الفصل الاول :
ليلاً في احدى المناطق، تحت ضوء القمـر الذى ينير الجو، كانت خصلات شعرها الذهبي، الذى يشبه ضوء الشمس الساطعة يتطاير مع الهواء الذى يعم المكان وعينيها البنية اصبحت حمراء من كثرة البكاء، ورموشها الكثيفة تغطيها بشكل جذاب، تجلس علي الارض في منتصف الطريق تضم ركبتيها الي صدرها وهي تبكي بخوف ونحيب، يلفحها الهـواء البارد، يجعل جسدها يرتعش مع الخوف، تبكي بكاء يقطع نياط القلب، وتدعو الله في سرها ..
اقترب منها شـاب، ذو عضلات بارزة، اسمر الوجه، ذو قوام ممشوق وعينين سوداوتين كظلام الليل الغامض، نظر لها نظرات زائغة ، لم تنظر له هي قط وابتلعت ريقها والخوف يتملكها اكثر ، شعرت بنظراته تخترقها لتمزقها اربًا دون رحمة، ابتسم ذلك الشاب ابتسامة شيطانية وتنحنح قائلاً :
_ مالك يا انسة ؟ قاعدة كدة لية
كانت نبضات قلبها تزداد بخوف اكثر وشعرت كأنه يستمع الي نبضاتها ، نظرت للأرضية وهي تبتلع ريقها بإزدراء واجابته بنبرات متقطعة:
_ آآ انا بس آآ انا هأمشي
نهضت من الأرض مسرعة وهي تحاول ان تركض من امام ذلك الكائن الغريب لتجده يمسك معصم يدها وهو يجز علي اسنانه ويقول ببعض من الحدة :
_ اكتر حاجة بأكرها اني اكون بكلم حد ويسيبني ويمشي
رمقته بنظرات متعجبة مذهولة، وسارت القشعريرة كالكهرباء في جسدها وكأنها طفل صغير اراد شخصًا ما خطفه، فمن هو ليتحكم بها هكذا ولم تمر دقائق علي حديثهم، ام هو شخص مجنون ثائر، ابعدت يدها علي الفور ونظرت له بتوتر ثم قالت متلعثمة :
_ لو سمحت عايزة أمشي ، انت اية !!
ابتسم هو بسخرية علي كلمتها وشعر كأنها قطة خائفة من حيوان مفترس امامها، فتابع بنبرات ساخرة :
_ هأ ، انا انسان، ماتخافيش مش هاكلك
وصمت برهه من الزمن يتفحصها من اعلي الي اسفل، نظرات رأت فيها ما كرهته لطوال حياتـها، نظرات جعلتها تشعر انها معراه امامه، ثم اكمل وهو يغمز بطرف عينيه قائلاً :
_ انا بس مستغرب ازاى بنت حلوة كدة زيك تقعد الساعة 2 ف نص الليل وفـ نص الطريق العام وبتعيط
توترت هي اكثر عندما تذكرت وانخرطت في البكاء مرة اخرى وعلت شهقاتها، فنظر لها بتعجب، امن دون قصد اعطاها المفتاح لتفتح موجه البكـاء، ثم اردف بجدية :
_ ماكنتش اقصد اخليكي تعيطي تاني
مسحت هي دموعها السائدة غلي خديها برفق بالتيشرت الخاص بها، ثم مصمصت شفتيها بتوتر نظرت له بحزن وقالت :
_ انا عايزة اعرف احنا فين ؟
عقد حاجبيه بتعجب ونظر لها نظرات شك من قدراتها العقلية ثم بحركة تلقائية مد يده ليجس جبينها وهو يقول بتهكم :
_ انتى سخنة يا انسة ولا مجنونة ، يعني جاية حته ماتعرفيهاش وقاعدة بتعيطي زى العيلة الصغيرة ولا انتي بتستعبطيني ولا اية نظامك انتي ع المساا ؟
اتسعت حدقتا عينيها بذهول من جرأته الزائدة بالنسبة لها، فهي بعمرها لم يجئ شخص عليها هكذا ودائما تضع حدود لتعاملها مع الاخرين، حواجز لم يستطع اى شخص تعديها، حدقت به بعصبية قائلة :
_ انت الي مجنون واياك تمد ايدك تاني، هتقولي احنا فين ولا اروح اسأل حد تاني ؟!
حرك هو رأسه يميناً ويساراً بأستغراب اكثر من خوفها اللانهائى في نظره ثم اجابها بصوت قاتم :
_ احنا في الهرم ، شارع ابراهيم سلطان
استدارت ونظرت امامها لتجد الشارع مظلم جداً ولا يُسمع به صوت اى شخص سوى نحيب الكلاب، شعرت بالخوف مرة اخرى، وارتعش جسدها، فـماذا ستفعل اذا قابلت شيئ، التفت مرة اخرى ووجهت انظارها عليه لتجده استدار ويغادر، فنادته مسرعة :
_ يا كابتن
التف لها ببرود، وكأنه شعر بنسمة هواء ازعجته وقال :
_ نعم
ارجعت خلصة شعرها المتطايرة للخلف بحرج ثم تابعت بنبرات مختنقة :
_ انا عايزة اعرف اى اوتيل قريب من هنا بس آآ احم ، كمان ممعايش فلوس
تنهد هو بضيق وزفر بقوة ثم مسح علي خصلات شعره ببطئ، وهو ينظر لها قائلاً : _تعالي معايا
عقدت حاجبيها بعدم فهم وهي تقول :
_ اجي معاك فين ؟
رفع كتفيه ثم قال ببلاهة :
_ البيت ، او خليكي قاعدة فـ الشارع بقاا
نظرت له وهي فاغرةً شفتيها بصدمة قائلة : نعمممم
ادرك مقصدها علي الفور ثم هتف بتوضيح :
_ ماتقلقيش ، اختي عايشة معايا
شعرت ببعض الراحة ولكن مازالت ينتابها بعض القلق، لاول مرة تشعر انها مجبرة مثل الان، تشعر انها ستدلف لقفص ما بكامل ارادتها، صمتت ثوانٍ معدودة ثم اكملت بتوتر :
_ آآ طب ماشي هأجي معاك
ظهرت ابتسامة ساخرة علي ثغره وهو يقول :
_ يلاا ياختي طيب
ثم استدار وسار بخطوات واثقة وهي خلفه متوترة وتفرك اصابعها بقلق، ثم شعرت ان قدماها تتحرك لا اراديًا خلفه، وتمنت للحظات ان تنشق هذه الارض وتبتلعها الان .
***********
في احدى الاحياء الشعبية ،،،
كانت فتاة ترتدى ( بيچامة ) بكم مرسوم عليها أطفال، وشعرها البني ينسدل علي ظهرها،كانت تجلس علي مكتب متوسط وترتدى نظارة وتمسك بقلم وامامها ورقة وتدون بعض الاشياء الخاصة بها ، طُرق الباب عدة مرات ثم دلف طفل صغير يقرب خمس او ست سنوات قائلاً بطفولة ..
_ خالتوو رضوى تعالي كلي يلا
خلعت رضوى النظارة ثم ابتسمت ونظرت له بحب وردت بــ :
_حاضر يا عيون خالتو جاية
ابتسم الطفل ثم استدار وغادر بسرعة ، نهضت رضوى ثم ابتلعت ريقها وحدثت نفسها بملل قائلة ..
_ ياارب محدش يكلمني فـ الموضوع اياه
ثم خرجت من الغرفة واغلقت الاضاءة والباب خلفها لتجد اهلها يجلسون علي السفرة وبدأو بالطعام ، ردت السلام اولاً كعادتها دائماً قائلةً بحنو ..
_ احم السلام عليكم ازيك يا ماما ، ازيك يا مها
تنهدت مها ( الأخت ) ببرود ونظرت لها كأنها تسبها او شيئ كهذا ثم اجابتها بأقتضاب قائلة :
_ كويسين يا رضوى ، هو انتي خلاص محدش بقا بيشوفك غير علي الأكل بس !
ابعدت رضوى احدى الكراسي ثم جلست بهدوء تام لتمتص غضبها ، فهي اصغر بالعمر لكن اكبر بالحكمة والعقل ، اختلست النظرات لـ مها لتجدها تنظر لها بغضب وكادت تصيح إلا ان رضوى قاطعتها بهدوء قائلة :
_ اهدى يا مها ، اولاً انتم عارفين ان شغلي واخد كل وقتي من ساعة وفاة بابا الله يرحمه ، ثانياً انتي الي بتيجي لما بكون مشغولة بس يا مها ، ثالثاً حقك عليا يا ستي وحاضر هقعد معاكي اهوو خلاص
جزت مها علي اسنانها بغيظ في حين رمقتها والدتها بنظرات هادئة وهي تقول ..
_ طول عمرك هادية وعاقلة يا رضوى
نظرت رضوى بحنان لوالدتها ثم ابتسمت ابتسامة عزباء فنظرت لها مها نظرات تحمل الكثير من الحقد والغيرة المكبوتة تجاه اختها رضوى ، فـ مها من صغرها كانت تغار وبشدة من رضوى لانها من رأيهها والدها كان يحب رضوى حباً جماً اكثر منها حتي ولا يرفض لها طلب ابداً
**********
في منزل كبير ،،،،
اخرج الشاب المفتاح من جيبه ثم بدأ بفتح باب المنزل والفتاة خلفه تتلفت حولها لتستفهم المكان ولكنها لم تجد أى شيئ حيث كان مكان مهجور تماماً ، رجح ذلك الشاب ما يدور برأسها من نظراتها ثم هتف بنبرات جادة قائلاً :
_ مافيش حد ساكن قريب مننا ، انا بحب الهدوء جدا والانعزال
اومأت هي برأسها ببعض التوتر المصحوب بالخوف الذى لطالما كرهته لانها لا تحب ابداً ان تكون ( جبانة وضعيفة ) وفي نظرها القوة هي الكرامة ، دلف الشاب ثم تبعته هي ولم تكف عن النظر في كل جهه لتجده منزل كبير مكون من طابق ارضى وطابق سفلي وفي الارضي يوجد المطبخ واريكة كبيرة وتلفاز وغرف مغلقة ، والمنزل كأنه تراث قديم جداً ، نظرت له ثم هتفت بتساؤل قائلة :
_ فين اختك بقا يا ....
نظر هو لها ثم جلس علي اريكة واجابها قائلا ً ببرود : _
اسمي عمر وع فكرة انا ماعنديش اخوات
حدقت هي به بصدمة ، فكيف له ان يجلبها منزل مهجور ويكذب عليها كي تثق به ، أيعقل ان يكون مجرم او شيئ كهذا
صاحت بغضب قائلة :
_ يعني اييية ، يعني انت كنت بتكذب عليا عشان تجيبني هنا !
نظر لها نظرات نارية اخافتها كثيراً ، تراجعت للخلف بخطوات بطيئة حتي كادت تصطدم بالتلفاز بينما تابع هو بحدة قائلاً :
_وانتى بتكلميني توطي صوتك ، سامعة ، وثانيا بقا يعني انتي كنتى عايزانى اسيبك بقاا في حته زى دى وانتى كنتى عاملة زى الكتكوت المبلول من كتر خوفك وبعدين انا هاعمل لك اية يعني !
ثم نهض من علي الاريكة وتقدم منها وهي ترجع للخلف اكثر وهو يتقدم اكثر حتي التصقت بالحائط فوضع يداه علي الحائط وهي محاصرة بين يديه ونظر في عيناها بجدية وهي تشعر ان ضربات قلبها تزداد بصوت مسموع ثم قالت بصوت متقطع اثر التوتر :
_ آآ انت بتقرب كدة لية ابعد
ومدت يدها لتدفعه إلا انه امسك معصميها بيده وهو يضغط عليهم بقوة وهي تتألم ولكنها بطبعها لا تحب ان تظهر ضعفها امام اى شخص كان ، قرب وجهه من وجهها كثيراً ثم هتف بنبرة تشبه فحيح الافعي قائلاً :
_ انا لو عايز منك حاجة كنت خدتها ، بس انتي مش من النوع الي احبه
ثم ابتعد عنها في لحظة ووقفت هي مذبهلة للحظات تستوعب ما قاله لها للتو ، فهي منذ الصغر لم تشعر ان شخصًا ما جرح انوثتها بهذه الطريقة ، نظرت له بغضب ثم زمجرت فيه قائلة ..
_ انت ماتقدرش اصلا ، افهم دا
ابتسم هو بسخرية ثم استدار وغادر الي الاعلي بكل برود كأنها لم تقل شيئاً ..
**********
في احدى مدن الصعيد ،،،
في منزل كبير جداً اشبه للقصر ، ذو اثاث عالي ، عبارة عن صالة بها فراش واريكة امامه وتلفاز والغرفة علي اليسار وفي الداخل اكثر المطبخ والحمام وغرفة وله طابق اخر ، يجلس علي الاريكة في الخارج رجل كبير يبدو عليه الهيبة والصرامة يرتدى جلباب من اللون الاخضر الغامق ويلف حول رأسه عمامه من اللون الابيض وله شوارب ومن ملامحه يظهر الغضب الشديد ، كان يقف امامه رجل آخر من يراه يعطيه الثلاثون من عمره يرتدى نفس تلك الملابس بأختلاف الالوان ، نظر الرجل الكبير له ثم صاح باللهجة الصعيدية قائلاً ..
_ يعني ايييية مش لاجينها ( لاقينها ) يا محسن !!
ابتلع محسن ريقه بتوتر ثم اجابه بتنهيدة : يعني مالاجينهاش يابوى ودورنا عليها في كل حته ، ماموجوداش في البلد كلياتها
صمت الاب لثوان وهو يفكر أين يمكن ان تكون وهي لا تخرج من منزلهم إلا للضرورة القصوى ، تابع بصرامة قائلاً ..
_ اجلبووا البلد عليها تاني ولو مالاجيتوهاش يبقي مفيش غير المكان ده الي ممكن اتكون راحتله
عقد محسن حاجبيه بأستغراب ثم قال بنبرات متسائلة : تجصد اية يابوى ، فين !
حدق به الأب قائلاً بجدية : ماممكنش تروح إلا .........
***********
في منزل عمر ،،،،
غادر عمر ببرود ووصل امام غرفته ومد يده ليفتحها ولكنه توقف للحظة وكاد يلتفت ليعود لتلك البائسة في الاسفل ولكنه نفض تلك الافكار من رأسه وفتح الباب ودلف ثم اغلق الباب خلفه ومن ثم خلع الجاكيت الخاص به وألقي به علي الكرسي المجاور للفراش بأهمال ثم رمي بجسده علي الفراش واغمض عيناه لينام ولكن ماضيه يطارده دائماً حتي في نومه ..
كانت الفتاة تجلس علي الاريكة في الأسفل وحيدة بعد طلوع عمر الي الاعلي تاركاً اياها تتخبط بأفكارها اينما ارادت ، كانت تقضم اظافرها بتوتر وهي تفكر فيما سيحدث معها وفي مصيرها القادم ، بينما عمر في الاعلي نائم علي الفراش الخاص به في غرفته بكل راحة ، لم تكن تعلم ما يفكر به ذاك الشاب غريب الاطوار ، نهضت واتجهت للمطبخ الموجود بنفس الطابق ووزعت انظارها فيه لتجد كل شيئ موجود به ، تقدمت نحو الثلاجة وفتحتها ثم اخرجت علبة جبن وامسكت بالبيضة ووقفت امام الرخام وبدأت تعد طعام لنفسها وهي لم تكف ابداً عن التفكير ، حتي احترق البيض الذى وضعته علي النار ، شمت رائحة الحرق ونظرت علي ( البوتجاز ) لتجده احترق ، زفرت بضيق وهي تقول ..
_ اوووف حتي البيض بيعند معايا
كادت تمسك بالمقلاه التي بها البيض إلا ان اوقفها صوت الباب وهو يدق
ظلت تفكر دقيقتان والدق يزداد ، حسمت قرارها بعقلها ثم اتجهت للخارج ومدت يدها علي المقبض وفتحت ثم صرخت قائلة بذعر : عمررررررررر
الفصل الثاني :
صرخت بذعر قائلة : عمرررر
حينما رأت رجال كثيرون يشبهون الديناصورات بدرجة كبيرة ووجههم مشوه ، ممسكون بالأسلحة في يدهم موجهه نحوها ، شعر انها تكاد تفقد وعيها الان، اصبح جسدها يرتجف بقوة، سمع عمر صوت صراخها العالي فأنتفض من نومه فزعًا بسرعة لانه اعتاد علي ذلك ( لا ينام براحه ابداً ) نهض من علي الفراش بسرعة وفتح الباب ثم ركض علي السلم بأسرع ما لديه والافكار السيئة تطارده ، وجدها تقف امامهم كالصنم محدقة بهم خشيةً من اى حركة تهور تكاد تودى بحياتها، اقترب منهم وهو ينظر لهم بتوعد ثم نظر لها بجمود وهتف قائلاً ..
_ انتوا جاين لية ؟
اجابه احد الرجال بصوت أجش قائلاً : حاتم بيه بيقولك رد علي تليفوناته وتعالي معانا
زفر عمر بضيق وهو يفكر لدقائق ومسح علي شعره ثم تابع بنبرات مختنقة ..
_ ماشي ، روح وقولوا جاى وراكوا
نظر له الرجل بجدية قائلاً : بس آآ
قاطعه عمر بحركة بيده قائلاً بصرامة ..
قولت جاى وراكوا غوور
نظر الرجال لبعضهم بحيرة ، هل يخلفوا اوامر رب عملهم او يظلوا هكذا ويلقنهم عمر درساً لن ينسوه ابداً ، حسم احدهم الأمر قائلاً بصوت آمـر ..
_ يلا يا شباب نمشي وهو جاى ورانا
انصت له باقي الرجال واستداروا جميعاً وذهبوا بهيبة كما آتوا
في حين استدار عمر هو الاخر ونظر لتلك الفتاة التي لم تسلم من الخوف منذ ان رأها ، تنهد تنهيدة تحمل الكثير ثم قال بسرحان : انا عارف انك خايفة جداً طبعاً و..
قاطعته هي بصوت اشبه للبكاء قائلة ..
_ مييين دول ، ولما انت بتتعامل مع الناس الي زى دى جبتني هنا لية !!
نظر لها وصمت فلم يعرف ماذا يقول لها وهي مازالت غريبة بالنسبة له حتي الان ، حدق بالفراغ ثم اجاب بجمود ..
_ حاجة ماتخصكيش
ثم استدار وكاد يذهب إلا ان اوقفه بكاؤها وشهقاتها وصوتها الجمهورى وهي تقول ..
_ انت اييية يا اخي ، من ساعة ما شوفت خلقتي وانتى بتعاملنى كأنى ليك طار عندى ، انا هأمشي من هنا
اغمض عيناه وفتحهم وهو ينظر حوله ويعض علي شفتيه حتي يتمكن من التحكم بأعصابه ثم رد بــ :
_ مش بمزاجك يا حلوة
ثم اكمل طلوعه الي الاعلي ببرود كعادته منذ ان رآها ، في حين حدقت به هى بصدمة فماذا يعني بـ ( مش بمزاجك ) ، هل سيجبرها ويجعلها سجينته دون إرادتها ، يا الله ماذا فعلت بنفسي ، جئت الي الموت بقدمي كما يقولون ، ظلت ( شهد ) تحدث نفسها هكذا وهي تجلس علي الأريكة في الاسفل بعد طلوع عمر حتي غاصت في نوم عميق ....
__________________
في منزل رضوى ،،،،
كانت رضوى تحت عمارة منزلهم وهي ترتدى زى إسلامي كامل عبارة عن إسدال من اللون الأسود يغطيها حتى كاحليها، وخمار من اللون النبيتي الغامق ، كانت تسير لتدخل باب العمارة بهدوء ، وسيدة ما تسكن بالعمارة المقابلة لهم رأتها وهي تهم بالطلوع فتعودت ان تلقي ببعض الكلمات التي لا يقبلها اى شخص ونظرت لها بغيظ قائلة :
_ اية يا رضوى عاملة اية بالشوال الي انتى لابساه دا ؟
اغمضت رضوى عيونها وفتحتها بكل هدوء وردت بضيق قائلة ..
_ الحمدلله رب العالمين ، شكراً علي سؤال حضرتك يا طنط
مطت السيدة شفتيها بعدم رضا وهي تتسائل كيف تتقبل رضوى هذا الكلام بصدر رحب هكذا ، بينما اكملت رضوى صعودها الي منزلهم ووصلت امام باب المنزل ثم دقت جرس المنزل ، بعد ثواني فتحت لها مها الباب بوجه عابس كالعادة ، لم تعلق رضوى علي هذا وردت السلام ..
_ السلام عليكم ازيك يا مها
رفعت مها احد حاجبيها واجابتها بأمتعاض قائلة :
_كويسة
ودلفت رضوى الي الداخل ووزعت انظارها في ارجاء المنزل بحثاً عن والدتها فلم تجدها ، نظرت لـ مها وهتفت بتساؤل ..
_ اومال فين ماما يا مها مش شيفاها ؟
نظرت لها مها ثم اجابتها بخبث وهي تجلس بجانبها علي الأريكة بـ ..
_ راحت تشوف واحدة صاحبتها وجاية
اومأت رضوى رأسها ثم خلعت خمارها وسط نظرات مها التي لم تريحها ابداً ، ثم نهضت من الأريكة متجهه لغرفتها ، فأوقفتها مها بنبرة جامدة قائلة ..
_ ماتناميش عشان ماما اما تيجي هتقولك خبر حلو اووى
التفتت رضوى ونظرت لها بتعجب ثم ردت بأستنكار : خبر اية دا ؟
رفعت مها كتفيها وهي تمط شفتيها قائلة : ماعرفش ، اما تيجي هنعرف كلنا
هزت رضوى رأسها موافقة واكملت متجهه لغرفتها وهي تفكر فيما يمكن ان يكون هذا الخبر يا ترى !
_________________
في احدى مدن الصعيد ،،،،
تحديداً في احدى المنازل الفارهه بالقرية ، منزل من الاثاث الحديث ومزين وكبير جداً ، شاب علي ما يبدو انه في العشرينات من عمره ، يرتدى زى الصعيد ، جلباب من اللون الكحلي ، وسيم الي حداً ما ولكن ملامحه صارمة للغاية ، اسمر اللون ، جسم متوسط وله عضلات بارزة ، يجلس علي فراشه في غرفته الخاصة التي هي عبارة عن سرير كبير ودولاب وتوجد بلكون تطل علي الخارج ( الحديقة ) كان يدب علي الارض بغضب وهو يفكر ببعض الاشياء ، دخل رجل كبير بالعمر له شوارب ويرتدى ملابس شبيه لملابسه ، نظر له بخيبة امل وهو يتسائل ..
_ لسة مالاجيتوهاش يا مصطفي ؟
هز مصطفي رأسه نافياً دون ان ينظر الي والده ، فين حين اكمل ( عبدالرحمن ) كلامه وهو يجلس الي جانبه قائلاً ..
_ ماتوجفش ( ماتوقفش ) حياتك علي حد يا ولدى ، هي ماعايزاكش ، طالعها من نفوخك بجي ( بقي )
زاد دب مصطفي علي الارض واجاب بعصبية مفرطة : لا يابوى لا ، مش انا الي مرتي تهرب ليلة دخلتنا
هز الاب رأسه بعدم رضا بحزن علي تلك الحالة التي وصل لها ابنه ، ثم نهض وهو يتابع بخوف من ردة فعله قائلاً ..
_ وناوى تعمل اية يا ولدى ؟
نظر مصطفي للفراغ بتحدى دون ان يرد مما زاد قلق والده اكثر ، و رد بـ ..
_ هاتشوف يايوى هاتشوف وهاتعرف ان ولدك راجل ومافيش مرة تجدر تعمل كده
هز والده رأسه وهو يفكر ماذا سيفعل ابنه ، فهو يعرفه كثيراً واذا غضب لا يرى امامه ، ربت علي كتف مصطفي وهو يقول : بس اتمني انك ماتتخيش راسي في الارض بـ أى حاجة يا ولدى
ثم ابعد يده واستدار وغادر من الغرفة
___________________
في منزل عمر ،،،،
كان عمر في غرفته يقف امام المرآه وارتدى ملابسه المكونة من بنطلون جينز وتيشرت من اللون الازرق ، مد يده وأخذ البرفان الذى يفضله من علي الكمدين ثم وضع منه وقام بعمل شعره بالچل ثم ألقي نظره اخيرة علي نفسه في المرآه ، وكان مظهره جذاب للغاية حيث كان عمر ذو عيون سوداء ولكن حادة كعيون الصقر وجسم رياضي وشعر اسود ناعم وعضلات مفتولة وبشرة قمحاوية ، اخذ الموبايل الخاص به من علي الفراش ثم استدار واغلق الاضاءة وغادر الغرفة ، هبط الي الاسفل وهو يبحث بعيناه عنها ليجدها تنام علي الأريكة ، اقترب منها حتي اصبح امامها تماماً ونظر لها جيداً ووجد شعرها مبعثر بجانبها ، كانت كالملاك النائم ، نظر عمر لها بجمود ثم هتف بنبرات خبيثة قائلاً : شكل الايام الجاية حلوة اوى
ثم استدار واتجه للمكتبة واخذ ورقة وفتح الدرج ليجد القلم فأخذه واستند علي التلفاز وكتب بعض الكلمات ثم ترك الورقة ووضع القلم عليها والقي نظرة علي شهد واستدار وغادر المنزل
___________________
في احدى المنازل بالقاهرة ،،،،
نزل عدة رجال من سيارة جيب سوداء كبيرة يرتدون ملابس عادية ( بنطال وتيشرت ) واغلقوا الابواب خلفهم ثم نظروا للعمارة التي نزلوا امامها واتجهوا جميعهم إليها وطلعوا الي الدور الاول ثم تقدم محسن امامهم ونظر لرقم المنزل ليتأكد اولاً ثم دق الجرس ، انتظر ثواني ولم يفتح الباب ، دق الباب بقوة وانتظر مرة اخرى لتفتح له امرأه ليست كبيرة وليست شباب ، في منتصف عمرها ترتدى ( عباية سوداء ) مرسوم عليها بعض الورود وتضع علي رأسها طرحة ، وضعتها هكذا بسرعة لتعرف من الطارق ، اطالت النظر لمحسن والرجال الذين خلفه بريبة ثم قالت متسائلة ..
_ محسن ! ، خير يابني ومين دول
لم يجيبها محسن بل تقدم للداخل وهو ينظر في الشقة ، كاد باقي الشباب يلحقونه ولكنه توقف واشار لهم بتحذير قائلاً : خليكوا انتوا هنا
ثم دلف هو ودلفت خلفه تلك السيدة وهى لم تفهم اى شيئ ، فـ محسن بغير عادته يأتي الي منزلها بالقاهرة ومعه هؤلاء الرجال ، قطع تفكيرها صوت محسن الصارم قائلاً ..
_ فين هي يا عمتي نبيلة ؟
عقدت نبيلة حاجبيها ثم اجابته بعدم فهم قائلة : هي مين دى !!
حدق بها محسن بغضب مكبوت وهو يبحث في ارجاء المنزل بغضب مكملاً ..
_ اختي ، اختي شهد يا عمتي ، اكيد هي عندك صح ؟
شهقت نبيلة ونظرت له بصدمة قائلة ..
_ هي شهد فين ، مش عندكوا ؟
لم يجيبها محسن بل ظل يكمل بحثه في المنزل ولكن لم يجد شهد ، زمجرت فيه نبيلة قائلة بغضب وهو تلوح بيدها ..
_ ماترد عليا يابن اخويا ، انت داخل بيتي كدة ومعاك ناس ومتخفيين وعمال تدور وتقولي شهد عندى
تنهد محسن بضيق ثم رد بـ : شهد هربت ليلة دخلتها يا عمتي نبيلة ....
__________________
في منزل عمر ،،،،،
كانت شهد تتململ علي الأريكة وهي تتأثب بكسل ، فأحست بشيئ بجانبها ، فتحت عيونها بتثاقل وهي تنظر امامها لتجده ..
حدقت به بصدمة غير مصدقه ماتراه الان ، ايعقل ان يكون هو بالفعل ، لا لا ، نهضت من الأريكة بخوف وهي تنظر له ولأبتسامة الساخرة المستفزة التي تظهر دائماً علي ثغره وتعود للخلف اكثر وهي تضع يدها علي فمها والصدمة مسيطرة عليها وهى تهز رأسها يميناً ويساراً ، كان مستمتع هو بذلك الخوف الذى يراه في عيونها وعلي هيئتها تلك
ابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت بصوت متشنج قائلة بذعر : مصـطـفـي !!
نهض مصطفي من علي الأريكة وتقدم منها وتحولت ابتسامته الي وجه غاضب وبشدة ، اقترب منها اكثر حتي امسكها من ذراعها بقوة ألمتها وهو يرد بــ :
_ ايوة مصطفي ، ولا كنتى مفكرة هتعرفي تهربي مني ..........................
الفصل الثالث :
استيقظت هي بشهقة وهي تضع يدها علي صدرها بخوف مرددة : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، يااارب
ظلت تلهث لمدة دقيقتان من كثرة الخوف وهي تفكر ماذا ستفعل ان وجدها حقاً ! ، شعور بالرهبة والرعب سيطر علي جميع جسدها وبردت اطرافها من مجرد التخيل فقط ، فماذا عن الحقيقة !!
نهضت عن الاريكة وهي تتفحص المنزل من الأعلي إلي الاسفل وكأنها تبحث عنه هو ، كانت تود دخول الحمام ولكنها حتى الان لا تعرف اين هو ، اتجهت الي الاعلي بخطوات هادئة حتي وصلت الي الطابق الذى فيه غرفة عمر ، انتابها الفضول حول هذه الغرفة ، غيرت اتجاه سيرها واتجهت لغرفة عمر ، كان يقودها شيئ داخلي لتدخل الى ذاك العالم الخاص به ، مدت يدها علي المقبض لتفتح الباب ولكن فجأة وجدته يمسك يدها وهو ينظر لها بتحذير انتفضت هي اثر لمسته وابعدت يدها علي الفور ،
نظر لها نظرات شك وهتف بتساؤل قائلاً : كنتي بتعملي اية ادام اوضتي ؟
كانت لا تعرف ماذا تقول له ، ابعدت خصلات شعرها خلف اذنها واجابته بنبرات متوترة جداً ..
_ انا آآ بس كـ كنت عاوزة آآ الحمام
تفحصها من اعلي الي اسفل بنظراته التي اغاظتها وتابع وهو يضغط علي حروفه ..
_ كنتي عايزة الحمام فـ اوضتي ! ، ع العموم احسنلك ماتدخليش الاوضة دى ابداً وإلا ....
صمت برهه قبل ان يكمل بتهديد قائلاً ..
_ وإلا هيحصل حاجة مش هتعجبك خالص
كانت تقف تستمع الي حديثه وهي تنظر للأرضية ومازال التوتر مسيطر علي الموقف ، ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة ..
_ طيب ماشي
ثم استدارت دون سماع اى كلمة اخرى كأنها تهرب من ذلك القفص الذى دخلت به بنفسها ، وسارت متجهه للأسفل بخطوات مسرعة وهي تتنفس الصعداء
بينما تابعها هو بعيونه ونظراته غير مفهومة ، او بالمعني الاصح غير مطمئنة ، اردف بهدوء قاتل قائلاً ..
_ ماينفعش تدخلي الدوامة دى دلوقتي ، لسة وقتك ماجاش ......
_____________________
في منزل نبيلة ،،،،
شهقت نبيلة اثر سماعها لجملة محسن بصدمة ، ووضعت يدها علي فمها وهي تحدق به ، اغمضت عيونها وفتحتها قائلة ..
_ لا اله إلا الله ، يعني اية هربت يا محسن
زفر محسن بضيق ثم اقترب وجلس علي الأريكة مكملاً حديثه بـ ..
_ يعني هربت يا عمتي يوم فرحها ، مافهماش اية ف كديه !؟
تنهدت نبيلة وهي تلوى فمها بتهكم قائلة : قولتلكوا ، قولتلكوا البت مش عايزاه ، قولتلكوا هتدمروا حياتها بس ماسمعتوش كلامي ، شوفتوا اخرة عمايلكوا خسرتونا البت ارتحت انت وابوك !
جز محسن علي اسنانه بغيظ وهو يقول ..
_ آآه لو اطولها ، اجطعها بسناني بنت الكلب الي جابتلنا العار دى
هنا صاحت نبيلة بغضب قبل ان تقترب منه وتجلس بجانبه قائلة ..
_ يا شيخ اتقي الله ، البت بتترعب منه ، عايزين تجوزوها ليه ، كل دا عشان العادات والتقاليد والتخلف دا !
نهض محسن من الاريكة بضيق ونظر لعمته بتحذير قبل ان يردف قائلاً : ياريت لو جاتلك يا عمتي تخبرينا ، لان لو مصطفي لجاها جبلنا هيجتلها !
حدقت به نبيلة وهي تتلقي صدمة للمرة الثانية في نفس اللحظات ضربت علي رجليها بغلب وهي تقول ..
_ اللهم انى لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه ، يا حبيبتي يا بنتي
استدار محسن متجهاً للخارج تاركاً اياها تندب حظ تلك الفتاة التي كادت تذهب ضحية لرغبة أهلها في زواجها هي من شخص تمقته وبشدة ، خرج من المنزل واغلق الباب خلفه واشار للرجال ان يسيروا خلفه ونزلوا للأعلي وفتح محسن باب السيارة الخلفي وركب وهو يقول بهدوء ..
_ سوج انت انا مش جادر
اومأ الرجل برأسه متفهماً ثم ركب البقية واتجهوا عائدين الي الصعيد بخيبة امل
___________________
في منزل عمر ،،،،
نزل عمر الي الاسفل وهو يبحث بنظره عنها ليجدها تجلس علي الاريكة بملل وهي تمسك شعرها وتفعل لنفسها ( سنبلة ) انتبهت لوجوده امامها بخطوات بسيطة ولكنها تجاهلته عن قصد ، واستمرت بعمل السنبلة وهي تدندن بالاغاني القديمة لأم كلثوم التي لطالما عشقتها ، رفع هو حاجبيه ثم تنحنح قائلاً ..
_ احم احم نحن هنا
نظرت له بطرف عينيها ثم اكملت ما كانت تفعله دون ظهور اى درت فعل ، اقترب منها اكثر حتي اصبح امامها ثم ابعد يدها عن شعرها بحركة تلقائية وهو يصيح قائلاً ..
_ قولتلك قبل كدة اكتر حاجة بأكرها ان حد يتجاهلني !
حدقت به بصدمة فهذه ليست المرة الاولي ومن الواضح انها ليست الاخيرة التي يتعدى حدوده معها هكذا ، هبت واقفة وهي تقول بغضب ..
_ وانا قولتلك مليون مرة ماتتعداش حدودك معايا واعرف انت بتعمل اية
نظر لها نظرات علي غير عادته وهو يجيبها بـ : بلاش تتحديني يا....
صمت لحظة ثم اكمل بتساؤل قائلاً ..
_ إلا بالحق انتي اسمك اية يا انسة ؟
قهقهت هي بشدة وهي تنظر له لتجده يستشيط غضباً ، حاولت تمالك نفسها فـ أردف هو بغيظ قائلاً : هو السؤال دا بيضحك للدرجة !؟
توقفت هي بعد ثواني ثم ردت بسخرية قائلة : بصراحة اه ، اصل واحد مقعد واحدة ف بيته يومين ومايعرفش حتي اسمها بالاضافة انه مايعرفش اى حاجة عنها اطلاقاً
ابتسم هو ابتسامة ماكرة وهو يتابع بـ ..
_ المشكلة انك انتى الي ماتعرفيش انتي بتتعاملي مع مين يا حلوة
جلست هي علي الأريكة بأريحية ثم اردفت ببرود قائلة : بتعامل مع مين يعني
اجابها وهو يهز رأسه بجدية قائلاً ..
_ خليها مفاجأة بقاا
ثم استدار كعادته وكاد يغادر دون ان يسمع ردها كأنه المدير ، يلقي اوامره ويستدير ويذهب دون سماع الرد
هتفت هي بأمتغاض قائلة : شهد ، اسمي شهد يا عمر
توقف للحظة دون ان يلتف لها ثم ظهرت شبح ابتسامة علي وجهه واكمل سيره
_______________
في منزل رضوى ،،،،
كانت رضوى تجلس علي فراشها في غرفتها بعد عودتها من عملها ، ( رضوى تعمل مصممة ازياء في شركة خاصة ) ، كانت ترتدى البيچامة الخاصة بها وتربط شعرها بتوكة صغيرة ، سمعت صوت الباب من الخارج يُغلق فعلمت ان والدتها عادت من الخارج ، تنهد وهي تحاول ان تتوقع ذلك الخبر الذى اخبرتها عنه مها ، طُرق بابها فأذنت للطارق بالدخول فإذا بـ مها تهتف والابتسامة علي وجهها قائلة ..
_ يلا يا رضوى تعالي ماما عايزاكى
اومأت رضوى برأسها متفهمة ثم اجابتها بــ : انا جاية اهو حاضر يا مها
استدارت مها ثم ذهبت للخارج ، كانت رضوى لا تعلم ما سر تلك الابتسامة التي تبتسمها مها ، نهضت من علي الفراش ثم عدلت شعرها بتنهيدة واتجهت للخارج لتجد والدتها تجلس علي الأريكة بتعب ، وهي تتنفس بصعوبة اثر صعودها السلم ، نظرت لها رضوى بلوم قائلة ..
_ مالك يا أمي انتي بطلتي تاخدى الدواء ولا اية بقي ؟
هزت والدتها رأسها ثم هتفت بجدية قائلة ..
_ لا بس تعالي يا رضوى عاوزة اتكلم معاكي شوية
اقتربت رضوى من مجلس والدتها وجلست بجانبها ثم امسكت بكف يدها محتضناه بكفيها واجابتها بنبرة حانية ..
_ اؤمريني يا ست الكل
_ جايلك عريس ولازم توافقي عليه فوراً
اردفت والدتها بتلك الجملة وهي تنظر لها لترى ردت فعلها ، لتجد رضوى نظرت للجهه الاخرى بحزن وهي ترمش ثم ابعدت يدها عن يد والدتها ونهضت عن المقعد وهي تقول ..
_ مش موافقة يا أمي وارجوكى ماتحاوليش تفتحي الماضى تاني
حدقت بها والدتها بغضب ثم صاحت قائلة : لا بقي المرة دى هتتجوزيه وغصب عنك ، انا مليش ذنب ف اختياراتك المتخلفة !!
________________
في منزل عمر ،،،،
اتجهت شهد الي الطابق العلوى لتشبع رغبتها في اكتشاف هذا الطابق الذى لم تراه منذ قدومها الى ذلك المنزل ، صعدت الي الاعلي بخطوات حذرة وهي تتلفت حولها كاللص ، وصلت امام تلك الغرف وبالاخص غرفة عمر ، ظلت تحدث عقلها لدقيقتان تقريباً هل تدخل ام تذهب خوفاً من تحذير عمر لها ، ظلت تفكر وكادت تخطي خطوة اخرى الا انها تراجعت باللحظة الاخيرة واستدارت وهبطت الي الاسفل مرة اخرى ، جلست علي الاريكة ثم اتكأت وتناولت الريموت من علي المكتبة وكادت تعود ولكن لفت نظرها تلك الورقة المطوية علي المكتبة ، امسكتها بتساؤل وهي عاقدة حاجبيها ثم تابعت بنبرات شك قائلة ..
_ فيها اية الورقة دى !
فتحتها برفق وهي متشوقة لمعرفة الكلام المدون بداخلها ، قرأت ما بداخلها لتتغير معالم وجهها للأستغراب حيث كان مضمونها كالآتي ( صباح الخير ، احذرى افعالك لان الي انا هعمله خارج عن ارادتي صدقيني ..... عمر )
لوت فمها بتهكم قائلة : عاملي فيها نمس بوند حضرته وكل شوية يهدد
تركت الورقة مكانها مرة اخرى ورمت الريموت علي الاريكة ثم تنهدت واتجهت للخارج حيث الحديقة ، لفت نظرها الزهور والاشجار الملونة لانها منذ الصغر تعشق الزهور وخاصة ( الياسمين )
فتحت الباب وخرجت وخصلات شعرها تتطاير مع الهواء وهي تستنشق عبير الزهور بمتعة ، ابتسمت ابتسامة هادئة وهي تلمس الزهور وتتذكر ايامها الماضة مع اهلها واحبائها ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها وهي تتذكر ما حدث معها وكلما حاولت التفكير في مصيرها القادم شعرت انها تريد ان تبكي كثيراً حتي تخرح كل ما بداخلها من هموم وحزن ، قطع تفكيرها صوت ضجة داخل المنزل ، عقدت حاجبيها بتعجب وهي تتنصت لذلك الصوت ثم التفتت متجهه للداخل ، فجأة سمعت صوت طلق نارى ، وقفت متسمرة مكانها للحظات تستوعب ذلك الصوت الذى لم تسمعه بعمرها الا ف الافلام او الافراح ، ركضت للداخل بسرعة ووجدت الباب مفتوح ، فتحته اكثر وهي توزع انظارها في المنزل لتتسع حدقة عيناها بصدمة وهي ترى ........................ !
الفصل الرابــــع :
اتسعت حدقة عيناها وترى جثة شخص مُلقاة علي الارض والدماء من حوله ، كان يتآوه من شدة الألم ، وضعت يدها علي فمها وهي مصدومة كثيراً وهي ترتجف من الخوف ايضاً بينما صُدم عمر هو الاخر من وجودها امامه ثم اقترب من ذاك الشخص بسرعة ثم اتكأ وجس نبضه ليتأكد ان كان مات ام مازال علي قيد الحياة ليجده مازال يتنفس ، تنهد ثم حمله علي كتفه وسط انظار شهد المعلقة عليه ثم خرج به خارح المنزل وكان امام البوابة فأنزله وفتح الباب ثم تنهد واتكأ وحمله مرة اخرى وسار بأتجاه الخارج وسار بخطوات سريعة قدر ما يستطيع وهو يتلفت حوله ثم رماه علي الارض وهو فاقد الوعي واستدار ليعود لمنزله ، وصل امام البوابة الخاصة بمنزله ثم دخل واغلق الباب خلفه واتجه للداخل وهو يبطئ خطواته حتي وصل امامها ليجدها كما هي تقف مصدومة من هول ما رأت ، تقدم اكثر منها وهي ترجع للخلف بخوف ، اقترب اكثر وهو يقول بصوت أجش ..
_ انتي خايفة مني ؟
اومأت هي برأسها بخوف شديد فهي ولأول مرة تقف امام مُــجــرم ! في نظرها
ابتلعت ريقها بخوف وشعرت ان حلقها جف ثم ردت بــ : انا عايزة امشي من هنا
نظر لها بنظرات غير مفهومة ثم تابع بأستنكار قائلاً : تمشي من هنا ؟!
اومأت برأسها مؤكدة وهي ترجف كلما تذكرت شكل الرجل وهو ملقي امامها جثة هامدة ، انهارت فجأة علي الارض وهي تبكي ويعلو صوت شهقاتها ، لم يتأثر هو ابداً ثم تابع بنبرات جامدة قائلاً ..
_ مافيش مبرر يخليكي تمشي
صمتت عن البكاء عندما سمعت جملته ثم نهضت وحدقت به بغضب ثم صاحت قائلة : مافيش مبرر اييية انت مجنون انا شوفتك قتلت واحد ادام عيني يا مجرم
جز هو علي اسنانه والغضب قد تملك منه واحمر وجهه من شدة الغضب فأقترب منها وامسك كفها وهو يغضط عليه بقوة قائلاً : اياكي تتجرأى وتتكلمي معايا كدة
ثم زمجر بصوت عالي .. ساااامعة ولا لا
كانت دموعها تسقط بغزارة وهي متألمة من ضغطته وتحاول ان تبتعد ولكن بالطبع القوة الجسمانية تختلف ، تأوهت هي بألم قائلة : آآه ساامعة بس آآ ابعد
تركها وهو ينظر لها نظرات نارية وهى ولأول مرة منذ ان رأته تشعر بالخوف والرهبة منه مثل الان ، رجعت بخوف اكثر للخلف والقي هو نظرة اخيرة عليها ثم نظر لملابسه التي يملؤها الدماء ، دماء ذاك الرجل ثم استدار تاركاً اياها وسط صدمتها التي لم تزول
__________________
في منزل رضوى ،،،
حدقت رضوى بوالدتها بصدمة فهي لم تتخيل ان تجبرها والدتها علي اى زيجة ، هتفت بنبرات مختنقة قائلة ..
_ انا عارفة انكم ملكمش ذنب في اختياراتي المتخلفة بس انا خلاص ماعدتش عايزة اتجوز يا أمي
نهضت والدتها من علي الاريكة بعصبية مفرطة قائلة : يعني اية ماعدتيش عايزة تتجوزى يا ست رضوى ، لا فوقي قولتلك هتتنيلي وتتجوزى وفـ اقرب وقت كمان
كادت رضوى تبكي ثم اردفت بجدية قائلة ..
_ طب علي الاقل الفترة دى سيبيني
اغمضت والدتها عيناها كأنها تذكرت شيئاً ثم تابعت بجمود ..
_ انا قولت الي عندى
ثم التفتت لتغادر ولكن توقفت للحظة واستدارت نظرت لرضوى قائلة ..
_ واعملي حسابك ان العريس واهله جايين الخميس الجاى فهمتي
اومأت رضوى برأسه ثم اكملت الام سيرها تاركة رضوى خلفها انفجرت في البكاء الحاد وهي تتذكر ذلك الماضى المؤلم الذى لطالما تمنت ان تنساه وللأبد ، كانت في الغرفة المقابل للصالون تجلس مها وهي تتصنع انها تنيم ابنها ولكن كان غرضها ان تتسمع الي حديث والدتها مع اختها الاصغر ، نظرت لها بشماته ثم خبطت برفق علي " سيف " وقامت بتغطيته ثم نهضت متجهه للخارج بعد ان اغلقت الباب ..
_ ما توافقي بقا وتخلصينا
هتفت مها بتلك الجملة وهي تجلس بجانب رضوى التي لم تكف عن البكاء لحظة ، نظرت لها رضوى وهي تحاول ان تتوقف عن البكاء ثم ردت بــ ..
_ ارجوكي يا مها ، الي فيا مكفيني
جزت مها علي اسنانها بغيظ قائلة ..
_ وهو انا قولت حاجة ياختي ، بنات توكس بصحيح
نهصت رضوى بنفاذ صبر من الأريكة ثم اتجهت نحو غرفتها وهي تتنهد بأختناق
_____________________
في منزل عمر ،،،،
اتجه عمر للأعلي ثم فتح باب غرفته ودلف بهدوء ، خلع قميصه ثم رماه علي الارض بأهمال ودلف الي المرحاض واغلق الباب خلفه ، فتح الدش ووقف تحته والماء يسقط علي جسده وهو يشعر ان الماء كما لو انها تنقيه هو شخصياً وتستطيع ان تمحو كل ما في ذاكرته من ذكريات يمقتها جدا ، نظف نفسه من الدماء بالكامل ثم تناول المنشفة ونشف جسده وخرج ، ارتدى شورت جينز من كحلي وجلس علي الفراش بهمدان وهو يتذكر مقابلته مع المدعو ( حامد ) تنهد بضيق وهو يمرر يده علي شعره الحريرى ونفض تلك الافكار من رأسه ومدد جسده علي الفراش علي امل ان يناام ....
في الاسفل تجلس شهد علي الفراش المتواجد في الاسفل وهي لم تتوقف عن البكاء ، كانت ممسكة يدها ببعضها وهي تردد بعض الادعية ، فشهد اساسها تخشي الله وتحبه وتسأله دائما ان يهديها للطريق الصحيح ، نهضت وهي تمسح دموعها برفق مثل الاطفال ثم اتجهت للمرحاض في الاسفل وتوضأت وهي تتذكر ما حدث منذ قليل ، خرجت بعد ان انتهت ونظرت لملابسها بحيرة حيث كانت ترتدى بنطال من اللون الاسد وتيشرت من اللون الاحمر وكما انها لا تملك حجابها " طرحة " ، زفرت بضيق وهي تقول لنفسها ..
_ اعمل ايية دلوقتي بقاا ياارب انا تعبت
اكملت سيرها للخارج ثم جلست علي الفراش مثلما كانت ووضعت يدها علي رأسها وهي تفكر ماذا يمكن ان تفعل ، مرت دقيقتان وهي علي نفس وضعها ثم خطرت ببالها فكرة ، نهضت وهي تنظر للأعلي بتردد وخوف ، سارت بخطوات بطيئة وهي تقدم قدم وتأخر الاخرى ، وطلعت موجهه نظرها علي احدى الغرف ، وصلت امام الغرفة ومدت يدها لتفتح الباب ولكنها تذكرت جملة عمر وهو يحذرها ( لو فكرتي تدخلي هتحصل حاجة مش هتعجبك ) ، دفعها العند الذى بداخلها ان تتحداه اكثر وتدخل لترى ما بالداخل ، فتحت الباب وهي تنظر لتندهش مما رأت امامها .....
______________
في الاسكندرية ،،،،
امرأة تبدو في الخمسين من عمرها ذات شعر بني يخلطه خصلات بيضاء تدل علي كبر سنها ، ترتدى عبائة من اللون الاسود المنقشة وطرحة علي شعرها ولكنها تظهر بعضه ، كانت تبكي وتبكي وتنحب بخوف او يفضل ان يقال رعب بالفعل ، كان يجلس بجانبها طفل في اوائل عمره " 6 سنوات تقريباً " ينظر لها بشفقة وحنان وخوف معاً ، كانوا يجلسوا في منزل متوسط المعيشة وتحديداً في غرفة صغيرة " غرفة اطفال " عبارة عن سريران وبينهم كمدينو وفي الامام دولاب من اللون البني وغالبية الاساس من اللون البني ، دخل رجل كبير في العمر ذو منكبين عريضين وعلي وجهه ملامح الغضب ، نظر لها بحقد ثم هتف بشر قائلاً ..
_ بردو مش ناوية تقولي يا ولية ؟
هزت المرأة رأسها نافية وهي تتابع بكلمات متقطعة : والله ماهو آآ صدقني هو آآ بس يعني
قاطعها الرجل بصفعة مدوية هوت علي وجهها بقسوة بالغة ثم أردف بغيظ قائلاً ..
_ انا بقا هخليكي تعرفي تنطقي
ثم انقض عليها بالضرب المبرح وهي تصرخ من شدة الألم والطفل ذو الست سنوات يشاهدهم وهو يرجف ومنكمش في مكانه والدموع تنهمر من عيونه كالشلال بصوت مكتوم ، صاح بنبرات جريئة طفولية قائلاً ..
_ بس سيبهاا حرام عليك سيب ماما
حدق به الرجل بغضب وعروقه تظهر علي وجهه والمرأة مُلقاة علي الارض والدماء تملأ وجهها ، ضربه الرجل علي وجهه ضربة اوقعته علي الفراش ، خاف الطفل اكثر ورجع للخلف بينما تابع الرجل قائلاً ..
_ غوور ف داهية ملكش فيه
ثم عاود النظر للمرأة وهي تتآوه متابعة بألم شديد : آآه حرام عليك دا طفل سيبوا ، دا مهما كان ابنك
ركلها الرجل برجله بقوة جعلت الدماء تزداد مع ازدياد صرخة المرأة ثم اتكأ للأسفل ممسكاً اياها من شعرها وهو يقول بنبرات جافة ..
_ انا ماعندييش عيال فاهمة
ثم ترك رأسها وهو يدفعها لترتطم بالحائط وتفقد المرأة وعيها او بمعني اوضح تغادر الحياة ، حدق بها بجمود ثم اتكأ مرة اخرى ووضع يده امام فمها ليرى ان كانت تتنفس ام لا ليجد نفسها متقطع
استدار وغادر ببرود متناااهي تاركاً اياها تغادر تلك الحياة الظالمة لها وسط ذهول طفلها الذى لم يتعدى العشر سنوات ...
__________________
في احدى مدن الصعيد ،،،،
في منزل عائلة " الهوارى " تحديداً في غرفة والد شهد ، غرفة كبيرة مكونة من سرير كبير من التراث القديم واثاث فخم وغسالة وتلفاز وحمام في الجانب ، يجلس والدها علي احدى الكراسي ممسك السبحة في يده وهو يسبح بهدوء ، نهض من علي الكرسي واتجه نحو المصلاة وامسك بها ثم فرشها بأتجاه القبلة وبدأ يصلي العصر ، فى نفس الوقت طرق محسن الباب بقوة فلم يجد رد ، دفع الباب ودلف ليجد والده يصلي ، جلس علي الفراش منتظراً ان ينهي صلاته والابتسامة علي وجهه ، انتظره لمدة 6 دقائق تقريباً وانهي والده الصلاة فـهتف محسن بأبتسامة قائلاً ..
_ حرماً يابوى
_ جمعاً يا ولدى ، مالك الفرحة مش سيعاك
اردف والده بتلك الجملة قبل ان ينهض ويلم المصلاة ويجلس لجانب محسن علي الفراش ، تنحنح محسن وابتسامته تزداد في الاتساع ثم تابع قائلاً ..
_ لجيييتها يابوى لجييتها
عقد والده حاجبيه ثم سأله بعدم فهم قائلاً ..
_ هي مين دى الي لجيتها يا محسن
محسن بتوضيح ومكر : شهد ، لجيت ( لقيت ) شهد يابوى لجيتها واخيراً لجييييتهاا ..........................
مواجهه الاسد
الفصل الخامس :
نظر له والده بصدمة يشوبها الفرحة ايضاً ثم ابتسم ابتسامة واسعة ورد بــ : بجد يا ولدى لجييتها ؟
اومأ محسن برأسه مؤكداً وهو يرى معالم الفرحة البادية علي وجه والده ثم اكمل قائلاً : بالصدفة جابلت واحد قالي انه شافها وهي راكبة قطر رايح القاهرة ، وبطريجتي بجي عرفت راحت فين بالظبط وعملنا البتاع ديا الي بيجولوا عليه دا
عقد والده حاجبيه بأستغراب وهو ينظر له متسائلاً : اية البتاع دا يا ولدى !؟
ابتلع محسن ريقة ثم تابع بشرح قائلاً ..
_ يابوى ، الواد عطيه جالي انه في حاجة اكدة نجدر نتتبع مكانها من التلفون واخر مكان وصلتله فـ الهرم والاشارة انجطعت
اومأ والده رأسه متفمهاً بتنهيدة تحمل الكثير ثم أردف بصوت آمر قائلاً ..
_ تطلع دلوجت يا محسن وتاخد رجالتنا معاك وماترجعش إلا مع اختك ، فاهم ؟
ابتسم محسن ونهض بفخر ، فهو سيجلب اخته ويغسل عاره بيده ، بدلاً من ان يجدها مصطفي وتُقتل علي يده
هذا ما كان يفكر به محسن قبل ان يتابع قائلاً بفخر يظهر عليه جلياً ..
_ اوعدك يابوى ماراجعش إلا معها .. مع شهد عشان اجيبها واحطها تحت رجليك
هز والده رأسه بموافقة مع ابتسامة صفراء ثم خبط علي كتفه برفق وهو يقول ..
_ مع السلامة يا ولدى
_ مع السلامة يابوى
هتف محسن بتلك الجملة وهو يستدير ليغادر الغرفة استعداداً للسفر للقاهرة بينما ريح والده جسده علي الفراش بتعب
وهو يضع يده علي قلبه بألم دفين قائلاً ..
_ آآه يابتي آآه منك ، كان اية لازمته تعملي كده بس ، خلتيني هأعمل حاجات كتير جوى ماعايزهاش
___________________
في منزل عمر ،،،،
دلفت شهد الي الغرفة لتنصدم مما رأت ، حيث وجدت غرفة متوسطة بها الكثيير من الرسومات والصور التي لا تعد ولا تحصي لبنت يبدو من صورها انها كانت في ريعان شبابها ، ظلت تنظر في جميع انحاء الغرفة ثم سارت للداخل بخطوات بسيطة وهي تتابع النظر للصور والاثاث المغطي بالاقمشة البيضاء ، سارت خلف فضولها الذى قريباً سيودى بها الي التهلكة ثم رفعت الغطاء عن احدى الصور الكبيرة وظلت تحملق بها بتركيز شديد ثم مدت يدها ورفعت الاقمشة عن الكرسي المجاور لها ونفضت الاتربة برفق لتجد الاتربة تعبء المكان ، اخذت نفساً عميقاً ثم جلست علي الكرسي برفق وهي ممسكة بالصورة في يدها ، مالت برأسها قليلاً وهي تتفحصها ثم هتفت بهدوء قائلة : يا ترى انتي مين ! ولية عمر ماكنش عاوز حد يشوف صورك
ثم صمتت برهه واكملت بنفس الهدوء ..
_ وياترى انتي عايشة اصلا ولا ميتة ؟! ولو عايشة لية مش عايشة هنا !
ظلت تفكر وهي تنظر للصورة ولم تشعر بالدقائق او الساعات .....
___________
في غرفة عمر ،،،،
افاق عمر من ذلك الكابوس مردداً بفزع ..
_ كفااااااية بقاا كفاااية ، لييية دايماً بتلاحقني ، لييية مش عايز تسيبني اعيش مرتاح ابعد عني بقاا
جلس علي الفراش بحزن عمييق ثم مسح بيده علي شعره وهو يتذكر ماضيه منذ الطفولة وهو بالنسبة له " كابوس " ، خُيل له انه ان كان كبيراً لكان منع والده من قتل أمه ولكنه لم يقدر ، لم يقدر علي حماية والدته ، لم يكن بعقله ان الاعمار بيد الله ، كان يشعر بالألم منذ فقدانها ويريد ان يبكي ويبكي حزناً علي موت أمه وهو طفل السادسة ولكنه اقسم ان لا يكون ضعيفاً ان يبدو قوياً امام الناس ولكن ماضيه دائماً يلاحقه حتي في نومه يتذكر مشهد موت والدته ...
ابعد الغطاء عنه وهو ينظر للفراغ كأنه يتحدث مع شخص ما ثم هتف بكسرة قائلاً ..
_ حتي انتي ماعرفتش احميكي سامحيني ...
تنهد بحزن اعتاده منذ زمن ثم نهض من الفراش ونصفه الاعلي عارى ثم اتجه للمرحاض ليغتسل ، امسك بالمنشفة ثم دخل الحمام واغلق الباب خلفه
____________________
في منزل رضوى ،،،،
كانت تجلس رضوى علي فراشها في غرفتها حبيسة منذ حديثها مع والدتها شعرها غير منظم ، تبكي بكاء حاد كأن والدتها اخبرتها انها ستُعدم ليس تتزوج ! ، امسكت بالمنديل المجاور لها علي الفراش ثم مسحت دموعها وارجعت رأسها للخلف وهي تتذكر ذلك اليوم الذى لن تنساه حتي الموت والذى اوصلها الي ذاك الموقف وذلك الشعور بالنفور حتي من سيرة الزواج ...
فلاش باك لــــ سنوات مضت ..
رضوى في احدى الكافيهات المشهورة في المعادى ترتدى جيبة جينز وتيشرت احمر مرسوم عليه اطفال وطرحة صغيرة من اللون الاحمر والازرق ، كانت الابتسامة علي وجهها وهي تجلس علي احدى المنضدات منتظرة شخصاً ما موجهه نظرها علي البوابة ، لا تضع اى مساحيق تجميل فـ من الاساس رضوى ذات بشرة بيضاء وعيون بنية جميلة وملامح بريئة ، شخصية مرحة جذابة ،
جاء النادل بأتجاهها ثم رسم ابتسامة رسمية وهو يقول : اجيب لحضرتك اية يا فندم ؟
هزت رضوى رأسها نافية وهي تجيب بجدية بــ : لا متشكرة انا مستنية حد
اومأ النادل برأسه متفهماً ثم استدار وغادر ، بعد دقائق معدودة دلف الشخص المنتظر ( شهاب الألفي ، شاب في اوائل الثلاثينات من عمره ، ذو عيون سوداء حادة وبشرة سمراء الي حداً ما وجسد رياضي يتمناه اى شاب ، رموش كثيفة وعضلات مفتولة ، والده متوفي ، في بداية حياته بدأ بالعمل في احدى الشركات كـموظف ولكن مع الوقت تطور عمله وافتتح شركة خاصة به ، والدته غير متحكمة في حياته اطلاقاً بل انه يتحدث معها كـصلة رحم ليس إلا )
وصل امام المنضدة التي تجلس عليها رضوى ثم ابعد الكرسي وجلس ثم نظر لرضوى التي لم تبعد عينيها عنه منذ دخوله ، تنحنح بنبرات جادة قائلاً ..
_ احم ازيك يا رضوى ؟
ابتسمت رضوى بتوتر ثم ردت بــ : الحمدلله رب العالمين ، ازيك انت؟
شهاب بهدوء : تمام الحمدلله
اردفت رضوى بتوتر يصحبه التساؤل قائلاً ..
_ خير يا شهاب طلبتني وقولت ضرورى جدا قلقتني ، خير اللهم اجعله خير ؟
_ رضوى احنا لازم نبعد عن بعض
هتف شهاب بتلك الجملة وهو ينظر لها بجمود في حين حدقت هي به بصدمة وهي غير مستوعبة ما سمعته للتو ..
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم اجابته بـ ..
_ ههههه انت بتهزر يا شهاب ، قول كنت عايز اية بجد يلا ؟
تأفف شهاب ثم علت نبرة صوته قليلا وهو يكمل بجدية بالغة قائلاً ..
_ رضوى انا بتكلم بجد ، انا مش هأقدر اكمل معاكي انا ماحبتكيش
ظلت رضوى محملقة به بصدمة مصحوبة بالغضب الشديد ثم هبت واقفة فجأة وهي تلوح بيدها بصياح قائلة ..
_ يعني اييية يعني انت كنت بتخدعني ، خطوبة سنتين واشتغل فيهم واديك مرتبي ع اساس بنجهز شقتنا وانت المفروض بتجهز عشان نتجوز ، تيجي قبل فرحنا بشهر تقولي مش هاقدر ، انت اييية يا اخي حسبي الله ونعم الوكيل
غضب شهاب ثم امسك يدها وضغط عليها بعنف وهو يقف قائلاً بصرامة ..
_ احنا ادام الناس بتبص علينا اترزعي
هزت رضوى رأسها نافية وهي تمنع نزول دموعها بصعوبة ثم حملت حقيبتها واستدارت لتغادر وهي رأسه يكاد غير موجود اساساً ، تسير وهي لا تعرف حتي اين ستذهب ....
بـــــــاك
مسحت دموعها السائلة علي خديها بصمت كلما تذكرت ذلك اليوم المشؤم ، تنهدت بألم وهي تقول بداخلها ..
_ ياااارب ، يارب زى ما دخلته حياتي خرجه منها وللأبد من غير ذكريات حتي ياااارب
مددت جسدها اكثر علي الفراش ثم غطت في نوماً عميق بدموعها التي لم تجف يوماً من عيناها ...
_______________
في احدى مدن الصعيد ،،،،
كانت زوجة محسن في غرفة نومهم تعد الحقيبة من اجل سفر زوجها ، انتهت من اعداد الحقيبة في نفس لحظة دخول زوجها الغرفة الذى احتضنها من ظهرها بحب فأبتسمت هي بهدوء ثم التفتت ونظرت له قائلة بأبتسامة ..
_ انا جهزت لك الشنطة يا محسن
اومأ محسن رأسه متفهماً وهو يجيبها قائلاً بغزل : تسلم يدك ياحبيبتي
( محسن ( 30 عام ) متزوج من ثلاث اعوام من احدى الفتيات في الصعيد بعدما أعجب بها ولكن حتي الان لم يرزقه الله بأطفال وهو لم يعترض علي مشيئة الله لانه مكتفي ويحب زوجته وهي كذلك ولكن لا مانع انهم يحاولوا بكل الطرق ويدعوا الله ان يرزقهم بطفل ، زوجته " مريم " فتاة طيبة وزوجة حنونة ، كانت تحب شهد وتعتبرها اختها الصغرى وحزنت عند اجبارها علي الزواج )
اردفت مريم بنبرات راجية قائلة : محسن ممكن طلب يعني ؟
ابتسم محسن ثم رد بتساؤل قائلاً ..
_ جولي يا مريم ، محتاجة حاجة ؟
هزت مريم رأسها نافية ثم تابعت قائلة ..
_ ممكن لو يعني آآ لو لاجيت شهد ماتجساش عليها يا محسن ، انت عارف انها هبلة وطايشة شويتين
ظهر الغضب علي ملامح محسن ثم ابتعد عنها وتابع بغضب قائلاً ..
_ جولتلك ماتتدخليش انتي ، ويلا هأبعتلك الشغالة تاخد الشنطة ، سلام
استدار وغادر الغرفة بينما جلست مريم علي الفراش وزفرت بضيق وهي تفكر في مصير شهد القادم ثم هسمت قائلة ..
_ يكون ف عونك ربنا يا حبيبتي
__________________
في منزل عمر ،،،،
خرج عمر من المرحاض وهو يلف المنشفة حول جسده ثم بدل ملابسه وارتدى ملابس خارجية عبارة عن بنطال اسود وتيشرت ازرق نصف كم ثم سرح شعره وهو ينظر لنفسه في المرآه ووضع العطر الذى يفضله دائماً واخذ موبايله واطفئ انوار الغرفة وفتح الباب وخرج بهدوء ، نظر ليجد النور يخرج من الغرفة التي كانت مغلقة ، اصبح وجهه الوان خشيتاً ان تكون شكوكه صحيحة ، سرع في خطاه متجه لتلك الغرفة ، حدق بها ليجد شهد تجلس علي الكرسي كما هي ممسكة بالصورة ، غضب بشدة واقترب اكثر ثم صاح بحدة قائلاً ..
_ شهههههد
انتفضت شهد اثر الخضة ووقعت الصورة من يدها وهبت واقفة بخوف وهي تنظر لعمر بصدمة ، لم تعرف كم من الوقت قضت وهي هكذا ، نظرت للصورة التي انكسرت بصدمة ثم اتكأت لتلملم الصورة ويدها ترتعش ، ظل عمر يراقبها وهو يجز علي اسنانه بغيظ وغضب مكبوت ثم هتف بنبرة تشبه فحيح الافعي ..
_ مش قولتلك اياكِ تقربي من الاوضة دى
ثم اكمل بصراخ : ولا انتي مابتفهمييش
كادت شهد تبكي من الخوف وجرحت يدها من الزجاج الخاص بالصورة اثر رعشاتها فتآوهت بألم وهي تقول ..
_ آآه ايدى ، اسفة جدا هآ آآ هلمه واخرج
كانت تشعر بألم ويدها تنزف ولكنها كان خوفها من عمر ورهبتها منه اشد من ألمها ، اقترب عمر منها ثم اتكأ قليلاً وامسكها من ذراعها ليرفعها في مستواه ثم نظر في عيونها بشر وتابع بصرامة ..
_ اخرجي برررة بررررة مش عايز اشوف خلقتك
انتفضت شهد من صراخه وبكت وهي بين يديه ، ولكن هيهات ، لم يتأثر عمر بدمعة واحدة من دموعها بل اشتد من ضغطته علي يدها ثم تركها وتقدم ونظر للصورة المكسورة ، تنفست شهد الصعداء وركضت بسرعة للخارج بخوف كأنها نجت من الموت تاركة عمر يتألم بتذكر الماضي ....
__________
بعد ساعات في الهرم ،،،
وصل محسن الي الهرم مع بعض الرجال التابعة لهم ومعه " عطيه " ليتوصلوا لمكان شهد ، وصلوا الي نفس المنطقة المهجورة التي كانت بها شهد عندما وصلت القاهرة ، تنهد محسن بضيق وهو يزمجر فيهم قائلاً ..
_ لأ لأ هانلاقيها يلا دوروا
نظر الرجال لبعضهم بحيرة ثم انصاعوا لأوامره وبدأوا في البحث عن اى منزل قريب ، كان يبحث محسن ايضا حتي سمع صوت احدى الرجال يقول بلهفة ..
_ يا محسسسن
التفت محسن له ونظر له بتساؤل قائلاً ..
_ اية فيه ياض خير ؟
ظل يتنفس الرجل بنهج اثر ركضه ثم هتف بنبرات متقطعة قائلاً ..
_ لجينهاا ، آآ البيت ، في بيت جريب من هنا ، وواحد من الرجالة بيجول شافها
ابتسم محسن بأمل ثم رد سريعاً بلهفة قائلاً : طب يلا بسرعة مستني اية
سار مع ذلك الرجل حتي وصلوا امام منزل عمر ، تقدم محسن امامهم ثم طرق الباب بقوة ، لم يفتح احد ، نظر محسن لرجل بينهم ثم قال بصوت أجش قائلاً ..
_ انا مش هاقعد اخبط انا عايز افتح واخش فجأة كدة ع طول
اومأ الرجل برأسه متفهماً ثم اقترب ودفع الباب بقوة ليكسره فأنكسر الباب ودلف محسن ليجــد ..............
الفصل السادس :
دلف محسن الي المنزل بخطوات مترقبة ليجد المنزل فارغ ، وزع نظره في كل انحاء المنزل ولكن لم يجد اى شخص ،
نظر للرجال الذين كانوا معه ثم هتف بصوت أجش قائلاً ..
_ دوروا في كل حته يلااا
اومأ احدى الرجال برأسه متفهماً ثم اشار لباقي الرجال بيده ، فأستداروا جميعهم وانطلقوا في ارجاء المنزل للبحث عن اى شخص ، دلف احد الرجال الي غرفة عمر فلم يجد احد ايضاً ، انتهوا من البحث ثم هبطوا لمحسن الذى كان يجلس في الاسفل منتظراً ان يأتوا مع اخته ولكن خاب ظنه عندما رأهم يهبطوا بمفردهم وينظرون له بخيبة امل
حدق بهم ثم صاح بغضب قائلاً : هي فييين ؟
عطيه بجدية : مافيش حد هنا خالص
زفر محسن بغضب وحزن معاً ثم استدار وهو يشير لهم بيده بمعني هيا ، ذهبوا خلفه وخرجوا جميعهم من المنزل ،
وقف محسن وهو يفكر ثم تابع بتفكير قائلاً ..
_ سيبوا الباب والبيت زى ماهو كدة مجلوب وماتجفلوش الباب ، يلا امشوا
نظر عطيه والرجال لبعضهم بأستغراب ، ثم اردف عطيه بتساؤل قائلاً ..
_ مافاهمش ، لية عايزنا نسيب كل حاجة اكده يعني ؟!
مط محسن شفتيه بعدم رضا ثم رد بخبث بـــ : ياباى عليك يا عطيه ، كل حاجة لازم تسأل عنها ، علي العموم انا عايزها تعرف اننا كنا هناا
هز عطيه رأسه بفهم وابتسم ابتسامة خبيثة وهو يقول : امممم فهمت
ثم صمت لحظة ونظر لمحسن الذى اشار لهم بالسير خلفه ، اتجهوا للسيارات وركب كلا منهم سيارته ، ثم هتف محسن بصوت آمر قائلاً : اطلعوا علي اى فندق نجعد فيه
ثم صمت برهه واكمل بتصميم : انا ما ماشيش من هنا إلا وشهد فـ يدى
انصاعوا لأوامره كالعادة وانطلقوا بحثاً عن احدى الفنادق القريبة ...
_____________________
في احدى المطاعم ،،،،
_ انا خايفة جداً يا عمر
هتفت شهد بتلك الجملة وهي تفرك اصابعها بتوتر شديد وهم يجلسوا علي منضدة في مطعم كبير ونظيف وفاخر ، كانت شهد تنظر للجالسين بتوتر ثم وجههت نظرها لــ عمر الذى كان يتابعها منذ دخولهم وتابعت وهي تجز علي اسنانها قائلة : انت مابتردش عليا ليية !
نظر لها عمر بهدوء ثم اجابها ببرود قائلاً ..
_ هأرد اقولك اية ، انتي مأڤورة اوى خايفة من اية دا انا جايبك مطعم !!
ضغطت شهد علي شفتيها وهي مغمضة عينيها تحاول ان تهدأ نفسها ثم تابعت ببعض الحدة قائلة : انا حاسه ان الناس كلها بتبص علينا
زفر عمر بضيق ثم زمجر قائلاً ..
_ ماحدش يقدر يتنيل يبص علينا ، اهدى بقا انا مش جايب بنت اختي معايا
نظرت له شهد بضيق ثم حولت نظرها للجهه الاخرى وتنهدت وهي تتذكر ماحدث قبل مجيئهم للمطعم ...
فلاش باك
ظل عمر في الغرفة ينظر للصور بألم تعهد ألا يظهره امام اى شخص ، لملم الصورة المكسورة ببطئ ثم جمعها مثلما كانت وحملها ونهض متجهاً لاحدى الكراسي ووضعها عليه ثم تنهد وهتف بحزن قائلاً ..
_ وحشتيني اووى
ملس علي الصورة وبداخله يتمني ان تكون حقيقية وليست مجرد صورة ، غطاها ببطئ ثم استدار ليغادر واغلق النور في الغرفة واغلق الباب ونظر علي الاسفل ليجد شهد تجلس علي الأريكة تبكي بحرقة ، زفر ومسح شعره بضيق ثم اتجه للأسفل ، وصل امامها ونظر لها ، رأته هي فمسحت دموعها علي الفور بيديها ثم نظرت له بتساؤل ، اقترب اكثر منها ثم جلس بجانبها وهتف بص صمت دقائق بحدة قائلاً ..
_ مش قولتلك إياكِ تدخلي الاوضة دى
توترت شهد ثم عادت للبكاء مرة اخرى مثل الاطفال ، نظر لها بغضب ثم اردف بصياح قائلاً : يووووه ، هو انا كل ما هتكلم مع جنابك هتعيطي ، عشان تبقي عارفة بس انا مش بتأثر بالدموع دى
حدقت به بصدمة ثم نهضت ورفعت يدها في وجهه ونظرت له بتحدى قائلة : انا اصلا مش عايزاك تتأثر بدموعي يا استاذ يا محترم
نظر ليدها ليجدها تنزف ، عاود النظر لشهد مرة اخرى ثم امسك يدها ، ارتعشت من مسكته المفاجئة حاولت ابعاد يدها ولكنه ضغط عليها وشدد من مسكته ،
نظرت له بأستغراب فـ استأنف هو حديثه بحدة قائلاً : ايدك بتنزف ، اعمليها الاسعافات الاولية فـ الحمام هنا
ثم ترك يدها فجأة واستدار ليغادر ، تنهدت وهي تستنشق عطره ، فهو كان منذ لحظات قريب منها بدرجة كبيرة ، نظرت بدهشة شديدة له وهو يسير ثم تراجعت وجلست مكانها ...
بعد نصف ساعة تقريباً ، نزل عمر بعدما بدل ملابسه ونظر لها ليجدها تمدد جسدها علي الأريكة تنحنح قائلاً بصوت أجش ..
_ احم شهـد
انتفضت هي من مكانها بفزع وهي تضع يدها علي صدرها وتتنفس بصعوبة ، عقد حاجبيه بأستغراب ثم سألها ..
_ في اية !
شهد بهدوء : اتخضيت يا عمر
نظر لها وهو يرفع حاجبه ويهز رأسه ثم تابع بسخرية : اتخضيت يا عمر ! ، معلش ياختي بعد كدة هستأذن
مطت شفتيها بعدم رضا ثم اردفت بتساؤل قائلة : خير كنت جايلي لية ؟
عمر بصوت متحشرج : احم ، انا رايح اكل برة ، يلا قومي نخرج
تعجبت شهد من لهجته الآمرة وردت بـ ..
_ اية دا ، افرض انا مش عايزة اخرج معاك
عمر ببرود : لا ماهو مش بمزاجك يا حبيبتي بقا
ترددت كلمة " حبيبتي " في اذنها كثيراً واغمضت عيناها وفتحتها ثم هتفت بغيظ قائلة : اوووف اووف منك يا عمر
جلس عمر علي الأريكة وهو يقول ..
_ علي فكرة مش هانتظر كتير
شهد وهي تجز علي اسنانها بحنق ..
_ انا ممعايش هدوم وقاعدة بهدومي دى بقالي 3 ايام !
هز عمر رأسه ثم اسطرد بهدوء : منا عارف وعشان كدة جبتلك هدوم هتلاقيها فوق
تنهدت شهد ثم استدارت مغادرة للأعلي وهي تدب علي الارض بغيظ شديد ...
باك
ظلت شهد تنظر له نظرات مطولة وهو يتعمد ألا ينظر لها بحجة انه يستخدم هاتفه ولكنه رأى نظراته التي لم يفهمها له ، زفرت شهد ثم هتفت بشرود قائلة ..
_ انا مش فهماك خالص ، مرة احس انك هتولع فيا ومرة احسك طبيعي ، عايزة افهمك ولو شوية
ظهرت شبح ابتسامة صفراء علي وجه عمر ثم ترك هاتفه علي المنضدة واجابها بجمود قائلاً ..
_ احسنلك ماتفهمنيش عشان لو فهمتيني هتتعبي جداً ....
__________________
في منزل رضوى ،،،،
في احدى الغرف المتوسطة المكونة من سريران وفوقهما ستائر بجانبها بلكون صغير ودولاب كبير مشترك بينها وبين رضوى ، تجلس مها علي احدى الفراشان ترتدى جلباب من اللون النبيتي وتربط شعرها بتوكة صغيرة ، جلست ممسكة بهاتفها في يدها ثم كتبت رقم ما ،
ضغطت اتصال ووضعته علي اذنها لثواني ليأتيها صوت رجولي قائلاً ..
_ الووو يا مها
_ الووو ازيك يا حسن عامل اية ؟
_ مش كويس خالص ، كل دا وقت ماتسأليش عليا فيه يا مها
_ معلش والله اصل جاى لرضوى عريس وبيجهزوله حاجات للعزومة وانا ماصدقت عشان اعرف اتصل بيك
_ امممم ماشي ، مش هعرف اشوفك
_ مش عارفة والله
_ لا ازاى بقا انا لازم اشوفك قريب
_ مممم هشوف يا حسن وهقولك
_ مافيش حاجة اسمها هشوف فيه هاتيجي يعني هاتيجي
_ بس يا حسن آآ
قاطعها صوته بجدية : هستناكِي بكرا الصبح في شقتي ، سلام
ثم اغلق الخط في وجهها ، هو يعرفها جيداً ، لن تأتي إلا بهذه الطريقة ، كان يعلم انها ستعيد الاتصال به لذا اغلق الهاتف ليشعرها انه سيحزن وبشدة ان لم تأتي ، زفرت مها عندما وجدت الهاتف مغلق ثم تركته علي الفراش وكادت تنهض إلا ان اتفتح الباب ودلفت رضوى ، تحول وجهه مها للون الاصفر علي الفور واعتقدت انها سمعت حديثها ،
نظرت لها بأرتباك ثم هتفت بتساؤل قائلة ..
_ خير يا رضوى دخلتي فجاة خضتيني
نظرت لها رضوى دون ان ترد ثم اقتربت وجلست بجانبها علي الفراش ثم نظرت لها وهي عاقدة حاجبيها ثم ردت بــ : اية يا مها هو انا لازم اخد الاذن قبل ما اجي اوضتي ولا اية بقا !؟
صمتت برهه من الزمن ثم نظرت لها بخبث قائلة ؛ ولا انتي كنتي بتعملي حاجة مش عايزانى اشوفها يعني ؟
شعرت مها ان رضوى لم تسمعها وان توترها سيكشفها امام رضوى وبالطبع بحكم معرفتها بشخصية رضوى فهي لن تصمت ابداً اذا علمت ،
هبت واقفة ثم اردفت بصرامة مزيفة قائلة ..
_ انتي بتقولي اييية ، لا طبعاً
ثم استدارت وسارت بأتجاه الباب لتخرج وبمجرد ان اصبحت خارج الغرفة تنفست الصعداء وشعرت انها استردت روحها ...
_________________
في احدى الفنادق ،،،،
وصل محسن مع رجالة الي احدى الفنادق الغير مشهورة وليست علي مايرام بأكملها ، ولكن محسن ورجاله لم يكونوا علي علم بذلك ، نزلوا من سيارتهم يسبقهم محسن الذى دلف الي الفندق ولكنهم كانوا لا يرتدوا ملابس الصعيد بل كانوا يرتدوا ملابس عادية " بنطال وتيشرت " ، نظر محسن لموظف الاستقبال ثم هتفت بجدية قائلاً : عايز حجز اوضتين لو سمحت
الموظف برسمية : كام ليلة يا فندم
محسن وهو يحك رأسه بحيرة : اممم مش عارف يعني هانجعد كد اية
عقد موظف الاستقبال حاجبه ثم اجابه بتساؤل جدى قائلاً ..
_ مش فاهم الحقيقة ، هو حضرتك منين !
حاول محسن تعديل لهجته الي حداً ما حتي لا يكشف امره ثم تابع قائلاً ..
_ هاآ خليه مفتوح ياخي
اومأ الموظف موافقاً برأسه بأستغراب ثم اخرج المفتاح وفي نفس الوقت اخرج محسن الاموال من جيبه ومد يده له واخذ المفاتيح واتجه هو ورجاله الي الاعلي ، في حين نادى الموظف قائلاً ..
_ يا علي اطلع مع الاساتذة وريهم الاوضة 307 و310 بسرعة
سار محسن ورجاله خلف علي حتي وصلوا للغرف واستدار المدعو " علي " وغادر بعدما اوصلهم ، نظر محسن للرجال وأردف بصوت آمر ..
_ يادوب تناموا ساعتين تلاتة عشان نرجع ندور تاني يا رجالة
اومأ الرجال رأسهم ثم اخذوا المفتاح وفتحوا الغرف ودلفوا للداخل في حين دلف محسن الي غرفته واغلق الباب خلفه وهو يقول بتوعد : جتلك ( قتلك ) هيكون علي يدى ان شاء الله يا شهد !!
___________________
امام منزل عمـــر ،،،
وصل عمر وشهد في السيارة الخاصة بــ عمر امام المنزل ونزلت شهد من السيارة ببطئ ولحقها عمر واغلق السيارة ثم دلفوا سوياً الي الداخل ليجدوا الباب مفتوح ، حدق عمر فــ المنزل بتعجب شديد ثم سرعوا خطواتهم للداخل ليجدوا المنزل منقلب رأساً علي عقب ،
تحول وجه عمر للغضب الشديد وهو يصيح قائلاً ..
_ ميييين الي عمل كدة
كانت شهد تنظر للمنزل بصدمة غير مصدقة لما حدث ، فالمنزل كان مدمر بالمعني الحرفي ، نظرت له وهي تمط شفتيها بمعني لا أعرف ثم تابعت بصدمة قائلة : يانهاار اسووح ، مش عارفة
جلست شهد علي الأريكة بهمدان وهي تتنهد بضيق ، هو ليس منزلها ولكنها حزنت ، لمحت ورقة موضوعة علي التلفاز ، نهضت واتجهت للتلفاز وفتحت الورقة ببطئ لتنصدم من مضمونها " راجعلك يا شهد .. راجعلك "
فتحت فاهها بصدمة وتلقلقت الدموع في اعينها ثم وضعت يدها علي فمها بخوف وشرعت في البكاء ، نظر لها عمر بتعجب ثم هتف بصوت أجش ..
_ في اية بتعيطي لية دلوقتي
شهد ببكاء وخوف : هيجووا وهيقتلوني ، لا لا
ظلت تردد كلمة " لا لا " بهيستريا تعجب منها عمر بشدة واقترب منها ليجدها تجرى بأتجاه المطبخ ، ركض عمر خلفها ووجدها ....
صرخ بحدة قائلاً : شهد لااااااااااا
الفصل الثامن :
تسمرت في مكانها عندما رأت امامها محسن ورجاله وينظر لها وهو يبتسم بشر ، صرخت صرخة مدوية قائلة بذعر : عمرر
ثم ظلت تتراجع للخلف وهي واضعة يدها علي فمها بصدمة وخوف والدموع في عيونها ..
هتف محسن بنبرات تحمل الشماته قائلاً ..
_ وبردو لاجيتك ياخيتي يابت امي وابوى
في نفس الوقت كان عمر هب من فراشه بفزع بعدما سمع صريخها ، فتح الباب بسرعة ثم انطلق الي الاسفل ، رأى شكل شهد وخوفها الشديد ورهبتها ومحسن ورجاله وخمن ان يكون هذا ابن عمها او اخيها ، تقدم منهم ونظر لمحسن ورجاله بتفحص بينما نظر له محسن بغضب ثم صاح بغضب عارم قائلاً ..
_ مين دة يا شهد ؟!
كانت شهد لا تتحدث ، فقط تبكي بصمت وهي واضعة يدها علي فمها وجسدها يرتعش بخوف ، كانت الصدمة مسيطرة عليها ، لم تكن بوضع يسمح لها بالاجابة ..
اجاب عمر بهدوء غريب قائلاً ..
_ انت الي مين وجاى بيتي عايز اية !؟
محسن مزمجراً بغضب : انا اخووها وعايز اخد اختي ، يلا يابت
هزت شهد رأسها بالنفي ولم تكف عن البكاء بينما نظر لها عمر بشفقة ولأول مرة وفكر قليلاً بشيئ ما قد يكون به تهور ولكنه سيكون الافضل بالطبع ..
قام عمر بحركته المعتادة عند التفكير ' وضع يداه في جيبه '
وهو ينظر لمحسن شرزاً ثم أردف بجدية قائلاً ..
_ شهد مش هاتمشي من هنا
حدق به محسن بصدمة فمن هو ليمنعه من اخذ شقيقته وبهذه الطريقة ، تابع بتهديد يشوبه الغضب ..
_ ماليكش صالح يابن الناس احسنلك
ثم اكمل بصياح اكثر .. يلاااا يا شههد
ارتجفت شهد من صوته العالي وزاد بكاؤها وعلت شهقاتها وهي تنظر لعمر ثم رجعت للخلف بخطوات بطيئة ووقفت خلفه كأنها تحتمي به وممن .. من اخيــها !!
تنهد عمر ثم تابع ببرود قائلاً : الي عندك اعمله
ثم صمت لحظة ليفكر لأخر مرة ثم استطرد بهدوء وهو ينظر لشهد ..
_ مراتي مش هتروح مع حد
ترددت كلمة " مراتي " في اذنها بصدمة ، ايعقل هذا ! ،، زوجته وهما حتي الان لا يعرفان سوى اسم كلا منهما ، زوجته ولم يجسلوا مرة واحدة حتي يتحدثوا بهدوء ، زوجته ودائما ما يعاملها بجفاء وبرود وصرامة ، كانت شهد في تلك اللحظات تفكر هكذا ولكن قالت في النهاية هذا افضل من العودة مع محسن والموت .. !
بينما حدق به محسن وهو يتلقي صدمة للمرة الثانية ، تقدم منهم وعيناه تشع شرارة الغضب ثم جز علي اسنانه وهو يقول : مراتك !! يعني اييية ؟
رد عمر ببرود ولامبالاه قائلاً : مراتي يعني مراتي وياريت من غير مطرود
اقترب محسن اكثر وود ان يجلب شهد من شعرها ولكن منعه من ذلك جسد عمر العريض الذى كان يفصل بينه وبين عمر ، نظر لعمر بغل وكره شديد ثم فجأة لكمة بشدة ، لم تهتز لعمر شعره ونظر له بغضب هادر وهو يضع يده علي فمه ثم استدار للحظة وفتح الدرج واخرج سلاح !!
نظرت له شهد بخوف وصدمة بينما عاد هو ومكانه وهو يرفع المسدس موجهه نحو محسن ورجاله ..
عمر بجمود بالغ : هأقتلك يا كلب
كان محسن لا يتخيل ذلك ، اعتقد انه الوحيد المسيطر وانه يملك السلاح والرجال ولكن لم يكن يعلم ان عمر ايضاً بمتلك سلاح ويجيد التصويب ..
محسن بنبرات متلعثمة : آآ انت آآ ما آآ ماتجدرش تعمل حاجة
رفع عمر يده الاخر وعمر السلاح ببرود متناهي وصوبه مرة اخرى بأتجاه صدر محسن وهو يقول ..
_ هاتشوف دلوقتي اقدر ولا لا
حدقه محسن بهلع ثم رفع رجال محسن السلاح ايضاً بينما تقدمت شهد امام عمر ووقفت امام اخيها لتمنع عمر من فعلته فبرغم كل شيئ شهد تحب اخيها وتخشي حدوث اى شيئ لها ، نظر لها محسن بتعجب قليلاً وهو يفكر ، كان سيقتلها ولكنها تدافع عنه كي لا يُقتل !!
شهد برجاء وهي تنظر لعمر : ارجوك لا ، دا مهما كان اخويا من لحمي ودمي
عقد عمر حاجبيه بدهشة يشوبها الغضب ثم اردف بنفاذ صبر : انا مش عارف انتي اييية ، كان عاوز يقتلك ودلوقتي انتي بتحطي نفسك مكانه عشان مايموتش
لم يترك الفرصة لشهد لتجادله لانه اصبح يعرفها ولو بنسبة خمسون فـ المائة ، وجه نظره لذلك المحسن ورجاله ثم هتف بصوت آمر قائلاً ..
_ حظك انك عندك اخت كدة ، غوروا من هنا يلاااا برة بيتي
نظر محسن لرجاله ولعمر ولشهد ثم فكر لثواني ولم يعرف لماذا سار كـ مسلوب الارادة وسار مستديراً للخارج بشرود ، نظر رجاله لبعضهم ونظر لهم عطيه بمعني هيا ثم تبعوا محسن الذى خرج من المنزل وركب السيارة وادار المقود متجهاً للفندق ولم ينتظرهم حتي ، تعجبوا من شروده ثم ركبوا السيارة الاخرى وساروا خلفه ...
__________________
امام احدى العمارات بالجيزة ،،،
وصلت مها ونزلت من سيارة الاجرة ثم تلفت حولها كأنها تتأكد ان كان احدا ما يراقبها ام لا ، اخرجت النقود مت حقيبتها ثم اعطتها للسائق ونظرت بأتجاه البناية وسارت لها ، وصلت امام وظلت مترددة لثواني وحسمت قرارها ثم اكملت سيرها ودلفت الي العمارة وصعدت الي احدى الشقق وطرقت الباب ثم اخذت تهندم نفسها وتعدل ملابسها وشعرها ، ثم فتح الباب لها هذا الذى يدعي حسن ..
بمجرد ان رأها ظهرت ابتسامة خبيثة علي ثغره ثم قال بصوت آجش ..
_ تعالي يا مها ادخلي
ابتسمت مها ابتسامة بسيطة ثم دلفت واغلق حسن الباب ونظر لها واستطرد قائلاً بخبث : كنت متأكد انك هاتيجي
تلعثمت مها ثم ردت بتوتر بــ : آآ عادى يعني آآ انا ماصدقت اتحجج
اومأ حسن برأسه موافقاً ثم جلس علي الاريكة واشار لها ان تأتي لتجلس فأقتربت مها وجلست بجانبه ولكنها تركت بينهم مسافة فأتسعت ابتسامة حسن وهو يقول : بس اية القمر دة
زاد ارتباك مها وهي تحاول ان تبتسم ولكنها فشلت في ذلك ، استغل حسن توترها واقترب منها اكثر حتي اصبح لاصق بها فشعرت هي ان نفسها سينقطع واضطربت انفاسها ، قالت بتوتر شديد ..
_ ابــ آآ ابعد شــ شوية آآ لو سمحت
اقترب حسن اكثر وجهه من وجهها حتي شعرت بأنفاسه علي وجهها وصدرها يعلو ويهبط من فرط التوتر وشعرت ان حلقها جف لم تستطع التحدث اكثر ..
اردف وهو يشتم عطرها قائلاً ..
_ ابعد اية دة انا ما صدقت عرفتي تطلقي عشان اشوفك براحتي ونبقي واخدين حريتنا ومحدش يقدر يكلمك
قبل خديها برقة وحنية زائفة ثم مد يده واخذ يحسس علي جسدها بشهوة وهي تبتلع ريقها بتوتر وخوف قليل ، مد يده تحت ركبتيها وحملها ثم اتجه بها الي غرفة نومه ووضعها علي الفراش ، ثم ظل ينظر في عيناها واقترب اكثر وقبلها قبلات بشغف بث فيها شوقه لها ورغبته ، استسلمت هي له وغاصا في الحرام !! واصبحت مثل فتيات الليل بالنسبة له ....
____________________
في الصعيد ( منزل مصطفي ) ،،،،
كان مصطفي في غرفته يجلس وهو يضع قدم فوق الاخرى ويرتدى جلباب كالمعتاد ولم تسلم ملامحه من الغضب والتفكير والصرامة ، زفر بضيق وهو يتذكر حديث اخاها ووالدها عندما اخبروه انهم سيجلبوها له ويزوجوها له بعد تربيتها مرة اخرى ، امسك بهاتفه ثم بحث عن رقم محسن وضغط اتصال ووضعه علي اذنه منتظراً الرد ، اتاه صوت محسن قائلاً بضيق : الووو
اجاب مصطفي : الوو يا محسن لاجيتوها ولا لا ؟
صمت محسن ثواني ثم اكمل ببرود ..
_ لا يا مصطفي لا مالاجيناهاش
زمجر مصطفي بنفاذ صبر قائلاً : يعني ايييية مالاجيتوهاش يا محسن !!
_ اية الي مش مفهوم ، مالاجيتهاااش
اغلق مصطفي الهاتف بدون اى كلمة اخرى وهو يتنهد بضيق واغلق عينه وفتحها وهو يزفر محاولاً ان يهدأ نفسه ثم اراح ظهره للخلف وهو يفكر ثم قرر شيئ ما واخرج هاتفه مرة اخرى واتصل بشخص ما واجبه قائلاً بصوت رحب ..
_ مصطفي بيه كيفك
_ بخير ، عايز منك خدمة يا عبدالله
_ خير يا مصطفي بيه ؟
_ عايزك تحجزلي تذكرة اول طيارة مسافرة القاهرة ذهاب وعودة
_ اممم ممكن حاضر بس لية ؟
_ اظن حاجة ماتخصكش بقا يا كوتش
_ احم ماشي تمام التذكرة هاتكون عند حضرتك من هنا لـ بالليل
_ تمام منتظر .. سلام بقا
_ سلام
اغلق مصطفي ثم اخذ يتذكر شكل شهد ورهبتها الغير متناهيه عندما تراه ورعشة جسدها وكيف كان مستمتع وهو يراها هكذا ، تنهد ثم همس بوعيد قائلاً ..
_ مش هاتفلتي مني يا شهد مهما حصل انتي بتاعتي انا وبس .. !!
____________________
في منزل رضوى ،،،
ظلت رضوى في حجرتها تنهض وتجلس وتسير ذهاباً واياباً وهي تفرك اصابعها بتوتر وتفكر في مها ، خطر في بالها افكار كثيرة ولكنها كانت تبعدها من عقلها وتقول ان مها متهورة قليلاً ولكنها عاقلة ويستحيل ان تفعل شيئ كهذا ، لم يخطر في بالها ان مها فعلت ذلك بالفعل ووقعت في فخ الشيطان ، استغفرت الله وهي تدعو ان لا تكون مها فعلت ما في عقلها ثم جلست وهي تدب علي الارض بقدميها وتفكر ، قررت ان تنهض وتبحث عنها ، نهضت من الاريكة واتجهت للدولاب الخاص بها واخرجت جيبة طويلة جينز وبلوزة طويلة الي حدا ما من اللون الاصفر وطرحة كبيرة من اللون الاصفر والبرتقالي ولفتها بسرعة ثم اخذت هاتفها وبعض النقود واغلقت الانوار وخرجت من غرفتها لتجد والدتها تجلس في الصالة علي مكينة للخياطة التي تعتبرها مصدر رزقها ، التفتت لها والدتها ثم هتفت بتساؤل قائلة ..
_ خير يا رضوى علي فين ؟!
تنحنحت رضوى بتفكير وتوتر قائلة ..
_ آآ رايحة اشترى شوية حاجات من محل الهدوم الي فـ مصر القديمة يا أمي
والدتها بتفكير وهي تومأ برأسها موافقة ..
_ ماشي يا رضوى بس حاولي ماتتأخريش
رضوى بتأكيد وهي تسير : حاضر يا امي
خرجت من المنزل ثم اغلقت الباب وتنفست الصعداء وهي تحدث نفسها بلوم قائلة ..
_ انا اسفة يا امي لأول مرة اكذب عليكي بس مضطرة عشان الحق مها قبل ما تورط نفسها في مصيبة
اكملت سيرها وهبطت الي الاسفل واوقفت سيارة اجره وهي لا تعرف من اين ستبدأ بحثها يا ترى .....
____________________
في منزل عمر ،،،،
ظلت شهد تبكي وتصرخ بصوت عالي وبكاء حاد وعمر يقف وهو يمسح علي شعره بضيق فهو ايضاً انهان وفي منزله ، شعر انه ان تركها هكذا ستخرج كل الطاقة السلبية التى بداخلها ، كانت شهد يزداد نحيبها وهي تدب علي الارض بيدها بكل قواها حتي شعرت ان يدها توقفت ولم تعد تحتمل الألم ولكن الألم الذى في قلبها اشد من المها الجسدى ..
هتفت بشهقات متتالية وهي تقول ..
_ ياريتني ما جيت ، ياريتني ماشوفته ولا كان قريبي ولا كنت من العيلة دى
ثم صمتت لحظة واكملت بنفس الصراخ قائلة : يااارب خدني بقا انا تعبت
وضعت يداها علي وجهها وظلت تبكي هكذا لدقائق وعمر لم يخرج حرف حتي ، فقط كان يقف يتابعها بنظراته فقط ، اخرج يده من جيبه ثم تنهد ومط شفتيه بتزمر قائلاً ..
_ خلاص يا شهد اهدى
حاولت كتم شهقاتها وان تكف عن البكاء ولكن لم تنجح في ذلك واستمرت في البكاء حتي شعرت ان عيناها تؤلمها وان حنجرتها لم تعد تحتمل صريخ اكثر من ذلك ، حاولت النهوض ونهضت وهي تمسح دموعها بعدما اصبحت عيناها متورمة من كثرة البكاء كادت تستدير وتغادر الا انها فجأة ترنجت مكانها وسقطت مغشياً عليها ..
ركض عمر بأتجاها ولحق بها قبل ان تلمس رأسها الارض واصبحت في احضانه ، خبط علي خديها برفق وهو يهمس بأسمها ..
_ شهد ، شهد فوقي
ولكن لم تستجيب شهد ، اتكأ ومد يده اسفل ركبتيها والاخرى اسفل رقبتها وحملها ثم استدار واتجه للأعلي بخطوات مترقبة ، وصل امام غرفته ثم دفع الباب برجله ودلف ثم وضع شهد علي الفراش الخاص به ، زفر بضيق شديد ثم جلس علي طرف الفراش بجانبها واخذ ينظر لها بدقة ويتأمل ملامحها بهدوء ، ثم نهض بعد دقيقتان تقريباً ومسك بالعطر الخاص به واقترب منها ووضعه عند انفها لتفيق ، بدأت شهد في استعادة وعيها تدريجياً ، رن هاتف عمر فأخرجه من جيبه ورأى اسم المتصل فتنهد بخنقة و نهض عمر واستدار تاركاً اياها وغادر الغرفة ...
بعد دقائق فتحت شهد عيونها بتثاقل وهي تشعر بالألم في كل انحاء جسدها ، نظرت حولها ولم تجد اى شخص في الغرفة ، حاولت ان تنهض فجلست ببطئ وهي تدعك عيناها بألم ثم نهضت وهي تستند علي اى شيئ يقابلها في الغرفة حتي وصلت امام الباب فتحته ببطئ لتجد عمر امامها ، في البداية نظرت له بفزع ولكنها هدأت نفسها ثم نظرت وهتفت بهدوء قائلة ..
_ عمر ، اية الي حصلي وجيت هنا ازاى
نظر لها عمر نظرات لم تفهمها ولم يجيبها ثم تفاجأت به يمسكها بيد ليعيق حركتها ويكممها باليد الاخرى ، شهقت وكادت تصرخ الا انها خارت قواها واثر المخدر عليها ، سندها عمر بيده وهو ينظر لها ثم اردف بجمود قائلاً ..
_ مضطر اعمل كدة اعذرينــي ... !!
لفصل التاســـع :
اتكأ عمر ببطئ ومد يده تحت ركبتيها ثم حملها ، سار بها متجهاً للخارج وهبط للأسفل ثم حاول فتح باب المنزل بصعوبة ، وبعد دقيقتان من المحاولة فتحه وخرج وهو يحمل شهد حتي وصل امام سيارته ، كان تارك الباب دون ان يغلقه بالمفتاح ، مد يده قليلاً وفتح الباب الخلفي ووضع شهد فيه ثم اغلق الباب واستدار وفتح الباب الامامي وركب ثم ادار المقود متجهاً الي احدى الاماكن وهو يفكر في رد فعل شهد عندما تستيقظ ... !
...
وصل امام احدى الاماكن المهجورة ثم نزل من سيارته واتجه لذلك المكان ليتأكد من عدم وجود اى شخص بالداخل ووزع انظاره في الاماكن المجاورة ولم يجد اى شخص ، تنهد بأرتياح ثم استدار عائداً لسيارته وحمل شهد برفق واغلق الباب برجله واتجه لداخل ذلك الكوخ ، كان الكوخ مهجور ومترب وسيئ بالمعني الحرفي ، كانت علي الارض مجموعة من القش ، انزل شهد عليها وجلس بجانبها علي الارض ، اخذ ينظر لها ويتفرس ملامحها بدقة شديدة ، كانت تبدو كالملاك وهي نائمة بشعرها البني وبشرتها البيضاء وملامحها البريئة ، اقترب منها اكثر وقبل جبينها ثم ابتعد فوراً ونهض وخرج من ذلك الكوخ وركب سيارته ثم ادار المقود عائداً لمنزله وهو يلوم نفسه ...
_____________________
مرت ساعات ورضوى في التاكسي تبحث في كل الاماكن القريبة ربما ترى مها وتكون ظلمتها ولكن خاب ظنها ، ظهر اليأس علي وجهها بعد بحثها المتواصل لثلاث ساعات ولم تجد مها ابداً ، كما طلب منها السائق ان يذهب هو وينزلها في احدى الاماكن ولكنها رفضت ووعدته انها ستعطيه اجرته كاملة فوافق علي مضض ، زفرت بضيق وتكاد تبكي ثم نظرت للسائق قائلة بأسف ..
_ خلاص لو سمحت ممكن ترجعني تاتي من المكان الي اخدتني منه ؟
اومأ السائق برأسه ثم قال بنفاذ صبر ..
_ ما كان من الاول بقا
رضوى بغضب بسيط : يلا لو سمحت وقولتلك هديك اجرتك
اومأ السائق برأسه موافقاً علي مضض وادار المقود متجهاً لمنزل رضوى .. سندت رضوى رأسها للخلف وتنهدت تنهيدة تحمل الكثير وهي تفكر اين ممكن ان تكون مها وماذا حدث معها .. ؟
_____________________
في منزل حسن ،،،،
ابعد حسن الغطاء عنه ونهض من علي الفراش ونصفه الاعلي عارى ومها علي الفراش تنظر له بهدوء ، اتجه للدولاب الخاص به واخرج شورت جينز وتيشرت لبني واغلق الدولاب وسار متجهاً للمرحاض ودلف دون اى كلمة مع مها ، بعد دقائق خرج من المرحاض بعدما اغتسل ويمسك المنشفة في يده يجفف شعره ، وجه نظراته لمها ليجدها مازالت نفس وضعيتها لم تتحرك ابداً ..
تنحنح بهدوء قائلاً : اية يا مها مش ناوية تقومي بقا
انتبهت مها له كأنها كانت في عالم اخر وهو من اعادها ، نظرت له ثم اجابته بشرود قائلة ..
_ انا خايفة جداً يا حسن
رمي حسن المنشفة علي الفراش ثم اقترب منها وجلس بجانبها وامسك يدها ثم نظر لها بحنية زائفة وهو يقول ..
_ خايفة من اية بس يا حبيبتي
مها بتوتر : خايفة حد يعرف ، وخصوصا يعني اني آآ
حسن بتساؤل : خصوصا انك اية ؟
_ وخصوصا اني لسة متطلقة من فترة قصيرة جداً
هتفت مها بتلك الجملة وهي تبعد يدها عن يد حسن وبدأت في فرك اصابعها بخوف وهي تنظر للفراش ..
نظر لها بطرف عينه ثم استطرد بهدوء مخيف ..
_ مش عايزك تقلقي خالص ، انا هوضب كل حاجة ف اقرب وقت
ابتسمت مها علي كلامه بحسن نية ، لم تكن تعلم ما يقصده حسن بسبب ثقتها الزائدة به ، تنهدت ثم اردفت بسرعة ..
_ يلا بقا يادوب اقوم عشان محدش يشك انا اتأخرت لية
اومأ برأسه ثم ابتعد ونهض من علي الفراش ووقف امام المرآة يهندم نفسه ..
اتجهت مها للمرحاض واغتسلت ثم ارتدت ملابسها واخذت حقيبتها وهاتفها الذى اغلقته منذ وصولها واتجهت للخارج مع حسن ، قبلته بأبتسامة ثم هبطت للأسفل قبله حتي لا يراهم اى شخص من البناية مع بعضهم واوقفت سيارة اجرة وركبت متجهة لمنزلهم ....
____________________
في الكــوخ ،،،،
بدأت شهد تستعيد وعيها وهي تمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة ، فتحت عيونها لتجد نفسها في مكان غريب ، فركت عيونها علها تكون في حلم ولكنها مازالت في نفس المكان وبمفردها ، حاولت النهوض وجلست وهي تنظر حولها او تسمع اى شيئ ولكن لا تسمع اى شيئ ولا ترى سوى الظلام الدامس ، خفق قلبها في قفصها الصدرى بخوف من ذلك المكان وهي تفكر لماذا كممها عمر وماذا فعل بها ولماذا هي في ذلك المكان ولكن بالطبع لم تعرف الاجابة ، هبت واقفة بتعب وسارت للخارج املآ ان تجد اى شخص هنا ولكنها شعرت بخيبة الامل عندما رأت كلاب سوداء فقط تجلس في الشارع ، استدارت بسرعة ودلفت للكوخ مرة اخرى وهي تتنفس الصعداء ( لان شهد لديها فوبيا من الكلاب ) ..
جلست علي الارض وبدأت الدموع تعرف طريقها لعيناها وقلبها يدق بخوف ، ماذا ستفعل ! اين ستذهب ، هل ستعيش باقي حياتها في الشارع ، ولكن مهلاً كان يجب ان تفكر في هذة النقطة عندما فرت هاربة من بيت اهلها ، ولكن ايضاً النتيجة نفسها اذا بقيت وتزوجت هذا الذى يدعي مصطفي سترى اسوء ايام حياتها ..
هكذا كان الصراع الداخلي في عقل شهد ، بدأت في ترديد بعض الآيات القرآنية لتطمأن نفسها ، ظلت هكذا لدقائق او ربما ساعات ، يأست من ان يعود عمر مرة اخرى ..
شرعت في البكاء بدون صوت ثم حدثت نفسها بخوف قائلة ..
_ يااارب يااارب عمر يجي يارب انا خايفة جدا من المكان دة
بعد نصف ساعة تقريباً سمعت شهد صوت بعض الاشخاص بالخارج ، نهضت ومسحت دموعها والخوف والأمل معاً تسللوا لقلبها ، الخوف من ان يكون حرامى او مجرم وامل ان يكون عمر ..
فتحت باب الكوخ برفق وهي تحاول ان لا تلفت انتباه من بالخارج ، ولكنها فشلت عندما وجدت بعض الرجال في الخارج وينظرون لها ، ذعرت من نظراتهم واغلقت بسرعة ووقفت خلف الباب وهي تتنفس بسرعة من خوفها وتوترها ، وجدت من يدفع الباب وضعت يدها علي فمها وهي تمنع صوت بكاؤها وشهاقتها ان يعلي ، ولكن قوتهم وعددهم بالطبع اكثر ، دفعوا الباب بقوة وابتعدت شهد من الدفعة لتجدهم ثلاث رجال ، متوسطي البنية ، يبدو من شكلهم انهم سُكارى ، ابتلعت ريقها والخوف يتملكها اكثر وهي ترى في عيونهم تلك النظرة التي تكرهها ..
شرعوا في الاقتراب منها وقال احدهم ..
_ اية يا حلوة بتهربي مننا لية بس
بدا صوت بكاء شهد يعلو شيئاً فشيئ وهي تدعو الله في سرها ان ينجدها من تلك الوحوش التي لا تهاب شيئ ، شعرت ان قلبها سيتوقف حتماً من شدة الخوف ، اقترب الرجل منها اكثر وهي ترجع للخلف وتنظر له بذعر شديد ثم مسكها من خصرها وقربها له ، شمت رائحته المقززة وشعرت انها تريد ان تتقيئ ، حاولت ابعاد نفسها عنه ولكنه كان ممسك بها بقوة ، امسك بذراعها ثم رماها علي الارض وشرع في خلع ملابسه في حين كانت شهد ترتجف وتبكي ، صرخت علي امل ان ينجدها اى شخص ولكن للأسف لم يسمعها بشرى ..
حاول الرجل الاعتداء علي شهد وهي تصرخ واصدقائه يرونه ويبتسمون ، فهي ليست المرة الاولي او الاخيرة بالنسبة لهم ، فجأة وجدوا من يدفع الباب بقوة ويدلف بصياح بعدما سمع صريخ شهد .....
_______________________
في احدى المنازل المشبوهه ،،،،
كان مصطفي نائم علي الفراش ًمُغطي وبجانبها فتاة ذات شعر اسود غزير وعيون سوداء وبشرة بيضاء ، لا يقال عنها فاتنة ولكنها ليست سيئة ايضاً ، كان مصطفي يفرد ذراعه وهي نائمة في احضانه والابتسامة علي وجهها ، اقترب منها مصطفي ثم قبلها بشغف ورقة وكاد يقترب منها اكثر إلا ان قطع جلستهم الدنيئة هذه رنين هاتف مصطفي ، تأفف مصطفي بملل ثم امسك هاتفه من علي ( الكمدين ) الذى يجاور الفراش ورأى المتصل عبدالله ، ابتسم بخبث ثم ضغط علي الزر ووضع الهاتف علي اذنه ثم هتف بصوت أجش قائلاً ..
_ الووو عبدالله
_ الووو يا مصطفي بيه ، انا جهزت التذكرة الي حضرتك قولت عليها
_ عفارم عليك يا عبدالله ، امتي بالظبط ؟
_ النهاردة الساعة 5 الفجر والعودة بكرة الساعة 8 بليل
_ تمام اوى ، تشكر يا عبدالله
_ الشكر لله
_ سلام
_ سلام
ترك الهاتف ثم وجه لنظرة لتلك القابعة بجانبه وابتسم ابتسامة جانبية ثم تابع وهو يقترب منها ..
_ هيييح يا وش السعد
مطت الفتاة شفتيها بعدم فهم ثم ردت بـ : في اية يا مصطفي ؟!
تنهد مصطفي ثم نهض وبدأ بأرتداء ملابسه وأردف بجدية قائلاً ..
_ انا لازم امشي دلوقتي
زفرت الفتاة ونظرت للجهه الاخرى فهي لا تقدر علي الاعتراض ، اخرج مصطفي الاموال من جيبه ثم رماهم علي الفراش ، لمعت عين الفتاة بسعادة فهذا يعد عملها ومصدر رزقها !!
خرج مصطفي من الغرفة بعدما لملم كل الاشياء الخاصة به وهبط من الشقة وركب سيارته عائداً لمنزله ليبدأ بتجهيز نفسه للسفر ..
هكذا هي حياة مصطفي ، بين عمله والمنازل المشبوهه ، لا يأبه بوالده ولا اخوته ، كل ما يهمه هي رغباته ولهذا السبب تمقته شهد وتتقزز بمجرد ان تراه وهذا ما جعله يصمم اكثر علي ان تصبح ملكه وليست لغيره ابداً .....
______________________
في الكـــــوخ ،،،،
دلف عمر بسرعة الي الكوخ بعدما سمع صراخ شهد واصوات هؤلاء الرجال ، صُدم عندما رأى ذلك الرجل يجرد شهد من ملابسها ويحاول الاعتداء عليها ، انقض عليه بسرعة ولكن في البداية منعوه اصدقاء ذلك الرجل ولكن القوى الجسامنية لعمر تفوقهم وغير انهم ليسوا بوعيهم ، ضربهم بقوة ثم توجه لذلك الرجل وابعده عن شهد وظل يلمكه بشدة والرجل يتآوه وشهد ابتعدت علي الفور وجلست في ركن وهي تضم ركبتيها الي صدرها وترتعش من الخوف ولم تتوقف ع البكاء الحاد ، كاد يبتعد عمر عن ذلك الرجل بعدما ابرحه ضرباً ولكن فجأة وجد من يضربه بشئ حاد من الخلف ، تألم بشدة واستدار ليجد احد اصدقاء ذلك الرجل يضربه بمطواه في كتفه ، سقط علي الارض من شدة الألم وصدمت شهد والرجال ايضاً ، اعتقدوا ان عمر ربما يموت ، اقتربوا واخذوا صديقهم بسرعة وفروا هاربين لينجوا من عملتهم ، فهذه ( محاولة قتل واعتداء ) ، كانت شهد تنظر لعمر والدموع تهطل من عيونها بغزارة ثم اقتربت ببطئ منه وجلست بجانبه وامسكت وجهه برفق ووضعته علي قدمها ثم خبطت علي وجنتيه وهي تقول ببكاء ..
_ عمر عمر فوق والنبي قووم
كان عمر يتآوه من الألم ويكاد يغمض عيناه ، صرخت شهد بحدة وهي تهزه ..
_ عمر لا ماتغمض عينك لاااااااا .......... !!
مواجهه الأسد
الفصل العــاشـر :
ظلت تصرخ شهد بــ عمر وهي تهزه وتصيح بحدة كأنه يسمعها قائلة ..
_ عمر قووم ، لا مستحيل يجرالك حاجة ، بقولك ماتغمضش عينك قووم ، ياااااارب
بدأت دموعها في النزول بدون صوت وهي تنظر لعمر الملقي بجانبها كالطفل فـ حضن والدته ، فكرت لثواني قليلة ثم قررت النهوض والبحث عن اى شخص ليساعدها ، رفعت رأس عمر بخفة ووضعتها علي الأرضية ببطئ ثم نهضت ، كادت تخرج من الكوخ ولكنها فجأة توقفت واعادت النظر لملابسها لتجدها كادت تُمزق ،، حاولت ان تدارى المكشوف منها بقدر المستطاع ثم خرجت وهي تتلفت حولها كــ السارق الخائف من كشف احداً ما له ، ظلت واقفة في الطريق العام علي أمل ان تجد اى شخص ، بعد نصف ساعة تقريباً وجدت سيارة قادمة من بعيد ، تنهدت وهي تمسح دموعها ، ومن ثم تقدمت ووقفت في منتصف الطريق ، اقتربت السيارة اكثر وفرملت فجأة ، نزل منها رجل كبير بالسن الي حداً ما ومعه سيدة يبدو عليها الوقار ذات بشرة بيضاء وترتدى حجاب يظهر خصلات شعرها البيضاء التى تزيدها وقار ..
نظر الرجل لشهد بتفحص ثم اقترب منها بهدوء، علي عكس توقعات شهد التي اخذت شهيقاً وزفيراً استعداداً لتوبيخه ، هتف الرجل بصوت رخيم قائلاً ..
_ خير يابنتي واقفة فـ نص الطريق لية
ابتلعت شهد ريقها ثم نظرت لنفسها واعادت النظر له مرة اخرى واجابته بتوتر وخوف قائلة : انا آآ اسفة بس آآ عمر مُصاب وهيموت ، ارجوك عايز انقله علي اقرب مستشفي
نظر لها الرجل وعقد حاجبيه بتعجب ثم أردف بتساؤل ..
_ اهدى بس عمر مين وهو فين ؟!
تابعت شهد بسرعة ونبرات راجية وهي تقول : هفهم حضرتك بعدين ارجوك مفيش وقت
نظر الرجل للسيدة التي كانت تجلس في السيارة كأنه يسألها عن رأيها ، ابتسمت السيدة واومأت برأسها موافقة فوجه الرجل نظره لشهد و..
_ طب يلا هو فين بسرعة
استدارت شهد بسرعة وعادت للكوخ وهو يتبعها ، وصلوا للكوخ ومع كل خطوة لشهد يتعجب الرجل اكثر وما كان يحيره هو وجودهم في هذا المكان المهجور ، تفاجئ بــ عمر ملقي علي الأرض ينزف ، اقترب منه واتكأ جس نبضه ليتأكد من استمراره علي قيد الحياة ، تنهد بأرتياح عندما وجده يتنفس ، حاول حمله وساعدته شهد بقدر ما استطاعت ثم توجهوا به للخارج حتي وصلوا للسيارة وضعه الرجل في الكرسي الخلفي وركبت شهد من الجهه الاخرى ورفعت رأسه ووضعتها علي قدمها ، وركب الرجل سيارته وادار المقود متوجهاً لأقرب مستشفي ، نظرت شهد لعمر ودققت في معالم وجهه وملست بأصابعها برقة علي وجنتيه وعلي جفنه المغلق وامسكت بيده الخشنة وهي تتحسسها ، هبطت دموعها دون ان تشعر وهي تتذكر كل مناقرتهم مع بعض ومساعدته لها ..
وصلوا امام المستشفي وترجل الرجل من السيارة وفتح الباب الخلفي ونظر للأمن ثم هتف بصوت عالي قائلاً ..
_ محتاجين ترولي بسرعة
نهض رجل الأمن واخبر الممرضات بخفة وجاء بعض الممرضات والامن وحملوا عمر ووضعوه علي الترولي ، وشهد ظلت ملازمة له حتي دلفوا ورأه الطبيب وتفحصه سريعاً ثم نظر للمرضة بصوت آمر ..
_ جهزوا اوضة العمليات بسرعة
توجهوا بعمر الي غرفة العمليات وبدأو اعداد غرفة العمليات وكادت شهد تدخل معه إلا ان اوقفتها الممرضة قائلة بجدية ..
_ ماينفعش حضرتك تدخلي هنا
زفرت شهد وتركت يد عمر وهي تنظر له بحزن ثم تراجعت ليدلفوا هما بعمر ويأتي الطبيب ويدلف بعدهم وتُغلق غرفة العمليات ، جلست شهد علي احدى المقاعد وتلقلقت الدموع في عيونها وهي تدعو الله ان يشفي عمر ، شعرت انه ينتمي لها ، او شخص قريب منها تخشى فقدانه ، وضعت يدها علي وجهها وهي تنظر للأرضية بخوف ....
______________________
في منزل رضوى ،،،،
في الصالة تجلس رضوى منتظرة شقيقتها ان تأتي بفارغ الصبر لتعلم اين كانت بعد دخول والدتها للنوم بعد إرهاقها في العمل ، كم تمنت ان يكون ما تفكر به خاطئ ، بعد قليل شعرت بحركة امام الباب ، رفعت نظرها نحو الباب لتجد مها تدلف ، توترت مها عندما وجدت رضوى جالسة هكذا ..
جزت رضوى علي اسنانها بغيظ قائلة ..
_ ممكن اسأل كنتي فين يا مها ؟!
اغلقت مها الباب ثم اقتربت من رضوى وجلست بجانبها واجابتها بأرتباك حاولت اخفاؤه ..
_ ما آآ ما انتي عارفة يا رضوى إني كنت بأقدم في شغل
ردت رضوى بتهكم قائلة : بجد .. شغل اية دة الي بيقعد من 10 الصبح لحد 10 بليل
شعرت مها انها في مأزق وان رضوى ستعرف حتماً ان لم تخبرها بسبب مقنع ، صمتت وظلت تفكر وهي تنظر حولها ثم استطردت بحزن مصطنع ..
: اه صح يا رضوى ، ما أصل في واحدة صحبتي تعبت ودخلت المستشفي ف انا اضطريت اروح ازورها بس
لوت رضوى شفتيها بتهكم ثم تابعت بسخرية واضحة ..
_ بجد ، امممم ماشي يا مها بس ياريت لو في حاجة ماتخبيش عني لأني اختك مش عدوتك واكتر واحدة تخاف عليكي
اومأت مها رأسها بموافقة ثم رسمت علي وجهه بصعوبة ابتسامة صفراء ، قالت بهدوء : اه طبعاً طبعاً يا رضوى
هزت رضوى رأسها وهي تنظر لــ مها بشك ،، تلاشت مها نظراتها بقدر المستطاع وهي تحاول ان تظهر انها تخلع حذائها ، بينما نهضت رضوى واتجهت لغرفتها دون كلمة اخرى ، رفعت مها رأسها وتنفست الصعداء ، ثم نهضت واتجهت لغرفتها واغلقت الباب خلفها لتجد طفلها نائم بهدوء ، اقتربت منه ثم طبعت قبلة رقيقة علي جبنيه ونهضت مرة اخرى لتبدل ملابسها بــ ( بيچامة ) وتنام علي الفراش بجانب طفلها بأرهاق شديد ...
_____________________
في المستشفي ،،،
بعد ساعة ونصف تقريباً خرج الطبيب من غرفة العمليات والارهاق بادى علي وجهه ، هبت شهد واقفة ثم نظرت له وهتفت بتساؤل يشوبه الخوف قائلة ..
_ طمني يا دكتور هو بخير ؟
اجابها الطبيب بجدية وتعب : ماتقلقيش هو بخير ، والجرح عالجناه بقدر المستطاع ، هو بس مطلون ان ما يحركش كتفه الفترة دى عشان مايؤديش لتطورات تانية صعبة
اومأت شهد رأسها موافقة بأرتياح ثم اردفت بهدوء قائلة : شكرا جدا يا دكتور
شعرت شهد انها استردت روحها من جديد ، وها هو عمر المتعجرف المغرور بالداخل مُصاب غير قادر علي الحركة بحرية حتي ، ولكنها تسائلت لماذا خشيت حدوث شيئاً له ، لماذا هبطت دموعها خوفاً من ان يصيبه مكروه ، اقنعت نفسها ان هذا بسبب مساعدته لها فقط ..
في نفس الوقت مرت ممرضة من امامها ، فسألتها بسرعة ..
_ هو انا ممكن ادخله امتي ؟!
الممرضة بأبتسامة : اول ما يفوق من البينج وننقله اوضة عادية تقدرى تدخلي
شهد بفرحة داخلية : متشكرة
اومأت الممرضة ثم استدارات وسارت الي حيث تريد بينما تنهدت شهد تنهيدة طويلة تحمل الكثير بها ، بعد دقائق وجدت الممرضات ينقلون عمر لغرفة اخرى بسرير متحرك ، لمعت عيناها واقتربت منه لتجده يتمتم بكلمات غير مفهومة ، عقدت حاجبيها وهي تحاول الفهم ولكن فشلت ، وصلوا الي احدى الغرف ووضعوه ف الغرفة وعلقت له الممرضة المحاليل ثم خرجت ، اقتربت شهد منه وجلبت الكرسي وجلست عليه ثم امسكت يده وركزت في وجهه لتجد ملامحه الصارمة اصبحت هادئة ومُرهقة ، ساكن ومعلق له المحاليل ، مغلق العينين وظاهر عليه التعب الشديد ، لأول مرة تراه شهد هكذا ضعيف منذ ان عرفته ، فعمر الذى تعرفت عليه صارم قاسي متعجرف مغرور قوى ..
وجدته يتمتم مرة اخرى ولكن هذه المرة اوضح ، اقتربت منه لتسمع ما يقول ، لتجده يهمس بتعب قائلاً ..
_ مريم .. وحشتيني اوى
كأن دلو من الثلج سقطت عليها وجمدت ملامحها وهي تبتعد بدهشة ، ظلت ناظرة له ، من هي مريم ! هل هي حبيبته ، أمازال يحبها لهذه الدرجة يقول اسمها وهو غير واعي ، أهي سبب معاملته الجافة والقاسية لها ، نفضت تلك الافكار من رأسها ثم ربعت يدها وزفرت بضيق وهي تنظر له بتفكير وخنقة ..
______________________
في منزل مصطفي ،،،
كان مصطفي يرتدى بنطال جينز وتيشرت علي غير عادته استعداداً للسفر ، كانت حقيبة سفره جاهزة بجانبه ، كان يفعل اتصالاته الخاصة بالعمل ويظبط أموره حتي يستطيع السفر بأطمئنان وحتي اذا اضطر للمكوث هناك اكثر من يوم ، هبط والده من الأعلي بهدوء ثم جلس بجانبه وربت علي كتفه وهتف بصوت أجش قائلاً ..
_ بردو ماعايزش تجولي لية هتسافر يا ولدى بجا ( بقا ) ؟!
تنهد مصطفي بضيق وعلم انه لا مفر من اخبار والده ، نظر له ثم رد بجمود قائلاً ..
_ مسافر اجيب شهد يابوى
هز والده رجله وهو ينظر له بضيق ثم تابع بغضب قليل قائلاً ..
_ يووه احنا ماوراناش غير شهد دي !
جز مصطفي علي اسنانه بغيظ مردداً ..
: ايوة يابوى ايوة ، شهد ماينفعش تكون لغيرى ، شهد ليا انا وبس ..
زفر والده بضيق شديد ثم خبط علي كتفه بقوة الي حداً ما وزمجر قائلاً ..
_ اتمني ماتعملش اى حاجة متهورة يا مصطفي عشان ماتصرفش تصرف مايعجبكش ابداً
استدار وانصرف وهو يجر جلبابه خلفه بغضب ، بينما تنهد مصطفي وهب واقفاً وصاح بصوت آمر ..
_ هاتوا شنطتي ف العربية
خرج وركب سيارته وهو يشعر ان كل شيئ يسير عكس إرادته تماماً ومن ثم اغلق الباب وهو ينظر للخادم الذى يضع حقيبته في الخلف وادار المقود منطلقاً للمطار ..
_______________________
في المستشفي ،،،،
دلف ذلك الرجل الذى ساعد شهد ليجدها غفت علي الكرسي وهي بجانب عمر ، ابتسم بعفوية ثم اقترب منها وخبط علي كتفها برفق ليوقظها ، فزعت شهد واستيقظت بخوف وصاحت قائلاً ..
_ لااااااا لااااا
تعجب الرجل من صراخها وفزعها ورجع للخلف بخطوات بسيطة حتي لا يخيفها اكثر بينما نظرت له شهد وزفرت بضيق وخوف ، مهلاً فـ ما مرت به شهد ليس بقليل ، فهذه كانت محاولة اغتصاب وليس بالهين ان تنساها بهذه السرعة..
نظرت للرجل ثم تنحنحت بحرج قائلة
: انا أسفة بس آآ غصب عني
ابتسم الرجل ابتسامة صفراء و رد بــ ..
_ ولا يهمك يا بنتي ، هو عامل اية ؟
شهد وهي موجهه نظرها لعمر بهدوء ..
_ الدكتور قال إنه كويس الحمدلله
اومأ الرجل بأبتسامة ثم تابع بأسف قائلاً ..
_ معلش بقا يا بنتي احنا مضطرين نمشي
_ لا طبعاً يا عمو انا الي أسفة اوى لأني عطلتكم كل دة
الرجل بنفس البسمة الطيبة : ولا يهمك ، سلام يا بنتي
شهد بهدوء وابتسامة هادئة : مع الف سلامة ، شكرى لطنط كمان
استدار الرجل بهدوء وخرج من الغرفة ، ليترك شهد وحدها تنظر لعمر لتجده يحاول تحريك يده ، اقتربت منه وامسكت يده وهي تقول ..
_ عمر ، عمر انت كويس حاسس بإية ؟
تمتم عمر بخفوت قائلاً : انا كويس ، اية الي حصل وانا فين ؟
اجابته شهد بهدوء وهي تبعد يدها عن يده و..
_ محصلش حاجة ، انت فالمستشفي
اراد عمر النهوض ، فأقتربت منه بتردد ثم حاولت ان تساعده في الجلوس ، نظر لها بهدوء وارتبكت هي من نظرته ومن قربها منه لهذه الدرجة ، ابتعدت علي الفور وجلست علي الكرسي مرة اخرى وارجعت خصلاتها خلف اذنها بتوتر بينما اعتدل عمر في جلسته وتآوه بألم من كتفه ..
سارعت شهد بسؤاله : انت كويس ؟
اومأ عمر برأسه وهو ينظر للجهه الاخرى بضيق ، لم تعلم شهد سبب ضيقه وتعجبت ، زفرت بضيق وبعد ثواني وجدته يهتف بحدة ..
_ اطلعي برة يلاا
شهد فاغرةً شفتيها بصدمة : نعممم !
نظر لها عمر وجز علي اسنانه ثم تابع بصراخ : قوولت اطلعي برة غورى مش عايز اشوف وشك
انتفضت شهد بفزع وتلقلقت الدموع في عيونها برهبة حقيقة شعرت بها ولأول مرة من صراخ عمر ، لا هذا لم يكن عمر الذى رأته منذ قليل ..
استدارت بسرغة وركضت من الغرفة وهي تبكي ، تنهد عمر ثم مدد جسده بأريحية وهو يتذكر ....
______________
بعد مرور ساعات وصل مصطفي الي مطار القاهرة وحمل حقيبته ثم اوقف سيارة اجرة وركبها وانطلق الي مكان ما ..
بعد مايقرب من النصف ساعة وصل الى المكان الذى اراده ثم نزل من السيارة واخرج النقود من جيبه واعطاها للسائق لينصرف ، وزع نظره في المكان وبعد قليل اتي احدى الاشخاص متخفي ، اقترب من مصطفي ثم هتف بصوت تجش قائلاً : مصطفي بيه أهلاً
تنحنح مصطفي بجدية قائلاً ..
_ اهلا ، فين المكان ؟!
الشخص وهو ينظر حوله عسي يكون احداً ما يراقبه : الهرم .. شارع ابراهيم سلطان .. البيت رقم 20
ابتسم مصطفي ابتسامة نصر ثم ربت علي كتفه بفخر واخرج بعض النقود من جيبه واعطاها لذلك الشخص ثم استطرد بأمتنان قائلاً ..
_ خد دول متشكر يا .. عطيه !!
___________________
قررت شهد ان تدلف الي الغرفة للأطمئنان علي عمر بعد مكوثها في الخارج لأكثر من ساعتين ، كانت تريد ان تعرف لماذا فجأة تغير هكذا .. فهو يظل الذى ساعدها وآواها في منزله بعدما كانت في الشارع هاربة لا تعرف مآوى ولا ملجأ لها ، حسمت قرارها ثم دلفت ببطئ وهدوء ، لتنصدم بشدة عندما وجدت احد الاشخاص وهو ....
الفصل الحادى عشر :
صُدمت شهد كثيراً عندما رأت احدى الأشخاص وهو ملثم ويحاول ان يقتل عمر .. ! ، كان يعطيه حقنه هواء ..
ركضت للداخل لتمنعه من محاولته ثم حاولت ان تصرخ وارتبك هو من ظهورها المفاجئ امامه ثم نظر لعمر بسرعة وألقي ما في يده وتقدم بسرعة وكتم فمها حتي لا يسمعها اى شخص ثم شعر انه اصبح في خطر ، دفع شهد بقوة وركض خارج الغرفة ، كان عمر مستلقي لا يشعر بما حوله ، فزعت شهد ثم نهضت بسرعة والدموع في عيونها ، ثم ركضت واقتربت منه كثيراً ثم اخذت تهزه برفق قائلة بصوت مبحوح ..
_ عمر ، عمر انت كويس ، عمر
لم يستجيب لها ابداً كأنه في عالم أخر ، ابتلعت ريقها بخوف واخذت تتنفس بصعوبة ، لم تدرى لماذا ينتابها هذا الشعور بالخوف ، استدارت بسرعة ثم خرجت من الغرفة وتلفتت حولها ثم صاحت قائلة ..
_ دكتور ياا دكتور
اتت الممرضة بسرعة ونظرت لها بتفحص ثم هتفت بتساؤل ..
: خير خير اهدى ، في اية ؟
اجابتها شهد مسرعة قبل ان تبدأ دموعها في الهطول بغزارة ..
_ آآ اصل في حد كان .. كان جوة وآآ
اشارت علي عمر وشرعت في البكاء بصوت عالي كالأطفال واكملت وسط شهقاتها قائلة : عمر مش بيفوق وكان في حد جوة .. كــ كان بيحاول يموته
شهقت الممرضة بصدمة ثم اسرعت امام شهد ودلفت وهي تتفحص المُلقي علي الأرض ثم وجههت نظرها لعمر الساكن ، لحقتها شهد بسرعة واقتربت منه الممرضة اكثر ثم بدأت في فحصه ومطت شفتيها بعدم رضا وتنهدت ثم استدارت وخرجت من الغرفة وأنطلقت بأتجاه غرفة الطبيب الخاص بمعالجة عمر ووجدته في الطريق إليها ، أردفت بجدية بالغة ..
_ دكتور كنت لسة جاية لحضرتك ، شكل المريض دخل في غيبوبة .. !
نظر لها الطبيب بصدمة ثم زفر بضيق واسرع في خطواته نحو غرفة عمر ، دلف وخلفه الممرضة ليجد شهد تجلس بجانب عمر ممسكة بيده وتهذى ببعض الكلام ودموعها تنزل كالمطر ، قال الطبيب بصوت أجش ..
_ لو سمحتي ما ينفعش كدة ، اتفضلي استني برة عشان نشوف شغلنا
نهضت شهد دون ان ترد ثم تركت يد عمر ببطئ وهي تنظر له كأنها تترجاه ان ينهض ، خرجت من الغرفة واغلقت الممرضة الباب خلفها وبدأ الطبيب في فحص عمر ، راقبتهم شهد عبر زجاج الباب بلهفة حقيقية ثم سندت رأسها علي الباب وهي تحدث نفسها بخنقة ..
_ ياارب .. يارب اشفيه وعافيه يااارب
خرج الطبيب بعد دقائق ثم وقف ونظر لشهد وتنهد ، قلقت شهد من معالم وجهه التي يبدو عليها الأسف والضيق ، سارعت بسؤاله بلهفة قائلة ..
_ طمني يا دكتور حصله اية ؟!
اجابها الطبيب بأسف : دخل في غيبوبة وللأسف مانعرفش ممكن يقعد اد اية
ها هي تتلقي صدمة اخرى ، شعرت ان قواها خارت ولم تعد تحتمل الوقوف ، اقتربت من المقعد وجلست عليه بدبة ، ثم نظرت للطبيب بهلع كأنها لم تستوعب ما قاله للتو وهمست : يعني آآ يـ يعني أية !
نظر لها الطبيب بشفقة ثم اعاد كلماته ..
_ انا أسف بس الي حصل ماكنش متوقع ، ادعيله كتير
استدار وغادر ومعه الممرضة تاركين شهد في وحدتها وخوفها تماماً كالطفل الذى سيفقد والدته ويخاف من مواجهه كل شيئ بمفرده ، بكت .. بكت كثيراً بحرقة ، كانت تعتقد انها لا تخشي حدوث شيئ له وانه واجب ليس إلا ، ولكنها الآن تأكدت انها لا تستطيع الاستمرار وحدها ..
________________
وصل مصطفي الي العنوان وقد اعني بالعنوان " منزل عمر " نعم فــ عطيه كل ما يهمه في الحياة هو المال حتي وان كان سيبيع رب عمله ورفيق دربه ، نزل من سيارته وهو يشعر بالأنتصار كلما يقترب من منزل عمر ، لم يعلم مصطفي ان شهد تعيش مع عمر ، لأن عطيه لم يخبره بأى شيئ سوى العنوان ، تفقد المكان بعيناه ثم اقترب من الباب وطرقه ببطئ ، كان يتوقع ان تفتح له شهد ويرى الرعب يدب اوصالها من رؤيته ، ولكن خاب ظنه عندما لم يجد مستجيب ، طرق الباب بقوة اكبر وهو بهتف بحدة ..
_ شهد ، انا عارف إنك جوة يا شهد يلا افتحي يا شهد يلاااا
ولكن ايضاً لم يفتح له بالفعل ، كان يردد اسمها بمفرده دون جدوى حتي انقطع امله ، صاح بغضب هادر ..
_ مش هاسيبك يا شهد ومش هارجع البلد إلا معاكي أو مع .. جثتك !!
صمت لعدة ثوان وشرارة الغضب تشع من عيناه وأكمل بنفس الإصرار ..
_ انتي لو مش هاتكوني ليا يبقي استحالة تكوني لغيرى .. ايوة انتي ليا انا وبس!
استدار ثم اتجه لسيارته وركب بضيق واغلق الباب ثم ادار المقوظ متجهاً لأحدى الأماكن ...
__________________
في المستشفي ،،،،
نهضت شهد بعد بكاء مرير واتجهت نحو عمر وارادت الدلوف للغرفة ، سبقتها الممرضة التي جاءت فجأة ووضعت يدها امام شهد ثم هتفت بجدية ..
_ ماينفعش تدخلي يا أنسة
نظرت لها شهد برجاء ثم تابعت بصوت يكاد يسمع من كثرة البكاء قائلة ..
_ ارجوكى عايزة أدخل ، مش هأطول والله بس لازم ادخل وأتكلم معاه
مطت الممرضة شفتيها بعدم رضا ثم اجابتها بفتور بــ ..
: ياريت ماتتأخريش ، خمس دقايق مش اكتر عشان ماتحصلش مشكلة
اومأت شهد برأسها موافقة بلهفة ثم مسحت دموعها بطرف التيشرت الخاص بها في حين ابعدت الممرضة يدها لتترك لها العنان ، دلفت شهد بسرعة كالمجنون ثم جلبت الكرسي بجوار الفراش وجلست عليه بهدوء حتي لا تزعجه ، ما إن امسكت يده الباردة حتي شرعت في البكاء مرة اخرى ، فقد كان البكاء هو وسيلتها الوحيدة لتخرج كل ما بداخلها ، حسست علي يده بأصابعها برفق ليبدو لون يده السمراء بجانب يدها البيضاء غير متناسقان ابداً ..
كانت ناظرة ليده بتركيز ثم هتفت بصوت أرهقه البكاء ..
_ عمر ، انا صحيح ماقعدتش معاك كتير ، يعني كام يوم بس انا خايفة اووى ، خايفة اوجهه كل حاجة لوحدى ، اتعودت علي وجودك في الكام يوم دول طب افرض محسن جه تاني عشان ياخدني ، مين هيدافع عني ويحميني ، قوم يا عمر بقا ارجوك ماتحسسنيش بالذنب اكتر من كدة ، انا مش عارفة دة شعور بالأحتياج ولا لا ، بس كل الي اعرفه إني محتجاك جمبي ومفتقداك جداً
صمتت وشعرت كما لو انه يسمع لكل كلمة تقولها ويشعر بها ، ابتسمت دون وعي منها ثم أستطردت حديثها بنبرات مختنقة ..
_ عارف ، احياناً كتير بأحس انك شبه بابا اووى ، حنين وقاسي في نفس الوقت ، احيانا بأخاف منك ومن زعيقك وبصتك ليا لما بضايقك ، واحيانا بأحس انك حنين اوووى وملجأ ليا في عز محنتي ، انت اية بالظبط انا مش فهماك خالص
نظرت لجفنه المغلق بحزن ، تمنت لو انه فتح عيناه ونظر لها بغضب كالمعتاد ، لو انه يزمجر بغضب في وجهها كما يشاء ، ولكن .. بالطبع لم يحدث ذلك
نهضت من علي الكرسي وابعدته عن الفراش ثم ألقت نظرة اخيرى وتنهدت واستدرات وخرجت من الغرفة لتجلس علي المقعد امام الغرفة بتعب
_______________________
في احدى البارات ،،،،
يجلس حسن علي منضدة ما ، يرتدى كالمعتاد تيشرت اسود وبنطال جينز ، يجلس بجواره شخص ولكنه هادئ ، ينظر لحسن بصمت ولوم وحزن علي حالته ، هتف ذلك الرجل بتساؤل قائلاً ..
_ وبعدين معاك يا حسن ، انت مستفاد اية من انك تلعب بــ مها
تأفف حسن بملل ثم نظر له واجابه ببرود ..
_ يوووه يا إبراهيم ، احنا مش هانخلص من السيرة دى بقا
جز إبراهيم علي اسنانه بغيظ ثم أردف ببعض الحدة قائلاً ..
_ لأ مش هانخلص يا حسن غير لما تقولي سبب مقنع من إنك تخلي واحدة متجوزة تتطلق عشان ترضي غرورك بس !
إرتشف حسن من كأس الخمر وبدى عليه السكر والإعياء ، تابع بنفس البرود ..
_ اديك قولت اهو بأرضي غرورى .. ورغباتي كمان ، واحدة لا بتطيق جوزها وتتمنالي الرضا أرضي اقول لا
ثم إرتشف رشفة اخرى وانزل الكأس علي المنضدة بقوة وهو يستأنف حديثه البارد كأنه يتحدث عن لعبة ..
_ حد يقول للنعنة لأ ، وانا مابقولش لأ بصراحة اكتر
إبراهيم بحنق : ارجع عن الي بتعمله يا حسن عشان هاتندم صدقني
حسن بسُكر وكلمات متقطعة : مش هأندم بس أطلع منها انت يا إبراهيم
نهض إبراهيم عن الكرسي ودفعه بنرفزة ونظر له بحدة ثم هتف بأمتغاض ..
_ انا ماشي يا حسن .. سلام
لم يعيره حسن أهتمام وظل يشرب من تلك الخمرة التي جعلته غير مسيطر علي نفسه واخذ يهذى بكلمات غير مفهومة
_________________
بعد مرور ساعات ،،،
قرر مصطفي ان يعود لمنزل عمر مرة اخرى لعلي تكون شهد قد عادت ويجدها في ذلك المنزل ، كان يقيم مصطفي في احدى الفنادق ( المشبوهه ) ، بدل ملابسه ومازال الضيق بادياً علي وجهه ثم ترك حقيبته واخذ هاتفه وخرج من الغرفة وهبط للأسفل ، نظر لموظف الاستقبال ثم اقترب من اذنه وهمس له بشيئاً ما ، في حين ازادت ابتسامة الموظف وهو يقول ..
_ من عنيااا يا باشا
ابتسم مصطفي ابتسامة بسيطة ثم استدار وركب سيارته وادار مقوده لمنزل عمر بنفس الاصرار والحماس ...
________________
في المستشفي ،،،،
نهضت شهد وتذكرت ذلك الرجل الذى حاول قتل عمر وزاد خوفها علي عمر وشعرت انه ربما يعود ويحاول ان يقتله مرة اخرى وربما .. ربما لا تستطيع انقاذه ، اتجهت نحو مكتب الطبيب وترددت قليلاً ولكن تنهدت كأنها تشجع نفسها ثم طرقت الباب ، اذن لها الطبيب بالدخول ، ففتحت الباب ودلفت ببطئ ، نظر لها الطبيب بتساؤل ثم هتف بترحاب قائلاً ..
_ خير اتفضلي يا أنسة ، استاذ عمر حصله حاجة ولا اية ؟!
هزت شهد رأسها نافية ثم جلست علي الكرسى امام المكتب واستطردت بشرح وجدية معاً قائلة ..
_ ماحصلوش حاجة يس ممكن يحصله
عقد الطبيب حاجبيه بتعجب ثم تابع بعدم فهم قائلاً ..
_ مش فاهم ، ياريت توضحيلي اكتر
زفرت شهد وهي تتذكر شكل ذلك الرجل الملثم ودق قلبها بخوف شديد واصبحت تفرك اصابعها بتوتر ، نظرت للطبيب مرة اخرى وهي تحاول ان تبدو ثابتة وجادة ..
_ يعني انا لما جيت داخلة لعمر لاقيت واحد كدة وشه مش باين كان هيديه حقنة هواء
حدق بها الطبيب بصدمة ثم اردف بحدة ..
_ ازاى الكلام دة وفين الامن !!
رفعت شهد اكتافها بمعني لا اعلم ثم تابعت بحنق وحدة ..
_ مش عارفة يعني لولا ستر ربنا كان زمان عمر .. حصله حاجة بعيد الشر ، انا جاية لحضرتك عشان تحل الموضوع
اومأ الطبيب برأسه متفهماً ثم ابتسم ابتسامة صفراء وهو يقول ..
_ مش عايزك تقلقي ، انا هأنزل للمدير وهاشتكي الأمن وهخليهم يحطوا أمن علي اوضة عمر وممكن نبلغ البوليس كمان
اسرعت شهد وهي تهز رأسها نافية : لأ لأ مش بوليس ، يكفي الي حضرتك هاتعمله بس ، وآآ شكراً
الطبيب بأبتسامة هادئة : عفواً
نهضت شهد ثم استدارت وغادرت الغرفة بهدوء وهي تفكر بعمر فهي اصبحت لا فكر غير به ، نظرت لملابسها فهي ظلت بها 3 ايام تقريباً وبها اجزاء ممزقة ، فكرت قليلاً ثم هتفت محدثة نفسها ..
_ انا لازم اروح البيت اجيب ليا اى هدوم ................. !!
الفصل الثاني عشر :
سارت بخطوات بطيئة بأتجاه بوابة الخروج ثم غيرت اتجاهها وعادت بأتجاه غرفة عمر لتجد الممرضة تمر ، اوقفتها بهدوء وهي تقول ..
_ لو سمحتي ، انا رايحة اجيب حاجات من البيت ومش هتأخر ربع ساعة
اومأت الممرضة برأسها ثم هتفت بجدية ..
_ تمام ماشي
استدارت وسارت ثم خرجت من المستشفي بأكملها ، كانت بحوذتها محفظة النقود الخاصة بعمر ، استقلت سيارة اجرة واخبرته بعنوان منزل عمر وادار الرجل المقود متجهاً للمنزل ...
بعد مايقرب من ساعة وصلت امام المنزل ونزلت من ( التاكسي ) ثم اخرجت النقود واعطتها للسائق فأدار المقود وغادر ..
دلفت الي المنزل ثم اخرجت المفتاح الذى كان مع عمر من الحقيبة ودلفت بهدوء ، اتجهت للأعلي لتلك الغرفة التي كانت تجلس بها احياناً وفتحت الباب ودلفت ثم اغلقته خلفها ، اتجهت للدولاب واخرجت طقم من الملابس التي جلبها لها عمر سابقاً والتي كانت عبارة عن تيشرت نصف كم من اللون الاصفر وعليه بعض الرسومات الرقيقة وبنطلون جينز ضيق وبلرو جينز ، دلفت الي المرحاض لتغتسل وهي تتذكر كل ما حدث معها منذ مجيئ محسن ، اختلطت دموعها مع الماء دون ان تشعر ، انتهت ثم خرجت وهي تلف المنشفة علي جسدها ، ارتدت ملابسها ثم صففت شعرها بسرعة واخذت الحقيبة مرة اخرى وهبطت للأسفل ، ألقت نظرة اخيرة علي المنزل ثم اتجهت للباب ، كادت تفتح إلا انها وجدت الباب يدق بقوة ، شعرت بالخوف فهي الان بمفردها وعمر ليس معها ليحميها ، دق قلبها بخوف وحاولت ان تشجع نفسها وفتحت الباب ، كانت لها الصدمة الكبرى عندما رأت مصطفي امامه وما ان رأها حتي ظهرت تلك الابتسامة المستفزة علي ثغره ، شهقت شهد بخوف وهي تتراجع للخلف ببطئ ، ظل مصطفي يقترب وهي يرى نظرات الخوف والهلع في عيونها التي لطالما احب ان يراها في عيونها ، شعرت شهد ان قلبها سيتوقف حتماً من شدة الخوف ، تذكرت عمر في تلك اللحظة وتلقلقت الدموع في عيونها ، هتفت بصعوبة بكلمات متقطعة ..
_ مــ مصطفي !!
ابتسم مصطفي ببرود ثم اومأ برأسه وأردف بنبرة اشبه لفحيح الأفعي ..
_ ايوة مصطفي وجاى عشان اخدك
ايقنت شهد انها وقعت في مأزق حقاً ولكن حاولت ان تبدو ثابتة ، تابعت بسخرية واضحة قائلة ..
_ لا والله ، وتاخدني بصفتك مين ولية
مصطفي بأستنكار : بصفتي مين !! ولية !
اومأت شهد ببرود مستفز ثم عقدت ساعديها وهي تنظر له بسخرية ، في حين استطرد مصطفي بحدة قائلاً ..
_ بصفتي خطيبك وزوجك المستقبلي
زفرت شهد بضيق ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وتابعت بتوتر حاولت اخفاؤه ..
_ لأ انت مش خطيبي
رفع مصطفي حاجبه الأيسر بتعجب ثم مط شفتيه واردف بصرامة ..
_ انتي مش شايفة انك سوقتي فيها ولا بقالك كتير ماشوفتيش الوش التاني
صاحت شهد بضجر : يوووه بقا انت اية يا اخي مش بطيقك مش عايزاك ، اية مابتزهقش بقاا
جز مصطفي علي اسنانه بغيظ فكيف لها ان تقول بوجهه انها لا تريده ، كان يعلم ذلك ولكنه لم يتوقع ان تتجرأ وتقل له هكذا يوماً ما ، اقترب منها اكثر ثم امسك ذراعها بقوة وضغط عليهم بشدة ألمتها ولكنها لم تظهر ذلك ، هتف بنبرات جامدة قاسية ..
: مش انا الي واحدة زيك تقولي مش عايزاك ، انتي مفكراني عاشق جمالك في الضلمة ، لا انا عايز اثبتلك انك زيك زى غيرك بس الي مانعني من دا عمي عشان كدة هثبتلك بس وانتي مراتي .. !
لم تعرف ماذا تقول ، حاولت جاهدة تخليص يدها من قبضته ، تركها وهو ينظر لها نظرات ارعبتها ، لم تشعر بنفسها إلا وهي تقول بتلعثم ..
_ ماينفعش واحدة تتجوز مرتين
صُدم مصطفي وحدق بها مثل الصقر ، نظرت للجهه الأخرى ثم اكملت بجدية مصطنعة ..
_ ايوة ، انا آآ اتجوزت وآآ
لم تستطيع ان تكمل حين وجدت مصطفي فجأة ينقض عليها ويمسك بفكها وهو يضغط عليه بيده ثم زمجر بغضب قائلاً ..
_ كدااابة ، بتقولي كدة عشان اسيبك بس ورحمة امي ما هسيبك يا شهد
لم تجد امامها مفر سوى ان تمسك بـالزهرية المجاورة علي المكتب ثم خبطت مصطفي بها علي رأسه ليتبعد وهو يتألم ورأسه تنزف دماء ، ابتلعت ريقها بخوف ولكنها لم تفكر وركضت للخارج بسرعة ثم اوقفت اول سيارة اجرة تقابلها وركبت بسرعة ثم هتفت وهي تلهث..
_ ارجوك اطلع بسرعة
ادار السائق المقود وسار بسرعة ثم اردف بتساؤل ..
_ خير مالك يا بنتي وعايزة تروحى فين
نظرت شهد للخلف لتتأكد ان كان مصطفي يلحقها ام لا ، تنفست الصعداء عندما لم تجده ، نظرت للسائق ثم تابعت بأمتنان ..
_ انا عايزة اروح مستشفي ( ..... )
اومأ السائق برأسه ثم اتجهوا للمستشفي ...
نهض مصطفي بسرعة خلفها وهو ممسك برأسه ويسير بصعوبة ولكن رأها تركب السيارة ، لم يكن بحالة تسمح له بالأسراع خلفها ، ركب سيارته ثم اتجه لأقرب صيدلية ليداوى جروحه ..
حدث نفسه بتوعد وغيظ من فعلتها ..
_ ماشي يا شهد ، بس علي جثتي إني اسيبك حتي لو هضطر إني اخطفك لو متجوزة فعلاً !!!
_______________________
في الصعيد ( منزل والد مصطفي ) ،،،
_ فييين مصطفي يا عمي ؟!
هتف محسن بتلك الجملة بغضب وهو يحدق بعمه ويبدو الغضب علي ملامح وجهه كلياً ، في حين يقف عمه في الجهه المقابلة له بكل برود وهو يستند علي العصاة الخاصة به ، تحول بروده لصرامة وهو يقول ..
_ لما تتكلم مع عمك تتكلم بطريجة احسن من اكدة يا محسن
زفر محسن بضيق شديد وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً ، تابع بهدوء مصطنع ..
_ منا بجالي ساعة بسألك فين مصطفي يا عمي وماراضيش تجولي !
اقترب العم من المقعد ثم جلس ووضع قدم فوق الاخرى ثم نظر لمحسن مرة اخرى واردف بجدية ..
_ ما انت عارف هو فين وإلا مكنتش جيت سألتني فجأة كدة
ضغط محسن علي شفتيه بأسنانه محاولاً ان يمتص غضبه في حين اكمل عمه بحنق قائلاً ..
_ علي العموم هريحك ، مصطفي سافر عشان يرجع شهد
كان محسن يتوقع ذلك ولكنه حاول تكذيب نفسه علي امل ان يكون شكه خاطئ ، هتف بتساؤل ..
_ وعرف مكان شهد منين بجا !!
عقد عمه حاجبيه ثم استطرد بشك ..
_ انت اية ماعايزش مصطفي يلاجيها ولا انت لاجيتها ومارضيتش ترجعها ولا تكونش ضحكت عليك بكلمتين عشان تسيبها يا محسن ؟
تنهد محسن وتوتر ولكنه نجح في اخفاء توتره وتابع ببرود قائلاً ..
_ لأ يا عمي بس مانسيتش انها اختي !
استدار ليغادر دون ان يسمع رده في حين دب عمه بعصاته علي الأرض بغضب واخذ يفكر ماذا قد يفعل مصطفي ان وجد شهد ، وماذا .. ماذا ان قتلها حقاً ! ، ستكون مصيبة فعلاً .. فهو يعرف اخيه جيداً لا يفرط في ابنائه مهما حدث
_______________________
امام المستشفي ،،،،
وصلت شهد امام المستشفي ثم نزلت من السيارة واخرجت بعض النقود واعطتها للسائق واستدارت ودلفت وهي تتلفت حولها خوفاً من ان يكون مصطفي يلحقها ، اتجهت لغرفة عمر ووجدت امام غرفته رجلان أمن والممرضة تخرج من الغرفة ، سارت بسرعة ووقفت امامها ثم هتفت بتساؤل قائلة ..
_ لو سمحتي مفيش اى جديد ف حالته ؟
اجابتها الممرضة بجدية معتادة قائلة ..
_ لا في انه تقريباً بيبدأ يستعيد وعيه لاني اما كنت بشوفه لاقيته بيحاول يحرك ايده وكنت رايحة انادى الدكتور
تهللت اسارير شهد وابتسمت بسعادة وهي تقول بفرحة ..
_ انتي بتتكلمي بجد
الممرضة بأبتسامة : ايوة والله
شعرت انها استردت روحها التي سلبت منها مرة اخرى ، تكونت الدموع في عيونها ولكنها مسحت عيونها رافضة نزولها في حين استدارت الممرضة وسارت متجهه لغرفة الطبيب ....
جلست شهد علي المقعد امام الغرفة وهي تتمتم بخفوت ..
_ الحمدلله الحمدلله ، انت كريم ياارب
بعد دقائق جاء الطبيب مع الممرضة ثم ألقي نظره علي شهد ودلف الي الغرفة بهدوء وكشف علي عمر وما ان انتهي وخرج حتي نهضت شهد وسألته بلهفة ..
_ طمني يا دكتور هيفوق امتي ؟
الطبيب بتفاؤل : طبعا محدش يعلم الغيب بس احتمال كبير يفوق النهاردة
تنهدت شهد براحة ثم اردفت بأمتنان ...
_ شكرا يا دكتور
اومأ الطبيب بهدوء ثم استدار ليغادر وخلفه الممرضة ، اوقفتهم شهد بتساؤل وقلق ..
_ طب آآ هو انا ممكن ادخله شوية
ابتسم الطبيب رغماً عنه ثم اومأ بموافقة وهو يقول ..
_ اتفضلي بس ياريت ماتزعجيهوش
شهد مسرعة : طبعا طبعا
استدارت في لمح البصر ودلفت الي الغرفة في حين ضحكت الممرضة علي فعلتها وهتفت بأبتسامة ..
_ شكلها بتحبه اووى .. !
جلبت شهد الكرسي بجانب الفراش ثم جلست بهدوء شديد وامسكت بيد عمر واخذت تنظر لملامحه بتدقيق شديد ثم همست بخفووت ..
_ عمر ، مش ناوى تقوم بقاا ، علي فكرة .. انت وحشتني اوى !
_____________________
في منزل رضوى ،،،،
كانت رضوى تجلس علي مكتبها وشعرها مبعثر وهي تتابع عملها بتركيز شديد ، قطع تركيزها صوت طرق الباب ، اذنت للطارق بالدخول لتجد والدتها ، التفتت لها ثم قالت ..
_ اتفضلي يا أمي خير ؟!
اقتربت والدتها ثم ردت بجدية قائلة ..
_ كل خير ، العريس وأهله جايين النهاردة بعد شوية ، يادوب تقومي تجهزى نفسك
تجمدت ملامح رضوى وهي تحملق بوالدتها غير مصدقة ، كانت تعتقد انها نسيت هذا الأمر ولكنها مصره حقاً ، حاولت اخراج الكلمات بصعوبة قائلة ..
_ نعم ، لا طبعا انا مش موافقة
صاحت والدتها بحدة وهي ترفع يدها في وجهها قائلة ..
_ انا قايلالك من 5 ايام يعني مافاجئتكيش ، وبالنسبة لموضوع موافقة ولا لا فـ انا قولتلك انا مش هأتحمل نتيجة اختياراتك المتخلفة
كادت تجيب رضوى إلا انها قاطعتها وهي تكمل بغضب قائلة ..
_ مش دة الي احنا مكناش موافقين عليه وصممتي وقولتي عايزاه ، خلاص يبقي تتجوزى الي انا اختارهولك ، مش كل الرجالة زى الزبالة اياه
هبت رضوى واقفة وبدأت دموعها في الهطول واردفت بنحيب قائلة ..
_ انا مش عايزة اتجوز غيرت رأى .. انا جايبلكوا الاذى ف اية ما انا بأشتغل ويصرف علي نفسي وكمان بتاخدوا مني احياناً ، كفاية بقا انا تعبت
تلقت صفعة من والدتها صدمتها ، حدقت بها والدتها بغضب هادر ثم زمجرت فيها قائلة ..
_ الظاهر انك عايزة تتربي تاني بس هتتربي في بيت جوزك مش هنا ، الناس زمانهم علي وصول ، اقسم بالله لو ما لبستي زى الناس وطلعتي قابلتي الناس بأبتسامة كويسة ما هتكوني بنتي ولا اعرفك وتغورى من البيت دة .. !
استدارت وغادرت بغضب تاركة رضوى تبكي بشدة وتلعن حظها الذى اوقعها في طريق ذلك الذئب الذى جعلها تكره كل الرجال ، ظلت تدعو الله ان لا يوافق الشاب علي تلك الزيجة ، ظلت حوالي نصف ساعة هكذا حتي ارهقت عيناها من كثرة البكاء فنهضت بجمود وهي تمسح دموعها لتجهز نفسها ...
___________________
في المستــــشفــــي ،،،،
كانت شهد مازالت علي وضعها ممسكة بيد عمر وتحدثه بخفوت كأنه يسمعها ، فجأة وهي تنظر له وجدته يحرك يده ، انتفضت في مكانها بسعادة ثم هتفت بسعادة غامرة ..
_ عمر عمر انت سامعني !
وجدته يبدأ بفتح عيناه ببطئ لتظهر عيناه السوداويتين ، ابتسمت بفرحة في حين بدأ هو في استعادة وعيه تدريجياً ، فتح عيناه ليجدها امامه ، نظر لها ثم اردف بوهن قائلاً ..
_ شهــد
اومأت برأسها وهي ممسكة بيده وتبتسم بسعادة جلية علي وجهها ، حاول هو النهوض فأقتربت شهد بدون تردد وساعدته ، نظر لها بتعجب ولم ينطق ، جلس ببطئ وهو يتآوه بسبب كتفه ، فجأة اقتربت شهد اكثر واحتضنته بشغف وهي تقول بحنان و همس ..
_ وحشتني اوى يا عمر
صدم من فعلتها فأبتعدت هي علي الفور ونظرت في عيناه التي لطالما عشقتها ثم استطردت بنظرات حانية ..
_ عمر انا بحبك اووووى
الفصل الثالث عشر :
نظر لها عمر بصمت تام ، تحبه ! كيف ومتي .. لم يرغب ذلك ابداً فهو اغلق قلبه عليها ولن يسمح لغيرها ان يتسلل لقلبه مرة اخرى ، في حين ظلت هي معلقة بصرها عليه وهي نفسها لم تعلم كيف اعترفت له هكذا ، تنحنحت بحرج ونظرت علي الأرضية وظلت تفرك اصابعها بتوتر شديد ، ثم حاولت اخراج الكلمات بصعوبه من شدة خجلها قائلة ..
_ عمر انا آآ بس مـا ...
قاطعها عمر وهو ينظر لها بحدة ويشير بيده بمعني اصمتي ثم اردف بصرامة ..
_ مفيش حاجة اسمها حب اصلاً والموضوع دة مايتفتحش تاني
تلقلقت الدموع في عيونها وشعرت انها ستنهار امامه ولكنها عزمت علي ان تبقي قوية صامدة ، اغمضت عيونها وفتحتها ثم نظرت له وهتفت بجمود مصطنع ..
_ علي فكرة انا كان قصدى بحبك يعني زى اخويا مش اكتر
نظر للجهه الأخرى ثم تابع بنبرات حادة ..
_ لو خلصتي كلام ياريت تطلعي وتنادى الدكتور معاكي
نهضت بتثاقل دون ان تتفوه بكلمة ، شعرت انها تحطمت ، اصبحت مثل الزجاج الذى انكسر فجأة ، دقات قلبها تتسارع بسرعة رهيبة وهي تنظر له ، ارادت لو انها تستطيع ان تكتم دقات ذلك القلب الذى جعلها في هذا الموقف المحرج الان ، استدارت متجهه للباب ثم مدت يدها لتفتح الباب ونظرت له نظرة سريعة ولامت نفسها علي تلك النظرة ايضاً ثم خرجت بسرعة لتنادى الطبيب او الممرضة ..
وصلت امام غرفة الطبيب وطرقت الباب بهدوء ليأذن لها بالدخول ، فتحت الباب ودلفت لتجد طبيب اخر شاب في اوائل الثلاثينات من عمره ذو ملامح هادئة وجسد رياضي ، عريض المنكبين ، شعره اسود غزير وعيناه رصاصية واسعة ، تعجب قليلاً ولكنها هتفت بسرعة بتساؤل ..
_ هو انا جيت اوضة غلط ، انا كنت عايزة دكتور هادى
ابتسم بهدوء ثم نهض من كرسيه وتقدم قليلاً ثم اردف بجدية قائلاً ..
_ انا هابقي مكان دكتور هادى بعد كدة
عقدت شهد حاجبيها واكملت بفضول ..
_ بجد لية كدة ، ودكتور هادى راح فين
اجابها بأبتسامة هادئة : دكتور هادى ساب المستشفي لأسباب خاصة بيه
اومأت برأسها متفهمة ثم نظرت له وتذكرت عمر وتابعت بهدوء وحزن بدى علي ملامحها بمجرد تذكره ..
_ طيب ، دكتور هادى كان بيتابع حالة آآ عمر و.. ويعني هو فاق من شوية وكدة
اومأ برأسه ثم استطرد حديثه بعزم ..
_ منا عارف ودرست حالته ودكتور هادى قالي عليه وكان متوقع انه يفوق طبعاً ، ثواني بس وهأجي أشوفه
حاولت رسم ابتسامة صفراء علي وجهها ثم تمتمت بخفوت قائلة ..
_ ماشى تمام
استدار الطبيب بخفة وجلب اوراقه واشيائه الخاصة وتقدم مرة اخرى ثم نظر لشهد واردف بتعريف ..
_ بالمناسبة انا اسمي دكتور محمود
هزت شهد رأسها بهدوء دون ان ترد ، وشعر هو بالحرج فأكمل سيره وخرج من الغرفة لتتبعه هي ، اخبر الممرضة في طريقه ان تأتي خلفه فأنصاعت لأمره بالطبع وتقدمت معهم بسرعة، وصلوا امام غرفة عمر ودلف هو اولاً ثم الممرضة خلفه تلحقهم شهد ، نظر محمود لعمر متفحصاً ثم قال بجدية ..
_ احم ، انا دكتور محمود الي مفروض هتابع حالتك عشان دكتور هادى اعتذر
انتبه عمر له الذى كان في عالم اخر سارح يفكر في عدة اشياء ويقرر اشياء ايضاً ، اومأ برأسه فأقترب الطبيب وبدأ في فحصه بدقة وساعدته الممرضة ، انتهي من فحصه وبدأ بكتابة بعض الاشياء في حين اردف عمر بتساؤل قائلاً ..
_ هو انا ممكن اخرج امتي يا دكتور ؟!
الطبيب بشرح وجدية : انت تمام بس انا رأى تخليك يومين ولا حاجة عشان الجرح الي فـ كتفك مش بسيط ولو عملت اى حركة غلط فيه ممكن يحصل تطورات جامدة وتدخل في مواويل كتير ومتحركش كتفك تاني
زفر عمر بضيق ثم تابع بحنق قائلاً ..
_ بس انا مابحبش قاعدة المستشفي ، طب ممكن اكون ف البيت احسن واعمل كل حاجة هناك
صمت الطبيب لثواني يفكر قليلاً ثم استطرد بتفكير قائلاً ..
_ طيب ممكن تخلي ممرضة معاك ف فترة العلاج وانا ابقي اعدى عليك كل اسبوع لحد ما تخف تماما
اومأ عمر برأسه موافقاً وهو يقول بأرتياح ..
_ تمام كدة احسن طبعاً ، اقدر اخرج النهاردة يعني
الطبيب بهدوء : اه هأكتبلك علي خروج .. بس ياريت ماتنسوش الحساب تحت
رد عمر بصوت أجش قائلاً : طبعاً يا دكتور بس الفلوس معايا وانا زى ما حضرتك شايف
هنا فجأة هتفت الممرضة بأبتسامة وود ..
_ بجد مرات حضرتك كانت خايفة عليك جداً ومنهارة لحد ما فوقت
نظر الطبيب لشهد بهدوء في حين نظر لها عمر نظرات لم تفهمها ابداً واحمرت وجنتاها من فرط خجلها واستدارت لتدارى وجهها بكفيها وهي تتحسس حرارة وجنتيها ، هنا تنحنحت الممرضة بحرج قائلة ..
_ احم آآ ربنا يخليهالك يعني
خرج عمر من صمته قائلاً بصوت قاتم ..
_ شكراً ويخليكي
تعجبت شهد من رده ، فلماذا لم يقل لهم انها ليست زوجته ، لماذا لم يبادلها نفس شعورها ، هو يراها مجرد فتاة عابرة ولكنها احبته .. احبته وبشدة ، كم تمنت ان يبادلها نفس الشعور ..
ابتسم الطبيب ثم كتب لعمر علي خروج واستدار ليغادر ومعه الممرضة ، ودت شهد ان تخبر عمر بما حدث معه وهو في الغيبوبة ولكن لا تعرف من اين تبدا ، بدت جادة جداً ثم هتف بجدية ايضًا ..
_ علي فكرة حصل حاجة وانت نايم لازم تعرفها
رفع عمر حاجبه الايسر بتعجب ثم سأل بعدم فهم : يعني اية ، واية هي ؟
اقتربت شهد منه ثم تنهدت واخذت تتذكر ما حدث ثم تابعت بضيق ..
_ كان في واحد ملثم وبيحاول يديك حقنة هواء وآآ ..
قاطعها عمر بدهشة : ايييية ، ازاى !
تأففت شهد ثم اكملت برتابة : ما انت لو تسيبني اكمل ، ولما دخلت فجأة رمي كل حاجة وزقني وطلع يجرى
نظر لها عمر بنصف عين ثم قال بترقب ..
_ بلغتوا البوليس ولا لا ؟
تنحنحت شهد ثم اجابته بتوضيح ..
_ لأ انا آآ ماحبتش اكبر الموضوع
هز رأسه موافقاً بهدوء وهو يحدج بالفراغ ثم اخذ يحدث نفسه وهو يعرف وعلي يقين بمن فعل ذلك ، توعد له واخذ يدبر لما سيفعله معه في حين رمقته شهد نظرات حانية مترجية ...
___________________
في منزل رضوى ،،،،
استعدت رضوى تماماً وارتدت ملابس تقليدية عادةً ما ترتديها في العمل ولم تضع اى مساحيق تجميل ، فهي من الاساس لم تعطي موافقتها علي هذه الزيجة ، سمعت صوت جرس المنزل يرن فعلمت انهم وصلوا ، دلفت مها اليها وهي ترتدى جيبة طويلة سوداء وتيشرت احمر ذو أكمام خفيفة وتضع بعض مساحيق التجميل ، دهشت من مظهر رضوى وشهقت وهي تضع يدها علي صدرها ..
صاحت فـي رضوى بغضب حقيقي وهي تشير عليها من اسفل الي اعلي ..
_ ايية الي انتي مهبباه دة ، دة منظر واحدة جايلها عريس
نظر لها رضوى ثم جزت علي اسنانها بغيظ وادرفت ببرود نجحت في اظهاره ..
_ اها وهو دة الي عندى وإلا مش هأطلع
اقتربت مها منها بغل ثم امسكت يدها وضغطت عليها وهي تقول بحنق ..
_ عشان كدة ماكنتيش عايزة حد يدخل غير لما تخلصي والناس يجوا
تألمت رضوى ولكن لم تظهر ذلك فهي معتادة علي معاملة مها الجافة والقاسية ، فقط اومأت برأسها واكملت بنفس البرود المستفز ..
_ ايوة بالظبط كدة يا برنسيس
سمعوا صوت والدتهم تهاتفهم للمجيئ ، رفعت رضوى اكتافها ببرود في حين نظرت لها مها نظرات نارية وعيناها تشع شرارة غضب ، ثم سحبتها من يدها خلفها وتركتها امام الباب ثم فتحت الباب وخرجت وهي ترسم ابتسامة بسيطة علي ثغرها وخلفها رضوى تنظر لهم بعبوس وصرامة مما زاد تعجبهم غير مظهرها العادى ، كان متواجد العريس ووالدته وشقيقته يرتدون ملابس انيقة جميلة ، صُعقت والدتها من مظهرها واخذت تتوعد لها بصمت ، نظرت رضوى فى الاسفل عندما وجدت انظارهم جميعاً مسلطة عليها ، حاولت الام تلطيف الجو قائلة بمرح خفيف ..
_ اية يا جماعة احنا هانفضل ساكتين كدة
ابتسم الجميع ابتسامة صفراء عدا رضوى التي لم تظهر غير العبوس ، هنا هتف والد العريس بجدية قائلاً ..
_ طبعاً احنا جايين نطلب ايد الأنسة رضوى لأبني عبدالرحمن
ابتسمت الأم وردت بترحيب قائلة ..
_ واحنا يشرفنا اننا نناسب ناس زيكوا يا استاذ ناصر والله
اكمل الأب بفتور قائلاً وهو ينظر لزوجته ..
_ يبقي نقرأ الفاتحة بقا ولا اية
بدأوا الجميع في قراءة الفاتحة ورضوى تنظر لهم بغل مكبوت فهي العروس ولم تصلي استخارة ، لم تقرأ معهم ، لم تبتسم حتي .. انتهوا بعد دقيقتان وهنا قالت الزوجة بحماس لزواج ابنها ..
_ نسيبهم يتكلموا مع بعض شوية بقاا
_ اه اه طبعاً ، روحوا يا ولاد في البلكونة
هتفت الام بتلك الجملة وهي تنظر لرضوى بتحذير ، فهمت رضوى نظراتها فتأففت بملل ونهضت مع عبدالرحمن متجهين للبلكون وكلاً منهم يفكر في شيئ مختلف
_____________________
امام الفندق ،،،،
وصل مصطفي امام الفندق وهو مُضمد رأسه في الصيدلية ويتآوه من شدة الألم ، دلف وحاول ان يبدو ثابتاً ، نظر له موظف الاستقبال بتعجب في البداية ولكنه سرعان ما ابتسم ، نظر له مصطفي دون ظهور اى رد فعلاً ونسي تماماً ما قاله له قبل ان يذهب لمنزل عمر ، وصل امام غرفته واخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب ودلف ليجد فتاة ذات شعر اصفر ووجه ابيض وتضع مساحيق تجميل صارخة ترتدى فستان احمر قصير جداً يصل الي قبل الركبة تجلس علي الفراش وهي تأكل العلكة وتضع قدم فوق الاخرى ، ما ان رأته حتي هبت واقفة بشهقة وهي تقول ..
_ يالهوووى، انت بتموت ولا اية ؟!
حدقها مصطفي بنظرات غاضبة وتذكر عندما اوصي ذلك الموظف ان يجلب له احدى الفتاة ليقضي معها ليلته ، خبط علي رأسه بخفة ثم نظر لها بتفحص وهتف بصوت أجش ..
_ يلا اطلعي برةة خلاص
وضعت يداها في جانبيها وهي تهتز برفق وتصيح بغضب قائلة ..
_ نعممم ، بقا انا سايبة شغلي بقالي ساعة وقاعدة مستنية جنابك عشان فـ الاخر يجيلي واحد متخرشم وصعيدى واطلع من المولد بلا حمص !!
اقترب منها مصطفي ثم امسك ذراعها وضغط عليها وتابع بحدة قائلاً ..
_ اتكلمي زى الناس يابت وفلوسك هأرميهالك علي الجزمة يا جزمة
مطت شفتيها بعدم رضا ثم نظرت له من اسفل الي اعلي واستطردت ببرود قائلة ..
_ طب يلااا ورايا شغل غيرك
اخرج مصطفي الاموال من سترته واعطاهم لها وهو ينظر لها بضيق في حين اخذتهم هي ووضعتهم في صدرها وهي تأكل العلكة بطريقة مستفزة للغاية ثم استدارت واخذت حقيبتها الصغيرة وسارت لتخرج من الغرفة بدلال تعمدت اظهاره لإثارة مصطفي ...
__________________
في المستشفي ،،،،
اعطي عمر الاموال لشهد لتدفعهم وبالفعل دفعتهم شهد للحسابات ، كانت تنصاع لأوامره دون نطق اى كلمة او مجادلة ، لم تعرف لماذا تفعل ذلك ولكنه كان برغبتها ، انتهت اجراءات الخروج لعمر واستعد علي اكمل وجه ، كاد يسير ليخرج من الغرفة فتقدمت منه شهد ببطئ لتساعده فأبعد عمر يده علي الفور وهو ينظر لها بحدة ويقول بتحذير ..
_ مش عايز مساعدة ، واياكي ثم اياكي تفكرى تقربي من اى مكان اكون فيه
اومأت شهد رأسها دون نطق اى كلمة ، شعرت انها لو تحدثت ستكون مثل القنبلة التي تنفجر بعد حبس وكبت الكثير ، سار عمر ببطئ وخرج من الغرفة وهي تتبعه بنظراتها حتي خرج فتحركت هي ببطئ كما امرها هو بالحرف ، خرجوا امام المستشفي ووقف عمر وشهد الي جانبه منتظرين احد سيارات الاجرة ، جاءت سيارة فأشار له عمر وركب بجانب السائق وشهد في الخلف واخبره عمر بالعنوان لينطلقوا للمنزل ، اسند عمر رأسه واخذ يفكر كثيراً منذ ركوبهم حتي وصلوا امام المنزل وافاق علي صوت السائق وهو يقول بجدية ..
_ هنا يا استاذ صح ؟
اومأ عمر برأسه بهدوء ثم اخرج المال واعطاه ونزل ونزلت شهد من الخلف وسارت بأتجاه الداخل دون ان تتفوه بحرف وعمر يتابعها بنظره تاركين السائق ينطلق لمحل رزقه ..
وقفت شهد امام الباب لان المفتاح كان مع عمر ليأتي عمر ويدلف وهي خلفه ، جلس علي اقرب اريكة بهمدان ثم تنهد وهو ينظر لشهد ، توترت شهد قليلاً من نظراته وابعدت نظرها عنه وجلست علي كرسي ليس ببعيد ولكنه ليس قريب ايضاً ، كانت تقول لنفسها انها هكذا ستتفادى غضبه والحديث معه إلا للضرورة ..
نظر لها عمر بجدية ثم تنحنح قائلاً ..
_ شهد ..
التفتت له شهد بهدوء وهي تبتلع ريقها استعداداً لأى توبيخ منه فهي اعتادت عليه يوبخها يغضب منها فقط ..
هتف بنبرات هادئة وهو ينظر لها ليدقق في معالم وجهها قائلاً ..
_ تتجــوزيـني يا شــهــد ........................ !!
الفصل الرابــــع عشـر :
كانت كلماته مثل الصاعقة الكهربائية عليها ، حدقت به بصدمة وشعرت ان هذه مجرد تهيئات ليس إلا ، خبطت علي اذنيها بأطراف اصابعها برفق علها تفيق من هذا الحلم وتسمع جيداً ولكن دون جدوى ، كان عمر يتابعها بنظره وهو متوقع ذلك ، نطقت بصعوبة وهي فاغرة شفتيها بصدمة ..
_ هآآآه يــ يعني ايية !!
رفع حاجبيه ثم اعاد كلماته عليها مرة اخرى بهدوء شديد ..
_ قولت تتجوزيني يا شهد ، يعني تكوني مراتـي علي سنة الله ورسوله
كانت قلبها في قفصها الصدرى يكاد يقفز من السعادة ولكن .. ولكنه لا يحبها ، كان قلبها يدق بسرعة وشعرت ان حلقها جف ، نظرت له وحاولت ان تظهر الجمود .. فأردفت بصوت قاسي قائلة ..
_ اسفة ، لا طلبك مرفوض يا استاذ عمر
كان بالنسبة له هذا الرد متوقع ، هز رأسه ولم يتخلي عن هدوئه للحظة ، مسح طرف انفه بأصبعه ثم تابع برزانة ..
_ للأسف معنديش اجابة فِي قاموسي أسمها لا يا انسة شهد
عضت شهد شفتاها السفلية ثم استطردت بغيظ مكبوت ..
_ وانا مش موافقة ابقي وريني هانتجوز ازاى يا استاذ عمر
نهض عمر من مجلسه ثم تقدم بأتجاهها وجلس بجانبها لا يفرق بينهم سوى بعض السنتيمترات ، زاد توتر شهد واصبحت تفرك في اصابعها ، مد عمر يده واخذ يتحسس وجنتاها برفق وامسك وجهها بين كفيه ثم اقترب اكثر وقبلها بشغف وبعد ثواني ابتعد ليجدها تغمض عيونها ، نجح فيما اراده ورأى تأثير فعلته عليها ..
قال بصوت جاد : بكرة هأجيب المأذون
لم تنطق هي ، اصبحت مثل المغيبة ، ابتسم بخبث ثم نهض ليتجه لغرفته في الأعلي تاركاً اياها تفكر في مصيرها معه
______________________
في منزل رضوى ،،،،
في البلكون كانت رضوى تجلس علي كرسي علي الطرف وعبدالرحمن علي الطرف الاخر كانت تنظر للأسفل بملل بينما هو ينظر لها بتدقيق وهو متعجب من كل شيئ يحدث ، هل هذا الزواج رغماً عنها ، هل هي مجبرة ان تبقي معي باقي العمر ، هكذا حدث نفسه قبل ان يهتف بصوت اجش قائلاً ..
_ احم ازيك يا انسة رضوى
رفعت رضوى ناظريها ونظرت له لأول مرة ثم اجابته بهدوء ..
_ الحمدلله ... وانت ؟
ابتسم عبدالرحمن ابتسامة بسيطة لانها بدأت ان تتجاوب معه ثم تابع بحماس قائلاً ..
_ الحمدلله بخير ، ممكن اعرف رأيك فيا
رفعت رضوى شفتيها السفلية بتهكم ثم اردفت بسخرية واضحة ..
_ وهايفرق في اية رأيي اذ كان الفاتحة اتقرأت وخلاص زمانهم بيحددوا كل حاجة جوة
شعر بالإهانة من كونها مجبرة علي الزواج منه ، حاول لملمة ما تبقي له من كرامة كرجل شرقي فقال بجدية ..
_ خلاص لو مش موافقة ممكن اخرج اقولهم كل شيئ قسمة ونصيب
تذكرت نظرات والدتها وكلامها الحاد ومعاملة مها معها فقررت الموافقة فـ علي الأقل سترتاح من كل هذه المشاكل ، زفرت بضيق ثم استطردت بتوضيح ..
_ آآ لأ ماكنش قصدى كدة ، انا بس اتضايقت عشان عملوا كل حاجة من غير ما يسألوني
اتسعت ابتسامته ثم اردف بتساؤل يشوبه بعض القلق ..
_ يعني افهم من كدة انك موافقة
_ ايوة موافقة
هتفت بتلك الجملة وهي تنظر للسماء بحزن دفين ثم زفرت بضيق ظهر علي وجهها ...
بينما تنهد عبدالرحمن بأرتياح فأخيراً هو الاخر سيحقق رغبة والداه في الزواج مم فتاة محترمة جميلة ..
حاول فتح اى مجال للحديث فتابع قائلاً ..
_ اية المواصفات الي عايزاها تكون ف زوجك المستقبلي
فهمت رضوى مقصده فأبتسمت ابتسامة صفراء ونظرت له وردت بــ ..
_ اولاً طبعا يتقي ربنا فيا ويكون حافظ القرءان او علي الأقل بيحفظه ويكون شاريني وآآ .. وبيحبني ويكون طبعا محترم ويعاملني كويس
هز رأسه بهدوء ثم قال برضـا ..
_ تمام جداً ، الحمدلله انا فيا الصفات دى وربنا يقدرني واكون حسن زوج ليكي
شعرت بالراحة قليلاً من الحديث معه ثم اومأت برأسه بأبتسامة بسيطة ..
تنحنح هو ثم سألها بهدوء ..
_ حابة تعرفي حاجة معينة عني ؟!
هزت رأسها نافية فأبتسم هو ثم نهض وهو يقول ..
_ يلا نطلع ونبلغهم الموافقة
اومأت برأسها ايضاً دون ان تتحدث فأستدار هو واتجه للداخل ولحقته هي بهدوء للخارج ..
_____________________
في الفندق ( غرفة مصطفي ) ،،،،
كان مصطفي مسطح علي الفراش يفكر في شهد ، يتخيلها زوجة له وله ابناء منها يعيشون حياة سعيدة ، ولكن ما ان تذكر نفورها منه حتي ظهر الغضب علي معالم وجهه ، زفر بضيق شديد ثم امسك بالهاتف الخاص به واتصل برقم ما ثم وضعه علي اذنه منتظراً الرد ، اتاه صوت الشخص بعد ثواني قائلاً بترحيب ..
_ الوو مصطفي باشا
_ ايوة يا عبدالله كيفك ؟
_ بخير الحمدلله وانت اية اخبارك يا باشا
_ تمام ، كنت عايز خدمة تاني منك
_ اؤمرني يا برنس
_ عايز كام راجل من رجالتك
_ امممم تمام بس فين
_ يجوا القاهرة
_ تمام بس كله بحسابه يا باشا
_ اكييد ماتقلقش
_ تمام ممكن العنوان بقا
_ فندق ( ..... ) وهبعتلك العنوان فـ رسالة
_ في الانتظار ، سلام
_ سلام
اغلق مصطفي ثم ارسل عنوان الفندق بالتحديد لعبدالله ، ليتنهد عبدالله ويأمر رجاله ان يسافروا القاهرة سريعاً ويعيطيهم ذاك العنوان ، فينطلق بعض الرجال ذو العضلات البارزة والجسد الممشوق ، ركبوا السيارات ثم انطلقوا الي القاهرة ...
اخذ مصطفي يحدث نفسه وهو يتوعد لشهد ويحمس نفسه بأنها ستكون له حتماً وان ما قالته ليس إلا كذب ليتركها ، همس بأصرار وجمود قائلاً ..
_ مضطر اخطفك بجا يا بت عمي ومش بعيد اجتل الي بتجولي عليه دة ... !!
_____________________
اخبر عبدالرحمن الاهل بالموافقة وتهللت اساريرهم خاصة والدة ادرضوى التي كانت تعتقد ان رضوى لن تجعل هذه الزيجة تتم ، اتفقوا علي ميعاد الخطبة وتقريباً كل شيئ خاص بالزواج ورضوى لم تنطق بكلمة ابداً كانت مثل ضيف الشرف وليست العروس ، شعرت والدة عبدالرحمن انها مجبورة ولكنها تجاهلت احساسها وقالت لنفسها بفتور " اكيد دة خجل بس " ، انتهت المقابلة بسلام وخرج اهل عبدالرحمن وغادروا المنزل ، كانت سعادة مها لا توصف كأنها هي من ستتزوج ولكن ليس من حبها لأختها بل لأن كل شيئ سيكون لها حتماً ولكن .. بعد وفاة والدتهم فـقــط .. !!
___________________
في منزل عمر ،،،،
لم تنام شهد طول الليل ظلت تفكر كيف صممت هكذا ، كان يجب ان تنهره وترفض ولكن .. نجح فيما اراده ورأى تأثير فعلته عليها ، ظلت تفكر طول الليل وعزمت علي تنفيذ ما قررته ثم غطت في نوم عميق ..
بينما في الصباح استيقظ عمر بنشاط ودلف الي المرحاض واغتسل وبدل ملابسه وارتدى بنطال من اللون الاسود وتيشرت من اللون الاحمر وجفف شعره ووضع العطر الخاص به ثم اخذ هاتفه وامواله ثم اغلق النور والباب وهبط للأسفل ببطئ ليجد شهد مازالت نائمة ، اقتربت منها واخذ يتفرس ملامحها كانت مثل الملاك الهادئ ، ملامحها جميلة للغاية ، لأول مرة يقترب منها الي هذا الحد ، كانت هناك خصلة مش شعراتها هاربة الي وجهها ، مد يده بتردد وابعد الخصلة عن عيناها ثم تحسس وجنتاها برفق ، فجأة ابعد يده بسرعة عندما تذكرها وكان يلوم نفسه وبشدة علي فعلته هذه نهض ثم هتف بهدوء قائلاً ..
_ شهد .. شهد قومي
لم تستجيب له فأقترب قليلاً ثم وكزها في ذراعها بخفة لتفيق ولكن فجأة وجدها تتشنج وتصبب عرقاً ، تعجب بشدة فوكزها مرة اخرى لتستيقظ هي بصياح يشوبه الخوف قائلة ..
_ لااااا ابعد عني لااااا عممممر
اقترب عمر بسرعة وظل يهزهت برفق وهو يقول بهدوء ..
_ شهد فوقي اهدى مفيش حاجة
ظلت تتنفس بسىرعة وهي تضع يدها علي صدرها بخوف ، ظل ينظر لها بهدوء ، حاولت ان تجمع شتات نفسها .. اردفت بصوت اشبه للبكاء ..
_ كان حلم وحش اووى
سألها عمر بفضول : حلم اية دة ؟
تذكرت محاولة الاعتداء التي تعرضت لها ثم انهارت امامه وظلت تبكي بصوت حاد وهي تتذكر نظراتهم ومحاولة ذاك الرجل ، نظرت لعمر بغضب ثم تابعت وسط دموعها ..
_ انت السبب انت الي سبتني هناك ، كنت هضيع بسببك انت
ظلت تهذى بالكلمات هكذا وهي تبكي واحياناً تسب عمر وهو صامت حتي تهدأ ولكنه شعر انها لن تهدأ ، ظهر الغضب علي وجهه فزمجر وهو يحدقها بنظرات نارية قائلاً ..
_ اهدى بقااا ، انت سبتك هناك لمصلحتك ، ومكنتش اعرف ان في حد ممكن يروح هناك ولو كنتي فضلتي هنا كان هايحصل لك حاجة اسوء من كدة
صمتت شهد بصدمة ومسحت دموعها بيدها بسرعة وهي تقول بتساؤل ..
_ يعني اية فهمني !؟
نهض عمر وهو ينظر للفراغ ثم اخذ يتذكر ما حدث جعله يفعل ذلك ولكنه استطرد حديثه بنبرات قاسية قائلاً ..
_ مش هاينفع تعرفي اى حاجة دلوقتي ، كل حاجة هاتعرفيها في وقتها احسن ، وماتفكريش انى هتجوزك لجمال عيونك لأ خالص انتي من النوع الي يعجبني
شعرت بغصة في حلقها بسبب كلمته التي جرحت كرامتها كأنثي ، اغمضت عيونها بألم محاولة ان تتغاضي عن كلمته ثم تابعت بحزن واضح ..
_ امال اييية فهمني ، انت كل حاجة غامض فيها ، من حقي اعرف لية بتساعدني ومن حقي اعرف لية ودتني هناك ومن حقي اعرف ليية انقذتني ولية عايز تتجوزني ... !
لم يرد عمر فعزمت علي تنفيذ شيئ ما ثم هتفت بصرامة وجدية قائلة ..
_ لو ماقولتليش كل حاجة يبقي انا لازم امشي يا عمر
زفر عمر بضيق واخذ يفكر قليلاً ثم استدار ونظر لها بهدوء كأنه هدوء ما قبل العاصفة ، صمت لثواني ثم قال بكل هدوء يشوبه بعض البرود ..
_ مأقدرش اقولك غير إني بشتغل قـــاتــل يا شهــد ..........................
الفصل الخامـس عشــر :
ها هي تتلقي صدمة مرة اخرى علي التوالي ، ولكن هذه المرة الصدمة اكبر واصعب بكثير ، رمشت للحظات وهي محدقة به بصدمة ثم اقتربت قليلاً منه مرددة بصدمة ..
_ يعني اية ! ، يعني انا كنت عايشة مع مجرم كل دة ، كنت بأكل حرام وبلبس بفلوس حرام
جلست علي الأرض بغلب وبدأت في البكاء كعادتها ، كأنه اصبح رفيقها الوحيدة ووسيلتها لتخرج كل ما بداخلها ، ظلت تبكي بنحيب لدقائق او ثواني وربما اطالت كثيراً ، كانت عمر يعطيها ظهره وهو يحدق بالفراغ ، هتفت بصعوبة وهي مستمرة في البكاء قائلة ..
_ حرام عليك لية ما قولتليش ، طب انا آآ كنت مفكراك شخص عادى بيساعد الي يلجأله ، مكنتش مفكراك كدة
صرخت بحدة ثم اكملت بنفس الحزن والبكاء . .
_ حرااام ، انا سبت اهلي وبيتي وكنت بتعذب كل يوم ، بس كنت مفكرة إني علي الأقل أهون من اني اتجوز واحد زى مصطفي بس طلع مصطفي ملاك بالنسبالك يا مجرم
استدار عمر في تلك اللحظة وعيناه السوداء اصبحت حمراء من كثرة الغضب ، يحدق بها بغضب شديد وعيناه تشع شرارة لم تراها من قبل ، زمجر فيها بغضب قائلاً ..
_ كفاية بقا اسكتي ، انتي ماتعرفيش حاجة عني ولا تعرفي انا مريت بأية ، انتي عارفة كنت هتقتل ليييية
لم ترد شهد وانما ظلت محدقة بها ودموعها لم تكف عن الهطول ، تابع حديثه ببعض الحزن الذى كاد يظهر في نبرته ..
_ انا مريت بحاجات اصعب مما تتخيلي ، انا خسرت اعز الناس ف حياتي ومع ذلك عايش ، ومش هأضعف ولا هأموت إلا لما ربنا يأذن
اعاد للجمود واصبحت نبرته قاسية وهو يقول : انا كنت هأموت بسببك انتي ، وانتي فعلاً كنتي فـ امان وهاتفضلي فـ امان لحاجة واحدة بس لانك هاتبقي مراتي يا شهد
هبت واقفة فجأة ثم نظرت له بحدة وجمود لم يعتادهم منها من قبل واردفت بنفـي واضح قائلة ..
_ ابداً ، عمرى ما هأكون زوجة لواحد زيك ، اقل ما يقال عنه انه سفاح مابيخافش ربنا
جز علي اسنانه بغيظ ثم زفر بضيق ظهر جلياً علي وجهه ..
_ مش هاينفع خلاص ، مش هاينفع تراجع عن دة دلوقتي
كادت تصيح به مرة اخرى الا انه اشار لها بيده وصرخ فيها بصوت آمر قائلاً ..
_ خلاااص ، النقاش انتهي والموضوع ماعدش ينفع فيه كلام ، انا رايح عشان اجيب المآذون جهزى نفسك
ظلت ناظرة له بلامبالاة كأنها في عالم اخر ، لا تستوعب ما يقوله او غالباً لا تريد ان تستوعب ، ولكنها .. لن تصمت وتخضع لرأيه وكلامه كالعادة ، نهضت ببطئ ثم جلست علي الأريكة وهي تنظر للفراغ
في حين استدار عمر متجهاً للخارج وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله ، مسح علي شعره ثم اتصل علي احد الاشخاص ووضع الهاتف علي اذنه ، بعد ثواني رد المتصل فهتف عمر بجدية وتركيز ..
_ اسمعني كويس يا عمار ، اعمل الي هأقولك عليه بالحرف انت هــ............
وقص عمر عليه ما اراده وبالطبع كان خارج المنزل ، ركب سيارته وهو ينظر علي المنزل ثم تنهد بضيق وهو يفكر ..
_______________________
في الفندق ،،،،
وصل رجال عبدالله الاربعة امام الفندق ، كان يبدو ان واحد منهم يرأسهم ، ترجلوا من سيارتهم بهدوء واغلقوها ثم اتجهوا لذلك الفندق ، نظر احدهم لموظف الأستقبال ثم هتف بجدية وتساؤل قائلاً ..
_ فين اوضة مصطفي محمد
بحث موظف الاستقبال لثواني ثم اجابه بجدية معتادة : الاوضة رقم 50 علي ايدك اليمين اول دور
اومأ برأسه ثم اشار لباقي الرجال برأسه وتعجب الموظف ثم صاح بتساؤل قائلاً ..
_ هو كلكوا طالعين له كدة ؟!
الرجل بصوت أجش مؤكداً : ايوة ، في مانع ولا اية يا حضرت ؟
هز الموظف رأسه نافياً بأرتباك بينما اتجه الرجال لغرفة مصطفي ، وصلوا امام الغرفة ثم طرق الرجل الباب ليفتح له مصطفي وينصدم من رؤيتهم فجأة ، حيث كانوا ذوى عضلات ويشبهوا العمالقة بدرجة كبيرة ، قال بتساؤل وهو ممسك بالباب قائلاً ..
_ هو انتوا الي باعتكم عبدالله صح ؟!
اجابه الرجل بجدية وهو يهز رأسه : ايوة ، مصطفي بيه صح ؟
اومأ مصطفي برأسه ثم ابتعد ليفسح لهم الطريق ليدلفوا ، اغلق مصطفي الباب جيداً ثم نظر لهم واردف بخبث قائلاً ..
_ ركزوا معايا يا رجالة فـ الي هأقوله كويس أوى لأننا هنعمل حاجة مش سهلة وممكن تبقي قتل كمان .. !
لم يندهشوا ابداً لان هذا من الأساس عملهم التقليدى ، هزوا برأسهم ونظروا له بأنصات ليبث هو خطته الخبيثة علي مسامعهم علي أمل ان ينجح ما يريده وتصبح شهد ملكه وللأبد ...
_____________________
منزل رضـــوى ،،،،
لم يتحركوا من اماكنهم منذ ذهاب عبدالرحمن وأهله ، كانت رضوى تجلس في ركن بمفردها تنظر للأرضية بحزن شديد بينما والدتها تجلس علي الأريكة لا تفعل اى شيئ سوى التفكير اما عن مها فهي تجلس بأبتسامة بجانب والدتها تأكل العلكة بتسالي ، كادت رضوى تنهض متجهه لغرفتها ولكن مهلاً فـ مها لن تتركها براحة ابداً ، قالت مها بخبث ..
_ مبرووك يا عروسة
اغمضت رضوى عيناها بضيق ثم ابتلعت ريقها وردت ببرود تعمدت اظهاره ..
_ الله يبارك فيكي يا مها شكراً
مطت مها شفتيه بعدم رضا ، لأن رضوى لم تبدى اى ضيق بل العكس اظهرت البرود ، هتفت والدتهم بجدية موجهه حديثها لرضوى ..
_ كويس يا رضوى إنك ماعملتيش الي فــ دماغك وصممتي
ابتسمت رضوى بسخرية ثم ردت بتهكم ومرارة ..
_ اه عملتلك الي انتي عاوزاه اهو ، مبروك ليكي بقا مش ليا انا
استغلتها مها فرصة وهبت واقفة وهي تشيى بيدها بغضب مصطنع ..
_ رضوى ياريت تتكلمي مع امك بطريقة احسن من كدة
_ انا ماقولتش حاجة غلط يا مها
هتفت رضوى بتلك الجملة وهي تدلف للداخل متجاهله باقي حديث مها الخبيث والذى تفهمه رضوى بسهولة ...
في نفس الوقت في منزل عبدالرحمن ،،،
دلف عبدالرحمن خلف والديه ثم اغلق الباب ونظر لوالديه وهم يجلسوا علي الأريكة بتعب ، قال بحنق ..
_ اهو عملتلكم الي انتم عاوزينه ، اى خدمة تاني ؟!
زمجرت والدته بغضب وهي تجز علي اسنانها بغيظ ..
_ اتكلم بأحترام يا ولد ، انت الي تحمد ربنا ان الموضوع عدى علي خير ، وإلا قولي مين كانت هاتقبلك بالعيوب الي فيك دى !!
ظهر الحزن والضيق والغضب معاً علي وجه عبدالرحمن ، ثم صرخ بهيستريا قائلاً ..
_ انا معنديش نقص ، انا إنسان عندى ومش ذنبي ان العيب دة فيااا
صمت وقد هدئ قليلاً ثم اكمل بألم قائلاً ..
_ افهموا بقا انا بأموت كل يوم بيعدى ، ومش عارف لما هي نفسها تعرف هايبقي اية رد فعلها وهترضي بيا ولا لا
هنا تحدث والده بعدم صمت قائلاً بتساؤل ..
_ وهاتقولها امتي يابني ؟
هز عبدالرحمن رأسه وهو يقول بهمس وحيرة : مش عااارف ، مش عارف حاجة
_______________________
انطلق عمر بسيارته الي احدى الأماكن المطلة علي البحر ، كان مكان هادئ لا يسمع به سوى موجات البحر الهادئة ، ترجل عمر من سيارته بهدوء ووقف امام البحر مكانه المفضل ، وقف ينظر للبحر وللونه الأزرق الهادئ الجميل ، رغم انه غدار احياناً إلا انه يحمل هموم الكثير من الناس ، كان يعتبر صديق عمر حيث كان يلجأ له كثيراً في وقت الضيق ، بدأ شريط حياته يمر امام عينه ، وبالأخص المشهد الذى يتكرر في احلامه يومياً ، موت والدته و.. وموت حبيبته
فرت دمعه هاربة منه وهو يتذكر ذلك اليوم الذى خسر روحه فيه ..
فلاش باك ..
كانت فتاة ذات شعر كستنائى جميل وبشرة قمحاوية وجسد متوسط وملامح هادئة جميلة ترتدى فستان من اللون البنفسجي الطويل ، تعلو الابتسامة وجهها وهي تقف في حديقة احد المنازل ، كانت ممسكة بخيط مربوط بالبالونات التي تطير في الهواء ، كان عمر يقف بجوارها وهو ممسك بواحدة اخرى ، نظراتهم تحمل كل معاني العشق والحب والأمان ، كان عمر حينها شاب عادى احبب فتاة واراد ان يتزوجها ويعمل من اجلها ، فجأة قطع هدوئهم وسعادتهم صوت الطلق النارى ، سقطت " هند " بعدما تلقت الرصاصة عند القلب تماماً ، ركض عمر بأتجاهها بصدمة ونزل لمستواها ثم امسك بوجهها بين راحتي يده ، كانت تلتقط انفاسها الأخيرة ، نظرت له ومع ذلك كانت تبتسم وربما تلك اخر ابتسامة لها ، هتفت بوهن وصعوبة ..
_ عمر ، هتوحشني اوى يا عمر
بدأت دموع عمر في الهطول ولأول مرة في حياته بعد وفاة والدته ، كان يشعر ان قلبه يتقطع علي رؤية حبيبته الوحيدة بين يديه وهي تموت ، هتف بتنشج قائلاً ..
_ لأ لأ انتي مش هاتموتي انتي هاتفضلي عايشة وهانقضي باقي عمرنا مع بعض
تنفست بصعوبة وهي تقول بألم ..
_ اوعي تنساني يا عمر ، بحبك اوى
وماتت ، ماتت من كان قلبه ينبض لها ومن كانت تصبره بعد وفاة والدته ، كانت تهون عليه مصاعب الحياة ، تربت معه منذ الصغر وتعهدوا ان يظلوا مع بعضهم حتي اخر العمر ، ولكنها تتركه وحيداً الآن بعدما فقد اعز الناس الي قلبه ، صرخ بعلو صوته قائلاً ..
_ لااااااااا هند ماتسبينيييش
باك
شعر بالألم يغزو قلبه مرة اخرى ، ظهر عمر الضعيف امام الامواج فقط ، بدأ بالبكاء كالطفل الصغير كلما تذكر ، همس بحزن دفين بداخله قائلاً ..
_ عمرى ما هنساكي يا هند ابداً وهأجبلك حقك اوعدك
_____________________
منزل عمر ،،،
نهضت شهد بعدما تأكدت من مغادرة عمر ، كانت تتلفتت حولها بتوتر وارتباك لتتأكد انه لا يراها ، اتجهت للأعلي بخطوات سريعة الي حداً ما وفتحت احدى الغرف التي توضع فيها بعض الملابس لها ، دلفت بسرعة وامسك بـّ ( احدى الاكياس ) ثم بدأت في وضع الملابس فيها دون تفكير وكعادتها متهورة ، انتهت ثم ربطته برفق واغلقت الانوار وخرجت بعدما اغلقت الباب ، هبطت للأسفل وهي توزع انظارها في كل انحاء المنزل ، تنهدت بضيق كبير وشعرت انها ستشتاق لعمر ولكن مهلاً ،، لا يمكنها ان تقضي باقي عمرها مع شخص مثل عمر وهو هكذا ، كانت لا تعرف اين ستذهب وماذا ستفعل وهي لا تملك اى شيئ ولكن ايضا يستحيل ان تبقي في هذا المنزل لحظة اخرى ..
خرجت من المنزل للطريق العام ثم نظرت علي السيارات القادمة بحزن وسارت دون ان تنظر امامها بحرص ، كانت شاردة تفكر في مصيرها وفي أهلها ايضاً وخاصة والدها ، لم تفيق الا علي صوت ابواق السيارة السريعة وهي تقترب منها بدرجة كبيرة فصرخت بفزع ..
_ لاااااااااااا