقوش فُتح الباب فجأه ..
ليظهر من خلفه ذلك الشاب الوسيم الذي قابلته في الحديقه ,,
وهو يبتسم لها ويرحب بدخولها .. فابتسمت بدورها وتقدمت بهدوء وهي تلتفت حولها وتنظر صعوداً ونزولاً بعينيها علي جدران القصر والزخارف التي يستحيل وجودها في العالم الواقع ,,
حتي توقفت وتقع عينيها علي ثلاث اشخاص جالسين علي كراسي منها ما هو مصنوع من ذهب وآخر بفضه وآخر من البرونز ..
يتوسط الكرسي الذهبي الكرسيين الاخرين ,,
فقام ذلك الشاب الوسيم بتعريفها للاشخاص الجالسين ..
فبدأ الشاب بذلك الشخص الذي يحمل هيبه ووقار كبير وجالس علي الكرسي الذهبي ,,
ثم بتلك المرأه المبهره اللامعة العينين التي تجس بالكرسي الفضي ,,
ثم بثالثهم ,,
ولكنني لم اكن اركز في كلامه ولكن كان تركيزي علي ملابس هؤلاء الاشخاص ,, وعلي التاج الرائع الذي يحمل احجار كريمه لم أرى مثلها ,, وملابسهم التي تشبه ملابس الفرسان من قديمي الزمن المرصعه بالجواهر والتي تلمع من تلقاء نفسها ,,
ابتسمت لهم ..
فاشار لي الشاب بالجلوس ,, بالفعل جلست وكانوا هؤلاء الثلاثه الملوك ينظرون لي ...
فبدأ الشاب يتحدث معي وقال انه معجب بي ,, ويرغب بالزواج ولكن لم يحن الوقت بعد ..
لم أُبد اي اعتراض حقيقةً ولكني لم اكن اعلم ماذا يقصد بأن الوقت لم يحن بعد ..
ولكنه نفخ في وجهي فشعرت بضيق شديد في التنفس وانتفض جسدي لاجد نفسي مره اخرى بغرفتي وعلي سريري ,,,
ولكنني شعرت بمغص شديد بمعدتي ,, فنهضت لاذهب للحمام ولكنني رأيت دماءاً بمكان نومي ..
ولكن المغص ارغمني للذهاب للحمام ,, اشعلت اضاءة الحمام ولكنها لم تستجيب ,,
فدخلت في الظلام ولم ابد اهتمام ,, بدأ المغص يشتد تدريجياً اكثر فأكثر فكدت اصرخ ألماً ولكن سمعت همسات من قرب اذني ,,
"الم أقل لكي انه سيحين موعدنا قريبا "
اقشعر بدني خوفاً ولكن الاضاءة التي عملت فجأه قد حطمت جبل خوفي الذي كاد يتصاعد لصرخات من تلك الهمسات ,,
ولكن هناك امر اخر ارعبني .. ان هناك دماءاً تخرج مني ,,
فصرخت خوفاً فسمعت أمي تنادي باسمي يا هدير في ايه يا بنتي ,,
وانا اجيب في الم انا هنا يا أمي ,,
اتيت للحمام مسرعه ,, " مالك يا بنتي في ايه ؟؟
" انا بينزل مني دم يا ماما " .. انا بموت ولا ايه ؟؟
" لا يا حبيبتي مش تقلقي خليكي ذي ما انتي ثواني وجيالك " ,,
اختفت امي داخل غرفتها ثم عادت ,,
" خلاص يا حبيبتي اغسلي نفسك كويس "
فاعطتني شيئاً ارتديه ثم قالت " مبروك يا حبيبتي كبرتي " ثم شرحت لي سبب تلك الدماء وهي تعطيني ملابس نظيفه لأرتديها بدلا من التي تلوثت بالدماء ,,
وعلمت منها ان تلك الدماء هو المرض الشهري لكل امرأه ناضجه ,,
شعرت بفرحه من داخلي اني قد بلغت اخيراً ,, ولكنني لم اكن ان اعلم ان من يوم بلوغي ستُلعن حياتي ,,
ذهبت للنوم مره اخرى بعد ان ابدلت امي ملاءة السرير لأن الدماء طالتها ...
ثم اطمأنت امها عليها وعلي اخيها ,, ثم اطفأت النور واغلقت الباب ,,
تعطينا الكاميرا الان مساحه كبيره من الغرفه ,, ولكن الصورة امام الكاميرا بدأت تهتز وتشوش بطريقه غريبه ,,
ثم ثبتت ,,
هدير نامت مره اخرى سريعاً في هدوء ,, ولكن الهدوء سيكون اخر ليلة لها ,,
الغرفه مظلمه ,, ولكن الكاميرا تعمل علي الوضع الليلي ,,,
نرى الان المرآه تهتز ,, وتثبت ثم تعود للاهتزاز ,, ثم فجأه ظهر من العدم خيال اسود طويل يقف امام تلك المرآه ,,
ظل ثابتاً في مكانه لما يقرب من نصف ساعه ,, ثم بدأت يلتف يميناً ويساراً ,,
ثم التف حول السرير واخذ ينظر لهدير ,, ثم اخذ يزيل الغطاء من فوق جسدها ,,,
تخيل عزيزي القارئ .. انك نائم بغرفتك المظلمه ولكنك لست بمفردك هناك من يتحرك في غرفتك هناك من ينظر اليك خلال نومك ..
انصحك بأن تقوم بتسجيل فيديو لغرفتك خلال نومك ,, سترى ما يجعل دماءك تجف داخل عروقك وتُعلن هروبها فزعاً ,,
و قلبك لن يجرؤ علي النبض مره اخرى ,,,
وقف ذلك الكيان الطويل جدا الذي تكاد رأسه تلمس سقف الغرفه ,, واقفاً بعد ان ازاح الغطاء عن هدير كلياً ,,,
ثم ابتعد للخلف وجلس علي كرسي امام السرير ,, ثم سكنت حركته ,, ولكن ما هي الا لحظات حتى نهضت هدير من مكانها واتجهت ببطئ الي نفس الكرسي ,, وكأنها منومه مغناطيسياً ,,,
ثم جلست علي الارض ووضعت راسها علي قدمه فقام بوضع يده علي رأسها والعبث في شعرها الناعم المنسدل علي كتفيها ..
دقائق وقام بحملها ووضعها في السرير ,, ثم اختفي اسفل السرير ,,
فكان هناك صوت خطوات قادمه تجاه الغرفه ,, ثم فتحت الغرفه ,, فاذا هي ام هدير آتيه لتطمئن علي اولادها ,,
فوجدتهم نائمين في هدوء ولكن الغطاء لم يكن يغطي الا اخو هدير .. فقامت بوضع الغطاء علي هدير ,,
كانت ام هدير تشم رائحه غير طبيعيه منذ دخولها الغرفه .. فقد سَعُلَت مرتين ,,
وهمست لنفسها .. " ما هذه الرائحه الغريبه ؟؟ " " اهو رائحه لحم محروق " ام رائحه لشئ مات منذ فتره في الشارع ؟؟
لم تعط اهتمام بعد ان اطمئنت ان الرائحه قد اختفت ,, ثم خرجت واطفأت الانوار ولكنها لم تغلق الباب ,,
مرت دقائق وسحب الغطاء فجأه من فوق السرير ,, والقى علي الارض ولم يحدث اي شئ حتى الصباح ,,
استيقظت هدير لتجد اخوها قد اصاب بالالفنونزا الحاده نتيجة سقوط الغطاء من عليه ,,
ولكن هدير لم يصيبها اي أذى ,, بالرغم من الغطاء ازيل من عليها ايضاً ,,
رأت هدير والدتها آتيه ومعها علبه دواء للبرد ,, لتعطيها لسمير ,,
" ماله سمير يا ماما " ؟؟
" مش عارفه يا بنتي انا كل شوية اخش اغطيكم ,, بس دخلت الصبح لاقيت الغطا واقع علي الارض ,, واخوكي بيكوح وعنده رشح جامد ,, جاله برده ,,
" الف سلامه عليك يا سمير " قالتها هدير وهي تنهض متوجهه للحمام ,,
دقائق ثم خرجت ..
فعادت لغرفتها ولكنها لم تجد امها واخوها ,,
" ماما انتي فين ؟؟"
"انا هنا يا حبيبتي "
اتجهت هدير لغرفة نوم والدتها ,, فوجدت سمير قد غط في النوم وامها تقوم بعمل كمدات له بسبب درجة حرارته المرتفعه ,,
" انا هذاكر شوية يا ماما هتعوزي حاجه مني ؟ "
"شكراً يا حبيبتي ربنا يوفقك "
عادت هدير لغرفتها ,, وشعرت بدفئ غريب بداخلها ,,
فجلست علي السرير واخرجت بعض الكتب الدراسيه وتلك الورده الحمراء التي كانت تخبئها داخل حقيبتها ,, والتي لازالت ورده نضره لم تذبل ,,
ولكنها شعرت برغبة غريبه او فكره قفزت في رأسها فجأه بأن تقف عاريه وتشاهد جسدها خاصه بعد ان علمت انها قد بلغت اخيراً ,,
بالفعل اغلقت باب الغرفه بالمفتاح ,,, ووقفت امام المرآه وخلعت ملابسها واخذت تلتف حول نفسها امام المرآه ,,
وتتلمس جسدها وتتراقص ,, ولكن فجاه اذا بوجه مألوف يظهر في المرآه ,, انه ذلك الشاب الوسيم التي قد حلمت به مرتين ,,
ينظر لها مبتسماً كاشفا عن اسنانه اللامعه المتراصه بعنايه وترتيب وحجم متساوٍ ,,
فوقفت متجمده في مكانها ورفعت ملابسها تغطي بها جسدها ,,
فاتسعت ابتسامته اكثر ثم ................... !!
#الحلقة_الرابعه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
فاتسعت ابتسامته اكثر ثم اختفى ,,
ولكنها ابتسمت هي ايضاَ ,, واخذت تتعجب كيف لهذا الشاب ان يسيطر علي احلامي ويأتيني في كل شئ اراه ,,
من هذا الشاب ,, ومن اين ؟؟
لم تكن هدير تعلم بحجم المصيبه التي وقعت فيها ,,
فارتدت ملابسها وجلست علي حافة السرير ,,
وسرحت في دنيا تتمناها برغم صغر سنها ,,
دنيا مليئة بالبهجة والسرور والاحلام ,,
مر اليوم بسلام دون اي احداث اخرى تذكر ,,
جاء المساء وسمير اخوها مازال مريض في السرير ,,
فاخبرتها امها ان اخوها سينام بغرفتهم حتي لا يتعرض للبرد مرة اخرى ,,
ثم تابعت " اغلقي الشباك جيدا وتغطي جيدا حتي لا تصابي بالبرد مثل اخوكي ."
" حاضر يا أمى ولكنني سأشاهد التلفزيون لبعض الوقت ثم سأذهب لأنام ".
" حاولي ان لا تسهري كثيراً حتي لا تتأخري علي مدرستك وعندما يعود والدك من الخارج , ضعي له الطعام الموجود بالمطبخ "
" حاضر يا ماما ,, بس احتمال مروحش المدرسه بكره "
" ربنا يسهل يا هدير انتي عارفه ابوكي ممكن يزعق لو مروحتيش "
" ماشي يا ماما انا هقوله واتفاهم معاه "
" تصبحي علي خير يا هدير "
وانتي من اهله يا حبيبتي "
جلست هدير تشاهد التلفزيون لمدة طويله ولم يعد والدها من الخارج حيث كان اخبرهم انه سيسهر مع اصدقاءه ,,
كانت هدير تشاهد فيلماً كوميدياً للفنان " محمد هنيدي " وكانت تحاول كتم ضحكتها بين الحين والاخر حتي لا تقلق والدتها من نومها ,,
دقت الساعه الثانية عشر ليلاً ,,
ولكن ظهر صوت اخر افزع هدير وهي جالسه بمفردها في الصاله ,,
صوت باب الحمام يفتح ويصدر ذلك الصرير الناتج عن صدأ مفصلات الباب ,, ذلك الصوت المرعب الذي نسمعه في افلام الرعب ,, ظل الباب يفتح ببطئ ويصدر ذلك الصوت الى أن توقف فارتاحت هدير واطمئنت قليلاً ,,
ثم وبدون اي مقدمات اغلق باب الحمام بعنف شديد مما كاد ان يحطم جدار الحمام نفسه ,,
فزعت هدير اكثر واكثر ,,, ثم فجأه انقطع النور وعاد بعد ثوان قليله ,,
ثم لمحت شئ يتحرك بسرعه من امامها ,, شئ ابيض طويل تحرك بسرعه من تجاه الحمام الي غرفتها ,,
فأغمضت عينها خوفاً وحاولت ان تصرخ ولكن هناك شئ يمنعها ,,
شعرت بأنامل تسير علي جسدها ,, كأن هناك من يتحسسها ,,
ففتحت عينيها ولم تجد شئ ,, وقفت ببطئ وحاولت ان تنادي علي امها ,, ولكنها لم تستطع الا اصدار صوت ضعيف جداً يكاد لا يسمع وصوت التلفزيون يغطي علي صوتها ,,
حاولت ان تسير تجاه غرفته والدتها ,, ولكنها لم تستطع واتجهت لغرفتها ,, كأن هناك شئ يتحكم بها ,, وقفت امام غرفتها ,,
فوجدت ذلك الظل الذي سار من امامها منذ قليل جالس علي طرف السرير وينظر للأرض ,,
وقفت هدير خائفه مرعوبه ,, تنظر لتلك السيدة ,,
التي اخذت ترفع راسها ببطئ ونظرت لهدير ولكن هدير لم تستطع رؤية ملامحها لأن شعرها الطويل كان يغطي وجهها ,,
ثم فجأه شئ جذب هدير لداخل غرفتها ثم اغلق الباب خلفها ,, مع تلك السيده الجالسه علي سريرها ,,
بمنظرها المزري ,, جلدها المجعد الاسود كأنه محروق ,,
واظافرها السوداء الطويله ,, وشعرها الابيض الطويل الذي يغطي وجهها ,,
لك أن تتخيل نفسك في ذلك الموقف انت داخل غرفه مغلقه مع شئ لا تعلم ماهيته أو من أين اتي ,,
ولكنك تعلم من اين اتي ,, انه آتٍ من الحمام ,,
وفي حياتنا هذه نعلم ما الشئ الذي قد يخرج من الحمام ,,
فجأه بدأت تظهر بقع بنية اللون تظهر علي يد هدير كأن جلدها يُحرق ,,
وفي تلك اللحظه بدأت عيون تلك السيدة تظهر وبدأت ملامحها تنكشف لهدير ,,
انها تلك السيده التي كانت تجلس علي الكرسي الفضه في الحلم ,,
ولكن شكلها بشع جداً ,,, عيونها السودااااااء تماماً وانيابها الطويله التي يتساقط منها قطرات دم ,, وجلد وجهها المجعد ,,,
ولكن هدير كانت تتألم من تلك البقع الذي كانت تظهر علي جلدها ,,
حتى ظهر خلفها حبيبها وصاحب احلامها ,, ذلك الشاب الوسيم ..
التفتت له هدير وقالت له " الحقني " الست دي عايزه تموتني ,,
وهي تشير الي تلك السيده ,,
ولكنه قال لها بهدوء " اين هي تلك السيده " ,؟؟
فنظرت هدير لمكان جلوس السيده البشعه ,, فلم تجد احد ,,,
نظرت الي ذراعها لترى مكان البقع البنية اللون لم تجد شئ ,,,
والله كانت لسه هنا ,, انا مش عارفه في ايه ؟؟
" لا تقلقي يا عزيزتي فبحضوري لن يستطيع احد مسك بأذى" ,,
" ربنا يخليك ,, بس انت دخلت هنا ازاي ؟؟
" ارجوكي لا تسألي ذلك السؤال مره اخرى , عند حضوري تفتح اي ابواب مغلقه في وجهي " ,,
" المهم انك جيت انقذتني في اخر لحظه "
"بس هي عايزه مني ايه ؟؟ ،،، انا مش عملت حاجه والله "
" عارف يا حبيبتي ,, هما عايزين يفرقوا بينا وانا مش هسيبك ابداً "
" ياريت بجد متسبنيش "
لم تكن هدير بمثل تلك الحاله من قبل .. انها منقاده وراء ذلك السراب ,, لقد سيطر علي عقلها ,, بشكل تام ,,
سمعت هدير باب المنزل يفتح انه والدها قد آتي من الخارج ,,
في نفس الوقت اختفي حبيبها من امامها ,,
فجريت وفتحت الباب لتستقبل والدها ,,
دخل والدها وجلس بالصاله واخبرها ان تحضر له الطعام ,,
بالفعل احضرت له اطباق الطعام ويدها ترتجف من الخوف مما حدث منذ قليل ,,
" مالك يا بنتي في ايه ؟؟ ايدك بترتعش كده ليه ؟؟
" مفيش يا بابا تعبانه شوية ،، اظن اني اتعديت من سمير "
" الف سلامه عليكي ،، خلاص ادخلي نامي انتي "
" هعملك شاي بعد الاكل "
" لا ادخلي انتي انا شربت شاي من شوية "
" ماشي يا بابا تصبح علي خير "
دخلت هدير غرفتها في خوف وحذر ,, واخذت تنظر هنا وهناك ,,
ولكنها جلست علي الارض و لم تقترب حتى من السرير ,,
ظلت تفكر فيما حدث الي ان قطع النوم حبل افكارها ,, ومالت بجسدها علي الارض و نامت بعمق ,,
نشاهد الان غرفه هدير هادئه وهي ممده علي الارض ,,
مرت دقائق فساعات ,, ولم يحدث شئ ...
لا هناك شئ ,, ولكن تحت السرير ,, هناك حركة غريبه ,, اصابع تخرج ببطئ من اسفل السرير ,, اصابع ليد سوداء امتدت للخارج تجاه هدير ,,
الى ان اطبقت علي قدم هدير ,, وقامت بسحب هدير ببطئ تحت السرير ,,
ولكن قبل ان يختفي جسد هدير كليا تحت السرير فقد فاقت وكانت رأسها فقط هي التي بالخارج ,,
ففزعت هدير و اخذت تتلوي وتحاول الافلات من شئ اسفل السرير حاولت الصراخ ولكن هناك يد امتد وكتمت فمها ,,,
ولكن بعض صراع كبير ,, استطاعت هدير الافلات وزحفت خارجاً ولكنها خرجت ولا يغطى جسدها الا ملابسها الداخليه ,,
قامت واتجهت لباب الغرفه حاولت فتحه للخروج ., ولكن دون فائده ,,
تظهر الكاميراً شئ طويل يقف وراء هدير بمسافه بسيطه انه ذلك الظل الذي ظهر ليلة امس ,,
شعرت هدير بأن هناك صوت انفاس خلفها ,, التفتت ولكنها لم تجد شئ ,,
ولكن الكاميرا تثبت غير ذلك ,, لازال الظل يقف ينظر لها وهي تنظر تجاهه ولكن لا تراه ,,
اعادة المحاوله لفتح الباب ولكن بدون فائده حاولت النداء ولكن لا مجيب لها ,,
تقدم منها ذلك الظل فوضع يده علي رأسها ,, ثم اختفى ,,
التفتت هدير وسارت تجاه السرير وصعدت عليه وشدت غطاءها ونامت بملابسها الداخلية ,,
ما حدث هو ان ذلك الظل أثر علي عقلها كأنه نومها مغناطيسياً ,,
غرقت هدير في نومها ,, ولكنها ليست بمفردها علي السرير ,, ظهر ذلك الظل الذي قَصُرَ حجمه واصبح في طول البشر ونام بجانب هدير علي سريرها ,,
حتى الصباح ,,
دق باب هدير لكن لا مجيب ,,
فدخلت والدتها لكي توقظها ,, " يا هدير اصحي يا بنتي عشان المدرسه " ..
" طب اصحي افطري ونامي تاني لو مش عايزه تروحي "
ولكن هدير لا تجيب ,, اقتربت الام من السرير وازاجت الغطاء من فوق هدير ,,
ولكن هدير كانت بملابسها كاملة ,, بالرغم من نومها بالملابس الداخليه فقط ,,
جذبت الام يد هدير التي كانت بارده بشده ,,
قلقت الام فقامت بهز ابنتها ووضعت يدها علي جبينها فكان بارد ايضاً ,,,,
فصرخت الام فحضر والدها مسرعاً علي صوت صراخ الام ,,
فشرحت له الام ما حدث فحمل ابنته إلى المستشفي العام القريب منهم ,,
وصل بسرعه ودخل قسم الطوارئ , وكشف عليها الطبيب ,, وعلق بعض المحاليل لها ,,
وشرح الوضع للأب ان ابنته كانت مصابه بهبوط حاد في الدوره الدموية ,,
وانه جاء في الوقت المناسب ,, ولكنه لم يعلم سبب ذلك الهبوط ,,
بعد ساعات في المستشفى تجلس الام وهي حاضنه ابنها سمير والاب يسير ذهاباً واياباً ,, بعد ان اتصل واعتذر عن العمل اليوم ,,
ثم أتت ممرضه واخبرتهم ان ابنتهم اصبحت بصحه جيده ,, ومن الممكن ان تخرج الان ,,
دخل الاب وحمل ابنته ,, وعادوا للمنزل ,,
ثم وضعها في السرير وقام بتغطيتها ,, لكي ترتاح فجلست بجانبها الام وسمير ,,
فنظر سمير لاخته النائمه في هدوء تام ,, ثم نظر لوالدته في حيره وتردد ثم قال " انا شوفت العو بيضرب هدير "
نظرت امه في ذهول ,,, " مين اللي ضرب هدير وشوفته ازاي " ؟؟؟
" انا كنت نايم وصحيت كنت عايز اروح انام جنب هدير فقمت وانتي وبابا نايمين ,, وفضلت اخبط علي باب الاوضه بتاعت هدير ,, ومش فتحتلي فبصيت من خرم الباب لا قيت حاجه بتشد هدير تحت السرير وهي نايمه ,, وبعدين لاقيتها عماله تزحف ,, وبتطلع من تحت السرير وكانت من غير هدوم ,, وكان العو بيبصلي وعينه كانت لونها احمر بتنور من تحت السرير ,,, فخوفت ورجعت نمت تاني جنبك يا ماما "
لم تكن تعلم اتصدق الام ام لا ما رواه ابنها ,, ولكنها وضعت يدها علي جبينه لتتأكده انه ليس مصاب بحمى ويهزي " ,,
ولكن ابنها طبيعي ,, ولكنها تجاهلت كلامه او لم تكن تريد ان تقتنع به لان بذلك سيسلكون طريق ليس بهين ...
وفكرت ان تنتظر تعافي ابنتها وسؤالها عما حدث ,,
مرت ساعات ولازلات هدير نائمه ,,
سنحاول الدخول الي اعماق عقلها الباطن لنرى بماذا تحلم ,.,
الان نرى هدير واقفه في ارض فضاء واسعه ليس لها بداية ولا نهاية وليست هناك الا شجرة واحده ,,
اوراقها شديدة الخضار فسارت متوجهه اليها لتستظل بظلها ,,
جلست هدير وحيده تحت الشجرة ,, لا تعلم اين هي , والي أين تذهب ؟.
ظلت جالسه منتظره اي شئ يحدث لتخرج مما فيه ,,
وفجأه رأت من بعيد رجل عجوز ظهره منحني وله لحية طويله ,,
فوقفت واشارت اليه لكي يساعدها ,,
فتقدم نحوها ذلك العجوز وقال " ماذا اتى بك الى هنا يا عزيزتي " ؟
" ان لا اعلم كيف اتيت ولا اعلم الي اين اذهب " ؟
" من يأتي هنا لابد ان يكون له تابعين " ,,
ولكي تخرجي لابد ان تقبلين ما سيعرض عليك ,,
ثم التفت وسار في طريقة ,,
لم تفهم هدير اي شئ وحاولت النداء عليه ليساعدها ولكنه لم يعطها اي اهتمام وسار في طريقة حتى اختفى عن الانظار ,,
ظلت هدير واقفه حائره اي عرض سيعرض عليها ؟؟
ومن هم هؤلاء التابعين الذين قاله عليهم ؟؟
يا الله ماذا افعل الان ؟؟
ظلت هدير منتظره حتى شعرت بشخص يقف خلفها ,, فاذا هو ذلك الشاب الوسيم ,, مرة اخرى ,,
" اهلا هدير عامله ايه " ؟؟
اهلا يا ... انا لحد دلوقت معرفتش اسمك ..
هو انت اسمك ايه ؟؟
انا اسمي داغر ,,
اهلا داغر اسمك حلو .. بس انا مش عارفه جيت هنا ازاي ,, انت جيت ازاي انت كمان ؟
فقال لها داغر لكي نخرج من هنا لابد ان نتزوج " فهل تتزوجيني " ؟؟!!
" اتزوجك ؟؟ بس انا لسه صغيره ولسه ادامي فترة طويله حتى اصبر لما اخلص الثانوية طيب ,,
انا مستعد انتظرك ولكن لابد ان تحددي لي موعد تلتزمين به ,,
" بس انا مقدرش احددلك ميعاد معين لان من سيقوم بذلك هو والدي وليس انا ,, اذا لابد ان تقابل والدي "
" مقدرش اجي اقابل والدك دلوقت ,, بس طالما انتي موافقه هحاول "
" بس لما اخلص ثانوية عشان يوافق "
ماشي انا هنتظرك ولكني سأزورك كثيراً ,,,
" ماشي بس خرجني من هنا الاول "
" خلاص لما تصحي هتلاقي نفسك خرجتي " ,,
" اصحى من ايه " ؟؟
فقاام الشاب بدفع هدير بقوة ,, فشعرت انها تسقط من علي قمة جبل ,,
حتى نهضت جالسه علي سريرها وهي تشهق من الرعب ,,
ففزعت امها اللي كانت بجانبها ,, وضمتها اليها مالك يا حبيبتي اكيد دا كابوس ,,
عامله ايه يا هدير دلوقت ؟؟
" الحمدلله يا ماما "
" ايه مالك حصل ايه ؟؟ "
" ماما انا بتحصلي حاجات غريبه في الاوضه هنا ,,, امبارح في حاجه شدتني تحت السرير وقلعتني هدومي ,, انا مكنتش عايزه اقول عشان عارفه انك مش هتصدقيني ,, "
وكانت الكلمات قد خرجت من فم هدير لتصدم والدتها بالحقيقة التي لم تكن تريد ان تصدقها من خلال ابنها الذي حكى لها نفس تلك التفاصيل ,,
احتضنت الام ابنتها ,, وقالت لها " استعيذي بالله من الشيطان الرجيم " واهدي وانا هنام معاكي وسمير هينام مع ابوكي عشان مفيش حاجه تأذيكي ,,
ولكن ما حدث ان لم يعد يحدث اي شئ لهدير ,,
غير ان حبيبها كان يأتيها في الحلم يومياً
يقضيان اوقات ممتعه ,, ويسافران في اماكن جميله وبعيده ,,
وظل الحال هكذا إلى ان اصبحت هدير في الثانوية العامه في المرحله النهائيه ,,
كانت هدير تحب ان تنام لترى حبيبها التي قضت معه اجمل الاوقات علي مر 4 سنوات
كانت هدير تعلم ان حبيبها ليس من بني انس ,, ولكنه يعوضها عن كل شئ لأن ليس هناك من بني انس سينظر لها ويأخذها يومياً لاماكن جديده ممتعه ,,
لن يسعدها بمثل ما حصلت عليه من سعاده ,,
هل لكي انتي تتنازلي عزيزتي القارئة عن شخص يأخذ حول العالم لأجمل الاماكن بلمح البصر حتى لو كان حلماً ,,
اذا اجبتي فلا ,, فلتنتظري عشيقك الذي سيزورك ليلاً فلتبتسمين لمرآتك لأنه سيزورك الليله ,,
ومن منكم اعزائي القارئين قد زاره عشيقه السفلي فليخبرني غداً


#الحلقة_الخامسه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
منذ ان دخلت هدير الصف الثالث الثانوي ,, وقد بدأ العرسان يدقون بابها ,,
منهم من هو متعلم وحاصل علي ليسانس او بكالوريوس ومنهم من لديه صنعه كإبن نجار المنطقه او السباك ,,
ولكن كان الاب يرفض لأنه يريد لإبنته ان تنهي تعليمها اولاً ,,
وهي كانت لا تهتم بشؤن العرسان فلديها عريسها الخاص ,,
كانت هدير بمثابة صيد سهل لانها كانت بعيده عن ربها ,, لم تركع لفرض منذ طفولتها ,,
وذلك بسبب بعد الاهل عن الصلاة هم ايضاً ,, وتلك هي الكارثه ,,
كانت هدير قاربت علي فترة الامتحانات ,, وكانت استعدت تماماً لأن هناك حافز كبير يجعلها تنهي مرحلتها الثانوية ..
حيث اقترب موعد خطوبتها الزائفه التي وعدها بها حبيب احلامها ,,
يا هدير قومي شوفي ايه الدوشه اللي علي السلم دي مش عارف انام " يقولها والد هدير وهو عصبي جداً
حيث يوجد صوت اناس علي السلم ,,
" حاضر يا بابا "
توجهت هدير نحو باب المنزل فوجدت اناس اغراب يدخلون الشقه المقابله ,,
فلم تهتم واغلقت هدير الباب ,, وتوجهت لوالدها واخبرته بجيرانهم الجدد,,
تأفف والدها من ذلك حيث سيحرص اكثر علي خصوصيتهم بعد ذلك ,, ثم اكمل نومه ,,
" توجهت هدير لغرفتها لكي تذاكر مادة اللغه العربيه " لانها اول مادة ستمتحنها بعد 4 ايام ,,
دقت الساعه العاشره مساءاً ,,
الجميع نائمين الا هدير ظلت تذاكر بجد ,,
ولكن هناك صوت لفت انتباهها ,, 3 دقات يأتون من خلف جدار غرفتها ,, ثم يعم الهدوء ,,
عاد صوت ال 3 دقات مره اخرى ,, اصبح صوت الثلاث دقات يأتي كل 5 دقائق ,,
وضعت هدير أذُنها علي مكان صدور تلك الدقات المزعجه ,, فسمعت صوت همسات وضحكات لبنات ,,
فارتبكت ورجعت للخلف ,,
ولكن فجأه انقطعت انوار الغرفه ,, فشعرت هدير بأن الهمسات والضحكات اصبحت في غرفتها ,,
وانها لم تعد بمفردها ,, حاولت القيام من علي السرير والتوجه لباب الغرفه ,, في هدوء
ولكنها شعرت بأنفاس احد في وجهها تماماً ,,,
انفاس ساخنه ذات رائحه غريبه ,, رائحه لا تستطيع ان تشتمها الا عند دخولك المقابر ,, انها رائحه الموت ,,
حاولت هدير الصراخ ولكنها سمعت صوت همسات بوضوح "سيجعلك تنضمين الينا قريباً " ,,
ثم عادت الانوار ولم تجد هدير اي احد في الغرفه ,,
جريت هدير وخرجت من غرفتها ,, خائفه توجهت للمطبخ لكي تشرب بعض المياه ,, فوجدت من ينتظرها داخل المطبخ ,,
انه داغر الذي افزعها عندما اضاءت نور المطبخ وتفاجئت به ,,
فهمست له " انت رعبتني حرام عليك " " ايه اللي جايبك هنا في المطبخ " ؟؟
" مفيش بس كنت بطمن عليكي وماشي " ,,
" انا كويسه الحمد لله ,, انت عامل ايه ؟؟ "
" انا كويس أووي بس متخافيش من جيرانك الجدد , دول ظروفاء اووي "
" انا معرفهمش ،، ومش عايزه اعرفهم "
" ماشي انا همشي دلوقت ونتقابل بعدين "
ثم اختفى من امامها ,, ورجعت هدير لغرفتها متردده الخطوات حائرة العينان ,, تنظر هنا وهناك ولكن خوفها تلائى تدريجياً بعد ان وجدت امها خارجه من غرفتها متجهه الى المطبخ ,,
" مالك يا هدير في ايه واقفه كده ليه " ؟؟
" مفيش يا ماما كنت في المطبخ بشرب ورايحه انام "
" ماشي يا حبيبتي تصبحي علي خير "
" وانتي من اهله "
دخلت هدير لغرفتها واغلقتها ثم اتجهت لسريرها ولكن لم تكن لتجروء أن تطفئ النور ,,
وسحبت غطاءها لكي تنام ,,
وبالفعل نامت ,,
لكن هناك من بدأ يهزها لكي تستيقظ ,,
بالفعل استيقظت هدير ولكنها لم تجد نفسها بغرفتها ,,
بل وجدت نفسها نائمه علي ارضية رطبه صلبه ,,
وهناك ضوء بسيط يضيئ المكان بصورة بسيطه ,,
انها شمعه موضوعه علي طاولة فحاولت ان تتفحص المكان لكي تعلم اين هي ,,
ولكنها شعرت بحركة بسيطه حولها ,,
فأغلقت عينيها خوفاً مما قد تراه ,, ولكن لم تسمع او تحس بحركة اخرى,,
فتتحت عينيها ببطئ ,, وحاولت استكشاف المكان ,, انها صالة لشقه عاديه بها بعض الاثاث القديم ,,
كراسي متراصه ,,
ولكن الكراسي لم تكن فارغة ,, صُعقت هدير لما رأته ,,
هناك اناس جالسون علي تلك الكراسي ينظرون للشمعه دون ان تتحرك جفونهم ,,
عيونهم مفتوحه علي اخرها بطريقه مرعبه ,, وافواههم تتحرك دون خروج اي صوت منها ,,
حاولت هدير الزحف من ذلك المكان مع انها لا تعلم الي اين تتجه ,,
ولكن بدأت عيون اولئك الاشخاص التحرك باتجاه هدير ,, التي تسمرت مكانها ,, عندما رأتهم ينظرون اليها ,,
ثم سمعت صوت بكاء يخرج منهم ,, انهم نساء ,,
علمت بذلك من صوت بكاءهم ,,
ولكنهم وقفوا في اماكنهم وبدأوا يسيرون ببطئ جداً في اتجاه هدير وهم رافعي الايدي امامهم ,,
اخذت هدير تصرخ بعلو صوتها وهي ترجع للخلف بظهرها ,, الي ان اصطدمت بحائط فلم يكن هناك مفر ,,
ظلت هدير جالسه مكانها تصرخ ,,
واولئك الاشخاص ,, يتوجهون اليها وبدات ملامحهم تظهر تدريجياً ,, كلما اقتربوا من اضاءة الشمعه ,,
فزعت هدير اكثر ,, فهناك من وجهها مشوه بالكامل فجلد وجهها مزال بالكامل ,, ولا يظهر الا عضلات الوجه ولحمه وشحمه ,,
وهناك من هي بدون فك سفلي ولسانها يتدلى للخارج ,,
وهناك من هي بدون عينان ,, حيث مكان عيونها مجوف فارغ ,,
واخريات اكثر بشاعه ,,
واخذوا يصدرون صوت من حناجرهم ,, صوت مكتوم ,,
ظلت هدير تصرخ بأعلى صوتها لعل احد ان ينقذها ,,
ولكن اقتربت تلك النساء منها ,, واخذت تحاول خنق هدير ,, ولكن هدير كانت تلوح بيدها فتبعد ايديهم بسهوله ,,
الى انا سكنت حركتهم جميعاً بعد سماعهم صوت احدهم قادم ,,
شعرت هدير انه هناك ما اخافهم وافزعهم ,, ولكنهم اختفوا نهائياً ,,
ولكن كان هناك شخص يقف في الظلمه لا تظهر ملامحه ,,
ثم قال " لا تخافي قريباً سينتهي كابوسك هذا "
ثم اختفى ,,
ثم شعرت هدير بارتخاء غريب في جسدها وثقلت جفونها وغرقت في النوم ,,,
استيقظت هدير وهي تشعر بتثاقل وارهاق غريب في جسدها كأنها كانت تصعد جبل لا نهاية له ,,
وجدت الساعه تدق الثانية بعد منتصف الليل ,,
ثم وجدت نفس الجمله التي سمعتها في كابوسها مكتوبه علي مرآتها ,, " لا تخافي قريباً سينتهي كابوسك هذا "
شهقت هدير من الصدمه ,,
اهو داغر الذي اخاف تلك النساء ؟؟
ام انها مجرد صدفه ؟؟
خرجت هدير من تركيزها حينما وجه لها الدكتور يوسف سؤال : هل كنتي تصلي يا هدير ؟
صدمت هدير من السؤال لأنها لم تكن لتسجد لله منذ صغرها ..
فصدم الدكتور من اجابتها " بلا لم اصلي قط في حياتي "
فتنهد في ضيق ثم قال لها اكملي ,, " ماذا فعلتي حينما رأيتي تلك الجمله علي المرآه " .. ؟؟
" لم افعل شئ لأن داغر قد حضر في زاوية الغرفه وظل واقفاً يتأملني كأنه اول مره يراني "
فقلت له في ضيق " ماذا تريد مني ومن هن تلك النساء " ؟؟
رد قائلاً في برود تام " انا احبك واريدك لي " ..
" كيف تريدني وكيف ستتزوجني " ؟؟
" سنتزوج كما يتزوج اي اثنين يحبوا بعضهم البعض " ,,
" وكيف ستقابل والدي ومتي " ؟؟
" متي تشائين " ,,,
" ومن هن تلك النساء وماذا يريدون مني " .,
تردد في الاجابة ثم قال " انهم كانوا يريدون الارتباط بي ولكني فضلتك عليهم لذا هن متضايقين فلا تعيريهم اهتماماً " ,,
" حاضر وهتيجي امتي بقي تقابل بابا لأن في عرسان كتير بتجيلي وانا بحاول ارفض بقدر الامكان وكمان بابا بيرفض اللي مش شايف اني ليا مستقبل معه " ,,
" محدش يقدر يرتبط بيكي غيري " ,,
" للدرجه دي بتحبني يا داغر " ,, ؟؟
" طبعاً يا هدير هسيبك دلوقت عشان محضر ليكي مفجأه " ,,
" ماشي اشوفك بعدين بقي ,,,, "
علمت هدير انه يعني بالمفاجأه هو انه سيأخذها لمكان جديد اثناء نومها ,,
فأكملت نومها بسرعه وكانت تجاهد لتنام ,,
بالفعل استطاعت ان تنام وتحلم كالعاده وهي تدور حول العالم في اجمل الاماكن ,,
التي لم تكن تحلم ان تراها ,,
لقد استطاع داغر ان يجعل هدير تنسى ماحدث لها في الحلم المرعب التي حلمت به ,,
وهل هو كان فعلاً حلم ام انه حقيقه ,,
ولكنه كان كالثعلب الماكر ,, استطاع ان يقنع هدير بسهوله وهي كانت لتصدقه في كل شئ ,,
الا ان جاء اليوم التالي وكانت تستعد لامتحانها ,,
فاذا بوالدها يدخل فرحان وسعيد ويزف خبر سار لوالدة هدير ,,
" ماذا هناك يا ابو هدير " ؟؟
#الحلقة_السادسه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
فاذا بوالدها يدخل فرحان وسعيد ويزف خبر سار لوالدة هدير ,,
" ماذا هناك يا ابو هدير " ؟؟
" هدير جالها عريس بس ايه لقطه " ..
" ومين دا يا اخويا " ..
" ابن زميلي في الشغل ,, لسه مخلص كلية طب السنه دي " ,,
" بس مش انت كنت رافض انها ترتبط وهي في الدراسه " ,,
" بس انا مش هلاقي ليها فرصه احسن من دي يا ام هدير " ,,
" وهو في كلية طب يعني لسه هيعمل ماجستير ودكتوراه يعني دا شئ هيحفزها انها تذاكر هي كمان " ,,
" والله اللي انت شايفه انت ابوها وعارف مصلحتها كويس " ,,
" طب هي فين هدير عشان اقولها ؟؟ "
" ما بلاش دلوقت يا اخويا عشان تركز في مذاكرتها وامتحاناتها " ,,
" عندك حق خلاص لما تخلص امتحانات هقولها " ,,
" تسلم يا اخويا عين العقل " ,,
" قومي بس اعمليلي الغداء عشان واقع من الجوع "
" من عنيا يا اخويا " ,,
سمعت هدير تلك المحادثه التي دارت ولم تكن تدري ماذا تفعل ,,
وماذا سيفعل حبيبها داغر حينما يعلم ,,
ظلت هدير طوال اليوم في قلق ,,
لأن داغر قد اخبرها انه قد يمحو من يفكر ان يرتبط بها من علي وجه الارض ,,
كان داغر قد اخبرها عن طريقه لكي تأتي به في اي وقت بسرعه ,,
وهي قول بعض الطلاسم ولكن لن نذكرها مراعاة لأمان القراء ,,
بالفعل اخرجت هدير الورقه وبدأت القراءه إلي ان ظهر داغر ,,
واخبرته بما حدث ,,
فرد عليها قائلاً " اني اعلم هذا ولا تخافي لن يستطيع احد اخذك مني " ,,
" ربنا يخليك يا حبيبي " كان هذا ردها ,,
قبل ان تنادي والدتها عليها ,,
فذهبت هدير وتركت داغر في الغرفه وذهبت ,,
ثم بعد دقائق عادت ,, فلم تجد داغر ولكنها وجدت جمله كُتبت علي المرآه " لا تقلقي قريباً ستأتي لعالمي وتعيشي معي "
تنهدت هدير كأنها تشعر براحه مما قرأت وكالعاده بعد ان تقرأ هدير الجمله المكتوبه تُمحى تلقائياً ,,
كانت هدير بعض الاحيان تعلم ان ما تفعله هو شئ خاطئ ولكن داغر كان يسيطر علي تفكيرها ,, فقد جعل احد خدامه دائماً بجانب هدير لكي يسطير علي تفكيرها في غياب داغر ,,
ولكن احياناً كانت تشعر هدير بأن ما تمر به خاطئ وخطر ,, وكانت تريد ان تحكي لوالدتها ولكن هناك ما كان يمنعها ,,
مر اليوم وذهبت هدير لدرس المراجعه النهائية الخاص بها وعادت كالعاده ,,
لكي تذاكر وتنام بدري لأن امتحانها صباح باكر ,,
دخلت امها عليها ..
" اعملك شاي ولا اكل يا حبيبتي عشان تعرفي تذاكري ؟؟"
" لا شكراً يا ماما انا هخلص بسرعه كده عشان اعرف انام بدري عشان الامتحان " ,,
" ربنا معاكي يا بنتي وخير ان شاء الله بس لو احتاجتي اي حاجه انا صاحيه مش هنام الا لما تنامي " ,,
" ماشي يا ماما " ,,
المهم مر الوقت وخلصت مذاكرتي وروحت قولت لماما اني خلصت وهنام عشان هي تخش تنام ,,
كتر خيرها كانت مستنياني اخلص عشان لو احتاجت حاجه ,,
توجهت لسريري عشان انام ,,
استلقيت علي سريري ,, ولكني لم انم بسهوله ,,
ولكني نمت بعمق بعد محاولات كثيره للنوم,,
حتي شعرت بصوت يشبه الخربشه علي باب الغرفه ,,
فقمت من نومي متثاقله ومرهقه ,,
فتحت باب الغرفه ولكن لا يوجد شئ ,,
كدت ان اغلق الباب مره اخرى ,,
ولكنني سمعت صوت الخربشه مره اخرى ولكن علي باب الشقه ,,
ترددت ان افتح ولكن كنت خائفه فمشيت ببطئ وخفه ,,
اقتربت من الباب ,, فتوقف الصوت ,, فوضعت أذني علي الباب احاول ان اسمع ما سبب هذا الصوت ,,
ولكنني لم اسمع اي شئ ,,
فقمت بفتح الباب ,, ببطئ شديد,,
ولكن سمعت صوت بكاء طفل ,,
حدثت نفسي " ياربي هو دا وقته انا عندي امتحان وعايزه انام "
ولكن الفضول جعلني اخرج لأرى من يبكي ,,
ولكن عند خروجي انغلق باب الشقه بقوة خلفي ,,
مما تسبب في فزعي ,, ولكن صوت البكاء كان متواصل ,,
فتقدمت لأرى من الباكي رأيت طفل يجلس علي السلم ويعطيني ظهره ,, فتقدمت في بطئ ,,
وانا اقول " انت مين يا حبيبي وبتعيط ليه " ؟؟
لم يجيب .,,
طرحت عليه السؤال مره اخرى ,,
" انت مين وبتعيط ليه يابني ؟؟ "
ولكن صوت البكاء توقف
ثم التفت ببطئ ونظر لي ,,
وكانت الصدمه التي جعلتني اكاد اختنق خوفاً ,,
رأيت وجه الطفل وهو يبتسم لي في خبث ولكن شكله كان مفزع ’’ فمه كان غير طبيعي ,, كان به غرز خيط كأن هناك احد اراد اسكاته فأغلق فمه بالخيط ,,
وكانت عيونه سوداء كبيره ويتساقط منها دماء ,,
فعندما ابتسم لي بهذا الشكل صرخت صرخة دوت في ارجاء الكون وحاولت الجري ولكن نور السلم الخارجى انقطع تماماً ,,
ولكنني مشيت لأني اعرف تفاصيل بيتنا ,,
وقمت بطرق باب الشقه بقوة ولكن لا مجيب ,,
وانا اصرخ " افتحولي يا بابااااااااااااا يا مامااااااااااااااااااا " " الحقووووووووووووووني " ,,,
ولكنني شعرت بشئ يسحبني بقوة من شعري حتي سقطت ارضاً ولكنه لم يتركني فظل يجرني علي الارض ,,
الى ان دخلت الي الشقه المقابله لشقتنا ,,
والقاني في وسط الشقة ,, وتركني ,,
ولكنني رأيت داغر جالس علي كرسي ,, و هناك شئ ضخم يتدلى من سقف الشقه ,,
فقال لي داغر " كويس انك جيتي عشان تشوفي مصير اللي يفكر يقرب منك "
" اتعلمين من هذا ؟؟ "
فقولت في خوف وزعر " من هذا " ؟؟ ,,,
" انه العريس الذي وافق عليه والدك "
" ولماذا اتيت به الي هنا ؟؟ "
" لكي انتقم منه "
" بس هو مش ليه ذنب سيبه في حاله "
" هاهاهاها لا يمكن وكفايه بقي عشان مش تعطليني عن شغلي ,,
ثم وقف ولأول مره ارى داغر في هذا الشكل المخيف ,,
حيث تحول شكله من الشاب الجميل الى شئ اطول بكثير وله شعر كثيف وعيون سوداء تماماً
ولا يرتدي الا قطعة قماش تحجب عورته ,,
وتاج من الريش علي رأسه ,,
ويضع في منتصفه ريشه حمراء طويله ,,
ثم تقدم امام الشخص المعلق في السقف ,, وكان مغشي عليه ,,
ثم قاااال بصوت عالي جداً :-
يا خدام الاسماء
يا خدام ايام الاسبوع
يا خدام شهور العام
يا خدام السحر من المرده
اقتلوا من يتدخل بيننا
لقنوه درساً من الجحيم
بدأت الارض والجدران تهتز بقوة شديده ثم بدأت أيادي كثيره تشق طريقها للخارج من خلال السقف والجدران وارضيه البيت ,,
وكان يخرج اصوات صراخ و عويل مثل صوت الذئاب كأنها تشير الي قدومها من الجحيم الي ارض الواقع ,,
خرجت هياكل شبه عظميه تشبة هياكل الانسان واخرى هياكل لحيوانات ,, ذات قرون قصيره ,,
و يغطي تلك الهياكل جلد اسود اللون ذائب متقطع ,, كأنهم كانوا يتحللون وخرجوا لتوهم ..
كانت الضحيه المعلقه للدكتور ابن صديق والدي ,, لازال مغشى عليه ,, لا يدرك نهايته المأساوية ,,
خرجت تلك المخلوقات ووقفت حول ضحيتها ,, التي ستكون وجبتهم هذا المساء ,,
ولكن ذلك الدكتور بدأ يفيق من اغماءة ,, وهذا ما لم اكن اترجاه ,,
بدأ ينظر حوله ويلتفت هنا وهناك ويحاول تدقيق النظر في من يلتفون حوله ,,
تخيل معي عزيزي القارئ انك نائم نوم هانئ وتفتح عيونك علي ابشع مخلوقات من الممكن ان تراها تأكد انك ستموت بذبحه صدريه حاده او سيجن جنونك ثم ستؤكل من قبلهم ,,
بعد ان استوعب الدكتور الضحيه موقفه ,,
ظل يصرخ بعلو صوته ويتلوي في الهواء لمحاولة الافلات ,,
فكان معلقاً رأسا علي عقب ,,
ولكن لم تسنح له تلك المخلوقات بالصراخ اكثر من ذلك ,,
فانقضت عليه وبدأت في نهش بطنه حتي خرجت امعاءة التي تدلت واخذت تخرج بخاراً من سخونتها ,, ورائحه مقززه ,,
فهدأت انفاس الدكتور وزهقت روحه ,,
وانا جالسه ارضاً اشاهد ذلك المنظر وانا اتمنى ان يقبض الله روحي بدلاً من مشاهدة تلك المذبحه التي تحدث ,,
خوفت ان اصرخ او اعمل اي رد فعل حتي لا اكون ضحيتهم التاليه ,,
وضعت يدي علي فمي حتي لا اصرخ واخذت الدموع تنساب من عيني ,,
واخذ داغر ينظر لي ثم ينظر للضحيه ويضحك ضحكات عالية مرعبه ,,
ثم قال لي " ارأيتي مصير كل من سيقترب منك ؟؟ "
لم استطع ان اخرج حرف من فمي ,,
اخذت اشاهد الضحيه المسكينه التي اصبحت مجرد هيكل عظمي ملوث بالدماء فقط ,,
اشار داغر لاتباعه بالانصراف فابتلعتهم الارض في لحظات ,,
ثم قام بالنفخ في اتجاهي فانطفأت الانوار ثم شعرت بأني اقع من مكان عالي جداً ,,
فنهضت من مكاني لاجد نفسي بغرفتي نائمه ,,
اخذت انظر حولي ,, فلم اجد اي شئ مما حدث ,,
ولكنني سمعت صوت خربشه علي باب الغرفه كما سمعتها من قبل ,,
أيقنت ان هذه اشاره بأن ما حدث حقيقه ولم يكن حلم ,,
اخذت ارتعد في مكاني خائفه ,, اخذت اسناني تخرج صرير من اثر اصطدامها ببعضها خوفاً ,,
شعرت بدفئ سريري من تحتي ,, فعلمت ان الخوف قد جعلني كطفله تبول علي نفسها ,,
اخذت الدموع تنزل بغزارة ,, ولم استطع النوم مره اخرى ,,
مكثت في مكاني هكذا خائفه ,, انظر حولي هنا وهناك ,,
الى ان سمعت صوت اشعر كأني لاول مره اسمعه في حياتي ,,
انه صوت الاذآن يدعو البشريه لصلاة الفجر ,,
فشعرت بأن قلبي يتزلزل في مكانه من اثر جمال هذا الصوت ,,
كيف لي لم اكن اسمع هذا الصوت من قبل ,,
يا الله ,, ان الله يقول لي حي علي الصلاه ,, حي علي الفلاح ,,
كيف لي لم اكن البي استدعاء الله لي ,,
شعرت بقوة غريبه وان الخوف زال من قلبي ,,
كأن الله يقول لي ها انا هنا اذا لبيت طلبي سأكون في عونك ..
فقمت من مكاني ,, واتجهت للحمام وقمت بالاغتسال من اثر ما حدث ,,
وغيرت ملابسي لملابس نظيفه تصلح للصلاه ,,
وتوضأت ثم اتجهت وبحثت عن سجادة الصلاه ,,
حيث عثرت عليها في غرفة ابي وأمي .,,
اخذتها وقمت بوضعها في اتجاه القبلة ,,
وانا افعل كل هذا وارى داغر حولي في كل مكان ينظر لي بغضب ,,
لم اكترث له ,,
قمت بالوقوف علي طرف السجاده واقمت صلاتي ,,
وكأني اولد من جديد ,,
أنهيت صلاتي ,, واخذت اقرأ بعض القرآن ,, واني اشعر بداغر حولي كأنه جن جنونه ,,
قمت من علي سجادة الصلاه ,, وتوجهت لكي انام قليلاً قبل امتحاني ,,,
وبالفعل نمت بهدوء ,, تام وبسهوله ,,
استيقظت علي صوت امي " يالا يا هدير اصحى عشان تفطري وتروحي امتحانك " ,,,
" حاضر يا ماما قايمه اهو " ,,,
نهضت من علي سريري اشعر بنشاط ,, ذهبت للحمام وغسلت وجهي ,,
ارتديت ملابس مناسبه للذهاب للامتحان ثم تناولت افطاري ,,
ثم قمت بأخذ ملزمه للمراجعه النهائيه اراجع منها قبل دخول لجنة الامتحان ,,,
خرجت من شقتنا واغلقت الباب خلفي ,,
ولكنني نظرت للشقه المقابله وتذكرت ما حدث امس ,,
ولكنني حاولت تجاهلها وعبرت من امامها لكي انزل السلم ,,
ولكنني شممت رائحه اظن اني شممتها من قبل ,,
ولكن كان هناك صوت لاشخاص ,, يتحدثون
فتجاهلت الامر تماماً ونزلت السلم فربما ما حدث في تلك الشقه كان مجرد كابوس او حلم ,,
توجهت للمدرسه وتقابلت انا وصديقتي مكه واخذنا نراجع سوياً ,,
دخلت لجنة امتحاني ,, والحمد لله انهيت امتحاني بجدارة ,,
رجعت لبيتي سعيده جداً بسهولة الامتحان ,,
ولكنني وجدت ابي وامي جالسين وكأن هماً اصابهم ,,
" في ايه يا ماما مالكم حصل حاجه لسمير ؟؟ "
ردت امي في حزن ..................... !!
#الحلقة_السابعه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
رجعت لبيتي سعيده جداً بسهولة الامتحان ,,
ولكنني وجدت ابي وامي جالسين وكأن هماً اصابهم ,,
" في ايه يا ماما مالكم حصل حاجه لسمير ؟؟ "
ردت امي في حزن " ابن صاحب ابوكي مش لاقيينه في اي مكان من امبارح "
" صاحب بابا ؟؟ مين دا ؟؟ " بلعت ريقي بصعوبه خوفاً من ان يكون ما يدور في ذهني حقيقي ,,
" الدكتور اللي لسه متخرج وكان جاي يتقدملك " ,,
صعقت من داخلي ولم استطع النطق ,, " اذا ما حدث حقيقي " " انه مقتول في الشقه التي تقابل شقتنا ,,,
ولكن هدير لم تستطع البوح بذلك فربما كان لداغر ان يأذيها ,,
او ان تتهم في مقتله ,, فضلت السكوت ,,, فدخلت لغرفتها واغلقتها علي نفسها ,, واخذت تبكي ,,
فنظرت الي المرآه تنتظر اي رد فعل او كلام يُكتب من داغر ,,
ولكن لم يحدث شئ ,, ظلت جالسه علي السرير ,, إلى ان ظهر داغر في هيئته الوسيمه ,,
وقال " لماذ فعلتي ذلك يا هدير الا تحبينني ؟؟ "
نظرت له هدير في فزع حيث لم تشعر بتواجده ,, " وقالت انك كنت تخدعني ,, لقد رأيت شرك وماذا تستطيع ان تفعل ,, فربما في يوم تفعل بي مثل ما فعلت به ,, ماذا تريد مني اتركني ارجوك لا اريدك "
" كيف لا تريدنني انك وافقت علي زواجي منك و جعلتك اسعد بشرية علي وجه الارض "
" هذه هي المشكله اني بشرية اما انت فلا ,, واني وافقت عليك لأني كنت طفله لا افهم شئ ,, كأن طفله صغيره عثرت علي دميه اسعدتها ولكن فيما بعد اكتشفت ان تلك الدميه استحوذت علي روحها وتجرها لمنعطف او طريق سيغضب منه الجميع ,, "
تحولت ملامح داغر من الهادئه الوسيمه لملامح غاضبه ,, وبدأت عيناه تتحول للون الاسود بداخله ذلك الشق الطولي الاحمر ,,
و اصبحت هيئته مثلما رأتها هدير سابقاً ,,
وقال لها " بحق ملوك الجان اجمعين ان لم تعودي لصوابك وتعودين لي ستندمين ندماً شديداً انت وكل شخص يقترب منك "
اجهشت هدير بالبكاء خوفاً ,, واصبحت ترتجف,,
واجابته في خوف " ان عودت لصوابي فعلا ولن استطيع مواعدتك او محبتك من اليوم فأنت عدو الله ,, واذا كنت تريد قتلي فاقتلني ,, "
" لا لن اقتلك ولكني سأجعلك تتمنين الموت في كل لحظه وفي كل وقت "
" لن تنامي من اليوم الا وستحلمين بشئ واحد فقط وهو الجحيم "
"الجحيــــــــــــــــــــ
ثم اختفى ,,
ارتجفت هدير اكثر فأكثر شعرت انها في مأزق كبير ,,
ولكن الى من قد تلجأ ؟؟ وقد هددها بحياة كل شخص قريب منها ,,
قررت هدير محاولة مواجهة الموضوع وحدها لأنها هي من تسبب في كل ذلك ,,
**************************
ازيك يا حوده عامل ايه ؟؟
الحمد لله تمام يا هيما والله ,, انت عامل ايه وعامل ايه في الكلية بتاعتك ,,
تمام نحمد ربنا ,, الدكاتره بصراحه مش سايبنا في حالنا ,, كل شوية ملزمه تنزل واشتروا كتاب ينزل واشتروا ,,
امتحان في المحاضره ,, وفي الاخر الدكتور يجي في الامتحان يطلع عنينا ,, كأنه معقد نفسياً وعايز يسقط نص الدفعه ,,
استني بس يا هيما شوية انت اخدتنا كده في الكلام ونسينا نعرف نفسنا علي الناس اللي بتقرأ دي ,,
السلام عليكم ازيكم يا احلى قراء ومتابعين لكتابات كريم وجدي ,,
انا محمود الاباصيري ,, عندي 19 سنه ,, في كلية تجاره ,,
ودا صديق طفولتي ابراهيم محمد ,, عنده برده 19 سنه ,, بس اكتفى بدبلوم تجارة ,,
احنا متقابلناش من مده تقدروا تقولوا 3 شهور مع اننا ساكنين جنب بعض ,,
المهم يا حوده في جديد بخصوص البنت اللي انت معجب بيها ,, ومش عارف تكلمها ,,
اممممم ,, " قصدك هدير بنت عم نور الدين اللي ساكن في اول الشارع ؟؟ "
" ايوا يا عم هو في حد تاني غيرها ولا ايه ؟؟ "
" سمعت ان كان متقدملها عريس ومش عارف ايه اللي حصل بعد كده "
" طب وانت مش ناوي قبل ما حد يفكر يتجوزها يابني ؟ "
" يا هيما انا ادامي لسه مستقبل مش عارف بداية ايه ,, لسه ادامي دراسه وتخرج وجيش وهدور علي شغل وشقه وعفش ,, مواااااااااااااااااااااال "
" يعني انت كبرت دماغك من الموضوع ولا ايه ؟؟"
" مش بالظبط كده بس تقدر تقول اني رامي حمولي علي ربنا ,, و واثق في ربنا انه شايلي حاجه كويسه وكل شئ قسمه ونصيب يا ابراهيم " ,,
" ربنا يوفقك يا صاحبي والله انت جدع وتستاهل كل خير "
" امال انت كنت فين الفتره اللي فاتت دي كلها يا هيما "
" والله يا صاحبي مخبيش عليك كنت بدور علي شغل لأني سبت الشغلانه الاخيره دي بسبب صاحب الشغل المفتري ,, يطلع عين اهلنا طول اليوم وفي الاخر تاخد شوية ملاليم منه كل اخر شهر "
" ربنا يرزقك يا صاحبي ان شاء الله لينا قعده فيما بعد لأن عندي مشوار دلوقت ,,"
" ماشي يا صاحبي خلي بالك من نفسك وسلملي علي الحج والحجه "
" من عنيا الاتنين يوصل يا هيما,, سلام يا صاحبي "
" سلام يا حوده "
افترق الاثنين وسار محمود في طريقه الى أن وصل الي بيت البنت التي اعجب بها ونظر الي شباكها الذي كان يراها تقف فيه بين الحين والاخر ,, ولكن تلك المره كان الشباك مغلق .. فنفخ في ضيق وذهب في طريقه " ,,,
نعود الي صاحبة الشباك المغلق ,, انها هدير التي تجلس علي سريرها تضع رأسها بين يديها في حزن ,,
انها لا تعلم ماذا تفعل فيما حدث وفيما سيحدث ,,
الي ان قطع تفكريها دخول امها ,, التي جاءت تطمئن عليها ,,
" مالك يا هدير يا حبيبتي ,, حزينه كده ليه ؟ "
" لا يا ماما مفيش حاجه مصدعه بس شوية " ,,
" الف سلامه عليكي يا حبيبتي ,, طب اعملك كوباية شاي تظبطلك دماغك ؟؟ ولا اقولك اجبلك تاكلي وبعدين اعملك شاي عشان تعرف تذاكري ؟؟ "
" تسلمي يا ماما انا هقوم اتوضأ و اصلى العصر ,, وبعدين اشوف هعمل ايه ,, "
" بسم الله ما شاء الله بقيتي تصلي يا حبيبتي ,, ربنا يبارك فيكي يارب ويهديكي كمان وكمان ,, "
" ان شاء الله يا ماما ,, عن اذنك "
فنهضت هدير من علي سريرها ذاهبه لكى تتوضأ وتصلي العصر وتطلب العون من ربها ,, لكي يساعدها فيما قم اقحمت نفسها فيه ,,
توجهت للحمام ,, فقامت بالتوضوء ,, وصلت العصر ,, شعرت ببعض الراحه والسكينه ,,
اعدت لنفسها كوب من الشاي ورجعت لغرفتها ,,
وبدأت في المذاكره ,, اندمجت في مذاكرتها وكانت تقوم تصلي الفروض وتعود ,, حتى اصبحت الساعه العاشره والنصف مساءاً ,,
توجهت للمطبخ لكي تعد لنفسها سندوتش لكي تكمل مذاكرتها ,,
فتحت التلاجه لتجد ما تعده سريعاً ,,
فوجدت طبق من الجبن ,, ووجدت طبق من اللانشون ,, انبهرت لوجود طبق اللانشون لأن والدها لم يكن ليدخله البيت فربما والدي رضا عنا اخيراً ,,,
اعدت سندوتشات وذهبت بها لغرفتها ,,
واخذت تتناول سندوتش اللانشون التي تعجبت من وجوده في بيتهم ,,
واخذت تذاكر وهي تأكل ,,
إلي ان شعرت بشئ يلعب في فمها ,, فنظرت لسندوتش اللانشون الذي بيدها الذي تحول الي ديدان ,,
تشنجت معدتها معترضه ,, وقامت بدفع ما في داخلها خارجاً ,, تقيأت هدير بما في جوفها ,,
واخذت تتلوي الما من الاشمئزاز الذي شعرت به ,,
فسمعت ضحكات متعالية تأتي من خارج غرفتها ,, فرأت داغر يدخل غرفتها متفاخراً بابتسامته الساخره ,,
وقال لها " هل اعجبك هذا الطبق المميز ؟؟ ,, انك قد أكلتي الدود الذي ينهش اجسادكم عند موتكم " ,,
" صرخت هدير فزعاً واشمئزازاً مما قاله واخذت تخرج ما في جوفها ,, ولم تتوقف عن التقيؤ ,, حتى اخرجت دماً من جوفها " ,,,
ثم سكنت حركتها وهدأت ,, وهي تنظر لداغر في غضب ولكنها لا تقوى علي الحركة من اثر شدة التقيؤ,,
ولكن داغر اخذ يحدثها ببرود تام " لقد قلت لكي يا هدير إن لم تعودي لي ستكون حياتك جحيماً ,, وما حدث هذا جزء بسيط من جحيمي الذي اعددته لكي يا عزيزتي ,, لا احد في هذا الكون ترفض ان تكون رفيقتي , او رفيقي " ,,
فقالت هدير والكلمات كانت تخرج بصعوبه وغضب " ايها الحقير الشاذ, لن اتبعك مهما حدث ولو قتلتني " ,,
" هاهاهاهاهاهاها ,, اقتلك ؟؟ لا طبعاً لن افعل ,, ساجعلك تتمنين الموت ليكون رحمة لكي ,, ولكن قبل ان افكر بقتلك سيكون جسدك ترفيهاً ممتعاً لي اولاً " ,,
" حسبي الله ونعم فيك يا حقير " ,,
اتسعت عينا داغر في غضب ,, وقال لها قبل ان يختفي " ستكونين لي بأي وسيله " ,,
قامت هدير مسرعه للحمام وغسلت وجهها وفمها ,,
وقامت بتنظيف غرفتها من اثر التقيؤ ,,
ولكن الغريب ان لم يشعر بها احد في المنزل ,, فاختلست النظر فوجدت امها واخيها نائمين ,,
ووالدها خارج المنزل كالعاده ,,
رجعت غرفتها وانهت تنظيفها ,, ثم اعدت سريرها للنوم ,, وهي تأمل ان لا ترى داغر في نومها او ليلتها مره اخرى ,,
وضعت رأسها علي المخده ونامت في هدووووء تام ,,,
نرى في عدسة كاميرتنا الليله ,, غرفة هدير التي تمتلئ بأشياء قصيره واخرى عملاقة ,,
ملتفين حول سرير هدير ,, ينظرون لها بدون حراك ,,
ولكن هدير فزعت من نومها ,, كأنها كانت تحلم بكابوس ,,
نظرت حولها في الغرفه فلم تجد شئ ,, انها لا ترى ما تراه كاميرتنا ,.
حاولت العوده للنوم ,,, ولكنها فشلت ,, انها تشعر بحرارة الجو وضيق في التنفس ,,
نهضت من علي سريرها وخرجت من غرفتها ,, وعيون تلك المخلوقات تتبعها في هدوء ولم يعترض طريقها احد ,,
دقائق وعادت لغرفتها ,, ولكنها شعرت بكآبه غريبه في الغرفه ,,
شعرت بشعور موحش ,, يبشر بحدوث شئ سئ ,,
ولكنها حاولت السيطره علي اعصابها والذهاب لسريرها والنوم ,,
عادت لنومها ,,
ولكن ها استيقظت علي صوت صراخ شديد ,, لتجد اضواء تتلاعب خارج غرفتها ظهرت من تحت بابها ,,
قامت مسرعه وفتحت الباب لتجد نيران تلتهم كل شئ امامها ,,
وسمعت صوت صراخ امها ,, فأسرعت تجاه الصوت وهي تصارع النيران التي تسد طريقها ,,
ولكنها نجحت في عبورها لتتجه الي غرفة والدتها ,, ولكنها لم تجد احد بداخلها ,, عادت مره اخرى ,,
تبحث في المطبخ ولكنها لم تعثر علي احد ,,
رأت باب الحمام مغلق ,, فحاولت فتحه ولكنه لم يكن ليُفتح بسهوله ,,
وبعد عدة محاولات نجحت في فتحه ,, فوجدت اخوها الصغير سمير ذو ال6 اعوام يتدلي من السقف مقطعة اوصاله ,,
و أمها ملتصقه بجدار الحمام كأن هناك شئ خفي يثبتها ,, ولكن عيناها كانت جاحظه رعباً وفمها مفتوح لدرجة كاد ان يلمس فكها السفلي صدرها ,,
فرأت دم امها يسيل من رقبتها ,, فماتت امها ذبحاً ,,
ظلت هدير تصرخ بأعلى صوتها وهي تحاول ان تجذب امها لتضعها ارضاً كذلك اخيها الملاك الصغير ,, الذي حاولت الوصول له لكى تزيل من حول رقبته ذلك الحبل الذي قد حطم رقبته وحنجرته ,,,
ولكنها فشلت في ذلك ,, ظلت تبكي وتصرخ ,, إلى أن رأت النار تنطفي
ثم سمعت ضحكات تدوي في الارجاء ,,
لا تعلم مصدرها ولكنها شعرت بإهتزاز الارض من حولها كأنه زلزال بمقياس 10 ريختر قد ضرب شقتهم فقط ,,
ثم بدأت أرض الحمام تنشق وتبوح بما في جوفها ,, معلنه عن قدوم واحد من اقذر مخلوقات الجان إنه داغر الذي ظل يضحك ويضحك ,, وكان خلفه يتواجد اعوانه ,,
خرجت من شق الارض التي كانت يوجد بها حمم تغلي ونيران تتطاير السنة لهبها ,,
كانت هدير لازالت جالسه ارضاً ممسكه بقدم امها التي لازالت معلقه علي حائط الحمام ,,
توقف داغر عن الضحك وقال لها " لقد اخبرتك مسبقاً اني بقادر علي ان اجعل ايامك كالجحيم هذا" وهو يشير إلي داخل الشق الذي خرج منه ,,
ثم واصل كلامه وقال " انى لأسامحك اذا عُدتي لي " ,, " أني لأجعلك اسعد بشريه علي وجه الارض اذا تراجعتي عن قرارك بالابتعاد عني " ,,
ولكن هدير كانت تنظر له بنظرة أكثر كرهاً وغضباً وغيظاً ,,
ثم قالت له " لن اتراجع عن قراري ,, ولو فعلت بي ما تشاء ,, فالعذاب او الموت ارحم من ان تمسني " ,,
" لا تندفعي وراء حماسك و غضبك حتى لا تندمين اكثر من ذلك " ,,
" لعنة الله عليك يا حقير " ,,
بعد ان سمع داغر لفظ الجلاله " الله " بدت علي وجهة علامات الزعر والخوف وزاغت عيناه هنا وهناك ,,
ثم اشتاط غضباً واحمرت عيناه اكثر فأكثر ,, وتقلص حجمه إلى ان اختفي ,,
وانقطعت الكهرباء واصبحت المكان يعمه الظلام الدامس ,,,,,,,,,,,,,, !!!
#الحلقة_الثامنه
رواية #لن_يمسني_بشر
#تأليف_كريم_وجدى
بعد ان سمع داغر لفظ الجلاله " الله " بدت علي وجهة علامات الزعر والخوف وزاغت عيناه هنا وهناك ,,
ثم اشتاط غضباً واحمرت عيناه اكثر فأكثر ,, وتقلص حجمه إلى ان اختفي ,,
وانقطعت الكهرباء واصبحت المكان يعمه الظلام الدامس ,,
إلى أن عاد فوجدت هدير نفسها لازالت بالحمام ولكن امها لم تعد موجوده ولا اخيها ,,,
ثم سمعت صوت طرقات سريعه علي باب الحمام الذي كان مفتوح ,, ولكن من اغلقه ؟؟
قامت هدير وفتحت الباب فإذا بأمها تحتضنها ,, " انتي كل دا بتعملي ايه في الحمام يا هدير انا قلقت عليكي " ,,
" انتي كويسه يا ماما ؟؟؟ وسمير كويس ؟؟ "
احتضنت هدير لامها وهي تبكي بكاءاً شديداً وجسدها يرتعد ,,
" فهميني في ايه يا بنتي ,, واذاي تفضلي اكتر من ساعتين في الحمام والضلمه دي " ؟؟
ولكن هدير توقفت عن البكاء في محاولة ان تستوعب كلام والدتها ,,
" انا بقالي ساعتين في الحمام يا ماما ,, ازاي ,,, انا لسه جايه الحمام من شوية " ,,
" والله يا بنتي انا قمت ادخل الحمام ,, لاقيتك جوا ورديتي عليا قولتيلي انا طالعه اهو يا ماما ,, والنور كان مطفي في الحمام ,, قولت اسيبك براحتك ,, وروحت الاوضه نمت علي السرير لحد ما تخلصي ,, بس النوم غلبني وصحيت بصيت في الساعه لاقيت الوقت عدي بساعتين ,, فقمت ادخل الحمام لاقيتك لسه جوا ,, وسمعتك بتعيطي "
" ماما انا عايزه احكيلك علي حاجه ,, بس ياريت تصدقيني " ,,
" خير يا بنتي " ,,
قصت هدير كل شئ لوالدتها ,,
التي كانت تستمع لها وهي مذهوله مما تسمعه ,,
وبعد ان انتهت هدير ,, احتضنتها امها التي اخذت عينيها تدمع من خوفها علي ابنتها ,,
احقاً ابنتي هناك من يعشقها من سكان العالم السفلي ,,
احقاً ابنتي تعيش تلك المرحله الصعبه منذ سنوات وانا لا اعلم ,,
" طب ليه يا بنتي مقولتليش من الاول ؟؟ "
" مكنتش قادره اقول حاجه يا ماما كنت خايفه مش تصدقيني " ,,
" لأ اكيد لازم اصدقك يا بنتي ,, وكمان كانت خالتك مرت بحكاية زي دي بس لحقناها في الاول ,, والحمد لله بقت كويسه " ,,,
" انا مش عارفه اعمل ايه دلوقت ,, هو بيهددني بأنه هيأذيني ويأذيكم ,, "
" لما تيجي تنامي شغلي قرآن جنبك وحطي المصحف تحت المخده اللي نايمه عليها وان شاء الله هيبعد عنك " ,,
بعد ان هدأت هدير اتجهت لغرفتها وهي تحمل الراديو الصغير وفتحته علي تردد قناة اذاعة القرآن الكريم ,,
فسمعت تلاوة الشيخ " عبدالباسط عبدالصمد " لسورة الجن "
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا
صدق الله العظيم
بكت هدير قليلاً بعد ان خفق قلبها لكلام المولى عز وجل ,,
ثم احضرت المصحف ووضعته تحت راسها ,, وبالفعل نامت في هدوء تام ,,
لأول مره منذ 3 سنوات لم نرى اي شئ غير طبيعي في تلك الغرفه ,,
التي كانت تعج بالكثير من اولئك الشياطين يومياً ,,
استيقظت هدير قبل الظهر بقليل ,,
فوجدت امها تقوم بتبخير المنزل كله بالبخور الذي يتميز برائحته النفاذه ,, " عين الجمل و حبة البركه و بعض التركيبات من عند العطار " ,,
وهي تقرأ المعوذتين واخذت تلف الشقة كلها حتى غرفة هدير ,,
وبعد ان انتهت كان المنزل اصبح ملئ بالدخان الذي يصيب العين بالألم ,,
ولكنها سرعان ما اختفي بعد فتح شبابيك البيت ,,
اخذت هدير تذاكر المادة التي ستمتحنها غداً ,, وكانت صديقتها مكه قد اتصلت بها تخبرها بموعد المراجعه النهائيه للاستاذ فلان ,,
فأخبرتها هدير انها ستكون هناك بالموعد المحدد ,,
بعد انهت هدير المكالمه التفتت لتجد اخوها سمير يقف خلفها حزين ,,
فسألته " مالك يا سمير واقف كده ليه حزين ؟ "
" انا عايز اقعد معاكي شوية انا زهقان وانتي علي طول بتذاكري وماما مش برتضى تنزلني العب تحت "
" معلش يا سمير يا حبيبي عشان بس بمتحن فشمغوله عنك اليومين دول بس اوعدك اول لما اخلص هاخدك ونروح نتفسح " ,,
" هتخلصي امتي بقي ؟"
" هانت يا سمير اسبوع ان شاء الله " ,,
كان سمير يفتقد مغامراته ولعبه وضحكه مع اخته كما عودته ,,
فمنذ ان ظهر داغر في حياة هدير وهي ابتعدت بشكل كبير عن اسرتها ,,
بعد ان حاولت هدير تهدأة سمير والضحك معه قليلاً ,, توجهت لكي تقوم بتغيير ملابسها استعداداً للخروج لحصة المراجعه النهائية ,,
بعد نصف ساعه سمعت هدير جرس الباب يدق ,,
فإذا بمكه صديقتها قد جاءت ليذهبوا للدرس سوياً ,,
انطلقت هدير برفقة صديقتها للدرس الذي داوم ساعتين ونصف,,
وعندما عادت هدير وجدت تجمع هائل حول منزلها فرأت سيارة اسعاف وسيارتين تابعه للشرطه ,,
وحشد كبير من سكان شارعها وجيرانهم ,, شعرت هدير بقلق وخوف من ان يكون اصاب اهلها مكروه فتوجهت بسرعه وجريت في الشارع ,,
فأوقفها أمين الشرطه لعدم الدخول فأخبرتها انها تسكن في البيت ,,
فسمح لها بالعبور فوجدت والدها يقف مع ضابط الشرطه ,,
فسالت والدها وهي تلهث من التعب وتحاول ان تأخذ انفاسها التي قطعت " في ايه يا بابا حصل ايه ماما كويسه ؟؟ وسمير اخويا كويس ؟؟ "
" اه يا بنتي مالك في ايه احنا كويسين ,, بس هما لقوا بواقي في الشقه اللي ادام شقتنا " ,,
" وعرفوا جثة مين ؟ او مات ازاي ؟؟ "
" لا لسه منعرفش جثة مين او مات ازاي ومحدش يعرف هو جه هنا ازاي لأن الشقه دي مهجوره ومفيهاش حد زي ما انتي عارفه "
ولكن تلك الكلمات وقعت علي اذن هدير كالصاعقه حيث كانت تعلم هدير من صاحب تلك الجثه و لكن ما كان يذهلها اكثر هو باقي الجمله " ليس بتلك الشقه احد وانها مهجوره ,,
"فاضيه ازاي انا كنت شايفه ..... " ولكنها لم تكمل كلامها امام ضابط الشرطه خوفاً من ان يكون هناك ضرر ...
" طب هما عرفوا ازاي ان في حد ميت فيها ؟؟ "
" مفيش سكان البيت ومنهم امك سمعوا صوت ضوضاء في الشقه وبدأت رائحه وحشه جداً تخرج منها " ,,
" فلم يتجرأ احد علي دخول الشقه عنوه .. لذلك قمنا بابلاغ صاحب البيت الذي اتى بدوره وفتح الشقه ووجد فيها جثه متأكله تماماً معلقه بسقف الشقه " ,,
" طب وبعدين يا بابا في ضرر علينا ؟؟ "
" لا يا بنتي متقلقيش الحمد لله الشقه محدش دخلها غير لما صاحب البيت جه بس البوليس بقي هيقوم بشغله ويحاول يشوف لمين الجثه دي وازاي جات هنا "
صعدت هدير لشقتهم وتركت والدها مع ضابط الشرطه ,,
وجدت امها جالسه خائفه وسمير يشاهد قناتة المفضله " طيور الجنه " ,,
ذهبت هدير وجلست بجانب والدتها ,, ولكن هدير لم تتجرأ وتقول لها لمن هذه الجثه وكيف ماتت ,,
فقط اكتفت بالنظر لوالدتها والصمت يضع سيطرته في هذا الموقف ,,
" ماما انتي زعلانه ليه ؟ "
" انتي مش شايفه اللي حصل ؟؟ "
" طب واحنا مالنا اصلاً ؟؟"
" يا بنتي واحد ميت مقتول ومرمي في الشقه اللي ادامنا وتقولي مالنا اصلاً ,, مش ممكن اللي قتله يجي يقتلنا ويسرقنا ,, ممكن يكون حرامي او سفاح ,, الله اعلم "
حدثت هدير لنفسها ,, " اه لو تعلمين يا امي كيف قُتل ومن قتله ,, سيجف الدم في عروقك خوفاً " ,,
ولكن هدير ظلت صامته لا تستطيع البوح باي مما حدث في تلك الشقه ,,
لأنها هي الشاهده الوحيده التي اطلعت علي تلك الحادثه ,,
كان ابي في تلك الليلة مرافق لعناصر الشرطه حتي جاءت عناصر من البحث الجنائي والاطباء الشرعيين ,,
ظلوا حتى منتصف الليل يعملون في تلك الشقه ,,
لم استطع في تلك الليله المذاكرة بسبب الهواجس والافكار التي كانت تتضارب ,,
ودعوت الله ان يمر هذا الامر بسلام ,,
حاولت النوم لكي احظى بصباح باكر هنيئ لا يشوبه التوتر لكي استطيع ان اجيب بشكل جيد في امتحاني ,,
يالله ما اصعب المواد العلمية ولكني احبها ,,
مكثتُ علي السرير انظر لسقف الغرفه ,, افكر في حل لما انا فيه ,,
ولكن جاء النوم ليتصارع مع افكاري وبالفعل هزمني النوم ,,
**************************
علي الطرف الاخر كان محمود يجلس سعيد بعد أن رأى هدير اثناء مرورها من جانبه عندما كان يقف مع الحشد امام بيتها ,,
الى متى ستظل هكذا يا حوده ,,,
الن يأتي اليوم الذي من الممكن ان تبادلك فيه نفس شعورك ام ستظل هكذا لا يهتم بك او ينظر اليك احد ,,
يا رب قربني ممن احب في حلالك ,,
خرج محمود لبلكونة غرفته ينظر للقمر ويتحدث اليه كأنه شخص متجسد امامه ,,
كثيراً منا يفعل ذلك يظل ينظر للقمر والنجوم ويشكي همه ,, عن الحب الذي يتمناه او اخر فقده او اخر ينقل رسالته لمن يحب عبر القمر ,,
ولكن الفارق بين محمود وهدير ,,,
ان محمود شخص متدين يصلي كل صلاة في اوقاتها ,,
اما هدير لم تكن كذلك حتى حدث لها ما حدث ,,
دخل محمود لغرفته لكي ينام فجلس يقرأ عدة صفحات من المصحف الشريف ,,
ثم اندس تحت غطاءة ونام ليحلم بحبيبته " هدير " ,,
**********************.
يا داغر يا ابني اخبرني بما ستفعله ,,
يا والدي الملك لا تقلق ستزيد ضحايا معشوقاتي من البشر واحده اخرى في خلال الايام المقبله ,,
ولكن ارى يا داغر ان هدير اصبحت صعبة المنال ,,
هاهاهاهاها اني استمتع بملاعبتها وتعذيبها اني اشعر بقوتي في خوفها لأني اذا أردت ان اقتلها لقتلتها في طرفة عين ,,
ولكن لا تنسى يا ولدي انها ستكون قرباناً لزواجك من ابنة الملك زافير ,,
اعلم يا والدي ولكني استمتع اولاً بتعذيبها خوفاً ورعباً إلى أن تسلمني جسدها رغماً عنها ,,
هاهاهاها استمتع يا ولدي ولكن أأتتنا بدمها من اول قطره لأخرها ,,,
حاضر أمرك يا والدي ,, ولكن سأتركك الان لدي مغامره اخرى ,,
تفضل يا ولدي ,,
ذهب داغر لقصره ,, فاستقبله خدامه واعوانه ,,,
فأمر خدامه بإحضار عاشقيه من الانس ,,
فاختفى خدامه داخل غرفة بابها ضخم جداً لونه اسود ,, منقوش عليه سلاسل وقيود لونها كلون النار تظهر كأنه مشتعله حقاً ,,
ثم خرجوا اعوانه وهو ممسكون بسلسله يجرونها ويُربَط في تلك السلسله اشخاص يلبسون جلباب اسود له غطاء للرأس ,,,
فأشار داغر لأحد حراسه فقام الحارس بإزالة غطاء الرأس لؤلئك الاشخاص ,,
فاذا هن بنساء ,, مشوهات الوجوه ,, مقيدات جميعهن بالسلسله ,, ويجَرُون كالخراف ,,
نظرت كل منهن لداغر في خوف ورعب ,, وهو اخذ ينظر لهن ويضحك ,, فرحاً بما قد فعل لهن ,,
ثم اتجه ناحيتهن واخذ يتلمسهن وهو مبتسم ويقول لهن ,, الا تسامحوني علي ما بدر مني سابقاً ,, انكم انتم من تنازل عن كل شئ بسببي ,, لرغبتكم بي كما كانت رغبتي فيكن ,,
ولكن الشئ الجيد حالياً ان هناك من ستنضم لكم قريباً جداً ,, فأريد منكن ان تكونن جاهزين لاستقبالها في وقتٍ قريب ,,
نظرت كلاً منهم لبعضهم في ارتياب وخوف ,,
ثم تابع " هيا امتعوني قليلاً يا حثالة البشرية " ,,
فتم فك قيدوهن من قبل خدام داغر ,, ثم اخذن يتحسسون جسدهم وهو يشعر بالاثارة ,,
ثم انقض علي احدهن وقام بغرس انيابه في رقبتها واخذ يتلذذ بطعم دمائها ,,
ثم دفعها للخلف فسقطت ارضاً مغشياً عليها ,, فحملها خدامه والقوها داخل الغرفه المظلمه ,,
ثم تابع داغر تلذذه بالفتيات التي تحيط حوله ,,
وبعد ان انتهى من غرضه بتلك الفتيات ونال نشوته المنشوده ,,
امر احد خدامه بتقديم احد تلك الفتيات كقربان للملك زافير ,,
فقام خادمه بجر احدهن ثم قام بصلبها في احد الغرف وقام باخراج سيفه العريض اللامع شفرته ,,
ثم قام بنحر رقبتها فسقطت رأسها ارضاً ,,
ثم قام بتقطيع اوصالها ثم بعد ان انتهى قام بجمع تلك الاشلاء ,,
وذهب بها لقصر الملك زافير ,, وهو والد زوجة داغر المستقبليه ,,
ولكن بعد ان يجمع داغر مهر عروسته وهو ان يقدم 15 قرباناً من الفتيات البكارى ,, اللاتي لم يمسسهم بشر من قبل ,,
وبالفعل استطاع داغر الحصول علي 14 فتاه وستكون هدير القربان الاخير له ,,
بعد ان قدم خادم داغر القربان للملك زافير ,,
قال له زافير " اخبر سيدك ان يسرع في تقديم باقي القرابين " ,,