(الفصل الحادي عشر)
.......................... .......................... .......................... .......................... ..........
دقت..الساعة..السابعة..صباح اً...أستيقظ...بتگاسل..فقد. .غلبه..النوم..في..
ساعة..متأخرة..من..الليل..ل كثرة..مايراوده..خواطرَ..أج همشت..بلبه..كلما..وقع
علي..إثره..صدي..عبارتها..ل يخرج..من..غرفته..بعدما..عد ل..هيئته..أستعداداً
لعمله..متوقعاً..منها..أن.. يجدها..تقف..تعد..طعام..الأ فطار..منتظرةً...صحوه
ولكنه..تعجب..عندما..وجد..م كانها..شاغراً...وقف..قليلا ً..يتأملَ..مكانها..الفارغ
أطرق..بأسي..متنهداً..بضيق. .مغادراً..المنزل
كانت...تقف..خلف..باب..غرفت ها..حينما..أستعمت..لصوت..ص دي..صفع..الباب
بخصلات..شعرها..الفوضية..وج فنياها..الذان..تورما..واكت سيا..بالحُمرة..من
كثرة..نحيبها..اتجهت..صوب.. .فراشها..جالسةً..علي..حافت ه..محدقةً..في
الفراغ..لتمسک..بهاتفها..مج ريةً..بإتصالها..
************************** **********
كانت...راقدةً..علي..فراشها ..ضامةًساقيها..ناحية..صدره ا..مطوقةً..ذراعها..
حولهما..متأملةً..السماء..ا لتي..أكتست..بلونها..الرماد ي..من زجاج..النافذة
وفي..عيناها..أسي..دفين..كل ما...مر..بذاكرتها..وقعَ..ت لك..الحادثة..الأليمة...
كيف....أصبحت..لقمة..سائغة. .لشخص..لايرحم..ولايقبل..با لغفران..أغمضت
عيناها..في..خزي..لتعاود..ف تحهما..عندما..سمعت..صوت..ب اب..غرفتها...
يطُرق...
اردفت...بصوت..هادئ:
-أتفضلي
أطلت..من..خلف..الباب..بيده ا...طبق..كبير(صينية)موضوع. .به..طعام....
الأفطار..قائلة..بإبتسامة.. جذابة:
-صباحَ الخَير..
بادلتها..حنين..إبتسامة..با هتة..قائلة:
-صباح النور
أتجهت..سناء..صوبها...وأسند ت.الطبق..علي..مائدة..صغيرة ..موجودة..بجانب..السرير ...وجلست...بمحازتها..قائلة ..بنبرة..مرحة:
-يلا..بقي..فطارك..جهز..
اهدتها..حنين..نظرات..ممتنة ..مردفةً..بنبرة..إمتنان:
-متشكرة..أوووي..علي..تعبك. .معايا..
-علي..إيه..ده..انتي..كلها. .كام..يوم..وهتبقي..مرات..أ خويا..
قالتها..سناء..بإندفاع..لتش ع..وجنتي..حنين..أحمراراً.. .لتستطرد..سناء....
بفضول:
-قوليلي..ياحنين..أنتي..إزا ي..أتعرفتي..علي..أخويا..
شردت..حنين..لثواني..مر..عل ي..ذاكرتها..شريط..لقائهما. .الأول..لتمنحَ...
إبتسامة..في..الأفق..لتقول. .بهُيام:
-أول..مرة..شوفتها..فيها..ك ُنت..واقعة..في..مشگلة..وهو ..ساعدني..ووقف...
جمبي..مقدرتش..أقاوم..سحُره ..سعاتها..أثٌر..فيا..أوووي ..فضلت..صورته..
في..خيالي..ومقدرتش..أنساه. .زي..مابيقولو..هو..ده..الح ُب..
أعادت..بناظرها..إلي..سناء. .القابعة..أمامها..تبادلها. .نظراتَ..إعجاب...لتردف
بحماسة..مفرطة:
-اللّه..كلامك..حلوو..أوووو ي..لدرجادي..بتحبيه..
أخفضت..حنين..رأسها..في..أس تحياء..ليقاطع..حديثهما..صو ت..قرعَ....
الجَرس..لتعقب..سناء:
-ده..تلاقيه..محمد..هروح..أ شوفه..لحد..ما..أنتي..تجهزي ..نفسك.عشان..
تقابليه..
أؤمت..حنين..رأسها..بالأستج ابة..بينما..خرجت..سناء..لت تركها..بمفردها
تتجه..صوب..الحمام..تأخذ..ح ماماً..ساخناً...
ــــــــــــــــــــــ
أسرعت..سناء..الخُطي..قائلة ..بلهفة:
-أيوة..أيوة..حاضر
حتي..وصلت..للباب..وفتحته.. لتجده..أمامها..بإبتسامة..ت زين..ثغره..
سناء بنبرة سعيدة:
-إيه..مالك....منكشح..كدة.. ليه؟
اردف..بنبرة..مازحة:
-طب..قوليلي..أتفضل..علي..ا لأقل..
رمقته..بنظرة..شك..وقالت:
-أتفضل..
أتجها..صوب..قاعة..الجلوس.. ملقياً..بجسده..علي..الأريگ ة..متسائلاً:
-آمــــــال..حنين..فين؟
أجابته بنبرة..هادئة:
-ثواني..بتاخد..دش..وجاية..
مدت...بجسدها..للامام..قليل اً..وضيقت..عيناها..بريبة.. .متسائلة:
-خيـــــر..يامحمد..في..إيه ؟
منحها..إبتسامة..ثقة..قائلا ً..بنبرة..تحمل..في..طياتها ..الغبطة:
-ماما..وافقت..علي..حنين..و جاي..أتفق..معاها..علي..ميع اد..كتب..الکتاب
فرغت..سناء..فاها..بدهشة..ف لقد..ظنت..بل..تأكدت..أن..و الدتها..سترفض
كيف..اقنعها..بصحة..فكرته.. ليردف..هو..مقاطعاً..شرودها :
-هيه..روحتي..فين..
انتفضت..بخفة..وقالت:
لا..مفيش..
-مش..تقوليلي..مبروك..
قالها..بحزن..مصطنع..بينما. .أردفت..هي..بجدية:
-محمد..لازم..تسمعني
-خير
قالها..معتدلاً..بجلسته..مر مقها..بنظرات..مستفهمة..لتت حدث..حتي..يقاطع..حديثها..م جئ..حنين..قائلة:
-صباح..الخير.
نظرا..الأثنان..لها...مع..ن ظراته..المتيمة..لها....
-صباح..النور
لتتجه..صوب..الأريكة..وتتخذ ..مقعدها..تنحنح..محمد..ناظ راً..لأخته..قائلاً
بنبرة..متأدبة:
-ممكن..ياسونا..تعملينا..شا ي..
تفهمت..رغبته..في..بقائهما. .بمفردهما..لتستجيب..لطلبه. .بقلة..حيلة:
-حاضر
وهمت..بالنهوض..مغادرةً..ال مكان....ظل..يراقبها..حتي.. أختفت..ليتجه..
بناظره..صوب..حنين..ليستطرد بإبتسامة:
-أزيك..
-الحُمداللّه..
أجابتها..بنبرة..هادئة..تحم ل..في..طياتها..البرودة..ال كامنة
-خلاص..ماما..موافقة..وأنا. .جاي..عشان..أحدد..معاكي..م عاد..كتب..الگتاب
قال..جملته..بحماس..لتردف.. هي..بهدوء:
-بس..أنا..عندي..شرطَ..صغير ..
تبدلت..ملامحه..للأستفهام.. قائلاً:
-إيــــه؟
تنفست..حنين..الصعداء..لترد ف..بنبرة..أسي:
-أنا..مش..عايزة..أعمل..فرح ..يدوبك..كتب..كتاب..
-بس..کدة..
قالها..بإستنكار..ليردف..بإ بتسامة:
-علي..فكَرة..بقا..أنا..أصل اً..قلت..لماما..هنمشيها..ك تب..كتاب..وهي..وافقت
عقدت..حنين..حاجبيها..بتعجب ..لعدم..ضجره...من..طلبها..
حاجة..تاني؟
قالهابإبتسامة..لتهز..هي..ر أسها..بالنفي..ليستطَرد..هو :
-تمام..كدة..مش..ناقص.غير.. شاهد..علي..كتب.الكتاب..
أطرقت..حنين..رأسها..بتفكير ،لتنطق:
-سيب..الموضوع..ده..عندي..م مكن..عم..راضي..يبقي..الشاه د
ربت..محمد..علي..ركبتيه..بق وة..ليردف..بإبتسامة:
-تمام..جهزي..نفسك..بعد..يو مين..من..دلوقتي..عشان..هنن زل..ننقي..الخواتم
-لأ..مش..لازم
أندفعت..في..قولها..ليرمقها ..هو..بنظرات..متسائلة..لير دف..متسائلاً:
-ليــــــــه..ياحنين؟
أرتبكت..في..قولها...وبات.، تفرك..اوصالها..بتوتر..مردف ةً..بتوتر:
-مش..عايزة..وخلاص..مش..ضرو ري..يعني..هاتلي..أنت..أي.. حاجة..
رمقها..بنظرة..إشفاق..علي.. حالها..
************************** ****************
كانت..تعد..الطعام..شاردة.. تشعر..بثقل..في..تحركاتها.. حتي..سمعت..صوت..قرع..الجرس ..لتتجه..صوب..الباب..وتهم. .بفتحه..لتطل..هناء..من..خل ف...
الباب..والقلق..يحتل..تقاسي م..وجهها..لتدلف..للداخل
-مالك..يا..آية..قلقتيني..ع ليكي؟
قالت..عبارتها..بنبرة..قلقة ،لترتمي..آية..في..أحضانها. .وأجهشت..بالبگاء..
ربت..هناء..علي..خصلاتها..ب أسي..لحالتها....لتتحرر..آي ة..نفسها..
-تعبانة..تعبانة..أوووووووو ووووي..ياعمتو
أخرجت..عبارتها..بعسر..من.. وسط..شهقاتها..
أردفت..هناء..بنبرة..حنونة:
-أهدي..بس..يابنتي....وتعال ي..نقعد..واحكيلي..علي..كل. .حاجة..
أتجهت..صوب..الأريكة..وجلست ا..عليها..لتتبادلا..أطراف. .الحديث:
هناء:
-ها..مالگ؟
آية..بحزن:
-عبدالرحمن
هناء:
-ماله؟
آية..وقد..أجتمعت..العبرات. .عن.مقلتاها:
-مش..عارفة..ياعمتو..كل..ما ..أحاول..أقرب..منو..بيبعدن ي..مش..عارفة..أعمل
إيه؟معاه..مش..عايز..يسامحن ي..أنا..تعبت..بجد..معاه... هو..أحنا..هنفضل..
لحد..كدة..أمتي؟
اردفت..هناء..بهدوء:
-يابنتي....لازم..تستحملي.. عبدالرحمن..محتار..لدرجة..أ ن..ده..بينعكس..
علي..تصرفاته.معاكي..معلشي. .أستحمليه...هو..جواه..برگا ن..بيثور..ومن..
بره..هادي..
آية..وقد..تمردت..عبرة..وسق طت:
-بس..معدتش...قادرة..أستحمل ..
مدت..هناء..بأطرافها..أسفل. وجهها..لترفعه..صوبها:
-لازم..تستحملي...وربنا..مش ..هيضيع..تعبك..وهو..في..يو م..هيتنازل..عن..
كبريائه..وهيعلن..عن.حبه...
أؤمت..آية..براسها..أستجابة ً..لكلام..هناء..
************************** *
كانت..ممتدة..بجسدها..النحي ل..علي..الفراش..وعلي..ثغره ا..إبتسامة..نصر
وبقلبها..تشتعل..نيران..الأ نتقام..فقد..نجحت..خطتها..ح تي..تتربع..علي..عرش..قلبه. .سالبةً..مشاعره..لتلتف..بج انبه..ممسكةً..بصورة..تجمعه ا..بشقيقتها
لتنطق..بصوت..أشبه..بالفحيح َ:
-قربت..خلاص....وقريب..هرجع لك..حقك..وحق إبنك..اللي..تحرم..منوو..
************************** *********
كان..يعمل.،لضراوة..محاولاً ..إلهاء..نفسه..عن..خواطره. .وقلبه..المضطرب
كيف..يتنازل..ويقبل..بالخضو ع..لحبها...وهي..من.دمرت..م عني..الهوي..
من..باعت..جسدها..ورضيت..بإ ن..تكون..عرضة..لإنصياع..ور اء..رغباتها
الممنوعة...لينتشله..من..دو امة..تفكيره..صوتها..الأنثو ي..المالوف:
عبدالرحمن..
ليلتفت..لها..قائلاً..بخفوت :
حسناء..أهلاً..أتفضلي.،أقعد ي
ساحباً..لها..مقعداً..لتجلس ..عليه..وبينما..جلس..هو..ق بالتها..بادرته..بنظراتها
المعاتبة..بينما..حاول..هو. .الهروب..منها..لتردف..هي.. بنبرة.معاتبة:
-أنت..ليه..بتهرب..مني؟
عبدالرحمن..بنبرة..مرتبگة:
-العفو..أنا..معملتش..حاجة. .عشان..أهرب
حسناء بإندفاع:
-لا..عملت..أنت..مش..عايز.. تفهمني..ولا..تحس..بيا
-أفهم..إيه؟
سألها..بريبة..لتردف..هي..ب نبرة..قوية:
-إني..بحبك..
(الفصل الثاني عشر)
.......................... .......................... .......................... .......................... ..
تهجمت..تقاسيم..وجهه..ولوي. .فاه..بإمتعاض..ليردف..بنبر ة..إنزعاجية:
-حسناء..أنا..متجوز!!
لتعقب..علي..جملته..بصوت..ع الي..نسبياً..يصطحبه..عيناي ..دامعتين:
-وأنت..فاگر..أن..حاجة..زي. .كدة..سهلة..عليا..أوعي..تف تکَر.أني..قدرت..
أخد..قرار..زي..ده..أنا..لم ا..عرفت..أنك..متجوز..فضلت. .أني..أسگت..وأهرب..
ولكن..مقدرتش..كنت..كل..يوو م..بتعذب..بمووت..بالحيا،،
وهنا..أردف..بنبرة..حنو..با لغ:
-حَسناء،،أنتي..واحدة..عاقل ة..وگبيرة..ولسة..قدامک..ال حياة..وربنا..هيبتعلك
نصيبك..وهيكون..واحَد..أحسن ..مني..بمليوون..مرة..متستع جليش..علي
رزقگ..وأنا..واحَد..بحب..مر اتي..ومستحيل..أفكر..فــ..ح د..غيرها..
هي..بالنسبالي..كل..حاجة..و حب..حياتي..الأول،،والأخير. .
لتجهش..ببگاءٍ..مع..صوت..مر تجف:
-بس..أنا..عايزاك..أنت،،مش. .عايزة..غيرك..أنت..النفس.. اللي..بتنفسه..
والقلب..بينبض..بحبك..وعقلي ..مبيفكرش..غير..فيگ..
-أنا..مش..مناسب..ليگي..،،و أنا..براعي..ربنا..ف..مراتي ..ومستحيل..أفكر..في..يوم.. أجرحَ..مشاعرها
أستطرد..بعباراتها..في..حدة ..طفيفة..لينهض..من..علي..ك رسيه..قائلاً:
-عن..إذنك..لازم..أمشي..دلو قتي..معدش..ليه..لزمة..الشغ ل..هنا..
غادر..المتجَر..بأكمله..تار گاً..إياها..مع..نحيبها..ود موعها..التي..أصبحت..
شلالاً..علي..وجنتاها..
ــــــــــــــــــــــــ
سار..عبر..الطرقات..وسط..ال حشد..في..لبه..تتضارب..المش اعر..لا..يعرف
أصحة..ماقاله..عنها!؟
أم..كان..ضرورياً..لتبرير.. موقفه..أمام..تلک..المُحِبة ..
فقط..بات..يشعر..بالضياعَ.. متي..سوف..تسطر..تلك..القصة ...آخر..سطورها!!
************************** ******
أنسدل..الليل..بستاره..في.. ليلةٍ..بزغَ..فيها..القمرُ. .وبمحازته..جواريه..في
أبهي..زينتهن،،لتسطعَ..بضوء ٍ..مبهج..للناظرين،،
تم..عقد..القرآن..بينهما،وت لبيسَ..الخواتم..
-ألف..مبروك!!
قالتها..سناء..بحبور..شديد. .فسمية..كانت..طالما..الشقي قة..الحنونة..لأخيها
ولطالما..كانت..المتكئ..له. .في..قرارته..وحتي..إن...كا نت.لا..تؤمن..بصحتها
ليردف..محمد..بلهجة..تكسوها ..الفرحة،وعينيان..تموجان.. عشقاً:
-الله..يباارك..فيكي..ياسون ا
سمية..بفرحة..جاهدت..لأصطنا عها:
-الف...مبروك..يبني..ربنا.. يفرحك..ويسعدك..دايماً،
ليرد..محمد..مباركتها..بإبت سامة..تزين..ثغره...أما..عن ..حنين..فقد..لازمت
الصمت..فقد..أحتل..الخوف..م ساكن..قلبها..لتحررها..سناء ..من..صمتها:
-مبروک..ياحنون!!
-الله..يبارك..فيكي!!
ردت..بخفوت..مصطحبةً..إبتسا مة..باهتة،،
ألتقط..محمد..كفها..ساحباً. .إياها..ناحيته..ليستطرد..ب نبرة..مزحة:
-طب..عن..إذنكوو..بقاا
رمقته..بنظرة..داهشة..ومن.. ثم..تبعته..بصمت..
ــــــــــــــــــــــــ
ظلت..تجوب..الغرفة..بعينين. .متعجبتين..كيف....قادها..ق درها..!!
كيف..وبعد..إن..كانت..ربيبة ..القصور..تسكن..الأزقة!!
ليقطع..خيط..خيالها..صوته.. الهادئ..الحنون:
-ها..إيه..رأيك..في..أوضتي؟ ؟
أولته..وجهها..مانحةً..إبتس امة..صغيرة:
-آه..حلوة
حك..مؤخرة..رأسه..بإعتذار.. قائلاًبنبرة..متأسفة:
-أنا..عارف..إن..ممكن..المك ان..مش..مناسب..لاتعودتي..ع ليه..بس..أوعدك
هشتغل..واكون..نفسي..وهنشتر ي..بيت..أحلي..من كدة،بس..اصبري..عليا
شوية!!
أطرقت..رأسها..خجلاً..فقد.. أستطاع..قراءة..معاناتها..و لكن..سرعان..ما
أهدته..ٱبتسامة..
-علي..الفكرة..أنا..حابة..ا لمكان..ومش..عايزة..أسيبه.. وحبيت..مامتك..كمان..
مع
أني..متعرفة..عليها..من..كا م..ساعة..
أبتسم..محمد..فلم..يرد..الأ طناب..في..هذا..الحديث..لير دف..مغيراً..مجراه
-طب..بصي..ماما..زمانها..نا مت..أنا..هخرج..أغير..هدومي ..في..الحمام
وانتي..غيري..هدومك..هنا..ل يكي..كام..بيجامة..في..الدو لاب..ماشي!!
أومت..رأسها،،إيجاباً..ليخر ج..هو.تاركا..إياهاً..تبدل. .ملابسها..
************************** ********
في شركة..الدمنهوري•••
وقف..يتأمل..المكان..من..زج اج..نافذته..المطل..علي..ال شارع..العمومي..
ينفث..دمغته..الفاهرة..حتي. .لمحها..تخرج..من..بهو..الش ركة..مسرعةً
من..عدوها..لتلحق..بالأتوبي س..العام..أعطي..إبتسامة..ش يطانية..في
الأفق..فمنذ..إن..وقع..نظره ..عليها....مصطدمةً..به..لي لاحظ...لون..عيناها
البنيتن..القاتمتين..فيغلب. .عليهما..السواد..مع..أتساع هما..مع..تلك..البشرة
البيضاء..كالقطن..بجسد..نحي ل..فقد..أستطاع..أن..يدركه. .رغم..ثيابها
الفضفاضة..كان..جمالها..بسي طاً..لحد..الروعة..بات..في. .كل..يوم..يراقب
نافذته..منتظراً..خروجها..ل رؤيتها
-أستاذ..عبد..السميع..الورق ..اللي..حضرتك..طلبته..أهو
-تمام..حطيه..عندك..علي..ال مكتب..وأطلعي..
قال..جملته..بنبرة..آمرة..م ولاياً..ظهره..إياها..ليشعر ..بيد..تمتد..من..خلفه
تطوقه..وتحضنه..لتردف..بدلا ل:
-إيه..يابيبي..هو..أنا..موح شتكش!!بتعاملني..بقسوة..كدة ..ليه؟
مد..عبد..السميع..يده....مت حرراً..من..قبضتها..ملتفتاً ..إليها..مردفاًبصرامة:
-آنسة..سمر..ياريت..تلزمي.. حدودك....وأسلوب..القذر..ده ..ما.،يتكررش..تاني
عشان..مضطرش..اطردك..أنا..ل حد..دلوقتي...مراعي..ظروفك. .وحاجتك
للشغل،،
أغروقت..حدقتاها..بالدموع.. قائلة..بنبرة..محتنقة:
-أنت..بتعاملني..كدة..ليه!! خلاص..بطلت..تحبني..ولاشوفت ..واحدة..غيري
تسلي..بيها..وقتك!!
-برا..ومشوفش..وشك..هنا..تا ني
قالها..بصلف..ومع..نظراته.. القاسية..لتركض..من..أمامه. .تكفف..دموعها..
ــــــــــــــــــــــــ
وبعد..مرور..وفترة..وجيرة.. دلف..عادل..لمكتب..والده..م تتبعاً..برأسه..الباب
-هي..البت..سمر..مالها؟
تساؤل..عادل..بفضول..ليجيب. .عبدالسميع بتهكم:
-ولا حاجة..عرفتها..مقامها
نظر..له..عادل..وجلس..علي.. مقعد..وثير..حيث..يجلس..وال ده..بمقابلته:
-خير..ياعادل..إيه..سر..الز يارة..دي؟
سأله..عبد..السميع....ناظرا ً..لبعض..ألأوراق..ليجيب..ب نبرة..فرحة:
-كنت..جاي..أقولك..إني..داخ ل..علي..مشروع..جواز..قريب! !
ترك..عبدالسميع..مافي..يده. .ورمق..أبنه..بنظرات..مستفه مة:
-هتتجوز!!
أطرق..عادل..في..شئ..من..ال خجل..ليؤمي..براسه..إيجاباً ..ليؤكد..علي..
كلامه:
-أيوة..يابابا..خلاص..أنا.. زهقت..وعايز..أستقر..
-عادل..الجواز..مش..بالسهول ة..اللي..أنت..فاكرها..ده.. مسئولية..وعيال
قالها..عبد..السميع....محذر اً..إياه..لينطق...عادل..بح دة:
-عارف..يابابا.الگلام..ده.. كويس..وانا..مكنتش..هاخد..خ طوة..مهمة..زي
دي..إلأ..وأنا..متأكد..منها ..وبعدين..أنا..خلاص..لقيت. .البنت..اللي..بحلم
بيها..وبصراحة..مش..قادر..أ ستني..أكتر..من..كدة!!
قال..عبدالسميع..مداعباًإيا ه:
-شكلك..وقعت!!
ليردف..عادل..بخجل..طفيف:
-تقدر..تقول..حاجة..زي..كدة !!
************************** ***************
-يارا!!
فتحت..باب..الغرفة..مناديةً ..بإسمها..ممسكةً..بيدها.طب قاً..به..وجبة..الأفطار
فسرعان..ماسقط..الطبق..من.. علي..يدها..واحتل..الفزع..ت قاسيم..وجهها
لتجد..تلگ..الجثة..الغارقة. .بدمائها..
ركضت..صوبها..جاثيةً..علي.. ركبيتها..لتهزها..بعنف..
-يارا...يارا!!ليه..عملتي.. في..نفسك..كدة؟
وسرعان..ما..ناولت..هاتفها. .وأسرعت..بالأتصال..بسيارة. .الأسعاف..
ــــــــــــــــــــــــ
-البقية..في..حياتك!!
لفظها..الطبيب..بنبرة..متأس فة..لتهوي..أرضاً..والدموع. .تجتاح..وجنتاها
ومن..حينها..أقسمت..علي..ال أخذ..بثأر..أختها..ممن..كان ..السبب..مفارقتها
للحياة..
.
.
.
-أستافقت..من..شرودها..بسخو نة..العبرات..التي..غزت..وج نتاها..مسحتها
بكفها..في..عنف..لتعطي..إبت سامة..ماگرة..فقد..عبرت..أو لي..خطهها
لإستكمال..ثأرها..وخاصةً..ب عدما..أبلغته..بموافقتها..ع لي.عرض الزواج..
************************** *********
أنتهت..من..وضع..آخر..طبق.. علي..المائدة....لترمقها..ب نظرة..رضا..وعدلت
من..هندابها..منتظرةً..قدوم ه..لتسمع..صوت..وضع..المفتا ح..في..القفل
لتجده..يطل..من..خلف..الباب ..دلف..للداخل..وعقد..حاجبي ه..بتعجب
ولكن..سرعان..مااخفي..تعبير ه..بالبرود..أتجه..صوب..غرف ته
-أستني..أنت..رايح..فين؟مش. .هتاكل؟
ألقت..بسؤالها..بإندفاع..لي جيب..هو.بجفاء:
-لأ
لتزفر..أنفاسها..بسأم..لتهت ف..بإنفعال:
-علي..العموم..أنا..بكرة... .عاملة..عزومة..لعمتوورحمةو أحمد،ياريت..بكرة..
تكون..موجود
لم..يرد..أن..يفصح..لها..عم ا..حدث..وتركه..لعمله..لذلك ..أردف..ببرودة..
أغاظتها:
-طيب
ليدلف..لغرفته..لتتأفف..هي. .بضيق...
(الفصل الثالث عشر)
.......................... .......................... .......................... ........................
في قصر الدمنهوري•••
طرق عادل عدة طرقات خفيفة حتي أذن له والده بالدلوف ،دخل بخطوات
ثابتة حتي جلس علي مقعد محازي لمقعد عبد السميع ،
-خير يابابا،كنت عايزني في إيه؟
ألقي عادل بسؤاله في ريبة ليجيب والده بتقاسيم ممتعضة ظهرت جلياً
علي تقاسيم وجهه:
-بخصوص البت اللي روحَناا النهاردة عشان تتقدملها..
-مالها يابابا!!
اردف عادل بحدة طفيفة
عبدالسميع بنبرة غاضبة:
-مش مستوانا ياعادل ،انت مش شايف بيتها إزاي!!
طريقة كلام عمتها،وانا بصراحة مارتحتلهااش..
أردف عادل بنبرة حادة :
-يابابا هو انا هتجوز عمتها ولا هتجوزها هي،وبعدين احنا خلاص اتفقنا
والفرح بعد أسبوعين مالوش لزمة الكَلام فــــ الماديات..
عبدالسميع معترضاً:
-بس..ياعــــــ،،،
قاطعه عادل بصرامة:
-أنا بحبها..وهتجوزها مهما كان قرارك ،وياريت مانتكلمش في الموضوع تاني
نهض من قابلته وقد اجهمت ملامح وجهه ،صافعاً الباب خلفه بقوة
مسح عبد السميع علي وجهه بعصبية،الفتاة التي وقع في هواها،هي من
ستصبح زوجة ولده،
************************** ****************
راقدةً علي فراشها ،ضامة ساقيها لصدرها مطوقتها بذراعيها،وقد غزي
الشوق معالم وجهها،ليدلف هو لغرفتهما ناظراً لها بهُيام قائلاً بإبتسامة
هادئة:
-مالك ياحنين؟؟
متجهاً صوبها،ليجلس بجوارها لتجيبه بنبرة أسي:
-ماما..يامحمد..وحشتيني أوووي
محمد بنبرة حنو:
-أنا عارف،وهي كمان زمانك وحشاها جامد..
اهدته إبتسامة باهتة معقبةً علي عبارته:
-ماما عمرها ما زعلت مني،هي مستغربة ليه عملت كدة،وليها حقها
ثم نظرت لعينيه مباشرةً،مستطردةً كلامها:
-أنت من رأيك المفروض أقولها؟
تحولت ملامحَه للأمتعاض مردفاًبحدة خفيفة:
-لأ ياحنين،أخوكي وباباكي مش هيرحموكي،وبعدين إذا كان علي مامتك
فإنا مستعد أجيبهالك وتيجي تزورك،وتبريلها كل حاجة..
أتسع ثغرها معلناً..عن قدوم إبتسامة لتردف بحبور:
-بجد يامحمد !!
أؤم برأسه تأكيداًلحديثه،وبحركة عفوية منها أقتربت منه معانقةً إياه
بإمتنان ليستغل هو أقترابها منه ويبادلها العناق ،لم تكن سوي دقائق
مرت عليهما دهراً،لتنحنح حنين بحرج وسط نظراته المحدقة لها بعشق
-بالمناسبة عايز أقولك علي حاجة..
قائلاً..بنبرة مازحة لتلطيف الجو..لتردف هي بخفوت خجل:
-إيه؟
نهض من أمامها متجهاًصوب الباب قائلاً:
-ثواني وجايلك!!
وبعد مرور فترة وجيزة للغاية دلف وبيده حقيبة بلاستيكة لإحد محلات
الأزياء أتجه صوبها ومد يده بالحقيبة قائلاً :
-أتفضلي..
أخذتها منه وسط نظراتها المتعجبة تفحصت الحقيبة ،لتمد يدهامخرجةً
بعض الملابس الفضفاضة مع غطاءات للشعر
-دي لمين الهدوم دي؟
سئلت بريبةً،خيفةً من أن تصح ظنونها،لياكدها محمد بإجابته:
-ليگي..
أعتدلت في جلستها،لتقف بمواجهته وبنبرة عالية نسبياً:
-لأ،أنت أكيد بتهزر..إزاي ليا!!،،وأنت عارف أني مش مُحجبة..،،
أردف محمد بنبرة هادئة:
-أهدي ياحنين ،أنا جبته عشان ده الأنسب ليگي!!
أمتعضت تقاسيمها وأردفت بنبرة عالية :
-قصدك إيه؟يعني عايز تقول اللي حصلي كان بسبب لبسي الضيق ولا
عشان شعري اللي كنت مبيناه،طب ما المحجبة والمنتقبة بيعتدو عليها
دلوقتي،ودي بقا ليه برضو،العيب مش فينا ولا في لبسنا ولا في شعرنا
العيب فيگو عقليتكو مريضة ،بتبصو علي الست من ناحية جسمها
كانها شهوة ،انتو عالم دماغگوو زبالة..
تنفست حنين الصعَداء ،وكأنها خرجت للتوها من معركة ليردف محمد
بهدوء:
-خلصتي!!
لم تجبه بل اكتقت برمقها بنظرات محتنقة وأشاحت وجهها بعيداً
ليستطرد حديثه بنبرة هادئة:
-أولاً:أنا مجبتش سيرة اللي حصل معاگي خالص..بس أنتي كان الكلام
كنتي حابساه في نفسك وقولتيه ..
ثانياً:أنا لما بقؤلك ألبسي الحجاب،يبقي عشان أنتي مراتي ولازم أعاملك
زي الملكة وأصونك وارعاكي.ومسبش اللي رايح واللي جاي يبص عليكي
لأ معلشي بقا أنتي من ممتلكاتي ومسمحش لحَد يرمش بعينه ناحيتك
أكتست وجنتاها بحُمرة الخجل،وعجزت عن التحدث وهدئت ملامحها
الثائرة ،لتلتقط الملابسَ ممعنة النظر فيها ناطقة بعد تفكير عميق:
-خلاص أنا موافقة
أبتسم محمد لأنطيال كلامه عليها بينما استطردت هي بإمتنان:
-ميرسي اوووي..شكلهم كيوت أووووي
************************** ***********
يارا بنبرة غبطة:
-أنا فرحانة أوووي ياسمين،متأكدة أنو بيحبني..
منحته ياسمين إبتسامة جاهدت لإصطناعها لتردف بحنو:
-ربنا يفرح قلبك علي طول يايويو..كويس أنو بيحبك رغم انو عارف إنك
أرملة وعندك طفل
مضيقة عيناها بتساؤل:
-إنما قوليلي صحَ،هو هيتقدملك أمتي؟
تحولت ملامحها للحزن ولكن سرعان ما أخفته بطيف إبتسامة:
-هو قالي ،أنو هيقنع باباه ومامته وهيجي يتقدملي في أقرب وقت
-أنتي مش شايفة أن الموضوع زاد عن حده بقالو سنة بيقةلك كدة،
ومفيش جديد..
قالتها ياسمين بنبرة سئم لتردف يارا مبررةً:
-أنتي عارفة ياياسمين أن موضوعي صعب أي حد يتقابله اتتي ناسية وضعي الأجتماعي،لازم أصبر عليه شوية
فضلت ياسمين السكوت بالرغم من الشكوك التي تحتاج قلبها ولكنها
لم ترد تعكير صفو شقيقتها،،،
ــــــــــــــــــــــــ
انتشلها من دوامة ذكرياتها ذلك الصوت الطفولي،لتلتف بجانبها لتجده
ذلك الطفل القابع بجوارها ذو الخمس سنوات ،لتمنحه إبتسامة دافئة
************************** ****
أستقل محمدَ سيارة الأجرة متجهاً صوب قصر الدمنهوري لإحضار السيدة
سندس وخاصةً بعد مهاتفة حنين إياها وإقناعها بالمجئ فما كان لها
إلا أن أنصاعت لغريزتها الأموية فقد أكلها الشوق لرؤية أبنتها
وصل محمد لوجهته واستقل من سيارة الأجرة طالباً من السائق الأنتظار
لبضع دقائق،خرجت بعدها السيدة سندس،تلك المراءة التي احتلت حنين
مركزاً كبيراً من ملامحها،ليدلفا للسيارة معاً،كان يراقبهما من نافذته
المطلة علي بوابة القصر عادل الذي أستشاط غضباً،لرؤية والدته تستقل
السيارة مع ذلگ المُخادع كما يظنه هو،لذلك أستقل هو الأخر سيارته
ملاحقاًبهما متوعداًلشقيقته بالعقاب الردّاع...
************************** ******
جلس جميع أفراد الأسرة يتناولون طعامهم تترأسهم هناء،وسط ضحكات
الجميع،في حين حضر عبد الرحمن متأخراً قليلاً..
هناء بنبرة سناء:
-يسلم إيدك يايويو،الأكل طالع يجنن
آية بخجل:
-الله يسلمك ياعمتو!!
وبادرها أحمد بالثناء،في حين فضلت رحمة الصمت مع نظراتها القاسية لها
لتلتفت هناء موجهةًحديثها صوب عبد الرحمن:
-إيه أخبار الشغل ياعبدو؟
ترك عبد الرحمن الملعقة تسقط من يده علي الطبق،ليردف بهدوء:
-أنا سبت الشغل ..
فرغ الجميع فاه وأردفت هناء بدهشة:
-ليه يبني!!
ألقي بنظره صوب والدته واردف بنبرة حادة:
-حصل شوية مشاكل وسبته
ساد الصمت لدقائق ليخرج بغتة صوت آية بنبرة حماسية:
-أنا كنت سامعة أن في حضانة أتفتحت قريب ،ومحتاجين بيبي سيرتر
(baby siser)ممكن أروح أشتغل فيها لحد ما تلأقي شغل
لم تعلم مدي تهورها بجملتها ،حيث دبت النار في قلبه وأشتعلت عيناه غضباً
ليردف بنبرة ساخرة:
-تشتغلي..هه..ده كتتي في المدرسة وعملتي اللي عملتيه،آمال لو أشتغتلي
هتعملي إيه!!
اكتست وجنتاها بگل ألوان الخجل وأغروقت عيناها بالعبرات لتبادلهم
نظرات الأنگسار لتردف بصوت متهدج:
-أنا شبعت ..عن إذنكو..
وأسرعت بالنهوض لتغادر المكان قبل أن تنهمر دموعها،لتصوب هناء نظراتها
لعبد الرحمن معاتبةً إياه:
-ليه كدة ياعبدالرحمن تگسر بخاطرها!!
عبدالرحمن بنبرة جفاء:
-أنا مقولتش حاجة غلط ولا جبت حاجة من عندي..
ليلفظ أحمد بنبرة حانقة:
-حتي لو هي كدة زي مابتقول فده كان زمان هي كفرت عن غلطها،ومكناش
يصح تكلمها بالأسلوب ده قصدنا..
ليزفر عبد الرحمن أنفاسه بضجر مطوقاًذراعيه حول رأسه
************************** ***********
وقف محمد بصحبة سندس يقرع الجرس حتي أسرعت حنين بفتح الباب
ليقع نظرها علي ةالدتها التي باظلتها بدورها إبتسامة وفي حدقتيهما
الگثير من المشاعر الجياشة،لم تتمالك حنين نفسها لتفيض العبرات علي
وجنتاها معانقةًوالدتها بلهفة شديدة ،لم تكن سندس أقل منها تأثراً
حنين بصوت متهدج من ةسط شهاقاتها:
-وحشتيني أووووي ياماما
سندس بنبرة حنونة:
-انتي اكتر يابنتي..
ليتدخل محمد قائلاًبمزاحَ:
-هنفضل واقفين هنا كتير،طب ندخل علي الأقل
دلف ثلاثتهم للصالون واتخذو مقاعدهم علي الأرائك لتظهر سمية قائلة
بنبرة رسمية:
-السلام عليگم
رد الجميع التحية ليردف محمد :
-هي دي ماما حنين ياماما اللي قولتلك عليها..المدام سندس
سمية بإبتسامة مصطنعة:
-اهلا ازيك يامدام..
سندس بنبرة هادئة:
-الحمد الله
لتقول حنين :
-دي ماما محمد ماما سمية
أؤمت سندس راسها بإبتسامة:
-تشرفت بمعرفتك
-أنا أسعد والله ،تحبي تشربي إيه؟
-لاشكراً،والله ،كلها ساعة زمن وهرجع تاني
ليلتفتو جمعيعاًلمصدر قرع الجرس الذي يقُرع بإستمرار دون توقف..
لينهض محمد قائلاً بإنزعاج :
-هروح أشوف مين..
ليتجه صوب الباب ليفتحه،حتي يجد عادل أمامه بقامته الفارعة،والغضب
يفوح منه ،ليدلف للداخل قائلاً بنبرة ساخرة:
-طب مش تقولولي كنت جيت حضرت القعدة الحلوة دي..
************************** ****************
خرجت آية من غرفتها التي لزمتها ،حينما تأكدت من عودة الجميع
أدراجهم ،لتجده مستقلاًعلي الطاولة مغطياًبيده نصف وجهه
-ممكن تقولي لحد أمتي هتفضل تعاملني كدة؟؟
ألقت بسؤالها في عصبية شديدة ،ليزيح هو بيده عن وجهه قائلاً
بنبرة هادئة تحمل في طياتها البرود:
-حرقك أوووي كلامي؟
لتسطيش غضبا ًمن برودة أعصابه مردفةًبصوت عالي:
-أنا زهئت من معاملتك القاسية دي عارفة أني غلطت ومن حقك تعاملني كدة
بس أنت زودتها بحاول أرضي جنابك وبعمل اللي أقدر عليه عشان تسامحني
ومع ذلك مبيهزش شعرة فيك،انت إيه ياأخي !!
نهض عبد الرحمن ليقف قابلتها فيظهر فارق الطول الشاسع بينهما
لتزداد نظراته قسوةًوجفاء..تواجدت نبرات متغطرسة:
-أسامحك إزاي،أنا بسبب غلطتك أنتي دفعت تمنها حلم عمري،كنت خلاص
هسافر وهشتغل ،بس حضرتك اللي منعتي كل ده ،أشتغلت في مكان أقل
بكتير بالنسبة للشهادة اللي معايا وقبلتها علي نفسي ،وسبت الشغل
بسببك لمجرد أن بنت صاحب الشغل أعترفتلي بحبها وهي واحدة أشرف
منك بمليون مرة ومع ذلك صدتها عشان متجوز ،مع أني كان ممكن أتجوزها
عليكي ،كل ده عشان خاطرك ،أنتي مجرد كابوس أسود في حياتي
أنتي شيطانة وبسببك حياتي كلها تقلبت فوقاني تحتاني..
لم تسطع آية تصديق ما وقع علي مسامعها ،لقد أهانها،فراحت تجمع بقايا
كبريائها لتردف بعزة وأنفة:
-خلاص ياعبد الرحمن طالما مش مستحملني في حياتك وفي واحدة أشرف
مني بمليون مرة بتحبك وبتحبها وأنا واحدة شيطانة،يبقي مالهوش لزمة
جوازنا
أبتعلت ريقها بعُسر،وأردفت بصةت متهدج :
-طلقني..
************************** ********************
أعتدلت كلاًمن سندس وحنين والصدمة قد أخذت حيزاًوافراً من تقاسيمهما
-عادل،أنت جيت هنا إزاي؟
ألقت حنين بسؤالها بتوتر شديد،ليجيبها بصوت غاضب:
-مالهوش لزمة السؤال ده
-أهدي ياعادل ،بلاش تهور
قالتهاسندس بنبرة متوترة،ليصيح عادل بجهوري:
-أهدي إزاي ياسندس هانم،وبنتك الصايـــ**ة راحت تعرفلتها علي واحد
أبن وســـ**ة
وهنا نهره محمد بقوة قائلاً بنبرة تهديدية:
-أحترم نفسك ،وأحترم حرمة البيت اللي أنت واقف فيه
سمية متدخلة في الحديث بنبرة خائفة:
-في إيه يامحمد
ألتفت محمد إليها قائلاًبتبرة هادئة ليطمئنها:
-مفيش حاجة ياماما..
قهقه عادل بسخرية ليردف بنبرة مستهزئة:
-هو أنت معرفتهاش ولاإيه؟
ليستطرد بملامح حادة:
-أصل إبنك ياحجةكان متجوزأختي عرفي،،
شهقت سمية في صدمة واضعةً بأطراف إصابعها علي فاها،ليستكمل
عادل بسخرية:
-معلشي ياحجة شكلك معرفتيش تربي..وطلع إبنك واحد أبن گ**ب
لم يتحمل محمد الأهانة الموجهة في حق عائلته وخاصة والده المتوفي
لينقض عليه قابضاًعلي تلابيب قميصه،مسدداً إياها لكمة أنزفت الدماء
من أنفه،ليدب الشجار بينهما،وسط لكمات كلا منهما لأخر
-من أنت لو راجل صح،متضحكش علي عيلة وتجوزها عرفي
قالها عادل محاولاً أستفزاز محمد،حاولتا السيدتان فض الأشتباگ
لتصيحَ حنين بكل ما أوتيت من قوة:
-كفاية ياعادل،أنت متعرفش محمد أنقذني ،عشان في واحد أعتدي عليا
ليتوقف الشجار،ويسود الصمت ،مع نظرات صدمة تراقصت علي حدقتي
أعينهم..
(الفصل الرابع عشر)
.......................... .......................... .......................... .......................... ........
إلي متي ...سأحيا وقد أحرق الهوي قلبي،،
وقفت أناشد..بعشقك..مساكن..لبي،، ولكنك..بكلامك..قضيت علي حبي،،
طالبت..بالغفران..ولكنك..تأ بي العفو،،
سأرحل أجمع شتات..حبي..وقد استوطن الشجن وجداني ،،،،
-عايزني أطلقك..
لفظ عبدالرحمن عبارته والغضب يتطاير من عينيه..لتردف آية بقلة حيلة:
-أيوة ياعبدالرحمن طلقني،معدتش مستحملة العيشة معاگ..أناتعبت..
لينطق بصوت أشبه بالفحيح:
-خلاص ياآية أنتي طالق بالتلاتة..
مغادراً..من واجهتها..صافعاً..الباب خلفه بقوة..لتهوي أضاً..واضعةً أصابعها
علي فاها..لتتمرد عبراتها..متساقطةً بغزارة علي وجنتيها..ويعلو صوت
شهاقاتها..فقدجاهدت لإثبات حبها..وباتت محاولاتها تلقي..الفشل الذريع
************************** *************
-إيه !!
-قالها عادل بصوت خافت،وسط نظرات السيدتان المذهولة،ونظرات محمد
المعاتبة لها.
لتردف حنين بصوت مقهور:
-زي ماسمعت،
أتجه صوبها منقضاً..علي راسغها بقوة..ليردف بصوت أجش:
-أنتي كدابة،بتقولي كدة عشان تبرري غلطك..
أفلتت حنين راسغها منه بصعوبة لتستطرد بحرقة:
-وأنت فاكرني زيك،يكون في علمك اللي بتعمله في بنات الناس،أترد فيا
ولسة ربنا هيعمل فيك أكتر من كدة،عشان هو مبيسبش حق حد..
أنقض عادل يطوق خصلات شعرها حول أصابعه قائلاً بصوت عالي نسبياً:
-أنتي واحدة رخيصة،وبتعلقي شماعتگ علياا..
صرخت حنين متأوهةً،ليتدخل محمد وينتشلها من بين أنيابه،ليخبئها خلف
ظهره
قائلاً بصوت جهوري:
-أبعد إيدك عنها..متنساش إنها مراتي..وأختك عمرها ما كانت رخيصة
كفاية إنها أستحملت تعيش وسط واحد زيك او زي أبوك وفضلت محافظة
علي أخلاقها..
أنقض عادل يمسگه من تلايب قميصه قائلاًبنبرة تهديدية:
-إياک..تتدخل بيني وبين أختي..
ليردف محمد بهدوء:
-لو أختك بجد روح عاقب الحقير اللي عمل فيها كدة..
نظر له عادل مطولاً،ثم ترك تلايب قميصه بعصبية،ليردف بصوت متهكم:
-مين اللي عمل فيگي كدة،تعرفيه؟
فتصمت حنين لبرهة،ليهتف صائحاًبقوة:
-أنطقي..
-بــــ..ا..اسم..راشد..
قالتها بصوت متهدج..ليغادر تاركاً عبراتها..تتساقط بكثرة،
نظر إليها بعينين مشفقتين..ليلتف إليها..مطوقاًذراعه حول جسدها..مربتاً
علي شعرها بحنو:
-خلاص..أهدي كل حاجة..هتتحل!!
-أنا تعبت..تعبت..أووووي
قالتها بحرقة،لتتجه والدتها صوبها..ملتقطتها من وسط أحضان محمد:
-سامحني..يابنتي..معرفتش أخد بالي منك..
لتجهش حنين بالبگاء،لتستطرد سندس بحنان:
-تعالي ندخل الأوضة..أنتي تعبتي النهاردة..ولازم ترتاحي..
أنصاعت حنين لأوامرها،دلفت بصحبة والدتها للغرفة،لتأخذ قسطاًمن الراحة
-أستني هنا..عايزة أتكلم معاك..
قالتها سمية بنبرة حادة،ليلتفت محمد إليها بنظرات مرتبكة:
-خير ياماما..
لتلفظ سمية بحدة:
-أنت إزاي تخبي عليا حاجة زي كدة..!!
ليجبيها محمد بصوته الهادئ:
-عشان لو كنت قولتلك مكنتيش هتوافقي..
لتردف سمية بعصبية:
-لاوالله،ده عذر أقبح من ذنب..أنا بجد مضايقة منك ..مش مصدقة انت تعمل
كدة..
ليعقب محمد :
-هو أنا عملت حاجة غلط!!
سمية بعصبية:
-أيوة عملت،أنت إزاي قبلت تتجوزها وهي كدة،أنت مش عــــ..
قاطعها محمد بحدة:
-حنين مالهاش ذنب ياماما،هي ضحية..واللي حصلها مش بمزاجها..
وأنا أتجوزتها عشان احميها من أهلها..
سمية بنبرة حنونة:
-أنت يبني..بتضحي بمستقبلك..إزاي هتقبل تعيش معاها بعد كدة..
خلاص أهلها..عرفو طلقها وهما يبقو يتصرفو ..وأنت تستاهل واحدة أحسن
منها...
ليردف محمد بهدوء:
-بس أنا بحبها ياماما،وبالنسبالي...هي أجمل البنات في عيوني،وقلبي
مش قابل غيرها..
لتفرغ سمية فاها بصدمة..من هول ما وقع علي مسامعه ..
************************** ********
أشتد طرق الباب مصاحباً بقرع الجرس..لتسرع هناء صوب الباب راكضةً
-أيوة حاضر..اللي بتخبط..
لتبرم بالمقبض..لتفتح الباب..فتجد آية أمامها..بعبائتها السوداءوغطاء رأس بنفس لون الجلباب..وبيدها..حقيبة بها جميع أمتعتها
لتضع هناء يدها علي صدرها بفزع:
-آية ،إيه اللي حصل،مالك..
لترمي آية بالحقيبة أرضاً،مترميةًبأحضان هناء..ليسقط فيض عبراتها..
-أناوعبدالرحمن اطلقنا..
قالتها بصوت مكتوم ..لتشهق هناء بصدمة:
-إيه أطلقتو!!إزاي..تعالي يابنتي خشي أقعدي جوة وأحكيلي اللي حصل..
دلفتا للصالون وجلستا علي الأريكة..وبدأت آية بقص أطراف الحديث
والعبرات تتزداد أكثر..لتحضنها هناء بحنان:
-خلاص ياآية..هدي نفسك..كل حاجة هتتحل..
-في إيه ياماما مين اللي جه؟؟
لتلفت هناء لمصدر الصوت لتجدها رحمة التي كانت تمكث بالمطبخ لتجيبها :
-دي آية..اللي جات
لتتجه رحمة صوبهما..لتجد آية بحالة لايرثي لها:
-في إيه مالها آية..
لتجيبها هناء بحسرة:
-هي وعبد الرحمن أتطلقو..
لتتسع مقلتي رحمة صدمةً،لتستطرد هناء بحيرة:
-أنا مش عارفة ،إيه اللي جد،ما كان بيحبها..
لتنفجر رحمة قائلة بقسوة:
-كان بيحبها..كان..لكن دلوقتي معادش بيحبها..فكرتي قبل ماتجوزيها ليه
تفكري..هو هيقدر يتقبلها بغلطتها..ولا روحتي تجوزيهم لبعض..وهو مش
طايقها..إزاي هيقبل يعيش معاها..في بيت واحد وهو قرفان منها
هي غلطت..ومستنية منو أنو يسامحها..إزاي أصلاً هيقدر يسامحها
هي اللي عملتو مش سهل يتغفرله..
لتعتدل آية في وقفتها..لتردف بصوت مقهور:
-وأنتي مسألتيش نفسك..قبل كدة ليه أنا عملت كدة،طبعاًلا..عارفة ليه!!
عشان أنتي معشتيش اللي عشتو..لما تكوني ضحية..لعيلة...مش مهمتين
بيكي ولأسرة مفككة..مش لاقية حنان من أقرب الناس،وفجاءة يظهر
حد يعوضك بالحنان ده...ساعتها هيبقي شعورك إيه؟؟
لتردف رحمة بنبرة قاسية:
-مش كل واحدة تبقي حالتها زيك،تقوم أصل ده مبرر لغلطي..لاطبعاً..
أحنا لينا دينا وأخلاقنا..اللي بتورينا الصح..
لتجيبها آية:
-وأنا مبررتش غلطي،لأأنا غلطت..وطلبت من ربنا المغفرة..وحاولت علي
قد ما أقدر أرضي عبدالرحمن،بس هو اللي مش قابل أي حاجة مني..
أنتي كنتي قاعدة معانا..وشوفتي أنا بعمل معاه إيه،وهو بيعاملني إزاي؟
صمتت رحمة ولم تجبها فقد ألجمتها كلمات آية عن الكلام..
لتصوب نظرها ناحية الباب ،لتسمع صوت المفتاح يوضع في القفل،
مطلاً أحمد من خلفه:
-السلام عليكم..
ليجد الصمت قد حل ،ليردف بتعجب:
-في إيه مالكو..مالكو..
-مفيش.
قالتها رحمة بضيق..مغادرةً المكان..ليستطرد أحمد بقلق:
-مالك يا آية!!
لتجيبه هناء بإندفاع:
-هبقي أقولك بعدين
لتعيد بنظراتها صوب آية قائلة بحنو:
-يلا يا آية ادخلي أنتي ريحي جوة في ألاوضة..
أومت آية برأسها أستجابةً لكلام هناء،ودلفت لغرفة..
************************** ****************
قاد سيارته والغضب..قدتملك كيانه..متوعداًله بالعذاب الأبدي،بعدما أعلمه
أحد رجاله بمكانه..ليتجه صوب النادي..حيث يجلس علي إحدي الموائد
مع أصدقائه..
أمسكه من تلايب قميصه،وسدد إليه لكمة أنزفت الدماء من أنفه
-يا حيوان..ياحقير..إزاي جاتلك الجرأة تعمل كدة في أختي..
قالها عادل بصوت جهوري،،ليجيبه باسم..بصوت متهدج:
-أنا معملتش حاجة..
ليسدد إليه لكمة مجدداً،أسقطته أرضاً،
-وكمان يتنكريا***إنك أعتديت عليها..
لتعلو شهقات الحاضرين بالصدمة..ليبرر باسم جريمته:
-أنا مغصبتهاش علي حاجة كلو كان بمزاجها مضربتهاش علي إيدها الشمال
لتتسع مقلتي عادل بصدمةً ومر علي ذاكرته،فور لقائه الأخير بإيه ،عند
إبلاغها إياه بحملها..لتفور الدماء من وجهه..
-مش أخت عادل الدمنهوري..اللي يتعمل فيها كدة يلا..
داهساً،بقدمه علي جانب وجهه،وكأنه بنتقم من ذاته،بما فعله بإية
ليلفظ بتهديد:
-وحياة أمك..ماهسيبك ياأبن***وهندمك علي عملته...
ليغادر المكان فور رؤيته حضور رجال الأمن...وبداخله شعور..ينهش من قلبه
************************** ************
جلس بإحدي المقاهي الشعبية،ينفث المبسم(الشيشة)بشراهة،فالبر غم
أنه ليس من ذوي المدخنين،إلا إن مايشعربه،أرغمه علي التدخين..
كيف وصل بهما الحال !!
لقد سئم من كل شئ!!
حاول مراراً إقناع نفسه بالعفو عنها،ولكن كان هناگ ما يحول بينهما،
والأن سوف يخسرها لأبد ،قد غزت كل مايملكه من مشاعر جياشة صوبها..
كيف سيمضي بحياته،وقد سُلبَ منه هذا الشعور..
************************** *******************
-إيه أطلقوو!!
هتف بها أحمد في صدمة،لتجيبه هناء بحسرة،
-أيوة أطلقو،الظاهر..أن أختك كان عندها حق..أنا السبب في كل اللي حصل
حاولت أحميها من أبوها،وقلت مفيش أحسن من عبدالرحمن هيصونها
وهو أصلاًبيحبها..ومع وقت هيسامحها..وعيشتها علي كدة...وإيه النتجية
سابو بعض..
-بس مش عبدالرحمن اللي كان بيحبها ياماما!!
قالها أحمد بنبرة أسي..لتردف هناء بحيرة:
-قصدك إيه ياأحمد!!
ليزدرد لعابه بصعوبة :
-وأنا گمان كنت بحبها،كنت مجنون بيها،يمكن أكتر من عبدالرحمن ،وكنت
مستعد أسامحها وأتجوزها..بس أنتي اللي قلتي عبدالرحمن يتجوزها..
لتتسع مقلتي هناء بصدمة ..لاتصدق مايلفظه إبنها..لتردف بتعلثم:
-أحمد،مش مصدقة اللي بتقوله..أنت..
ليقطاعها أحمد بإندفاع :
-ومستعد ،أتجوزها دلوقتي وأنسيها كل اللي عاشته وأكون سندها..
وهحميها من أي حد يفكر يأذيها..
لتضع هناء رأسها بين كفيها،وقد أستولي الصداع..علي رأسها..
************************** ***********
بعدمرور أسبوعين•••
وقفت أمام مرآتها..بفستانها الأبيض..مع غطاء..رأسها..مع مساحيق
التجميل البسيطة،غدت تتأمل نفسها..بإبتسامة تزين ثغرها..لاتصدق
فقد بات علي تحقيق هدفها خطوة واحدة..دارت بفستانها..لخلف..
لتمعن النظر فيه ،فقد أستطاعت إيقاعه في مصيدتها،ولم يكلفها
فلساً واحداً..غقد تكلف بكل شئ..
لتقع أذنها علي صوت الباب يوُصدَ..لتنظر صوبها..لتجده أمامها..
لتردف بصوت خافت:
-أستاذ عبدالسميع
(الفصل الخامس عشر)
.......................... .......................... ........................
رمقها بنظرات متفحصة،يتأمل تفاصيلها..
-خير ياأستاذ عبدالسميع في حاجة!!
قالتها بريبة ليردف هو بإبتسامة..جاهد لرسمها
-ﻻمفيش حاجة،جيت أباركلك،،
أهدته إبتسامة،مردفة بهدوء:
-الله يبارك في حضرتك..
ليقاطع أطراف حديثهما صوت عادل الذي صدر من
خلف والده:
بابا..
أوﻻه عبدالسميع وجهه ليردف:
-الف مبروك يابني..
أحتضنه عادل بحب مردفا:
-الله يباآرك فيك..
ثم يتحرر من ذراعيه ،ناظرا لها بهوي:
-الناس مستنينا برا،يلا
أومت رأسها باﻹيجاب،مطوقة ذراعها بذراعيه..ليخرجا لمقابلة الحشد..ليتعالي صوت اﻷيادي بالتصفيق..مع إبتسامات تسكن الثغر..
-------------------------- -----------
علي إحدى الطاولات، يجلسان سويا..متسامران بالحديث..
حنين:
-أنافرحانة أوووووي
محمد بإبتسامة:
-ربنا يفرحك علطول..
حنين بنبرة هادئة:
-أنا مش مصدقة اللي بشوفه،عادل أتغير خاالص..يعني أتجوز بعد ماكان رافض المبدأ،وجه بنفسو عزمني علي فرحو،ده غير انو رفع قضية علي
الحقير اللي أسمه باسم
محمد بتبرير:
-يمكن اللي حصلك كان شمعة عملها ربناآ..عشان
يهدي عاآدل..وفي اﻵخر برضو حقك يجيلك..
أهدت شقيقها إبتسامة في اﻷفق وأردفت بخفوت:
-ربنا يسعدهم مع بعض ...
ليقترب منها هامسا في أذنها:
-قريب كدة هحضرلك مفاجأة هتعجبك..
نظرت إليه بتعجب لتقول :
-مفاجأة!!
أوم برأسه مؤكدا لكلامه..
-إيه هي؟
سألته بفضول...ليبادرها بإبتسامة:
-مينفعش أقولك،كدة مش هتبقي مفاجأة
تأففت بضجر..فلم يرد إشباع فضولها..
************************** ****
بعدمرور شهر،،،
فتحت جفناها بتكاسل،منذ طلاقهما وهي تقيم..بمنزل عمتها..لم يلتقيا ..ولم يحاول زيارة أهله بسبب تواجدها ..لقدغزي الشحن مواطن لبها..تشعر
بلهيب حزن يشعل صدرها..من كلمات تأنيب تتلقاها
من والدتها..ورفض والدها مجئيها لبيات معه..فقد
أكتفي بقول"إنها ليست إبنته" نزعت غطاءها عنها
لتلامس أطرافها اﻷرض..وتوجهت صوب الحمام
لتأخذ حماما ساخنا..
************************** ******
أستيقظ علي أشعة الشمس التي أخترقت الستائر
ليفتح جفناه..فاركهما بقوة..فمنذ مغادرتها...للمنزل
أصبح يعيش فيه وحيدا..يحاول جمع أفكاره..
ﻻ ينكر بأنه يشعر بقليل من الحزن..ولكنه سرعان
مايزول ..بتوالي اﻷيام..يجب عليه أن يبدأ..حياته
من جديد ..لقد طوي صفحتها..ليفتح صفحة..بيضاء
جديدة..فقدأخرجها من حياته،مبررا إنها لم تكن قدره
يوما..فقدكانت مجرد تجربة مؤلمة لكيلايهما..
************************** *****
في قصر الدمنهوري،،،،
-أنا هضطر أسافر..
قالها عادل بنبرة أسفة،لتردف بحزن:
-ﻻوالله،تسافر واحنا مبقالناش شهر متجوزين..
-غصب عنى والله ياحبيتي ..أعمل إيه..بابا قال ﻻزم
أسافر أنا..معلشي..ليكي..عليا هعوضك لما أرجع
أشاحت بوجهها بعيدا..ليردف بإبتسامة:
-خلاص بقا..
لتهديه إبتسامة ساحرة..قائلة بحب:
-خلاص
-------------------------- ---
كان يراقبهما من نافذته المطلة على الحديقة بعينين ثاقبتين..تحملان شرا..
-اللي بتعمله ده غلط
نظر لها من فوق كتفه..ليزفر أنفاسه بضيق
-أنت فاكر نفسك..محدش واخد باله إنك بتحبها..إبنك
واخد..الله ومطنش ومكدب نفسه..
ألتفت إليها..والغضب يتطاير من عينيه..قائلا:
-اياكي..تتدخلي في حاجة متخصيكش..
نظرت إليه باستحقار..مردفة بحنق:
-أنت الوحيد اللي هتخسر..
أبتعدعنها ليغادر المكان بإكمله..عاقدالعزم علي مايخطط له..
**********************
أتجه صوبها متسع الثغرين..فرح العينين قائلا بحبور:
-مبروك ياحنين مبروك..
رمقته بتعجب قائلة:
-مبروك علي إيه؟؟
-المحكمة حكمت لصالحك خلاص..والكلب ده..هيتحبس
اتسع ثغرها معلنا عن قدوم إبتسامة:
-بجد!!
لتسرع بإحتضانه..ﻻتصدق..أخيرا..حص لت على حقها
لم ترد يوما الذهاب لمحكمة سوىلادﻷء بشهادتها
كانت تمقت النظر إليه..هذا الذئب..قدنال جزاءه
ليردف هو بإبتسامة:
-بمناسبة الخبر الحلو..حابب أقولك على مفاجأتي
أمعنت النظر إليه..بإنصات ليخرج من جيبه..ظرف
به بعض الأوراق..عقدت حاجبيها بدهشة ليزيل دهشتها قائلا:
-ده ورق تقديمك لمدرسة..يعني..ممكن تتأخري سنة
بس على اﻷقل هتكملي تعليمك..هتبقي تعليم منزلي
لم تستطع أن تقاوم..لتسقط عبراتها على وجنتيها
لترمي بنفسها بين أحضانه..مطوقة ذراعيها حوله
ليربت علي شعرها بحنو فقدأستطاع إدخال الغبطة
لقلبها....وكل يوم تزداد عشقا له..
************************** ***
وقف ناظرا لهذا المحل،وكان الجو قابظا للغاية..فقد
أحتلت الظهيرة أرجاء المكان ...
عاد إليه وماكان يتوقع عودته مجددا..سار بخطوات
متباطئة..ليدفع الباب برفق...ليجدها تقف عند
إحدى اﻷقسام..تقوم بترتيبه..أتجه صوبها قائلا بهدوء:
-السلام عليكم..
ألتفت خلفها لتراه أمامها..فارغة فاها بدهشة لتقول
بخفوت:
-عبدالرحمن..
أبتسم بخفة مردفا:
أزيك ياحسناء..
لتجيب بإرتباك:
-الحمدالله..
أمرت أحد الصبية بإحضار مقعدين لهما وسرعان ماغاب دقائق..حتى كان منفذا لطلبها...
جلسا معا علي المقاعد متبادﻻ أطراف الحديث:
-إيه أخبارك؟
سألها بهدوء لتجيبه :
-أنت عارف حالتي من ساعة آخر مرة أتكلمنا فيها
ليمتد بجسده للأمام قائلا:
-وأنا جايلك بخصوص كدة
لتتدقق النظر إليه بتفحص،ليردف بإندفاع:
-تتجوزني
**************************
ساعدته علي لململة أمتعته وأعدت له حقيبته..
وبعد التوديع الحار بينهما ليهم بالمغادرة أستوقفته
بقولها:
-آستني،باباك كان أداني الورق ده عشان توقعله عليه..
أعطى لورق نظرة مطولة ليردف ممسكا بقلمه:
-okفي حاجة تاني
القي لسؤاله بعدما أعطى بتوقيعه لتجيبه بإبتسامة:
-ﻻ،خلاص كدة
ليتجها الخارج حيث بانتظاره سيارته التي ستقله للمطار..ودعا بعضهما للمرة اﻷخيرة..
لترفع ناظريها للأعلي فتجد أنظاره المصوبة إليها
لتبادله بإبتسامة ...متجهة لمكتبه،
وصلت إلى مكتبه ..لتطرق الباب بخفة...لتدلف بعدما
سمح لها بالدخول..
-السلام عليكم..
ألقت بسلامها..في هدوء ليجيبها السلام بنفس هدوئها..
-أستاذ عبدالسميع،عادل كان طالب من حضرتك..
أنك توقعله على الورق ده..
نظر لها مطوﻻ..ملتقطا قلمه ليعطي بتوقيعه هو اﻵخر
فيعطيها الورق متعمدا لمس يدها..تجاهلت ماحدث
لتخرج من مكتبه صافعة الباب خلفها ،لتقول بحنق:
-واحد حقير ..أناهوريك..
فتنظر للورق أمامها بإبتسامة نصر ..
😂
..........................
دقت..الساعة..السابعة..صباح
ساعة..متأخرة..من..الليل..ل
علي..إثره..صدي..عبارتها..ل
لعمله..متوقعاً..منها..أن..
ولكنه..تعجب..عندما..وجد..م
أطرق..بأسي..متنهداً..بضيق.
كانت...تقف..خلف..باب..غرفت
بخصلات..شعرها..الفوضية..وج
كثرة..نحيبها..اتجهت..صوب..
الفراغ..لتمسک..بهاتفها..مج
**************************
كانت...راقدةً..علي..فراشها
حولهما..متأملةً..السماء..ا
وفي..عيناها..أسي..دفين..كل
كيف....أصبحت..لقمة..سائغة.
عيناها..في..خزي..لتعاود..ف
يطُرق...
اردفت...بصوت..هادئ:
-أتفضلي
أطلت..من..خلف..الباب..بيده
الأفطار..قائلة..بإبتسامة..
-صباحَ الخَير..
بادلتها..حنين..إبتسامة..با
-صباح النور
أتجهت..سناء..صوبها...وأسند
-يلا..بقي..فطارك..جهز..
اهدتها..حنين..نظرات..ممتنة
-متشكرة..أوووي..علي..تعبك.
-علي..إيه..ده..انتي..كلها.
قالتها..سناء..بإندفاع..لتش
بفضول:
-قوليلي..ياحنين..أنتي..إزا
شردت..حنين..لثواني..مر..عل
إبتسامة..في..الأفق..لتقول.
-أول..مرة..شوفتها..فيها..ك
جمبي..مقدرتش..أقاوم..سحُره
في..خيالي..ومقدرتش..أنساه.
أعادت..بناظرها..إلي..سناء.
بحماسة..مفرطة:
-اللّه..كلامك..حلوو..أوووو
أخفضت..حنين..رأسها..في..أس
الجَرس..لتعقب..سناء:
-ده..تلاقيه..محمد..هروح..أ
تقابليه..
أؤمت..حنين..رأسها..بالأستج
تتجه..صوب..الحمام..تأخذ..ح
ــــــــــــــــــــــ
أسرعت..سناء..الخُطي..قائلة
-أيوة..أيوة..حاضر
حتي..وصلت..للباب..وفتحته..
سناء بنبرة سعيدة:
-إيه..مالك....منكشح..كدة..
اردف..بنبرة..مازحة:
-طب..قوليلي..أتفضل..علي..ا
رمقته..بنظرة..شك..وقالت:
-أتفضل..
أتجها..صوب..قاعة..الجلوس..
-آمــــــال..حنين..فين؟
أجابته بنبرة..هادئة:
-ثواني..بتاخد..دش..وجاية..
مدت...بجسدها..للامام..قليل
-خيـــــر..يامحمد..في..إيه
منحها..إبتسامة..ثقة..قائلا
-ماما..وافقت..علي..حنين..و
فرغت..سناء..فاها..بدهشة..ف
كيف..اقنعها..بصحة..فكرته..
-هيه..روحتي..فين..
انتفضت..بخفة..وقالت:
لا..مفيش..
-مش..تقوليلي..مبروك..
قالها..بحزن..مصطنع..بينما.
-محمد..لازم..تسمعني
-خير
قالها..معتدلاً..بجلسته..مر
-صباح..الخير.
نظرا..الأثنان..لها...مع..ن
-صباح..النور
لتتجه..صوب..الأريكة..وتتخذ
بنبرة..متأدبة:
-ممكن..ياسونا..تعملينا..شا
تفهمت..رغبته..في..بقائهما.
-حاضر
وهمت..بالنهوض..مغادرةً..ال
بناظره..صوب..حنين..ليستطرد
-أزيك..
-الحُمداللّه..
أجابتها..بنبرة..هادئة..تحم
-خلاص..ماما..موافقة..وأنا.
قال..جملته..بحماس..لتردف..
-بس..أنا..عندي..شرطَ..صغير
تبدلت..ملامحه..للأستفهام..
-إيــــه؟
تنفست..حنين..الصعداء..لترد
-أنا..مش..عايزة..أعمل..فرح
-بس..کدة..
قالها..بإستنكار..ليردف..بإ
-علي..فكَرة..بقا..أنا..أصل
عقدت..حنين..حاجبيها..بتعجب
حاجة..تاني؟
قالهابإبتسامة..لتهز..هي..ر
-تمام..كدة..مش..ناقص.غير..
أطرقت..حنين..رأسها..بتفكير
-سيب..الموضوع..ده..عندي..م
ربت..محمد..علي..ركبتيه..بق
-تمام..جهزي..نفسك..بعد..يو
-لأ..مش..لازم
أندفعت..في..قولها..ليرمقها
-ليــــــــه..ياحنين؟
أرتبكت..في..قولها...وبات.،
-مش..عايزة..وخلاص..مش..ضرو
رمقها..بنظرة..إشفاق..علي..
**************************
كانت..تعد..الطعام..شاردة..
الباب..والقلق..يحتل..تقاسي
-مالك..يا..آية..قلقتيني..ع
قالت..عبارتها..بنبرة..قلقة
ربت..هناء..علي..خصلاتها..ب
-تعبانة..تعبانة..أوووووووو
أخرجت..عبارتها..بعسر..من..
أردفت..هناء..بنبرة..حنونة:
-أهدي..بس..يابنتي....وتعال
أتجهت..صوب..الأريكة..وجلست
هناء:
-ها..مالگ؟
آية..بحزن:
-عبدالرحمن
هناء:
-ماله؟
آية..وقد..أجتمعت..العبرات.
-مش..عارفة..ياعمتو..كل..ما
إيه؟معاه..مش..عايز..يسامحن
لحد..كدة..أمتي؟
اردفت..هناء..بهدوء:
-يابنتي....لازم..تستحملي..
علي..تصرفاته.معاكي..معلشي.
بره..هادي..
آية..وقد..تمردت..عبرة..وسق
-بس..معدتش...قادرة..أستحمل
مدت..هناء..بأطرافها..أسفل.
-لازم..تستحملي...وربنا..مش
كبريائه..وهيعلن..عن.حبه...
أؤمت..آية..براسها..أستجابة
**************************
كانت..ممتدة..بجسدها..النحي
وبقلبها..تشتعل..نيران..الأ
لتنطق..بصوت..أشبه..بالفحيح
-قربت..خلاص....وقريب..هرجع
**************************
كان..يعمل.،لضراوة..محاولاً
كيف..يتنازل..ويقبل..بالخضو
من..باعت..جسدها..ورضيت..بإ
الممنوعة...لينتشله..من..دو
عبدالرحمن..
ليلتفت..لها..قائلاً..بخفوت
حسناء..أهلاً..أتفضلي.،أقعد
ساحباً..لها..مقعداً..لتجلس
المعاتبة..بينما..حاول..هو.
-أنت..ليه..بتهرب..مني؟
عبدالرحمن..بنبرة..مرتبگة:
-العفو..أنا..معملتش..حاجة.
حسناء بإندفاع:
-لا..عملت..أنت..مش..عايز..
-أفهم..إيه؟
سألها..بريبة..لتردف..هي..ب
-إني..بحبك..
(الفصل الثاني عشر)
..........................
تهجمت..تقاسيم..وجهه..ولوي.
-حسناء..أنا..متجوز!!
لتعقب..علي..جملته..بصوت..ع
-وأنت..فاگر..أن..حاجة..زي.
أخد..قرار..زي..ده..أنا..لم
ولكن..مقدرتش..كنت..كل..يوو
وهنا..أردف..بنبرة..حنو..با
-حَسناء،،أنتي..واحدة..عاقل
نصيبك..وهيكون..واحَد..أحسن
رزقگ..وأنا..واحَد..بحب..مر
هي..بالنسبالي..كل..حاجة..و
لتجهش..ببگاءٍ..مع..صوت..مر
-بس..أنا..عايزاك..أنت،،مش.
والقلب..بينبض..بحبك..وعقلي
-أنا..مش..مناسب..ليگي..،،و
أستطرد..بعباراتها..في..حدة
-عن..إذنك..لازم..أمشي..دلو
غادر..المتجَر..بأكمله..تار
شلالاً..علي..وجنتاها..
ــــــــــــــــــــــــ
سار..عبر..الطرقات..وسط..ال
أصحة..ماقاله..عنها!؟
أم..كان..ضرورياً..لتبرير..
فقط..بات..يشعر..بالضياعَ..
**************************
أنسدل..الليل..بستاره..في..
أبهي..زينتهن،،لتسطعَ..بضوء
تم..عقد..القرآن..بينهما،وت
-ألف..مبروك!!
قالتها..سناء..بحبور..شديد.
ولطالما..كانت..المتكئ..له.
ليردف..محمد..بلهجة..تكسوها
-الله..يباارك..فيكي..ياسون
سمية..بفرحة..جاهدت..لأصطنا
-الف...مبروك..يبني..ربنا..
ليرد..محمد..مباركتها..بإبت
الصمت..فقد..أحتل..الخوف..م
-مبروک..ياحنون!!
-الله..يبارك..فيكي!!
ردت..بخفوت..مصطحبةً..إبتسا
ألتقط..محمد..كفها..ساحباً.
-طب..عن..إذنكوو..بقاا
رمقته..بنظرة..داهشة..ومن..
ــــــــــــــــــــــــ
ظلت..تجوب..الغرفة..بعينين.
كيف..وبعد..إن..كانت..ربيبة
ليقطع..خيط..خيالها..صوته..
-ها..إيه..رأيك..في..أوضتي؟
أولته..وجهها..مانحةً..إبتس
-آه..حلوة
حك..مؤخرة..رأسه..بإعتذار..
-أنا..عارف..إن..ممكن..المك
هشتغل..واكون..نفسي..وهنشتر
شوية!!
أطرقت..رأسها..خجلاً..فقد..
أهدته..ٱبتسامة..
-علي..الفكرة..أنا..حابة..ا
مع
أني..متعرفة..عليها..من..كا
أبتسم..محمد..فلم..يرد..الأ
-طب..بصي..ماما..زمانها..نا
وانتي..غيري..هدومك..هنا..ل
أومت..رأسها،،إيجاباً..ليخر
**************************
في شركة..الدمنهوري•••
وقف..يتأمل..المكان..من..زج
ينفث..دمغته..الفاهرة..حتي.
من..عدوها..لتلحق..بالأتوبي
الأفق..فمنذ..إن..وقع..نظره
البنيتن..القاتمتين..فيغلب.
البيضاء..كالقطن..بجسد..نحي
الفضفاضة..كان..جمالها..بسي
نافذته..منتظراً..خروجها..ل
-أستاذ..عبد..السميع..الورق
-تمام..حطيه..عندك..علي..ال
قال..جملته..بنبرة..آمرة..م
تطوقه..وتحضنه..لتردف..بدلا
-إيه..يابيبي..هو..أنا..موح
مد..عبد..السميع..يده....مت
-آنسة..سمر..ياريت..تلزمي..
عشان..مضطرش..اطردك..أنا..ل
للشغل،،
أغروقت..حدقتاها..بالدموع..
-أنت..بتعاملني..كدة..ليه!!
تسلي..بيها..وقتك!!
-برا..ومشوفش..وشك..هنا..تا
قالها..بصلف..ومع..نظراته..
ــــــــــــــــــــــــ
وبعد..مرور..وفترة..وجيرة..
-هي..البت..سمر..مالها؟
تساؤل..عادل..بفضول..ليجيب.
-ولا حاجة..عرفتها..مقامها
نظر..له..عادل..وجلس..علي..
-خير..ياعادل..إيه..سر..الز
سأله..عبد..السميع....ناظرا
-كنت..جاي..أقولك..إني..داخ
ترك..عبدالسميع..مافي..يده.
-هتتجوز!!
أطرق..عادل..في..شئ..من..ال
كلامه:
-أيوة..يابابا..خلاص..أنا..
-عادل..الجواز..مش..بالسهول
قالها..عبد..السميع....محذر
-عارف..يابابا.الگلام..ده..
دي..إلأ..وأنا..متأكد..منها
بيها..وبصراحة..مش..قادر..أ
قال..عبدالسميع..مداعباًإيا
-شكلك..وقعت!!
ليردف..عادل..بخجل..طفيف:
-تقدر..تقول..حاجة..زي..كدة
**************************
-يارا!!
فتحت..باب..الغرفة..مناديةً
فسرعان..ماسقط..الطبق..من..
لتجد..تلگ..الجثة..الغارقة.
ركضت..صوبها..جاثيةً..علي..
-يارا...يارا!!ليه..عملتي..
وسرعان..ما..ناولت..هاتفها.
ــــــــــــــــــــــــ
-البقية..في..حياتك!!
لفظها..الطبيب..بنبرة..متأس
ومن..حينها..أقسمت..علي..ال
للحياة..
.
.
.
-أستافقت..من..شرودها..بسخو
بكفها..في..عنف..لتعطي..إبت
لإستكمال..ثأرها..وخاصةً..ب
**************************
أنتهت..من..وضع..آخر..طبق..
من..هندابها..منتظرةً..قدوم
لتجده..يطل..من..خلف..الباب
ولكن..سرعان..مااخفي..تعبير
-أستني..أنت..رايح..فين؟مش.
ألقت..بسؤالها..بإندفاع..لي
-لأ
لتزفر..أنفاسها..بسأم..لتهت
-علي..العموم..أنا..بكرة...
تكون..موجود
لم..يرد..أن..يفصح..لها..عم
أغاظتها:
-طيب
ليدلف..لغرفته..لتتأفف..هي.
(الفصل الثالث عشر)
..........................
في قصر الدمنهوري•••
طرق عادل عدة طرقات خفيفة حتي أذن له والده بالدلوف ،دخل بخطوات
ثابتة حتي جلس علي مقعد محازي لمقعد عبد السميع ،
-خير يابابا،كنت عايزني في إيه؟
ألقي عادل بسؤاله في ريبة ليجيب والده بتقاسيم ممتعضة ظهرت جلياً
علي تقاسيم وجهه:
-بخصوص البت اللي روحَناا النهاردة عشان تتقدملها..
-مالها يابابا!!
اردف عادل بحدة طفيفة
عبدالسميع بنبرة غاضبة:
-مش مستوانا ياعادل ،انت مش شايف بيتها إزاي!!
طريقة كلام عمتها،وانا بصراحة مارتحتلهااش..
أردف عادل بنبرة حادة :
-يابابا هو انا هتجوز عمتها ولا هتجوزها هي،وبعدين احنا خلاص اتفقنا
والفرح بعد أسبوعين مالوش لزمة الكَلام فــــ الماديات..
عبدالسميع معترضاً:
-بس..ياعــــــ،،،
قاطعه عادل بصرامة:
-أنا بحبها..وهتجوزها مهما كان قرارك ،وياريت مانتكلمش في الموضوع تاني
نهض من قابلته وقد اجهمت ملامح وجهه ،صافعاً الباب خلفه بقوة
مسح عبد السميع علي وجهه بعصبية،الفتاة التي وقع في هواها،هي من
ستصبح زوجة ولده،
**************************
راقدةً علي فراشها ،ضامة ساقيها لصدرها مطوقتها بذراعيها،وقد غزي
الشوق معالم وجهها،ليدلف هو لغرفتهما ناظراً لها بهُيام قائلاً بإبتسامة
هادئة:
-مالك ياحنين؟؟
متجهاً صوبها،ليجلس بجوارها لتجيبه بنبرة أسي:
-ماما..يامحمد..وحشتيني أوووي
محمد بنبرة حنو:
-أنا عارف،وهي كمان زمانك وحشاها جامد..
اهدته إبتسامة باهتة معقبةً علي عبارته:
-ماما عمرها ما زعلت مني،هي مستغربة ليه عملت كدة،وليها حقها
ثم نظرت لعينيه مباشرةً،مستطردةً كلامها:
-أنت من رأيك المفروض أقولها؟
تحولت ملامحَه للأمتعاض مردفاًبحدة خفيفة:
-لأ ياحنين،أخوكي وباباكي مش هيرحموكي،وبعدين إذا كان علي مامتك
فإنا مستعد أجيبهالك وتيجي تزورك،وتبريلها كل حاجة..
أتسع ثغرها معلناً..عن قدوم إبتسامة لتردف بحبور:
-بجد يامحمد !!
أؤم برأسه تأكيداًلحديثه،وبحركة عفوية منها أقتربت منه معانقةً إياه
بإمتنان ليستغل هو أقترابها منه ويبادلها العناق ،لم تكن سوي دقائق
مرت عليهما دهراً،لتنحنح حنين بحرج وسط نظراته المحدقة لها بعشق
-بالمناسبة عايز أقولك علي حاجة..
قائلاً..بنبرة مازحة لتلطيف الجو..لتردف هي بخفوت خجل:
-إيه؟
نهض من أمامها متجهاًصوب الباب قائلاً:
-ثواني وجايلك!!
وبعد مرور فترة وجيزة للغاية دلف وبيده حقيبة بلاستيكة لإحد محلات
الأزياء أتجه صوبها ومد يده بالحقيبة قائلاً :
-أتفضلي..
أخذتها منه وسط نظراتها المتعجبة تفحصت الحقيبة ،لتمد يدهامخرجةً
بعض الملابس الفضفاضة مع غطاءات للشعر
-دي لمين الهدوم دي؟
سئلت بريبةً،خيفةً من أن تصح ظنونها،لياكدها محمد بإجابته:
-ليگي..
أعتدلت في جلستها،لتقف بمواجهته وبنبرة عالية نسبياً:
-لأ،أنت أكيد بتهزر..إزاي ليا!!،،وأنت عارف أني مش مُحجبة..،،
أردف محمد بنبرة هادئة:
-أهدي ياحنين ،أنا جبته عشان ده الأنسب ليگي!!
أمتعضت تقاسيمها وأردفت بنبرة عالية :
-قصدك إيه؟يعني عايز تقول اللي حصلي كان بسبب لبسي الضيق ولا
عشان شعري اللي كنت مبيناه،طب ما المحجبة والمنتقبة بيعتدو عليها
دلوقتي،ودي بقا ليه برضو،العيب مش فينا ولا في لبسنا ولا في شعرنا
العيب فيگو عقليتكو مريضة ،بتبصو علي الست من ناحية جسمها
كانها شهوة ،انتو عالم دماغگوو زبالة..
تنفست حنين الصعَداء ،وكأنها خرجت للتوها من معركة ليردف محمد
بهدوء:
-خلصتي!!
لم تجبه بل اكتقت برمقها بنظرات محتنقة وأشاحت وجهها بعيداً
ليستطرد حديثه بنبرة هادئة:
-أولاً:أنا مجبتش سيرة اللي حصل معاگي خالص..بس أنتي كان الكلام
كنتي حابساه في نفسك وقولتيه ..
ثانياً:أنا لما بقؤلك ألبسي الحجاب،يبقي عشان أنتي مراتي ولازم أعاملك
زي الملكة وأصونك وارعاكي.ومسبش اللي رايح واللي جاي يبص عليكي
لأ معلشي بقا أنتي من ممتلكاتي ومسمحش لحَد يرمش بعينه ناحيتك
أكتست وجنتاها بحُمرة الخجل،وعجزت عن التحدث وهدئت ملامحها
الثائرة ،لتلتقط الملابسَ ممعنة النظر فيها ناطقة بعد تفكير عميق:
-خلاص أنا موافقة
أبتسم محمد لأنطيال كلامه عليها بينما استطردت هي بإمتنان:
-ميرسي اوووي..شكلهم كيوت أووووي
**************************
يارا بنبرة غبطة:
-أنا فرحانة أوووي ياسمين،متأكدة أنو بيحبني..
منحته ياسمين إبتسامة جاهدت لإصطناعها لتردف بحنو:
-ربنا يفرح قلبك علي طول يايويو..كويس أنو بيحبك رغم انو عارف إنك
أرملة وعندك طفل
مضيقة عيناها بتساؤل:
-إنما قوليلي صحَ،هو هيتقدملك أمتي؟
تحولت ملامحها للحزن ولكن سرعان ما أخفته بطيف إبتسامة:
-هو قالي ،أنو هيقنع باباه ومامته وهيجي يتقدملي في أقرب وقت
-أنتي مش شايفة أن الموضوع زاد عن حده بقالو سنة بيقةلك كدة،
ومفيش جديد..
قالتها ياسمين بنبرة سئم لتردف يارا مبررةً:
-أنتي عارفة ياياسمين أن موضوعي صعب أي حد يتقابله اتتي ناسية وضعي الأجتماعي،لازم أصبر عليه شوية
فضلت ياسمين السكوت بالرغم من الشكوك التي تحتاج قلبها ولكنها
لم ترد تعكير صفو شقيقتها،،،
ــــــــــــــــــــــــ
انتشلها من دوامة ذكرياتها ذلك الصوت الطفولي،لتلتف بجانبها لتجده
ذلك الطفل القابع بجوارها ذو الخمس سنوات ،لتمنحه إبتسامة دافئة
**************************
أستقل محمدَ سيارة الأجرة متجهاً صوب قصر الدمنهوري لإحضار السيدة
سندس وخاصةً بعد مهاتفة حنين إياها وإقناعها بالمجئ فما كان لها
إلا أن أنصاعت لغريزتها الأموية فقد أكلها الشوق لرؤية أبنتها
وصل محمد لوجهته واستقل من سيارة الأجرة طالباً من السائق الأنتظار
لبضع دقائق،خرجت بعدها السيدة سندس،تلك المراءة التي احتلت حنين
مركزاً كبيراً من ملامحها،ليدلفا للسيارة معاً،كان يراقبهما من نافذته
المطلة علي بوابة القصر عادل الذي أستشاط غضباً،لرؤية والدته تستقل
السيارة مع ذلگ المُخادع كما يظنه هو،لذلك أستقل هو الأخر سيارته
ملاحقاًبهما متوعداًلشقيقته بالعقاب الردّاع...
**************************
جلس جميع أفراد الأسرة يتناولون طعامهم تترأسهم هناء،وسط ضحكات
الجميع،في حين حضر عبد الرحمن متأخراً قليلاً..
هناء بنبرة سناء:
-يسلم إيدك يايويو،الأكل طالع يجنن
آية بخجل:
-الله يسلمك ياعمتو!!
وبادرها أحمد بالثناء،في حين فضلت رحمة الصمت مع نظراتها القاسية لها
لتلتفت هناء موجهةًحديثها صوب عبد الرحمن:
-إيه أخبار الشغل ياعبدو؟
ترك عبد الرحمن الملعقة تسقط من يده علي الطبق،ليردف بهدوء:
-أنا سبت الشغل ..
فرغ الجميع فاه وأردفت هناء بدهشة:
-ليه يبني!!
ألقي بنظره صوب والدته واردف بنبرة حادة:
-حصل شوية مشاكل وسبته
ساد الصمت لدقائق ليخرج بغتة صوت آية بنبرة حماسية:
-أنا كنت سامعة أن في حضانة أتفتحت قريب ،ومحتاجين بيبي سيرتر
(baby siser)ممكن أروح أشتغل فيها لحد ما تلأقي شغل
لم تعلم مدي تهورها بجملتها ،حيث دبت النار في قلبه وأشتعلت عيناه غضباً
ليردف بنبرة ساخرة:
-تشتغلي..هه..ده كتتي في المدرسة وعملتي اللي عملتيه،آمال لو أشتغتلي
هتعملي إيه!!
اكتست وجنتاها بگل ألوان الخجل وأغروقت عيناها بالعبرات لتبادلهم
نظرات الأنگسار لتردف بصوت متهدج:
-أنا شبعت ..عن إذنكو..
وأسرعت بالنهوض لتغادر المكان قبل أن تنهمر دموعها،لتصوب هناء نظراتها
لعبد الرحمن معاتبةً إياه:
-ليه كدة ياعبدالرحمن تگسر بخاطرها!!
عبدالرحمن بنبرة جفاء:
-أنا مقولتش حاجة غلط ولا جبت حاجة من عندي..
ليلفظ أحمد بنبرة حانقة:
-حتي لو هي كدة زي مابتقول فده كان زمان هي كفرت عن غلطها،ومكناش
يصح تكلمها بالأسلوب ده قصدنا..
ليزفر عبد الرحمن أنفاسه بضجر مطوقاًذراعيه حول رأسه
**************************
وقف محمد بصحبة سندس يقرع الجرس حتي أسرعت حنين بفتح الباب
ليقع نظرها علي ةالدتها التي باظلتها بدورها إبتسامة وفي حدقتيهما
الگثير من المشاعر الجياشة،لم تتمالك حنين نفسها لتفيض العبرات علي
وجنتاها معانقةًوالدتها بلهفة شديدة ،لم تكن سندس أقل منها تأثراً
حنين بصوت متهدج من ةسط شهاقاتها:
-وحشتيني أووووي ياماما
سندس بنبرة حنونة:
-انتي اكتر يابنتي..
ليتدخل محمد قائلاًبمزاحَ:
-هنفضل واقفين هنا كتير،طب ندخل علي الأقل
دلف ثلاثتهم للصالون واتخذو مقاعدهم علي الأرائك لتظهر سمية قائلة
بنبرة رسمية:
-السلام عليگم
رد الجميع التحية ليردف محمد :
-هي دي ماما حنين ياماما اللي قولتلك عليها..المدام سندس
سمية بإبتسامة مصطنعة:
-اهلا ازيك يامدام..
سندس بنبرة هادئة:
-الحمد الله
لتقول حنين :
-دي ماما محمد ماما سمية
أؤمت سندس راسها بإبتسامة:
-تشرفت بمعرفتك
-أنا أسعد والله ،تحبي تشربي إيه؟
-لاشكراً،والله ،كلها ساعة زمن وهرجع تاني
ليلتفتو جمعيعاًلمصدر قرع الجرس الذي يقُرع بإستمرار دون توقف..
لينهض محمد قائلاً بإنزعاج :
-هروح أشوف مين..
ليتجه صوب الباب ليفتحه،حتي يجد عادل أمامه بقامته الفارعة،والغضب
يفوح منه ،ليدلف للداخل قائلاً بنبرة ساخرة:
-طب مش تقولولي كنت جيت حضرت القعدة الحلوة دي..
**************************
خرجت آية من غرفتها التي لزمتها ،حينما تأكدت من عودة الجميع
أدراجهم ،لتجده مستقلاًعلي الطاولة مغطياًبيده نصف وجهه
-ممكن تقولي لحد أمتي هتفضل تعاملني كدة؟؟
ألقت بسؤالها في عصبية شديدة ،ليزيح هو بيده عن وجهه قائلاً
بنبرة هادئة تحمل في طياتها البرود:
-حرقك أوووي كلامي؟
لتسطيش غضبا ًمن برودة أعصابه مردفةًبصوت عالي:
-أنا زهئت من معاملتك القاسية دي عارفة أني غلطت ومن حقك تعاملني كدة
بس أنت زودتها بحاول أرضي جنابك وبعمل اللي أقدر عليه عشان تسامحني
ومع ذلك مبيهزش شعرة فيك،انت إيه ياأخي !!
نهض عبد الرحمن ليقف قابلتها فيظهر فارق الطول الشاسع بينهما
لتزداد نظراته قسوةًوجفاء..تواجدت نبرات متغطرسة:
-أسامحك إزاي،أنا بسبب غلطتك أنتي دفعت تمنها حلم عمري،كنت خلاص
هسافر وهشتغل ،بس حضرتك اللي منعتي كل ده ،أشتغلت في مكان أقل
بكتير بالنسبة للشهادة اللي معايا وقبلتها علي نفسي ،وسبت الشغل
بسببك لمجرد أن بنت صاحب الشغل أعترفتلي بحبها وهي واحدة أشرف
منك بمليون مرة ومع ذلك صدتها عشان متجوز ،مع أني كان ممكن أتجوزها
عليكي ،كل ده عشان خاطرك ،أنتي مجرد كابوس أسود في حياتي
أنتي شيطانة وبسببك حياتي كلها تقلبت فوقاني تحتاني..
لم تسطع آية تصديق ما وقع علي مسامعها ،لقد أهانها،فراحت تجمع بقايا
كبريائها لتردف بعزة وأنفة:
-خلاص ياعبد الرحمن طالما مش مستحملني في حياتك وفي واحدة أشرف
مني بمليون مرة بتحبك وبتحبها وأنا واحدة شيطانة،يبقي مالهوش لزمة
جوازنا
أبتعلت ريقها بعُسر،وأردفت بصةت متهدج :
-طلقني..
**************************
أعتدلت كلاًمن سندس وحنين والصدمة قد أخذت حيزاًوافراً من تقاسيمهما
-عادل،أنت جيت هنا إزاي؟
ألقت حنين بسؤالها بتوتر شديد،ليجيبها بصوت غاضب:
-مالهوش لزمة السؤال ده
-أهدي ياعادل ،بلاش تهور
قالتهاسندس بنبرة متوترة،ليصيح عادل بجهوري:
-أهدي إزاي ياسندس هانم،وبنتك الصايـــ**ة راحت تعرفلتها علي واحد
أبن وســـ**ة
وهنا نهره محمد بقوة قائلاً بنبرة تهديدية:
-أحترم نفسك ،وأحترم حرمة البيت اللي أنت واقف فيه
سمية متدخلة في الحديث بنبرة خائفة:
-في إيه يامحمد
ألتفت محمد إليها قائلاًبتبرة هادئة ليطمئنها:
-مفيش حاجة ياماما..
قهقه عادل بسخرية ليردف بنبرة مستهزئة:
-هو أنت معرفتهاش ولاإيه؟
ليستطرد بملامح حادة:
-أصل إبنك ياحجةكان متجوزأختي عرفي،،
شهقت سمية في صدمة واضعةً بأطراف إصابعها علي فاها،ليستكمل
عادل بسخرية:
-معلشي ياحجة شكلك معرفتيش تربي..وطلع إبنك واحد أبن گ**ب
لم يتحمل محمد الأهانة الموجهة في حق عائلته وخاصة والده المتوفي
لينقض عليه قابضاًعلي تلابيب قميصه،مسدداً إياها لكمة أنزفت الدماء
من أنفه،ليدب الشجار بينهما،وسط لكمات كلا منهما لأخر
-من أنت لو راجل صح،متضحكش علي عيلة وتجوزها عرفي
قالها عادل محاولاً أستفزاز محمد،حاولتا السيدتان فض الأشتباگ
لتصيحَ حنين بكل ما أوتيت من قوة:
-كفاية ياعادل،أنت متعرفش محمد أنقذني ،عشان في واحد أعتدي عليا
ليتوقف الشجار،ويسود الصمت ،مع نظرات صدمة تراقصت علي حدقتي
أعينهم..
(الفصل الرابع عشر)
..........................
إلي متي ...سأحيا وقد أحرق الهوي قلبي،،
وقفت أناشد..بعشقك..مساكن..لبي،،
طالبت..بالغفران..ولكنك..تأ
سأرحل أجمع شتات..حبي..وقد استوطن الشجن وجداني ،،،،
-عايزني أطلقك..
لفظ عبدالرحمن عبارته والغضب يتطاير من عينيه..لتردف آية بقلة حيلة:
-أيوة ياعبدالرحمن طلقني،معدتش مستحملة العيشة معاگ..أناتعبت..
لينطق بصوت أشبه بالفحيح:
-خلاص ياآية أنتي طالق بالتلاتة..
مغادراً..من واجهتها..صافعاً..الباب خلفه بقوة..لتهوي أضاً..واضعةً أصابعها
علي فاها..لتتمرد عبراتها..متساقطةً بغزارة علي وجنتيها..ويعلو صوت
شهاقاتها..فقدجاهدت لإثبات حبها..وباتت محاولاتها تلقي..الفشل الذريع
**************************
-إيه !!
-قالها عادل بصوت خافت،وسط نظرات السيدتان المذهولة،ونظرات محمد
المعاتبة لها.
لتردف حنين بصوت مقهور:
-زي ماسمعت،
أتجه صوبها منقضاً..علي راسغها بقوة..ليردف بصوت أجش:
-أنتي كدابة،بتقولي كدة عشان تبرري غلطك..
أفلتت حنين راسغها منه بصعوبة لتستطرد بحرقة:
-وأنت فاكرني زيك،يكون في علمك اللي بتعمله في بنات الناس،أترد فيا
ولسة ربنا هيعمل فيك أكتر من كدة،عشان هو مبيسبش حق حد..
أنقض عادل يطوق خصلات شعرها حول أصابعه قائلاً بصوت عالي نسبياً:
-أنتي واحدة رخيصة،وبتعلقي شماعتگ علياا..
صرخت حنين متأوهةً،ليتدخل محمد وينتشلها من بين أنيابه،ليخبئها خلف
ظهره
قائلاً بصوت جهوري:
-أبعد إيدك عنها..متنساش إنها مراتي..وأختك عمرها ما كانت رخيصة
كفاية إنها أستحملت تعيش وسط واحد زيك او زي أبوك وفضلت محافظة
علي أخلاقها..
أنقض عادل يمسگه من تلايب قميصه قائلاًبنبرة تهديدية:
-إياک..تتدخل بيني وبين أختي..
ليردف محمد بهدوء:
-لو أختك بجد روح عاقب الحقير اللي عمل فيها كدة..
نظر له عادل مطولاً،ثم ترك تلايب قميصه بعصبية،ليردف بصوت متهكم:
-مين اللي عمل فيگي كدة،تعرفيه؟
فتصمت حنين لبرهة،ليهتف صائحاًبقوة:
-أنطقي..
-بــــ..ا..اسم..راشد..
قالتها بصوت متهدج..ليغادر تاركاً عبراتها..تتساقط بكثرة،
نظر إليها بعينين مشفقتين..ليلتف إليها..مطوقاًذراعه حول جسدها..مربتاً
علي شعرها بحنو:
-خلاص..أهدي كل حاجة..هتتحل!!
-أنا تعبت..تعبت..أووووي
قالتها بحرقة،لتتجه والدتها صوبها..ملتقطتها من وسط أحضان محمد:
-سامحني..يابنتي..معرفتش أخد بالي منك..
لتجهش حنين بالبگاء،لتستطرد سندس بحنان:
-تعالي ندخل الأوضة..أنتي تعبتي النهاردة..ولازم ترتاحي..
أنصاعت حنين لأوامرها،دلفت بصحبة والدتها للغرفة،لتأخذ قسطاًمن الراحة
-أستني هنا..عايزة أتكلم معاك..
قالتها سمية بنبرة حادة،ليلتفت محمد إليها بنظرات مرتبكة:
-خير ياماما..
لتلفظ سمية بحدة:
-أنت إزاي تخبي عليا حاجة زي كدة..!!
ليجبيها محمد بصوته الهادئ:
-عشان لو كنت قولتلك مكنتيش هتوافقي..
لتردف سمية بعصبية:
-لاوالله،ده عذر أقبح من ذنب..أنا بجد مضايقة منك ..مش مصدقة انت تعمل
كدة..
ليعقب محمد :
-هو أنا عملت حاجة غلط!!
سمية بعصبية:
-أيوة عملت،أنت إزاي قبلت تتجوزها وهي كدة،أنت مش عــــ..
قاطعها محمد بحدة:
-حنين مالهاش ذنب ياماما،هي ضحية..واللي حصلها مش بمزاجها..
وأنا أتجوزتها عشان احميها من أهلها..
سمية بنبرة حنونة:
-أنت يبني..بتضحي بمستقبلك..إزاي هتقبل تعيش معاها بعد كدة..
خلاص أهلها..عرفو طلقها وهما يبقو يتصرفو ..وأنت تستاهل واحدة أحسن
منها...
ليردف محمد بهدوء:
-بس أنا بحبها ياماما،وبالنسبالي...هي أجمل البنات في عيوني،وقلبي
مش قابل غيرها..
لتفرغ سمية فاها بصدمة..من هول ما وقع علي مسامعه ..
**************************
أشتد طرق الباب مصاحباً بقرع الجرس..لتسرع هناء صوب الباب راكضةً
-أيوة حاضر..اللي بتخبط..
لتبرم بالمقبض..لتفتح الباب..فتجد آية أمامها..بعبائتها السوداءوغطاء رأس بنفس لون الجلباب..وبيدها..حقيبة بها جميع أمتعتها
لتضع هناء يدها علي صدرها بفزع:
-آية ،إيه اللي حصل،مالك..
لترمي آية بالحقيبة أرضاً،مترميةًبأحضان هناء..ليسقط فيض عبراتها..
-أناوعبدالرحمن اطلقنا..
قالتها بصوت مكتوم ..لتشهق هناء بصدمة:
-إيه أطلقتو!!إزاي..تعالي يابنتي خشي أقعدي جوة وأحكيلي اللي حصل..
دلفتا للصالون وجلستا علي الأريكة..وبدأت آية بقص أطراف الحديث
والعبرات تتزداد أكثر..لتحضنها هناء بحنان:
-خلاص ياآية..هدي نفسك..كل حاجة هتتحل..
-في إيه ياماما مين اللي جه؟؟
لتلفت هناء لمصدر الصوت لتجدها رحمة التي كانت تمكث بالمطبخ لتجيبها :
-دي آية..اللي جات
لتتجه رحمة صوبهما..لتجد آية بحالة لايرثي لها:
-في إيه مالها آية..
لتجيبها هناء بحسرة:
-هي وعبد الرحمن أتطلقو..
لتتسع مقلتي رحمة صدمةً،لتستطرد هناء بحيرة:
-أنا مش عارفة ،إيه اللي جد،ما كان بيحبها..
لتنفجر رحمة قائلة بقسوة:
-كان بيحبها..كان..لكن دلوقتي معادش بيحبها..فكرتي قبل ماتجوزيها ليه
تفكري..هو هيقدر يتقبلها بغلطتها..ولا روحتي تجوزيهم لبعض..وهو مش
طايقها..إزاي هيقبل يعيش معاها..في بيت واحد وهو قرفان منها
هي غلطت..ومستنية منو أنو يسامحها..إزاي أصلاً هيقدر يسامحها
هي اللي عملتو مش سهل يتغفرله..
لتعتدل آية في وقفتها..لتردف بصوت مقهور:
-وأنتي مسألتيش نفسك..قبل كدة ليه أنا عملت كدة،طبعاًلا..عارفة ليه!!
عشان أنتي معشتيش اللي عشتو..لما تكوني ضحية..لعيلة...مش مهمتين
بيكي ولأسرة مفككة..مش لاقية حنان من أقرب الناس،وفجاءة يظهر
حد يعوضك بالحنان ده...ساعتها هيبقي شعورك إيه؟؟
لتردف رحمة بنبرة قاسية:
-مش كل واحدة تبقي حالتها زيك،تقوم أصل ده مبرر لغلطي..لاطبعاً..
أحنا لينا دينا وأخلاقنا..اللي بتورينا الصح..
لتجيبها آية:
-وأنا مبررتش غلطي،لأأنا غلطت..وطلبت من ربنا المغفرة..وحاولت علي
قد ما أقدر أرضي عبدالرحمن،بس هو اللي مش قابل أي حاجة مني..
أنتي كنتي قاعدة معانا..وشوفتي أنا بعمل معاه إيه،وهو بيعاملني إزاي؟
صمتت رحمة ولم تجبها فقد ألجمتها كلمات آية عن الكلام..
لتصوب نظرها ناحية الباب ،لتسمع صوت المفتاح يوضع في القفل،
مطلاً أحمد من خلفه:
-السلام عليكم..
ليجد الصمت قد حل ،ليردف بتعجب:
-في إيه مالكو..مالكو..
-مفيش.
قالتها رحمة بضيق..مغادرةً المكان..ليستطرد أحمد بقلق:
-مالك يا آية!!
لتجيبه هناء بإندفاع:
-هبقي أقولك بعدين
لتعيد بنظراتها صوب آية قائلة بحنو:
-يلا يا آية ادخلي أنتي ريحي جوة في ألاوضة..
أومت آية برأسها أستجابةً لكلام هناء،ودلفت لغرفة..
**************************
قاد سيارته والغضب..قدتملك كيانه..متوعداًله بالعذاب الأبدي،بعدما أعلمه
أحد رجاله بمكانه..ليتجه صوب النادي..حيث يجلس علي إحدي الموائد
مع أصدقائه..
أمسكه من تلايب قميصه،وسدد إليه لكمة أنزفت الدماء من أنفه
-يا حيوان..ياحقير..إزاي جاتلك الجرأة تعمل كدة في أختي..
قالها عادل بصوت جهوري،،ليجيبه باسم..بصوت متهدج:
-أنا معملتش حاجة..
ليسدد إليه لكمة مجدداً،أسقطته أرضاً،
-وكمان يتنكريا***إنك أعتديت عليها..
لتعلو شهقات الحاضرين بالصدمة..ليبرر باسم جريمته:
-أنا مغصبتهاش علي حاجة كلو كان بمزاجها مضربتهاش علي إيدها الشمال
لتتسع مقلتي عادل بصدمةً ومر علي ذاكرته،فور لقائه الأخير بإيه ،عند
إبلاغها إياه بحملها..لتفور الدماء من وجهه..
-مش أخت عادل الدمنهوري..اللي يتعمل فيها كدة يلا..
داهساً،بقدمه علي جانب وجهه،وكأنه بنتقم من ذاته،بما فعله بإية
ليلفظ بتهديد:
-وحياة أمك..ماهسيبك ياأبن***وهندمك علي عملته...
ليغادر المكان فور رؤيته حضور رجال الأمن...وبداخله شعور..ينهش من قلبه
**************************
جلس بإحدي المقاهي الشعبية،ينفث المبسم(الشيشة)بشراهة،فالبر
أنه ليس من ذوي المدخنين،إلا إن مايشعربه،أرغمه علي التدخين..
كيف وصل بهما الحال !!
لقد سئم من كل شئ!!
حاول مراراً إقناع نفسه بالعفو عنها،ولكن كان هناگ ما يحول بينهما،
والأن سوف يخسرها لأبد ،قد غزت كل مايملكه من مشاعر جياشة صوبها..
كيف سيمضي بحياته،وقد سُلبَ منه هذا الشعور..
**************************
-إيه أطلقوو!!
هتف بها أحمد في صدمة،لتجيبه هناء بحسرة،
-أيوة أطلقو،الظاهر..أن أختك كان عندها حق..أنا السبب في كل اللي حصل
حاولت أحميها من أبوها،وقلت مفيش أحسن من عبدالرحمن هيصونها
وهو أصلاًبيحبها..ومع وقت هيسامحها..وعيشتها علي كدة...وإيه النتجية
سابو بعض..
-بس مش عبدالرحمن اللي كان بيحبها ياماما!!
قالها أحمد بنبرة أسي..لتردف هناء بحيرة:
-قصدك إيه ياأحمد!!
ليزدرد لعابه بصعوبة :
-وأنا گمان كنت بحبها،كنت مجنون بيها،يمكن أكتر من عبدالرحمن ،وكنت
مستعد أسامحها وأتجوزها..بس أنتي اللي قلتي عبدالرحمن يتجوزها..
لتتسع مقلتي هناء بصدمة ..لاتصدق مايلفظه إبنها..لتردف بتعلثم:
-أحمد،مش مصدقة اللي بتقوله..أنت..
ليقطاعها أحمد بإندفاع :
-ومستعد ،أتجوزها دلوقتي وأنسيها كل اللي عاشته وأكون سندها..
وهحميها من أي حد يفكر يأذيها..
لتضع هناء رأسها بين كفيها،وقد أستولي الصداع..علي رأسها..
**************************
بعدمرور أسبوعين•••
وقفت أمام مرآتها..بفستانها الأبيض..مع غطاء..رأسها..مع مساحيق
التجميل البسيطة،غدت تتأمل نفسها..بإبتسامة تزين ثغرها..لاتصدق
فقد بات علي تحقيق هدفها خطوة واحدة..دارت بفستانها..لخلف..
لتمعن النظر فيه ،فقد أستطاعت إيقاعه في مصيدتها،ولم يكلفها
فلساً واحداً..غقد تكلف بكل شئ..
لتقع أذنها علي صوت الباب يوُصدَ..لتنظر صوبها..لتجده أمامها..
لتردف بصوت خافت:
-أستاذ عبدالسميع
(الفصل الخامس عشر)
..........................
رمقها بنظرات متفحصة،يتأمل تفاصيلها..
-خير ياأستاذ عبدالسميع في حاجة!!
قالتها بريبة ليردف هو بإبتسامة..جاهد لرسمها
-ﻻمفيش حاجة،جيت أباركلك،،
أهدته إبتسامة،مردفة بهدوء:
-الله يبارك في حضرتك..
ليقاطع أطراف حديثهما صوت عادل الذي صدر من
خلف والده:
بابا..
أوﻻه عبدالسميع وجهه ليردف:
-الف مبروك يابني..
أحتضنه عادل بحب مردفا:
-الله يباآرك فيك..
ثم يتحرر من ذراعيه ،ناظرا لها بهوي:
-الناس مستنينا برا،يلا
أومت رأسها باﻹيجاب،مطوقة ذراعها بذراعيه..ليخرجا لمقابلة الحشد..ليتعالي صوت اﻷيادي بالتصفيق..مع إبتسامات تسكن الثغر..
--------------------------
علي إحدى الطاولات، يجلسان سويا..متسامران بالحديث..
حنين:
-أنافرحانة أوووووي
محمد بإبتسامة:
-ربنا يفرحك علطول..
حنين بنبرة هادئة:
-أنا مش مصدقة اللي بشوفه،عادل أتغير خاالص..يعني أتجوز بعد ماكان رافض المبدأ،وجه بنفسو عزمني علي فرحو،ده غير انو رفع قضية علي
الحقير اللي أسمه باسم
محمد بتبرير:
-يمكن اللي حصلك كان شمعة عملها ربناآ..عشان
يهدي عاآدل..وفي اﻵخر برضو حقك يجيلك..
أهدت شقيقها إبتسامة في اﻷفق وأردفت بخفوت:
-ربنا يسعدهم مع بعض ...
ليقترب منها هامسا في أذنها:
-قريب كدة هحضرلك مفاجأة هتعجبك..
نظرت إليه بتعجب لتقول :
-مفاجأة!!
أوم برأسه مؤكدا لكلامه..
-إيه هي؟
سألته بفضول...ليبادرها بإبتسامة:
-مينفعش أقولك،كدة مش هتبقي مفاجأة
تأففت بضجر..فلم يرد إشباع فضولها..
**************************
بعدمرور شهر،،،
فتحت جفناها بتكاسل،منذ طلاقهما وهي تقيم..بمنزل عمتها..لم يلتقيا ..ولم يحاول زيارة أهله بسبب تواجدها ..لقدغزي الشحن مواطن لبها..تشعر
بلهيب حزن يشعل صدرها..من كلمات تأنيب تتلقاها
من والدتها..ورفض والدها مجئيها لبيات معه..فقد
أكتفي بقول"إنها ليست إبنته" نزعت غطاءها عنها
لتلامس أطرافها اﻷرض..وتوجهت صوب الحمام
لتأخذ حماما ساخنا..
**************************
أستيقظ علي أشعة الشمس التي أخترقت الستائر
ليفتح جفناه..فاركهما بقوة..فمنذ مغادرتها...للمنزل
أصبح يعيش فيه وحيدا..يحاول جمع أفكاره..
ﻻ ينكر بأنه يشعر بقليل من الحزن..ولكنه سرعان
مايزول ..بتوالي اﻷيام..يجب عليه أن يبدأ..حياته
من جديد ..لقد طوي صفحتها..ليفتح صفحة..بيضاء
جديدة..فقدأخرجها من حياته،مبررا إنها لم تكن قدره
يوما..فقدكانت مجرد تجربة مؤلمة لكيلايهما..
**************************
في قصر الدمنهوري،،،،
-أنا هضطر أسافر..
قالها عادل بنبرة أسفة،لتردف بحزن:
-ﻻوالله،تسافر واحنا مبقالناش شهر متجوزين..
-غصب عنى والله ياحبيتي ..أعمل إيه..بابا قال ﻻزم
أسافر أنا..معلشي..ليكي..عليا هعوضك لما أرجع
أشاحت بوجهها بعيدا..ليردف بإبتسامة:
-خلاص بقا..
لتهديه إبتسامة ساحرة..قائلة بحب:
-خلاص
--------------------------
كان يراقبهما من نافذته المطلة على الحديقة بعينين ثاقبتين..تحملان شرا..
-اللي بتعمله ده غلط
نظر لها من فوق كتفه..ليزفر أنفاسه بضيق
-أنت فاكر نفسك..محدش واخد باله إنك بتحبها..إبنك
واخد..الله ومطنش ومكدب نفسه..
ألتفت إليها..والغضب يتطاير من عينيه..قائلا:
-اياكي..تتدخلي في حاجة متخصيكش..
نظرت إليه باستحقار..مردفة بحنق:
-أنت الوحيد اللي هتخسر..
أبتعدعنها ليغادر المكان بإكمله..عاقدالعزم علي مايخطط له..
**********************
أتجه صوبها متسع الثغرين..فرح العينين قائلا بحبور:
-مبروك ياحنين مبروك..
رمقته بتعجب قائلة:
-مبروك علي إيه؟؟
-المحكمة حكمت لصالحك خلاص..والكلب ده..هيتحبس
اتسع ثغرها معلنا عن قدوم إبتسامة:
-بجد!!
لتسرع بإحتضانه..ﻻتصدق..أخيرا..حص
لم ترد يوما الذهاب لمحكمة سوىلادﻷء بشهادتها
كانت تمقت النظر إليه..هذا الذئب..قدنال جزاءه
ليردف هو بإبتسامة:
-بمناسبة الخبر الحلو..حابب أقولك على مفاجأتي
أمعنت النظر إليه..بإنصات ليخرج من جيبه..ظرف
به بعض الأوراق..عقدت حاجبيها بدهشة ليزيل دهشتها قائلا:
-ده ورق تقديمك لمدرسة..يعني..ممكن تتأخري سنة
بس على اﻷقل هتكملي تعليمك..هتبقي تعليم منزلي
لم تستطع أن تقاوم..لتسقط عبراتها على وجنتيها
لترمي بنفسها بين أحضانه..مطوقة ذراعيها حوله
ليربت علي شعرها بحنو فقدأستطاع إدخال الغبطة
لقلبها....وكل يوم تزداد عشقا له..
**************************
وقف ناظرا لهذا المحل،وكان الجو قابظا للغاية..فقد
أحتلت الظهيرة أرجاء المكان ...
عاد إليه وماكان يتوقع عودته مجددا..سار بخطوات
متباطئة..ليدفع الباب برفق...ليجدها تقف عند
إحدى اﻷقسام..تقوم بترتيبه..أتجه صوبها قائلا بهدوء:
-السلام عليكم..
ألتفت خلفها لتراه أمامها..فارغة فاها بدهشة لتقول
بخفوت:
-عبدالرحمن..
أبتسم بخفة مردفا:
أزيك ياحسناء..
لتجيب بإرتباك:
-الحمدالله..
أمرت أحد الصبية بإحضار مقعدين لهما وسرعان ماغاب دقائق..حتى كان منفذا لطلبها...
جلسا معا علي المقاعد متبادﻻ أطراف الحديث:
-إيه أخبارك؟
سألها بهدوء لتجيبه :
-أنت عارف حالتي من ساعة آخر مرة أتكلمنا فيها
ليمتد بجسده للأمام قائلا:
-وأنا جايلك بخصوص كدة
لتتدقق النظر إليه بتفحص،ليردف بإندفاع:
-تتجوزني
**************************
ساعدته علي لململة أمتعته وأعدت له حقيبته..
وبعد التوديع الحار بينهما ليهم بالمغادرة أستوقفته
بقولها:
-آستني،باباك كان أداني الورق ده عشان توقعله عليه..
أعطى لورق نظرة مطولة ليردف ممسكا بقلمه:
-okفي حاجة تاني
القي لسؤاله بعدما أعطى بتوقيعه لتجيبه بإبتسامة:
-ﻻ،خلاص كدة
ليتجها الخارج حيث بانتظاره سيارته التي ستقله للمطار..ودعا بعضهما للمرة اﻷخيرة..
لترفع ناظريها للأعلي فتجد أنظاره المصوبة إليها
لتبادله بإبتسامة ...متجهة لمكتبه،
وصلت إلى مكتبه ..لتطرق الباب بخفة...لتدلف بعدما
سمح لها بالدخول..
-السلام عليكم..
ألقت بسلامها..في هدوء ليجيبها السلام بنفس هدوئها..
-أستاذ عبدالسميع،عادل كان طالب من حضرتك..
أنك توقعله على الورق ده..
نظر لها مطوﻻ..ملتقطا قلمه ليعطي بتوقيعه هو اﻵخر
فيعطيها الورق متعمدا لمس يدها..تجاهلت ماحدث
لتخرج من مكتبه صافعة الباب خلفها ،لتقول بحنق:
-واحد حقير ..أناهوريك..
فتنظر للورق أمامها بإبتسامة نصر ..
(الفصل السادس عشر)
.......................... .......................... ..........................
توردت وجنتاها بالحمرة،ولشدة توترها راحت تفرك
أصابعها بإرتباك لتردف بصوت متهدج:
-ومرااتك!!
ليجيبها بحزن مستتر:
-احنا أتطلقنا
شهقت بصدمة لتقول :
-إزاي ده أنتو كنتو بتحبو بعض؟؟
أطرق لبرهة صامتا ثم قاال بحرقة:
-الظاهر إن الحب مش كل حاجة عشان يبقي الزواج ناجح..
وبعد لحظات دامت لدقائق صمت بينهما أعاد بسؤاله:
-ها قولتي أيه؟
ليقاطع حديثهماصوت والدها الجهوري قائلا بصرامة:
-أنت بتعمل إيه هنا؟
ألتفتا للوراء ليهبا واقفان لتردف بهدوء:
-مفيش يابابا عبدالرحمن كان جاي......
لتتوقف الكلمات بحلقها ليحثها هو بقوله:
-أنا جاي أتقدم لبنت حضرتك..
رمقه علي بغيظ ليحاول عبدالرحمن تهدئته قائلا:
-عمي أنا داخل البيت من بابه..متستعجلش في ردك
ليهدأ قليلا ومع نظرات إبنته المترجية له يضطر للمرةالثانية اﻷنصياع لها..ويؤمي رأسه إيجابا فيستأذن عبدالرحمن بالرحيل فيسمح له..
************************** *****
أنفض البيت من سكانه فخرجت الوالدة لسوق لشراء
بعض المستلزمات وذهبت رحمة للمدرسة وبقيت هي
بمفردها في البيت تنظفه حتي ﻻتكون عبئا ثقيلا
علي سكانه،وبعد فترة سمعت صوت المفتاح يوضع
في القفل فتنظر صوبه لتجده هو قدأطل من خلف
الباب،تسارعت نبضات قلبها وأخيرا ظهر أمامها
فقد أشتاقت العين لرؤياه ليجدها أمامه فيشيح بوجهه بعيدا،فتلاحظ هيئتها كاشفة عن شعرها لتسرع بالدلوف لغرفتها وتغطي شعرهافلم تعد بعد اﻵن حلاله،خرجت بعدها
وجدته يهم بالخروج لتستوقفه بندائها:
-عبدالرحمن
-نعم
لفظهابنبرة جفاء،مويلا ظهره إياها،اذردت ريقها بعصر
لتردف بخفوت:
-لوسمحت أرجع أقعد مع أهلك ولو عليااناهمشي...مينفعش تقاطعهم بسببي..
ألتفت إليها قائلا بحزم:
-متقليقيش من حاجة زي كدة..متخافيش هبقي ازورهم مع مراتي،أناقريب هتجوز
شعرت بنبض قلبها يكاد يتوقف وبغصةمريرة في حلقها لتقول بنبرة متهدجة:
-هتتجوز!!
ليجيبها بجفاء مؤكدا لكلامه:
-أيوة هتجوز وقريب أوووي كمان..
أجتمعت الدموع عند مقلتاها وتسللت الدماء بوجهها
لتجمع آطلال حبها مردفة:
-ربنا يسعدك..
أبتعد عنها مغادرا المكان لتسقط أرضا..وتجهش بالبكاء المرير..
"أي حب هذا وهو يزهق روحنا،سالبا منا حياتنا،يحينا بجسد خارت قواه،أنلقي من هذا المخادع،كلمات غزل كاذبة،يعيشنافي سراب،يهوي بنا في بؤرة ﻻمنفذ منها"
**********************
انكبت على مكتبها تذاكر بجد فالبرغم من إنها مدرسة من ذواتي التعليم المتدني،إلا إنها لم تكترث فهي أساسا لاترتادها بسبب إنها تعليم منزلي،ولكن
يكفيها بإنه يكد ليلا ونهارا لتوفير متطالباتها واحتياجاتها،تشعر بحجم مايلقاه من تعب،لذلك قررت مكأفاته وخصيصا إنها في اﻷواني اﻷخيرة
أقرت بين ذاتها بأنهاواقعة في غرامه،وقررت جهر
حقيقة مشاعرها التي تحملها في لبها له في منظور
مفاجأة،التقطت هاتفها النقال وضغطت على بعض اﻷزار لتهاتف شقيقته "سماح"هي أجدر من يساعدها
قربت الهاتف من أذنها لتبدأ بمهاتفتها واﻷتفاق على
كل شئ
**********************
-أنا خلاص قرفت منك أنت إيه مبتخافش من ربنا!!
هتفت بها سندس في ذورة غضبها،بينما كانت تحزم أمتعتها لتقول بحدة:
-أنا مش قاعدلك في البيت تاني،وأعمل اللي انت عايزه،بس خليك فاكر نهايتك قربت..
ليردف بنبرة هادئة:
-اتفضلي البيت يفوت جبل،ومتخافيش ورقة طلاقك
هتوصلك
رمقته من شعر رأسه ﻷخمص قدميه بإشمئزاز لتقول بإستحقار:
-ربنا يخدك إنسان حقير..
-تحبي السواق يوصلك ولاهتاخدي تاكسي..
طفح كيلها ولم تستطع تحمل برودة أعصابه لتغادر الغرفة ومن ثم القصر بأكمله...
************************
وصل للبيت وأدخل المفتاح بالقفل وفتح الباب،فيجدها امامه جالسة على اﻷرض ضامة ساقيها لصدرها مطوقة بذراعيها،فزع بشدة لهيئاتها
فاتجه صوبها قائلا بفزع:
-آية،مالك؟
-أنا خلاص تعبت معدتش قادرة أستحمل،يارب خدني
قالتها من وسط عبراتها المنهمرة ليندفع بقوله:
-بعدالشر عليكي،متقوليش كدة كل حاجة هتتعدي خلي عندك ثقة في ربنا..
دفست برأسها بين قدميها وزدات عبراتها مع علو شهاقاتها،،،
ليحاول تهدئتها بقوله :
-فاكرة العروسة اللي لقيتها قدام بيتك قبل كدة،وكانت جاية بإسمك؟؟
توقفت شهاقاتها ليقع علي ذكراها تلك الحادثة
-------------------
في إحدي محادثاتها السرية مع عادل،وكان جميع سكان البيت بالخارج،فإذ بها تسمع صوت قرع الجرس،فتغلق الخط مع عادل ظنا منها بإنه والدها
أتجهت صوب الباب لتفتحه،فإذ بها تجد صندوق مغلف بغلاف الهدايا ،عقدت حاجبيها بتعجب،ولكن سرعان ماظهرطيف إبتسامة إذ إنها أعتقدت لكونه عادل صاحب الهدية،لتلقطتها وتدلف بها للداخل
وجلست على أقرب مقعد لتفتحها فتجدها دمية
كانت قدحلمت يإقتناء منها منذ نعومة أظافرها
تهللت أساريرها إذا إن الدمية تحمل من وصفها
هاتفت عادل لتشكره على هديته التي بعثت الغبطة لقلبها ولكنه أنكر بأنه صاحب الهدية ولوقتها تحتفظ بها إلي اﻷن..ولا تعرف هوية من أرسلها
أنتشلها من خيالها صوته قائلا بحنو:
-أفتكريتها!!
لترفع برأسها ناظرة إليه بتعجب لتردف بخفوت:
-أيوة
-تعرفي مين صاحب الهدية!؟
ألقي بسؤاله وسط إبتسامة تزين ثغره..
-مين؟؟
-أنا
أتسعت مقلتاها دهشة،فلم يكن بحسبانها أبدا أنه صاحب الهدية لتسأله بتعلثم:
-ليه؟ليه جبتهالي!!
ليخرج تنهيدة طويلة،فيفصح عن مشاعر طالت بفؤاده كثيرا:
-عشان بحبك..
************************** *
كان قدسئم الوحدة،فراح يجوب أرجاء المنزل حتى
وصل لغرفتها،قاده حنينه للدلوف إليها فنفذ رغبته
دون تردد..وأبرم المقبض مدلفا للداخل،جاب الغرفة
بأنظاره، ومن ثم سار بخطوات متباطئة يلامس كل شئ بإطرافه،حتي ﻻحظ شئ ما ملقي أسفل الفراش
ماال بجسده ممدا بيده يلتقطه فوجده دفترا مدون عليه"مذكراتي"رمقه بتعجب وهم بفتحه حتى أوقفه
صوت رنين هاتفه،اخرج الهاتف من جيبه ليضغط ما
بدء المكالمة،بعدما تأكد من هوية المتصل،فيقول بهدوء:
-أيوة ياحسناء
ليأتيه صوتها اﻷنثوي:
-بابا وافق،تقدر تيجي عشان تتقدملي وتتفاهمومع بعض
أردف بشئ من السرور:
-خلاص ماشي ،في خلال يومين هجيب علتي ونتفق على كل حاجة..
أغلق الخط معها بعدما ودع كل منهما اﻷخر،ليعيد الهاتف لجيبه،وقدقاده فضوله لقراءة محتوى الدفتر
فجلس على الفراش ليزيح بيده غلاف الدفتر فيبدأ
بقراءة أولي سطور الصفحة.
*********************
😃
..........................
توردت وجنتاها بالحمرة،ولشدة توترها راحت تفرك
أصابعها بإرتباك لتردف بصوت متهدج:
-ومرااتك!!
ليجيبها بحزن مستتر:
-احنا أتطلقنا
شهقت بصدمة لتقول :
-إزاي ده أنتو كنتو بتحبو بعض؟؟
أطرق لبرهة صامتا ثم قاال بحرقة:
-الظاهر إن الحب مش كل حاجة عشان يبقي الزواج ناجح..
وبعد لحظات دامت لدقائق صمت بينهما أعاد بسؤاله:
-ها قولتي أيه؟
ليقاطع حديثهماصوت والدها الجهوري قائلا بصرامة:
-أنت بتعمل إيه هنا؟
ألتفتا للوراء ليهبا واقفان لتردف بهدوء:
-مفيش يابابا عبدالرحمن كان جاي......
لتتوقف الكلمات بحلقها ليحثها هو بقوله:
-أنا جاي أتقدم لبنت حضرتك..
رمقه علي بغيظ ليحاول عبدالرحمن تهدئته قائلا:
-عمي أنا داخل البيت من بابه..متستعجلش في ردك
ليهدأ قليلا ومع نظرات إبنته المترجية له يضطر للمرةالثانية اﻷنصياع لها..ويؤمي رأسه إيجابا فيستأذن عبدالرحمن بالرحيل فيسمح له..
**************************
أنفض البيت من سكانه فخرجت الوالدة لسوق لشراء
بعض المستلزمات وذهبت رحمة للمدرسة وبقيت هي
بمفردها في البيت تنظفه حتي ﻻتكون عبئا ثقيلا
علي سكانه،وبعد فترة سمعت صوت المفتاح يوضع
في القفل فتنظر صوبه لتجده هو قدأطل من خلف
الباب،تسارعت نبضات قلبها وأخيرا ظهر أمامها
فقد أشتاقت العين لرؤياه ليجدها أمامه فيشيح بوجهه بعيدا،فتلاحظ هيئتها كاشفة عن شعرها لتسرع بالدلوف لغرفتها وتغطي شعرهافلم تعد بعد اﻵن حلاله،خرجت بعدها
وجدته يهم بالخروج لتستوقفه بندائها:
-عبدالرحمن
-نعم
لفظهابنبرة جفاء،مويلا ظهره إياها،اذردت ريقها بعصر
لتردف بخفوت:
-لوسمحت أرجع أقعد مع أهلك ولو عليااناهمشي...مينفعش تقاطعهم بسببي..
ألتفت إليها قائلا بحزم:
-متقليقيش من حاجة زي كدة..متخافيش هبقي ازورهم مع مراتي،أناقريب هتجوز
شعرت بنبض قلبها يكاد يتوقف وبغصةمريرة في حلقها لتقول بنبرة متهدجة:
-هتتجوز!!
ليجيبها بجفاء مؤكدا لكلامه:
-أيوة هتجوز وقريب أوووي كمان..
أجتمعت الدموع عند مقلتاها وتسللت الدماء بوجهها
لتجمع آطلال حبها مردفة:
-ربنا يسعدك..
أبتعد عنها مغادرا المكان لتسقط أرضا..وتجهش بالبكاء المرير..
"أي حب هذا وهو يزهق روحنا،سالبا منا حياتنا،يحينا بجسد خارت قواه،أنلقي من هذا المخادع،كلمات غزل كاذبة،يعيشنافي سراب،يهوي بنا في بؤرة ﻻمنفذ منها"
**********************
انكبت على مكتبها تذاكر بجد فالبرغم من إنها مدرسة من ذواتي التعليم المتدني،إلا إنها لم تكترث فهي أساسا لاترتادها بسبب إنها تعليم منزلي،ولكن
يكفيها بإنه يكد ليلا ونهارا لتوفير متطالباتها واحتياجاتها،تشعر بحجم مايلقاه من تعب،لذلك قررت مكأفاته وخصيصا إنها في اﻷواني اﻷخيرة
أقرت بين ذاتها بأنهاواقعة في غرامه،وقررت جهر
حقيقة مشاعرها التي تحملها في لبها له في منظور
مفاجأة،التقطت هاتفها النقال وضغطت على بعض اﻷزار لتهاتف شقيقته "سماح"هي أجدر من يساعدها
قربت الهاتف من أذنها لتبدأ بمهاتفتها واﻷتفاق على
كل شئ
**********************
-أنا خلاص قرفت منك أنت إيه مبتخافش من ربنا!!
هتفت بها سندس في ذورة غضبها،بينما كانت تحزم أمتعتها لتقول بحدة:
-أنا مش قاعدلك في البيت تاني،وأعمل اللي انت عايزه،بس خليك فاكر نهايتك قربت..
ليردف بنبرة هادئة:
-اتفضلي البيت يفوت جبل،ومتخافيش ورقة طلاقك
هتوصلك
رمقته من شعر رأسه ﻷخمص قدميه بإشمئزاز لتقول بإستحقار:
-ربنا يخدك إنسان حقير..
-تحبي السواق يوصلك ولاهتاخدي تاكسي..
طفح كيلها ولم تستطع تحمل برودة أعصابه لتغادر الغرفة ومن ثم القصر بأكمله...
************************
وصل للبيت وأدخل المفتاح بالقفل وفتح الباب،فيجدها امامه جالسة على اﻷرض ضامة ساقيها لصدرها مطوقة بذراعيها،فزع بشدة لهيئاتها
فاتجه صوبها قائلا بفزع:
-آية،مالك؟
-أنا خلاص تعبت معدتش قادرة أستحمل،يارب خدني
قالتها من وسط عبراتها المنهمرة ليندفع بقوله:
-بعدالشر عليكي،متقوليش كدة كل حاجة هتتعدي خلي عندك ثقة في ربنا..
دفست برأسها بين قدميها وزدات عبراتها مع علو شهاقاتها،،،
ليحاول تهدئتها بقوله :
-فاكرة العروسة اللي لقيتها قدام بيتك قبل كدة،وكانت جاية بإسمك؟؟
توقفت شهاقاتها ليقع علي ذكراها تلك الحادثة
-------------------
في إحدي محادثاتها السرية مع عادل،وكان جميع سكان البيت بالخارج،فإذ بها تسمع صوت قرع الجرس،فتغلق الخط مع عادل ظنا منها بإنه والدها
أتجهت صوب الباب لتفتحه،فإذ بها تجد صندوق مغلف بغلاف الهدايا ،عقدت حاجبيها بتعجب،ولكن سرعان ماظهرطيف إبتسامة إذ إنها أعتقدت لكونه عادل صاحب الهدية،لتلقطتها وتدلف بها للداخل
وجلست على أقرب مقعد لتفتحها فتجدها دمية
كانت قدحلمت يإقتناء منها منذ نعومة أظافرها
تهللت أساريرها إذا إن الدمية تحمل من وصفها
هاتفت عادل لتشكره على هديته التي بعثت الغبطة لقلبها ولكنه أنكر بأنه صاحب الهدية ولوقتها تحتفظ بها إلي اﻷن..ولا تعرف هوية من أرسلها
أنتشلها من خيالها صوته قائلا بحنو:
-أفتكريتها!!
لترفع برأسها ناظرة إليه بتعجب لتردف بخفوت:
-أيوة
-تعرفي مين صاحب الهدية!؟
ألقي بسؤاله وسط إبتسامة تزين ثغره..
-مين؟؟
-أنا
أتسعت مقلتاها دهشة،فلم يكن بحسبانها أبدا أنه صاحب الهدية لتسأله بتعلثم:
-ليه؟ليه جبتهالي!!
ليخرج تنهيدة طويلة،فيفصح عن مشاعر طالت بفؤاده كثيرا:
-عشان بحبك..
**************************
كان قدسئم الوحدة،فراح يجوب أرجاء المنزل حتى
وصل لغرفتها،قاده حنينه للدلوف إليها فنفذ رغبته
دون تردد..وأبرم المقبض مدلفا للداخل،جاب الغرفة
بأنظاره، ومن ثم سار بخطوات متباطئة يلامس كل شئ بإطرافه،حتي ﻻحظ شئ ما ملقي أسفل الفراش
ماال بجسده ممدا بيده يلتقطه فوجده دفترا مدون عليه"مذكراتي"رمقه بتعجب وهم بفتحه حتى أوقفه
صوت رنين هاتفه،اخرج الهاتف من جيبه ليضغط ما
بدء المكالمة،بعدما تأكد من هوية المتصل،فيقول بهدوء:
-أيوة ياحسناء
ليأتيه صوتها اﻷنثوي:
-بابا وافق،تقدر تيجي عشان تتقدملي وتتفاهمومع بعض
أردف بشئ من السرور:
-خلاص ماشي ،في خلال يومين هجيب علتي ونتفق على كل حاجة..
أغلق الخط معها بعدما ودع كل منهما اﻷخر،ليعيد الهاتف لجيبه،وقدقاده فضوله لقراءة محتوى الدفتر
فجلس على الفراش ليزيح بيده غلاف الدفتر فيبدأ
بقراءة أولي سطور الصفحة.
*********************
😃
قصة:*الشيطانةوالملاك*
بقلمي:"هبه حامد"
(الفصل السابع عشر )
.......................... .......................... .......................... .
"كنت أظن أن الحب ماهو إلا حرباء،تتلون أمام المحب لتجعله يري الجحيم جنة،أوشيطان يحيا علي تأوهات المحبين،بالأحري هو نقمة،لكن مالبثت
أن أتضح نقيض ذلك،عندما لمحت الحب في عيناه
فالحب هو أفعال ﻻأقوال،ﻻنحتاج إلي كلمات غزل أوقصائد يتغني بها المحبون لنثبت حبنا،بل فقط مشاعر صادقة،بإمكانها أن تبرز هذا الحب،هو أتصال بين النفوس،وهذا ماغفلت عنه وأنا ﻻهية مع شخص
ظننته لي محبا،سينقذني مما أعيشه من حرمان للعواطف،ظننت أن أغداقه على بالهديا واﻷموال،أومنحه مايريد حبا،بينما الحب الحقيقى كان متجسد في هيئة ملاك كان ملاذي أينما أحتجته
لطالما كان لي الناصح اﻷمين،ولكنني كنت شيطانة،قوضت كل مايحمله لبه من مشاعر صادقة إتجاهي،أذيت روحه،وها أنا اﻷن أعترف بجرمي،وأقر
بأنني أحبه،وحتى أن تغيرت مشاعره صوبي،لكن مازال هناك سنبلة صغيرة في فؤاده تحمل مشاعر جياشة أتجاهي،وسانبتها وحتي إن صدني،جرحني بالكلام،سأتحمل سأكمل مسيرتي حتى يقر بحبه لي"
أغلق الدفتر ،والندم أحتاج قلبه،مرت بذاكرته كل كان
بوسعه ليفعله ليأذيها،حتى وإن كان ذلك يؤلم قلبه
ولكن عقله كان يثتيه علي مايفعله كان يحسبها شيطانة ولكن هي كانت تقر بأنه ملاكها،لم يستطع التحمل ليلقي بالدفتر علي الفراش ويخرج من الغرفة.
************************** *
دلفت لغرفتها بعد أن طرقت الباب عدة طرقات وسمحت لها بالدلوف،،
هناءبنبرة حانية:
-إيه ياآية،متطلعتيش تتعشي معانا ليه؟
أجابتها آية بخفوت:
-ماليش نفس ياعمتو
-مالك؟ من ساعة ما جيت من السوق وأنتي ساكتة وحابسة نفسك باﻷوضة،ولونك متغير خالص!!
تنهدت بأسي لتردف بنفاذ صبر:
-عبدالرحمن هيتجوز
أتسعت مقلتاها صدمة لتردف بصوت عالي نسبيا:
-هيتجوز!!
أومت آية برأسها إيجابا لتردف هناء بنبرة غاضبة:
-هوأتجنن!!مستحيل أوافق علي الجوازةدي
-ﻻ ياعمتو ﻻزم توافقي
قالتها آية بحرقة،لتردف هناء بتعجب:
-أنتي ياآية تقولي كدة!!!!
- أيوة ﻻزم أقول كدة،من حقه يشوف حياته خلاص،وهو يستاهل واحدة أحسن مني،أناخلاص فرصتي ضاعت وأنااللي ضيعتها،ماليش الحق أني أطالب بيها.
اجتمعت العبرات عند مقلتاي هناء لتقترب من آية لتحضنها بحنان قائلة بحب:
-ربنا يبعتلك واحد أبن حلال ينسيك كل اللي عيشته
دفست آية برأسها بين ذراعي هناء،وكأنها كانت بحاجة لذلك الحضن الدافئ.
************************** **
تم اﻷتفاق بينهما على كل شئ فقد قامت سناء بدعوة والدتها لقضاء ليلة عندها،وقامتا معا بتنظيف المنزل وتزينه،كما أعدت حنين من نفسها لترتدي فستانا يصل لركبتها أبيض اللون مع أكمام قصيرة تصل لفوق كوعها بقليل مع وضع العديد من مساحيق التجميل الهادئة وتركت العنان لخصلات شعرها بالأنسدال،،
-أنا كدة مهمتي خلصت،كل حاجة لقيت تمام..
قالتها سناء بإبتسامة تزين ثغرها،لتردف حنين بخفوت خجل:
-ربنا يخليلكي ياسناء،أنا مش عارفة من غيرك كنت
هعمل إيه
ربتت سناء علي يداها برفق لتقول:
-متقوليش كدة،المهم أنتي تعملى مهمتك علي أكمل وجه
لتستطرد بنبرة مازحة:
-سلام دلوقتي عشان زمان حبيبة مجننة ماما
وغادرت المكان بعد أن قامت كلا منهما بتوديع بعضيهما،جلست علي أقرب مقعد تنتظر حضوره
وبداخلها تتردد الكلمات التي ستقولها عند رؤيتها إياه،مربضع من الوقت،حتي سمعت صوت المفتاح يوضع في القفل مطلا هو من خلفه،ماان دلف للداخل
حتي أتسعت مقلتاه من هول مارأي حتى لمحها تقف
عند أحد المقاعد،فيقول بتهدج:
-حنين!!
أهدته إبتسامة هادئة لتسأله بخفوت:
-ها إيه رأيك؟
اصطنع إبتسامة ليسألها:
-حلو،بس ده بمناسبة إيه؟
-مفيش،بس حبيت أعملك مفاجأة يعني أنت بتعب معايا وكمان ساعدتني كتير..و..ا..و يعنى كنت عايزة أقولك..
لتعجز الكلمات عن الخروج عن حلقها وتتورد وجنتاها بحمرة الخجل،ليقترب منها مبتسما قائلا بعشق:
-قوليلها ياحنين،نفسي أسمعها منك
لتطأطأ رأسها خجلا لتقول بخفوت:
-أنا..أنا بحبك
ليهتف صائحارافعا يداه للهواء:
-وأخيرا
لتبتسم وتنظر إليه بعينين عاشقتين ليقترب منها طابعا قبلة على جبينها ليطوقها بذراعيه فتبادله هي نفس الفعل،فتكون أمسية عامرة بالحب لهذا المحبين
الذان قررا بناء حبهما على كل ماهو صالح في دنيا تلغمت فيها بالخطايا، ولكن ليس كل ماهو جميل يكتمل فيقاطع تلك اﻷمسية صوت قرع الجرس يدوي بشدة في جميع أنحاء المنزل،تبادﻻ النظرات بتعجب،لتدلف حنين مسرعة لغرفتها مرتدية زي الصلاة ويتجه محمد صوب الباب مبرما المقبض ليفتحه،فيجدها سندس وقد أحمر جفناها ليقول :
-مدام سندس
وفي تلك اللحظة جاءت حنين حتي يقع علي مرأها هيئة والدتها لتهتف بفزع:
-ماما
لتدلف سندس للداخل مع أستمرار نحيبها لتأخذها حنين ﻷقرب أريكة وتجلساها عليها فتسألها بنبرة قلقة:
-في إيه ياماما؟
لتردف سندس من وسط شهاقاتها:
-باباكي
نظرت حنين إلى محمد الذي بدي منتصا لهما فتعاود بناظرها لوالدتها
متسائلة:
-مالو؟
-شوفتي قذرته وصلت لفين،طلع بيحب مرات أخوكي
شهقت حنين واضعة يدها علي فاها لتردف:
-معقولة!!وطب عادل يعرف
أومت برأسها بالنفي مؤكدة لكلامها:
-لا مايعرفش،بعته لسفرية عشان ينفرد بيها في القصر
-أنا مش مصدقة الكلام ده!!معقولة بابا يعمل كدة!!
لتزداد عبرات سندس باﻷنهمار لتواسيها حنين بإحتضانها،بينما هو ينصت لها بتقاسيم ضجرة.
************************** *
بعد مرور يومان،،،
أستعدت اﻷسرة لهذا اليوم لذهاب لبيتها والتقدم بطلب يدها له،لم يكن أحدا يشعر بالفرحة لهذه المناسبة،حتي وإن كان هو نفسه لا يشعر به،فما مايشعر به هو الضياع...الندم..الشجن،مشاع ر متهجمة
تجتاح قلبه،
-خلي بالك من نفسك،ماشي
أومت إية برأسها أستجابة لتمرقها بنظرة أخيرة وتقبلها فتنظر ﻷحمد قائلة:
-يلا بينا،نروح نجيب أخوك
ليؤمي برأسه إيجابا ويرمقها نظرة أخيرةهو اﻷخر،فتتحاشي النظر إليه ليخرج الجميع،تاركون إياها بمفردها تتذكر آخر لقائهما
-------------------------- -----
-عشان أنا بحبك
أتسعت حدقتاها بذهول قائلة:
-نعم
ليردف بهدوء:
- أيوة أنابحبك،ومن زمان كمان،لماكنتي كل عيد بتلبسي الفستان اﻷبيض،كنت أقعد أدام الشباك وأقعد أبص عليكي،أنتي بالنسبالي ملاكي، حتي لماعرفت بالعملتيه مع ذلك مقدرتش أكرهك،أنتي سحري
فرغت فاها فيقاطع حديثهما صوت قرع الجرس،ليهديهاإبتسامة ناهضا من واجهتها متجها صوب الباب ليفتحه،بينما فرت هي بجسدها وقدبدأت اوصالهاباﻷرتجاف.
----------
أرتجفت بخفة فور تذكرهالهذ المشهد،ولكنها ماعاودت حتي دلفت لغرفتها لتغط بسبات عميق.
************************** ****
أتفقت العائلتان على كل شئ حيث أبدي عبدالرحمن بموافقته علي الشروط،فقد كان بعالم أخر،عيناه شاردتان،غادر جميع أفراد اﻷسرتان ليتركا المجال لعروسين ليتحدثا معا.
-أنا فرحانة أوووي أخيرا حلمي هيتحقق
قالتها حسناء بنبرة فرحة،بينما عبدالرحمن صامت
وكأنه ﻻيعير لكلامها أهتماما،لتهتف بخفة:
-عبدالرحمن
أفاق من شروده قائلا:
-ها،نعم
أخفضت رأسها حزنا لتقول:
-أنت مش معايا ولا إيه
-ﻷ معاكي
هتف بها في إندفاع لتمنحه إبتسامة باهتة فيبادلها هو بنفس الفعل
************************** **
ترجلت من سيارتها بعدما أمرت السائق بإنتظارها وقفت أمام إحدي البنايات المتهالكة لتتجه صوب البوابة الرئسية صاعدة الدرجات لتصل عند إحدي المنزل فتتطرق الباب بخفة فيفتح الباب ويظهر من خلفه إمراءة ذواتي العمر الخمسينات
-ماما
قالتها من وسط إبتسامتها التي تزين ثغرها
لتفصح السيدة عن ثغرهابإبتسامة أظهرت صف أسنانها لتردف:
-ياسمين
أحتضنها ياسمين بإشتياق مبادلاتها والدتها اﻷحضان والقبلات
-تعالى يابنتي أدخلي أقعدي جوة
دلفتا للداخل متجهتان ﻷقرب اريكة للجلوس عليها وتبادلا أطراف الحديث:
-آسر فين؟
ألقت بسؤالها وتتلفت بنظرها باحثة عنه،فتجيبها والدتها :
-راح يلعب مع أبن الجيران
ساد الصمت لبضع دقائق لتستطرد الوالدة بقولها:
-أنتي متعرفيش أنا مصبرة أبوكي عليه إد إيه،من ساعة اللي حصل مع يارا وهو مش طايقه
ظهرت لمعةحزن في عيني ياسمين لتردف بقهر:
-يارا غلطت، بس هي أتظلمت كتير أوووي في حياتها والسبب اﻷول في كل اللي حصلها كان سببه بابا لماجوزها لواحد مش عايزاه وأديه اهومات وسابها هي وأبنها لوحدهم،محدش كان بيحس بيها لحد ماعرفته وحبته وهو كان بيضحك عليها وسابها لمازهق منها واخرتها كانت الموت
وسرعان ماتشتعل شرارة اﻷنتقام في عيناها لتستطرد:
-بس حقها هيرجعلها وقريب كمان
لتحاول الوالدة تغيير مجرى الحديث قائلة بمرح:
-وأنتي أخبارك إيه مع جوزك
أجابتها بإبتسامة:
- تمام الحمدالله على كل حال
وهمت بالنهوض مغادرة لتقول:
- طب أناهمشي دلوقتي سلام،وأبقي سلميلي علي بابا،وخلي بالك من آسر
قالت حملتها اﻷخيرة بنبرة راجية لتجيبها والدتها:
-متخافيش آسر في عيوني
أهدتهاإبتسامة ومن ثم غادرت بعد إيصال والدتها وتوديعها.
************************
دلفت هناء للغرفتها لتجدها علي حالتها،الحزن يغزو
طياتها،رقدت بجوارها على الفراش لتقول بحنان:
-عاملة إيه؟
- حلوة؟
ألقت بسؤالها بنبرة خافتة لتردف هناء بتعجب:
-هي مين؟
-هيكون مين،مرات عبدالرحمن الجديدة،مش أنتو لسة جايين من هناك
أخفضت هناء برأسها والصمت قد ألجم الجواب في حلقها لتبادرها آية بإبتسامة مردفة:
-تعرفي ياعمتو أن أحمد طلع بيحبني
-هو قالك!!
هتفت بها هناء بدهشة،لتردف آية بهدوء:
-يبقي أنتي كمان كنتي عارفة
طأطأت هناء برأسها وعاودت لصمتها لتعقب آية بنبرة هادئة:
-أنا مش عارفة أعمل إيه وﻻ أرد عليه واقولو إيه،أنا بقيت أخاف أقعد برا معاكو أكل بسببو هو،بخاف أبص لعينيه.
أقتربت منها هناء لتربت علي شعرها:
-بصي ياآية،متخليش حبك لعبدالرحمن يغفلك عن حجات تانية أدي الفرصة لقلبك يختار وقبل ده كلو أستخيري ربنا ولو أحمد هيسعدك تأكدي إن ربنا هيكتبلك الخير.
-هو أنتي ليه بتساعديني وعلطول كنتي واقفة جمبي حتي لماعرفتي بلعملتو؟
ﻻمست بأطرافها وجنياها قائلة بحنو:
-عشان حطيت رحمة بنتي مكانك،ياتري كنت هسيبها ولا هقف جمبها وهساعدها،أنتي يابنتي أتظلمتي كتيرفي حياتك وياما كنت بقول ﻷمك خلي بالك من آية تابعيها بس هي كانت بتقولي أناعارفة أنا بعمل إيه،وخليكي متأكدة أني هفضل جمبك لحد ماتجوزي عيالك.
أغروقت عيني آية بالعبرات وقامت بأحتضانها لتقول :
-أنتي أمي اللي مخلفتينش وهفضل أحبك لحد ماأموت.
لتبادلها هناء اﻷحضان وسط عبراتها المنهمرة.
************************** ***
أظهرت عن شبح إبتسامة شيطانية بمجرد انهاءها لمكالمتها الهاتفية معه ومن ثم أسندت الهاتف علي طاولة الزينة وبداخلها تجتاح مشاعر النصر وخاصة حينما أبلغها بقدومه غدا وإنه عجل مجئيه ﻷجلها لتقول بنبرة أشبه بالفحيح:
- وأخيرا ياعادل أنت وعبدالسميع الدمنهوري هخلص منكو وهحقق اللي أتجوزتك عشانو.
***********************
بقلمي:"هبه حامد"
(الفصل السابع عشر )
..........................
"كنت أظن أن الحب ماهو إلا حرباء،تتلون أمام المحب لتجعله يري الجحيم جنة،أوشيطان يحيا علي تأوهات المحبين،بالأحري هو نقمة،لكن مالبثت
أن أتضح نقيض ذلك،عندما لمحت الحب في عيناه
فالحب هو أفعال ﻻأقوال،ﻻنحتاج إلي كلمات غزل أوقصائد يتغني بها المحبون لنثبت حبنا،بل فقط مشاعر صادقة،بإمكانها أن تبرز هذا الحب،هو أتصال بين النفوس،وهذا ماغفلت عنه وأنا ﻻهية مع شخص
ظننته لي محبا،سينقذني مما أعيشه من حرمان للعواطف،ظننت أن أغداقه على بالهديا واﻷموال،أومنحه مايريد حبا،بينما الحب الحقيقى كان متجسد في هيئة ملاك كان ملاذي أينما أحتجته
لطالما كان لي الناصح اﻷمين،ولكنني كنت شيطانة،قوضت كل مايحمله لبه من مشاعر صادقة إتجاهي،أذيت روحه،وها أنا اﻷن أعترف بجرمي،وأقر
بأنني أحبه،وحتى أن تغيرت مشاعره صوبي،لكن مازال هناك سنبلة صغيرة في فؤاده تحمل مشاعر جياشة أتجاهي،وسانبتها وحتي إن صدني،جرحني بالكلام،سأتحمل سأكمل مسيرتي حتى يقر بحبه لي"
أغلق الدفتر ،والندم أحتاج قلبه،مرت بذاكرته كل كان
بوسعه ليفعله ليأذيها،حتى وإن كان ذلك يؤلم قلبه
ولكن عقله كان يثتيه علي مايفعله كان يحسبها شيطانة ولكن هي كانت تقر بأنه ملاكها،لم يستطع التحمل ليلقي بالدفتر علي الفراش ويخرج من الغرفة.
**************************
دلفت لغرفتها بعد أن طرقت الباب عدة طرقات وسمحت لها بالدلوف،،
هناءبنبرة حانية:
-إيه ياآية،متطلعتيش تتعشي معانا ليه؟
أجابتها آية بخفوت:
-ماليش نفس ياعمتو
-مالك؟ من ساعة ما جيت من السوق وأنتي ساكتة وحابسة نفسك باﻷوضة،ولونك متغير خالص!!
تنهدت بأسي لتردف بنفاذ صبر:
-عبدالرحمن هيتجوز
أتسعت مقلتاها صدمة لتردف بصوت عالي نسبيا:
-هيتجوز!!
أومت آية برأسها إيجابا لتردف هناء بنبرة غاضبة:
-هوأتجنن!!مستحيل أوافق علي الجوازةدي
-ﻻ ياعمتو ﻻزم توافقي
قالتها آية بحرقة،لتردف هناء بتعجب:
-أنتي ياآية تقولي كدة!!!!
- أيوة ﻻزم أقول كدة،من حقه يشوف حياته خلاص،وهو يستاهل واحدة أحسن مني،أناخلاص فرصتي ضاعت وأنااللي ضيعتها،ماليش الحق أني أطالب بيها.
اجتمعت العبرات عند مقلتاي هناء لتقترب من آية لتحضنها بحنان قائلة بحب:
-ربنا يبعتلك واحد أبن حلال ينسيك كل اللي عيشته
دفست آية برأسها بين ذراعي هناء،وكأنها كانت بحاجة لذلك الحضن الدافئ.
**************************
تم اﻷتفاق بينهما على كل شئ فقد قامت سناء بدعوة والدتها لقضاء ليلة عندها،وقامتا معا بتنظيف المنزل وتزينه،كما أعدت حنين من نفسها لترتدي فستانا يصل لركبتها أبيض اللون مع أكمام قصيرة تصل لفوق كوعها بقليل مع وضع العديد من مساحيق التجميل الهادئة وتركت العنان لخصلات شعرها بالأنسدال،،
-أنا كدة مهمتي خلصت،كل حاجة لقيت تمام..
قالتها سناء بإبتسامة تزين ثغرها،لتردف حنين بخفوت خجل:
-ربنا يخليلكي ياسناء،أنا مش عارفة من غيرك كنت
هعمل إيه
ربتت سناء علي يداها برفق لتقول:
-متقوليش كدة،المهم أنتي تعملى مهمتك علي أكمل وجه
لتستطرد بنبرة مازحة:
-سلام دلوقتي عشان زمان حبيبة مجننة ماما
وغادرت المكان بعد أن قامت كلا منهما بتوديع بعضيهما،جلست علي أقرب مقعد تنتظر حضوره
وبداخلها تتردد الكلمات التي ستقولها عند رؤيتها إياه،مربضع من الوقت،حتي سمعت صوت المفتاح يوضع في القفل مطلا هو من خلفه،ماان دلف للداخل
حتي أتسعت مقلتاه من هول مارأي حتى لمحها تقف
عند أحد المقاعد،فيقول بتهدج:
-حنين!!
أهدته إبتسامة هادئة لتسأله بخفوت:
-ها إيه رأيك؟
اصطنع إبتسامة ليسألها:
-حلو،بس ده بمناسبة إيه؟
-مفيش،بس حبيت أعملك مفاجأة يعني أنت بتعب معايا وكمان ساعدتني كتير..و..ا..و يعنى كنت عايزة أقولك..
لتعجز الكلمات عن الخروج عن حلقها وتتورد وجنتاها بحمرة الخجل،ليقترب منها مبتسما قائلا بعشق:
-قوليلها ياحنين،نفسي أسمعها منك
لتطأطأ رأسها خجلا لتقول بخفوت:
-أنا..أنا بحبك
ليهتف صائحارافعا يداه للهواء:
-وأخيرا
لتبتسم وتنظر إليه بعينين عاشقتين ليقترب منها طابعا قبلة على جبينها ليطوقها بذراعيه فتبادله هي نفس الفعل،فتكون أمسية عامرة بالحب لهذا المحبين
الذان قررا بناء حبهما على كل ماهو صالح في دنيا تلغمت فيها بالخطايا، ولكن ليس كل ماهو جميل يكتمل فيقاطع تلك اﻷمسية صوت قرع الجرس يدوي بشدة في جميع أنحاء المنزل،تبادﻻ النظرات بتعجب،لتدلف حنين مسرعة لغرفتها مرتدية زي الصلاة ويتجه محمد صوب الباب مبرما المقبض ليفتحه،فيجدها سندس وقد أحمر جفناها ليقول :
-مدام سندس
وفي تلك اللحظة جاءت حنين حتي يقع علي مرأها هيئة والدتها لتهتف بفزع:
-ماما
لتدلف سندس للداخل مع أستمرار نحيبها لتأخذها حنين ﻷقرب أريكة وتجلساها عليها فتسألها بنبرة قلقة:
-في إيه ياماما؟
لتردف سندس من وسط شهاقاتها:
-باباكي
نظرت حنين إلى محمد الذي بدي منتصا لهما فتعاود بناظرها لوالدتها
متسائلة:
-مالو؟
-شوفتي قذرته وصلت لفين،طلع بيحب مرات أخوكي
شهقت حنين واضعة يدها علي فاها لتردف:
-معقولة!!وطب عادل يعرف
أومت برأسها بالنفي مؤكدة لكلامها:
-لا مايعرفش،بعته لسفرية عشان ينفرد بيها في القصر
-أنا مش مصدقة الكلام ده!!معقولة بابا يعمل كدة!!
لتزداد عبرات سندس باﻷنهمار لتواسيها حنين بإحتضانها،بينما هو ينصت لها بتقاسيم ضجرة.
**************************
بعد مرور يومان،،،
أستعدت اﻷسرة لهذا اليوم لذهاب لبيتها والتقدم بطلب يدها له،لم يكن أحدا يشعر بالفرحة لهذه المناسبة،حتي وإن كان هو نفسه لا يشعر به،فما مايشعر به هو الضياع...الندم..الشجن،مشاع
تجتاح قلبه،
-خلي بالك من نفسك،ماشي
أومت إية برأسها أستجابة لتمرقها بنظرة أخيرة وتقبلها فتنظر ﻷحمد قائلة:
-يلا بينا،نروح نجيب أخوك
ليؤمي برأسه إيجابا ويرمقها نظرة أخيرةهو اﻷخر،فتتحاشي النظر إليه ليخرج الجميع،تاركون إياها بمفردها تتذكر آخر لقائهما
--------------------------
-عشان أنا بحبك
أتسعت حدقتاها بذهول قائلة:
-نعم
ليردف بهدوء:
- أيوة أنابحبك،ومن زمان كمان،لماكنتي كل عيد بتلبسي الفستان اﻷبيض،كنت أقعد أدام الشباك وأقعد أبص عليكي،أنتي بالنسبالي ملاكي، حتي لماعرفت بالعملتيه مع ذلك مقدرتش أكرهك،أنتي سحري
فرغت فاها فيقاطع حديثهما صوت قرع الجرس،ليهديهاإبتسامة ناهضا من واجهتها متجها صوب الباب ليفتحه،بينما فرت هي بجسدها وقدبدأت اوصالهاباﻷرتجاف.
----------
أرتجفت بخفة فور تذكرهالهذ المشهد،ولكنها ماعاودت حتي دلفت لغرفتها لتغط بسبات عميق.
**************************
أتفقت العائلتان على كل شئ حيث أبدي عبدالرحمن بموافقته علي الشروط،فقد كان بعالم أخر،عيناه شاردتان،غادر جميع أفراد اﻷسرتان ليتركا المجال لعروسين ليتحدثا معا.
-أنا فرحانة أوووي أخيرا حلمي هيتحقق
قالتها حسناء بنبرة فرحة،بينما عبدالرحمن صامت
وكأنه ﻻيعير لكلامها أهتماما،لتهتف بخفة:
-عبدالرحمن
أفاق من شروده قائلا:
-ها،نعم
أخفضت رأسها حزنا لتقول:
-أنت مش معايا ولا إيه
-ﻷ معاكي
هتف بها في إندفاع لتمنحه إبتسامة باهتة فيبادلها هو بنفس الفعل
**************************
ترجلت من سيارتها بعدما أمرت السائق بإنتظارها وقفت أمام إحدي البنايات المتهالكة لتتجه صوب البوابة الرئسية صاعدة الدرجات لتصل عند إحدي المنزل فتتطرق الباب بخفة فيفتح الباب ويظهر من خلفه إمراءة ذواتي العمر الخمسينات
-ماما
قالتها من وسط إبتسامتها التي تزين ثغرها
لتفصح السيدة عن ثغرهابإبتسامة أظهرت صف أسنانها لتردف:
-ياسمين
أحتضنها ياسمين بإشتياق مبادلاتها والدتها اﻷحضان والقبلات
-تعالى يابنتي أدخلي أقعدي جوة
دلفتا للداخل متجهتان ﻷقرب اريكة للجلوس عليها وتبادلا أطراف الحديث:
-آسر فين؟
ألقت بسؤالها وتتلفت بنظرها باحثة عنه،فتجيبها والدتها :
-راح يلعب مع أبن الجيران
ساد الصمت لبضع دقائق لتستطرد الوالدة بقولها:
-أنتي متعرفيش أنا مصبرة أبوكي عليه إد إيه،من ساعة اللي حصل مع يارا وهو مش طايقه
ظهرت لمعةحزن في عيني ياسمين لتردف بقهر:
-يارا غلطت، بس هي أتظلمت كتير أوووي في حياتها والسبب اﻷول في كل اللي حصلها كان سببه بابا لماجوزها لواحد مش عايزاه وأديه اهومات وسابها هي وأبنها لوحدهم،محدش كان بيحس بيها لحد ماعرفته وحبته وهو كان بيضحك عليها وسابها لمازهق منها واخرتها كانت الموت
وسرعان ماتشتعل شرارة اﻷنتقام في عيناها لتستطرد:
-بس حقها هيرجعلها وقريب كمان
لتحاول الوالدة تغيير مجرى الحديث قائلة بمرح:
-وأنتي أخبارك إيه مع جوزك
أجابتها بإبتسامة:
- تمام الحمدالله على كل حال
وهمت بالنهوض مغادرة لتقول:
- طب أناهمشي دلوقتي سلام،وأبقي سلميلي علي بابا،وخلي بالك من آسر
قالت حملتها اﻷخيرة بنبرة راجية لتجيبها والدتها:
-متخافيش آسر في عيوني
أهدتهاإبتسامة ومن ثم غادرت بعد إيصال والدتها وتوديعها.
************************
دلفت هناء للغرفتها لتجدها علي حالتها،الحزن يغزو
طياتها،رقدت بجوارها على الفراش لتقول بحنان:
-عاملة إيه؟
- حلوة؟
ألقت بسؤالها بنبرة خافتة لتردف هناء بتعجب:
-هي مين؟
-هيكون مين،مرات عبدالرحمن الجديدة،مش أنتو لسة جايين من هناك
أخفضت هناء برأسها والصمت قد ألجم الجواب في حلقها لتبادرها آية بإبتسامة مردفة:
-تعرفي ياعمتو أن أحمد طلع بيحبني
-هو قالك!!
هتفت بها هناء بدهشة،لتردف آية بهدوء:
-يبقي أنتي كمان كنتي عارفة
طأطأت هناء برأسها وعاودت لصمتها لتعقب آية بنبرة هادئة:
-أنا مش عارفة أعمل إيه وﻻ أرد عليه واقولو إيه،أنا بقيت أخاف أقعد برا معاكو أكل بسببو هو،بخاف أبص لعينيه.
أقتربت منها هناء لتربت علي شعرها:
-بصي ياآية،متخليش حبك لعبدالرحمن يغفلك عن حجات تانية أدي الفرصة لقلبك يختار وقبل ده كلو أستخيري ربنا ولو أحمد هيسعدك تأكدي إن ربنا هيكتبلك الخير.
-هو أنتي ليه بتساعديني وعلطول كنتي واقفة جمبي حتي لماعرفتي بلعملتو؟
ﻻمست بأطرافها وجنياها قائلة بحنو:
-عشان حطيت رحمة بنتي مكانك،ياتري كنت هسيبها ولا هقف جمبها وهساعدها،أنتي يابنتي أتظلمتي كتيرفي حياتك وياما كنت بقول ﻷمك خلي بالك من آية تابعيها بس هي كانت بتقولي أناعارفة أنا بعمل إيه،وخليكي متأكدة أني هفضل جمبك لحد ماتجوزي عيالك.
أغروقت عيني آية بالعبرات وقامت بأحتضانها لتقول :
-أنتي أمي اللي مخلفتينش وهفضل أحبك لحد ماأموت.
لتبادلها هناء اﻷحضان وسط عبراتها المنهمرة.
**************************
أظهرت عن شبح إبتسامة شيطانية بمجرد انهاءها لمكالمتها الهاتفية معه ومن ثم أسندت الهاتف علي طاولة الزينة وبداخلها تجتاح مشاعر النصر وخاصة حينما أبلغها بقدومه غدا وإنه عجل مجئيه ﻷجلها لتقول بنبرة أشبه بالفحيح:
- وأخيرا ياعادل أنت وعبدالسميع الدمنهوري هخلص منكو وهحقق اللي أتجوزتك عشانو.
***********************
قصة:*الشيطانةوالملاك*
بقلمي:"هبه حامد"
(الفصل الثامن عشر )
.......................... .......................... .........................
انفتحت بوابة القصر علي مصرعيها ﻷستقباله،ترجل من سيارته،وقدأمر رجل اﻷمن بإعادة السيارة للجراج ،سار في حديقة بين اﻷشجار الفارعة حتي مر للحديث بين رجلين اﻷمن،فلفت انتباهه سماعه لذكراسم والده وياسمين ومن ثم إنتابه الفضول لمعرفة مجرى الحديث،فأختبأ خلف إحدي اﻷشجار
- يبني ده مبيلش عينومن عليها!!
-معقولة!!إزاي يحب مرات إبنه؟؟
-نقول إيه الضمير مات،ده لو عادل بيه عرف أن أبوه بيحب مراته،هيخربها فوق رأسه.
تشدقت ملامح وجهه وفارت الدماء لرأسه فور سماعه لجملة اﻷخيرة،انقض علي اﻷخير مسددا إليه لكمة أسقطته أنزفت الدماء من فمه ليهتف بصوت جهوري:
-يابن***إزاي تتكلم عن أسيادك بالطريقة دي،بتعض اﻷيد اللي اتمدتلك ياحق**ر
أنهال عليه بالضرب واللعن ليحاول زميله فك اﻷشتباك بينهما بقوله المرتجف:
-يابيه والله مانقصد حاجة أحنا بنقول اللي بنسمعه من الخدمات.
توقف عادل لوهلة ولوي فمه بإمتعاض ليردف بخشونة:
-إيه!!
أزدرد الرجل ريقه ليقول بخفوت:
- يابيه كذا خدامة قالت أنها بتشوف اﻷستاذ عبد السميع بيتسحب بالليل ﻷوضة المدام.
أتسعت حدقتاه بالذهول وقد شحب وجهه ناهضا من علي الرجل لم تستطع قدماه أن تحملاه ليستند بذراعه على إحدى جذوع الشجرة،ومر شريط ذكرياته أمام عيناه، نظراته إليها كلها كانت تحمل معاني الهيام إليها ورفضه التام لها كزوجة،اوقد لهيب الغضب بعيناه،وأشتعل قلبه نارا،ليهب مسرعا نحو القصر
-بابا فين؟
ألقي بسؤاله للوصيفة التي أجابت بدورها
-حضرتك هو في الشركة.
صعد الدرجات مسارع الخطي نحو مكتب أبيه مدلفا إليه حتى يفتح الخزنة مخرجا منها سلاح، حملق بالسلاح لبضع دقائق وقد نوي العزم،ترجل الدرجات مرة أخرى ليدلف للسيارته متجها الشركة.
وصل لمكتب والده ودلفه عنوة رغم رفض موظفة اﻷستقبال،دفع الباب بقوة ليقف والده قائلا بغضب:
-في إيه ياعادل في حد يدخل علي أبوه كدة!!
-بجد!!
هتف بها في سخرية ليردف عبدالسميع بهدوء:
-مالك؟
-ليه يابابا تعمل فيا كدة؟
قالها بنبرة لوم،فيعقد عبدالسميع حاجبيه بتعجب فيتسأل:
-عملت إيه!؟
علي صوته الجهوري ليهتف بصرامة:
-تحب مراتي،وتتسحب على أوضتها بالليل،دلوقتي بس عرفت ليه كانت بتكلمني وهي مضايقة وكانت مبترضاش تقولي على حاجة.
-ودلوقتي أفتكرت تقولك.
لفظها عبدالسميع بنبرة باردة تمتزج بالهدوء،ثم أولاه ظهره ممعنا النظر من النافذة
-هي مقالتيش حاجة الخدمات هما اللي شافوك.
قهقه عبدالسميع بخفة ليعقب علي حديثه:
-الخدامين!!أنا كل يوم كنت براقبها من الشباك ده وحبتها من أول يوم شوفتها فيه،مقدرتش ابطل حبها...و
قاطعه عادل بحدة هاتفا:
-تقوم تتسحب علي أوضتها بالليل،أنت ازاي تعمل كدة وأنت عارف إنها مراتي إزاي هونت عليك وأنت بتخون إبنك اللي سايب مراتو في البيت ومأمنلك عليها.
-رغبتي فيها كانت أكبر من حبي ليك.
طفح كيله لدي إعتراف والده بجرمه ليخرج سلاحه من جيبه صارخا بحزم:
-اللي زيك مينفعش يعيش أنت ﻻزم تموت.
ألتفت إليه عبدالسميع ليجده مصوب السلاح نحوه ليردف بصوت متهكم:
-عادل أنا....
ولم يكد يكمل جملته حتى أستقرت الرصاصة بقلبه ليقع صريعا بالغا منيته.
راح يتنفس الصعداء وصدره يعلو ويهبط وسرعان ماتحولت ملامحه للقلق فيركض نحو جثته هاتفا:
-بابا....بابا.
مربتا علي وجهه بخفة لكن دون جدوى فلم تعد تجدي الندامة نفعا.
-أصحي يابابا..متموتش باباااا..بابااااا
وحينها دلف الموظفون لدي سماعهم صوت إطلاق النار ليجدو جثة عبدالسميع الغارقة في دمائهاوعادل يهزها بعنف،ليهاتف أحدهم الشرطة.
-باباااااااا...أصحي يابابا....
أنهمرت عبراته وملئت وجنتاه،وبعد مرور بضع من الوقت حضر الشرطة مكبلينه باﻷصفاد،فيخرج وسط نظرات الموظفين المحملقة له منها الحزن ومنها الشماتة ومنها المعاتبة.
*******************
-حنيييييين
هتفت بها سندس في فزع ظهر جليا علي تقاسيم وجهها،لتهرول إليها حنين قائلة بقلق:
-مالك ياماما في إيه؟
أشارت بإصبعها صوب التلفاز الذي كانت تشاهده،فتظهر صورة عادل مكبل اليدين دالفا للعربة الشرطة، التقطت حنين جهاز التحكم اﻷلكتروني لترفع من صوت التلفاز:
(شهد اليوم مقتل المرحوم عبدالسميع الدمنهوري صاحب شركات الدمنهوري للتصدير على يد ولده عادل في الشركة وسط ذهول من جميع الموظفون تنقل الجثة إلي المشرحة وينقل عادل الدمنهوري لقسم الشرطة لإدلاء بإقواله )
شهقت حنين بصدمة فارغة فاه وقد تلألأت عيناه بالعبرات بينما سندس لم تتحمل فراحت تنهمر عبراتها على وجنتاها في تلك اللحظة حضر محمد ووالدته لدي سماع الخبر،خبئت حنين بكفيها وجهها بينما أنتفض جسدها جراء شهاقاتها المكتومة،قربها منه ليطوقها بذراعيه وبيده ربت علي شعرها بحنو
ليواسيها بقوله:
-أهدي ياحنين خلاص،ادعيله بالرحمة.
في حين كانت سمية تواسي سندس.
**************************
ضغطت علي زر إغلاق التلفاز من جهاز التحكم اﻷلكتروني،وقدأعتلتها سعادة عامرة لتقول بخفوت:
-وأخيرا،خدت بتار اختي منك ياعادل الدمنهوري،إن شاء الله تكون عبرة للناس.
نهضت من اﻷريكة صاعدة الدرجات لتدلف لغرفتها فتستلقي علي السرير وقد داهمتها إبتسامة شامتة.
************************** *******
صعقت آية لدي سماعها لخبر حتى تردف هناء بقولها:
-الواحد مش عايز يشمت في مصايب الناس،بس هو خد جزاته،اللي بيلعب ببنات الناس ربنا مبيسبوش.
عنوة عنها تمردت عبرة وقدقبلت بالسقوط ولكنها سرعان ما أزلتها بكفها بسرعة لكيلا يلاحظها أحد،فتردف بنبرة هادئة:
-أنا عايز اروحله ياعمتو.
نظرت إليها هناء بصدمة قائلة بحدة:
-نعم،عايزة تروحيله!!
ألتفتت إليها آية وحاصرت يداها بين كفيها لتقول برجاء:
-لو سمحتي ياعمتو أنا ﻻزم أروحله،لازم أخد بحقي منو،وعلى اللي عمله فيا.
أضطرت هناء ﻷنصياع لرغبتها لتردف بقلة حيلة:
-طيب ياآية،بس بشرط،مش هتروحي لوحدك هتاخدي أحمد معاكي.
سارعت نبضات قلبها وقدأحمرت وجنتاها لتردف بخفوت:
-بس ياعمتو...أ..
-مفيش بس،لازم يروح معاكي أنا مش هقدر أروح معاكي مبحبش روحة السجون ورحمة في المدرسة ومش هترضي تروح.
قاطعتها بحدة لدى قولها،وفجأة لانت ملامحها بإبتسامة لتقول بحنو:
-لازم تدي لنفسك فرصة تانية.
أومت آية برأسها إيجابا بينما كانت تقاسيمها مرتبكة.
************************
جلس في السجن اﻷنفرادي بعدما أقر بكل شئ في إنتظار العربة التي ستقله لمحكمة حتي تنطق بحكمها حاصر وجهه بكفيه وراح يندب حظه كيف طاوعه قلبه ليضغط الزناد مطلقا الرصاصة عليه!!
حتى سمع قول الحارس قائلا له:
-عندك زيارة.
رفع رأسه ليجدها ياسمين فيهتف بأسي:
-ياسمين.
أهدته إبتسامة باهتة بينما هب هو واقفا ليتجه صوبها قائلا بنبرة إشتياق:
-ياسمين أنا بجد محتجالك.
عادت للوراء عدة خطوات وقدتحولت ملامحها للجمود ليعقد هو حاحبيه بتعجب ليسأل بقلق:
-مالك ياياسمين؟بتبعدي كدة ليه؟
أطلقت ضحكة ساخرة لتردف:
-أنا مش عارف أواسيك ولا أشمت فيك.
-تشمتي فيا!!
قال جملته بتعجب ليستطرد قوله:
-تشمتي فيا إزاي!!
-يعني مثلا أنت تستاهل اللي حصلك أو ياريت يعدموك أحسن.
دبت الصاعقة في جسده ليقول بخفوت:
-إيه اللي بتقوليه ده ياياسمين،أناجوزك!!
أطلقت قهقهة عالية لتردف بنبرة إستفزازية:
-جوزي!!أنا أصلا أتجوزتك عشان توصل لكدة،ماهي
دي كانت خططتي.
أتسعت حدقتاي عيناه بالذهول ليقول بصدمة:
-خطة!!
-أناهفهمك.
ومدت يدها بحقيبتها لتخرج منها صورة صغيرة ومن ثم أدراتها إليه لتقول:
- فاكر البنت دي؟
نظر الصورة مطولا لتستطرد هي بحزن:
-دي واحدة من ضحاياك،لﻷسف وثقت فيك وحبتك وادتك كل اللي أنت عايزه وأنت ضحكت عليها قولت هتجوزها وبعد ما زهقت منها رميتها رمية الكلاب ومقدرتش تستحمل راحت أنتحرت.
تعلثمت الكلمات بحلقه:
-أنا...أنا..
أردفت بصوت جاد وقدأشتعلت عيناها ضجرا:
-دي تكون أختي،كانت معاك في الجامعة كانت بتحبك ولما خلصت جامعة بابا جوزها لواحد غصب عنها وخلفت منو آسر وبعدها بفترة جوزها أتوفي وبالصدفة قابلتك بس أنت معرفتهاش وفرحت في اليوم اللي أعترفتلها فيه بحبك الكداب،بس أنا أقسمت في اليوم اللي أنتحرت فيه أن هاخد بحقها منك ياعادل،هاخد منك كل حاجة بتحبها فلوسك ..عربيتك ..قصرك..ولما عرفت أن أبوك بنفس قذراتك أستغليت كدة،وأديني أهو حققت اللي عايزاه وأبوك في القبر وانت مرمي في السجن زي الكلاب.
لم يستطع عادل تحمل وقع الكلمات عليه ليردف بخفوت:
-قصدك إيه بفلوسك كلها ملكي؟
أبدت إبتسامة جانبية قائلة بشماتة:
-يعني أبوك اتنازلي عن كل ثروتك
وسرعان ما أدخلت يدها بحقيبتها خارجة منها ملف به بعض الأوراق مستطردة:
-ده تنازل من أبوك عن الورث.
ومن ثم قلبت الصفحة للورقة أخري مستطردة:
-ودي ورقة طلاقك مني.
-إزاي ده ماحصلش،أنتي كداااااابة!!
صرخ بها في ذهول تام لتجيبه بإنتصار:
-ﻷحصل،طلبت توقيعك أنت وأبوك على بعض اﻷوراق ورحت لواحد شاطر ينسخلي التوقيع على الورق ده.
مد يده ليخرجها من بين قطبان الزازنة يحاول اﻷمساك بها بين قبضتيه صارخا بغيظ:
-أنتي شيطاااااانة،يابنت***يا****
أهدته إبتسامة شامتة تحمل في طياتها السخرية
ليأتي الحارس من فوره هاتفا بتذمر:
-الزيارة خلصت.
أعادت ياسمين كل شئ لحقيبتها (الصورة والملف )
لتردف بهدوء:
-أنا خلاص خلصت
أوم الحارس رأسه وثم أنصرف للخارج بينما ألتفت إليه قائلة:
-سلام بقاا عندي فلوس مستنياني.
-أستني.
هتف بها في غل ليلقي بسؤاله:
-بلبل فعلا كان بيتعرضلك؟
ألتفتت إليه لتقول بنبرة جامدة:
-ﻷ،بس أنا رشيت بتوع اﻷمن وكام خدامة عشان يقولو الكلمتين دول.
غادرت من أمامه ثابتة الخطي بينما راح هو يصرخ بحقد:
-ورحمة أبويا ماهسيبك يابت***لما أطلع من هنا هشرب من دمك،أنتي شيطااااانة،شيطااااااانة.
لينظر لفراغها ليجثو على ركبيته وراح يعوي كالذئب المجروح،مرردابحسرة:
-شيطااانة...شيطااانة..أنتي الوحيدة اللي حبيتها بجد أنتي اللي كنتي اللي هبدأ بيها طريقي الصح.
وسرعان ما مر أمامه طيف آية وهي تردد جملتها:
-حسبي الله ونعم الوكيل فيك
فاضت العبرات من جفناه ليجد بجواره زجاجة ماء فيلتقطهاثم يهوي بها في الحائط لتتناثر أشلاءها أرضا،حملق بها لثواني بعينين يائستين والتقط إحدى أشلاءها ليعلن عن نهايته المحتومة،يطوي بها دفتر حياته للأبد وقد أختار أن يسلك الدرب الخطئ وهاقد نال عقابه.
************************** **
وضعت أخر دبوس في غطاءرأسها ثم وقفت أمام المرآة تعدل هندابها حفظت الكلمات التي ستقولها عند رؤيته لعادل ومع ذلك تتسارع نبضات قلبهاليس خوفامن رؤيته هو بل لوجودها معه كانت تتحشاه منذ إقامتها بمنزله ومع ذلك لم يئس هو من نظراته العاشقة لها.
خرجت من غرفتها لتجده يجلس مع والدته متبادﻻن أطراف الحديث رغم إراتدائها لجلباب أسود وغطاءشعر أسود إلا إن نظراته لها جعلتها تظن انهاترتدي أجمل الملابس،راحت تفرك يداها بإرتباك لتنكزه هناء في يده مع نظراتها المحذرة،هب واقفا قائلا بهدوء:
-خلاص
أومت آية برأسها لتردف بخفوت خجل:
-آه
تكلمت هناء بنبرة محذرة:
-خلي بالك منها.
نظر أحمد لوالدته قائلا:
-حاضر
ومن ثم أتجه صوب الباب مبرما المقبض ليفتحه تنحنح جانبا ليفسح لها المجال لتخرج ثم خرج خلفها وقبل إغلاقه للباب غمز للوالدته التي أهدته إبتسامة.
ترجلا الدرجات حتي وصلا للشارع اشاربيده للسيارة أجرة لتتوقف ودلفا فيها معا.
************************** *******
حاول محمد إطعام حنين التي تأبي تناوله ليتأفف بسئم:
-ﻻزم تاكلي ياحنين مينفعش اللي بتعمليه في نفسك ده.
- ماليش نفس يامحمد،بالله عليك متغصبنيش على حاجة.
أنزل الملعقة ووضعها على طبقها لتردف بخفوت تعب:
-ليه عمل كدة!!إزاي قدر يقتله!!ده كان علطول سنده وبيخبي عليه كل حاجة!!ده هو اللي قالي مقولش لماما على خيانة بابا ليها!!ليه ياعادل ليه!!
قرب محمد يده لخصلات شعرها ليقول بهدوء:
-احنا منعرفش مبرر اللي عمله،المفروض تدعيله بالرحمة وتقرولي قرآن وعادل كدة كدة هيتحاسب سواء في الدنيا أو في اﻷخرة.
************************** ****
كانا يسيران معا في الطرقات متجاولان في كل المحلات ﻷستكمال ما ينقص بيتهما الجديد.
-أنا جوعت تعالى نقعد في مطعم عشان ناكل.
لفظت بها حسناء في تهكم ليستجيب عبدالرحمن لرغبتها بقوله:
-تعالى نقعد في المطعم اللي في أخر الشارع.
اتجها سويا إلي وجهتهما ودلفا إليه ثم جلسا علي مقعدين بعدما طلباوجبتهما وتبادلا أطراف الحديث:
-أنا مش مصدقة كلها شهرين وهنتجوز.
لفظت بها حسناء في غبطة عامرة بينما بادلها عبدالرحمن إبتسامة باهتة،تجمعت لديها الشجاعة ومدت يدها لتلامس يده الموضعة على المائدة وعندما شعر بيدها سرعان ماسحب يده بسرعة وقد تململ بمقعده بينما سحبت هي يدها بعدما خيب أملها
-هو أنت بجد بتحبني؟
ألقت بسؤالها في حزن ظاهر ليسارع هو في رده:
-أكيد ماهو عشان كدة هنتجوز.
أظهرت إبتسامة ساخرة لتقول:
-أنت لحد دلوقتي لسة بتحب مراتك اﻷولونية،كتابنا أتكتب وبعد شهرين هنتجوز ولسة مش عايز تتقبليني.
-أهدي ياحسناء وماتقوليش الكلام ده،أنا بحبك وآية أنا نسيتها خلاص لو مش بحبك ماكنتش أتجوزتك.
أهدته إبتسامة جاهدت ﻹصطناعها ليقاطع هذا الجو المشحون بالتوتر قدوم النادل لتقديم طلبهما.
************************** *****
-إيه مات!!
هتفت بها آية في صدمة بالغة ليجبيها موظف اﻷستقبال بنبرة رسمية:
-أيوة مات،دخل الحارس يقدمله اﻷكل لقاه مقطع شراينيه ولما نقلوه لمستشفى القسم كان أتوفي.
وضعت آية بأطرافها على فاها وفاض شلال عبراتها
-طب شكرا لحضرتك.
لفظ بها أحمد بعدما مد يده في جيب بنطاله ليخرج منها النقود وأعطاها لرجل، ثم أخذ آية للخارج.
راحت تنهمر عبراتها بغزارة ليحاول مواساتها بقوله:
-خلاص ياآية...أهدي..
بينما دأبت في عملها لم يستطع التحمل ليقربها منه ويحتضنها مربتا على رأسها بحنو:
-خلاص متضايقيش نفسك،ده اللي كان يستاهله.
-أنا متوقعتش أن اﻷمور توصل لكدة،أنا أفتكرته هيتحبس وخلاص.
هتفت بها بصوت مكتوم لتلاحظ بعد فترة أنه يعانقها لتتبعد عنه وقد أحمرت وجنتاها لتردف بتهدج:
-أنا..أنت..
ليريحها عناء الكلام قائلابإبتسامة:
-خلاص اهدي،مفيش حاجة حصلت.
ومن ثم اشاربيده للسيارة أجرة وأستلقاها ليعودا أدراجهما.
************************** *******
بعدمرور يومان،،،
كان الصالون قد أكتظ بالنساء اللائي أكتسي السواد لباسهن فقد قدمن لتقديم التعازي بينما سندس كانت راقدة على اﻷريكة تأبى الطعام منذ علمها بإنتحارعادل وإن زوجته قد حصلت على كل ثروة عائلة "الدمنهوري".
في حين أستقلبت سمية الضيوف المعزية ،أما حنين فقد رفضت الخروج من غرفتها منذ مرآها لمنظر والدها وشقيقها يوضعان في القبر وتردم عليهما الرمال ومر بذكرتها مشهد لقائها بزوجة أخيها
--------------------
-أنتي واحدة زبالة،حسبى الله ونعم الوكيل فيكي.
لفظت بها سندس في قهر شديد،لتقول ياسمين بنبرة هادئة أمتزجت بالبرود:
-أنا مستعدة أديكو حقكو من الفلوس،ميصحش أخدكو بذنب عادل أو أبوه.
همت سندس باﻷنقضاض عليها ولكن سرعان ماوقف محمد حاجزا بينهما ليردف بهدوء:
-أهدي يامدام سندس.
-أنت مش شايف بتكلم إزاي،دي واحدة حرامية.
صاحت سندس بجملتها لتهدئها حنين بقولها:
-مفيش داعي تتعبي أعصابك عشانها،دي واحدة متستاهلش.
-أظن إنك هتفهمي كلامي اللي هقوله ده وخصوصا إنك واحدة من البنات اللي كانو ضحية بسبب أفعال عادل وباباكي وأتردت فيكي أنتي.
قالت جملتها بنبرة جفاء لتشتعل حنين غيظا فقد ذكرتها بذكرى أليمة لتردف بغيظ:
- ياريت متتخطيش حدودك.
تحولت تقاسيم ياسمين للضجر لتستطرد حديثها:
-أنا أختي كانت بتحب عادل من وهي في الجامعة وبعدماتخرجت بابا جوزهاغصب عنها لواحد تاني وخلفت منو وبعدها بفترة مات جوزها أتعرفت علي عادل وحبته وهو ضحك عليها واوهمها بحبه وأدته كل اللي عايزه بس لمازهق منها سابها ورماها مقدرتش تستحمل راحت أنتحرت.
أنتهت حديثها بحزن بدي علي ملامح وجهها لتستطرد:
-أبنها ذنبو إيه يعيش يتيم،كل يوم بيسألني عنها ومبقاش عارفة أرد عليه بإيه!!
وبغتة تحولت تقاسيهما للغضب جامح لتردف بغل:
-عادل ده كان ذئب في هيئة بشر،الله وأعلم كام واحدة أنتحرت زي يارا زيه.
حل الصمت علي جميع لتردف حنين بتهكم:
-يلا ياماما نمشي مالوش لازمة وجودنا هنا.
--------------------
أنتشلها من خيالها صوت طرق الباب اطل محمد من خلفه بعدما سمحت به بالدخول وبيده طبق كبير(صنية )به بعض اﻷطعمة قائلا بإبتسامة طفيفة:
- يلا عشان تاكلي.
-ماليش نفس
جلس بجوارها على الفراش وأمسك بالملعقة وغرسها بالطعام ووضعها في فاها عنوة ليردف مازحا:
-أنتي ماينفعش معاكي الذوق،هتاكلي..يعني هتاكلي
رمقته بنظرات حادة قائلة بحنق:
-أنت رخم علي فكرة.
اطلق ضحكة مرحة قائلا:
-أعملك إيه،لام تتعبيني عشان تاكلي.
وباشر في إطعامها وسط نظراتها الغاضبة ليتوقف بغتة حينما شحب وجهها ووضعت يدها على فاها لتنهض راكضة المرحاض حتى تفرغ مابمعدتها شعر بالقلق عليها ليقف خلف الباب منتظرا خروجها ليردف بقلق:
-مالك ياحنين في حاجة تعباكي.
-متقلقش تقريبا جالي برد
قالت جملتها وهي تشعر بتعب شديد ليقول بخوف:
-خلاص تعالى أرتاحي علي السرير شوية.
أتجها صوب السرير وساعدها بالنوم عليه ليضع الغطاء عليها.
************************** **
بعد مرور شهرين،،،،
وقفت أمام المرأة تعدل من هندابها فقد أرتدت
فستانا أرجواني اللون(بنفسجي )مع غطاء شعر بنفس اللون ولكن بدرجة داكنة بعض الشئ.
راحت تمعن النظر إلى نفسها بحزن بالغ فاهي بعد قليل ستحضر زفافه مع إمراءة أخرى نصحتها هناء بعدم الذهاب لعدم تحملها للأمر ولكنها تبغي أن تراه بعينها يتزوج أمامها حتي تطوي تلك الصفحة من حياتها بكاملها لتثبت لقلبها بأنه لم يعد يحبها.
خرجت من غرفتها ووجدت الجميع بإنتظارها عدا عن أحمد الذي ظل طوال اليوم برفقة أخيه
-متأكدة من اللي بتعمليه؟
سألتها هناء بنبرة قلقة لتجيبها آية:
-أيوة ياعمتو ﻻزم الموضوع ده ينتهي.
----------------------
وصلت كلا من رحمة وآية إلي قاعة الزفاف التابعة ﻹحد النوادي بعدما أصرت هناء علي رحمة الذهاب مع آية بينما ستتوجه هي إلى مصفف الشعر لتكون بجوار ولدها
ظلت رحمة تأفف طوال الوقت بينما آية تشعر بحزن يجتاح قلبها وبعد مرور بعض من الوقت كانت قد علت أصوات مشغل الموسيقى لدى وصول العروسين دلفا للقاعة وسط تصفيق الحضور في تلك اللحظة تسارعت نبضات قلبها وبدأت أوصالها باﻷرتجاف ودبت الفشعريرة بجسدها لتتلأﻷ مقلتاها بالدموع.
************************** *
جالسة علي فراشها يعتليها شعور غريب مع إزياد شعورها بالغثيان وشعور المتواصل بالنوم أخبرتها والدتها بعمل إختبار وقدكانت نتجية اﻷختبار موجبة ﻻتصدق إنها تحمل بين أحشائها طفلا،ستصبح أما
لم تعي ماذا عليها أن تفعل،كيف يمكنها أن تخبره.
أخرجت تنهيدة سائمة لتضع بيدها علي بطنها.
************************
بلغت قدرة التحمل عندها حد الطاقة فور رؤيتها ﻷياهما يقدمان المشروب لبعضهما ويلتقطان الصور
خرجت من القاعة لتقف بإحدي الحدائق التابعة للنادي وقدعلت شهاقاتها وراح جسدها يعلو ويهبط وضعت يداها علي وجهها
-آية
ألتفتت للوراء لتجده أحمد الذي غزت تعابير القلق ملامح وجهه مسحت بأكمام فستانها عبراتها قائلة بخفوت:
-أنا كنت اتخنقت من جو جوة فطلعلت أشم شويةهوي.
- لحد أمتي هتفضلي كدة وهتكابري،خلاص ياآية أتجوز وبقاله بيت وزوجة.
قالها في نبرة حادة لتنهره هي بقوة:
-لو سمحت ياأحمد مش عايزة أتكلم في الموضوع ده.
-ﻻ هتكلم والنهاردة بالذات،أنتي عمالة تتجاهليني وعارفة أني بحبك ومستعد أجبلك لبن العصفور لوطلبتي.
أردفت بنبرة حادة :
-يعني عايز إيه دلوقتي؟
-تتجوزيني!!
قالها بنبرة جادة،بينما عاودت نبضات قلبها بالتسارع مرة أخرى وتوقف عقلها عن التفكير.
*********************
بقلمي:"هبه حامد"
(الفصل الثامن عشر )
..........................
انفتحت بوابة القصر علي مصرعيها ﻷستقباله،ترجل من سيارته،وقدأمر رجل اﻷمن بإعادة السيارة للجراج ،سار في حديقة بين اﻷشجار الفارعة حتي مر للحديث بين رجلين اﻷمن،فلفت انتباهه سماعه لذكراسم والده وياسمين ومن ثم إنتابه الفضول لمعرفة مجرى الحديث،فأختبأ خلف إحدي اﻷشجار
- يبني ده مبيلش عينومن عليها!!
-معقولة!!إزاي يحب مرات إبنه؟؟
-نقول إيه الضمير مات،ده لو عادل بيه عرف أن أبوه بيحب مراته،هيخربها فوق رأسه.
تشدقت ملامح وجهه وفارت الدماء لرأسه فور سماعه لجملة اﻷخيرة،انقض علي اﻷخير مسددا إليه لكمة أسقطته أنزفت الدماء من فمه ليهتف بصوت جهوري:
-يابن***إزاي تتكلم عن أسيادك بالطريقة دي،بتعض اﻷيد اللي اتمدتلك ياحق**ر
أنهال عليه بالضرب واللعن ليحاول زميله فك اﻷشتباك بينهما بقوله المرتجف:
-يابيه والله مانقصد حاجة أحنا بنقول اللي بنسمعه من الخدمات.
توقف عادل لوهلة ولوي فمه بإمتعاض ليردف بخشونة:
-إيه!!
أزدرد الرجل ريقه ليقول بخفوت:
- يابيه كذا خدامة قالت أنها بتشوف اﻷستاذ عبد السميع بيتسحب بالليل ﻷوضة المدام.
أتسعت حدقتاه بالذهول وقد شحب وجهه ناهضا من علي الرجل لم تستطع قدماه أن تحملاه ليستند بذراعه على إحدى جذوع الشجرة،ومر شريط ذكرياته أمام عيناه، نظراته إليها كلها كانت تحمل معاني الهيام إليها ورفضه التام لها كزوجة،اوقد لهيب الغضب بعيناه،وأشتعل قلبه نارا،ليهب مسرعا نحو القصر
-بابا فين؟
ألقي بسؤاله للوصيفة التي أجابت بدورها
-حضرتك هو في الشركة.
صعد الدرجات مسارع الخطي نحو مكتب أبيه مدلفا إليه حتى يفتح الخزنة مخرجا منها سلاح، حملق بالسلاح لبضع دقائق وقد نوي العزم،ترجل الدرجات مرة أخرى ليدلف للسيارته متجها الشركة.
وصل لمكتب والده ودلفه عنوة رغم رفض موظفة اﻷستقبال،دفع الباب بقوة ليقف والده قائلا بغضب:
-في إيه ياعادل في حد يدخل علي أبوه كدة!!
-بجد!!
هتف بها في سخرية ليردف عبدالسميع بهدوء:
-مالك؟
-ليه يابابا تعمل فيا كدة؟
قالها بنبرة لوم،فيعقد عبدالسميع حاجبيه بتعجب فيتسأل:
-عملت إيه!؟
علي صوته الجهوري ليهتف بصرامة:
-تحب مراتي،وتتسحب على أوضتها بالليل،دلوقتي بس عرفت ليه كانت بتكلمني وهي مضايقة وكانت مبترضاش تقولي على حاجة.
-ودلوقتي أفتكرت تقولك.
لفظها عبدالسميع بنبرة باردة تمتزج بالهدوء،ثم أولاه ظهره ممعنا النظر من النافذة
-هي مقالتيش حاجة الخدمات هما اللي شافوك.
قهقه عبدالسميع بخفة ليعقب علي حديثه:
-الخدامين!!أنا كل يوم كنت براقبها من الشباك ده وحبتها من أول يوم شوفتها فيه،مقدرتش ابطل حبها...و
قاطعه عادل بحدة هاتفا:
-تقوم تتسحب علي أوضتها بالليل،أنت ازاي تعمل كدة وأنت عارف إنها مراتي إزاي هونت عليك وأنت بتخون إبنك اللي سايب مراتو في البيت ومأمنلك عليها.
-رغبتي فيها كانت أكبر من حبي ليك.
طفح كيله لدي إعتراف والده بجرمه ليخرج سلاحه من جيبه صارخا بحزم:
-اللي زيك مينفعش يعيش أنت ﻻزم تموت.
ألتفت إليه عبدالسميع ليجده مصوب السلاح نحوه ليردف بصوت متهكم:
-عادل أنا....
ولم يكد يكمل جملته حتى أستقرت الرصاصة بقلبه ليقع صريعا بالغا منيته.
راح يتنفس الصعداء وصدره يعلو ويهبط وسرعان ماتحولت ملامحه للقلق فيركض نحو جثته هاتفا:
-بابا....بابا.
مربتا علي وجهه بخفة لكن دون جدوى فلم تعد تجدي الندامة نفعا.
-أصحي يابابا..متموتش باباااا..بابااااا
وحينها دلف الموظفون لدي سماعهم صوت إطلاق النار ليجدو جثة عبدالسميع الغارقة في دمائهاوعادل يهزها بعنف،ليهاتف أحدهم الشرطة.
-باباااااااا...أصحي يابابا....
أنهمرت عبراته وملئت وجنتاه،وبعد مرور بضع من الوقت حضر الشرطة مكبلينه باﻷصفاد،فيخرج وسط نظرات الموظفين المحملقة له منها الحزن ومنها الشماتة ومنها المعاتبة.
*******************
-حنيييييين
هتفت بها سندس في فزع ظهر جليا علي تقاسيم وجهها،لتهرول إليها حنين قائلة بقلق:
-مالك ياماما في إيه؟
أشارت بإصبعها صوب التلفاز الذي كانت تشاهده،فتظهر صورة عادل مكبل اليدين دالفا للعربة الشرطة، التقطت حنين جهاز التحكم اﻷلكتروني لترفع من صوت التلفاز:
(شهد اليوم مقتل المرحوم عبدالسميع الدمنهوري صاحب شركات الدمنهوري للتصدير على يد ولده عادل في الشركة وسط ذهول من جميع الموظفون تنقل الجثة إلي المشرحة وينقل عادل الدمنهوري لقسم الشرطة لإدلاء بإقواله )
شهقت حنين بصدمة فارغة فاه وقد تلألأت عيناه بالعبرات بينما سندس لم تتحمل فراحت تنهمر عبراتها على وجنتاها في تلك اللحظة حضر محمد ووالدته لدي سماع الخبر،خبئت حنين بكفيها وجهها بينما أنتفض جسدها جراء شهاقاتها المكتومة،قربها منه ليطوقها بذراعيه وبيده ربت علي شعرها بحنو
ليواسيها بقوله:
-أهدي ياحنين خلاص،ادعيله بالرحمة.
في حين كانت سمية تواسي سندس.
**************************
ضغطت علي زر إغلاق التلفاز من جهاز التحكم اﻷلكتروني،وقدأعتلتها سعادة عامرة لتقول بخفوت:
-وأخيرا،خدت بتار اختي منك ياعادل الدمنهوري،إن شاء الله تكون عبرة للناس.
نهضت من اﻷريكة صاعدة الدرجات لتدلف لغرفتها فتستلقي علي السرير وقد داهمتها إبتسامة شامتة.
**************************
صعقت آية لدي سماعها لخبر حتى تردف هناء بقولها:
-الواحد مش عايز يشمت في مصايب الناس،بس هو خد جزاته،اللي بيلعب ببنات الناس ربنا مبيسبوش.
عنوة عنها تمردت عبرة وقدقبلت بالسقوط ولكنها سرعان ما أزلتها بكفها بسرعة لكيلا يلاحظها أحد،فتردف بنبرة هادئة:
-أنا عايز اروحله ياعمتو.
نظرت إليها هناء بصدمة قائلة بحدة:
-نعم،عايزة تروحيله!!
ألتفتت إليها آية وحاصرت يداها بين كفيها لتقول برجاء:
-لو سمحتي ياعمتو أنا ﻻزم أروحله،لازم أخد بحقي منو،وعلى اللي عمله فيا.
أضطرت هناء ﻷنصياع لرغبتها لتردف بقلة حيلة:
-طيب ياآية،بس بشرط،مش هتروحي لوحدك هتاخدي أحمد معاكي.
سارعت نبضات قلبها وقدأحمرت وجنتاها لتردف بخفوت:
-بس ياعمتو...أ..
-مفيش بس،لازم يروح معاكي أنا مش هقدر أروح معاكي مبحبش روحة السجون ورحمة في المدرسة ومش هترضي تروح.
قاطعتها بحدة لدى قولها،وفجأة لانت ملامحها بإبتسامة لتقول بحنو:
-لازم تدي لنفسك فرصة تانية.
أومت آية برأسها إيجابا بينما كانت تقاسيمها مرتبكة.
************************
جلس في السجن اﻷنفرادي بعدما أقر بكل شئ في إنتظار العربة التي ستقله لمحكمة حتي تنطق بحكمها حاصر وجهه بكفيه وراح يندب حظه كيف طاوعه قلبه ليضغط الزناد مطلقا الرصاصة عليه!!
حتى سمع قول الحارس قائلا له:
-عندك زيارة.
رفع رأسه ليجدها ياسمين فيهتف بأسي:
-ياسمين.
أهدته إبتسامة باهتة بينما هب هو واقفا ليتجه صوبها قائلا بنبرة إشتياق:
-ياسمين أنا بجد محتجالك.
عادت للوراء عدة خطوات وقدتحولت ملامحها للجمود ليعقد هو حاحبيه بتعجب ليسأل بقلق:
-مالك ياياسمين؟بتبعدي كدة ليه؟
أطلقت ضحكة ساخرة لتردف:
-أنا مش عارف أواسيك ولا أشمت فيك.
-تشمتي فيا!!
قال جملته بتعجب ليستطرد قوله:
-تشمتي فيا إزاي!!
-يعني مثلا أنت تستاهل اللي حصلك أو ياريت يعدموك أحسن.
دبت الصاعقة في جسده ليقول بخفوت:
-إيه اللي بتقوليه ده ياياسمين،أناجوزك!!
أطلقت قهقهة عالية لتردف بنبرة إستفزازية:
-جوزي!!أنا أصلا أتجوزتك عشان توصل لكدة،ماهي
دي كانت خططتي.
أتسعت حدقتاي عيناه بالذهول ليقول بصدمة:
-خطة!!
-أناهفهمك.
ومدت يدها بحقيبتها لتخرج منها صورة صغيرة ومن ثم أدراتها إليه لتقول:
- فاكر البنت دي؟
نظر الصورة مطولا لتستطرد هي بحزن:
-دي واحدة من ضحاياك،لﻷسف وثقت فيك وحبتك وادتك كل اللي أنت عايزه وأنت ضحكت عليها قولت هتجوزها وبعد ما زهقت منها رميتها رمية الكلاب ومقدرتش تستحمل راحت أنتحرت.
تعلثمت الكلمات بحلقه:
-أنا...أنا..
أردفت بصوت جاد وقدأشتعلت عيناها ضجرا:
-دي تكون أختي،كانت معاك في الجامعة كانت بتحبك ولما خلصت جامعة بابا جوزها لواحد غصب عنها وخلفت منو آسر وبعدها بفترة جوزها أتوفي وبالصدفة قابلتك بس أنت معرفتهاش وفرحت في اليوم اللي أعترفتلها فيه بحبك الكداب،بس أنا أقسمت في اليوم اللي أنتحرت فيه أن هاخد بحقها منك ياعادل،هاخد منك كل حاجة بتحبها فلوسك ..عربيتك ..قصرك..ولما عرفت أن أبوك بنفس قذراتك أستغليت كدة،وأديني أهو حققت اللي عايزاه وأبوك في القبر وانت مرمي في السجن زي الكلاب.
لم يستطع عادل تحمل وقع الكلمات عليه ليردف بخفوت:
-قصدك إيه بفلوسك كلها ملكي؟
أبدت إبتسامة جانبية قائلة بشماتة:
-يعني أبوك اتنازلي عن كل ثروتك
وسرعان ما أدخلت يدها بحقيبتها خارجة منها ملف به بعض الأوراق مستطردة:
-ده تنازل من أبوك عن الورث.
ومن ثم قلبت الصفحة للورقة أخري مستطردة:
-ودي ورقة طلاقك مني.
-إزاي ده ماحصلش،أنتي كداااااابة!!
صرخ بها في ذهول تام لتجيبه بإنتصار:
-ﻷحصل،طلبت توقيعك أنت وأبوك على بعض اﻷوراق ورحت لواحد شاطر ينسخلي التوقيع على الورق ده.
مد يده ليخرجها من بين قطبان الزازنة يحاول اﻷمساك بها بين قبضتيه صارخا بغيظ:
-أنتي شيطاااااانة،يابنت***يا****
أهدته إبتسامة شامتة تحمل في طياتها السخرية
ليأتي الحارس من فوره هاتفا بتذمر:
-الزيارة خلصت.
أعادت ياسمين كل شئ لحقيبتها (الصورة والملف )
لتردف بهدوء:
-أنا خلاص خلصت
أوم الحارس رأسه وثم أنصرف للخارج بينما ألتفت إليه قائلة:
-سلام بقاا عندي فلوس مستنياني.
-أستني.
هتف بها في غل ليلقي بسؤاله:
-بلبل فعلا كان بيتعرضلك؟
ألتفتت إليه لتقول بنبرة جامدة:
-ﻷ،بس أنا رشيت بتوع اﻷمن وكام خدامة عشان يقولو الكلمتين دول.
غادرت من أمامه ثابتة الخطي بينما راح هو يصرخ بحقد:
-ورحمة أبويا ماهسيبك يابت***لما أطلع من هنا هشرب من دمك،أنتي شيطااااانة،شيطااااااانة.
لينظر لفراغها ليجثو على ركبيته وراح يعوي كالذئب المجروح،مرردابحسرة:
-شيطااانة...شيطااانة..أنتي
وسرعان ما مر أمامه طيف آية وهي تردد جملتها:
-حسبي الله ونعم الوكيل فيك
فاضت العبرات من جفناه ليجد بجواره زجاجة ماء فيلتقطهاثم يهوي بها في الحائط لتتناثر أشلاءها أرضا،حملق بها لثواني بعينين يائستين والتقط إحدى أشلاءها ليعلن عن نهايته المحتومة،يطوي بها دفتر حياته للأبد وقد أختار أن يسلك الدرب الخطئ وهاقد نال عقابه.
**************************
وضعت أخر دبوس في غطاءرأسها ثم وقفت أمام المرآة تعدل هندابها حفظت الكلمات التي ستقولها عند رؤيته لعادل ومع ذلك تتسارع نبضات قلبهاليس خوفامن رؤيته هو بل لوجودها معه كانت تتحشاه منذ إقامتها بمنزله ومع ذلك لم يئس هو من نظراته العاشقة لها.
خرجت من غرفتها لتجده يجلس مع والدته متبادﻻن أطراف الحديث رغم إراتدائها لجلباب أسود وغطاءشعر أسود إلا إن نظراته لها جعلتها تظن انهاترتدي أجمل الملابس،راحت تفرك يداها بإرتباك لتنكزه هناء في يده مع نظراتها المحذرة،هب واقفا قائلا بهدوء:
-خلاص
أومت آية برأسها لتردف بخفوت خجل:
-آه
تكلمت هناء بنبرة محذرة:
-خلي بالك منها.
نظر أحمد لوالدته قائلا:
-حاضر
ومن ثم أتجه صوب الباب مبرما المقبض ليفتحه تنحنح جانبا ليفسح لها المجال لتخرج ثم خرج خلفها وقبل إغلاقه للباب غمز للوالدته التي أهدته إبتسامة.
ترجلا الدرجات حتي وصلا للشارع اشاربيده للسيارة أجرة لتتوقف ودلفا فيها معا.
**************************
حاول محمد إطعام حنين التي تأبي تناوله ليتأفف بسئم:
-ﻻزم تاكلي ياحنين مينفعش اللي بتعمليه في نفسك ده.
- ماليش نفس يامحمد،بالله عليك متغصبنيش على حاجة.
أنزل الملعقة ووضعها على طبقها لتردف بخفوت تعب:
-ليه عمل كدة!!إزاي قدر يقتله!!ده كان علطول سنده وبيخبي عليه كل حاجة!!ده هو اللي قالي مقولش لماما على خيانة بابا ليها!!ليه ياعادل ليه!!
قرب محمد يده لخصلات شعرها ليقول بهدوء:
-احنا منعرفش مبرر اللي عمله،المفروض تدعيله بالرحمة وتقرولي قرآن وعادل كدة كدة هيتحاسب سواء في الدنيا أو في اﻷخرة.
**************************
كانا يسيران معا في الطرقات متجاولان في كل المحلات ﻷستكمال ما ينقص بيتهما الجديد.
-أنا جوعت تعالى نقعد في مطعم عشان ناكل.
لفظت بها حسناء في تهكم ليستجيب عبدالرحمن لرغبتها بقوله:
-تعالى نقعد في المطعم اللي في أخر الشارع.
اتجها سويا إلي وجهتهما ودلفا إليه ثم جلسا علي مقعدين بعدما طلباوجبتهما وتبادلا أطراف الحديث:
-أنا مش مصدقة كلها شهرين وهنتجوز.
لفظت بها حسناء في غبطة عامرة بينما بادلها عبدالرحمن إبتسامة باهتة،تجمعت لديها الشجاعة ومدت يدها لتلامس يده الموضعة على المائدة وعندما شعر بيدها سرعان ماسحب يده بسرعة وقد تململ بمقعده بينما سحبت هي يدها بعدما خيب أملها
-هو أنت بجد بتحبني؟
ألقت بسؤالها في حزن ظاهر ليسارع هو في رده:
-أكيد ماهو عشان كدة هنتجوز.
أظهرت إبتسامة ساخرة لتقول:
-أنت لحد دلوقتي لسة بتحب مراتك اﻷولونية،كتابنا أتكتب وبعد شهرين هنتجوز ولسة مش عايز تتقبليني.
-أهدي ياحسناء وماتقوليش الكلام ده،أنا بحبك وآية أنا نسيتها خلاص لو مش بحبك ماكنتش أتجوزتك.
أهدته إبتسامة جاهدت ﻹصطناعها ليقاطع هذا الجو المشحون بالتوتر قدوم النادل لتقديم طلبهما.
**************************
-إيه مات!!
هتفت بها آية في صدمة بالغة ليجبيها موظف اﻷستقبال بنبرة رسمية:
-أيوة مات،دخل الحارس يقدمله اﻷكل لقاه مقطع شراينيه ولما نقلوه لمستشفى القسم كان أتوفي.
وضعت آية بأطرافها على فاها وفاض شلال عبراتها
-طب شكرا لحضرتك.
لفظ بها أحمد بعدما مد يده في جيب بنطاله ليخرج منها النقود وأعطاها لرجل، ثم أخذ آية للخارج.
راحت تنهمر عبراتها بغزارة ليحاول مواساتها بقوله:
-خلاص ياآية...أهدي..
بينما دأبت في عملها لم يستطع التحمل ليقربها منه ويحتضنها مربتا على رأسها بحنو:
-خلاص متضايقيش نفسك،ده اللي كان يستاهله.
-أنا متوقعتش أن اﻷمور توصل لكدة،أنا أفتكرته هيتحبس وخلاص.
هتفت بها بصوت مكتوم لتلاحظ بعد فترة أنه يعانقها لتتبعد عنه وقد أحمرت وجنتاها لتردف بتهدج:
-أنا..أنت..
ليريحها عناء الكلام قائلابإبتسامة:
-خلاص اهدي،مفيش حاجة حصلت.
ومن ثم اشاربيده للسيارة أجرة وأستلقاها ليعودا أدراجهما.
**************************
بعدمرور يومان،،،
كان الصالون قد أكتظ بالنساء اللائي أكتسي السواد لباسهن فقد قدمن لتقديم التعازي بينما سندس كانت راقدة على اﻷريكة تأبى الطعام منذ علمها بإنتحارعادل وإن زوجته قد حصلت على كل ثروة عائلة "الدمنهوري".
في حين أستقلبت سمية الضيوف المعزية ،أما حنين فقد رفضت الخروج من غرفتها منذ مرآها لمنظر والدها وشقيقها يوضعان في القبر وتردم عليهما الرمال ومر بذكرتها مشهد لقائها بزوجة أخيها
--------------------
-أنتي واحدة زبالة،حسبى الله ونعم الوكيل فيكي.
لفظت بها سندس في قهر شديد،لتقول ياسمين بنبرة هادئة أمتزجت بالبرود:
-أنا مستعدة أديكو حقكو من الفلوس،ميصحش أخدكو بذنب عادل أو أبوه.
همت سندس باﻷنقضاض عليها ولكن سرعان ماوقف محمد حاجزا بينهما ليردف بهدوء:
-أهدي يامدام سندس.
-أنت مش شايف بتكلم إزاي،دي واحدة حرامية.
صاحت سندس بجملتها لتهدئها حنين بقولها:
-مفيش داعي تتعبي أعصابك عشانها،دي واحدة متستاهلش.
-أظن إنك هتفهمي كلامي اللي هقوله ده وخصوصا إنك واحدة من البنات اللي كانو ضحية بسبب أفعال عادل وباباكي وأتردت فيكي أنتي.
قالت جملتها بنبرة جفاء لتشتعل حنين غيظا فقد ذكرتها بذكرى أليمة لتردف بغيظ:
- ياريت متتخطيش حدودك.
تحولت تقاسيم ياسمين للضجر لتستطرد حديثها:
-أنا أختي كانت بتحب عادل من وهي في الجامعة وبعدماتخرجت بابا جوزهاغصب عنها لواحد تاني وخلفت منو وبعدها بفترة مات جوزها أتعرفت علي عادل وحبته وهو ضحك عليها واوهمها بحبه وأدته كل اللي عايزه بس لمازهق منها سابها ورماها مقدرتش تستحمل راحت أنتحرت.
أنتهت حديثها بحزن بدي علي ملامح وجهها لتستطرد:
-أبنها ذنبو إيه يعيش يتيم،كل يوم بيسألني عنها ومبقاش عارفة أرد عليه بإيه!!
وبغتة تحولت تقاسيهما للغضب جامح لتردف بغل:
-عادل ده كان ذئب في هيئة بشر،الله وأعلم كام واحدة أنتحرت زي يارا زيه.
حل الصمت علي جميع لتردف حنين بتهكم:
-يلا ياماما نمشي مالوش لازمة وجودنا هنا.
--------------------
أنتشلها من خيالها صوت طرق الباب اطل محمد من خلفه بعدما سمحت به بالدخول وبيده طبق كبير(صنية )به بعض اﻷطعمة قائلا بإبتسامة طفيفة:
- يلا عشان تاكلي.
-ماليش نفس
جلس بجوارها على الفراش وأمسك بالملعقة وغرسها بالطعام ووضعها في فاها عنوة ليردف مازحا:
-أنتي ماينفعش معاكي الذوق،هتاكلي..يعني هتاكلي
رمقته بنظرات حادة قائلة بحنق:
-أنت رخم علي فكرة.
اطلق ضحكة مرحة قائلا:
-أعملك إيه،لام تتعبيني عشان تاكلي.
وباشر في إطعامها وسط نظراتها الغاضبة ليتوقف بغتة حينما شحب وجهها ووضعت يدها على فاها لتنهض راكضة المرحاض حتى تفرغ مابمعدتها شعر بالقلق عليها ليقف خلف الباب منتظرا خروجها ليردف بقلق:
-مالك ياحنين في حاجة تعباكي.
-متقلقش تقريبا جالي برد
قالت جملتها وهي تشعر بتعب شديد ليقول بخوف:
-خلاص تعالى أرتاحي علي السرير شوية.
أتجها صوب السرير وساعدها بالنوم عليه ليضع الغطاء عليها.
**************************
بعد مرور شهرين،،،،
وقفت أمام المرأة تعدل من هندابها فقد أرتدت
فستانا أرجواني اللون(بنفسجي )مع غطاء شعر بنفس اللون ولكن بدرجة داكنة بعض الشئ.
راحت تمعن النظر إلى نفسها بحزن بالغ فاهي بعد قليل ستحضر زفافه مع إمراءة أخرى نصحتها هناء بعدم الذهاب لعدم تحملها للأمر ولكنها تبغي أن تراه بعينها يتزوج أمامها حتي تطوي تلك الصفحة من حياتها بكاملها لتثبت لقلبها بأنه لم يعد يحبها.
خرجت من غرفتها ووجدت الجميع بإنتظارها عدا عن أحمد الذي ظل طوال اليوم برفقة أخيه
-متأكدة من اللي بتعمليه؟
سألتها هناء بنبرة قلقة لتجيبها آية:
-أيوة ياعمتو ﻻزم الموضوع ده ينتهي.
----------------------
وصلت كلا من رحمة وآية إلي قاعة الزفاف التابعة ﻹحد النوادي بعدما أصرت هناء علي رحمة الذهاب مع آية بينما ستتوجه هي إلى مصفف الشعر لتكون بجوار ولدها
ظلت رحمة تأفف طوال الوقت بينما آية تشعر بحزن يجتاح قلبها وبعد مرور بعض من الوقت كانت قد علت أصوات مشغل الموسيقى لدى وصول العروسين دلفا للقاعة وسط تصفيق الحضور في تلك اللحظة تسارعت نبضات قلبها وبدأت أوصالها باﻷرتجاف ودبت الفشعريرة بجسدها لتتلأﻷ مقلتاها بالدموع.
**************************
جالسة علي فراشها يعتليها شعور غريب مع إزياد شعورها بالغثيان وشعور المتواصل بالنوم أخبرتها والدتها بعمل إختبار وقدكانت نتجية اﻷختبار موجبة ﻻتصدق إنها تحمل بين أحشائها طفلا،ستصبح أما
لم تعي ماذا عليها أن تفعل،كيف يمكنها أن تخبره.
أخرجت تنهيدة سائمة لتضع بيدها علي بطنها.
************************
بلغت قدرة التحمل عندها حد الطاقة فور رؤيتها ﻷياهما يقدمان المشروب لبعضهما ويلتقطان الصور
خرجت من القاعة لتقف بإحدي الحدائق التابعة للنادي وقدعلت شهاقاتها وراح جسدها يعلو ويهبط وضعت يداها علي وجهها
-آية
ألتفتت للوراء لتجده أحمد الذي غزت تعابير القلق ملامح وجهه مسحت بأكمام فستانها عبراتها قائلة بخفوت:
-أنا كنت اتخنقت من جو جوة فطلعلت أشم شويةهوي.
- لحد أمتي هتفضلي كدة وهتكابري،خلاص ياآية أتجوز وبقاله بيت وزوجة.
قالها في نبرة حادة لتنهره هي بقوة:
-لو سمحت ياأحمد مش عايزة أتكلم في الموضوع ده.
-ﻻ هتكلم والنهاردة بالذات،أنتي عمالة تتجاهليني وعارفة أني بحبك ومستعد أجبلك لبن العصفور لوطلبتي.
أردفت بنبرة حادة :
-يعني عايز إيه دلوقتي؟
-تتجوزيني!!
قالها بنبرة جادة،بينما عاودت نبضات قلبها بالتسارع مرة أخرى وتوقف عقلها عن التفكير.
*********************
قصة:*الشيطانةوالملاك*
بقلمي:"هبه حامد"
(الفصل التاسع عشر )
.......................... .......................... .........................
-ﻷطبعا
ظهر صوت رحمة هاتفا بضيق ليلتفت كلا من أحمد وآية صوبها لتستطرد حديثها بنبرة غاضبة:
-أنت أكيد بتهزر!!إزاي عايز تتجوزها!!
أجهمت ملامح أحمد ليردف بحزم:
-وفي فيها إيه يعني؟أنا بحبها وعايز أتجوزها
-متتسرعش ياأحمد،عبدالرحمن كان زيك وكان بيحبها وماما كانت فاكرة انو هيقدر يسامحها لكن أديك شوفت النتجية،مش هتقدر تستحمل وبعدين إزاي هتنأمنها على بيتك بعدكدة وأنت عارف أنها ممكن في أي لحظة تخونك.
نهرها أحمد بصوت مرتفع قائلا:
-رحمة أنتبهي على كلامك ومتتدخليش في حاجة متخصكش.
بينما غادرت آية المكان ماسحة دموعها من بعد كلمات رحمة القاسية التي نعتها بها.
تنهد أحمد بضجر مرمقا شقيقته بنظرات معاتبة ليغادر هو اﻵخر المكان فتأفف رحمة قائلة بضيق:
-يعني أنا غلطت في حاجة!!
***********************
دلف للغرفة بعدما عاد من عمله وهو يشعر باﻷرهاق الشديد ليجدها جالسة على الفراش شاردة ولم تنبه لوجوده ليناديها برفق:
-حنين
ألتفتت إليه ناظرة له بقلق ليعقد حاجبيه بتعجب:
-مالك؟
نهضت من علي الفراش وسارت صوبه حتى وقفت قبالته لتردف بخفوت:
-محمد أنا حامل.
ظل يمعن النظر إليه لبضع ثواني ليردف بتعلثم:
-ح..حاامل.
أؤمت رأسها إيجابا لتتحول تقاسيمه فجأة للبشاشة قائلا بحبور:
-يعني أنتي بجد حامل.
ولم يتمهل لردها حتي حملها للأعلي قائلا بسعادة:
-أنا مش مصدقة نفسي هبقي أب
أطلقت حنين ضحكات عالية لتقول بسعادة:
-نزلني يامجنون هقع!!
ليطبق عليها أكثر فيدور بها لتصيح هي بخوف مردفا هو بفرحة:
-هبقي أب وأخيييرااا
ليتعالي صوت صياحها ومن إثره هرولت والدتهما تطرقا الباب بقوة مردفة إحدهما:
-في إيه مالكو!!
أنزلها محمد برفق ليمسكها من يدها ساحبااياها صوب الباب ليبرم المقبض ويفتح الباب قائلا بسرور:
-حنين حامل
اكتسي شعور الغبطة ملامحهما لتتسارع اﻷثنتان بتقديم التهاني فتعانقها سندس مردفة بحب:
-مبروك يابنتي
بادلتها حنين العناق لتجيبها بقولها:
-الله يبارك فيكي ياماما
لتخطفها سمية من بين أحضان والدتها مسرعة بعناقها قائلة:
-مبروك يابنتي
فتجيبها حنين بخفوت:
-الله يبارك فيكي ياماما.
************************** ***
أنتهي الزفاف وحان وقت مغادرة العروسين،خرجا اﻷثنان من القاعة وسارا صوب الخارج ليستقلا سيارتهما التي ستوصلهما لبيتهما وخلفهما يسيران كلا من عائلتهما حتي وصلو للسيارة وقفت حسناء تودع عائلتها وسط عبرات والدتها المتساقطة وقد أنهالت عليها بالقبلات بينما وقف عبدالرحمن يراقب الوضع لتنتهي من توديعها لعائلتها ليفتح لها باب السيارة دالفة إليها وهم بدلوفها هو اﻵخر ليرمقها نظرة أخيرة وقدلمعت بعيناه ظلال حسرة بينما تلأﻷتت هي اﻷخري عيناها بالعبرات فيدلف للسيارة ليدار محركها معلنة عن ذهابها.
"كنت نبضا ينبض بلبي عشقا وهوي،ولكنك آثرت الذهاب وتركي بين نحيبي وعويلي،لن تستطيع عيناي أن تجمد عن الدموع بعدك،ولكن سأحاول أن أنساك،سأتجرع من كأس بثي وأوجاعي إلى أن يشاء الله وتصبح ذكري قدتركت بداخلي درسا ﻻينتسي"
************************
ظهرت الشمس من خلف السحاب لتعلن عن بداية يوما جديد،دبت الحركة أرجاء المنزل وقد أستعدت أفراد اﻷسرة لذهاب لزيارة عبدالرحمن،استيقظت آية وهي تفرك عيناها بعدما اقلقت نومها تلك الضوضاء لتلتقط غطاء رأسها وتضعه وتخرج للخارج لتتسأل بصوت متكاسل:
-هوانتو هتروحو دلوقتي؟
لتلاحظها هناء لتقول وهي عند حافة الباب ترتدي حذائها:
-آه هنروح دلوقتي،اﻷكل في الفرن ابقي طلعيه وسخنيه وأفطري ولو عوزتي حاجة ابقي رني عليا.
أومت آية رأسها إيجابا لتردف بخفوت:
-حاضر
أغلقت هناء الباب بعدما ألقت بتعلمياتها على آية لتدلف آية لغرفتها متجهة صوب طاولة الزينة لتفتح درجها لتخرج منها تلك الدمية قدكانت ذهبت لمنزل عائلتها لتحضرها وبالطبع لم تسلم من كلمات والدها اللاذعة رمقت الدمية بنظرة حانية واهدتها إبتسامة راضية لتقربها صوب قلبها لتشعر بسعادة التي شعرتها حين رأتها أول مرة.
أعادت الدمية مكانها وأغلقت الدرج لتخرج خارجا حتي تتناول وجبة اﻷفطار.
************************** *****
تعالى صوت قرع الجرس ليهرول عبدالرحمن لفتحه ليجدها عائلته وقد أعتلتها إبتسامة مشرقة،أسرعت هناء بعناقه لتقول:
-إزيك ياعريسنا.
بادلها عبدالرحمن العناق بشوق ليردف بهدوء:
-الحمدالله.
فتزيح والدته يدها عنه متسائلة:
-آمال عروستنا فين؟
قال عبدالرحمن بنبرة مهذبة:
-أتفضلو انتو جوة وهي بتغير هدومها وهتطلع دلوقتي.
دلفت اﻷسرة للداخل وجلست على أقرب أريكة وبعدمرور دقائق كانت قدأطلت عليهم حسناء تحمل أكواب العصير تقدمها لهم أجلستها هناء بجوارها وظلت تتبادلا أطراف الحديث في حين قرر أحمد وعبدالرحمن اﻷبتعاد ليتحدثا سويا.
-إيه اﻷخبار؟
سأله أحمد بنبرة هادئة ليجيبها عبدالرحمن وهو شارد:
-الحمدالله.
حك أحمد مؤخرة رأسه ليردف بنبرة مرتبكة:
-عبدالرحمن عايز أقولك على حاجة
- قول ياأحمد
قالها وهو ساهم في عالم آخر ليقول أحمد بنبرة خجلة:
- اناهتجوز آية.
أفاق عبدالرحمن من شروده ليقول بصوت عالي نسبيا:
-نعم!!
-في إيه مالك ياعبدو،بقولك هتجوز آية
قال أحمد جملته بتعجب بادي على نبرته ليردف عبد الرحمن بغضب:
-تجوزها إزاي وأنت عارف إنها كانت مراتي!!
عقد أحمد حاجبيه بتعجب مردفا:
-وفيها إيه،أنت طلقتها وكمان أتجوزت يعني مفيهاش حاجة.
فارت الدماء لوجهه وكور يده محاولا كظم غيظه ليردف بنبرة هادئة ناقضت مابداخله من غضب:
-أنت جاي تهزر!!
-في إيه ياعبدو،يعني عايز تفهمني إنك لسة بتحبها!
غزي الغضب تقاسيمه ليقول بنبرة هادئة:
-أحمد ياريت متخبطش بالكلام،فاهم!!
ثارت هو اﻷخر بداخله شعلة الغضب ليقول بنبرة تهديدية:
-ماشي يا عبدالرحمن،بس علي العموم أنا حبيت أقؤلك ورأيك مش هيهمني ﻷني هتجوزها مهما كان رأيك.
ليغادر من واجهته بعدما ألقي بكلماته ليمسح عبدالرحمن علي خصلات شعره بغضب جامح.
---------------
غادرت العائلة بعد التوديع الحار بينهما ليلقي عبدالرحمن بجسده على اﻷريكة ممدا عليها واضعا بيده علي وجهه متأففا بضيق واضح وقفت تراقبه بقلق ظهر جليا علي تقاسيم وجهها لتقترب منه جالسة بجوارها لتقول بنبرة رقيقة:
-مالك ياعبدالرجمن؟
-مفيش.
قالها بجفاءلتتفهم هي رغبته الشديدة بعدم التحدث لتهم بالنهوض فيمسك براسغها قائلا بنبرة ألم:
-أحمد عايز يتجوز آية
نظرت إليه حسناء بغرابة لتسأله ببلاهة:
-آية اللي هي مراتك اﻷولونية!!
لم يجيبها بل آثر الصمت ليزفر بضيق فأدركت حسناء سؤالها السخيف فأسرعت كي توارى الحماقة التي أرتكبتها بقولها:
-وفيها إيه طالما بيحبو بعض ميجراش حاجة.
أعتدل عبدالرحمن بجلسته ليقول بضيق:
-أنتي هتهزري أنتي كمان،لأطبعا مينفعش يتجوزها،هو ناسي أنها كانت مراتي.
أردفت حسناء بهدوء:
-هي كانت مراتك وأنتو أطلقتو وزي ما أنت شوفت حياتك هي كمان من حقها تشوف حياتها يعني مش معقولة هتفضل رابطة حياتها بيك للأبد.
علي صوته بالصراخ ليهب واقفاليقول:
-مينفعش تتجوزو إزاي تتجوزو هو؟
وقفت حسناء قبالته لتسأله بريبة:
-وفيها إيه!!مش هيجري حاجة،أنت مالكش الحق تدى رأيك بالموضوع إلاإذا كنت لسة بتحبها
انقض عبدالرحمن علي راسغها يمسكه بقوة قائلا بصوت جهوري:
-أنتبهي على كلامك أحسلك
ألفتت راسغها منه بعصر لتقول بجفني دامعين:
-يبقى كلامي صح أنت لسة بتحبها وياما بتحبها أتجوزتني ايه!!عشان تعذبني معاك!!
أنفرج فاه لكي يتحدث ولكن منعه صوت قرع الباب لينظرصوبه فيتنهد بضيق قائلا بهدوء:
-تلاقيهم عالتك،ياريت تهدي عشان محدش ياخد باله.
مسحت عبراتها المتساقطة لتذهب من أمامه دالفة للمطبخ بينما اتجه هو ناحية الباب ليستقبل ضيوفهما.
************************** ********
تتوالى اﻷيام بإحداثها لتشرق الشمس بأشعتها وبعد مرور عدة من اﻷشهر،وقفت أمام المرأة تراقب بطنها التي كبرت وبقي القليل لتضع مولدها،دلف للغرفة كاتما ضحكاته لتردف بغيظ:
-متتعبش نفسك ياحبيبي عايز تضحك أضحك.
أطلقت محمد قهقهة عالية لتنظر إليه بغل قائلة:
-أصل أنا شكلي زي اﻷرجوز
جاهدﻹيقاف ضحكاته ليردف:
-ياحبيبتي والله ماأقصد بس بجد شكلك يفطس من الضحك.
نظرت إليه بسخرية لتقول:
-والله مش بمزاجي يعني،حضرتك جرب كدة تبقي مكاني وهنشوف هتبقي إزاي.
أتجه صوب صغيرته الغاضبة ليقربها من صدره مردفا بحنو:
-حبيتي بعد كام يوم هتبقي احلى أم ﻻزم ترتاح ومتتعبش نفسها في المذاكرة.
طوقت حنين ذراعيها حوله لتقول بخفوت:
-متخافش عليا وبعدين بكرة آخر يوم في الأمتحانات وبعدها هرتاح، بس أدعيلي أنت أعدي السنادي.
-إن شاء الله هتعدي ويبقي فاضلك سنتين وتخشي الجامعة.
قال جملته بنبرة حانية لتردف هي بنبرة شاكرة:
-الحمدالله إن ربنا رزقني بزوج زيك أنت بجد مش كل الرجالة زيك أنت راجل والباقي أشباه رجالة.
لينظر لعينها مباشرة قائلا بعشق:
-أنا اللي بحمد ربنا أنو رزقني بواحدة زيك،تعرفي أن من أول مرة شوفتك فيها حبيتك وقعدت أدعي ربنا إنك تكوني من نصيبي ووعدته أنك لو بقيتي مراتي هغير من شخصيتك وهخليلكي تلبسي الحجاب وتصلي.
تحررت من ذراعيها لتقول له بذهول:
-يعني أنت أتجوزتني عشان بتحبيني مش عشان صعبت عليك!!
أوم رأسه إيجابا ليتسع ثغرها إبتسامة وتزداد ملامحها بشاشة قائلة بحبور:
-أنا بحبك وهفضل أحبك لحد ماأموت.
ليردف هو بهيام:
-أنتي بالنسبالي غير كل بنات حوي أنتي ملكة لعرش قلبي أنتي جوهرة ثمنية عايمة في بحر حبي.
************************** ******
منذ زواجهما ولم ينعما بيوم سعيد كأي زوجين من شجارتهما المتلازمة حتي إنه رفض فكرة أن يصبح أب وطالب بتأجيلها بينما شعور اﻷمومة بداخلها كان يتزايد ورغبتها المجمحة في طفل كانتا تلحان عليها بذلك وكعادة نهاية كل شجار بينهما تدلف لغرفتها وتحبس نفسها بها وتبدأ عبراتها باﻷنهمار.
بات عبدالرحمن يمسح علي رأسه بعصبية وقد آن اﻷوان ليضع حدا لكل هذا العذاب،طرق علي باب غرفتها عدة مرات وعندما لم يسمع أذنها بالدخول برم المقبض ودلف للداخل ليجدها راقدة على سريرها واضعة الفراش علي رأسها تبكي بحرقة،أتجه صوبها وجلس بجانبها ليردف بتأسف:
-حسناء أنا أسف،مقصدش أزعلك.
لم تجبه بل ظلت صامتة ليتأفف بسئم قائلا:
-لو سمحتي بطلي عياط لازم نتكلم ونشوف حد لموضوع ده.
توقفت عن بكائها لتعتدل بجلستها ناظرة إليه بجفني قدأحمرا جراء بكائها لتردف بقهر:
-نتكلم في إيه!!أنا زهقت من العيشة دي،كل يوم خناق مش هي دي الحياة اللي أتمنتها.
طأطأ عبدالرحمن رأسه خجلا قائلا بخفوت:
-أنا عارف أني ضايقتك كتير بس سامحني أنا مقصدش كدة وأنتي ع...
قاطعته لتردف بصرامة:
-أسامحك!!أسامحك علي إيه ولا إيه،علي أستغلالك ليا واوهمتني إنك بتحبني وأنت لسة بتحب مراتك اﻷلونية ولا علي أن حارمني من أبقي أم وعايزني أبص بحسرة وأنا ماشية في الشارع وشايفة كل واحدة مع إبنها او بنتها ولا اسامحك علي الحياة اللي معيشهالي كلها نكد وقرف أقولي بقا اسامحك علي إيه بالظبط؟
أطرق عبدالرحمن مفكرا ليقول بهدوء:
-خلاص ياحسناء أنا هريحك وهريح نفسي،تعالى نسافر.
عقدت حاجبيها بتعجب قائلة:
-نسافر!!
اندفع بحماس قائلا:
-أيوة نسافر،مش أنتي خالك اللي في السعودية عرض عليا اجي أشتغل معاه في الشركة وأنا رفضت،خلاص كلميه وقوليله أنو غير رأيه ونسافر أنا وانتي.
أردفت بتهكم:
-عشان تعرف تنكد عليا هناك براحتك!!
مد يده ليضعها على كفها وامسكها قائلا بنبرة هادئة:
-أوعدك المرادي أننا هنبدأ حياتنا صح وهسعدك وهعملك كل اللي انتي عايزها،بس أنتي صدقني المرداي وخلي عندك ثقة فيا.
نظرت حسناء بيده الملامسة ليدها وتعاود النظر لعينيه مرة أخرى وقدشعرت بصدق نواياه لتردف بهدوء:
-دي أخر فرصة ليك.
أهداها إبتسامة قائلا بفرحة:
-صدقيني المرادي هنبدأ حياة بجد.
************************** **
-ادينا ياستي خرجنا أهو،عايزة تقولولي إيه؟
قال أحمد عبارته بإبتسامة تزين ثغره لتردف آية بتوتر بادي علي تقاسيم وجهها فاركة يداها بإرتباك:
-أنا خلاص موافقة.
نظر لها أحمد بمكر ليقول:
-موافقة على إيه؟
-موافقة على عرضك!!
قالتها بتهدج بادي على نبرتها ليسألها هو بخبث:
-اللي هو؟
نظرت إليه بغيظ لتقول بتعلثم:
-موافقة على اني أتجوزك.
ارخي أحمد ظهره للوراء ليقول بثقة:
-كنت عارف إنك هتوافقي في يوم من اﻷيام.
-لا والله.
قالتها بغضب مكتوم ليبتسم هو علي فعلها قائلا بنبرة واعدة:
-صدقيني هخليلكي أسعد واحدة في الدنيا وهنسيكي كل اللي عشيته.
منحته إبتسامة طفيفة لتقرر بدء حياتها من جديد بصفحة بيضاء تخلو من أي خطايا وتخطوها بما ماهو صالح.
**************************
بقلمي:"هبه حامد"
(الفصل التاسع عشر )
..........................
-ﻷطبعا
ظهر صوت رحمة هاتفا بضيق ليلتفت كلا من أحمد وآية صوبها لتستطرد حديثها بنبرة غاضبة:
-أنت أكيد بتهزر!!إزاي عايز تتجوزها!!
أجهمت ملامح أحمد ليردف بحزم:
-وفي فيها إيه يعني؟أنا بحبها وعايز أتجوزها
-متتسرعش ياأحمد،عبدالرحمن كان زيك وكان بيحبها وماما كانت فاكرة انو هيقدر يسامحها لكن أديك شوفت النتجية،مش هتقدر تستحمل وبعدين إزاي هتنأمنها على بيتك بعدكدة وأنت عارف أنها ممكن في أي لحظة تخونك.
نهرها أحمد بصوت مرتفع قائلا:
-رحمة أنتبهي على كلامك ومتتدخليش في حاجة متخصكش.
بينما غادرت آية المكان ماسحة دموعها من بعد كلمات رحمة القاسية التي نعتها بها.
تنهد أحمد بضجر مرمقا شقيقته بنظرات معاتبة ليغادر هو اﻵخر المكان فتأفف رحمة قائلة بضيق:
-يعني أنا غلطت في حاجة!!
***********************
دلف للغرفة بعدما عاد من عمله وهو يشعر باﻷرهاق الشديد ليجدها جالسة على الفراش شاردة ولم تنبه لوجوده ليناديها برفق:
-حنين
ألتفتت إليه ناظرة له بقلق ليعقد حاجبيه بتعجب:
-مالك؟
نهضت من علي الفراش وسارت صوبه حتى وقفت قبالته لتردف بخفوت:
-محمد أنا حامل.
ظل يمعن النظر إليه لبضع ثواني ليردف بتعلثم:
-ح..حاامل.
أؤمت رأسها إيجابا لتتحول تقاسيمه فجأة للبشاشة قائلا بحبور:
-يعني أنتي بجد حامل.
ولم يتمهل لردها حتي حملها للأعلي قائلا بسعادة:
-أنا مش مصدقة نفسي هبقي أب
أطلقت حنين ضحكات عالية لتقول بسعادة:
-نزلني يامجنون هقع!!
ليطبق عليها أكثر فيدور بها لتصيح هي بخوف مردفا هو بفرحة:
-هبقي أب وأخيييرااا
ليتعالي صوت صياحها ومن إثره هرولت والدتهما تطرقا الباب بقوة مردفة إحدهما:
-في إيه مالكو!!
أنزلها محمد برفق ليمسكها من يدها ساحبااياها صوب الباب ليبرم المقبض ويفتح الباب قائلا بسرور:
-حنين حامل
اكتسي شعور الغبطة ملامحهما لتتسارع اﻷثنتان بتقديم التهاني فتعانقها سندس مردفة بحب:
-مبروك يابنتي
بادلتها حنين العناق لتجيبها بقولها:
-الله يبارك فيكي ياماما
لتخطفها سمية من بين أحضان والدتها مسرعة بعناقها قائلة:
-مبروك يابنتي
فتجيبها حنين بخفوت:
-الله يبارك فيكي ياماما.
**************************
أنتهي الزفاف وحان وقت مغادرة العروسين،خرجا اﻷثنان من القاعة وسارا صوب الخارج ليستقلا سيارتهما التي ستوصلهما لبيتهما وخلفهما يسيران كلا من عائلتهما حتي وصلو للسيارة وقفت حسناء تودع عائلتها وسط عبرات والدتها المتساقطة وقد أنهالت عليها بالقبلات بينما وقف عبدالرحمن يراقب الوضع لتنتهي من توديعها لعائلتها ليفتح لها باب السيارة دالفة إليها وهم بدلوفها هو اﻵخر ليرمقها نظرة أخيرة وقدلمعت بعيناه ظلال حسرة بينما تلأﻷتت هي اﻷخري عيناها بالعبرات فيدلف للسيارة ليدار محركها معلنة عن ذهابها.
"كنت نبضا ينبض بلبي عشقا وهوي،ولكنك آثرت الذهاب وتركي بين نحيبي وعويلي،لن تستطيع عيناي أن تجمد عن الدموع بعدك،ولكن سأحاول أن أنساك،سأتجرع من كأس بثي وأوجاعي إلى أن يشاء الله وتصبح ذكري قدتركت بداخلي درسا ﻻينتسي"
************************
ظهرت الشمس من خلف السحاب لتعلن عن بداية يوما جديد،دبت الحركة أرجاء المنزل وقد أستعدت أفراد اﻷسرة لذهاب لزيارة عبدالرحمن،استيقظت آية وهي تفرك عيناها بعدما اقلقت نومها تلك الضوضاء لتلتقط غطاء رأسها وتضعه وتخرج للخارج لتتسأل بصوت متكاسل:
-هوانتو هتروحو دلوقتي؟
لتلاحظها هناء لتقول وهي عند حافة الباب ترتدي حذائها:
-آه هنروح دلوقتي،اﻷكل في الفرن ابقي طلعيه وسخنيه وأفطري ولو عوزتي حاجة ابقي رني عليا.
أومت آية رأسها إيجابا لتردف بخفوت:
-حاضر
أغلقت هناء الباب بعدما ألقت بتعلمياتها على آية لتدلف آية لغرفتها متجهة صوب طاولة الزينة لتفتح درجها لتخرج منها تلك الدمية قدكانت ذهبت لمنزل عائلتها لتحضرها وبالطبع لم تسلم من كلمات والدها اللاذعة رمقت الدمية بنظرة حانية واهدتها إبتسامة راضية لتقربها صوب قلبها لتشعر بسعادة التي شعرتها حين رأتها أول مرة.
أعادت الدمية مكانها وأغلقت الدرج لتخرج خارجا حتي تتناول وجبة اﻷفطار.
**************************
تعالى صوت قرع الجرس ليهرول عبدالرحمن لفتحه ليجدها عائلته وقد أعتلتها إبتسامة مشرقة،أسرعت هناء بعناقه لتقول:
-إزيك ياعريسنا.
بادلها عبدالرحمن العناق بشوق ليردف بهدوء:
-الحمدالله.
فتزيح والدته يدها عنه متسائلة:
-آمال عروستنا فين؟
قال عبدالرحمن بنبرة مهذبة:
-أتفضلو انتو جوة وهي بتغير هدومها وهتطلع دلوقتي.
دلفت اﻷسرة للداخل وجلست على أقرب أريكة وبعدمرور دقائق كانت قدأطلت عليهم حسناء تحمل أكواب العصير تقدمها لهم أجلستها هناء بجوارها وظلت تتبادلا أطراف الحديث في حين قرر أحمد وعبدالرحمن اﻷبتعاد ليتحدثا سويا.
-إيه اﻷخبار؟
سأله أحمد بنبرة هادئة ليجيبها عبدالرحمن وهو شارد:
-الحمدالله.
حك أحمد مؤخرة رأسه ليردف بنبرة مرتبكة:
-عبدالرحمن عايز أقولك على حاجة
- قول ياأحمد
قالها وهو ساهم في عالم آخر ليقول أحمد بنبرة خجلة:
- اناهتجوز آية.
أفاق عبدالرحمن من شروده ليقول بصوت عالي نسبيا:
-نعم!!
-في إيه مالك ياعبدو،بقولك هتجوز آية
قال أحمد جملته بتعجب بادي على نبرته ليردف عبد الرحمن بغضب:
-تجوزها إزاي وأنت عارف إنها كانت مراتي!!
عقد أحمد حاجبيه بتعجب مردفا:
-وفيها إيه،أنت طلقتها وكمان أتجوزت يعني مفيهاش حاجة.
فارت الدماء لوجهه وكور يده محاولا كظم غيظه ليردف بنبرة هادئة ناقضت مابداخله من غضب:
-أنت جاي تهزر!!
-في إيه ياعبدو،يعني عايز تفهمني إنك لسة بتحبها!
غزي الغضب تقاسيمه ليقول بنبرة هادئة:
-أحمد ياريت متخبطش بالكلام،فاهم!!
ثارت هو اﻷخر بداخله شعلة الغضب ليقول بنبرة تهديدية:
-ماشي يا عبدالرحمن،بس علي العموم أنا حبيت أقؤلك ورأيك مش هيهمني ﻷني هتجوزها مهما كان رأيك.
ليغادر من واجهته بعدما ألقي بكلماته ليمسح عبدالرحمن علي خصلات شعره بغضب جامح.
---------------
غادرت العائلة بعد التوديع الحار بينهما ليلقي عبدالرحمن بجسده على اﻷريكة ممدا عليها واضعا بيده علي وجهه متأففا بضيق واضح وقفت تراقبه بقلق ظهر جليا علي تقاسيم وجهها لتقترب منه جالسة بجوارها لتقول بنبرة رقيقة:
-مالك ياعبدالرجمن؟
-مفيش.
قالها بجفاءلتتفهم هي رغبته الشديدة بعدم التحدث لتهم بالنهوض فيمسك براسغها قائلا بنبرة ألم:
-أحمد عايز يتجوز آية
نظرت إليه حسناء بغرابة لتسأله ببلاهة:
-آية اللي هي مراتك اﻷولونية!!
لم يجيبها بل آثر الصمت ليزفر بضيق فأدركت حسناء سؤالها السخيف فأسرعت كي توارى الحماقة التي أرتكبتها بقولها:
-وفيها إيه طالما بيحبو بعض ميجراش حاجة.
أعتدل عبدالرحمن بجلسته ليقول بضيق:
-أنتي هتهزري أنتي كمان،لأطبعا مينفعش يتجوزها،هو ناسي أنها كانت مراتي.
أردفت حسناء بهدوء:
-هي كانت مراتك وأنتو أطلقتو وزي ما أنت شوفت حياتك هي كمان من حقها تشوف حياتها يعني مش معقولة هتفضل رابطة حياتها بيك للأبد.
علي صوته بالصراخ ليهب واقفاليقول:
-مينفعش تتجوزو إزاي تتجوزو هو؟
وقفت حسناء قبالته لتسأله بريبة:
-وفيها إيه!!مش هيجري حاجة،أنت مالكش الحق تدى رأيك بالموضوع إلاإذا كنت لسة بتحبها
انقض عبدالرحمن علي راسغها يمسكه بقوة قائلا بصوت جهوري:
-أنتبهي على كلامك أحسلك
ألفتت راسغها منه بعصر لتقول بجفني دامعين:
-يبقى كلامي صح أنت لسة بتحبها وياما بتحبها أتجوزتني ايه!!عشان تعذبني معاك!!
أنفرج فاه لكي يتحدث ولكن منعه صوت قرع الباب لينظرصوبه فيتنهد بضيق قائلا بهدوء:
-تلاقيهم عالتك،ياريت تهدي عشان محدش ياخد باله.
مسحت عبراتها المتساقطة لتذهب من أمامه دالفة للمطبخ بينما اتجه هو ناحية الباب ليستقبل ضيوفهما.
**************************
تتوالى اﻷيام بإحداثها لتشرق الشمس بأشعتها وبعد مرور عدة من اﻷشهر،وقفت أمام المرأة تراقب بطنها التي كبرت وبقي القليل لتضع مولدها،دلف للغرفة كاتما ضحكاته لتردف بغيظ:
-متتعبش نفسك ياحبيبي عايز تضحك أضحك.
أطلقت محمد قهقهة عالية لتنظر إليه بغل قائلة:
-أصل أنا شكلي زي اﻷرجوز
جاهدﻹيقاف ضحكاته ليردف:
-ياحبيبتي والله ماأقصد بس بجد شكلك يفطس من الضحك.
نظرت إليه بسخرية لتقول:
-والله مش بمزاجي يعني،حضرتك جرب كدة تبقي مكاني وهنشوف هتبقي إزاي.
أتجه صوب صغيرته الغاضبة ليقربها من صدره مردفا بحنو:
-حبيتي بعد كام يوم هتبقي احلى أم ﻻزم ترتاح ومتتعبش نفسها في المذاكرة.
طوقت حنين ذراعيها حوله لتقول بخفوت:
-متخافش عليا وبعدين بكرة آخر يوم في الأمتحانات وبعدها هرتاح، بس أدعيلي أنت أعدي السنادي.
-إن شاء الله هتعدي ويبقي فاضلك سنتين وتخشي الجامعة.
قال جملته بنبرة حانية لتردف هي بنبرة شاكرة:
-الحمدالله إن ربنا رزقني بزوج زيك أنت بجد مش كل الرجالة زيك أنت راجل والباقي أشباه رجالة.
لينظر لعينها مباشرة قائلا بعشق:
-أنا اللي بحمد ربنا أنو رزقني بواحدة زيك،تعرفي أن من أول مرة شوفتك فيها حبيتك وقعدت أدعي ربنا إنك تكوني من نصيبي ووعدته أنك لو بقيتي مراتي هغير من شخصيتك وهخليلكي تلبسي الحجاب وتصلي.
تحررت من ذراعيها لتقول له بذهول:
-يعني أنت أتجوزتني عشان بتحبيني مش عشان صعبت عليك!!
أوم رأسه إيجابا ليتسع ثغرها إبتسامة وتزداد ملامحها بشاشة قائلة بحبور:
-أنا بحبك وهفضل أحبك لحد ماأموت.
ليردف هو بهيام:
-أنتي بالنسبالي غير كل بنات حوي أنتي ملكة لعرش قلبي أنتي جوهرة ثمنية عايمة في بحر حبي.
**************************
منذ زواجهما ولم ينعما بيوم سعيد كأي زوجين من شجارتهما المتلازمة حتي إنه رفض فكرة أن يصبح أب وطالب بتأجيلها بينما شعور اﻷمومة بداخلها كان يتزايد ورغبتها المجمحة في طفل كانتا تلحان عليها بذلك وكعادة نهاية كل شجار بينهما تدلف لغرفتها وتحبس نفسها بها وتبدأ عبراتها باﻷنهمار.
بات عبدالرحمن يمسح علي رأسه بعصبية وقد آن اﻷوان ليضع حدا لكل هذا العذاب،طرق علي باب غرفتها عدة مرات وعندما لم يسمع أذنها بالدخول برم المقبض ودلف للداخل ليجدها راقدة على سريرها واضعة الفراش علي رأسها تبكي بحرقة،أتجه صوبها وجلس بجانبها ليردف بتأسف:
-حسناء أنا أسف،مقصدش أزعلك.
لم تجبه بل ظلت صامتة ليتأفف بسئم قائلا:
-لو سمحتي بطلي عياط لازم نتكلم ونشوف حد لموضوع ده.
توقفت عن بكائها لتعتدل بجلستها ناظرة إليه بجفني قدأحمرا جراء بكائها لتردف بقهر:
-نتكلم في إيه!!أنا زهقت من العيشة دي،كل يوم خناق مش هي دي الحياة اللي أتمنتها.
طأطأ عبدالرحمن رأسه خجلا قائلا بخفوت:
-أنا عارف أني ضايقتك كتير بس سامحني أنا مقصدش كدة وأنتي ع...
قاطعته لتردف بصرامة:
-أسامحك!!أسامحك علي إيه ولا إيه،علي أستغلالك ليا واوهمتني إنك بتحبني وأنت لسة بتحب مراتك اﻷلونية ولا علي أن حارمني من أبقي أم وعايزني أبص بحسرة وأنا ماشية في الشارع وشايفة كل واحدة مع إبنها او بنتها ولا اسامحك علي الحياة اللي معيشهالي كلها نكد وقرف أقولي بقا اسامحك علي إيه بالظبط؟
أطرق عبدالرحمن مفكرا ليقول بهدوء:
-خلاص ياحسناء أنا هريحك وهريح نفسي،تعالى نسافر.
عقدت حاجبيها بتعجب قائلة:
-نسافر!!
اندفع بحماس قائلا:
-أيوة نسافر،مش أنتي خالك اللي في السعودية عرض عليا اجي أشتغل معاه في الشركة وأنا رفضت،خلاص كلميه وقوليله أنو غير رأيه ونسافر أنا وانتي.
أردفت بتهكم:
-عشان تعرف تنكد عليا هناك براحتك!!
مد يده ليضعها على كفها وامسكها قائلا بنبرة هادئة:
-أوعدك المرادي أننا هنبدأ حياتنا صح وهسعدك وهعملك كل اللي انتي عايزها،بس أنتي صدقني المرداي وخلي عندك ثقة فيا.
نظرت حسناء بيده الملامسة ليدها وتعاود النظر لعينيه مرة أخرى وقدشعرت بصدق نواياه لتردف بهدوء:
-دي أخر فرصة ليك.
أهداها إبتسامة قائلا بفرحة:
-صدقيني المرادي هنبدأ حياة بجد.
**************************
-ادينا ياستي خرجنا أهو،عايزة تقولولي إيه؟
قال أحمد عبارته بإبتسامة تزين ثغره لتردف آية بتوتر بادي علي تقاسيم وجهها فاركة يداها بإرتباك:
-أنا خلاص موافقة.
نظر لها أحمد بمكر ليقول:
-موافقة على إيه؟
-موافقة على عرضك!!
قالتها بتهدج بادي على نبرتها ليسألها هو بخبث:
-اللي هو؟
نظرت إليه بغيظ لتقول بتعلثم:
-موافقة على اني أتجوزك.
ارخي أحمد ظهره للوراء ليقول بثقة:
-كنت عارف إنك هتوافقي في يوم من اﻷيام.
-لا والله.
قالتها بغضب مكتوم ليبتسم هو علي فعلها قائلا بنبرة واعدة:
-صدقيني هخليلكي أسعد واحدة في الدنيا وهنسيكي كل اللي عشيته.
منحته إبتسامة طفيفة لتقرر بدء حياتها من جديد بصفحة بيضاء تخلو من أي خطايا وتخطوها بما ماهو صالح.
**************************
قصة:*الشيطانةوالملاك*
بقلمي:"هبه حامد"
(الفصل العشرون )
^الفصل الأخير^
.......................... .......................... .........................
كانا قدعادا للبيت ليبشرا هناء بما يحملناه من أخبار طيبة ليجدها جالسة على اﻷريكة وقداستوطنت معالم الحزن ملامحها أتجها صوبها ليسألها أحمد بريبة:
-مالك ياماما؟
تنهدت هناء بأسي لتردف بصوت متهكم:
-أخوك،هيسافر السعودية وأحتمال ميجيش غير بعد فترة كبيرة..
أدار أحمد بناظريه ﻵية التي أخفضت رأسها ليلتفتت لوالدته قائلا بهدوء:
-وانتي إيه اللي مضايقك؟كدة كدة كان هيسافر إيه اللي جد؟
-مش أبني ومن حقي أضايق لماألاقيه هيبعد عني فترة.
ربت أحمد على كفيهاقائلا بهدوء:
-كدة أحسلو ياماما،ماانتي عارفة حياتو كانت عاملة إزاي هنا وكان مقضيها خناقات كل شوية مع مراتو يمكن لما يسافر حالو ينصلح.
منحته إبتسامة باهتة لتردف بإقتناع:
-ربنا يوديه بالسلامة.
آمن أحمد على دعائها بإبتسامة:
-آمين.
************************** ****
في اليوم التالي،،،
أرتدت زيها المدرسي وضعت آخر دبوس بغطاء شعرها وقفت تراقب نفسها بالمرآة لتتذمر:
-يالهوي شكلي وحش أوووي.
أطلق محمد الواقف خلفهاضحكات عالية لتنظر إليه بضيق:
-أنا مش هينفع أروح كدة،العيال هيضحكو عليا
حاول محمد طمئنتها ليردف بهدوء:
-عادي ياحبيتي أنتي مش أول واحدة تتمحن وهي حامل وبعدين شكلك قمر والله.
-آه ماهو واضح.
أردفت بها في سخرية لتستطرد بغضب:
-عشان كدة شغال ضحك عليا.
أدرك أن وراء تذمرها رهبتها من اﻷختبار وكما أنه بقي القليل وستضع مولدها،
فأقترب منها ليعانقها قائلا بهدوء:
-متقلقيش كل حاجة هتعدي وإن شاء الله تقومي بالسلامة.
-أنا خايفة أووووي.
قالتها بخفوت ليقول هو بصوت يبعث الدفء لجسدها:
-متخافيش من حاجة إن شاء هتقومي وهتلاقيني جمبك وهتشيلي إبنك بين إيديك.
أغمضت جفناها بين ذراعيه وقد داهمتها طيف إبتسامة فقد استطاع إزالة مخاوفها بكلامه العذب.
----------------------
ترجلا من سيارة اﻷجرة مد محمد يده بجيب بنطاله ليخرج منها النقود ويدفعها للسائق الذي أدار محركه مغادرا المكان،كانت تردد بعض اﻷذكار المناسبة لأختبار لتردف بنبرة هادئة:
-أنت هتستناني!!
اوم محمد رأسه باﻷيجاب مؤكدا لكلامه بقوله:
-آه.
أهدته إبتسامة وغادرت المكان بعدما لوحت له بيدها لتتجه صوب المدرسة.
ليتكئ هو بجسده على سور المدرسة.
************************** ****
لملمت أغراضهما بحقيبة السفر بينما أتجه هو صوب غرفتها التي لم يدلفها منذ زواجه كانت اﻷتربة قد تراكمت على أثاثها ليمد بيده أسفل فراشها ساحبا منه الدفتر ليمعن النظر إليه قليلا ويأخذه معه.
خرج للخارج الغرفة ووجدها تغلق الحقيبة طلب منها أن تحضر له كوب ماء وسيغلق هو الحقيبة ليستغل تلك الفرصة ويدس الدفتر بها دون علمها
عادت إليه بكوب الماء لتردف بحزن بادي على تقاسيمها:
-تعرف اني ماكنتش بحب الشقة دي عشان كانت بتاعة مراتك اﻷولي.
نظر عبدالرحمن إليها ليلاحظ حزنها قائلا بإبتسامة طفيفة:
-خلاص معدتيش هتقعدي فيها تاني،هنعيش في مكان أحلي.
--------------------
وصلا للبيت لتوديع عائلته لتسارع هناء إحتضانه بشوق مردفة بنبرة حزينة:
-هتوحشني ياعبدو خلي بالك من نفسك وخليك علي إتصال بينا.
بادلها عبدالرحمن العناق قائلا بحب:
-معقولة ياماما متصلش بيكو متخافيش عليا خلي بالك من نفسك وخدي دواكي في معادو.
ليتحرر من ذراعيها فتتسارع عبراتها بالتساقط بغزارة ليزيلها هو بكفيه متسائلا:
-بتعيطي ليه دلوقتي!!هو أنا رايح أحارب.
-غصب عني يايبني هتوحشني.
ليلتفت بناظره ﻷحمد الذي يقف بعيدا موليه وجهه كانا قدتخاصما بسبب نزاعات نشبت بينهما حاول عبدالرحمن وضع حد لهذا العداء ليتجه صوبه قائلا بحنو:
-حتى بالك من ماما ومن نفسك.
رق قلب أحمد ولم يتحمل فكرة مغادرة أخيه بدون محادثته ليمد ذراعيه ويعانقه بقوة قائلا بصوت مكتوم:
-وأنت كمان خلي بالك من نفسك ومن إمراتك.
بادله العناق وبعينيهما دموع قد ترقرقت.
ودع شقيقته وكان قدنصحها ولم يتبقي سوى آية أهداها إبتسامة هادئة قائلا:
-سلام يا آية خلي بالك من نفسك.
بادرته بإبتسامة تزين ثغرها قائلة بصوت رزين:
-وأنت كمان خلي بالك من نفسك.
لم يرد إطالة الحديث عندما ﻻحظ معالم الغيرة التي أكتست وجه حسناء ليغادر من قابلتها متجها صوب الباب ليرافقه أحمد ويستقل سيارة الأجرة متجها صوب المطار.
وقفت والدته وبجوارها آية وهي تراقبه من النافذة داعية له إيصاله بالسلام لوجهته.
************************** ****
بعد مضي ساعتان،،،،
كانت قد خرجت من بوابة المدرسة والغبطة تستوطن تقاسيمها لتلوح له بيدها مع إبتسامة تزين ثغرها اتجهت صوبه لتحدثه ولكن أستوقفها نداء شخص ما لتلتف لتعرف مصدر الصوت لتذهل مماتراه إنها صديقتها حياة ولكن بهيئة أخرى بملابس بالية ونعلين متهالكين لتنطق بدهشة:
-حياة
أقتربت منها حياة لتقف بواجهتها قائلة بندم:
-سامحني ياحنين كان لازم أقولها عشان اللي حصلي
ولسة بيحصلي كان ذنبك.
عقدت حنين حاجبيها بتعجب لتتسأل بريبة:
-أنا مش فاهمة حاجة،قصدك إيه؟
-كل اللي حصلك كان بسببي أنا اللي حرضت باسم عشان يتقرب منك وأنا اللي ساعدته في خطته عشان يعتدي عليكي،سامحني يا حنين غدرت بيكي وأنتي عمرك مأذتني،بس والله ربنا عاقبني أبويا بعدها فلس ومن الصدمة جاتله سكتة قلبية ومات وامي اتجوزت واحد تاني وعشان تخلص مني جوزتني لواحد اد أبويا ومكملتش تعليمي سامحني يا حنين.
أعقدت الصدمة لسانها فلم تتوقع إن تكون رفيقة دربها هي من يطعن الخنجر بظهرها استعادت رابطة جأشها لتردف بهدوء:
-أنا هسامحك بسبب مش عشانك،عشان اللي حصلي كان بصييص أمل أني حياتي تتغير وتساعدني أقرب من ربنا أكتر وبعتلي واحد محدش يقدر يعوضلي مكانو بقلبي وبعد كام يوم ربنا هيرزقني بحتة منو.
وأنتي روحي صلى وأدعي ربنا وأطلبي منو المغفرة عشان حياتك تبقي أحسن.
أبتعدت عنها والرضا يغزو قلبها لتردف بخفوت:
-الحمدالله يارب فعلا ليك حكمة في كل شئ.
"أحيانا نتذمر من قضاء الله ولانعلم إنه الخير لنا فلو كشف الحجاب عنا لأختارنا ماكتبه الله لنا،فما يصيبك اﻷن يكون وميض من اﻷمل ليغير حياتك لافضل"
أتجهت صوب محمد ليسألها:
-مين دي؟
-ﻻمفيش دي واحدة كانت بتسألني على عنوان حاجة.
لتستطرد حديثها بنبرة شاردة:
-تعرف يامحمد أنا كنت عايزة اخش هندسة بس دلوقتي مش عايزة أخشها دلوقتي عايزة أدخل تربية.
عقد حاجبيه بتعجب ليتسأل:
- غيرتي رأيك ليه،دي كانت حلم حياتك.
نظرت صوب عيناه مباشرة لتقول بثقة:
-عشان المعلم ده ممكن يكون السبب في أنو يساعد ناس كتيرة أنها تختار طريقها صح وأنا عايزة أكون سبب في أني أغير طريق ناس وهخليهم يختارو الصح ﻻن في عيال بيتربو على أسرة مفككة في الحالة دي ﻻزم يكون المعلم هو اللي بيساعد الطالب ده.
حاصر بكفه يده ليردف بحنو:
-وهتبقي أحلى مدرسة.
نظرت له بعينين عاشقتين قائلة بحب:
-ربنا يخليلك ليا.
************************** *******
دفعت بابا غرفتها بقوة دون طرقه لتنفض فزعاواسرعت بإدارة جسدها لخلف حتى ﻻتلحظ عبراتها التي غزت وجنتاها وتنهرها بقوة قائلة:
-مش تخبطي اﻷول أنتي غبية.
اردفت آية باعتذار:
-أنا آسفة مكناش قصدي بس عمتو بتقولك الغدي جهز.
مسحت عبراتها بأكمام سترتها لتردف بصوت متهدج:
-طيب خلاص روحي أنتي وانا جاية.
ﻻحظت آية نحيبها لتقترب منها مردفة بهدوء:
-رحمة أنتي بتعيطي؟
لتجيبها بصوت عالي نسيبا:
-مالكيش دعوة أطلعي برا.
لتنهرها آية بضجر:
-إزاي ماليش دعوة أنتي أختي ﻻزم أقف جمبك ولو كنتي ناسية أحنا زمان كنا صحاب.
لتهوي علي فراشها هاوية عبراتها بغزارة أقتربت آية منها تربت على كتفها قائلة بحنو:
-أحكي يارحمة فضفضي يمكن ترتاحي.
-أنا غلطت ياآية غلطت.
قالتها من وسط شهاقاتها المتصاعدة،
عقدت حاجبيها بتعجب لتردف بهدوء:
-غلطتي إزاي يعني؟
راحت تقص عليها مايوجع قلبها لتبدأ قولها:
-بعد ما أنتي سبتي المدرسة جه مدرس جديد كان شاب صغير في السن كان عاجب كل البنات حتى أنا من ضمنهم ولما اتعرف عليا وكنت بتجاوب معاه في الفصل لفتت إنتباه لحد ما تقربنا من بعض وقعديقنعني أنو هيتجوزني وأنا صدقتو بس مع ذلك عمري مع أمانتله لحد مافي مرة أتقرب مني بس أنا رفضته و...و
توقفت الكلمات بحلقها وبدأت شهاقاتها تزداد فتشعرآية بوغز في قلبها لحالتها لتردف بنبرة متضايقة:
-قولتي لحد؟
اومت آية برأسها نفيا لتستطرد بحرقة:
-أنا مش عارفة أعمل إيه وهقول لماما إزاي دي يمكن تموت فيها،سامحني يا آية أنا كنت بعاملك وحش كنت بكلامي ليكي بحاسب نفسي أنا اللي صدقتو وهو ضحك عليا مكناش ينفع أخرج معاه لوحدي.
سارعت آية بمعانقتها لتردف بنبرة حانية:
-أهدي يارحمة أحنا هنتكلم مع مامتك وهنعرفها أنو هو اعتدي عليكي واكيد أخوكي هيقف جمبك وهنرفع عليه قضية تحرش عشان الحقير ده هيتحاسب على عملته بس أنتي متعيطيش.
طوقت رحمة ذراعيها حولها لتزداد شهاقاتها وعبراتها التي قد وصلت لملابس آية.
افلتت آية ذراعيها منها لتنظر إليها بإبتسامة مشرقة:
-أمسحي دموعك خلاص ويلا عشان ناكل.
مسحت بأوصالها عبراتها ومن ثم نهضتا معا للتوجه للخارج،جلست جميع اﻷسرة على مائدة الطعام تترأسهم هناء وبعد تناول وجبة الغداء تنحنح أحمد بحرج ليردف بهدوء:
-ماما أنا عايز اقولك على خبريفرحك.
ألتفتت إليه والدته قائلة بهدوء:
-خيريبني في إيه؟
نظر إلي التي توردت وجنتاها بالحمرة ليقول بإبتسامة جذابة:
-أنا وآية قررنا نتجوز.
تهللت أساريرها لتردف بحبور:
-بجد!!ده أحلى خبر.
بعد تقديم التهاني والمباركات ومحادثات دامت لوقت طويل تم اﻷتفق علي كل شئ وسينعقد قرائنهما بعد يومين.
************************** *******
حل الليل بمسائه حيث بزغ فيه القمر ليستقر بوسط السماء كانت حنين قد أرهقت بعد إنتهاء مدة إختبارتها لذلك خلدت للنوم باكرا ولم تستطع انتظاره لحين مجئيه وأثناء خلودها شعرت بألم شديد ببطنها في البداية تجاهلت اﻷلم ولكن مع إزدياد حدته أضطرت لمناداة والدتها:
-ماما
هرولت إليها والدتها بفزع لتردف:
-مالك ياحنين؟
-تعبانة ياماما تعبانة أووووي
لتزداد تأوهاتها مع جحوظ عيناها لتأتي سمية جراء صرخاتها لتصرخ بوجهما قائلة:
-أنتو هتفضلو تبصولي كدة وودنوني لمستشفى.
أرتبكت السيدتان وأسرعتا بإرتداء ملابسهما وساعدتها والدتها بإرتداء ملابسها ترجلتا المدرجات وصلتا الطريق حتى أوقفتا سيارة أجرة وطلبتا الذهاب للمشفي.
-------------------
في المشفي الحكومي،،،
كانت السيدتان تقفان والقلق يستوطن ملامحهما وكانت سمية قد أعلمت محمد وسناء ليهروﻻ بالحضور وصلت سناء المشفي حيث توجد والدتها لتسأل بقلق:
-ها ياماما إيه اﻷخبار،طلعت؟
-ﻷلسة أدينا قاعدين مستنين،امال محمد فين؟
ألقت بسؤالها وهي تلتفت بناظرها بحثا عنه وما مضت ثوانى حتي رأته يركض صوبهما والقلق بادي على وجهه.
-ماما حنين فين؟
-لسة في أوضة العمليات.
مسح على وجهه برهبة من أي يصبيها مكروه.
----------------
بعد مرور بضع من الوقت،،،
خرج الطبيب من الغرفة ليسرع الجميع نحوه ليتسأل محمد بنبرة مرتبكة:
-ها يادكتور،مراتي وأبني عاملين إيه؟
أجابه الطبيب بنبرة رسمية:
-اطمن ياأستاذ مراتك معلهاش خطروابنك بخير ألف مبروك.
تهللت أساريره بعد ساعات امضها وهو يشعر بالقلق
ليردف بغبطة:
-الله يبارك فيك.
غادر الطبيب المكان لتتسارع الوالدتان بتقديم التهانى،دلف الجميع لأطمئنان عليها حيث كانت طريحة الفراش ويكاد صوتها يخرج،قرر الجميع المغادرة مختلقين بعض اﻷعذار منحهما بعض الخصوصية.
-حمدالله علي سلامتك.
همس بها محمد بخفوت لتجبيه بوهن وإبتسامة طفيفة:
-الله يسلمك،هو أبني فين عايزه أشوفه.
أردف محمد يطمئنها بقوله:
-شوية كدة وهيجبوه على فكرة أنا شوفته وهو في الحضانة هو طالع صغير بس مش أوي.
أبتسمت بضعف لتسأله بخفوت:
-هنسميه إيه؟
-اللي أنت عايزها.
قالها بإبتسامة تزين ثغره،لتردف بخفوت:
-إيه رأيك في منذر.
-منذر!!
هتف بها عاقدا حاجبيه بتعجب ليستطرد حديثه:
-مش غريب اﻷسم ده!!
-ماهو عشان غريب هيبقي حلو.
أجابته بخفوت ليقتنع بصواب رأيهاقائلا:
-خلاص ماشي.
ليميل صوبها طابعا قبلة علي جبينها.
************************** *****
بعد مرور يومين،،،
تزين الجميع بأبهي زينة لأحتفال بعقدقرائنهما بعد مدولات كثيرة أستطاعت هناء إقناع والدها الحضور ويكون شاهدا عليها،تسارع الجميع بتقديم التهاني وسط سعادة أحمد التي ﻻتوصف وأخيرا حقق مناه وأصبح حب حياته ملكه اﻷن وقد كان اليأس تملكه في أن يتحقق حلمه بينما آية تشعر بشئ ينغز بقلبها
ربما توتر.....أوخجل.
غادر أفراد أسرتها بعدما ودعتهم هناء ودلفت رحمة للغرفتها لتخلد للنوم بعدما وعدتها آية بحل أزمتها حين إنتهاء زفافها وأخيرا هنئتهما هناء للمرة اﻷخيرة لتدلف هي اﻷخري لغرفتها،دلفا اﻷثتان لغرفتهما،راحت تجوب الغرفة بنظراتها وتشعر بتزايد بضربات قلبها ليحاول هو فتح مجال للحديث قائلا:
-أنا مش مصدق وأخيييرا.
ألتفتت إليه لتردف بتهدج:
-أن..أنا
ليقاطعها بخفوت قائلا:
-أشششششش أهدي أنا النهاردة عايز أتكلم وﻻزم تسمعني،دلوقتي بس صدقت أن ربنا قادر علي صنع المعجزات رغم إنك حبيتي واحد غيري واتجوزتي لواحد تاني بس في اﻷخر ربنا حققلي مرادي وأتجوزتك أنا النهاردة أسعد واحد في الدنيا عشان أنتي معايا.
تنهد براحة ليردف بنبرة واعدة:
-أوعدك ياآية أني عمري ماهيضايقك في حياتك هعوضك عن اللي شوفتيه هكون سندك وعمري مافي يوم ماهفكر أذيك بكلمة.
طأطأت رأسها إستحياء وأخرجت إبتسامة طفيفة ليقترب منها ملامساباطرافها ذقنها ليرفعه صوبها قائلا بهيام:
-بحبك.
************************** *****
بعد مرور أربع سنوات،،،
كانت آية قد أخبرت والدتها وأحمد بما حدث لرحمة تقبلت والدتها الموضوع بهدوء في حين أشتعل أحمد غضبا إلا أن آية هدأت من ثروته وقامو برفع قضية ضد هذا المعلم وصدر حكمها لصالح رحمة التي دبت الفرحة لقلبها.
في حين حنين أجتازت إختبارات الصف الثالث الثانوي والتحقت بكلية "تربية"لتحقيق مبتغاها،بينما أستطاع محمد أن يجد عملا شاغرا بإحدى المؤسسات كمهندس ليعمل بها وتحسن مستوى معيشتهم.
أشتد قرع الجرس لتهرول آية صوبه حتى تفتحه ابرمت المقبض لتجده عبدالرحمن وقد أكتست خصلات شعره ببعض البياض وبجواره أبنه الذي البالغ من العمر أربع سنوات وقد أحتل كثيرا من ملامح والده وبجواره زوجته التي تكورت بطنها وقد قاربت على أن تضع مولودها.
-عبدالرحمن.
هتفت بها بصوت متهدج ليردف بإبتسامة تزين ثغره:
-ازيك يا آية.
ولم تجيبه حتى قاطعها قدوم إبنتها قائلة بفرحة:
-ماما،شوفتي بابا هيجبلي إية؟
نظرت صوب الرجل الواقف أمامها لتتواري خلف والدتها بعينين متفحصتين لهيئته،لينحي بجزعه ناحيتها قائلا:
- أنتي هناء صح؟
أومت برأسها إيجابا ليردف بإبتسامة:
-تعرفي إنك شبه مامتك.
أهدته إبتسامة طفولية ليأتي الجميع أفواجا فتتسارع والدته بعناقه قائلة بإشتياق:
-مش تقول إنك جاي،كنا جينا أستقبالنك من المطار.
بادلها هو بالقول:
-حبيت أعملهولكو مفاجأة.
-------------------
في المساء،جلس الجميع يتبادلون أطراف الحديث بعدما تناولو وليمة كانت قد تشاركت في إعدادها كلامن رحمة وهناء وآية،بينما وقفت هي بشرفة منزلها ترتشف الشاي وعقلها بوادي آخر لينتشلها من خيالها صوته قائلا:
-واقفة لوحدك ليه؟
ألتفتت للوراء لتراه أمامها بإبتسامة ساحرة لتجيبه بهدوءناقض ما بداخلها من أضطراب:
-عادي
أتجه صوب ليقف بجوارها قائلا بحزن مستتر:
-بنتك روحها حلوة اووي.
لوت فمها بإبتسامة جانبية لتردف بإمتتان:
-شكرا،هي طالعة لباباها.
نظر عبدالرحمن صوب أحمد القابع على اﻷريكة والغبطة تستوطن تقاسيمه ليعاود بنظره إليها قائلا:
-كنت عايز اديلك حاجة.
أنتبهت إليه يمسك بيده دفترا يمده إليها قائلا بإبتسامة:
-اتفضلي ده دفترك.
حملقت به آية لدقائق لتلوي فمها بإبتسامة هادئة لتلقي به خارج الشرفة اتسعت مقلتاه ذهولا ليسألها بدهشة:
-رميته ليه؟
لتصوب نظرها إليه مبررة لفعلتها بنبرات واثقة:
-ﻻنو معدش يلزمني بحاجة أنا أصلا جبت واحد غيره وبالنسبالي ده مايهمنيش بحاجة.
بادلها النظرات الصدمة ليواريرها بإبتسامة قائلا:
-طيب ياآية.
ليقاطع حديثهما صوت أقدام خفيفة راكضة صوبهمالتلتفت آية صوبها فتجدها أبنتها"هناء"التي أدمعت عيناها قائلة بحزن طفولي:
-شوفتي ياماما!
-مالك ياهناء؟
ألقت آية بسؤالها على إبنتها بتوتر لتجيبه هناء:
-الواد اللي برا ده عمال يضرب فيا.
-مين؟
أشارت بإصبعها صوب عبدالرحمن الواقف أمامها قائلة بنبرة غاضبة:
-ابن الراجل ده.
-عيب ياهناء أسمو عموعبدالرحمن.
بادلهاعبدالرحمن بإبتسامة قائلابمزاح:
-أنا هروح أضربهولك.
ليمرمق آية نظرة أخيرة قائلة بنبرة تحمل في طياتهاالحسرة:
-ربنا يسعدك ياآية أنتي تستاهلي كل خير ياريت تسامحني علي كل كلمة خرجت في حقك منى.
تزين ثغرها بإبتسامة قائلة بنبرة مطمئنة:
-أنا مش زعلانة منك أصلا.
ليغادر من واجهتها بينما ظلت هي تراقبه حتي أختفي في حين شعرت بيد إبنتها التي هزت ردائها لتنظر إليه بإبتسامة وتحملها بين ذراعيها لتردف بهمس:
-ربنا يخليلكي ليا يابنتي ويسعدك دايما.
************************** **
"في دنيا تلاشي فيها الحب البرئ وبزغ سراب توارى تحت شعار الحب،يجب أن ﻻ نهيم على وجوهنا وراء ذلك السراب،بل نحفرالصخر بحثاعن الحب البرئ، فحتما سنجده مختبئ في مكان ما بعدما سئم التواجد في عالم لوث معانيه،والظافرالوحيد هو يستطيع الظفور بهذا الحب"
#تمت
بقلمي:"هبه حامد"
(الفصل العشرون )
^الفصل الأخير^
..........................
كانا قدعادا للبيت ليبشرا هناء بما يحملناه من أخبار طيبة ليجدها جالسة على اﻷريكة وقداستوطنت معالم الحزن ملامحها أتجها صوبها ليسألها أحمد بريبة:
-مالك ياماما؟
تنهدت هناء بأسي لتردف بصوت متهكم:
-أخوك،هيسافر السعودية وأحتمال ميجيش غير بعد فترة كبيرة..
أدار أحمد بناظريه ﻵية التي أخفضت رأسها ليلتفتت لوالدته قائلا بهدوء:
-وانتي إيه اللي مضايقك؟كدة كدة كان هيسافر إيه اللي جد؟
-مش أبني ومن حقي أضايق لماألاقيه هيبعد عني فترة.
ربت أحمد على كفيهاقائلا بهدوء:
-كدة أحسلو ياماما،ماانتي عارفة حياتو كانت عاملة إزاي هنا وكان مقضيها خناقات كل شوية مع مراتو يمكن لما يسافر حالو ينصلح.
منحته إبتسامة باهتة لتردف بإقتناع:
-ربنا يوديه بالسلامة.
آمن أحمد على دعائها بإبتسامة:
-آمين.
**************************
في اليوم التالي،،،
أرتدت زيها المدرسي وضعت آخر دبوس بغطاء شعرها وقفت تراقب نفسها بالمرآة لتتذمر:
-يالهوي شكلي وحش أوووي.
أطلق محمد الواقف خلفهاضحكات عالية لتنظر إليه بضيق:
-أنا مش هينفع أروح كدة،العيال هيضحكو عليا
حاول محمد طمئنتها ليردف بهدوء:
-عادي ياحبيتي أنتي مش أول واحدة تتمحن وهي حامل وبعدين شكلك قمر والله.
-آه ماهو واضح.
أردفت بها في سخرية لتستطرد بغضب:
-عشان كدة شغال ضحك عليا.
أدرك أن وراء تذمرها رهبتها من اﻷختبار وكما أنه بقي القليل وستضع مولدها،
فأقترب منها ليعانقها قائلا بهدوء:
-متقلقيش كل حاجة هتعدي وإن شاء الله تقومي بالسلامة.
-أنا خايفة أووووي.
قالتها بخفوت ليقول هو بصوت يبعث الدفء لجسدها:
-متخافيش من حاجة إن شاء هتقومي وهتلاقيني جمبك وهتشيلي إبنك بين إيديك.
أغمضت جفناها بين ذراعيه وقد داهمتها طيف إبتسامة فقد استطاع إزالة مخاوفها بكلامه العذب.
----------------------
ترجلا من سيارة اﻷجرة مد محمد يده بجيب بنطاله ليخرج منها النقود ويدفعها للسائق الذي أدار محركه مغادرا المكان،كانت تردد بعض اﻷذكار المناسبة لأختبار لتردف بنبرة هادئة:
-أنت هتستناني!!
اوم محمد رأسه باﻷيجاب مؤكدا لكلامه بقوله:
-آه.
أهدته إبتسامة وغادرت المكان بعدما لوحت له بيدها لتتجه صوب المدرسة.
ليتكئ هو بجسده على سور المدرسة.
**************************
لملمت أغراضهما بحقيبة السفر بينما أتجه هو صوب غرفتها التي لم يدلفها منذ زواجه كانت اﻷتربة قد تراكمت على أثاثها ليمد بيده أسفل فراشها ساحبا منه الدفتر ليمعن النظر إليه قليلا ويأخذه معه.
خرج للخارج الغرفة ووجدها تغلق الحقيبة طلب منها أن تحضر له كوب ماء وسيغلق هو الحقيبة ليستغل تلك الفرصة ويدس الدفتر بها دون علمها
عادت إليه بكوب الماء لتردف بحزن بادي على تقاسيمها:
-تعرف اني ماكنتش بحب الشقة دي عشان كانت بتاعة مراتك اﻷولي.
نظر عبدالرحمن إليها ليلاحظ حزنها قائلا بإبتسامة طفيفة:
-خلاص معدتيش هتقعدي فيها تاني،هنعيش في مكان أحلي.
--------------------
وصلا للبيت لتوديع عائلته لتسارع هناء إحتضانه بشوق مردفة بنبرة حزينة:
-هتوحشني ياعبدو خلي بالك من نفسك وخليك علي إتصال بينا.
بادلها عبدالرحمن العناق قائلا بحب:
-معقولة ياماما متصلش بيكو متخافيش عليا خلي بالك من نفسك وخدي دواكي في معادو.
ليتحرر من ذراعيها فتتسارع عبراتها بالتساقط بغزارة ليزيلها هو بكفيه متسائلا:
-بتعيطي ليه دلوقتي!!هو أنا رايح أحارب.
-غصب عني يايبني هتوحشني.
ليلتفت بناظره ﻷحمد الذي يقف بعيدا موليه وجهه كانا قدتخاصما بسبب نزاعات نشبت بينهما حاول عبدالرحمن وضع حد لهذا العداء ليتجه صوبه قائلا بحنو:
-حتى بالك من ماما ومن نفسك.
رق قلب أحمد ولم يتحمل فكرة مغادرة أخيه بدون محادثته ليمد ذراعيه ويعانقه بقوة قائلا بصوت مكتوم:
-وأنت كمان خلي بالك من نفسك ومن إمراتك.
بادله العناق وبعينيهما دموع قد ترقرقت.
ودع شقيقته وكان قدنصحها ولم يتبقي سوى آية أهداها إبتسامة هادئة قائلا:
-سلام يا آية خلي بالك من نفسك.
بادرته بإبتسامة تزين ثغرها قائلة بصوت رزين:
-وأنت كمان خلي بالك من نفسك.
لم يرد إطالة الحديث عندما ﻻحظ معالم الغيرة التي أكتست وجه حسناء ليغادر من قابلتها متجها صوب الباب ليرافقه أحمد ويستقل سيارة الأجرة متجها صوب المطار.
وقفت والدته وبجوارها آية وهي تراقبه من النافذة داعية له إيصاله بالسلام لوجهته.
**************************
بعد مضي ساعتان،،،،
كانت قد خرجت من بوابة المدرسة والغبطة تستوطن تقاسيمها لتلوح له بيدها مع إبتسامة تزين ثغرها اتجهت صوبه لتحدثه ولكن أستوقفها نداء شخص ما لتلتف لتعرف مصدر الصوت لتذهل مماتراه إنها صديقتها حياة ولكن بهيئة أخرى بملابس بالية ونعلين متهالكين لتنطق بدهشة:
-حياة
أقتربت منها حياة لتقف بواجهتها قائلة بندم:
-سامحني ياحنين كان لازم أقولها عشان اللي حصلي
ولسة بيحصلي كان ذنبك.
عقدت حنين حاجبيها بتعجب لتتسأل بريبة:
-أنا مش فاهمة حاجة،قصدك إيه؟
-كل اللي حصلك كان بسببي أنا اللي حرضت باسم عشان يتقرب منك وأنا اللي ساعدته في خطته عشان يعتدي عليكي،سامحني يا حنين غدرت بيكي وأنتي عمرك مأذتني،بس والله ربنا عاقبني أبويا بعدها فلس ومن الصدمة جاتله سكتة قلبية ومات وامي اتجوزت واحد تاني وعشان تخلص مني جوزتني لواحد اد أبويا ومكملتش تعليمي سامحني يا حنين.
أعقدت الصدمة لسانها فلم تتوقع إن تكون رفيقة دربها هي من يطعن الخنجر بظهرها استعادت رابطة جأشها لتردف بهدوء:
-أنا هسامحك بسبب مش عشانك،عشان اللي حصلي كان بصييص أمل أني حياتي تتغير وتساعدني أقرب من ربنا أكتر وبعتلي واحد محدش يقدر يعوضلي مكانو بقلبي وبعد كام يوم ربنا هيرزقني بحتة منو.
وأنتي روحي صلى وأدعي ربنا وأطلبي منو المغفرة عشان حياتك تبقي أحسن.
أبتعدت عنها والرضا يغزو قلبها لتردف بخفوت:
-الحمدالله يارب فعلا ليك حكمة في كل شئ.
"أحيانا نتذمر من قضاء الله ولانعلم إنه الخير لنا فلو كشف الحجاب عنا لأختارنا ماكتبه الله لنا،فما يصيبك اﻷن يكون وميض من اﻷمل ليغير حياتك لافضل"
أتجهت صوب محمد ليسألها:
-مين دي؟
-ﻻمفيش دي واحدة كانت بتسألني على عنوان حاجة.
لتستطرد حديثها بنبرة شاردة:
-تعرف يامحمد أنا كنت عايزة اخش هندسة بس دلوقتي مش عايزة أخشها دلوقتي عايزة أدخل تربية.
عقد حاجبيه بتعجب ليتسأل:
- غيرتي رأيك ليه،دي كانت حلم حياتك.
نظرت صوب عيناه مباشرة لتقول بثقة:
-عشان المعلم ده ممكن يكون السبب في أنو يساعد ناس كتيرة أنها تختار طريقها صح وأنا عايزة أكون سبب في أني أغير طريق ناس وهخليهم يختارو الصح ﻻن في عيال بيتربو على أسرة مفككة في الحالة دي ﻻزم يكون المعلم هو اللي بيساعد الطالب ده.
حاصر بكفه يده ليردف بحنو:
-وهتبقي أحلى مدرسة.
نظرت له بعينين عاشقتين قائلة بحب:
-ربنا يخليلك ليا.
**************************
دفعت بابا غرفتها بقوة دون طرقه لتنفض فزعاواسرعت بإدارة جسدها لخلف حتى ﻻتلحظ عبراتها التي غزت وجنتاها وتنهرها بقوة قائلة:
-مش تخبطي اﻷول أنتي غبية.
اردفت آية باعتذار:
-أنا آسفة مكناش قصدي بس عمتو بتقولك الغدي جهز.
مسحت عبراتها بأكمام سترتها لتردف بصوت متهدج:
-طيب خلاص روحي أنتي وانا جاية.
ﻻحظت آية نحيبها لتقترب منها مردفة بهدوء:
-رحمة أنتي بتعيطي؟
لتجيبها بصوت عالي نسيبا:
-مالكيش دعوة أطلعي برا.
لتنهرها آية بضجر:
-إزاي ماليش دعوة أنتي أختي ﻻزم أقف جمبك ولو كنتي ناسية أحنا زمان كنا صحاب.
لتهوي علي فراشها هاوية عبراتها بغزارة أقتربت آية منها تربت على كتفها قائلة بحنو:
-أحكي يارحمة فضفضي يمكن ترتاحي.
-أنا غلطت ياآية غلطت.
قالتها من وسط شهاقاتها المتصاعدة،
عقدت حاجبيها بتعجب لتردف بهدوء:
-غلطتي إزاي يعني؟
راحت تقص عليها مايوجع قلبها لتبدأ قولها:
-بعد ما أنتي سبتي المدرسة جه مدرس جديد كان شاب صغير في السن كان عاجب كل البنات حتى أنا من ضمنهم ولما اتعرف عليا وكنت بتجاوب معاه في الفصل لفتت إنتباه لحد ما تقربنا من بعض وقعديقنعني أنو هيتجوزني وأنا صدقتو بس مع ذلك عمري مع أمانتله لحد مافي مرة أتقرب مني بس أنا رفضته و...و
توقفت الكلمات بحلقها وبدأت شهاقاتها تزداد فتشعرآية بوغز في قلبها لحالتها لتردف بنبرة متضايقة:
-قولتي لحد؟
اومت آية برأسها نفيا لتستطرد بحرقة:
-أنا مش عارفة أعمل إيه وهقول لماما إزاي دي يمكن تموت فيها،سامحني يا آية أنا كنت بعاملك وحش كنت بكلامي ليكي بحاسب نفسي أنا اللي صدقتو وهو ضحك عليا مكناش ينفع أخرج معاه لوحدي.
سارعت آية بمعانقتها لتردف بنبرة حانية:
-أهدي يارحمة أحنا هنتكلم مع مامتك وهنعرفها أنو هو اعتدي عليكي واكيد أخوكي هيقف جمبك وهنرفع عليه قضية تحرش عشان الحقير ده هيتحاسب على عملته بس أنتي متعيطيش.
طوقت رحمة ذراعيها حولها لتزداد شهاقاتها وعبراتها التي قد وصلت لملابس آية.
افلتت آية ذراعيها منها لتنظر إليها بإبتسامة مشرقة:
-أمسحي دموعك خلاص ويلا عشان ناكل.
مسحت بأوصالها عبراتها ومن ثم نهضتا معا للتوجه للخارج،جلست جميع اﻷسرة على مائدة الطعام تترأسهم هناء وبعد تناول وجبة الغداء تنحنح أحمد بحرج ليردف بهدوء:
-ماما أنا عايز اقولك على خبريفرحك.
ألتفتت إليه والدته قائلة بهدوء:
-خيريبني في إيه؟
نظر إلي التي توردت وجنتاها بالحمرة ليقول بإبتسامة جذابة:
-أنا وآية قررنا نتجوز.
تهللت أساريرها لتردف بحبور:
-بجد!!ده أحلى خبر.
بعد تقديم التهاني والمباركات ومحادثات دامت لوقت طويل تم اﻷتفق علي كل شئ وسينعقد قرائنهما بعد يومين.
**************************
حل الليل بمسائه حيث بزغ فيه القمر ليستقر بوسط السماء كانت حنين قد أرهقت بعد إنتهاء مدة إختبارتها لذلك خلدت للنوم باكرا ولم تستطع انتظاره لحين مجئيه وأثناء خلودها شعرت بألم شديد ببطنها في البداية تجاهلت اﻷلم ولكن مع إزدياد حدته أضطرت لمناداة والدتها:
-ماما
هرولت إليها والدتها بفزع لتردف:
-مالك ياحنين؟
-تعبانة ياماما تعبانة أووووي
لتزداد تأوهاتها مع جحوظ عيناها لتأتي سمية جراء صرخاتها لتصرخ بوجهما قائلة:
-أنتو هتفضلو تبصولي كدة وودنوني لمستشفى.
أرتبكت السيدتان وأسرعتا بإرتداء ملابسهما وساعدتها والدتها بإرتداء ملابسها ترجلتا المدرجات وصلتا الطريق حتى أوقفتا سيارة أجرة وطلبتا الذهاب للمشفي.
-------------------
في المشفي الحكومي،،،
كانت السيدتان تقفان والقلق يستوطن ملامحهما وكانت سمية قد أعلمت محمد وسناء ليهروﻻ بالحضور وصلت سناء المشفي حيث توجد والدتها لتسأل بقلق:
-ها ياماما إيه اﻷخبار،طلعت؟
-ﻷلسة أدينا قاعدين مستنين،امال محمد فين؟
ألقت بسؤالها وهي تلتفت بناظرها بحثا عنه وما مضت ثوانى حتي رأته يركض صوبهما والقلق بادي على وجهه.
-ماما حنين فين؟
-لسة في أوضة العمليات.
مسح على وجهه برهبة من أي يصبيها مكروه.
----------------
بعد مرور بضع من الوقت،،،
خرج الطبيب من الغرفة ليسرع الجميع نحوه ليتسأل محمد بنبرة مرتبكة:
-ها يادكتور،مراتي وأبني عاملين إيه؟
أجابه الطبيب بنبرة رسمية:
-اطمن ياأستاذ مراتك معلهاش خطروابنك بخير ألف مبروك.
تهللت أساريره بعد ساعات امضها وهو يشعر بالقلق
ليردف بغبطة:
-الله يبارك فيك.
غادر الطبيب المكان لتتسارع الوالدتان بتقديم التهانى،دلف الجميع لأطمئنان عليها حيث كانت طريحة الفراش ويكاد صوتها يخرج،قرر الجميع المغادرة مختلقين بعض اﻷعذار منحهما بعض الخصوصية.
-حمدالله علي سلامتك.
همس بها محمد بخفوت لتجبيه بوهن وإبتسامة طفيفة:
-الله يسلمك،هو أبني فين عايزه أشوفه.
أردف محمد يطمئنها بقوله:
-شوية كدة وهيجبوه على فكرة أنا شوفته وهو في الحضانة هو طالع صغير بس مش أوي.
أبتسمت بضعف لتسأله بخفوت:
-هنسميه إيه؟
-اللي أنت عايزها.
قالها بإبتسامة تزين ثغره،لتردف بخفوت:
-إيه رأيك في منذر.
-منذر!!
هتف بها عاقدا حاجبيه بتعجب ليستطرد حديثه:
-مش غريب اﻷسم ده!!
-ماهو عشان غريب هيبقي حلو.
أجابته بخفوت ليقتنع بصواب رأيهاقائلا:
-خلاص ماشي.
ليميل صوبها طابعا قبلة علي جبينها.
**************************
بعد مرور يومين،،،
تزين الجميع بأبهي زينة لأحتفال بعقدقرائنهما بعد مدولات كثيرة أستطاعت هناء إقناع والدها الحضور ويكون شاهدا عليها،تسارع الجميع بتقديم التهاني وسط سعادة أحمد التي ﻻتوصف وأخيرا حقق مناه وأصبح حب حياته ملكه اﻷن وقد كان اليأس تملكه في أن يتحقق حلمه بينما آية تشعر بشئ ينغز بقلبها
ربما توتر.....أوخجل.
غادر أفراد أسرتها بعدما ودعتهم هناء ودلفت رحمة للغرفتها لتخلد للنوم بعدما وعدتها آية بحل أزمتها حين إنتهاء زفافها وأخيرا هنئتهما هناء للمرة اﻷخيرة لتدلف هي اﻷخري لغرفتها،دلفا اﻷثتان لغرفتهما،راحت تجوب الغرفة بنظراتها وتشعر بتزايد بضربات قلبها ليحاول هو فتح مجال للحديث قائلا:
-أنا مش مصدق وأخيييرا.
ألتفتت إليه لتردف بتهدج:
-أن..أنا
ليقاطعها بخفوت قائلا:
-أشششششش أهدي أنا النهاردة عايز أتكلم وﻻزم تسمعني،دلوقتي بس صدقت أن ربنا قادر علي صنع المعجزات رغم إنك حبيتي واحد غيري واتجوزتي لواحد تاني بس في اﻷخر ربنا حققلي مرادي وأتجوزتك أنا النهاردة أسعد واحد في الدنيا عشان أنتي معايا.
تنهد براحة ليردف بنبرة واعدة:
-أوعدك ياآية أني عمري ماهيضايقك في حياتك هعوضك عن اللي شوفتيه هكون سندك وعمري مافي يوم ماهفكر أذيك بكلمة.
طأطأت رأسها إستحياء وأخرجت إبتسامة طفيفة ليقترب منها ملامساباطرافها ذقنها ليرفعه صوبها قائلا بهيام:
-بحبك.
**************************
بعد مرور أربع سنوات،،،
كانت آية قد أخبرت والدتها وأحمد بما حدث لرحمة تقبلت والدتها الموضوع بهدوء في حين أشتعل أحمد غضبا إلا أن آية هدأت من ثروته وقامو برفع قضية ضد هذا المعلم وصدر حكمها لصالح رحمة التي دبت الفرحة لقلبها.
في حين حنين أجتازت إختبارات الصف الثالث الثانوي والتحقت بكلية "تربية"لتحقيق مبتغاها،بينما أستطاع محمد أن يجد عملا شاغرا بإحدى المؤسسات كمهندس ليعمل بها وتحسن مستوى معيشتهم.
أشتد قرع الجرس لتهرول آية صوبه حتى تفتحه ابرمت المقبض لتجده عبدالرحمن وقد أكتست خصلات شعره ببعض البياض وبجواره أبنه الذي البالغ من العمر أربع سنوات وقد أحتل كثيرا من ملامح والده وبجواره زوجته التي تكورت بطنها وقد قاربت على أن تضع مولودها.
-عبدالرحمن.
هتفت بها بصوت متهدج ليردف بإبتسامة تزين ثغره:
-ازيك يا آية.
ولم تجيبه حتى قاطعها قدوم إبنتها قائلة بفرحة:
-ماما،شوفتي بابا هيجبلي إية؟
نظرت صوب الرجل الواقف أمامها لتتواري خلف والدتها بعينين متفحصتين لهيئته،لينحي بجزعه ناحيتها قائلا:
- أنتي هناء صح؟
أومت برأسها إيجابا ليردف بإبتسامة:
-تعرفي إنك شبه مامتك.
أهدته إبتسامة طفولية ليأتي الجميع أفواجا فتتسارع والدته بعناقه قائلة بإشتياق:
-مش تقول إنك جاي،كنا جينا أستقبالنك من المطار.
بادلها هو بالقول:
-حبيت أعملهولكو مفاجأة.
-------------------
في المساء،جلس الجميع يتبادلون أطراف الحديث بعدما تناولو وليمة كانت قد تشاركت في إعدادها كلامن رحمة وهناء وآية،بينما وقفت هي بشرفة منزلها ترتشف الشاي وعقلها بوادي آخر لينتشلها من خيالها صوته قائلا:
-واقفة لوحدك ليه؟
ألتفتت للوراء لتراه أمامها بإبتسامة ساحرة لتجيبه بهدوءناقض ما بداخلها من أضطراب:
-عادي
أتجه صوب ليقف بجوارها قائلا بحزن مستتر:
-بنتك روحها حلوة اووي.
لوت فمها بإبتسامة جانبية لتردف بإمتتان:
-شكرا،هي طالعة لباباها.
نظر عبدالرحمن صوب أحمد القابع على اﻷريكة والغبطة تستوطن تقاسيمه ليعاود بنظره إليها قائلا:
-كنت عايز اديلك حاجة.
أنتبهت إليه يمسك بيده دفترا يمده إليها قائلا بإبتسامة:
-اتفضلي ده دفترك.
حملقت به آية لدقائق لتلوي فمها بإبتسامة هادئة لتلقي به خارج الشرفة اتسعت مقلتاه ذهولا ليسألها بدهشة:
-رميته ليه؟
لتصوب نظرها إليه مبررة لفعلتها بنبرات واثقة:
-ﻻنو معدش يلزمني بحاجة أنا أصلا جبت واحد غيره وبالنسبالي ده مايهمنيش بحاجة.
بادلها النظرات الصدمة ليواريرها بإبتسامة قائلا:
-طيب ياآية.
ليقاطع حديثهما صوت أقدام خفيفة راكضة صوبهمالتلتفت آية صوبها فتجدها أبنتها"هناء"التي أدمعت عيناها قائلة بحزن طفولي:
-شوفتي ياماما!
-مالك ياهناء؟
ألقت آية بسؤالها على إبنتها بتوتر لتجيبه هناء:
-الواد اللي برا ده عمال يضرب فيا.
-مين؟
أشارت بإصبعها صوب عبدالرحمن الواقف أمامها قائلة بنبرة غاضبة:
-ابن الراجل ده.
-عيب ياهناء أسمو عموعبدالرحمن.
بادلهاعبدالرحمن بإبتسامة قائلابمزاح:
-أنا هروح أضربهولك.
ليمرمق آية نظرة أخيرة قائلة بنبرة تحمل في طياتهاالحسرة:
-ربنا يسعدك ياآية أنتي تستاهلي كل خير ياريت تسامحني علي كل كلمة خرجت في حقك منى.
تزين ثغرها بإبتسامة قائلة بنبرة مطمئنة:
-أنا مش زعلانة منك أصلا.
ليغادر من واجهتها بينما ظلت هي تراقبه حتي أختفي في حين شعرت بيد إبنتها التي هزت ردائها لتنظر إليه بإبتسامة وتحملها بين ذراعيها لتردف بهمس:
-ربنا يخليلكي ليا يابنتي ويسعدك دايما.
**************************
"في دنيا تلاشي فيها الحب البرئ وبزغ سراب توارى تحت شعار الحب،يجب أن ﻻ نهيم على وجوهنا وراء ذلك السراب،بل نحفرالصخر بحثاعن الحب البرئ، فحتما سنجده مختبئ في مكان ما بعدما سئم التواجد في عالم لوث معانيه،والظافرالوحيد هو يستطيع الظفور بهذا الحب"
#تمت
😂