لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 19 - العشق المُر


     *****************

    دوت ضحكاته المكان في ذات الوقت الذي يريد فيهِ إخبارها بأنه يعشقها بالفعل ولكن هو يعلم جيدًا أنها تعشق غيره فلماذا يتعرف ؟!

    ضحكاته كانت غير عاديه يحاول من خلالها أن يخفي حقيقه عشقه لها

    أشار بيده ليقطع حديثها وهو يسعُل بين ضحكاته قائلاً بجديه مصطنعه

    -هههههه أحبك ؟ أحبك مرة واحدة !!طب قولي إعجاب مثلاً إنما حب هههههه بصراحه ضحكت من قلبي

    -أنا يا ماما لو فكرت أحب وده مش في مخططاتي دلوقت مش هاتكوني أنتِ البنت دي عارفه ليه ؟


    سألته بغيظ مكتوم

    -ليه ؟

    أجابها بكذب

    -عشان مافيش بيتجوز أخته أنتِ بالنسبه لي أخت وبس ياقمر أنتِ حاسه بحاجه غير كده يبقى مشكلتك مش مشكلتي !!

    ثم أضاف وهو يغمز لها قائلاً بحزن عميق

    -سلام يا أختي العزيزة


    تركها تتدب قدميها أرضًا من شدة غيظها لما قاله هي تشعر بحبه وبالأدق تراه يجب عليه الأعتراف

    كي تصفعه وتأخذ بثأرها أمام الجميع

    ذلك الزين سوف يخرب كل مخططاتها الشيطانيه

    لن تتركه حتى يعترف

    وهذا رهان أخذته بينها وبينه

    إما يعترف أمام الجميع أو تعتذر له وعليه أن يختار إما أن يقبل الإعتذار أو يطلب منها أن تعترف للجميع

    بما كانت تفعله

    هذا الرهان يُشكل خطرٍ كبير عليها ولكن هي ما أرادت هذا السابق

    لتتحمل نتيجته إذاً والتي من الممكن أن تفسد عليها حياتها ولكن كانت ثقتها بنفسها وجمالها كبيرة

    لنرى ماذا يحدث في الأيام المقبله .....؟!!!


    *****************

    (في سجن النساء )

    وضعت رأسها على الحائط تشكو حالها إلى الله تريد الخروج من هذا المأزق تعلم أن مافعلته نتيجه ضعفها

    نتيجه صمت دام خمسة وعشرون عامًا

    لماذا تحزن الآن ؟

    هي تعلم جيدًا إذا خرج الأب من هذه الوراطه لن يعود ولا ينظر إليها

    إنه أناني مغرور متكبر يعشق المال أكثر من أبنائه

    زوجته ضعيفه الشخصيه

    كل ماتستطيع فعله أن تقول كلمه واحدة (حاضر)

    تخشى غضبه على أبنائها

    كانت عصمت تتذكر أيامها تبتسم تارة وتبكى تارة

    ظلت على هذا الوضع حتى غلبها النعاس

    وذهبت في سبات عميق ...!!!


    ********************

    (في معسكر الجيش )


    مدد جسده المتعب على سريرها وضع كفه تحت رأسه والأخرى على بطنه يحرك أنامله بسرعه ليخفف من غضبه وحزن عليها

    كان يظن أنه هو من ذج بها في السجن وأكن هي تنفي هذا ترى من الذي فعل هذا ؟

    هي تعلم وترفض إخباره لماذا !!

    زين يفعل كل ما بوسعه حتى يأخذ حقه

    أخبر "سلمان" زين الحقيقه قبل أن يغادر المنزل

    أخبره بأن والده مات عندما كان يحاول والده أن يخبره شئٍ كل مايتذكره قاله له صدق أم لم تصدق هذه هي الحقيقه

    فلاش بااااااااك

    —————

    -زين عايزك في موضوع


    ارتدى نظارته الشمسيه وهو يستقل سيارته الفارهه قائلاً

    -لو عايز تعرف حاجه قضيه عصمت أحبك اقولك إن لسه جلستين تاني عن إذنك


    سأله بحزن عميق

    -مش عايز تعرف أنا إزاي كُنت السبب في موت باباك


    نظر إليه وتحدث بتحذير

    -عارف لو أتكلم تاني في الموضوع ده تبقى أنت الجاني على نفسك


    استقل "سلمان " السيارة وتحدث بجديه

    وهو يضع يده على القرآن الكريم وأقسم بصدق قائلاً

    -أ قسم بـ أيات الله إن أي حرف من ال هاقوله ده لا هايخرج بره ولا حد هايعرفوا لحد لما ربنا ياخد أمانته

    أسمعنى مرة واحدة بقلبك وألغي عقلك ال عايز ينتقم من أي حاجه وكل حاجه ليها علاقه بـ أبويا


    حدقه بعينه التى لو كانت ناراً لجعلت "سلمان " رماد في التو والحال ترددت الكلمات بين شفته وراح يقول بتلعثم

    -قصدك إيه ؟

    -قصدي إن أنا وأنت عارفين إن أمي كانت بتحب عمي

    وكانوا متفقين على الجواز بس عمي غدر بيها

    -سلماااااااان كفايه لحد كده أنت مش عارف حاجه

    قاطعه بحده قائلاً

    -لأ عارف كل حاجه وبصراحه كده مش عايز أتكلم في لأن لو عايز أتكلم كُنت أتكلمت وأثبت إن مليش ذنب في موت أبوك وقت ماكنت خطفني وبدل ما أموت أنا تعرف الحقيقه وخلاصنا وأمك ال أنت خايف الناس تعرف إنها عايشه دي كُنت عرفتهم إنك ابنها هي من ال مكتوبه في الورق وال حتى أخواتك لحد دلوقتِ ما يعرفوش حاجه


    وضع رأسه على مقعد القيادة

    وتحدث بحزن عميق قائلاً

    -ولا حد هايعرف ماحدش فيهم فكر أساسًا يسأل عنها

    -عشان ماحدش يعرف يا زين ماحدش يعرف حاجه أبوك

    من بعد ولادتك ماكنش راضي بكتبك لحد لما تخرج من الحضانه كُنت بتموت وقلبك وقف مرتين

    -ياريتني كُنت موت وأرتاحت من العذاب أنا في ده

    -ماتقولش كده يازين ربنا عمل كل ده عشان تكون أنت سبب في رجوع كل حاجه لاأصلها

    -طب وحق أمي والعذاب ال هي في ده ها يخلص إمتى ؟ أبويا كان بيحب واحده غير أمي وأمي كانت بتعشق التراب ال بيمشي عليه رافضه تعترف إن بيحب غيرها حتى ابنها الوحيد اتكتب بـ اسم مراته الجديدة ولعب في الأوراق عشان يحافظ على شكله قدام عياله

    ماحدش فكر فيا أنا عايز إيه

    ربت " سلمان " على كتف

    "زين" وهو يقول بحزن

    على حال إبن عمه

    -كله هايعدي وهاتفتكر الأيام دي وتضحك عليها من قلبك بس أنت أصبر وخليك قوى أنا ماكنتش عايز أقولك الحقيقه بس خفت تاخد حد بذنب أنا مامعملتوش وده أكتر إحساس مش عايز أحس بي عن إذنك يا إبن عمي ..!!!

    أوقفه وهو يهتف بصوتٍ مبحوح قائلاً بحزن

    -سلمان

    -نعم ؟

    -ياريت ال حصل ده


    قاطعه وهو يقول بصدق

    لو كُنت عايز أقوله ماكنتش سكت لحد دلوقتِ إحنا زمان كنّا بناكل من نفس الطبق ونفس الرغيف

    يحرم عليا ال دار بِنَا ده حد بعرفه مين ما كان يكون حتى لو لسه بنقف ضد بعض في المحاكم سلام يا إبن عمى ......!!!

    بااااااااك

    فاق سلمان من شروده على نكزات خفيفه في كتفه من أحد أصدقائه وهو يقول

    -فوق يا سلمان الكابتن "عثمان " عايزك

    -حاضر هاروح أهو


    بعد مرور خمس دقائق

    وقف سلمان أمام "عثمان" يؤدي التحيه العسكريه

    أشار عثمان ليجلس "سلمان " مقابلته قائلاً بجدية

    -حضرتك عايزني ؟

    -اه يا سلمان كُنت عايز أتكلم معاك شوية وياريت نتكلم بدون حواجز أوالقاب

    -خير يا عثمان ليه كل المقدمات دي

    -من غير مقدمات كتير كدا أنا ال بلغت عن عصمت


    أحتضنت عيناه جهنم رمقره رمقه جعلته يحترق

    كان لا يتحمل تلك النظرة الغاضبه كاد يتحدث ولكن قاطعه سلمان وهو يضرب بقضبته على سطح المكتب

    قائلاً بغضب

    -إنت إزاي تسمح لنفسك تعمل كده !!!؟ بأي حق !!


    قاطعه بحدة مماثلة

    -بحق القسم ال أنا حلفته بحق إن قلت هاحافظ مصالح الشعب عمك كان قرش وسط رجال الأعمال وكان


    قاطعه بغضب متسائلاً -

    وهي ذنبها إيه ؟!


    أجابه بحزن

    -وهو ده ال قهرني إنها ملهاش ذنب لكن في نفس الوقت

    ماينفعش أسكت عن الحق

    -ضميرك مرتاح دلوقتِ خلاص الفساد ال في البلد خلص كله مابقاش في عمي وبنته المسكينه ؟!

    -لو كل واحد هايفضل يقول الكلمتين دول يا سلمان يبقى البلد عمرها ما هاتتقدم لازم كل واحد يرجع الفساد وال بيفسد يمكن يمكن حالها يكون أحسن من كده

    قدم "سلمان" التحيه العسكرية

    وراح يقول بتحذير

    -يبقى اسمح لي أمشي وأرجع معسكري عشان ال بيحصل ده ضد القانون وياريت ماتتكلمش معايا تاني عن إذنك


    خطى خطوات سريعه نحو الباب فتحه وقبل أن يخرج

    تحدث بجديه

    -على فكرة عصمت قالت لي إن بلغ عنها واحد ماتعرفوش وإن لو عرفته ها تشكروا شكرًا يا كابتن عثمان


    ثم صفع الباب خلفه بقوة شديدة كاد أن يكسره

    ترك "عثمان " بين عتاب نفسهِ تارة وتثبيته على موقفه وإنها على صواب تارة


    ********************

    (في منزل النشار القديم)

    وقف "حسام "في شرفه الردهه ينهى بعض الإجراءات اللازمه قبل سفره إلى "لندن "

    وضعت أمامه فنجان القهوة وقسمات وجهه تعبر عن حزنها الشديد

    أغلق الهاتف وهو يقول بسعاده

    -الحمد لله كده كل حاجه تمام ناقص تذكرة السفر

    -ماشي

    قالتها "قمر" بغيظٍ مكتوم

    وهي تعقد يدها أمام صدرها

    رفع حسام حاجبه الأيسر بتعجب قائلاً

    -هو إيه ال ماشي ؟ قمر مالك ؟


    لم تستطع "قمر " التحمل أكثر من ذلك

    تحدثت معه بغضب شديد قائلة

    -يعني تغيب يومين وماعرفش عنك حاجه ودلوقتِ بتقول إنك مسافر بعد ماخلصت كل حاجه وتقول في الآخر مالك

    لو أنا ال عملت كده كُنت قلت كده بردو

    قاطعها بحدة مصطنعه قائلاً

    -كُنت قطعت رقبتك

    ثم أضاف بجدية

    -بس أنا عارف إنك ها تعذرني لما تعرفي أنا رايح لندن ليه


    سألته بفضول

    -ليه ؟


    أجابها بجديه

    -في واحد صاحبي محامي ومتخصص في القضايا الصعبه هاروح أعرض عليه قضيه عصمت يمكن ربنا يكرمها وتخرج قبل رمضان

    -وده ينفع ده فاضلعلى رمضان أسبوع ؟

    -أتمنى من الله ياقمر أنا كلمته وهو قال هايشوف الورق ولو لقى أي ثغرة هاياخد القضيه لكن مقفله قوي هايرفض أدعي لها

    -ربنا يفك كربها يارب

    أضاف بتحذير قائلاً

    -قمر أوعى تقولي لحد مين ماكان يكون عشان لا قدر الله الموضوع فشل نفضل زي ماحنا وتيتاوماما ميزعلوش

    -حاضر ياحبيبي متخافش


    صمت لبرهه ثم قال بقلق

    -مش عارف أتاخرت كده ليه !!

    -مين دي ؟!

    -ماما طلبت منها تيجي هنا لأن جاسر وحازم مسافرين بسبب الشغل واللغطبه ال حصلت وطول الوقت قاعدة لوحدها قلت أنا كمان هسافر وماحدش هاياخد باله منها لكن هنا هاكون مطمن أكتر

    -متقلقش زمانها على وصول

    *****************

    (مكتب زين النشار )

    كان ينهي أعماله في مشقه وتعب

    يريد أن ينسى كل شئٍ عنها صوتها جمالها عنادها حتى ضحكاتها يريد نسيناها ولكن كيف وهي لاتفارق طيات عقله

    وضع القلم على الملف وقال بنفاذ صبر

    -وبعدين بقى هاتخرجي من بالي ولا هاتفضلي موجوده وتعذبي فيا

    ثم أضاف بشوق

    -واحشتيني ووحشني النص ساعه ال بتكلم فيها معاكِ


    وقف من فوق المقعد متجه حيث النافذة فتحها

    وهو يطلق شهيقً طويل ليملئ رئتيه بـ الهواء لعله يهدئ من نيران قلبه

    عاد إلى واقعه المرير طرقات مساعدته الخاصه

    دخلت بعد أن إذن لها بالدخول لتخبره بأن زوجه عمه

    تريد مقابلته

    عاد إلى مكتبه وهو يقول بصوت أجش

    -وسيباها بره ليه؟ دخليها حالاً

    -حاضر يافندم


    بعد مرور دقائق دخلت زوجه عمه وجلست وهي تتحدث برجاء

    -أنا عارفه إن أنت مش عايز تشوفني بس أنا جايه واقعه في عرضك


    قاطعها قائلاً بعتاب

    -ماتقوليش كده يا مرات عمى أنا زي إبنك بالظبط

    وعمري ما هانسى حنانك وطيبتك عليا

    -طب أرحمنى وخرج عصمت من القضيه يا زين عصمت ملهاش ذنب أرجوك


    نظر إلى ملف موضوع على سطح المكتب وضعه أمامها وقال بصدق

    -الملف ده في كل حاجه ممكن تخرج عصمت من القضيه بس للأسف مش هاينفع أقدمه دلوقتِ

    -ليه؟!

    -عشان أنا محامي الخصم يبقى ازاي أدافع عنها اسمعيني يا مرات في ال ها قوله ده كويس عصمت مظلومه وده أنا عارفه كويس بس في نظر القانون متهمه

    اصبري وإن شاء الله عصمت هاتكون قدمك خلال شهور


    شهقت وهي تضع يدها

    على صدرها بفزع قائلة ببكاء

    -شهور ده عصمت ممكن تموت فيها

    -ماتخافيش عصمت قوية وأظن هي أستحملت حاجات كتير قوي يعني تقدر تستحمل كام شهر


    هزت رأسها بستسلام قائلة

    -لله الأمر من قبل ومن بعد ربنا يهونها عليها وهي وال زيها يارب عن إذنك يا أبني


    سألها بتعجب وهو

    يقف خلف مكتبه

    -على فين بس أنتِ ماشربتيش قهوتك أنا فاكر إنها مظبوط مش كده


    ابتسمت له وهي تربت على كتفه قائلة

    -ربنا يحميك يا أبني عمر الحنيه ماتروح يمكن تتضيع وسط زحمه الحياة لكن تروح من القلب أهو ده ال مستحيل يحصل معلش يا زين أنا هاشربها مع جدتك في بيت النشار

    -طب ثانيه واحدة هالبس الچاكت وأروح معاكِ تيتا كانت عايزني

    ******************

    (في منزل النشار القديم )

    تجمعت العائلة في شقه الجدة

    وضعت "قمر" القهوة أمام الجميع ماعدا "زين"

    رفض أن تصنع له قهوة

    أغتاظت من رفضه المستمر لها في أي شئ تقدمه

    دلف المطبخ وصنع لنفسه فنجان

    سألته بغيظ مكتوم

    -طب ما أنا عملت لك واحدة ليه رفضتها

    أجابها بهدوء

    -أنا حر

    -واللهِ إنشاالله عنك ماطفحت

    -لمى لسانك بدل والله العظيم اكون معرفك مقامك كويس

    ثم أضاف متسائلاً

    -مالك هاتموتى ليه ها عملت لك إيه ؟

    أجابته بغرور

    -هههههه أنت تعمل لي أنا فوق لنفسك ده أنا قمر النشار ومتنساش الرهان ال بيني وبينك

    سكب فنجان القهوة وهو يبتسم لها قائلاً

    -رهان إيه ده يابت ال هاعمله مع واحدة زيك أنتِ هبله

    قاطعته بتحذير وهي توجه سبابتها أمام عينه قائلة

    -زين أوعى تقول عليا بت تاني مرة أنت فاهم !!


    وضع كفه أمام سبابتها

    وقال بغضب مماثل

    -متحاوليش تستفزيني عشان كده غلط وياريت تتطلعي من دماغي

    -مش قبل ما تعترف قدم الكل بأنك بتحبني

    -ونارك هتبرد ساعتها

    -ايوة عشان الكل يعرف حقيقتك المتسخبيه


    أمسكها من معصمها وجرها خلفه كالبهائم

    وقف بها في الردهه وقال بغضب شديد

    -لو سمحت ياجدعان الكل يسمعني عشان أنا تعبت ولازم الكل يعرف قمر عايزة إيه


    قطب حسام حاجبيه وقال بتعجب

    -هو في إيه ياقمر ؟!

    أجابته بكذب

    -مافيش بس زين كان يعمل


    قاطعها زين وهو يقول بغيظ

    -وكمان كدابه بجد ما شفتش كده


    سأله حسام بنفاذ صبر

    -هو في إيه ياجدعااان

    أجابه

    -في إن الأستاذة قمر عايزني أقولك إن أنا .....!!!!!


    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال