نظر إليه وتحدث بسخرية وهو يشير بيده حتى يأتي له
تعال ياصغنن شجعوا سلمان ياشباب
أمسكت بيده قائله بتعب شديد
-لا ياسلمان بلاش عشان خاطري ده صعب قوي
-وعد مني لجبلك حقك قدمهم كلهم ارتاحي إنتِ
سار نحوه بخطوات ثابته واثقة وضع يده على خاصره وتحدث بسخرية واضحة قائلاً
-تعال ياصغنن وريني قوتك
تمتم بالبسملة ثم قفز في الهواء وهو يركله بقدمه اليسرى في ظهره
فسقط "عثمان" على الأرض
جحظت عيناه من هول الصدمة الغير متوقعة
هز رأسه ليستوعب ماحدث له
وقف من على الأرض وهو ينفض الرمال من على باطنه
ثم نظر له وقال وهو يصفق قائلاً بصوت أجش
-برافو كابتن سلمان برافووووو كبست الجولة الأولى بس الماتش لسه في أوله
قفز عثمان من فوق "سلمان " وقام بضربه بقوة شديدة
كاد أن يقع ولكن حافظ على ثباته
تحولت الساحة إلى حلبة مصارعة
الجميع في حالة ذهول من أين أتى "سلمان" بهذه القوة
وقع "عثمان"فوقه وتحدث وهو يكظم غيظه بين أسنانه
قائلاً
-بتساعد الشخص الغلط غبييي
ركله بقدمه ثم وقع هو عليه وقال بغضب مماثل
-طول عمري بساعد الناس الضعيف ودي أسمهاجدعنه اللي زيك مش عارفها
-إيه اللي بيحصل هنا ده ؟!!!
للمرة الثانيه يتتدخل اللواء "سراج الدين " لينقذ الموقف
وقف كلاً من "سلمان"و"عثمان" مؤدين التحيه العسكرية
-تمام يافندم
-عثمان إيه المهزلة اللي بتحصل هنا دي ؟
أجابه بكذب
-ده مجرد تمرين يافندم بس اندمجنا شوية
-طب أصرف الطابور وحصلني على المكتب وأنت ياسلمان روح غير وخد إجازتك
-تمام يافندم
ذهب الجميع من الساحة بعد أن أمر "سراج الدين"
بالإنصراف
****************
(في منزل النشار القديم )
كانت تقف "قمر" في شرفتها رافعة رأسها لـ السماء
تملىء رئتيها بالهواء النقي
بينما هو كان يتابعها وعلى ثغره إبتسامه خفيفه
وقف وقال بخفوت
-أنا آسف ماكنتش أقصد
انتفضت ماأن سمعت صوته الهادي يتحدث
تمتمت بالبسمله بهمس ثم نظرت له وتحدث بعتاب قائله
-حرام عليك باحسام خضتني
-أنا آسف مرتين
-مرتين ليه ؟
-مرة عشان خضيتك
-والتانيه ؟!
-عشان اللي حصلك ده بجد والله مش قصدي
أشارت بيدها ليتوقف عن الحديث وتتحدث هي قائله بجدية
-خلاص ياحسام حصل خير أنا مش زعلانه بس أرجوك بلاش مشاكل مع ولاد عمك أنا بتعب لما أشوف كده
كان يطرح على نفسه الكثير من الأسئلة
ما سر هذا التغير ؟ ولماذا لا تسُبه وتضربه كما كان يقول لنفسه؟؟
هل هذا مايطلقون عليه
(الاختصار أفضل اختيار )
ابتسم لها ثم مد يده بـ كوبٍ من الحليب الساخن وقال برجاء
-أتمنى متزعليش مني ويكون كوبية اللبن دي بداية صفحة جديدة
ماذا تفعل تأخذها من يده ؟ ام ترفض بطريقة مهذبة ؟
كانت تشعر بأن كُوب الحليب به شيء
ابتسم لها ماأن رأها تفكر في الأمر كثيرًا
قرب الكوب من شفته وارتشف منه القليل كي يأكد لها أن الحليب خالي من أي مواد مخدرة
ثم مد يده مره أخرى وقال بعتاب هذه المره
-عيب عليكِ أنتِ زيك زي عصمت واللي مااقبلوش على اختي مش ها اقبلوه عليكِ اتفضلي ولو لسه خايفه ادخلي اشربي جوا واقفلي على نفسك كويس
ابتسم له وهي تتناول منه كوب الحليب قائله بمزاح
-أصلاً أنت ماتقدرش تعمل لي حاجه ده أنا أقتلك فاكرني بنت كيوت ولاإيه ؟!!
-هههههههه ماشي ياعم الجامد على العموم بالهنا والشفا واسيبك بقى أتاخرت
سألته بفضول
-على إيه دي الساعه٧الصبح ؟!
أجابها بجديه
-عندي عملية
-أنت تعبان ؟عندك إيه؟!
-هههه إيه هترجعي كوبية اللبن ؟ لأ ياستي ماتخافيش
ثم أضاف وهو يعدل من ياقة قميصه قائلاً بغرور
-أحب أعرفك بنفسي أنا الدكتور حسام سليم النشار
أكبر جراح في مصر ولندن
ابتسمت له وقالت بعتذر
-سوري مش قصدي على العموم ربنا يقويك وأدي ياسيدي كوبية اللبن اللي مابحبهاش هااشرب منها حاجه بسيطة عشان تتأكد إن واثقة فيك
-لأااا كوبية اللبن دي أفضل عقاب ليكِ عشان تبطلي عصبية يالا أسيبك أنا دلوقتِ عشان فعليًا أتاخرت
سلام عليكم
-وعليكم السلام ربنا معاك
ذهب "حسام"من منزله الجديد وعلى ثغره إبتسامه خفيفة
فتح باب سيارته الفارهة كاد أن يدخل ولكن وقف ثم رفع عينه إليها وأشار بيده وتحدث بجديه
-وقفة ليه ؟ محتاجة حاجه ؟!!
هزت رأسها بالنفي قائله
-لأ شكرًا أنا داخله حالاً
ابتسم لها ثم أرتد نظارته الشمسيه واستقل السيارة
وقادها إلى المشفى التي يعمل بها .....!!
***************
(في مكتب زين النشار)
طرقت باب المكتب قبل أن تتدخل غرفة مكتبه
كانت تحمل بين يدها الكثير من الملفات وضعتها أمامه
وتحدثت بصوتٍ رقيق
-أتفضل يافندم دي كل الملفات اللي حضرتك طلبت توقعها قبل ماتمشي
نظر إلى الملفات ثم عاد بنظره إليها قائلاً بجدية
-إيه كل الملفات دي ؟بقولك إيه رجعي كُل حاجه مكانها تاني أنا تعبان جدًا وعايز أرتاح
-طب دي فاتورة وصلت انهاردة الصبح من المحلات دي وبيقولوا إن المقدم "تيّم " هو اللي باعتهم هنا أعمل إيه فيهم
-ولا حاجه وديها الحسابات وهما هايتصرفوا أنا هاروح وأي حد يسأل عليا قولي له إن في أجازة يالا تصبحي
على خير
تركها تركض خلفه وهي تهتف بـ إسمه حتى يعود لكي يوقع على الملفات
ولكن لن يصغى إليه ودلف المصعد الكهربائي
وعاد إلى منزل وجد شقيقه جالس على المقعد ينتظره
ويريد التحدث معه في أمور كثيرة
تركه وصعد الدرج بسرعه ولكن أوقفه وهو يقول بصوتٍ مرتفع
-سلمان اللي بتدور عليه وعايز تقتله لقيته
وقف ماأن أنهى الأخير جملته
نزل الدرج واتجه نحوه وقف أمامه وسأله بجديه
-فين وإمتى وإزاي عرفت مكانه ؟؟احكي لي كُل حاجه
-حاضر بس بشرط لو موافق ها قولك على كُل حاجه فورًا
***************
(في منزل سليم النشار )
كان يجلس على خلف مكتبه يباشر أعماله المتراكمة مُنذ فترة طويلة
بين اللحظه والأخرى ينفث دخان سيجارته السميكة الفارهة
مرر بإصبعه على "اللاب توب " بسرعة شديدة
ثم توقف بسرعه عند تلك الرساله التي وصلته مؤخرًا
ولم يطلع عليها حتى الآن
كان ينظر إليها بغضب وغيظ لايوصف
كيف تجرؤ أيها الوغد أن ترسل لي هذه الرساله
بالطبع والدك من فعل ذلك
ما دهاك يا "سليم"شقيق ذهب عن عالمنا مُنذ عامين !
ترى من دلك على مكاني ؟وكيف علمت أن هذا الحساب الخاص بي ؟!!
ليكن ماذا تفعل ؟ أنا الآن في مكانة مرموقة لا أحديستطيع الوصول إليها
وضع سيجارته في المطافئه وقام بفتح الرساله وعلى ثغره شبح إبتسامه ساخرة على رسالة إبن شقيقه
(عمي العزيز
عارف إنك بتضحك على كلمة عمي بس معلش ماهو غصب عنك وعني أنت عمي من غير كلام كتير عشان عارف لا أنا ولا أنت بنحبوا حقي هرجعه وأحب أعرفك إن أنا أكبر محامي في مصر أسأل عليا مافيش حد مسكة قضيته وخسارتها
أنت قضيتي مش معقول أبدًا أخسرها هربت 25 سنة أظن كفايه عليك كده أستعد للضربه الأولى
زين سالم النشار )
قهقه بشدة بعد أن انتهى من قرءاة الرسالة ثم
زاح بيده كُل شيء من على سطح المكتب
بغضب وغيظ شديد
ثم أمسك بـ كأس من الماء وضمه أنامله عليه وهو يقول بتحدى
-أنا ها أعرفك مين هو "سليم النشار "
-وهاأكسرك زي الكوبية دي بالظبط ....!!
أنهى حديثه وهو يلقي بـ كأس الماء أرضًا ثم ضغط عليه بقدمه حتى تفتت الزجاج إلى أجزاء صغيرة جدًا
هذا هو "سليم عصمت النشار " رجل لايعرف الرحم
رجل كُل مايعرفه هو حب المال والسلطة والنفوذ
على أتم الأستعداد أن يقتل ويحرق ويسرق حتى يصل إلى مايريد ..!
ليحدث مايحدث لايهم ...!
*******************
(في منزل سليم محمد النشار)
كانت تجلس على فخذيه تُدعب ياقة قميصه بـ دلال
قائله
-هو نصيب سلمان هايتكتب بإسم مين؟
-بإسمي بتسألي ليه؟!
تنحنحت وهي تجلس بجانبه على الأريكه وقالت بحزن مصطنع
-إخس عليك وأنا اللي قلت إنك هاتكتب لي نص ثروته
-نعععععم نص ثروته ليـــه ؟!عايزة تاخدي لوحدك 10مليون جينه ليه إن شاءالله كُنتِ مين ؟؟
وقفت وهي تضع يدها في خصرها قائله بغضب واضح
-كُنت السبب ياحبيبِ في الخير والنعيم ده كله
-لو كُنت نسيت أفكرك
-فاكر ومش عارف أنسى ومن ساعتها وأنا تعبان قوووي
مصمصت شفتيها بسخرية على زوجها وعلى ضعف شخصيته وتردده المستمر تجه شقيقه الأصغر
جلست بجانبه مرةٍ أخرى وهي تضع كفها على كتفه
وبالأخرى أمسكت ذقنه قائله بحزن مصطنع
-هو أنا يعني مش مراتك حبيبتك فيها إيه يعني لما أخد جزء بسيط من ثروة تمنها اكتر من 100مليون جنيه
-الكلام ده لو إحنا خدنا اللي لينا عند عمي ساعتها حق سلمان لوحده 20 مليون جنيه ويمكن أكتر
-طب اوعدني إن لما تاخد حقك من عمك هاتكتب حق سلمان بإسمي رسمي
-حاضر يا "منال " أنزلي بقى من على دماغي عايز اطمن على قمر
****************
(في معسكر الجيش )
ادخل
قالها "عثمان" وهو يضع الجريدة جنبًا
دلفت الغرفه وهي تفرك يدها في بعضهما البعض
ظلت واقفة مكانها تنتظر موافقته على إقامتها في غرفته لمدة يومان
نهض من على الفراش وهو ينظر إليها جيدًا
أشار بيده لتجلس على المقعد أمامه
تعجبت من معاملته الطبيه لها ماذا يريد
كادت تتحدث ولكن أشار بيده لتصمت قبل أن تتحدث
وقف من فوق مقعده متجه حيث البراد فتحها وقام بإخراج مكعبات من الثلج ثم عاد إليها مرة أخرى
وقام بوضعه على وجهه عادت برأسها للخلف
وهي تحدث نفسها بتعجب
-هو ماله ده ؟!
قاطع حديث نفسها وقال بخفوت
-ماليش بس أنا لما بتعصب بكون واحد تاني خااااالص
بلعت ريقها وهي تنظر إليه صمتت لبرهه ثم قالت بتلعثم
-أنا أنا
قاطعها قائلاً
-أنا عايز أعرف أنت حكايتك بالظبط ؟!!
-مافيش حكايه أصلاً يافندم أنا زي أي شاب
-بس كده؟!!
قالت بكذب
-اه بس كده ..!!!
أغتاظ من برودها الزائد ضم قبضة يده ليكظم غيظه
الشديد
بينما هي اغمضت عيناها بشدة خوفًا من ردة فعله
وقف من فوق مقعده مره أخرى وهو يتحدث بجديه مصطنع قائلاً
-قوم نام قوووم
-حاضر
اتجهت نحو الفراش أخذت وسادة صغيرة ثم قامت بوضعها على الأرض مددت جسدها وقامت بسحب الشرشف عليها بإحكام
سألها عثمان بجديه مصطنعه
-بتعمل إيه أنت هتنام على الأرض ؟
-عادي يافندم مش مشكلة
اصطنع الغضب لـ يصل إلى مايريد
هتف بصوت أجش
-قلت قوم نام على السريررررر
انتفضت "عصمت " من صوته الغاضب قامت من على الأرض ومددت جسدها المتعب على الفراش
وجدته فك ازارر قميصه وقام بخلعه ثم ألقى به أرضًا
وضعت يدها على عيناها وهي تحاول كتم شهقاتها
نظر إليها وقال بخبث
-أنت هاتنام بهدومك اقلعها الدنيا حر
سحبت الشرشف على جسدها قالت بفزع
-طلبت مني أنام على السرير وقلت ماشي إنما أقلع لأااا
أنت ماعندكش أخوات بنات ولاإيه ؟!!!
ضرب كف على الآخر وقال بتعجب
-أنت مالك ومال عندي أخوات ولالأ أنا بقولك الدنيا حر
-بس أنا بردانة قصدي بردان تصبح على خير