لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 10 - العشق المُر


     


    هز رأسه قائلاًبتوعد

    -ماشي يا عصمت براحتك

    مر اليوم عليها لاتعلم كيف مر

    كانت تنظر في اللا شيء تفكر فيما يحدث لها

    تبتسم بين اللحظه والأخرى على حديث "سلمان " والوصايا العشر التي قالها قبل أن يذهب من الجيش

    فلاش باااااك

    -خلي بالك من نفسك وبلاش عايزة ومحتاجه خلي بالك أنتِ ولد وسط شباب

    -حاضر

    -مش عايزة حاجه اجيبها وأنا جاي ؟؟

    لأ ربنا يخليك المهم إنك تخلي بالك من نفسك

    -وأنتِ كمان ياعصمت

    باااااااااااااك

    عصمت يا عصمت

    قالها "عثمان" وهو يقف أمامها

    انتفضت أثر صوته الغاضب نهضت من الفراش

    وهي تؤدي التحيه العسكريه بصوتها الرجولي المصطنع

    أمرها بأن ترتدي ملابسها العسكريه وتلحق به في طابور

    الصباح

    قاطع حديثه لها طرقات باب غرفته

    ذهب ليفتح باب الغرفه

    أشار بيده ليدخل شاب في الثلاثين من عمره

    وقال بخجل

    -حضرتك كُنت عايزني ؟

    ابتسم له وقال وهو يربت على كتفه بمرح

    -إيه الغيبه دي ياأبني ؟رحت وقلت عدولي

    -معلش يا عثمان باشا بس أمي كانت بعيد عنك بتاخد جلسة الكيماوي وتعبت وأنا بلغت "سراج باشا" بكده وهو مابلغش حضرتك ؟

    ابتسم له وقال وهو يضع في يده مبلغ من المال

    -لأ قال لي بس كُنت بهزر معاك خد دول

    -لأ مستورة والحمدلله يا عثمان باشا وكفاية اللي حضرتك عملته معايا لحد كده

    -أمسك ياابني وماتوجعش قلبي بقااا ده أنا أخوك الكبير

    -ماشي يا عثمان ربنا يكرمك عن إذن حضرتك عشان أتاخرت

    -اتفضل يا يوسف

    عاد "يوسف " مرة أخرى وقال بتذكر

    -صحيح فرح اخويا محمد يوم الخميس والحاجه عزمتك بنفسها وقالت لي أكد عليك

    -إن شاءالله ربنا يتمم على خير

    -وأنت ياعصمت معزوم والدفعه كلها إن شاءالله

    ابتسمت له وقالت بصوتٍ رقيق

    -إن شاءالله ومبروك مقدمًا

    تركهم "محمد" وذهب إلى معسكر الجيش مرةٍ اخرى

    نظر إليها "عثمان" وقال وهو يلملم بعض الأوراق الموضوعه على سطح مكتبه

    -البس هدومك وحصلني

    ثم أضاف بسخرية

    -أول مرة أشوف راجل بيتكسف وينام بالترنج؟!!

    تنهدت بقوة بعد أن رحل من الغرفة قائلة بحزن عميق

    -يارب استرها أنا تعبت والموضوع بقى أكبر مما أتصور

    دلفت المرحاض لتبدل ملابسها وتذهب إلى تمرين الصباح المعتادة عليه مؤخّرً

    **************

    (في غرفة سلمان)

    كان يَعُد واجبة الإفطار بشرود

    مرت الثواني وانتهى من إعداد واجبة الإفطار

    جلس على الطاولة وبدء في تناول الطعام وهو يتمتم بالبسمله

    وضع لقمه صغيرة وهو يتذكر جملة القائد عثمان

    (أنت بتساعد الشخص الغلط )

    ترى ماذا يقصد بهذه الجملة ؟!!

    وماالذي يريد أن يكشفه لي ؟!

    والأهم هو لماذا جاءت عصمت إلى الجيش ومات لذي تخفي عصمت حديثها لايعقل ودائما ترتبك أمام عثمان


    دعك ياسلمان من كُل هذه الأسئلة واستمتع بيومك

    انتهى من واجبة الإفطار وقام بعد ذلك بالاتصال على شقيقته "قمر "

    وأتفق معها على أن تأتي إليه في منزله المتواضع

    رحبت كثيرًا بهذه حتى لايعرف أولاد عمها مكانه ولا حتى شكله

    مرالوقت ووصلت "قمر "منزل "سلمان "

    جلست معه وتحدثت كثيرًا عن ماحدث في تلك الفترة القصيرة

    أمرها بأن تعود إلى منزل شقيقه الأكبر ولكن رفضت

    وللمرة الأولى ترفض له أمر

    تعجب من رفضها وقال بغضب مكتوم

    -أنتِ مجنونه أنا كده هاكون قلقان عليكِ أمشي من هناك أحسن ليكِ

    -لأ ياسلمان مش هارجع تاني هناك أخوك سليم مش بيسمع غير مراته وأخوك أحمد كلمة تجيبه وكلمة توديه وأنا تعبت بصراحه بقى من تحكمات سليم ومراته

    أنا هناك عايشه مرتاحه وبراحتي أكل اشرب انام ماحدش يقول لي عملتي ده ليه ؟وعشان إيه ؟!

    -وبعدين لو خايف عليا من ولاد عمك أحب أقولك متخافش تيّم وصبا فوق في شقتهم وماحدش شافهم خااالص لحد دلوقتِ أما حسام فـ ده دكتور جراحه وَكُل يوم بره عنده عمليات ومش بيرجع غير الساعه ١٢بليل

    نظر إليها وقال بمزاح

    -كُل عرفتي في يوم ده إنتِ محطة الأخبار بقى وأنا ماعرفش

    -هههههههه لأ ياحبيبِ بس أنا مابعملش حاجه غير إن قاعدة في البلكونة وعرفت بالصدفة مش أكتر

    غمز لها وقال بخبث

    -يابت عليا أنابردو

    -ههههههههه أنا من رأي نغير الموضوع عشان مانخسرش بعض قولي خدت إجازة ليه ؟والأهم من ده إزاي ؟!!

    وضع كوب (الشاي) وقال بشرود

    -مش عارف

    -نعم إزاي يعني ؟

    -والله زي مابقولك كده ياقمر مش عارف بس أنا في حاجه كده مش فاهمها وال اموت وأعرفه ليه اللوا سراج مصمم إن اخد أجازة رغم إن ممكن أخد الدوا وارتاح وخلصت على كدا

    -خلاص فكك وتعال نتكلم شوية في الجد

    -جد إيه ؟

    -أنت مش عايز تروح معايا ليه بيت جدك ده نص البيت بإسمك

    -مش عايز ياقمر كل حاجه بتفكرني بـ ال حصل وكمان مش عايز وجع قلب أنا هنا عايش براحتي

    حاولت "قمر" كثيرًا إقناع "سلمان" ولكن فشلت

    ظلت معه حتى أنتهاء إجازته القصيرة

    وعاد كلاً منهم على منزله الجديد

    صفت سيارتها أمام المنزل ثم ترجلت منها

    نظرت إليه وجدته يدخل من الشرفة

    حاولت فتح باب المنزل ولكن فشلت لم تعد تفهم ما حدث لهذا الباب اللعين ؟!

    تأففت وهي تكرر محاولاتها في الفتح

    -أنا قفلته من جوا كُنت فاكر إنك فوق

    قالها "حسام" وهو ينظر لها نظرة ذات معنى

    شاحت بوجهه وقالت بكذب

    -أصل أنا كُنت في البيت عند سليم أخويا عن إذنك

    تركته وذهبت من أمامه قبل أن يكشف أمرها

    أوقفها وهو يهتف بإسمها قائلاً بجديه

    -قمر

    استدارت وقالت له

    -نعم

    -تيّم وصبا عايزين نتجمع انهاردة في شقتي

    -ليه ؟ وعشان إيه ؟!

    مط شفته السفلى وهو يضع يده في جيب سرواله قائلاً بنبرة حائرة

    -مش عارف اكيد في حاجه مهم عشان كده عايزين نتجمع

    -خلاص اوك هو هانتجمع الساعه كام ؟

    -المفروض كمان ساعتين عندك مانع

    -لأ تمام قوي هاكون موجودة إن شاءالله عن إذنك

    -اتفضلي

    بعد مرور ساعتين

    كانت تقف أمام باب شقته مترددة ولكن حسمت أمرها بطرقات خفيفه على بابه

    فتح لها وعلى ثغره إبتسامه خفيفه

    أشار بيده لتدخل قائلاً بمزاح

    -اتفضلي مواعيدك مضروبة على فكرة عندك خمس دقايق تأخير

    سألته بجدية

    -هما هنا ؟

    -لألسه ماحدش جه شكلهم زيك

    جلست على المقعد وتحدثت وهي تضع ساق فوق الأخرى قائله بمزاح

    -يبقى أنا كده في معادي بالظبط

    قدم لها طبق من الحلوى قال

    -اتفضلي دي بسبوسة إنما إيه حكايه

    مدت يدها قائله بشوقٍ

    -ياااه كان نفسي أكل بسبوسه من زمان تسلم إيدك

    -هو عشان حقاني دي عمايل إيدي دي بتاعت تيتا ربنا يخليها ليا بعتت لي على المستشفى

    سألته بحزن

    -هي عامله إيه ؟

    -الحمدلله بخير عايزة تشوفيها

    -ياريت بس للأسف مش هاينفع

    قطب حاجبيه قائلاً بتعجب

    -مش هاينفع ليه ؟!!

    كادت تتحدث ولكن قاطعها طرقات الباب مرةٍ أخرى

    أشار بيده وقال بمزاح

    -لما الباب مفتوح بتخبط ليه ؟ أدخل وبلاش تكون مقعد كده

    دخل "تيّم "وشقيقته بعد أن صافح الجميع

    بدء تيّم في مقدمات كثيرة جعلت "حسام" يشعر بالضيق

    أوقفه وهو يربت على يده قائلاً بجدية

    -أسمع ياإبن الناس لا أنا ولا هي وتقريبًا أنت وأختك مش بنحب المقدمات من الآخر كده ده طبع في عيلة النشار يعني قصر وهات من الآخر

    -احم من الآخر ومن غير مقدمات عايز أعرف وضعنا في البيت ده إيه ؟

    سألته قمر بتعجب

    -يعني إيه وضعك إيه أنت مالك زيك زينا

    -لأ يا أنسه قمر البيت بإسم "سلمان" و"زين" و"عصمت "

    -يعني إيه أنت عايز إيه مش فاهم

    -أنا ياحسام عايز نرجع زي الأول عايز البيت ال كبرنا في وعشنا في يرجع زي ماكان

    -طب وأنا مالي بالموضوع ده ؟

    -أنتِ أهم ضلع في المثلث ياقمر

    أغتاظ "حسام" من حديث "تيّم " صاح بوجهه قائلاً بغضب مكتوم

    -أنت بتقول إيه ياعم أنت ما تتكلم عدل مش فاهم منك حاجه ؟

    تنهدت صبا وقالت بجديه وهي تضع يدها على يد "قمر"

    -قصد تيّم يا حسام هو إن قمر أخت سلمان يعني نعمل قعدة زي كده وسلمان وسطينا ونشوف حل للموضوع ده بقى أصل ماينفعش نكون عيلة واحدة وكل واحد بيخطط ازاي يخلص من التاني

    وكمان تيتا اللي اتحرمنا منها وهي عايشه نرجع نشوفها

    نظر "حسام" إلى "قمر "

    التي تبادلت معه نظرات ذات معنى كادت تتحدث ولكن قاطعها وهويقول بجديه

    -أنا هاتكلم عن الجزء الخاص بيا وهو تيتا هاخليها تيجي هنا في أقرب وقت إن شاءالله

    بلعت ريقها وقالت بكذب

    -بس سلمان ماعرفش عنه حاجه وغير كده كمان أنا وهو ملناش علاقه ببعض بسبب خلافات كتير جدًا

    أنا هنا بسبب من ضمن الأسباب وده كُل اللي عندي

    -خلاص سيبك من الموضوع ده خاالص أنا مقدم في الدخليه وأعرف أوصله بس الأهم من ده إننا نتجمع مرة تانيه زي زمان

    ابتسمت له وقالت بصدق

    -أتمنى إن ده يحصل يا تيّم بس للأسف الفلوس بتغير النفوس

    ابتسم لها وقال بجدية

    -سيبيهاعلى الله ثم عليا

    وضع يده على وجهه وقال بسخرية

    -وأنا إيه مليش دور ولا شمعه هاتنور المكان وبس

    قاطعته "صبا"مازحه

    -لأ أنت شمعه تحترق من أجل الآخرين ههههه

    قهقه الجميع على مزحتها

    نظر إلى "قمر " وقال بغيظ مكتوم

    -عجبتك هاا

    حاولت كبح ضحكتها ولكن فشلت ما أن سمعته يقول بسخرية

    -اضحكِ اضحكِ هي جت عليكِ

    مر الوقت عليهم في سعادة لاتوصف الجميع كان يفتقد هذه الأمسية الجميله حقًّا

    كان "قمر " تشعر بالأمان كان سلمان على حق بل كُل الحق

    "حسام"مازل يتمتع بخفة دمه وأيضًا غضبه في بعض الأحيان ولكن الشيء الذي لن يفقده حتى الآن

    هي "طيبته " ومساعدته للغير

    ***************

    (في معسكر الجيش )

    داخل غرفة القائد "عثمان"

    كان يتمتم بكلمات أغنيته المفضلة

    نفث دخان سيجارته ثم فرغ دخانها في الهواء وهو يقول

    بهمس

    -لقد حان الآن كشف الحقيقة ياعصمت باشا

    قام من فوق المقعد وهو يضع سيجارته في المطأفة

    ثم اتجه حيث باب المرحاض

    وضع يده المقبض الحديدي ثم فتحه

    بينما هي كانت

    كانت ترتدي ثيابها ولكن قبل أن تكمل فتح باب المرحاض

    شهقت ماأن رائته

    ابتسم لها قائلاًبسخرية

    -ههه وربنا عارف إنك بنت كملي لبسك يامزه الجيل ولا البسك أنا خمس دقايق وتكوني برا

    هزت رأسها بالإيجاب

    قائلة بصوت مرتجف

    -حاضر

    ارتدت ملابسها بسرعة فائقة مما جعلها لاتعرف الفارق بين ثيابها وثيابه

    خرجت من المرحاض وجدته ممد على الفراش ينفث دخان سيجارته ببرود

    اعتدل وقال بجدية

    أنتِ إيه حكايتك وإيه اللي جابك هنا وإزاي قدرتي تعدي من الكشف الطبي

    بلاش ده كله أوراقك إزاي عدت عليهم وما حدش عرف إنها مزورة

    ثم أضاف بخبث

    -إيه عايزة تعملي فيها بطله يابتوع المساواة بين الرجل والمرأة ؟!

    -ماتنطقي ساكته لييييه؟!

    هزت رأسها بخوف شديد قائلة بصوتٍ رقيق

    -عشان أنا أنا

    -أنتِ اييييييه

    -عشان انا فى شهاده الميلاد والأوراق الحكوميه

    راجل مش ست

    -هههههههههههههههه وأنتِ بقى عايزني اصدق الهبل ده

    -تصدق ولالأ مش مهم لان دي الحقيقه

    -عن اذن حضرتك من النهاردة مش هنام هنا سلمان رجع من إجازته خلاص وهنام تاني فى العنبر.

    -استني عندك أنتِ فاهمه إن دخول الحمام زي خروجه

    قطبت حاجبيها بتعجب قائلة بعدم فهم

    -يعني إيه ؟

    نهض من الفراش ثم وضع يده على أزرار قميصه العسكري

    وقال وهو يتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها

    -اقلعِ هدومك يامزة

    قبضت على ياقة قميصها بيد مرتجفه ثم نظرت له وقالت بذعر

    -اقلع إيه ؟!

    كان ينظر إليها نظرات لاينظرها سوى راجل شهواني إلى فتاة ليل هذة النظرة جعلتها تحتقر نفسها بشدة وكأنه يقول لها

    (أريدك جسدك يافتاة )

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال