لم يتم العثور على أي نتائج

    الشيطانة والملاك (الجزء الاول) \قصص مصرية

    (الفصل الأول)

    .......................................................................

    في إحدي الغرف ذات الأثات البسيط....تجلس فتاة علي سريرها مرتدية فستان زفافها....في مقتبل الشباب وريعانه...
    مقلتهاها التي تفيضا حزن وضجر...تتمنياالبكاء...ومع ذلك كان رفضها لبكاء شديد...كل ماكان بوسعهاا الأنتظار...ألانتظار في تلك الحجرة دامسةالظلام....

    لتقع أذناها علي صوت مقبض الباب ..ليظهر من خلفه شاب يبدو في ملامحه..إنه في آخر العشرينات...الناظر في وجهه يري بركاناا هائجا ..يسير ناحيتها في خطوات ثابتة..بينما هي تعاود الرجوع للوراء ...تشعر في خطواته الذعر الشديد......وماتلبث حتي تلتصق في الحائط...
    تحاول الأبتعاد بناظريها عنه
    ليحاوطها بذراعيه قائلا بأنفاس تفوح غضبا:ايه خايفة ليه؟؟ماأنتي المفروض متعودة علي كدة!!

    لتنطق كلماتها بأرتباك شديد:لو سمحت ياعبدالرحمن مالوش لزمة كلام في الموضوع ده..

    عبدالرحمن بنظرات محتنقة ونبرات غاضبة:المفروض أني أسكت ومتكلمش مع أني المفروض أكتر واحد أتكلم...

    لتعاود النظر إليه في نظرات أشبه بالأعتذار:عندك حق ...بس أنا مگانش قصدى...وأنت عارف كدة گويس...أنا ماكنتش أعرف أن الموضوع هيوصل لكدة...

    لينقض علي ذراعيها بغتة قابضا عليها بقسوة بالغة لتنفض هي ذعرا:مكانش قصدك...مكانش قصدك إيه ياأية..

    آية بتألم:آه إيدي ياعبدالرحمن...سيب دراعي

    عبدالرحمن بنبرات عتاب:وجعتك ..؟!مع أنك أكتر واحدة وجعتيني...

    وغادر تاركا إياها لتنفض أثر سماع صوت الباب يصُفعَ ..تجلس علي فراشها لتخضع دموعهاأخيرا التي أبأت النزول...

    نعم لقد أذنبت...أذنبت في حق نفسهاا....في حق غيرهاا...لقد أذات شخصا..دمرت أحلامه....كان في بداية دربه نحو مبتغاه ...لتعاودها تلك الذكريات الأليمة .....

    *************************************

    آية بقلق:قصدك إيه ياعادل بالكلمتين دول؟؟
    عادل بلامبالاة:زي ما سمعتي..هو أنا هعيد كلامي مرتين..

    آية بنبرة عالية نسبيا:إيه اللي أنت بتقوله ده...بقولك أنا حامل ...تقوم تقولي روحي شوفي أبو الواد مين...

    عادل بأبتسامة تحمل في طياتها سخرية:وأنتي فاكرة أن أنا أبوه

    آية بغضب :أيوة ياعادل ...وأنت عارف كدة كويس

    عادل بسخرية:روحي شوفي أنتي غلطتي مع مين...وأنتي أدري بردو...

    آية بغضب وبنبرة عالية نسبيا:بقولك ده أبنك ...أنت مش مصدقني ليه؟؟

    عادل بنظرات تمتزج بالقسوةوالجفاء:لا مش أبني...أنتي واحدة شمال ...ماشية علي حل شعرها تنامليي مع واحد وتحملي منو وفي الآخر عايزة تلبيسهالي ....(لتزداد نظراته جفاءّ وقسوة تحاوطها نبرات أستحقار)

    ليستأنف حديثه:ولايمكن طمعانة في فلوسي وعايزة تكوشي عليها

    آية بصوت مقهور والدموع في مقلتها:ده جزاة أني حبيتك؟؟

    قهقه عادل ليعقب علي كلماتها:حب مين ياماما ......أنتي واحدة عجبتيني ..قلت أتسلي بيها شوية....هو أنا هحب واحدة باعت نفسها...

    آية بحرقة وبصوت عالي نسبيا:أنت واحد حقير وسافل

    عادل بغضب:أتلمي يابت ووطي صوتك وأنتي بتكلميني...
    (ليهدأ قليلا ثم يعاود حديثه قائلا بنبرة أستفزازية:وبعدين أنا مضربتكيش علي إيدك الشمال كل حاجة كانت بمزاجك..

    آية بصوت مبحوح وعينيان دامعتان:حسبي الله ونعم الوكيل فيك واللي في زيك....

    عادل بسخرية:واللي زيك المفروض يتعمل فيهم إيه...

    وفتحت آيه فاها لتتحدث ولكن قاطعها صوت رنين هاتفه النقال ليخرجه من جيبه ضاغطا علي زر بدء المكالمة قائلا في حب مصطنع:أيوة يا حبيتي ...دقايق وهتلاقيني عندك

    ثم أعاد النظر إلي آية قائلا بسخرية:سلام ياحيلتها وأبقي سلميلي علي أبو الواد وهبقي أجي أزورك لماتولدي ...ده واجب برضو

    وهم بالنهوض من علي مقعده لتمسك بكفها معصمه قائلة في توسل:أنتي هتسيبني كدة......طب علي الأقل ساعديني عشان أتخلص من العيل.....

    عادل بسخرية:مع نفسك .....أنا معرفيكش أصلا.....تشاااوو
    **************************************************************

    وغادر تاركا إياها.....وقد سكن الأسي قلبها....أستوطن الحزن عقلهاا...أهذا هو الحب....أهذا هو الحب الذي يدب فينا الشعور بالأمان....ماذا عن التضحية....الأهتمام....الغيرة......كلها شعارات تحت مسمي الحب...فلا وجود للحب .....بل هو فقط مجرد أسطورة.....هو ضعف ....خذلان.....أنكسار

    وضعت يداها علي رأسها وهزتها بعنف ...وكأنها تحاول نفض تلك الذكريات عنها......... وماتعاودحتي ترفع براسها للأعلي تناجي ربها:يارب خدني ....أنا مش عايزة أعيش في الدنيا دي

    كانت هذه عبارات تلفظها فتاة في الثامنة عشر من عمرها .....فقد عانت في صباها.....الكثير لقد أفتقرت الكثير من الحنان في ظل غياب أبيها الذى كان طالما مشغولا بأعماله ....والحرب التي نشبت بين والدتها وزوجة أبيها
    كل منهما تسعي لإرضاء زوجها .....ألهتها حربها عن أبنتها التي كانت في أمس الحاجة إليها........لم تشعر بوجود عائلتها بل مجرد أشباه أشخاص يتحركون أمامها.....بلغت الثامنة عشر ربيعا لإول مرة تشعر بهذا الحنان في حياتها في ظل وجود هذا الشخص حاوطها بذراعي الأمان ...كان ملاكها..فمالبثت حتي أكتشفت أنه شيطان جُسد في إنسان...سلبها أغلي ماتملك .....سلب روحها النقية ....أستغل أحتياجها إليه.....مغدقا عليها بالأموال والهدايا.......حتي وقعت في قبضته كما تقع الفريسة في قبضة الذئب........تخلي عنها تاركاًإياها في عذاب ...من سب ولعن وضرب أبيها إياها....گره الجميع لهاا.......

    فما إن كشفتها زوجة أبيها أسرعت بالأفصاح عما عرفته لوالدها

    مني بخبث:شوف بتك

    (ممسكة بيدها جهازا لكشف الحمل)

    سعد بدهشة:إيه ده يامني ....جبيتيه منين؟؟!

    مني :لقيتو في درج الكدمينو بتاع آية...

    سعد بنبرة عالية نسبيا:هدي .....هدي

    أتجهت هدي ناحيته في فزع:في إيه؟؟مالك ياأبوآية....؟

    سعد بصوت عالي :في إيه؟؟شوفي بتك...شوفي تربيتك....بتك طلعت حامل...طلعت بتصيع من ورانا.....بت الگ******ب

    هدي بصدمة:أهدي بس يا أبو سعد تلاقيك فاهم الموضوع غلط....آية مستحيل تعمل حاجة زي كدة....

    وهنا تتدخل مني قائلة في أبتسامة إنتصار:هيكون ايه يعني..؟الأختبار كان في درجها....

    هدي موجهة كلامها إليها بغضب عامر:أسكتي أنتي خالص ....بنتي وانا عارفها....

    سعد بغضب يمزجه صراخ يدوي في جميع أنحاء المنزل:أسكتي أنتي خالص...كل ما كنت بسألك عن البت ..تقوليلي البت كويسة ...البت زي الالف ..البت مفيش في أخلاقها....أتاريها طلعت بتشتغلك ...بتضحك عليكي ياهانم ..لحد ماعملت عملتها وأهي فضحتنا....
    هي فين بت*****أخلص عليها بأيديا ....ماتنطقي هي فين؟
    هدي بأرتباك :هي...في المدرسة...أه‍...

    وماكادت لتكمل جملتها حتي قاطعها صوت قرع الجرس ليتجه سعد ناحيته فاتحا الباب ليجدها أمامه....لم يمهلها سعد حتي ألتف بخصلات شعرها حول أصابعه وأدلفها لمنزل وأنهال عليها ضربا مبرحا .......تعالي صوتها بالصراخ والتأوه ولكن دون جدوي ....أنعدم صراخها فجأة ..ومع ذلك أستمر هو في ضربها....حاول والدتها الفك بينه وبينها ولكن دون فائدة فاضطرت للصراخ

    هدي بفزع:كفاية ياسعد البت هتموت

    سعد بصوت عال :خليها تغور ...بدل ما تعيش وتفضحني

    تعالي صوت هدي باللطم والعويل علي إثرها ألتم الحشد وحاولو فك الاشتباك ....ليجدوا أمامهم جثة هامدة غارقة في دمائها ....ليظهرمن بين الحشد شاب يحمل من ملامح عبدالرحمن يقوم بحملها ونقلها للمشفي......

    في إحدي المشافي التي تمتاز بالطابع القديم في طرازها..أثاثها....تسيطر حالة الأسي علي تلك العائلة

    الطبيب بنبرة رسمية:بنتك عندها كسور طفيفة ماعدا كام كسر كدة.عميق..بالأضافة إلي أن حالة الأجهاض ...من أهم أسباب غيبوتها...

    سعد بخفوت غاضب:يارب ما تقوم ...
    الطبيب بتعجب:أفندم

    هدي بإرتباك:طب...هي هتفوق أمتي ؟؟
    الطبيب :شوية كدة وهتفوق ...بس أهم حاجة ياريت توفرلها الراحة النفسية

    وغادر الطبيب تاركا إياهما ليجثو سعد علي قدميه متكئا بظهره علي حائط المشفي واضعا رأسه بين كفيه....يندب حظه علي ما يواجهه

    سعد بصوت مبحوح:ليه يارب أنا عملت إيه لده كله....عشان تجازني كدة...ليه يارب ...أنا عمري ما أذيت حد...ولاجيت علي حد....

    ليجد يد تربت علي كتفه قائلة في شفقة:أهدي ياسعد دي الله...ودي حكمته...أنت هتكفر

    ليلتف إلي مصدر الصوت ليجدها أخته:أهدي إزاي بس ياهناء ..أنا أتكسر ضهري ياهناء ....أنا خلاص معدتش قادر أستحمل ...إزاي تعمل فيا كدة ...؟؟

    هناءبنبرة هادئة:آية غلطت ياسعد...وأنت برضو غلطت..أنت كنت هتموتها

    سعد بأسي:آمال هسيباها تفضحني...موتها أرحلمي....

    هناء بغضب:لا سعد موتها مش هيحل حاجةة....أنت هتقدر تسكت الناس علي كدة...ماهيقولو قتلها عشان جابتله العار......

    ليقاطع حديثهما صوت شاب قائلا :خلاص يا ماما أنا دفعت حساب المستشفي..

    هناء بأبتسامة:ماشي يا أحمد ..،روح رن علي أخوك خليه يجي دلوقتي

    أحمد بدهشة:بس ياماما ..عبدالرحمن زمانه في المطار وطيارته خلاص هتطلع..

    هناء بجدية:أعمل اللي قلتلك عليك..

    أحمد بتوجس:حاضر..

    **********************************************************

    بعد مرور بضع ساعات أستافقت آية لتجد نفسها علي فراشها في المشفي والجميع يلتف حولها بنظرات أوجست الريبة في نفسها.....

    سعد بصوت جهورى:حمدالله علي السلامة ياساف***ة
    هناء بغضب :سعد...أحنا أتفقنا علي ايه

    لتلتف بنظاريها آتجاه آية قائلة في حنان:حمدالله علي السلامة يا آية..

    آية بخفوت تعب:الله ..يسلمك،ياعمتو

    هناء بنظرة تحمل الاشفاق:قوليلي ياآية ..مين هو أبو الواد؟؟

    ولم تستطع آية إعطاء إجابة وكان الكلمات ثقلت علي لسانها ...وكأن أسمه أصبح إعاقة علي لسانها

    ليهتف والدها في غضب :ماتنطقي يابت****

    لتنفض آية ذرعا قائلا في تعلثم:ع..عادل ...الدمنه‍...وري

    وهنا يظهر بغتة صوت جهوري ضخم قائلا بدهشة:عادل عبد السميع الدمنهوري

    أومت آية رأسها في إيجاب......ليعقب علي حديثه أحمد متسائلا:هو أنت تعرفه؟!

    عبدالرحمن:ايوة كان من دفعتي في الجامعة بس....ليصمت برهة موجها نظراته العاتبة صوب آية قائلا:عادل سمعته كانت سابقاه ...كان بيلعب ببنات الناس لعب...

    هناء :خلاص نجيبه ونجوزهلها وبعدها بكام شهر يطلقها..

    عبدالرحمن بجدية:ياريتها جات علي كدة ياماما ...المشكلة فيه هو عادل إنسان حقير وواطي ومستحيل يرضي يجازف ويعمل حاجة زي كدة

    آية بيأس:ملهاش حل ياعمتو ..هو اتخلي عني وأتبري من ابنو ...مستحيل يرضي يعمل حاجة زي كدة

    هدي ببكاء:ليه يا آية تعملي كدة ؟؟أستاهل منك كل كدة ليه؟

    أجهشت آية بالبكاء قائلة:مـــامـــــا....
    لتقطاعها هدي قائلة بحرقة:متقوليلش ماما ..أنا من هنا ورايح مش أمك..

    سعد بيأس :خلاص ..هي قفلت علي كدة ...مين هيرضي يجوزها بعيبها دلوقتي..

    هناءبجدية:لافي ..

    سعد متسائلا:ميــــــــــن؟؟

    أخذت هناء نفسا عميقا لتزفره قائلة:عبـــــــــــدالرحمـــــــــــن

    ليتفاجأ جميع من غرفة من بينهم عبد الرحمن لا يصدق ما وقع علي مسامعه...

    قصة:<الشيطانةوالملاك>
    بقلمي:"هبه حامد"
    (الفصل الثاني)
    ..................................................................................................................

    أستافقت علي قرع جرس الباب يدوي صوته في جميع أنحاء المنزل لتفرك جفنتاها في تعب....لتستجمع شتات ذاكرتها.....فقد أنتهي وردها اليومي من كوابيسها....التي تراودها ...فقدكانت تصيبها بالأرق...حتي إنها كانت تصارع النوم في لياليها....

    لتخرج من غرفتها..واجدة عبدالرحمن متجها صوب الباب ...ليستقبل أهلهما...ليلمحهاأمامه...مازالت بفستان زفافها...زافرة أنفاسه في ضيق قائلا بنبرة آمرة:روحي غيري هدومك بسرعة...

    آية متعلثمة في كلاماتها:ح...حااضر
    آتجهت لغرفتها لتبديل ملابسها...بينما عبد الرحمن أستقبل ضيوفه

    هناء بفرحة:أهلا بعريسنا....أهلا ياحبيبي

    عبدالرحمن بضيق:آهلا ياماما..

    هدي بسعادة مصطنعة ونبرات أستهجان:أزيك ياعبدالرحمن...إيه الأخبار؟؟

    عبدالرحمن بنبرة سخرية:هكون عامل إيه...الحمد الله..

    ليسود الصمت بضع دقائق لتتدخل هناء محاولة تغيير مجري الحديث لتقول بنبرة مرحة:آمال عروستنا فين؟؟

    عبدالرحمن بضيق:أتفضلو أدخلو وهي ثواني وجاية

    ليدلف الجميع للداخل متجهين صوب قاعة الجلوس ليتبادلو أطراف الحديث،وفي إحدي زوايا القاعة يتحدث كلا من أحمد وعبدالرحمن..

    أحمدمتسائلا:ها ياعبدو إيه الأخبار؟

    عبدالرحمن زافرا في ضيق:ماأنت عارف اللي فيها..

    أحمد بدهشة طفيفة:يعني محصلش حاجة بينكو..

    عبد الرحمن:بس والنبي بس عشان الحكاية مش ناقصة هي...

    أحمد بتفهم:خلاص ياعبدالرحمن...أنا كنت بسئل بس..

    عبدالرحمن بنبرة حادة:أمك وعدتني وقالتلي كلها كام شهر وهطلقها...من عقلك أنت هيحصل حاجة إزاي بعد كل ده...

    ليقاطع حديثهما صوت آية ملقية التحية علي الجميع بنبرة هادئة...مقدمة لهم المشروب الغازي مع بعض المقبلات...

    هناء بفرحة:آهلا ...آهلا...بعروستنا...بسم الله ماشاء الله قمر١٤

    آية بخجل:شكرا ياعمتو ...ده من زوقك..

    لتجوب بناظريها متفحصة المكان متسائلة:هو بابا مجاش؟

    هدي وقد أفصحت أخيراًعن حقيقة مشاعرها:مرضيش يجي...أكيد يعني مش طايق خلئتك..

    آية بأسي:طب..أبقي سلميلي عليه..

    لتلاحظ هناء حزنها قائلة:قومي يارحمة سلمي علي آية

    رحمة بنبرة حادة ونظرات قاسية:أزيك ..ياآية

    هناء:يابت قومي عندها واحضينها...دي بت عمك وصحبتك

    لتتسع مقلتي رحمة معلنة عن غضبها لإرغام والدتها لها علي فعلها بشئ لاتوده...لتلاحظ آية رغبتها قائلة في حزن:سيبها ياعمتو علي راحتها...

    هناء موجهة نظراتها التهديدية صوب أبنتها وكأنها تخبرها عن عقابها ريث عودتهم لمنزلهم...

    لتتجه آية صوب الأريگة التي يجلس عليها عبدالرحمن وتهم بالجلوس جواره....ليبادرها بنظرات أشمئزاز مبتعدا عنها...لتشع وجنتي أية أحمرار ...ويظهر ذلك جليا ...علي تقاسيم وجهها...فتزيح بجسدها قليلا عنه...

    أكل ذاك الجفاء....أبسبب خطأ أرتكبته...أري نظرات الگراهية تفوح منه....أري المقت في جفناك....حتي أنتي يارحمة...صديقتي....كنتي وكر أسراري ....الأن أصبحتي لاترغبين بالحديث معي...وكالعادة والدتي..تتخلي ..عني عندما أكون في أمس الحاجة إليها...بجانبي....

    ليقاطع خيط شرودها صوت هناء قائلة وتهم بالنهوض من علي أريكتها:طب نستأدن أحنا بقاا....

    عبدالرحمن:خليكو شوية لسة بدري

    هناء بأبتسامة:لا يا أبني كفاية لحد...عشان نسيبك أنت وعروستك شوية....

    ليتبادل كلا منهما النظرات لبعضيهماا..لتطاطأ آية رأسها في أستحياء...

    هناء مقبلة آية:يلا يايويو سلام بقي..خلي بالك من عبدالرحمن

    لتؤمي آية رأسها مع أبتسامة باهتة....وتبتعد متجهة لباب شقتها...مع إيصال عبد الرحمن لهم ...مودعا إياهم..وبعض دقائق يعود إلي حيث تجلس آية ..ملقيا بنفسه عل الأريگة رافعا رأسه للأعلي..واضعا إحدي يداه منتصف وجهه مغمضا عيناه......

    أما عن آية الجالسة أمامه..حاولت خلق حديث معه.....ولكن عجز لسانها عن النطق بالعبارات ...وبعد فترة من المحاولات قالت متسائلة:تحب أجهزلك الأگل

    أزاح عبدالرحمن يده ناظرا لها بقسوة بنبرة حادة:لا شگرا..

    آية بإرتباگ:بس أنت من إمبارح ماكلتش حاجة...

    عبدالرحمن وقد أعتدل في جلسته بنبرة جافية:بصي يابنت الناس...هما كام الشهر .....وكل واحد هيرجع لطريقه.....فياريت في الوقت ده......نقلل الكلام مع بعض....أماعن أكلي وشربي ولبسي وكل حاجة تخصني...فمالكيش دعوة بيها....أنا هتكلف بنفسي...وأنتي كذلك بردو....

    آية وقد أحتمعت الدموع في مقلتيها بخفوت:ح....حاا..حاضر

    عبدالرحمن بجفاء:طب الحمد الله..طلعتي بتفهمي ..ولسة عندك ذرة تفكير...

    ونهض من واجهتها تجلس علي الأريگة تكفف دموعها....تعاودها ذكرياتها القاسية تتذكركيف كانت تعامله بقسوة ....وهاقد تغير الوضع وتبادلا الأدوارلتتعايش مع معاملته الجافة وكلماته القاسية ....بعضا من عندها
    ********************************************************************
    في إحدي محادثاتها السرية مع عادل

    آية بخفوت:وأنا كمان بحبك..

    عادل:........
    آية بخفوت:لا طبعا وحشتيني هحاول أجيلك في أقرب وقت بس ينزل بابا الشغل وهحاول أجيلك

    ليدلف عبدالرحمن بغتة للغرفة وتنتفض آية فزعاوتغلق هاتفها ملتقطة حجابها بسرعة لتخفي شعرها الذهبي.....

    آية بغضب:أنت إزاي تدخل عليا كدة

    عبدالرحمن بضيق:إيه خضيتك..

    آية بضيق:عبدالرحمن...أنت مش أول مرة تعملها ...ودي هتكون آخر مرة متوصلينش لمرحلة أني أقول لبابا...

    عبدالرحمن:لا يا آية مش هتكون آخر مرة...ولو عايزة تقولي لأبوكي روحي قوليو...وفي الآخر أنتي اللي هتضري....وأنا مش هسكت لحد ماتعقلي وتعرفي الصح من الغلط....اللي بتعمليه ده غلط....

    آية بحنق:أظن ده مايخصكش...دي حياتي وانا حرة فيها

    عبدالرحمن بغضب:لا يا آية يخصني..ده لمصلحتك محدش أدري بتفكير الرجالة غير الرجالة اللى زيهم...وهولو كان بيحبك بجد..كان خبط علي باب بيتك وطلب إيدك....ده مسموش حب...اللي بيعمله أستغلال وتسلية وقت

    آية عاقدة أحد حاجبيها:خلصت..

    عبدالرحمن بقلق:آي...

    لتقاطعه بنبرة حادة:أتفضل أطلع برة ...عايزة أذاكر....

    عبدالرحمن :بس..
    آية بصوت عالي نسبيا:لوسمحت..

    عبدالرحمن بنظرة لوم:ماشي يا آية مصيرگ تندمي وتفتكري كل كلمة قولتلها....

    ياالله.....گم كنت محقا...ياليتني أعود بالزمن لخلف...لأصلح ما
    أفسدته...أوأمحو كل صار....ياليتني أنصت لگ...لكنت الأن مقبلة علي الجامعة...
    مع صديقاتي....ليت الأعتراف بالخطأ..يجلب الغفران...لقد كنت ..
    ملجأي ...ملاذي...ولكن بحمقاتي...ضيعت النعمة التي كانت بحوزتي
    بحثا عن الامان..ولم أدرك أن الامان ...هو وجودك بجانبي...ياالله...

    لتستفيق من شرودها علي صوت خرير الماء مصدره الحمام ..يبدو أن عبدالرحمن ..بدأ بالأستحمام...

    لتنهض دالفة لغرفتها...ملقية بجسدها علي فراشها...لتغوص في سبات عميق...فقد أصبح النوم ..هو ملجئها الوحيد ...للهروب من هذا الواقع المؤلم...

    ***************************************
    كان واقفا تحت صنبور الماء مسندا يداه هلي الحائط ..ينساب الماء علي جسده..فليت هذا الماء يطفئ ..مابداخله من نيران ..تشعل صدره..تكاد تهوي به إلي الجنون..كانت الأسئلة تجوب بخاطره.،،
    .كيف تفعل هذا...؟
    كيف ترتگب هذاالجُرم بنفسها..؟

    لم يكن للاجابة مهتديا..بل سار في طرقات الضلال يهذو كالمجنون...
    أطلق العنان لخياله ليتذگر حديث والداته قبيل سفره بيومين...

    °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
    هناء بسعادة :بجد ياعبدو..

    عبدالرحمن بخجل طفيف:أيوة ياماما...أنا خلاص خدت قراري وحبيت أخد رأيك...أنا بحب آية من زمان ..وبعد ما أكون نفسي ..هرجع أتقدملها ...،

    هناءبفرح بالغ:ربنا يحميك يا أبني ...ويحققلك مرادك...آية مفيش زيها أدب واخلاق...
    عبدالرحمن محاولا إخفاء ضجره بإبتسامة:فعلا..ياماما..ربنا يهديها.....
    .............

    لقد أحبها ...بل عشقها بگل جوارحه...كان لها المنقذ في الحالات
    الطارئة...فطالما أحتاجته ولبي أستغاثتها.....كان سندا..سدا...
    منيعا..كان فؤاده ينطق هوي لها...أنشد الشعر في حسنها...
    كانت سحرا..بالنسبة له...ولكن ماذا فعلت هي..؟؟
    كانت مثل الوحش ..الذي يدمر كل مايقابله أمامه ...حطمت كل معني الهوي في فؤاده إتجاها...هجرته وذهبت لمن يقضم من مفاتنها بالمجان....غير عايئا بروحها..لتترگ شخصاً خلفها..يجمع شتات ...كرامته..بقايا حبه...

    أنتهي من حمامه ،متجهاً لخارج ،ليجد المكان فارغ..ليزفر أنفاسه في ضجر..ويدلف لغرفته

    **************************

    في إحدي المدارس الخاصة ،ذات المستوي العالي في التعليم ..أكفأ المعلمين ..يتواجد نخبة طلاب الشعب..تتميز بالاسوار الفارعة ...والطراز الفخم فقد صممها أكفا المهندسين......

    تجلس فتاتان في الثامنة عشر ربيعا في مطعم المدرسةً،يتبادلان أطراف الحديث،

    حياة بخفوت:ها ياحنين إيه الأخبار؟

    حنين ممعنة النظر في هاتفها متصفحة بحسابها الألكتروني:مفيش

    حياة بضجر:إزاي مفيش..

    حنين بلامبالاة:زي ماسمعتي..أعمله إيه يعني؟

    حياة :تصالحيه..خلاص بقا

    حنين بسخرية:أصالحه..ده مستحيل ..اللي كان عايز يعمله ..مستحيل يخليني أصالحه

    حياة بضيق:خلاص ياحنين ..الموضوع مش مستاهل..

    حنين موجهة نظراتها إليها : ... قفلي علي السيرة دي ..بقا...

    حياة بيأس:طيب

    حنين بعد أن أغلقت هاتفهاووضعته في حقيبتها :يلا تشاااوو..علشان اللسون (leson) هيبدأ..

    حياة :اوك

    وما إن أختفت عن ناظريها...ليتجه شاب صوب المائدة ساحبا مقعد للجلوس عليه....

    باسم:ها قالتلك إيه؟

    حياة بملل:مفيش جديد..

    باسم بغضب..هي فاكرة نفسها مين؟

    حياة بعتاب:أنت اللي غلطان قولتلك بلاش منها الحركة دي..أنت أستعجلت..ولايمكن تسامحك..

    باسم بندم:وانا إيه عرفني أنها هتعمل كدة

    حياة :وأديك عرفت..

    باسم بخبث:مهو لومكانش بمزاجها يبقي غصب عنها..

    حياة بإبتسامة خبيثة :ناوي علي إيه؟

    باسم وقد ظهر شبح إبتسامة شيطانىة :هكسرها وأذلها..

    **********************************************

    في احدي الحارات ..ذات الطراز الأثري ..البنايات المتراصة ..البادي عليها آثار القدم ..والشوارع الضيقة والدكانين الصغيرة ،والأسواق الرديئة حيث تتعالي أصوات الباعة ليعلنو عن اسعار سلعهم...في إحدي بيوتها تجلس إمراءة علي مقعدها الخشبي المترهل ..في آواخر العقد الخمسين يبدو عليها الوقار والحكمة ..تباشر عملها في تقطيع خضراوتها لتعد الطعام لاودها
    ليأتيها صوت جهوري صائحا :قبلوني يا ماما قبلوني

    لتنفض السيدة بفزع واضعة يداها علي صدرها جراء صووت إبنها العالي:هما مين دول اللي قبلولك

    محمد بسعادة :شركة الدمنهوري..قبلوني عندهم في الشغل

    سمية بإبتسامة:ألف مبروك يا أبني ..وأخيرا فُرجت

    محمد بابتسامة تظهر عن وسامته:خلاص معدش ليها لازمة القعدة جمبك ..من بكرة هشتغل إن شاء الله

    سمية بحنان:إن شاء الله ربنا يجعلها خير ليك يا أبني ويفتحها في وشك..

    محمد بتمني:يـــــــــــــــارب...
    ★★★★★★★★★★★★★
    (الفصل الثالث)
    ...................................................................................................ّ.............

    أشرقت الشمس لتبث أشعتها الذهبية أرجاء الأرض....لتعلن عن بدء يوم جديد....

    لينهض محمد من علي فراشه مسرعاً...ليستعد لعمله الجديد...ليقف أمام مرآته يمشط خصلات شعره الأسود الداكن...مرتدياً حلة سوداء اللون..مع قميص أبيض...ليضع من عطره النفاس....ليصبح بهي الطلة...
    ويخرج من غرفته ..متجهاً..ناحية المطبخ ...حيث توجد والدته ...ملقيا عليها التحية...

    محمد بإبتسامة مشرقة:صباح الخير ياست الگل

    سمية بإبتسامة:يسعد صباحگ ياأبني وينوره...

    محمد بإبتسامة تزين ثغره:ست الگل مجهزة إيه علي الفطار؟؟

    سمية بحماس:مجهزلكو فطار..هتاكلو صباوعكو من وراه...

    محمد ملتقطاً بعض قطع الطعام بيده ليلتهما:طب سلام بقا عشان ألحق الباص....

    سمية :طب أفطر الأول....

    محمد مبتعداً :خليها في وقت تاني ...عشان متأخرش

    وما إن سمعت صوت إغلاق الباب لتناجي ربها :يارب أحميه وأبعد عنو ولاد الحرام.....

    ***************************************

    في قصر الدمنهوري••••••

    تسللت أشعة الشمس لغرفتها لتداعب وجنيتها فتفتج جفناه لتظهر عيناها سوداء اللون ....لتنزع الغطاء من علي جسدها ...وتنزل بقدماها ..لتلامس أصابعها الأرض....
    تتجه لمرحاض..لتستحم...وتمشط شعرها...لتعقده علي هيئة ذيل الحصان..واضعة بعض مساحيق التجميل الخفيفة....مرتدية زيها المدرسي..تخرج من غرفتها..وتترجل درجات السلم ليُسمعَ صدي صوت كعب حذائها...يدوي في جميع أنحاء القصر....حتي تصل لمائدة الطعام الممتدة بأشهي وألذ أنواع الأطعمة....لتقابله علي المائدة إمرأة في أواخر العقد الأربعين...تظهر علي ملامحها بعض التجاعيد الجميلة..علي الرغم من كبر سنها...إلا إنها محافظة علي مظهرها الخلاب..وجمالها الأنثوي

    لتلفظ حنين بهدوء:صباح الخير..
    سندس بإبتسامة:صباح النور...
    حنين بنبرة هادئة:إخبارك إيه ياماما...؟
    سندس بنبرة حنونة:أنا بخير طالما أنتو بخير...
    حنين متسائلة:آمال بابا وعادل فين؟؟
    سندس محاولة إخفاء إمتعاضها بإبتسامة:باباكي خرج بدري عشان جاله شغل مستعجل....وعادل راح النادي....

    حنين بنبرة ساخرة:طبعا الأستاذ عبد السميع الدمنهوري..شغله اهم من أنو يقعد يفطر مع علته..والبشمهندس عادل سهراته مع البنات لصبح أهم...
    سندس بضجر:حنين..عيب إيه الگلام اللي بتقوليه علي أخوگي ده...
    حنين بصوت عالي نسبياً:والله ...أنا مش بجيب حاجة من عندي..أبنك سيرته علي گل لسان...وعلي علاقاته القذرة مع البنات....
    سندس بضيق:بس گفاية ...أنتي مبقاش الگلام يجيب فايدة معاگي

    حنين بضجر:الحق عليا ...بقولك علي مش عايزة تعرفيه..أو بالأحري خايفة تعرفيه...(لتنهض من علي كرسيها ساحبة حقيبتهاالمدرسية) قائلة بتأفف:سلام

    لتخرج من القصر ....آمرة سائق سيارتها بإيصالها للمدرسة...
    حنين بنبرة آمرة:يلا ياعم راضي علي المدرسة..
    راضي بنبرة رسمية:أمرگ ياهانم....

    لتدلف لسيارة وتتكئ برأسها علي زجاج النافذة لتراقب...الطريق ..وتغمض جفناها ....يمر أمامها...شريط حياتهاا....المملة ..الخالية من الجو الأسري..الذي طالما..حلمت به...لم تترعرع علي وجود والدها بجوارها...وأخيها الذي .. ..كان يقضي نهاره ولياليه..في نزواته وشهواته المحرمة...لم تشعر إلا بوالدتها التي طالما غمرتها بحنانها..وأغدقت عليهاالمحبة...والدتها هي أقرب وأحب الناس لقلبها..فهي من تفهما جيداً...دون الحاجة إلي الكلام...

    لينتشلها من خيالها صوت سائق السيارة يخبرها بوصولها:وصلنا ياأستاذة حنين...

    ***********************************
    أما عن آية فقد أستافقت باگراً،،،،وأتجهت لمطبخ لأعداد طعام الأفطار....وتدلف لغرفة عبدالرحمن..لإيقاظه...

    آية مربتة علي كتف عبدالرحمن برقة وبنبرةرقيقة:عبدالرحمن..قوم يلا ..الفطار جهز..

    أخد يتململ ويتمتم ببعض الگلمات :سيبني ياماما..عايز أنام

    وضعت يدها علي ثغرهابأبتسامة جذابة للكلماته..قائلة بهدوء مرة أخري:اصحي يا عبدالرحمن ...الساعة عدت سبعة...

    ليفتحَ جفناه رويداً...رويداً...حتي تكتمل صورتها..أمامه بوضوح..لينهض فزعا قائلا بصوت آجش:أنتي إيه اللي دخلك هنا...؟

    آية بإرتباك:أنا گنت جاية عشان أقولك إن الفطار جهز..وا...

    ليقطاعها صوته العالي قائلاً:أنا مش قولتلك ملكيش دعوة بيا..هو أناكنت بتكلمَ إنجليزي ولا إيه؟؟
    أجتمعت الدموع في مقلتيها لتنطق قائلة:أنا بس كنت...

    فيصرخ قائلاً:أتفضلي أطلعي برا..ومتدخليش هنا تاني...مفهوم
    لتؤمي آية رأسها بالأيجاب...لتغادر من واجهته ..تجمع بقايا كرامتها...التي فقدتها للتوو.....

    ومن إن خرجت من عنده...حتي جلست علي أقرب أريگة..لتسمح لدموعها بالأنهمار..وضعت كفيها علي وجنتاها لمسحهما..لگن باتت محاولتها..بالفشل..
    لتقرر النهوض والمباشرة عملها كربة منزل....ليخرج هو يجدها تنظف البيت بجد..لتلفت للوراء.فتجده أمامها بقامته الفارعة..يمعُن التحديق فيها..لتشعر بالإرتباك من أنظاره الموجهة صوبها...وتبتعد بناظريها عنه..بينما يتجه هو لمرحاض..ليستحم...وتستكملَ هي عملها ليقاطعهاصوت قرع الجرس...
    لتتجه ناحية الباب قائلة بهدوء:مين؟؟
    ليأتيها صوت من الجهة المقابلة :أنا يا آية عمتك هناء..
    لتتسع مقلتا آية فرحاًويظهر طيف إبتسامة علي ثغرها قائلة :عمتو هناء..
    لتمسگ بمقبض الباب قائلة بحبُ:خالتو هناء وحشتيني موووت....
    لتدلف هناء للداخلِ معانقة لأية :وأنتي كمان يايويو
    لتطوقها آية بذراعيها قائلة:أنا محتجالكِ أووووي ياعمتوو..
    وتفلت من قبضتها قائلة بسعادة:تعالي أتفضلي نقعد جوة

    لتتجهاصوب قاعة الجلوس ،تجلس هناءعلي الأريگة وبمحازتها تجلس آية..
    هناء بجدية:آمال عبدالرحمنْ فيـن؟
    آية بحزن في نبرتها:هو بياخد دش ثواني وهيخلص..
    هناء بجدية:طب كويس ..عشان نتكلم براحتنا..
    آية بعدم فهم:خير ...يا عمتو في حاجة حصلت؟؟
    هناء بنبرة هادئة لأطمئناها:متخافيش مفيش حاجة ربنا مايجيب حاجة وحشة؟
    آية بقلق:آمال إيه؟
    هناء بخفوت:كنت عايزة أسألك سؤال معرفتش أسألولهوك اخر مرة جتلك فيها..
    آية بريبة:أتفضلي ياعمتو
    هناء:عاملةإية مع عبدالرحمن؟
    آية بحزن بادي علي تقاسيم وجهها:الحَمدُالَلة..
    هناءمتسائلة:يعني إيه؟
    آية وقد أدرگت مُرادها:عبدالرحمن مش طايقاني ياعمتو..ومش عايز يگلمني..ده حتي قالي كل واحَد فينا يتكلف بنفسه.
    هناء بدهشة:بجد..
    آية بألم:أيوة
    هناء بإبتسامة:ياهبلة..عبدالرحمن عمره ماهيكرهك..هو زعلان منگ حبيتن ..بس مش أكتر..
    آية بحزن:لا ياعمتو هو كارهني....
    هناء بإبتسامة:ياعبيطة عبدالرحمن..هو مش مستوعب الوضع ...مش حگاية كارهك...طب تعرفي أنو هو قبل مايسافر أنو قالي أول مايرجع من السفر هيتقدملك...
    آية بدهشة:بجَد ياعمتو...
    هناء بابتسامة:أيوة بجَد....ده أناحتي كلمت أبوكي في الموضوع..وقالي نأجله لما تخلصي دراسة وعبد الرحمن يرجع من سفره..
    لتصمت آية غير مصدقة مايقع علي مسامعها...كيف يرمي بها القدر إليه من جديد...شاءت أم باءت..فهو قدرها..متي ذهبت لأحضان غيره...تعود لملجئهامجدداً...ملاذها...
    هناء بإبتسامة :وأنتي وشطارتك بقي..تخليه يسامحك..وينسي كل اللي فات
    آية بحماس:المفروض أعمل إيه؟
    أتسع ثغر هناء بٱبتسامة لتأثير كلماتها علي أية لتعاود قولها:يعني تعملي الأکل اللي بيحبه..تهتمي بنفسک وبيه..وكدة يعني..بس أهم حاجة ..تقربي من ربنا،وتدعيله يغفرلگ كل ذنوبك...
    لتطأطأ آية رأسها..في أستحياء..لتمتد يدهناء لتلامس أصابعها أسفل وجهها لترفع رأسها..فتري الندم البادي علي وجهها لتقول بحنان:لازم تقربي من ربنا عشان هو أكتر واحد زعلان منك ومستني منك تيجي ترفعي إيدك وتطلبي المغفرة....
    آية بنبرة حزينة:تفتگري هيسامحني ياعمتو؟
    هناء بحنان:طبعا هيسامحك عشان هو ربنا...
    آية بإبتسامة:أنا من النهاردة هبدأ حياة جديدة ،أطلب من ربنا فيها المغفرة..وأسعي أن عبد الرحمن يسامحني وأكون معاه عيلة ..عشان عبد الرحمن ..هو قدري..

    ليقاطع حديثهما صوت عبدالرحمنُ قائلاً:أزيگ ياماما،،أنتي من أمتا هنا؟
    هناء بابتسامة :أزيك يا ابني؟
    عبدالرحمن:تمام الحمد الله....
    لتنهض هناء من علي أريكتها قائلة :طب أستأذن أنا بقا
    لتهم آية بالنهوض ولكنها تستوقفها قائلة:خليگي قاعدة أنا هروح لوحدي،يلا سلام يايويو......
    آية بأبتسامة :سلام....

    لتتجه للباب وتفتحه للتخرج وتغلقه خلفها،لتنظر آية لعبد الرحمن الذي كان متجها ً،صوب الغرفة،وبعد مرور بضع دقائق ..خرج من غرفته متجهاً صوب الباب ،ماإن إستوقفه سؤالها:أنت رايح فين؟
    ليلتف بجسده ناحيته،متقدماً نحوها بخطوات ثابتة قائلاً بصوت أشبه بالفحيح:أظن أن ده شئ مخصيكش...
    آية بإرتباك بدي علي ملامحها لتبتلع ريقها قائلة:أزاي ما يخصنيش ،هو أنت مش جوزي؟
    عبدالرحمن بنبرة ساخرة:جوزك ،ده بإمارة إيه؟اظن أحنا كان بينا إتفاق..ياريت تلتزمي بيه...منعاً للمشاگل...
    وغادر من واجهتها،متجها صوب الباب ليمسگ بمقبضه،حتي يأتيه صوتها متسائلا:تحب تاكل إيه علي الغدا؟
    ليزفر أنفاسه....في ضيق ،يخرج صافعاً الباب خلفه بقوة،لتنتفس هي الصعداء قائلة:لما أروح أصلي الصبح،يارب أفتحها في وشي
    ************************************* 

    (الفصل الرابع)
    ............................................................................................................
    تعالي صوت المؤذن بالتگبير...معلناً عن موعد صلاة الفجرَ،،فتحت آية جفناها ...علي صوت منبه هاتفها النقال..ألتقطت هاتفها من علي الطاولة..وضغطت علي زر إغلاق المنبه..وضعته علي الطاولة..بجانبها..لتفرگ عيناها ..مرتجلة من علي فراشها ...تلامس أطرافها..الأرض ..متجهة صوب الحمام..وتتوضئ..وبعدها بثواني تخرج ..مرتدية زيها..الأسلامي..مفترشة الأرض ...بسجادة الصلاة..لتقف في خشوع بين آيادي الله...في ..كل حرگة كانت تقوم بها..كانت تشعر...بشئ غريب..لا تدرگ معناها...أهو ..فرح،رضا،سعادة،لاتعلم...فربما هو حصيلة تلگ المشاعر ..أجتمعت في قلب واحد...حتي تصل لآخر ركعة ..أطالت السجود فيها..تناجي ربها...بإن يعفو ويغفر لها...لما لطخت نفسها بطين الرذيلة...وأن يلين قلب عبدالرحمن لها..وأن تكسب حب وإحترم الجميع..وتكتسب ثقتهم....لتنهي صلاتها بالصلاة والسلام.....
    لتمتم قائلة برضا:ياربي،الشعور ده جميل أووووي..
    فمن يتجرع من كأس رضا الله....يسري مفعوله ..،،في جميع ثنايا جسده...
    تظفر براحة بال..يزيل عنك حب الدنيا الفانية الهالگة...
    أتجهت ناحية الفراش لتجلس عليه ملتقطة مصحفها..لترتل من آيات الذگر الحكيم.....كانت ترتل وتزداد إنبهاراً ببلاغة القرآن وفصاحته..سبحان من أبدع...لم تگن آية..من ذوات الصوت الناغم في ترتيله..ولكنها جاهدت لتحَسين نفسها....
    ظلت علي هذا الوضع لتعلن السماء..عن ظهور حفيدتها..التي أشرقت بنور ..ربها..أغلقت مصحفها..وضعته علي الطاولة..وأتجهت ناحية الشرفة..لتري ذلك المنظر الألهي البديع...تلگ العروسُ التي أنسدلت من خلف ستارها..لتنشر ضوئها...فتداعب نسمات الرياحَ وجنيتها....هائمة بتلك النسمات...
    لتغلق الشرفة.......وتقف ...أمام مرآتها ..تعدل هندابها......فقد كانت آية ذات جمال أنثوي بليغ...من خصلات شعر ذهبية تصل لخصرها ..مع عينانان ..كالبحر في هدوئه....مع بشرة وضاء كالقمر مع تورد وجنتياها...ليجعلها تتربع علي عرش يدُعَي الجَمال...كان جمالها مقياساً...لسحرها...الذي أوقع الگثير بشباكَها....لكن سرعان ما أنقلب السحر..علي الساحر..وأصبحت لقمة سائغة في يد سخص...تلذذ بعذابها....
    أمسكت مكحلها...لتضع بعضا منه..علي مقلتاها.....لتكشف أكثر عن لون عيناها....
    خرجت من غرقتها...لتجد الهدوء يخيم المكانَ...أتجهت لمطبخ..لتعد طعام الأفطار ....مدندنة مقاطع من معزوفتها لمطربتها المفضلة الفنانة الجزائرية(وردة)_رحمهاالله_[بتونس بيگ]
    مالبثت حتي سمعت صوت خطوات أقدام ثابتة...لتلتف خلفها لتجده مقابلتها لتقول بإبتسامة تزين ثغرها:صباح ..الخير...
    ليرمقها بنظرات قاسية..مكملاً مسيرته...نحو الحمام...لتهز كتفيها بعدم إكتراث..فهي تعي ..بإن مهمتها لن تكون باليسيرة......
    خرج بعدها بدقائق..ليجدها توزع الأطباق..علي المائدة...قائلة ببهجة:الفطارجهز..مش هتفطر؟
    لا..
    قالها ببرود ،متجهاًصوب الباب كعادته هارباًمنها...
    لتباغته...بوقوفها،أمام الباب مانعةًإياه من الذهاب....
    قائلة بحزم:أنت رايحَ فين؟ماينفعش تنزل من غير ماتاكل...
    عبدالرحمن بلهجة صارمة:أوعي يا آية من قدامي...
    آية بنبرة حازمة:لا..
    استشاط غضباًقائلاً:بقؤلك أوعي..
    آية بعناد:وأنا بقؤلك لا..مش هسمحلك تنزل من غير ماتاكل..
    متخلينش أستعمل العنف معاكي..
    قالها بتهديد ليزعزع عنادها..ولكنها كانت تعلم أنه لايتحمل آذيتها أو التعنيف معها لذلك لفظت بثقة قائلة:لو عملت أيه ..أنا مش هتحرك سنتي من هنا...
    لم يجد مفراً...أمام عنادها ...لذلك أضطر لإنصياع لرغبتها.....
    كور قبضته ،ليكظم غيظه ،متجهاًناحية المائدة،ساحباًمقعداًللجلوسعليه،
    بينما جلست هي بمقابلته تعتليها إبتسامة نصر،فقدزرعت بذرة حبها لها في فؤاده،وعما قريب ستنبت لتصبح سنبلة...
    وساد الصمت بينهما حتي نهض ،ناحية الباب ليغلق الباب خلفه ...

    ************************************************
    في شرگة الدمنهوري••••••••
    أنگب محمد علي مكتبه يمارس عمله بضراوة ،مر عليه اليوم الثاني له في شرگة الدمنهوري دون أي مشاكَل تذكر....،،،عدا عن مضايقات أصدقائه في تحفظه الديني الشديد...في تعامله مع الجنس الأخر...فقد كان قليل الأختلاط َبهم،يمانع مصافحتهم،وهذا ما كان يثير غيظ بعضهم،وينال إستحسان البعض الأخر...
    ليأتيه صوت صديقه قائلاًبمرح:يلا يسطي..مش ناوي تاكل البريك بدأ
    محمد بإبتسامة:كويس والله،لأحسن أنا هموت من الجوع ...
    عمر بإبتسامة:طب يلا لحسن تموتلناهنا...
    واتجه كليهما....لمطعم الشركة.....
    *****************************************
    كانت عقارب الساعة تشير إلي الثانية ظهراً،،،،،،،في حين أنفتحت بوابة المدرسة لينتشر الطلاب خارجها....متجهين صوب سيارتهم الفاخرة....
    أستقلت سيارتها،شاردة كيف ستجد حلاًلمعضلتها...تلك الفجوة تتسع كل يوم عن الأخر...إلي متي سوف تفتقد إلي وجود والدها في حياتها...كلما حاولت الاقتراب منها شبراً...تراه يبتعد متراً...فبرغم من عجرفتها...صلفها...لسانها السليط..فهي تحمل في طياتها لبا ًهشاً...مشاعر جياشة،تخاف الفراق،مخبأة تحت رداء الأنفة والعزة...
    لتنفض بغتة ،فيتسع ثغرها...معلناًعن إرتياد حلاًلمعضلتها....
    وديني عند محل هدايا ياعم راضي..
    لفظتها بنبرة آمرة،،
    راضي بتساؤل:خير ياهانم في حاجة؟
    حنين بلهجة حادة:نفذ اللي بقولك عليه.....
    تنحنح عم راضي في إحراج،أدار بسرعة للمسار المضاد لشارع قصرها،منصاعاًلإوامر سيدته....
    *********************************
    جالساً بإحدي المقاهي الشعبية ،يجول بخاطره العديد من الهموم التي أثقلت صدره،لقد اصبح الآن زوجاً،ومدبر منزل،،،لقد طال بقاءه من دون عمل...وأصبح جيبه شاغراً،لديه من الشهادة مايكفي لجعله يعمل في أرقي الدولة،ولكن ياعزيزي نحن في زمن،أهلاًبالوسطة،،،
    قرر في قرارة نفسه أنه سيبدأ رحلة البحث عن وظيفة ،تكسبه وإياها قوت يومه......
    ********************************
    جلست منكبة علي ركبتيها تجفف بمنديلها الورقي...دموعها التي أغرقت جفناها.........تلامس أطرافها تراب قبرها قائلة بصوت مقهور:ربنا يرحمك يايارا....أنتي متعرفيش وحشتيني إد إيه؟
    أبنك دلوقتي كبر وبقي عنده خمس سنين ....متخافيش يايارا ،هو في عيني وزي ابني بالظبط...لاهو أصلا أبني...أيوة آسر أبني...
    لتشتعل عيناها ناراًقائلة بنبرة تهديد:أوعدك يايارا أن أبنك حقه هيرجعله،وهاخد بتارك من الديبابة اللي نهشو عرضك ...........أوعدك
    ***************************************
    في شركة الدمنهوري••••••
    شارف الدوام علي الأنتهاء ،وهم الموظفون بالمغادرة،لململ محمد أغراضه وتحرك بضع خطوات للإمام،ليسمع صدي صوت كعب حذائها،يدوي في جميع أنحاء الشرگة،مرت من أمامه...كالأميرة التي تخطف قلوب العاشقينَ
    بخصلات شعرها البنيةالتي تتطاير أمامها رغم أنها كانت قصيرة إلا أنها لم تخفي من جمالها شئ،أما عن بشرتها القمحية زادت طلتها البهية ،كانت بزيها المدرسي ،مرتدية حقيبتها علي أحد كتفيها ،ممسكة بهديتها المغلفة ،أتجهت صوب مكتب والدها،لم تلحظ وجوده ،في حين أستعاد هو رابطة جأشه ....
    جلست علي مقعدها الوثير في مكتب موظفة الأستقبال ،التي لم تجدها..أنتظرت قليلاً،كانت تختلس النظر إلي الهدية بيدها من فنية لاخري
    سئمت الانتظار،ولما تنتظر إذا من بداخل هو والدها ،لذلك عقدت العزم علي الدلوف ،هبت واقفة متجهة ناحية الباب وأمسكت بكفها المقبض لتدفعه لتتسع مقلتها بصدمة وأختل توازنها لترتطم الهدية أرضاًقائلة بصوت متهدج:بـــابــــا
    *******************************
    وصل لبهو الشركة طأطأت قدماه البوابة ليهم بالخروج لتصتدم بجسده بغتةً،فتسقط حقيبتها أرضاً،
    أنا أسف
    قالها بأرتباك،وأنحني ليلتقط حقيبتها،إلا أنها لمحت أبيهاراكضاًإتجاها،فأسرعت هي بالإبتعاد....
    وأخذ هو الاخر يركض خلفها،منادياًعليها دون جدوي فقد كانت تسرع من عدوها،وبعد فترة لاحظت إبتعادها عن الشركة،لتقف ملتفتة إليه،
    عايز إيه؟
    نطقتها بنبرة حادة،أنحني بجسده سانداً كفيه علي ركبتيه ملتقطاً أنفاسه
    ليردف قائلاً:حضرتك نسيتي شنطتك...
    ألتقطته منه قائلة بنبرة آمرة:شگرا لحضرتك تقدر تتفضل دلوقتي
    نظر لها مطولاًفقد لاحظ أحمرار جفناها،ورغبتها الكامنة في البقاء بمفردها،قاده فضوله لاطلاع علي سبب نحيبها لذلك قرر البقاء لمدة أطول معها،
    ليستطرد بهدوء:مينفعش تقعدي في مكان مقطوع زي ده لوحدك
    حنين بلهجة جافية:أظن إن ده شئ ميخصكش...
    لا طبعاًيخصني ،لما تحصلك حاجة بعد كدة ،هفضل شايل ذنبك ...
    قالها بإبتسامة تزين ثغره...تأففت بضيق من أسلوبه الذي يثير غضبها لذا تحركت بضع خطوات تتجاهله ،سار خلفها يتبعها في سيرها،ألتفت للوارء موجهة حديثها إليه في شئ من الحنق:يعني هتفضل ماشي لحد أمتي ورايا؟
    لحد ماتهدي وترجعي لبيتك.....،،.،،،،
    لفظها بهدوء بارد،فأدركت أنه لامحالة من مغادرته،ولن تستطيع كبت دموعها لوقت أگثر،لذلك ألقت حقيبتها ارضاًوارتمت بنفسها تضم ساقيها لصدرها وتطوقهما بذراعيها وتدفس رأسها عند قدماها،لتقول ببكاء :الرجالة كلهم خوانة....
    أرتمي بجانبها متربعاًبقدماه،لفظت بصوت مبحوح:أنا نفسي أعرف هو عمل كدة ليه؟تستاهل ماما إيه منو عشان يخونها ؟أستحملته طول عمرها ضيعت شببها عشان تفضل جمبه كانت علي المرة معاه قبل الحلوة،ليه يطعنها في ضهرها ،هوده رد الجميل؟
    أطلقت سيل عبارتها ،دون تعليق منه ،ترك لها مطلق الحرية لتفريغ ماتحمله في نفسها من الألأم ،فماتشعر به لا يمكن مواساته بكلمات،كالذئب الجريح يظل يعوي معلناًعن جراحه.

    أنا مش عايزة أرجع القصر ،هبص في وش ماما إزاي؟
    قالتها بخفوت ممزوج بالحسرة والندم....
    ليقاطع نحيبها،صوت بوق سيارتها يصدره راضي ،ليصطف بسيارته،مترجلاًمنها قائلاً:أنسة حنين باباكي قلقان عليكي جامد
    حنين بنبرة ساخرة:قلقان
    راضي بترجي:أنسة حنين لازم نرجع للقصر
    لتنهض مربتة علي ملابسها تزيل آثار الغبار من عليها ،ملتقطة حقيبتها،ليسارع العم راضي بفتح باب السيارة ،لتدلف للداخل تبادله إبتسامة باهتة ،لتشغل السيارة محركها معلنةًعن مغادرتها...
    ليلفظ أسمها بهيام:حنــــــين...
    .....
    تصطف سيارة من بعيد تراقبهما بتوجس ،ينفس دمغته بشراهة قائلاً:
    هوده وقتك بسببك فشلت خطتي،علي العموم الجيات أكتر من الراحيات،وهيجي اليوم اللي اذلك في ياحنين الدمنهوري....

    (الفصل الخامس)
    ............................................................................................................
    أمسك بهاتفه وعلامات التوتر تحتل ملامح وجهه،ليضغط علي بعض الأزار يزمجر في إرتباگ:
    -ألو.....ياعادل أنت فين؟
    ليأتيه صوت من الجهة المقابلة قائلاً:أيوة يابابا....أنا في النادي..
    عبدالسميع بنبرة قلقة:أطلع بسرعة ...من عندگ ...وروح القصر..حنين شافتني..مع البت سمر..ألحقها قبل ماتفتح بؤها...
    عادل بهزال:والله وأتفشت ....
    عبدالسميع بجدية:مش وقت هزارك..أعمل اللي بقولك عليك...
    أغلق عادل الهاتف متذامراً:أوووووووف...يعني أنت تتفقش ،وأنا اللي أصلح من وراك...
    لتتحول ملامحه فجأءة من العبوس إلي بشاشة،فور رؤيته ٱياها..تقدم المشروبات للزبائن قائلاًبنبرة خبيثة:
    -مصيرك في يوم تقعي في إيدي..ياقطة..
    ****************************************
    في قصر الدمنهوري•••••••
    كانت متلازمة في غرفتها..دافسة برأسها تحت وسادتها...تشعر أنها مگبلة الذراعين...ليتها تستطيع البوحَ،بما رأت...لكنها تخشي علي والداتها...متي علمها...بخيانة زوجها لها...لتتساقط عبرة علي وجنتاها،تمد كفها لتمسحها ،لتعاود تتذگر هذا المجهول..كيف أستطاع أن يدفن صورته،في مخيالتها،ابتسامته كان لها أثر في نفسها،لسرعان ماتتخذ البسمة دربها علي شفتاها..ليقاطع خيط شرودها صوت طرقات الباب ،لتنطق في لهجة آمرة
    -أدخل
    ليطل رأسه من علي الباب قائلا بإبتسامة مصطنعة:
    -ممكن أدخل؟
    -أدخل ياعادل،أنت كدة كدة ،كنت هتدخل غصب عني..
    قالت عبارتها بهدوء بارد..
    دلف عادل للداخل الغرفة،ألقي بجسده علي أقرب أريكة ،قائلاً:
    -إيه ياحنون،إيه الأخبار؟
    لخص ياعادل،مفيش داعي نلف وندور علي بعض،بابا اللي باعتك؟
    لفطتها بنبرة محذرة...
    عادل بنبرة أستفزازية:طب كويس وفرتي عليا كَلام كتيييير مالوش لزمة..
    رمته بنظرة إستحقار لتسطرد حديثها قائلة:
    -طبعاً،ما أنت ستره دايماً..
    عادل بنبرة محذرة:حنين..اللي شوفتيه النهاردة،تلغيه من ذاگرتك خالص..
    حنين بنبرة عالية نسبياً:
    -أنت إزاي سكت علي حاجة زي كدة؟إزاي ماما هانت عليك؟هان عليك تبص فى وشها إزاي؟دي كانت علطول مضايقة وبتداري عليا..عشان متظهرليش حاجة...
    عادل بنبرة ساخرة:تؤ تؤ...حيلك حيلك..أنتي داخلة سخنة كدة ليه؟
    وأنتي فكرك لوماما عرفت هتعمل إيه؟ها ..ولا حاجة...هتخاف علي منظرها أدام الناس،ويقولو عليها دي ست مطلقة..دي جوزها طلع بيخونها...
    هي بالنسبالها ده أصعب مليون مرةمن خيانته ليها..
    -ماما..مش گدة
    قالتها دفاعاًعن والداتها..
    عادل بنبرة أستخاف:يبقي شگلك متعرفيش أمك..
    أطرقت لثواني تفكر،بينما أبتسم هو بإنتصار،فقد أنطالت حيلته عليها بهذه السهولة...
    -جميل..أظن أن أحنا أتفقنا..
    قالها وعلي ثغره إبتسامة،ناهضاًمن الآريكة ،صوب الباب،ليخرج مغلقه خلفه...
    أدمعت جفناها....لتمسح وجنتاها بحرقة ...
    *********************************
    أنسدل الليل بستاره،في سماء تتلالاء فيها النجوم،يسطع فيها البدر،
    في حين كانت آية تقف في المطبخ...تعد العشاء،ليهتز هاتفها معلناًعن آتصال وارد...ألتقطت هاتفها،لتضغط علي زر بدء المكالمة،قائلة بإبتسامة:
    أزيك ...ياعمتو
    هناء بلهجة مرحة:أزيك أنتي يايويو عاملة إيه؟
    آية بلهجة فرحة:أنا تمام..
    هناء بخفوت:ها ..إيه الأخبار؟
    آية بمكَر :كل حاجة تمام..النهاردة الصبح أجبرته يقعد يفطر معايا..
    هناء بضحكة خفيفة:جدعة..وهو شوية كدة قلبه هيحن عليگي..
    آية بتمني:يـــــارب
    هناء :طب ياحبيتي سلام بقا اسيبك تجهزي العشا لجوزك
    آية:ماشي ياعمتو
    وقبل أن تنهي المكالمة تذكرت آية أمرا ًلتهتف قائلة:أه صحيح ياعمتوو...كنت عايزة أسئلك علي حاجة..
    هناء بتعجب:قولي يابنتي..
    آية بحياء:گنت عايزة أعرف منك،عبد الرحمن بيحب ياكل إيه؟
    هناء بإبتسامة:عبدالرحمن بيحب المحشي والبيشمل،بس اهم تبعديله عن الأكل اللي فيه زيت ،عشان بيتعبه
    آيةبإنصات:حاضر
    -يلا بقا سلام
    -سلام
    وما إن أسندت الهاتف بجانبها ،حتي سمعت صوت المفتاح يوُضعَ في الفقل،لتلتفت للوارء،تجده دالفاً قائلة بإبتسامة تزين ثغرها:
    -أنت جيت؟
    -لا لسة برة..
    قالها بهدوء يمتزج بالبرودة،،،،،متجهاًصوب غرفته
    لتعقب علي كلامه :
    -العشا جهز مش هتاكل؟
    زفر أنفاسه بضيق ،وأمتعضت ملامح وجهه .....رفع راسه للأعلي..فقد أدرگ ..أنها لن تستلم...صاحبة الرأس اليابس،،لذلك أتجه ناحيتها ليجلس علي المقعد قائلاً:
    -بسرعة عشان عايز أنام
    أبتسمت لأنتصارها قائلة :
    -حاضر
    قامت بوضع الاطباق علي المائدة ،جلست بمقابلته...
    -إيه أخبارك؟
    ألقت سألها بتردد،فنظر لها بأمتعاض قائلاً:
    -وأنتي يهمك في إيه؟
    آية بتعلثم:ط..طبعاً..مـ..ش أنت ..جـو..جـوزي..
    أبتسم في سخرية لافظاً:
    -بجد
    أومت رأسها بإيجاب....نهض من أمامها دون أن يلفظ بإي عبارة أخري،تاركاًإياها....
    *************************************
    راقداًعلي فراشه..محدقاًفي الفراغ،تشغل تفكيره....تذكَر ملامحها الواصلة لقمة غضبها....ضعفها..مع تلگ الأبتسامة...الباهتة..التي منحتها إياه..أبتسم تلقائياً،وردد أسمهابهيام:
    -حنـــــــــين الدمنــــــهوري
    لينتشله من شروده صوت طفولي :
    -خالو محمد
    ليلتفت لمصدر الصوت ليجد تلك الطفلة القابعة عند الباب .تستطيش غضباً
    -أهلاً...أهلاًحبيبة..حبيبة قلب خالو..
    قالها بنبرة فرحة....
    حبيبة بنبرة طفولية غاضبة:أنا زعلانة منك...
    محمد بنبرة حزن مصطنعة:ليه؟
    حبيبة بغضب:عشان بقالي ساعة بنده عليك وأنت مش معبرني..وعمال تقولي أسم واحدة كدة..
    أبتسم محمد لبراءة الطفلة .....
    -خلاص معلشي..أنا أسف..
    قالها بنبرة متأسفة ،حتي أبتسمت الطفلة قائلة:
    -تيتا بتقولك العشا جهز
    محمد بإبتسامة:واخيراً،ده أنا جعان أوووووي
    أتجه صوب الطفلة ليحملها علي ظهره .....
    أجتمعت الأسرة علي المائدة الطعام تترأسهم سمية...
    -إيه أخبار الشغل؟
    سألته بإبتسامة حنونة ،ليردف هو بالأجابة بإبتسامة:
    -تمام..الحمد الله علي كل حال...
    لتگمل حديثها :
    -مش ناوي يا أبني تفرحني؟
    تحولت ملامح محمد للجدية قائلاً:
    لسة بدري ياماما..أنا لسة ماكنتوش نفسي ..وبعدين أنا مش مستعد للجواز
    سمية بنبرة جادة:إذا كان علي موضوع تكّون نفسك..فمتخافش ابوك -الله يرحمه-سابلي كام قرش عشان خاطر الموضوع ده...لكن بالنسبة للموضوع تاني...إزاي يعني مش مستعد للجواز..
    محمد وقدتحولت تعابير وجهه للجدية:يعني ياماما ...لسة مش مستعد أبقي زوج اوحتي أب ...لسة شوية....
    سمية بحدة:مينفعش تقول كدة وبعدين أنا حاسة إنك مخبي عليا حاجة...
    محمد بضيق:هيگون إيه يعني...وبعدين انا حر ليا الحق اختار أمتي اتحوز ومين كمان...
    وهنا تدخلت شقيقته سناءقائلة :
    -ماما نفسها تشوف عيالك...هي برضو مش ضامنة هتقعد لحد أمتي؟
    محمد بنبرة صارمة:ربنا يديها طولة العمر.....
    ونهض من امامهم متوجهاًلغرفته.....
    سمية بقلق:أنا قلب مش مريحني ...الواد ده مخبي عليا حاجة...
    سناء ممسكة بكف والدتها مع إبتسامة :
    -خير ياماما ....متخافيش وسيبه علي راحته....
    بادرتها سمية بإبتسامة والشگ يراد فؤادها...فهي أم،والأم شعورها تجاه أبناءها لايخطئ....
    *************************************
    آية بقلق:برده مش هتقولي رايح فين من الصبح كدة؟
    ونظرت بإتجاه الساعة لتكمل قائلة:
    -دي الساعة لسة سبعة.....
    -مش شغلك ...
    قالها بنبرة بادردة متعمداً إحراجها....
    آية بنبرة متوسلة:
    -طب أقعد أفطر الأول...
    عبدالرحمن بنبرة حادة:
    -مش عايز....
    ليخرج مغلقاًالباب خلفه...لتزفر أنفاسها بتعب..فقد ألحت عليه لمدة ليست وجيزة بإن يخبرها بمقصده..دون فائدة ترجي منه..لقد اصر علي موقفه...
    ***************************************
    كانت تسير في الطريق متجهة صوب عملها...حتي أستوفقها صوت بوق السيارة،ألتفت للوراء لتري الفاعل...لتزفر أنفاسهابتأفف....
    -هو أنت هتفضل لحد أمتي قارفني كدة....
    قالتها بنبرة حادة ،لترجل من سيارته قائلا ًبهدوء لأثارة غيظها:
    -أهدي بس يا آنسةياسمين....أنا لقيتك ماشية في الشارع في البرد لوحدك...صعبتي عليا...
    اردفت ياسمين بصرامة:
    -شكراًلذوق حضرتك ...يا أستاذ عادل...وعن إذنك مضطرة ...أمشي عشان أتاخرت علي الشغل....
    أسرعت الخطي في مشيها عاقدة ذراعيهاأمام صدرها....
    عادل بإبتسامة خبيثة:
    -متخافيش هجيبك جمبي ..عشان متهربيش مني بحجة الشغل..
    واتجه لسيارته ليدلف لها.....
    *****************************************
    في قصرالدمنهوري••••••••
    كانت حنين قد لزمت فراشها لنيتها بعدم الذهاب للمدرسة....قررت زيارة شركة والدها للتعرف علي هذا المجهول....
    في حين دلفت والداتها للغرفة قائلة بإبتسامة مشرقة:
    -صباح الخير...
    حنين بنبرة متكاسلة:
    -صباح النور...
    سندس بحنان:
    إيه ياحنين...مروحتيش المدسة النهاردة ليه؟
    ألقت حنين نظرة ندم للولداتها...ليتها تفصح عمايضمرقلبها..ولكن ماذا عساها أن تفعل؟
    لتلفظ بصوت تعب:
    -تعبانة النهاردة..ومش قادرة أروح...
    -فاكرني مش عارفة..؟
    جاءتها هذه العبارة بغتة لتعتدل في جلستها ،ابتعلت ريقها في خوف قائلة:
    -مش عارفة إيه؟
    مرت سندس أطرافها علي خصلات أبنتها لتنطق بصوت مقهور:
    -سمعتك أنتي وعادل إمبارح وانتو بتكلمو....
    تلعثمت حنين في كلاماتها فقد عجزت بايهما تبدأ..أبمواساة..أم بتأنيب لمعرفتها ومازالت تحت ذمته...
    لتريحها والداتها عناء الكلام...قائلة:
    -انا وقت ما أجوزت باباكي ..أتحديت أهلي عشانو..لأن بابا خايف عليامنو..سمعته كانت سابقاه...بس أنا كنت فاكرة ..أني هقدر أغيره ...واملي عقلو بيا...بس الحقيقة أني مقدرتش..،ولما حبيت أتطلق ..هددني بعادل ..وبابا كمان ..كان في صفه..ماهو أختياري ولازم أتحمله...وفعلاًأستحملته لحد ماجبتك أنتي وخدت عهد علي نفسي أني أعيش عشانكو أنتو..واربيكو أحسن تربية...بس فشلت في تربية عادل ...
    أنهت سندس من فيض كلماتها لترقرق العبرات علي وجنتي حنين لتبادلها سندس عناقاً قائلة:
    -أنا مكنش نفسي تشوفي باباكي ..بالمنظر ده ..سامحني ..يابنتي
    حنين دافسة راسها عند صدرها بصوت مبحوح:
    -سامحني أنتي ياماما...عشان كنت...مخبية عليكي...
    ابعدت راسها لتردف والداتها:
    -متضايقيش نفسک عشاني...
    مسحت حنين عبراتها لتقول بإبتسامة:
    -أنامش مضايقة...أنتي صعبانة عليا...
    رتبت علي كتفها بحنو بالغ:
    -لايابنتي...عيشي حياتك..أناخلاص أتعودت....
    ************************************************
    جاب جميع الشركات ...لكن دون جدوي ......كلما تقدم بطلب للشركة..كان الرفض ياتيه ..بإن العدد مكتمل ولاحاجة لهم بموظفين...كانت الظهيرة قد استوطنت ارجاء المكان...وكان الجو قابظاًللغاية...أستوقف عند...أحد الاستراحات...وجلس بمقعداً..شاغراً...رفع راسه للأعلي ..أغلق جفناه ...يتخيل..كانت الفرصة أمامه ...أوشك علي بناء حلمه ...كانت ستبدو حياته أفضل...لولاها..هي ..هدمت كل.مابناه ..من أحلام...ربما هي ..كانت احد احلامه...ولكن الآن اصبحت ..كابوساٌ مؤلماً...
    لينتشله من خياله صوت أنثوي رقيق:
    -أتفضل حضرتك...
    انزل براسه ونظر لليد الممتدة بزجاجة ماء مع بعض الفطائر..ليرفع راسه بأتجاه..الصوت بتعجب .....قائلاً:
    -مين حضرتك؟
    ابتسمت بهدوء لتردف قائلة:
    -حضرتك كنت قاعد تعبان فقلت أجيللك حاجة تاكلها...
    ألتقط عبد الرحمن الأشياء..منها ممتناً...لها .....قائلاً:
    -شکراً...
    جلست بجانبه...قائلة:
    -أنا حسناء..
    عبدالرحمن بخفوت:
    -تشرفنا..وانا عبدالرحمن
    أشارت حسناء بسباتها..قائلة :
    أناابقي ..بنت ..صاحب المحل ..اللي هناك..
    نظر عبدالرحمن بإتجاه ما تشير ..ليقع نظره علي محل كبير وفخم
    ليردف قائلاً:
    -المحل ..كبير وحلو
    لتردف حسناء:
    -وأنت ساكن فين؟
    عبدالرحمن بخيبة:
    -لا انا مش ساكن في المنطقة دي ..أنا كنت بدور علي شغل..بس مالقتش...
    أحست حسناء الأسئ الذي يخيم علي نبرته :
    -معلشي ..،هي البلد ماشية كدة ..لو مش معاك واسطة مستحيل تلاقي شغل..
    وفجاءة تحولت ملامح وجههاومع إبتسامة..قالت:
    -ممكن تجي تشتغل عندنا في المحل..
    تهللت أساريره هو الآخر للبهجة..وكأن الحياة دبت في وجهه من جديد..
    مردفاً:بجد
    -آه أحنامحتاجين ناس تشتغل معانا...
    عبدالرحمن بسعادة:
    -ياريت والله ...أبدا من أمتي؟
    حسناء :
    -بكرة الساعة ٨تعالي علي نفس المكان....
    عبد الرحمن بنبرة فرحة:
    -بكرة إن شاء الله هكون في المعياد....
    أبتسمت حسناء قائلة :
    طب بعد إ ذنك...بقا عشان متاخرش علي بابا......
    -أتفضلي...
    ****************************************
    في شركة الدمنهوري*********
    كالمعتاد ...يمارس عمله بنشاط ،حتي جاءه صوتها قائلة:
    -ممكن أدخل؟
    نظر لمصدر الصوت واعتلي وجهه إبتسامة مشرقة

    (الفصل السادس)
    ...............................................................................................................
    أعتلي وجهه إبتسامة مشرقة فور رؤيته إياها تقف عند مدخل الباب بإبتسامة جذابة..مرتدية فستاناًوردي يصل لتحت الرکبة..منسدلة خصلات شعرها التي بالكاد تصل عند كتفها...
    أعتدل محمد من جلسته وأشار بيده للجلوس علي المقعد المقابل لمكتبه..قائلاًبإبتسامة:
    -أتفضلي..
    أتجهت حنين صوب الكرسي..وجلست بمقابلته تعتليها إبتسامة...ليعاود محمد الجلوس علي مكتبه..
    حنين بإبتسامة خفيفة:
    -أزيک...
    محمد بإبتسامة :
    -الحمد الله...تحبي حضرتك تشربي إيه؟
    حنين بإبتسامة:
    -لا شگراً
    لتتحول ملامحها فجأءةًمن البشاشة إلي الجدية..قائلة:
    -بصراحة أنا كنت ...جاية أتكلم في موضوع تاني...أستاذ ...
    صمتت لبرهة لجهلها بأسمه ...منتظرةًمنه بإن يخبرها...أبتسم محمد قائلاً:
    -محمد
    عاودت حديثها قائلة:
    -أستاذ محمد ...حضرتك شوفت وسمعت حجات ..مكنش ينفع تعرفها..يعني ..أناقصدي...أقول..يعني اللي هو..
    أدرك محمد مرادها لذلک أردف قائلاًبإبتسامة:
    -أستاذة حنين..أنا بجد مش عارف حضرتك..بتكلمي علي إيه...
    أبتسمت حنين ممتنة له...لإدراكَه موقفها الحرج..لذلك ..وقفت بإعتدال ليبادرها ...هو نفس الفعل..قائلة بهدوء:
    -علي العموم ...فرصة سعيدة ..وأتمني أن يكون لينا تعامل مع بعض أكتر من كدة...
    مدت يدها لمصافحته ...ليبادرها محمد نظرة إحراج..وكور يده وضعها ناحية فاه..مع كَحة بسيطة...فتفهمتَ هي رغبته..لذلك سحبت يدها بإحراج قائلة بنبرة رسمية:
    -بعد إذنك..
    أتفضلي..
    قالها بهدوء يمتزج بإبتسامة عريضة علي ثغره..تظهر صف أسنانه الناصعة..
    غادرت هي المكتب..مرتجلة درجات ..السلم ...وبداخلها...يزداد هذا الشعور إتجاهه...ربما لأنها..أول مرة تقابل مثل هذا الشخص..في تصرفاته...فگل من سبق معرفتها بهم...كانو مجرد مراهقين طائشين..لايقدرون القيمة الحقيقة للحب...
    **************************************
    كانت كعادتها تباشر عملها في تقديم المشروبات للزبائن...بينما يراقبها هو بعينيه الثاقبتين...ينتظر ...مجئ تلک اللحظة....كانت تخطو خطواتها إتجاه إحدي الطاولات...ممسكة بيدها المشروب...لتعركلها قدم..ليسقط ..المشروب ..علي ملابس..إحدي السيدات...
    ياسمين بإرتباك:
    -أنا أسفة والله..مكنتش أقصد...
    السيدة بغضب يمتزجه نبرة عالية نسبياً:
    -ماتفتحي قدامك.....
    ياسمين بتوتر:
    -أنا بجد أسفة...
    السيدة وقدأستشاطت غضباً:
    -الظاهر إنك عمية...بجد الخدمة هنا زبالة...جايبن عالم مبتفهمش تشتغل...
    ياسمين بنبرة هادئة:
    أنا أعتذرت لحضرتك...أظن أنو مفيش داعي للغلط..
    السيدة بإمتعاض:
    -أنتي الظاهر أن أهلك ..معلموكيش تتعاملي إزاي ..مع أسيادك...
    ياسمين بنبرة أستفزازية:
    -السيد علينا..هوربنا..عمره ماكان حد عشان معاه كام قرش..يبقي سيد علي غيره....
    أشتد الصدام بينهما...فاضطر المدير بنفسه للحضور لحل تلك المشاجرة..
    المدير بنبرة رسمية:
    -حضرتك..أحنا هنحل مشكلتك...
    ألتفت بنظاريه صوب ياسمين ...مبادرها بنبرة صارمة:
    -ياسمين..أتفضلي أعتذري للهانم...
    جدحته..ياسمين..بنظرات دهشةمشيرة بسباتها صوب صدرها قائلة:
    -أنا..
    المدير بنبرة رسمية:
    -هتعذري من الهانم..وإلا هتروحي للمحاسبة وتاخدي حسابك...
    نظرت ياسمين...للمرأة التي بادرتها بإبتسامة إنتصار..وأطرقت قليلاًتفكر...ثم أردفت بصوت مقهور ومقلتاها تمتلئا دموعاً:
    -الظاهر إن الدنياهنا...ماشية بالسهوگة...
    ألقت مديرها بنظرة كبرياء وأستطردت بنبرة عزة وأنفة:
    -أنا مش هعتذر حضرتك...
    وباشرت بخلع رداء عملها قائلة :
    أنا هستقيل..ومش عايزة فلوس منكو..ميشرفنيش أشتغل..مع عالم زيكو...
    وألقت بردائها...في وجهه...ورمقت المرأة بنظرة أستحقار قائلة:
    -الحمدالله علي نعمة الفقر...أرحم بكتير من عالم..هايفة..ومعاها فلوس مش مستهاهلها....
    وخطت خطواتها..نحو غرفة تبديل الملابس ...لملمت أغراضها...مودعةً..زملائها...وغادرت النادي بإكمله...سارعت خطاها...لتفيض..جفناها. ...من دموعها...محاولةًمسحها..تحدث نفسها :
    -عالم...فاضية وهايفة...فاكرة نفسها...عشان معاها..كام قرش...بقيت ملكة..
    أستوقفها صوت بوق سيارة أحدهم ...لتلتفت للوراء..حتي تذفر أنفاسها بضجر..ليترجل من سيارتها ..واقفاًمقابلتها...
    ياسمين بإمتعاض:
    -عايز إيه أنت كمان؟
    عادل بإبتسامة تثير غيظها:
    -أهدي ..بس يا آنسة ياسمين..أنا كنت جاي أقولك أني شوفت اللي حصل ...و...ا
    قاطعته بنبرة حادة:
    -وجاي عشان تشمت فيا..
    أردف عادل :
    -لا أبداً....أنا حبيت ..أعرض عليكي..شغل عندي..في الشركَة..سكرتيرة يعني...
    عقدت ياسمين أحد حاجبيها قائلة بأنفة:
    -حضرتك..أنا مش محتاجة صدقة من حد عشان يعطف ..عليا..أنا أقدر أدور علي شغل تاني...
    أستطرد عادل بنبرة هادئة:
    -دي مش صدقة...أنابجد محتاج سكرتيرة ..معايا..وأنتي أنسب مايكون للشغلانة دي...
    حاول إغلاق مجال للرفض قائلاً:
    -أنا مش عايزك تردي دلوقتي...أدامك لبکرة...
    ومد يده بجيب سترته وأخرجها ببطاقة مستئنفاً كلامه:
    -ده الكارت بتاعي...تقدري تتصلي بيا عشان تردي عليا...
    أخذت ياسمين البطاقة منه رمقتها ببعض النظرات واردفت :
    هشوف وأبقي ارد علي حضرتك...عن أذنك..
    وغادرت من أمامه...ليرمقها بنظرات حادة...ليظهر شبح إبتسامة شيطانية..تبشر عن شر نواياه...
    **********************************
    أستيقظ عبدالرحمن علي أشعة الشمس التي تداعب جفناه..ليفركهما ...نازعاًالغطاء من علي جسده..ليرتجل من علي فراشه...متجهاً..إتجاه الحمام..ليبدأ..أولي أيامه في العمل...خرج من غرفته كعادتها وجدها..تعد طعام الأفطار...أتجه صوب الباب..ليهم ..بالخروج..حين أستوقفه..سؤالها..
    -هوأنت رايح فين؟
    لم يبادلها..بالأجابة ...بل أستكمل..مانوي فعله وأمسك بمقبض الباب ...ليخرج..مغلقاً الباب خلفه...
    ..........
    وصل في نفس المعياد ليجدها تجلس في المگان ذاته...أتجه ناحيتها...ملقياً التحية..عليها..
    عبدالرحَمن بخفوت:
    -السلام عليكم...
    حسناء بإبتسامة :
    -وعليكم السلام...أزيك..
    عبدالرحمن بخفوت خجل:
    -تمام،الحُمدالله...
    أستطردت حسناء قولها:
    -دلوقتي أنا هاخدك عند المحل وهعرفك علي بابا...اللي هيعرفك علي سيستم (system)وعلي بقيت العمال..ومن بعدها تقدر تبدأ شغل...
    أوم عبد الرحمن رأسه بالأيجاب قائلاً:
    -تمام...
    أوصلت حسناء عبد الرحمن بالمحل...ودلفا للداخل..كان المحل واسع المكان..منظم بشكل رائع..حيث يوجد لكل سلعة قسمها..وعمالها..عبارة عن طابق واحد ...
    وقفت حسناء عند رجل مسن بعض الشئ قائلة بإبتسامة:
    -بابا أحب أعرفك ده عبد الرحمن اللي قولتلك عليك
    علي بنظرات حذرة:
    -أهلاًياأبني..
    حسناء بإبتسامة:
    عبدالرحمن ده بابا..
    -تشرفنا ياعمي...
    قالها بإبتسامة تزين ثغره...
    نادي عليً ..علي صبي لديه ...
    -فااااارس...أنت ياض..
    أتجه فارس صوب رئيسه قائلاً:
    نعم ..يامعلم...
    علي بنبرة صارمة:
    -خد عبدالرحمن وعرفه علي النظام والشغل ..عشان من النهاردة عبدالرحمن هيشتغل معاكو...
    أرمق فارس عبدالرحمن بنظرات مريبة قائلا ًبإبتسامة:
    -أمرك..،يامعلم...
    وأشار بيده قائلاً:
    -أتفضل من هنا يا أستاذ..
    بادره عبد الرحمن بإبتسامة..متجهاً..معه حيث ..أشار...
    وجهت ياسمين...ببصرها نحو أبياها لتردف بخفوت قائلة:
    -ها إيه رايک يابابا؟
    علي بتوجس:
    -هوباين عليه...أبن حلال،بس ده مينمعش ...أني خدت قراري. ..بخصوصه...لسة..شوية...
    أبتسمت حسناء بثقة قائلة:
    ومع الو قت هتحبه ...
    ليزفر علي ...أنفاسه بضيق..متذاكَراً...حديثه مع أبنته ..بخصوص عمل ........عبدالرحمن إياه
    ..................
    كان جالساً..علي مقعده..يحتسي الشاي..مع قراءة الصحف..في حين قاطعته..حسناء بقدومها جواره
    -بابا ..أنا عايزة أقولك علي حاجة؟
    لاحظ علي تقاسيمها المرتبگة ..وفركها للاطرافها..قائلاً بريبة:
    -قولي ياحسناء...
    حسناء بنبرة مرتبگة:
    -بص..بصراحة...هو أنا ...إمبارحَ..شوفت..واحد وصعب ..عليا..عشان ..مش لاقي شغل...عشان ..كدة أتفقت معاه.....يجي يشتغل عندك في المحل...
    علي بنبرة حازمة:
    -أنتي ..أتجنتي ياحسناء..تشغلي معايا واحد من غير اشوفه ولا حتي أعرفه
    حسناء بتوتر:
    -والله يابابا حضرتك ...هتشوفه ..وهتحبه ...ولو معاجبكش ...أبقي..مشيه...
    تأفف علي بضيق لقلة حيلته..أمام رغبة أبنته..وأنصاع لطلبها...مع بارقة الامل....التي تربق في مقلتاها....
    ************************************
    في إحدي ....النوادي ..الللية..كان منتدى بجسده علي أريگته الوثيرة....ليرواده آتصال..من رقم مجهول ...ليضغط علي زر بدء المكالمة...
    عادل :
    -ألو....
    لياتيه صوت أنثوي رقيق قائلاً:
    -ألو ...استاذ عادل أنا ياسمين
    أعتدل عادل بجلسته قائلا:
    -أيوة..يا ياسمين...
    ياسمين:
    -أنا خلاص ..موافقة علي عرض حضرتک...
    أبتسم عادل بمكر قائلاً:
    -أنا سعيد ..بموافقتك......
    ياسمين:
    -شكراً...لحضرتك..وعن إذنك..
    -أتفضلي...
    أغلق الهاتف معاها..والقاه علي المنضدة أمامها..ليتسع ثغره معلناً..عن إبتسامة إنتصار...ليأتيه بجواره صوت نسائي قائلاًبدلال:
    -إيه يابيبي ما تفرحني معاگ..
    أتجه عادل بنظاريه عليهاقائلاًبإبتسامة:
    -كل حاجة ...ماشية زي ما أنا عايز..خلاص العصفورة وقعت في القفص...
    الفتاة بإبتسامة :
    -شوفتني النهاردة وانا بكعبلها..؟
    عادل بإبتسامة:
    شوفتك...الخطة ماشية زي ما انا عايزة...
    ليظهر شبح إبتسامة شيطانية قائلاً:
    -عدي الكتييييير...ومبقاش غير القليل....


    (الفصل السابع)
    ...................................................................................................................
    وقفت أمام مرآتهاالتي فوق طاولة الزينة..تعدل هندابها...بزيها الفضفاض...مع غطاء رأسها..الذي يغطي صدرها..أمتداداًلخصرها...لم تكن من الفتيات..اللائي ..تضعن مساحيق تجميل...ألتقطت أغراضهامن طاولة الزينة..وضعتها في حقيبتها...لتتجه إلي وجهتها..لأول يوم عملٍ لها في شركَة الدمنهوري...
    ***************************************
    خرج من غرفته ..متجهاً..صوب الباب..ذاهباً لعمله...في باغتته فجأة أمام الباب..بقامتها المتوسطة..تسد عليه المخرج...
    -أوعي من قدامي..
    لفظها بنبرة آمرة تمتزج بالحدة...
    آية بعند:
    -مش هسيبك تخرج غير لما تقولي...أنت رايح فين؟
    عبدالرحمن بنبرة صارمة:
    -ده شئ ميخصيكش.....
    آية بنبرة حادة تمتزج بصوت عالي نسبياً:
    -لايخصني..أنت مش جوزي..ومن حقي أعرف..وبعدين عمتو هناء لما بتتصل تسأل عليك ..مبعرفش أرد عليها أقولها إيه؟
    طب علي الأقل قولي علي مكانك..عشان أعرف أرد عليها...
    عبدالرحمن بصوت أجش:
    -أوعي ..يا آية من قدامي...عشان مضطرش أستخدم العنف معاگي...
    -لا مش هوعي..
    قالتها..بعينين واثقتين...ولهجة متحدية...مماجعله يزفر أنفاسه بضيق..مگوراً...يداه..قائلاًبصوت أجش:
    -أنتي اللي أضطريني
    أمسكها من كوعها..ودفعها من أمام الباب...وما إن أمسك بالمقبض ..ليحركه يميناًويساراً....ولكن الباب ..موصد ...تعجب عبد الرحمن...وحينما أستدرك الموقف...أرمقها بنظرات نارية قائلاًبغضب عامر:
    -أفتحي..الباب..
    أتسع ثغرها بإبتسامة..ناطقة بإنتصار..
    -مش هفتحه غير لما تقولي الأول...
    زفر أنفاسه معلناًعن إستسلامه..قائلاًبهدوء يمتزج بالخيبة:
    -رايح الشغل ...أرتحتي..
    أتسعت حدقتاهاوفرغ فاها...لتتسائل:
    -أنت بتشتغل...؟
    -أيوة...بشتغل في سوبر ماركت..
    قالها بهدوء أجم...مستطرداً:
    -يلا أفتحيلي بقا..
    أردفته بإبتسامة طفيفة قائلة :
    -طب ثواني...وأنا هفتحلك..
    تحركت من أمامه في خطي ثابتة ..متجهة صوب المطبخ...لتحضر إناء حافظ لدرجة الحرارة...موضعةً..فيه بعض الطعام ..الذي أعدته...لوجبة الأفطار...وضعته في حقيبة بلاستكية سوداء اللون...وعادت إلي أدراجها..ممدة يده إليه قائلة بإبتسامة تزين ثغرها:
    -إذا كان كدة...خد معاک الفطار ده..وأبقي أفطر هناك..
    نطق بنبرة حادة:
    -أنا مش عايز حاجة..أنا لما أجوع هبقي أشتري حاجة أكلها...
    -لأ...أكل برة مش مفيد ليگ..
    قالتها بإندفاع...معترضة علي كلامه..ثم أردفت بهدوء وبإبتسامتها المعتادة:
    -ثم..أني ..مراتك...ومن حقي أعملك أكلك وأنت طالع علي الشغل...
    سرت الكلمات في جسده كالمصل...شعر لوهلة..بأن كلماتها..أعادت له سيل مشاعر متدفقة...من عقل حكم عليها بالأعدام ومن قلب طالب بحريتها...
    قطب جبينه ..مظهراًعدم الأكتراث لكلماتها...وألتقط منها الحقيبة..بإمتعاض..قائلاًبتأفف:
    -أديني ...خدتها أهو..ممكن تفتحي الباب..عشان أتأخرت علي شغلي...؟
    أخرجت آية المفتاح من جيب بنطالها القطني..وضعته في القفل..ليخرج..عبدالرحمن في عجلة...هارباًمن سحر كلماتها المعسولة...
    **********************************************
    أجري مكالمته الهاتفية التي تحمل في طياتها الشر الدفين...
    باسم بنبرة خبيثة:
    -أيوة..يسطي...خلاص كل اللي أتفقنا عليه ..هيتم النهاردة..
    ليراوده صوت خشن قائلاً
    -وأنت إيش عرفك..ما يمكن نلاقي سواقها اللي لازقها في كل حتة ..
    باسم بإبتسامة شيطانية:
    -عيب عليك ياگبير..ودي حاجة تعدي عليا..سواقها النهاردة سافر لبلده عشان حماته ماتت..وهي هتروح المدرسة لوحدها..وهترجع لوحدها....وفي وقت رجعتها...هنعمل اللي أتفقنا عليه...
    المتصل:
    -إذا كان كدة...يبقي تمام..يابرنس...
    *******************************************
    ترجلت ياسمين من الحافلة ...لتطأطأ قدماها...ببهو الشركة...مرتفعة عيناها..مع الأتساع...بدهشةً...حيث صممت الشركة..تحت يد أگفأ المهندسين..الذين ..أدخرو جهداً وافراًفي تصميمها.....حيث تغلف واجهتها ...بالزجاج الفاخر ..المميز..الذي يمتص...أشعة الشمس..معكساً ضوئها بإلوان مختلفة..كقوس قزح....تحاوطها الحدائق التي تحتوي شتي أنواع الزهور برائحتها الفّواحة...مع ذلك الصرح...المزود بأفخم وأصلب البلاطَ..بلونه الأزرق السماوي...وفي المقابلة عند البوابة الضخمة..يقف رجال الأمن بزيهم الرسمي..القميص الأزرق..والبنطال..الأسود..مع قبعة..تشبه قبعات أفراد الشرطة بلونها الأسود..ونظارات سوادء اللون...أبتعلت ياسمين ريقها حتي جف...متقدمةً..نحو موظفة الأستقبال لتسأله بنبرة ناعمة تحمل في طياتها العذوبة..
    -لوسمحتي..أنا كنت جاية..لطلب تقديم..سگرتيرة لإستاذ عادل
    عقدت الموظفة حاجبيها بإستنكار ثم أردفت بنبرة هادئة رسمية:
    -طب ثواني ..حضرتك..
    رفعت سماعة الهاتف..وأجرت مكالمة..بصوت خافت..بينماتابعت ياسمين بنظراتها تجول ارجاء المكان ..في حين قاطعتها الموظفة بنبرة رسمية:
    -أتفضلي حضرتك ..مع الاستاذ وهو هيوصلك مباشرةً..لمكتب مستر عادل..
    نادت الموظفة علي أحد رجال ..الأمن ..لتنفيذ طلبها..سار معها الرجل في هدوء تام ..وصعدا المصعد..حتي وصلا لوجهتهما...ليردف بنبرة خشنة تمتزج بالرسمية:
    -أتفضلي ..حضرتك ..مستر عادل بإنتظارك...
    ثم غادر تاركاًإياها..سارت بضع خطوات..لتقف في واجهة الباب..فطرقت عليه عدة طرقات خفيفة...وأمسكت بالمقبض..لتدلف للداخل..
    -السلام عليكم...
    قالتها بصوت هادئ...
    وما إن وقع نظر عادل عليها ..أتسعت مقلتاه حبوراً...قائلاًبنبرة سعيدة:
    -وعليكم السلام،أزيك يا ياسمين...
    -الحمد الله..
    لفظتها بنبرة حياء..مطأطأة رأسها للأسفل..بخجل...
    أشار عادل عليها بالجلوس في المقعد المقابل لها قائلا ً بمزاحَ:
    -تعالي..أقعدي..أنتي واقفة عندك كدة ليه؟
    توجهت ياسمين وجلست علي المقعد الذي يقابله..
    اردف عادل بإبتسامة:
    -دلوقتي ...أنتي هتبدأئي شغلك من النهاردة..ومكتبك ..هيكون برا قصاد مكتبي...وهبعت لسارة..تعلمك ..الشغل..تمام
    أومت ياسمين رأسها بالإيجاب قائلة بخفوت:
    -تمام...
    *******************************************
    جلس عبد الرحمن علي احد الطاولات يتناول طعامه ...أخذه التفكير ..إلي تذگر كلماتها الأخيرة...كيف ترگت ..طابع أثري في فؤاده....أوقفت ..دماغه عن التفكير..للحظة...لطالما..كانت حلمه الأبدي...ومناله الذي لم يفارق وجدانه طيلة مسيرته...تذكر حينما رآها..أول مرة نائمة في لفافتها كالملاك الصغير...ومن حينها أصبحت حب حياته الاول والأخير..علي الرغم بعلمه ...أنها تعشق غيره ...ولم تشعر بوجوده في حياتها..إلا إنه لم يفقد أمله يوماً
    لينتشله من دوامة تفكيره ذلك الصوت الانثوي المألوف لديه..
    -ها إيه أخبار الشغل هنا..؟
    نظر بإتجاه الصوت ليجدها حسناء ..الواقفة أمامه بقامتها الطويلة.....ليردف بإبتسامة وبنبرة خافتة:
    -تمام..الحَمد الله..
    سحبت مقعد من جواره للجلوس عليه...قائلة بإبتسامة:
    -يعني عاجبک؟
    عبدالرحمن بخفوت:
    -أه ..حاجة تكفيني ...أنا ومراتي....
    وفي تلك اللحظة تهجمت ملامحها وقطبت جبينها...ولوت فمها بضجر شديد..والذي لاحظه عبد الرحمن وأردف متسائلاً:
    -مالك...؟
    نظرت إليه بإمتعاض قائلة بتثاقل في كلاماتها:
    -ها..لا مفيش...
    ونهضت من أمامه قائلة :
    -عن إذنگ...
    وأسرعت الخطي ماسحة وجنتاها....بكفيها
    **************************************
    دقت الساعة الثانية ..معلنةًعن إنتهاء اليوم الدراسي ..بما يحمله من مشاقَ،وقفت كلاًمنهما عند بوابة المدرسة يتبادلان أطراف الحديث...
    حياة بملل:
    -وأخيييييراً اليوم النهاردة..كانvery boring (ممل جداً)
    حنين بعدم إكتراث:
    -معلشي كلها ترم وهنخلص...
    حياة :
    -علي رأيك...أنتي هتقضي يومك فين؟بس بليز متقوليلش هروح البيت...
    أبتسمت حنين قائلة:
    -أنا هاخد تاگسي وهروح أزور بابا في الشرگة..
    حياة بتساؤل:
    -هوأنتي السواق مش هياخدك النهاردة؟
    حنين بعدم إكتراث:
    -لا عم راضي حماته اتوفت ..فحبيت أغير شوية واجرب أروح بتاكسي...وبعدين عم راضي أكتر اللي برتحاله من السواقين...
    حياة بمكَر:
    -أممممok يلا بقي تشااااووو
    حنين :
    -تشاااوو
    وعانقت كلتهما البعض مع تبادل القبلات ....
    وقفت حنين علي الناصية ملوحة بيدها بسيارة أجرة لتنلقها لوجهتها.....في حين أخرجت حياة هاتفها لتجري مكالمتها..ممعنة النظر لحنين بحقد ظهر جلياًعلي تقاسيم وجهها
    حنين بنبرة خبيثة:
    -أيوة ياباسم هي دلوقتي رايحة للشرگة بابها..
    باسم بمكر:
    -حلو أوووي ...كل حاجة تمام..الخطة ..ماشية صح...
    ***********************************
    في شرگة الدمنهوري•••••
    ترجلت حنين من سيارة الأجرة ومدت يدها في حقيبتها وأخرجتها بالنقود ودفعتها للسائق...تقدمت نحو صرح الشركة...حيثماقادتها قدماها صوب مكتبه....لا تعلم ..مالهدف وراء إرتيادها للشركة ..أوحتي ذهابها للقاءه ...ولكنها تركت العنان لقلبها يوجهها...في حين أستوقف مسيرتها وما إن وقع نظرها علي تلك المرأة ..التي رأتها مع والدها ..يومها..لذلك خطرت ببالها فكرة شيطانية..لإنتقام من تلك الخائنة...أتجهت ناحيتها ..واثقة الخطي..شامخة الرأس ...لتجلس بمقابلتها علي المقعد...واضعةًساقا علي أختها
    حنين بنبرة متكبرة:
    -أزيك ياسمر...
    بدت علامات الدهشة تكسو ملامح سمر ولگن سرعان ما أخفتها بإبتسامة أستفزازية
    -أهلاً ياحنيــ..
    قاطعتها حنين بحدة تمتزج بالهدوء:
    -حنين هانم ..ياسمر..،أظن أن عمر العين ماتعلي علي الحاجب...
    سمر بهدوء :
    -أسفة ياحنين هانم..أعذريني بس أظن أننا ممكن في يوم نشيل الحاجب عشان العين تفضل لوحدها ....
    حنين بنبرة هادئة وبداخلها تستطيش غضباً:
    -مش كل العيون قليلة الاصل وبتقطع الايد اللي أتمدلتها...
    وأردفت بنبرة مصطنعة متسائلة:
    -مش أنتي برضو علي ما أعتقد..كنتي عاطلة عن الشغل وماما وظفتك عندنا؟
    سمر بنبرة أستفزازية:
    -صح ياهانم...
    حنين بنبرة حادة:
    -آمال طلعتي قليلة الاصل...وقبلتي..أن تخونيها مع جوزها...ده هي نفسها خلصتك من جوزك وخلعتك منو ..بعد ما مشربك المر في كوباية...
    أبتسمت سمر بإستفزاز واردفت بنبرة تحمل في طياتها الدلال:
    -ياحنين..هانم..مامتگ اللي بتكلمي عليها..لو هي مليلة عين جوزها...مكنش فگر يخونها...ومافيش راجل بيحب مراته هيفگر يخونها..
    لم تحتمل حنين تلك الوقحة ..وأسرعت النهوض نحوها لتجذبها أرضاً،تنهال عليها ضرباًولكماً،ملفظة عليها بالشتم والسب،ألتم الجميع حولهما وحاولو الفك بينهما ،جراء الصوت المرتفع حضر عبد السميع قائلاًبصوت جهوري:
    -خلاص ..بس كفاية
    نهضت سمر من علي الأرض..حيث خصلات شعرها الفوضية..وآثار اللگمات علي وجهها..
    أردفت حنين بصوت عالي:
    -ألزبالة دي غلطت في أهلي..هي فاگرة نفسهامين الحشرة دي
    سمر ببكَاء:
    -والله ..ماحصل..بنتك ..هجمت عليا فجاءة..
    حنين بصوت عالي:
    -كدااابة
    عبد السميع بصوت أجش:
    حنييييين..بس كفاية روحي البيت ..عشان ما تعبصش عليگي
    أبتسمت حنين بسخرية قائلة:
    -طبعاً..ما أنت أكيد هتقف مع الشرشوحة دي..
    عبد السميع بصوت أجش غاضب:
    -حنييييين
    حنين بصوت عالي مقهور:
    -ما هي حبيبة القلب ومستحــ....
    ولم تكمل جملتها حتي أمتدت يده ليصفعها في صوت دوي في جميع أرجاء الشركة وسط الحشد من الموظفين...
    وضعت كفها علي وجنتها فارغة فاها..قائلة بحرقة:
    -حسبي الله ونعم الوكيل..
    وركَضت من أمامه وفي قلبها..نيران..أشعلتها حتي الرماد...
    كان يراقب الحدث ..وقد شعر بالأسف علي حالتها..لذلگ ركض خلفها..
    وصلت لبهو الشركة في حين أستوقفها ندائه المتكرر...ألتفتت إليه قائلة بصوت عالي ومقلتاها تفيضا من سيل دموعها:
    -أنت عايز إيه؟
    محمد بقلق:
    -أهدي بـ...
    قاطعته بنبرة صارمة:
    -متجيش ورايا...
    وعاودت ركضها بل زادت من سرعتها.....حاول ملاحقتها ولكنها زادت الخطي..أنحني بجسده ..مسنداً كفيه علي ركبتيه يلهث بتعب ومازال يراها تبتعد أكثر واكثر في طريق ممتد يحاوطه الاشجار العالية والگثيفة...لتظهر بغتةًسيارة سوداء باشخاص ملثمين ..كم أحدهم فاها...فزع محمد فور رؤيته إياها تختطف ...شهق ولحسن حظه مرت سيارة أجرة فاوقفها طالباًمنها أن تتبع السيارة السوداء ....

    (الفصل الثامن)
    ................................................................................................................
    گانت طريحة الفراش....فاقدة لوعيها..تكسو وجهها بعض الخدوش الطفيفة...رمشت بجفناها...وكأنها تصارع كابوساً مزعجاً...جلس علي الأريگة المقابلة لسريرها...ولبه يعتصر ألماً...بادي علي وجهه معالم الأظطراب...
    -سامحيني ياحنين...
    قالها بحسرة وندم بالغان...فهو يري نفسه المُلام الوحيد..علي ماحدث لها..لووصل في الوقت المناسب...لما حدث ما حدث...فقد وقعت ضحية...لذئاب لا تمط للرحمة بصلة...
    دلف الطبيب للغرفة...ليهب محمد واقفاً ليسأله بصوت قلق:
    -هي عاملة إيه دلوقتي يادكَتور؟
    الطبيب بنبرة رسمية :
    -مقدرش اقولك إن حالتها متحسنة...حالتها صعبة أوووووووي....وكانها رافضة الواقع...بس أحنا عملنا اللي علينا ونضفنا الرحم في حالة حدوث حمل
    أردف محمد بنبرة ممتنة:
    -شگراً...لحضرتك
    -العفو...عن إذنك...
    قال عبارته...وخرج ليعاود محمد جلوسه علي الأريگة مطوقاً رأسه بين كفيه...ماذا يجب عليه أن يفعل الأن..هل يعُلم والدها بشأنها..ولگن كيف ووالدها السبب الريئسي فيما حدث...جالت الافكار بخاطره...أفاق من شروده..علي تمتمة ..ليرفع براسه ...صوبها...ليري تقاسيم وجهها المعتضة...ليسمعها تمتم..
    -ياحقير ....أبعد عني..
    نهض..متجهاً ناحيتها...ليجد العرق يتصبب من جبينها..خرج منادياً...الطبيب ليعاين حالتها...
    ************************************
    في قصر الدمنهوري•••••
    عاد من عمله مساء اليوم...،مدلفاً لقصره ...وصعد درجتين من الدرج في حين أستوقفه ندائها..
    -عبد السميع
    -خير
    لفظها وهو مولاياً ظهره إياها...لتردف بصوت مرتبك...
    -حنين...أتاخرت في الرجعة للبيت..مش عادتها...
    عبد السميع بنبرة هادئة..تحمل في طياتها اللامبالاة:
    -تلاقيها...عند واحدة من صحابها..
    سندس بنبرة قلقة:
    -برن عليها ومبتردش ...وأتصلت وسألت صحابها وقالولي ميعرفوش عنعا حاجة...
    أبدي عبد السميع بعض من القلق..ولكن سرعان ما تلاشي...ليخلفه عدم الأكتراث مردفاً بنبرة هادئة:
    -متخافيش ...بكرة هتلاقيها في القصر...
    وأكمل طريقه نحو غرفته غير عابئاًبتذمر سندس ...
    ****************************************************
    كعادتها...كانت تعد طعام العشاء..منتظرةً رجوعه من عمله..،في حين سمعت ..صوت المفتاح ...يوضع في القفل...يتبعه صرير البابَ يُفتحَ،التفت بجسدها قائلة بإبتسامتها:
    -كويس...إنك جيت..لسة مخلصة العشا دلوقتي...
    -مش جعان..
    قالها بنبرة هادئة..متجهاً..صوب غرفته...في حين أستوقفه ندائها...
    -عَبدالرحمـــَـن
    أجابها بنفاذ صبر:
    -نعم..
    سكتت لبرهة مستجمعةً قواها...لتستطردَ:
    -أنت لسة بتحبني؟
    كان قد أمسک مقبض الباب ...أتسعت مقلتاه دهشةً،ليلتفت بجسده ناحيتها...سار بضع خطوات ثابتة...ليقول بنبرة حادة..وعيناي تشتعلان غضباً
    -أنتي شايفة إيه....برأيك أنتي واحدة تستاهل الحُب..
    أزدرت ريقها بصعوبة..ثم تابعت بصوت قلق:
    -أنا عارفة..إني ..دمرتلك حياتك...وأحلامك..وجرحتك كتييير...بس انا مش طالبة ..مني غير ..إنك..تـــ...تسامحَني...
    أردف بنبرة ساخرة:
    -بجد...
    أومت رأسها بإيجاب...ليستطرد بحرقة:
    -أنتي عارفة ...أنا مش زعلان منك...أنا زعلان علي نفسي..وعلي أحلامي...اللي أنتي..كنتي اهمها...
    أولاها ظهره..مستكملاً طريقه..في ألجمته عبارتها عن الحراک..انفرجت عيناه في دهشة...
    -بس أنا بحَبك....
    تخشب..في مكانه..وكأنه صنم..فقد تمني..أن تنطق...بها..وهاهي الأن ..تحقق أمنيته...ولكن بعد فوات الأوان..فلم يعد لها قيمة..في نفسه..أستعاد رابطة جأشه..وأستعاد وعيه....ودلف لغرفته..بهدوء...
    ذفرت أنفاسها بخوف...وكأنها بذلت جهداً كبيراً...في قولها....لامست..كفيها وجنتاها..التي تشعا..بحُمرة الخجل...،
    **************************************
    فتحت جفناها...بتعب...جالت بنظرها...أرجاء المكَان..لتتعرف هيئته..في حين سمعت صوت قائلاً:
    -...أخيراً...صحيتي
    حرگت راسها بتثاقل شديد لمصدر الصوت...لتقول بخفوت تعب:
    -أنا فين...؟
    محمد بنبرة ندم:
    -أنتي في المستشفي..
    عادت براسها للنظر في الفراغ...وكأنها تستجمع شتات..ذاگراتها...فسرعان...ما أخذت الصور في التدفق...كالفضيان....لتدخل في نوبة بكاء هستيري..،أتجه محمد صوبها...محاولاً..تهدئتها...
    -أهدي ياحنين...اللي بتعمليه مش هيغير حاجة...
    قالها بشفقة علي حالتها...المزرية..
    حنين بصوت مقهور:
    -أهدي..إزاي...أنا أتفضحت خلاص..بابا زمانه عرف هووعادل...دول هيخلصو عليا...
    وهدات بغتةًلتردف بنبرة قلقة:
    -الفون ..فين؟
    عقد محمد حاجبيه بدهشة..وأتجه ناحية طاولة صغيرة بالغرفة وأحضر الهاتف المسنود عليها...ومد يده إليها...قائلاً:
    -ده ...مبطلش رن..
    أخذت الهاتف منه وضغطت علي الزر لتفتحه..فتتسع مقلتاها قائلة بنبرة مفزوعة:
    -ياالهوووي..ماما رنت عليا٣٥مرة...
    ألقطت بالهاتف علي السرير واخذت باللطم والعويل...وزادت بنوبة بگائها..لتردف :
    -ياالهووي...هعمل إيه...زمانهم عرفو..خلاص أنا ضعت....يارب خدني...
    حصر محمد يداها بين كفيه..قائلاًبصوت مقهور:
    -قولتلك أهدي...محدش عرف حاجة...متخافيش..كَل حاجة هتتحل...
    -مفيش حاجة..هتتحل..إن بابا سابني عايشة..هيجوزني لكلب ده بالعافية..يإما هيجوزني لواحد أكبر مني بخمسين سنة..
    محمد بنبرة حازمة:
    -ده مش هيحصل..عشان أحنا ..هنتجوز...
    صمت حنين عن نحيبها..لترمقه بنظرات دهشة..لتردف بعدم فهم..
    -قصدك إيه؟
    زفر محمد أنفاسه بخوف...وكأنه مقبل علي معرگة خطرة ..ليعرض..آخرما وصلت إليه خواطره:
    -أحنا هنروحَ لأهلك..وهنقولهم إننا أتجوزنا عرفي..عشان تحطيهم ادام الأمر الواقع...
    عجز لسانها عن التحدث..فقد بات كل شئ خارقاً..لقواها..لتقول بعدم تصديق:
    -أنت جاي تهزر..
    محمد بنبرة جادة:
    -أحسن..ماتتجوزي الواطي اللي عمل فيگي كدة...او تتجوزي واحد اكبر منك بخمسين سنة..
    أطرقت تفكَر ثم عاود قوله ليطمئنها..
    -وبعدين ياستي..هو هيبقي جواز صوري...
    جالت الأفكار بخاطرها..فهو علي صواب فيما يقول...علي أية حال ستتزوج وهو أفضلهم...اردفت بصوت مقهور:
    -موافقة..
    محمد بنبرة حزينة:تمام...أنا هغيب ربع ساعة هروح اجبلك هدوم عشان هدومك....،
    سكت لبرهة حين أدرگ ..حماقة ما تفوه به.......حيث لاحظ العبرات علي جفناها..تكاد تنذر بالسقوط
    -آسف..
    أعتذر منها ..ولكنه حين لم يجد رد..غادر الغرفة بهدوء...،
    أغلق الباب خلفه..في حين ألقت بجسدها علي سريرها...وفاضت عيناها من سيل دموعها...أصبحت الأن جسداً..،بلا روح...لقد وقعت اسيرة لذئب..تغذي علي قلبها المهشم.....ارادها ذليلة ..منكسرة....
    *******************************************
    علي الصوت المؤذن ..معلناً..عن موعد أذان الفجر...نهضت آية من علي فراشها...تتثاوب...متجهة لحمام.،حتي توضت..وخرجت لترتدي..زيها الاسلامي...فارشة..الأرض بسجادة صلاتها.،،في حين راودتها..فكرة...تهللت أساريرها..حماساً..لتنفيذها...
    وقفت أمام باب غرفته..طارقةً..الباب برفق..في حين لم ياتيها..الأذن بالدخول..امسكت مقبض ..وفتحت الباب..لتدلف للداخل..حيث كانت الغرفة دامسة الظلام...سارت نحو سريره عدة خطوات خفيفة...مدت يدها لتوقظه
    -عبد الرحمن..قوم يلا عشان تصلي الفجر...
    تملل بفراشه..أعادت كرتها..حتي أستيقظ أخيراً..وبعدما استعاد وعيه..وأشعل مصباح غرفته(الأباجورة)
    نهض مفزوعاً...قائلاً بصوت عالي غاضب:
    -أنتي بتعملي إيه هنا...هو أنا لازم أعيد كلامي كام مرة عشان تفهمي؟
    آية بنبرة مرتبكة:
    -أنا كنت بصحيك عشان تصلي الفجر....
    عبد الرحمن بصوت جهوري:
    -مالكيش فيه أصلي ولا لا...واطلعي برا
    أستجمعت آية شجاعتها..وقالت بنبرة واثقة:
    -لأ..مش هطلع..والمفروض...إنك جوزي ..ولازم أصحيك ..عشان تصلي الفجر
    لقدفاض الگيل..وذاق ذرعاً من تصرفاتها..نهض مسرعاً..من علي فراشه..وأمسكها من ذراعها بقسوة..يجرها خلفه وفتح الباب..ودفعها بالخارج...قائلاً بنبرة تهديدية:
    -المرة الجاية هتبقي أوحش من كدة....
    صفق الباب بوجهها...لتهبط عبراتها..علي وجنتاها...بغزارة..فماذا أذنبت ؟
    إن أرادات فقط أن يشاركها.....لذة صلاة الفجَر...

    ياليتگ..تمنحني..غفرانك....
    ياليتگ...تسقني..من نهُر..عشقك...
    ياليتگ...تشعرني..بحنانك...
    إلي متي.،ستحيا...علي جراحك...وتأبي..أن..أشاركك..حياتك..
    *******************************************
    في شركة الدمنهوري••••
    أمسك عادل بسماعة هاتفه...يأمرها..بالمجئ ...أرجع السماعة لموضعها..وعلي ثغره إبتسامة..خبيثة..لينتظر ثواني...حتي سمع طرقات الباب..اذن لها بالدخول...دلفت ..في استحياء..مطأطأة راسها في خجل...حتي وقفت أمام مكتبه...لتردف بخفوت..
    -نعم يامستر عادل..
    عادل بنبرة رسمية :
    -جهزلي ورقة المناقصة...ورجعيلي عليه...
    -حاضر...حاجة تانية مستر عادل..
    قالتها...بخفوت
    تحولت تعابير وجهه بغتة من الجمود إلي المرح....سار ناحيتها...حتي وقف بمقابلتها...قائلاًبتأنيب:
    -مينفعش كدة ياياسمين...أنا والله بعاني...
    ياسمين بخفوت حاد:
    -أعذريني يامستر عادل..أنا مش فاهمة حضرتك...
    عادل بنبرة خبيثة:
    -أنتي عارفة قصدي كويس اووووي ...وعارفة جبتك للشغل عندي ليه....
    ثم أستطرد بنبرة مرحة:
    -وبعدين بلاش الرسميات دي في تعاملنا..دي مع بعض..
    -مينفعش..يا مسترعادل..و..ا...
    قاطعها صوت هاتفه النقال ..ليتافف بتذمر :
    -هو ده وقتك...
    أخرج الهاتف من جيب بنطاله...ونظر في الشاشة..ليظهر رقم والدته ..لوي شفتاه بإمتعاض..وضغط علي زر بدء المكالمة...
    -أيوة يا ماما...
    -ألحقيني ياعادل...

    (الفصل التاسع)
    .............................................................................................................
    في قصر المنهوري•••
    دلف عادل إلي القصر...والفزع..يعتري تقاسيم..وجهه..ليتجه ناحية والدته بخطي ثابتة..مجتازاً..الرواق...
    عادل بقلق:
    أيه..ياماما..جايبني...علي ملي وشي ليه؟
    ليلتفت صوب ماتنظر إليه والدته...لتقع عيناه علي هذا المشهد...شقيقته..ممسكة بكفها بكف رجل آخر...أمتعضت ملامح وجهه..وأحمرت..وجنتاه..معلنةً...عن برکان مثار..علي وشگ..الأنفجار...
    أتجه صوبها لافظاًبنبرة غاضبة:
    -إيه..اللي بتعمليه ده؟
    أردفت حنين بصوت هادئ..ممزوجاًبنبرة أستفزازية:
    -إيه...وانت إيه اللي مضايقك...أظن أنك مالكش الحق تكلمني..
    انقض عادل علي ذراعها بقوة قائلاً..بصوت مبحوح..وعيناي..تستطيشان غضباً:
    -إيه..التهريج..ده..وبعدين مين ده؟
    أفلتت حنين ذراعها من قبضته قائلة بصوت هادئ:
    -ده يبقي جوزي
    هتف عادل بصوت جهوري قائلاً:
    -نعــــــــم...جوزك إزاي...
    -زي ما انت شايف...أتجوزنا عرفي...وأنا حابة أعلن عن جوازنا..مفيش داعي أخبي أكتر من كدة...
    قالت عبارتها بجمود تام..ليردف عادل بصوت أجش:
    -أنتي هتسبعطي...وأمتي حصل ده؟
    حنين بنبرة هادئة:
    -مفيش..داعي أن أحكي عن التفاصيل دي...وأنا حبيت أقولكو عشان تبقو علي دراية...بالموضوع..
    ليعاود عادل إنقضاضه علي راسغها ناطقاً:
    -أنتي هتستبهلي...مفيش حاجة..من اللي قولتليها هتحصل...وبعدين..إزاي تعملي ...حاجة..زي كدة..وتروحي تتجوزي..عرفي...هو أنتي مالكيش حد يريبگي...
    حنين بنبرة جامدة..عاقدة أحد حاجبيها:
    -أنت آخر واحد تتكلم عن التربية..
    لتفلت راسغها من قبضته مجدداً..قائلة بتهكم:
    -أبقو بلغو الاستاذ عبد السميع...عن جوازي..وياريت تشرفوني...
    لتغادر من واجهتم...في حين أستوقفها نداء والدتها...
    -حنيــــن..
    أولتها حنين ظهرها لتردف سندس بصوت مقهور وجفني دامعين:
    -أعرفي ...إنك لو طلعتي من البيت ده...أنتي من النهاردة مش بنتي..ولا أعرفك...
    أغمضت حنين جفناها بألم وحسرة..لتتابع سيرها دون أن تنطق بحرف...
    عادل بغيظ:
    -أنتي هتسبياها تمشي؟
    سندس بنبرة حرقة:
    -خلاص ياعادل..معادش ليه لازمة..الگلام ده دلوقتي...
    ****************************************
    أتجه صوب الباب ليخرج إلي عمله...في حين أستوقفه ندائها
    -عبدالرحمـــــن
    ألتفت إليها قائلاًبنفاذ صبر:
    -نعــــــم
    اردفت آية بصوت مرتبک..:
    -أنا أسفة...أنا بجد مكناش قصدي أضايقك..لو كنت هعرف أنك هتضايق..مكنتش جيت جمبك ولا صحيتك...بس حبيت..إنك تكسب صواب صلاة الفجر...
    -خلاص..حصل خير
    قالها بنبرة هادئة...لتستطرد هي بإهتمام وقد تهللت أساريرها...
    -تحب أعملك أكل إيه النهاردة؟
    -أي حاجة..
    قالها بجمود تام..وفي قرارة نفسه..تشتعل النيران...فقد بات يشعر بالضياع والأضطراب...أيسامحَ؟ أم يقيم الحد؟
    *********************************
    ترجلا من سيارة الاجرة ومد يده في جيب بنطاله ليدفع الاجرة للسائق قائلاًبنبرة رسمية:
    -شگراً..يسطي
    العفو يبني..
    قالها وقد أدار المحرك...ليهم بالغادرة..
    ألتفت إليها قائلاًبإبتسامة تزين ثغره:
    -بصي اليومين دول هتقعديهم عند أختي...لحد ما أحاول اعرف ماما...
    -طب وأختك؟
    ألقت بسؤالها بنبرة جامدة...ليردف هو بمزاح..يزينه إبتسامة جذابة:
    -لامتخافيش..من ناحية أختي...هي هتساعدني وهتقف جمبي..ومش هتتكلم...
    نطقت بحرقة:
    -وأنت هتقولها علي كل حاجة؟
    ليردف هو بإبتسامة حنونة قائلاً:
    -الموضوع ده بيني وبينك...ومستحيل أقول حاجة زي كدة لحد...
    منحته إبتسامة باهتة...تضمر وراءها الوجع الدفين..ليدلفا للبناية..بطرازها البسيط ..ويصعد الدرج حتي يصلا للمنزل شقيقته..قرع الجرس..حتي جاءه صوت أنثوي قائلاًبلهجة حادة:
    -مين؟
    -أنا محمد
    وما إن تعرفت عليه حتي اسرعت بفتح الباب..لتظهر إمراءة في آواخر الثلاينات...تاخذ من ملامح عبد الرحمن الكثير..رابطة غطاء حول رأسها..
    لتتجه ناحيته...تعانقه بكل لهفة قائلة بنبرة إشتياق:
    -وحشتني..
    بادله محمد العناق...في حب وشوق..لتلاحظ هي وجود تلك الفتاة بعباءتها السوداء مع غطاء رأس ....لتنحنح بإحراج قائلة بنبرة معاتبة:
    -مش تقولي أنك معاك ضيوف...
    اردف محمد بإبتسامة:
    -هو انتي سبتلي فرصة أقولك حاجة؟
    لتشير بيدها صوب الداخل قائلة بإبتسامة عذبة:
    -أتفضلو..جوة
    دلفو ثلاثتهم للداخل صوب الصالون وجلسو علي أرائكهم...
    بدأ محمد حديثه قائلاً:
    -سناء...ليا طلب عندك وعارف إنكِ..مش هتكسفني...
    رمقته سناء بنظرات متوجسة...قائلة بخفوت:
    -قول يامحمد..في إيه؟
    نطق محمد بإرتباك..بالغ..ظهر جلياً..علي معالم وجهه:
    -بصي..انا بطلب منك..أن حنين تقعد عندك يومين..لحد ما اقنع أن أحنا....أحنا..
    -أنتو إيه..يا محمد...ماتنطق رعبتني..
    لفظتها بنبرة قلقة..ليردف هو بخوف:
    -نتجوز..
    تحولت ملامح َسناء الفزعة..إلي البشاشة..واتسع ثغرها..بفرحة قائلةً:
    -بجد يامحمد هتتجوز....
    أوم محمد رأسه بالايجاب قائلاً...بخفوت..يختلط ببعض الخجل:
    -أيوة ياسناء...ها قولتي إيه؟
    لم تستطع سناء رفض طلب شقيقها..وبالرغم..من بعض المور مبهمة بخصوص زوجة أخيها..إلا إنها فضلت السگوت...أمام عيناه التي...كانتا.تترجاها...لذلك تصنعت البسمة قائلة:
    -خلاص ماشي يا محمد..هي تشرف..
    ووجهت نظرها صوبها قائلة بهدوء:
    -آهلاًوسهلاً...
    أعطتها حنين إبتسامة مصطنعة قائلة بخفوت:
    -آهلاً..بيكي...
    ربت محمد علي ركبتيه بحَماس وهم بالوقوف قائلاً:
    -طب أستأذن أنا...عشان عندي كام مشوار كدة اخلصهم ...وأسيبكو تتعرفو علي بعض...
    -طب استني الاول أشرب حاجة..
    -خليهافي وقت تاني..وابقي سلميلي علي حبيبة..
    ودع حنين..واتجه هو واخته صوب لتوديعه...
    -أنت لازم تقولي علي كل حاجة مش هسبيك..
    قالتها بنبرة تهديدية..ليردف هو بإبتسامته المعهودة:
    -حاضر يختي ..
    ثم أستطرد بصوت خافت ..يمتزج بالحنو:
    -خلي بالك منها ياسناء....
    ******************************************
    كان يعمل بجد...فهذا هو مصدر رزقه..لگسب قوت يومه...لقد كون بعض الصداقات الضئيلة...فلم ولن يكن يشعر يوماًبالراحة في مثل هذا المكان..لأنه يري..أن لمهندس مثله...لايجب عليه العمل ..كبائع سلع..كيف جرفته. الحياة..بعيداً..عن مضمار عمله...
    في حين أوقف عمله عندما استمع لصوت رب عمله يهاتف أحداًما شاكياًبثه:
    -والله زي مابقولك..مش عرف إيه حصلها وقاطعة الأگل بقالها كذا يوم...
    المتصل:....،،،
    علي بنبرة مهمومة:
    -أنا احترت معاها والله..وكل ما أكلمها تقولي مفيش حاجة ...وعلي طول نايمة..وحابسة نفسها في الاوضة...
    المتصل:......
    علي بنبرة راجية:
    -ربنا يهديگي ياحسناء...دون عن إخواتها كلهم...علي طول جايبلي وجع القلب...
    وقع أسمها علي مسامعه...ليتذكر حديثهماالاخير فلم تبدو بحال جيدة..لذلك..قرر أن ينتظر زيارتها حتي...يستفسر عن سبب مزاجها السيئ...
    **************************
    في قصر الدمنهوري•••
    صاح عبد السميع باعلي صوته قائلاً بنبرة غاضبة:
    -يعني هتجوز بعد كام يوم..؟
    سندس بنبرة حزينة:
    -زي ما سمعت كانت متجوزة عرفي..وأديها قررت تعلن عن جوازها..
    أزداد حنق عبد السميع..هاتفاًبنبرة عالية:
    -هي وكالة من غير بواب....مالقتش اللي يربيها دي ولا إيه؟
    جففت سندس دموعها بمنديلها الورقي ليستطَرد هو بنبرة معاتبة:
    -ما أنتي لو بتربي صح ماكنش ده يحصل؟
    هبت واقفة من في واجهته..بعد أن ضاق بها ذرعاً..قائلة بنبرة عالية :
    -گفاية بقا..هو كل حاجة أنا السبب..وانت فين من كل ده...أنت عارف أني عملت اقصي ماعندي ..عشان أعوضها عن غيابك..ومسبهاش تضيع زي عادل..وأنت ولا كانت علي بالگ...
    رمقها بنظرة حانقة قائلاً بإمتعاض:
    -أنتي عارفة كويس أني كنت بشغلي...غصب عني يعني..
    اردفت بإبتسامة ساخرة قائلة:
    -انت بتضحك علي مين...فاكرني عيلة صغيرة مش عارفة حاجة...أنت زي ما ضيعت عادل...ضيعت حنين...
    غادرت تاركةًإياه يسب ويلعن...
    *************************************************
    عاد إلي بيته..في حين أتاه صوتها الحنون قائلاً:
    -أنت جيت يبني..
    أتجه ناحية مقعدها حيث كانت تحيك ملابساً...ليردف هو بإبتسامة:
    -أيوة يا ماما جيت...
    تم تبدلت ملامحه إلي الجدية واستطرد :
    -وعايزك في موضوع مهم..
    اعارت أنتباها إليه وقالت بهدوء:
    -خير يامحمد
    أمسك بكفه ..كفيها قائلاًبنبرة هادئة:
    -أنا قررت أتجوز..

    (الفصل العاشر)
    .........................................................................................................
    تهللت أساريرها...وأنفرج..ثغرها..حبوراً..لتقول:
    -بجد..يامحَمد..هتتجوز..
    منحها..محمد..أبتسامة..جذابة..قائلاًبحنو:
    -أيوة،ياماما..أناخلاص..قررت..أتجوز..
    أردفت..سمية..بتساؤل:
    -ومين..يبني..سعيدة الحظ..دي..
    رد..محمد..علي..سؤالها..بإبتسامة:
    -واحدة..عرفتها..في..الشغل..
    -خلاص...نروح..لأهلها..في..أقرب..وقت...ونتم..الموضوع..
    أندفعت...سمية..عبارتها..بحماس..وهنا..أردف..محمد..واضعاً..يده..لمؤخرة..رأسه..مغلقاًإحدي..عيناه..قائلاً..بنبرة..قلقة:
    -المشكلة..هنا..
    قصدك..إيه؟
    سألته..بنبرة..مريبة...ليردف..محمد..بهدوء..مرتبك:-أهلها..معترضين..علي..جوازها..من..واحد..برا..عيلتها..ومصرين..إنها..تتجوز..
    أبن..عمتها..عشان....وطبعاً...هي..أعترضت..وهما..أصرو..عشان..كدة..هربت..
    أسرعت..سمية..بسحب..كفيها..من..بين..احضان..كفي.محمد..وأجهمت..ملامح..وجهها..للأمتعاض..واردفت..بنبرة..غاضبة:
    -وأنت..طبعاً....قولت..تعمل..حسنة..فيها..وتتجوزها..
    -لا...ياماما...أنا..بحبها..وعايز..أتجوزها..
    جاوب..محمد..بإنفعال..لتردف..سمية..بصوت..خشن:
    -إزاي..هتتجوز..واحدة...وأهلها..مش..موافقين..عليك..وهربت..من..بيتها..
    وبغتةً،ضيقت..جفناها..بحذر..وأردفت..وكأنها..تستجوبه:
    -وبعدين،تعالي..هنا..أنت..عرفت..إزاي..إذا..بتكلم..صح..مايمكن..بتكدب..عليك...وتكون..لاسمح..الله..
    قاطعها..محمد..بنبرة..صارمة..قائلاً:
    -أهدي..ياماما،مفيش...حاجة..من..اللي..بتقوليه..
    -أيوة،وأنت..إيش..عرفك؟
    ألقت..بسؤالها..بريبة..بادية..علي..تقاسيم..وجهها..
    تسلل..الأرتباگ..لأوصاله..وبتعلثم..:
    -عشان...أنا..واثق..منها..في..إيه..ياماما..انتي..زي..مابتكوني..بتستجوبني..
    رمقته..بنظرة..تُظهَر...التهديد..وبنبرة..آمرة..أردفت:
    -أسمع..البت..دي..ترجعها..لبيت..أهلها..ومبلاش..منها..الجوازة..دي..ومحدش..ضامن..إيه..اللي...فيها...ولو..علي..الجواز..أنا..أجيبلك..ست..ستها..وعلي..الاقل..نكون..عارفين..أصلهاوفصلها..
    قطب..جبينه..بإعتراض..ولوي..شفتاه..بتذمر..قائلاً:
    -بس..أنا..ياماما..عايزها..هي..وبعدين..هي.مش..كفاية..إنها..مش..طالبة..مهر..يدوبك..كتب..كتاب..وخاتم..الجواز..حتي..قابلة..تعيش..في..البيت..عندك..عشان..مسيبكش..لوحدك..
    فرغت..فاها..بدهشة..وبصوت..خافت:
    -معقولة..
    اردف..محمد..بمكر..لنجاح..حيلته..:
    -أيوة..ياماما..زي..مابقؤلک..
    وعاود..إمساک..كفيها..بحنان..مستطرداً:
    -متخافيش..ياماما..خلي..عندك..ثقة..فيا..وصدقيني..هتحبيها..
    أطرقت...رأسها..تفگرلبرهة...في..حين..هتف..هو.بهدوء..
    -هاا..قولتي..إيه؟
    -موافقة...بس..وحياتك..عندي..لو..
    قاطعها..هو..بإبتسامة:
    -أهدي...إن شاء..الله..خير...وقلقك..ده..مالوش..داعي..
    أهدته..إبتسامة..مصطنعة..وغريزتها...بطياتها..تخبرها..عن..شر..دفين..مخترقاً...أيامهم..مع...تلك..العروس..المجهولة...
    *************************************
    في شركة الدمنهوري••••
    جلست..علي..المقعد..الوثير..البنفسجي..اللون..والخجل..يعتري..تعابير..وجهها..وقدتوردت..وجنتاها..
    بينما..أردف..هو..متنهداً..بيأس:
    -ياسمين..أرجوكي..ردي..عليا..بقالي..ساعة..بكلمك..وانتي..ساكتة..ومفيش..رد
    تفوهت..بخفوت..قائلة:
    -عايزيني...أقول..إيه؟
    -ردي..عليا..كلميني..متسبينش..كدة..بهاتي..مع..نفسي..
    قالها..بنبرة..هادئة..وعيناي..آملتان..
    أجابته..ياسمين...بصوت..خجل:
    -حضرتك...بتقولي..كلام..صعب...أرد..عليه..
    أبتسم..عادل...واردف..بمزاحَ:
    -هو..إيه..الصعب..في..كدة..كل..ده..عشان..بطلب..إيدك...بقؤلك..حددي..معاد..مع..باباكي..وأجي..أطلب...إيدك..
    أكتست..وجنتاها..بحُمرة..الخجل..وقالت..بنبرة..رقيقة:
    -طب..فرصة..أفكر..وهرد..عليك..
    فتح..عادل..ذراعيه...علي..مصرعهما....هاتفاً..بسعادة...بالغة:
    -وأخيييييييييىراً..أديتيني..رد..
    ثم....أعاد..ضم...ذراعيه..قائلاًبإبتسامة:
    -ومالو..يستي..أدامك..اسبوع...فكري..فيهم..براحتك...
    وقفت..باستحياء..شديد..مطأطأة..رأسها..لتقول..مستئذنة..:
    -إن شاء الله..بعد..إذنك..مضطرة..أمشي..عندي..شغل..
    أشار..بيده..لها.للأنصراف..قائلاًبنبرة..مازحة:
    -أتفضلي..يستي..
    ظل..يراقبها..بنظراته..حتي..خرجت..وارخي..بجسده..علي..مقعده..وعلي..جهه..شبحَ..إبتسامة..شيطانية..وأخيراً....بعد....شهر...مر..عليه..من..اللحاق..بها..أينما..ذهبت..وخططه..علي.جعلها..تعمل..لديه..والأن..سوف..تكلل.مخططاته..بالتوفيق..والنجاح..وحتي..إن..أضطر..للمجازفة...
    ******************************************
    أريَ الحُبَ~~يجري فيِ جفناكَ نهَراًسلسبيلاً
    أنتَ الُصفورُالمُغردِفي سَماءِأحلامي~~أنتَ السعَدُ~~أنتَ المُبتغي
    أنتَ العُمرالمَديدُ~~أنتَ مضياءُدربي~~
    دونت..آية..مقطفات..من..قصيدتها..في..دفترها..وألقت...بقلمها..علي..طاولة..الزينة..الجالسة..علي..المقعد..في..وأجهتها..وأغلقت..دفترها..والقت..نظرة..أخيرة..علي...هيئتها....فقد..كانت..طاغية..الجمال..حيث..ترگت..العنان..لخصلات..شعرها..بالأنسدال...وزينت..عيناها..بالمكحال..ليظهر..جمالهما..وضعت..بعض..من..مساحيق..التجميل..أرتدت..رداءً..أحمراً..لأسفل..ركبيتها..مع..اكمام..طويلة..فقد..أستمعت..لنصيحة..والدته..وسوف..تصارحه..بكل...شئ..طالبةً..منه..العفو..وبدء..حياة..جديدة..تكسوها..المحبة..والألفة...
    خرجت..للخارج..وجلست...علي..الأريكة.منتظرةً..عودته..من..العمل...مضت..فترة..وجيزة..حتي..سمعت..صوت..المفتاح..يُوضع..في..القفل..ورأته..يطل..من..علي..الباب..حتي..يُفاجئ..بهيئتها..
    بادرته..بإبتسامة قائلة..بصوت..رقيق:
    -عبدالرحمن..
    -آية..خير
    قالها..بشک..مرمقاً..إياها..بنظرات..مريبة..
    أتجهت..صوبه..حتي..وقفت..أمامه..لتمد..ذراعيها..معانقةً..إياه..هامسة..في..أذناه..
    -وحشتيني..
    تخشب..مكانه..لايعرف.،ماذا..يصنع..ليستعيد..رابطة..جأشه..مبتعداًعنها..جاهراً..بصوته:
    -تصبحي..علي..خير..ياآية..داخل...أنام
    أولاها..ظهره..وهم..بالمغادرة..ليأتيه..صوتها..صائحاً:
    -أنت...ليه..مش...عايز..تفهمني..يعني..أعمل..إيه..من..أكتر...كدة..عشان..تسامحني
    عاد..إليها..والغضب..يتطاير..من..مقلتاه:
    -عايزك..تسيبني..في..حالي...وأفهميها..أنا..مستحيل..أسامحك..عشان..أنتي..متستاهليش..المسامحة...
    أجهشت..بالبکَاء..ومن..شهاقاتها..هتفت:
    -أفهمني...بقا..أنا..بحبك..عايزة..أكمل..حياتي..كلها..معاك....عايزة..أجيب..عيال..منك..ونربيهم..سوي...
    ضعف..عبدالرحمن..أمام..شهاقاتها..وهدأت..ملامحه..الغاضبة..وماكان..أمامه..سوي...الهروب.....ليدلف..غرفته..تاركاً..إياها..تذرف..من..فيض..دموعها.


    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال