"ذكريات إمرأة. .................. الفصل الثالث عشر خرجت سارة تجرى من المبنى وكأن شياطين الأرض تتبعها ، وفجأة اصطدمت به أمامها ، فالفضول كان يأكله ليعرف نتيجة مقابلتها لجده ، ولهذا قرر أن يعود ، وبدت نتيجة اللقاء واضحة تماما على وجهها ، فلم يسأل أو يعلق بأى كلمة ، فقط مد يده ومسح الدمعة الوحيدة التى جرت على وجهها فور رؤيته ، فتجمد جسدها من ملمس يده لخدها ،،، يالله ،،،كم افتقدت هذه اللمسة ،،، أنزل يده عن وجهها وهى يقول ....مها وطارق مشيوا ومعاهم اخواتك ، ياريت ترجعى الشاليه انتى كمان وتحاولى ترتاحى ، ومتزعليش ، هو جدى كدة ، أى حاجة مبتمشيش بأمره هو أولا ، بيحاول ينهيها بأبشع الطرق ... لم تقل شيئا ، فقط تقف وتتأمل وجهه وهو يتحدث ، وبعد أن أنهى كلامه ، اومأت رأسها بالموافقة قائلة ....الغلط مش غلطه ولا حتى غلط هشام ، الغلط عندى انا ، أنى وافقت وجيت معاه لحد هنا ، وواضح أنى مكنتش جاهزة للمقابلة دى ... ....من امتى ياسارة وانتى بتجهزى نفسك لحاجة ، طول عمرك وانتى بتقابلى مواقف مفاجأة وصعبة جدا ، ودايما بتخرجى منها منتصرة ومتحكمة فيها جدا ، مش انا اللى هفكرك ، انا معرفتش فى حياتى كلها بنت أقوى منك ، انتى بس مرهقة شوية ، وباين عليكى اوى ، واضح انك مكنتيش جاهزة للرحلة دى كلها من الأساس ، ارتاحى شوية وبكرة ترجعى للقاهرة ، وهناك أبقى قررى هتعملى ايه .... للحظة احست سارة أنها تقف أمام الرجل الذى عرفته من سنين ، وليس الشخص الذى كان يتحدث معها منذ ساعة ،،،،هى الآن تقف مع رجلها الحنون الذى بكلمة واحدة منه تطفئ نار قلبها وعقلها ، فى نفس اللحظة خرج هشام من المبنى ، واقترب منهم ، ...سارة ، انتى كويسة. . ...الحمد لله ، بعد اذنك. .. ...رايحة فين بس ، استنى.. ...راجعة الشاليه .. ..استنى اوصلك ... ...مفيش داعى ، انا ليا مزاج اتمشى لوحدى شوية ، بعد اذنكم ... عندما غابت عن نظرهم ، التفت أحمد لهشام وهو يقول ...ليه خليتها تقابله وانت متأكد من اللى هو هيعمله ؟ ...كان لازم دلوقتى بالذات عشان تبقى مقايضة بينى وبينه ، موافقتى على الرجوع للعيلة ب موافقته على جوازى منها ، لو كنت أجلت الموضوع بعد ما ارجع ، ساعتها هيرفض ومش هلاقى ورقة ضغط عليه عشان تخليه يوافق ... ...ومفرقش معاك انه هانها ، وأنه ممكن يحاول يأذيها بعد كدة عشان يبعدها عنك ، هتقدر تحميها من جدك ياهشام ؟... التفت هشام لأحمد بنظرة معناها انه لم يفكر فى الموضوع بهذه الطريقة ....إيه ، مستغرب ليه ؟ ، عملها الف مرة قبل كدة ، ولا نسيت أمك واللى عمله فيها عشان يبعدها عن ابوك ، ابوك قدر يحميها ، انت هتقدر تحمى سارة منه ولا هى مش فارقة معاك اصلا ، وكل اللى انت عايزه انك تعاند جدك وبس ... ...لا يااحمد ، انا بحبها فعلا ... ...بتحبها ، ، مش عارف ليه شاكك فى كدة ، ،،هشام ، انا عارفك كويس ، مينفعش تقضى حياتك كلها عشان تعاند جدك وخلاص حتى لو على حساب ناس تانية ، صدقنى انت اللى هتخسر فى النهاية .. ...معتقدش انه ممكن يفكر يأذيها لأنه هيخسرنى تانى ... ...أنت اهبل ياهشام ، انت بتتكلم عن سليم نورالدين ، بتتكلم عن شخص مفتقد للقلب والإحساس تماما ، واحد زى الآلة ، لا انت ولا غيرك تفرقوا معاه ، وجاى تقولى مش هيأذيها... ...وبعدين ، الحل ايه ... ...أصبر بقى أما نشوف هو ناوى على ايه بعد اللى انت عملته ده ... ....احمد ، انت هتساعدنى فى حمايتها منه صح ... ....بعدين هنشوف ، يلا عشان باقى الحفلة وكلمة الختام ... مشيا سويا وأحمد يحدث نفسه .... عايزنى أساعدك فى حمايتها منه ، انا اصلا مش هسمحلك ولا هسمحله ولا أى مخلوق على ضهر الأرض يفكر يأذيها ،،، دى سارة ياهشام ،، سارة ... ظلت سارة تفكر طوال الطريق فى كل ما حدث لها طوال الحفلة ، فى الرجل الذى عاد بعد سنين وفى نفس الوقت الذى قررت أن تتزوج فيه ، فى نظراته التى لم تفارقها ، وفى طلبه الغريب فى رجوعها إليه وفى الطريقة الأغرب التى طلب بها ، فى اهتمامه وعودته اليها بعد لقائها بسليم نورالدين ، فى كلامه الذى استطاع به أن يخفف وقع إهانة هذا الوقح لها ،،، يالله كم افتقدته ، افتقدت كل ما فيه ، كم تتمنى أن تختفى كل عوائق الدنيا بينهما ، لتعود لأحضانه مرة أخرى ، كم تتمنى أن ينمحى كل ما حدث بعد فراقهما ،حتى تبقى ذكراه فقط داخلها ذكراه التى اقتات عليها قلبها ليتحمل قسوة الأيام . دخلت الشاليه ووجدت اختاها مازالا مستقظتين وينتظرناها ...صاحيين ليه ، انتو مش عارفين ان طيارتنا الساعة 7.... ردت رغد ...كنا عايزين نطمن عليكى ، مشفناكيش من بعد ما استأذنتى تروحى التواليت .. ...أنا كويسة الحمد لله ، اتفضلوا ناموا بقى ، تصبحوا على خير دخلت لغرفتها وبدأت فى خلع حجابها وفستانها ، ارتدت بيجامة قطنية قصيرة بعدما تحممت بماء ساخن ، عندما خرجت من الحمام وجدت ريم أمامها ، ...فى حاجة ياريم ... ...كنت عايزة أسألك على حاجة ... ...خير ... ...احمد نور الدين .. انتفضت سارة عند سماع الاسم والتفت لريم ...جبتى الاسم ده منين ومالك بيه اصلا.. ...مفيش ، مها عرفتنا عليه فى الحفلة ، كنت عايزة اعرف تعرفى عنه ايه واذا كان قريب هشام بجد ولا لا... ....بتسألى ليه ان شاء الل ... ....أصله جان اوى ياسارة وكمان .... ...بس كفاية ، ايه اللى بتقوليه ده ، انتى صغيرة على الكلام ده... لم تدعها سارة أن تكمل كلامها وبدأ غضبها يظهر ، فى نفس اللحظة دخلت رغد هى الأخرى ، قائلة ...إيه لسة بتتكلموا عن الواد المز بتاع الحفلة .. ...وبعدين يابنات ، فى ايه ، هو ده اللى اتفقنا عليه ، هتتغزلوا حتى فى الشباب ، ده انتوا اتفتحتوا اوى .. ...لا والله ياسارة منقصدش ، إحنا بس لاحظنا انه كان بيبصلك كتير طول الحفلة ، فسألنا مها عليه ، بس ، ودلوقتى حبينا ننكشك. .. ...بيبصلى انا ؟ ...أه والله ، كتير ، إحنا فضلنا متابعينه فترة ... ....بلاش تخيلات هبلة يابنات ، المهم قولولى الحفلة عجبتكوا .... ...اوى اوى ياسارة ... ....وقضيتوا يومين كويسين أهو ، نفضى دماغنا للدراسة بقى ، انا مش هقبل أقل من امتياز ، واللى مش هتجيب التقدير ده ملهاش فسح عندى تانى ... ..لا لا لا ، وعلى ايه ، أن شاء الله امتياز... ....طيب، يلا يافالحة انتى وهى ناملكم ساعتين ، هصحيكم الساعة 6 ، تصبحوا على خير ... ...وانتى من اهله ... سافرت سارة فى طائرة الساعة السابعة ، وبقيت مها مع زوجها لحين انتهائه من آخر تجهيزات المنتجع قبل العودة للقاهرة ، واستمر هذا لمدة يومين ، قضتهم سارة بالكامل فى العمل لتعوض غيابها اليومين الماضيين ، بالطبع لم ينقطع فيهم الاتصال بين مها وسارة وظلت تحكى لها عن آخر المستجدات هناك إلا حدث واحد فقط ، قررت أن تخبرها به حين تعود لأنه مرتبط بموضوع أهم تريد أن تتحدث معها فيه . قد كانت تجلس مع طارق وأحمد للغداء ، وكان ذلك قبل عودة مها وطارق مباشرة ، وفجأة ظهرت هيا من بعيد ، تعلقت عينا مها بها ، يبدوا أنها تعرفها ،ولاحظ أحمد وطارق ذلك ، كان طارق على وشك أن يسألها ، ولكنها سبقت ووصلت إليهم ، بادرها أحمد بالسؤال. ..هيا ، بتعملى ايه هنا وعرفتى مكانى أذاى .. ....اتصلت بمكتبك ، وقالولى انك بتتغدى هنا ، قلت الحقك عشان عايزاك فى موضوع مهم قبل ما اسافر ، هاى طارق ... ثم أشارت لمها ويبدوا أنها لم تعرفها ، بالطبع بسبب الحجاب ، فهيا لم تراها من قبل بحجاب ، ...معلش ياهيا ، طارق مسافر بعد ساعتين وفى حاجات مهمة عايز اخلصها معاه قبل ما يسافر ، هرن عليكى لما اخلص .... ...اوكى ، هستناك .. وقبل أن تمشي قالت مها ..معقول تسلمى عليا كدة بعد 7 سنين .. قالت هيا ....sorry , انتى تعرفينى ؟ ....دققى بس كدة وإنتى تفتكرى.. نظرت لها بحيرة ثم بدا عليها أنها تذكرتها ثم ظهر الضيق على وجهها ....كدة يبقى افتكرتينى. .. ....hi mahy. .. ...hi haya. .. قال أحمد ..كويس ، طلعتوا تعرفوا بعض ، أذاى بقى ... ردت مها ...درسنا مع بعض فى نفس الجامعة ... اتجه بانظاره لهيا قائلا ..أنت درستى فى كاليفورنيا ... ...لا ابدا ، انا انتقلت هناك ومرتحتش هناك فرجعت لجامعتى تانى .. ...مقولتليش يعنى قبل كدة ... ...كانت فترة بسيطة ، مكانتش تستاهل الذكر، انا همشى بقى وهستنى رنتك ... وقبل أن تمشي قالت لمها التى كانت تبتسم بسخرية ....أخبار سارة ايه ، بتشوفيها. ... ....بشوفها هههههههههههههههههههه ، انا وسارة أصحاب عمر ، ومفترقناش ابدا ، ومتقلقيش ، سارة تمام ، تمام اوى ، أستاذة فى الجامعة ، وسيدة أعمال ناجحة ، وغنية جدا ، صاحبة مراكز النور ، لو تسمعى عنها ،،،واكيد هسلملك عليها من غير ما تقولى ، انا عارفة أنها وحشاكى اوى ، ههههههههه. .... أصبح الغضب جليا على وجه هيا وتركتهم وذهبت ،دون أن تنطق بكلمة سأل أحمد مها ...هى سارة كمان تعرف هيا .. ...طبعا مش كنا فى جامعة واحدة ... ...وهى ادايقت اوى كدة لما قولتها كل الكلام ده عن سارة ، كان فيه بينهم ايه ... ...اصل هيا بتكره سارة عما ، تشوف العما ولا تشوفهاش .... ...ليه ؟ ...قبل ما أقولك ، انت فعلا هتطلقها ولا هترجعوا لبعض .. تضايق طارق من سؤال مها ...مها... رد أحمد ...ثوانى ياطارق لو سمحت ، هى تفرق فى كلامك يامها .... ...أه طبعا تفرق .. ...احنا فعلا انفصلنا بس لسة مش رسمى ، ومش هنرجع تانى. .. ...يبقى كدة أقول من غير ما انت تزعل ، فاكر آدم اللى كان بيغنى فى الافتتاح ... ...أيوة طبعا فاكره ...ده كان زميلنا فى نفس الجامعة وفى نفس السنة ، فى الوقت ده نزل اول البوم واتشهر و بالذات فى مجتمع الجامعة ، والبنات كانت هتجنن عليه ، ومنهم هيا ، لدرجة أنها اتنقلت لجامعتنا عشان تكون جمبه ، هى وشلتها ، شوية بنات تافهة زييها ، لكن اتصدمت من اهتمام آدم بسارة ، كان بيحبها وكان مشدود بيها اوى وعايز يقرب لها بأى طريقة ، لكن سارة كانت رافضة تعمل أى علاقة مع أى حد ، وطبعا آدم رفض كل محاولات هيا معاه ، وده جننها اوى ، وبقت تكره سارة اكتر ، مع أن سارة ملهاش زنب، وبدأت تضايقنا اوى هى واصحابها ،وسببت لسارة مشاكل كتير اوى خاصة أن سارة كان اهتمامها كله الدراسة وبس ،، بعد كام شهر بدأت تفقد الأمل فى آدم ، خاصة لما فى يوم أحرجها ادام الكل فى حفلة لما شتمت سارة ، وبعد كدة اتنقلت ومنعرفش حاجة عنها من وقتها ... استغرق أحمد فى التفكير فى كلام مها ، لم تذكرها سارة ابدا له ، لماذا ؟ قال طارق لأحمد ...هو انت قلت لهيا أن احنا بنخلص شغل ليه ، إحنا قاعدين بنتغدى بس ... ...مليش مزاج أتكلم معاها ، بهرب .... ...طيب ياسيدى ، إحنا نقوم بقى عشان الوقت ، هتقوم معانا ؟ ....لا معلش ، هفضل هنا شوية ، اتفضلوا انتوا وتوصلوا بالسلامة ، وصلى سلامى لسارة يامها ... ...وسلام هيا كمان هههههههههههههههههههه ، سلام... ...ههههههههه ، ماشى ياستى ، مع السلامة .... جلس مرة أخرى وتاه عقله فى سارة التى لا تنتهى حكاويها ابدا ، سارة التى يتمناها ويشتهيها ، كيف سيعيدها ؟ كيف سيصل لها ؟ ...سارة ، جميلتى ، انتى لى ، مهما حاولتى ومهما قاومتى انتى لى ، ولكن السؤال الآن ،،،،كيف سأصل لكى ؟ ...................يتبع" "ذكريات إمرأة. ................ الفصل الرابع عشر قضت سارة معظم وقتها منذ رجوعها تتنقل من مركز للأخر لمتابعة آخر مستجدات العمل ، وكانت فى الفرع الثالث حين رن تيليفونها ووجدته مها ، ...حمدالله على السلامة يابنتى ، عجبتك القاعدة هناك ولا ايه ... ...بصراحة أه ، مكنتش عايزة ارجع. ... ...كنتى خليكى ، المهم ، هشوفك ولا مش فاضيالنا. .. ....أذاى بقة ، كنا هنستنى يومين كمان وانا اللى صممت نرجع عشانك .. ..عشانى انا ، اشمعنى. .. ...أما هاجيلك هقولك ،... ...امتى ؟ ...على الساعة 7 كدة ، فى البيت عندك ، طارق عنده شغل لوقت متأخر وهييجى ياخدنى من عندك ... ...اوكى ، هستناكى. .. ...سلام ... ....سلام... حتى الآن لم يحاول احمد الاتصال بسارة ، فقد قرر أن يترك لها مساحة للتفكير دون ضغوط ، فهو يعلم جيدا أنها لا تتخذ قرار ابدا وهى غاضبة ،،،فى نفس الوقت الذى لا يتوقف هشام عن محاولات الاتصال بها ، رغم أنها طلبت منه أن يعطيها وقتا لتهدأ بعد ما حدث فى منزل سارة ، كل يهتم بأموره بجدية تامة ، البنات فى الجامعة والاستذكار ، وآلام فى شئون المنزل مع خادمتها سناء بالإضافة باهتمامها بمعظم أمور نور ابن سارة ، أما سارة فى المراكز يوميا والجامعة ثلاث أيام فى الاسبوع ، وصلت سارة للمنزل فى الساعة السادسة بعد يوم شاق وطويل جدا ومرهق جسديا وعقليا ، ...مساء الخير ياماما .. ...مساء النور ياحبيبتى .. ...البيت هادى كدة ليه .. ...البنات فى اوضة رغد بيخلصوا المشاريع اللى عندهم ، ونور صمم يفضل معاهم يلعب فى قصاصات الورق والقماش اللى بيعملوها ، اجهزلك تاكلى .... ...لا ياماما ربنا يخليكى ، انا هطلعلهم وبعدين هحاول ارتاح شوية ، ولما مها تيجى خليها تطلعلى. .. ...هى هتيجى امتى ... ...قالت 7 كدة ، بعد اذنك... ...اتفضلى ياحبيبتى .. اتجهت لغرفة رغد ....بتعملوا ايه ياحلوين ... ...ماما ... وجرى عليها وحملته وقبلته ...حبيبى بيعمل ايه ؟ .. ..بعمل مشروع زييهم .. ...ياواد ياجامد ، وخلصت ولالسة ... ...لسة بس ريم قالتلى أنها هتعمل معايا لما تخلص .. ...وانت بتعمل ايه بقى ... ..بعمل مركب ... ...برافو ، وأما تعملها هتركبنى معاك ... ...أيوة ، انتى وتيتة ، وريم ورغد وطنط مها وتالا... ...الله عليك ، خلصها بسرعة بقى ، هروح اغير هدومى لحد ما تخلصها... التفتت للبنات قائلة ...مش المشروع ده كان هيتسلم امبارح ... ....الدفعة كلها اعترضت ، فمدوا ميعاد التسليم أسبوع. .. ...ماشى ، ربنا معاكوا ، هروح أخد حمام وارجعلكوا. ... ...اوك .. صعدت سارة للطابق الخاص بها ودخلت غرفتها ، فتحت الحنفية ليمتلئ البانيو ، وبدأت فى خلع ملابسها ، ودخلت البانيوا ، أسندت رأسها واغمضت عينها كما تفعل دائما ، فهى تعشق النوم فى الماء الساخن فى البانيوا حتى وإن كان فى الصيف ، فهى تهوى الماء الساخن جدا ، وكأنه يزيل إرهاق اليوم كله فى دقائق ، ظهرت ابتسامة بسيطة على جانب وجهها عندما تذكرت ذهول أحمد عندما اكتشف عشقها للماء الساخن بهذه الطريقة ، كان ذلك ثالث يوم زواج لهما ، كانت فى البانيوا بعد يوم شاق من التدريب العملى ، وعندما عاد مبكرا عن موعده فوجد الحمام مملوء بالبخار فلم يرى شئ فيه إلا عندما اقترب منها وهى نائمة فى البانيو ، إصابته الدهشة من نومها فى ماء بدرجة حرارة مثل هذه ،، ....سارة ، سارة ...نادى عليها بهدوء ....امممم.... جثى بركتيه على الارض جانب البانيو ... سارة ، اصحى ...بدأ صوته يعلوا بانذعاج ...أيوة ، ايه ، فى ايه ، فزعتنى... ... فزعتك ايه ، انتى نايمة كدة ازاى ، وايه الميا دى ، انتى كدة هتتحرقى ... ...ههههههههه ، لا متقلقش ، انا متعودة على كدة ،،، ...دى سخنة اوى .... .....بيتهيئلك ، أول ما تنزل فيها تلاقيها سخنة ، بعد كدة بتلاقيها جميلة اوى ،، ثم اقتربت منه بوجهها قليلا ثم لمست بيدها المبتلة وجههه قائلة ...تحب تجرب ... ...اجرب ايه ؟ .. ..الميا ... نظرته كانت ساحرة بالفعل وبدون أن يرد بشئ ، بدأ فى فك أزرار قميصه ، ومازالت عينه معلقة بعينها ، حتى انتهى من ملابسه جميعا ، نزل معها بمنتهى الهدوء وهو يقسم بينه وبين نفسه أنه لم يشتهى فتاه منذ بدأت علاقاته كما يشتهى هذه الفتاه ، بالرغم من أنها بسيطة جدا وكل حركاتها قد عاشها أكثر كن مرة مع أكثر من فتاة ، إلا أن هذه تثير فيه أشياء لم يعهدها حتى أنه يكاد يشتهيها طوال الوقت . خرجت من بين أمواج ذكرياتها على طرق على باب الحمام ...مين ... ...أنا مها ، بخبط على باب الاوضة من برة بقالى ساعة ، افتكرتك متى ولا حاجة .. ....ههههههههه ، انا جاية أهو يامها... خرجت من الحمام مرتدية روب الحمام ، ...عايزة ايه ياظريفة ، صوتك عالى ليه .. ...هو انا كدة صوتى عالى ، ده انا كنت هصوت دلوقتى ... ...براحة شوية بس انتى مش قلتى هتيجى الساعة 7 .... ....الساعة 7 وعشرة يامزة .. ....والله ... ...يبقى نمتى فى البانيوا كالعادة ... ...كان حلم جميل يستاهل النوم ... ....هو برده ... ...هو فى غيره... ... مين هو بقى ياسارة ... ....مش فاهمة .... ....مين هو ، اسمه ايه ، بيشتغل ايه ... أصبحت لهجة جدية إلى حد ما ، فى نفس الوقت ترمقها بنظرات غريبة مع ابتسامة مستفزة ...فى ايه يامها... ...اصلك بتحاولى تفهمينى انك متعرفهوش ، وأنا مش بالعة الحكاية دى . ...إن شاالله ما بلعتى ، خفى عنى ، انا مش ناقصاكى ، بنتك فين .. ...بتلعب مع نور اوضة البنات ، ومتغيريش الموضوع ، طيب انا هقولك حاجة تانية ، انا قابلت هيا فى المنتجع. .. ...هيا مين ... ...هيا الجاسرى ، وكانت فى الحفلة كمان وبصفة مهمة اوى بس احنا مشفنهاش ، انا كنت مشغولة مع جوزى وانتى كنتى مشغولة مع ناس تانية .... ....معقول ، صفة ايه ... ...تبقى مرات أحمد نورالدين. .. ...إيه ! ،،بتقولى ايه ، أذاى ... وهوت على المقعد خلفها ...يعنى إيه أذاى ، بقولك مراته ، تقوليلى أذاى .... ...هيا وأحمد على النقيض تماما من بعض ... ...دلوقتى بقى انا اللى اقولك أذاى ؟ ....يعنى إيه ؟ ...يعنى عرفتى أذاى أن هيا وأحمد على النقيض من بعض ، بالنسبة ل هيا ، تعرفيها كويس ، لكن أحمد تعرفيه منين عشان تقولى انه نقيض لهيا ... ....مها ... ...مها ايه بس ياسارة ، أحمد هو الراجل اللى انتى اتجوزتيه ، صح تنهدت سارة وهى صامتة ، ثم وجهت انظارها لمها قائلة ..ليه قولتى كدة ؟ ...أحداث كتير حصلت هناك ، أما ركبتها مع بعض ، وصلت النتيجة دى ... ...زى ايه ... ...زى يوم العشا مع آدم وسوزان ، لما سبتينا ومشيتى من غير ما تقوليلى انك ماشية ، بعد ما مشيتى ، قابلت أحمد هناك ، ولما رجعت البيت أطمن عليكى قولتيلى انك قابلتى الراجل اللى اتجوزتيه هناك ، تانى يوم فى العشا مع هشام وأحمد ومازن وطارق ، أول ما شوفتى أحمد ، كان هيغمى عليكى ، مع انك كنتى كويسة جدا قبل ما ييجى ، وتقريبا كانت دى اول مرة تعرفى انه أحمد نور الدين ويوم الحفلة ، اختفيتوا انتوا الاتنين فى نفس الوقت ، طارق كان بيدور على أحمد ، وهشام كان بيدور عليكى ، وظهرتوا انتوا الاتنين برده فى نفس الوقت ، أو هو ظهر بعدك ب 5 دقايق ، وانتوا الاتنين مكشرين ، بعدها بساعتين لما كنا ماشين انا وطارق والبنات ، لمحتكوا من بعيد عند مبنى الإدارة ، وهو بيمسح دموعك من على وشك ، فمعلقتش عشان اللى معايا ميخدوش بالهم ، والأهم بقى فى اخر يوم قبل ماارجع ، كنا بنتغدى انا وطارق مع أحمد ، أحمد قال إنه درس فى كاليفورنيا وكمان كان عايش هناك ، وقال إنه شافنى مرة واحدة بس هناك وكنت مش محجبة ، وطبعا المرة الواحدة دى لما كنا سهرانين على البيسين فى بيته ، ودى كانت أول ليلة شافك فيها ، صح ياسارة ؟ مش كدة وبس ، هيا ظهرت واحنا لسة معاه ، ولما سألتنى عليكى ، أحمد كان هيتجنن عشان يعرف ايه علاقتها بيكى وكان مركز اوى فى كلامى ، جمعت انا كل الأحداث دى مع بعضها ، ووصلت للنتيجة دى ، أحمد نورالدين هو الراجل اللى انتى اتجوزتيه هناك ، قوليلى بقى انا صح ولا غلط ؟ ومعتقدش انك هتنكرى بعد كل اللى انا قلته ، ...أنكر ايه بقى ، ما خلاص ... ...خلاص ايه بس ياسارة ، قوليلى ايه اللى حصل ، انا صاحبتك الوحيدة وأقرب الناس ليكى ، انا وانتى سوا من ابتدائى ، كنت متخيلة انك مبتخبيش عنى حاجة ابدا ... ...عايزة تعرفى ايه اللى حصل ، ...ومن البداية لو سمحتى ، ... جلست سارة على السرير وبدأت تقص لمها كل ما حدث ، من بداية تعرفها عليه ، وكيف عرض عليها ان تعمل لديه كمديرة لمنزله بمرتب رائع ساعدها على ارسال المال لاسرتها ، وتطور علاقتهما مع عدم موافقتها على ممارسة الجنس معه ، فاضطر إلى الزواج منها بعقد تم تسجيله فى السفارة هناك دون أن يعلم احد بزواجهما ، وكيف كانت علاقتهما رائعة وهادئة ، وهذا ما كان يريده ، وفر لها كل شئ من مال ولبس راقى ومصاريف دراسة وكورسات كما تشاء ، حتى أنه أنشأ لها حساب فى بنك دولى ووضع فيه حساب خاص بها ، لتستطيع إرسال المال لوالدتها بسهولة ، وعندما عادت لمصر واكتشفت ما كان يفعله أبوها بأمها وأخواتها ، قررت العودة لمصر وإنهاء المنحة . عادت مرة أخرى لكاليفورنيا وأنهت اجرائات المنحة وطلبت منه أن يفترقا ويطلقها ، وأمام اصرارها القوى رضخ لطلبها وطلقها ، وعندما عادت لمصر اكتشفت ان والدها اتفق مع رجل ما بتزويجه منها مقابل دين الأمار الذى كان على والدها له ، والباقى مها تعرفه . ومن وقتها لم تقابله أو تعلم عنه شئ ، إلا ذكرياتها معه التى عاشت داخلها طوال الأيام والشهور والسنين ، حتى خلال حياتها مع زوجها ، وبعدها حياتها لوحدها ، ومع ظهور هشام ومحاولاته المستميته ليتقرب منها ، كانت تذداد سيطرت ذكرياتها عليها وكأنها تجبرها على رفض الارتباط بأى رجل غيره ، ثم ظهوره خلال رحلة المنتجع ، وطلبه منها الرجوع له وأنه مصمم عليه ، أما مها كانت مزهولة مما تحكى سارة ، كيف حدث لها كل هذا دون أن تعرف أو تلاحظ ، فهى معها دائما يوما بيوم ، وكيف استطاعت سارة الصمود مع كل ما يحدث لها ؟ يتبع"
"ذكريات إمرأة. .................. الفصل الثالث عشر خرجت سارة تجرى من المبنى وكأن شياطين الأرض تتبعها ، وفجأة اصطدمت به أمامها ، فالفضول كان يأكله ليعرف نتيجة مقابلتها لجده ، ولهذا قرر أن يعود ، وبدت نتيجة اللقاء واضحة تماما على وجهها ، فلم يسأل أو يعلق بأى كلمة ، فقط مد يده ومسح الدمعة الوحيدة التى جرت على وجهها فور رؤيته ، فتجمد جسدها من ملمس يده لخدها ،،، يالله ،،،كم افتقدت هذه اللمسة ،،، أنزل يده عن وجهها وهى يقول ....مها وطارق مشيوا ومعاهم اخواتك ، ياريت ترجعى الشاليه انتى كمان وتحاولى ترتاحى ، ومتزعليش ، هو جدى كدة ، أى حاجة مبتمشيش بأمره هو أولا ، بيحاول ينهيها بأبشع الطرق ... لم تقل شيئا ، فقط تقف وتتأمل وجهه وهو يتحدث ، وبعد أن أنهى كلامه ، اومأت رأسها بالموافقة قائلة ....الغلط مش غلطه ولا حتى غلط هشام ، الغلط عندى انا ، أنى وافقت وجيت معاه لحد هنا ، وواضح أنى مكنتش جاهزة للمقابلة دى ... ....من امتى ياسارة وانتى بتجهزى نفسك لحاجة ، طول عمرك وانتى بتقابلى مواقف مفاجأة وصعبة جدا ، ودايما بتخرجى منها منتصرة ومتحكمة فيها جدا ، مش انا اللى هفكرك ، انا معرفتش فى حياتى كلها بنت أقوى منك ، انتى بس مرهقة شوية ، وباين عليكى اوى ، واضح انك مكنتيش جاهزة للرحلة دى كلها من الأساس ، ارتاحى شوية وبكرة ترجعى للقاهرة ، وهناك أبقى قررى هتعملى ايه .... للحظة احست سارة أنها تقف أمام الرجل الذى عرفته من سنين ، وليس الشخص الذى كان يتحدث معها منذ ساعة ،،،،هى الآن تقف مع رجلها الحنون الذى بكلمة واحدة منه تطفئ نار قلبها وعقلها ، فى نفس اللحظة خرج هشام من المبنى ، واقترب منهم ، ...سارة ، انتى كويسة. . ...الحمد لله ، بعد اذنك. .. ...رايحة فين بس ، استنى.. ...راجعة الشاليه .. ..استنى اوصلك ... ...مفيش داعى ، انا ليا مزاج اتمشى لوحدى شوية ، بعد اذنكم ... عندما غابت عن نظرهم ، التفت أحمد لهشام وهو يقول ...ليه خليتها تقابله وانت متأكد من اللى هو هيعمله ؟ ...كان لازم دلوقتى بالذات عشان تبقى مقايضة بينى وبينه ، موافقتى على الرجوع للعيلة ب موافقته على جوازى منها ، لو كنت أجلت الموضوع بعد ما ارجع ، ساعتها هيرفض ومش هلاقى ورقة ضغط عليه عشان تخليه يوافق ... ...ومفرقش معاك انه هانها ، وأنه ممكن يحاول يأذيها بعد كدة عشان يبعدها عنك ، هتقدر تحميها من جدك ياهشام ؟... التفت هشام لأحمد بنظرة معناها انه لم يفكر فى الموضوع بهذه الطريقة ....إيه ، مستغرب ليه ؟ ، عملها الف مرة قبل كدة ، ولا نسيت أمك واللى عمله فيها عشان يبعدها عن ابوك ، ابوك قدر يحميها ، انت هتقدر تحمى سارة منه ولا هى مش فارقة معاك اصلا ، وكل اللى انت عايزه انك تعاند جدك وبس ... ...لا يااحمد ، انا بحبها فعلا ... ...بتحبها ، ، مش عارف ليه شاكك فى كدة ، ،،هشام ، انا عارفك كويس ، مينفعش تقضى حياتك كلها عشان تعاند جدك وخلاص حتى لو على حساب ناس تانية ، صدقنى انت اللى هتخسر فى النهاية .. ...معتقدش انه ممكن يفكر يأذيها لأنه هيخسرنى تانى ... ...أنت اهبل ياهشام ، انت بتتكلم عن سليم نورالدين ، بتتكلم عن شخص مفتقد للقلب والإحساس تماما ، واحد زى الآلة ، لا انت ولا غيرك تفرقوا معاه ، وجاى تقولى مش هيأذيها... ...وبعدين ، الحل ايه ... ...أصبر بقى أما نشوف هو ناوى على ايه بعد اللى انت عملته ده ... ....احمد ، انت هتساعدنى فى حمايتها منه صح ... ....بعدين هنشوف ، يلا عشان باقى الحفلة وكلمة الختام ... مشيا سويا وأحمد يحدث نفسه .... عايزنى أساعدك فى حمايتها منه ، انا اصلا مش هسمحلك ولا هسمحله ولا أى مخلوق على ضهر الأرض يفكر يأذيها ،،، دى سارة ياهشام ،، سارة ... ظلت سارة تفكر طوال الطريق فى كل ما حدث لها طوال الحفلة ، فى الرجل الذى عاد بعد سنين وفى نفس الوقت الذى قررت أن تتزوج فيه ، فى نظراته التى لم تفارقها ، وفى طلبه الغريب فى رجوعها إليه وفى الطريقة الأغرب التى طلب بها ، فى اهتمامه وعودته اليها بعد لقائها بسليم نورالدين ، فى كلامه الذى استطاع به أن يخفف وقع إهانة هذا الوقح لها ،،، يالله كم افتقدته ، افتقدت كل ما فيه ، كم تتمنى أن تختفى كل عوائق الدنيا بينهما ، لتعود لأحضانه مرة أخرى ، كم تتمنى أن ينمحى كل ما حدث بعد فراقهما ،حتى تبقى ذكراه فقط داخلها ذكراه التى اقتات عليها قلبها ليتحمل قسوة الأيام . دخلت الشاليه ووجدت اختاها مازالا مستقظتين وينتظرناها ...صاحيين ليه ، انتو مش عارفين ان طيارتنا الساعة 7.... ردت رغد ...كنا عايزين نطمن عليكى ، مشفناكيش من بعد ما استأذنتى تروحى التواليت .. ...أنا كويسة الحمد لله ، اتفضلوا ناموا بقى ، تصبحوا على خير دخلت لغرفتها وبدأت فى خلع حجابها وفستانها ، ارتدت بيجامة قطنية قصيرة بعدما تحممت بماء ساخن ، عندما خرجت من الحمام وجدت ريم أمامها ، ...فى حاجة ياريم ... ...كنت عايزة أسألك على حاجة ... ...خير ... ...احمد نور الدين .. انتفضت سارة عند سماع الاسم والتفت لريم ...جبتى الاسم ده منين ومالك بيه اصلا.. ...مفيش ، مها عرفتنا عليه فى الحفلة ، كنت عايزة اعرف تعرفى عنه ايه واذا كان قريب هشام بجد ولا لا... ....بتسألى ليه ان شاء الل ... ....أصله جان اوى ياسارة وكمان .... ...بس كفاية ، ايه اللى بتقوليه ده ، انتى صغيرة على الكلام ده... لم تدعها سارة أن تكمل كلامها وبدأ غضبها يظهر ، فى نفس اللحظة دخلت رغد هى الأخرى ، قائلة ...إيه لسة بتتكلموا عن الواد المز بتاع الحفلة .. ...وبعدين يابنات ، فى ايه ، هو ده اللى اتفقنا عليه ، هتتغزلوا حتى فى الشباب ، ده انتوا اتفتحتوا اوى .. ...لا والله ياسارة منقصدش ، إحنا بس لاحظنا انه كان بيبصلك كتير طول الحفلة ، فسألنا مها عليه ، بس ، ودلوقتى حبينا ننكشك. .. ...بيبصلى انا ؟ ...أه والله ، كتير ، إحنا فضلنا متابعينه فترة ... ....بلاش تخيلات هبلة يابنات ، المهم قولولى الحفلة عجبتكوا .... ...اوى اوى ياسارة ... ....وقضيتوا يومين كويسين أهو ، نفضى دماغنا للدراسة بقى ، انا مش هقبل أقل من امتياز ، واللى مش هتجيب التقدير ده ملهاش فسح عندى تانى ... ..لا لا لا ، وعلى ايه ، أن شاء الله امتياز... ....طيب، يلا يافالحة انتى وهى ناملكم ساعتين ، هصحيكم الساعة 6 ، تصبحوا على خير ... ...وانتى من اهله ... سافرت سارة فى طائرة الساعة السابعة ، وبقيت مها مع زوجها لحين انتهائه من آخر تجهيزات المنتجع قبل العودة للقاهرة ، واستمر هذا لمدة يومين ، قضتهم سارة بالكامل فى العمل لتعوض غيابها اليومين الماضيين ، بالطبع لم ينقطع فيهم الاتصال بين مها وسارة وظلت تحكى لها عن آخر المستجدات هناك إلا حدث واحد فقط ، قررت أن تخبرها به حين تعود لأنه مرتبط بموضوع أهم تريد أن تتحدث معها فيه . قد كانت تجلس مع طارق وأحمد للغداء ، وكان ذلك قبل عودة مها وطارق مباشرة ، وفجأة ظهرت هيا من بعيد ، تعلقت عينا مها بها ، يبدوا أنها تعرفها ،ولاحظ أحمد وطارق ذلك ، كان طارق على وشك أن يسألها ، ولكنها سبقت ووصلت إليهم ، بادرها أحمد بالسؤال. ..هيا ، بتعملى ايه هنا وعرفتى مكانى أذاى .. ....اتصلت بمكتبك ، وقالولى انك بتتغدى هنا ، قلت الحقك عشان عايزاك فى موضوع مهم قبل ما اسافر ، هاى طارق ... ثم أشارت لمها ويبدوا أنها لم تعرفها ، بالطبع بسبب الحجاب ، فهيا لم تراها من قبل بحجاب ، ...معلش ياهيا ، طارق مسافر بعد ساعتين وفى حاجات مهمة عايز اخلصها معاه قبل ما يسافر ، هرن عليكى لما اخلص .... ...اوكى ، هستناك .. وقبل أن تمشي قالت مها ..معقول تسلمى عليا كدة بعد 7 سنين .. قالت هيا ....sorry , انتى تعرفينى ؟ ....دققى بس كدة وإنتى تفتكرى.. نظرت لها بحيرة ثم بدا عليها أنها تذكرتها ثم ظهر الضيق على وجهها ....كدة يبقى افتكرتينى. .. ....hi mahy. .. ...hi haya. .. قال أحمد ..كويس ، طلعتوا تعرفوا بعض ، أذاى بقى ... ردت مها ...درسنا مع بعض فى نفس الجامعة ... اتجه بانظاره لهيا قائلا ..أنت درستى فى كاليفورنيا ... ...لا ابدا ، انا انتقلت هناك ومرتحتش هناك فرجعت لجامعتى تانى .. ...مقولتليش يعنى قبل كدة ... ...كانت فترة بسيطة ، مكانتش تستاهل الذكر، انا همشى بقى وهستنى رنتك ... وقبل أن تمشي قالت لمها التى كانت تبتسم بسخرية ....أخبار سارة ايه ، بتشوفيها. ... ....بشوفها هههههههههههههههههههه ، انا وسارة أصحاب عمر ، ومفترقناش ابدا ، ومتقلقيش ، سارة تمام ، تمام اوى ، أستاذة فى الجامعة ، وسيدة أعمال ناجحة ، وغنية جدا ، صاحبة مراكز النور ، لو تسمعى عنها ،،،واكيد هسلملك عليها من غير ما تقولى ، انا عارفة أنها وحشاكى اوى ، ههههههههه. .... أصبح الغضب جليا على وجه هيا وتركتهم وذهبت ،دون أن تنطق بكلمة سأل أحمد مها ...هى سارة كمان تعرف هيا .. ...طبعا مش كنا فى جامعة واحدة ... ...وهى ادايقت اوى كدة لما قولتها كل الكلام ده عن سارة ، كان فيه بينهم ايه ... ...اصل هيا بتكره سارة عما ، تشوف العما ولا تشوفهاش .... ...ليه ؟ ...قبل ما أقولك ، انت فعلا هتطلقها ولا هترجعوا لبعض .. تضايق طارق من سؤال مها ...مها... رد أحمد ...ثوانى ياطارق لو سمحت ، هى تفرق فى كلامك يامها .... ...أه طبعا تفرق .. ...احنا فعلا انفصلنا بس لسة مش رسمى ، ومش هنرجع تانى. .. ...يبقى كدة أقول من غير ما انت تزعل ، فاكر آدم اللى كان بيغنى فى الافتتاح ... ...أيوة طبعا فاكره ...ده كان زميلنا فى نفس الجامعة وفى نفس السنة ، فى الوقت ده نزل اول البوم واتشهر و بالذات فى مجتمع الجامعة ، والبنات كانت هتجنن عليه ، ومنهم هيا ، لدرجة أنها اتنقلت لجامعتنا عشان تكون جمبه ، هى وشلتها ، شوية بنات تافهة زييها ، لكن اتصدمت من اهتمام آدم بسارة ، كان بيحبها وكان مشدود بيها اوى وعايز يقرب لها بأى طريقة ، لكن سارة كانت رافضة تعمل أى علاقة مع أى حد ، وطبعا آدم رفض كل محاولات هيا معاه ، وده جننها اوى ، وبقت تكره سارة اكتر ، مع أن سارة ملهاش زنب، وبدأت تضايقنا اوى هى واصحابها ،وسببت لسارة مشاكل كتير اوى خاصة أن سارة كان اهتمامها كله الدراسة وبس ،، بعد كام شهر بدأت تفقد الأمل فى آدم ، خاصة لما فى يوم أحرجها ادام الكل فى حفلة لما شتمت سارة ، وبعد كدة اتنقلت ومنعرفش حاجة عنها من وقتها ... استغرق أحمد فى التفكير فى كلام مها ، لم تذكرها سارة ابدا له ، لماذا ؟ قال طارق لأحمد ...هو انت قلت لهيا أن احنا بنخلص شغل ليه ، إحنا قاعدين بنتغدى بس ... ...مليش مزاج أتكلم معاها ، بهرب .... ...طيب ياسيدى ، إحنا نقوم بقى عشان الوقت ، هتقوم معانا ؟ ....لا معلش ، هفضل هنا شوية ، اتفضلوا انتوا وتوصلوا بالسلامة ، وصلى سلامى لسارة يامها ... ...وسلام هيا كمان هههههههههههههههههههه ، سلام... ...ههههههههه ، ماشى ياستى ، مع السلامة .... جلس مرة أخرى وتاه عقله فى سارة التى لا تنتهى حكاويها ابدا ، سارة التى يتمناها ويشتهيها ، كيف سيعيدها ؟ كيف سيصل لها ؟ ...سارة ، جميلتى ، انتى لى ، مهما حاولتى ومهما قاومتى انتى لى ، ولكن السؤال الآن ،،،،كيف سأصل لكى ؟ ...................يتبع" "ذكريات إمرأة. ................ الفصل الرابع عشر قضت سارة معظم وقتها منذ رجوعها تتنقل من مركز للأخر لمتابعة آخر مستجدات العمل ، وكانت فى الفرع الثالث حين رن تيليفونها ووجدته مها ، ...حمدالله على السلامة يابنتى ، عجبتك القاعدة هناك ولا ايه ... ...بصراحة أه ، مكنتش عايزة ارجع. ... ...كنتى خليكى ، المهم ، هشوفك ولا مش فاضيالنا. .. ....أذاى بقة ، كنا هنستنى يومين كمان وانا اللى صممت نرجع عشانك .. ..عشانى انا ، اشمعنى. .. ...أما هاجيلك هقولك ،... ...امتى ؟ ...على الساعة 7 كدة ، فى البيت عندك ، طارق عنده شغل لوقت متأخر وهييجى ياخدنى من عندك ... ...اوكى ، هستناكى. .. ...سلام ... ....سلام... حتى الآن لم يحاول احمد الاتصال بسارة ، فقد قرر أن يترك لها مساحة للتفكير دون ضغوط ، فهو يعلم جيدا أنها لا تتخذ قرار ابدا وهى غاضبة ،،،فى نفس الوقت الذى لا يتوقف هشام عن محاولات الاتصال بها ، رغم أنها طلبت منه أن يعطيها وقتا لتهدأ بعد ما حدث فى منزل سارة ، كل يهتم بأموره بجدية تامة ، البنات فى الجامعة والاستذكار ، وآلام فى شئون المنزل مع خادمتها سناء بالإضافة باهتمامها بمعظم أمور نور ابن سارة ، أما سارة فى المراكز يوميا والجامعة ثلاث أيام فى الاسبوع ، وصلت سارة للمنزل فى الساعة السادسة بعد يوم شاق وطويل جدا ومرهق جسديا وعقليا ، ...مساء الخير ياماما .. ...مساء النور ياحبيبتى .. ...البيت هادى كدة ليه .. ...البنات فى اوضة رغد بيخلصوا المشاريع اللى عندهم ، ونور صمم يفضل معاهم يلعب فى قصاصات الورق والقماش اللى بيعملوها ، اجهزلك تاكلى .... ...لا ياماما ربنا يخليكى ، انا هطلعلهم وبعدين هحاول ارتاح شوية ، ولما مها تيجى خليها تطلعلى. .. ...هى هتيجى امتى ... ...قالت 7 كدة ، بعد اذنك... ...اتفضلى ياحبيبتى .. اتجهت لغرفة رغد ....بتعملوا ايه ياحلوين ... ...ماما ... وجرى عليها وحملته وقبلته ...حبيبى بيعمل ايه ؟ .. ..بعمل مشروع زييهم .. ...ياواد ياجامد ، وخلصت ولالسة ... ...لسة بس ريم قالتلى أنها هتعمل معايا لما تخلص .. ...وانت بتعمل ايه بقى ... ..بعمل مركب ... ...برافو ، وأما تعملها هتركبنى معاك ... ...أيوة ، انتى وتيتة ، وريم ورغد وطنط مها وتالا... ...الله عليك ، خلصها بسرعة بقى ، هروح اغير هدومى لحد ما تخلصها... التفتت للبنات قائلة ...مش المشروع ده كان هيتسلم امبارح ... ....الدفعة كلها اعترضت ، فمدوا ميعاد التسليم أسبوع. .. ...ماشى ، ربنا معاكوا ، هروح أخد حمام وارجعلكوا. ... ...اوك .. صعدت سارة للطابق الخاص بها ودخلت غرفتها ، فتحت الحنفية ليمتلئ البانيو ، وبدأت فى خلع ملابسها ، ودخلت البانيوا ، أسندت رأسها واغمضت عينها كما تفعل دائما ، فهى تعشق النوم فى الماء الساخن فى البانيوا حتى وإن كان فى الصيف ، فهى تهوى الماء الساخن جدا ، وكأنه يزيل إرهاق اليوم كله فى دقائق ، ظهرت ابتسامة بسيطة على جانب وجهها عندما تذكرت ذهول أحمد عندما اكتشف عشقها للماء الساخن بهذه الطريقة ، كان ذلك ثالث يوم زواج لهما ، كانت فى البانيوا بعد يوم شاق من التدريب العملى ، وعندما عاد مبكرا عن موعده فوجد الحمام مملوء بالبخار فلم يرى شئ فيه إلا عندما اقترب منها وهى نائمة فى البانيو ، إصابته الدهشة من نومها فى ماء بدرجة حرارة مثل هذه ،، ....سارة ، سارة ...نادى عليها بهدوء ....امممم.... جثى بركتيه على الارض جانب البانيو ... سارة ، اصحى ...بدأ صوته يعلوا بانذعاج ...أيوة ، ايه ، فى ايه ، فزعتنى... ... فزعتك ايه ، انتى نايمة كدة ازاى ، وايه الميا دى ، انتى كدة هتتحرقى ... ...ههههههههه ، لا متقلقش ، انا متعودة على كدة ،،، ...دى سخنة اوى .... .....بيتهيئلك ، أول ما تنزل فيها تلاقيها سخنة ، بعد كدة بتلاقيها جميلة اوى ،، ثم اقتربت منه بوجهها قليلا ثم لمست بيدها المبتلة وجههه قائلة ...تحب تجرب ... ...اجرب ايه ؟ .. ..الميا ... نظرته كانت ساحرة بالفعل وبدون أن يرد بشئ ، بدأ فى فك أزرار قميصه ، ومازالت عينه معلقة بعينها ، حتى انتهى من ملابسه جميعا ، نزل معها بمنتهى الهدوء وهو يقسم بينه وبين نفسه أنه لم يشتهى فتاه منذ بدأت علاقاته كما يشتهى هذه الفتاه ، بالرغم من أنها بسيطة جدا وكل حركاتها قد عاشها أكثر كن مرة مع أكثر من فتاة ، إلا أن هذه تثير فيه أشياء لم يعهدها حتى أنه يكاد يشتهيها طوال الوقت . خرجت من بين أمواج ذكرياتها على طرق على باب الحمام ...مين ... ...أنا مها ، بخبط على باب الاوضة من برة بقالى ساعة ، افتكرتك متى ولا حاجة .. ....ههههههههه ، انا جاية أهو يامها... خرجت من الحمام مرتدية روب الحمام ، ...عايزة ايه ياظريفة ، صوتك عالى ليه .. ...هو انا كدة صوتى عالى ، ده انا كنت هصوت دلوقتى ... ...براحة شوية بس انتى مش قلتى هتيجى الساعة 7 .... ....الساعة 7 وعشرة يامزة .. ....والله ... ...يبقى نمتى فى البانيوا كالعادة ... ...كان حلم جميل يستاهل النوم ... ....هو برده ... ...هو فى غيره... ... مين هو بقى ياسارة ... ....مش فاهمة .... ....مين هو ، اسمه ايه ، بيشتغل ايه ... أصبحت لهجة جدية إلى حد ما ، فى نفس الوقت ترمقها بنظرات غريبة مع ابتسامة مستفزة ...فى ايه يامها... ...اصلك بتحاولى تفهمينى انك متعرفهوش ، وأنا مش بالعة الحكاية دى . ...إن شاالله ما بلعتى ، خفى عنى ، انا مش ناقصاكى ، بنتك فين .. ...بتلعب مع نور اوضة البنات ، ومتغيريش الموضوع ، طيب انا هقولك حاجة تانية ، انا قابلت هيا فى المنتجع. .. ...هيا مين ... ...هيا الجاسرى ، وكانت فى الحفلة كمان وبصفة مهمة اوى بس احنا مشفنهاش ، انا كنت مشغولة مع جوزى وانتى كنتى مشغولة مع ناس تانية .... ....معقول ، صفة ايه ... ...تبقى مرات أحمد نورالدين. .. ...إيه ! ،،بتقولى ايه ، أذاى ... وهوت على المقعد خلفها ...يعنى إيه أذاى ، بقولك مراته ، تقوليلى أذاى .... ...هيا وأحمد على النقيض تماما من بعض ... ...دلوقتى بقى انا اللى اقولك أذاى ؟ ....يعنى إيه ؟ ...يعنى عرفتى أذاى أن هيا وأحمد على النقيض من بعض ، بالنسبة ل هيا ، تعرفيها كويس ، لكن أحمد تعرفيه منين عشان تقولى انه نقيض لهيا ... ....مها ... ...مها ايه بس ياسارة ، أحمد هو الراجل اللى انتى اتجوزتيه ، صح تنهدت سارة وهى صامتة ، ثم وجهت انظارها لمها قائلة ..ليه قولتى كدة ؟ ...أحداث كتير حصلت هناك ، أما ركبتها مع بعض ، وصلت النتيجة دى ... ...زى ايه ... ...زى يوم العشا مع آدم وسوزان ، لما سبتينا ومشيتى من غير ما تقوليلى انك ماشية ، بعد ما مشيتى ، قابلت أحمد هناك ، ولما رجعت البيت أطمن عليكى قولتيلى انك قابلتى الراجل اللى اتجوزتيه هناك ، تانى يوم فى العشا مع هشام وأحمد ومازن وطارق ، أول ما شوفتى أحمد ، كان هيغمى عليكى ، مع انك كنتى كويسة جدا قبل ما ييجى ، وتقريبا كانت دى اول مرة تعرفى انه أحمد نور الدين ويوم الحفلة ، اختفيتوا انتوا الاتنين فى نفس الوقت ، طارق كان بيدور على أحمد ، وهشام كان بيدور عليكى ، وظهرتوا انتوا الاتنين برده فى نفس الوقت ، أو هو ظهر بعدك ب 5 دقايق ، وانتوا الاتنين مكشرين ، بعدها بساعتين لما كنا ماشين انا وطارق والبنات ، لمحتكوا من بعيد عند مبنى الإدارة ، وهو بيمسح دموعك من على وشك ، فمعلقتش عشان اللى معايا ميخدوش بالهم ، والأهم بقى فى اخر يوم قبل ماارجع ، كنا بنتغدى انا وطارق مع أحمد ، أحمد قال إنه درس فى كاليفورنيا وكمان كان عايش هناك ، وقال إنه شافنى مرة واحدة بس هناك وكنت مش محجبة ، وطبعا المرة الواحدة دى لما كنا سهرانين على البيسين فى بيته ، ودى كانت أول ليلة شافك فيها ، صح ياسارة ؟ مش كدة وبس ، هيا ظهرت واحنا لسة معاه ، ولما سألتنى عليكى ، أحمد كان هيتجنن عشان يعرف ايه علاقتها بيكى وكان مركز اوى فى كلامى ، جمعت انا كل الأحداث دى مع بعضها ، ووصلت للنتيجة دى ، أحمد نورالدين هو الراجل اللى انتى اتجوزتيه هناك ، قوليلى بقى انا صح ولا غلط ؟ ومعتقدش انك هتنكرى بعد كل اللى انا قلته ، ...أنكر ايه بقى ، ما خلاص ... ...خلاص ايه بس ياسارة ، قوليلى ايه اللى حصل ، انا صاحبتك الوحيدة وأقرب الناس ليكى ، انا وانتى سوا من ابتدائى ، كنت متخيلة انك مبتخبيش عنى حاجة ابدا ... ...عايزة تعرفى ايه اللى حصل ، ...ومن البداية لو سمحتى ، ... جلست سارة على السرير وبدأت تقص لمها كل ما حدث ، من بداية تعرفها عليه ، وكيف عرض عليها ان تعمل لديه كمديرة لمنزله بمرتب رائع ساعدها على ارسال المال لاسرتها ، وتطور علاقتهما مع عدم موافقتها على ممارسة الجنس معه ، فاضطر إلى الزواج منها بعقد تم تسجيله فى السفارة هناك دون أن يعلم احد بزواجهما ، وكيف كانت علاقتهما رائعة وهادئة ، وهذا ما كان يريده ، وفر لها كل شئ من مال ولبس راقى ومصاريف دراسة وكورسات كما تشاء ، حتى أنه أنشأ لها حساب فى بنك دولى ووضع فيه حساب خاص بها ، لتستطيع إرسال المال لوالدتها بسهولة ، وعندما عادت لمصر واكتشفت ما كان يفعله أبوها بأمها وأخواتها ، قررت العودة لمصر وإنهاء المنحة . عادت مرة أخرى لكاليفورنيا وأنهت اجرائات المنحة وطلبت منه أن يفترقا ويطلقها ، وأمام اصرارها القوى رضخ لطلبها وطلقها ، وعندما عادت لمصر اكتشفت ان والدها اتفق مع رجل ما بتزويجه منها مقابل دين الأمار الذى كان على والدها له ، والباقى مها تعرفه . ومن وقتها لم تقابله أو تعلم عنه شئ ، إلا ذكرياتها معه التى عاشت داخلها طوال الأيام والشهور والسنين ، حتى خلال حياتها مع زوجها ، وبعدها حياتها لوحدها ، ومع ظهور هشام ومحاولاته المستميته ليتقرب منها ، كانت تذداد سيطرت ذكرياتها عليها وكأنها تجبرها على رفض الارتباط بأى رجل غيره ، ثم ظهوره خلال رحلة المنتجع ، وطلبه منها الرجوع له وأنه مصمم عليه ، أما مها كانت مزهولة مما تحكى سارة ، كيف حدث لها كل هذا دون أن تعرف أو تلاحظ ، فهى معها دائما يوما بيوم ، وكيف استطاعت سارة الصمود مع كل ما يحدث لها ؟ يتبع"