لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 30 - العشق المُر


     وقف الطبيب يشرح لهم وضعها الذي مازال في خطر

    الجميع لايصدقون ماحدث

    تنهد الطب وقال بجدية وعملية

    -إحنا عملنا ال علينا والحالة كانت متأخرة للأسف ازاز العربية دخل في عيناها وسبب لها العمى ودخلت في غيبوبة ربنا وحده ال يعلم هاتخرج منها إمتى وهي حاليا في العناية المركزة

    صاح الجميع بفزع

    -لأاااااا

    بينماجذب سلمان الطبيب من ياقة قميصه محاول خنقه قائلاً بغضب شديد

    -إنت بتقول إيه ؟ أنا عاوز أختي ترجع لي فاهم

    حاول الطبيب فك قبضته ونجح في فكها وتحدث بين أنفاسه المسموعة قائلاً

    -أستاذ سلمان دي محاولة شروع في القتل وواضح جدًا إن حد لعب في فرامل العربية أنا لسه مكلم المقدم" كريم المحمدي" تقدر تسأله وتفهم منه كل حاجه عن اذنكم

    كاد أن يقع ولكن سندته "صبا " بيدها

    وهي تربت على كتفه بحزن قائلة

    -أقف على رجلك ياسلمان لسه المشوار طويل مع قمر

    نظر إليها بشرود وقال بعدم تصديق

    -اخويا كان عاوز يقتلني وقمر فدتني بروحها ؟ !!! كل دا ليه عشان الفلوس الله يلعن ابو الفلوس ال تخلي الأخوات تقتل بعضها ياترى قمر هاتعمل إيه لما تعرف ال حصل

    ظل يحدث نفسه كثيرًا كيف وأين فعل سليم كل هذا

    ثم تذكر تحذيرات شقيقه" سالم "دائما له

    بينما هو سحب مقعد وجلس أمام فراشها

    أشارت الممرضة بكفها قائلة بهمس

    -خمس دقايق بس عشان مش عاوزة مشاكل هنا

    أومأ برأسه بالإيجاب قائلاً بخفوت

    -حاضر

    تركته يعتباها على مافعلته به كاد يتناول يدها بين راحه يده ولكن تذكر رفضها من قبل لعدم ملكيته لها وأعتبرت نفسها ملكية خاصة لزوجها وحبيبها "حسام"

    وضع يده على رسغه وقال بحزن

    -إيه بقى عاوزة إيه تاني ؟ بتحبي حسام وقبلت بتعذبي فيا وسكت بتطلبي مني ابعد عنك عشان حسام وقلت حاضر اتنازلت عنك عشان شفت في عينك حب لوحد تاني كل دا مش مكافيكِ عاوزة تخلصي عليا خاااالص عاوزة تسيبني لوحدي مش كفاية أمي ؟ ليه كل ال بحبهم بيرحوا ويسبوني لو رحتي مني مش هاستحمل

    عشان خاطري أرجعي ونوري السماء ياقمر

    دلفت الممرضة غرفة العناية المشددة وقالت بخوف

    -لو سمحت كفاية كدا الدكتور جاي دلوقتِ

    -حاضر بس من فضلك معاكِ رقمي عاوزك تتطمنني عليها دايما وطلب أخير مش عاوز حد يعرف إن كُنت هنا

    -حاضر بس اتفضل حضرتك دلوقت

    ألقى نظرة أخيرة إليها ليطمئن بها قلبه الممزق عليها

    هتف من بين شفته بخفوت

    -بحبك

    *******************

    (في قسم الشرطة )

    جلس على المقعد مقابلته وتحدث وهو يضع رأسه بين كفيه قائلاً بحزن

    -أنا ال عملت كدا أنا ال سمعت كلامها

    -هي مين ؟

    -مراتي ال ماتت نتيجه افعالها وسبتني أنا في الوجع لوحدي

    -يعني إنت بتعترف إن إنت ال دبرت الحادث وأجرت حد يقطع فرامل العربية

    -أيوة بعترف

    -عندك أقوال تانيه ؟

    -لأ

    -طب أتفضل أمضي هنا

    وقع "سليم " على أقواله وخرج من غرفة المحقق

    وجد "سلمان" يلكمه عدة لكمات تركه يفعل به مايريد

    تركه يقتله كما قتل شقيقته

    كان وجهه ينزف بشدة تحفظت الشرطة على سلمان

    الذي كان في حاله من الغضب يريد الإنتقام يريد قتله

    ولكن قتله لا يُطفئ النيران المشتعلة بصدره

    تم إطلاق سراحه بعدذلك

    عاد إلى المشفى من جديد ليجلس بجانب شقيقته التي تجلس حول أجهزة لابأس بها

    الجميع تحت ضغط كبير لايعرفون كيف ومتى يخرجون منه

    أرسلت "صبا" إلى "حسام" صورتها بين الأجهزة

    وكتبت

    (الإسعاف بتقول آخر حاجه قالتها حسام أرجع يمكن تكون سبب وترجع لنا تاني )

    لم يرسل لا اي رد أغلق هاتفه وعاد إلى أرض الواطن

    وقلبه كاد أن يخرج من صدره

    تجمعت الصحافة والإعلام حول المشفى لتعرف اي شئ عنها

    دلف المشفى وهو يحاول جاهدًا أن يحافظ على هدوئه

    الجميع يجلس في ردهه المشفى وتحديداً أمام العناية المشددة

    دلف غرفة العناية دون أن يتحدث كلمة واحدة

    نظر إلى الأجهزة ثم نظر إلى الأوراق الملعقة على فراشها

    كانت مستقرة ولكن مازالت في (غيبوبة )

    وقف صديق "حسام" وتحدث وهو يربت على كتفه بحزن

    -المشوار لسه طويل شد حيلك وخليك مؤمن بالله

    -ونعم بالله

    ذهب الطبيب وترك "حسام" يجلس أمامها وتحدث وهو يتناول يدها ليطبع عليها قبلة خفيفه قائلاً بحزن

    -يعني مش عارفة توجعي قلبي وتقولي البُعد هايعرفك قيمتي تقومي عاوزة تحرقي وتبعدي خالص من الدنيا

    ينفع كدا ؟

    ثم أضاف بتذكر

    -شفتِ نسيت كُنت هاقولك جبت إيه ؟ جبت لك فستان الفرح بس لسه فاضل لي يومين ويجي مانا كُنت عامل مفاجاه وجاي بعد يومين عشان نتجوز يالا بقى ياقمري أرجع لي

    مر وقت كثير عليه وهو يتحدث معها

    ذهب من الغرفة ليتوضئ ويؤدي صلاة الفجر

    وعاد لها من جديد بعد أن دعى لها كثيرًا في صلاته

    ولو شئنا الدقة بكى من أجلها هبطت دموعه في السجود

    دعى الله وقلبه كاد أن يتمزق

    ذهب الجميع من المشفى بعد أن أمرهم "حسام" بعد إصرار شديد منه بذلك

    بينما هو نظم وقته مابين الصلاة وزيارتها كل خمس دقائق ياله من حبيب صادق ووفي لها وقف بجانبها في احلك الأوقات

    كان يغلبه النعاس وهو يجلس على المقعد وعائد رأسه مستندا على الحائط ....!!!!

    ********************

    (في منزل جميلة الشرقاوي )

    ياماما بتقولي إيه مكرم مين دا ال عاوز يتجوزني مكرم الشربيني بتاعنا ؟!!!


    قالتها "جميلة " وهي تسير في الغرفة ذهابا إيابا

    غير مصدقة ماقالته والدته وشقيقتها

    أجلستها والدتها على الأريكه وقالت بنفاذ صبر

    -ماهو أسمعي لما أقولك الواد تعب بجد أنتِ عارفه إن هو بيحب يتكلم معايا وأعترف لي بحبك بس كان خايف من ترفضي وماترجعيش تتكلمي معاه زي الأول أنا قلت ياواد لمح لهازيمكت تفهم يمكن تحس والبعيدة مافيش خاااالص


    قم أضافت شقيقتها بسخرية قائلة

    -دا مصر كلها فاهمة وأنتِ لسه مافهمتيش ؟!!!!

    -أنا ومكرم طب ازاااااي ؟!!!!!

    -يالهووووووي زي الناس هو كان أخوكِ وإحنا مانعرفش ؟

    -لأ بس إحنا صحاب طول عمرنا ازاي نبقى متجوزين


    أشارت والدة "جميله" إلى ابنتها وقالت بجدية

    -شيماء روحي أعمل لي فنجان قهوة وأعملي لأختك كمان

    خرجت "شيماء" من الغرفة بعد أن مزاحتها قائلة

    -ماتقولي أنك عاوزها في كلمه سر ومع ذلك حاضر أحلى قهوة عشان العروسة وأمها


    نظرت والدة "جميلة " إلى ابنتها الشاردة وقالت بهدوء

    -جميلة أنا وأنتِ عارفة انك كُنتِ بتحبي زين لو لسه في في قلبك حب لي صارحيني وقول لي

    تنهدت بقوة وهي تنظر إلى والدتها تحدث معها وهي

    تقعص شعرها على شكل (كحكه ) قائلة بصدق

    -عاوزة الحق ياماما أنا أعترفت لنفسي إن عمري ماحبيبت زين مش بس كدا لأ كمان عمري ماكُنت بحس معاه أحساس الحبيبه ال ملهوفة أو غيرانه على حبيبها

    يمكن كانت شخصيته غامضة وكتومه ودا ال خلني أحب أعرف عنه كل حاجه وال أترجم عندي غلط وفهمت إنه حب بس طلع عكس مدّا تمامًا


    تنهدت بارتياح وهي تتحدث بجدية ممزوج بـ رجاء

    -جميلة ياحبيبتي عشان خاطري فكري في عرض مكرم ليكِ ونصيحه مني خُدي ال بيحبك وماتاخديش ال بتحبي هايتعبك زين مش من توبنا

    قاطعتها بسخرية

    -وهو مكرم من توبنا أنتِ ناسيه هو إبن مين دا إبن محمد الشربيني ال

    قاطعتها والدتها قائلة بفخر

    -وال كان ابوكِ الله يرحمه سبب في العز دا كله هو ال وقف جنبه وعمله واحد

    ثم أضافت بحزن

    -بس للأسف طلع ناكر للجميل

    -ماما هو مكرم هايقول إيه لـ باباه

    -مش عارفة بس هو لسه منتظر منك أنتِ الرد وبعدها هايكلمه

    -هو مكرم فين ؟

    ابتسمت لها وقالت بخبث

    -إيه وافقنا

    -لأ بس عاوزة اتكلم معاه واحط النقط على الحروف

    -طب ياختي هو المستشفى عشان بنت عم زين عملت حدثه


    نهضت من فوق الأريكه وقالت بصوتٍ مرتفع

    -يا نهار ألوان وأنتِ ماتقوليش حاجه زي كدا ياماما عن أُذنك

    -راحه فين ؟

    -هاروح أشوفها سلام ياتعبة قلبي دايما

    مصمصت الأم شفتيها بسخرية قائلة بتوعد

    -والله ماعارفه مين تعب قلبي التاني بس وحياتك عندي لتكوني لـ مكرم ومش لحد غيره هو دا ال أقدر اطمن معاه عليكِ ٠٠٠٠!!!!!


    ذهبت "جميلة " إلى غرفتها لتلتقط هاتفها المحمول من على المنضدة نظرت بجانب الهاتف وجدت دفتر صغير كانت تدون به بغض الأشياء الهامه

    وذات مرة دونت خاطرة صغيرة وكأنها تعاتبه فيها

    تفكر بها وتفكر بغيرك

    تعشقها وتعشق غيرك

    قلبك يتمزق عليها

    وقلبي يتمزق عليك

    حبى لك لعنة ولاأعرف كيف أتخلص منها

    وحبك لها نعمه تحمد الله عليها

    ماهذا القدر

    لاأريد منك سوى نظره واحدة فقط

    واعدك أنها تكون

    نظرة الأعتراف لك

    ابتسمت بطرف فمها ثم قامت بتمزيقها إلى قطع صغيرة وألقت بها في صندوق القمامة

    ذهبت من الغرفة وهي تضع الهاتف على أذنها في انتظار الرد من مكرم


    ****************

    (في سجن النساء )

    كانت تجلس على فراشها وهي تضم ركبتها أمام صدرها وتضع عليهم جبينها

    -مالك ياجميلة ؟

    قالتها إحدى السجينات وهي تجلس على حافة الفراش

    رفعت رأسها وقالت بقلق

    -سلمان

    -ماله سلمان ؟

    -بقالوا أسبوعين من ساعه آخر مرة كان هنا مجاش

    -مش بمكن راح الجيش

    -لأ كان بعت لي لما بيروح الجيش ببجي هنا ويعرفني أنا حاسه إن في حاجه حصلت ماحدش خالص جه الزيارة النهاردة

    -هي فعلاً حاجه تقلق بس ممكن تكوني زعلتي من غير قصد وهو

    قاطعتها قائلة بحزن

    -لأ ياجنات عمري مازعلت سلمان وكمان آخر مرة جه وطلبت منه يروح فرح آسر وتيم ال كلمتك عنهم ولادعمى

    تنهدت ثم نظرت لها وقالت بحنو

    -متزعليش ربنا وحده ال يعلم إيه ال حصل لهم أنا خارجه بكرا وإن شاء الله هاخرج عليهم وأبلغهم ال أنتِ عاوزه


    كففت دموعها بظهر يدها وقالت بعتذار

    -أنا آسفه ضعيت لك فرحتك بخروجك قول لي مين متسنيكِ بكرا ؟

    -بابا وماما وخالتوا وكل ولاد عمي وكل ولاد خالتي وكل

    قاطعتها متسائلة بعدفهم

    -أنا مش فاهمه هو مش أنتِ بتقولي ملكيش حد خااالص يبقى ازاي بقى ؟

    دوت ضحكاتها المكان حتى أدمعت عيناها الزرقاء

    كففت دموعها وقالت بسخرية ممزوجة بحزن

    -يا عصمت بقى لو ليا أهل كُنت نمت في على الأرض في كل محل شوية وفِي الآخر أدخل السجن بتهمه السرقة والتهمة الأساسيه هو إن صاحب المحل اتحرش بيا وأنا فقعت عينه

    ربت على كتفها بحنان قائلة

    -معلش نسيت الموضوع دا أنتِ كدا مالكيش مكان تنامي في صح ؟

    -هاتصرف أرض الله واسعه ومش هاغلب في نومتي

    شردت لثوانٍ ثم جذبت ورقه وقلم وكتبت عليه عنوانه ثم وضعت الورقة أمام عيناها قائلة بجدية مصطنعه

    -ممكن أطلب منك طلب

    -اتفضلي

    -دا عنوان إبن عمى وعاوزكِ تروحي هناك وتسألي عنهم وتعرفي إيه الموضوع وتدي له الجواب دا

    -بس كدا أعتبري الموضوع أنتهى ويالا بقى أحسن البنات عامله حفلة ولازم أحضرها دا فرحي ال لسه مجاش

    -ههههههههه طب يالا ياختي

    ******************

    (في العناية المشددة )

    أغلق "حسام" كتاب القرآن الكريم ثم قبله ووضعه جنبًا

    نظر إليها وتحدث كعادته

    -وبعدين بقى ياقمري هو أنا مش صعبان عليكِ وحياتي عندك قومي أنتِ أقوى منها بكتير

    طب أقولك أديني اي أشارة أنك سامعني

    مرت ثوانٍ وهو يراقبها وقلبه يناجي الله أن تسمعه حقًّا

    ضغطت بخفه شديدة على يده

    هز رأسه بعدم تصديق وقال بـ رجاء

    -قمر قمر لو سامعني أعملي اي حركه أقولك دوسي مرتين على إيدي


    يمر الوقت وهو يترقبها جيدًا فعلت مايريد

    قفز من مكانه وخرج من غرفة العناية المشددة ليجلب طقم الأطباء

    هرعوا جميعًا إلى الغرفة

    تم فحص "قمر" والأطمئان عليها

    الوقت وكأنه أعوام خرج الطبيب المختص وعلى ثغره شبح ابتسامه وراح يقول بجدية وعمليه

    -حمدالله على سلامتها احنا هانعمل الإجرات اللازمه وبعدها هاتتنقل أوضه عادية

    صاح الجميع بكلمات الحمد في آن واحد

    سأله "سلمان" بتوتر قائلاً

    -طب طب وعيناها مافيش أمل ليها

    أجابه بجدية وعمليه

    -مين قال كدا أكيد طبعًا ليها عملية بس للأسف نسبه نجاحها مش كبير

    -كام يعني ؟

    -٤٠٪؜ للأسف

    تركهم الطبيب بعد أن أخبرهم بكل شئ عن حالتها الصحيه

    اما حسام فهو مازال بجانبها لايتركها حتى تعود إلى غرفتها الجديدة وتبدء مهمته الحقيقه في تخطي أصعب مرحله في حياة "قمر"

    ******************

    (في كافترية المستشفى )


    وقفت تبتاع فنجان من القهوة انتظرت قليلاً ثم تناولتها من النادل

    جلس على إحدى المناضد ترتشف القهوة بشرود وهي تنظر من النافذة

    دلف وجلس هو الآخر ليتناول فنجان من القهوة

    أوقفته قبل أن يذهب قائلة بصوتٍ رقيق

    -دكتور مكرم

    التفت إلى مصدر الصوت اتجه إلبها ما أن علم أنها"صباالنشار"

    ابتسم وهو يصافحها أشارت له ليجلس مقابلتها وقالت بـ رجاء

    -ممكن بس يادكتور مكرم خمس دقايق مش أكتر

    -اه طبعًا اتفضلي

    -طبعًا أنا لو قلت كل الأعتذارت ال في الدنيا مش كفايةبس بجد أسفه كُنت حاسه إن

    قاطعها قائلاً بمزاح

    -ليه كل المقدمات دي حصل خير

    ثم أضاف بحنو وشوقٍ لحبيبته التي لم يرأها منذ اسبوعٍ كاملا

    -جميلة إنسانه طيبه وجدعه ومابتزعلش من حد ممكن تاخد جنب لحد لما تهدى لكن بترجع وبتبقى أحسن من الأول

    رأت في عيناه حبه لها لمعت عيناه ما أن تحدث عنها

    ولكن كيف كان يريد التقدم لخطبتي ؟ ليكن لايهم

    قاطعها شرودها قدوم جميلة أشار بيده وقلبه كاد يقفز من صدره ليحتضن حبيبته

    -جميلة جت أهى

    صافحتها ثم جلست تحدثت قليلاً قبل أن ترحل

    علمت جميلة خبر عودة "قمر" إلى الحياة من جديد

    ظل ينظر إليها كثيرًا قاطعته نظراته وقالت بجدية مصطنعه

    -هاتفضل تبص كدا كتير ؟

    -الصراحه آه

    -لا دا إنت حالتك متأخرة خااالص أنا ها روح أطمن على قمر سلام

    مسك يده قبل أن تقف وقال بـ رجاء

    -جميلة عشان في حاجات كتير قووووي لازم نتكلم فيها وبعدها قرري

    ابتسمت له وقالت بصدق

    -أوعدك هانتكلم ونقول كل ال عاوزين نقوله عن أُذنك دلوقتِ

    لم يدعها تذهب بمفردها ذهب معها

    دلفت غرفة "قمر" وأطمنت عليها وجدتها في سبات عميق

    مر أكثر من عشر دقائق وذهبت من المشفى بعد أن بحثت عن "زين" وعلمت أنه في مكتبه

    وقفت أمام المصعد تنتظر قدومه

    تنظر في ساعه معصمها بين الدقيقه والأخرى

    هاهو جاء بعد موعده كالعاده

    أعطى لها معطف حلته لتساعده في ارتداه

    قطبت حاجبيها وهي تتحدث بتعجب قائلة

    -غريبه أول مرة يعني تخليني ألبسك الچاكت

    التفت إليها ثم أشار بيده لتدخل المصعد وقال بحب

    -اتفضلي يا جملتي

    -مكرررررم

    ابتسم لها وقال بصدق

    -عارفه ولا مليون شاعر يقدر يوصف ال أنا في دلوقتِ

    -ايوة بس دا كله حصل إمتى ؟

    -من زمان قوووي من أيام ماكنا عيال كُنت بحبك

    سألته بحزن

    -طب وصبا ال

    أجابها بحزن

    -أرجوكِ بلاش السيرة دي أنا كل ما فكر في ال كُنت ها أعمله ألعن نفسي مليون مرة

    -ايوة بس أنا عاوزة أفهم كل حاجه

    -أوعدك أول لما يجي الوقت المناسب هاقولك كل حاجه لكن دلوقتِ سيبني أقولك بحبك

    -مكرررررم

    -والله العظيم بحبك


    ياجميلتي أعشقك حد الجنون

    فعلت كل مابوسعي كي تعلمي أن قلبي لا ينبض إلا لكِ أنتِ

    حاولت إشعال الغيرة بداخلك وفشلت

    حاولت التقرب منكِ أكثر والأعتراف لكِ بعشقي

    وخشيت أن أخسركِ گ صديقة وحبيبة

    ولكن إلى متى سأظل أخفي عشقي لكِ

    أقسم لكِ أن من اليوم

    أعترف بعشقي مهما حدث

    وعلي مواجهة الجميع والتصدي لهم

    قولي أحبك

    فقط أحبك

    وانتظري ردة فعلي بعدها فـ حبيبك حصنكِ المنيع...!!!!!

    ********************

    (في مكتب زين )

    في عصر اليوم التالى

    كان يجلس خلف مكتبه ينهي بعض الأعمال العالقه منذ فترة طويلة حتى الآن لايعرف عنها شئٍ جديد سوى خروجها من غرفة العناية المشددة يريد رؤيتها كي يطمئن قلبه ولكن حسام لم يترك له فرصه كي يُشبع عيناه من رؤيتها دائما معها لايتركها سوى خمس دقائق

    فقط

    قاطع شروده طرقات المساعدة الخاصة به

    تخبره عن قدوم فتاة بسيطة تريد رؤيته لأمرٍ هام ولم تترك لها اي معلومات أضافية

    أذن لها بالدخول

    دلفت وجلست على المقعد مقابلته وقالت بصوتٍ رقيق

    -حضرتك أستاذ زين النشار

    اغتاظ من سؤالها الذي لادعي له قاطعها بسخرية قائلاً

    -هو حضرتك مش واخدة بالك أنتِ فين ؟

    أجابته بعفوية

    -لأ واخدة بالي بس بحب أتأكد مش أكتر

    -حضرتك عاوزة إيه بالظبط ؟ لو في اي مساعدة عاوزها ممكن تعدي على السكرتيرة

    قاطعت حديثها دخول (السكرتيرة) قائلة بجدية وعمليه

    -تحت أمرك يا أستاذ زين

    -من فضلك خُدي الاستاذة على الحسابات وخليهم

    قاطعته وهي تقف من فوق مقعدها بغضبٍ شديد قائلة بنبرة محشرجه

    -وخليهم يقول لك أنك إنسان واطي وقليل الأدب أنا مش جاية أخد منك حسنه أنا جايه عشان أعمل خير و أقولك إن "عصمت النشار " بنت عمك بعت لك الجواب دا عشان قلقانه عليكم عن أُذنك أنا كدا عملت ال عليا

    تركته يزفر ويثور على نفسه ما الذي فعلته كي يجرحها بهذا الشكل لبساطة ثيابها ام لعفويتها منذ دخولها

    ام لتوتره الشديد على حبيبته ولكن ماذا يفعل الآن

    جلس على المقعد مرةٍ أخرى ثم مد يده ليفتح الظرف

    ويقرأ ما بداخله

    (إبن عمي العزيز عارفه إن بتقل عليك بس دا من عشمي فيك البنت ال قدمك دي إسمها جنات


    وقبل أن يكمل قراءة الرسالة تركه وقبل يخفق بسرعة فائقه ياإلهي هذا أسم أمي

    عاد ليقرأ الرسالة

    (البنت دي تبان لك بسيطة جدًا وعفوية جدًا جدًا جدًا ملهاش حد خالص ولا ليها مكان تنام في عشان خاطري وفر لها مكان وشغل على فكرة هي خريجه اداب قسم فلسفه طبعًا هي ماتعرفش ال مكتوب في الجواب لأن عارفه إنها هاترفض ساعدها بمعرفتك

    حاجه أخيرة ياريت اي حد منكم يبلغني ليه ماحدش جه الزيارة المرة ال فاتت أتمنى إنكم تكونوا بخير )


    قبض على الخطاب بقوة شديدة ظل يعاتب نفسه كثيرًا

    على مافعله

    قام من خلف مكتبه سأل (السكرتيرة) عن تلك الفتاة

    أخبرته بأنها ذهبت فور خروجها من مكتبه

    ضرب بقبضته باب المكتب

    وعاد ليلتقط هاتفه نظر إلى شاشه الهاتف وجدها تلك الممرضة التي تخبره دائما بأخبارها

    رد الفور ودقات قلبه تتصارع

    هتف من بين شفته المرتجف قائلاً بتلعثم

    -آلو أيوة

    ظهر شبح ابتسامه على وجهه ما أن علم أن حبيبته عادت إلى الحياة مرةٍ أخرى

    أغلق معها الهاتف وخرج من المكتب متجه إلى المشفى

    يالها من أيام عصيبه مرت ببطئٍ شديد عليه

    تمنى أن يرأها لمرة واحدة بمفرده. ولكن يحدث هذا و حبيبها بجانبها دائما

    كان يناجي الله دائما أن يتم عليها الشفاء وتعود كما كانت

    صف سيارته وترجل منها على عجل

    اتجه إلى المصعد وضغط على الطابق الثالث

    وبعد مرور دقائق كان يقف أمام الغرفة

    تردد في الدخول ولكن استجمع قوته وحسم أمره ودخل

    لم يجد "حسام"

    هتفت بغضب شديد قائلة

    -مين ال دخل هنا ؟

    تنحنح وقال بحزن

    -أنا زين ياقمر

    -زين فك الرباط ال على عيني

    -طب ممكن تصبري لحد الدكتور هو ال يقرر

    ابتسمت له وتأكدت مما تشعر به

    رفعت يدها على رأسها محاولة الوصول إلى الرابطة

    وصلت له بعد عناء وقامت بفكه

    ركضت بعيناها أكثر من مرة وقالت بنبرة محشرجه

    -هو النور مقفول ليه ؟ أنا مش شايفه حاجه !! زين أفتح الشباك

    منعتها "صبا" محاولة أحتضناها ظلت تفرك وهي تردد بصراخ

    -حقك بيرجع يازييييييين ربنا أراد يعاقبني وياخد نوري عيني عشان مامشفش كسرتك

    أغلق باب الغرفة بعد أن تأكد من وجود أحد على باب الغرفة

    صاح بها لتصمت ويتحدث بغضب ممزوج بحزن

    -بس بسسس بلاش هبل الكلام دا كبير ولو حد سمعوا هتتحاسبي عليه ربنا مابياخدش حد بذنب حد سكتيها ياصبا وخليها تنسى الكلام دا

    -حاضر

    -أنسى بالسهولة دي أنسى أنا لعبت بيك عشان أخلي حسام يهتم بيا كُنت عاوزة يغير عليا كُنت عارفة إنك بتحبني ودوست على قلبك كُنت بتاع مصلحتي وبس آاااااااه يارب آااااااه

    لم يستطع الوقوف أكثر إعترافها يمزق قلبه حبيبته جعلت قلبه لُعبه بين يدها

    صفعه الباب خلفه كاد أن يكسره

    حاولت "صبا" تهدئه"قمر" ولكن فشلت

    جاءت إحدى الممرضات إليه وأعطت لها إبره مهدئة

    وفِي خلال ثوانٍ كانت في سبات عميق

    مراليوم عليها بصعوبة بالغه كلما عادت لوعيها تصرخ وتبكي على حالها

    احتضناها حسام وخفف كثيرًا عنها

    كانت تبكي وكان يبكي على حبيبته

    وبعد مرور أسبوع تأقلمت "قمر" على وضعها الجديد

    نعم مازلت حزينه وممزقة من الداخل ولكن تظاهرت بالعكس

    عادت إلى منزل الجدة كانت تسير وكأنها ترى سقطت أكثر من مرة

    رأها حسام وهي تسقط في (المطبخ)

    هرع نحوها ساعدها على الوقوف وأجلسها على المقعدة

    وجلس مقابلتها متسائلاً

    -كُنتِ عاوزة حاجه ؟

    -كُنت جعانه وعاوزة أشرب فنجان قهوة دماغي هاتتفرتك

    ثم أضافت بسخرية

    -مش شايفه من كتر الصداع هههه

    وقف من فوق المقعد وقال بجدية مصطنعه

    -بلاش تريقه هااا لأنك بتشوفي فعلاً بس بقلبك

    -قلبي موجوع ياقلبي مبقاش في مكان للفرحه اخويا إبن أمي وأبويا خططت لقتل أخوه

    جلس مرة أخرى على المقعد وهو يضع في فمها قطعه من الجبن قائلاً

    -ربنا مابيسبش وأخد حقك وحق سلمان بلاش بقى نفكر في ال فات وخلّينا نخطط لل الجاي

    سألته بعدم فهم

    -وهو إيه ال جاي ؟

    أجابها بسعاده

    -جوازنا مش شايفه إننا أجلنا كتير قوي

    -غريبه إنت كُنت عاوز نتجوز لما تطلع عصمت ال جد

    ثم أضافت بتذكر

    -آه يمكن عاوز تتجوزني عشان بقت عميا وعاوز

    قاطعها وهو يضع في فمها قطعه جبن أخرى ولكن هذه المرة بقوة وقال

    -مش هاأرد علبكِ عشان كلامك مش عجبني أنا فعلاً كُنت ناوي أتجوز بعد عصمت ماتخرج عشان هي ماتزعلش بس عصمت رفضت وطلبت مني نتجوز وإن كدا هي هاتكون مبسوطة أكتر

    أشارت بيدها وقالت بجدية

    -خلاص شبعت الحمدلله هي فين القهوة ؟

    ناولها "حسام" القهوة ارتشفت منها رشفات سريعه ثم حاولت وضعها على المنضدة ولكن فشلت وسكبتها على نفسها

    أوقفها "حسام" سريعًا محاول تنضيف ثيابها المتسخة ولكن أوقفته وقالت بنبرة محشرجه

    -مش هاينفع ياحسام لازم أخد شاور

    تركته محاول الوصول إلى باب المطبخ استطدمت بالطاولة تاواهت

    ساعدها "حسام" هذه المرة رغم عنها

    دلفت المرحاض لتغتسل أوقفها حسام قائلاً بتحذير

    -أوعى تتدخلي لوحدك اصبري هابعت لك صبا تساعدك

    لأن للأسف مش هاينفع أدخل معاكِ

    ابتسمت له بمرارة في إنتظار ابنة عمها

    التي حاولت جاهدة الدخول إليها ولكن صراخ "قمر" كان أشد وأقوى من أي شئ

    طلبت منهم أن تغتسل بمفردها ولا أحد يساعدها

    كما طلبت والدة "حسام" أن يتركها تفعل ماتريد ولا بشعرها بأن ينقصها شئ

    مرالوقت وخرجت "قمر" في حالة يرثي لها

    ساعدها "حسام" الوصول إلى غرفتها

    وقفت وجلست على المقعد لتلتقط أنفاسها وكأنها تسير مسافات طويلة

    قرع الناقوس بغضب مكتوم

    اتجه "حسام" نحو الباب فتح الباب وقال بتلعثم

    -بابا

    تجاوزه والده وهو يتحدث بغيظ شديد

    -إيه ماكنتش متوقع خروجي يا دكتور ولاإيه ؟

    جيت أقولك مبروك بس مبروك على إيه دا مقلب مقلب حياتك فوق يادكتور حسام إنت هاتتجوز واحدة عميا .....!!!!!!!

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال