تسمرت قدميه في الأرض ما أن أنهى الأخير حديثه
تنحنح وهو ينظر إليها وجدها تتحامل على نفسها وتقف
على قدميها وقالت
-حمد لله على سلامتها يازين باشا أظن كدا أنا ماليش لازمه في المخزان دا تاني ولاإيه؟؟!!!
ابتلع ريقه وهو يقترب منها محاول الاعتذار منها ولكن رفعت يدها قائلة بتحذير
-أياك تمد إيدك عليا ولا تلمسني
-جنات أنا أنا
قاطعته بصراخ
-إنت إيـــه إنت حيوان حتى الحيوانات بتحس حرام عليك ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
-بجد آسف أنا كُنت فاهم إن أنتِ ليكِ يد في خفطها أنا لما بتعصب بكون واحد تاني مابشفش قدمي
قاطعته وهي تجفف دموعها قائلة بحزن
-لما الموضوع بيكون في قمر بتكون واحد تاني لما الموضوع بيتعلق بيها بيكون التفاهم مش موجود في قاموسك
أنا قعدت معاك يومين بس عرفت فيهم حاجات كتير قووووي يازين
عرفت إن بتموت في التراب ال هي بتمشى عليه عرفت إن أنا كُنت هاضيع نفسي في لحظة ضعف
عرفت إن ماكنش لازم أسمع كلامك وأروح معاك بيتك
فاكر اليوم ال جت لي وطلبت تتكلم معايا في الشقة الجديدة فاكر لما جيت كان شكلك عامل إزاي
فلاش بااااك
************
فتحت له باب الشقه وجدته يتأرنح يمنيا ويسارا
ساعدته حتى جلس على المقعد وبيده حقيبه هدايا صغيرة ألقى بها أرضًا ثم مد يده ليخرج منها فستان من اللون الأسود
وقف ووضعه على كتفها وقال
-خُدي خُدي دا البسي عاوز أشوفه عليكِ
أبتعدت عنه وقالت بتأفف
-زين إنت شارب حاجه ؟
-آه شربت عشقك المُر الويسكي طعمه أحلى بكتييير من عشقك
سألته بعدم فهم
-عشقي ؟!!
أجابها بقهر
-آه عشقك أيوة بحبك من أول مرة شفتك فيها
-بتحبني أنا ؟!!!
-إيه مش مصدقة تحبي أثبت لك
ابتسمت له وقالت
-هاتثبت إزاي ؟!!
اقترب منها وتحدث وهو يحتضن وجهها بيده قائلاً بقهر
-أيوة بحبك ياقمر فرحك قرب خلاص وهاتروحي مني
الحاجه الوحيدة ال بعدتك عني حبك لـ حسام
أغمضت عيناها وتحدثت بهمس قائلة
-كُنت حاسة بكدا
ثم تنحنحت وقالت بصوت مرتفع وهي تبعد عنه
-شفت كُنت هانسى أسألك جيت ليه ؟
لم يترك لها مجال لإكمال حديثها حملها متجه بها نحو الغرفة وضعها على الفراش
حاولت بشتى الطرق الافلت منه ونجحت بصعوبة بالغة
وقفت بعيدًا عن سريرها كانت تنظر له تأملته جيدًا
ثم قالت بحزن
-ربنا سترها في آخر لحظة الحمدلله
تركت له الغرفة بأكملها
حتى صباح اليوم التالى
فاق من نومه وهو يضع يده على رأسه أثر الصداع الذي سببه (الويسكي)
ضاق بعينه ليتأكد أين هو ولكن سرعان ما أنتفض من مكانه وهو يتمتم بكلماتٍ غير مفهومة
قاطع هذه الكلمات دخولها وبيدها فنجان من القهوة وتحدثت بجدية
-كل دا نوم ماعندكش سرير في بيتك ولاإيه
وقف وتحدث وهو يغلق آزرار قميصه على عجل قائلاً بعتذار
-أنا آسف ياجنات ارجوكِ أنسي اي حاجه حصلت بِنَا وأنا مستعد أعوضك ماديا عن اي حاجه حصلت
لم يستمع حتى لحديثها تركها وسط دهشه وذهول
يا الهي سيكون هذا مصيرها إذا طاوعته وأسلمت نفسها له في لحظة ضعف
تنهدت وقالت بسعادة غامرة
-الحمد لله ال لسه زي مانا
بااااااااك
********
وضع يده على رأسه وقال بحزن عميق
-ارجوكِ كفاية مش عاوز أفتكر الليلة دي مش عاوز كل مافتكر ال حصل أرجع اضرب مليون قلم
حركت رأسه بنفاذ صبر وقالت بصرامة وحسم
-لو شفت وشك في اي مكان تاني ماتلومش إلا نفسك
-جنات
تركته قبل أن يكمل هتافه لها الذي لم يدوم طويلا
تركته يجذب معطف حلته السوادء ويعود إلى المنزل
ليطمئن قلبه على حبيبته .....!!!!!!!
********************
(في منزل جميلة الشرقاوي )
كانت بين عائلتها تحاول الإقتناع بما يتحدثون عنه
هذا يمدح فيه وذاك يزم فيه
ولكن في نهاية الأمر هو والده لم يستطع التخلي عنه
بترت ثرثرتهم وهي تضع وجهها بين كفيها قائلة بصراخ
-بـــــــس مش عاوزة ولا كلمك زيادة كفاية بقى تعبت بجدددد
مصمصت الأم شفتيها بسخرية ثم نظرت إلى ابنتها
وراحت تقول بنفاذ صبر قائلة بغضب مكتوم
-بقى في حد عاقل في الدنيا دي كلها يرفض مكرم الشربيني
ثم تابعت حديثها وهي تضغط على ذراع "جميلة " لتجلسها رغمًا عنها على الأريكه وقالت هذه المرة بغيظ شديدة
-ياعبيطه دا بيعشقك وبيعشق التراب ال بتمشي عليه الواد شكى وبكى وأنتِ زي لوح التلج مش حاسه بحاجه
تنهدت "جميلة" وهي تنظر إلى والدتها وقالت وهي تضم أناملها على شكل قُمع
-بقى ياماما مكرم بيحبني أنا ، أنا ؟!!!
شهقت والدتها وقالت بغضب شديد
-ومايحبكيش ليه ياعنيا ؟ كُنتِ وحشه ولا وحشه دا أنتِ الف مين يتمناكِ
ابتسمت لها وقالت بحزن
-دا في نظرك أنتِ يا ماما إحنا فقراء مش فقراء كمان دا إحنا تحت خط الفقر ومكرم وال زيه يوم مايفكر يتكلم معانا بيقبوا قرفانين يمكن يكون مكرم غير لأنه متربي معانا وعرفنا كويس لكن غيره لأ عشان كدا عمر ال زي ماهايتجوز ال زي مكرم غير في الأحلام
-لأ اسمح لي أقولك ال بيفكر كدا يبقى تفكيره سطحي
قالها شقيقها وهو يرتشف رشفات سريعه من فنجان القهوة
بينما هي قطبت حاجبيها متسائلة بعدم فهم
-إيه سطحي دا يا واد يعني عشان يفكر يطلع فوق السطوح بتاعهم
كز على شفته السفلى بغيظ وقال
-سطوح بتاعهم !! اسكتِ يا ياما بالله عليكِ خلينا في ال إحنا في
ثم نظر لـ شقيقته وتابع حديثه بجدية قائلاً
-أنا شايف أنك تدي لنفسك فرصه تعرفي حقيقه مشاعرك تجه مكرم وبعدها قرري على الأقل هايكون قرر صح وصدر عن تجربة
تنهدت وقالت بحيرة وهي تحك رأسها
-إنتَ شايف كدا
نفث سحابة دخان كثيفه من سيجارته يتبعها رشفات أخرى من القهوة وراح يقول بثقة
-عيب دا أنا اخوكِ بردو اسمعي كلامي وأنتِ تكسبي
ربت على ظهره بقوة وقالت بسعادة غامرة
-ابني تربتي
بينماهو ظل يسعُل وتحدث بغيظ مكتوم
-إيه ياما هاموت في إيدك قلبي هايقع في فنجان القهوة براحه مش كدا
-اخرس ياواد لما نشوف رأي أختك هااا ياحبيبتي قولي آه وفرحي قلبي
صمتت لبرهه ثم قالت بستسلام
-آه بس بشرط
وقبل أن تكمل حديثها قاطعتها شقيقتها وتحدثت بسعادة قائلة
-الحقي ياماما مكرم برا ومعاه ناس بس إيه باين عليهم شيك قوووي
سرعان ماتبدلت ملامحها إلى وتحدثت بمرارة قائلة
-كُنت بقول إيه من شوية ياست ماما هااا
وقفت الأم وتحدثت بجدية ممزوجه بقلق
-تعالوا لما نشوف الحكاية وبعدين نكمل كلامنا
بعدمرور دقائق جلس الجميع في غرفة الصالون
جلست الأم متسائلة بفضول
-طب دا بوكيه ورد وعرفناه ودي أمك وحافظنها ودول خالك وعمك إنما الحاج ابو بدلة دا يبقى مين
ابتسم لها وقال بسعادة
-المأذون ياخالتي
هتف الجميع في آن واحد
-مأذوووون !!!!
أجاب في إيجاز
-ايوة بصراحه بقى كدا أنا جاي ومش هانزل من هنا غير وجميلة مراتي
قاطعته بجدية
-أبوك وافق
أجابها بحزن
-لأ للآسف
-والعمل ياابني هاتفضل بعيد عن ابوك كدا كتير ؟
-لأ طبعًا طول مانا عايش وفيا نفس هأفضل طوع لي بس بردو قلبي لي عندي حق الطاعه ولا إيه ياخالتي ؟
-والله ياابني ماعارفه أقولك إيه؟
قاطعتها والدة "مكرم" قائلة بجدية
-تقولي مبروك مكرم ابنك قبل مايكون ابني ومتربي عندك أكتر مني وحرام لما توجعي قلب ابنك
قاطعتها جميلة قائلة بحزن
-بس يا طنط أنا كدا هابقى السبب في مشاكل كتير بين مكرم وباباه و
قاطعها وهو يقترب منها حتى وقف أمامها
تناول يدها بين راحه يده وقال بصدق
-والله العظيم بحبك إمتى وفين وإزاي كل دا هاتعرفي في وقته مشاكلي مع بابا دي من قبل أنتِ حتى ماتيجي الدنيا بنزعل ونرجع تاني نتكلم معاكِ وبيكِ هأقوى واعدي اي صعب الصعب المرة دي غير كل مرة
لازم تكوني معايا بس المرة دي وأنتِ مراتي مش مجرد أصدقاء وافقي وأنا أوعدك إن عمر لسانك ماهايقول ياريت
-طب ليه كتب كتاب إحنا ممكن نخليها خطوبة
-لو ينفع كُنت عملت كل حاجه هاتعرفيها في وقتها صدقيني
مرالوقت والجميع في انتظار كلمة من جميلة
بلعت ريقها وقالت بتردد
-موافقه
تعالت الزغاريد في المكان وتم عقد القران في دقائق معدودة
الآن أصبحت زوجته ويستطع حمايتها قدر المستطاع
من غدر والده
ترى من أين تأتيه الضرب الأولى هذا ما سوف يعرفه من شقيقته خلال الساعات الأولى من الليل
ترى ماذا يحدث .....!!!!!!!!
*********************
(في منزل النشار القديم)
جلست بينهما تجيب على جميع أسئلته الغريبه
بينما هو كان عقله لايستوعب أجوبتها الأكثر غرابة
صاح بها وقال بغضب
-مش قادر أفهم كلامك ياقمر 3ايام وفِي الآخر تقولي مخطوفة بالغلط طب إزااااي؟!!!
تحكمت في غضبها وقالت
-ماعرفش بقى ياسلمان ال حصل كان المفروض هايخطفوا واحدة تانيه مواصفاتها مقاربة لمواصفاتي ولما عرفوا إن في لغبطه سابوني
أغمض عيناه ليكظم غضبه وغيظه الشديد منها
حك لحيته وقال بجدية
-بزمتك أنتِ مقتنعه بكلامك دا ؟
أجابته بعدم إكتراث
-طب أعمل لك إيه إذا كانت دي الحقيقة ؟!!!
سألها زين بعدم فهم
-لنفرض إن كلامك صح ليه الناس ال خطفتك ماطلبتش فلوس واستغلوا الموقف الموضوع دا مش مقتنع بي على فكرة
هبت واقفه قائلة بحزن
-إنتوا ماصدقتوا تخلصوا مني أنا قلت لكم إن دول مش عصابه وإن الموضوع كله كان مجرد مقلب في بنت صاحبتهم وجت غلط عن إذنكم عاوزة ارتاح
سارت خطوات بسيطة وقبل أن تصل غرفتها وقفت وقالت برجاء
-أتمنى أن حسام مايعرفش حاجه عن الموضوع دا واحمدوا ربنا إنه كان مسافر وإلا كان هايبقى موال
اكملت طريقها ودخلت غرفتها
بينما ظل "سلمان" ينفث دخان سيجارته بشراهة
جلس بجانبه "زين" وفعل مافعله "سلمان"
ساد الصمت لدقائق ثم قال "زين" بشرود
-مش ملاحظ حاجه غريبه في قمر ؟
أجابه سلمان بشرود
-ملاحظ نفس الحاجه ال إنت ملاحظها وبتمنى تطلع غلط وإلا قمر راحت ستين داهيه لو عرف حسام
-طب وهاتتاكد إزاي ؟
نفث لفافة التبغ ثم فرغ دخانها بهدوء وقال بتوعد
-عيب دا أنا سلمان ال لما يحط حد في دماغه لازم يعرف كل المستخبي عنه ورحمة أمي ياقمر لأكشفك وقريب قوووووي
نظر إلى "زين"وقال وهو يربت على فخذيه قائلاً
-المهم دلوقتِ جنات فين ؟
مط شفته السفلى وقال بجدية
-ولا اعرف سابتني ومشيت من المخزان بعد ماعرفت إن قمر رجعت ومن ساعتها مش عارف هي فين
-طب وبعدين؟
-مش عارف والله ياسلمان المشكلة إن البت دي ملهاش حد تروح له وشكلها كدا هاترجع تاني للشارع وتعيش وجع القلب من جديد
-ربنا يسترها عليها
-يارب ياسلمان
***************
(في شقة مكرم الجديدة)
كان يتحدث بسعادة وهو يشير بيده في أركان الغرفة
ليصف لها وضع الذي يدور برأسه
كانت تقف بجسدها وعقلها في مكان آخر
ظل يتحدث أكثر من نصف ساعه توقف بعد أن شعر أنها شاردة في عالم آخر
لوح لها بيده وقال بمزاح
-هو أنا برغي كتير لدرجه مش عاوزة تسمعي كلامي وسرحانة
تنحنحت وقالت بعتذار
-آسفة يامكرم بس كُنت سرحانة شوية
سائلها بفضول
-ايوة مانا عارفه أنك سرحانة بس في مين غيري ؟
أجابته بحزن
-باباك يامكرم اكيد مش هايسكت على الوضع دا وعلى وقوفك ضده المرة دي
احتضن وجهها بكفه متسائلاً
-هي دي أول مرة
أجابته بحزن
-تؤ بس أول مرة أكون السبب
ابتسم لها وقال بحنو
-أحلى سبب ومستعد عشانه اروح وار الشمس
كاد يقترب من شفتيها ليطبع قبلته الأولى لها ولكن سرعان ما اقتحمت قوات الأمن شقته وتحدث قائد القوات قائلاً بسخرية
-الله راجل وامراة وثالثهما الشيطان بس معلش بقى جينا نتفرج إحنا كمان
سأله بحدة
-إنت إزاي تتدخل كدا إنت مش عارف أنت دخلت بيت مين ؟
أجابه بعدم إكتراث
-مين يعني ؟!!!!
-أنا الدكتور مكرم الشربيني ودي مراتي يا استاذ
أشار ضابط الأمن لرجاله قائلاً بأمر
-كلكم بتقولوا كدا خدهم يا ابني على البوكس
كان يعلم أن والده يرتب لها قضيه من العيار الثقيل ولكن آخر ما خطر على باله إنه يلقي به في قضية (دعارة)
مر الوقت وخرج من القسم بعد أن عرض على مأمور القسم وثيقة الزواج
ومنذ ذلك الوقت قرر أن يتمم مراسم الزواج ويحدد يوم زفافه حتى يتفرغ لوالده
كانت "جميلة " تشعر بشئ غريب ولكن تمرر كل هذا بأنها ستعرف كل شئ في أقرب وقت
والجدير بالذكر أنها أكتشفت أن "مكرم" مكانته في قلبها لم تكن مكانة صديق ولكن مكانته كانت أكبر وأزداد تعلقها به مع مرور الأيام وأعترفت لنفسها بظهور حبها له ولكن فضلت الصمت حتى إشعار آخر ...!!!!