-ايوة وأنا أعمل إيه ؟
قطب ما بين حاجبيه متسائلاً بجدية
-عصمت أنا بقولك بحبك وعاوز اتجوزك يبقى المفروض عليكِ تعملي إيه ؟
قهقهت بصوتٍ عالِ ثم نظرت له قائلة بمزاح
-هههههههههعع طبعًا موافقه كُنت بوقع قلب يابيبي
عناقت أناملها بأنامله وتحدث بصوت عال قائلة بسعادة
-ماما تيتا صبا تعالوا بسرررررعة
دلف حسام وسط دهشه وذهول قام برفع نظرته الشمسية متسائلاً بفضول
-هو في إيه ؟
لم تجيبه "عصمت " بل وجهت سؤالها إلى صبا قائلة
-صبا فين زين ؟
نظرت "صبا" في ساعة معصمها قائلة بمزاح
-فاضل دقيقتين ويكون هنا
-مش مشكلة ننتظر الدقيقتين دول
سألها "حسام" بصوت أجش قائلاً
-في إيه بقولك ؟!!
إجابته بعدم إكتراث
-سلمان قال لي إنه بيحبني وعاوز يتجوزني
نظر "حسام" نظرات ذات معنى بينما "سلمان" أكد له ماقالته "عصمت"
مبرووووك إيه الأخبار الجميلة ال تفتح النفس دي
قالها "زين" وهو يدخل من باب الشقة ثم جلس على المقعد وضعا قدم فوق الأخرى ووضع على الأرض حقيبته
سألت "عصمت" "حسام" بفضول قائلة
-اومال فين قمر يا حسام مش شايفها معاك يعني ؟
أجابها بجدية
-راحت مشوار كدا مع صاحبتها
ثم تابع حديثه بسعادة قائلاً
-صحيح بمناسبة الأخبار السعيدة ال الصبح قمر حامل
بارك الجميع له وتمنوا للمولود أن يأتي بصحة جيدة
من الغريب أن "زين" لايشعر بالغيرة قط وكأن ما سمعه الآن خبر كأي خبر عادي في حياته اليومية
سأل نفسه الكثير من الأسئلة
ترى لماذا لااشعر بالغيرة والحزن ؟
هل هذا يعني ان حبها أصبح غير موجود ؟!!!
فاق من شروده على صوت الجدة التي هتفت أكثر من مرة بإسمه انتبه أخيرًا وقال بعتذار
-معلش ياتيتا مش واخد بالي حضرتك بتقولي إيه ؟
عادت تكرر طلبها قائلة بجدية
-بقولك إننا لازم نفرح بيك بقى كدا عيلة النشار كلها اتجوزت مافضلش غيرك ياواجع قلبي
كاد أن يتحدث ولكن قاطعته صبا قائلة بإعتراض
-لأ معلش يا تيتا لسه فاضل أنا
ثم تابعت حديثها بحزن طفولي
-وشكلي كدا والله أعلم هاعنس
سحبها "زين" في حضنه قائلًابجدية
-والله ماحد هاياخدك مني غير ال يستاهل تراب رجلك
وبعدين يابت دا أنتِ ست البنات تحطي رجل على رجل وتختار ال يدخل قلبك وعقلك
ثم أضاف إلى حديثه بجدية مصطنعه
-وأعمل عليه أنا بقى حماه
قهقه الجميع على حديث "زين"
دلفت "قمر" شقة الجدة جلست بجانب زوجها
بعد أن ألقت عليهم سلام الله
سألها حسام بتعجب من حالها قائلاً
-مالك ياقمر في إيه ؟
تنحنحت وراحت تقول بخفوت
-مافيش حاجه تعبان شوية
سألتها الجدة بجدية
-قمر متأكدة إن مافيش حاجه صوتك بيقول غير كدا
إجابتها بنفاذ صبر
-والله ياتيتا مافي حاجه عن إذنكم عشان عاوزة ارتاح
أوقفها سلمان قائلاً بسعادة
-كدا هاتخلي خال بالسرعة دي ؟
ثم وقف من فوق المقعد متجه نحوها حتى وقف أمامها
احتضن وجهها بين كفيه ثم طبع قبلة خفيفه على رأسها
وقال بحنو
-مبروك ياحبيبتي ربنا يقومك بالسلامة
إبتسمت له وقالت بصوت خفيض
-الله يبارك فيك ياحبيبي
سألها بتعجب
-قمر أنت ريحتك بنج ليه ؟!!
مسكت ياقة قميصها وتحدثت وهي تشتم رائحتها جيدًا
قائلة بتلعثم
-لأ لأ مافيش ريحه لأ
-بس فعلاً دا ريحه بنج
ضرب بجبهتها قائلة بكذب
-تصدق نسيت تارا صاحبتي كانت تعبانه ورحت معاها للدكتور الأسنان فتلاقي ريحتي أنا كمان بنج عن اذنك مش قادرة أقف
كادت تذهب ولكن أوقفها قائلاً بسعادة
-أنا وعصمت هانتجوز
نظرت إليه ثم نظرت إلى عصمت وقالت بجدية
-هاتتجوز إمتى ؟
-والله أنا عاوز أروح أطلبها من عمي
قاطعته "الجدة" قائلة بجدية
-لأ ياسلمان ملناش دعوة بسليم إنت هاتطلب عصمت من حسام واخواتها احنا عاوزين نتمم الجوازة دي على خير طلع عمك سليم من حساباتك
قاطعتها "قمر" قائلة بحدة
-لأ ماينفعش ياتيتا ازاي دا ، باباها لازم يحضر فرحها لازم
ختمت قمر حديثها وسط دهشه وذهول كبيران من الجميع
سألتها الجدة بنبرة حائرة
-وإيه ال غير رايك فجاة كدا ؟
أجابتها بتردد
-مافيش حاجه بس أنا بابا ميت وعارفة يعني إيه بنت تتجوز من غير وجود باباها مابالك يبقى هو عايش بتبقى اصعب ياتيتا صدقيني
قاطعها حسام بحزن
-كان نفسي يحضر ياقمر بس صدقيني بابا ماحدش يعرف هو فين ولا بيعمل إيه على إحنا لسه هانحدد معاد الفرح هايكون
وقفت" عصمت" قائلة بجدية
-يوم الخميس ال جاي يكون كتب الكتاب
ثم نظرت إلى سلمان متسائلة بجدية
-إيه رايك ياسلمان ؟
أومأ برأسه بالإيجاب قائلاً بسعادة
-موافق طبعًا
على العموم أنا قلت ال عندي وإنتوا حرين
قالتها " قمر" بعد أن فشلت في إقناعهم فيما تريده
صعدت شقتها بمساعدة "حسام" الذي حاول بشتى الطرق معرفة ماحدث لها ولكنه فشل
وللمرة الأولى يحدث بينهما شجار دام لثلاث ساعات
سألها للمرة الأخيرة قبل رحيله قائلاًبتحذير
-لآخر مرة ياقمر كُنتِ فين وإيه هي ريحة البنج ال ماليه جسمك دي
-مانا قلت لك إن
وقبل أن تكمل سقطت على الفراش أثر دوار
هرع نحوها محاول مساعدتها مدد جسدها على الفراش ثم قام بخلع حذائها
وتحدث بجدية
-من الواضح إنك تعبانه قوي ارتاحي دلوقتِ
كاد أن يذهب ولكنها أمسكت بيده قائلة برجاء
-ماتسبنيش وحياتي ياحسام أنا محتاجه لك قوووي
لم يدعها تكمل حديثها جلست فوق رأسها ثم طبع قبله على رأسها هتف بداخله متسائلاً بفضول
(ياترى ياقمر مخبيه إيه ؟ )
ظل فوق رأسها حتى غطت في نومها
تركها وذهب ليأكد على موعد حجز الطائر الخاصة به
والتي موعدها بعد يومان اي بعد عقد قران شقيقته
وعلى الجانب الآخر كان ينظر في ساعه معصمه بين الدقيقة والأخرى
تنهد وهو ينظر إلى "عبدالمسيح" قائلاً بنفاذ صبر
-المواعيد من أول مش تمام
إبتسم "عبدالمسيح " إبتسم مزيفه قائلاً بجدية
-الاستاذة عصمت على وصول بين اللحظة والتانيه هاتكون هنا الصبر بس يابشمهندس سفيان
كاد يتحدث ولكن قاطعته قائلة بجدية
-أنا بعتذر عن التأخير بس كان عندي حاجه كدا جت لي مفاجاة
ثم مدت يدها تصافحه وغلى ثغرها إبتسامه مزيفة
-البشمهندسه عصمت سليم النشار والمسؤلة عن الشركه والمشرعاوت خلال الفترة ال جاية
صافحها بحرارة شديدة مماجعلها تسحب يدها بطريقة أزعجته
جلس أمامها على طاولة الاجتماعات
سألته بجدية قائلة
-نعم حضرتك طلبت من أستاذ عبد المسيح أنك تقابل حد مسؤل عن المشروع بتاعك وأنا أهو قدمك اتفضل
تنهد وراح يقول بهدوء
-الكمبوند لحد اللحظة دي مافيش حاجه في خلصت و
كاد أن يكمل حديثه ولكن قاطعته بجدية وعملية قائلة
-هومعاد التسليم بتاع حضرتك إمتى ؟
أجابها بعدم إكتراث
-بعد شهرين ليه ؟!
وقفت من فوق المقعد قائلة بتحدي
-يبقى بعد شهرين من النهاردة لو الكمبوند ما خلصش يبقى نقعد زي القعدة دي تاني وندفع لحضرتك الشرط الجزئي ال حضرتك عمال تهدد بي أستاذ عبد المسيح
تنحنح وهو يقف احتقن الدماءفي وجهها في ثانيه واخدة تحول من لوح ثلج إلى بركان يكاد أن ينفجر
ذهب من قاعة الاجتماعات بعد أن اتفاق على كل شئ
تنهدت "عصمت " ثم نظرت إلى "عبدالمسيح " قائلة بجدية وعملية
-عاوزة كل صغيرة وكبيرة خلال الفترة ال بابا ساب فيها الشركة وعاوزة اجتماع لكل مديرين الشركه
كل خلال ساعتين يكون عندي وال هايتاخر دقيقة يبقى يقدم استقالته أفضل له
-حاضر
-دلوقتِ لازم تيجي معايا مصنع السيراميك عشان نبص بصة كدا عليهم
-ياريت والله لأن في تسيب جامد وأنا مش عارف أعمل إيه بالظبط
وبعد مرور ساعة وصلت "عصمت" إلى مصنع السيراميك وجدت حالة من الهرج والمرج
وقفت وسط المصنع ثم أشارت إلى رئيس العمال
بأن يقف الاَلات
وفِي غضون خمس دقائق توقفت جميع الاَلات
صعدت على الدرج وتحدثت بصوت مرتفع قائلة بغضب شديد
-من الواضح إن إنتوا ماشين بمقولة إن غاب الأسد العب يافار
بس احب اطمنكم إن الأسد مش غايب هو سايب وار رجاله ورجاله جامدة كمان أحنا عندنا تسليم بعد شهرين وحضراتكم نايمين في الخط
قاطعها احد العمال قائلاً بغضب
-احنا عاوزين حقنا انتوا بقالكم شهرين ماخدناش منكم جنيه
سألته بحدة
-إنت ليك كام ؟
أجابها بجدية
-ليا ٥٠٠٠جنيه
هتفت بصوت مرتفع قائلة
-أستاذ عبد المسيح
-نعم يا يابشمهندسه
-عاوزة كشف بكل واحد طلب بحقه ومخادوش
اصرف لهم الشهرين بتاعهم وشهر زيادة من عندي
تعالت فرحتهم وقبل أن تكمل فرحتهم قاطعتهم بجدية قائلة
-الشهر الزيادة مكافأة نهاية الخدمة لأن بصراحه كدا المصنع محتاج عمال بتخاف عليه مش كل همها الفلوس وبس
سألها أحد العمال قائلاً بغضب
-هو يعني عشان طلبنا بحقنا تقطعي عشنا
أجابته بصدق
-اعوذ بالله أنا مين عشان اقطع عيشك بس بأمانه الله المصنع دا اشتغل الشهر ال فات زي باقي شهور السنه
اخفض العمال ابصارهم أرضًا من سؤالها
بينما هي إبتسمت لهم وقالت بصدق
-تعالوا نبدء صفحه جديدة قدمنا شهرين ونسلم أضخم مشروع عملته الشركة والمصنع حتى الآن يعني بعد ٦٠يوم بالتمام ونحصد زرعتنا يااما بالخير أو لقدر الله بالشر وهي الخسارة وسليم النشار طول عمره معروف بالأسد يعني عمره ماخسر حطوا ايديكم في أيدي نبني ونسلم وحقكم هتاخدوا وزيادة كمان
لو مش موافقين تقدروا ترفوضه وحقكم بردو هايوصل لكم
مرت الدقائق وهي تنظر إليهم في انتظار ردهم على عرضها
تقدم رئيس العمال وهو يقول بصوت مرتفع
-المصنع دا مش بتاع سليم باشا بس دا بتاعنا كمان ولادنا كبروا واتجوزا من خيره ومستحيل نسيبه يقع ابداً
ولاإيه يارجالة موافقين
هتف جميع العمال في آن واحد
-موافقيـــن
تنهدت بارتياح ثم نظرت إلى "عبد المسيح" وقالت بجدية وعمليه
-أستاذ عبد المسيح عاوز إعلان في كل الجرايد إننا عاوزين عمال زيادة عاوزة تلت ورديات في اليوم الواحد مش عاوزة نوم وقت الدلع راح خلاص
-حاضر جميع مديرين الشركة في انتظارك في غرفة الاحتماعات
سارت بخطوات سريعة وهي تتحدث بعتذار قائلة
-معلش تعبتك معايا النهاردة
-بالعكس أنا مبسوط جدًا إن الشركة والمصنع رجعوا زي الأول
مر اليوم وعي غارقة في أعمال والدها العالقة منذ أكثر من شهرين
كانت تعمل في بعض الأوراق قاطع تركيزها رنين هاتفها
نظرت إليه ثم زفرت بحنق شديد قامت بالرد على المتصل قائلة بتعب
-ايوة ياسلمان
قطب مابين حاجبيه بدهشه قائلاً بتعحب
-سلمان ؟ مالك ياعصمت بتقوليها من تحت ضرسك ليه ؟!
تنحنحت وراحت تقول بعتذار
-سوري بس كُنت مندمجة في الشغل كنت عاوز حاجه ؟
-ولايهمك ،كُنت عاوز اخدك ونروح نشوف الشقة
سألته بعدم فهم
-شقة إيه ؟
أجابها بغيظ
-شقة الزوجية ياعصمت مالك في إيه ؟!!!
-إيه رايك لو ناخد شقة باباك
سألها بعدم فهم
-هوأنتِ عاوز تقعدي في بيت جدي ؟
اجابته بحماسة
-ايوة حابة المكان هناك قوووي
-خلاص لو كدا يبقى ابدء فيها
إبتسمت ثم قالت بجدية
-طب يا بيبي أنا هاقفل وشوية جايه البيت مش عاوز حاجه ؟
-المفروض أنا ال أسال السؤال دا مش أنتِ يالا مع السلامة عشان الحق أكلم صاحب زين ويظبط الشقة
أنتهى الاتصال ظلت تنظر إلى هاتفها المحمول
ظهر شبح ابتسامة خبيثة على وجهها تنهدت وهي تضع
هاتفها المحمول جنبًا لتنهي ماتبقى من أعمال عالقة في هذا اليوم الشاقة
وبعد مرور ساعات طويلة من العمل عادت إلى المنزل منهكة صعدت الدرج ثم فتحت باب الشقة
وجدت "صبا" جالسة أمام التلفاز
جلست بجانبها وتحدثت بتعب قائلة
-بتتفرجي على إيه ؟
أجابتها دون أن تنظر إليها قائلة بشغف
-حبيبي دائما عارفاه
إبتسمت بطرف فمها وراحت تقول بسخرية
-دا أنا حفظته من كتر ماتفرجت عليه
-أنا كمان بعشقه ونفسي أعيش قصة حب زي دي
ثم أضافت بمزاح قائلة
-بس تكون النهاية سعيدة
تنهدت "عصمت " بحزن عميق وتحدثت بمرارة
-للأسف ياصبا كل نهايات الحب بتكون مؤلمة
ضغطت "صبا" على زر الإغلاق ثم نظرت إليها بدهشه
وجدتها شاردة في عالم لاتعرفه عالم تود أن تعرفه ولكن برغبتها أولا سألتها بفضول قائلة
-مالك ياعصمت زعلانة ليه ؟
هزت "عصمت " رأسها هزة خفيفه قائلة بكذب
-مافيش حاجه يا صبا بس متوترة شوية
-ليه مش أنتِ وسلمان بتحبوا بعض ؟!! يبقى ليه التوتر ولا دا قلق الجواز ال تيتا بتقول عليه ؟
إبتسمت لها بسخرية قائلة
-حاجه زي كدا يالا مش مهم المهم دلوقتِ إن جعانه نوووووم اسيبك وادخل أخطف ساعتين تصبحي على خير
-وأنتِ من أهله
وفِي عصر اليوم التالي وفِي مكان هادئ
كانت "قمر" تجلس أمامه تتناول معه وجبة الغداء
سألها بفضول
-حسام عامل معاكِ إيه
أجابته بالامبالاة
-عادي بقى أقل من العادي
-ازاي يعني مش فاهم؟!! دا أتنازل على كل حاجه عشانك
وضعت أمامه قطعة من اللحم قائلة بغيظ
-ياريته ماتنازل كان يوم اسود اه والله
-ههههههه للدرجه دي مطلع عينك
تنهدت بإحباط قائلة بحزن
-ماهو لو كُنت قابلتك إنت الأول كُنت اتجوزتك بس النصيب بقى
تنحنح وراح يقول بجدية
-أنا أتاخرت على المستشفى ولازم اروح دلوقتِ
-طب خُد دي من إيدي
وضع كفه أمام وجهها قائلاً بـ رجاء
-قمر عشان خاطري بلاش مش قادر
-وحياتي عندك دي وبس وحياتي وحياتي
تنهد بقلة حيلة تناولها من يدها ثم طبع على بينها قبلة خفيفه وراح يقول بحنو وحب
-تعرفي إن أنتِ أجدع وأحلى بنت شفتها في حياتي
أقتربت منه وتحدثت وهي تعقد له رابطة عنقه قائلة بجدية
-بقولك إيه ؟!!
-إيه ؟
-ماتيجي ارفع على حسام قضية خلع ونتجوز
ابتسم لها وقال بسعادة
-أنا موافق بس هانعيش برا مصر وبالمرة تولدي برا إيه رايك ؟
-ودي عاوزة كلام موافقه طبعًا ياحبيبي
ظلت تتحدث معه غادر منزله وهي معه
وعلى الجانب الآخر وتحديدا في شقة سلمان الجديدة
العمال في كل مكان الجميع على قدماً وساق
اقترب موعد الزفاف كان يشعر سلمان بسعادة غامرة وذات الوقت يشعر ببعد "عصمت" عنه كان يبرر دائما أنها في حالة طبيعة تتعرض لها اي فتاة في هذا الوقت
مرالايام سريعًا والجميع يشعر بالبعد عن حبيبه
كان "حسام "يشعر دائما بذلك ولكن كان يقول لنفسه أن "اضطرابات في هرمونات الحمل "
ولكن خروجها الزائد وتأخرها لساعات طويلة عدم اهتمامها بهِ وتحديدا عندما اخبرها بأنه سوف يرحل فور عقد قران شقيقته ويجب عليها أن ترحل معه وتكون على أتم الاستعداد ولكنها رفضت بحجه خطورة حملها
وفِي يوم الخميس الذي سوف يتم فيه عقد قران "عصمت وسلمان"
كانت في المرحاض تأخذ حمامها خرجت بعد دقائق وهي تجفف خصلات شعرها المبللة
وجدته على حافة الفراش ينفث دخان سيجارته بشراهة
سألته بالامبالاة قائلة
-مالك ياحسام في إيه
رفع هاتفها المحمول أمام عيناها قائلاً بغضب مكتوم
-مين دا ؟
قطبت مابين حاجبيها قائلة بعدم فهم
-هو إيه ال مين دا ؟!!
صفعها صفعة مدوية جعلتها تسقط على الفراش هتف بصوت مرتفع
-أنتِ هاتستعبتطي ياروح أمك ؟
جحظت عيناها غير مصدقة مايقوله وقبل أن تتحدث
دَنا منها ثم قبض على خصلات شعرها الطويلة قائلاًلحدة
-بقى أنا مغفل هاااا بعت لك رسالة بيقولك فيها مشتاق يعرف ال في بطنك يبقى إيه وإنه بيجهز الاوضة بتاعت البيبي من دلوقتِ وتقولي مين دا
تاواهت بصوتٍ مرتفع قائلة ببكاء
-آااااه أوعى إنت بتوجعني قوووي ياحسام
ترك خصلاتها وهو يقول بغضب شديد
-وجع هو أنتِ لسه شفتِ وجع دا أنا هاخلي ايامك سواد
مين دا إنطقي مين إبن ال٠٠٠٠
لم تعلم إنه يغضب ويثور هكذا ماذا تفعل تريد أن تتركه وتذهب له لم تعد تتحمل غضبه وشكه الزائد يجب عليها أن تضع حد لهذه المهزلة فكفى ماحدث حتى الآن
نزعت يده قائلة بصراخ
-بس بقى حرام عليك كل دا شك وظلم ليه عملت إيه ؟
دوت ضحكاته الغرفة وراح يقول بسخرية
-هههههههه ولاحاجه مل الحكاية إنك خاينة بس حاجه بسيطة قووووي مش كدا
كاد يكمل حديثه ولكن قاطعه طرقات باب شقته
تخبره بأن الجدة تريد رؤيته في أمرًا هام
نظر إلى "قمر" ثم تابع حديثه بجدية قائلاً
-ال رحمك من تحت إيدي دلوقتِ صبا بس الله في السماء ما هارحمك ياقمر الليلة دي تعدي على خير وبعدها كل واحد مننا يروح في طريق
ثم نظر إلى بطنها المنتفخة قائلاً بقهر
-اما ال في بطنك دا فـ دا يلزمني لأنه مش هاسيبه لوحدة زيك
تركها تبكي وتتحصر على حالها وعلى ماوصلت إليه
حتى الآن
نظرت في ساعة معصمها ثم كففت دموعها واتجهت
نحو (دولابهاخ) لترتدي ملابسها
مرت الدقائق وانتهت من ارتداء ملابسها
خرجت من المنزل بصعوبة بالغة كي لايراها "حسام"
وضعت هاتفها المحمول على أذنها في انتظار الرد من الجهة الأخرى
مرت الثوانِ. وهي تنتظره هاهو يقوم بالرد عليها
علمت منه إنه بالمشفى ذهبت إليه اولا
ألقت نفسها في أحضانه سردت له ماحدث
كظم غيظه الشديد منه وراح يقول بغيظ وغضب شديدان
-وأنتِ إيه ال سكتك ليه ماتكلميش ليه ماقلتيش إن أنا ليه سايب يضربك ويبهدلك كدا ؟!!
كففت دموعها بظهر يدها وراحت تقول بقهر
-خُفت عليه من الصدمه قلت بلاش أكسر فرحته بجواز أخته
ثم تابعت حديثها بغضب وغيظ شديدان
-ثم تعال هنا عاوزني اروح أقول له إيه ابوك مريض وفِي آخر مرحلة من مرضه عشان ينهار لأياعم اضرب أنا أحسن ما شوف كسرته قصادي
ضربها بخفه على رأسها قائلة بجدية مصطنعه
-طب ياختي أهو ضربك وشك فيكِ هاتحليها ازاي دي بقى
نظرت له وقالت بـ رجاء
-إنت ال لازم تحلها مش أنا
-ازاي ؟!!
-تيجي معايا تحضر فرح عصمت وتقول له إنت
إبتسم له بحزن قائلاً
-ياريت ينفع ياقمر ياريت بس ماحدش منهم عاوزني وأكيد كلهم بيتهربوا مني
-مين قال كلهم بيدورا عليك عشان خاطري
قاطع رجائها وتوسلها له دخول الطبيب. المشرف على علاجه
ذهب معه ليخضع إلى بعض التحاليل والأشعة قبل خضوعه إلى العملية الجراحيه
كما ذهبت قمر إلى معمل المشفى طالبا منهم عمل تحليل DNA لتثبت لزوجها أنها طاهرة ولم يمسسها أحد غيره
وبعد مرور أكثر من ثلاث ساعات
من التحاليل خرج الطبيب يشرح لها حقيقه
الأمر سألت الطبيب بتوجس قائلة
-خير يادكتور ؟
أجابها بحزن قائلاً
-للأسف عم حضرتك وصل لآخر مرحلة من المرض ودي حتى التدخل الجراحي ملوش اي لازم ورأي الشخصي
إنه يفضل بين أولاده الكام يوم ال فاضلين دا لو مكنش ساعات.
-حضرتك متأكد ؟
-بكل أسف ايوة عن إذن حضرتك
اخذته "قمر" بعد إصرار شديد منها عليه
رفض أن يعود إلى المنزل الذي خرج منه منذ أكثر من ٢٥عام
ولكن كان إصرارها أشد عادت بهِ المنزل
قادت سيارتها بسرعة فائقة وهي
تنظر له وهو يلفظ أنفاسه الأخير
توقف فجاة عندما توقف عن التنفس وضعت يدها على صدره قائلة بذعر
-عمي عمي
فاق وقال بوهن
-متخافيش مش هاموت قبل ما اثبت طهارتك يابنتي
كانت كلماته تخرج بصعوبه بالغة
ولكنها كانت تصغى إليه جيدًا
قاطعته قائلةبصدق
-أنا مش مهم عندي المهم عندي دلوقتِ هو إنك تشهد على عقد جواز عصمت بنتك زي ماكنت عاوز
اكملت طريقها الذي وصلته بصعوبة بالغه رغم تعبها
فتحت له باب السيارة وساعدته على الوقوف
صعد معها إلى شقة الجدة
أشار القاضي الشرعي "المأذون" بيده قائلاً بجدية وعملية
-حط إيدك يادكتور في إيد العريس
وقفت عصمت من فوق مقعدها وقالت بجدية
-لحظة واحدة يامولانا أنا مش موافقة على الجوازة دي
فرغ فم الجميع من هول الصدمة
بينما وقف "سلمان" من فوق مقعده متسائلاً بعدم فهم
-عصمت أنتِ أكيد بتهزري صح ؟
-فوق لنفسك ياسلمان أنا مش بهزر أنا عمري ماكنت جد زي النهاردة ، البنت مبتحبش الراجل الضعيف
إنت اتنازلت عن كل حقوقك المادية والعاطفية
وال بيتنازل مرة بيفضل طول عمره يتنازل
وأنا مبحبش أعيش حياتي مهددة
سألها بغيظ
-طب ليه من الأول ؟
أجابته بقهر
-جرحتك زي ماجرحتني عرفتك يعني إيه تبقى في إيدك وتقسم لغيرك زي النهاردة تقريبا من شهر كنت في نفس الموقف بس الفرق إنك كنت معزوم على فرح حبيبتك ال سبتها عشان غيرك إنت اتنازلت عني مرة يبقى سهل تتنازل عني في اي وقت للأسف ياسلمان إنت ضعيف وها
قاطعها دخول قمر وهي تتحامل على نفسها لتساعده في الدخول
هرع نحوها "حسام" وساعدها في حمله
جلس "سليم" على المقعد وهو يضع كفه على وجه حسام قائلاً بوهن ممزوج بندم
-سامحني يا ابني مراتك شريفة وال في بطنها منك
هرع الجميع نحوه سقطت التساؤلات على قمر كالمطر
ولكنها بترت اي حديث قائلة بحدة
-سلمان حط ايدك في ايد عمك واكتب على عصمت دي كانت أمنية حياته
تبادلات النظرات بين عصمت وسلمان ماذا تفعل تتزوجه وتلبي أمنية والدها ام ترفض
ولم يدم التفكير طويلا فاقت على صوت زين وهو يقول بـ رجاء
-يالا عصمت وافقي
كففت دموعها ثم مدت يدها لتضع يد والدها في يد سلمان
نظر له بتعب شديد قائلاً بندم
-ح ق ك
وقبل أن يكمل حديثه فارق الحياة تاركً المال والنفوذ والسُلطة
رحل بعد أن جمع أموال غيرمشروع زور وسرق ونهب
أموال أولاد أشقائه
ما الذي فعله له المال أو السُلطة
رحل الحياة بمرض خبيث انتشر في جسده بداية من المعدة التي أكلت مال اليتيم وصولا إلى المخ الذي خطط ودبر ونفذ خطط شيطانية
وكأن الله يعاقبه في الدنيا قبل أن يلقى لقائه مع الله
تجمعت العائلة بعد دفن جثمان في مثواه الأخير
الذي خرج وسط دموع وصراخات "قمر" التي علمت
كم هو يحمل بداخله طيبة ولكنها موضوعة تحت قناع القسوة والجدية
الجميع في حاله من الحزن الشديد
دامت خلال ثلاث ليالي
جلس "زين" في غرفة الصالون وبين يده حقيبة
جلدية من اللون الأسمر
وضعها على فخذيه ثم قام بفتحها واخرج منها بعض الًأوراق قائلاً بحزن
-عمي الله يرحمه جالي قبل وفاته بأسبوع وطلب مني إن أعمل وصية وأن لازم أفتحها بعد العزاء
بشرط عيلة النشار كلها تكون موجودة وأنا عشان أعمل دا تعبت جدًا وقبل ما افتح الوصية أحب اقولكم إن عمي قال إن الوصية لازم تتنفذ بكل حذفيرها وإلا هايكون تعبان في نومته
من غير كلام كتير نقول بِسْم الله الرحمن الرحيم ونفتح الوصية