"ذكريات إمرأة .......................... السادس والعشرون فى مكتب سليم نورالدين الموجود فى قصر العائلة ، كان يجلس سليم باشا يتلقى مكالمة من الشخص الذى وظفه ليبحث عن هوية الفتاة التى ارتبط بها حفيده دون علمه ...انت متأكد أنها هى ، وعرفها ازاى وانتى ؟ أه ، حفلة المنتجع ، وكمان اشترى البيت اللى جمب بيتها ، حلو اوى ، وبعدين ؟ إيه ، موجودة عنده فى المزرعة ، من امتى ؟ ليه ؟ أهل أبوها ، وخايفة منهم ليه ؟ ظل يستمع لأكثر من 10 دقائق ، حكى فيه متحدثه عن حكايته مع أهل أبوها ، وما فعله أحمد لابعادهم عنها وحمايتها منهم . .... والموضوع خلص ،، وهو فين دلوقتى ،، عندها فى المزرعة ،،،طيب ،،تابعه كويس وبلغنى كل حاجة اول بأول ... أسند ظهره على الكرسى وأخذ يحدث نفسه قائلا ...سارة عبد الهادى ، والله برافو عليكى ، قدرت على هشام وخليته يبعد عنك ، رحتى لل مش هقدر عليه ،، بس على مين ، هتغورى فى داهية ، يعنى هتغورى فى داهية ،،،إلا أحمد ،، هتعمل ايه ياسليم ، ايه الحل فيكى ،، اهلك ،،اهلك هم الحل لو أحمد قدر يكسرهم ويبعدهم عنك ، فالحل ان شوكتهم تقوى ويقدروا يوصلولك مرة تانية ، والله بقى ، يخدوكى ، يخلصوا منك خالص ، المهم تبعدى عن احمد وبس ، بالظبط كدة ، هو ده الحل .... من ناحية أخرى ، كان أحمد مازال يجلس مع سارة ليكمل لها مع فعله لينهى موضوع عائلة والدها ..مش هيعجبك اللى انا عملته ياسارة ، انا مش عايزك تعرفيه ، بس لو مصممة ، فببساطة ، تعاملت معاهم بطريقتهم ، بس طبقا لقوة أحمد نورالدين وقوانينه ... ...عملت ايه ياأحمد ... ...مش حابب طريقتك وانتى بتسألى ، بس هقولك عشان ترتاحى ، بس طبعا أتمنى أن اللى فى بالى ميحصلش .... ...اللى هو ايه ؟ ..أما احكيلك هتعرفى .. ...اتفضل. .. ..؟.من فترة وانا بقلب وراهم ، عايز اعرف نقط ضعفهم وزلاتهم وطبعا بالأدلة ، لقيت حاجات كتير جدا ، بلاوي ، كأنهم عايشين فى غابة ، بس الأهم أنى لقيت اللى يفيدنى اكتر ، أولهم واهمهم عمتك درية ، دى الحية اللى فى العيلة ، أرملة ومصاحبة عيل ميعديش 25 سنة ، والواد ده كان هو مدخلها ، مضاها على ورق ابيض ، عملناه احنا عقود وشيكات توديها فى داهية ، أما اعمامك الاتنين قدموهالى على طبق من دهب ، مديونين وماضيين شيكات بأكتر من 8 مليون ، اشتريتها كلها وعملت عليها أوراق رفض من البنوك ، أما جدك بقى ، كان معاه أهم حركة ، فلوسه كلها فى أطنان رز متخزن ومضارب رز كبيرة اوى ، غير الأرض المزروعة ، وكام معلف للبقر ، كل ده ادمر وبقى شوية تراب ، والأرض اتسقت بمواد كيميائية موتت الزرع اللى فيها ، وهتفضل غير صالحة للزراعة لعشر سنين قدام ... ...ومين عمل كل ده ... ....رجالتى طبعا ، ودول مش زى البهايم اللى عندهم ، رجالتى محترفين جدا ، بيعملولى اللى انا عايزه بالظبط ومن غير أى دليل ، اما بعد حريقة المركز ، بدأت اوصلهم معلومات عن اللى ورا اللى بيحصل لهم ، وصلتهم لأنهم ييجوا لحد عندى ، ويبوسوا الايادى ، ومستنيينك لحد ما ترجعى وتتشرطى زى ما انتى عايزة ... ...مش عايزة حاجة ... ...هو ده بالظبط اللى انا عملت حسابه ... ...هو ايه ده ؟ ...النظرة اللى شايفها فى عينك دى ، وطبعا منتظر منك تقوليلى انت حد تانى معرفوش، وإذاى تعمل كدة ... ...متخيلتش انك كدة ، تكون زييهم وتعمل زييهم ؟ ... انا مش زييهم ياسارة ، انا اوسخ منهم الف مرة ، واعمل اكتر من كدة الف مرة ، بس فى اللى يفكر يأذينى ، فمابالك باللى يعملها فعلا ويحاول ، واللى يضيعلى جنيه هضيعله الف ، ياكدة يااما هتتاكل فى الغابة دى ، انتى متخيلة أنى بقيت زى ما انا كدة بالساهل ، وبعدين فكرى فيها كدة ، أول حاجة عملوها معاكى ، حرقولك مركز ، تخيلى اللى هيحصل بعد كدة بقى ، تفتكرى التصرف مع إللى زى دول يكون ازاى ... ...مش عارفة ... ...مشكلتك انك أنقى من انك تتعاملى مع الأشكال دى ، وانتى فلوسك تعدى 50 مليون غير الممتلكات ،اكتر من مجمع اللى عندهم كله ، يعنى انتى بالنسبالهم كنز ميتسبش ، وهيعملوا أى حاجة عشان يوصلولك ... ...يعنى الموضوع كدة انتهى ، وهيبعدو عنى وعن اخواتى نهائى ... ...مش نهائى ، فاضل حاجة واحدة بس ... ....إيه هى ... ...تتجوزينى. .. اتسعت عينيها من طلبه بهذه الطريقة ...إيه ، اتفاجئت كدة ليه ، إحنا مش متفقين ... ...أيوة ، بس ايه علاقة ده بده ؟ قام من مكانه واقترب منها مرة أخرى ولكن هذه المرة جلس بجانبها يكاد يكون ملتسق بها ، كرد فعل طبيعى منها ، همت بالابتعاد ، لكنه لم يسمح لها بذلك ، فقد تشبث بها بكلتا يديه ...لما تكونى مراتى، مستحيل هيفكر أى حد يقربلك مرة تانية ... ومع هذه الكلمات وطريقته فى نطقها ، بالإضافة لاقترابه منها بهذه الطريقة ، اهتز توازنها تماما ، وبدأ يتهدل قناع السيطرة والقوة التى تحاول وضعه فى وجوده ، ومع تعلق أعين كل منهما بعين الآخر ، وأنفاسه التى تفقدها احساسها بما حولها ، ... لو طلبت منك طلب ، هتوافقى ... ارتجافها بين يديه أخبره أنها أدركت بما يريد طلبه دون أن يقوله وقبل حتى أن تقبل أو ترفض ، كان قد وضع طلبه حيز التنفيذ ، قبل أن تدرك ما يحدث ، كانت قد دخلت العالم الذى افتقدته لسنين ، العالم الذى لطالما عاشته فى أحلامها ، كانت شفتيها بين شفتاه ، إحدى يديه خلف رأسها والأخرى تجول على ظهرها ، كان بالفعل يلتهمها أن جاز التعبير وكأنه يعوض سنين من الحرمان منها ، والذى لم تعوضه أى امرأة أخرى دخلت حياته ، أما هى ، فبين يديه ، فقدت تماما حس المقاومة ، فهى الأخرى قد تمنتها كما تمناها ، امتدت يدها إلى صدره برقة ، فاعتبرها هو إشارة موافقة منها ، فأخذ يعمق قبلته أكثر ، ويقترب منها اكثر وكأنه يحاول إدخالها بين ضلوعه حتى لا يفقدها مرة أخرى ، لم يعلما كم من الوقت مرة عليهما وهى تحاول الابتعاد فيقربها أكثر ، فتقترب وتضيع بين زراعيه مرة أخرى . لكنها افاقت وأتت منها محاولة جادة للابتعاد ، أحس هو بذلك ، فلانت زراعيه من ضغطهما على جسدها ، وافترقت شفاهما ، لكنهما ظلا على نفس الوضع من اقترابهما وانفاسهما لاهثة بعدما تم بينهما ، أسند جبهته على جبهتها وهمس لها بصوت يكاد لا يسمع ... هنحدد ميعاد جوازنا بأسرع وقت ممكن ... اماءت سارة رأسها بالموافقة مع تنهيدة طويلة ، فأكمل هو ...أنا هقوم أمشى من قدامك احسن ، وبتهيئلى محتاج حمام بارد دلوقتي حالا ، لأ بارد ايه ، متلج ... ابتسمت سارة بقهقهة فعلية ، تحرك هو ، ووقف أمامها ثم انحنى على رأسها وقبلها ، وتركها وذهب ، بقيت هى على نفس الوضع لم تتحرك ، وداخلها اعاصير من المشاعر المتضاربة ، فرح بسبب عودته لها ، خوف من ابتعاده مرة أخرى ، ندم من استسلامها له بهذه الطريقة رغم أنها لم تتعدى قبلة حدثت بسبب فقدانها السيطرة من شوق كل منهما للأخر . لكن فى النهاية حسمت أمرها ، هى تحبه وتريده ، تشعر بالأمان فى وجوده ، تحتاجه فى حياتها أكثر من ذى قبل ، سوف تقبل ، ستتزوجه ، ستكون له ويكون لها وليكن ما يكون .................... يتبع" "ذكريات إمرأة ...............الفصل السابع والعشرون قضى أحمد اليوم بالكامل معهم فى المزرعة ، رغم اتصالات جده المتكررة ، بسبب احتياجه له لامضاء بعض الأوراق النهائية للتجهيز لافتتاح مجمع مصانع تم تجهيزه فى 6 أكتوبر منذ 6 سنوات ولم يتم انتهائه لعدم وجود سيولة مالية تكفيه ، فشاركهم أحمد بنسبة 40 % بعدما وفر لهم السيولة التى تكفيهم لانتهائه ، فجده يحاول بشتى الطرق ربطه بالعائلة وبمصر عامة ، ومن جهة أخرى ارسل شخص مجهول لعائلة والدها ، يعرض كل أنواع المساعدة مادية أو غير مادية ليقوموا بتنفيذ ما ارادوا من سارة مرة اخرى ، ي المشكلة ان جده يعلم أين هو ومع من ، لذا فاعتزاراته المستمرة تقابل من جده بالغضب العارم الذى لاحظه أحمد جيدا مما جعله يشك فى سبب هذا الغضب الغير مبرر ، شكه فى تصرفات جده ، فهو للاسف يتوقع منه السوء ، بالإضافة للموقف الذى حدث بينه وبين هشام عند سماعه مكالمته مع سارة ، وبالطبع اشتياقه القاتل لحبيبته ، كل هذه عوامل جعلته يعجل بزواجه منها بأى شكل ، ويجب أن يجهز لهذا الزواج جيدا ليكون مفاجأة للجميع ليتجنب أى عقبات أو حتى اعتراض من أى مخلوق . أما عن سارة فقررت الرجوع فى نفس اليوم ليلا إلى بيتها ، فيكفيها حتى الآن ابتعاد عن مراكزها ، ويكفى أخواتها ابتعاد عن جامعتهم ، فلم يبقى على اختبارات آخر العام إلا شهرين أو أقل ، وبالطبع لم تعلم ما يحمل لها الجميع فى صدورهم من كره ومحاولات لهدمها وهدم علاقتها بحبيبها . وفى الطائرة أخبرها بحفلة افتتاح المصانع ، وأنها لابد أن تحضرها بأى شكل . ...بلاش ياأحمد لو سمحت .. ...ليه ؟ ... سيبنى اظبط امورى الاول ، وبعدين انا مش جاهزة اقابل الناس دلوقتى ... ...أولا لسة أسبوع على الحفلة ، تقدرى اجهزى براحتك ، وبعدين دى مجرد حفلة مش اكتر ، وانتى اصلا مش هتبقى عارفة 90 % من اللى الناس اللى فيها ، كل الحكاية أن انا اللى محتاجك تكونى موجودة جمبى مش اكتر ... ... طيب ، هحاول ... ....انا عايز محاولة بجد ، هتعملى ايه بكرة ... ...هروح المركز اللى المفروض انه اتحرق ، ولو فى وقت هروح مركز المهندسين اشوفه هو كمان ... ...يعنى هترجعى البيت على الساعة 6 تقريبا ... ...تقريبا ، بس مقولتليش ليه ؟ ...جاسر عايز يقابلك ... ...ليه ؟.. ...ليه ايه ، ابن عمك ، وبعدين انتوا متقابلتوش قبل كدة ... ...أنت عايزنى اقابله ؟ ...وليه لا ، وتثقى فيه كمان ... ...طيب ، بلاش البيت ، أبقى اديله عنوان المركز ويجيلى هناك ... ...مفيش مشكلة ، عايزك بس تاخدى بالك من نفسك ، اوكى .. ...اوكى ... ................. وصلت سارة للمركز ، وجدته بالفعل فى حالة جيدة ، بل أكثر من جيدة ، فقد تم تصميمه ديكوراته مرة أخرى بشكل اروع من الأولى ، والأجمل كان ديكور مكتبها وطرقته فى المركز ، كان امتزاج جميل بين الديكور الكلاسيكى القديم والديكور الحديث ، لقد أحبته بالفعل ، بمجرد دخلت المكتب ، تبعها أيمن ، المسؤول عن إدارة المركز ...ها ياأستاذ ايمن ، ايه الأخبار ؟ ...كله تمام يادكتورة ، الإقبال عالى جدا ، وعندنا اكتر من 20 طلب لأطباء جراحة ، طالبين يعملوا عملياتهم عندنا ... ...كويس ، خد بالك تسأل كويس على كل دكتور قبل ما يبدأ ، انا مش عايزة أى أخطاء طبية تحصل هنا ، إحنا لسة بتقول ياهادى ... ...طبعا يادكتورة ، أن شاءالله مفيش مشكلة ... ...بلغتهم أن احنا مش هنبدأ جراحة غير لما تجهز العناية ... ...جهزت واشتغلت كمان يادكتورة ... ...جهزت أذاى وامتى .. ...معظم الأجهزة اللى اتركبت واللى كانت مركونة باظت كلها فى الحريقة ، أحمد بيه طلب منى أعمله لستة بالأجهزة المطلوبة ، بعد ما اتجهز المركز ، لقينا عربيات شركة النصر هنا ونزلت كل الأجهزة ومعاهم مهندسين ركبوها كلها ، كل الأدوار اشتغلت بالعناية والعمليات حتى المناظير. .. تجمد جسدها من كل ما قال ، جلست على كرسى مكتبها ، وأسندت رأيها على تشابك يدها ، ودار حديث مع نفسها ...إيه كل ده ياأحمد ، معقول كل دى فلوس تصرفها عشانى ، المركز وتصليحاته وأجهزة تمنها يعدى 2 مليون ، مديونية اعمامى اللى اشتريتها ، مصاريف اللى عملته فى جدى وعمتى ، كل ده عشانى ... أخرجها من خيالها كلام أيمن معها ...دكتورة ، حضرتك كويسة ... ...بصراحة لأ ،،اسمعنى ياأيمن كويس ، انا عايزاك تنزل للمحاسب ، وتبدأوا انتو الاتنين تحسبولى تكتبولى كل مليم أتصرف على المركز ، التصليحات والديكور ، والأجهزة ، حتى مصاريف التركيب ،، وتعمل فايل بيها بمجملها ، دى مهمتك انهارضة ، متتحركش إلا لما تخلصها وتجبهالى ... ...حاضر يافندم ... ...اتفضل يلا ،،،استنى ، قول لمحسن يجبلى كل دفاتر المركز دلوقتى حالا ، وبعدين أعمل اللى قلتلك عليه ... ...حاضر يادكتورة ... قضت سارة أكثر من ثلاث ساعتين تراجع فى الدفاتر ، وبعدها قامت بجولة فى المركز بالكامل لتتفقد كل شئ تم تركيبه والعمل عليه ، ولم تعد من جولتها إلا بإتصال من السكرتيرة تخبرها بوجود شخص ينتظرها فى مكتبها ، واسمه جاسر عبدالهادي. .. لا تعلم سارة لماذا انقبض قلبها لمجرد ذكر الاسم ، ولكنها قررت اتخاذ طريق القوة فى كل شئ يخص هذه العائلة ، فيكفيها ما حدث وما فعله أحمد من أجلها ، عندما دخلت المكتب ، فوجئت بهيئة الشخص الموجود أمامها، فقد توقعت شكل آخر تماما ، إنه انسان راقى جدا ، وسيم وجذاب للغاية ،ذات بنية رياضية ، يكاد يكون أكثر وسامة من أحمد نفسه ، ابتسامته جميلة ودافئة ، فهى لم تري أو حتى تتوقع انه يوجد مثله فى هذه العائلة السيئة . بالطبع حاولت عدم إظهار دهشتها حتى لا يلاحظ ذلك ...أهلا وسهلا يابشمهندس .. ...أهلا بيكى يادكتورة ... ...دكتورة ايه بقى ، المفروض تقولى سارة على طول .. ...أنتى اللى بدأتى ببشمهندس، فطبيعى أرد بدكتورة .. ...خلاص نبدأ من الأول تانى ، موافق؟ ....طبعا موافق ... ...اتفضل ، واقف ليه ؟ ،،، تشرب ايه ؟ .. طلبت عصير ،مقولتليش انتى ، ايه رأيك فى الديكور ؟ ...انت اللى عامله ؟ ...أيوة .. ...يجنن ، جميل جدا .. ...بجد ولا بتجاملينى ... ...لا بجد ، بصراحة ، انا متشكرة اوى .. ..على ايه ؟ دا أحمد صمم يحاسبنى ، قاللى محدش غيرى يصرف على مراتى ... ...أنا معرفش ايه تم فى الموضوع ده ، انا بشكرك عشان الموضوع التانى ، موضوعنا الأساسى ... ...وأنا عملت ايه برده ، أحمد هو اللى عمل كل حاجة ... ...من غير ما ندخل فى تفاصيل ، انا متأكدة انه من غيرك مكانش هيقدر يعمل نص اللى عمله ، وسامحنى أن احنا متعرفناش من زمان مع أننا ولاد عم ... ...ده لا ذنبك ولا ذنبى ياسارة ، الكبار عملوها واحنا ضعنا تحت رجليهم ، المهم انتى ،، أحمدى ربنا أن انتى لقيتى اللى يحميكى منهم ، وبيحميكى بنية صافية وقلب خالص لأنه بيحبك بجد ، حتى انا ، لو كنتى اتجوزتينى زى ما بابا كان بيخطط ، مكنتش هقدر احميكى منهم ،،،، مع أنى كنت اتمنى ،،،بس للاسف انا عارف أهلى كويس اوى ، ميعرفوش ربنا ، والضمير ملوش مكان في حياتهم ، عشان كدة انا مقاطعهم من سنين ، ... أنا مش عارفة اقولك ايه ... ...متقوليش حاجة ، اتجوزى وعيشى حياتك ، وخليكى بعيد عنهم تماما كأنهم متوجدوش اصلا ... ...تقصد زى ما انت عايش ... ...يمكن .. ...جاسر ، انا يمكن معرفش حاجات كتير عن حياتك ، لكن بصراحة نفسى اعرف اكتر عنك ، أحمد واثق فيك ، وكمان طلب منى أنى أثق فيك ، انا مليش أخ ، وعمرى ما دقت إحساس وجوده ، أتمنى انك توافق تكون اخويا ... ...من غير ما تقولى ، انا موجود لو احتاجتينى فى اى وقت ، انا همشى بقى عشان معطلكيش اكتر من كدة ، انا بس كنت عايزة أتعرف عليكى عن قرب ... ...ده شرف ليا انا ، وسلامى لمراتك ... ...مراتى ، انا مش متجوز ... ...أنا آسفة ، بس انت لابس دبلة ... ...أه ، الدبلة ، دى حكاية طويلة ، يمكن ييجى يوم واحكيهالك ، ...إن شاء الله الأيام الجاية كتير ... ...إن شاء الله ، استأذن انا ... ...مع السلامة .... جلست سارة ، تتأمل الباب بعد خروجه ، لماذا هو مملوء بالحزن لهذه الدرجة ، رغم ابتسامته التى لا تفارق وجهه ، إلا أن عينيه لا تكذب ، وهى جيدة جدا فى قراءة لغة العيون ، لغز آخر ينضم للقائمة ، غريبة جدا هذه الحياة ، عبارة عن سلسلة من الألغاز ، بمجرد الوصول لحل أحدهم ، تجد الآخر يقف عقبة فى طريقك . يتبع"
"ذكريات إمرأة .......................... السادس والعشرون فى مكتب سليم نورالدين الموجود فى قصر العائلة ، كان يجلس سليم باشا يتلقى مكالمة من الشخص الذى وظفه ليبحث عن هوية الفتاة التى ارتبط بها حفيده دون علمه ...انت متأكد أنها هى ، وعرفها ازاى وانتى ؟ أه ، حفلة المنتجع ، وكمان اشترى البيت اللى جمب بيتها ، حلو اوى ، وبعدين ؟ إيه ، موجودة عنده فى المزرعة ، من امتى ؟ ليه ؟ أهل أبوها ، وخايفة منهم ليه ؟ ظل يستمع لأكثر من 10 دقائق ، حكى فيه متحدثه عن حكايته مع أهل أبوها ، وما فعله أحمد لابعادهم عنها وحمايتها منهم . .... والموضوع خلص ،، وهو فين دلوقتى ،، عندها فى المزرعة ،،،طيب ،،تابعه كويس وبلغنى كل حاجة اول بأول ... أسند ظهره على الكرسى وأخذ يحدث نفسه قائلا ...سارة عبد الهادى ، والله برافو عليكى ، قدرت على هشام وخليته يبعد عنك ، رحتى لل مش هقدر عليه ،، بس على مين ، هتغورى فى داهية ، يعنى هتغورى فى داهية ،،،إلا أحمد ،، هتعمل ايه ياسليم ، ايه الحل فيكى ،، اهلك ،،اهلك هم الحل لو أحمد قدر يكسرهم ويبعدهم عنك ، فالحل ان شوكتهم تقوى ويقدروا يوصلولك مرة تانية ، والله بقى ، يخدوكى ، يخلصوا منك خالص ، المهم تبعدى عن احمد وبس ، بالظبط كدة ، هو ده الحل .... من ناحية أخرى ، كان أحمد مازال يجلس مع سارة ليكمل لها مع فعله لينهى موضوع عائلة والدها ..مش هيعجبك اللى انا عملته ياسارة ، انا مش عايزك تعرفيه ، بس لو مصممة ، فببساطة ، تعاملت معاهم بطريقتهم ، بس طبقا لقوة أحمد نورالدين وقوانينه ... ...عملت ايه ياأحمد ... ...مش حابب طريقتك وانتى بتسألى ، بس هقولك عشان ترتاحى ، بس طبعا أتمنى أن اللى فى بالى ميحصلش .... ...اللى هو ايه ؟ ..أما احكيلك هتعرفى .. ...اتفضل. .. ..؟.من فترة وانا بقلب وراهم ، عايز اعرف نقط ضعفهم وزلاتهم وطبعا بالأدلة ، لقيت حاجات كتير جدا ، بلاوي ، كأنهم عايشين فى غابة ، بس الأهم أنى لقيت اللى يفيدنى اكتر ، أولهم واهمهم عمتك درية ، دى الحية اللى فى العيلة ، أرملة ومصاحبة عيل ميعديش 25 سنة ، والواد ده كان هو مدخلها ، مضاها على ورق ابيض ، عملناه احنا عقود وشيكات توديها فى داهية ، أما اعمامك الاتنين قدموهالى على طبق من دهب ، مديونين وماضيين شيكات بأكتر من 8 مليون ، اشتريتها كلها وعملت عليها أوراق رفض من البنوك ، أما جدك بقى ، كان معاه أهم حركة ، فلوسه كلها فى أطنان رز متخزن ومضارب رز كبيرة اوى ، غير الأرض المزروعة ، وكام معلف للبقر ، كل ده ادمر وبقى شوية تراب ، والأرض اتسقت بمواد كيميائية موتت الزرع اللى فيها ، وهتفضل غير صالحة للزراعة لعشر سنين قدام ... ...ومين عمل كل ده ... ....رجالتى طبعا ، ودول مش زى البهايم اللى عندهم ، رجالتى محترفين جدا ، بيعملولى اللى انا عايزه بالظبط ومن غير أى دليل ، اما بعد حريقة المركز ، بدأت اوصلهم معلومات عن اللى ورا اللى بيحصل لهم ، وصلتهم لأنهم ييجوا لحد عندى ، ويبوسوا الايادى ، ومستنيينك لحد ما ترجعى وتتشرطى زى ما انتى عايزة ... ...مش عايزة حاجة ... ...هو ده بالظبط اللى انا عملت حسابه ... ...هو ايه ده ؟ ...النظرة اللى شايفها فى عينك دى ، وطبعا منتظر منك تقوليلى انت حد تانى معرفوش، وإذاى تعمل كدة ... ...متخيلتش انك كدة ، تكون زييهم وتعمل زييهم ؟ ... انا مش زييهم ياسارة ، انا اوسخ منهم الف مرة ، واعمل اكتر من كدة الف مرة ، بس فى اللى يفكر يأذينى ، فمابالك باللى يعملها فعلا ويحاول ، واللى يضيعلى جنيه هضيعله الف ، ياكدة يااما هتتاكل فى الغابة دى ، انتى متخيلة أنى بقيت زى ما انا كدة بالساهل ، وبعدين فكرى فيها كدة ، أول حاجة عملوها معاكى ، حرقولك مركز ، تخيلى اللى هيحصل بعد كدة بقى ، تفتكرى التصرف مع إللى زى دول يكون ازاى ... ...مش عارفة ... ...مشكلتك انك أنقى من انك تتعاملى مع الأشكال دى ، وانتى فلوسك تعدى 50 مليون غير الممتلكات ،اكتر من مجمع اللى عندهم كله ، يعنى انتى بالنسبالهم كنز ميتسبش ، وهيعملوا أى حاجة عشان يوصلولك ... ...يعنى الموضوع كدة انتهى ، وهيبعدو عنى وعن اخواتى نهائى ... ...مش نهائى ، فاضل حاجة واحدة بس ... ....إيه هى ... ...تتجوزينى. .. اتسعت عينيها من طلبه بهذه الطريقة ...إيه ، اتفاجئت كدة ليه ، إحنا مش متفقين ... ...أيوة ، بس ايه علاقة ده بده ؟ قام من مكانه واقترب منها مرة أخرى ولكن هذه المرة جلس بجانبها يكاد يكون ملتسق بها ، كرد فعل طبيعى منها ، همت بالابتعاد ، لكنه لم يسمح لها بذلك ، فقد تشبث بها بكلتا يديه ...لما تكونى مراتى، مستحيل هيفكر أى حد يقربلك مرة تانية ... ومع هذه الكلمات وطريقته فى نطقها ، بالإضافة لاقترابه منها بهذه الطريقة ، اهتز توازنها تماما ، وبدأ يتهدل قناع السيطرة والقوة التى تحاول وضعه فى وجوده ، ومع تعلق أعين كل منهما بعين الآخر ، وأنفاسه التى تفقدها احساسها بما حولها ، ... لو طلبت منك طلب ، هتوافقى ... ارتجافها بين يديه أخبره أنها أدركت بما يريد طلبه دون أن يقوله وقبل حتى أن تقبل أو ترفض ، كان قد وضع طلبه حيز التنفيذ ، قبل أن تدرك ما يحدث ، كانت قد دخلت العالم الذى افتقدته لسنين ، العالم الذى لطالما عاشته فى أحلامها ، كانت شفتيها بين شفتاه ، إحدى يديه خلف رأسها والأخرى تجول على ظهرها ، كان بالفعل يلتهمها أن جاز التعبير وكأنه يعوض سنين من الحرمان منها ، والذى لم تعوضه أى امرأة أخرى دخلت حياته ، أما هى ، فبين يديه ، فقدت تماما حس المقاومة ، فهى الأخرى قد تمنتها كما تمناها ، امتدت يدها إلى صدره برقة ، فاعتبرها هو إشارة موافقة منها ، فأخذ يعمق قبلته أكثر ، ويقترب منها اكثر وكأنه يحاول إدخالها بين ضلوعه حتى لا يفقدها مرة أخرى ، لم يعلما كم من الوقت مرة عليهما وهى تحاول الابتعاد فيقربها أكثر ، فتقترب وتضيع بين زراعيه مرة أخرى . لكنها افاقت وأتت منها محاولة جادة للابتعاد ، أحس هو بذلك ، فلانت زراعيه من ضغطهما على جسدها ، وافترقت شفاهما ، لكنهما ظلا على نفس الوضع من اقترابهما وانفاسهما لاهثة بعدما تم بينهما ، أسند جبهته على جبهتها وهمس لها بصوت يكاد لا يسمع ... هنحدد ميعاد جوازنا بأسرع وقت ممكن ... اماءت سارة رأسها بالموافقة مع تنهيدة طويلة ، فأكمل هو ...أنا هقوم أمشى من قدامك احسن ، وبتهيئلى محتاج حمام بارد دلوقتي حالا ، لأ بارد ايه ، متلج ... ابتسمت سارة بقهقهة فعلية ، تحرك هو ، ووقف أمامها ثم انحنى على رأسها وقبلها ، وتركها وذهب ، بقيت هى على نفس الوضع لم تتحرك ، وداخلها اعاصير من المشاعر المتضاربة ، فرح بسبب عودته لها ، خوف من ابتعاده مرة أخرى ، ندم من استسلامها له بهذه الطريقة رغم أنها لم تتعدى قبلة حدثت بسبب فقدانها السيطرة من شوق كل منهما للأخر . لكن فى النهاية حسمت أمرها ، هى تحبه وتريده ، تشعر بالأمان فى وجوده ، تحتاجه فى حياتها أكثر من ذى قبل ، سوف تقبل ، ستتزوجه ، ستكون له ويكون لها وليكن ما يكون .................... يتبع" "ذكريات إمرأة ...............الفصل السابع والعشرون قضى أحمد اليوم بالكامل معهم فى المزرعة ، رغم اتصالات جده المتكررة ، بسبب احتياجه له لامضاء بعض الأوراق النهائية للتجهيز لافتتاح مجمع مصانع تم تجهيزه فى 6 أكتوبر منذ 6 سنوات ولم يتم انتهائه لعدم وجود سيولة مالية تكفيه ، فشاركهم أحمد بنسبة 40 % بعدما وفر لهم السيولة التى تكفيهم لانتهائه ، فجده يحاول بشتى الطرق ربطه بالعائلة وبمصر عامة ، ومن جهة أخرى ارسل شخص مجهول لعائلة والدها ، يعرض كل أنواع المساعدة مادية أو غير مادية ليقوموا بتنفيذ ما ارادوا من سارة مرة اخرى ، ي المشكلة ان جده يعلم أين هو ومع من ، لذا فاعتزاراته المستمرة تقابل من جده بالغضب العارم الذى لاحظه أحمد جيدا مما جعله يشك فى سبب هذا الغضب الغير مبرر ، شكه فى تصرفات جده ، فهو للاسف يتوقع منه السوء ، بالإضافة للموقف الذى حدث بينه وبين هشام عند سماعه مكالمته مع سارة ، وبالطبع اشتياقه القاتل لحبيبته ، كل هذه عوامل جعلته يعجل بزواجه منها بأى شكل ، ويجب أن يجهز لهذا الزواج جيدا ليكون مفاجأة للجميع ليتجنب أى عقبات أو حتى اعتراض من أى مخلوق . أما عن سارة فقررت الرجوع فى نفس اليوم ليلا إلى بيتها ، فيكفيها حتى الآن ابتعاد عن مراكزها ، ويكفى أخواتها ابتعاد عن جامعتهم ، فلم يبقى على اختبارات آخر العام إلا شهرين أو أقل ، وبالطبع لم تعلم ما يحمل لها الجميع فى صدورهم من كره ومحاولات لهدمها وهدم علاقتها بحبيبها . وفى الطائرة أخبرها بحفلة افتتاح المصانع ، وأنها لابد أن تحضرها بأى شكل . ...بلاش ياأحمد لو سمحت .. ...ليه ؟ ... سيبنى اظبط امورى الاول ، وبعدين انا مش جاهزة اقابل الناس دلوقتى ... ...أولا لسة أسبوع على الحفلة ، تقدرى اجهزى براحتك ، وبعدين دى مجرد حفلة مش اكتر ، وانتى اصلا مش هتبقى عارفة 90 % من اللى الناس اللى فيها ، كل الحكاية أن انا اللى محتاجك تكونى موجودة جمبى مش اكتر ... ... طيب ، هحاول ... ....انا عايز محاولة بجد ، هتعملى ايه بكرة ... ...هروح المركز اللى المفروض انه اتحرق ، ولو فى وقت هروح مركز المهندسين اشوفه هو كمان ... ...يعنى هترجعى البيت على الساعة 6 تقريبا ... ...تقريبا ، بس مقولتليش ليه ؟ ...جاسر عايز يقابلك ... ...ليه ؟.. ...ليه ايه ، ابن عمك ، وبعدين انتوا متقابلتوش قبل كدة ... ...أنت عايزنى اقابله ؟ ...وليه لا ، وتثقى فيه كمان ... ...طيب ، بلاش البيت ، أبقى اديله عنوان المركز ويجيلى هناك ... ...مفيش مشكلة ، عايزك بس تاخدى بالك من نفسك ، اوكى .. ...اوكى ... ................. وصلت سارة للمركز ، وجدته بالفعل فى حالة جيدة ، بل أكثر من جيدة ، فقد تم تصميمه ديكوراته مرة أخرى بشكل اروع من الأولى ، والأجمل كان ديكور مكتبها وطرقته فى المركز ، كان امتزاج جميل بين الديكور الكلاسيكى القديم والديكور الحديث ، لقد أحبته بالفعل ، بمجرد دخلت المكتب ، تبعها أيمن ، المسؤول عن إدارة المركز ...ها ياأستاذ ايمن ، ايه الأخبار ؟ ...كله تمام يادكتورة ، الإقبال عالى جدا ، وعندنا اكتر من 20 طلب لأطباء جراحة ، طالبين يعملوا عملياتهم عندنا ... ...كويس ، خد بالك تسأل كويس على كل دكتور قبل ما يبدأ ، انا مش عايزة أى أخطاء طبية تحصل هنا ، إحنا لسة بتقول ياهادى ... ...طبعا يادكتورة ، أن شاءالله مفيش مشكلة ... ...بلغتهم أن احنا مش هنبدأ جراحة غير لما تجهز العناية ... ...جهزت واشتغلت كمان يادكتورة ... ...جهزت أذاى وامتى .. ...معظم الأجهزة اللى اتركبت واللى كانت مركونة باظت كلها فى الحريقة ، أحمد بيه طلب منى أعمله لستة بالأجهزة المطلوبة ، بعد ما اتجهز المركز ، لقينا عربيات شركة النصر هنا ونزلت كل الأجهزة ومعاهم مهندسين ركبوها كلها ، كل الأدوار اشتغلت بالعناية والعمليات حتى المناظير. .. تجمد جسدها من كل ما قال ، جلست على كرسى مكتبها ، وأسندت رأيها على تشابك يدها ، ودار حديث مع نفسها ...إيه كل ده ياأحمد ، معقول كل دى فلوس تصرفها عشانى ، المركز وتصليحاته وأجهزة تمنها يعدى 2 مليون ، مديونية اعمامى اللى اشتريتها ، مصاريف اللى عملته فى جدى وعمتى ، كل ده عشانى ... أخرجها من خيالها كلام أيمن معها ...دكتورة ، حضرتك كويسة ... ...بصراحة لأ ،،اسمعنى ياأيمن كويس ، انا عايزاك تنزل للمحاسب ، وتبدأوا انتو الاتنين تحسبولى تكتبولى كل مليم أتصرف على المركز ، التصليحات والديكور ، والأجهزة ، حتى مصاريف التركيب ،، وتعمل فايل بيها بمجملها ، دى مهمتك انهارضة ، متتحركش إلا لما تخلصها وتجبهالى ... ...حاضر يافندم ... ...اتفضل يلا ،،،استنى ، قول لمحسن يجبلى كل دفاتر المركز دلوقتى حالا ، وبعدين أعمل اللى قلتلك عليه ... ...حاضر يادكتورة ... قضت سارة أكثر من ثلاث ساعتين تراجع فى الدفاتر ، وبعدها قامت بجولة فى المركز بالكامل لتتفقد كل شئ تم تركيبه والعمل عليه ، ولم تعد من جولتها إلا بإتصال من السكرتيرة تخبرها بوجود شخص ينتظرها فى مكتبها ، واسمه جاسر عبدالهادي. .. لا تعلم سارة لماذا انقبض قلبها لمجرد ذكر الاسم ، ولكنها قررت اتخاذ طريق القوة فى كل شئ يخص هذه العائلة ، فيكفيها ما حدث وما فعله أحمد من أجلها ، عندما دخلت المكتب ، فوجئت بهيئة الشخص الموجود أمامها، فقد توقعت شكل آخر تماما ، إنه انسان راقى جدا ، وسيم وجذاب للغاية ،ذات بنية رياضية ، يكاد يكون أكثر وسامة من أحمد نفسه ، ابتسامته جميلة ودافئة ، فهى لم تري أو حتى تتوقع انه يوجد مثله فى هذه العائلة السيئة . بالطبع حاولت عدم إظهار دهشتها حتى لا يلاحظ ذلك ...أهلا وسهلا يابشمهندس .. ...أهلا بيكى يادكتورة ... ...دكتورة ايه بقى ، المفروض تقولى سارة على طول .. ...أنتى اللى بدأتى ببشمهندس، فطبيعى أرد بدكتورة .. ...خلاص نبدأ من الأول تانى ، موافق؟ ....طبعا موافق ... ...اتفضل ، واقف ليه ؟ ،،، تشرب ايه ؟ .. طلبت عصير ،مقولتليش انتى ، ايه رأيك فى الديكور ؟ ...انت اللى عامله ؟ ...أيوة .. ...يجنن ، جميل جدا .. ...بجد ولا بتجاملينى ... ...لا بجد ، بصراحة ، انا متشكرة اوى .. ..على ايه ؟ دا أحمد صمم يحاسبنى ، قاللى محدش غيرى يصرف على مراتى ... ...أنا معرفش ايه تم فى الموضوع ده ، انا بشكرك عشان الموضوع التانى ، موضوعنا الأساسى ... ...وأنا عملت ايه برده ، أحمد هو اللى عمل كل حاجة ... ...من غير ما ندخل فى تفاصيل ، انا متأكدة انه من غيرك مكانش هيقدر يعمل نص اللى عمله ، وسامحنى أن احنا متعرفناش من زمان مع أننا ولاد عم ... ...ده لا ذنبك ولا ذنبى ياسارة ، الكبار عملوها واحنا ضعنا تحت رجليهم ، المهم انتى ،، أحمدى ربنا أن انتى لقيتى اللى يحميكى منهم ، وبيحميكى بنية صافية وقلب خالص لأنه بيحبك بجد ، حتى انا ، لو كنتى اتجوزتينى زى ما بابا كان بيخطط ، مكنتش هقدر احميكى منهم ،،،، مع أنى كنت اتمنى ،،،بس للاسف انا عارف أهلى كويس اوى ، ميعرفوش ربنا ، والضمير ملوش مكان في حياتهم ، عشان كدة انا مقاطعهم من سنين ، ... أنا مش عارفة اقولك ايه ... ...متقوليش حاجة ، اتجوزى وعيشى حياتك ، وخليكى بعيد عنهم تماما كأنهم متوجدوش اصلا ... ...تقصد زى ما انت عايش ... ...يمكن .. ...جاسر ، انا يمكن معرفش حاجات كتير عن حياتك ، لكن بصراحة نفسى اعرف اكتر عنك ، أحمد واثق فيك ، وكمان طلب منى أنى أثق فيك ، انا مليش أخ ، وعمرى ما دقت إحساس وجوده ، أتمنى انك توافق تكون اخويا ... ...من غير ما تقولى ، انا موجود لو احتاجتينى فى اى وقت ، انا همشى بقى عشان معطلكيش اكتر من كدة ، انا بس كنت عايزة أتعرف عليكى عن قرب ... ...ده شرف ليا انا ، وسلامى لمراتك ... ...مراتى ، انا مش متجوز ... ...أنا آسفة ، بس انت لابس دبلة ... ...أه ، الدبلة ، دى حكاية طويلة ، يمكن ييجى يوم واحكيهالك ، ...إن شاء الله الأيام الجاية كتير ... ...إن شاء الله ، استأذن انا ... ...مع السلامة .... جلست سارة ، تتأمل الباب بعد خروجه ، لماذا هو مملوء بالحزن لهذه الدرجة ، رغم ابتسامته التى لا تفارق وجهه ، إلا أن عينيه لا تكذب ، وهى جيدة جدا فى قراءة لغة العيون ، لغز آخر ينضم للقائمة ، غريبة جدا هذه الحياة ، عبارة عن سلسلة من الألغاز ، بمجرد الوصول لحل أحدهم ، تجد الآخر يقف عقبة فى طريقك . يتبع"