"ذكريات إمرأة ......... الفصل الثالث والأربعين ... أمن البوابة اتصل وبيقول أن أحمد نور الدين برة والأمن فتحله. .. انتفض سليم من رقدته وهو يقول ..، ايه ، أحمد ،،، هنا ، اذاى ، عرف منين ... قام من على السرير بسرعة ووقف فى الشباك ،، كانت سيارة أحمد قد دخلت الفيلا ، ومنع الامن باقى السيارات من الدخول ، ترجل أحمد من السيارة ، فى حين أن الجد يقف قبالته فى الشباك ، تعلقت عين كل منهما بالآخر لوقت طويل ، ابتسم أحمد ابتسامة انتصار مع سخرية بجانب فمه ، وتوجه لباب مبنى الفيلا ، أما الجد فعلى وقفته ، ووضع كلتا يديه على حافة الشباك وهو لا يصدق أن أحمد بدأ يتوغل فى حياته بهذا الشكل ، معنى ذلك أنه يتابعه منذ وقت ، وما يقلق حقا أن يكون علم ما هو أكثر من ذلك . دخل أحمد من باب الفيلا بعدما فتح له الخادم ، وقف فى الصالة الكبرى قبالة السلم المؤدى للدور الثانى ، وقف واضعا كلتا يديه فى جيبى بنطاله وانتظر نزول جده ، نزل جده بخطوات متثاقلة ووقف قبل ان ينتهى السلم بثلاث درجات ، وقف بمواجهة أحمد وكل منهم يتطلع للأخر بنظرة غير مفهومة ، تقف نرمين خلف ستار المدخل المؤدى لغرفتها تتابع الموقف بين العملاقين، قطع أحمد خط الصمت والنظرات الذى بناه كل منهما فى لحظات ، قطعه بقوله ... سليم باشا ، سليم باشا ، سليم باشا نورالدين ، رجل الاقتصاد الأول ، اسمه بس يهز عالم رجال الأعمال كله ، كلمته بتمشى على بلد بحالها ، ليه ؟ ليه ياجدى ؟ ليه سرى ؟ وليه عرفى ؟ لو قلت أنك هتتجوز ، مين كان يقدر يقولك لأ ولا عشان هى قد احفادك .... ... أنت هتحاسبنى ياأحمد ... ... لأ طبعا مقدرش ، لا انا ولا غيرى ، وهى دى الفكرة ، فليه بقى ... رفع سليم وجهه بترفع وأكمل نزول السلم و، مر من جانب أحمد وقال ... تعالى ... واتجه إلى أحد الأبواب المغلقة ، وتبعه أحمد ، كانت غرفة مكتب واسعة وراقية جدا ، جلس سليم على مكتبه ، اختار أحمد كرسى بعيدا نسبيا عن المكتب وجلس عليه ووضع قدم فوق الأخرى ، وهذه اول مرة يفعلها وتعمدها ليرى رد فعل جده عليها ، لاحظها الجد ، وتعمد هو الآخر التجاهل ، وهذا ما اقلق أحمد فعلا ، فلم يتعود هذا التجاهل من جده الا اذا كان يريد تجنب الصدام معه ، ... إيه اللى جابك هنا ياأحمد ، انت عرفت وخلاص ، جاى ليه ؟ . ... بتهزر ، صح ، جاى اشوف مرات جدى ... ... أحمد. .. ... عيون أحمد ... ... الزم حدودك واتعدل فى الكلام ، متنساش أن انك اتجوزت من ورايا وغصب عنى كمان ... ... عشان كدة كنت عايز تخلص منها ... تلجم سليم وتجمد جسده تماما ، وخلى وجهه من أى تعبير فقط عينيه متعلقة بأحمد بنظرة فارغة متفاجأة دون أن يرد ، ولم يزد أحمد كلمة بعد سؤاله ، فقط انتظر ليرى رد الفعل ويسمع ما سيقوله ، مجرد صدمته من السؤال وصمته بهذا الشكل الذى لم يدوم إلا لحظات و الذى بالطبع كان على غير ارادته أكد لأحمد انه متورط فى الامر ولو من بعيد حتى لو بالعلم فقط ، تمالك الرجل نفسه وابتلع مفاجأته فى لحظات معدودة ، ورد عليه ... تقصد ايه ؟ ... طول عمرك ياجدى بتحاول تخلص من اى واحدة ست تدخل حياة اى واحد فينا على غير إرادتك ، ومنكرش انك بتعرف وباحتراف كمان لكن عمرك ما فكرت فى القتل ، اشمعنى المرة دى ومعايا انا بالذات .... ... أنت بتخبط تقول ايه ، قتل ايه اللى انت بتتكلم عنه ؟ وقف أحمد وعيناه فاضت بعتاب قاتل لجده وقال ... ولا حاجة ، اعتبرنى هيست ، الحادثة والغيبوبة أثروا على عقلى ... ثم اقترب منه بخطوات بطيئة ونظرة متحجرة ، وبيده اليمنى أمسك طرف ظهر الكرسى الذى يجلس عليه جده ، وأداره للخلف ليكون جده مواجه له ، ثم انحنى ليكون وجهه قريبا من وجه جده لا يفرقهما إلا سنتيمترات بسيطة ، ومازالت يده ممسكة بظهر الكرسى ، وقال بصوت منخفض نسبيا ولا يسمعه إلا جده ، ... بس اللى عايزك تتأكد منه انى مش هرحم اى مخلوق له يد فى اللى حصل ، سواء كنت أنا المقصود أو هى ، واعتقد انك عارف كدة كويس .... ثم اعتدل و تركه وخرج دون حتى إلقاء السلام عليه ،تركه وسط حالة من الذهول والغضب ، الآن هو متأكد انه يعلم شيئا عما حدث ، أن لم يكن قد علم كل شئ ، خرج أحمد من باب غرفة المكتب ، وهو فى طريقه للخارج ، وجد نرمين تقف فى منتصف السلم ، عندما رأاها توقف وتطلع عليها ، كانت نظرته خالية من أى دلالة أو تعبير ، فهو لا يعرفها ولا يهتم من الأساس ، أما نظرتها هى فقد كانت مختلفة تماما ، فقد حملت لمحة من تحدى وشماتة غير مفهوم أسبابها ، وامائت برأسها كتحية له ، كانت مجرد حركة ونظرة منها لكنها أعطته نبذة صغيرة عن صاحبتها ، تركها وخرج ، وعندما وصل للسيارة ، كان جلال ينتظره بجانبها ، قال له وهو يدخل السيارة وجلال يتبعه ، ... البت دى مش سليمة ، فيها حاجة غلط ، قلب وراها كويس ، وترد عليا بسرعة ، ... حاضر يافندم ... وبشأن ما حدث منذ قليل فقد تعمد أحمد أن يخبر جده بشكه فيه ، أراد منه أن يتوتر أو يقلق أو على الأقل يتخذ اى إجراء احتياطى ولو بسيط ضد أحمد ، كل الأماكن حوله مراقبة الآن ، حتى منزل زوجته الحالية ، تم مراقبة وزرع ميكروفونات فى كافة أنحاء المنزل إلا غرفة المكتب ، فسليم يغلقها بمفتاح وكالون محكم ولا يتم فتحها إلا وهو موجود ، وهذه المرة قد فعلها أحمد بنفسه ، فقد زرع الميكروفون فى ظهر الكرسى عندما كان يديره بجده ليواجهه ، وكانت هذه هى الطريقة الوحيدة لدخول هذه الغرفة . معنى ذلك أن اى رد فعل لجده سيكون على علم به فورا . وقد كان ، ارسل سليم طالبا هاتفه من الدور العلوى واتصل من فوره بهشام ، ... الو ، ايوة ياهشام ، انت قابلت أحمد اليومين اللى فاتوا ،، يعنى معرفش منك اى حاجة ،، اذاى ؟ أنا متأكد انه يعرف حاجة ، ده تقريبا كدة كان بيهددنى ، كان ناقص يقولها مباشرة ،، ماشى ،، كلم الحيوان ده واتأكد منه وتكلمنى تانى تعرفنى ،، انا مستنيك ... وضع الهاتف على المكتب سند على المكتب بزراعيه ،واحتوى وجهه بكفى يديه ، وهو يفكر فى شيئا واحدا ، ماذا سيفعل أحمد أن علم أنه المسؤول عن إطلاق الرصاص عليه حتى وإن كان المقصود هى ، فهو مهتم بها هى أيضا ، وقد يكون انتقامه هو نفسه أن كانت هى من أصيب . دخلت زوجته من الباب بعد أن طرقته ، ودون أن يرفع رأسه قال ... سيبينى دلوقتى يانرمين ، مش عايز أتكلم خالص ... عادت أدراجها مرة أخرى دون أن تفهم شيئا وتركته وحيدا يفكر فى رد فعل احمد وما سيفعل حياله . ........................................... بدااية الغيث قطرة ، وقد كانت هذه المكالمة هى القطرة التى ارادها أحمد ليتأكد ، لينهمر بعدها غيث ما حدث بالكامل، ، فقد كان جالسا فى السيارة ، لم يصل للبيت بعد ، كان يستمع لمكالمة جده مع ابن عمه وهو فى قمة الغضب الممزوج بالإحباط ، فقد تمنى أن تكذب كل الأدلة التى جمعها وتدين جده ، والآن هشام هو الآخر ، ومن يدرى من أيضا معهم فى هذا ، الآن أهم أفراد عائلته هم من ارادوه ميتا أو حتى أرادوا زوجته هكذا ، المهم انه سيف الخيانة ، وقد طعن به وقد فات الأوان ، وممن هم من دمه . ......................................... كانت تجلس فى الشرفة تنتظره ، انتفضت فور رؤية ضوء السيارة من بعيد ، اقتربت من حافة السور لتراه أفضل ، فضوء الحديقة خافت جدا ، والرؤية البعيدة من خلاله مستحيلة ، اقتربت السيارة حتى توقفت امام الباب نزل من السيارة ورفع عينه لها ، وقف لدقيقة عينيه متعلقة بها ، وهى أيضا، صدمها ما رأته فى عينيه ، هذه النظرة لم ترها منذ سنين ، بل الأصح انها لم ترى هذه النظرة إلا مرة واحدة فقط على مدى سنتين عاشتهم معه فى منزله و 10 شهور زواج ، يوم وفاة جدته . لن تنساه ابدا فى هذه الليلة ، كان وجهه كما تراه الآن ، مزيج من الحزن والضياع والغضب ، وياليتها قد استطاعت التخفيف عنه رغم أنه اخبرها انها بالفعل قد فعلتها . انتظرته حتى يصعد لها ، لكنه لم يفعل ، وكما فعل منذ سنوات وهو على نفس الحالة ، فضل الجلوس وحده و اتجه لمكتبه ، ألقى بجسده على الاريكة ، سند ظهره للخلف واغلق عينيه ، دخلت سارة بهدوء ، جلست بجانبه ، رفع رأسه ، وتطلع لها ، ثم عدل وضعه ونام ووضع رأسه على فخذها واخفى وجهه فى خسرها وهو يقول ، ... انا تعبان اوى ياسارة ، هدينى ، هدينى ياسارة ، ساعدينى أبطل تفكير ، قولى اى حاجة ، مع انى أشك انى اللى فى دماغى ده يطلع .. أرادت أن تشتت عقله فعلا عما يدايقة ، فهى تكاد تكون واثقة انه يحمل فى قلبه وعقله ما تحمله الجبال ، ... أنت بتتحدانى ... نظر لها بجانب عينيه وابتسم ابتسامة صفراء دون معنى ، أكملت هى ... قوللى الأول ، انت ليه شايفنى صغيرة وضعيفة ... ... أنا، بالعكس انت مش عارفة اصلا انا شايفك اذاى ، ليه بتقولى كدة ... ... اللى جواك حابسه ومداريه عنى كأنى مش هقدر أتحمل اسمع أو اعرف ... ... ابدا والله ياسارة ، كل الحكاية انى شايف انه كفاية عليكى اللى فات ، خليلى انا اللى جاي ... ..، وأنا مش عايزة كدة ، مش عايزاك تعزلنى وتفصلنى عنك لمجرد انك خايف عليا ، انا عايزة أكون معاك فى كل حاجة ، شاركنى واحكيلى ، أمال انا مراتك وشريكة عمرك اذاى ، ولا انت اصلا ناوى تعاملنى زى ما كنت بتعاملنى زمان ، كل اللى بينا سرير وبس ... اتسعت عيناه و انتفض معتدلا وعلا صوته وهو يقول .. سارة ... ... إيه ، مش دى الحقيقة ، لما كنت بشتغل عندك ومكنتش بتقوللى حاجة ، قلت ماشى ، يقولك ليه ، دا انتى مجرد واحدة بتشتغل عنده ، وبعدين بقيت مراتك ، صحيح اتفقنا أن محدش يسأل حد عن الجزء التانى من حياته ، وميطلبش منه معلومات مش عايز يقولها ، بس برده كنت بزعل اوى ، لما بتسكت متتكلمش خالص وانت مدايق أو زعلان من حاجة ، ناوى على المعاملة دى دلوقتى ياأحمد ... مد يديه وجذبها لحضنه ، ضمها ليهدئها برغم انه هو من كان منذ دقائق من يحتاج لتهدئه وتخفف عنه ، رفعها واحتوى وجهها بين يديه وهو يقول بحنان ... ياعبيطة ، انتى بقيتى عمرى كله ، مش قاصد اخبى حاجة ، انا بس خايف عليكى والله ، اللى عندى تقيل ومش سهل ابدا ، خلينى اشوف هعمل ايه الأول وبعدين هحكيلك.... رفعت كتفها كالاطفال وهى تقول ... مليش دعوة ياسيدى ، انا عايزة اعرف كل حاجة ، مش يمكن تكون عارف واحدة عليا ولا حاجة ، الحق نفسى من الأول ... ضحك أحمد ضحكة صافية وبقهقهة عالية جدا ، اسعدتها ضحكته حقا ، فقد ربحت التحدى ، قال وهو يضحك ... الستات هم الستات ... ... عندك حق ، وأن كيدهن عظيم ... تطلع لها باستفسار ليفهم مغزى جملتها ، فابتسمت وأكملت ... أنت اتحدتنى انى مش هقدر اخفف عنك ولا هقدر اشغلك عن اللى بتفكر فيه ، وادينى قدرت ، تنكر ... استمر ينظر لها فى دهشة دون أن يتكلم ، هى فعلا قد فعلتها ، ببعض كلمات منها اخرجته من حالته وشتت ذهنه عما كان يفكر فيه ، بل وجعلته يضحك من قلبه ، ضحك ضحكة بقهقهة أعلى واطول مما سبقتها وهو يرفع المسند الجانبى للاريكة ويلقيه عليه ، قررت أن ترده ليكملا مزاح ، لكن صوت تنبيه الاميل على اللاب أخرجهم من حالتهم هذه ، قام أحمد له وتبعته سارة من قلقها بعد تغيير ملامحه فجأة ، فتح اللاب ليرى الاميل ، كان اللاب مغلق على آخر نافذة مفتوحة وهو الملف الذى أرسله جلال له عن جده وزوجته وفى أعلاه صورتها ، انتفضت سارة وتبدلت ملامحها فور رؤية الصورة د وقالت برعب ... استنى استنى ، مين دى ، وايه اللى جاب صورتها هنا ... ... أنتى تعرفيها ... ... قوللى الأول ، مين دى وايه علاقتك بيها ؟ ... أنا معرفهاش ، أول مرة اشوفها انهارضة ، تبقى مرات جدى ، وأول مرة اعرف انى جدى متجوز انهارضة بس ، ... ... مرات جدك ، ازاى ، مستحيل ، وصلها ازاى دى ، ووافق يتجوزها ازاى اصلا ... ... مين دى ياسارة ، وتعرفيها منين ؟ ...ا انا أعرفها عز المعرفة ، دى نرمين ، اخت جوزى اللى مات ، تبقى أخت أشرف اللى انا كنت بحكيلك عنه انهارضة .... يتبع" "ذكريات إمرأة .............. الفصل الرابع والأربعين ... مين دى ياسارة ، وتعرفيها منين ؟ ...ا انا أعرفها عز المعرفة ، دى نرمين ، اخت جوزى اللى مات ، تبقى أخت أشرف اللى انا كنت بحكيلك عنه انهارضة .... ..إيه ، بتقولى ايه ، انتى متأكدة من الكلام ده ... ... متأكدة ايه بس ياأحمد ، بقولك كانت عمتى أخت جوزى ، وكانت عايشة معانا فى نفس البيت كام شهر وبعدين صمموا يسفروها تعيش مع أشرف بعد اللى حصل ... ... هو ايه اللى حصل ؟ ترددت سارة قبل أن ترد ، فهى تعودت أن لا تخوض فى الأعراض ، استعجلها أحمد فى الرد عندما رأى تمهلها فى الرد ، ... ما تتكلمى ياسارة ، الموضوع مش سهل ، دا فيه دم ... رفعت سارة عينيها له وقالت بتردد ... هو جدك ممكن يطلقها لو عرف عنها حاجة مش كويسة ... ... ياالله ، الموضوع مش فى جدى خالص دلوقتى ، دا واحد عنده اكتر من 70 سنة متجوز حت بت مكملتش 30 ، وبتسألى اذا كان هيطلقها ولا لأ ، ما تنطقى ياسارة ... ... أصلها ، أصلها كانت منفتحة شوية ، لأ شويتين تلاتة ، تسهر وتسكر ومصاحبة شوية عيال زبالة ، والغريب أن أهلها مكانش عندهم اى مشكلة فى كدة ، وكانوا دايما يقولوا سيبوها تعيش سنها ، لحد ما وصلت للمخدرات ، المهم انها صاحبت واد سيس كدة ملوش لازمة من شلتها ، واتقدملها ورفضوه ، وعشان تجبرهم انهم يوافقوا اتفقت معاه انها تحمل منه وفعلا نفذوا، وجات قالتلهم انها حامل ، مش عايزة اقولك على اللى حصل ، صقتوها وحبسوها ، وتانى يوم الواد مات فى حادثة ، خبطتوا عربية والفاعل مجهول ، وبعدها بأسبوع سفروها تعيش مع أشرف ، ومشفتهاش تانى ، حتى فى العذا ووقت تقسيم الميرات ، ولما سألت عليها قالولى انها اتجوزت .... كان أحمد يستمع لها وهو منصت تماما لما تقول ، وعندما أنهت كلامها فتح اللاب مرة أخرى وفتح العقد العرفى ، ثم قال بصوت عالى ... نرمين ناصر محمود ... ردت سارة ... ايوة ، نرمين ناصر محمود السعدنى ... ... كدة الموضوع ده خد شكل تانى خالص ... ... موضوع ايه ... ... لأ ولا حاجة ، متخديش فى بالك ، هى سناء فين ... ... سناء ايه ياأحمد ، الساعة 11 ، مشيت من بدرى ... ... طيب ممكن بعد اذنك تعمليلى فنجان قهوة. .. ... ممكن طبعا ، دقيقتين ... خرجت سارة واتصل أحمد بجلال ... اسمعنى كويس واحفظ اللى هقولهولك ونفذه بالحرف الواحد ... ................................... بعد أسبوعين خلالهم تجنب أحمد تماما لقاء جده أو حتى هشام ، كان هدفه الأساسى زرع الرعب فى أنفسهم طوال هذه الفترة ، وبالطبع متابعة دقيقة لتحركات لجميع بل ومراقبة صوتية لكل مكان من الممكن أن يتواجد فيه أحدهم ، الجد أو هشام ، نرمين ، أو هيا ، والأهم من ذلك كلف فرقة خاصة من مجموعة محترفين فى المراقبة والمتابعة ، سافروا لألمانيا لمراقبة أشرف السعدنى نفسه ، والتبليغ بتحركاته واجتماعاته وكل ما يتم معرفته عن أعماله المشبوهة ، أما حياة سارة كانت عبارة عن روتين حركى بين إدارتها لمراكزها وبين اهتمامها بابنها واختيها ، لكنها بدأت تتذمر من غياب أحمد المستمر عن البيت ، لا يعود إلا فى ساعة متأخرة ويخرج صباحا مبكرا جدا ، حتى فى الأوقات التى يقضيها معها ، يكون شارد تماما ، وكأنه فى عالم آخر ، لكنها قررت الصبر حتى ينتهى من أزمته التى لا تعرف عنها اى شئ . ........................................... فى مكتب أحمد داخل مقر مجموعة نورالدين الاقتصادية ... أنت متأكد من إلى بتقوله ده ياأحمد .. ... الكلام ده فيه هزار ، تجميعة كل الخيوط والأحداث كلها بتقول كدة .... .. ده كدة يبقى الحكاية أكبر بكتير من محاولة قتل سارة ... ... قتل سارة ده كان الطعم اللى حطوه فى عقل كدة ، اقنعوه أن ده الحل عشان أفضى للمجموعة وأرجع تحت أيده مرة تانية ، وللأسف وافق ، لكن الحقيقة أكبر واقبح من كدة بكتير ، انا الهدف الأساسى من الحكاية دى كلها ، مش بس كدة ، المجموعة بالكامل مستهدفة ، عن طريق الحيوان هشام ، والسافلة اللى معاه ... ... هيا ... .... مين غيرها ، كل اللى جمعته فى الأيام اللى فاتت اكدلى ده ، هيا هى همزة الوصل الأولى بين هشام واشرف ، وهى اللى سهلت كل الاتفاقات اللى تمت ، الانكت بقى من كل ده ، نرمين وحكاياتها ... ... نرمين مين .. ... البنت اللى اتجوزها جدى ... ... أه ، اخت أشرف .... .. بالظبط ، البت دى كانت عبارة عن زرعة فاسدة فى حياة جدى ، تبلغ كل تحركاته ، بل بالعكس ده هى اللى بتحركه اصلا ، الغريب بقى انها مسجلاله كل اتفاقاته ، مع هشام ، ومع عيلة سارة ومع أشرف نفسه ، ومخبية كل التسجيلات دى فى خزنة فى بنك ، زى ما يكون كانت بتجهز انها توقعه بعد ما يخلصوا منى ، غير كدة ، البنت دى كانت متجوزة قبل كدة ، تخيل مين ؟ ... مين ؟ ... سام جريجوري. .. ... سام ، الاسم ده انا سمعته قبل كدة ... ... طبعا سمعته ، سامر الجيزاوى ، نسيته ولا ايه ... ... أاه ، صاحب علاء الله يرحمه ... ... بالظبط ، وهو إللى ضيعه بعد ما وصله لمجموعة المافيا اللى اشتغل معاهم ... ... متقوليش انها جاية تنتقم منك بعد ما قتلت سام معاهم وانت بتنتقم لعلاء ... ... ده اكيد ، اصلا قليلين اوى اللى كانوا يعرفوا أن انا اللى خططت ونفذت حكاية قتل الناس اللى قتلوه ، بس واضح ان هم عرفوا ومش عايزين يسيبوا اللى حصل يعدى ... ... يانهار اسود ، دى اتعدت بشكل مستحيل .. ... متقولش اتعدت دلوقتى ... ... إيه لسة فى تانى ؟ ... واضح انهم شغالين من سنين من غير ما أحس بيهم ، المجموعة خربانه بالذات المصانع الجديدة ، توريدات مش حقيقية وعقود وهمية ، واختلسات وملفات اختفت ، بلاوي سودا مليا المجموعة ، وكلها تمت فى اخر 6 شهور ... .. اذاى ده حصل ... ... بتسألنى انا ، انا هتجنن ، مبقتش شايف قدامى ومش عارف كل ده هيتصلح اذاى .. ... وجدك فين من ده كله ، واعمامك وولاد عمك ... ... ههههههههه ، اعمامى وولادهم اول المختلسين ، كلهم قرروا انهم ياخدوا حقهم قبل ما استلم انا كل حاجة ، منها يخربهالى ومنها يبقى ضمنوا حاجة ... ... وانت هتعمل ايه فى كل ده ؟ ... لازم امشى بالاولويات ، رأس الأفعى الأول ، وبعد كدة بقية جسمها ، إنما الخساير المادية أمرها سهل ، الناس اللى سببوا الخساير دى هم اللى هيتعلموا الأدب ، مهما كانوا قريبين منى ... صمت أحمد لبرهة وكأنه ارهقه الحديث عما يحدث ، وما اعتلى قلبه من خيانة كل من حوله . وصمت جاسر معه لثوانى ثم قال ... وسارة ، عارفة الحاجات دى ؟ انتفض أحمد عند ذكر اسمها وقال ... لأ ، سارة لأ ، متعرفش اى حاجة ، ومش عايزها تعرف اى حاجة ، كفاية اللى هى شايفاه وكفاية انها متحملانى وانا فى الحالة دى ، إياك تقولها ياجاسر ، إياك ، خليها فى أمان دلوقتى لحد ما أشوف هعمل ايه ... ... يابختها بيك ياصاحبى ، وربنا معاك فى اللى بيحصل ، لو فى حاجة اقدر اعملها قوللى ... ... ليك دور ، متقلقش ، بس لسة مجاش .... خرج جاسر من مكتب أحمد وهم الدنيا فوق رأسه مما يحدث لصديق عمره ولا يعلم كيف يساعده ، ... ازييك ياجاسر ... انتفض جاسر وتوقف فجأة ، وكأنه لم يرى القادم امانه مما يدور فى عقله ، ... إيه اتخضيت كدة ليه ... ... ابدا ، كنت سرحان شوية .... ... ده طبيعى ، مش خارج من عند أحمد ، هو إللى بيخرج من عنده بيبقى كدة ، سرحان وتايه. .. ... مش للدرجادى ياهشام .... ... لأ وحياتك ، واكتر من كدة كمان ، هو فاضى ... ... والله معرفش ، روح وشوف ، بعد اذنك ... اتجه جاسر للأسانسير وعين هشام تتبعه حتى أغلق الباب ، استدار بمواجهة باب مكتب سكرتارية أحمد ، وتحرك وهو ممتعض وكأنه لا يريد الدخول . ........................................ حاولت السكرتيرة منعه من الدخول لكنه تخطاها ودخل دون حتى أن يطرق الباب ، كانت جينا تجلس مع أحمد على طاولة الاجتماعات الموجودة فى أحد جوانب مكتبه ، يتناقشون فى المهازل التى وجدت فى المجموعة ، ... إيه ده فى ايه ... ... يعنى ايه فى ايه ، ازاى سكرتيرتك تمنعنى ... لم يرد عليه والتفت لجينا وقال ... نكمل بعدين ، واللى قلتلك عليه اعمليه ، اتفضلى انتى ... فى الوقت الذى قام أحمد واتجه لمكتبه ، وقفت جينا وجمعت ملفاتها وهمت بالخروج ، مرت من بجانب هشام ورمقته بنظرة لم تعجبه ، وتدايق منها ، خرجت جينا واغلقت الباب واتجه هشام لمكتب أحمد ، ... أنت موصى مدخلش مكتبك ولا ايه ؟ ... بلاش هبل ، كل الحكاية انى مبلغها متدخلش حد لحد ما اخلص اجتماعى مع جينا ... ... أه ، جينا ، انا جايلك عشان كدة ، عرفت اللى هى عملته انهارضة .. ... أه عرفت ، هى قالتلى ... ... قالتلك انها كسرت كلامى أدام الموظفين ... ... وإن ايه دخلك فى دواخل المصنع أساسا ، انت مش مسؤوليتك متعلقات التصدير ... .. هى دى المشكلة بالنسبالك ... ... أه طبعا ، جينا مكانى ، وبتنفذ اوامرى انا بس ، وفى غيابى ليها كل الصلاحيات ، وكل واحد يلتزم بمكانه ياهشام ... .. وجدك عارف الكلام ده ... ... متفرقش كتير ، كلامى انا اللى هيمشى ، روح قوله لو عايز .... ... بقى كدة ياأحمد ، افتكر أن انت اللى بدأت ... والتفت هشام ليخرج فى الوقت الذى قال أحمد فيه بعدما أدار كرسيه وأعطى ظهره لهشام ، .. مش انا اللى بدأت ياهشام ، اللى بعمله ده مجرد ردود ، ولسة بدرى على نهايتها ... التفت هشام له مرة أخرى وهو يقول ... تقصد ايه بالكلام ده ... ... روح ياهشام ، روح شوف وراك ايه ... خرج هشام وعقله مبهوت بجملة أحمد الأخيرة التى لا يفهم منها إلا أنه يعرف ما كان ، كل يوم عن الآخر يتأكد له أنه فى دايرة الخطر الآن ، لكن أن كان يعلم حقا لماذا لا يتكلم ويخبر الجميع ويتتقم ، لما هذا الصمت القاتل ؟ .......................................... أكمل أحمد يومه وككل يوم لن يعود إلا فى ساعة متأخرة ، يتعلل بالإرهاق كعادته ليهرب منها ومن التساؤلات التى تملأ عينيها بالنوم . لكن هذه المرة لن يحتاج للهروب ، فى الساعة الثالثة عصرا ، اتصل جلال بأحمد وهو متردد فى نطقها ... الو ، ايوة ياأحمد ليه ... .. همممم ، فى ايه .. .... دكتورة سارة .... انتفض أحمد وانقبض قلبه وهو يقول ... مالها ... ... أنا آسف يافندم ، إحنا دورنا عليها فى كل مكان و مش لاقينها. .. يتبع" "ذكريات إمرأة. ..............الفصل الخامس والأربعين أكمل أحمد يومه وككل يوم لن يعود إلا فى ساعة متأخرة ، يتعلل بالإرهاق كعادته ليهرب منها ومن التساؤلات التى تملأ عينيها بالنوم . لكن هذه المرة لن يحتاج للهروب ، فى الساعة الثالثة عصرا ، اتصل جلال بأحمد وهو متردد فى نطقها ... الو ، ايوة ياأحمد ليه ... .. همممم ، فى ايه .. .... دكتورة سارة .... انتفض أحمد وانقبض قلبه وهو يقول ... مالها ... ... مش لاقينها. .. ... أنت اتجننت ولا ايه ، يعنى ايه مش لاقينها. .. ... اللى حصل يافندم ، جه الميعاد اللى قالت للأمن انها هتخرج فيه ، اتصلوا بسكرتارية مكتبها فى المركز ، قالوا انها خرجت من نص ساعة ، دورنا فى كل مكان ، تيليفونها مقفول ، وعربيتها لسة هنا ، واتصلنا بالفيلا قالوا مرجعتش ... خرج أحمد يجرى بدون وعى منه وعدم اهتمام لنداء من حوله ، اتجه من فوره للمركز الذى كانت فيه ، وجد المكان فى حالة فوضى وقلق ومملوء برجاله ومعهم أمن المركز ، حكت له المجموعة التى كانت تتبعها كل ما حدث ، كان اختفاء تام بدون اى أثر ، تم البحث فى كل مكان موجود فى المبنى بكامله ، وهم متأكدون تماما انها لم تخرج ، يوجد رجلين من رجال جلال ومعهم الاثنان الأساسيين من أمن المركز يقفون على باب المبنى ولا يوجد للمبنى اى مدخل آخر ، فى نفس هذا الوقت قد وصلت قوات الأمن المركزى واحاطت المبنى ودخلته ، كان أحمد يقف مع جلال ورجاله يستمع لباقى ما حدث ، عندما دخلوا ، وفى مقدمتهم العميد عصام لمعى ، وهو المتابع الأول لموضوع أشرف السعدنى سريا مع أحمد ، ... احمد بيه ... ... بنفسك يافندم ... ... طبعا ياباشا ، والقيادة مهتمة جدا ، هو عدى على اختفائها قد ايه ؟ ... فى حدود ساعتين ... وحكى أحمد له باختصار ما وصل له ، فوجه عصام كلامه لأفراد الأمن ، .. يعنى متأكدين أن مفيش اى حد مشكووك فيه خرج أو دخل من المبنى ... .. لأ ياباشا مفيش ، حتى مفيش حالات جديدة دخلت انهارضة ، حالة وفاة واحدة ، وكان بقالها 4 أيام هنا فى العناية ... رفع أحمد رأسه لفرد الأمن الذى يتحدث ، وقد ذكرته الوفاة بالطريقة التى هرب بها علاء ابن عمه من ألمانيا قبل أن يقتلوه ، فقد رحله فى تابوت على أنه متوفى ، ووجه كلامه لفرد الأمن ... حالة ماتت ؟ وخرجت اذاى من المركز ؟ كان الرجل يرتعش من الخوف وهو يتحدث ممن هم أمامه بمكانتهم ومن الموقف الواقع فيه ، ... فى تابوت ياباشا ، أصل الحالة اللى بتموت عندنا بتتغسل وتتكفن وتخرج على الدفن على طول ... ... والتابوت ده خرج امتى ؟ ... حوالى الساعة واحدة ونص يابيه ... ... أنت شفت الجثة اللى فيه بنفسك ؟ ... لأ طبعا يابيه ، هشوفها اذاى ، الميت له حرمته ، وبعدين المركز فوق اتصل بيا وقاللى أن فى تابوت هيخرج ، وكمان معاهم ورق مخالصة بالحساب ، فعديتهم. .. .. كان مين خارج بالتابوت ده ... ... أهل الحالة يابيه ، مكانش فيهم حد غريب ، بقالهم 4 ايام داخلين خارجين هنا ... ... كانو كام واحد ؟ ... 4 رجالة و 3 ستات تقريبا كدة ... التفت العميد عصام له وهو يتحدث ... تقصد ايه ياأحمد بيه ؟ إنها ممكن تكون فى التابوت ... رد أحمد بثقة كاملة ... هى بالفعل فى التابوت .. ثم التفت أحمد بلهفة لمدير المركز وقال ... مش عنوان الحالة دى عندك ... ... طبعا يافندم ، لازم ناخده وقت الدخول ... ... فى لحظة تجيلهولى ، يلا ... ثم التفت لجلال وقال ... وانت ياجلال هتيجى معايا انت ورجالتك ، وسيبلى هنا 10 يقلبوا المركز ده كله سم سم ، الجثة دى موجودة هنا مخرجتش ... وصل مدير المركز بورقة فيها العنوان وسلمها لأحمد ، خرج يجرى ، وتبعه الجميع بمن فيهم العميد ومعه بعض الظباط وبعض أفراد الأمن المركزى ، انطلق موكب كامل مكون من سيارة أحمد وخلفه أربع سيارات مملوءة برجاله وثلاثة سيارات للأمن باتجاه منطقة السيدة زينب ، وهم فى الطريق وصل لجلال مكالمة هاتفية ، بعدها قال لأحمد ، ... احمد بيه ، الجثة فعلا موجودة فى المركز مخرجتش ، لقوها ورا الغسلات فى اوضة الغسيل بتاعة المركز ، جز احمد على أسنانه وكور أصابع يده بقوة حتى ابيضت مفاصل أصابعه من مزيج الغضب والحزن والقلق الذى يعتلى قلبه الآن ، وهو يقسم فى نفسه أنه سيقتل بيده من فعلها وأنه كان على خطأ فى تأجيل تصرفه ، لكن أولا يجب أن تعود له سالمة ، بعدها قد آن الأوان لإنهاء هذه المهزلة ، كان الأمل الوحيد أمامه أن لا يتمكن من فعلوها من أخذها ، وأن ينتظروا لبعد الدفن لأخذها ، دخل الموكب المنطقة المقصودة فحدث جلبة فى المكان ، المارة توقفوا فى اماكنهم ، حتى حركة سير السيارات بالمثل ، وقف السكان فى الشبابيك والبلكونات ، كان أحمد اول من خرج من السيارة وتبعه الباقين التقط أحد المارة واوقفه ، ... لو سمحت ، فين بيت الست فكرية أبو الفضل عسوى ... ... هو حضرتك جاى عشان العزا ... .. ايوة ، فين البيت ؟ ... فى أخر الشارع على اليمين ، بس مش هتلاقى حد ده مشيوا من بدرى .. ... راحوا فين ؟ ... يدفنوها يابيه .. ... فين المدفن ده .. ... فى مدافن السيدة ... تركه أحمد وعاد يجرى للسيارة ، وأمر السائق أن ينطلق ، وتبعه الجميع ، وصلت السيارات للمدافن ، وكان هناك زحمة للخارجين من المدفن ، يبدوا أنهم اتموا مراسم الدفن ، نزل أحمد واتجه يجرى على مسار العائدين ، وخلفه باقى القوة ، توقف أمام مدفن يقف أمامه عدد لا بأس به من الناس ، يبدوا انهم أهلها ، .. لو سمحت ، انتوا دفنتوها خلاص ، أقصد الست فكرية ... ... ايوة ياأستاذ ، انا ابنها ، حضرتك مين ... لم يرد أحمد عليه ، بل أشار برجاله ، اسرعوا وامسك كل واحد منهم آلة من آلات الحفر الموجودة على الأرض ، وبدأوا الحفر ، غضب أبنائها وتوجهوا لهؤلاء الرجال وهم على وشك الشجار ، فى لحظتها وصلت قوات الأمن التى كانت تتبعهم ، وساد الهرج والمرج فى المكان ، اقترب أحد أبنائها من أحد الظباط ... هو فى ايه يابيه ، إحنا مش فاهمين حاجة ، دا احنا ناس فى حالنا ... .. متقلقش ،إحنا بس شاكين فى حاجة وهنتأكد منها ... ... حاجة ايه يابيه ... ... أصبر وهتعرف دلوقتى .. فتحوا المدفن ، نزل رجال أحمد وتبعهم هو بنفسه وخلفه باقى الظباط ، جرى أحمد على الجثة المكفنة فى الأبيض وهو يصيح بإسمها ... سارة ... ، نزل على ركبتيه ، فك الاربطة من على وجهها وفتح الكفن ، وكانت المفاجأة ، إنها جثة ثالثة ، ليست سارة ولا السيدة المتوفاة ، فتح كل الموجودين فاههم حتى أبناء السيدة الذين تبعوا من دخل المدفن ، صرخ أحدهم ... إيه ده ، دى مش أمى اصلا .. ترك أحمد الجثة من يده ، وهم واقفا وعينيه مازالت عليها ، الآن ضاعت سارة وتضائل الأمل فى إيجادها بل استحال تماما ، لكن يجب أن يحاول وبإستماتة ، وكلما كان الوقت أبكر ، كلما كان أفضل ، ... جلال ، تعالى ورايا ... خرج أحمد مهرولا وكأن أشباح تتبعه ، ابتعد عن كل الواقفين وخلفه جلال ، ... جدى فين دلوقتى ... ... لسة فى المجموعة ... ... وهشام ... ... معاه ... ... وهيا ... .. سافرت فرنسا امبارح ... ..ونرمين ... ... من الضهر وهى فى النادى ... .. وايه أخبار عيلة سارة .. .. كلهم زى ما هم ، مفيش اى دليل يقول إن الموضوع ده تبعهم ... ... هنشوف لسة واشرف فين ... .. فى اللحظة اللى احنا فيها المفروض انه جاهز مع الرجالة اللى هينقلوا السلاح ... ... معرفش اذا كانت صدفة أن كل ده يتم فى وقت واحد ولا لأ ، وإذا كان يعرف اصلا اللى كنا ناويين عليه ولا لأ ... ... معتقدش ياأحمد بيه ، إحنا واخدين بالنا كويس ، غير أن الكل فى مكانه وجاهزين على التنفيذ لكن محدش خالص يعرف الميعاد لسة ... ... طيب ، اسمعنى كويس اوى ونفذ بالحرف ، إحنا هكمل كل حاجة زى ما هى ، لكن من غير الجزء الخاص بأشرف نفسه ، انا عايزه هنا وحى مش ميت ، وهقولك اذاى وبالنسبة لباقى رجالته كلهم هتكمل عادى ، مش عايز اشملهم ريحة تانى ، اللى جوا مصر واللى برة مصر ... بدا أحمد فى إخبار جلال بما سيفعله ليحضر أشرف لمصر ، .. تمام يافندم ، فهمت ... ... كل ده يتم فى 12 ساعة اللى جاية ، السرعة أهم سلاح نملكه دلوقتى ، خد بالك أن حركتك انت بالذات لازم تكون طبيعية ، فاهم ... اقترب عصام منهم ووقف أمام أحمد وقال ... ناوى على ايه ؟ ... ملكش دعوة باللى انا ناوى عليه ، انت قدامك قضية اشتغل عليها عادى ، إنما انا ناوى ارجع مراتى ، وبطريقتى ... وهم بالحركة من أمامه ، استوقفه بقوله .. متتهورش ياأحمد ، إحنا اتفقنا على كل حاجة واكيد هنعرف مكانها ... .. جرى ايه ياحضرة الظابط ، انت نسيت احنا بنتعامل مع مين ولا ايه ، هى مين دى اللى هترجع بعد ما تخلص اللى هتعمله ... اتم جملته وتحرك من أمامه ، استقل سيارته ، وهذه المرة أمرهم أن يكون وحده مع السائق، وأمره أن يتجه من فوره لمقر المجموعة ، أمسك بهاتفه واتصل بمها .. ياهلا ياهلا ، التيليفون نور ياصاحب السعادة ... ... ازييك يامها ... ... إيه ده ، فى ايه ، مال صوتك ... ... اسمعينى يامها من غير جدال ، تعالى البيت دلوقتى ، وخليكى مع نور والبنات عشان لوحدهم ، واكيد هتلاقيهم قلقانين ... .. لوحدهم ليه ، هى سارة فين ؟ صمت أحمد لثوانى حتى أعادت سؤالها مرة أخرى ... سارة فين ياأحمد ؟ ... معرفش يامها ، اختفت ومعرفش مكانها ... كان دور مها أن تصمت حتى تستوعب الإجابة ثم قالت بتردد وبدأت الدموع تتجمع فى عينيها دون إرادة منها ، ... اختفت يعنى ايه ، سارة فين ياأحمد ؟ ... ارجوكى يامها ، أول ما هعرف اى حاجة هقولك ، الكل بيدور عليها ، البوليس وانا ورجالتى ، أرجوكى تمالكى نفسك عشان الولاد ، وأنا هبقى اطمنكم ... ردت مها وصوتها دليل واضح على أنها بدأت تبكى بالفعل ... حاضر ياأحمد ، هروح حالا .. ثم صمتت لثانية وقالت ... احمد ، أرجوك ، رجع سارة ، رجعها بأى شكل . ... حاضر يامها ... ثم أغلق الهاتف وسند رأسه للكرسى خلفه واغمض عينيه وهو لا يصدق انه من الممكن أن يفقدها بهذه السهولة ، لا يراها مرة أخرى بعد أعوام من البحث عنها ، بعد فرحته بها وبعودتها لمكانها فى حياته ، وصل للمجموعة ، خرج من السيارة وأسرع الخطى متجها مباشرة لمكتب جده ، دخل المكتب ويبدوا على وجهه قتل أحدهم أن حاول الاقتراب منه ، دفع الباب دون حتى أن يطرقه ،ودخل فجأة ، انتصب جده واقفا فور رؤيته ، ووقف هشام هو الآخر ومعه اثنان آخران ، تعلقت عينه بعين جده لثوانى معدودة دون كلام ، وكان الموقف واضح لجميع الواقفين ، فاستأذن الاثنان الاخران ، أما هشام مازال مكانه ، قال أحمد دون أن يلتفت لهشام .. اطلع برة ياهشام ... حول هشام عينه لجده الواقف كما الصنم وعينيه معلقة بعينى حفيده لم يفترقا ، فزع على صوت أحمد الذى صاح فجأة بصوت عالى ... قلت اطلع برة ياهشام .. أزعن لما قال دون أن ينطق بكلمة ، فأحمد الآن يبدوا كالطور الهائج ، يقتل كل من يقف بطريقه ، قال أحمد وهو يقترب خطوة تلو الأخرى ... من يوم ما جدتى ماتت وانا مبسمعش كلمة حد فى الدنيا غيرك ، كلامك أوامر عندى ، الحقنى ياأحمد ،،، حاضر ياجدى فلوس ياأحمد ،،، اتفضل ياجدى فلان الفلاني اذانى ياأحمد ،،، ينتهى ياجدى انت وريثى ياأحمد ،،، وماله ياجدى الحق ابن عمك ياأحمد ،،، عينى ياجدى ارجع واستقر فى مصر ياأحمد ،، اتنيلت ورجعت ياجدى ، ليه بقى ؟ ليه استكرت عليا حتى انى أحب واعيش ، عملتلك ايه هي ، عشان تحاول تقتلها ودلوقتى تخطفها .. كان الرجل بالفعل كالصنم ، لا يرد ولا يتحرك أمام هجوم حفيده عليه الذى كان محقا فى كل كلمة قالها ، ... رد عليا ، اكتشفت أخيرا انى مليش مكان جواك اصلا ، انا بالنسبالك مجرد آلة للحفاظ على اسمك مش اكتر ، صح ، ولا انا غلطان ؟ سارة فين ياسليم باشا ؟ بهت الرجل من سؤاله ، وتلجلج فى الرد عليه ... معرفش ، انا معرفش عنها حاجة والله ، انا يمكن فعلا اتفقت على قتلها قبل كدة ، بس والله ما أعرف أن كل ده هيحصل ياأحمد ، وأنها هتيجى فيك انت ، لكن دلوقتى معرفش عنها حاجة ، انا لسة عارف من هشام حالا والله ... ... والله ،انت تعرف ربنا أساسا ، تعرفه ، عارف انا فكرت كتير اوى هعمل ايه فيك على اللى انت عملته فيا ، انا قدامك متكتف ، مش قادر أئذيك للأسف ، إنما باقى الكلاب اللى انت اتفقت معاهم ، ورب الكعبة ما هرحمهم ، هخلص عليهم واحد واحد ، وعجلوا بموتهم باللى حصل ليها دلوقتى ، بس والله ، والله ، والله ، لو عرفت ان ليك يد المرة دى فى خطفها ، ما هرحمك انت كمان ، ولا أى مخلوق أن كان ، مراتى لازم ترجع ، وسليمة كمان ، وإلا هتحول لكتلة نار هتنهي عليكم كلم ، وهتخرب كل حاجة اكتر ما هى خربانه ... ثم مد يده وأخرج CD من جيبه والقاه على المكتب انام جده وهو يقول ... الCD ده فيه الخراب اللى بقى فى مجموعتك اللى عشت عمرك تبنى فيها ، من هنا وجاى مليش علاقة بيها ، انا كدة خسرتنى خلاص ، دور على حد غيرى ، واللى مشارك فى المجموعة بيه هعرف اخده اذاى عشان اضيعهالك اكتر ما هى ضايعة ... اتم كلامه واستدار خارجا ، وعندما وصل للباب ، التفت له وقال ... أنت اكتر واحد على ضهر الأرض دى عارف قد ايه انا مبرحمش حد يقربلى او يأذينى ، كنت بتفكر اذاى وفى ايه عشان تعمل كدة ، للدرجادى كبرت وخرفت ومبقتش عارف انت بتعمل ايه ونتيجته ايه ، تعادينى بالشكل ده ، وتحط ايدك فى ايد اكتر واحد عايز ينهيك ويدمر المجموعة وتتجوز أخته ، انت فعلا اتجننت. .. خرج وتركه فى حالة من الدمار النفسى والعقلى التام ، كل كلمة قالها أحمد كان محقا تماما فيها ، كيف يفعل هذا بنفسه وبحفيده العتيد وبمجموعته التى عاش عمره يبنى فيها ، ................................................... وصلت سيارة أحمد للفيلا، لم يستطع دخولها وهى يعلم انها ليست موجودة ، وهو عاجز تماما عن اعادتها، حتى أنه لا يستطيع مواجهة اختيها وابنها ، دخل الفيلا المجاورة ، صعد للغرفة المقابلة لغرفتها و التى تعود أن يراقبها منها ، جلس على كرسى أمام الشرفة يراقب الشباك المغلق الذى لا يعلم أن كانت ستفتحه بنفسها مرة أخرى أم لا ، طرق جاسر الباب أكثر من مرة ولم يجد إجابة ، فقد رأاه وهو يدخل بسيارته ، وهو فى فيلا سارة ، مع مها والبنات ، فتح الباب ودخل ، تحرك باتجاه الكرسى الذى يجلس عليه أحمد حتى وقف أمامه، توقف تماما وتجمد جسده واصابه الذهول مما الحالة التى رأاه عليها والتى لم يراه ابدا . أحمد منهار تماما ، يبكى بالدموع ، ينعى حبيبته التى فقدها للتو ، والذى يجلس الآن عاجزا عن اعادتها ، يتبع ... "
"ذكريات إمرأة ......... الفصل الثالث والأربعين ... أمن البوابة اتصل وبيقول أن أحمد نور الدين برة والأمن فتحله. .. انتفض سليم من رقدته وهو يقول ..، ايه ، أحمد ،،، هنا ، اذاى ، عرف منين ... قام من على السرير بسرعة ووقف فى الشباك ،، كانت سيارة أحمد قد دخلت الفيلا ، ومنع الامن باقى السيارات من الدخول ، ترجل أحمد من السيارة ، فى حين أن الجد يقف قبالته فى الشباك ، تعلقت عين كل منهما بالآخر لوقت طويل ، ابتسم أحمد ابتسامة انتصار مع سخرية بجانب فمه ، وتوجه لباب مبنى الفيلا ، أما الجد فعلى وقفته ، ووضع كلتا يديه على حافة الشباك وهو لا يصدق أن أحمد بدأ يتوغل فى حياته بهذا الشكل ، معنى ذلك أنه يتابعه منذ وقت ، وما يقلق حقا أن يكون علم ما هو أكثر من ذلك . دخل أحمد من باب الفيلا بعدما فتح له الخادم ، وقف فى الصالة الكبرى قبالة السلم المؤدى للدور الثانى ، وقف واضعا كلتا يديه فى جيبى بنطاله وانتظر نزول جده ، نزل جده بخطوات متثاقلة ووقف قبل ان ينتهى السلم بثلاث درجات ، وقف بمواجهة أحمد وكل منهم يتطلع للأخر بنظرة غير مفهومة ، تقف نرمين خلف ستار المدخل المؤدى لغرفتها تتابع الموقف بين العملاقين، قطع أحمد خط الصمت والنظرات الذى بناه كل منهما فى لحظات ، قطعه بقوله ... سليم باشا ، سليم باشا ، سليم باشا نورالدين ، رجل الاقتصاد الأول ، اسمه بس يهز عالم رجال الأعمال كله ، كلمته بتمشى على بلد بحالها ، ليه ؟ ليه ياجدى ؟ ليه سرى ؟ وليه عرفى ؟ لو قلت أنك هتتجوز ، مين كان يقدر يقولك لأ ولا عشان هى قد احفادك .... ... أنت هتحاسبنى ياأحمد ... ... لأ طبعا مقدرش ، لا انا ولا غيرى ، وهى دى الفكرة ، فليه بقى ... رفع سليم وجهه بترفع وأكمل نزول السلم و، مر من جانب أحمد وقال ... تعالى ... واتجه إلى أحد الأبواب المغلقة ، وتبعه أحمد ، كانت غرفة مكتب واسعة وراقية جدا ، جلس سليم على مكتبه ، اختار أحمد كرسى بعيدا نسبيا عن المكتب وجلس عليه ووضع قدم فوق الأخرى ، وهذه اول مرة يفعلها وتعمدها ليرى رد فعل جده عليها ، لاحظها الجد ، وتعمد هو الآخر التجاهل ، وهذا ما اقلق أحمد فعلا ، فلم يتعود هذا التجاهل من جده الا اذا كان يريد تجنب الصدام معه ، ... إيه اللى جابك هنا ياأحمد ، انت عرفت وخلاص ، جاى ليه ؟ . ... بتهزر ، صح ، جاى اشوف مرات جدى ... ... أحمد. .. ... عيون أحمد ... ... الزم حدودك واتعدل فى الكلام ، متنساش أن انك اتجوزت من ورايا وغصب عنى كمان ... ... عشان كدة كنت عايز تخلص منها ... تلجم سليم وتجمد جسده تماما ، وخلى وجهه من أى تعبير فقط عينيه متعلقة بأحمد بنظرة فارغة متفاجأة دون أن يرد ، ولم يزد أحمد كلمة بعد سؤاله ، فقط انتظر ليرى رد الفعل ويسمع ما سيقوله ، مجرد صدمته من السؤال وصمته بهذا الشكل الذى لم يدوم إلا لحظات و الذى بالطبع كان على غير ارادته أكد لأحمد انه متورط فى الامر ولو من بعيد حتى لو بالعلم فقط ، تمالك الرجل نفسه وابتلع مفاجأته فى لحظات معدودة ، ورد عليه ... تقصد ايه ؟ ... طول عمرك ياجدى بتحاول تخلص من اى واحدة ست تدخل حياة اى واحد فينا على غير إرادتك ، ومنكرش انك بتعرف وباحتراف كمان لكن عمرك ما فكرت فى القتل ، اشمعنى المرة دى ومعايا انا بالذات .... ... أنت بتخبط تقول ايه ، قتل ايه اللى انت بتتكلم عنه ؟ وقف أحمد وعيناه فاضت بعتاب قاتل لجده وقال ... ولا حاجة ، اعتبرنى هيست ، الحادثة والغيبوبة أثروا على عقلى ... ثم اقترب منه بخطوات بطيئة ونظرة متحجرة ، وبيده اليمنى أمسك طرف ظهر الكرسى الذى يجلس عليه جده ، وأداره للخلف ليكون جده مواجه له ، ثم انحنى ليكون وجهه قريبا من وجه جده لا يفرقهما إلا سنتيمترات بسيطة ، ومازالت يده ممسكة بظهر الكرسى ، وقال بصوت منخفض نسبيا ولا يسمعه إلا جده ، ... بس اللى عايزك تتأكد منه انى مش هرحم اى مخلوق له يد فى اللى حصل ، سواء كنت أنا المقصود أو هى ، واعتقد انك عارف كدة كويس .... ثم اعتدل و تركه وخرج دون حتى إلقاء السلام عليه ،تركه وسط حالة من الذهول والغضب ، الآن هو متأكد انه يعلم شيئا عما حدث ، أن لم يكن قد علم كل شئ ، خرج أحمد من باب غرفة المكتب ، وهو فى طريقه للخارج ، وجد نرمين تقف فى منتصف السلم ، عندما رأاها توقف وتطلع عليها ، كانت نظرته خالية من أى دلالة أو تعبير ، فهو لا يعرفها ولا يهتم من الأساس ، أما نظرتها هى فقد كانت مختلفة تماما ، فقد حملت لمحة من تحدى وشماتة غير مفهوم أسبابها ، وامائت برأسها كتحية له ، كانت مجرد حركة ونظرة منها لكنها أعطته نبذة صغيرة عن صاحبتها ، تركها وخرج ، وعندما وصل للسيارة ، كان جلال ينتظره بجانبها ، قال له وهو يدخل السيارة وجلال يتبعه ، ... البت دى مش سليمة ، فيها حاجة غلط ، قلب وراها كويس ، وترد عليا بسرعة ، ... حاضر يافندم ... وبشأن ما حدث منذ قليل فقد تعمد أحمد أن يخبر جده بشكه فيه ، أراد منه أن يتوتر أو يقلق أو على الأقل يتخذ اى إجراء احتياطى ولو بسيط ضد أحمد ، كل الأماكن حوله مراقبة الآن ، حتى منزل زوجته الحالية ، تم مراقبة وزرع ميكروفونات فى كافة أنحاء المنزل إلا غرفة المكتب ، فسليم يغلقها بمفتاح وكالون محكم ولا يتم فتحها إلا وهو موجود ، وهذه المرة قد فعلها أحمد بنفسه ، فقد زرع الميكروفون فى ظهر الكرسى عندما كان يديره بجده ليواجهه ، وكانت هذه هى الطريقة الوحيدة لدخول هذه الغرفة . معنى ذلك أن اى رد فعل لجده سيكون على علم به فورا . وقد كان ، ارسل سليم طالبا هاتفه من الدور العلوى واتصل من فوره بهشام ، ... الو ، ايوة ياهشام ، انت قابلت أحمد اليومين اللى فاتوا ،، يعنى معرفش منك اى حاجة ،، اذاى ؟ أنا متأكد انه يعرف حاجة ، ده تقريبا كدة كان بيهددنى ، كان ناقص يقولها مباشرة ،، ماشى ،، كلم الحيوان ده واتأكد منه وتكلمنى تانى تعرفنى ،، انا مستنيك ... وضع الهاتف على المكتب سند على المكتب بزراعيه ،واحتوى وجهه بكفى يديه ، وهو يفكر فى شيئا واحدا ، ماذا سيفعل أحمد أن علم أنه المسؤول عن إطلاق الرصاص عليه حتى وإن كان المقصود هى ، فهو مهتم بها هى أيضا ، وقد يكون انتقامه هو نفسه أن كانت هى من أصيب . دخلت زوجته من الباب بعد أن طرقته ، ودون أن يرفع رأسه قال ... سيبينى دلوقتى يانرمين ، مش عايز أتكلم خالص ... عادت أدراجها مرة أخرى دون أن تفهم شيئا وتركته وحيدا يفكر فى رد فعل احمد وما سيفعل حياله . ........................................... بدااية الغيث قطرة ، وقد كانت هذه المكالمة هى القطرة التى ارادها أحمد ليتأكد ، لينهمر بعدها غيث ما حدث بالكامل، ، فقد كان جالسا فى السيارة ، لم يصل للبيت بعد ، كان يستمع لمكالمة جده مع ابن عمه وهو فى قمة الغضب الممزوج بالإحباط ، فقد تمنى أن تكذب كل الأدلة التى جمعها وتدين جده ، والآن هشام هو الآخر ، ومن يدرى من أيضا معهم فى هذا ، الآن أهم أفراد عائلته هم من ارادوه ميتا أو حتى أرادوا زوجته هكذا ، المهم انه سيف الخيانة ، وقد طعن به وقد فات الأوان ، وممن هم من دمه . ......................................... كانت تجلس فى الشرفة تنتظره ، انتفضت فور رؤية ضوء السيارة من بعيد ، اقتربت من حافة السور لتراه أفضل ، فضوء الحديقة خافت جدا ، والرؤية البعيدة من خلاله مستحيلة ، اقتربت السيارة حتى توقفت امام الباب نزل من السيارة ورفع عينه لها ، وقف لدقيقة عينيه متعلقة بها ، وهى أيضا، صدمها ما رأته فى عينيه ، هذه النظرة لم ترها منذ سنين ، بل الأصح انها لم ترى هذه النظرة إلا مرة واحدة فقط على مدى سنتين عاشتهم معه فى منزله و 10 شهور زواج ، يوم وفاة جدته . لن تنساه ابدا فى هذه الليلة ، كان وجهه كما تراه الآن ، مزيج من الحزن والضياع والغضب ، وياليتها قد استطاعت التخفيف عنه رغم أنه اخبرها انها بالفعل قد فعلتها . انتظرته حتى يصعد لها ، لكنه لم يفعل ، وكما فعل منذ سنوات وهو على نفس الحالة ، فضل الجلوس وحده و اتجه لمكتبه ، ألقى بجسده على الاريكة ، سند ظهره للخلف واغلق عينيه ، دخلت سارة بهدوء ، جلست بجانبه ، رفع رأسه ، وتطلع لها ، ثم عدل وضعه ونام ووضع رأسه على فخذها واخفى وجهه فى خسرها وهو يقول ، ... انا تعبان اوى ياسارة ، هدينى ، هدينى ياسارة ، ساعدينى أبطل تفكير ، قولى اى حاجة ، مع انى أشك انى اللى فى دماغى ده يطلع .. أرادت أن تشتت عقله فعلا عما يدايقة ، فهى تكاد تكون واثقة انه يحمل فى قلبه وعقله ما تحمله الجبال ، ... أنت بتتحدانى ... نظر لها بجانب عينيه وابتسم ابتسامة صفراء دون معنى ، أكملت هى ... قوللى الأول ، انت ليه شايفنى صغيرة وضعيفة ... ... أنا، بالعكس انت مش عارفة اصلا انا شايفك اذاى ، ليه بتقولى كدة ... ... اللى جواك حابسه ومداريه عنى كأنى مش هقدر أتحمل اسمع أو اعرف ... ... ابدا والله ياسارة ، كل الحكاية انى شايف انه كفاية عليكى اللى فات ، خليلى انا اللى جاي ... ..، وأنا مش عايزة كدة ، مش عايزاك تعزلنى وتفصلنى عنك لمجرد انك خايف عليا ، انا عايزة أكون معاك فى كل حاجة ، شاركنى واحكيلى ، أمال انا مراتك وشريكة عمرك اذاى ، ولا انت اصلا ناوى تعاملنى زى ما كنت بتعاملنى زمان ، كل اللى بينا سرير وبس ... اتسعت عيناه و انتفض معتدلا وعلا صوته وهو يقول .. سارة ... ... إيه ، مش دى الحقيقة ، لما كنت بشتغل عندك ومكنتش بتقوللى حاجة ، قلت ماشى ، يقولك ليه ، دا انتى مجرد واحدة بتشتغل عنده ، وبعدين بقيت مراتك ، صحيح اتفقنا أن محدش يسأل حد عن الجزء التانى من حياته ، وميطلبش منه معلومات مش عايز يقولها ، بس برده كنت بزعل اوى ، لما بتسكت متتكلمش خالص وانت مدايق أو زعلان من حاجة ، ناوى على المعاملة دى دلوقتى ياأحمد ... مد يديه وجذبها لحضنه ، ضمها ليهدئها برغم انه هو من كان منذ دقائق من يحتاج لتهدئه وتخفف عنه ، رفعها واحتوى وجهها بين يديه وهو يقول بحنان ... ياعبيطة ، انتى بقيتى عمرى كله ، مش قاصد اخبى حاجة ، انا بس خايف عليكى والله ، اللى عندى تقيل ومش سهل ابدا ، خلينى اشوف هعمل ايه الأول وبعدين هحكيلك.... رفعت كتفها كالاطفال وهى تقول ... مليش دعوة ياسيدى ، انا عايزة اعرف كل حاجة ، مش يمكن تكون عارف واحدة عليا ولا حاجة ، الحق نفسى من الأول ... ضحك أحمد ضحكة صافية وبقهقهة عالية جدا ، اسعدتها ضحكته حقا ، فقد ربحت التحدى ، قال وهو يضحك ... الستات هم الستات ... ... عندك حق ، وأن كيدهن عظيم ... تطلع لها باستفسار ليفهم مغزى جملتها ، فابتسمت وأكملت ... أنت اتحدتنى انى مش هقدر اخفف عنك ولا هقدر اشغلك عن اللى بتفكر فيه ، وادينى قدرت ، تنكر ... استمر ينظر لها فى دهشة دون أن يتكلم ، هى فعلا قد فعلتها ، ببعض كلمات منها اخرجته من حالته وشتت ذهنه عما كان يفكر فيه ، بل وجعلته يضحك من قلبه ، ضحك ضحكة بقهقهة أعلى واطول مما سبقتها وهو يرفع المسند الجانبى للاريكة ويلقيه عليه ، قررت أن ترده ليكملا مزاح ، لكن صوت تنبيه الاميل على اللاب أخرجهم من حالتهم هذه ، قام أحمد له وتبعته سارة من قلقها بعد تغيير ملامحه فجأة ، فتح اللاب ليرى الاميل ، كان اللاب مغلق على آخر نافذة مفتوحة وهو الملف الذى أرسله جلال له عن جده وزوجته وفى أعلاه صورتها ، انتفضت سارة وتبدلت ملامحها فور رؤية الصورة د وقالت برعب ... استنى استنى ، مين دى ، وايه اللى جاب صورتها هنا ... ... أنتى تعرفيها ... ... قوللى الأول ، مين دى وايه علاقتك بيها ؟ ... أنا معرفهاش ، أول مرة اشوفها انهارضة ، تبقى مرات جدى ، وأول مرة اعرف انى جدى متجوز انهارضة بس ، ... ... مرات جدك ، ازاى ، مستحيل ، وصلها ازاى دى ، ووافق يتجوزها ازاى اصلا ... ... مين دى ياسارة ، وتعرفيها منين ؟ ...ا انا أعرفها عز المعرفة ، دى نرمين ، اخت جوزى اللى مات ، تبقى أخت أشرف اللى انا كنت بحكيلك عنه انهارضة .... يتبع" "ذكريات إمرأة .............. الفصل الرابع والأربعين ... مين دى ياسارة ، وتعرفيها منين ؟ ...ا انا أعرفها عز المعرفة ، دى نرمين ، اخت جوزى اللى مات ، تبقى أخت أشرف اللى انا كنت بحكيلك عنه انهارضة .... ..إيه ، بتقولى ايه ، انتى متأكدة من الكلام ده ... ... متأكدة ايه بس ياأحمد ، بقولك كانت عمتى أخت جوزى ، وكانت عايشة معانا فى نفس البيت كام شهر وبعدين صمموا يسفروها تعيش مع أشرف بعد اللى حصل ... ... هو ايه اللى حصل ؟ ترددت سارة قبل أن ترد ، فهى تعودت أن لا تخوض فى الأعراض ، استعجلها أحمد فى الرد عندما رأى تمهلها فى الرد ، ... ما تتكلمى ياسارة ، الموضوع مش سهل ، دا فيه دم ... رفعت سارة عينيها له وقالت بتردد ... هو جدك ممكن يطلقها لو عرف عنها حاجة مش كويسة ... ... ياالله ، الموضوع مش فى جدى خالص دلوقتى ، دا واحد عنده اكتر من 70 سنة متجوز حت بت مكملتش 30 ، وبتسألى اذا كان هيطلقها ولا لأ ، ما تنطقى ياسارة ... ... أصلها ، أصلها كانت منفتحة شوية ، لأ شويتين تلاتة ، تسهر وتسكر ومصاحبة شوية عيال زبالة ، والغريب أن أهلها مكانش عندهم اى مشكلة فى كدة ، وكانوا دايما يقولوا سيبوها تعيش سنها ، لحد ما وصلت للمخدرات ، المهم انها صاحبت واد سيس كدة ملوش لازمة من شلتها ، واتقدملها ورفضوه ، وعشان تجبرهم انهم يوافقوا اتفقت معاه انها تحمل منه وفعلا نفذوا، وجات قالتلهم انها حامل ، مش عايزة اقولك على اللى حصل ، صقتوها وحبسوها ، وتانى يوم الواد مات فى حادثة ، خبطتوا عربية والفاعل مجهول ، وبعدها بأسبوع سفروها تعيش مع أشرف ، ومشفتهاش تانى ، حتى فى العذا ووقت تقسيم الميرات ، ولما سألت عليها قالولى انها اتجوزت .... كان أحمد يستمع لها وهو منصت تماما لما تقول ، وعندما أنهت كلامها فتح اللاب مرة أخرى وفتح العقد العرفى ، ثم قال بصوت عالى ... نرمين ناصر محمود ... ردت سارة ... ايوة ، نرمين ناصر محمود السعدنى ... ... كدة الموضوع ده خد شكل تانى خالص ... ... موضوع ايه ... ... لأ ولا حاجة ، متخديش فى بالك ، هى سناء فين ... ... سناء ايه ياأحمد ، الساعة 11 ، مشيت من بدرى ... ... طيب ممكن بعد اذنك تعمليلى فنجان قهوة. .. ... ممكن طبعا ، دقيقتين ... خرجت سارة واتصل أحمد بجلال ... اسمعنى كويس واحفظ اللى هقولهولك ونفذه بالحرف الواحد ... ................................... بعد أسبوعين خلالهم تجنب أحمد تماما لقاء جده أو حتى هشام ، كان هدفه الأساسى زرع الرعب فى أنفسهم طوال هذه الفترة ، وبالطبع متابعة دقيقة لتحركات لجميع بل ومراقبة صوتية لكل مكان من الممكن أن يتواجد فيه أحدهم ، الجد أو هشام ، نرمين ، أو هيا ، والأهم من ذلك كلف فرقة خاصة من مجموعة محترفين فى المراقبة والمتابعة ، سافروا لألمانيا لمراقبة أشرف السعدنى نفسه ، والتبليغ بتحركاته واجتماعاته وكل ما يتم معرفته عن أعماله المشبوهة ، أما حياة سارة كانت عبارة عن روتين حركى بين إدارتها لمراكزها وبين اهتمامها بابنها واختيها ، لكنها بدأت تتذمر من غياب أحمد المستمر عن البيت ، لا يعود إلا فى ساعة متأخرة ويخرج صباحا مبكرا جدا ، حتى فى الأوقات التى يقضيها معها ، يكون شارد تماما ، وكأنه فى عالم آخر ، لكنها قررت الصبر حتى ينتهى من أزمته التى لا تعرف عنها اى شئ . ........................................... فى مكتب أحمد داخل مقر مجموعة نورالدين الاقتصادية ... أنت متأكد من إلى بتقوله ده ياأحمد .. ... الكلام ده فيه هزار ، تجميعة كل الخيوط والأحداث كلها بتقول كدة .... .. ده كدة يبقى الحكاية أكبر بكتير من محاولة قتل سارة ... ... قتل سارة ده كان الطعم اللى حطوه فى عقل كدة ، اقنعوه أن ده الحل عشان أفضى للمجموعة وأرجع تحت أيده مرة تانية ، وللأسف وافق ، لكن الحقيقة أكبر واقبح من كدة بكتير ، انا الهدف الأساسى من الحكاية دى كلها ، مش بس كدة ، المجموعة بالكامل مستهدفة ، عن طريق الحيوان هشام ، والسافلة اللى معاه ... ... هيا ... .... مين غيرها ، كل اللى جمعته فى الأيام اللى فاتت اكدلى ده ، هيا هى همزة الوصل الأولى بين هشام واشرف ، وهى اللى سهلت كل الاتفاقات اللى تمت ، الانكت بقى من كل ده ، نرمين وحكاياتها ... ... نرمين مين .. ... البنت اللى اتجوزها جدى ... ... أه ، اخت أشرف .... .. بالظبط ، البت دى كانت عبارة عن زرعة فاسدة فى حياة جدى ، تبلغ كل تحركاته ، بل بالعكس ده هى اللى بتحركه اصلا ، الغريب بقى انها مسجلاله كل اتفاقاته ، مع هشام ، ومع عيلة سارة ومع أشرف نفسه ، ومخبية كل التسجيلات دى فى خزنة فى بنك ، زى ما يكون كانت بتجهز انها توقعه بعد ما يخلصوا منى ، غير كدة ، البنت دى كانت متجوزة قبل كدة ، تخيل مين ؟ ... مين ؟ ... سام جريجوري. .. ... سام ، الاسم ده انا سمعته قبل كدة ... ... طبعا سمعته ، سامر الجيزاوى ، نسيته ولا ايه ... ... أاه ، صاحب علاء الله يرحمه ... ... بالظبط ، وهو إللى ضيعه بعد ما وصله لمجموعة المافيا اللى اشتغل معاهم ... ... متقوليش انها جاية تنتقم منك بعد ما قتلت سام معاهم وانت بتنتقم لعلاء ... ... ده اكيد ، اصلا قليلين اوى اللى كانوا يعرفوا أن انا اللى خططت ونفذت حكاية قتل الناس اللى قتلوه ، بس واضح ان هم عرفوا ومش عايزين يسيبوا اللى حصل يعدى ... ... يانهار اسود ، دى اتعدت بشكل مستحيل .. ... متقولش اتعدت دلوقتى ... ... إيه لسة فى تانى ؟ ... واضح انهم شغالين من سنين من غير ما أحس بيهم ، المجموعة خربانه بالذات المصانع الجديدة ، توريدات مش حقيقية وعقود وهمية ، واختلسات وملفات اختفت ، بلاوي سودا مليا المجموعة ، وكلها تمت فى اخر 6 شهور ... .. اذاى ده حصل ... ... بتسألنى انا ، انا هتجنن ، مبقتش شايف قدامى ومش عارف كل ده هيتصلح اذاى .. ... وجدك فين من ده كله ، واعمامك وولاد عمك ... ... ههههههههه ، اعمامى وولادهم اول المختلسين ، كلهم قرروا انهم ياخدوا حقهم قبل ما استلم انا كل حاجة ، منها يخربهالى ومنها يبقى ضمنوا حاجة ... ... وانت هتعمل ايه فى كل ده ؟ ... لازم امشى بالاولويات ، رأس الأفعى الأول ، وبعد كدة بقية جسمها ، إنما الخساير المادية أمرها سهل ، الناس اللى سببوا الخساير دى هم اللى هيتعلموا الأدب ، مهما كانوا قريبين منى ... صمت أحمد لبرهة وكأنه ارهقه الحديث عما يحدث ، وما اعتلى قلبه من خيانة كل من حوله . وصمت جاسر معه لثوانى ثم قال ... وسارة ، عارفة الحاجات دى ؟ انتفض أحمد عند ذكر اسمها وقال ... لأ ، سارة لأ ، متعرفش اى حاجة ، ومش عايزها تعرف اى حاجة ، كفاية اللى هى شايفاه وكفاية انها متحملانى وانا فى الحالة دى ، إياك تقولها ياجاسر ، إياك ، خليها فى أمان دلوقتى لحد ما أشوف هعمل ايه ... ... يابختها بيك ياصاحبى ، وربنا معاك فى اللى بيحصل ، لو فى حاجة اقدر اعملها قوللى ... ... ليك دور ، متقلقش ، بس لسة مجاش .... خرج جاسر من مكتب أحمد وهم الدنيا فوق رأسه مما يحدث لصديق عمره ولا يعلم كيف يساعده ، ... ازييك ياجاسر ... انتفض جاسر وتوقف فجأة ، وكأنه لم يرى القادم امانه مما يدور فى عقله ، ... إيه اتخضيت كدة ليه ... ... ابدا ، كنت سرحان شوية .... ... ده طبيعى ، مش خارج من عند أحمد ، هو إللى بيخرج من عنده بيبقى كدة ، سرحان وتايه. .. ... مش للدرجادى ياهشام .... ... لأ وحياتك ، واكتر من كدة كمان ، هو فاضى ... ... والله معرفش ، روح وشوف ، بعد اذنك ... اتجه جاسر للأسانسير وعين هشام تتبعه حتى أغلق الباب ، استدار بمواجهة باب مكتب سكرتارية أحمد ، وتحرك وهو ممتعض وكأنه لا يريد الدخول . ........................................ حاولت السكرتيرة منعه من الدخول لكنه تخطاها ودخل دون حتى أن يطرق الباب ، كانت جينا تجلس مع أحمد على طاولة الاجتماعات الموجودة فى أحد جوانب مكتبه ، يتناقشون فى المهازل التى وجدت فى المجموعة ، ... إيه ده فى ايه ... ... يعنى ايه فى ايه ، ازاى سكرتيرتك تمنعنى ... لم يرد عليه والتفت لجينا وقال ... نكمل بعدين ، واللى قلتلك عليه اعمليه ، اتفضلى انتى ... فى الوقت الذى قام أحمد واتجه لمكتبه ، وقفت جينا وجمعت ملفاتها وهمت بالخروج ، مرت من بجانب هشام ورمقته بنظرة لم تعجبه ، وتدايق منها ، خرجت جينا واغلقت الباب واتجه هشام لمكتب أحمد ، ... أنت موصى مدخلش مكتبك ولا ايه ؟ ... بلاش هبل ، كل الحكاية انى مبلغها متدخلش حد لحد ما اخلص اجتماعى مع جينا ... ... أه ، جينا ، انا جايلك عشان كدة ، عرفت اللى هى عملته انهارضة .. ... أه عرفت ، هى قالتلى ... ... قالتلك انها كسرت كلامى أدام الموظفين ... ... وإن ايه دخلك فى دواخل المصنع أساسا ، انت مش مسؤوليتك متعلقات التصدير ... .. هى دى المشكلة بالنسبالك ... ... أه طبعا ، جينا مكانى ، وبتنفذ اوامرى انا بس ، وفى غيابى ليها كل الصلاحيات ، وكل واحد يلتزم بمكانه ياهشام ... .. وجدك عارف الكلام ده ... ... متفرقش كتير ، كلامى انا اللى هيمشى ، روح قوله لو عايز .... ... بقى كدة ياأحمد ، افتكر أن انت اللى بدأت ... والتفت هشام ليخرج فى الوقت الذى قال أحمد فيه بعدما أدار كرسيه وأعطى ظهره لهشام ، .. مش انا اللى بدأت ياهشام ، اللى بعمله ده مجرد ردود ، ولسة بدرى على نهايتها ... التفت هشام له مرة أخرى وهو يقول ... تقصد ايه بالكلام ده ... ... روح ياهشام ، روح شوف وراك ايه ... خرج هشام وعقله مبهوت بجملة أحمد الأخيرة التى لا يفهم منها إلا أنه يعرف ما كان ، كل يوم عن الآخر يتأكد له أنه فى دايرة الخطر الآن ، لكن أن كان يعلم حقا لماذا لا يتكلم ويخبر الجميع ويتتقم ، لما هذا الصمت القاتل ؟ .......................................... أكمل أحمد يومه وككل يوم لن يعود إلا فى ساعة متأخرة ، يتعلل بالإرهاق كعادته ليهرب منها ومن التساؤلات التى تملأ عينيها بالنوم . لكن هذه المرة لن يحتاج للهروب ، فى الساعة الثالثة عصرا ، اتصل جلال بأحمد وهو متردد فى نطقها ... الو ، ايوة ياأحمد ليه ... .. همممم ، فى ايه .. .... دكتورة سارة .... انتفض أحمد وانقبض قلبه وهو يقول ... مالها ... ... أنا آسف يافندم ، إحنا دورنا عليها فى كل مكان و مش لاقينها. .. يتبع" "ذكريات إمرأة. ..............الفصل الخامس والأربعين أكمل أحمد يومه وككل يوم لن يعود إلا فى ساعة متأخرة ، يتعلل بالإرهاق كعادته ليهرب منها ومن التساؤلات التى تملأ عينيها بالنوم . لكن هذه المرة لن يحتاج للهروب ، فى الساعة الثالثة عصرا ، اتصل جلال بأحمد وهو متردد فى نطقها ... الو ، ايوة ياأحمد ليه ... .. همممم ، فى ايه .. .... دكتورة سارة .... انتفض أحمد وانقبض قلبه وهو يقول ... مالها ... ... مش لاقينها. .. ... أنت اتجننت ولا ايه ، يعنى ايه مش لاقينها. .. ... اللى حصل يافندم ، جه الميعاد اللى قالت للأمن انها هتخرج فيه ، اتصلوا بسكرتارية مكتبها فى المركز ، قالوا انها خرجت من نص ساعة ، دورنا فى كل مكان ، تيليفونها مقفول ، وعربيتها لسة هنا ، واتصلنا بالفيلا قالوا مرجعتش ... خرج أحمد يجرى بدون وعى منه وعدم اهتمام لنداء من حوله ، اتجه من فوره للمركز الذى كانت فيه ، وجد المكان فى حالة فوضى وقلق ومملوء برجاله ومعهم أمن المركز ، حكت له المجموعة التى كانت تتبعها كل ما حدث ، كان اختفاء تام بدون اى أثر ، تم البحث فى كل مكان موجود فى المبنى بكامله ، وهم متأكدون تماما انها لم تخرج ، يوجد رجلين من رجال جلال ومعهم الاثنان الأساسيين من أمن المركز يقفون على باب المبنى ولا يوجد للمبنى اى مدخل آخر ، فى نفس هذا الوقت قد وصلت قوات الأمن المركزى واحاطت المبنى ودخلته ، كان أحمد يقف مع جلال ورجاله يستمع لباقى ما حدث ، عندما دخلوا ، وفى مقدمتهم العميد عصام لمعى ، وهو المتابع الأول لموضوع أشرف السعدنى سريا مع أحمد ، ... احمد بيه ... ... بنفسك يافندم ... ... طبعا ياباشا ، والقيادة مهتمة جدا ، هو عدى على اختفائها قد ايه ؟ ... فى حدود ساعتين ... وحكى أحمد له باختصار ما وصل له ، فوجه عصام كلامه لأفراد الأمن ، .. يعنى متأكدين أن مفيش اى حد مشكووك فيه خرج أو دخل من المبنى ... .. لأ ياباشا مفيش ، حتى مفيش حالات جديدة دخلت انهارضة ، حالة وفاة واحدة ، وكان بقالها 4 أيام هنا فى العناية ... رفع أحمد رأسه لفرد الأمن الذى يتحدث ، وقد ذكرته الوفاة بالطريقة التى هرب بها علاء ابن عمه من ألمانيا قبل أن يقتلوه ، فقد رحله فى تابوت على أنه متوفى ، ووجه كلامه لفرد الأمن ... حالة ماتت ؟ وخرجت اذاى من المركز ؟ كان الرجل يرتعش من الخوف وهو يتحدث ممن هم أمامه بمكانتهم ومن الموقف الواقع فيه ، ... فى تابوت ياباشا ، أصل الحالة اللى بتموت عندنا بتتغسل وتتكفن وتخرج على الدفن على طول ... ... والتابوت ده خرج امتى ؟ ... حوالى الساعة واحدة ونص يابيه ... ... أنت شفت الجثة اللى فيه بنفسك ؟ ... لأ طبعا يابيه ، هشوفها اذاى ، الميت له حرمته ، وبعدين المركز فوق اتصل بيا وقاللى أن فى تابوت هيخرج ، وكمان معاهم ورق مخالصة بالحساب ، فعديتهم. .. .. كان مين خارج بالتابوت ده ... ... أهل الحالة يابيه ، مكانش فيهم حد غريب ، بقالهم 4 ايام داخلين خارجين هنا ... ... كانو كام واحد ؟ ... 4 رجالة و 3 ستات تقريبا كدة ... التفت العميد عصام له وهو يتحدث ... تقصد ايه ياأحمد بيه ؟ إنها ممكن تكون فى التابوت ... رد أحمد بثقة كاملة ... هى بالفعل فى التابوت .. ثم التفت أحمد بلهفة لمدير المركز وقال ... مش عنوان الحالة دى عندك ... ... طبعا يافندم ، لازم ناخده وقت الدخول ... ... فى لحظة تجيلهولى ، يلا ... ثم التفت لجلال وقال ... وانت ياجلال هتيجى معايا انت ورجالتك ، وسيبلى هنا 10 يقلبوا المركز ده كله سم سم ، الجثة دى موجودة هنا مخرجتش ... وصل مدير المركز بورقة فيها العنوان وسلمها لأحمد ، خرج يجرى ، وتبعه الجميع بمن فيهم العميد ومعه بعض الظباط وبعض أفراد الأمن المركزى ، انطلق موكب كامل مكون من سيارة أحمد وخلفه أربع سيارات مملوءة برجاله وثلاثة سيارات للأمن باتجاه منطقة السيدة زينب ، وهم فى الطريق وصل لجلال مكالمة هاتفية ، بعدها قال لأحمد ، ... احمد بيه ، الجثة فعلا موجودة فى المركز مخرجتش ، لقوها ورا الغسلات فى اوضة الغسيل بتاعة المركز ، جز احمد على أسنانه وكور أصابع يده بقوة حتى ابيضت مفاصل أصابعه من مزيج الغضب والحزن والقلق الذى يعتلى قلبه الآن ، وهو يقسم فى نفسه أنه سيقتل بيده من فعلها وأنه كان على خطأ فى تأجيل تصرفه ، لكن أولا يجب أن تعود له سالمة ، بعدها قد آن الأوان لإنهاء هذه المهزلة ، كان الأمل الوحيد أمامه أن لا يتمكن من فعلوها من أخذها ، وأن ينتظروا لبعد الدفن لأخذها ، دخل الموكب المنطقة المقصودة فحدث جلبة فى المكان ، المارة توقفوا فى اماكنهم ، حتى حركة سير السيارات بالمثل ، وقف السكان فى الشبابيك والبلكونات ، كان أحمد اول من خرج من السيارة وتبعه الباقين التقط أحد المارة واوقفه ، ... لو سمحت ، فين بيت الست فكرية أبو الفضل عسوى ... ... هو حضرتك جاى عشان العزا ... .. ايوة ، فين البيت ؟ ... فى أخر الشارع على اليمين ، بس مش هتلاقى حد ده مشيوا من بدرى .. ... راحوا فين ؟ ... يدفنوها يابيه .. ... فين المدفن ده .. ... فى مدافن السيدة ... تركه أحمد وعاد يجرى للسيارة ، وأمر السائق أن ينطلق ، وتبعه الجميع ، وصلت السيارات للمدافن ، وكان هناك زحمة للخارجين من المدفن ، يبدوا أنهم اتموا مراسم الدفن ، نزل أحمد واتجه يجرى على مسار العائدين ، وخلفه باقى القوة ، توقف أمام مدفن يقف أمامه عدد لا بأس به من الناس ، يبدوا انهم أهلها ، .. لو سمحت ، انتوا دفنتوها خلاص ، أقصد الست فكرية ... ... ايوة ياأستاذ ، انا ابنها ، حضرتك مين ... لم يرد أحمد عليه ، بل أشار برجاله ، اسرعوا وامسك كل واحد منهم آلة من آلات الحفر الموجودة على الأرض ، وبدأوا الحفر ، غضب أبنائها وتوجهوا لهؤلاء الرجال وهم على وشك الشجار ، فى لحظتها وصلت قوات الأمن التى كانت تتبعهم ، وساد الهرج والمرج فى المكان ، اقترب أحد أبنائها من أحد الظباط ... هو فى ايه يابيه ، إحنا مش فاهمين حاجة ، دا احنا ناس فى حالنا ... .. متقلقش ،إحنا بس شاكين فى حاجة وهنتأكد منها ... ... حاجة ايه يابيه ... ... أصبر وهتعرف دلوقتى .. فتحوا المدفن ، نزل رجال أحمد وتبعهم هو بنفسه وخلفه باقى الظباط ، جرى أحمد على الجثة المكفنة فى الأبيض وهو يصيح بإسمها ... سارة ... ، نزل على ركبتيه ، فك الاربطة من على وجهها وفتح الكفن ، وكانت المفاجأة ، إنها جثة ثالثة ، ليست سارة ولا السيدة المتوفاة ، فتح كل الموجودين فاههم حتى أبناء السيدة الذين تبعوا من دخل المدفن ، صرخ أحدهم ... إيه ده ، دى مش أمى اصلا .. ترك أحمد الجثة من يده ، وهم واقفا وعينيه مازالت عليها ، الآن ضاعت سارة وتضائل الأمل فى إيجادها بل استحال تماما ، لكن يجب أن يحاول وبإستماتة ، وكلما كان الوقت أبكر ، كلما كان أفضل ، ... جلال ، تعالى ورايا ... خرج أحمد مهرولا وكأن أشباح تتبعه ، ابتعد عن كل الواقفين وخلفه جلال ، ... جدى فين دلوقتى ... ... لسة فى المجموعة ... ... وهشام ... ... معاه ... ... وهيا ... .. سافرت فرنسا امبارح ... ..ونرمين ... ... من الضهر وهى فى النادى ... .. وايه أخبار عيلة سارة .. .. كلهم زى ما هم ، مفيش اى دليل يقول إن الموضوع ده تبعهم ... ... هنشوف لسة واشرف فين ... .. فى اللحظة اللى احنا فيها المفروض انه جاهز مع الرجالة اللى هينقلوا السلاح ... ... معرفش اذا كانت صدفة أن كل ده يتم فى وقت واحد ولا لأ ، وإذا كان يعرف اصلا اللى كنا ناويين عليه ولا لأ ... ... معتقدش ياأحمد بيه ، إحنا واخدين بالنا كويس ، غير أن الكل فى مكانه وجاهزين على التنفيذ لكن محدش خالص يعرف الميعاد لسة ... ... طيب ، اسمعنى كويس اوى ونفذ بالحرف ، إحنا هكمل كل حاجة زى ما هى ، لكن من غير الجزء الخاص بأشرف نفسه ، انا عايزه هنا وحى مش ميت ، وهقولك اذاى وبالنسبة لباقى رجالته كلهم هتكمل عادى ، مش عايز اشملهم ريحة تانى ، اللى جوا مصر واللى برة مصر ... بدا أحمد فى إخبار جلال بما سيفعله ليحضر أشرف لمصر ، .. تمام يافندم ، فهمت ... ... كل ده يتم فى 12 ساعة اللى جاية ، السرعة أهم سلاح نملكه دلوقتى ، خد بالك أن حركتك انت بالذات لازم تكون طبيعية ، فاهم ... اقترب عصام منهم ووقف أمام أحمد وقال ... ناوى على ايه ؟ ... ملكش دعوة باللى انا ناوى عليه ، انت قدامك قضية اشتغل عليها عادى ، إنما انا ناوى ارجع مراتى ، وبطريقتى ... وهم بالحركة من أمامه ، استوقفه بقوله .. متتهورش ياأحمد ، إحنا اتفقنا على كل حاجة واكيد هنعرف مكانها ... .. جرى ايه ياحضرة الظابط ، انت نسيت احنا بنتعامل مع مين ولا ايه ، هى مين دى اللى هترجع بعد ما تخلص اللى هتعمله ... اتم جملته وتحرك من أمامه ، استقل سيارته ، وهذه المرة أمرهم أن يكون وحده مع السائق، وأمره أن يتجه من فوره لمقر المجموعة ، أمسك بهاتفه واتصل بمها .. ياهلا ياهلا ، التيليفون نور ياصاحب السعادة ... ... ازييك يامها ... ... إيه ده ، فى ايه ، مال صوتك ... ... اسمعينى يامها من غير جدال ، تعالى البيت دلوقتى ، وخليكى مع نور والبنات عشان لوحدهم ، واكيد هتلاقيهم قلقانين ... .. لوحدهم ليه ، هى سارة فين ؟ صمت أحمد لثوانى حتى أعادت سؤالها مرة أخرى ... سارة فين ياأحمد ؟ ... معرفش يامها ، اختفت ومعرفش مكانها ... كان دور مها أن تصمت حتى تستوعب الإجابة ثم قالت بتردد وبدأت الدموع تتجمع فى عينيها دون إرادة منها ، ... اختفت يعنى ايه ، سارة فين ياأحمد ؟ ... ارجوكى يامها ، أول ما هعرف اى حاجة هقولك ، الكل بيدور عليها ، البوليس وانا ورجالتى ، أرجوكى تمالكى نفسك عشان الولاد ، وأنا هبقى اطمنكم ... ردت مها وصوتها دليل واضح على أنها بدأت تبكى بالفعل ... حاضر ياأحمد ، هروح حالا .. ثم صمتت لثانية وقالت ... احمد ، أرجوك ، رجع سارة ، رجعها بأى شكل . ... حاضر يامها ... ثم أغلق الهاتف وسند رأسه للكرسى خلفه واغمض عينيه وهو لا يصدق انه من الممكن أن يفقدها بهذه السهولة ، لا يراها مرة أخرى بعد أعوام من البحث عنها ، بعد فرحته بها وبعودتها لمكانها فى حياته ، وصل للمجموعة ، خرج من السيارة وأسرع الخطى متجها مباشرة لمكتب جده ، دخل المكتب ويبدوا على وجهه قتل أحدهم أن حاول الاقتراب منه ، دفع الباب دون حتى أن يطرقه ،ودخل فجأة ، انتصب جده واقفا فور رؤيته ، ووقف هشام هو الآخر ومعه اثنان آخران ، تعلقت عينه بعين جده لثوانى معدودة دون كلام ، وكان الموقف واضح لجميع الواقفين ، فاستأذن الاثنان الاخران ، أما هشام مازال مكانه ، قال أحمد دون أن يلتفت لهشام .. اطلع برة ياهشام ... حول هشام عينه لجده الواقف كما الصنم وعينيه معلقة بعينى حفيده لم يفترقا ، فزع على صوت أحمد الذى صاح فجأة بصوت عالى ... قلت اطلع برة ياهشام .. أزعن لما قال دون أن ينطق بكلمة ، فأحمد الآن يبدوا كالطور الهائج ، يقتل كل من يقف بطريقه ، قال أحمد وهو يقترب خطوة تلو الأخرى ... من يوم ما جدتى ماتت وانا مبسمعش كلمة حد فى الدنيا غيرك ، كلامك أوامر عندى ، الحقنى ياأحمد ،،، حاضر ياجدى فلوس ياأحمد ،،، اتفضل ياجدى فلان الفلاني اذانى ياأحمد ،،، ينتهى ياجدى انت وريثى ياأحمد ،،، وماله ياجدى الحق ابن عمك ياأحمد ،،، عينى ياجدى ارجع واستقر فى مصر ياأحمد ،، اتنيلت ورجعت ياجدى ، ليه بقى ؟ ليه استكرت عليا حتى انى أحب واعيش ، عملتلك ايه هي ، عشان تحاول تقتلها ودلوقتى تخطفها .. كان الرجل بالفعل كالصنم ، لا يرد ولا يتحرك أمام هجوم حفيده عليه الذى كان محقا فى كل كلمة قالها ، ... رد عليا ، اكتشفت أخيرا انى مليش مكان جواك اصلا ، انا بالنسبالك مجرد آلة للحفاظ على اسمك مش اكتر ، صح ، ولا انا غلطان ؟ سارة فين ياسليم باشا ؟ بهت الرجل من سؤاله ، وتلجلج فى الرد عليه ... معرفش ، انا معرفش عنها حاجة والله ، انا يمكن فعلا اتفقت على قتلها قبل كدة ، بس والله ما أعرف أن كل ده هيحصل ياأحمد ، وأنها هتيجى فيك انت ، لكن دلوقتى معرفش عنها حاجة ، انا لسة عارف من هشام حالا والله ... ... والله ،انت تعرف ربنا أساسا ، تعرفه ، عارف انا فكرت كتير اوى هعمل ايه فيك على اللى انت عملته فيا ، انا قدامك متكتف ، مش قادر أئذيك للأسف ، إنما باقى الكلاب اللى انت اتفقت معاهم ، ورب الكعبة ما هرحمهم ، هخلص عليهم واحد واحد ، وعجلوا بموتهم باللى حصل ليها دلوقتى ، بس والله ، والله ، والله ، لو عرفت ان ليك يد المرة دى فى خطفها ، ما هرحمك انت كمان ، ولا أى مخلوق أن كان ، مراتى لازم ترجع ، وسليمة كمان ، وإلا هتحول لكتلة نار هتنهي عليكم كلم ، وهتخرب كل حاجة اكتر ما هى خربانه ... ثم مد يده وأخرج CD من جيبه والقاه على المكتب انام جده وهو يقول ... الCD ده فيه الخراب اللى بقى فى مجموعتك اللى عشت عمرك تبنى فيها ، من هنا وجاى مليش علاقة بيها ، انا كدة خسرتنى خلاص ، دور على حد غيرى ، واللى مشارك فى المجموعة بيه هعرف اخده اذاى عشان اضيعهالك اكتر ما هى ضايعة ... اتم كلامه واستدار خارجا ، وعندما وصل للباب ، التفت له وقال ... أنت اكتر واحد على ضهر الأرض دى عارف قد ايه انا مبرحمش حد يقربلى او يأذينى ، كنت بتفكر اذاى وفى ايه عشان تعمل كدة ، للدرجادى كبرت وخرفت ومبقتش عارف انت بتعمل ايه ونتيجته ايه ، تعادينى بالشكل ده ، وتحط ايدك فى ايد اكتر واحد عايز ينهيك ويدمر المجموعة وتتجوز أخته ، انت فعلا اتجننت. .. خرج وتركه فى حالة من الدمار النفسى والعقلى التام ، كل كلمة قالها أحمد كان محقا تماما فيها ، كيف يفعل هذا بنفسه وبحفيده العتيد وبمجموعته التى عاش عمره يبنى فيها ، ................................................... وصلت سيارة أحمد للفيلا، لم يستطع دخولها وهى يعلم انها ليست موجودة ، وهو عاجز تماما عن اعادتها، حتى أنه لا يستطيع مواجهة اختيها وابنها ، دخل الفيلا المجاورة ، صعد للغرفة المقابلة لغرفتها و التى تعود أن يراقبها منها ، جلس على كرسى أمام الشرفة يراقب الشباك المغلق الذى لا يعلم أن كانت ستفتحه بنفسها مرة أخرى أم لا ، طرق جاسر الباب أكثر من مرة ولم يجد إجابة ، فقد رأاه وهو يدخل بسيارته ، وهو فى فيلا سارة ، مع مها والبنات ، فتح الباب ودخل ، تحرك باتجاه الكرسى الذى يجلس عليه أحمد حتى وقف أمامه، توقف تماما وتجمد جسده واصابه الذهول مما الحالة التى رأاه عليها والتى لم يراه ابدا . أحمد منهار تماما ، يبكى بالدموع ، ينعى حبيبته التى فقدها للتو ، والذى يجلس الآن عاجزا عن اعادتها ، يتبع ... "