لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 42 - العشق المُر


     ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

    وضع "زين" ااحقيبة جنبًا ثم قام بفتح الملف الخاص بالوصية

    أخرج منها ثلاث ظروف أَعْط واحد منهم لـ حسام وتحدث بجدية وهو يعطى لها الظرف قائلاً

    -الجواب دا ياحسام تفتحه لوحدك مع قمر دي وصية عمي


    ثم نظر إلى سلمان وقال بذات النبرة قائلاً

    -ودا ليك إنت كمان ياسلمان


    ثم قام بفتح الأخير وهو يقول بصوت عالِ نسبيًا

    -بِسْم الله الرحمن الرحيم أمي الحبيبة، أبنائي الأعزاء، أولاد أشقائي

    لأول مرة اتكلم من غيرمجاملة لأول مرة أحس أني مرتاح قوووي كدا يمكن تكون الأخيرة

    عارفين إنتوا كام حفيد لعيلة النشار ؟ عارفين في السنتين ال فاتوا بس اجتمعتوا كام مرة ؟!

    -١٢حفيد

    للأسف ياولاد إنتوا عدد وخلاص مل واحد انشغل في حياته ونسي التاني

    أنا عارف إن الكلام دا متوقعينه من اي حد غيري بس ساعات مامبنشوفش الحقيقة غير متاخر زي ماحصل معايا بالظبط

    جدكم "عصمت" عمل ثروة كبيرة ونفس الوقت كانت لعنة كبيرة فرقت الأخوات عن بعض وخلتهم يتستقوا على بعض بدل ما يستقوى ببعض

    أمي كانت بتحاول تمنع كارثة وال كانت حساها قبل الكل

    ماحدش كان بيقف قصادي ويقول ارجع

    حتى مراتي كانت من النوع المسالم جدًا ال هو طالما عيالي مرتاحين خلاص ودا كان أكبر غلط يمكن لو كنت لقيت حد يقف في وشي بجد من الأول يمكن لو لقتها بتدفع عن بنتها الوحيدة بجد حتى لو بلغت الشرطة

    او حتى هددتني بالكذب

    يمكن وقتها كُنت تراجعت عن ال عملته ومحلصش كل دا

    انا كُنت كاتب لكل واحد من ولادي حقه الشرعي في ورثي بس قررت إن الغي كل دا وإن الورث يتقسم بالشرع بعد وفاتي بس بعد ما اكتشفت حقيقة مرضي

    قررت أعمل تعديل بسيط وأكتب وصية واجبة النفاذ

    بس قبل ماأقول وصيتي أحب أقولكم إن ال هايرفض ينفذ الوصية يبقى دا بمثابة تنازل رسمي عن حقه الشرعي يازين

    بعد ماخرجت من السجن بمساعدة عثمان بعفو صحي

    اكتشفت إن عندي كانسر في المعدة اكتشفت الموضوع بالصدفة عثمان كان ورافض يقول

    من وقتها قررت إن اخد كل كتبته من ولادي وارجع بإسمي يمكن تكون الطريقة كانت غلط بس وقتها مكنتش بفكر غير إن صورتي تفضل زي ماهي في عيونهم

    سيبكم من دا كله وصيتي ليكم هي إن تتجمعوا كل يوم خميس وجمعه زي زمان جدكم كان بيعمل كدا وكنت رغم مشاغلنا بنروح لأنه كان الكبير

    وصيتي ليك يا "سلمان " بما إنك الكبير تجمعهم وتفضل في ضهر الكل سندهم

    أنا قسمت ورثي كالآتي

    يتم توزيع جميع ممتلكاتي بالشرع والقانون على جميع أولادي فيماعدا الشركة والمصنع ودوّل هايتوزعوا بالنص بين سلمان وعصمت وممنوع منعًا باتا بيع اي شبرًا في الشركة او المصنع من الطرف الآخر


    وقفت "عصمت" من فوق مقعدها قائلة بغضب

    -إيه إيه إيه ازاي دا !!؟


    أشار "زين" لها وقال بهدوء

    -الوصيه لسه مخلصتش اقعدي هأكمل


    نظر "زين" إلى ورق الوصيه وقال بصوتٍ مرتفع مشددا على آخر جملة في الوصيه قائلاً

    -الأمر الناهي لإدارة الشركة والمصنع هو سلمان وصاحب القرارت الهامة هو سلمان وعلى عصمت تنفيذ ما يقوله دون مناقشة كما أنها هي اعضو المنتدب في المجموعه وإذا غاب "سلمان " عن المجموعه عليها اتاخذ القرارت الهامة بمساعدة المستشار العام للشركة "الأستاذ عبد المسيح "

    وأخيرا فضلا وليس أمرا الدعاء لي بالرحمه وتسامحوني على اي حاجه عملتها وخصوصًا أنتِ يا أمي


    هبت "عصمت" واقفة من فوق مقعدها قائلة بصراخ

    -مستحيل فاهم، مستحيل دا يحصل


    وضع "زين" ورق الوصيه على المنضدة ثم نظر إلى "عصمت" التي تكاد أن تنفجر من شدة غيظها من وصية والدها

    هتف بهدوء قائلاً

    -عصمت ريحي دماغك الوصيه لازم تتنفذ


    عقدت ذراعها أمام صدرها متسائلة بغضب مكتوم

    -وإن قلت لأ ؟


    أجابها بالامبالاة قائلاً

    -بسيطة تبقي اتنازلتِ عن حقك في ورث عمي أنا شايف إن


    قاطعه سلمان وهو يقف من فوق مقعده الذي جلس عليه منذ فترة طويلة وقال بحزن عميق

    -أنا شايف إن أنا دايما سبب مشاكلكم وعشان كدا أنا بنسحب

    و

    قاطعته قبل أن يكمل حديثه قائلة بنبرة ساخرة

    -يكون أفضل إنت أساسًا طول عمرك ضعيف ومتنازل عن كل حاجه إيه الجديد ؟


    ضم قبضة يده بقوة شديدة مما جعل الدماء تتوقف في أطراف أنامله سار نحوها بخطوات بسيطة

    ثم مد يده ووضع في كفها خاتم الزواج الخاص بهِ وقال بمرارة

    -مش كل ال بيتنازل يبقى ضعيف أوقات بنتنازل عشان ننقذ

    ال قدمنا من دمر

    زي ماأنا اتنازلت عنك عشان شفت إن حياتك معايا ممكن تتدمر دوست على قلبي عشان أشوفك في أمان

    زين طلب أعترف لك بحبي قبل عثمان مايتحوزك رفضت مش ضعف ولا تنازل بس أنا مابحبش الغدر لكن أنتِ غدرتي بيا وخلتيني أندم ولأول مرة في حياتي على حاجه

    أنا مش عاوزك واعتبري من اللحظة مافيش حد إسمه سلمان في حياتك

    أنا مش عيلة النشار

    سلام

    تركها تتحصر على ماقالته ضمت أناملها على خاتم الزواج

    تريد أن تصرخ حتى يعود لها ولكنها قطعت آخر أمل لديها

    تفرق سلمان عن العائلة ولم يعد له أثر

    ترى أين هو ...؟!!


    تبدل حال الجميع منذ وفاة "سليم النشار "

    كالعادة هرب سلمان من أزمته الجديدة

    هذا قالته "عصمت "

    بحث "زين"عنه في كل مكان لم يعثر عليه فشل كثيرًا في محاولته في البحث عنه

    وفِي يوم من الأيام وتحديدًا يوم الخميس

    عاد "زين " إلى المنزل وهو يجر خلفه خيبة الأمل كعادته في تلك الفترة الماضية

    دلف وجلس وسط العائلة

    سأله "تيّم " بلهفة

    -هاعملت إيه ؟

    أجابه بإحباط

    -ولا حاجه ملوش اي أثر وكأنه فص ملح وداب


    تنهد "آسر" وقال بجدية

    -طب محاولش يكلمك ؟! ولا حتى يبعت لك رساله

    -لأ بتسأل ليه ؟

    -كان ممكن نوصل له عن طريقها


    تنهد "زين" وهو يضع وجهها بين كفيه

    ماذا يفعل صديقه الوحيد تركه بمفرده يوجه مشاكل العائلة

    رفع وجهه ما أن وقف "تيّم وآسر"

    من فوق مقعدهما

    سألهم "زين" بتعجب قائلاً بصوت أجش

    -على فين يا بيه منك لي !؟


    تبادل النظر كلا منهما لبعضهم البعض ثم تحدث آسر قائلاً بهدوء

    -مافيش بس ورآنا شغل كتير إنت عارف وكمان تيّم عاوز يشوف


    وقف "زين " وتحدث بنبرة أمرة قائلاً بحدة وصرامه

    -مافيش خروج في حته غير لما نتلم كلنا من تاني في إيه بقى هو أنا عشان ساكت خلاص هاتسوقوا فيها


    وقف "حازم" من فوق المقعد وقال بجدية

    -خلاص يازين سيبهم يشوفوا حالهم ويبقوا يرجعوا


    قاطعه "زين" بصوت مرتفع قائلاً بغضب

    -قلت لأاااا خلاص مبقاش حد قلبه على حد كل واحد بيجي البيت دا لولا الملالمة لازم الواحد يتعب ويموت عشان نتجمع


    ثم تابع حديثه قائلاً بحدة

    -وإنت ياسالم خلاص مفيش في قلبك شوية حب لااخوك ؟

    -مين قال كدا يازين اومال أنا سيبت حالي ومالي وجيت هنا ليه ؟!!

    -جيت عشان قلت عمك مات وعامل وصية طالب الكل يتجمع عشان تتفتح ياأخي دا أنا سافرت لك الصين عشان أجيبك بالعافية

    وآسر باشا في مصر وعرف إن اخو الكبير جت له غيبوبة سكر اتمرمط يومين بسببها في المستشفى كل ال عمله اتصل وخلى أخته تفتح الكاميرا عشان يكلمني

    أما تيّم فـ كتر الف خيره جه خمس دقايق ومشي عشان شغله


    ختم حديثه الغاضب قائلاً بصراخ

    -يلعن ابو التكنولوجيا على ابو الفلوس ال فرقت بين الأخوات خلِّتهم كل ال يجمعهم مكالمة تليفون


    تركهم وخرج وهو لا يعرف إلى أين !!


    قاد سيارته حتى وجد نفسه يقف أمام مقابر العائلة

    ترجل من السيارة متجه نحو مقبرة والدته

    المكان الوحيد الذي يشكي همه فيه

    جثا على ركبتيه وتحدث معها كثيرًا يزيل من على كتفه حمل ثقيل تمنى إن يجد إبن عمه كي يقف بجانبه وحمل عنه

    يالك من وغد يا سلمان تهرب عندما تقع في أزمات وتترك غيرك يقوم بحلها ..!!

    وقف من على الأرض وهو ينهدم ملابسه

    كفف دموعه وسار بخطوات ثابتة وواثقة

    كاد أن يستقل سيارته ولكن تفاجأ بهِ يجلس على قبره والده

    هرع نحوه جثا على ركبته هزه في كتفه وقال بفزع

    -سلمان سلمان


    كان فاقد الوعى غارق في دمهِ حمله بصعوبة بالغة

    كان يتأرنح وهو يحمله

    وأخيرا وصل السيارة وضعه في المقعد الخلفي

    ثم استقل هو في المقعد الأمامي

    قاد سيارته بسرعة جنونية

    وصل المنزل بعد أن محاولات كثيرة في استصدام بسيارات أخرى

    نقله إلى شقة الجدة بمساعد أشقائه وأولاد عمه

    ضمض جُرحه "حسام"

    وقف الجميع فوق رأسه حتى يعود لوعيه

    بينما جلست الجدة على حافة الفراش تمتم بآيات القرآن الكريم

    الوحيدة التي اعتبر هذا المشهد الدارمي كما أطلقت عليه هي عصمت

    تبدلت كثيرًا منذ ذلك اليوم الذي رفض فيه عثمان الزواج منها بسبب حب سلمان لها

    نهرتها الجدة وقامت بطردها خارج الغرفة

    لم تبالي وخرجت من المنزل بأكمله لتكمل عشاء العمل


    مرت دقائق بعد خروجها وفاق "سلمان"

    بدأت الصورة تتضح تدريجيا حتى أكتملت الرؤية

    وضع يده على رأسه وتحدث بوهن قائلاً بخفوت

    -إنتوا مين ؟ وأنا فين !!؟


    وقف "زين"بجانبه ثم وضع كفه على كتف"سلمان" قائلاً بتوجس

    -أنا زين النشار إبن عمك ودول ولاد عمك

    وإخواتك وإنت سلمان النشار

    مش فاكر حاجه ولاإيه


    وضع يده على رأسه وتحدث بتاواه قائلاً

    -لأ مش فاكر أنا عاوز امشي من هنا


    منعه "زين" قائلاً برجاء

    -هاتروح فين بس ياسلمان ؟


    غضب منه ومن تقيده له قائلاً بغضب

    -وإنت مالك ماسكني كدا ليه ؟ سبني عاوز امشي


    سأله بنفاذ صبر

    -طب إنت عندك مكان عندك حد ؟!!!


    أجابه بحده

    -ايوة ليا أهل واصحاب

    -طب هما فين ؟

    -مش عارف أنا مين حتى مش فاكر بيتنا فين !!


    ثم وضع يده على رأسه قائلاً بصراخ

    -آااااه

    سأله "زين" بفزع قائلاً

    -مالك في إيه ؟

    أجابه بتعب

    -صور مشوشه بتظهر وتختفي بنت واقفه معايا ملامحه مش واضحه آااااه مش فاكر مين هي ولاعاوزة إيه ناس كتير وحد أدني ظرف اااااه


    نظر "زين " إلى "حسام" متسائلاً بعدم فهم

    -في إيه ياحسام ؟


    تحدث معه وهو يخرج الهواء من إبرة طبية قائلاً

    -سلمان عنده فقدان في الذاكرة امسكه عشان هديله حقنه مهدئة لازم ينام


    مر الوقت وغط في نومه بعد مناوشات طويله مع زين وحسام

    خرج الجميع وخيم الحزن مجلس العائلة

    عادت عصمت من العشاء وعلمت ماحدث له

    إبتسمت وقالت بنبرة ساخرة

    -وكأن ربنا بيعقابه على ضعفوا ومحى الذكريات السواد من دماغه


    تركتهم ودلفت غرفتها بكت كثيرًا على ماحدث لها

    متى وأين وكيف حصلت على هذه القسوة !!

    دلفت صبا وتحدثت معها وعنايتها كثيرًا على فعلته

    أنهت "صبا" حديثها قائلة بجدية

    -ماحدش فيكم فاهم سلمان سلمان عمره ماكان ضعيف

    سلمان لو ضعيف مش هيقف في وش عمه زمان ويرجع يواجه بعد 25سنه سلمان بيعمل حساب للعيش والملح

    في زمان للأسف مبقاش في حد فاهم يعني إيه العيش والملح


    سألته بغيرة واضحة

    -وأنتِ بتدفعي عنه ليه ؟ إيه بتحبي !!


    أجابتها بصدق

    -ايوة بحبه بس زي زين سلمان إنسان صبور وزي الجمل

    سلمان لما بيحب بيخلص وبيبقى صعب عليه يغدر

    وإلا كان أول حد غدر بي هو أنتِ ياعصمت


    أنهت "صبا" حديثها وقامت تجلس معهم مرة أخرى

    بينما هي مددت جسدها على الفراش

    ظلت تفكر في حديث ابنة عمها حتى ذهبت في سبات عميق

    وفِي مساء اليوم التالي قررت عصمت أن تذهب إلى أحد الملاهى الليلة

    بينما كان "سلمان" يجلس أمام التلفاز يتابعه بشرود

    فاق من شروده على طرقات كعب حذائها العالِ


    سألها بفضول

    -أنتِ عصمت


    أجابته بنبرة ساخرة

    -وعرفتها لوحدك دي ياخفيف ولا حد قالها لك ؟!!


    تعجب من حديثه الغاضب أشار بيده على المطبخ وقال بجدية

    -ال واقف هناك دا إسمه ا..


    قاطعته وقالت بسخرية

    -زين

    -اه زين معايا من بدري وشفت كل صور العيلة وشفت صورتي معاكم عشان كدا عرفتك

    -طب مبروك عن اذنك بقى عشان اتاخرت


    هز رأسه متسائلاًبعدم فهم

    -على فين ؟!!


    اجابته بجدية

    -الديسكو


    حدقها بعيناه التي كادت أن تقتلع من مكانها مما سمعه منذ دقائق

    سألها مرة أخرى لعله كان يسمع أجابه أخرى

    أكدت له إجابتها مشددة هذه المرة على الكلمة كي يستوعبها جيدًا

    -ال ديس كو ، بااااي


    وقف "سلمان" معترض إياها قائلاً بحدة

    -مش هاتخرجي بالمنظر دا

    تنهدت بنفاذ صبر قائلة

    -وإنت مالك إنت إيه البرود دا ؟

    وسع كدا من سكتي لو سمحت

    تجاوزته بسرعة فائقة وقبل أن تصل إلى باب الشقة قاطعها

    زين ممسك معصمها بقوة شديدة قائلاً بسخرية

    -هو الجميل رايح فين الساعة ١بليل

    نزعت يده من معصمها قائلة بابتسامة مزيفة

    -ملكش في عن أُذنك


    ملكش في دي تقوليها لـ سلمان إنما تتعدلي معايا أحسن اقسم بالله أديكِ. بوكس بدل ما اسمك عصمت تبقى عصام اتعدلي يابت


    انتفضت ما أن رفع يده كي يصفعها على وجنتها أغمضت عيناها وقالت بتلعثم

    -رايحه رايحه. أقابل صحابي

    -مين وفين وإمتى وأسمائهم إيه ومن ايّام الجامعة ولا شغل


    سقطت عليها التساؤلات كاالمطر اوقفته وتحدثت بتوسل

    -بس هو أنا دخلت قسم اصحاب من الشغل وكدا عشان خاطري يازينو زهقانه


    تنهد وقال بستسلام وهو يمسك بكفها قائلاً بجدية

    -خلاص ماشي بس مش النهاردة ولا دلوقتِ وسلمان دا زي اخوك بشكل مؤقت لحد لما ترجع له الذاكرة يعني لازم تسمعي كلامه فاهمة يابت روحي يالا غيري الهباب ال لبساه دا واعملي قهوة بدل فارت دي


    دبت قدمها أرضًا من شدة غيظها هتفت بصراخ قائلة

    -اعاااا حرام والله حرام

    -حرمت عليكِ عيشتك ياختي خلاص كُنتِ في جراه وطلعتِ برا!!!


    ثم نظر إلى سلمان وقال بنبرة ساخرة

    -تعال يا كبير ومجمع العائلة أحلق لك دقنك دي بدل مانت مهدول كدا


    إبتسم "سلمان" له وقال بسعادة

    -بس باين عليك مسيطر


    وضع "زين" يده على كتف زين بسخرية

    -إنت متأكد إن اسمك سلمان !!

    -إنت ال بتقول هو أنا ليا اسم تاني غيره ؟

    دلف الغرفة وقال مازحا

    -بقى ليك

    سأله بفضول

    -إيه ؟

    أجابه بسخرية

    -كان سلمان ودلوقتِ بقى سلمى

    نكزه في كافه قائلا بغضب واضح

    -وليه الاستظراف دا ؟!!

    -خلاص معلش حقك عليا


    ثم جلس مقابلته على حافة الفراش يزيل له لحيته الطويلة

    وهو يتحدث معه وكأنه يتحدث مع طفل لايتجاوز العشر سنوات

    انتهى مما يفعله ثم جذب المنشفة ليجفف وجنته قائلاً بنفاذ صبر

    -دا مش فقدان ذاكرة، دا بلاء أزرق على دماغك ركز وأفهم ال هاقوله كويس

    عصمت دي تبان لك بت كيوت وكدا إنما هي جوها جعفر

    لو معرفتش تسيطر عليه هاتسيطر عليك هي


    سأله بعدم فهم قائلاً

    -ايوة يعنى أعمل بالظبط


    ألقى "زين" المنشفة الصغيرة في وجه "سلمان" قائلاً بغضب وغيظ شديدان

    -ولاه أنا عندي السكر متجبليش الضغط إنت كمان

    -طب قولي بس أعمل إيه معاها دي دي دماغها ناشفه قوى

    -هي دماغها مش ناشفه دي دماغها جزمه قديمة

    -شفت بقى


    نهض "زين" من الفراش وهو يخرج لفافة تبغ من العلبه الخاصة به

    وضعها في فمها ثم وضع الأخرى عرض على سلمان واحدة وقال

    -تاخد واحدة


    مد "سلمان " يده ليتناولها ولكنه تفاجأ بحديث زين وهو يضعها مرة أخرى في العلبه قائلاً

    -ولا بلاش عشان صحتك

    ثم تابع حديثه بجدية قائلاً

    -أسمع البت دي مش عاوزة الخنيه دي عاوزة ال يكشم لها

    يعنى تبقى هي عاوزة تخرج وإنت تقول لأ وهي في الآخر تخرج

    كاد يكمل حديثه ولكن أشار بيده قائلاً بهمس

    -بس عصمت جاية


    دلفت "عصمت " وهي تحمل فنجان من القهوة وضعته أمام زين وقالت بخفوت قائلة

    -القهوة يازين

    -فين بتاعت سلمان ؟

    -يعملها لنفسه عن أُذنك


    نهض "سلمان" من الفراش متجه نحوها وقف أمامها ثم صفعها صفعة مدوية وقال بغضب

    -أعمل لي القهوة بتاعتى بسررررعة


    وضعت يدها على وجنتها قائلة بغضب شديد

    -إنت ال عملته دا

    -زين ال قال أعمل كدا


    نظرت "عصمت" إلى زين الذي وقف يرتشف القهوة في هدوء تام

    سألها بنبرة ساخرة

    -أنتِ مصدقة ال المتخلف بيقوله ؟


    وضع فنجان القهوة في كفها وتحدث وهو يخرج من الغرفة قائلاً بغيظ

    -بصي ولعوا في بعض عشان تستاهلوا بجد والله العظيم

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال