سألته هذه المرة بغضب مكتوم
-سلماااان عرفت ازاي
أجابها وهو يقف وينهدم ملابسه قائلاً بجدية
-أنا وزين كنّا شاكين فيكِ وحوار الخطف دا وخصوصًا وأنتِ بتحذرينا مانجبش سيرة لـ حسام
حسام دا حسام هاينفخك لما يعرف
مصمصت شفتيها بحزن وراحت تقول بغضب طفولي
-يعني الحق عليا ال عاوزة أعمل له مفاجاة
-ايوة بس مش كدا ياقمر ال حصل دا خلى زين كان هايقتل جنات وحاليا مشيت وماحدش يعرف عنها حاجه وزين بقى زي المجنون بيدور عليها في كل حته
-طب وأنا ذنبي إيه
-ذنبك إن ال حصل دا كان غلط فيها إيه لما تقولي له أنك هاتعملي عمليه
-ماكنتش عاوزة أعرف حد لحد لما أتأكد إن كويسة عشان لقدر الله لو مانجحتش يبقى مافيش حاجه
ظل يتحدث معها كثير يغضب ويثور تارة ويتحدث بهدوء تارة
مر الوقت وانتهى "حسام" من أرتداء ملابسه
اغلق ضوء الغرفة وفتح بابها
كاد أن يخرج ولكن تفجاء بيد والده تتوسط صدره وتتدخله رغمًا عنه ثم اجلسه على المقعد
جحظت عيناه مما فعله والده هتف بهمس
-بابا !!!
حاصره والده وتحدث وهو يضع يده على يد المقعد قائلاً بصوت مرتفع لرجاله
-مش عاوز دبانه تخرج من الاوضه ولا حد يدخل علينا
عندي كلام كتير مع الدكتور حسام ولازم يخلص انهاردة
نظر "حسام " إلى والده وقال بقوة وثبات
-حضرتك عاوز إيه ؟
أجابه بعدم إكتراث
-تتطلق قمر قدم الفرح كله
ابتسم له وقال بجدية
-مستحيل أعمل كدا حتى لوفيها موتي
نظر له والده نظرة ذات مغزى
ثم جلس على المقعد مقابلته وأشار بيده نحو باب الغرفة وقال
-تمام اتفضل وريني هاتعمل إيه ؟
وقف حسام من فوق مقعده واتجه نحو باب الغرفة ولكن قبل أن يخرج كانت رصاصة كاتمه للصوت أوقفته وسط دهشه وذهول
استدار ليسمع إلى حديث والده الذي وضع قدم فوق الأخرى وقال بجدية
-كلامي مش هاكرره تاني يا إما تختار قمر أو
سأله بحزن
-أو إيه يابابا !!!
أجابه بإيجاز مما جعل "حسام" غير مصدق ماقاله والده
انتهى والده من عرضه الغريب
ووافق حسام على هذا العرض
بينما كان والده يبتسم بين اللحظة والأخرى وقال بسعادة
-مبروك يا دكتور حسام اتمنى لك حياة من غير كدب ولا خداع مع واحدة عميا هههههههههه سلام
ثم توقف عند باب الغرفة وقال بتذكر
-صحيح ابقى خلي بالك من ال عامل نفسه بيحبك وهو بيطعنك في ضهرك سلام يادكتور ...!!!!
مرت الدقائق على حسام وهو يستجمع قوته من جديد كي يعود إليها ويكمل مراسم الزفاف ولكن كيف ووالده دمر كل مخططاته ياله من أب جاحد يملئ قلبه الكره والغل
ولكن ترى ماذا يقصد بحديثه الأخير !!
هل يقصد أن قمر تخونني لا لا بالطبع لا هي تعشقني حد الجنون
تنهد بعد صراع طويل بينه وبين عقله
وقف من فوق المقعد وهو يغلق أزرار حلته بشرود
خرج من الغرفة واتجه نحو المكان المخصص لستقبال العروس
بينما كانت قمر واقفه في شرفة الردهة تتحدث مع زين
حديثها المعتاد والذي ظن أنها تعلمت من تجربتها السابقة ولكن حدث عكس ماتوقعه
كان يتحدث في هاتفه المحمول
وضعت أناملها على كتفه بخفه وسرعة وقالت بخفوت
-زينوووو
عقد حابيه واستدار لمصدر الصوت الذي لم يتوقعه على الأقل هذه الليلة
بلع ريقه وقال بحزن عميق
-مبروك ياعروسه
ابتسمت له وقالت بسعادة
-الله يبارك فيك شفت اخيراً أنا وحسام هاتتجوز
ابتسم لها بطرف فمه وهو يحرك رأسه وراح يقول بقهر
-ربنا يتمم لكم بخير وتفضل الابتسامه على وشك
سألته بخبث
-يعني مش زعلان ؟!!
أجابها بعدم فهم
-ليه !!
-يعني عشان فضلت حسام عليك
بلع ريقه وقال بغيظ مكتوم
وهو أنا اتقدمت لك ؟
-ايوة قلت لسليم اخويا إنك عاوز تتجوزني ولا إنت نسيت؟!!!
تنهد وهو يغلق عينه ليتحكم في غضبه من تلك الحمقاء التي كادت أن تذهب عقله
وضع سبابته أمام عيناها وقال بتحذير
-اقسم لك ياقمر لو فكرتي تلعبي على الموضوع دا تاني لتكون نهاية الموضوع دا غير مرضية لكِ تماماً وأظن إن أنا كنت بعمل كدا عشان سلمان يمضي على التوكيل والظاهر إن أنتِ ال نسيتي إن انهاردة فرحك وعريسك ثواني ويدخل ياخد
علقت يدها في ذراعه وقالت بتحدي
-يبقى خلي ياخدني منك ونشوف إذا كان ال في عينك دا دموع سعادة ولا دموع قهر وحزن على ال راح منك
مرت الثوان ونفذ "زين" ماطلبته قمر رغمًا عنه
كانت تلعب على أوتار قلبه بكل برود
سلمها زين لـ حسام وهو يقبله من وجنته وتحدث بهمس
قائلاً
-مبروك ياحسام اتمنى المفاجاة ال عمل لها لك تعجبك
عقد حاجبيه وقال بفضول
-مفاجاة إيه ؟
نظر إليها وابتسم وراح يقول بخبث
-قمر كانت نفسها في حاجه تفرحك وأنا عملت أكتر حاجه تفرحك
ثم تابع حديثه بسخرية
-أسيبكم بقى أحسن مابحبش اكون عزول سلام ياعرسان
تركهم وظل يتابع مكالمته الهامة والتي أعلنت عن فشل
المفاجاة والسبب هو أن عصمت انتقلت إلى مشفى السجن للخضوع عملية الزائدة
انتهى الوقت وذهب الجميع إلى منازلهم مازل حسام لم يفهم مغزى حديث زين الذي كان قبنلة موقوته وحان وقت تفجيرها في وجه قمر
قفل باب الشقه ببطن قدمه ثم انزلها وهو يقول بسعادة
نورتي بيتك ياعروسه.
ابتسمت له وقالت بتلعثم
-ميرسي ربنا يخليك
سخر منها ومن خجلها وقال بوقاحة
-إيه يابت الأدب دا كله اومال هاتعملي إيه كمان شويه
بلعت ريقها وراحت تقول بتردد
-حسام أنا عاوزة أقول لك حاجه مهمه
سألها بتعجب
-بزمتك دا وقته تعالي بس أنا ال عاوزك في حاجه اهم
مر الوقت وبعد إصرار شديد من حسام بدلت قمر فستانها الأبيض بمنامة مثيرة تظهر أكثر ماتخفي
اقترب من وطبع قبله على يدها وقال بسعادة
-مش مصدق نفسي اخيراً بقنا مع بعض رغم كل ال حصل
ابتسمت له وقالت بتردد وهي تبتعد عنه قائلة ببكاء
-بصراحه بقى مش قادرة اكدب عليك أكتر من كدا
انقبض قلبه من رد فعلها الغير متوقع سألها بحزن
-مالك ياقمر بتعملي كدا ليه هو لقدر الله حد غصبك عليا
هزت رأسها بالنفي وقالت بصدق وهي تقترب منه
-إنت الحاجه الوحيد ال اختارتها في حياتي ومش ندمانة عليك ابداً
تنهد بارتياح وقال سعادة
-ياشيخه خضتني اومال مالك بس
احتضنت وجهه بين كفيها وقالت
-أنا عملت العملية ونجحت وبقت بشوف من قبل جوازنا بـ أسبوع
اختفت الابتسامة من على وجهه تدريجيا وتنحني وهو يزيل يدها من على وجنته وقال بعدم تصديق
-وأنا كنت فين !!!
-كنت مسافر ياحسام عملتها عشان ميبقاش خدت مقلب حياتك عشان كلام أبوك ال كان سكينه ودخلت قلبي وقسمته نصين
وقف من فوق مقعده وقال بصوت مرتفع
-هي دي المفاجاة ال زين قال عليها ؟!!!!
انتفضت ماأن انهى الأخير حديثه بصوتٍ عالِ
حركت رأسها بالنفي وقال بخوف
-لأ ماحدش فيهم كان يعرف حاجه أنا هربت منهم وعملتها عشان يا حسام متزعلش
ظل يتحدث وهو يدور في الغرفة قائلاً بغضب شديد
-يعني خططتي ونفذتي وهربتي وكل دا وأنا برا حساباتك
لغيتني من قاموسك
قاطعته بـ رجاء وقالت
-لأ والله ياحسام عشان خاطري اسمعني أنا أنا عملت كل دا عشانك عشان كلام ابوك
قاطعها بحدة
-مالكيش دعوة بـ ابويا أنا فين من دا كله هااااا ومفاجأة إيه ال زين عملها ليا إيه طلعتي مش بتحبني وهاتقولي الحقيقة في دي كمان
أجابته بصدق
-ماعرفش يمكن يمكن كان بيهزر وبعدين أنا وإنت بنحب بعض وإنت واثق من دا كويس قووووي
فك قبضة يدها المتشبثة في رقبته وقال بحزن
-أنا مابقتش عارف حاجه ولا واثق في حد بابا كان عنده حق لما قال إن ال بيطعني في ضهري هو اقرب حد ليا ماكنتش فاهم إن أنت الحد يا قمر
ظلت تمنعه حتى ألقى بها أرضًا وذهب من غرفته بل من الشقة بأكملها تركها دون أن ينظر لها ولا بكائها وتوسلها بأن يبقى
كزت على أسنانها بغيظ شديد كادت أن تكسرهم من شدة الغيظ
وقفت وسارت نحو غرفتها لتخرج منها ثياب تستطيع أن تخرج بها
ثم هبطت الدرج ووقفت أمام باب شقة زين وقرعت الجرس بكل ماأوتيت من قوة
بينما هو كان يتحدث من خلف الباب قائلاً
-براحة يالي على الباب الجري هايتحرق
ثم فتح الباب لا يصدق أن الماثلة أمامه هي العروس التي كان يحكي الجميع عن جمالها بالطبع لا
ما الذي فعله ذلك الأحمق عيناها مورمتان من كثرة البكاء وماذا شفتيها التي تنزف دماً أثر كدمة
حسام طبيب وعلى قدر عالِ من التعليم والتحضر كيف يفعل بها هكذا كيف يجعل أولى ليلته معها بهذا العنف والقسوة
فاق من شروده على صوتها المرتفع وغضبها الشديد
لوحت بيدها وقالت بغضب
-ارتاحت يازين ارتاحت لما حسام سبني هي دي المفاجاة ال كُنت عاوزه تعملها له
تركها ودخل شقته يرتدي قميصه ليتحدث معها كما تشاء
بينما هي دلفت وهي تلوح بيدها يميناً ويساراً تسُبه تارة وتعلنه وتارة
عاد إليها ورفع أمام عيناها شريط الدواء الذي يأخذه باستمرار وقال بمرارة
-شايفه دا إيه ؟ دا دوا سكر فاهمه يعني إيه سكر يعني من أقل إنفعال بتعب وببقى لاحول ولا قوة فبلاش تحمليني أكتر من طاقتي
كظمت غيظها الشديد وهي تهوي بشريط الدواء
ثم وضعت سبابتها أمام عينه المليئة بالدموع وقالت بغضب
-إنت السبب في كل ال بيحصل دا مش قادر تتقبل فكرة رفضي ليك ارتاحت لما حسام سبني
قاطعها بصوت مرتفع قائلاً بقهر
-والله العظيم ما مرتاح قسما بالله ماترحاح تعبان وقلبي هايطق من القهر والحزن ال أمك عايشتوا لأمي زمان بعيشوا أنا دلوقتِ
أغتاظت منه وقاطعته متسائلة بعدم فهم
-وماما مالها بال أنا بقوله إنت مريض لدرجه دي ؟!!
تركها ودلف غرفته مرة أخرى وسرعان ماعاد إليهاوهويحمل بين راحة يده صندوق صغير قام بفتحه
ثم ألقى في وجهها وهو يقول بغضب شديد
-أمك كانت بتحب أبويا ومتفقين على الجواز وأبوكِ فرق بنهم عشان يأخدها ويكسر قلبه أبوكِ ماكنش ملاك زي ما سلمان مفهمك ماكنش ملاك وأمك فضلت تحب أبويا لحد لما أمي عرفت الحقيقة من أبويا جننها لما عرفت إن إسم ابنها البكري اختارته حبيبته القديمة قهرها
أمك قهرة أمي وأنتِ بتعملي دا دلوقتِ
كانت أعترافاته بما كان يحمل طيلة هذه المدة التي تجاوزت الثلاثون عاما كالصاعقة
لم تتحمل كل هذا جلست على الارض بين خطابتهما
هذا تطلب أمها في أن يتزوجها كما عاهدها وذاك بعد زوجها تطلب فيه البعد اما ذاك كان آخر خطاب أرسلته لوالده تطلب فيه أن يتركها تعيش ما تبقى من حياتها بين أسرتها
كانت تحرك رأسها دائما تريد أن تعود للواقع كانت تظن أنها في أحلامها ولكن من المؤلم أنها اكتشفت أن واقعها أشد ألما من الأحلام
چثا على ركبته وقال بين
دموعه المنهمرة على وجنته
-أنا مش عاوز منك حاجه غير أنك تكوني سعيدة لأن ببساطة ال بيحب حد بيتمنى له السعادة ولو رجوع حسام هو سبب سعادتك يبقى أنا أول واحد هاعمل كدا
ثم أضاف بتوسل قائلا
-بس أبوس إيدك ابعدي عني وخليني الم ال باقي مني
خليني واقف على رجلي عيشي حياتك وانسي إن ممكن في يوم اقف في وش حسام وأعمل ال عمله أبوكِ وأبويا
تحاملت على نفسها ووقفت كففت دموعها ثم نظرت إليه وقالت بنبرة محشرجه
-من الواضح إن أنا عملت زي المثل ماقال
تنحنحت مضافة إلى حديثها الأخير
-آسفه على كل حاجه صدرت مني ومن أمي زمان
أوعدك إن هابعد عنك تماما بس ليا رجاء عندك
بلاش حد يعرف ال حصل وتحديدا حسام خلي فاكر صورة أمي حلوة زي ماكُنت فاكرة
وقف أمامها وقال بصوتٍ مبحوح
-على فكرة مامتك رغم كل دا لكن هي مظلومة
ابتسمت له بطرف فمها وقالت بسخرية
-صح معاك حق مظلومة إحنا عيلة بتقتل ودمر وتفرق الأحباب عن بعض وفِي الآخر بنطلع مظلومين
اومال مين الظالم هاااااا
تنهدت بعمق وهي تنظر إليه وقالت
-أنا آسفه بجد آسفه بس
أشار بيده وتحدث قائلاً بهدوء
-إذا كان المفروض حد يعتذر يبقى أنا لأن مهما حصل ماكنش لازم تعرفي ال حصل
تركته وذهبت بعد أن اعتذرت منه للمرة المئة بعد الالف
وقفت على باب الشقة ممسكة بالمقبض الحديدي وقبل أن تغلقه أوقفها وقال بصوت عالِ نسبيًا
-قمر
استدارت له وقالت بصوتٍ خفيض
-نعم
-أوعدك إن حسام يرجع لك انهاردة وتكمله حياتكم سوى
فرت منها دمعة حانيه وابتسمت له بمرارة وقالت بحزن
-مش مهم يرجع ولالأ الأهم إن مايزعلش مني وقول له قمر كانت بتحبك قووووي وإنت وجعتها وخلي يسامحني
يازين وإنت كمان سامحني كلكم سامحوني
انقبض قلبه بعد أن أنهت تلك الأخيرة حديثها بكلمة (سامحوني)
أوقفها ليفهم مغزى حديثها ولكن صفعة الباب بقوة
ورحلت عن عالم زين النشار
عادت شقتها التى كانت تعدها للعيش فيها حياه سعدة
ظلت تتنهد بعمق وهي تنظر هنا وهناك
حديث زين مازال معلق بأذنيها
تتذكر كل حرف قاله
كففت دموعها بعد أن حسمت أمرها أمام المرحاض
ترددت كثيرًا ولكن ماهي إلا ثواني ودلفت وقفت تنظر لصورتها المنعكسة في المرآة
أغمضت عيناها وصوت بكائها يعلو
مدت يدها ومسكت (شفرة الحلاقة ) وقامت بوضعها على شريان يدها
ابتسمت بمرارة لصورتها المنعكسة في المرآة
ثم قطعت شريان يدها وسال دمها وكأنه بحر من الدم
الصورة تختفى تدريجياً من أمامها وماهي إلا ثوانِ وسقطت على الارض ...!!!
هبط الدرج وهو يغلق أزرار قميصه الأسود توقف عند شقة الجدة وقرع الناقوس
فتحت له زوجة عمه وأشارت له بالدخول
دخل وهو يتحدث بصوتٍ خفيض
-هي تيتا نايمة
لأ يازين صاحية تعال
قالتها الجدة وهي تسبح في مسبحتها الطويلة
تجاوز زوجة عمه متجه إلى جدته طبع على يدها قبلة وجلس بجانبها وقال
-أنا عاوز أقولك على حاجه بس متزعليش مني
-قول ياحبيبي
-عصمت
سألته والدتها بقلق
-مالها بنتي ؟
أجابها بحزن
-كانت ناوية تيجي تحضر فرح حسام بس
سألته الجدة بقلق
-بس إيه يازين ؟
أجابها بحزن
-عصمت عملت الزايدة
صاحت والدة "عصمت "بصوتٍ عالِ وهي تضرب بيدها على صدرها قائلة بفزع
-حبيبتي يابنتي
أشار بيده وقال بهدوء
-اهدي يا مرات عمي مش كدا الحمد لله عصمت بخير بس المهم دلوقتِ هو أن أوصل لـ حسام عشان افهمه الحقيقه وأخلي يرجع تاني
ثم اضاف بقهر
-وأخلي يرجع لـ قمر من تاني
كادت تتحدث والدتها ولكن لحقتها الجدة بحديثها الجاد قائلة
-حسام هاتلاقي عند سلمان قاعد معاه ليه سلمان اتصل بيا وطمني عليه
حرك رأسه وقال وهو يقف من فوق المقعد
-تمام أنا هاروح وأشوفه وإن شاءالله مش راجع غير وحسام معايا سلام عليكم
-وعليكم السلام
خرج "زين" من منزل العائلة وهو يتحامل على نفسه
ويقاوم مرضه الذي جعل أضعف إنسان على وجه الأرض
لم يكن مرض السكر بل مرض القلب الحُب الذي دمره ودمر من حوله
بينما كانت زوجة عمه لم تعد تفهم مايحدث سألت الجدة بعدم فهم
-ممكن أعرف حضرتك مااتكلمتيش مع زين وقلتِ إننا سمعنا كل حاجه زين لازم لي قاعدة لازم يعرف إن وجوده في مشاكل كتير ولازم يبعد لازم يقف عند حده
-ال لازم يقف عند حده هي قمر ، قمر بتلعب بالنار ومش هاتسكت غير لما تحرقها
دام الحديث طويلا بينهما
وبعد مرور نصف ساعه وصل "زين" إلى منزل سلمان
جلس على سطح المنزل وتحدث مع حسام بصدق
-والله العظيم هو دا كل ال حصل وهي دي المفاجاة ال كُنت ناوي أعملها
أغتاظ سلمان من زين وقال بغضب مكتوم
-وإنا ازاي تاخد خطوة زي دي من غير ماتقول
-بذمتك دا وقته
ثم أضاف بسخرية
-وأقولك ليه وإنت أساسًا وش فقر ومافيش حاجه بتكمل بسببك يوم ماقلت نفسك عصمت تحضر البت عملت عملية اومال لو حضرت كان حصل لها إيه ؟!!
كاد سلمان يعترض على حديث زين الساخر ولكن قاطعه صراخ حسام وهو يضع رأسه بين كفيه قائلاً بنفاذ صبر
-ببببببس مش عاوز أسمع منكم حاجه كفاية خناق مابتزهقوش منه
ابتسم سلمان وقال بمزاح
-مالك ياعريس ماتكبرش الموضوع وروح صالح البر الغلبانه هي حبت تعمل لك مفاجاة بس ماكنتش تعرف أنك وش فقر
-لأ والله بتتكلم جد ؟!!
-وجد الجد كمان سلمان معاه حق ياحسام
أغتاظ منه وقال بغيظ مكتوم
-يعني لو كُنت مكاني هاتعمل إيه
ابتسم له بمرارة وقال بحزن وقهر
-لو كُنت مكانك كُنت هافرح وأعيش حياتي رغم إن هازعل شوية ودا شئ طبيعي لكن في النهاية طالما بتحبها يبقى هاتغفر لها حبيبك على عيبه بقى يادكتور
كاد يتحدث ولكن قاطعه "زين" وهو يشير إلى هاتفه قائلاً بحزن
-رد عليهم هايموتوا من القلق عليك
رفع الهاتف على أذنه وقال بهدوء
-آلو ايوة ياما
لم تدعه يكمل حديثه قاطعته بصراخهاونحيبها قائلة
-الحق قمر ياحسام
سألها بفزع
-مالها قمر ؟
أجابته بصراخ
-انتحرت قمر ماتت يا حسام
...!!!!!