لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 11 - العشق المُر


     *********************

    دَنَا منها وكرر عبارته ولكن هذه المرة ببطءٍ شديد

    -ا ق ل ع ي هـ د وم گ

    (اقلعِ هدومك )

    بلعت ريقها بصعوبة بالغة وقالت برجاء

    -عثمان باشا أنا أنا زي أختك أرجوك

    ضرب الحائط بيده مما جعلها تنتفض أثر صوته الغاضب

    قائلاً بغضب شديد

    -ما بحبش أكرر كلامي كتيييير لما أقول حاجه تتنفذ ثانية وتكوني لبسه هدومك مش هدومي وبعدها على مكتب اللوا "سرج الدين "

    تركها تتنفس الصعداء حمدلله على خروجها من هذا المأزق العسير

    ولكن سرعان ماتبدلت قسمات وجهها من الإرتياح إلى الخوف والذعر ماذا يحدث بعد

    ترى ماذا تفعل ؟

    بدلت ملابسها واتجهت حيث المطبخ وجدت "سلمان" يَعُد وجبة الإفطار وقفت بجانبه تَعُد معه الطعام

    سألها بجدية

    -يارب تكوني ارتاحتي في أوضة عثمان باشا أنا عارف إنه عنده تكيف مش صح ؟!

    وكأنه ضغط على زر البكاء لديها

    بكت كثيرًا ارتمت على صدره دون أن تشعر سردت له كل ماحدث

    ظل يربت على ظهرها بحنو

    ولكن سرعان ماتحول إلى ثور هائج قائلًا بعتاب ممزوج بغيظ مكتوم

    -وإنتِ خلاص ضاقت بيكِ الدنيا كُنتِ اصبري لما يغور في داهية وبعدها خُدي حمامك

    -كان شاكك ياسلمان من الأول كان حاسس إن أنا مش ولد مش عارفة أعمل إيه ؟

    -أنا أقولك تعملي إيه ياملكة زمانك

    قالها "عثمان " وهو يغلق خلفه باب المطبخ ثم قام بجر مقعد وجلس عليه بطريقة معاكسة للطريقة الجلوس الصحيحة

    في هذه اللحظة شعرت "عصمت " أن كُل شيء حاولت إخفائه ينكشف الآن ...!!!

    كادت تتحدث ولكن تحدث سلمان بجدية

    -عثمان باشا الموضوع ده لازم يفضل سر لحد

    قاطعه وقال بسخرية

    -لحد إيه بس يابرنس ؟ يعني تعرف إنها بنت وتسكت وعايزني أكمل كمان تؤ تؤ تؤ كده كتير ؟!

    -عثمان باشا

    -ده أنت اللي باشا وبيتعمل معاك الصح وزيادة كمان

    هتقولي ولا أقول أنا ؟

    نظر سلمان إليها بتعجب ممزوج بفضول

    اغمضت عيناها ماأن نظر سلمان لها هذه النظرة الغير محتملة

    سألها سلمان بصوت أجش

    -هو في إيه يا عصمت ؟

    -احب أعرفك يا سلمان باشا

    وقف "عثمان " وهو ينهدم ملابسه قائلاً بسخرية

    -في مثل زمان كانوا بيقوله عليه

    كاد يكمل ولكن قاطعه أحد العساكر قائلاً بصوتٍ عالِ

    -في مصاب يافندم اتصاب بطلقة نارية في رجله

    -تعال ورايا بسرعة

    عاد مرةٍ أخرى قائلاً

    -حظك حلو بس مش دايمًا

    تنفست الصعداء حمدلله على إنقاذها هذه المرة

    ولكن ترى هل سيستمر الحال هكذا ؟!

    وقف أمامها وقال بجدية

    -أنا عايز أعرف الحكاية وإيه اللي يقصدوا عثمان بالظبط ؟!

    أشارت له كي يكف عن أسئلته قائله بتوسل

    -أرجوك ياسلمان كفاية أسئلة كُل اللي اقدر أقوله هو إن أنا أكتر حد منحوس في الدنيا كلها يالا نكمل شغل وكفاية لحد كده .....!!

    انتهى اليوم لايعرف أحدهم كيف مر هذا اليوم العسير

    جلست عصمت بين الشباب تستمع قصصهم

    هذا كاد أن يقترب من أحلامه وذاك ترك حبيبته التي وعدته بأن ستظل في انتظاره حتى نهاية المدة

    فاقت على سؤال أحد الشباب وهو يقول بفضول

    -وانت ياعصمت مش هتكلمنا عنك شويه ماتزعلش مننا بس انت طري قوي

    -وكمان لوحدك على طول ليه الغرور ده ؟

    -انا مغرورة ؟! احم سوري قصدي مغرور

    -أبدًا صحيح انا لوحدي ومش بكلم حد بس ده لأن أنا لوحدي فى بيتنا أنا زي ماإنتوا إني مرتاح ماديًا

    -وأهلي بيخافوا عليا قوووي عشان مش عارف اي حاجه وبتجنب الناس عشان ماعرفش اتعامل معاهم

    بس دي كل حكايتي

    -طب يالا باشباب نروح خدمتنا عشان اتاخرنا

    كان "سلمان" يتابعها حتى أنهت حديثها وتحدث بجدية قائلاً

    -على فكرة قعدتك هنا مش حلوة

    امشي من هنااحسن

    ابتسمت له وقالت بحزن

    -مش هاينفع ياسلمان لازم اخلص المهمة بتاعتي

    -أنتِ غبيه يابت بقولك الشباب شاكين فيكِ وكمان عثمان عرف كل حاجه عايزة ايه تاني

    وقفت وهى تهندم ملابسها قائله بحزن عميق

    -إنت متعرفش عني حاجه يا سلمان فـ ياريت تسبني

    اروح أنضف أوضه عثمان سلام

    -ليه بقى إن شاء الله كنتِ الخدامه ال جابها ابوه ؟

    -سيبك بقى ياسلمان هاروح وخلاص كلها نص ساعه وارجع

    سلام

    تركته وهى تشير بيدها لتودعه قائله بخفوت

    -تصبح على خيييير

    كففت دموعها المنسدلة على وجنتها قائله بنبرة محشرجه

    -الله يسامحك يابابا إنت السبب

    طرقت باب الغرفه أذن لها بالدخول

    وقفت وهى تدب قدمها أرضا قائله بصوت رجولي

    -تمام يافندم

    ألقى الملفات جنبًا قائله بحده

    -أنتِ هاتستعبطي يابت أنتِ مانا عرفت ال فيها

    -احم طب ممكن حضرتك تتفضل عشان انضف الاوضه

    -لأ مش عايز ك تنضفِ الأوضه أنا عايز حاجه تانيه

    -حاجه ايه ؟

    -ليه عملتِ كل دا أنتِ واركِ سر كبير وأنا عايز أعرف

    -عثمان باشا أنا ماعنديش حاجه أقولها عن إذن حضرتك

    وضع ساق فوق الأخرى وقال بهدوء مصطنع

    -لالالالا انا عندي كتير ده أنا عثمان قصري ولمي الدور وقولي الحكايه

    -أنا وسلمان ولاد عم ارتاحت كده عن إذنك

    وقف من فوق المقعد ثم وضع يده على باب الغرفة وبالأخرى ضغط على ذراعها

    تأواهت أثر مسكته رقرقت الدموع في عيناها رفعت رأسها وقالت برجاء

    -إنت بتوجعني أرجوك سبني

    هذه المرة الأولى يرى فيها جمال عيناها كان لايشعر بشيء سوى صدرها الذي يعلو ويهبط بقوة

    فتاة رقيقة مثلها كيف جاءت إلى هنا ؟

    وماذا عن والدها الذي تركها ولا يريد الأطمئنان عليها

    يالك من وغد

    بلع ريقه ثم أغمض عيناه وتحدث بجدية وهو يترك ذراعها قائلاً

    -إمشي ياعصمت إمشي من هنا وده أفضل للكل

    -ياريت ينفع ياعثمان باشا ما كنتش دخلت هنا أصلاً

    صاح بوجهها وهو يضرب زجاج المنضدة بيده قائلاً بغضب شديد

    -اومال إيه اللي ينفع ؟ إنك تنامي وسط الشباب هااا

    جلس على المقعد ليضمض جُرحه قائلاً بجدية

    -إمشي ياعصمت إمشي قبل ما الدنيا كلها تعرف الحقيقه وساعتها مصيرك هايكون السجن

    ذهبت إليه ثم جلست على المقعد أمامه وقامت بتطهير

    جُرحه قائلة بحزن

    -لو إنت فاهم إن أنا مبسوطة يبقى غلطان ياعثمان باشا

    يعلم ربنا أنا نفسي أعيش زي باقي الناس بس للآسف مش عارف ههه قصدي مش عارفة حتي دي بقت بتلغبط فيها

    سحب يده من يدها وقال بجدية

    -لو فاهم إن الدنيا كلها زي سلمان بتحب تتدافع وتحمي وتمنع نفسها عن بنت عشان بتخاف ربنا تبقي غلطانه

    ابتسمت له وقالت بصدق

    -بس مش غلطانه لما أقول إن في الدنيا واحد شهم وجدع زيك صحيح امبارح حاولت تبين عكس كده بس ماعرفتش لأنه مش طبعك عن إذنك

    ذهبت عصمت وتركته يهشم المزهرية الموضوع على الكومود

    ثم أشعل لفافة تبغ لينفث فيها غضب الشديد

    بعد مرور أسبوع لا يحدث شيئًا جديد يذكر سوى تجنب "عثمان" عصمت كانت تشعر بأن كُل شيء على مايرام طالما "عثمان" هادئ ولكن لم يخطر على بالها أن هذا هو مايقولون عليه الهدوء الذي يسبق العاصفة

    آراد أن يعرف سلمان الحقيقة كاملةٍ

    ولكن ترى ماهو رد "عثمان" عندما يعلم أن سلمان وعصمت في إجازتهم الرسمية ....!!!!

    **************

    (في منزل زين النشار)

    وقف أمام النافذة ينفثً سيجارته بهدوء شديد

    بينما هو كان يجلس على المقعد يباشر أعماله عبر مواقع التواصل الإجتماعي (الفيسبوك)

    ألقى سيجارته آرضًا وهو يقول بغضب شديد

    -يعني إيه بقالنا أسبوع بندور عليه وفِي الآخر تقول لي مَش لاقي حاجه ؟!

    -أعمل إيه بس يازين؟ أنا كُل المعلومات ال وصلت لها إنه كان عايش مع إخواته في بيت أخوه الكبير سليم ومع -حديث طويل مع البواب عرفت إن هو وأخته الصغيرة قمر سابوا البيت

    وهي دي صورهم

    نظر إليّ شاشه (اللاب توب) نظرة سريعة ثم عاد مجددًا ينظر ببطء

    أشار بسبابته وقال بجدية

    -مين دي ؟

    -دي ياسيدي "قمر محمدالنشار "٢٥ سنه خريجه تجارة -بس بتشتغل في تنظيم الحفلات والاعراس وأعياد الميلاد

    -ودي أهم حاجه في حياة سلمان تقدر تقول القلب المتحرك لـ سلمان على الأرض

    بدأت إبتسامة خبيثة تغزو قسمات وجه "زين"

    طرق بأنامله على سطح المكتب طرقات خفيفة وقال بهدوء تام

    -عايز كل صغيرة وكبيرة عن "قمر النشار" حتى معاد نومها عايز أعرفه

    نظر شقيقه له وجده يحرك راْسه بالإيجاب مؤكَّد أومره

    بينماهو شعر بشيء ما سوف يحدث آراد أن يعرف ماهو ولكن فشل

    أغلق شاشه الحاسوب وتحدث بجدية قائلاً

    -أنا عرفت مكانه وقلتلك عليه لكن لو حصل عكس ال اتفقنا عليه هانزعل مع بعض

    ابتسم له وقال بهدوء عكس مابداخله

    -وإيه هو ال أتفقنا عليه أنا مش فاكر ؟

    -اتفقنا إن مافيش حد هايحصله حاجه وإن سلمان يثبت عكس ال قاله سليم أخوه فاكر ولانسيت يا زين ؟!

    وقف من فوق مقعده وقال بخبث

    -والله الواحد من كتر الشغل بقى مش فاكر بيقول إيه أو عمل إيه لكن أوعدك إن سلمان هياخد ال يستاهله وزيادة كنوع من التعويض عن إذنك يا أخي العزيز .......!!!!

    *******************

    (في منزل عصمت النشار )

    كانت تقف أمام المرآة تبتسم بين اللحظة والأخرى

    اليوم سوف يأتي إليها سلمان

    كانت الجدة تبسح في مسبحتها بخفوت حتى انتهت من التسبيح ثم وضعت المسبحة جنبًا وتحدثت بحنو قائلة

    -أنتِ قمر من غير حاجه

    ابتسمت له ثم اتجهت حيث جدتها الجالسة على الأريكه

    قبلت يدها وضعت رأسها على فخذها وتحدثت بحزن قائلة

    -هو أنا عندي حاجه عشان أحطها حتى البرفيوم رجالي

    ده أنا ماعرفش الفرق بين الكحل وقلم الروچ !!ً

    حتى شعري عمره ماوصل لحد رقبتي دايمًا قصير لدرجه مش طبيعه

    ثم وضعت رأسها من على فخذها وتحدثت بمرارة قائلة

    -إبنك ياتيتا حرمني من كُل متع الحياة حرمني من كُل حاجه حتى الأحلام لازم تكون رجالي بابا بقى صعب لدرجه تخوف جدًا ياتيتا هو قاسي كده لمين ؟!

    تنهدت الجدة وهي تربت على يد حفيدتها بحنو قائلة

    -مش لحد يا عصمت عمرنا ما حرمنا ابوكِ أو أعمامك -من حاجه كُل حاجه كانت مجابة وخصوصًا ابوكِ

    -جدك الله يرحمه كان دايمًا ينفذ كُل حاجه بيقولها

    -مش خوف منه لأ عشان كان عنده ثقة في كان

    -دايمًا يقولي إن "سليم " دماغه حلوة لدرجه تخوف

    -درجة ماحدش يعرف هو ممكن يعمل إيه ولاحتى ليه؟!!

    أجابتها عصمت بحزن قائلة

    -ده ياتيتا ال بيقولوا عليه الذكاء المدمر

    سألتها "الجدة "بعدم فهم

    -يعني إيه يا عصمت ؟!

    إجابتها بعدم اكتراث

    -يعني ذكائه ده ممكن يدمر أي حد حتى لو كان هو

    ابتسمت لها وقالت بحنو

    -اضحكِ ياعصمت وعيشي أيامك حتى لو كانت في الجيش قول لي مش أنتِ بتحبي ؟

    صمتت ماأن أنهت الجدة سؤالها

    ربتت الجدة على كفها بحنو قائلة بمزاح

    -هههههه السكوت علامة الرضا يبقى اعتبري نفسك بتحبي حب ميري

    قاطعتها بخجل قائلة بجدية مصطنعه

    -تيتا الله بقى وبعدين معاكِ

    سألتها بجدية

    -أنتِ بردو مش عايزة تقولي إسمه إيه

    ترددت الابتسامة على شفتيها تنحنحت وراحت تقول بحزن

    -إسمه سلمان

    صمتت الجدة برهه لتتذكر ذلك الطفل الذي ضاع بين حب المال والنفوذ وخلافات العائلة

    تذكرت الجدة حفيدها البطل كما كانت تلقبه دائمًا

    ياالله أين هو الآن ؟!

    ابتسمت بمرارة وتحدثت بشوقٍ قائلة

    -على إسم إبن عمك سلمان ياترى هو فين دلوقتِ ؟

    -نفسك تشوفي سلمان ياتيتا ؟

    -أنا نظري راح عشانه هوأنا هاانسى يوم مااخواته رموا في الشارع لما الزفت اخوه اتهمه بخيانة مراته ومعاكسته ليها

    -وأنتِ عرفتِ إزاي ؟

    -واحدة من جيرانا زمان شافتني عند الدكتور وقالت لي

    ولما حاولت أوصله أكتشفت إن ابوكِ عايز يقتله فـ سكت وماقدرتش أدور عليه

    انتفضت "عصمت " ماأن أنهت تلك الأخيرة حديثها وضعت يدها على فمها وقالت بذعر دون أن تشعر

    -لأ سلمان لأ

    قطبت الجدة حاجبيها قائلة بتعجب

    -مالك يا عصمت سرختِ كده ليه ؟!

    تنحنحت وهي تساعدها على النهوض من الأريكه قائلة

    بكذب

    -أبدًا ياتيتا بس وجعني قلبي عليه من غير ما أشوفه يالا ننزل عشان سلمان جه

    سألتها الجدة بجدية

    -عصمت في حاجه مخبيها عني ؟

    أجابتها بكذب

    -ابداً ياتيتا هو اصلا بعرف اكذب !!

    خرجت عصمت من غرفة بعد أن قررت

    أن لاتخبر أحد عن حقيقة سلمان مهما كلفها الأمر

    وأن تخفي الحقيقة لحين إشعار آخر ....!!!!

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال