وضع فنجان القهوة على المنضدة ثم نظر إلى "سلمان" وقال بجدية
-سلمان كدا كل حاجه تمام وأظن قمر بردو مش ناقصها حاجه إن شاء الله الدخله تكون بوم الخميس الجاي إيه رايك
تنهد وهو ينظر لـ زين الذي حاول قدر المستطاع التحكم في حزنه الشديد ثم عاد بنظره إلى حسام وقال بستسلام
-ال تشوفوا إنتوا متفقين على كل حاجه يبقى على بركة الله
ابتسم زين وهو يربت على فخذه وقال بحزن
-مبروك ياحسام ربنا يتمم لك بخير
بادله ذات الإبتسامه وقال بسعادة غامرة
-الله يبارك فيك وعقبال إنت كمان
ابتسم له بطرف فمه وقال بقهر
-أنا خدت نصيبي من الدنيا خلاص
سأله بعدم فهم
-يعني إيه ؟
اجابه سلمان بتلعثم
-فكك ياراجل دا بيحاول يعيش دور الطير الحزين قولي
عمى كلمك تاني ؟
هز راْسه قائلاً بآسف
-للآسف بابا مش ساكت بس مايهمنيش كل دا المهم إن أحافظ على حبي حتى آخر لحظة في عمري
ابتلع "زين " مرارته بغصه وقال
-عندك حق الواحد ممكن يقف في وش الدنيا طول ما عارفه بل بالعكس واثق إن حبيبته في ضهره
ثم تابع حديثه وهو يتنحنح وراح يقول بجدية
-ربنا يوفقك يا إبن عمى عن أذنكم
سأله حسام بتعجب
-على فين يا ابني مش هاتشوف شقتي العفش طلع وكل حاجه بقت تمام
أغمض عيناه ليخفي دموعه التي تريد النزول أمامهم
وقلبه الذي يريد أن يصرخ في وجوهم
واستدار له وقال بنبرة يملئها القهر والحزن
-مستعجل ليه مانا هازورك قريب ماتخافش بس عشان خاطري بلاش انهاردة بالذات
تركه قبل أن تفضحه دموعه تركه وذهب إلى قبر والدته
جلس أمام قبرها وتحدث معها كما كان يحدث وهي على قيد الحياة هنا نزلت دموعه هنا صرخ وبكى هنا أعترف بوجعه
جلس على الأرض بجانب القبر ثم وضع رأسه على قبرها وراح يقول
-قمر ها تتجوز يا أمي هاتسبني زي ماسبتيني بس الفرق أنها هاتفضل قدم عيني
دايما بسأل نفسي حبتها فين وازاي وبلاقي اجابه واحدة وهي من أول مرة شفتها فيها خطفت قلبي كُنت بقول لنفسي مجرد إعجاب بشخصيتها القوية وفضلت ساكت ومستمتع بالإحساس دا لحد لما فوقت على أصعب خبر سمعته في حياتي إحساس صعب قووووي يا أمي
تفتكري ال أنا في دا صح ولاغلط يا أمي الناس ال دخلت حياتي وجرحتهم بسببها كان صح ولاغلط
نفسي أخرج من ال أنا في دا بس مش عارف عاوز أعيش حياتي بعيد عنها بس مش قادر
هو أنا هأفضل كدا لحد إمتى يا أمي ....؟!!!!
********************
(في مكتب مالك زيدان )
كانت تجلس أمامه وقسمات وجهها تتغير كلما تسمع قصتها
كادت تبكي مما يسرده شقيقها أوقفتها وقالت بحزن
-بس كفاية قلبي وجعني عليها
-شفتِ بقى إن أنا على حق وإننا لازم نساعدها
سألته بجدية
-بس دي مانعرفش عنها حاجه اصلها فصلها هاتجيب واحدة من الشارع وتشغلها عشان صعبت عليك ؟!!
-ماتنسيش إننا كنّا ممكن نكون زي في يوم من الأيام لما عمك أكل حقنا وإن الجيران وقفت معانا وسابت لنا الشقة بدل قعدت الشوارع ال حضرتك بتقولي عليها وماتنسيش كمان إن لولا أنا بحب التعليم كُنت ممكن أبقى مدمن وحضرتك على حل شعرك بس الحمد لله ربنا سترها معانا
لوت شفتيها بتذمر طفولي وقالت بغيظ
-وإنت بتدافع عنها كدا ليه ومالك زعلان عشانها ليه
ضرب كف فوق الآخر وقال بنفاذصبر
-لا اله إلا الله يابنتي مش من شوية البت كانت صعبانه عليكِ وشوية كمان كُنتِ هاتعيطي عشانها مالك بقى ؟!!!!
-ماليش بس مستغربة هاتشغل واحدة مانعرفش عنها حاجه غير حكايه ربنا وحده ال يعلم مدى صحتها
-بصي يانرمين أنا هاجربها شهر طلعت بنت حلال يبقى هاتكمل ماطلعتش يبقى ونصيبها وتستلقى وعدها مني آمين
مصمصت شفتيها وقالت بسخرية
-ماشي بس خليك فاكر قعدتنا دي عشان قبل الشهر هانقعدها تاني
سألها بعدم فهم
-ليه ؟
أجابته بسخرية
-بعدين أقولك ياحبيبي عن أُذنك واريا شغل كتير
تركته يتعجب من حديثها سأل نفسه بتعجب
-هي نرمين اتجننت ولا أنا مزودها شوية ....؟!!!!
**********************
(في مدخل العمارة )
وبعد مرور يوم كامل على الجميع كان اليوم مليئ بالكثير
من الأحداث
ولكن في نهاية اليوم استطاعت "جنات " فرد جسدها
المتعب على أرضية مدخل البناية
لتنعم بنومة اعتادت عليها طيلة هذه المدة
اغمضت عيناها وسرعان ما ذهبت في سبات عميق
بينما هو كان يغلق باب شقته
وهبط الدرج بخطوات سريعة توقف عند درجة السلم الأولى وقال بخفوت
-جنات نايم كدا ليه ؟
كانت في سبات عميق لا تشعر بشئ
چثا على ركبتيه وكرر نداه هذه المرة بصوتٍ عال نسبيًا
وقال بحزن
-مسكينة مش حاسه بحاجه من كتر الشغل
ثم تابع حديثه وقال
-جنات جنات
انتفضت هذه المرة وهي تقول بتلعثم قبل أن تفتح عيناها قائلة
-أنا خلصت شغل والله ياعم خليل وقلت ارتاح ساعتين
وضع يده على كتفها وقال بحزن
-جنات اهدي أنا مالك
فتحت عيناها وتنهدت بارتياح ثم نظرت إليه وتحدثت متسائلة
-مالك باشا حضرتك عاوز حاجه ؟
وقف وقال بجدية
-قومي تعالي معايا
سألته بعدم فهم
-على فين ؟
أجابها بجدية
-ماتخافيش هاتنامي عندي في المكتب لحد الصبح وبعدين نتكلم أنتِ ازاي نايمه كدا في مدخل العمارة ال طالع وال نازل شايفك !!!
-هو يعني كُنت لقيت مكان تاني وقلت لأ أنا بنام في اي حته ما تشغلش بالك بيا كتر خيرك
بعد حوار طويل وشد وجذب بين مالك وجنات
صعدت جنات معه مكتبه وقفت في وسط الردهة
ثم دلفت مكتبه الخاص
بينما هو كانت يتحدث وهو يشير إلى الأريكه قائلاً بسخرية
-بصي هو المكان مش قد كدا بس أهو أحسن من نومتك تحت السلم
توقف عن ما يفعله وقال بعتذار
-أنا آسف مش قصدي والله أنا قصدي
قاطعته بعفوية وقالت
-ياباشا ولايهمك أنا نمت في كل حته تحت الكوبري وتحت السلم وفِي مدخل العمارة يعني مش جديد عليا
ثم أضافت بسخرية ممزوجة بحزن
-دا يمكن مكتبك دا انضف حاجه قبلتها
صمتت لبرهه ثم تحدثت بعتذار
-أنا آسفه مش قصدي
ابتسم لها وقال بمزاح
-كدا خلصين
وتابع حديثه قائلاً
-بصي كدا الكنبه بقت سرير ودي بيچامة من بتوعي
بعد ماامشي خُدي شاور عشان تعرفي تنامي براحتك
سألته بتعجب
-هو دا مكتب وبيتك ؟!!!
أجابها بجدية
-تقدري تقولي الأتنين لأن أوقات بنام هنا لو عندي شغل كتير فـ بحب أكون براحتي
ثم وضع مفتاح المكتب الاحتياطي على سطح المكتب وقال بجدية
حطي المفتاح من جوا لو خايفه ولا حاجه
نامي براحتك
أنا باجي بعد الضهر بشوية تصبحي على خير
أحلام سعيدة
ابتسمت له وقالت
-ماظنش ال يعمل كدا ماحد مايعرفوش ممكن يغدر بي بال إنت عملته عرفت إن الدنيا لسه بخير وإن لسه في شباب جدعان بجد شكرًا وجميلك دا فوق راسي
اكتفى بـ ابتسامه خفيف على ثغره
وذهب من المكتب متجه إلى شقته الصغيرة
ليسرد لشقيقته ماحدث في نهاية اليوم
ولكن كالعاده لم ترحب بما فعله معها وظلت تتحدث
اما هو مازل مقتنع بما فعله وأنه على صواب حتى إذا صدر من تلك البريئه عكس ذلك
*****************
(في شقة مكرم الجديدة )
فتح باب الشقه
كادت تتدخل الشقه ولكن أوقفها عقدت حاجبيها متعجبه مما فعله كادت تتحدث ولكن حملها
بسرعة وخفه وقال بخفوت
-نورتي بيتك يا أجمل عروسة في الدنيا
وضعها على الفراش بهدوء شديد
ثم جلس أمامها على حافة الفراش تناول يدها بين راحة يده وطبع عليهما قبلة خفيفه شعر برجفة تسير في جسدها
رفع نظره لها وقال بتعجب ممزوج بحزن
-ليه ؟
ترددت الابتسامة على شفتيها وقالت بتلعثم
-دا دا شئ طبيعي على فكرة !!
-ايوة ماعارف بس لما يكونوا اتنين مايعرفوش بعض اتنين اتربوا مع بعض عاشوا الطفولة والشباب بردو مع بعض يكون لسه في خوف كدا دا ال مش طبيعي !!!
قاطعته بجدية
-لأ بص هو طبيعي بس إنت ال مش واخد بالك إن أنا لحد دلوقتِ مش عارفة إنت ازاي وإمتى حبتني ؟
مسح وجهه بغيظ شديد ثم كز على أسنانه وهو ينظر لها بغيظ مكتوم وقال
-وهو دا وقته !!
نهضت من الفراش وقالت بتلعثم
-لأاااا أصل إنت مش فاهم إن أنا دماغي جزمة قديمة ولو ماعرفتش دلوقتِ الحكايه كل أنا ممكن أروح بيتنا تاني
سار نحوها قبض على ذراعها بغيظ واجلسها على المقعد وتحدث بغيظ شديد
-مانا عارف الليلة ال بقالي عمر مستنيها مصر كلها بصت لي فيها ماشي ياشهرزاد هاحكي لك كل حاجه للمرة المليون ال قلته وال بقالي شهر بحكي في
بصي ياستي أنا بحبك من وإحنا صغيرين مَس بس كدا لأ بموت فيكِ وقلت الكلام دا للدنيا كلها ومستعد أقوله للمرة المليون اي أسئلة تاني ؟
هزت رأسها قائلة بحزن
-طب وصبا ال قلت إنك بتحبها
تنهد وهو ينظر لسقف الغرفة وقال بحزن
-كانت فكرة مامتك كنوع من انواع الغيرة وألفت نظرك
هي قالت إن لوعملت الحركة دي وجابت نتيجة يبقى في حب وماكنش ظاهر
ثم أضاف بغيظ
-بس ماكنتش عارف إنك أسامة منير وهاتروحي تقولي لها كل حاجه وفِي نفس اللحظة قررت إن أعترف لك بحبي قلت الأول أقول لبابا كُنت متوقع إنه هايرحب بس للآسف حصل العكس وقلت مابدهاش بقى وهاتجوزك يعني هاتجوزك لو حصل إيه
ابتسمت له وقالت بتعجب
-كل دا كان في قلبك وساكت
غمز لها بوقاحة وقال بهمس
-كُنت منتظرك تهوني عليا كل دا وأنا في حضنك
توردت وجنتها خجلاً وتحدثت وهي تقف من فوق مقعدها قائلة بكذب
-طب تصبح على خير بقى من فضلك يامكرم أَطْفِئ النور وإنت عشان مابعرفش أنام في النور
وحياة أمك !!!!
قالها "مكرم " دون أن يشعر وقف من فوق مقعده ووقف أمامها وتحدث بغضب مصطنع قائلاً
-بعد كل ال حكيتوا دا أنا المفروض يتعمل لي تمثال مش اتساب وتنامي دا أنا ممكن أروح فيكِ في داهيه
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وراحت تقول بكذب
-أصل بصراحه كدا أصل يعني
قاطعها متسائلاً
-خشي في الموضوع على طول في إيه ؟!!
أقتربت من أذنه وقالت بهمس
(٠٠٠٠٠٠)
بينما هو صاح بصوت مرتفع قائلاً
-إيـــه لأ مستحيل دااااا
انتفضت من صوته العال اغمضت عيناها بخوف شديد
قبض على ذراعها وقال برجاء
-جميلة قولي الحق وقولي إن ال بتقولي دا كذب مش بعد كل السنين دي استنى 4ايّام كمان
اخفضت رأسها أرضًا وقالت بكذب
-ومين قال بس إنهم 4 انا بفضل اسبوع بحاله في الموضوع دا !!!!
-نععععععم ياختتتتي
هرعت إلى المرحاض بعد أن سمعت صرخاته ونحيبه
اغلقت باب المرحاض وكبحت ضحكاتها رغمًا عنها
بينما هو ظل يلعن حظه وهو يقول بغيظ مكتوم
-دا مصر بس دي العالم كله كانت عينه في الليلة ااااااه يامااااا ااااااه
*****************^^
(في مكتب مالك زيدان )
مر النهار عليها وهي ترتب مكتبه لم تنعم بالنوم طيلة الليلة
وهاهي تضع اللمسة الأخيرة في ردهة المكتب
ثم بعد ذلك
وقفت وهي تلتقط أنفاسها اللاهثة وتحدثت وهي تجفف
حبات العرق المتكونة على جبينها
-كدا بقى مكتب بجد مش الأول
ثم تابعت حديثها وهي تشتم رئحة ملابسها وقالت بتأفف
-اووووف دا مالك باشا لو شم ريحتهم هايرميها في الشارع
هاروح أخد شاور بسرعه قبل ماحد يجي
وبعد مرور ثلاثون دقيقه انتهت "جنات " من كل شئ
لملمت متعلقاتها التي وزعتها في كل مكان كي تجف
وارتدتها وفِي أثناء ارتداها
ولجت "نرمين " من باب الشقة
فرغ فمها من هول المفاجاة مرت ثوان كي تستجمع كلماتها التي تحجرت في فمها ما أن رأت ردهة الشقه فارغة صاحت بصوت مرتفع قائلة
-الحق يا مالك اتسرقنا طلعت حرامية
وقف خلفها يبحث بعينه على اي دليل يثبت عكس ذلك
ابتسم وقال بسعادة
-لأ ياخفيفه دي طلعت نضيفة بصي رتبت الصالة ازاي
تحركت "نرمين" في الردهة بحرية تامة
لم تصدق مافعلته تلك الفتاة الجميلة حقًّا جعلتها كما يجب أن تكون
أشار شقيقها بيده نحو مكتبه وقال بخفوت
-خبطتي على باب المكتب قبل ما تتدخلي وشوفيها
-حاضر
اتجهت نحو المكتب وقبل أن تضع يدها على المقبض. الحديدي فتحت جنات الباب ابتسمت وقالت بعتذار
-آسفه ماعرفش إن حضرتك قدم الباب
وضعت "نرمين " يدها على كتف "جنات " وخرجت بها إلى الردهة وقالت بإعجاب شديد
-سيبك مني أنتِ عملتي إيه في المكتب دا بقى ولا بتوع الشركات المهمة
-مش لدرجه دا أنا يادوب رتبته
قاطعها "مالك" بامتنان
-بجد من كل قلبي بشكرك أنتِ فعلاً عملتِ روح للمكان
وأسمح لي أعرض عليكِ عرض وأتمنى إنك تقبلي
عقدت حاجبيها قائلة بفضول
-عرض إيه !!!
-عم خليل طلب مني أشوف لك شغل أفضل ال أنتِ في وأنا بصراحه كدا مش هالاقي أفضل منك كمساعدة لأختي السلحفاء دي
قهقت شقيقته وقالت بسعادة
-ههههه وأنا موافقه على الأقل تشيلي عني شوية
سألها بجدية
-قلت إيه ياجنات
قاطعته أخته قائلة
-طبعًا موافقة مش كدا ياجوجو
ابتسمت وقالت بسعادة
-أول مرة أعرف إن ربنا بيحبني قوي كدا وكمان حظي حلو عشان وقعني في ناس جدعة زيكم موافقة ويارب أكون قد الثقة ال حضرتك حطتني فيها يا مالك باشا
قهقهت "نرمين " ما أن أنهت تلك الأخيرة حديثها بكلمة (باشا)
أشارت بسبابتها إلى أخيها وقالت بعفوية
-دا باشا هههههههه يابنتي هو أنتِ ليه فاهمه إننا ناس غنية ومن كريمة المجتمع إحنا ناس على قد حالنا يعني كلنا في الهوا سوا تقدري تقولي له استاذ مالك دا وقت مايكون عنده حد غير كدا ممكن تقولي ياواد يامالك ههههههه
أشار بيده وقالت بسخرية
-زي ماقالت الهبلة بالظبط ومافيش اي إضافات غير تتفضلوا على شغلكم ووقت الراحه نكمل ضحك وتعارف على بعض ...!!!!
*************
( في شقة مكرم )
و بعد مرور أسبوع
حاول "مكرم" خلال هذه الفترة التقرب من والده
ولكن كان رافضه كان أشد
علم والده أنه وقف أمامه أقسم له أن مافعله لن يمر هكذا
ولكن لن يهتم مكرم لما قاله والده وعاد إلى حياته من جديد
نعم يشعر بحزن شديد بسبب بُعد والده عنه ولكن ماذا يفعل اكثر مما فعل !!
والده يريد أن يتزوج من فتاة ذات حسب ونسب وعندما علم أن لديه صديق من عائلة النشار أصر وبشدة أن يتزوج من أخت زين النشار الذي يعرف بإسم بالملك في مجال عمله وإذ لم يفعل ذلك فهو الذي دمر عائلة جميلة الشرقاوي بأكملها والده يعلم جيدًا أن جميلة هي نقطة الضعف لدى ابنه ولذلك عمل عليها جيدًا
ولكن في نهاية الأمر انتصر الحُب وتزوج من جميلة وعاش حياة قد تكون سعيدة حتى يرضى والده عن هذه الزيجه هذا من وجهه نظر "جميلة " اما "مكرم " فهو لايعينه الأمر كثيرًا
تركته يشاهد التلفاز وقامت تحضر الطعام
وبالأدق هي تتهرب منه ومن وعدها الذي أخذته على نفسها
كانت تقطع الخضروات بشرود لا تعرف متى وأين وكيف حدث
كل هذا
فجاة وبدون مقدمات أصحبت زوجته بعد أن كانت صديقته
فاقت من شرودها دَنا منها ثم طبع قبلة رقيقه على كتفها وتحدث بصوته الحنون قائلاً
-بلاش تتعبي نفسك أنا هاجيب أكل جاهز
أكملت تقطيع الخضروات بيد مرتجفه وراحت تقول بجدية مصطنعة
-مافيش تعب أنا متعودة على كدا تحب تاكل حاجه معينه
ابتسم لها وتحدث وهو يمسك بيدها ليقطع معها الخضروات قائلاً بخبث
-في حاجه كان نفسي فيها امبارح وأنا قلتلك عليها وقلتِ لأ
استدارت له وسألته ببلاهه
-مش فاكرة حاجه إيه ؟
أجابها وهو يعيد خصلاتها إلى الوراء ثم اقترب من أذنها وقال بهمسٍ شديد
جحظت عيناها غير مصدقه وقاحته من أين أتى بهذه الجرأه
توردت وجنتها خجلا ثم تنحنحت وتحدثت بجدية مصطنعه
-على فكرة أنا لحد دلوقتِ مش قادرة استوعب إننا اتجوزنا صحيح بقالنا أسبوع وصحيح إنت شرحت الحكاية بس لسه مش مقتنعه
عض على شفته السفلى وهو يحرك رأسه بنفاذ صبر
نظر إليها وتحدث بجدية مصطنعه وهو يحملها متجه إلى غرفتهما قائلاً
-تماما تعالي معايا وأنا أفهمك ووعد لو اقتنعتي أخد ال قلت عليه
-لأاااا ثانيه بس
-ششششششش مافيش حاجه هاتكون غصب عنك ياإما فريش ياإما بلاش
-هههههههههههه مكرم !!
وصل الغرفة في أقل من ثانية
وضعها على الفراش بخفة وجلس مقابلتها وقال بحب
-بحبك
ابتسمت له بخجل وقالت بتلعثم وهي تسحب يدها قائلة
-على على فكرة أنا بقولك تعرفني الحقيقة
عاد إلى قبلاته الرقيقة وتحدث بهمس وهو يغلق النور الخافت الموضوع على الكومود قائلا
-دلوقتِ هاتعرفي قصدي إيه يا قلبي
قاطعته بـ رجاء
-مكرم
لم يستطع التحمل أكثر وبتر رجائها الذي يدغدغ حواسه
سحبها إلى عالم الحُب الخاص به عالم العشق
عالم رفض أن يدخله مع غيرها عالم لايريد أن يراه بدونها
وبعد مرور وقت طويل عاد بها إلى واقع جميل
كانت تضع رأسها على صدره تسمع نبضات قلبه الذي ينبض لها هي فقط
قطع هذه اللحظات الجميلة حديثها اللاذع كما قال عنه
لو بتحبني طلقني
-طب ازاي لو بحبك أطلقك أيعقل هذا ؟
-أنا مش عاوزة لك مشاكل كفايه مشاكلك مع باباك
-سبق وقلت إن بيكِ هاكون أقوى حد في العالم وبابا وافق ولا لأ مش مهم أنتِ مراتي خلاص
-تعرف إن أنا ببقى فخورة وأنا ماشية جنبك ببقى نفسي أقول للناس كلها دا جوزي أنا
ابتسم لها وقال بخبث
-طب أنا كان عندي مشكلة صغيرة كدا وكُنت محتاج رأيك فيها
-مشكلة إيه ؟
-هأقولك حالاً
كاد يقترب منها ولكن قاطعه رنين هاتفه المحمول
نظر إليه وزفر بحنق
وضعه مرة أخرى على الكومود
أصرت عليه أن يجيب
مد يده ووضع الهاتف على أذنه قائلاً بضيق
-آلو آه يابابا
-بتتحداني ياولد وتتجوزها دا أنا هاخليك تندم على عملتك السودا دي وأنا ال كُنت فاهم سكوتك دا عشان سمعت كلامي طلع العكس
ابتسم لها وهي يداعب خصلاتها المتمردة على وجنتها وقال بالامباة
-الله يبارك فيك يابابا كُنت واثق أنك هاتتصل وتبارك لي
أغلق والده الهاتف بغيظ شديد
بينما هو نظر لشاشه هاتف ثم ألقى به أرضًا وهو يقول
-ممنوع الإزعاج أنا الآن على نظام عريس ولازم يفرح
سألته بحزن
-لسه رافض صح ؟
أجابها بصدق
-مش مهم عندي المهم أنا أخدت نصيبي من الدنيا بابا يزعل ماما تفرح ماليش في كل واحد يعمل ال يريحوا ثم تابع حديثه بوقاحة وهو يقترب منها قائلاً
-وانا لازم أعمل ال يريحني
نكزته في كتفه وقالت بغضب طفولي
-والله أنك رايق وفايق أوعى كدا
بتر حديثها بحديثه الوقح الذي لم تتحمله كما لم تعتاد على وقاحته هذه
أخذها مرةٍ أخرى لعالمه الذي جعلها تعشقه كثيرًا
مرت الأيام ولم يحدث شئ جديد في حياتهم
ظلت "جميلة" تطلب من "مكرم" الذهاب إلى والده والاعتذار منه ولكن كان يرفض وبشدة هي تعلم أن الاعتذار يعني الانفصال
ولكن كيف وهي تعشقه جعلها لاتتنفس ولا تشعر بالامان حتى يأتي لها بعد يوم طويل وشاق
ولكن كما يقولون (البعد يولد الاشتياق )
كما ساعد على ذلك الأم عندما أخبرته بأنه بعد مرور تسعه أشهر سيُصبِح جد ويأتي إلى الدنيا مكرم الصغير
هذا الخبر كان كفيل بأن يغير حياة الجميع.
كان له سحر من نوع خاص رق قلبه ورقرقت عيناه عند سماعه لهذا الخبر
طلب من ابنه أن يعود ويعيش معه في الفيلا ولكن رفض مكرم وطلب منه أن يحترم رغبته ووعده أن يأتي كل يوم جمعه من كل أسبوع ويعود منزله الصغير مرةٍ أخرى
وعاشت عائلة في سعادة ينتظرون مجئ مولدهم الأول ...!!!!
*******************
(في منزل النشار القديم)
جلس حسام في شرفة الردهة في انتظار حبيبته
ليراها قبل رحيلها إلى صالون التجميل
هاهي تأتي بخطوات واثقة وثابته
وقفت أمامه وقالت بخفوت
-أنا جاهزة ياحبيبي
احتضن وجهها الملائكي ثم طبع على جبينها قبلة خفيفة وقال بحنو وحب
-ألف مليون مبروك يا أحلى وأجمل قمري في الدنيا كلها
ابتسمت وقالت بخجل
-ربنا يخليك ليا عمري
احتضنها وقال بحب
-أنا مش مصدق نفسي أخيرًا أنا وأنتِ هايتقفل علينا باب واحد
تنحنحت وقالت بخجل وهي تخرج من حضنه
-على فكرة لو سلمان شافنا هايبقى شكلنا مش حلو
-الكلام دا كان زمان لكن انهاردة أنتِ مراتي فاهمه يعني إيه مراتي يعني كلها كام ساعه ولايقدر يفتح بوقه معايا
-طب يالا أحسن اتاخرنا قوووي دا فاضل ٣ساعات على الفرح وأنا لسه هاخد وقت
جذبها من وجنتها وقال بمزاح
-القمر الصغنن ال كان بيزن ومصر كلها بتقول عليه زنانه كبر وبَقى مراتي وهاينور بيتي أنا وبس
ثم أضاف بجدية
-وبعدين ميك أب إيه ال عاوزة تحطي أنت قمر ولا تحطي حاجه خاااالص فاهمه
قهقهت على حديثه ومزاحه وجديته المصطنعة
كانت تحاول جاهدة تمثيل الدور بإتقان كي لايكشفها
ترى ماذا تفعل الليلة به !!
مرت الساعات سريعًا والجميع على قدمٍ وساق لينهي جميع مراسم حفل الزفاف
هي الآن في انتظار زوجها ليدخل بها قاع الحفل
وقف خلفها والابتسامة على شفتيه تنير وجهه البشوش
نكزها بخفه استدارت له
ابتسم وقال بسعادة
-مبروك ياقمر مش مصدق نفسي بنتي الصغيرة هاتتجوز خلاص
-الله يبارك فيك ياحبيبي
صمت لبرهه ثم وضع يده على رأسه وقال بتعب مصطنع
-ااااه ألحقيني ياقمر
سألته بذعر
-مالك ياسلمان ؟!!!
أجابها بكذب وهو يخرج هاتفه من جيب حلته السوادء
-مش قادر خُدي اتصلي على زين بسرعة
تناولت منه الهاتف وطلبته دون أن تشعر أن مايفعله "سلمان" ماهي إلا أكذوبة كما فعلت هي من قبل
ألقت الهاتف في صدره وقالت بغيظ شديد
-عرفت منين إن بشوف ياسلمان
إبتسم لها وقال بخبث
-إيه دا هو أنتِ بتشوفي ؟
ثم وضع كفه في وجهها بسخرية قائلاً
-طب دول كام ها ؟!!