"ذكريات إمرأة .... ............................الفصل الرابع والعشرون بعد مرور أسبوع على وجودها فى المزرعة ، كانت قد فقدت اعصابها تماما ، وأرادت العودة بأى شكل ، ولكنها كانت متماثلة لتحذير أحمد لها بأن هذه الفترة حرجة جدا فى انتهاء هذا الموضوع ، ولابد من تحملها حتى تنتهى هذا المهزلة ، لكن للأسف تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، فقد كانت تستطلع حسابها على الفيسبوك الذى لم تفتحه منذ أيام بناء على طلب من أحمد فى ذلك ، فوجدت كم كبير من الأسئلة عما حدث والمواساة من جميع معارفها والعاملين بالمراكز ، توقف قلبها مما ترى ، فهى حتى لا تعلم ما حدث ، وببحث بسيط ، وصلت لما حدث ، فقد احترق مركزها الطبى الجديد الذى تم افتتاحه منذ أيام ، مكتوب انه بسبب خطأ من الساعى بسبب تركه لمحبس الغاز مفتوح ، وهذا ما أكدته تحقيقات النيابة ، لم تصدق ما حدث ، فهى على اتصال دائم بمدير المركز الذى يخبرها أن كل شئ بخير ، والعمل قائم فى المركز على أكمل وجه ، ظنت فى البداية أنها إشاعات ، اتصلت به لتعلم مايحدث ....الو ، ايوة ياأستاذ ايمن ... ...دكتورة سارة ، ازى حضرتك ... ...زى الزفت ، ايه اللى حصل ، مركز ايه اللى اتحرق ؟ أنا مش لسة مكلماك امبارح ، وقلتلى ان كل حاجة تمام ... ...ومكدبتش يادكتورة ، المركز دلوقتى تمام وشغال عادى بقالو يومين ... ...يومين بس ، المفروض انه شغال من أسبوع كامل .. ...آسف يادكتورة ، حضرتك ممكن تكلمى أحمد بيه وهو هيقولك على كل حاجة .... ...احمد بيه مين ، أحمد نورالدين ... ..أيوة يافندم ، هو قاللى لو عرفت وكلمتك ، قولها تكلمنى وملكش دعوة بالموضوع ده ... لم تمهله سارة ليكمل كلامه ، اغلقت الخط وشرعت فى الاتصال بأحمد ، لكن وجدت خطه مشغولا ومكالماتها على الانتظار ، استمرت فى محاولة الوصول له . أما أحمد فقد كان يجلس مع هشام وواحد من اعمامه ومعهم احد المديرين المسؤولين عن الإنتاج على طاولة الاجتماعات يناقشون موضوع خط انتاج جديد لأحد المصانع . وفى نفس الوقت كان يتحدث فى تيليفونه مع المختص القانونى فى المجموعة عن نقطة قانونية متعلقة بما يتناقشون فيه ، وبالطبع هذا مالم يساعد سارة فى الاتصال به فى هذه اللحظة ، عندما أنهى مكالمته ، وقبل حتى أن يرى شاشته ليرى مكالمات سارة الفائتة على الانتظار ، رن الهاتف وكان المتصل هو أيمن ...أيوة يا أيمن ، فى حاجة ؟ ...آسف يافندم، بس دكتورة سارة اتصلت بيا وكانت مدايقة جدا ، للأسف عرفت موضوع الحريق ... ..وانت قلتلها ايه ؟ ... ...زى ما حضرتك طلبت منى بالظبط ... ...طيب ، خلاص ، انا هتصرف. .. وأغلق بعدها الخط وعندها رأى مكالماتها الفائتة وبعدها بثوانى رن الهاتف باسمها رد علي الهاتف وهو لا يعلم أن عيون الجميع تراقب ما يحدث خاصة هشام ، وعندما لاحظها ، استأذنهم وخرج من المكتب ، لكن هشام بالذات آثاره ما حدث ، وحتى لا يعلم لماذا تتبع أحمد متعللا بتدخين سيجارة ثم يعود ...أيوة ، ياسارة ... ...فى ايه يااحمد ؟ أذاى حاجة زى دى تحصل وانا معرفش ... ...حبيبتى ، ممكن تهدى شوية عشان اعرف افهمك ... ...تفهمنى ايه بس ، أذاى تمنعهم انهم يقولولى ... ...عشان متوصليش للحالة اللى انتى فيها دى ... ...أنت كمان مش عايزنى ادايق ، انا لازم ارجع مصر حالا ... وعند هذا الطلب بدأ صوته يرتفع ويتخذ طريقة أخرى فى الكلام ...ترجعى ، عايزة ترجعى عشان يلاقوكى انتى وابنك واخواتك ، تعرفى انهم قلبوا عليكى الدنيا هنا ، تعرفى أن حرق المركز مجرد حيلة يطلعوكى بيها من المكان اللى اختفيتى فيه ، وزى ما انا كنت متوقع بالظبط ، لجأوا لطرق ملتوية عشان يجبروكى على الرضوخ ... أصابها دوار شديد من كلامه ، وهوت على أقرب كرسى لها ، ...تقصد انهم كانوا ممكن يعملوا حاجة فيا .... ... فى الوقت الحالى ، وفيكى انتى ، معتقدش ، ممكن ابنك واخواتك ، عشان يضغطوا عليكى ، لكن لو استمريتى فى رفض اللى هم عايزينه ، وقتها بس هيئذوكى انتى ، وابنك واخواتك يورثوكى ، وهم طبعا ضعاف وسهل السيطرة عليهم .... استمر الصمت من جهتها ولم ترد ، ولكنه يسمع أنفاسها العالية والسريعة جيدا ...حبيبة قلبى ، اسمعينى ، انا كنت مستنيلهم الغلطة دى ، وأهى حصلت ، وقعوا نفسهم بنفسهم ، دلوقتى رقبتهم فى ايدى ، من أكبر واحد لاصغر واحد ، أما بالنسبة للمركز ، فخلاص ، 48 ساعة ترميم ، ورجع زى ماكان وأحسن ، وشغال عادى جدا ،،،سارة ،،،وجودك هنا دلوقتى غلط وخطر جدا عليكم ، خليكوا فى الأمان احسن .... ...احمد ، تعالى ،، تعالى هنا أرجوك ، فهمنى اللى بيحصل ، محتاجة أتكلم معاك ، تعالى دلوقتى ياأحمد ... ...حاضر ياحبيبتى، هجيلك ، بس مش دلوقتى ، انا عندى شغل مهم جدا لازم اخلصه ، أرجوكى امسكى نفسك عشان اللى عندك ميقلقوش ، وأول ما اخلص هجيلك ... ...امتى ؟ ...بليل ، انهارضة ، هبات عندك الليلادى ، وابقى ارجع بكرة ... ...وهتقولى كل حاجة ... ...كل اللى انت عايزاه هتعرفيه ، خلاص ، اوكى ... ...اوكى ... ... Take care Honey. .. ....I will. .. أغلق الخط وتنهد بعمق ، فقد كان قلقا بالفعل من رد فعلها عندما تعلم بما حدث . التفت ليعود للاجتماع ، فوجئ بهشام أمامه ، واضعا يديه فى بنطاله ومستندا على الحائط ، وفى عينيه غضب شديد وتسائل واضح ...سارة مين اللى انت بتكلمها ياأحمد ؟... ..... انت بتتصنت عليا ،، وبتسأل ليه اصلا ؟ ...شدنى كلامك ، سمعتك بتقول حبيبتى ، وبعدين انا ابن عمك وصاحبك ، بطمن عليك مش اكتر ، انا أعرفها سارة دى ؟ ...تعرفها ولا لأ ، متفرقش كتير ، ومش وقته الكلام فى الموضوع ده ،وبعدين انت عارف أنى لما بحب اقول حاجة بقولها ، غير كدة متسألش ، ويلا عشان الاجتماع ده يخلص ، زى ما سمعت أن عندى مشوار مهم ... ثم تركه وذهب ، لكن هشام تسمر مكانه ولم يتحرك ، ..... معقول ، تكون هى ، وايه اللى بيحصل معاها ،، قربوا من بعض أذاى ، اتقابلوا من شهر بس ، امتى وإذاى ، ده بيقولها حبيبتى ، وهبات عندك انهارضة ... عند هذه الكلمة تجمد عقله وأخذت تتكرر الكلمة مرارا ...أذاى هيبات عندها ، معقول اتجوزوا ، من غير ما حد يعرف ، ولا متجوزوش اصلا ، وهيبات عندها ، ده مكانتش بتسمحلى حتى أمسك ايديها ،،،،،انا هتجنن .... يتبع" "ذكريات إمرأة .... . . . . .......الفصل الخامس والعشرون صمم هشام على معرفة ما يحدث بين سارة وأحمد ، ولكن أولا يجب أن يتأكد أنها هى ، قرر الاتصال بها ، ولكن بماذا يبرر غيابه المفاجئ عنها فى أحوج أوقاتها له ، من يوم وفاة والدتها . فى نفس الوقت عندما رأت سارة اسمه على شاشة هاتفها ، ترددت كثيرا قبل أن ترد ، فهى ليست فى حالة مزاجية تسمح بالتحدث مع أحد ، كل ما تحتاجه الآن التحدث مع أحمد فقط ليوضح لها ما يحدث ، غير أنها ترتاح لمجرد وجوده فقط حولها ، أعاد الاتصال مرة أخرى ، فقررت الرد لتنهى هذه المسألة ...أيوة ياهشام ،... ...اذيك ياسارة ... ...الحمد لله ... صمت كل منهما وكأنهم لا يجدون ما يتفوهون به ...فى حاجة ياهشام ، ساكت ليه ؟ ... لا ابدا ، انا بس كنت عايزة أطمن عليكى ، ممكن اشوفك ... ...أنا الحمد لله كويسة ، لكن حكاية تشوفنى دى صعبة شوية ، لأنى مش فى مصر ... ...فين ... ...مش مهم فين ، لما ارجع أن شاء الله نبقى نتكلم ، سلام ... لم تنتظر حتى رده ، إغلاقها للخط معه بهذه الطريقة أصابه بالذهول ، رغم أنه توقعها بسبب تجاهله لها لفترة ، إلا أنها أكدت له أنها هى من كان أحمد يتحدث معها . أما سليم نور الدين قد بدأ بشن حملة قوية لمعرفة من سلبت لب حفيده العتيد ووريث العائلة من بعده ، حتى يحاول التصرف أن كانت لا تناسبه ، فهو يعلم حفيده جيدا ، أن صمم على شئ ، لن يستطيع مخلوق اثنائه عنه ، وصل أحمد للمزرعة بعد الساعة العاشرة ، كان الجميع مستيقظ حتى نور الصغير ، سلم عليهم ، واستقبل نور بزراعبه ، فجرى عليه الطفل واحتضنه ، ...كنت فين ياعموا ، وحشتنى .. ..وانت كمان وحشتنى اوى ، بس معلش كان عندى شغل كتير ... ..قول لما ما ترجعنا بيتنا بقى ... ...ليه ، هنا مش عاجبك ، فى هنا ملعب كورة وباسكت ، وفى فوق اوضة مليانه لعب ... ...أيوة ، بس محدش بيرضى يلعب معايا كورة ، هناك انت كنت بتلعب معايا ... ...خلاص ياسيدى ، انا جيت اهوا وبكرة هنلعب انا وانت كتير اوى ، بس يلا دلوقتى نام ، والصبح نلعب سوا ، وأنا وانت بس ، هم لا ، مادام مريضيوش يلعبوا معاك ، ماشى .... ...ماشى ، ... وابتسم الطفل ببراءة للجميع ...مش هتلعبوا معانا ، إحنا بس ... ضحك الجميع بصوت عالى على رد فعله كانت سعادة سارة تنبع من ارتباط نور والبنات بأحمد بشكل قوى ، وبالطبع أحمد نفسه كان يتعمد ذلك ، فهو يعلم أنهم المدخل الأساسى لقلب سارة . تقدمت ريم من أحمد لتأخذ نور لينام فقد تعدت الساعة الحادية عشر ، وخرجت رغد معهم بعد أن سلموا على احمد ، ولم يتركوه إلا بعدما وعدهم بقضاء غدا معهم ، بعدما خرجوا واطمئن انهم ابتعدوا ، انحنى عليها ببطئ وبنظرة شرسة هى تتذكرها جيدا ، لدرجة أنها تراجعت بظهرها للخلف خوفا منه ...فى ايه ياأحمد ، أعقل ... ...اكتر من كدة ، دا انا أبو الهول والله أنى متحمل لحد دلوقتى ... ...هههههههههههههههه. . ...أه والله ، وبعدين انا مكنتش هعمل حاجة ، انا بس كنت هقولك ،، وحشتييييييينى ، موحشتكيش ؟... ... لا ،،ههههههههه ... ...كدابة اوى ، حتى باين فى عنيكى ، هم فين صحيح ؟ ... ... مين .. ...عنيكى ... ...عنيا .. ...بتهيئلى هم اللى فى وشى دول ... ....لا والله ، تصدقى باين عليهم انهم كانو عنين ... ....هههههههههههههههه ، أخص عليك ، كدة ، عايز تقول أنى بقيت وحشة ... ...أبدا أبدا ، انتى زى القمر على طول ، بص صحيح مالك ، كنتى بتعيطى ولا ايه ؟ ...لا ابدا ، لازم أمسك نفسى قدامهم ، انا بس منمتش من يومين ، وصداع مستمر بقى ... ... سلامتك ياحبيبتى ، بس بزمتك فى حد يعيش فى الجو ده ومينامش ويصدع ، ده المزرعة تجنن ، انا بعشق هنا ، وجدتى كانت عايشة هنا ... ...عارفة أن الجو هنا حلو ، بس انت عارف انا مبنامش ليه ، لو سمحت ريحنى بقى ... اعتدل أحمد من انحنائه أمامها ، رغم انه كان مستمتعا بأنفاسها التى عشق استنشاقها لكن كلماتها افاقته واعادته لأرض الواقع مرة أخرى ، اتجه للكرسى المقابل لها وجلس عليه ...عايزة اعرف كل حاجة حصلت ، عملوا معاك ايه وعملت معاهم ايه ، وايه حكاية حرق المركز دى ؟ ... اللى هتعرفيه مش هيريحك ،ولا اللى هتعرفيه عنهم حاجة تشرفك ... ...قول كل اللى عندك لو سمحت ... ...تانى يوم ما سبتى البيت ، عرفوا كن أول اليوم انك مش موجودة انتى واخواتك ،وأعتقد من باص حضانة نور ، لما جه ياخده وملقاش حد ، بدأوا يدوروا عليكم ، ولما معرفوش يوصلولك ، حرقوا المركز ، متصورين أن بده انتى هتظهرى ، عشان كدة حريص انك متعرفيش اللى حصل ، بالنسبة للمركز ، التقرير المبدأى قال إنها غلطة الساعى عشان ساب محبس الغاز مفتوح ، إنما التحريات أكدت أن الحريقة حصلت بليل ولو فعلا المحبس مفتوح من وقت قفل المركز ، كان الأمن حس بالغاز ، والساعى طلع منها ، وكيل النيابة طلب انه يقابلك عشان يعرف انتى بتتهمى مين ، لأنهم مش لاقيين أى خيط يوصل لأى حد ، المحامى حاول يقنعه انه يأجل مقابلتك يومين ، عشان الحق انا اخلص الحوار ده قبل ما ترجعى مصر ، وفعلا تقدرى تعتبرى أن كل حاجة انتهت ، ومن بكرة تقدرى ترجعى ... ...وهم ، مش هيعملولى حاجة تانى ... ...مستحيل ، لان روحهم فى ايدى ، وأقدر انهيهم كلهم بإشارة منى ، وأولهم جدك واعمامك والحيزبون عمتك ... ...ازاى ؟ ...مش مهم أذاى ، انتى ليكى أكل ولا بحلقة ... ...احمد ، لو سمحت ، قوللى عملت ايه ... ...مش هيعجبك اللى انا عملته ياسارة ، انا مش عايزك تعرفيه ، ببساطة ، تعاملت معاهم بطريقتهم ، بس طبقا لقوة أحمد نورالدين ... ...عملت ايه ياأحمد ... ...مش حابب طريقتك وانتى بتسألى ، بس هقولك عشان ترتاحى ، بس طبعا أتمنى أن اللى فى بالى ميحصلش ... يتبع"
"ذكريات إمرأة .... ............................الفصل الرابع والعشرون بعد مرور أسبوع على وجودها فى المزرعة ، كانت قد فقدت اعصابها تماما ، وأرادت العودة بأى شكل ، ولكنها كانت متماثلة لتحذير أحمد لها بأن هذه الفترة حرجة جدا فى انتهاء هذا الموضوع ، ولابد من تحملها حتى تنتهى هذا المهزلة ، لكن للأسف تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، فقد كانت تستطلع حسابها على الفيسبوك الذى لم تفتحه منذ أيام بناء على طلب من أحمد فى ذلك ، فوجدت كم كبير من الأسئلة عما حدث والمواساة من جميع معارفها والعاملين بالمراكز ، توقف قلبها مما ترى ، فهى حتى لا تعلم ما حدث ، وببحث بسيط ، وصلت لما حدث ، فقد احترق مركزها الطبى الجديد الذى تم افتتاحه منذ أيام ، مكتوب انه بسبب خطأ من الساعى بسبب تركه لمحبس الغاز مفتوح ، وهذا ما أكدته تحقيقات النيابة ، لم تصدق ما حدث ، فهى على اتصال دائم بمدير المركز الذى يخبرها أن كل شئ بخير ، والعمل قائم فى المركز على أكمل وجه ، ظنت فى البداية أنها إشاعات ، اتصلت به لتعلم مايحدث ....الو ، ايوة ياأستاذ ايمن ... ...دكتورة سارة ، ازى حضرتك ... ...زى الزفت ، ايه اللى حصل ، مركز ايه اللى اتحرق ؟ أنا مش لسة مكلماك امبارح ، وقلتلى ان كل حاجة تمام ... ...ومكدبتش يادكتورة ، المركز دلوقتى تمام وشغال عادى بقالو يومين ... ...يومين بس ، المفروض انه شغال من أسبوع كامل .. ...آسف يادكتورة ، حضرتك ممكن تكلمى أحمد بيه وهو هيقولك على كل حاجة .... ...احمد بيه مين ، أحمد نورالدين ... ..أيوة يافندم ، هو قاللى لو عرفت وكلمتك ، قولها تكلمنى وملكش دعوة بالموضوع ده ... لم تمهله سارة ليكمل كلامه ، اغلقت الخط وشرعت فى الاتصال بأحمد ، لكن وجدت خطه مشغولا ومكالماتها على الانتظار ، استمرت فى محاولة الوصول له . أما أحمد فقد كان يجلس مع هشام وواحد من اعمامه ومعهم احد المديرين المسؤولين عن الإنتاج على طاولة الاجتماعات يناقشون موضوع خط انتاج جديد لأحد المصانع . وفى نفس الوقت كان يتحدث فى تيليفونه مع المختص القانونى فى المجموعة عن نقطة قانونية متعلقة بما يتناقشون فيه ، وبالطبع هذا مالم يساعد سارة فى الاتصال به فى هذه اللحظة ، عندما أنهى مكالمته ، وقبل حتى أن يرى شاشته ليرى مكالمات سارة الفائتة على الانتظار ، رن الهاتف وكان المتصل هو أيمن ...أيوة يا أيمن ، فى حاجة ؟ ...آسف يافندم، بس دكتورة سارة اتصلت بيا وكانت مدايقة جدا ، للأسف عرفت موضوع الحريق ... ..وانت قلتلها ايه ؟ ... ...زى ما حضرتك طلبت منى بالظبط ... ...طيب ، خلاص ، انا هتصرف. .. وأغلق بعدها الخط وعندها رأى مكالماتها الفائتة وبعدها بثوانى رن الهاتف باسمها رد علي الهاتف وهو لا يعلم أن عيون الجميع تراقب ما يحدث خاصة هشام ، وعندما لاحظها ، استأذنهم وخرج من المكتب ، لكن هشام بالذات آثاره ما حدث ، وحتى لا يعلم لماذا تتبع أحمد متعللا بتدخين سيجارة ثم يعود ...أيوة ، ياسارة ... ...فى ايه يااحمد ؟ أذاى حاجة زى دى تحصل وانا معرفش ... ...حبيبتى ، ممكن تهدى شوية عشان اعرف افهمك ... ...تفهمنى ايه بس ، أذاى تمنعهم انهم يقولولى ... ...عشان متوصليش للحالة اللى انتى فيها دى ... ...أنت كمان مش عايزنى ادايق ، انا لازم ارجع مصر حالا ... وعند هذا الطلب بدأ صوته يرتفع ويتخذ طريقة أخرى فى الكلام ...ترجعى ، عايزة ترجعى عشان يلاقوكى انتى وابنك واخواتك ، تعرفى انهم قلبوا عليكى الدنيا هنا ، تعرفى أن حرق المركز مجرد حيلة يطلعوكى بيها من المكان اللى اختفيتى فيه ، وزى ما انا كنت متوقع بالظبط ، لجأوا لطرق ملتوية عشان يجبروكى على الرضوخ ... أصابها دوار شديد من كلامه ، وهوت على أقرب كرسى لها ، ...تقصد انهم كانوا ممكن يعملوا حاجة فيا .... ... فى الوقت الحالى ، وفيكى انتى ، معتقدش ، ممكن ابنك واخواتك ، عشان يضغطوا عليكى ، لكن لو استمريتى فى رفض اللى هم عايزينه ، وقتها بس هيئذوكى انتى ، وابنك واخواتك يورثوكى ، وهم طبعا ضعاف وسهل السيطرة عليهم .... استمر الصمت من جهتها ولم ترد ، ولكنه يسمع أنفاسها العالية والسريعة جيدا ...حبيبة قلبى ، اسمعينى ، انا كنت مستنيلهم الغلطة دى ، وأهى حصلت ، وقعوا نفسهم بنفسهم ، دلوقتى رقبتهم فى ايدى ، من أكبر واحد لاصغر واحد ، أما بالنسبة للمركز ، فخلاص ، 48 ساعة ترميم ، ورجع زى ماكان وأحسن ، وشغال عادى جدا ،،،سارة ،،،وجودك هنا دلوقتى غلط وخطر جدا عليكم ، خليكوا فى الأمان احسن .... ...احمد ، تعالى ،، تعالى هنا أرجوك ، فهمنى اللى بيحصل ، محتاجة أتكلم معاك ، تعالى دلوقتى ياأحمد ... ...حاضر ياحبيبتى، هجيلك ، بس مش دلوقتى ، انا عندى شغل مهم جدا لازم اخلصه ، أرجوكى امسكى نفسك عشان اللى عندك ميقلقوش ، وأول ما اخلص هجيلك ... ...امتى ؟ ...بليل ، انهارضة ، هبات عندك الليلادى ، وابقى ارجع بكرة ... ...وهتقولى كل حاجة ... ...كل اللى انت عايزاه هتعرفيه ، خلاص ، اوكى ... ...اوكى ... ... Take care Honey. .. ....I will. .. أغلق الخط وتنهد بعمق ، فقد كان قلقا بالفعل من رد فعلها عندما تعلم بما حدث . التفت ليعود للاجتماع ، فوجئ بهشام أمامه ، واضعا يديه فى بنطاله ومستندا على الحائط ، وفى عينيه غضب شديد وتسائل واضح ...سارة مين اللى انت بتكلمها ياأحمد ؟... ..... انت بتتصنت عليا ،، وبتسأل ليه اصلا ؟ ...شدنى كلامك ، سمعتك بتقول حبيبتى ، وبعدين انا ابن عمك وصاحبك ، بطمن عليك مش اكتر ، انا أعرفها سارة دى ؟ ...تعرفها ولا لأ ، متفرقش كتير ، ومش وقته الكلام فى الموضوع ده ،وبعدين انت عارف أنى لما بحب اقول حاجة بقولها ، غير كدة متسألش ، ويلا عشان الاجتماع ده يخلص ، زى ما سمعت أن عندى مشوار مهم ... ثم تركه وذهب ، لكن هشام تسمر مكانه ولم يتحرك ، ..... معقول ، تكون هى ، وايه اللى بيحصل معاها ،، قربوا من بعض أذاى ، اتقابلوا من شهر بس ، امتى وإذاى ، ده بيقولها حبيبتى ، وهبات عندك انهارضة ... عند هذه الكلمة تجمد عقله وأخذت تتكرر الكلمة مرارا ...أذاى هيبات عندها ، معقول اتجوزوا ، من غير ما حد يعرف ، ولا متجوزوش اصلا ، وهيبات عندها ، ده مكانتش بتسمحلى حتى أمسك ايديها ،،،،،انا هتجنن .... يتبع" "ذكريات إمرأة .... . . . . .......الفصل الخامس والعشرون صمم هشام على معرفة ما يحدث بين سارة وأحمد ، ولكن أولا يجب أن يتأكد أنها هى ، قرر الاتصال بها ، ولكن بماذا يبرر غيابه المفاجئ عنها فى أحوج أوقاتها له ، من يوم وفاة والدتها . فى نفس الوقت عندما رأت سارة اسمه على شاشة هاتفها ، ترددت كثيرا قبل أن ترد ، فهى ليست فى حالة مزاجية تسمح بالتحدث مع أحد ، كل ما تحتاجه الآن التحدث مع أحمد فقط ليوضح لها ما يحدث ، غير أنها ترتاح لمجرد وجوده فقط حولها ، أعاد الاتصال مرة أخرى ، فقررت الرد لتنهى هذه المسألة ...أيوة ياهشام ،... ...اذيك ياسارة ... ...الحمد لله ... صمت كل منهما وكأنهم لا يجدون ما يتفوهون به ...فى حاجة ياهشام ، ساكت ليه ؟ ... لا ابدا ، انا بس كنت عايزة أطمن عليكى ، ممكن اشوفك ... ...أنا الحمد لله كويسة ، لكن حكاية تشوفنى دى صعبة شوية ، لأنى مش فى مصر ... ...فين ... ...مش مهم فين ، لما ارجع أن شاء الله نبقى نتكلم ، سلام ... لم تنتظر حتى رده ، إغلاقها للخط معه بهذه الطريقة أصابه بالذهول ، رغم أنه توقعها بسبب تجاهله لها لفترة ، إلا أنها أكدت له أنها هى من كان أحمد يتحدث معها . أما سليم نور الدين قد بدأ بشن حملة قوية لمعرفة من سلبت لب حفيده العتيد ووريث العائلة من بعده ، حتى يحاول التصرف أن كانت لا تناسبه ، فهو يعلم حفيده جيدا ، أن صمم على شئ ، لن يستطيع مخلوق اثنائه عنه ، وصل أحمد للمزرعة بعد الساعة العاشرة ، كان الجميع مستيقظ حتى نور الصغير ، سلم عليهم ، واستقبل نور بزراعبه ، فجرى عليه الطفل واحتضنه ، ...كنت فين ياعموا ، وحشتنى .. ..وانت كمان وحشتنى اوى ، بس معلش كان عندى شغل كتير ... ..قول لما ما ترجعنا بيتنا بقى ... ...ليه ، هنا مش عاجبك ، فى هنا ملعب كورة وباسكت ، وفى فوق اوضة مليانه لعب ... ...أيوة ، بس محدش بيرضى يلعب معايا كورة ، هناك انت كنت بتلعب معايا ... ...خلاص ياسيدى ، انا جيت اهوا وبكرة هنلعب انا وانت كتير اوى ، بس يلا دلوقتى نام ، والصبح نلعب سوا ، وأنا وانت بس ، هم لا ، مادام مريضيوش يلعبوا معاك ، ماشى .... ...ماشى ، ... وابتسم الطفل ببراءة للجميع ...مش هتلعبوا معانا ، إحنا بس ... ضحك الجميع بصوت عالى على رد فعله كانت سعادة سارة تنبع من ارتباط نور والبنات بأحمد بشكل قوى ، وبالطبع أحمد نفسه كان يتعمد ذلك ، فهو يعلم أنهم المدخل الأساسى لقلب سارة . تقدمت ريم من أحمد لتأخذ نور لينام فقد تعدت الساعة الحادية عشر ، وخرجت رغد معهم بعد أن سلموا على احمد ، ولم يتركوه إلا بعدما وعدهم بقضاء غدا معهم ، بعدما خرجوا واطمئن انهم ابتعدوا ، انحنى عليها ببطئ وبنظرة شرسة هى تتذكرها جيدا ، لدرجة أنها تراجعت بظهرها للخلف خوفا منه ...فى ايه ياأحمد ، أعقل ... ...اكتر من كدة ، دا انا أبو الهول والله أنى متحمل لحد دلوقتى ... ...هههههههههههههههه. . ...أه والله ، وبعدين انا مكنتش هعمل حاجة ، انا بس كنت هقولك ،، وحشتييييييينى ، موحشتكيش ؟... ... لا ،،ههههههههه ... ...كدابة اوى ، حتى باين فى عنيكى ، هم فين صحيح ؟ ... ... مين .. ...عنيكى ... ...عنيا .. ...بتهيئلى هم اللى فى وشى دول ... ....لا والله ، تصدقى باين عليهم انهم كانو عنين ... ....هههههههههههههههه ، أخص عليك ، كدة ، عايز تقول أنى بقيت وحشة ... ...أبدا أبدا ، انتى زى القمر على طول ، بص صحيح مالك ، كنتى بتعيطى ولا ايه ؟ ...لا ابدا ، لازم أمسك نفسى قدامهم ، انا بس منمتش من يومين ، وصداع مستمر بقى ... ... سلامتك ياحبيبتى ، بس بزمتك فى حد يعيش فى الجو ده ومينامش ويصدع ، ده المزرعة تجنن ، انا بعشق هنا ، وجدتى كانت عايشة هنا ... ...عارفة أن الجو هنا حلو ، بس انت عارف انا مبنامش ليه ، لو سمحت ريحنى بقى ... اعتدل أحمد من انحنائه أمامها ، رغم انه كان مستمتعا بأنفاسها التى عشق استنشاقها لكن كلماتها افاقته واعادته لأرض الواقع مرة أخرى ، اتجه للكرسى المقابل لها وجلس عليه ...عايزة اعرف كل حاجة حصلت ، عملوا معاك ايه وعملت معاهم ايه ، وايه حكاية حرق المركز دى ؟ ... اللى هتعرفيه مش هيريحك ،ولا اللى هتعرفيه عنهم حاجة تشرفك ... ...قول كل اللى عندك لو سمحت ... ...تانى يوم ما سبتى البيت ، عرفوا كن أول اليوم انك مش موجودة انتى واخواتك ،وأعتقد من باص حضانة نور ، لما جه ياخده وملقاش حد ، بدأوا يدوروا عليكم ، ولما معرفوش يوصلولك ، حرقوا المركز ، متصورين أن بده انتى هتظهرى ، عشان كدة حريص انك متعرفيش اللى حصل ، بالنسبة للمركز ، التقرير المبدأى قال إنها غلطة الساعى عشان ساب محبس الغاز مفتوح ، إنما التحريات أكدت أن الحريقة حصلت بليل ولو فعلا المحبس مفتوح من وقت قفل المركز ، كان الأمن حس بالغاز ، والساعى طلع منها ، وكيل النيابة طلب انه يقابلك عشان يعرف انتى بتتهمى مين ، لأنهم مش لاقيين أى خيط يوصل لأى حد ، المحامى حاول يقنعه انه يأجل مقابلتك يومين ، عشان الحق انا اخلص الحوار ده قبل ما ترجعى مصر ، وفعلا تقدرى تعتبرى أن كل حاجة انتهت ، ومن بكرة تقدرى ترجعى ... ...وهم ، مش هيعملولى حاجة تانى ... ...مستحيل ، لان روحهم فى ايدى ، وأقدر انهيهم كلهم بإشارة منى ، وأولهم جدك واعمامك والحيزبون عمتك ... ...ازاى ؟ ...مش مهم أذاى ، انتى ليكى أكل ولا بحلقة ... ...احمد ، لو سمحت ، قوللى عملت ايه ... ...مش هيعجبك اللى انا عملته ياسارة ، انا مش عايزك تعرفيه ، ببساطة ، تعاملت معاهم بطريقتهم ، بس طبقا لقوة أحمد نورالدين ... ...عملت ايه ياأحمد ... ...مش حابب طريقتك وانتى بتسألى ، بس هقولك عشان ترتاحى ، بس طبعا أتمنى أن اللى فى بالى ميحصلش ... يتبع"