"ذكريات إمرأة ........... الفصل الأربعون .... أذيك ياجاسر ... .... عامل ايه وأخبارك ايه ... ... يهمك اخبارى اوى ، انا خارج من المستشفى من 3 أيام ،سألت عنى فيهم ... ... منا بكلمك كل يوم ياابنى ... ... وانت شايف ان ده كفاية يعنى ... ... أنا قلت اسيبك ترتاح شوية وبعدين انت تقريبا عريس جديد ، يعنى مش محتاج إزعاج دلوقتى ... ... ياسلام ، على أساس أنى فى شهر عسل ، مش لسة خارج من المستشفى ، وكمان العروسة دكتورة ، يعنى مجننانى ... من كلمات بسيطة من أحمد ،فهم جاسر ما يدور بينهما الآن ، فرغما عنه كان يسيطر عليه فكرة ما يدور بينهما منذ خرج أحمد من المستشفى ، وبالطبع تجنب زيارة أحمد فى بيت سارة كان عن عمد منه ، غير أن أحمد ذكى جدا وهم سويا منذ سنين ، فمن المتوقع أن يفهمه أحمد حتى من النظرة الأولى . ... بقولك ايه ، تعالى نخرج ، اصلى مخنوق من الحبسة دى ، وكان فى حاجة بفكر فيها عايزك تعملهالى ... كانت سارة تجلس مع رغد وريم فى الحديقة عندما رأتهم يخرجون ، أشارت له بمعنى إلى أين أنت ذاهب ، فأشار لها بيده بإتجاه بيته المجاور ، رغم ضيقها من مجرد خروجه إلا أنها لم تعترض ، فهى تعلم أنه من المستحيل استمرار وجوده فى المنزل دون خروج نهائى ، انتفض الحرس الموجود حول الفيلا من كل اتجاه فور رؤيته ، خرجوا من باب فيلتها ودخلوا من باب فيلته المجاور ، أخرج تيليفونه عندما تأكد انه بمنأى عن رؤية سارة ، اتصل بجلال وطلب منه أن يوافيه الآن فى فيلته وأكد عليه أن يدخل الفيلا دون أن تراه سارة أو حتى اى شخص من الفيلا الأخرى ، ابتسم جاسر من فعلته هذه وقال بسخرية ... الخوف سيد الأخلاق برده ، انت كدة فعلا بقيت راجل متجوز وكمان خايف من مراتك ههههههههههه ... ... بس ياظريف ، كل الحكاية انها بقت تزعل من قلة اهتمامى بنفسى بعد خروحى مت المستشفى وبصراحة مبقتش أتحمل زعلها .... ... تفتكر الحب اللى من النوع ده بيستمر ياأحمد ... ... هو انا مش عارف نوع ايه اللى انت بتتكلم عنه ، بس اللى انا متأكد منه أن اللى بينى وبين سارة كبير اوى ومش سهل يروح بسهولة ... ... على رأيك ، ده وصل للدم ... .... تقصد ايه ، انت عرفت حاجة جديدة ... ... مش بالظبط ، بس بدأت أشك بجد أن هم اللى عملوها ... ... أنا كنت شاكك زيك كدة فى الاول لكن الحكاية طلعت أكبر من كدة بكتير ... ... ليه ، فى ايه ؟ ... بعدين هقولك ، أما اتأكد الأول ، المهم , عايزك تبدأ تظبط الفيلتين ، هتشيل السور اللى فى النص ده وتعملها فيلا واحدة ... .. هتهد يعنى ، ما تسيبها كدة ، على الأقل بتهرب فيها. .. ... مش بقولك انت ظريف انهارضة ، انت هتسيب كل حاجة زى ما هى ، بس عايز اللى يدخلها يقول إنها بيت واحد ... ... يعنى اللعب هيبقى فى السور والجنينة بس ... ... تمام ... ... وانت قلت لسارة الكلام ده ... ... أفندم ، نفذ ياجاسر من غير رغى ... لا يعلم أحمد لماذا استفذه سؤال جاسر عن سؤال سارة فى تنفيذ شئ ، خرج جاسر من عند أحمد دون أن يرى سارة أو يسلم عليها فقط لمحة من بعيد عندما كانت تشير لأحمد وأشارت له هو الآخر كسلام عابر ، وقد رفض هو ذلك ، شيئا ما بداخله يدعوه لرؤيتها والحديث معها ، ولا يستطيع المقاومة ، خرج من باب فيلا أحمد واتجه عائدا لفيلتها ، كانت الفتيات قد خرجن للجامعة ، وقف باص الحضانة أمام باب البيت ، خرجت مع نور لتوصله للباص ، انتظر قريبا منها دون أن تراه حتى تحرك الباص بعيدا ، استدارت لتدخل وجدته يتطلع لها مبتسما ، اقتربت منه وهى غافلة عن احمد الواقف فى الشرفة خلف الستائر يتابع الموقف بأكمله ، وترك الموقف يساير نفسه ، فجاسر مهما أن كان ابن عمها ، والشخص الأفضل الوحيد الباقى من عائلتها ، فيجب إلا يحرمها من وجوده إلا لأسباب وجيهة جدا ، وليس من أجل الغيرة فقط ، غير أنه يثق فيها جدا ويثق فيه هو الآخر ، فليترك الأمور لمائالها الطبيعى . ... ازييك ياسارة ... ... الحمد لله ، ازييك انت ياجاسر ... ... تمام ، معلش اتأخرت عليكم ، عاملة ايه مع أحمد ، مجننك طبعا ... ... بصراحة أه ، بس اهى ماشية ... ...متفتكريش انك هتقدرى تقعديه فى البيت كدة من غير شغل ، كويس انه مهتم ومقدر كلامك وبينفذه ، خليكى وسطية ، شوية كدة وشوية كدة ... ... ربنا يسهل ... .. ربنا معاكى ويقدرك عليه ... ...يارب ، عمى أخباره ايه ... ... الحمد لله ، تمام ، انا همشى بقى ، عايزة حاجة ... ... متشكرة اوى ، وسلملى على عمى ... ... إن شاء الله ، سلام ... ... مع السلامة ياجاسر ... وقفت لثوانى تفكر ، هل تذهب لأحمد أم تتركه يعود وحده عندما يريد ، ورجحت الخيار الثانى عملا بنصيحة جاسر ، المهم انه قريب ولا يرهق نفسه أكثر من اللازم ، وعادت للمنزل . تبعها أحمد بعينيه إلى أن دخلت ثم التفت فوجد جلال واقفا خلفه ، ... أنت هنا من امتى ... ... دقيقتين مش اكتر ، بس لقيت حضرتك مشغول فاستنيت .... تحرك أحمد متجها لكرسى مكتبه وجلس عليه ، ... جينا هتوصل امتى .... ... طيارة 8 ... ... أول ما توصل هاتهالى هنا ... ... حاضر يافندم ... ... اقعد ياجلال ... .. شكرا يافندم ... تقدم جلال من أحد كراسى المكتب مقابلا لأحمد وجلس عليه . ... ها ، وصلت لإيه ... ... اللى بلغت حضرتك بيه بالتيليفون ، بس فى اسم كنت عايزة أسأل حضرتك عنه .. ... مين ؟ ... أشرف السعدنى ... ... معتقدش انى أعرفه ، مين ده ، وايه دخله بالموضوع ... ... ده مجرم معروف ، بس متقبضش عليه خالص وملوش اى سجل ، أسهل حاجة عنده الدم ، مخدرات وسلاح وكل حاجة تتخيلها ، أشرف السعدنى ده اسم شهرة ، الاسم بالتفصيل أشرف فؤاد محمد السعدنى ، ده اللى موجود فى شركة الطيران ... ... ما تخلص ياجلال ، هات من الآخر ، ... ... حاضر يافندم ، الشخص ده كان يعرف الولد اللى نفذ ضرب النار ، وفى معلومة بتقول أن هو إللى مشغله اصلا ، وممكن يكون هو إللى قتله .... .... أنا مش فاهم حاجة ، هو مين يعنى وايه دخله باللى احنا فيه ... .... لحد دلوقتى ملوش اى دخل لكن أعتقد أن حضرتك محتاج توجه السؤال لمدام سارة ... ... سارة ، وهى تعرفه منين ... .... لما بحثنا عنه فى قاعدة البيانات اللى عندنا ، الاسم طابق تماما اسم زوجها اللى مات مع كل البيانات المتعلقة بيه ، أعتقد أنه أخوه ، فممكن تكون تعرف حاجة تفيدنا فى الموضوع ده ، لكن مفيش فى أيدينا اى خيط نمشى عليه فى الوقت الحالى ... ... طيب ياجلال ، هشوف الموضوع ده وابقى أرد عليك ، فى عندك ايه تانى ... ... بالنسبة لموضوع العيلة إياها. .. ... مالهم ... .. أعتقد أن الصورة بالنسبالهم دلوقتى واضحة ، شخص معين ساعدهم بفلوس كتير جدا لدرجة أنها وقفتهم من تانى ، ورجعوا كل حاجة حضرتك اتصرفت فيها ... ... أنت دخلت بينهم اذاى ؟ ... واحد من العمال اللى بيشتغلوا عندهم ، ومن عيليتهم بردوا بس فرع بعيد شوية ... ... مهو مش هديك معلومات كفاية انا عايز اكتر من كدة ... ... واضح ان الموضوع محتاج وقت اكتر ... ... للأسف ، بس برده لازم نشتغل على الموضوع ، مع شوية تأنى هنوصل ، شوف العامل اللى انت بتتكلم عنه ده ، هيكون مفتاحك للدخول فى العيلة ، بس مش هو بنفسه ، هو عايش فى وسطهم ، يعنى يقدر يعرفلك مين فيهم ممكن تشتريه ويجبلك اللى انت عايزه ، وخللى العامل ده همزة الوصل ، وابعد عن الصورة تماما انت ورجالتك ، واضح ان فى الوقت كل الناس واخده احتياطها لأن الكل متوقع انى مش هعدى الموضوع بسهولة ، عشان كدة عايز الكل يهدوا كدة وبعدها نتصرف .... ... فهمت حضرتك ... ... كويس ، بس برده تفضل شغال وحاول تدارى نفسك انت ورجالتك .... ... تمام يافندم ... ... عملت ايه فى المجموعة ... ... كل اللى حضرتك طلبته اتنفذ بالحرف وطبعا الكل متراقب حتى التيليفونات والبيوت ، وقصر نورالدين ومكتب سليم باشا فى المجموعة وفى البيت وأوضة نومه كمان ، ومدام هيا ووالدها ... ... كويس اوى ، هما اللى جابوا كل ده لنفسهم، أى جديد بلغنى بيه ... ... حاضر يافندم ... ... مقولتليش عملت ايه مع سارة ... ... زى ما حضرتك طلبت ، متابعة من غير ما هى تعرف ، والبنات ، عربية ورا كل واحدة فيهم ، حتى لما بيدخلوا الجامعة ، الأمن بيدخل وراهم ، وعربية بتطلع ورا باص نور ، لحد المدرسة ، وتفضل لحد ما يخرج وتمشى ورا الباص تانى لحد البيت ... ... تمام ، خد بالك كويس من سارة ياجلال ، فاهم ولا لأ ... ... فاهم طبعا يافندم ... ... اتفضل انت ومتنساش جينا .... ... حاضر ، بعد إذن حضرتك ... ............................................ دخل أحمد غرفتها ، وجدها تردى ملابسها تستعد للخروج ، ... يعنى انتى بتحبسينى هنا ، وهتخرجى انتى ... ... وهو انا عارفة أحبسك اصلا ، ما انت بتعمل اللى انت عايزه اهو ، وبعدين انا مش هتأخر ساعتين ، هروح بس المركز ، هبص على الشغل وامضى شوية أوراق ، وفى جهازين اتركبوا امبارح ، عايزة اشوفهم ، وهتلاقينى قدامك ... وانحنت على وجهه قبلته ، ثم وقفت أمام المرآه لتكمل آخر لمسات حجابها ، سألها ... مين أشرف السعدنى ياسارة ... تجمدت تماما وهى على وضعها لثوانى مرت كالدهر وهو يراقب رد فعلها بعد سماع الاسم . استدارت له وقد شحب وجهها وزاغت عينيها وكأنها سمعت شيئا أصابها بالرعب ، وقالت بتردد ... ماله ؟ انت تعرفه ؟ ... أنا اللى بسألك ، مين هو ؟ جلست على الكرسى المجاور لها ، فلم تعد قادرة على الوقوف ، ... هو إللى ضرب النار عليك فى الحفلة ... أصابه سؤالها بالقلق الفعلى وأكد له انها تعرف هذا الشخص جيدا ، ... إيه اللى خلاكى تقولى كدة ، تعرفيه منين ياسارة ، ما تنطقى ... ... يبقى أخو جوزك ... ... جوزك ؟! ... أقصد جوزى اللى مات ، أرجوك ياأحمد ، أبعد عنه ، ده مجرم .... ... مش عارف ليه حاسس أن الموضوع بالنسبالك أكبر من كدة ... انخفضت عين سارة فى الأرض وكأنه يحزنها ما تذكر ، ... عماد اتقتل قدام باب الفيلا وهو خارج ، ناس بعربية ، ضربوا عليه نار برشاش آلى وجريوا ، مات هو والسواق ، بعد ما القضية خلصت واتئيدت ضد مجهول ، كنا بنخلص الميراث ، فجأة لقيتوا طلعلى ومعرفش منين ، ومصمم ياخد كل حاجة وبيقول انه شريكه فى كل شغله وانه كمان مديونله ، فضل يدايقنى جدا لدرجة أنه خطف نور وهو صغير ، واضطريت أوافق على كل اللى هو عايزه ، ومضيتله على كل حاجة ، وقبل ما يسلملى نور ، قاللى أنه هو إللى قتل عماد ، وكان بيقولها كأنه بيتباهى بيها ، لأنه صمم ينهى الشغل اللى بينهم ، وبيقول انا وابنى السبب فى ده ... كانت ضربات قلبها تتصارع مع كل كلمة قالتها وكل ذكرى عادت لعقلها بكل إحساس عاشته معها ، وهو صامت تماما ومتابع بكل حواسه كل كلمة قالتها ، حاولت تمالك نفسها ثم تابعت ، ... وخلص الحوار وقتها أو على الأقل انا افتكرت كدة ، واللى انقذنى الفلوس اللى شالها عماد بعيد عن البنوك وعرفنى مكانها عشان لو جراله حاجة ، كأنه كان عارف اللى هيحصل ، وبدأت بعدها ارتاح وانسى لحد من تلات سنين فاتوا ، كنت بخلص أوراق أجهزة تخدير فى ألمانيا ، لمركزين بينتهم مع بعض ، وكانت اول مرة اقابل فيها هشام ، وقف معايا وخلصلى الاجهزة والورق وكل حاجة ، لكن فجأة لقيت اشرف قدامى ، وبدأ يدايقنى ويهددنى من أول وجديد ، بس المرة دى مكانش عايز فلوس ، كان عايزنى انا ، وعلى حد كلامه القذر ، عايز يدوق الست اللى قدرت تخللى عماد السعدنى يوقف شغله عشانها ، وياترى هى طعمها مختلف ولا زييها زى غيرها .... سكتت فجأة وقد بدأت الدموع تخونها وتملأ مقلتيها دون هبوط ، لكن أحمد لم يطق الانتظار ، أراد أن يعرف ما حدث ، فقال بنفاذ صبر .. وبعدين ، ايه اللى حصل ... يتبع" "ذكريات إمرأة ..........الفصل الواحد والأربعين ... وخلص الحوار وقتها أو على الأقل انا افتكرت كدة ، واللى انقذنى الفلوس اللى شالها عماد بعيد عن البنوك وعرفنى مكانها عشان لو جراله حاجة ، كأنه كان عارف اللى هيحصل ، وبدأت بعدها ارتاح وانسى لحد من تلات سنين فاتوا ، كنت بخلص أوراق أجهزة تخدير فى ألمانيا ، لمركزين بينتهم مع بعض ، وكانت اول مرة اقابل فيها هشام ، وقف معايا وخلصلى الاجهزة والورق وكل حاجة ، لكن فجأة لقيت اشرف قدامى ، وبدأ يدايقنى ويهددنى من أول وجديد ، بس المرة دى مكانش عايز فلوس ، كان عايزنى انا ، وعلى حد كلامه القذر ، عايز يدوق الست اللى قدرت تخللى عماد السعدنى يوقف شغله عشانها ، وياترى هى طعمها مختلف ولا زييها زى غيرها .... سكتت فجأة وقد بدأت الدموع تخونها وتملأ مقلتيها دون هبوط ، لكن أحمد لم يطق الانتظار ، أراد أن يعرف ما حدث ، فقال بنفاذ صبر .. وبعدين ، ايه اللى حصل ... تنهدت و ابتلعت ريقها وهى مغمضة العينين د ثم فتحت وقالت دون أن تنظر له : ...كان المفروض انى هتعشى مع هشام فى مطعم الاوتيل اللى انا نازلة فيه ، كان قبل رجوعى مصر بيومين ، بس بعد ما قابلت أشرف ، حجزت على طيارة فى نفس الليلة ، ليلتها النوم غلبنى ، مكنتش نمت من يومين ، هشام رن على تيليفون الاوضة كتير ومسمعتش التيليفون خالص ، غير على آخر رنة ، بصيت فى الساعة لقيتها 8 ونص وانا ميعادى معاه 8 ، لسة هرفع السماعة ، لقيت اشرف قدامى ، دخل اذاى وامتى معرفش ، كان جاى وناوى ينفذ اللى هو عايزه ، فى لحظة ، حتى ملحقتش اصوت ، لقيته على السرير جمبى ، وايده سادة بقى (فم ) عشان مصوتش ، قال كلمتين مش كويسين ، وبدأ يشد فى بيحامتى لحد ما قطعها ، وقرب منى بنفسه المقرف ده ، بدأت أيده تفك عن بقى ، عضيته وصوت ، وجيت اتحرك وقعت من على حرف السرير .... ثم سكتت مرة أخرى ، وكان أحمد يستمع لها وعينيه تنضح بشرار الغضب ويده تتكور حتى ظهر بياض مفاصل أصابعه ... انطقى ياسارة ... تمالكت وأكملت .... قام يلحقنى ، فجأة لقى هشام واقف بينى وبينه ، وأنا ما صدقت اول ما شوفته ، جريت واستخبيت وراه ، مش عايزة اقولك اول ما شاف هشام كان عامل اذاى ، زى ما يكون شاف شبح قدامه ، تنح ومتحركش ، وفجأة انسحب وخرج يجرى ، انا مفهمتش رد فعل أشرف وقتها وليه خاف من هشام كدة ، وهشام مقاليش تفاصيل ، كل اللى قاله انه طبيعى لما يكون واحد بيعمل حاجة زى كدة شاف حد ، طبيعى هيجرى ، وأنا طبعا مقتنعتش بالكلام ده ، اللى كان يهمنى وقتها انى ارجع مصر فورا ، وفعلا سافرت ليلتها الساعة 2 ، كنت خايفة اوى ، سافرت حتى من غير ما أقول لهشام ... فجأة ارتعبت من صوت أحمد المفاجيء والعالى وهو يقول ، ... هشام ، هشام ، بطلى تكررى الاسم قدامى ... ثم وضع وجهه بين كفيه ، لم تعلم سارة هل غضبه أثر على قلبه ، هل هو مرهق ، ولم تفهم فى البداية سبب غضبه المفاجئ من تكرار اسم هشام منها ، اقتربت منه وجلست بجانبه على حافة السرير ، وقالت بصوت مختنق بالبكاء ... أرجوك قول حاجة ، متسكتش كدة ... رد عليها ومازال يغطى وجهه بكفيه ، واستمع لردها وهو على وضعه ، ... إيه اللى حصل بعد كدة ... ... ولا حاجة ، من وقتها مشفتش أشرف تانى ، ومعرفتش إلا من فترة قصيرة ليه أشرف خاف من هه ، هشام .. وتردد وهى تنطق الاسم حتى لا تغضبه أكثر ، ... حد قاللى أن معظم وسط العصابات والمافيا بيهابوا عيلة نورالدين جدا ، لأن كان فى عصابة معروفة قتلت واحد من عيلة نورالدين ، وفجأة العصابة دى اتقتلت كلها من أكبر واحد لأصغر واحد ، واتشهر اوى أن ده كان انتقام عيلة نورالدين لابنهم اللى اتقتل ، فالكل بيعملهم حساب ... ... علاء ... ... أنا معرفش اسمه ، اللى قاللى على الموضوع ده ، مقالش اى أسماء ، قاللى الحكاية بس ... طال وضعه هكذا ، فمدت يدها ورفعت رأسه وقبل أن يلتفت لها ، فاجأها بسؤاله ... فى ايه تانى معرفوش عن حياتك ياسارة ؟ إن كانت قد فاجأها بسؤاله ، فقد صعقه اجابتها وهى تقول ، ... كتير اوى ياأحمد ، انت متعرفش حاجة اصلا ... التفت لها وهو لا يصدق ما قالته للتو ، أمائت برأسها لتؤكد ما قالته ، واتبعته بقولها .. أنت قولتلى انك عرفت عنى كل حاجة ، ومصدقتكش ، لأن مستحيل تكون عرفت فعلا ، انا واحدة أبوها كان اومارتى بتاع كاس ، باعها لتاجر مخدرات وسلاح قصاد دين قمار ، وهى مش فى مصر اصلا ، راجل أكبر منها بعشرين سنة ، اشتراها من غير ما يشوفها اصلا ، اذاها وبهدلها ، ولما اتقتل ، سابها لأهله كملوا عليها ، ولقت نفسها مع أم مريضة بالسرطان واختين بنات مراهقين ميعرفوش حاجة فى دنيتهم وطفل عنده سنة ، تخيل بقى اللى حصل طول السنين دى ، وجاى تقوللى ايه اللى حصلك تانى وانا معرفوش ، انت ممكن تتخيل لوحدك ايه اللى حصلى ... كانت تشهق مع كل كلمة تقولها ودموعها انسابت كسيل على وجهها ، أشفق عليها من الوجع الذى تشعر به ، يكفيه أن صغيرته وحبيبته وزوجته ، تحكى له عن محاولة اغتصابها من رجل سئ ، والأسوأ انقاذها من رجل غيره ، كل كلمة ألمته وكأنه شاهد على ما حدث وعاجز عن القرب منها وحمايتها ، اشعره كلامها انه قصر فى حقها واهمل حمايتها لسنين طويلة ذاقت فيها كافة أنواع العذاب بعيدا عنه . مد يده واحتوى وجهها بكفيه وقبلها من رأسها ، ثم قال ... سامحينى ، انا اللى سبتك طول السنين دى لوحدك ، واوعدك مفيش مخلوق هيمس شعرة منك تانى ... وضعت يديها على كفيه وهو مازال محتضنا لوجهها وقالت ... توعدنى ! توعدنى بإيه ، انت عارف مجرد وجودك عمل فيا ايه ، انا كنت مفتقدة تماما لاحساس الأمان ، الخوف كان خلاص عشش جوايا ، خوف من الماضى والمستقبل والأيام والناس ، خوف على اخواتى وعلى ابنى ، مجرد وجودك مسح كل ده ، نسيت الخوف ده كأنى معشتوش اصلا ، انا كنت بموت فى كل لحظة وانت فى المستشفى ، مكنتش متخيلة انك بعد ما رجعتلى هتروح منى تانى ، بقالى 3 أيام بصحى فى نص الليل مفزوعة ، خايفة يكون وجودك جمبى ، فى سريرى وفى حضنى ، مجرد حلم بحلمه ، أفضل ابصلك وانت نايم جمبى لحد ما انام تانى ، انا مبقتش عايزة غيرك من الدنيا كلها .... فقد تماما قدرته على الاحتمال ومنع نفسه عنها بعد كل ما قالته ، إنها امرأته وحبيبته واشهى امرأة أرادها منذ فتحت مداركه على النساء ، وهى الآن تخبره بكلام أن قيل لرجل بقلب من فولاذ ، للان قلبه وانحنى أمامها ، فلتذهب صحته وجراحته للجحيم ، انقض على شفتيها ، يلثم من شهدهما الذى لم ينساه ابدا رغم تعدد ما لثم من شفاه النساء ، دار بشفتيه على وجهها بأكمله وهو يشد حجابها الذى لم تكن قد ثبتته بعد ، فك رباط شعرها لينسدل على ظهرها ، امتدت يده لتعبث بباقى ملابسها لتزيلها عنها ، أما هى فقد تهدمت كل الحصون والقلاع التى بنتها لتحميه من رغبته ورغبتها فيه ، تهدمت تحت أثر لمساته الخبيرة لجسدها ، استلقت على ظهرها وهو يعلوها يزيقها ما حرمت منه لسنين تحت وطأة ذكرياته التى عاشتها فى قلبها ، وكلما تأوهت بإسمه ، كلما زادها حبا قد تمناه كل منهما منذ الفراق اللعين بينهما ، انتهيا ولم تنتهى رغبة كل منهما فى الآخر ، انتهيا وقد زاد العشق فى قلبيهما ، انتهيا ليتأكد كل منهما انه على حق فى انتظار الآخر لسنين ، ضمها بين زراعيه وكأنه يحميها ويمنعها من الابتعاد ، ضمها وهو يقسم بينه وبين نفسه أنه سيقتل من يقترب منها مجددا ، وأنه لن يترك مخلوق قد اذاها إلا ويعيد حقها منه ، ولو بعد سنين . ............................................... كان حمدى ، عم سارة ، فى اتجاهه للخارج للمرور على أرضه ، وملاحظة المزارعين ، قبل أن يصل لباب حديقة البيت الصغيرة ، رأى أخوه سعيد قادم ، استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، فأخوه لا يأتيه إلا فى المصائب ، اقترب منه سعيد وقال بلهجتهم الصعيدية : ... كويس انى لحجتك ياخوى جبل ما تخرج .... ... مجيتك بالخير ياسعيد ... ... خير ياخوى ، الحاج باعتنى لأجل اجيبك لعنده ... ... ليه ، حصل ايه تانى ... ... والله معرفش ، هو بعتنى وانا جيت ... ... روح وأنا هحصلك. .. .... لا ، جاللى مجيش من غيرك ... تنهد الحاج حمدى بغضب ، فماعاد يريد التدخل لهذه العائلة الدامية فى شئ ، فالبعد عنهم غنيمة ركب معه الكارتة وتوجه به صوب منزل العائلة الكبير ، كان عبد الهادى والد حمدى وسعيد وجد سارة ، رجل قد أخذ الشيب منه مكانه ، ممتلئ البنية ، لا يتحرك كثيرا . ... سلام عليكو يابوى .... ... وينك ياحمدى ، من سبوع ما ريتك ... ... هنا يابوى ، هروح فين يعنى ... ... كبرت على ابوك ولا حزنت ... ... ربنا يديك الصحة يابوى ... ... ولدك وصل ولا لسة ... ... ولدى مين ؟ ... جاسر ، جالولى انه هياجى انهارضة ... ... جه عشية متأخر وسافر من ساعتين ... ... كمان ، يبجى ويسافر من غير ما يسلم على جده ... ... معلهش يابوى ، هو بس كان مشغول ، وجه طل على أمه بس عشان عيانة ومشى طوالى ... ... وانت ساكت عليه ليه ، مشوفتلوش بنية جوزتهاله عشان يرسى ليه ... ... بخطره يابوى ، مهواش عاوز ، بس هو ده اللى انت باعتلى عشانه ... ... كنت عايزك انت وولدك عشان اعرف منكم اللى ناوى عليه جوز بت دولت ... .. معرفش عنه حاجة ، ولا جاسر يعرف ... ... ليه ، ولدك مش صاحبه وكان معاه فى المستشفى يوم بيوم ، وبيروحله بينه ، وبيزور بت عمه ... ... ايوة يابوى ، بس لو حتى ولد نورالدين ناوى على حاجة هيجولها لجاسر وهو عارف انه ولدنا ، مظنيش يابوى ... ... بتلعب بيا ياحمدى ، فاكر انك اكدة هتحميها منى ... ... ربنا هو الحامى يابوى ، ولو فى حد ربنا صخره عشان يحميها هيكون جوزها ، وأظن انت عارف هو مين ومجرب أفعاله مليح ، وانتوا أحرار مع بعض ، طلعنى انا وولدى من الموضوع ده كلياته ، ملناش صالح بيكم ، طريقكم بجى كله ده ، وأخرتها هتكون خراب على الكل ، وانت عارف أكده زين ... ... أكده ياحمدى ... .. اتجى الله يابوى ، ومعنديش كلام تانى ، سلامو عليكم ... ... استنى ياحمدى ، مش جلت اللى عندك ، يبجى تجف وتسمعنى انى كمان للأخر ... ... خير يابوى ... ... أنا مهاجولشى انى نويت على جتل ولد نورالدين وجبضت التمن ، بس الاتفاج مكانش عليه هو ، كان على بت اخوك ... ... إيه ، بتجول ايه يابوى ... ... بجول اللى حوصل ، واللى اتفج معانا ،انى معرفوش ، جالنا منه مرسال ، بس كان ناوى يدفع اى تمن وبت محمد تموت ، إحنا نوينا وجهزنا ، لمن على جتله هو ، عشان هو إللى حماها ، وبعد كدة نستفرد بيها براحتنا ... ... وضربتوه بالنار ... ... لاه ، محصلشى ، حد تانى اللى ضرب النار مش ولدنا ، حد تانى كان متربصله وسبجنا. .. ... عايز تجول أن كان فى حد تانى عايزه يموت ... ... إيوة ياولدى ، صدجنى... ... مش بالساهل يابوى ، مش بالساهل أصدقك ، يمكن تكون بتجول أكده لما عرفت انه نجا منها وأنه مهيعدهاش إلا لما ياخد بتاره. ... ... يمين بالله هو ده اللى حوصل ياولدى ... ... والمفروض انى اصدج يمينك كمان ، إحمد ربك يابوى انها جت لحد اكدة وربنا يستر من اللى ناويه ولد نورالدين ، انا عارف انك بتحوللى اكدة عشان الكلام ده يوصله ، وهوصله يابوى ، وانتوا حربين مع بعض ، انا ماشى ... ... مع السلامة ياولدى ... بعدما خرج حمدى ، دخل سعيد لوالده وقد تعمد عدم حضور اللقاء بينهما ، ... جلتله يابوى ... ... اييوة وأما نشوف هيصدقه ولا لاه ، وهيبعت يجولهوله ولا لاه ... ... وتفتكر أن واد نورالدين هيصدج ... ... هنشوف ياسعيد ... .............................. بعد خروج الحاج حمدى من عند والده ، اتصل بجاسر وحكى له ما قاله له جده ، ... وانت مقتنع بالكلام ده ياحاج ... ... والله منا عارف ياولدى ، من وجت ما خرجت من عنده وانا بفكر ، سواعى اجول لنفسى انه بيكدب عشان خايف من انتجام أحمد منه ومن العيلة كلتها ، وسواعى تانية اجول انه بيجول الحق عشان يرضينى ويرضيك وبرديكى يبعد عن شر ولد نورالدين ... ... هو اصلا عارف ومتأكد انك هتقوللى ، وأنا هقول لأحمد ، يعنى ممكن يكون متعمد يقولك اصلا ... ..كنها اكده ياولدى ، وأنا بجولك اصلا عشان تجوله ، وهو يشوف هيعمل ايه .. ... ماشى ياحاج ، هشوف هعمل ايه وهرد عليك ... ... خد بالك من نفسك الله يرضى عليك ياولدى ... ...متقلقش ياحاج ، انا فى حالى ... ... ربنا معاك ياولدى ... أغلق جاسر الخط مع والده ، وسند ظهره لكرسى مكتبه وأخذ يفكر فيما سيفعله ، هل يخبر أحمد بما قيل له أم يصمت نهائيا ، أم ينتظر الوقت المناسب ، على الاقل حتى يسترد أحمد عافيته، حسم أمره وقرر ما سيفعله، وامسك بهاتفه ليتصل بأحدهم . .............................. استيقظت سارة بين يدى زوجها ، تلمست وجهه بأصابعها وهى تتأمله ، وابتسمت بخجل عندما تذكرت فى لحظة ماحدث منذ ساعات قليلة ، لتتذكر فجأة انه من المفترض أن يمنع مما حدث حتى أسبوع قادم على الأقل ، تابعت انفاسه المنتظمة ، وشكله الدال على أنه نائم وبحالة جيدة ، اطمئنت انه بخير . رفعت عينيها للساعة المعلقة ، وجدتها قد وصلت للثالثة والربع عصرا ، اندهشت انها قد نامت مل هذا الوقت ، لكنها ألقت نظرة على النائم بجانبها وهى مبتسمة ، فهو السبب فى هدوء نفسها الذى اوصلها لأن تنام وهى مرتاحة البال ، انسحبت من على السرير بهدوء ، التقطت روبها وارتدته ، مشطت شعرها أمام المرآه ، خرجت وأغلقت الباب بهدوء ، نزلت السلم وهى تنادى على سناء ، ردت عليها سهام ... ايوة يادكتورة ... ... أنتى جيتى امتى ياسهام ... ... من ساعة ، مش حضرتك قولتيلى اجى على ميعاد وصول نور .. ... فعلا ، هو جه ؟ .. ايوة يافندم ، واتغدى ونام ... ... كويس ، محدش من البنات جه ... ... لأ يافندم ... ... وسناء فين ... ... راحت السوق تجيب شوية حاجات ناقصة ... ... أما تيجى قوليلها تجهز الغدا ... ... هو جاهز يادكتورة ، يادوب هيتحط على السفرة ... ... طب حطيه لو سمحتى ... ... حاضر .... صعدت للغرفة مرة أخرى بدون أن تصدر صوت ، أخذت هاتفها من حقيبتها وخرجت مرة أخرى ، اتصلت بريم ، فلم ترد ، ورغد أيضا ، بعدها بدقائق ، وصلتها رسالة من ريم تخبرها انها فى محاضرة ولن تستطيع الرد عليها ، ورغد أيضا ، وأنهما ستعودان على الخامسة ، اطمئنت عليهما وقبل أن تضع الهاتف رن باسم جاسر ، ... السلام عليكم ... ... عليكم السلام ، ازييك ياسارة ... ... الحمد لله ... ... هو أحمد فين ... ... نايم ، هو فى حاجة ولا ايه ... ..، لا ابدا ، اما كنت معاه الصبح نسيت اسأله الدكتور قال ايه امبارح ... .. الحمد لله ، هو كويس ، بس محتاج راحة اكتر ... .. يعنى هو تمام ... ... يعنى هو تمام ... ... فى ايه ياجاسر ، فى حاجة جديدة ... ... لأ ابدا ، بس أما يصحى قوليله كلم جاسر ضرورى ... ... إن شاء الله ... .. شكرا ، سلام ... ... سلام ... كان لابد أن يطمئن عليه أولا ، قبل أن يخبره بما حدث ، أنهت سارة المكالمة وهى قلقة من طريقة كلامه ، وعاد الهاتف للرن مرة أخرى ، لكن هذه المرة كانت مها ، ... ايوة يامها ، ازييك ... .... ازييك انتى ياسارة ، وأحمد أخباره ايه ... ... الحمد لله ، مش هشوفك ولا ايه ... ... منا كنت بكلمك عشان كدة ، فاضية اجيلك شوية ، ولا انتى مشغولة مع أحمد ... ... لأ ابدا ، تعالى يلا ، صوتك مش طبيعى يامها ، فى حاجة ولا ايه ... ... لأ ابدا ، انا كويسة ، ساعة كدة وهجيلك ، هوصل البنت عند ماما ... ... ليه ، ما تجيبيها معاكى ، اصلا وحشانى وواحشة نور اوى ... ... اوكى ، ساعة كدة ونبقى عندك ... ... اوكى ، توصلى بالسلامة ... ... الله يسلمك ... ا ................................. دخلت لأحمد توقظه ، وجدته قد سبقها وتحمم ويرتدي ملابسه ، عندما رأاها ، اقترب منها قبلها من جبينها ثم وجهها ، وقبل أن يقترب من شفتيها ، عادت رأسها للخلف لكنها لم تبتعد فقد حاول حصرها بيديه حتى لا تبتعد ، وبدل من شفتيها ، مال على رقبتها يقبلها بنهم ، حاولت منعه مره اخرى وهى تضحك ، ... احمد .. ... إيه ... ... إيه ، انت ضحكت عليا ، ومكانش المفروض كدة دلوقتى خالص ... ... إيه الكلام العبيط ده ، شايفانى ماشى بعكاز ، منا زى الحصان قدامك اهو ، بدل ما تقوليلى صباحية مباركة ياعريس ... قالت بدلال ... مش أما تقوللى انت الأول صباحية مباركة ياعروسة ... ... صباحية مباركة بأجمل عروسة فى الدنيا ... وجذبها والتقط شفتيها فى معزوفة من معزوفاته التى دائما ما يتغلب على مقاومتها بها ، وعند لحظة معينة ابتعدت عنه وهى تضحك ، وتقول ... قلنا مفيش تانى لحد ما نطمن عليك الأول ... وجرت فى اتجاه الحمام ، وهى تقول ... هاخد حمام بسرعة ويلا عشان نتغدى ، احسن انا جعت اوى ، وانت عندك أدوية مأخدتهاش. .. بعدما دخلت ، طلت برأسها من الباب وقالت ، ... بالمناسبة ، جاسر اتصل بيك وقال تكلمه ضرورى اول ما تصحى .. وعادت للدخول مرة أخرى ، أغلق باقى أزرار قميصه ، والتقط هاتفه من جيب البنطال الملقى على الأرض ، وخرج للشرفة ، جلس على أحد الكراسى التى اعتاد مراقبة سارة وهى تجلس عليها دائما قبل أن يتزوجا ، واتصل به ، ... إيه ياابنى ، لحقت اوحشك ... ... تصدق أه ، على أساس أنه حب جديد ياظريف .. ... بقولك ايه ، انا لسة صاحى مفوقتش ، اخلص ... ... فى حاجة مهمة كنت عايزة اقولهالك ... ... خير .. ... سارة جمبك ... ... لأ ... ... تمام ، اسمعنى كويس بقى ... وبدأ فى سرد ما وصله من والده ، وأحمد يستمع جيدا له وهو فى قمة الهدوء ، فى هو تقريبا قد توقع كل ما يقول جاسر ، حتى ذكر اسم سارة ، تحركت كل أعصابه عند علمه بأن سارة هى من كانت المطلوبة فى هذا الاتفاق من البداية ، وقفت سارة أمام قرب باب الشرفة من الداخل ، لكنها لم تخرج ، فهى ترتدى روب الحمام ولا يصح أن تخرج فى الشرفة هكذا ، وجدته ينظر للاشئ وكأنه فى عالم آخر ، وتبدوا على ملامحه الغضب الواضح ، حتى أنه لم يسمع ندائها من المرة الأولى ، .... احمد ، أحمد ، رحت فين ... وقف واقترب من حافة باب الشرفة ، سند أحد كتفيه على الباب ، ورفع يده يتلمس بأطراف أصابعه وجهها وهو يحدث نفسه .. مين ممكن يكون عايز يخلص منك انتى بالشكل ده ، وليه ؟ يتبع" "ذكريات إمرأة. .................الفصل الاثنان والأربعين وقف واقترب من حافة باب الشرفة ، سند أحد كتفيه على الباب ، ورفع يده يتلمس بأطراف أصابعه وجهها وهو يحدث نفسه .. مين ممكن يكون عايز يخلص منك انتى بالشكل ده ، وليه ؟ اندهشت من سرحانه بهذا الشكل حتى وهو واقف أمامها ولكن ما يقلق أن وجهه ينم عن غضب واضح رفعت إحدى يديها وامسكت بيده من على وجهها وبيدها الأخرى أمسكت بذقنه وهزتها وهى تقول ... احمد ، ايه ده ، سرحان فى ايه ... ... هيكون فى ايه غير فيكى ... .. فيا أنا ، من ادامك اهو ... ... المفروض تفرحى انى مشغول بيكى على طول حتى وانتى معايا ، عشان مشوفش حد غيرك ... ... لو كنت عايز تشوف كنت شفت من زمان ، هو انا منعتك، انا مكنتش موجودة أساسا ... ... ياواد ياواثق ... ... طبعا ، يلا بقى عشان ناكل ... ... طب البسى ، هتنزلى كدة ... ... ثوانى بس ... ودخلت تجرى ، استدار أحمد وخرج للشرفة مرة أخرى ، أمسك بهاتفه واتصل بأحد الأرقام ، .. ايوة ياجاسر ، عايزك دلوقتى ، ساعة وتكون قدامى ... ... خليها ساعتين ، هجيلك على 6 كدة فى ايدى حاجة مهمة بخلصها ... ... ماشى ، هستناك. .. أنهى المكالمة واتصل بجلال ليأتيه هو الآخر على السادسة ، ... عايزك تجيلى على 6 كدة ... ... وجينا يافندم ... ... أبقى ابعت حد يجيبها ... ... تمام ، انا بعت لحضرتك ملف تشوفه ... ... اللاب تحت ، أما أنزل هشوفه ، متتأخرش ، 6 بالظبط ، وفى الفيلا التانية. .. ... حاضر يافندم ... ..................................... هشام وهيا يجلسان فى أحد المقاهى الانيقة يتحدثان ، .. انا قلتلك قبل كدة انه مش لازم نتقابل دلوقتى خالص ... ... على أساس يعنى أنه ميعرفش اللى بينا ، ما عرف خلاص ، هنخاف من ايه ... ... لأ نخاف ياهيا ، ونخاف اوى كمان ، اللى عملناه فيه مش شوية ، ومش هيسيب الموضوع يعدى على خير ، انا عارفه كويس ... ... هيعمل ايه يعنى ، إحنا ملناش علاقة بأى حاجة ، مفيش اى دليل ... ... وهو أحمد محتاج لدليل ، كفاية بس انه يعرف ويصدق ، وبعد كدة اتفرجى هيعمل ايه ... ... يعمل اللى يعمله ، ايه ، هيقتلنا مثلا ... ... متستبعدهاش ، هو إللى صمم ينتقم من علاء ابن عمتى بنفس الطريقة ، وتابع العصابة دى لحد ما عرف مكان تجمعهم كلهم ، خلص عليهم كلهم ، عملها اذاى معرفش ، وجدى ، أعصابه سايبة من وقت ما أحمد فاق من الغيبوبة ، من قلقه لأحمد يعرف التفاصيل دى ، وكله كوم واشرف لوحده كوم تانى ، خايف جدا ، ومصمم أن أحمد يموت قبل ما يفكر ينتقم ، وتبقى كملت بقى لو جدى عرف التغيير اللى احنا عملناه فى الاتفاق مع أشرف ، مش بعيد يخلص علينا بايده ... ... متقلقش ، وبعدين اتحلت اصلا ، سيب اشرف يخطط ويقتله ... ... يقتل مين ياماما ، ده احنا قدرنا عليه صدفة ، ده فى جيش دلوقتى بيحرسه ، ده مفضى كل الفلل اللى حواليه فى المجمع اللى قاعد فيه هو وسارة عشان التأمين ، تقوليلى بسيطة ... .. سارة ، سارة ، متخيلتش ابدا انى ممكن اقابلها تانى ، ولما يحصل ، الاقيها مع أحمد ، وبيحبها اوى كدة ، انا معرفش فى ايه فيها بيشد الرجالة اوى كدة ، آدم ، وأحمد ، وانت ، وأشرف ده ، ايه عاجبكم فيها ، لتانى مرة تاخد منى حد انا عايزاه ، والمرة دى مستحيل اعديها ابدا ... .. أنتى تتهدى خالص اليومين دول ، مش وقت خالص شغل النسوان ده ، لا سارة ولا غيرها ، انا اصلا بدأت اتأكد انه عرف موضوع توريدات المصانع ، المحاسبين والمشرفين بتوعه ملوا كل مكان فى المصانع دلوقتى ، بيجمعولوا بيانات عشان يشوف هيعمل ايه فى وقف المصانع ، يعنى سهل اوى انه يكون عرف ... ... وهو لو كان عرف هيسكت لحد دلوقتى ... .. يسكت ، انتى مستفذة ليه انهارضة ، ولا انتى عايشة فى دور الهبلة ولا ايه نظامك ، محسسانى انك متعرفهوش اصلا ، أحمد بيفضل يجمع معلومات ويتأكد من كل حاجة ، ويستنى الوقت الصح عشان يضرب ضربته ، بحيث انها تبقى ضربة واحدة ، متقوميش بعدها تانى ، وربنا يستر وميكونش مجهز حاجة لينا ... ...................................... كانت الساعة الخامسة والنصف ، بعدما تناول أحد طعامه مع سارة وريم ورغد ، استأذن لينهي بعض الأعمال فى مكتب الفيلا الأخرى ، اتجه لهناك بعدما طلب من سارة أن ترسل له قهوته هناك ، جلس على كرسى المكتب ، فتح اللاب وبدأ يفتح الايميلات التى أرسلها له جلال ، كانت الأوراق عبارة عن صورة لامرأة لم تتعدى الثلاثين من العمر ، وبعض البيانات عنها ، وصورة من عقد ايجار فيلا بإسمها ، والمفاجأة كانت صورة من عقد زواج عرفى من أكثر من سنة ، بين هذه الفتاة واسمها نرمين وبين جده ، صعق أحمد من هذه المعلومة ، إذن جده متزوج عرفى من فتاة تصغره بما يقارب خمسون عاما ، لكن لماذا ، لماذا يحتاج فتاة فى هذا العمر ، ولماذا سرا ، من يعترض على قرار حتى ولو زواج لسليم نورالدين ، سند ظهره للخلف يفكر ، يبدوا أن هذه الحادثة ستكشف له الكثير الذى لم يكن يعرفه ، وأكثر ما يخافه الآن هو أن يكون جده متورطا فى كل ما حدث ، عقله يخبره بذلك ، أما قلبه فيرفض التصديق تماما ، فى الوقت الذى دخلت فيه سناء بالقهوة ، كان جلال قد وصل ، وتبعه جاسر بعشر دقائق ، استمرت النقاشات بين الثلاثة عن كل معلومة وصل لها كل واحد منهم ، كان كل منهما يبدى رأيه ، إلا أحمد ، يستمع فقط خاصة إذا ذكر جده فى الموضوع وأنه صاحب المصلحة الأول فى التخلص من سارة ، وفى النهاية رسم لهم الخطوط التى سيتحرك على أساسها الجميع فى الفترة القادمة ، وبها سيتأكدون من المعلومات المتوفرة لديهم ، وفى نفس الوقت تبدأ رحلة الانتقام من الجميع ، وبالطبع هذه الدائرة تضم عائلة سارة ، وجده وهشام ، وهيا واشرف ، ومعهم العناصر الفرعية التى ضم اسمها للتحريات التى قام بها جلال مجموعته . أما سارة جلست لأكثر من ساعة فى شرفة غرفة أختها ريم ، فهى الشرفة الوحيدة التى تطل على شباك مكتب أحمد الذى يجلس فيه مع ضيوفه ، استمرت تتابع ما يفعل ، حالات غضبه وهدوءه ، حركته من آن لآخر ، تابعت كل ما يؤكد لها انه يوجد شئ غير طبيعى يحدث ، وهى لا تعلم عنه شيئ، المهم بعد انتهاء جلستهم ، خرج جاسر وحده وبعدها بدقائق خرج جلال ووقف بجانب السيارة وكأنه ينتظر شيئا، واتجه أحمد للفيلا ، قامت سارة وخرجت من الغرفة لتستقبله ، كان قد سبقها ودخل الغرفة وبدأ يغير ملابسه ، ... أنت خارج ولا ايه ؟ ... ايوة ياحبيبتى مش هتأخر .... .. بس احنا اتفقنا انك مش هتخرج ... ... أظن انى اثبتلك عملى أن انا كويس اوى ، ولا ايه .. ابتسمت سارة له ردا على تلميحه ، لكنها كانت ابتسامة صفراء بدون اى معنى ، وبالطبع لم يكن غافل عن ذلك ، لكنه لم يعلق ، فعقله الآن مملوء بما يكفيه ، استدار ليلقط جاكت بدلته ، فقالت له ... هو فى ايه ياأحمد ... تجمد جسده لثانية كرد فعل على سؤالها ، هى قلقة وهو متأكد من ذلك ، ودون أن يستدير رد عليها، ... فى ايه فى ايه ياسارة ... ... إيه اللى بيحصل ومش عايز تقوللى عليه .... ... مفيش حاجة ياماما ، كل حاجة تمام متقلقيش ، ساعتين بالكتير وهكون هنا ، سلام ... قبلها من جبهتها وخرج دون أن يلتفت مرة أخرى ، هى تفهمه دائما وستفهمه ، وهو لا يريد أن يزيد قلقها وحيرتها أكثر من ذلك ، ركب السيارة وبإشارة أمر السائق أن ينطلق حتى يهرب من نظرتها وهى تتابع خروجه الشرفة . كانت الساعة قد تعدت الثامنة ، قال أحمد وهى يقرأ بعض التقارير التى أرسلها له المراقبون الذين ارسلهم فى أماكن معينة فى المصانع الجديدة والمنتجع ، .. ابعت حد للمطار يستنى جينا ، ويوصلها للاوتيل ، و يبلغها انها ترتاح الليلادى وتجيلى بكرة على مقر المجموعة ، ولو عندها وقت تراجع الملف ده كويس ، عشان هنتكلم فيه بكرة . ... حاضر يافندم ... اتصل بأحد السيارات الثلاث السائرة خلف سيارتهم ، توقفت السيارات وتم تسليم الملف واتجهت السيارة فورا صوب المطار ، وأكملت باقى السيارات طريقها ، وفى فيلا على أطراف المدينة ، وصلت السيارات الثلاث ووقفوا أمام الباب ، تأهب الأمن الواقف على باب الفيلا منتظرين من سيترحل من السيارة ، فتح أحمد الباب ونزل منه وأشار للأمن الواقف على الباب ليفتحوه ، اضطرب الواقفين فور رؤيته ، وبالفعل تم فتح الباب ، انا فى الدور العلوى من نفس الفيلا ، دخلت نرمين على الجد لتوقظه ... سليم ، سليم ، اصحى ... . فيه ايه يانرمين ؟ ... أمن البوابة اتصل وبيقول أن أحمد نور الدين برة والأمن فتحله. .. انتفض سليم من رقدته وهو يقول ..، ايه ، أحمد ، هنا ... قام من على السرير بسرعة ووقف فى الشباك ، كانت سيارة أحمد قد دخلت الفيلا ، ومنع الامن باقى السيارات من الدخول ، ترجل أحمد من السيارة ، فى حين أن الجد يقف قبالته فى الشباك ، تعلقت عين كل منهما بالآخر لوقت طويل ، حتى ابتسم أحمد ابتسامة انتصار مع سخرية بجانب فمه ، وتوجه لباب مبنى الفيلا ، أما الجد فعلى وقفته ، ووضع كلتا يديه على حافة الشباك وهو لا يصدق أن أحمد بدأ يتوغل فى حياته بهذا الشكل ، معنى ذلك أنه يتابعه ، وما يقلق حقا أن يكون علم ما هو أكثر من ذلك . يتبع ..."
"ذكريات إمرأة ........... الفصل الأربعون .... أذيك ياجاسر ... .... عامل ايه وأخبارك ايه ... ... يهمك اخبارى اوى ، انا خارج من المستشفى من 3 أيام ،سألت عنى فيهم ... ... منا بكلمك كل يوم ياابنى ... ... وانت شايف ان ده كفاية يعنى ... ... أنا قلت اسيبك ترتاح شوية وبعدين انت تقريبا عريس جديد ، يعنى مش محتاج إزعاج دلوقتى ... ... ياسلام ، على أساس أنى فى شهر عسل ، مش لسة خارج من المستشفى ، وكمان العروسة دكتورة ، يعنى مجننانى ... من كلمات بسيطة من أحمد ،فهم جاسر ما يدور بينهما الآن ، فرغما عنه كان يسيطر عليه فكرة ما يدور بينهما منذ خرج أحمد من المستشفى ، وبالطبع تجنب زيارة أحمد فى بيت سارة كان عن عمد منه ، غير أن أحمد ذكى جدا وهم سويا منذ سنين ، فمن المتوقع أن يفهمه أحمد حتى من النظرة الأولى . ... بقولك ايه ، تعالى نخرج ، اصلى مخنوق من الحبسة دى ، وكان فى حاجة بفكر فيها عايزك تعملهالى ... كانت سارة تجلس مع رغد وريم فى الحديقة عندما رأتهم يخرجون ، أشارت له بمعنى إلى أين أنت ذاهب ، فأشار لها بيده بإتجاه بيته المجاور ، رغم ضيقها من مجرد خروجه إلا أنها لم تعترض ، فهى تعلم أنه من المستحيل استمرار وجوده فى المنزل دون خروج نهائى ، انتفض الحرس الموجود حول الفيلا من كل اتجاه فور رؤيته ، خرجوا من باب فيلتها ودخلوا من باب فيلته المجاور ، أخرج تيليفونه عندما تأكد انه بمنأى عن رؤية سارة ، اتصل بجلال وطلب منه أن يوافيه الآن فى فيلته وأكد عليه أن يدخل الفيلا دون أن تراه سارة أو حتى اى شخص من الفيلا الأخرى ، ابتسم جاسر من فعلته هذه وقال بسخرية ... الخوف سيد الأخلاق برده ، انت كدة فعلا بقيت راجل متجوز وكمان خايف من مراتك ههههههههههه ... ... بس ياظريف ، كل الحكاية انها بقت تزعل من قلة اهتمامى بنفسى بعد خروحى مت المستشفى وبصراحة مبقتش أتحمل زعلها .... ... تفتكر الحب اللى من النوع ده بيستمر ياأحمد ... ... هو انا مش عارف نوع ايه اللى انت بتتكلم عنه ، بس اللى انا متأكد منه أن اللى بينى وبين سارة كبير اوى ومش سهل يروح بسهولة ... ... على رأيك ، ده وصل للدم ... .... تقصد ايه ، انت عرفت حاجة جديدة ... ... مش بالظبط ، بس بدأت أشك بجد أن هم اللى عملوها ... ... أنا كنت شاكك زيك كدة فى الاول لكن الحكاية طلعت أكبر من كدة بكتير ... ... ليه ، فى ايه ؟ ... بعدين هقولك ، أما اتأكد الأول ، المهم , عايزك تبدأ تظبط الفيلتين ، هتشيل السور اللى فى النص ده وتعملها فيلا واحدة ... .. هتهد يعنى ، ما تسيبها كدة ، على الأقل بتهرب فيها. .. ... مش بقولك انت ظريف انهارضة ، انت هتسيب كل حاجة زى ما هى ، بس عايز اللى يدخلها يقول إنها بيت واحد ... ... يعنى اللعب هيبقى فى السور والجنينة بس ... ... تمام ... ... وانت قلت لسارة الكلام ده ... ... أفندم ، نفذ ياجاسر من غير رغى ... لا يعلم أحمد لماذا استفذه سؤال جاسر عن سؤال سارة فى تنفيذ شئ ، خرج جاسر من عند أحمد دون أن يرى سارة أو يسلم عليها فقط لمحة من بعيد عندما كانت تشير لأحمد وأشارت له هو الآخر كسلام عابر ، وقد رفض هو ذلك ، شيئا ما بداخله يدعوه لرؤيتها والحديث معها ، ولا يستطيع المقاومة ، خرج من باب فيلا أحمد واتجه عائدا لفيلتها ، كانت الفتيات قد خرجن للجامعة ، وقف باص الحضانة أمام باب البيت ، خرجت مع نور لتوصله للباص ، انتظر قريبا منها دون أن تراه حتى تحرك الباص بعيدا ، استدارت لتدخل وجدته يتطلع لها مبتسما ، اقتربت منه وهى غافلة عن احمد الواقف فى الشرفة خلف الستائر يتابع الموقف بأكمله ، وترك الموقف يساير نفسه ، فجاسر مهما أن كان ابن عمها ، والشخص الأفضل الوحيد الباقى من عائلتها ، فيجب إلا يحرمها من وجوده إلا لأسباب وجيهة جدا ، وليس من أجل الغيرة فقط ، غير أنه يثق فيها جدا ويثق فيه هو الآخر ، فليترك الأمور لمائالها الطبيعى . ... ازييك ياسارة ... ... الحمد لله ، ازييك انت ياجاسر ... ... تمام ، معلش اتأخرت عليكم ، عاملة ايه مع أحمد ، مجننك طبعا ... ... بصراحة أه ، بس اهى ماشية ... ...متفتكريش انك هتقدرى تقعديه فى البيت كدة من غير شغل ، كويس انه مهتم ومقدر كلامك وبينفذه ، خليكى وسطية ، شوية كدة وشوية كدة ... ... ربنا يسهل ... .. ربنا معاكى ويقدرك عليه ... ...يارب ، عمى أخباره ايه ... ... الحمد لله ، تمام ، انا همشى بقى ، عايزة حاجة ... ... متشكرة اوى ، وسلملى على عمى ... ... إن شاء الله ، سلام ... ... مع السلامة ياجاسر ... وقفت لثوانى تفكر ، هل تذهب لأحمد أم تتركه يعود وحده عندما يريد ، ورجحت الخيار الثانى عملا بنصيحة جاسر ، المهم انه قريب ولا يرهق نفسه أكثر من اللازم ، وعادت للمنزل . تبعها أحمد بعينيه إلى أن دخلت ثم التفت فوجد جلال واقفا خلفه ، ... أنت هنا من امتى ... ... دقيقتين مش اكتر ، بس لقيت حضرتك مشغول فاستنيت .... تحرك أحمد متجها لكرسى مكتبه وجلس عليه ، ... جينا هتوصل امتى .... ... طيارة 8 ... ... أول ما توصل هاتهالى هنا ... ... حاضر يافندم ... ... اقعد ياجلال ... .. شكرا يافندم ... تقدم جلال من أحد كراسى المكتب مقابلا لأحمد وجلس عليه . ... ها ، وصلت لإيه ... ... اللى بلغت حضرتك بيه بالتيليفون ، بس فى اسم كنت عايزة أسأل حضرتك عنه .. ... مين ؟ ... أشرف السعدنى ... ... معتقدش انى أعرفه ، مين ده ، وايه دخله بالموضوع ... ... ده مجرم معروف ، بس متقبضش عليه خالص وملوش اى سجل ، أسهل حاجة عنده الدم ، مخدرات وسلاح وكل حاجة تتخيلها ، أشرف السعدنى ده اسم شهرة ، الاسم بالتفصيل أشرف فؤاد محمد السعدنى ، ده اللى موجود فى شركة الطيران ... ... ما تخلص ياجلال ، هات من الآخر ، ... ... حاضر يافندم ، الشخص ده كان يعرف الولد اللى نفذ ضرب النار ، وفى معلومة بتقول أن هو إللى مشغله اصلا ، وممكن يكون هو إللى قتله .... .... أنا مش فاهم حاجة ، هو مين يعنى وايه دخله باللى احنا فيه ... .... لحد دلوقتى ملوش اى دخل لكن أعتقد أن حضرتك محتاج توجه السؤال لمدام سارة ... ... سارة ، وهى تعرفه منين ... .... لما بحثنا عنه فى قاعدة البيانات اللى عندنا ، الاسم طابق تماما اسم زوجها اللى مات مع كل البيانات المتعلقة بيه ، أعتقد أنه أخوه ، فممكن تكون تعرف حاجة تفيدنا فى الموضوع ده ، لكن مفيش فى أيدينا اى خيط نمشى عليه فى الوقت الحالى ... ... طيب ياجلال ، هشوف الموضوع ده وابقى أرد عليك ، فى عندك ايه تانى ... ... بالنسبة لموضوع العيلة إياها. .. ... مالهم ... .. أعتقد أن الصورة بالنسبالهم دلوقتى واضحة ، شخص معين ساعدهم بفلوس كتير جدا لدرجة أنها وقفتهم من تانى ، ورجعوا كل حاجة حضرتك اتصرفت فيها ... ... أنت دخلت بينهم اذاى ؟ ... واحد من العمال اللى بيشتغلوا عندهم ، ومن عيليتهم بردوا بس فرع بعيد شوية ... ... مهو مش هديك معلومات كفاية انا عايز اكتر من كدة ... ... واضح ان الموضوع محتاج وقت اكتر ... ... للأسف ، بس برده لازم نشتغل على الموضوع ، مع شوية تأنى هنوصل ، شوف العامل اللى انت بتتكلم عنه ده ، هيكون مفتاحك للدخول فى العيلة ، بس مش هو بنفسه ، هو عايش فى وسطهم ، يعنى يقدر يعرفلك مين فيهم ممكن تشتريه ويجبلك اللى انت عايزه ، وخللى العامل ده همزة الوصل ، وابعد عن الصورة تماما انت ورجالتك ، واضح ان فى الوقت كل الناس واخده احتياطها لأن الكل متوقع انى مش هعدى الموضوع بسهولة ، عشان كدة عايز الكل يهدوا كدة وبعدها نتصرف .... ... فهمت حضرتك ... ... كويس ، بس برده تفضل شغال وحاول تدارى نفسك انت ورجالتك .... ... تمام يافندم ... ... عملت ايه فى المجموعة ... ... كل اللى حضرتك طلبته اتنفذ بالحرف وطبعا الكل متراقب حتى التيليفونات والبيوت ، وقصر نورالدين ومكتب سليم باشا فى المجموعة وفى البيت وأوضة نومه كمان ، ومدام هيا ووالدها ... ... كويس اوى ، هما اللى جابوا كل ده لنفسهم، أى جديد بلغنى بيه ... ... حاضر يافندم ... ... مقولتليش عملت ايه مع سارة ... ... زى ما حضرتك طلبت ، متابعة من غير ما هى تعرف ، والبنات ، عربية ورا كل واحدة فيهم ، حتى لما بيدخلوا الجامعة ، الأمن بيدخل وراهم ، وعربية بتطلع ورا باص نور ، لحد المدرسة ، وتفضل لحد ما يخرج وتمشى ورا الباص تانى لحد البيت ... ... تمام ، خد بالك كويس من سارة ياجلال ، فاهم ولا لأ ... ... فاهم طبعا يافندم ... ... اتفضل انت ومتنساش جينا .... ... حاضر ، بعد إذن حضرتك ... ............................................ دخل أحمد غرفتها ، وجدها تردى ملابسها تستعد للخروج ، ... يعنى انتى بتحبسينى هنا ، وهتخرجى انتى ... ... وهو انا عارفة أحبسك اصلا ، ما انت بتعمل اللى انت عايزه اهو ، وبعدين انا مش هتأخر ساعتين ، هروح بس المركز ، هبص على الشغل وامضى شوية أوراق ، وفى جهازين اتركبوا امبارح ، عايزة اشوفهم ، وهتلاقينى قدامك ... وانحنت على وجهه قبلته ، ثم وقفت أمام المرآه لتكمل آخر لمسات حجابها ، سألها ... مين أشرف السعدنى ياسارة ... تجمدت تماما وهى على وضعها لثوانى مرت كالدهر وهو يراقب رد فعلها بعد سماع الاسم . استدارت له وقد شحب وجهها وزاغت عينيها وكأنها سمعت شيئا أصابها بالرعب ، وقالت بتردد ... ماله ؟ انت تعرفه ؟ ... أنا اللى بسألك ، مين هو ؟ جلست على الكرسى المجاور لها ، فلم تعد قادرة على الوقوف ، ... هو إللى ضرب النار عليك فى الحفلة ... أصابه سؤالها بالقلق الفعلى وأكد له انها تعرف هذا الشخص جيدا ، ... إيه اللى خلاكى تقولى كدة ، تعرفيه منين ياسارة ، ما تنطقى ... ... يبقى أخو جوزك ... ... جوزك ؟! ... أقصد جوزى اللى مات ، أرجوك ياأحمد ، أبعد عنه ، ده مجرم .... ... مش عارف ليه حاسس أن الموضوع بالنسبالك أكبر من كدة ... انخفضت عين سارة فى الأرض وكأنه يحزنها ما تذكر ، ... عماد اتقتل قدام باب الفيلا وهو خارج ، ناس بعربية ، ضربوا عليه نار برشاش آلى وجريوا ، مات هو والسواق ، بعد ما القضية خلصت واتئيدت ضد مجهول ، كنا بنخلص الميراث ، فجأة لقيتوا طلعلى ومعرفش منين ، ومصمم ياخد كل حاجة وبيقول انه شريكه فى كل شغله وانه كمان مديونله ، فضل يدايقنى جدا لدرجة أنه خطف نور وهو صغير ، واضطريت أوافق على كل اللى هو عايزه ، ومضيتله على كل حاجة ، وقبل ما يسلملى نور ، قاللى أنه هو إللى قتل عماد ، وكان بيقولها كأنه بيتباهى بيها ، لأنه صمم ينهى الشغل اللى بينهم ، وبيقول انا وابنى السبب فى ده ... كانت ضربات قلبها تتصارع مع كل كلمة قالتها وكل ذكرى عادت لعقلها بكل إحساس عاشته معها ، وهو صامت تماما ومتابع بكل حواسه كل كلمة قالتها ، حاولت تمالك نفسها ثم تابعت ، ... وخلص الحوار وقتها أو على الأقل انا افتكرت كدة ، واللى انقذنى الفلوس اللى شالها عماد بعيد عن البنوك وعرفنى مكانها عشان لو جراله حاجة ، كأنه كان عارف اللى هيحصل ، وبدأت بعدها ارتاح وانسى لحد من تلات سنين فاتوا ، كنت بخلص أوراق أجهزة تخدير فى ألمانيا ، لمركزين بينتهم مع بعض ، وكانت اول مرة اقابل فيها هشام ، وقف معايا وخلصلى الاجهزة والورق وكل حاجة ، لكن فجأة لقيت اشرف قدامى ، وبدأ يدايقنى ويهددنى من أول وجديد ، بس المرة دى مكانش عايز فلوس ، كان عايزنى انا ، وعلى حد كلامه القذر ، عايز يدوق الست اللى قدرت تخللى عماد السعدنى يوقف شغله عشانها ، وياترى هى طعمها مختلف ولا زييها زى غيرها .... سكتت فجأة وقد بدأت الدموع تخونها وتملأ مقلتيها دون هبوط ، لكن أحمد لم يطق الانتظار ، أراد أن يعرف ما حدث ، فقال بنفاذ صبر .. وبعدين ، ايه اللى حصل ... يتبع" "ذكريات إمرأة ..........الفصل الواحد والأربعين ... وخلص الحوار وقتها أو على الأقل انا افتكرت كدة ، واللى انقذنى الفلوس اللى شالها عماد بعيد عن البنوك وعرفنى مكانها عشان لو جراله حاجة ، كأنه كان عارف اللى هيحصل ، وبدأت بعدها ارتاح وانسى لحد من تلات سنين فاتوا ، كنت بخلص أوراق أجهزة تخدير فى ألمانيا ، لمركزين بينتهم مع بعض ، وكانت اول مرة اقابل فيها هشام ، وقف معايا وخلصلى الاجهزة والورق وكل حاجة ، لكن فجأة لقيت اشرف قدامى ، وبدأ يدايقنى ويهددنى من أول وجديد ، بس المرة دى مكانش عايز فلوس ، كان عايزنى انا ، وعلى حد كلامه القذر ، عايز يدوق الست اللى قدرت تخللى عماد السعدنى يوقف شغله عشانها ، وياترى هى طعمها مختلف ولا زييها زى غيرها .... سكتت فجأة وقد بدأت الدموع تخونها وتملأ مقلتيها دون هبوط ، لكن أحمد لم يطق الانتظار ، أراد أن يعرف ما حدث ، فقال بنفاذ صبر .. وبعدين ، ايه اللى حصل ... تنهدت و ابتلعت ريقها وهى مغمضة العينين د ثم فتحت وقالت دون أن تنظر له : ...كان المفروض انى هتعشى مع هشام فى مطعم الاوتيل اللى انا نازلة فيه ، كان قبل رجوعى مصر بيومين ، بس بعد ما قابلت أشرف ، حجزت على طيارة فى نفس الليلة ، ليلتها النوم غلبنى ، مكنتش نمت من يومين ، هشام رن على تيليفون الاوضة كتير ومسمعتش التيليفون خالص ، غير على آخر رنة ، بصيت فى الساعة لقيتها 8 ونص وانا ميعادى معاه 8 ، لسة هرفع السماعة ، لقيت اشرف قدامى ، دخل اذاى وامتى معرفش ، كان جاى وناوى ينفذ اللى هو عايزه ، فى لحظة ، حتى ملحقتش اصوت ، لقيته على السرير جمبى ، وايده سادة بقى (فم ) عشان مصوتش ، قال كلمتين مش كويسين ، وبدأ يشد فى بيحامتى لحد ما قطعها ، وقرب منى بنفسه المقرف ده ، بدأت أيده تفك عن بقى ، عضيته وصوت ، وجيت اتحرك وقعت من على حرف السرير .... ثم سكتت مرة أخرى ، وكان أحمد يستمع لها وعينيه تنضح بشرار الغضب ويده تتكور حتى ظهر بياض مفاصل أصابعه ... انطقى ياسارة ... تمالكت وأكملت .... قام يلحقنى ، فجأة لقى هشام واقف بينى وبينه ، وأنا ما صدقت اول ما شوفته ، جريت واستخبيت وراه ، مش عايزة اقولك اول ما شاف هشام كان عامل اذاى ، زى ما يكون شاف شبح قدامه ، تنح ومتحركش ، وفجأة انسحب وخرج يجرى ، انا مفهمتش رد فعل أشرف وقتها وليه خاف من هشام كدة ، وهشام مقاليش تفاصيل ، كل اللى قاله انه طبيعى لما يكون واحد بيعمل حاجة زى كدة شاف حد ، طبيعى هيجرى ، وأنا طبعا مقتنعتش بالكلام ده ، اللى كان يهمنى وقتها انى ارجع مصر فورا ، وفعلا سافرت ليلتها الساعة 2 ، كنت خايفة اوى ، سافرت حتى من غير ما أقول لهشام ... فجأة ارتعبت من صوت أحمد المفاجيء والعالى وهو يقول ، ... هشام ، هشام ، بطلى تكررى الاسم قدامى ... ثم وضع وجهه بين كفيه ، لم تعلم سارة هل غضبه أثر على قلبه ، هل هو مرهق ، ولم تفهم فى البداية سبب غضبه المفاجئ من تكرار اسم هشام منها ، اقتربت منه وجلست بجانبه على حافة السرير ، وقالت بصوت مختنق بالبكاء ... أرجوك قول حاجة ، متسكتش كدة ... رد عليها ومازال يغطى وجهه بكفيه ، واستمع لردها وهو على وضعه ، ... إيه اللى حصل بعد كدة ... ... ولا حاجة ، من وقتها مشفتش أشرف تانى ، ومعرفتش إلا من فترة قصيرة ليه أشرف خاف من هه ، هشام .. وتردد وهى تنطق الاسم حتى لا تغضبه أكثر ، ... حد قاللى أن معظم وسط العصابات والمافيا بيهابوا عيلة نورالدين جدا ، لأن كان فى عصابة معروفة قتلت واحد من عيلة نورالدين ، وفجأة العصابة دى اتقتلت كلها من أكبر واحد لأصغر واحد ، واتشهر اوى أن ده كان انتقام عيلة نورالدين لابنهم اللى اتقتل ، فالكل بيعملهم حساب ... ... علاء ... ... أنا معرفش اسمه ، اللى قاللى على الموضوع ده ، مقالش اى أسماء ، قاللى الحكاية بس ... طال وضعه هكذا ، فمدت يدها ورفعت رأسه وقبل أن يلتفت لها ، فاجأها بسؤاله ... فى ايه تانى معرفوش عن حياتك ياسارة ؟ إن كانت قد فاجأها بسؤاله ، فقد صعقه اجابتها وهى تقول ، ... كتير اوى ياأحمد ، انت متعرفش حاجة اصلا ... التفت لها وهو لا يصدق ما قالته للتو ، أمائت برأسها لتؤكد ما قالته ، واتبعته بقولها .. أنت قولتلى انك عرفت عنى كل حاجة ، ومصدقتكش ، لأن مستحيل تكون عرفت فعلا ، انا واحدة أبوها كان اومارتى بتاع كاس ، باعها لتاجر مخدرات وسلاح قصاد دين قمار ، وهى مش فى مصر اصلا ، راجل أكبر منها بعشرين سنة ، اشتراها من غير ما يشوفها اصلا ، اذاها وبهدلها ، ولما اتقتل ، سابها لأهله كملوا عليها ، ولقت نفسها مع أم مريضة بالسرطان واختين بنات مراهقين ميعرفوش حاجة فى دنيتهم وطفل عنده سنة ، تخيل بقى اللى حصل طول السنين دى ، وجاى تقوللى ايه اللى حصلك تانى وانا معرفوش ، انت ممكن تتخيل لوحدك ايه اللى حصلى ... كانت تشهق مع كل كلمة تقولها ودموعها انسابت كسيل على وجهها ، أشفق عليها من الوجع الذى تشعر به ، يكفيه أن صغيرته وحبيبته وزوجته ، تحكى له عن محاولة اغتصابها من رجل سئ ، والأسوأ انقاذها من رجل غيره ، كل كلمة ألمته وكأنه شاهد على ما حدث وعاجز عن القرب منها وحمايتها ، اشعره كلامها انه قصر فى حقها واهمل حمايتها لسنين طويلة ذاقت فيها كافة أنواع العذاب بعيدا عنه . مد يده واحتوى وجهها بكفيه وقبلها من رأسها ، ثم قال ... سامحينى ، انا اللى سبتك طول السنين دى لوحدك ، واوعدك مفيش مخلوق هيمس شعرة منك تانى ... وضعت يديها على كفيه وهو مازال محتضنا لوجهها وقالت ... توعدنى ! توعدنى بإيه ، انت عارف مجرد وجودك عمل فيا ايه ، انا كنت مفتقدة تماما لاحساس الأمان ، الخوف كان خلاص عشش جوايا ، خوف من الماضى والمستقبل والأيام والناس ، خوف على اخواتى وعلى ابنى ، مجرد وجودك مسح كل ده ، نسيت الخوف ده كأنى معشتوش اصلا ، انا كنت بموت فى كل لحظة وانت فى المستشفى ، مكنتش متخيلة انك بعد ما رجعتلى هتروح منى تانى ، بقالى 3 أيام بصحى فى نص الليل مفزوعة ، خايفة يكون وجودك جمبى ، فى سريرى وفى حضنى ، مجرد حلم بحلمه ، أفضل ابصلك وانت نايم جمبى لحد ما انام تانى ، انا مبقتش عايزة غيرك من الدنيا كلها .... فقد تماما قدرته على الاحتمال ومنع نفسه عنها بعد كل ما قالته ، إنها امرأته وحبيبته واشهى امرأة أرادها منذ فتحت مداركه على النساء ، وهى الآن تخبره بكلام أن قيل لرجل بقلب من فولاذ ، للان قلبه وانحنى أمامها ، فلتذهب صحته وجراحته للجحيم ، انقض على شفتيها ، يلثم من شهدهما الذى لم ينساه ابدا رغم تعدد ما لثم من شفاه النساء ، دار بشفتيه على وجهها بأكمله وهو يشد حجابها الذى لم تكن قد ثبتته بعد ، فك رباط شعرها لينسدل على ظهرها ، امتدت يده لتعبث بباقى ملابسها لتزيلها عنها ، أما هى فقد تهدمت كل الحصون والقلاع التى بنتها لتحميه من رغبته ورغبتها فيه ، تهدمت تحت أثر لمساته الخبيرة لجسدها ، استلقت على ظهرها وهو يعلوها يزيقها ما حرمت منه لسنين تحت وطأة ذكرياته التى عاشتها فى قلبها ، وكلما تأوهت بإسمه ، كلما زادها حبا قد تمناه كل منهما منذ الفراق اللعين بينهما ، انتهيا ولم تنتهى رغبة كل منهما فى الآخر ، انتهيا وقد زاد العشق فى قلبيهما ، انتهيا ليتأكد كل منهما انه على حق فى انتظار الآخر لسنين ، ضمها بين زراعيه وكأنه يحميها ويمنعها من الابتعاد ، ضمها وهو يقسم بينه وبين نفسه أنه سيقتل من يقترب منها مجددا ، وأنه لن يترك مخلوق قد اذاها إلا ويعيد حقها منه ، ولو بعد سنين . ............................................... كان حمدى ، عم سارة ، فى اتجاهه للخارج للمرور على أرضه ، وملاحظة المزارعين ، قبل أن يصل لباب حديقة البيت الصغيرة ، رأى أخوه سعيد قادم ، استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، فأخوه لا يأتيه إلا فى المصائب ، اقترب منه سعيد وقال بلهجتهم الصعيدية : ... كويس انى لحجتك ياخوى جبل ما تخرج .... ... مجيتك بالخير ياسعيد ... ... خير ياخوى ، الحاج باعتنى لأجل اجيبك لعنده ... ... ليه ، حصل ايه تانى ... ... والله معرفش ، هو بعتنى وانا جيت ... ... روح وأنا هحصلك. .. .... لا ، جاللى مجيش من غيرك ... تنهد الحاج حمدى بغضب ، فماعاد يريد التدخل لهذه العائلة الدامية فى شئ ، فالبعد عنهم غنيمة ركب معه الكارتة وتوجه به صوب منزل العائلة الكبير ، كان عبد الهادى والد حمدى وسعيد وجد سارة ، رجل قد أخذ الشيب منه مكانه ، ممتلئ البنية ، لا يتحرك كثيرا . ... سلام عليكو يابوى .... ... وينك ياحمدى ، من سبوع ما ريتك ... ... هنا يابوى ، هروح فين يعنى ... ... كبرت على ابوك ولا حزنت ... ... ربنا يديك الصحة يابوى ... ... ولدك وصل ولا لسة ... ... ولدى مين ؟ ... جاسر ، جالولى انه هياجى انهارضة ... ... جه عشية متأخر وسافر من ساعتين ... ... كمان ، يبجى ويسافر من غير ما يسلم على جده ... ... معلهش يابوى ، هو بس كان مشغول ، وجه طل على أمه بس عشان عيانة ومشى طوالى ... ... وانت ساكت عليه ليه ، مشوفتلوش بنية جوزتهاله عشان يرسى ليه ... ... بخطره يابوى ، مهواش عاوز ، بس هو ده اللى انت باعتلى عشانه ... ... كنت عايزك انت وولدك عشان اعرف منكم اللى ناوى عليه جوز بت دولت ... .. معرفش عنه حاجة ، ولا جاسر يعرف ... ... ليه ، ولدك مش صاحبه وكان معاه فى المستشفى يوم بيوم ، وبيروحله بينه ، وبيزور بت عمه ... ... ايوة يابوى ، بس لو حتى ولد نورالدين ناوى على حاجة هيجولها لجاسر وهو عارف انه ولدنا ، مظنيش يابوى ... ... بتلعب بيا ياحمدى ، فاكر انك اكدة هتحميها منى ... ... ربنا هو الحامى يابوى ، ولو فى حد ربنا صخره عشان يحميها هيكون جوزها ، وأظن انت عارف هو مين ومجرب أفعاله مليح ، وانتوا أحرار مع بعض ، طلعنى انا وولدى من الموضوع ده كلياته ، ملناش صالح بيكم ، طريقكم بجى كله ده ، وأخرتها هتكون خراب على الكل ، وانت عارف أكده زين ... ... أكده ياحمدى ... .. اتجى الله يابوى ، ومعنديش كلام تانى ، سلامو عليكم ... ... استنى ياحمدى ، مش جلت اللى عندك ، يبجى تجف وتسمعنى انى كمان للأخر ... ... خير يابوى ... ... أنا مهاجولشى انى نويت على جتل ولد نورالدين وجبضت التمن ، بس الاتفاج مكانش عليه هو ، كان على بت اخوك ... ... إيه ، بتجول ايه يابوى ... ... بجول اللى حوصل ، واللى اتفج معانا ،انى معرفوش ، جالنا منه مرسال ، بس كان ناوى يدفع اى تمن وبت محمد تموت ، إحنا نوينا وجهزنا ، لمن على جتله هو ، عشان هو إللى حماها ، وبعد كدة نستفرد بيها براحتنا ... ... وضربتوه بالنار ... ... لاه ، محصلشى ، حد تانى اللى ضرب النار مش ولدنا ، حد تانى كان متربصله وسبجنا. .. ... عايز تجول أن كان فى حد تانى عايزه يموت ... ... إيوة ياولدى ، صدجنى... ... مش بالساهل يابوى ، مش بالساهل أصدقك ، يمكن تكون بتجول أكده لما عرفت انه نجا منها وأنه مهيعدهاش إلا لما ياخد بتاره. ... ... يمين بالله هو ده اللى حوصل ياولدى ... ... والمفروض انى اصدج يمينك كمان ، إحمد ربك يابوى انها جت لحد اكدة وربنا يستر من اللى ناويه ولد نورالدين ، انا عارف انك بتحوللى اكدة عشان الكلام ده يوصله ، وهوصله يابوى ، وانتوا حربين مع بعض ، انا ماشى ... ... مع السلامة ياولدى ... بعدما خرج حمدى ، دخل سعيد لوالده وقد تعمد عدم حضور اللقاء بينهما ، ... جلتله يابوى ... ... اييوة وأما نشوف هيصدقه ولا لاه ، وهيبعت يجولهوله ولا لاه ... ... وتفتكر أن واد نورالدين هيصدج ... ... هنشوف ياسعيد ... .............................. بعد خروج الحاج حمدى من عند والده ، اتصل بجاسر وحكى له ما قاله له جده ، ... وانت مقتنع بالكلام ده ياحاج ... ... والله منا عارف ياولدى ، من وجت ما خرجت من عنده وانا بفكر ، سواعى اجول لنفسى انه بيكدب عشان خايف من انتجام أحمد منه ومن العيلة كلتها ، وسواعى تانية اجول انه بيجول الحق عشان يرضينى ويرضيك وبرديكى يبعد عن شر ولد نورالدين ... ... هو اصلا عارف ومتأكد انك هتقوللى ، وأنا هقول لأحمد ، يعنى ممكن يكون متعمد يقولك اصلا ... ..كنها اكده ياولدى ، وأنا بجولك اصلا عشان تجوله ، وهو يشوف هيعمل ايه .. ... ماشى ياحاج ، هشوف هعمل ايه وهرد عليك ... ... خد بالك من نفسك الله يرضى عليك ياولدى ... ...متقلقش ياحاج ، انا فى حالى ... ... ربنا معاك ياولدى ... أغلق جاسر الخط مع والده ، وسند ظهره لكرسى مكتبه وأخذ يفكر فيما سيفعله ، هل يخبر أحمد بما قيل له أم يصمت نهائيا ، أم ينتظر الوقت المناسب ، على الاقل حتى يسترد أحمد عافيته، حسم أمره وقرر ما سيفعله، وامسك بهاتفه ليتصل بأحدهم . .............................. استيقظت سارة بين يدى زوجها ، تلمست وجهه بأصابعها وهى تتأمله ، وابتسمت بخجل عندما تذكرت فى لحظة ماحدث منذ ساعات قليلة ، لتتذكر فجأة انه من المفترض أن يمنع مما حدث حتى أسبوع قادم على الأقل ، تابعت انفاسه المنتظمة ، وشكله الدال على أنه نائم وبحالة جيدة ، اطمئنت انه بخير . رفعت عينيها للساعة المعلقة ، وجدتها قد وصلت للثالثة والربع عصرا ، اندهشت انها قد نامت مل هذا الوقت ، لكنها ألقت نظرة على النائم بجانبها وهى مبتسمة ، فهو السبب فى هدوء نفسها الذى اوصلها لأن تنام وهى مرتاحة البال ، انسحبت من على السرير بهدوء ، التقطت روبها وارتدته ، مشطت شعرها أمام المرآه ، خرجت وأغلقت الباب بهدوء ، نزلت السلم وهى تنادى على سناء ، ردت عليها سهام ... ايوة يادكتورة ... ... أنتى جيتى امتى ياسهام ... ... من ساعة ، مش حضرتك قولتيلى اجى على ميعاد وصول نور .. ... فعلا ، هو جه ؟ .. ايوة يافندم ، واتغدى ونام ... ... كويس ، محدش من البنات جه ... ... لأ يافندم ... ... وسناء فين ... ... راحت السوق تجيب شوية حاجات ناقصة ... ... أما تيجى قوليلها تجهز الغدا ... ... هو جاهز يادكتورة ، يادوب هيتحط على السفرة ... ... طب حطيه لو سمحتى ... ... حاضر .... صعدت للغرفة مرة أخرى بدون أن تصدر صوت ، أخذت هاتفها من حقيبتها وخرجت مرة أخرى ، اتصلت بريم ، فلم ترد ، ورغد أيضا ، بعدها بدقائق ، وصلتها رسالة من ريم تخبرها انها فى محاضرة ولن تستطيع الرد عليها ، ورغد أيضا ، وأنهما ستعودان على الخامسة ، اطمئنت عليهما وقبل أن تضع الهاتف رن باسم جاسر ، ... السلام عليكم ... ... عليكم السلام ، ازييك ياسارة ... ... الحمد لله ... ... هو أحمد فين ... ... نايم ، هو فى حاجة ولا ايه ... ..، لا ابدا ، اما كنت معاه الصبح نسيت اسأله الدكتور قال ايه امبارح ... .. الحمد لله ، هو كويس ، بس محتاج راحة اكتر ... .. يعنى هو تمام ... ... يعنى هو تمام ... ... فى ايه ياجاسر ، فى حاجة جديدة ... ... لأ ابدا ، بس أما يصحى قوليله كلم جاسر ضرورى ... ... إن شاء الله ... .. شكرا ، سلام ... ... سلام ... كان لابد أن يطمئن عليه أولا ، قبل أن يخبره بما حدث ، أنهت سارة المكالمة وهى قلقة من طريقة كلامه ، وعاد الهاتف للرن مرة أخرى ، لكن هذه المرة كانت مها ، ... ايوة يامها ، ازييك ... .... ازييك انتى ياسارة ، وأحمد أخباره ايه ... ... الحمد لله ، مش هشوفك ولا ايه ... ... منا كنت بكلمك عشان كدة ، فاضية اجيلك شوية ، ولا انتى مشغولة مع أحمد ... ... لأ ابدا ، تعالى يلا ، صوتك مش طبيعى يامها ، فى حاجة ولا ايه ... ... لأ ابدا ، انا كويسة ، ساعة كدة وهجيلك ، هوصل البنت عند ماما ... ... ليه ، ما تجيبيها معاكى ، اصلا وحشانى وواحشة نور اوى ... ... اوكى ، ساعة كدة ونبقى عندك ... ... اوكى ، توصلى بالسلامة ... ... الله يسلمك ... ا ................................. دخلت لأحمد توقظه ، وجدته قد سبقها وتحمم ويرتدي ملابسه ، عندما رأاها ، اقترب منها قبلها من جبينها ثم وجهها ، وقبل أن يقترب من شفتيها ، عادت رأسها للخلف لكنها لم تبتعد فقد حاول حصرها بيديه حتى لا تبتعد ، وبدل من شفتيها ، مال على رقبتها يقبلها بنهم ، حاولت منعه مره اخرى وهى تضحك ، ... احمد .. ... إيه ... ... إيه ، انت ضحكت عليا ، ومكانش المفروض كدة دلوقتى خالص ... ... إيه الكلام العبيط ده ، شايفانى ماشى بعكاز ، منا زى الحصان قدامك اهو ، بدل ما تقوليلى صباحية مباركة ياعريس ... قالت بدلال ... مش أما تقوللى انت الأول صباحية مباركة ياعروسة ... ... صباحية مباركة بأجمل عروسة فى الدنيا ... وجذبها والتقط شفتيها فى معزوفة من معزوفاته التى دائما ما يتغلب على مقاومتها بها ، وعند لحظة معينة ابتعدت عنه وهى تضحك ، وتقول ... قلنا مفيش تانى لحد ما نطمن عليك الأول ... وجرت فى اتجاه الحمام ، وهى تقول ... هاخد حمام بسرعة ويلا عشان نتغدى ، احسن انا جعت اوى ، وانت عندك أدوية مأخدتهاش. .. بعدما دخلت ، طلت برأسها من الباب وقالت ، ... بالمناسبة ، جاسر اتصل بيك وقال تكلمه ضرورى اول ما تصحى .. وعادت للدخول مرة أخرى ، أغلق باقى أزرار قميصه ، والتقط هاتفه من جيب البنطال الملقى على الأرض ، وخرج للشرفة ، جلس على أحد الكراسى التى اعتاد مراقبة سارة وهى تجلس عليها دائما قبل أن يتزوجا ، واتصل به ، ... إيه ياابنى ، لحقت اوحشك ... ... تصدق أه ، على أساس أنه حب جديد ياظريف .. ... بقولك ايه ، انا لسة صاحى مفوقتش ، اخلص ... ... فى حاجة مهمة كنت عايزة اقولهالك ... ... خير .. ... سارة جمبك ... ... لأ ... ... تمام ، اسمعنى كويس بقى ... وبدأ فى سرد ما وصله من والده ، وأحمد يستمع جيدا له وهو فى قمة الهدوء ، فى هو تقريبا قد توقع كل ما يقول جاسر ، حتى ذكر اسم سارة ، تحركت كل أعصابه عند علمه بأن سارة هى من كانت المطلوبة فى هذا الاتفاق من البداية ، وقفت سارة أمام قرب باب الشرفة من الداخل ، لكنها لم تخرج ، فهى ترتدى روب الحمام ولا يصح أن تخرج فى الشرفة هكذا ، وجدته ينظر للاشئ وكأنه فى عالم آخر ، وتبدوا على ملامحه الغضب الواضح ، حتى أنه لم يسمع ندائها من المرة الأولى ، .... احمد ، أحمد ، رحت فين ... وقف واقترب من حافة باب الشرفة ، سند أحد كتفيه على الباب ، ورفع يده يتلمس بأطراف أصابعه وجهها وهو يحدث نفسه .. مين ممكن يكون عايز يخلص منك انتى بالشكل ده ، وليه ؟ يتبع" "ذكريات إمرأة. .................الفصل الاثنان والأربعين وقف واقترب من حافة باب الشرفة ، سند أحد كتفيه على الباب ، ورفع يده يتلمس بأطراف أصابعه وجهها وهو يحدث نفسه .. مين ممكن يكون عايز يخلص منك انتى بالشكل ده ، وليه ؟ اندهشت من سرحانه بهذا الشكل حتى وهو واقف أمامها ولكن ما يقلق أن وجهه ينم عن غضب واضح رفعت إحدى يديها وامسكت بيده من على وجهها وبيدها الأخرى أمسكت بذقنه وهزتها وهى تقول ... احمد ، ايه ده ، سرحان فى ايه ... ... هيكون فى ايه غير فيكى ... .. فيا أنا ، من ادامك اهو ... ... المفروض تفرحى انى مشغول بيكى على طول حتى وانتى معايا ، عشان مشوفش حد غيرك ... ... لو كنت عايز تشوف كنت شفت من زمان ، هو انا منعتك، انا مكنتش موجودة أساسا ... ... ياواد ياواثق ... ... طبعا ، يلا بقى عشان ناكل ... ... طب البسى ، هتنزلى كدة ... ... ثوانى بس ... ودخلت تجرى ، استدار أحمد وخرج للشرفة مرة أخرى ، أمسك بهاتفه واتصل بأحد الأرقام ، .. ايوة ياجاسر ، عايزك دلوقتى ، ساعة وتكون قدامى ... ... خليها ساعتين ، هجيلك على 6 كدة فى ايدى حاجة مهمة بخلصها ... ... ماشى ، هستناك. .. أنهى المكالمة واتصل بجلال ليأتيه هو الآخر على السادسة ، ... عايزك تجيلى على 6 كدة ... ... وجينا يافندم ... ... أبقى ابعت حد يجيبها ... ... تمام ، انا بعت لحضرتك ملف تشوفه ... ... اللاب تحت ، أما أنزل هشوفه ، متتأخرش ، 6 بالظبط ، وفى الفيلا التانية. .. ... حاضر يافندم ... ..................................... هشام وهيا يجلسان فى أحد المقاهى الانيقة يتحدثان ، .. انا قلتلك قبل كدة انه مش لازم نتقابل دلوقتى خالص ... ... على أساس يعنى أنه ميعرفش اللى بينا ، ما عرف خلاص ، هنخاف من ايه ... ... لأ نخاف ياهيا ، ونخاف اوى كمان ، اللى عملناه فيه مش شوية ، ومش هيسيب الموضوع يعدى على خير ، انا عارفه كويس ... ... هيعمل ايه يعنى ، إحنا ملناش علاقة بأى حاجة ، مفيش اى دليل ... ... وهو أحمد محتاج لدليل ، كفاية بس انه يعرف ويصدق ، وبعد كدة اتفرجى هيعمل ايه ... ... يعمل اللى يعمله ، ايه ، هيقتلنا مثلا ... ... متستبعدهاش ، هو إللى صمم ينتقم من علاء ابن عمتى بنفس الطريقة ، وتابع العصابة دى لحد ما عرف مكان تجمعهم كلهم ، خلص عليهم كلهم ، عملها اذاى معرفش ، وجدى ، أعصابه سايبة من وقت ما أحمد فاق من الغيبوبة ، من قلقه لأحمد يعرف التفاصيل دى ، وكله كوم واشرف لوحده كوم تانى ، خايف جدا ، ومصمم أن أحمد يموت قبل ما يفكر ينتقم ، وتبقى كملت بقى لو جدى عرف التغيير اللى احنا عملناه فى الاتفاق مع أشرف ، مش بعيد يخلص علينا بايده ... ... متقلقش ، وبعدين اتحلت اصلا ، سيب اشرف يخطط ويقتله ... ... يقتل مين ياماما ، ده احنا قدرنا عليه صدفة ، ده فى جيش دلوقتى بيحرسه ، ده مفضى كل الفلل اللى حواليه فى المجمع اللى قاعد فيه هو وسارة عشان التأمين ، تقوليلى بسيطة ... .. سارة ، سارة ، متخيلتش ابدا انى ممكن اقابلها تانى ، ولما يحصل ، الاقيها مع أحمد ، وبيحبها اوى كدة ، انا معرفش فى ايه فيها بيشد الرجالة اوى كدة ، آدم ، وأحمد ، وانت ، وأشرف ده ، ايه عاجبكم فيها ، لتانى مرة تاخد منى حد انا عايزاه ، والمرة دى مستحيل اعديها ابدا ... .. أنتى تتهدى خالص اليومين دول ، مش وقت خالص شغل النسوان ده ، لا سارة ولا غيرها ، انا اصلا بدأت اتأكد انه عرف موضوع توريدات المصانع ، المحاسبين والمشرفين بتوعه ملوا كل مكان فى المصانع دلوقتى ، بيجمعولوا بيانات عشان يشوف هيعمل ايه فى وقف المصانع ، يعنى سهل اوى انه يكون عرف ... ... وهو لو كان عرف هيسكت لحد دلوقتى ... .. يسكت ، انتى مستفذة ليه انهارضة ، ولا انتى عايشة فى دور الهبلة ولا ايه نظامك ، محسسانى انك متعرفهوش اصلا ، أحمد بيفضل يجمع معلومات ويتأكد من كل حاجة ، ويستنى الوقت الصح عشان يضرب ضربته ، بحيث انها تبقى ضربة واحدة ، متقوميش بعدها تانى ، وربنا يستر وميكونش مجهز حاجة لينا ... ...................................... كانت الساعة الخامسة والنصف ، بعدما تناول أحد طعامه مع سارة وريم ورغد ، استأذن لينهي بعض الأعمال فى مكتب الفيلا الأخرى ، اتجه لهناك بعدما طلب من سارة أن ترسل له قهوته هناك ، جلس على كرسى المكتب ، فتح اللاب وبدأ يفتح الايميلات التى أرسلها له جلال ، كانت الأوراق عبارة عن صورة لامرأة لم تتعدى الثلاثين من العمر ، وبعض البيانات عنها ، وصورة من عقد ايجار فيلا بإسمها ، والمفاجأة كانت صورة من عقد زواج عرفى من أكثر من سنة ، بين هذه الفتاة واسمها نرمين وبين جده ، صعق أحمد من هذه المعلومة ، إذن جده متزوج عرفى من فتاة تصغره بما يقارب خمسون عاما ، لكن لماذا ، لماذا يحتاج فتاة فى هذا العمر ، ولماذا سرا ، من يعترض على قرار حتى ولو زواج لسليم نورالدين ، سند ظهره للخلف يفكر ، يبدوا أن هذه الحادثة ستكشف له الكثير الذى لم يكن يعرفه ، وأكثر ما يخافه الآن هو أن يكون جده متورطا فى كل ما حدث ، عقله يخبره بذلك ، أما قلبه فيرفض التصديق تماما ، فى الوقت الذى دخلت فيه سناء بالقهوة ، كان جلال قد وصل ، وتبعه جاسر بعشر دقائق ، استمرت النقاشات بين الثلاثة عن كل معلومة وصل لها كل واحد منهم ، كان كل منهما يبدى رأيه ، إلا أحمد ، يستمع فقط خاصة إذا ذكر جده فى الموضوع وأنه صاحب المصلحة الأول فى التخلص من سارة ، وفى النهاية رسم لهم الخطوط التى سيتحرك على أساسها الجميع فى الفترة القادمة ، وبها سيتأكدون من المعلومات المتوفرة لديهم ، وفى نفس الوقت تبدأ رحلة الانتقام من الجميع ، وبالطبع هذه الدائرة تضم عائلة سارة ، وجده وهشام ، وهيا واشرف ، ومعهم العناصر الفرعية التى ضم اسمها للتحريات التى قام بها جلال مجموعته . أما سارة جلست لأكثر من ساعة فى شرفة غرفة أختها ريم ، فهى الشرفة الوحيدة التى تطل على شباك مكتب أحمد الذى يجلس فيه مع ضيوفه ، استمرت تتابع ما يفعل ، حالات غضبه وهدوءه ، حركته من آن لآخر ، تابعت كل ما يؤكد لها انه يوجد شئ غير طبيعى يحدث ، وهى لا تعلم عنه شيئ، المهم بعد انتهاء جلستهم ، خرج جاسر وحده وبعدها بدقائق خرج جلال ووقف بجانب السيارة وكأنه ينتظر شيئا، واتجه أحمد للفيلا ، قامت سارة وخرجت من الغرفة لتستقبله ، كان قد سبقها ودخل الغرفة وبدأ يغير ملابسه ، ... أنت خارج ولا ايه ؟ ... ايوة ياحبيبتى مش هتأخر .... .. بس احنا اتفقنا انك مش هتخرج ... ... أظن انى اثبتلك عملى أن انا كويس اوى ، ولا ايه .. ابتسمت سارة له ردا على تلميحه ، لكنها كانت ابتسامة صفراء بدون اى معنى ، وبالطبع لم يكن غافل عن ذلك ، لكنه لم يعلق ، فعقله الآن مملوء بما يكفيه ، استدار ليلقط جاكت بدلته ، فقالت له ... هو فى ايه ياأحمد ... تجمد جسده لثانية كرد فعل على سؤالها ، هى قلقة وهو متأكد من ذلك ، ودون أن يستدير رد عليها، ... فى ايه فى ايه ياسارة ... ... إيه اللى بيحصل ومش عايز تقوللى عليه .... ... مفيش حاجة ياماما ، كل حاجة تمام متقلقيش ، ساعتين بالكتير وهكون هنا ، سلام ... قبلها من جبهتها وخرج دون أن يلتفت مرة أخرى ، هى تفهمه دائما وستفهمه ، وهو لا يريد أن يزيد قلقها وحيرتها أكثر من ذلك ، ركب السيارة وبإشارة أمر السائق أن ينطلق حتى يهرب من نظرتها وهى تتابع خروجه الشرفة . كانت الساعة قد تعدت الثامنة ، قال أحمد وهى يقرأ بعض التقارير التى أرسلها له المراقبون الذين ارسلهم فى أماكن معينة فى المصانع الجديدة والمنتجع ، .. ابعت حد للمطار يستنى جينا ، ويوصلها للاوتيل ، و يبلغها انها ترتاح الليلادى وتجيلى بكرة على مقر المجموعة ، ولو عندها وقت تراجع الملف ده كويس ، عشان هنتكلم فيه بكرة . ... حاضر يافندم ... اتصل بأحد السيارات الثلاث السائرة خلف سيارتهم ، توقفت السيارات وتم تسليم الملف واتجهت السيارة فورا صوب المطار ، وأكملت باقى السيارات طريقها ، وفى فيلا على أطراف المدينة ، وصلت السيارات الثلاث ووقفوا أمام الباب ، تأهب الأمن الواقف على باب الفيلا منتظرين من سيترحل من السيارة ، فتح أحمد الباب ونزل منه وأشار للأمن الواقف على الباب ليفتحوه ، اضطرب الواقفين فور رؤيته ، وبالفعل تم فتح الباب ، انا فى الدور العلوى من نفس الفيلا ، دخلت نرمين على الجد لتوقظه ... سليم ، سليم ، اصحى ... . فيه ايه يانرمين ؟ ... أمن البوابة اتصل وبيقول أن أحمد نور الدين برة والأمن فتحله. .. انتفض سليم من رقدته وهو يقول ..، ايه ، أحمد ، هنا ... قام من على السرير بسرعة ووقف فى الشباك ، كانت سيارة أحمد قد دخلت الفيلا ، ومنع الامن باقى السيارات من الدخول ، ترجل أحمد من السيارة ، فى حين أن الجد يقف قبالته فى الشباك ، تعلقت عين كل منهما بالآخر لوقت طويل ، حتى ابتسم أحمد ابتسامة انتصار مع سخرية بجانب فمه ، وتوجه لباب مبنى الفيلا ، أما الجد فعلى وقفته ، ووضع كلتا يديه على حافة الشباك وهو لا يصدق أن أحمد بدأ يتوغل فى حياته بهذا الشكل ، معنى ذلك أنه يتابعه ، وما يقلق حقا أن يكون علم ما هو أكثر من ذلك . يتبع ..."