بينما نظر كلا من "سلمان" و"زين " لبعضهم البعض
متسائلين بتعجب في آن واحد
-مالك ياحسام في إيه ؟
أجابهم بنبرة محشرجه
-قمر
انقبض قلب"سلمان" سأله بذعر قائلاً
-مالها قمر يا حسام رد مالها قمر ؟
-ان ن ت انتحرت
نزل الخبر كالصاعقة على الجميع لم يستطع أحدهم تحمل الخبر هرع حسام إلى المشفى التي انتقلت إليها "قمر" وذهب معه أيضا سلمان وزين
وقف الجميع أمام غرفة العمليات في من القلق والفزع
تحولت ليلة الزفاف إلى ليلة الدماء
لم يستطع حسام التحمل والوقوف أمام غرفة العمليات
دلف الغرفة وهو يتابع الأجهزة الطبية
سأل الطبيب عن حالتها
أوقفه الطبيب محاول بشتى الطرق تهدئته والإبتعاد عنها كي يكمل مابدئه
صاح "حسام"بهم جميعًا واقترب منها قائلاً بصوتٍ مرتفع
-إنتوا اتجننتوا دي مراتي
وضع "مكرم "صديقه يده على كتف "حسام"
قائلاً بخفوت
-حسام وقفتك هنا غلط تعال معايا إحنا خلصنا كل حاجه
سأله بحزن وهو ينظر إليها
-هي عاملة إيه يامكرم ؟
-تعال بس معايا
بعد إصرار شديد من "مكرم" على "حسام" خرج معه
ووقف مع العائلة يستمع ما يقوله "مكرم " عن حالتها الصحية
-إحنا لحقنها على آخر لحظة الحمدلله بس لسه في مرحلة الخطر لو عدت منها على خير نقدر نقول حمدعلى السلامة بعد 48 نقدر نحدد كل حاجه
الف سلامة عليها
سقط "حسام" على المقعد ثم وضع رأسه بين كفيه
وراح يقول بهمس من بين شفته
-يااااارب عديها على خير
جلس "سلمان"بجانبه ووضع يده على كتفه وقال بحزن عميق
-متخافش ربنا كبير وقادر يرجعها لينا تاني
رفع "حسام"نظرهإليه وقال بحزن
-هو ليه بيحصل معانا كدا وليه أنا بالذات ال لازم أتنازل عن كل حاجه دا أنا عملت المستحيل عشانها تقوم هي كدا بكل بسهولة عاوزة تسبني يعني كانت عاوزة رد فعلي يكون عامل ازاي أخدها في حضني واقول مبروك !! طب قول إنت ياسلمان كان المفروض يحصل إيه ؟
تنحنح وراح يقول بجدية
-هي مش قصدها حاجه ياحسام هي كانت عاوزة تعمل لك مفاجاة وكانت خايفة العملية تفشل لقدر الله فقالت أنا ال اتحمل الصدمة لوحدي لو نجحت يبقى أول واحد المفروض يعرف هو حسام يعني بالعربي كدا كان قصدها تفرحك
صمت لبرهه ثم تابع حديثه بصدق
-أنا لو مكانك هازعل فعلاً بس الحمدلله كل الأمور بخير والمهم دلوقتِ هي إنها تقوم بالسلامة واي حاجه في الدنيا تهون
وختم "سلمان" حديثه بسخرية وهو ينظر إلى "زين"
الذي كاد أن يكسر أنامله من شدة الضغط عليها ليخفي آلمه وحزنه عليها
بجانبها ولايستطيع الأطمئنان عليها
-ولو ياعم مش طايق البت خااالص كدا أهو محامي العيلة يخلص منك في ثانيه ولاإيه يامتر
ابتسم له بمرارة وقال بحزن
-ربنا مايفرق بنهم حسام لو فكر يعمل كدا أنا أول واحد يقف في وشه
مر الوقت على الجميع بصعوبة بالغة ذهب الجميع من المشفى وظل حسام بجانب حبيبته
طلب "سلمان" من "زين" أن يبقى معه ولكن رفض "زين" وذهب إلى أحد المطاعم ليقضي بعض الوقت بمفرده
كان يرتشف القهوة بشرود كان يفكر فيها قلبه يحدثه بأن يذهب إليها وعقله يرفض وبشدة
ظل في صراع بين العقل والقلب حتى قاطع هذا الشرود صوت النادل وهو يقول بصوتٍ خفيض
-حضرتك تطلب حاجه تاني يازين باشا
رفع بصره إليه وقال بجدية
-فنجان قهوة تاني لو سمحت
أومأ براسه بالإيجاب قائلاً بجدية وعملية
-تمام يافندم بعد إذن حضرتك
وبعد مرور أكثر من ساعة انتهى "زين" صراعه وحسم أمره بأن يعود إلى منزل الجدة
وقف وهو يلملم متعلقاته من فوق سطح المنضدة
وخرج من المطعم في انتظار سيارته
كان ينظر يميناً ويسارا حرك رأسه ليستوعب أن الفتاة التي على بُعد هذه ذات الفتاة التي كانت ليس لديها مسكن فتاة مشردة كما يقولون
ذهب إليها وقال بخفوت
-جنات ؟
ابتسمت بطرف فمها وقالت بسخرية
-أول مرة متغلطتش في اسمي يامتر !!
مد يده ليصافحها وقال بعتذار
-أنا آسف بجد مافيش كلمة إعتذار توفي حقك
صافحته وقالت بجدية
-ال راح راح المهم تتعلم وتتأقلم مع حياتك وتعترف لنفسك أنك خسرت قلبك عن أُذنك
ذهب خلفها وظل ينادي بأسم حبيبته مما جعلها تثور وتغضب عليه
أمسكها من ذراعها وقال بغضب
-أوقفي بقى ياقمر
نزعت يده من ذراعها ثم نكزته في صدره وقالت بغضب شديد
-ابعد عني بقاااااا أنا مش قمر أنا مش هي
-كُنت بتخلني أكل زيها والبس زيها حتى الكلام نفس كلامها
عارف كام مرة غلطت وقلت اسمها هي مش اسمي
عارف كام قربت مني ونفسك تلمسها مش تلمسني
عارف كام مرة تقول عاوز اتجوزك ياقمر
أنا أسمي جنات مش قمر مش قمر اسمي على اسم أمك مش حبيبتك افهم بقااا
إنت بتحب حب مافيش اصعب منه حب مستعد عشانه تلغي ناس وتلغي حياتهم وإسمهم عشان تحي إسم حببتك ال إبن عمك أتجوزها أنا عارفة إن الموضوع صعب عليك
بس أنا واحدة بتلم ال باقي منها بالعافيه ماتجيش إنت وتحط فوق دماغها أبعد يازين
واحمد ربك في اليوم ال جت لي في سكران مسلمتكش نفسي في لحظة ضعف ساعتها بس كُنت هاكرها نفسي
سألها بسعادة
-يعني أنا ملمستكيش ؟
أجابته بسخرية
-هو دا ال همك ماشي زبن هجاوبك ايوة ملمستنيش ولا أنا كُنت هاسلمك نفسي ابعد وأنسى قمروعشقها ال مادوقتش منه مرارته إنت هاتموت بحبها وعايش على حبها نصيحة مني بلاش تتجوز عشان ما تظلمش ال اتجوزتها
كاد يتحدث ولكن رفعت يدها في وجهه وتابعت حديثها بسعادة غامرة
-ارجوك كفاية أنا دلوقتِ مخطوبة لواحد والحمدلله بيحبني وأنا كمان بحبه محسساني إن ملكة على عرش قلبه وأنا مش عاوزة حاجه من الدنيا غير كدا ربك بيعوض أدعي ربنا يعوضك وأكيد هايعوضك
وقف بجانبها متسائلاً
-في حاجه يا جنات
ابتسمت له وقالت بسعادة
-لأ ياحبيبي مافيش أحب أعرفك
زين النشار المحامي المعروف ال كلمتك عنه قبل كدا
ثم نظرت إلى زين وقالت
-الأستاذ مالك زيدان محاسب وخطيبي وقريب قوى هانتجوز
تبادل كلامنهما السلام ثم رحل زين بعد أن بارك لهما
بينما هي شبثت يدها في ذراعه نظر ليدها المعلقة
في ذراعه ثم مال وطبع على أناملها قبله خفيفه وقال بسعادة
-أنا انهاردة أسعد إنسان في الدنيا
ثم تابع حديثه بسخرية
-ثم أنتِ كل ماتشوفي حد تقولي عنده مكتب محاسبة وال يدور واريا هايلاقي مكتب إيجار وفقير وبكمل نص العشا بتاعي نوم
نكزته في كتفه وقالت بعتاب
-ماتقولش كدا وبعدين بكرا يبقى ملكك متنساش إن وراء كل رجل عظيم امرأة
طبع على يدها قبلةوقال بحنو وحب
-امرأة أعظم منه ....!!!!!
وبعد مرور يومان تجاوزت "قمر" مرحلة الخطر
وتم نقلها لغرفة (عادية )
وقف "حسام" أمام النافذة يشاهد المارة وهو ينفث دخان سيجارته رقم مئه كان يفرغ غضبه وغيظه في سجائره
بينماهي كانت تناديه بصوت متعب قائلة
-حسام
التفت إليها ما أن هتفت بإسمه اتجه نحوها
دَنا منها وطبع قبلة طويلة على جبيبنها وقال بعتاب وهو يضع رأسه على رأسها
-حمد الله على السلامة ياوجعة قلبي معاكِ
ابتسمت له ثم قالت بحزن
-معلش حقك عليا كُنت
وضع سبابته على شفتيها وقال بخفوت
-شششش مش عاوز أسمع كلمة منك
ثم جلس على حافة الفراش وقال بعتاب
-مش أول مرة تتصرفي من دماغك وتلغيني وكل مرة بعدي وبقول بكرا تعقل هي لسه صغيرة دي بتتدلع عليك
لكن تستغلي حب غيرك ليكِ وتعملي سلم عشان توصلي
أهو دا ال ماكنتش متخيله منك أبدا
بلعت ريقها بصعوبة وقالت
-حسام عاوزة أقولك حاجه
قاطعها وهو يكمل حديثه قائلاً
توصل بيكِ إنك عشان تحققي حلمك تتدوسي على غيرك دا ال لايمكن أسامح في ابداً
تنهدت بارتياح لعدم معرفته بـ حقيقة والدتها
أخفضت بصرها وقالت بخجل
-قصدك جنات مش كدا
-طبعًا كانت عايشه معانا في أمان الله وأنتِ كُنتِ السبب في طردها وياعالم هي فين دلوقتِ ؟!!
-أنا آسفة ياحبيبي
-آسفه دي لما تكسري كوبية ولا طبق مش وأنتِ بتدوسي على الغير عشان توصلي لهدفك على العموم الحمد على سلامتك ولينا كلام تاني لما نوصل بيتنا
بعد مرور ساعتان خرجت "قمر" من المشفى وعادت إلى شقة الزوجية مع حبيبها "حسام"
صف سيارته أمام البيت وترجل من السيارة
متجه نحو بابها قام بفتحه ثم حملها
دلف بها المنزل وضعت رأسها على صدره وتحدثت وهي تحاوط رقبته بيده قائلة بخفوت
-فاكر أول مرة أتقابلنا فيها
حاول أن يخفي ابتسامته ولكن فشل نظر لها وقال بجدية مصطنعة
-على فكرة لازم تنزلي عشان شكلنا مش حلو
لوت شفتيها بتذمر قائلة بغضب طفولي
-وشكلنا وحش ليه هو مش أنا مراتك بردو
وضع قدمها بخفه على الأرض
وقال بجدية مصطنعه
-عشان إحنا مش عايشين لوحدنا اتفضلي اطلعي وأنا هساعدك
نزعت يده بغضب وراحت تقول بغيظ مكتوم
-لأ متشكرين يادكتور هاطلع لوحدي
ظهر شبح إبتسامة خفيفه تغزو قسمات وجهه البشوش
وقال بصوتٍ خفيض
-مجنونة
وضع يده على كتفه متسائلاً بفضول
-مين دي ال مجنونة ؟
التفت إليه وقال بجدية وهو يضع يده على كتفه قائلاً بسعادة
-أهلاين بالزين تعال يامتر نطلع فوق
سأله بجدية وهو ينظر إلى درج البيت
-هي مراتك جت ولاإيه ؟
أجابه بسعاده
-آه وعند تيتا عرفت منين ؟! دا عاملها مفاجاة
ابتسم له وقال بحزن
-أصل باين على وشك فرحان
ربت على كتفه وقال
-ربنا يفرح قلبك
-وقلبك يا إبن عمي
وبعد مرور ساعة
جلست "قمر" بجانب "حسام"
تستمع إلى نصائح الجدة المباشرة والغير مباشرة والتي فهمتها قمر جيدًا
كانت قمر تحرك رأسها بالإيجاب وقالت وهي تنظر إلى "زين"
-خلاص ياتيتا اتعلمت من أخطائي
تنهدت وهي تقف من فوق الأريكه قائلة بتعب
-أنا هاطلع ارتاح شوية عن أذنكم
وقف "حسام" وذهب معها
كما ذهب "زين " وقال بجدية
-أنا هاعمل قهوة لنفسي حد عاوز ؟
أجابت الجدة
-أنا يازين
خرج حسام من الشقه ما أن وقف على باب الشقة حملها بخفة وسرعة شهقت "قمر" وقالت بصوت عالِ نسبيًا
-بتعمل إيه ؟
ومقرها بعينه وقال هامسا
-شششش مش عاوز أسمع صوت بلاش فضايح
ابتسمت له ووضعت رأسها على كتفه وقالت بهمس
-حبيبي يا إيسو ..!!!
وقف يصنع لنفسه قدح من القهوة وهو شارد الذهن
كان يحترق وهو يفكر بما سوف يحدث بين حبيبته وزوجها
تبا لك يا أحمق هو حبيبها وإبن عمك أنت
كيف تجرؤ على التفكير بها هكذا
لم تكن لك من البداية أرحل قبل أن تسمع مالايرضيك
فاق على صوت القهوة حاول تنظيفها بصعوبة شديدة
ألقى منشفة المطبخ في حوض الاطباق وهو يزفر بضيق
نظر لسقف الغرفة وقال بصوت محشرجه
-يارب الصبر يارب
وضعت يدها كتفه وقالت بحزن على حاله
-ربنا يعوضك بالأحسن منها
التفت إليها وجدها فتحت ذراعها وقالت بحنو
-تعال يا حبيبي تعال في حضني
ارتمى في أحضانها كالطفل تنهد بعمق وقال بقهر
-الحب دا لعنه يا صبا لعنه
ملست يدها على خصلات شعره الطويلة قائلة بحزن
-ولاتزعل نفسك هي ال خسرانه إنت زين الرجال ال البنات هاتموت على نظرة منه وبكرا تاخد ست البنات
ثم أضافت بمزاح وهي تجفف دموعها
-نسيت أنا جاية أقولك إيه
سألها بفضول وهو يقبل رأسها بحنو
-أمرك مطاع يا أميرتي ، عاوزة إيه؟
أجابته بـ رجاء
-نسافر يومين هاموت من الخنقة عيد ميلاد تالا هاتعملوا في إسكندرية وبصراحه كدا عاوزة أستغلك وأخدك معايا
وضع يده أمام صدره وقال بجدية مصطنعه
-تستغليني ازاي بقاااا؟!
داعبت رابطة عنقه وقالت بتذمر طفولي
-إخس عليك هو أنا بتاعت مصلحتي بردو إنت عن ف عني كدا ؟!
قبل رأسها وتحدث بسخرية وهو يخرج من المطبخ حامل قدح القهوة بين راحه يده قائلاً
-دا أنتِ كدا وأبوه كدا كمان على العموم جهزي نفسك هنسافر يومين أهو تغير جو
قفزت في الهواء قائلة بسعادة غامرة
-أحلى زين دا ولاإيه حبيبي أنا بقى هييييح ثواني والشنطة تكون جاهزة
**********************
(في سجن النساء )
كانت تتأمل ملامحه وكأنها تحفرها بين طيات عقلها
بينما هو كان يبتسم لها تارة ويتحدث بجدية وحزن تارة
ماتفعله "قمر" تخطى الحدود لايعرف مالذي يجب عليه فعله
تنهدت وهي تنظر له قائلة بجدية
-أنا عارفة ال قمر بتعمله غلط بس ال إنت عاوز تعمله دا غلط أكبر منه
-طب أنتِ رايك إيه ؟
-هي خلاص اتجوزت وحسام هايخليها تتعمل إيه ال ينفع وال ماينفعش
ثم أضافت بخبث
ومتخافش زين عاقل وبيعرف يتعامل مع الأمور دي كويس جداً
اعتدل في جلسته وهو يتنحنح نظر إليها وقال بتردد
-وايه ايه دخل زين في الموضوع ؟
إجابته بهدوء قائلة بصدق
-أنا عارفه كل حاجه ومن زمان في الأول حسام كان شاكك إن في حاجه ولما حكي لي وأنكرت وقلت إن مجرد أوهام وأنا بيني وبينك عارفه إن ال بيحصل دا شغل بتاع بنات
ابتسم لها وقال بمزاح
-وأنتِ عرفتِ منين بقى شغل البنات دا ؟
وضعت رأسها بين كتفها قائلة بسخرية
-مانا رد سجون وعرفت معاني حاجات كتير
تنحنح وقال بحزن
-ربنا يفك كربك عن قريب
تنهدت بعمق قائلة بحزن
-يارب يا سلمان أنا تعبت بجد نفسي أخرج منها وحشتني الدنيا نفسي أشوفها بعيون عصمت البنت مش الولد
حرك راْسه بالإيجاب قائلاً بمزاح
-صح وساعتها ماحدش هايعرف يقعدك في البيت
قهقهت على حديثه قائلة بصدق
-بتهون عليا كتير ياسلمان بجد إنت جدع قوووي
عدل ياقه قميصه وقال بغرور مصطنع
-متشكر متشكر كلهم بيقولوا كدا
سألته بعدم فهم
-مين دول ال بيقولوا
أجابها بتحصر وحزن مصطنع
-ناديه وسوسو وشوشو
جحظت عيناها بذهول ودهشه وقالت بغيظ مكتوم
-هو إنت لسه فاكر الناس ؟!!!
-يالهوووي أنتِ تقولي كدا هما دول يتنسوا بردو ..!!!
-سلمااااان !!!
انتفض "سلمان" هتفت تلك الأخيرة إسمه بصراخ
ظل يتحدث معها كثيرًا حتى انتهاء معاد الزيارة
عاد إلى عمله وحياته اليومية
***************
(في منزل النشار القديم )
كان يجلس بجانب جدته يتحدث بحزن وقهر
على حاله الذي وصل إليه والذي لايرضي عنه ويريد الخروج منه ولكن كلما حاول الخروج منه فشل
تنهد وهو ينظر إلى جدته قائلاً بنبرة حائرة
-هو ليه أنا ياتيتا بيحصل معايا كدا ؟ هو أنا متحبش وحش للدرجه دي ؟
أجابته بصدق
-إنت أحسن راجل شفته في حياتي يازين راجل جدع حافظ على سمعة أبوه قدام ولاده وحافظ على صورة مرات عمه رغم ال حصل دا كله يمكن صحيح ملكش نصيب في قمر لكن الأكيد ربنا هايعوضك بس إنت حاول تخرج وتشوف حد غيرها طلعها من دماغك
قاطعها بحزن قائلاً
-لو طلعت من راسي هاتطلع إزاي من قلبي للآ سف مش قادر ومش عارف بحاول وبفشل
تنهد وهي تحاول الوقوف من فوق الأريكه
ساعدها "زين" بعد ما سألها إلى أين تذهب وأجابته
إلى شرفة الردهة
اجلسها على المقعد وذهب أوقفته قائلة بخفوت
-زين
استدار لها وقال بصوتٍ خفيض
-نعم ياتيتا
-افتح باب جديد لقلبك عيش الحب بجد أنسى ودوس على ال أحزنك وخد نصيبك من الدنيا خد ال تحبك مش ال تحبها
أومأ برأسه بالإيجاب قائلاً بحزن
-حاضر ياتيتا
ذهب "زين" مع شقيقته إلى مدينه الأسكندرية
ليأخذ قسطا من الراحه ليعد فيها تفكيره ويجدد نشاطه
بينما كان "حسام" يتابع التلفاز بشرود
قاطع هذا الشرود حبيبته التي لم تعد تفهم تصرفاته معها
جلست على الأريكه بعد أن وضعت فنجان القهوة
هتفت بخفوت
-القهوة ياحسام
انتبه ماأن كررت حديثها متسائلة
-ممكن أعرف مالك شوية كويس وشوية تانية تكون ساكته ليه
حرك رأسه بالنفي قائلاً بجدية مصطنعه
-لأ مافيش حاجه
لوت شفتيها بتذمر ثم وضعت أناملها في فمها بغيظ شديد تنهدت وتحدثت بغضب طفولي
-على فكرة أنا مراتك مش مريضة عندك وبتخبي عليها حقيقة المرض ال عندها
ظهر شبح إبتسامة خفيفه تغزو قسمات وجهه
وضع فنجان القهوة على المنضدة وقال بجدية
-عاوزة إيه ياقمر ؟
اقتربت منه ثم وضعت يدها في يده قائلة بدالال
-عاوزة حبيبي مايفكرش في حد غيري ينفع ؟
فك يدها وقال بجدية مصطنعه
-يعني كان ينفع ال عملتي مع جنات دا
تنهدت بنفاذ وهي تقف من فوق الأريكه وراحت تقول بغضب شديد
-يووووه جنات جنات جنات أنا زهقت خلاص قلتلك مليون مرة إن أنا ماكنش قصدي أعمل إيه تاني عشان تصدق ؟
وقف من فوق الأريكه وتحدث بغضب مماثل قائلاً
-ولا اي حاجه تتدوسي على الخلق برجلك عشان توصلي لهدفك دا يبقى اسمه إيه
كظمت غيظها وهي تزفر بضيق ثم نظرت له وتحدثت بحنق
-ماكنتش أقصدك وأوعدك الموضوع أنا هاحله زي مابوظته
ثم أضافت برقة وهي تدعب أزرار منامته
-بس إنت بلاش تتعصب عشان خاطري
بلع ريقه بصعوبة تنحنح وقال بهمس
-هو هو أنتِ أخدتي الدواء بتاعك
رفعت كتفها بطفوليه قائلة برقة
-تؤ آش أخدت حاجه
حملها بخفه متجه بها نحو الغرفة ووضعها على سريرها براحة شديدة
كاد يذهب ولكن أمسكته من قميصه متسائلة
-على فين يا إيسو ؟
أغمض عيناه وهو يحرك رأسه بنفاذ صبر قائلاً بهمس
-كدا مش نافع أجمد ياإيسو قصدي ياحسام علمها الأدب الأول
نكزته بغيظ في كتفه قائلة بضيق
-إنت يادكتور إنت نمت ولا إيه
تنحنح وقال بجدية مصطنعه
-هااا لأ ابداً هاروح أجيب العلاج
حركت رأيها بنفاذ صبر من ذلك الأحمق الذي كاد أن يجعلها تصرخ بصوتٍ عالِ منه ومن أفعاله
مر يومان على هذا الوضع
علمت قمر في خلال اليومان أن حسام إذا غضب لن يرضى بهذه السهولة
نفذ صبرها ونفذت كل محاولاتها
دلفت شقة الجدة تبحث عن والدة حسام وجدتها في المطبخ أمسكتها من معصمها وأجلستها بجانب في غرفة الجدة وتحدثت بغيظ وغضب مكتوم
-بقى بصي ياطنط دلع ودلعت هزار وهزرت ضحك وضحكت كل دا ولا حرك في سنتيمتر واحد حتى
أعمل إيه ؟!!!!
قهقهت الجدة على حديث "قمر". وعلى جنونها
بينما كان والدة حسام تحاول تهدئه قمر ولكن فشلت
أجابتها بسعادة
-أبني حبيبي تربيتي
مصمصت شفتيها بسخرية قائلة
-ابنك وتربيتك هو دا ال ربنا قدرك عليه
نهضت من فوق الفراش وهي تتحدث بغضب مكتوم
-ماشي أنا عارفة إن مش هاخد منكم لاحق ولا باطل ماشي
صعدت شقتها مرة أخرى وهي تفكر في طريقة جديدة للرقص
وبعد مرور دقائق طرقعت أناملها قائلة بسعادة
-لقيتها أما نشوف أنا ولا إنت يادكتور حسام
وبعد مرور ساعه وصل حسام وضع مفتاح الشقه وفتح الباب وجد أضواء الشقة مغلقة فيما عدا الأضواء
الخافتة
ألقى نظرة سريعه على المكان حدث نفسه متسائلاً
-هو أنا دخلت كباريه ولابيت جدي
آتاه صوتها الرقيق من غرفة النوم وقالت بصوبٍ رقيق
-إيسو إنت جيت ياحبيبي
وقفت على باب الغرفة ثم غمزة له بمشاكسه وقالت برقة
-حمد لله على سلامتك ياروحي
ابتسم وقال بسخرية
-ايوة كدا صح دا كباريه ودي الرقاصه ...!!!