كانت هذه العبارة لــ سليم النشار " الذي تجرد من كل مشاعر الإنسانيه كان ينهرها ويسُبها سبابٍ لاذعا
كانت تحاول الخروج من الردهه دون أن يشعر أحد بخروجها
تفجائت بصوت "حسام" المرتفع الذي يقاطع والده بحدة قائلاً
-بابااا من فضلك دي مراتي ومش من حق اي حد يزعلها ولو بكلمة
وقف "سليم" أمام ابنه ثم نظر إليها وتحدث وهو يشيرعليها قائلا بغضب شديد
-بقى دي ال إنت عاوز تتجوزها وتتحدا أبوك ؟
تحدث بجدية
-أنا متجوزها فعلاً وكلها شهر وهاتبقى مراتي شرعا وقانونا !!!
صفعه صفعة مدوية جعلته يكظم غيظه وغضبه
ثم تابع حديثه قائلاًبحدة
-العميا دي مستحيل تكون مراتك في يوم من الأيام ولو فكرت تعمل كدا هاتكون نهايتك على إيدي
-يبقى أحب أبلغ حضرتك إن نهايتي يوم ٢٥ وأتمنى تحضر فرحي
كاد يكمل حديثه ولكن قاطعته "صبا " بصراخها
-قمررررر
هرع الجميع نحوها بينما هو كان يضع يده في جيب بنطاله وعلى ثغره شبح إبتسامة إنتصار
ساعدها "حسام" على الوقوف مرة أخرى
ربت على شعرها بحنان قائلاً بحزن
-أدخلي ياقمري تعالي كُنتِ عاوزة تروحي فين ؟
نزعت يده بغضب شديد تريد الخروج من الشقة دون مساعدة أحد ولكن فشلت سقطت على باب الشقة
أشار والده إليه بسخرية قائلاً
-شفت يادكتور دي حتى مش قادرة تتطلع عتبه الشقة اومال هاتتجوز وتشيل بيت ومسؤلية إزاي ؟ فعلاً مقلب
صاحت به قائلة بصراخ
-بسسسس حراااام عليك كفاية إنت إيه ؟ دا أنا بنت أخوك
أشار "حسام" إلى "صبا " قائلاً بنفاذ صبر
-صبا خُدي قمر واطلعي عند زين من فضلك
قاطعته بصوتٍ رقيق
-بس يا حسام
-قلت أطلعي فوق حالاااااا
وبعد مرور خمس دقائق كان الجميع في شقة زين ماعدا "حسام" والده
جلس الأب على المقعد وضعا قدم فوق الأخرى
بينما وقف حسام أمامه وتحدث وهو يحرك كتفه قائلاً
-جرحت وذليت وضربت لسه ناقص إيه كمان عشان يرضيك
-تطلقها
-مش هاطلق ولو قتلتني مش هاطلقها قمر مراتي وهاتفضل مراتي ليوم الدين راضي ولا لأ شئ يرجع لك
بس هي هاتفضل مرااااااتي
عن أذنك يا سليم باشا .!!!!
*****************
(في شقه زين )
وضعت أمامها قدحٍ من الليمون ثم جلست بجانبها وتحدثت وهي تربت على ظهرها بحنان قائلة
-أهدي ياقمر أهدي عشان خاطري وخُدي الليمون دا
ألقت به أرضًا ما أن وصل إلى يدها قائلة بغضب شديد
-مش عاوزه لمووووون
كتمت صبا شهاقتها وهي تضع يدها على ثغرها
كادت تتحدث ولكن أوقفها "زين" قائلاً بحزن
-سيبيها ياصبا خليها براحتها
-حاضر
مر الكثير من الوقت وهي تتحصر وتبكي على جمال عيناها الذي ضاع في ثوانٍ
جلست الجدة و والدة حسام كثير معها وبعد مرور أكثر من ساعتان هبطت الجدة بمساعدة والدة حسام
وتركتا صبا وقمر في شقة زين
كانت صبا تحاول بشتى الطرق فتح عيناها حتى تجلس معهما ولكن فشلت كل محاولاتها
وغلبها النعاس على كتف "زين "
كان يتحدث مع "قمر" وسكت عندما شعر بثقل على كتفه نظر إليها وجدها في سبات عميق
ظهر شبح ابتسامة على ثغره
أشار بيده وقال بسخرية
-بطلة العالم النوم في اي مكان
ابتسمت له وقالت بحزن
-تعباها معايا ولا اشتكت وقالت حاجه
-ماتقولش كدا يا قمر دي أختك
كاد أن يوقظها ولكن أوقفته "قمر" وطلبت منه أن يتركها
فاقت على سخرية زين وهو يقول
-أسيب مين دي هاتعمل مزيكه حاسب الله دلوقتِ
-إخس عليك يا زينو دا أنا ملاك
-ههههه صح عندك حق يالا أدخلي نامي في الأوضة لحد ما حسام يطلع
-ماشي بس خلي بالك أنا احتلت سريرك الملاكي الجميل دا ياحبيبي أنا
-هههههههه ماشي ياقلب حبيبك أنتِ
نظرت إلى "قمر" وتحدثت وهي تضع يدها في خصرها قائلة بغضب مصطنع
-ياسلام ياختي بتضحكِ عليه وهو بيتريق عليا ماشي أنا داخله أنام مش هاتنمي
-لأ هاستنى حسام
-طب مش عاوزة حاجه ؟
-لأ كتر خيرك كفاية تعب لحد كدا
-إخس عليكِ ماتقوليش كدا أنا أختك وبنت عمك ياعبيطه أبقوا صحوني لما حسام يجي عشان أنزل معاكم تصبحوا على خير
سارت خطوات بسيطة ثم عادت مرة أخرى هتفت بصوتٍ رقيق
-زين
-نعم
أشارت بسبابتها قائلة بتحذير واضح
-عارف لو نزلت تحت وعمك موجود
ابتسم وقال بسخرية ممزوجه بحزن
-لأ ماتخافيش أنا واحد مريض سكر ومش متحمل وجع دماغ لو حطيته في دماغي أقسم بالله ما هاسيبه ال مخليني بعيد عنه هي عصمت غير كدا شكليات
قهقهت الفتيات على سخريته ومزاحه الذي استمر أكثر من خمس دقائق وذهبت صبا إلى غرفة "زين"
ألقت بجسدها على الفراش الملاكي كما أطلقت عليه لضخامة حجمه ورقي ذوقه
من يرى شقته يظن نفسه داخل أحد قصور الملوك حيث الفخامة والذوق الرفيع كانت على أحدث طراز
كانت تجلس على الأريكه وتفرك يدها في بعضهما البعض تريد التحدث إليه ولكن تخشى ردة فعله
قاطع تفكيرها صوته الحنون قائلاً
-تشربي حاجه ؟
-لأ مش عاوزة
صمت لبرهه ثم قال
-تحبي أشغل لك التكيف ؟
ابتسمت وقالت
-ماهو شغال يا زين !!
ضرب جبهته وقال بسخرية
-أخ صح إيه الغباء دا ؟
عقد يده أمام صدره ثم نظر إلى سماء الردهه ليخفف
الضغط عنه
كان يختلس النظر كلما سنحت له الفرصه قاطعت "قمر"
توتره ونظراته المختلسة صوتها المرتجف قائلة
-زين
بلع ريقه وقال
-نعم
-يعني إيه زين يا زين ؟
ابتسم لها وقال بخجل
- يعني صاحب الخصال والصفات الطيبة، كما يعني الشخص جميل الوجه والأخلاق
-وأنا معنى اسمي إيه
-أنتِ معنى اسمك في السماء شايفة القمر أنتِ زيه حاجه جميلة ورقيق بتظهر في السماء والكل يتمنى رؤيته
ابتسمت له بمرارة وقالت
-أوعدني إنك هتنسى كل حاجه واي حاجه
-أنا نسيت خلاص يا قمر المهم أنتِ تنسي وتعيشي
-تفكتر؟
-طبعًا
-بس أنا حاسة ربنا بيعمل فيا كدا عشان جرحتك كتير أنا دوست على قلبك يازين
أغمض عيناه وتنهد بتعب وهو يضع أنامله على عظمة أنفه ليقلل من غضبه فتح عيناه بعدم تصديق ما أن أنهت تلك الأخيرة قائلة
-أنا سمعتك وإنت بتحاول تنقذني في الحدثه ومش بس كدا الممرضة قالت لي أنك جت لي العناية المركزة
-قمر. أنا
-أسمعني أرجوك يا زين أنا أتغيرت مش بس شكلي ال أتغير لأ دا كمان جويا أتغير كل حاجه فيا أتغيرت
أنا أتعلمت كتير قوووي من تجربتي دي أتعلمت يعني إيه الجمال الخارجي كان بالنسبه لي نقمة مش نعمه
ازاي مادوسش على ال بيحبني بجد وعلمني إن أحب حسام بجد مش أستغله
قاطعها متسائلا بتعجب
-تستغلي ؟
أجابته بمرارة
-أيوة كُنت بستغل حسام كُنت بدوس عليه عشان يفضل معايا أطول وقت ممكن كُنت بحس خنقه وضيق لما يبعد أقولك على حاجه ماحدش يعرفها غيرك
-حاجه إيه ؟
-أنا كُنت عاوزة أخبط العربيه عشان أعمل حدثه بسيطة وبالكتير قوي كانت رجلي ولا إيدي تتكسر مش يحصل ال حصل دا كله بس والله العظيم والله العظيم ماكُنت اقصد إن مرات سليم تموت أنا كُنت عاوزة اتكلم معاها في موضوع وحصل ال حصل
تنهد بحزن على حالها وقال بـ رجاء
-عشان خاطري يا قمر بلاش تفكري في ال راح فكري في ال جاي وعيشي حياتك
-حياتي اتدمرت وخلاص يا زين عمك مش عايز يجوز ابنه لوحدة عاجزة وحدة ...
كادت تكمل حديثها المرير ولكن قاطعها صوت الناقوس
ذهب ليفتح باب الشقه وهو يجفف دموعه
وجد "حسام" يقف وبيده شريط من اللون الأسود
خفض نظره إلى الشريط ثُم عاد بنظره مرةٍ أخرى
حرك رأسه متسائلاً بعدم فهم
-هو إيه دا يا حسام ؟!!
رفعه امام عيناه بسعادة وقال بحماس وهو يحركه
-دا شريط السعادة
-إزاي يعني مش فاهم !!!
تجاوزه وهو يربت على
كتفه بمرح قائلاً بمزاح
-تعال بس وأنا هاعرفك كل حاجه يارغاي إنت
جلس على الأريكه ثم وضع ساق فوق الأخرى ثم نظر لها وقال بحنو
-هي عجبتك القعدة هنا ولا إيه ؟!!!
ابتسمت وقالت
-جدًا الشقه هنا مريحه وتحس أنك عايش ملك زمانك
-طب تسمح لي أغمض عينك ؟ ياملكة
ابتسمت بمرارة قائلة بحزن
-وهو إنت شايف يعني نظري إسم الله قوي ؟
وقف من فوق الأريكه ثم أتجه نحوها وقام بربط الشريط الأسود
وعاد مرةٍ أخرى وهو يساعدها على الوقوف وضعا يدها على خصرها والأخرى في يدها وتحدث بمزاح قائلاً
-أنتِ من يومك متعبة ولازم الغصب في كل حاجه يالا بينا أحسن مش هايحصل لك طيب
وتابع حديثه وهو ينظر إلى "زين" قائلاً بجدية
-تعال معايا يا زين عاوزك في موضوع مهم وفين صبا ؟
أشار بيده وقال بنبرة حزينه
-صبا في الأوضة بتاعتي نايمه ليه في حاجه ؟!!!
-لأ خلاص سبها ويالا بينا
وبعد مرور خمس دقائق وقف حسام أمام باب الشقه كادت ترفع قدمها ولكن ابتسمت بشدة ما أن وجدت حسام يقول لها بسعادة غامرة
-أول مفاجاة من النهاردة مافيش عتبه توقعك مرة تانيه
خطت خطوات بسيطة ثُم جلست على الأريكة كادت تتحسس لتضع يدها على يد الأريكه ولكن عقدت حاببها بدهشه متسائلة بفضول
-إنتَ عملت إيه في الكنبه ؟!!!
چثا على ركبتيه وقال بسعادة غامرة لسعادتها
-من النهاردة مافيش عذاب عشان توصلي لاإيد الكنبه بقت جنبك على طول
لم تستطع التحمل أكثر من ذلك رقرقت الدموع في عيناها وهي تحاول أن تحتضن وجهه البشوش بيدها الناعمة
مال بشفتيه على كفها وطبع قبلة خفيفه وقال بحب
-حتى الدموع من النهاردة مالهاش مكان في عينك الحلوة دي
-إنتَ الوحيد ال لسه شايف عيوني حلوة
-طبعًا عشان هي فعلاً جميلة وال حصل دا مش عجز ليكِ دا دعم للجاي بعد كدا أوعى تفكري في يوم من الأيام إن هاسيبك الحالة الوحيدة ال ممكن أسيبك عارفه إيه هي ؟
-إيه ؟
-الموت ، الموت وبس ال ممكن يبعدك عني
قاطعته قائلة بتوسل
-وحياتي عندك بلاش الكلام ال يوجع القلب دا
كادت تكمل حديثها ولكن قاطعها وهو يتنحنح قائلاً بحزن عميق
-أنا بقول نجيب لمون ولا إيه يا دكتور ؟!!
وقف وهو يحك لحيته بتفكير ثُم نظر إليه وقال بجدية مصطنعه
-بلاش لمون عشان غالي لو ينفع مانجا هاتكون لذيذة
قهقهت بشدة على مزاحه مع "زين "
ماهي إلا لحظات وعادت في تفكيرها في حديث عمها
كان قاسيا معها فظ غليظ القلب لايعرف الرحمه نهرها بشدة كانت تظن إن تفكيره تغير تماما عندما ذجه بالحبس ولكن علمت إن بعد الظن إثم ..!!!!!
ليكن يحدث مايحدث لايهم هي بدئت طريقها ويجب عليها أن تضع كلمة النهاية وتُسدل الستار على هذا الأمر
نعم سوف يغضب ويثور عندما يعلم مافعلته به ولكن لايهم الأمر غاية في البساطة ويجب عليه تقبل الأمر
ترى ماذا تفعل في الأيام القادمة ...........؟!!
**************
(في سجن النساء )
بعد مرور أسبوع
كان يجلس أمامها عاقد يده أمام صدره
بينما هي كانت تتنهد بضيق مما فعله بين اللحظة والأخرى
حرك رأسه بآسف قائلاً بعتذار
-عصمت أنا بجد آسف حاولت بكل الطرق أوصل لها وماعرفتش
كظمت غيظها وتحدثت وهي مغمضه العين قائلة بضيق
-إزاي بس يازين تعمل كدا ؟!!!
جلس على المقعد بأريحية قائلاً بضيق
-أنا عارف بقى ياعصمت ال حصل
صمت لبرهه ثُم تابع حديثه بحزن
كُنت زعلان على قمر بنت عمك وال حصل لها ماكنتش فايق لها وجت الصراحه في وقت صعب جدًا
تنهدت بحنق ثُم تحدثت بضيق قائلة
-والعمل يا أخرة صبري ؟
ابتسم لها بطرف فمه قائلاً بنفاذ صبر
-والله ماعارف مين أخرة صبر مين ؟!!! نهايته مافيش عمل غير إن حد يدور عليها
ابتسمت له وقالت بجدية مصطنعه
-حد وإنتَ موجود وتيجي بردو
-ههههههه خفة ليه حد قالك عليا المفتش كرمبوا وأنا ماعرفش ؟!! لأ ياماما ماليش في دوري على حد غيري
قاطعته بتوسل
-وحياة أغلى حاجه عندك تتدور عليها دي مالهاش حد خاااالص وحرام ترجع السجن تاتي وحياة ماما جنات ال اسمها على البنت الغلبانه دي
تنهد وهو ينظر لها بقلة حيلة لايعرف ماذا يفعل
بعد كل هذا التوسل
خرج من السجن بعد أن تعهد لها بأن يتولى أمرها
ويوفر لها المسكن والعمل ويقف بجانبها حتى تقف على قدمها من جديد
تمر الأيام ولم يتم العثور عليها فشلت كل محاولات البحث عنها
كان زين يبحث عنها ويبحث أيضا عن طريقة أخرى كي ينسى حبيبته التي سكنت بين ثنايا قلبه يوما بعد يوم
ماهذا القدر ؟!!!
وفي أحدى الليالي كان يقود سيارته ولكن لايدري إلى أين
ينظر يميناً ويسارا وهو يحدث نفسه كعادته الأخيرة عندما يقف في أشارات المرور
-والله ياعصمت ماعارف أنا بسمع كلامك زي الأهبل ليه كدا أنا حلفت أقف جنبك مش جنبك أنتِ وصحابك ؟!!!
قاطعه حديثه فتاة جميلة لم يكن يعلم أنها هي في بادئ الأمر وقفت أمام النافذة وقالت برجاء
-فل ياباشا خُد فل لحبيبتك وخليها تدعى لي
تغيرت قسمات وجهه وتحدث بتأفف قائلاً
-لأشكرًا مش عاوز
مصمصت شفتيها بتذمر وذهبت من أمامه بعد أن رفض أن يبتاع منها (الفل)
ضربت جبتها بخفه قائلة بغضب
-ايوووه عليا أني إزاي نسيت إن دا هو زين النشار
-وأنا كمان نسيت إنك جنات آسف
قالها "زين "وهو يربت على كتفها بخفه وسرعة كي تلتفت إليها وتتحدث معه
كادت تذهب ولكن أوقفها وهو يقبض عليها من معصمها
قائلاً بـ رجاء
-ارجوكِ بلاش تمشي أنا فعلاً ماكنتش أقصد ال حصل في أول مقابلة لينا
نزعت يدها من قبضة يده وقالت بغضب شديد
-وآخر مقابلة إن شاءالله عن أذنك يامتر
أعترض طريقها وقال بإصرار وجدية مصطنعه
-مش هاتمشي منها غير لما أفهمك كل حاجه
نكزته في صدره وقالت بصوتٍ مرتفع
-فكك مني ومش عاوزة أسمع منك حاجه إنتَ أعتذرت وأنا مابقلتش أعتذرك يبقى خلاص
-لأ مش خلاص قلتلك هأقولك قصدي وبعدها تيجي معايا على البيت
دنت منه وقالت بسخرية وهي تضع يدها على أذنها قائلة
-بيت مين ياعنيا ؟!!!
أبطئ في حروف كلمته الأخيرة قائلاً
-ال ب ييييت !!!!
نظرت إليه من رأسه حتى أخمص قدميه وراحت تقول بتحذير قائلة
-ولاااااه امشي من هنا أحسن هنضربوك لما يبان لك صاحب هااااا
رفع حاجبه الأيسر وتحدث بثقة وهو يشير بسبابته على صدره قائلاً بغرور
-أنتِ تضربيني أناااا؟!!! هو
كاد يكمل حديثه ولكن قاطعه مجموعه من شباب المنطقة شباب لاتعرف شئ عن التفاهم والود كل مايعرفونه هو المال فقط إن أعطيتهم مالا وفيرا تفتح لك أبواب الجنه وإذا أعترضت أنفتحت لك أبواب جهنم وبئس المصير
وضع يدها في خصره يستمع لهم جيدًا
إذا لم تُعطى لنا هذة الفتاة الجميلة فـ مصيرك الموت
مط "زين"شفتيه السفلى عندما سأله أحدهم عن مدى علاقته بها أجاب ببساطة
ولا أعرفها
كادت تتحدث وهي تتمسك بساعده ولكن فجائها بحركة بهلونيه كما أطلقت عليها
قفز في الهواء ثم أنقض عليهم بالضرب المبرح
كانت تشاهده وكأنها تشاهد أحد الأفلام الأجنبيه
أنتهى من عمله الشاق حقًّا
وتحدث بين أنفاسه اللاهثة قائلاً بتحذير
-لو شفت خيال حد فيكم في المنطقة دي هو الجاني على نفسه زين النشار مابيعادتش الكلام مرتين ثم تابع بصوت مرتفع
-مفهوووووم
أجابه الجميع بذعر
-مفهوووم ياباشا
جذب منها معطف حلته وساعة معصمه وقال بجدية مصطنعه
-قدمي على العربية عشان نتكلم وبعدها أوصلك على البيت
أشارت بيدها قائلة بتلعثم
-أتكلم آه لكن أروح البيت لأ ومليون لأ كمان
حرك رأسه بنفاذ صبر من تلك البلهاء وقال
-يامتخلفه دا بيت جدي لحد لما أشوف لك مكان تنامي في
ثم أضاف بفضول قائلاً
-هو أنتِ اسكندرنيه ؟!!
أجابته بفخر
-آه أنا اسكندرنية وليا الفخر
-طب يالا ياختي اركبي العربية
بعد مرور ساعه تقريبا
جلست على طاولة طعام لم تكن يوما تستطع حتى التخيل أنها تجلس فيها
طلب لها واجبة طعام وطلب لنفسه فنجان من القهوة
كان ينظر لها وهي تتناول الطعام كانت تعلم كيف تأكل مثلها كامثل اي فتاة من طبقة أرستقرطيه
أبتسم لها وقال بعد أن وضع فنجان القهوة
-مين علمك تاكلي بالشوكة والسكينة ؟!!!
ابتسمت وقالت بشوق ممزوج بحزن
-أمي الله يرحمها كانت بتعلمني كل حاجه على فكرة أنا بنت ناس وليا أهل بس واطين
أبتسم وهو يحرك رأسه من حديثها وقال بنفاذ صبر
-ماتبطلي لسانك دا شوية
-معلش قعدة الشوارع خلتني أبقى واحدة منهم
-كملي
-أكمل إيه ؟
-حكايتك؟!! عندي فضول أعرفها
-حكايتي زي أي حكاية بنت الزمان قرر يوريها الوش التاني اتحرمت من أمي وأنا عندي ١٥سنه بابا قرر يتجوز ويعيش حياته قام اتجوز واحدة من سني ومن ضمن القرارت مرات أبويا ال المفروض هي صاحبتي أساسًا تطردني برا البيت عمي كتر خيره
خدني ولما كبرت شوية وبقت في الجامعة المصاريف زادت عليه وهو معاه عيال قلت يابت اشتغلي واصرفي على نفسك وهوب
-حصل إيه؟
-مرات عمي أكتشفت إن ابنها بيحبني قالت لأ وألف لأ البت دي ماتقعد هنا وديها عند عمتها رحت عند عمتي جوزها اتحرش بيا ولما قلت لعمتي قالت لي أنتِ بنت قليلة الأدب وعاوزة تخربي عليا ومافضلش غير بيت جدتي رحت وقَعَدت عندها سنه وماتت
سألها بفضول
-ورجعتي تاني لباباكِ ؟
أجابته بحزن
-قعدت في السكن الجامعي وكملت دراستي وجبت بالعافية جيد جدًا وأول مااتخرجت رحت لبابا قالي وأنتِ عاوزه مني إيه روحي دوري على شغل واعتمدي على نفسك انا واريا أخواتك
العجيب بقى إن نزلت من عنده وأنا مش شايفه قدمي وعملت حدثه المستشفى اتصلت ببابا قالهم ماعنديش بنت اسمها جنات ياريتها تموت وتريحني من مشاكلها وقرفها ثم سألته بقهر قائلة
-هو ال زي دا يتقال عليه أب ازاي ؟
أومأ براسه بالنفي قائلاً بحزن
-للأسف ماينفعش يتقال عليه أساسًا إنسان أنا كُنت فاكر إن حياتي مافيش أصعب منها بس للأسف في الأصعب والمذهل أنك قادرة تكملي حياتك رغم كل الظروف دي
وأخدتي شهادة كويسة
أنتهت من تناول الطعام نظرت إليه وتحدثت متسائلة بفضول
-هو إنتَ حكايتك إيه ؟! وبتدور ورايا ليه ؟
-حكايتي طويلة ومش هاينفع احكي حاجه دلوقتِ خُدي أنتِ بس الجواب دا من عصمت وبعدين نكمل كلامنا
تناولت من الظرف قامت بفتحه وبدئت في قرأته
كان ينفث سيجارته وهو ينظر إليها بين اللحظة ولأسرى
أنتهت من قرأته ثم وضعته جنبًا وقالت بجدية
-الحاجه الوحيدة ال هاتخليني أجاي معاك بيت جدك هي أنها ذكرت كلمة سر بيني وبنها لولاها ماكنتش قمت من مكاني
على العموم شكرًا على تعبك معايا وشكرا مقدما في ال هاتعمله معايا
وقف من فوق المقعد وهو يشير إلى النادل كي يأتي له بالحساب
بينما هي تناولت فنجان القهوة قالت وهي تنظر إليه
-بتحب وال بتحبها قلبها مع حد تاني عاوز نصيحتي
ابتسم لها وقال بحزن
-وكمان قارئة فنجان !!
أكملت بجدية وقالت
-أبعد عنها
سألها بعدم فهم
-هي مين ؟
أجابته بصدق
-ال بتحبها ساعات بنكون متعلقين في حبال دايبه بس مش واخدين بالنا أنها دايبه
قاطعها وقال
-أو عاملين نفسنا مش واخدين بالنا على أمل يكون في تغير في المستقبل
كادت تكمل حديثها ولكن قاطعها وهو يشير بيده لتقف من فوق المقعد
استقلوا السيارة وفِي طريق العودة إلى منزل الجدة
ترى ماذا يحدث ... !!!!!
**************
(في فيلا والد مكرم الشربيني )
ولج من باب الفيلا ممسك بيدها بقوة وكأنها تحاول الهرب وهو يمنعها
كانت تنظر إلى بهو الفيلا وإذا شئنا الدقة لنطلق عليه قصر
كانت تنظر إلى كل ركن بإعجاب شديد
قاطع تأملها لهذا المكان صوته الخشن تحدث وهو يهبط درجات السلم بثبات وثقه
كلن يضع سيجارته الفاهرة في فمه
نفث منها سحابة دخان كثيفه وهو يقول
-أنتِ جميلة الشرقاوي مش كدا ؟!!
كادت تتحدث ولكن أوقفها وتحدث وهو قائلاً بتوسل
-بابا عشان خاطري ممكن تسمعني
جلس على المقعد ثم أشار لهم بالجلوس وقال
-اقعدوا واقفين ليه ؟!
-بابا أنا جبت جميلة انهاردة عشان تتعرف عليها هي دي ال هاتكون مرات إبنك إن شاءالله
وضع ساق فوق الأخرى وقال بغرور
-أنا جمعت معلومات كتير عنك وعرفت أنك مشاغبه في شغلك مش بي كدا لأ كمان قاعدة في منطقة عشوائية
بس أنا عاوز أسألك سؤال بذمتك المكان دا ينفع نعمل في خطوبتك على مكرم ؟؟!!
ابتسمت له وقالت بحزن
-حضرتك معاك حق اولا أنا حتى الآن مش مصدقة ال مكرم بيقولوا بس عاوزة ألفت نظر حضرتك لحاجه وهي إن حضرتك زماااان كنت من أوائل الناس ال سكنت في المنطقة وياريت كمان متنساش إن الفضل بعد ربنا هو بابا والمنطقة ال نجحتك في الانتخابات
كادت تتحدث ولكن قام بطردها
وقف "مكرم" من فوق مقعده وعاتب والده بشدة على مافعله بـ جميلته
ذهب إليها وترك والدها يتوعد له ولها .....!!!!!!
********************
(في منزل النشار القديم)
وبعد مرور يومان على وجود "جنات" في المنزل وبعد أن سردت للمرة المئه بعد الألف
اعتادت "قمر" على وجودها في هذه الفترة
كما اعتاد الجميع على وجودها
لم تكن دائما الحياة وردي وتسير كما نخطط لها
كانت "حنات" تعيش حياة اقرب من حياة الأميرات
حتى جاء مالم يكن في حسبان أحد
ذهبت برفقه " قمر" إلى أحد المتاجر الفخمة
كانت تشير وتوصف جمال ثيابها المختارة بوسطة "جنات "
ماهي إلا ثوانٍ وطلبت "قمر" من جنات أن تصل إلى المرحاض وتنتظرها خارج المرحاض
مرت الدقيقه والثانيه حتى مرت أكثر من ساعه
لم تكن تعلم جنات أن سبب تأخير "قمر" هو إختطاف وليس تأخير طبيعي
رفعت الهاتف على أذنها تستنجد بـ زين النشار لينقذ ابنة عمه التي لم يعد لها أثر منذ ذلك الحين
وبعد مرور ساعه تقريبا
عاد "زين" بها إلى أحد المخازن الخاصة به
ألقى بها أرضًا وقال بغضبٍ شديد
-انطقي فين قمررررر.
تراجعت للخلف وقالت ببكاء مرير
-والله العظيم ماعرف حاجه هي قالت هاتدخل الحمام وطلبت مني انتظرها برا وبعدها اكتشفت إختفائها
قاطعها بصوتٍ مرتفع قائلاً بغضب شديد
-أنتِ هاتستعبطي ياروح أمك انطقي يابتتتتت
كانت تبكي كالأطفال جففت دموعها ما أن رأت "سلمان "
يجلس على ركبته أمامها تناولت يده بين يدها وقالت بـ رجاء
-أبوس ايدك ياسلمان قول حاجه لـ زين قوله إن أنا ماليش ذنب ولا أعرف حاجه عنها أنا مستعدة أحلف على مصحف
قاطعها زين بغضب شديد
-قالوا للحرامي أحلف أنتِ ناسية يابت أنتِ محبوسة في إيه ؟!!!
كتمت شهقاتها وتحدثت بقهر
-لأ مش ناسية بس ربنا وحده عالم ببرأتي سوى من خطف قمر أو السرقة
كاد يتحدث ولكن قاطعه "سلمان " وهو يضع يده على صدره قائلاً بتوسل
-وحياة أغلى حاجه عندك وحياة لقمة العيش والملح ال كالتيها معانا قولي على مكان قمر وأنا مستعد أتنازل عن ورثي كله مقابل أنك تقولي فين مكان قمر
لم تستطع التحمل أكثر وكأن الحياة تخبرها هذه المرة أن لا مكان للأمل وأن المرحلة القادمة أسوء من المراحل السابقة بكثير
وقف سلمان بعد أن فشل في معرفة مكانها
بينما أمر "زين" رجاله بتعذيب "جنات" حتى تعترف لهم عن مكان "قمر"
وهم أيضا فشلوا في معرفة ذلك
منع عنها الطعام والشراب لعلها تعترف وينقذ حبيبته
مددت جسدها على الارض ثم وضعت رأسها على ساعديها ظلت تناجي ربها بأن يكشف لهم الحقيقة
ظلت على هذا الوضع ثلاث ايّام
فتح باب المخزان وتحدث بوقاحة قائلاً
-ال زيك مش لازم يعيش غير ما الزبالة أنا غلطان ال نضفتك وقعدتك مع الهوانم كُنت فاهم إن بكدا هاتكوني واحدة منهم يارخيصه حرمتك من الاكل والشرب ولسه بردو زي ماأنتِ هو أنتِ إيه حكايتك بالظبط وفين قمررررر
انهى حديثه بصفعة مدوية جعلتها تنزف دما من فمها
كاد يكمل ولكن قاطعه أحد رجاله يخبره
ظهور ابنة عمه وقف على باب المخزن وقال بسعادة
-زين باشا الأنسة قمر بنت عم حضرتك ظهرت وسلمان باشا اتصل وبيقول لحضرتك أنها وصلت البيت من ساعه تقريبا
تسمرت قدميه في الأرض ما أن أنهى الأخير حديثه
تنحنح وهو ينظر إليها وجدها تتحامل على نفسها وتقف
على قدميها وقالت .....!!!!!!!!