كانت "قمر" على حق بل كل الحق
تنحنح وراح يقول لوالدها بعتذار
-أنا آسف ياعمي مش هاقدر أكمل الجوازة دي
وقف والدها من فوق المقعد وتحدث بغضب مكتوم
-يعني إيه مش هاتكمل الجوازة؟!!
عاد "عثمان" يكرر ما قاله بجدية قائلاً
-أنا لايمكن ابني سعادتي على تعسة غيري عصمت لازم تتجوز الشخص ال بيحبها وبتحبوا
سأله بصوت أجش يخفي خلفه صوته المتعب
-وإنت تقصد مين بال بيحبها وبتحبوا ؟
أجابه بعدم إكتراث
-أظن إن دا جزء مش من حقي ادخل في أنا آسف كمان مرة
ثم تابع حديثه وهو ينظر إلى عصمت قائلاً بنبرة حزينة
-ربنا يسعدك مع ال بتحبي ومنتظر منك تعزميني على فرحك عن أذنك
تنهدت بعمق وراحت تقول بحدة قائلة
-استنى ياعثمان
توقف ثم استدار لها قائلاً بحزن
-نعم
سألته بعدم فهم
-هو مين دا ال بحبه وبيحبني ؟
أجابها بجدية
-سلمان يا عصمت بتحبي وبيحبك
سألته بغيظ قائلة بصوت مرتفع
-مين قال كدا أنا قلت كدا هو قال كدا رد عليا مين قال ال أنا هو بنحب بعض ؟
تنهد وهو ينظر إلى "قمر" التي انتبها رجفة ماأن نظر إليها
أغمض عينه وطمئنها ثم نظر إلى "عصمت " وقال بجدية
-ملامحك ياعصمت فرحتك كلامك كل حاجه بتقول كدا
شكلك لما بيقف قصادك دموعك المحبوسة دايما ونفسها تنفجر
كل حاجه من دول قالت لي إن الحب بينكم كبير قوى
أشارت بيدها وقاطعته قائلة بحدة
-غلط كل ال وصلك دا غلط في غلط أنا وسلمان مجرد اتنين اتقابلوا صدفه وعرفوا أنهم ولاد عم كوّن إن وقف معايا دا مش معناه ابداً أنه بيحبني
انهى "عثمان" حديثه قائلاً بحزن
-مهما تحاولي تخبي مش هاتعرفي أنا ممكن استحمل اي حاجه في الدنيا إلا إن أكون سبب في كسرة قلوب بتعشق بعضها أنا آسف على ال حصل وأكيد لو كنت عرفت من الأول ماكنتش وصلت لحد هنا والساعه دي
اتمنى لك حياه سعيدة
ترك "عثمان" حفل الزفاف وسط دهشه وذهول كبيران
من المدعوين
بينما هي عادت إلى غرفتها بدلت فستان زفافها بملابس عادية
عادت إلى منزل الجدة بعد إصرار كبير من "قمر"
بينما اختفى والدها في ثوانِ لاأحد يعلم إلى أين يذهب ؟
ومتى يظهر ؟!!
تجمعت العائلة في ردهة الشقة كانت "عصمت " في حالة من الغضب الشديد كل ماتفعله هو أن تحرك فخذها بقوة شديدة ليخفف من غضبها
كانت شاردة في حديث "عثمان"
قاطع هذا الشرود سؤال شقيقها "جاسر" قائلاً
-هو بابا راح فين ياعصمت ؟
نظرت إليه ثم تحدثت بغيظ مكتوم
-وهو مين ال عايش معاه إنت ولا أنا
أجابها بسخرية
-ومين قالك إن عايش معاه !!
-اومال مين ال عايش ياجاسر ؟
-ماحدش بابا من يوم خرج من السجن وهو عايش لوحده ورافض تماماً حد يعيش معاه
قطب "حسام" مابين حاجبيه قائلاً بغيظ
-لأ معلش ثانيه واحدة هو البرود ال فيك دا جايبه منين
حدقه "جاسر" بعيناه قائلا بحدة وصرامه
-حسام أنا أخوك الكبير الزم حدك وأعرف إن ال بتقوله دا عيب
وقف من فوق المقعد وقال بغضب مماثل قائلاً
-لما تلزم إنت حدك وتعرف إن ال إنت بتعمله عيب أبوك سايبه عايش لوحده وإنت عارف إنه مريض سكر ومحتاجه حد جنبه
قاطعه بغضب
-وهو بمزاجكِ يعلم ربنا إن أنا سايبه بعد ما طردني من الفيلا وبعتني اخلص كل الشغل ال متعطل في أوروبا
وحازم طالع عينه وكل يوم والتاني في مشاكل ومش عارفين نخلص منها وزي مايكون بابا مش عاوزنا نقرب منه
لطمت "عصمت" على فخذيها وراحت تقول بصراخ
-بسسسسس كفاية بقى كل بيفكر في نفسه وبس أنا فين ؟!! وإنتوا مين ؟ فين حياتي ال رسمتها بعد خروجي من السجن فين أحلامي ال المفروض تساعدوني أحققها
وقف "جاسر" من فوق مقعده الذي جلس عليه منذ فترة طويلة خطى نحوها بهدوء احتضن ذراعها بين كفيه قائلاً بحنو
-إحنا أهو ياحبيبتي اهدي بس وكل شئ يرجع زي الأول وأحسن إن شاءالله
نزعت يده من على ذراعها قائلة بصراخ
-مافيش حاجه بتتصلح كد حاجه بتتدمر كل بتروح مني كل ال رسمته راح اتبخر زي الهوا إنت وحازم في شغلك مرة في مصر ومرة برا مصر
ثم تابعت حديثها وهي تشير لـ حسام
-وإنت اتجوزت وعشت وسافرت ورجعت وأنا برا حساباتك وأخوك عرف إن فرحي كل ال عمله بعت رساله واعتذر فيها عن الحضور وكأنه بيعتذر عن حضور عشاء عمل
وبابا ماحدش عارف يوصله وماما مع نفسها مالهاش دعوة بالدنيا ولاكأنها عايشه
ثم أضافت بقهر
وأنا لازم أنفذ وأقول حاضر ونعم وبس اتنازلي عن أنوثتك وحياتك كـ بنت حاضر أدخلي الجيش حاضر دخلت السجن وشربت المُر في عشان كان المفروض أقول هناك حاضر خرجت منه وفكرت هاتكونوا سندي ورجالتي وتقفوا في ضهري وقت الشدة اكتشفت العكس تماما لقيت إن ال بقف في ضهركم وقت الشدة حتى الجواز كل ال عملتوا إنكم اعترضتوا لمدة دقيقتين بسسس كان المفروض عليا أقول حاضر حاضر حاضر
قاطعها "حسام" قائلاً بحدة
-أنا جيت وخبطت على بابك وقلت فكري قبل اي قرار وأنا في ضهرك بس حضرتك كُنتِ مصممة على الجوازة. دي ثم أنتِ بتتكلمي على جوازي زي مايكون أنا ال عملت كدا من دماغي نسيتِ مين ال اتكلم في الموضوع نسيتِ رفضي
ثم تابع حديثه وهو يشير على زوجته قائلاً بصوت مرتفع
-فضلت ساكت وماقدرتش اقولها بحبك ومحرم على نفسي الحُب والحياة عشانك فضلت كاتم مشاعري جويا لحد لما تعبت وقلت أختِ في السجن وأنا أروح احب واتجوز
ختم حديثه قائلاً بحزن
-بس للآسف ماحدش بيفكر ال قصادك عمل عشانك إيه لو غلطت في حاجه صغيرة بتنسى الحلو كله في لحظة
ويفضل الوحش وبس
صفقت له وانحنت له بمسرحية ثم ورفعت جسدها مرة أخرى قائلة بسخرية
-برافو شوت هايل يافنان لأ بجد من رأي تبطل تبقى دكتور وتشتغل في التمثيل
ثم وجهت سبابتها في وجه الجميع قائلة بصوت مرتفع
وهي تدور حولهما
-كل واحد فيكم بيفكر في نفسه وبس وزي ماإنتوا بتفكروا في نفسكم وبس أنا كمان هاعيش حياتي وأفكر في نفسي ومن الليلة دي مش عاوزة حد منكم في حاجه لأن إنتوا من الأساس مالكمش لازم
تركتهم بعد أن فجرت في وجه الجميع حديثها اللاذع
عاد كلاً منهما إلى منزله
كما صعد "حسام" شقته ينفث غضبه في لفافة التبغ رقم مئه
قام بفرد قدماه على الأريكه ظل يفكر في حديثه شقيقته
وكان دائما يسأل نفسه
هي محقة ام لا ؟
كان شخص أناني كما قالت ؟!!
بينما هي حاوطت عنقه ثم طبعت قبلة خفيفه وهي تهمس بجانب أذنه قائلة بحنو
-متزعلش عصمت قلبها طيب وال حصل انهاردة كان صعب عليها
طبع قبله خفيفه على ظهر كفها ثم قال برجاء
-عشان خاطري سيبني لوحدي محتاج اقعد مع نفسي شوية
فكت عقدة يدها المنعقدة حول عنقه ثم جلست على فخذه قائلة بسعادة
-حتى لو قلتلك إن في خبر حلو ممكن يغير لك مودك
وضع لفافة تبغ أخرى على فمه كاد أن يشعلها ولكنها قامت بسحبها ثم أقتربت منه وهمست قائلة
-أنا انهاردة الصبح كُنت عند الدكتور وقال إن لازم جوزك يبطل تدخين لو خايف على البيبي
سألها ببلاهه
-بيبي مين ؟!!
أجابته وهي تداعب أزرار منامته قائلة برقة بالغة
-ابني وابنك حته مني ومنك قعدة ومتربعة هنا
ختمت حديثها تضع كفه على بطنها بسعادة بينما هو كانت الدهشة والذهول تعتلي قسمات وجهه غير مصدق ماتتحدثه
رأت تساؤلات كثيرة في عيناه ضمة أناملها على شكل قمع قائلة بتفهم
-ثانيه وحدة
ثم مدت يدها في جيب بنطالها وأخرجت منه ورقة صغيرة ووضعتها بين يده وقالت بسعادة
-مش عارفة ليه كُنت إن أنا حامل ولما رحت للدكتور وقلت شاكة في حاجه وعاوزة أتأكد وأفرح جوزي قبل مايسافر قام قال أعملي تحليل رقمي أسرع وأفضل وهاتعرفي أنتِ حامل في قد بالظبط ولما عملت عرفت إن أنا حامل ٣اسابيع يعني من يوم ماجيت قلت لازم أفرحك بس للآسف ماكنش في وقت وحصل ال حصل بس دلوقتِ لازم أقولك يمكن تفرح
ضمها إليه بقوة شديدة وكأنه يخفي ضعفه وحبه بين أحضانها
ملست على خصلات شعره الطويلة ثم طبعت قبلة على رأسه وهي تقول بهمس
-بحبببببببك ياحسام
رفع رأسه ثم نظر في عيناها البنيه وراح يقول بحنو وحب
-قول لي نفسك في إيه بتتوحمي على إيه ؟
كزت على أسنانها بخجل شديد مفكرة في طلبها
لم تستطع إخباره بما تشتهيه وذات الوقت تتوق لهذا شوقًا ماذا تفعل
عاد يكرر سؤاله ثم نظر إليها في انتظار أمنيتها
وضعت سبابتها أمام عيناه قائلة بتحذير
-هاقولك بس بالإشارة ومتعلقش وتنفذه عشان أنا مش عارفه أمنع نفسي تمام
إبتسم لها وقال بخفوت
-حاضر ياعمري طلباتك اأوامر
وضعت سبابتها على شفتيه وراحت تقول بخجل هامسا
-نفسي ، نفسي في دا
جحظت عيناه من هول المفاجاة ياإلهي هي تريد قبلة !!!
مجذوبة بالطبع مجذوبة
لم يدع هذا يمر مرور الكرام تنحنح وقال بنبرة ساخرة
-أنا أسمع الحوامل تبقى عاوزة مانجا في الشتا عاوزة تاكل رنجة عاوزة فلفل حامي إنما عاوزة بوس
وضعت يدها على شفتيها قائلة بتذمر طفولي ممزوج بنبرة متحشرجه
-كُنت واثقة أنك هاتتريق بس والله العظيم غصب عني مش قادرة أعمل إيه يعنى على العموم مش مهم وآسفه إن اتكلمت معاك بصراحه
تركته بعد أن اعتذرت له عاد إلى غرفة نومها تثور على نفسها تارة وتبرر لنفسها تارة
مددت جسدها على الفراش ثم وضعت يدها على بطنها وراحت تقول بغيظ شديد قائلة
-عجبك ياهانم يال جوا أنتِ ادينا اتفضحنا وبابي اتريق علينا وعلى طلبتنا نامي بقى ياختي
اغمضت عيناها بعد أن فقد الأمل في تحقيق رغبتها وعاهدت نفسها أن لاتتحدث في هذا الأمر مجددا
مرت دقائق بعد أن أغلقت الضوء الخافت الموضوع على الكومود
جاء هو واتكأ بجزعه على الفراش وداعب خصلات شعرها المتمردة وجنتها
طبع على وجنتها قبله غاية في الرقة
بالطبع لم تشعر به عاد يكرر ما يفعله حتى فاقت
وقبل أن تتحدث وضع يده على شفتيها وقال هامسا
-ماقدرش أشوف بنتي نفسها في حاجه واسكت
رفع سبابته وأخذ يطبع قبلاته التي تعشقهاكل العشق
تعمق في قبلاته بحب وشوق جارف وبادلته هذا االعشق والحب
قاطعته وكلتا يدها تتوسط صدره قائلة بجدية مصطنعه
-لأ أنا زعلانه منك
أزاح يدها وقال بسخرية وهو يكمل عشقه وقبلاته
-ماهو أنا بردو زعلان مني بس بنتي ملهاش ذنب تشوفنا في محكمة الأسرة خليها تشوفنا في محكمه العشق ، العشق وبس
ثوانِ أو ربما لحظات من الإعتراض وعادت معه في بحر العشق والغرام معه
وعلى الجانب الآخر وتحديدا في منزل الجدة
كانت تجلس على الفراش ضامة ركبتيها أمام صدرها
وضعت رسغها عليها شاردة فيما حدث وسوف يحدث
بداخلها شعور صعب وصفه لا تعرف مايجب عليها فعله
في هذا الوقت تفرح وتقفز في السماء لأن الله أنقذها من هذه الزيجه التي كانت في نظرها الموت البطئ
لنكن على حق لم يكن "عثمان" بهذه البشاعة ولكن هو مجرد شخص عادي لأنكن له بأي مشاعر
الوحيد الذي شعرت معه بالأمان هو سلمان
الوحيد الذي تمنت أن يأتي لوالدها ويحاول ولو مرة واحدة هو سلمان
الوحيد الذي تنازل عنها وبكل سهولة وساعد غيره على الزواج منها هو سلمان كانت تعشقه وهو يعفها هكذا قال لها زين ولكن هي لاترى من هذا العشق شئ سوى مرارته
ليتحمل هو نتيجه افعاله اما أنا علي أن ابدء حياه لايعرفها العشق بحلاوته ولا مرارته
وليختار كلا منا طريقه الخاص به ونضع على فَلَوبِنَا أصفاد لحين إشعار آخر ...!!!
هذا كان قرارها الذي شردت فيها كثيرًا قاطع هذا الشرود
دخول "صبا" بعد أن أذنت لها بالدخول جلست أمامها على حافة الفراش
تتحدث معها كان الخجل يسود الحديث في بادئ الأ مر ولكن تغلبت عليه صبا بعفويتها ومزاحها
تناولت "عصمت" منها كوبٍ من (الكابتشينو )
نظرت فيه وتذكرت تلك الليلة التي جعلتها تعمل كل شئ
جعلتها تعلم حقيقته ،حقيقة ضعفه وتنازله الدائم عن أغلى مالديه
وضعت الكوب مرة أخرى وقالت وهي تتناول من يدها كوب "الشاي" قائلة بمزاح
-أنا عاوزة شاي
قطبت مابين حاجبيها متسائلة
-بس أنت بتعشقي
قاطعتها قبل أن تكمل حديثها قائلة بجدية
-بطلت يا صبا بطلب اشرب حاجه توجع قلبي
ثم تابعت حديثها بمزاح
-قولي لي بقى أنت بتشتغلي إيه في بحر الشغل بتاع زينو دا ؟
إبتسمت بطرف فمها وتنهدت بعمق وراحت تقول بإحباط
-مش عارفة أتأقلم خااالص مع الشغل وحاسه نفسي تايهه وكله كوم وسفيان نصّار دا كوم تاني
سألتها"عصمت" بفضول
-مين سفيان نصّار دا ؟!!
إجابتها بغيظ وغضب شديدان قائلة
-دي الرخامة ال ماشية على الأرض فظيع قووووى بيحب يستلم حاجته على المعاد ولو يوم واحد بس اتأخر يهددك بالشرط الجزئي وأنا عامله زي التور في السايقة عشان أسلمه الفندق بتاعه بس هو يستلم وأنا اموت
قهقهت "عصمت" على ملامح "صبا" التي تبادلات في أقل من ثانيه
توقفت عن الضحك رغمًا عنها وتحدثت بجدية قائلة
-بصي ياصبا في الشغل مافيش ياما ارحميني طالما قررتي تشتغلي يبقى لازم تتحملي نتيجة قرارك يمكن تتعبي يمكن تزهقي بس الأكيد هاتكوني مبسوطة بثمرة تعبك في النهاية وخُديها مني قاعدة مدى الحياه الرحم ابقي ارخم منه والغلاس ابقي اغلاس منه الدنيا مش عاوزة الوش الطيب صدقيني هاتتعبي لازم تبقي قطة مخربشه وإلا قولي على نفسك يارحمن يارحيم
صفق لها "صبا" بإعجاب شديد ثم قامت بإطلاق صافرة عاليه بعض الشئ
وتحدثت بجدية
-مش مصدقة نفسي إن ال قعدة قصادي دي عصمت لأ برافو وياترى العقلانيه ال عندك دي نتيجة إيه ؟!
أجابتها بمرارة وحزن عميق
-نتيجة مرمطة الدنيا ليا ماحدش بيتعلم ببلاش لازم نخسر حاجات كتير عشان نعرف قيمة ال قصادنا
كادت أن تسألها الكثير من الأسئلة ولكن قاطعتها صوت والدة "عصمت " الذي آتاها من على الغرفة يخبرها بأن تأتي لمقابلة أحد موظفي الشركة الخاصة لوالدها
خرجت "عصمت" صافحته ثم أذنت له بالجلوس على المقعد مقابلتها
سألته بتوتر
-خير يا أستاذ عبدالمسيح
أجابها بحزن ممزوج بغضب
-مش خير ابداً يا بنتي الشركه وكل حاجه بتضيع من أيدينا
-إزاي يعني مش فاهمه وضح لي أكتر
-والدك بقاله أكتر من شهرين مجاش الشركة والعمال بقالهم شهرين ماحدش قبض ودا على غير العاده أنا جيت أقولك يمكن نحلق ننقذ مايمكن إنقاذه وخصوصًا إن باقي شهرين على تسليم الكمبوند لـ صاحبه ودا معروف في السوق إنه صعب جدًا جدًا
قطبت مابين حاجبيها قائلة بفضول
-مين دا ؟!
-دا سفيان نصّار رغم إن صغير في السن ورغم إن شركته لسه يادوب من 3سنين بس لكن الشاهدة لله قدر يثبت نفسه وسط السوق هو عنده شركة سياحة و
قاطعته "صبا" وهي تضع القهوة على المنضدة قائلة بسخرية
-استلمي يا ست عصمت أهو بركاته وصلت ليكم
نظرت عصمت إلى صبا نظرات حائرة ثم عادت بنظرها إلى "عبد المسيح " متسائلة بعدم فهم
-ايوة أنا بردو عاوزة أعرف فين جاسر وحازم ولا حسام
ليه جيت لي أنا ؟
-جاسر أخد كل الشغل ال في برا مصر وغرق في لدرجه ماحدش يتخيلها وسايب الشغل ال في مصر لـ حازم وهو متزعليش مني يابنتي بس هو واقع مع واحدة وسايب الشغل خااالص
والدكتور حسام كان الله في عونه رغم سفره وانشغاله إلا إنه بيتابع من بعيد لبعيد
بس بردو تسيب جامد في الشركه قلت أجي لك يمكن تنقذي ال أنا ووالدك عملنا في 25سنه
شاحت بوجهها بعيدًا مفكرة في حديث "عبدالمسيح "
وكأنه جائها في الوقت المناسب
حسمت أمرها وتنظر إليه قائلة بجدية
-خلاص يا أستاذ عبدالمسيح بكرا الصبح بأذن الله هاكون عندك
وقف بعد أن تنهد بإرتياح قائلاً بسعادة
-الحمدلله استأذن أنا بقى وعلى معادنا بكرا
-اتفضل
وبعد خروج مساعد والدها الخاص جلست مرة أخرى على المقعد تفكرا جيدًا ماذا تفعل في هذه الشركه هي لاتعلم قط شئ عن إدارة الأعمال الضخمة
قاطعت شرودها "صبا" متسائلة بفضول قائلة
-هاتعملي إيه في المشكلة دي يا عصمت
رفعت كتفها بقلة حيلة قائلة
-مافيش حل غير إن استلم أنا الشغل
-هاتقدري ؟!!
-لازم أقدر دا تعب سنين وحرام يضيع في يوم وليلة
طال الحديث والتساؤلات وكانت الإجابة واحدة
وهي إن يجب عليها الذهاب لضبط الشركة
وفِي صباح اليوم التالي
كانت عصمت تتناول فطورها على عجل انتهت منه وهي تقبل رأسها جدتها ووالدتها طالبه منهن الدعاء لها بالتوفيق
سارت نحو باب الشقة وضعت يدها على المقبض الحديدي ثم قامت بفتحه وما أن فتحته وجدته أمامها
رفعت نظرها له عادت تلك الذكريات الجميلة لها مرة أخرى
شردت في وجهه قليلاً ثم فاقت على صوته قائلاً بصوت خفيض
-ازيك ياعصمت عاملة إيه؟
تنحنحت ثم ابتسمت له قائلة بقوة مصطنعة
-أنا تمام إنت عامل إيه ؟
ثم تابعت حديثها وهي تشير له بالدخول قائلةبجدية
-ادخل أفطر معاهم عن اذنك عشان مستعجلة
أوقفها قائلاً بـنبرة تشوبه التوسل قائلاً
-عصمت عاوز اتكلم معاكِ
تركت "عصمت" المقبض الحديدي قائلة بدهشه
-تتكلم معايا أنا ؟!!! خير !!
ابتلع ريقه ثم قال بتردد
-أنا بحبك وعاوز اتجوزك
استدارت له وقالت له ...!!!!