"ذكريات إمرأة. . . . . . . . الفصل التاسع عشر عادت سارة للمنزل بعد السادسة مساء ، يكاد الإرهاق يقتلها ، وجدت المنزل هادئ على غير العادة ، بدأت تبحث عن الجميع ، وجدت ريم فى غرفتها منشغلة بصفحتها على الفيس ، سألتها ....اختك فين ونور كمان مش سامعاله صوت ؟ ...رغد مع نور فى اوضته ومعاهم سهام .... ....سهام مين ؟ ...أخت سناء ، جت انهارضة ، سناء قالتلى انك وافقتى تشغيلها هنا .. ...أه ، هى جابتها على طول كدة ، ونور عمل معاها ايه ؟ ...دخلتله صح ، جابتله بازل على شكل طيور وحيوانات ، من وقتها وهم بيلعبوا بيها بعد ما خلص home wark بتاعه. .. ...كويس ، هغير هدومى وبعدين أنزل اشوفها. .. ...بالمناسبة ، فى واحد اتصل يسأل عليكى وقال إنه هيجيلك هنا على الساعة 8 .... ...مين ده ؟ .. ...عم حمدى ... ...عم حمدى ! ...هو قال اقولك كدة وبس وانتى هتفهمى ... ...طيب ، انا طالعة .... اتجهت لغرفتها ، ودوامة من الافكار تتيح بالاخضر واليابس فى عقلها ، ودقات قلبها تتصارع فى النبض . خرجت من غرفتها مرتدية عباءة سوداء بها تطريز بسيط على اليد وطرحة شيفون سوداء ، سوف تستقبل الضيوف الغير مرغوب فيهم بها ... دخلت غرفة نور ....السلام عليكم ... ...عليكم السلام ورحمة الله ... ...أنتى سهام .. ...أيوة يادكتورة ، ازى حضرتك ... ...الحمد لله ، انتى محجبة ... ...أيوة ... ...ولابسة الحجاب هنا ليه ، إحنا معندناش رجالة ، ... ...بصراحة اتكسفت اقلعه ، وبعدين انا شايفة حضرتك لابساه .. ...أنا جايلى ضيوف دلوقتى ، وكمان بقابلهم فى الصالة اللى برة ، يعنى مفيش رجالة بيدخلوا البيت ... ...حاضر هقلعه .. ..وابقى هاتيلك هدوم مريحة شوية تقعدى بيها هنا ، ولا اقولك انا عندى حاجات هنا هجيبهالك ، ماشى ، نور فين... ...فى الحمام ومعاه أنسة رغد ... ....تعرفى تعملى قهوة .. ...أيوة طبعا ... ...ممكن تعمليلى فنجان قهوة لو سمحتى. .. ...حاضر .. خرج نور من الحمام ووجد أمه ، جرى عليها واحتضنته بشده ، فقد كان هذا الوجه الملائكى من الأسباب الأساسية التى تدعم قوتها حتى الآن . ....وحشتنى خالص .. ...وانتى كمان ياماما ، وحشتينى اوى ... ..كنت بتعمل ايه ؟ ...رتب الطيور لوحدها والحيوانات لوحدها ، واللى يرتب أسرع هو اللى من حقه يحكم على التانى ، وأنا فزت كتير اوى على رغد وسهام ... ....برافو عليك ، انا مش عايزة حد منهم يفوز عليك خالص ... التفتت لرغد ...ازيك يارغد ، عاملة ايه ... ...الحمد لله ياسارة .. ...إيه معندكوش مذاكرة ولا ايه ، دا انا جايبة سهام مخصوص عشان نور ميعطلكوش عن المذاكرة ... ...مليش نفس ، مش قادرة افتح كتاب ... ...لا بالله عليكى انتى وهى ، نس لازم نضيع ، لازم نبقى أقوى امتحاناتكوا قربت ولازم تستعدوا ، وأنا عند وعدى ، كل اللى طلبتوه لما كانت ماما موجودة هجيبهولكوا لو جبتوا تقديرات كويسة ... ...إن شاء الله. .. دخلت سهام تحمل القهوة لسارة ...اتفضلى يادكتورة ، فى واحدة مستنية حضرتك تحت اسمها مها ... ...مها ، ومطلعتش ليه .. ...أنا رفضت اخليها تطلع ... ...ليه ؟ ...ما انا معرفهاش .. ابتسمت سارة ورغد مما فعلت سهام قالت سارة ...غريبة ، ومها سكتتلك كدة عادى لما رفضتى... وقالت رغد ..بصى ياسهام ، مها تبقى صاحبة سارة وزى اختنا تمام ، يعنى تعتبر من أصحاب البيت ... ...أنا آسفة .. أجابت سارة...حصل خير ،انا نازلاها. .. أخذت سارة قهوتها ثم نزلت للطابق الأول ، فوجدت مها فى قمة غضبها . قابلتها بابتسامة على هذا الموقف ...بتضحكى على ايه ، مين دى ؟ ..دى سهام أخت سناء ، جبتها تقعد مع نور فى الوقت إللى أنا مشغولة فيه .. ...وأنا مالى انا ، انا مشوفتيش كانت بتتكلم أذاى ، عارفة لولا الظروف اللى انتوا فيها ، وربنا كنت عملتها ممسحة للبيت .. ...هههههههههههههههه ، ممسحة ، البنت متعرفكيش ، وبعدين رد فعلها ده عجبني ... ...ياسلام ، والله ، الفهولك فى ورقة .. ...ههههههههه ، مقصدش معاكى انتى تحديدا ، أقصد رد فعلها مع شخص متعرفهوش، خلاص بقى يامها ... ....تصدقى ، وحشتنى ضحكتك ، شكلك كدة احسن من امبارح شوية ... ...الحمد لله، خروجى للشغل أثر شوية .. ...والبنات ؟ ...كويسين برده ، صممت انهم يروحوا الجامعة ، يغيروا جو ، الموضوع هياخد وقته برده ، تعالى ندخل المطبخ ، نعمل قهوة تانى ، البت عاملاها خفيفة اوى ، وبعدين فى حاجة عايزة احكيهالك ... ...قهوة لا ، خليها شاى ، خفى من القهوة شوية ... ...ماشى ... بدأت سارة تقص على مها حكاية أهل والدها الذين ظهروا فجأة وكلام والدتها عنهم ، والعم الذى سيأتى بعد قليل ...ليه مقولتليش من ساعتها ... ...هتفرق ايه ؟ ...تفرق كتير يابنتى ، كنت أقول لطارق ، وانتى تقولى لأحمد وهشام كمان .. ...حيلك حيلك ، هو انا هعمل حفلة ، ده مجرد كام راجل رامولى كلمتين ومشيوا ، معرفش آخرهم فين ... ...هو احنا لسة هنستنى لما نعرف آخرهم ، افرضوا طلعوا زى ما قالت والدتك واذوكى انتى واخواتك ، نعمل ايه ساعتها ، مش كدة وبس ، إحنا لازم نكلم شركة أمن ، يبعتلك body gards للبيت هنا ... ...بس بس ، ايه ، اصبرى بس اما نشوف هيعملوا ايه وبعدين نتصرف ، ولو سمحتى يامها ، متقوليش لحد على اى حاجة لحد ما أقولك ، فاهمة .. لم تكمل كلامها حتى وجدت جرز باب الفيلا يسد الارجاء ، ...أهم جم ، خليكى هنا وخدى بالك من البنات ، مش عايزة حد يجيلى هناك ... ...هتقابليهم لوحدك .. ...أيوة طبعا ، مش عايزاهم يحسوا أنى ضعيفة ... خرجت سارة لباب الفيلا ، ضغطت على أحد الأزرار القريبة من الباب ، فانفتح الباب اليكترونى ... دخلت سيارة جيب حديثة ووقفت أمامها ، خرج السائق وفتح الباب الخلفى للسيارة ، ظهر منه عمها حمدى فقط ، ...غريبة ! فين بقية الجيش ، جاى لوحدك ليه ؟ ابتسم لها ثم رد عليها بلهجته الصعيدية ...بتتريجى يابت دولت ... ...بنت دولت تانى ، هو ايه حكايتكوا، هو فى بلدكوا بتندهوا الناس بأسماء أمهاتهم ولا ايه .. ...مش بجولك بتتريجى ، فى ناس يندهوكى باسم أمك كأنها شتيمة ، وناس تانية يندهوكى باسم أمك لأجل يفتكروها بيكى ويزودوا حبك فى جلوبهم يابتى ... احست سارة بالمرارة والحزن فى اخر كلماته ،وقالت ...مش فاهمة ، حضرتك تقصد ايه ؟ ...متخديش فى بالك ، هفضل نتكلم على الباب اكدة ، ايه ، مش عايزة تدخلينى بيتك ولا ايه ؟ ...أذاى ، انا بنت أصول برده ، وأمى ربتنى كويس ، عمرى ماأطرد حد يجيلى بيتى ، اتفضل .. وأشارت بيدها فى اتجاه الصالة الخارجية ، دخلا للصالة وجلس على أحد الكراسى ، ظلت هى واقفة ثم سألته ...تحب تشرب ايه ؟ ...دايما عامر ، اجعدى بس عايزة اتكلم معاكى كلمتين .. ...المطبخ هنا ، مش هدخل البيت ... ...يبجى جهوة لو مش هتعبك ... ...ثانية واحدة ... دخلت للمطبخ التحضيرى البسيط بجانب الصالة ، وهى تصنع القهوة سألت نفسها ، لماذا ترتاح لهذا الرجل ، لماذا تصدقه ، هل بسبب ما قالته أمها عنه قبل وفاتها، إنه انسان جيد وشريف ، لكن أمها لم تتعامل معه من سنين تتعدى الخمسة عشر عام ، والسنين تغير الناس بالتأكيد ، قدمت له القهوة وجلست على الكرسى المقابل له ...اتفضل حضرتك قول اللى عندك ، بس لو فى الموضوع اللى اتكلمتوا فيه قبل كدة ، يبقى مفيش داعى ، اللى عندى قلته ونهينا الكلام فيه ... ...براحة شوية يادكتورة ، واسمعينى للأخر .. ...اتفضل .. ...جولتيلى كلمة المرة اللى فاتت ، مجادرش أنساها ، لجمتنى اول ما سمعتها منك ، جولتيلى أن دولت كلمتك عنى ، بصراحة مصدجتش حتى أنها فكرانى ... تنهد بمرارة وكأنه يحاول إخراج الحزن مع الهواء الذى يزفره ، ثم أكمل ... والدتك شفت كتير جوى يابتى ، انا مكنتش موجود وجتها ، لما رجعت لجيت كل حاجة تمت من غير علمى ، جوازها من ابوكى وميراثها اللى انا زلت عنه لجدك ، وحتى معرفتش كل ده تم ازاى غير بعد ما جدك طرد ابوكى وأمك من البيت ... ....براحة عليا شوية كدة عشان أبقى معاك على الخط ، أمى لما حكتلى عنك ، كلمتنى عنك كشخص ، مقالتليش أن كان فى حاجة بينك وبينها ... ...كنت متأكد أنها مهتحكيش عن أكده ، كنت متفج انا ودولت على الجواز من جبل ما اسافر ، وأننا هنتممه بعد ما أرجع طوالى ، لكن ابوى الله يسامحه عارف انه لو كان جوزهالى ، كنت هحميها منه ، ومش هسيبه يجرب ليها ولا لميراثها ، وطلبتها قبل ما اسافر ووافق وبعدين سفرنى، و استغل سفرى وجوزها لمحمد اخوى غصب عنها ، وفضل وراها لحد ما مضاها على أرضها كلتها ، ولما رجعت كانت كل حاجة ضاعت ، ومجدرتش أعمل حاجة يابتى ، سامحينى يابتى ، كان نفسى احميها ومجدرتش ... سكت ونظر للارض وكأنه يحاول التماسك بعد كل ما قال أما سارة فقد استشعرت الصدق والحزن والندم فى كل كلمة قالها ، فهى قلما ما كان يخطئ احساسها مع أحد ، ...كنت بتحبها ؟ ... من أول ما وعيت عينى عليها لمارجعت مع أمها للبلد ، أبوها مخلفش غيرها بعد ساب أمها واتجوز واحدة تانية ، ولما مات رجعوها عشان هى وريثته الوحيدة ... ...لو كان فعلا كل اللى بتقوله صحيح ، وأنك ندمان انك مقدرتش تحميها ، فالاقدر بيك انك متحاولش تأذى بناتها بعد ما ماتت ،مش تيجى تساعدهم ... انتفض هو إثر كلماتها الموجهة كالنار له ...لاه ، لاه يابتى ، انا مش جاى اأذيكوا ، انا جاى امنعهم لو حاولوا يأذوكو ، وهم ناويين يابتى ، مصممين يرجعوكوا بأى تمن ... ...عشان فلوسى، صح ... ...للأسف ، صح ... ...أنت عارف أنى عندى استعداد أى شئ عشان امنعكم ... ...مهتقدريش يابتى، فمتحاوليش اصلا ، الحل الوحيد جدامك انك تبعدى عنهم ، لازم نشوف حل وسط يبعدهم عنك نوهائى ، انى نفسى مقدرتش عليهم ، بعدت عنهم خالص ، لا بدخل فى اللة بيعملوه ، ولا هم يدخلوا فى حياتى ، حتى ولادى درسوا اهنه فى مصر ، واحد منهم رجع بعد ما خلص والتانى رافض يرجع خالص ... ...والحل ايه من وجهة نظرك ... ...تتجوزى يابتى ، تبجى فى عصمة راجل يمنعهم عنك ... ...افندم ، اتجوز ، هو ده الحل ... ...ومهتلاجبش حل غير ، مش أكده وبس ، ميكونش أى راجل ، لازم يقدر يجف جسادهم ... ...أنت بتقول ان الشر فيهم ، وأن الدم عندهم سهل ، يبقى مين اللى ممكن يقف لهم ... ...يبجى مفيش غير الحل التانى .. ...اللى هو ايه ؟ ..تتجوزى واحد منهم ... ..نعم ، انت بتقول ايه ؟ .. ... اسمعينى للاخر بس ، هم مبيئذوش رجالة عيلتهم واصل ، بدهم يوسعوا ويكبروا العيلة برجالتهم. .. ...يعنى انت عايزنى عشان اهرب منهم ، أقوم اتجوز واحد منهم ، تصدق والله حل رائع ... وقفت سارة غاضبة قائلة ...تصدق فى الاول صدقت وحسيت انك خايف عليا بجد ، جاى تشتغلنى حضرتك ، بتلبسنى فى حيطة ، فاكرنى عيلة صغيرة هتضحك عليها .. ..حلمك عليا بس ، انتى فهمتينى غلط. .. ...غلط ولا صح ، انتهينا ، وحلك مرفوض .. ..براحة يابت دولت ، عندهم استعداد يعملوا اى حاجة عشان يوصلوا لفلوسك ، وأن رفضتى ، ممكن يجتلوكى ، هيعملوها ، وخواتك وابنك يورثوكى ، وهيعرفوا يرجعوا خواتك ليهم ، ماهم صغار وميعرفوش حاجة ... ...أنت بتقول ايه ؟ ايه الجنان ؟ ...اللى سمعتيه ، لو أمك عايشة كنت هجولك اسأليها عملوا معاها ايه عشان يخدوا أرضها ... ...وانت عايزنى أعيش نفس السيناريو دلوقتى ، اتجوز واحد منهم عشان يعملوا اللى هم عايزينوا فيا براحتهم .. ...لاه ، هى دى الحكاية ، اللى هتتجوزيه مهيسمحلهمش باكده. .. ...يعنى إيه ... ...يعنى الفكرة فى مين اللى هتتجوزيه. .. ...يطلع مين أن شاءالله. .. ...ولدى ، هجوزك ولدى ، جاسر ... ...إيه اللى انت بتقوله ده ... ...والله يابتى ، انا خايف عليكى ، جاسر عايش اهنه من اكتر من 15 سنة ، ملهش أى معرفة بيهم لا من جريب ولا من بعيد ، ورافض انه يرجع البلد نهائى بسببهم ، اتجوزيه يابتى ، حتى لو موجتا ، لحد ما يشيلوكى من حسابتهم ، وبعد أكده اعملى اللى انتى عايزاه ، انتى وراحتك .. ..أنت فعلا بتتكلم بجد بقى .. ..طبعا ، انا جلتلو وهو وافج يساعدك يابتى ، عنده استعداد يعمل أى حاجة يكسرهم بيها ، فكرى يابتى ، فكرى كويس ، وهتلاجى أنى عندى حج ، انا هسيبك دلوقتى ، وده الكارت بتاع ولدى ، هو مهندس معماري مشهور ، ومكتبه معروف ، اسألى عنه وفكرى ، بس بسرعة ، لأنهم هم كمان هيتصرفوا بسرعة ... خرج بهدوء من الصالة ، وهى لم تتحرك من على الكرسى ، وكأنها ثبتت بأغلال فى الكرسى الذى تجلس عليه ...ده جنون ، مستحيل يكون فى كدة ، يااما أسلم لهم ، يااما اتقتل ، يااما اتجوز بالطريقة دى ، والله واعلم هو صادق فى نيته فى مساعدتى ، ولا هو بيساعدهم هم ،، انا هتجنن ، عقلى هينفجر ،،ساعدنى يارب ،،، ساعدنى ... يتبع" "ذكريات إمرأة ........................الفصل الواحد والعشرون خرجت سارة للحديقة متوجهة للصالة الخارجية ، داخلها عدة محاولات لتمالك اعصابها حتى تستطيع مواجهة هذا الموقف وتنفيذ ما طلبه منها ، توقفت للحظة عندما لمحته يقف فى شرفة فيلته ، ابتسم لها واماء برأسه كحركة تشجيع منه لها ، بمعنى أنه هنا بجانبها ، ابتسمت هى الأخرى وأكملت طريقها . هذه المرة كانوا عدد أكبر من المرة السابقة ، وليسوا نفس الأشخاص ، لم تميز بينهم إلا عمها سعيد ، دخلت وحاولت تصنع المفاجأة بهذا العدد ، وظلت تدور بعينيها عليهم واحد واحد ...السلام عليكم ... ...عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. .. ...خير ان شاء الله ، ايه الل جابكم تانى ... ... هو ده الترحيب بضيوفك فى بيتك ... ...الكلام ده لو كان مرحب بيكم اصلا ... ...ليه اكدة بس ، إحنا جايين بالخير ... ...متفكريش ، عموما هات من الاخر ... ...جيت أسألك ، فكرت فى اللى جلناهولك المرة اللى فاتت.... ...أنا فكرت وقررت وكمان بلغتكم بقرارى المرة اللى فاتت ، ومعنديش كلام تانى ، فى ايه تانى بقى... ...فى كتير جوى يابت اخوى ، فى أن كلامنا هو اللى هيمشى ، وكلامك عندنا ملهوش لازمة ، اسمعينى مليح يابت دولت ، يااما تنفذى كلامنا بالزوج ، يااما هنفزه غصب عنيكى ... ...يعنى إيه الكلام ده ؟ ...اللى سمعتيه ، حطى عجلك فى راسك ، لأننا مهنسبكوش تعيشوا حريم لوحديكم أكده .... اطالت سارة النظر له بصمت تام ، ثم ألقت نظرة على الجالسين من حوله ، وبعدها وجهت كلامها له ...هم مين دول ... ...دول ولاد اعمامك ... ... كل دول ؟ وجايين معاك ليه ؟ ...عشان يعرفوكى أن هم كمان ما موافجينش على جعدتكم اكده ... ...ااه ، طيب ، ممكن كلمتين لوحدنا لو سمحت .. ...ليه ؟ جولى اللى انتى عايزاه جدام الكل ... ...معلش ، كلمتين مش اكتر... قامت من مكانها وخرجت من الصالة للحديقة ، وخرج هو خلفها وقفت ووقف أمامها منتظر منها أن تتكلم ...خلينا نتكلم بصراحة من غير لف ودوران .. ..جولى اللى عندك ... ...أنا عندى معلومات كفاية عنكم ، ده طبعا ده غير اللى قالته والدتى قبل ما تتوفى عن اللى عملتوه معاها ، كل ده مخلينى مش مصدقة حوار انكم خايفين عليا انا واخواتى ، من الاخر كدة ، ايه المطلوب منى عشان تسيبونا فى حالنا ؟ ...تجصدى ايه يابت ابلاش حكاية بنت اخوك دى عشان بتنرفذنى ، بس هقوللك أقصد ايه ،، أقصد عايزين كام وتبعدوا عننا ؟ ...أنتى اتجنيتى يابت ، ازاى تجولى أكده ؟ ...بقولك ايه ، لم الدور معايا ، قولت هنتكلم بصراحة ، 2 مليون كفاية ، صح ؟ لوهلة ظنت انه سيستمر فى الرفض لكنه فاجأها برده ...وانتى شايفة أن حريتك انتى وخواتك تساوى أكده وبس ... ..عايز كام من الاخر ؟ ...جدرى انتى .. ..شوف انا هجيب من الاخر ، 5 مليون ، ومعنديش أى كلام تانى ، تاخدوهم ومشوفش وشوشكم الكريمة مرة تانية. .. ...لسة شوية يابت اخوى اللى معاكى كتير ، كتير جوى ، كفاية اللى ورثتيه عن جوزك الله يرحمه .. ...ملكش دعوة باللى انا ورثته ، وأنا جبت أخرى ، انا بس عرضت العرض ده عشان مبحبش المشاكل ، فكروا وردوا عليا ، مع السلامة .. وقبل أن يرد كانت قد تركته واتجهت لباب الفيلا ، وعندما دخلت ، اتجهت الشباك خلف الستائر ، فوجدتهم يغادرون المكان ، اتصل بها أحمد بعدما رآاهم هو الأخر وهم يغادرون ... الو ، أيوة ياسارة ، عملتى ايه ... ...بتهيئلى عملت زى ما قلت ، وصلتهم الرسالة... ...يعنى انتى جاهزة للخطوة التانية ، ودى الأهم طبعا ... ... ودى ايه بقى ، انك تسيبى البيت انتى واخواتك وابنك الليلادى ... ....ايه ، لا طبعا مش هيحصل ، انا صحيح خايفة منهم بس مش للدرجة دى .... ... افهمى بس ياسارة ... ...أفهم ايه بس ،مينفعش ، شغلى وكليات البنات ، مش هسمحلهم يعملوا فيا كدة ، وبعدين لحد دلوقتى معرفتش انت وصلتك كل المعلومات دى ازاى ، مها هى اللى قالتلك ، وتعرف عيلة أبويا منين اصلا ... ...اهدى بس ، وأنا هفهمك كل حاجة ، بس مش هينفع فى التيليفون ، هلف وافتحيلى الباب لوسمحتى ... عندما دخلا الصالة التفت لها وبدون أى مقدمات بدأ الحديث ...اسمعى بقى ، انت لما طلبتى مساعدتى ، كان شرطى انك تنفذى اللى هطلبه منك ، وانتى وافقتى ... ...فعلا وافقت وهنفذ ، لأنى معنديش حل تانى ، انت الوحيد اللى ليا دلوقتى ، بس مينفعش تطلب منى أنى انفذ طلبات مجنونة بالطريقة دى من غير حتى ما أفهم السبب ، انا مش حيوان هتسوقه ... ساد الصمت لثوانى بينهما ، اتجه بعدها لأحد الكراسى وجلس ثم قال ...عايزة تعرفى ايه ؟ ...تعرف أهل أبويا منين ، وكنت تقصد ايه لما قلت أنك اتعاملت معاهم قبل كدة ... ...طيب ممكن تقعدى الأول ... ...ادينى قعدت ... ...قلتلك قبل كدة أنى ليا صاحب وحيد عايش فى مصر ، فاكرة ... ...أيوة طبعا ، اللى اتعرفت عليه على الفيس ، وبعدين اتقابلتوا بعدها بسنتين هنا فى مصر، فى أول سنة جامعة ليك .. ...بالظبط ، دلوقتى بقى بعتبره أقرب انسان ليا على الإطلاق ، وهو نفس الكلام ، انا صاحبه الوحيد ، صاحبى ده اسمه بالكامل جاسر حمدى عبد الهادى الدهان ... ...إيه ، انت بتقول ايه ؟... ...زى ماسمعتى ، صاحبى ده هو جاسر ابن عمك ... ...ازاى ؟ ...زى الناس ، بداية معرفتى بيه انتى عارفاها، لكن التفاصيل متعرفيهاش ، فى البداية عمك حمدى هو اللى كان بيبعده عن عيلته ، ومع الوقت لما جاسر كبر وفهم عيلته وافعالها ، رفض تماما الحياة معاهم وفضل هنا ، وطبعا كل التفاصيل عن الناس دى كان بيحكيهالى من باب الفضفضة يعنى ، لكن للأسف اول ما خلص جامعة ، بدأوا يضغطوا عليه بشكل كبير جدا عشان يرجع لبلده ، أصله يعتبر من القليلين اللى نفعوا فى التعليم فى العيلة ، وللأسف أبوه مقدرش يعمله حاجة ولا يحميه منهم ، و طبعا حكالى الكلام وبدأت اساعده عشان نبعدهم عنه ، بعت ناس جمعوا معلومات كاملة عنهم ، وبأدق التفاصيل ، يعنى من الاخر ، كل بلاويهم اللى مستخبية ، وبدأنا نتعامل معاهم على الأساس ده ، بالحيلة شوية والعنف شوية ، لحد ما اقتنعوا انهم مش هيقدروا عليه ، وأنه أقوى بكتير من أنهم يضغطوا عليه بالشكل ده ،، وكل ده تم وانا مش فى الصورة ، جاسر كان هو اللى بيتعامل معاهم ، يعنى هم ميعرفونيش اصلا . صمت قليلا وكأنه يسترجع شريط ذكرياته ، لكن طال صمته فأحثته هى على أن يكمل ...وبعدين ... ...ولا حاجة ، سابوه فى حاله ، ساعدته ومولتله مشروعه بنسبة من الأرباح ، زى ما عملت مع ولاد عمى ، ومات الكلام عن عيلته لفترة ، فى الوقت ده كنت بدأت اشتاقلك جدا ، وحبيت اعرف انت عايشة فين وإذاى ، كل اللى عندى عنك كان اسمك اللى فى عقد الجواز مش اكتر ،جبت اسم الجامعة اللى كنتى بتدرسى فيها هنا من الجامعة فى كاليفورنيا ، واتصلت برجالتى هنا واديتهم اللى وصلتله وطلبت منهم يعرفولى كل حاجة عنك ، طبعا عرفوا عنوانك اللى كنتى عايشة فيه وراحوله ، عرفوا انك اتجوزتى وخدتى أمك واخواتك البنات ومشيتى مع جوزك وطبعا سبتى ابوكى ، لكن محدش يعرف انتى رحتى فين ولا حتى ابوكى نفسه ، لحد ماهو مات ، وانقطعت بيه كل الخيوط اللى ممكن اوصلك بيه ، إلا خيط واحد ، اسم ابوكى بالكامل ، محمد عبد الهادى الدهان ، فى الاول افتكروا انه تشابه أسماء ، خاصة أن اسمك فى بطاقتك سارة محمد عبد الهادى ، وبس ، فجأة لقيتهم اتصلوا بيا وقالولى أنك من نفس العيلة اللى بعتهم يقلبوا وراها من فترة ، وأنك تبقى بنت عم جاسر ، وطبعا قالولي تفاصيل علاقتهم بأبوكى وأمك ، وأسباب طردهم لأبوكى من العيلة ، طبعا جاسر ميعرفش كل الكلام ده ، لحد يوم حفلة افتتاح المنتجع ..................... يتبع"
"ذكريات إمرأة. . . . . . . . الفصل التاسع عشر عادت سارة للمنزل بعد السادسة مساء ، يكاد الإرهاق يقتلها ، وجدت المنزل هادئ على غير العادة ، بدأت تبحث عن الجميع ، وجدت ريم فى غرفتها منشغلة بصفحتها على الفيس ، سألتها ....اختك فين ونور كمان مش سامعاله صوت ؟ ...رغد مع نور فى اوضته ومعاهم سهام .... ....سهام مين ؟ ...أخت سناء ، جت انهارضة ، سناء قالتلى انك وافقتى تشغيلها هنا .. ...أه ، هى جابتها على طول كدة ، ونور عمل معاها ايه ؟ ...دخلتله صح ، جابتله بازل على شكل طيور وحيوانات ، من وقتها وهم بيلعبوا بيها بعد ما خلص home wark بتاعه. .. ...كويس ، هغير هدومى وبعدين أنزل اشوفها. .. ...بالمناسبة ، فى واحد اتصل يسأل عليكى وقال إنه هيجيلك هنا على الساعة 8 .... ...مين ده ؟ .. ...عم حمدى ... ...عم حمدى ! ...هو قال اقولك كدة وبس وانتى هتفهمى ... ...طيب ، انا طالعة .... اتجهت لغرفتها ، ودوامة من الافكار تتيح بالاخضر واليابس فى عقلها ، ودقات قلبها تتصارع فى النبض . خرجت من غرفتها مرتدية عباءة سوداء بها تطريز بسيط على اليد وطرحة شيفون سوداء ، سوف تستقبل الضيوف الغير مرغوب فيهم بها ... دخلت غرفة نور ....السلام عليكم ... ...عليكم السلام ورحمة الله ... ...أنتى سهام .. ...أيوة يادكتورة ، ازى حضرتك ... ...الحمد لله ، انتى محجبة ... ...أيوة ... ...ولابسة الحجاب هنا ليه ، إحنا معندناش رجالة ، ... ...بصراحة اتكسفت اقلعه ، وبعدين انا شايفة حضرتك لابساه .. ...أنا جايلى ضيوف دلوقتى ، وكمان بقابلهم فى الصالة اللى برة ، يعنى مفيش رجالة بيدخلوا البيت ... ...حاضر هقلعه .. ..وابقى هاتيلك هدوم مريحة شوية تقعدى بيها هنا ، ولا اقولك انا عندى حاجات هنا هجيبهالك ، ماشى ، نور فين... ...فى الحمام ومعاه أنسة رغد ... ....تعرفى تعملى قهوة .. ...أيوة طبعا ... ...ممكن تعمليلى فنجان قهوة لو سمحتى. .. ...حاضر .. خرج نور من الحمام ووجد أمه ، جرى عليها واحتضنته بشده ، فقد كان هذا الوجه الملائكى من الأسباب الأساسية التى تدعم قوتها حتى الآن . ....وحشتنى خالص .. ...وانتى كمان ياماما ، وحشتينى اوى ... ..كنت بتعمل ايه ؟ ...رتب الطيور لوحدها والحيوانات لوحدها ، واللى يرتب أسرع هو اللى من حقه يحكم على التانى ، وأنا فزت كتير اوى على رغد وسهام ... ....برافو عليك ، انا مش عايزة حد منهم يفوز عليك خالص ... التفتت لرغد ...ازيك يارغد ، عاملة ايه ... ...الحمد لله ياسارة .. ...إيه معندكوش مذاكرة ولا ايه ، دا انا جايبة سهام مخصوص عشان نور ميعطلكوش عن المذاكرة ... ...مليش نفس ، مش قادرة افتح كتاب ... ...لا بالله عليكى انتى وهى ، نس لازم نضيع ، لازم نبقى أقوى امتحاناتكوا قربت ولازم تستعدوا ، وأنا عند وعدى ، كل اللى طلبتوه لما كانت ماما موجودة هجيبهولكوا لو جبتوا تقديرات كويسة ... ...إن شاء الله. .. دخلت سهام تحمل القهوة لسارة ...اتفضلى يادكتورة ، فى واحدة مستنية حضرتك تحت اسمها مها ... ...مها ، ومطلعتش ليه .. ...أنا رفضت اخليها تطلع ... ...ليه ؟ ...ما انا معرفهاش .. ابتسمت سارة ورغد مما فعلت سهام قالت سارة ...غريبة ، ومها سكتتلك كدة عادى لما رفضتى... وقالت رغد ..بصى ياسهام ، مها تبقى صاحبة سارة وزى اختنا تمام ، يعنى تعتبر من أصحاب البيت ... ...أنا آسفة .. أجابت سارة...حصل خير ،انا نازلاها. .. أخذت سارة قهوتها ثم نزلت للطابق الأول ، فوجدت مها فى قمة غضبها . قابلتها بابتسامة على هذا الموقف ...بتضحكى على ايه ، مين دى ؟ ..دى سهام أخت سناء ، جبتها تقعد مع نور فى الوقت إللى أنا مشغولة فيه .. ...وأنا مالى انا ، انا مشوفتيش كانت بتتكلم أذاى ، عارفة لولا الظروف اللى انتوا فيها ، وربنا كنت عملتها ممسحة للبيت .. ...هههههههههههههههه ، ممسحة ، البنت متعرفكيش ، وبعدين رد فعلها ده عجبني ... ...ياسلام ، والله ، الفهولك فى ورقة .. ...ههههههههه ، مقصدش معاكى انتى تحديدا ، أقصد رد فعلها مع شخص متعرفهوش، خلاص بقى يامها ... ....تصدقى ، وحشتنى ضحكتك ، شكلك كدة احسن من امبارح شوية ... ...الحمد لله، خروجى للشغل أثر شوية .. ...والبنات ؟ ...كويسين برده ، صممت انهم يروحوا الجامعة ، يغيروا جو ، الموضوع هياخد وقته برده ، تعالى ندخل المطبخ ، نعمل قهوة تانى ، البت عاملاها خفيفة اوى ، وبعدين فى حاجة عايزة احكيهالك ... ...قهوة لا ، خليها شاى ، خفى من القهوة شوية ... ...ماشى ... بدأت سارة تقص على مها حكاية أهل والدها الذين ظهروا فجأة وكلام والدتها عنهم ، والعم الذى سيأتى بعد قليل ...ليه مقولتليش من ساعتها ... ...هتفرق ايه ؟ ...تفرق كتير يابنتى ، كنت أقول لطارق ، وانتى تقولى لأحمد وهشام كمان .. ...حيلك حيلك ، هو انا هعمل حفلة ، ده مجرد كام راجل رامولى كلمتين ومشيوا ، معرفش آخرهم فين ... ...هو احنا لسة هنستنى لما نعرف آخرهم ، افرضوا طلعوا زى ما قالت والدتك واذوكى انتى واخواتك ، نعمل ايه ساعتها ، مش كدة وبس ، إحنا لازم نكلم شركة أمن ، يبعتلك body gards للبيت هنا ... ...بس بس ، ايه ، اصبرى بس اما نشوف هيعملوا ايه وبعدين نتصرف ، ولو سمحتى يامها ، متقوليش لحد على اى حاجة لحد ما أقولك ، فاهمة .. لم تكمل كلامها حتى وجدت جرز باب الفيلا يسد الارجاء ، ...أهم جم ، خليكى هنا وخدى بالك من البنات ، مش عايزة حد يجيلى هناك ... ...هتقابليهم لوحدك .. ...أيوة طبعا ، مش عايزاهم يحسوا أنى ضعيفة ... خرجت سارة لباب الفيلا ، ضغطت على أحد الأزرار القريبة من الباب ، فانفتح الباب اليكترونى ... دخلت سيارة جيب حديثة ووقفت أمامها ، خرج السائق وفتح الباب الخلفى للسيارة ، ظهر منه عمها حمدى فقط ، ...غريبة ! فين بقية الجيش ، جاى لوحدك ليه ؟ ابتسم لها ثم رد عليها بلهجته الصعيدية ...بتتريجى يابت دولت ... ...بنت دولت تانى ، هو ايه حكايتكوا، هو فى بلدكوا بتندهوا الناس بأسماء أمهاتهم ولا ايه .. ...مش بجولك بتتريجى ، فى ناس يندهوكى باسم أمك كأنها شتيمة ، وناس تانية يندهوكى باسم أمك لأجل يفتكروها بيكى ويزودوا حبك فى جلوبهم يابتى ... احست سارة بالمرارة والحزن فى اخر كلماته ،وقالت ...مش فاهمة ، حضرتك تقصد ايه ؟ ...متخديش فى بالك ، هفضل نتكلم على الباب اكدة ، ايه ، مش عايزة تدخلينى بيتك ولا ايه ؟ ...أذاى ، انا بنت أصول برده ، وأمى ربتنى كويس ، عمرى ماأطرد حد يجيلى بيتى ، اتفضل .. وأشارت بيدها فى اتجاه الصالة الخارجية ، دخلا للصالة وجلس على أحد الكراسى ، ظلت هى واقفة ثم سألته ...تحب تشرب ايه ؟ ...دايما عامر ، اجعدى بس عايزة اتكلم معاكى كلمتين .. ...المطبخ هنا ، مش هدخل البيت ... ...يبجى جهوة لو مش هتعبك ... ...ثانية واحدة ... دخلت للمطبخ التحضيرى البسيط بجانب الصالة ، وهى تصنع القهوة سألت نفسها ، لماذا ترتاح لهذا الرجل ، لماذا تصدقه ، هل بسبب ما قالته أمها عنه قبل وفاتها، إنه انسان جيد وشريف ، لكن أمها لم تتعامل معه من سنين تتعدى الخمسة عشر عام ، والسنين تغير الناس بالتأكيد ، قدمت له القهوة وجلست على الكرسى المقابل له ...اتفضل حضرتك قول اللى عندك ، بس لو فى الموضوع اللى اتكلمتوا فيه قبل كدة ، يبقى مفيش داعى ، اللى عندى قلته ونهينا الكلام فيه ... ...براحة شوية يادكتورة ، واسمعينى للأخر .. ...اتفضل .. ...جولتيلى كلمة المرة اللى فاتت ، مجادرش أنساها ، لجمتنى اول ما سمعتها منك ، جولتيلى أن دولت كلمتك عنى ، بصراحة مصدجتش حتى أنها فكرانى ... تنهد بمرارة وكأنه يحاول إخراج الحزن مع الهواء الذى يزفره ، ثم أكمل ... والدتك شفت كتير جوى يابتى ، انا مكنتش موجود وجتها ، لما رجعت لجيت كل حاجة تمت من غير علمى ، جوازها من ابوكى وميراثها اللى انا زلت عنه لجدك ، وحتى معرفتش كل ده تم ازاى غير بعد ما جدك طرد ابوكى وأمك من البيت ... ....براحة عليا شوية كدة عشان أبقى معاك على الخط ، أمى لما حكتلى عنك ، كلمتنى عنك كشخص ، مقالتليش أن كان فى حاجة بينك وبينها ... ...كنت متأكد أنها مهتحكيش عن أكده ، كنت متفج انا ودولت على الجواز من جبل ما اسافر ، وأننا هنتممه بعد ما أرجع طوالى ، لكن ابوى الله يسامحه عارف انه لو كان جوزهالى ، كنت هحميها منه ، ومش هسيبه يجرب ليها ولا لميراثها ، وطلبتها قبل ما اسافر ووافق وبعدين سفرنى، و استغل سفرى وجوزها لمحمد اخوى غصب عنها ، وفضل وراها لحد ما مضاها على أرضها كلتها ، ولما رجعت كانت كل حاجة ضاعت ، ومجدرتش أعمل حاجة يابتى ، سامحينى يابتى ، كان نفسى احميها ومجدرتش ... سكت ونظر للارض وكأنه يحاول التماسك بعد كل ما قال أما سارة فقد استشعرت الصدق والحزن والندم فى كل كلمة قالها ، فهى قلما ما كان يخطئ احساسها مع أحد ، ...كنت بتحبها ؟ ... من أول ما وعيت عينى عليها لمارجعت مع أمها للبلد ، أبوها مخلفش غيرها بعد ساب أمها واتجوز واحدة تانية ، ولما مات رجعوها عشان هى وريثته الوحيدة ... ...لو كان فعلا كل اللى بتقوله صحيح ، وأنك ندمان انك مقدرتش تحميها ، فالاقدر بيك انك متحاولش تأذى بناتها بعد ما ماتت ،مش تيجى تساعدهم ... انتفض هو إثر كلماتها الموجهة كالنار له ...لاه ، لاه يابتى ، انا مش جاى اأذيكوا ، انا جاى امنعهم لو حاولوا يأذوكو ، وهم ناويين يابتى ، مصممين يرجعوكوا بأى تمن ... ...عشان فلوسى، صح ... ...للأسف ، صح ... ...أنت عارف أنى عندى استعداد أى شئ عشان امنعكم ... ...مهتقدريش يابتى، فمتحاوليش اصلا ، الحل الوحيد جدامك انك تبعدى عنهم ، لازم نشوف حل وسط يبعدهم عنك نوهائى ، انى نفسى مقدرتش عليهم ، بعدت عنهم خالص ، لا بدخل فى اللة بيعملوه ، ولا هم يدخلوا فى حياتى ، حتى ولادى درسوا اهنه فى مصر ، واحد منهم رجع بعد ما خلص والتانى رافض يرجع خالص ... ...والحل ايه من وجهة نظرك ... ...تتجوزى يابتى ، تبجى فى عصمة راجل يمنعهم عنك ... ...افندم ، اتجوز ، هو ده الحل ... ...ومهتلاجبش حل غير ، مش أكده وبس ، ميكونش أى راجل ، لازم يقدر يجف جسادهم ... ...أنت بتقول ان الشر فيهم ، وأن الدم عندهم سهل ، يبقى مين اللى ممكن يقف لهم ... ...يبجى مفيش غير الحل التانى .. ...اللى هو ايه ؟ ..تتجوزى واحد منهم ... ..نعم ، انت بتقول ايه ؟ .. ... اسمعينى للاخر بس ، هم مبيئذوش رجالة عيلتهم واصل ، بدهم يوسعوا ويكبروا العيلة برجالتهم. .. ...يعنى انت عايزنى عشان اهرب منهم ، أقوم اتجوز واحد منهم ، تصدق والله حل رائع ... وقفت سارة غاضبة قائلة ...تصدق فى الاول صدقت وحسيت انك خايف عليا بجد ، جاى تشتغلنى حضرتك ، بتلبسنى فى حيطة ، فاكرنى عيلة صغيرة هتضحك عليها .. ..حلمك عليا بس ، انتى فهمتينى غلط. .. ...غلط ولا صح ، انتهينا ، وحلك مرفوض .. ..براحة يابت دولت ، عندهم استعداد يعملوا اى حاجة عشان يوصلوا لفلوسك ، وأن رفضتى ، ممكن يجتلوكى ، هيعملوها ، وخواتك وابنك يورثوكى ، وهيعرفوا يرجعوا خواتك ليهم ، ماهم صغار وميعرفوش حاجة ... ...أنت بتقول ايه ؟ ايه الجنان ؟ ...اللى سمعتيه ، لو أمك عايشة كنت هجولك اسأليها عملوا معاها ايه عشان يخدوا أرضها ... ...وانت عايزنى أعيش نفس السيناريو دلوقتى ، اتجوز واحد منهم عشان يعملوا اللى هم عايزينوا فيا براحتهم .. ...لاه ، هى دى الحكاية ، اللى هتتجوزيه مهيسمحلهمش باكده. .. ...يعنى إيه ... ...يعنى الفكرة فى مين اللى هتتجوزيه. .. ...يطلع مين أن شاءالله. .. ...ولدى ، هجوزك ولدى ، جاسر ... ...إيه اللى انت بتقوله ده ... ...والله يابتى ، انا خايف عليكى ، جاسر عايش اهنه من اكتر من 15 سنة ، ملهش أى معرفة بيهم لا من جريب ولا من بعيد ، ورافض انه يرجع البلد نهائى بسببهم ، اتجوزيه يابتى ، حتى لو موجتا ، لحد ما يشيلوكى من حسابتهم ، وبعد أكده اعملى اللى انتى عايزاه ، انتى وراحتك .. ..أنت فعلا بتتكلم بجد بقى .. ..طبعا ، انا جلتلو وهو وافج يساعدك يابتى ، عنده استعداد يعمل أى حاجة يكسرهم بيها ، فكرى يابتى ، فكرى كويس ، وهتلاجى أنى عندى حج ، انا هسيبك دلوقتى ، وده الكارت بتاع ولدى ، هو مهندس معماري مشهور ، ومكتبه معروف ، اسألى عنه وفكرى ، بس بسرعة ، لأنهم هم كمان هيتصرفوا بسرعة ... خرج بهدوء من الصالة ، وهى لم تتحرك من على الكرسى ، وكأنها ثبتت بأغلال فى الكرسى الذى تجلس عليه ...ده جنون ، مستحيل يكون فى كدة ، يااما أسلم لهم ، يااما اتقتل ، يااما اتجوز بالطريقة دى ، والله واعلم هو صادق فى نيته فى مساعدتى ، ولا هو بيساعدهم هم ،، انا هتجنن ، عقلى هينفجر ،،ساعدنى يارب ،،، ساعدنى ... يتبع" "ذكريات إمرأة ........................الفصل الواحد والعشرون خرجت سارة للحديقة متوجهة للصالة الخارجية ، داخلها عدة محاولات لتمالك اعصابها حتى تستطيع مواجهة هذا الموقف وتنفيذ ما طلبه منها ، توقفت للحظة عندما لمحته يقف فى شرفة فيلته ، ابتسم لها واماء برأسه كحركة تشجيع منه لها ، بمعنى أنه هنا بجانبها ، ابتسمت هى الأخرى وأكملت طريقها . هذه المرة كانوا عدد أكبر من المرة السابقة ، وليسوا نفس الأشخاص ، لم تميز بينهم إلا عمها سعيد ، دخلت وحاولت تصنع المفاجأة بهذا العدد ، وظلت تدور بعينيها عليهم واحد واحد ...السلام عليكم ... ...عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. .. ...خير ان شاء الله ، ايه الل جابكم تانى ... ... هو ده الترحيب بضيوفك فى بيتك ... ...الكلام ده لو كان مرحب بيكم اصلا ... ...ليه اكدة بس ، إحنا جايين بالخير ... ...متفكريش ، عموما هات من الاخر ... ...جيت أسألك ، فكرت فى اللى جلناهولك المرة اللى فاتت.... ...أنا فكرت وقررت وكمان بلغتكم بقرارى المرة اللى فاتت ، ومعنديش كلام تانى ، فى ايه تانى بقى... ...فى كتير جوى يابت اخوى ، فى أن كلامنا هو اللى هيمشى ، وكلامك عندنا ملهوش لازمة ، اسمعينى مليح يابت دولت ، يااما تنفذى كلامنا بالزوج ، يااما هنفزه غصب عنيكى ... ...يعنى إيه الكلام ده ؟ ...اللى سمعتيه ، حطى عجلك فى راسك ، لأننا مهنسبكوش تعيشوا حريم لوحديكم أكده .... اطالت سارة النظر له بصمت تام ، ثم ألقت نظرة على الجالسين من حوله ، وبعدها وجهت كلامها له ...هم مين دول ... ...دول ولاد اعمامك ... ... كل دول ؟ وجايين معاك ليه ؟ ...عشان يعرفوكى أن هم كمان ما موافجينش على جعدتكم اكده ... ...ااه ، طيب ، ممكن كلمتين لوحدنا لو سمحت .. ...ليه ؟ جولى اللى انتى عايزاه جدام الكل ... ...معلش ، كلمتين مش اكتر... قامت من مكانها وخرجت من الصالة للحديقة ، وخرج هو خلفها وقفت ووقف أمامها منتظر منها أن تتكلم ...خلينا نتكلم بصراحة من غير لف ودوران .. ..جولى اللى عندك ... ...أنا عندى معلومات كفاية عنكم ، ده طبعا ده غير اللى قالته والدتى قبل ما تتوفى عن اللى عملتوه معاها ، كل ده مخلينى مش مصدقة حوار انكم خايفين عليا انا واخواتى ، من الاخر كدة ، ايه المطلوب منى عشان تسيبونا فى حالنا ؟ ...تجصدى ايه يابت ابلاش حكاية بنت اخوك دى عشان بتنرفذنى ، بس هقوللك أقصد ايه ،، أقصد عايزين كام وتبعدوا عننا ؟ ...أنتى اتجنيتى يابت ، ازاى تجولى أكده ؟ ...بقولك ايه ، لم الدور معايا ، قولت هنتكلم بصراحة ، 2 مليون كفاية ، صح ؟ لوهلة ظنت انه سيستمر فى الرفض لكنه فاجأها برده ...وانتى شايفة أن حريتك انتى وخواتك تساوى أكده وبس ... ..عايز كام من الاخر ؟ ...جدرى انتى .. ..شوف انا هجيب من الاخر ، 5 مليون ، ومعنديش أى كلام تانى ، تاخدوهم ومشوفش وشوشكم الكريمة مرة تانية. .. ...لسة شوية يابت اخوى اللى معاكى كتير ، كتير جوى ، كفاية اللى ورثتيه عن جوزك الله يرحمه .. ...ملكش دعوة باللى انا ورثته ، وأنا جبت أخرى ، انا بس عرضت العرض ده عشان مبحبش المشاكل ، فكروا وردوا عليا ، مع السلامة .. وقبل أن يرد كانت قد تركته واتجهت لباب الفيلا ، وعندما دخلت ، اتجهت الشباك خلف الستائر ، فوجدتهم يغادرون المكان ، اتصل بها أحمد بعدما رآاهم هو الأخر وهم يغادرون ... الو ، أيوة ياسارة ، عملتى ايه ... ...بتهيئلى عملت زى ما قلت ، وصلتهم الرسالة... ...يعنى انتى جاهزة للخطوة التانية ، ودى الأهم طبعا ... ... ودى ايه بقى ، انك تسيبى البيت انتى واخواتك وابنك الليلادى ... ....ايه ، لا طبعا مش هيحصل ، انا صحيح خايفة منهم بس مش للدرجة دى .... ... افهمى بس ياسارة ... ...أفهم ايه بس ،مينفعش ، شغلى وكليات البنات ، مش هسمحلهم يعملوا فيا كدة ، وبعدين لحد دلوقتى معرفتش انت وصلتك كل المعلومات دى ازاى ، مها هى اللى قالتلك ، وتعرف عيلة أبويا منين اصلا ... ...اهدى بس ، وأنا هفهمك كل حاجة ، بس مش هينفع فى التيليفون ، هلف وافتحيلى الباب لوسمحتى ... عندما دخلا الصالة التفت لها وبدون أى مقدمات بدأ الحديث ...اسمعى بقى ، انت لما طلبتى مساعدتى ، كان شرطى انك تنفذى اللى هطلبه منك ، وانتى وافقتى ... ...فعلا وافقت وهنفذ ، لأنى معنديش حل تانى ، انت الوحيد اللى ليا دلوقتى ، بس مينفعش تطلب منى أنى انفذ طلبات مجنونة بالطريقة دى من غير حتى ما أفهم السبب ، انا مش حيوان هتسوقه ... ساد الصمت لثوانى بينهما ، اتجه بعدها لأحد الكراسى وجلس ثم قال ...عايزة تعرفى ايه ؟ ...تعرف أهل أبويا منين ، وكنت تقصد ايه لما قلت أنك اتعاملت معاهم قبل كدة ... ...طيب ممكن تقعدى الأول ... ...ادينى قعدت ... ...قلتلك قبل كدة أنى ليا صاحب وحيد عايش فى مصر ، فاكرة ... ...أيوة طبعا ، اللى اتعرفت عليه على الفيس ، وبعدين اتقابلتوا بعدها بسنتين هنا فى مصر، فى أول سنة جامعة ليك .. ...بالظبط ، دلوقتى بقى بعتبره أقرب انسان ليا على الإطلاق ، وهو نفس الكلام ، انا صاحبه الوحيد ، صاحبى ده اسمه بالكامل جاسر حمدى عبد الهادى الدهان ... ...إيه ، انت بتقول ايه ؟... ...زى ماسمعتى ، صاحبى ده هو جاسر ابن عمك ... ...ازاى ؟ ...زى الناس ، بداية معرفتى بيه انتى عارفاها، لكن التفاصيل متعرفيهاش ، فى البداية عمك حمدى هو اللى كان بيبعده عن عيلته ، ومع الوقت لما جاسر كبر وفهم عيلته وافعالها ، رفض تماما الحياة معاهم وفضل هنا ، وطبعا كل التفاصيل عن الناس دى كان بيحكيهالى من باب الفضفضة يعنى ، لكن للأسف اول ما خلص جامعة ، بدأوا يضغطوا عليه بشكل كبير جدا عشان يرجع لبلده ، أصله يعتبر من القليلين اللى نفعوا فى التعليم فى العيلة ، وللأسف أبوه مقدرش يعمله حاجة ولا يحميه منهم ، و طبعا حكالى الكلام وبدأت اساعده عشان نبعدهم عنه ، بعت ناس جمعوا معلومات كاملة عنهم ، وبأدق التفاصيل ، يعنى من الاخر ، كل بلاويهم اللى مستخبية ، وبدأنا نتعامل معاهم على الأساس ده ، بالحيلة شوية والعنف شوية ، لحد ما اقتنعوا انهم مش هيقدروا عليه ، وأنه أقوى بكتير من أنهم يضغطوا عليه بالشكل ده ،، وكل ده تم وانا مش فى الصورة ، جاسر كان هو اللى بيتعامل معاهم ، يعنى هم ميعرفونيش اصلا . صمت قليلا وكأنه يسترجع شريط ذكرياته ، لكن طال صمته فأحثته هى على أن يكمل ...وبعدين ... ...ولا حاجة ، سابوه فى حاله ، ساعدته ومولتله مشروعه بنسبة من الأرباح ، زى ما عملت مع ولاد عمى ، ومات الكلام عن عيلته لفترة ، فى الوقت ده كنت بدأت اشتاقلك جدا ، وحبيت اعرف انت عايشة فين وإذاى ، كل اللى عندى عنك كان اسمك اللى فى عقد الجواز مش اكتر ،جبت اسم الجامعة اللى كنتى بتدرسى فيها هنا من الجامعة فى كاليفورنيا ، واتصلت برجالتى هنا واديتهم اللى وصلتله وطلبت منهم يعرفولى كل حاجة عنك ، طبعا عرفوا عنوانك اللى كنتى عايشة فيه وراحوله ، عرفوا انك اتجوزتى وخدتى أمك واخواتك البنات ومشيتى مع جوزك وطبعا سبتى ابوكى ، لكن محدش يعرف انتى رحتى فين ولا حتى ابوكى نفسه ، لحد ماهو مات ، وانقطعت بيه كل الخيوط اللى ممكن اوصلك بيه ، إلا خيط واحد ، اسم ابوكى بالكامل ، محمد عبد الهادى الدهان ، فى الاول افتكروا انه تشابه أسماء ، خاصة أن اسمك فى بطاقتك سارة محمد عبد الهادى ، وبس ، فجأة لقيتهم اتصلوا بيا وقالولى أنك من نفس العيلة اللى بعتهم يقلبوا وراها من فترة ، وأنك تبقى بنت عم جاسر ، وطبعا قالولي تفاصيل علاقتهم بأبوكى وأمك ، وأسباب طردهم لأبوكى من العيلة ، طبعا جاسر ميعرفش كل الكلام ده ، لحد يوم حفلة افتتاح المنتجع ..................... يتبع"