للمرة الأولى منذ زمن بعيد تتجمع العائلة في سعادة
كان "زين" نجم الليلة يتحدث ويمزح ويسخر أيضا من "سلمان"
عاد إلى حياته التى اشتاق إليها كثيرًا حياة مليئة بالضحك والمزاح والقليل من الغضب والجدية إذا تتطلب الأمر
كانت "عصمت " تتعرف على الجميع تعرف البعض وتجهل البعض
أتت قمر وهي تحمل بين يدها (صنية القهوة)
وضعتها على المنضدة وهي إلى زوجها الشارد في عالمه الخاص والذي لايريد أن يخبر بهِ احد
ابتسمت له وقالت بسعادة
-أنا بقى اكيد عارفني أنا قمر
قاطعها زين بمزاح كعادته الأخيرة قائلاً بصوتٍ رقيق
-مرات سي حسام
قهقه الجميع على سخريته الواضحه على "قمر"
جلس "زين"بجانب حسام وقال بقلق هامسا
-مالك ياض إنت زعلت مني؟
ابتسم حسام له بطرف فمه ثم ربت "حسام" على فخذ "زين "قائلاً بصدق
-ابداً بس في شوية مشاكل كدا شاغلة بالي
سأله بنبرة حائرة
-مشاكل إيه دي ال تخليك زعلان كدا ؟
أجابه بكذب
-يعني شوية مشاكل في شغلي وكدا
نظر "زين" له نظرة ذات معنى وكأنه يقول له (لا اصدق حديثك هذا )
تنهد "حسام" وهو يقف من فوق الأريكه متجه إلى غرفة الجدة التي طلبت منه الحديث بمفرده
دلف الغرفة وجدها تختم صلاة العشاء بدعوتها المعتادة
جلس على الأريكه حتى انتهت الجدة من الصلاة
دَنا منها وتناول يدها بين راحة يده وطبع قبلة خفيفة وقال بخفوت
-تقبل الله ياتيتا
-منا ومنك ياحبيبي
دام الصمت لبرهه ثم قطع الصمت سؤالها المعتاد
-حسام إنت كويس ياحبيبي
أجابته كانت غير متوقعه بالنسبة لها وكأنها ضغطت على زر الإنفجار
-لأ يا تيتا مش كويس
سألته بفزع
-مالك ياحسام قمر قالت أنك بقالك فترة سرحان ومخنوق وعاوز تسافر في إيه يا ابني ؟
أجابها بغضب مكتوم
-ابنك ياتيتا ابنك
سألته بنفاذ صبر
-مالوا ابوك عمل إيه تاني ؟!!
أجابها بحزن
-يوم دخلتي جالي وطلب مني أتنازل عن حقي في ورثه أو
-أو إيه ؟
-اطلق قمر يوم الفرح قصاد الناس كلها
حركت رأسها بعدم استيعاب قائلة
-لأ لأ لأ مستحيل إنت بتهزر صح ؟
-ياريته هزار ياريته هزار عاوزة تعرفي التقيلة ياتيتا
سأله بسخرية
-هو لسه في اتقل من ال عمله دا
ابتسم لها بطرف فمه وقال بتحذير
-ها حكي لك بس بلاش حد يعرف وخصوصًا قمر
-عيب لما تقول حاجه زي دي ياحسام دا إنت كنت بتقول عليا بير اسرارك
طبع قبلة على يدها وقال بحنو
-ولحد دلوقتِ يا حبيبتي بس مش عاوز قمر تعرف وتكره بابا مهما كان دا ابويا ويهمني صورته قدم مراتي
تنهدت الجدة وقالت بقلة حيله
-عندك حق ياابني الله يسامحه بقى على ال عمله احكي لي عمل إيه الواد دا
تنهد وقال بخجل
-طلب مني ملمسش "قمر "
قاطعتها غير مصدقة حديثه قائلة بنبرة محشرجه
-إنت بتقول إيه ابوك دا اتجنن ولا إيه ؟!! وهو هايستفاد إيه لما ماتقربش لمراتك
بلع ريقه وقال بحزن
-عاوز يشوه سمعتها ويكسر سلمان لأن قمر أهم حاجه في حياة سلمان فـ عاوز يدمر له حياته
-أعوذ بالله من دا أب أعوذب بالله
حركت رأسها وقالت بخفوت
-عشان كدا كُنت عامل فيها زعلان ومش عاوز تكلم قمر
سألها بتعجب
-عرفتِ منين ؟!!
أجابته بعدم إكتراث
-مراتك كانت هاتموت وتصالحك وكانت عاوزة تعرف إيه ال يرضيك وتعمله
تنهد وقال بخجل
-حاولت كتير ابعد عشان أنفذ شروط بابا بس ماقدرتش
أنا وهي بنحب بعض ومتجوزين يبقى إيه المانع ال يخليني ابعد وهي كانت بتقرب كل يوم بشكل جديد وأنا بشر ضعفت وماقدرتش أقاوم
تنهدت وقالت بنبرة حائرة
-معلش ياابني ابوك هاتعمل إيه بس
عارفه ياتيتا ال كان قاهر قلبي هي أنها نفسها تعيش زي اي عروسة تخرج وتتدلع وأنا مش معايا حق الخروجه
صرفت كل فلوسي على الشقة والفرح ويادوب معايا حق تذكرة السفر
قاطعته مستائلة بعدم فهم
-طب يااابني هتسافر ليه ماهو الزفت ابوك عمل ال هو. عاوزه واخد نصيبك خلاص
ابتسم لها وقال بسخرية
-لأ مانا نسيت أقولك إن بابا منع اي مشتشفى تتعامل معايا وطبعًا مش معايا فلوس يبقى مش هاعرف افتح عيادة فبالتالي. لازم اسافر عشان ابدء من اول السلم
ومراتي تزهق وتطلب الطلاق ب إعتبار إنها بنت متدلعة وكدا
-ياستار عليه دا شيطان
وضعت "الجدة" يدها على يد "حسام" قائلة بخفوت
-أسمع ياحسام أنا عندي حته أرض خدها وبيعها
قاطعها "حسام" بحدة وصرامه
-لأ ياتيتا مش هاعمل كدا ولازم اثبت له إن مهما حصل هأفضل أنا حسام ال بيواجه اي صعب وبيعدي منه
ثم تابع حديثه بهدوء
-أنا مش عاوز قمر تاخد بالها وعاوز ابعد على أد ماقدر عشان قمر ماتعرفش حاجه
تنهدت الجدة وقالت بقلة حيلة
-والله ياابني ماعارفه أقولك إيه غير ربنا يكون في عونك ويعينك على ال إنت في دا
ثم ختمت حديثها وهي تربت على يده
-بقولك إيه قوم اقعد مع أختك وولاد عمك وأفرح وبكرا سافر على خير إن شاء الله وسيب قمر عليا أنا
-حاضر ياتيتا
وقف ثم ساعدها على الوقوف من على الأريكه
فتحت "قمر" باب الغرفة وقالت بمرح
-كل دا كلام إيه ياست تيتا هاتاخدي مني
ابتسم لها وقال بمزاح وهو يحتضن الجدة بذراعيه
-بس يا ماما دي تيتا دي الحب الأول ثم أنتِ ال جيتي عليها مش هي
قهقهت الجدة على حديثه ومزاحه مع زوجته
كان بداخلها بركان تريد رؤية ابنها مرة واحدة فقط
كانت شارد في حديث "حسام" الذي يريد البكاء ولكن تمنعه عيناه من هذا
قاطع هذا الشرود رجاء "قمر" لها قائلة بتوسل
-تيتا وحياتي عندك خلي حسام يقعد معانا قولي له مش عاوز يسمع مني خااالص
-سبيي ياقمر يشوف شغله ويرجع لك بالسلامة
نظرت إليه بحزن وقالت بـ إحباط
-يعني مافيش فايدة وعاوز تسافر
لم يستطع النظر إليها هكذا سحبها في أحضانه ثم طبع على جبهتها قبلة طويلة وراح يقول بحزن عميق
-والله غصب عني قدري ظروفي نفسي أفضل جنبك العمر كله بس دا شغلي وعد مني أول ماالقي فرصه للنزول هانزل على طول
داعبت ازارر قميصه وهي تتحدث معه بقلة حيله
-هاقولك إيه طالما مصمم خلاص سافر وربنا معاك
ثم نظرت إليه ووضعت سبابتها في وجهه قائلة بتحذير
-بس لو بصت على اي بنت غيري هاقتلك فاهم
ابتسم لها وقال وهو يطبع قبله على راحه يدها
-ولا ست في الدنيا تملى عيني خلاص بقيتي ملكة متوجه على عرش قلبه
ثم مال على شفتيها والتهم شفتيها في قبلة سريعه
تنحنحت الجدة وقالت بجدية مصطنعه
-ولاد عيب كدا أنا واقفه استنوا لما يتقال عليكم باب
قاطعتها "قمر " بعفوية شديدة
-معلش ياتيتا اصل الدنيا رمضان ومافيش وقت
قهقه الجميع على عفويتها التي يعشقها "حسام"
خرج من الغرفة وتجمعت الأسرة مرةٍ أخرى ماعدا "زين"و"سلمان"
علمت الجدة أنهم في مكانا ما .....؟!!!
(في منزل عثمان الحديدي )
وقف "عثمان " أمام المرآة للمرة العاشرةيمررأنامله خصلات شعره الطويلة
بينما وقف "زياد" خلفه يسخر منه كعادته دائما معه
كان يدور حوله غير مصدق أناقته الزائدة على غير عادته
لم يهتم له "عثمان " مستكملاً لمساته الأخيرة
نظر إليه في صورته المنعكسة وتحدث بغضب مكتوم
-ماتبطل برود ياجدع إنت ، إنت إيه مابتزهقش
عقد ذراعه أمامه صدره مستندا على المرآة قائلاً بهدوء
-والله يا مانو مابزهق أصل بصراحه مستغرب الشياكة ال على غير العادة دي وخصوصًا أننا في رمضان
ثم تابع حديثه متسائلاًبفضول
-هو إيه الموضوع بالظبط ؟
ابتسم "عثمان" وقال بسعادة
-عصمت خرجت من السجن
عقد " زياد" حاجبيه متعجبا من سعادة اخيه وضع يده على رصغه ثم نظر إلى "عثمان" وقال بخبث
-وهو إنت فرحان عشان هي خرجت ولا عشان حاجه تانيه
تنهد "عثمان" وتحدث من بين أسنانه بغيظ مكتوم
-وإنت مالك يابارد عن إذنك واد حشري
خرج "عثمان" من غرفته على عجل
بينما كان "زياد" يهتف مرار حتى يعلم ماذا يدور برأسه
ولكنه رفض وبشدة
كاد يخرج من الشقه ولكن أوقفه "عثمان" وأعاده إلى الشقه ثم صفع خلفه باب الشقه بسرعة شديدة
هبط الدرج بخفه وسرعة ثم استقل سيارته
متجه بها إلى متجر الزهور ثم بعد ذلك متجر الحلوى
استقل سيارته للمرة الأخيرة متجه إلى منزل "عصمت " نظر إلى باقة الورد وعلى ثغره شبح ابتسامة خفيفه
ثم عاد بنظره إلى الطريق ...!!!
******************
(في منزل النشار القديم )
وبعد أن سردت عصمت ما حدث لها منذ أن ذهبت إلى "زين" حتى خروجها من السجن في اليوم
كان الجميع في حالة من الدهشة والذهول
هتف "جاسر " بتوعد
-طب لما أشوفك يا زين هاوريك هاعمل فيك إيه ؟
سأله زين بجدية مصطنعه
-أنا جيت أهو عاوزني في حاجه ياجاسر ؟!!
ابتسم له ابتسامة مزيفة وقال بكذب
-حبيب قلبي مستغناش عنك دا أنا لسه كُنت بشكر فيك وبقول عليك كلام زي الفل
ثم نظر إلى شقيقته وقال بنبرة أشبه للتوسل
-مش كدا يابت يا عصمت ؟
حركت رأسها بالنفي قائلة بصوت طفولي
-تؤ مش كدا كان بيقول أنك وحش وعاوز يموتك يازينو
قهقه الجميع على عفويتها وحديثها الطفولي
عادت العائلة من جديد عادت لها البسمة والسعادة
جلس "زين" بجانب "عصمت" ثم وضع ساق فوق الأخرى قائلاً بغرور مصطنع
-ياابني إنت فاهم إن أنا اي حد ولاإيه أنا معروف بإسم الملك فاهم يعني إيه الملك
ثم قضية أختك دي حاجه لاتذكر قصاد القضيايا ال مسكتها
سألته "عصمت " بجدية قائلة
-زين هوإنت السبب في خروجي بدري كدا ؟
ومش عاوزك تنكر لوسمحت
ابتسم وقال بخفوت
-ايوة أنا ودي أقل حاجه اقدمها لك تعوضك عن حياتك واللغبطة ال حصلت فيها
-إنت جدع قوي ربنا يفرح قلبك زي مافرحتني بحياتي الجديدة
تنحنح وقال مازحا
-شكرًا بس عاوزة تشكريني أعمل لي فنجان من القهوة
-ههههههه بس كدا من عيوني ثواني وتكون موجودة
ظل يتحدث مع "سلمان " بجدية قائلاً بهمس
-ياابني أتحرك دا الكرسي ال إنت قاعد عليه نطق وإنت لسه
سأله بقلة حيلة
-عاوزني أعمل إيه ياسي زفت إنت هو أنا لاقي فرصة سوى منك ولاحتى منهم
تنهد وقال بجدية مصطنعه
-معاك حق وعشان كدا أنا هاظبط لك الموضوع لما ترجع بس إياك يطمر فيك
ابتسم له ابتسامة مزيفة وقال بسخرية
-هايطمر أنا أصيل متخافش
بعد مرور دقائق وصلت "عصمت " وهي تحمل فنجان القهوة وضعته على المنضدة وقالت بخفوت
-القهوة يازين
قاطعها بحدة مصطنعه قائلاً
-إيه زين دي ؟ اسمها اتفضل القهوة يازين الرجال
-هههههههه معلش المرة جاية اخد بالي
مد يده ليتناول فنجان القهوة من يدها ثم أشار بيده على الأريكه قائلاً
-تعالي ياعصمت إقعدي معايا شوية عاوز اتكلم معاكِ
ثم نظر إلى "سلمان" وغمز له بطرف عينه
اغتاظ منه كثيراً كاد أن يحترق من شدة غيظه
كان حديثه بين المزاح والسخرية
أغتاظ منه ومن بردوه كما قال له هامسا
ثم جلس بينهما وهو يحاول جاهدًا كظم غيظه الشديد من ذاك المختل عقلياً
الذي يحاول بشتى الطرق إفساد تلك اللحظات الجميلة
زفر بحنق ثم نظر إليه وتحدث بضيق قائلاً
-هو إنت ماعندكش دم واحد وبنت عمه تقعد معاهم إنت ليه
أجابه بالامبالاة وهو يقرب فنجان القهوة من أنفه ليشتم رائحتها الذكية والمحببة بالنسبة له أغمض عيناه وقال
-اممم القهوة تحفه تحفه تحفه يابت ياعصمت لأ تستحقي لقب الطباخة الماهرة
ابتسم له وقالت بسعاده
-بالهنا والشفا وبعدين لو في حد يستحق الشكر يبقى سلمان
نظر "سلمان"لها بغضب وغيظ شديدان وقال من بين اسنانه
- هههه شكرًا
هز ساقه بسرعه شديدة ولكن سرعان ماتوقف ماأن صاح بوجهه سلمان قائلاً بصراخ
-إنت ياسي زفت إنت وقف رجلك جبت لي العصبي
ابتسم له إبتسامة مزيفه وقال بعناد
-إسمي زين ولما تطلب مني حاجه تطلبها بـ ادب ولا هو ماعدش عليك
اقترب منه ثم جذبه من ياقة قميصه وقال بغيظ هامسا
-ورحمه ابويا لو مامشيت من هنا حالا لولع فيا وفيها واحملك مسؤليتي عاوز أكلمها ياغبي افهم بقى
عقد قسمات وجهه بحزن مصطنع قائلاً
-ياحرام صعبت عليا طب خلاص قول لي يازين باشا واعمل لي فنجان وهاتوا في شقتي وأنا اسيبك
-مش عاوز DVD بالمرة
فك قبضة يده وقال بتأفف مصطنع
-لأ عندي هات القهوة وتعال بدل ما اقعد على قلبك واقولها عملت في محل الحلويات
-لأ خليك جدع وبلاش تقول دا انا حبيبك بردو
ابتسم له ونظر إليها وقال بتوعد
-وديني لأفضحك دلوقتِ
قاطعه سلمان وتحدث من بين أسنانه قائلاً
-زين أنا بقول كفاية كدا استظرف ضحكنا كتير الصراحه ههههه
مال "زين " براسه يمينا قائلاً بتوعد
-بقى كدا طب ماشي بصي يابت ياعصمت
يازيـــٰن كلم تيتا
هتفت "صبا" بصوتٍ عالِ كي يأتي إليها سريعًا
وقف "زين " وهو يربت على كتف "سلمان" قائلاً بجدية مصطنعه
-ابسط ياعم اديني خلعت أهو مبروك مقدما
عقدت حاجبيبها متسائلة بفضول
-هو قصده إيه ياسلمان ؟
أجابها بمزاح
-سيبك منه دا متخلف وهايفضحنا
ثم تابع حديثه بجدية
-عصمت عاوز أقولك حاجه
ابتسمت له وقالت بخفوت
-اتفضل
ترددت الكلمات من بين شفتيه تنحنح ثم قال بسرعة
-عصمت أنا ب
قاطعته "صبا" وهي تقول بجدية
-عصمت في واحد إسمه عثمان وطالب يشوفك بيقول إنه ظابط في الجيش
نظر كلا من سلمان وعصمت إلى بعضهم البعض نظرات ذات معنى
كظم سلمان غيظه وغضبه الشديدان ثم سأل "صبا" بجدية قائلاً
-هو جاي لوحده ؟
إجابته مازحه
-لأ معاه بوكيه ورد وشوكولاه إنما تحفه
وقفت "عصمت " من فوق الأريكه وهي تنهدم ملابسها قائلة بجدية
-تعالوا نشوف في إيه ؟
وقف سلمان متجه نحو المطبخ
سألته عصمت متعجبة من حزنه الذي ظهر عليه مرة واحدة
-رايح فين ياسلمان إحنا رايحين نشوف عثمان
أجابها بحزن عميق
-لأ روحي أنتِ أنا هاروح أعمل قهوة لـ زين واطلع أشربها معاه
بعد مرور عدة دقائق دلفت "عصمت " غرفة الصالون ثم صافحة "عثمان " والابتسامة تشرق وجهها
بينما هو ظل معلق يدها بيده لدقيقتين متأمل جمالها الأنثوي الذي ظاهر عليها من الآوصاعدا يجب عليه الإعتراف بأنها ملكة متوجة على عرش الجمال
شعرت "عصمت " بنظراته المتفحصة لها ولشكلها الجديدة
تنحنحت وهي تقول بجدية
-اتفضل اقعد يا عثمان باشا
قاطعها بـ رجاء
-بلاش باشا ارجوكِ مش حلوة
ابتسمت وقالت بجدية
-آسفه بس ماينفعش لازم لقب قبل اسمك الاحترام واجب
-وأنا مابحبش الألقاب ممكن بلاش رسمية
اؤمات برأسها بالإيجاب قائلة
-حاضر ياعثمان
ظل يتحدث معها مايقارب الساعه بين جدية ومزاح
حتى جاء موعد رحيله
بينما هو كان يستشيط غضبا مما يحدث في شقة الجدة
حاول "زين" كبح ضحكاته ولكنه فشل
صاح بوجهه قائلاً بصراخ
-بتضحك عليه إيه ياسي زفت إنت ؟
أشار بيده قائلاً بجدية مصطنعه
-براحه ياعم مش كدا كان حد قالك اعمل فيها
ابو الهول ؟ أشرب بقى
قاطعه من بين اسنانه وهو يضع لفافة التبغ في المطفأة قائلاً وهو مغمض العينان
-زين الله يخليك مش عاوز أسمع صوتك ممكن
ثم قال بقهر
-أنا بموت وإنت بتضحك إيه مش حاسس بال أنا في
شعر"زين" بما يشعر به "سلمان" وضع يده على كتف "سلمان" وراح يقول بحزن
-أكتر واخد يحس بال إنت في هو أنا
تنهد سلمان بعمق وقال بعتذار
-أنا آسف يازين بس بجد تعبان
-ولايهمك ياإبن بس نصيحة مني خُد خطوة في الموضوع دا أحسن يجي غيرك وياخدها منك
سأله بسخرية
-كان الزين نفع نفسه وإنت ماخدتش خطوة ليه مع قمر ؟
ابتسم له بمرارة وقال بحزن عميق
-عشان لقيت في عينها حب ولهفه لـ حسام مش ليا
صدقني ياسلمان لو كُنت لقيت في عينها حب ولو واحد في المليون كنت اتجوزتها فورا بس نقول إيه دا نصيب
تنهد سلمان وقال بعتذار مرة اخرى
-معلش يازين والله ماقصدي كل ما اكحلها اعميها أنا آسف بجد
-أنا بقولك كدا ياسلمان عشان أنا شفت في عيون عصمت لهفه وحب كل ماتشوفك ياسلمان خُد خطوة قبل ما تعرفش حاجه في حياتك غير الندم وبردو مش هاينفع في حاجه
تنهد بعمق وهو ينظر له ثم سأله بنبرة حائرة قائلاً
-تفتكر عمى هايوفق يجوزني عصمت
أجابه بجدية
-وإيه ال هايخلي يرفض إنت إبن اخو ومستوك المادي نفس مستواه المادي
قاطعه سلمان قائلاً بتذكر ممزوجة بسخرية
-لأ مانا نسيت أقولك إن اتنازلت عن حقي لأخواتي وبقيت على الحميد المجيد
سأله بعدم إستيعاب
-بتهزر صح ؟
أجابه بصدق
-والله بتكلم جد مش عاوز حاجه اتنازلت عن حقي لكل اخواتي بما فيهم سليم اخويا وقلت له أدي حقي اهو وإنت في السجن عملت بي إيه ؟
قاطعه بغضب قائلاً
-طب عملت كدا ليه ياسلمان بس نصيبك دا كان هايدعمك عند عمك ليه تعمل كدا بس ليه ؟؟
-ال هايدعمني يا زين هو شخصي مش مالي
-الكلام دا مع حد غير عمك مش عمك
-ال حصل بقى
تنهد "زين" وهو يربت على ساقه قائلاً بجدية
-متخافش أنا في ضهرك ومش هاسكت غير لما تكون عصمت مراتك بأذن الله
وبعد مرور يومان على الجميع
لايحدث فيها أحداث جديدة تذكر
سوى مقابلة "عثمان" و"سلمان"
في إحدى المطاعم الفارهة
جلس وتحدث معه في مواضيع عده حتى جاء الموضوع
الأساسي والذي انتظره "سلمان" منذ أن طلبه في الهاتف قبل الإفطار
كظم سلمان غضبه وسأله بجدية قائلاً
-إنت طلبت مني قبل الفطار اجاي أقابلك وبتتكلم في مقدمات كتير ممكن أعرف في إيه بالظبط ؟
أجابه بجدية وبدون مقدمات كما طلب منه سلمان قائلاً
-سلمان أنا بحب عصمت وعاوز اتجوزها