(في بهو فيلا عصمت النشار )
دلف منزلها للمرة الأولى لايعرف ماالذي ينتظره بالداخل جلس على المقعد
ربت شقيقها "حازم "فخذه قائلا بود
-منور ياسلمان
ابتسم له وقال
-دا نورك
-لأ حقيقي منور
قالها "جاسر" وهو يربت على فخذه الأخرى بود
هتف بداخله وهو يكظم غيظه بين أسنانه قائلاً بهمس
-إيه المتخلف دا ؟!
ثم تحدث بصوتٍ عالِ
-دا نورك إنت ياحبيبي ههه فين عصمت ؟!
-جايه حالا
سأله "حازم" قائلاً بجدية
-بس إيه رأيك في الجيش وتدريباته جميله مش كدا ؟
كز على أسنانه وتحدث بغيظ شديد
-جميله ونبي إنت ال جميل وقمصيك جميل فسكوز دا ياببلاوي ؟
بس انا مش ببلاوي
ولا انا اسمعلاوي ههههههههه
ثم وقف من فوق المقعد قائلاً بنفاذ صبر من تلك العائلة المجنونه
-فين عصممممت ؟؟؟!!!
وقف "حازم" من فوق المقعد وهو ينظر في ساعه معصمه قائلاً بجدية
-زمانها جاية معلش مضطر اسيبك عندي إجتماع دلوقتِ مع السلامة خلينا نشوفك
-أكيد إن شاءالله
بينما كان "جاسر"يضع ساق فوق الاخرى وتحدث بنبرة حائرة قائلاً
-قولي بقى علمت عصمت الطبخ ازاااي؟!! دي ماكنتش بتعرف تقلي بيضه !!!
-أنت أكيد ساحر
-وهاسحرك أنت كمان لو عصمت ماطلعتش دلوقتِ أنا الصبح ببقى سلمان
-وبليل ببقى واحد من خدم الجاااااان
ااااااااااااه
قالها"جاسر" وهو يفر هاربًا منه ماأن رأى الغضب والشر يتطاير من عيناه
بينما هو حدث نفسه بهمس
-ايه ده هو جري ليه ؟!هو انا عملت حاجه ده أنا حتى واد كيوت وفى اي مكان بفوت
-هههههههههههههههه هههههههههههه سكر ياض ياسلمان
إيه إحترم نفسك أنت عند ناس غريبه أو شبه مجانين
وضع يده في جيب بنطاله وسار في الغرفة بخطوات بسيطة
ينظر هنا وهناك
حتى وقف أمام صورة فوتوغرافية للعائلة كانت موضوعة على المدفأة
دقق النظر فيها حرك رأيه بعدم استيعاب وراح يقول بغضب مكتوم
-عمي سليم !! يعني عصمت بنت عمي
ثم أضاف لحديثه متسائلاً
-طب ليه كدبت عليا ليه عملت كل دا كانت عاوزة توصل لاإيه يااااااه معقول بعد كل السنين كلها يرجع الحق لاصحابه طب ليه جبتني هنا وعي عارفة أنا ولا يكون دي مجرد لعبه من عصمت عشان تساعد أبوها في إنه يتخلص مني ؟!!
ختم حديثه قائلاًبشرود
-أنا مش لازم أعرف عصمت إن عرفت حاجه ولازم أفضل زي مانا عشان أشوفها عاوزة توصل لأيه ؟!!
وصلت عصمت إلى غرفة الصالون وقفت على باب الغرفة وعلى ثغرها إبتسامة رقيقة هتفت بقلبها قبل شفتيها
-سلمان
بلع مرارته بغصه ثم استدار لها وعلى ثغره إبتسامة مزيفة قائلاً بمزاح
أفنددددم
قالها "سلمان"بطريقة والده الذي ورثها عنه
تسمرت الجدة في مكانها شعرت بأن كُل شيء عاد من جديد
لايمكن أن يكون هذا سلمان ؟!!
إذا دخلت الغرفة سوف يتعرف علي بالطبع يتذكر قسمات وجهي المعجدة
ماذا أفعل لـ أتأكد أن هو سلمان النشار
إذا وجهت "عصمت" بالطبع سوف تنكر أن هو سلمان النشار وتبرر أن ماحدث ماهو إلا تشابه أسماء ...!!!
يجب أن أعود من حيث أتيت وأفكر جيدًا كيف أتأكد من أن الماثل أمامي هو "سلمان محمد عصمت النشار"
فاقت على يد "عصمت " وهي تقترب منها قائلة بهمس
-تيتا تعالي أدخلي سلمان عايز يتعرف عليكِ
ربتت على يدها بحنو قائلة بحزن
-معلش ياعصمت هاروح اصلي المغرب وأرجع تاني
أشارت عصمت إلى إحدى الخدمات قائلة بحزن
-معلش مش مهم ياتيتا إحنا هانخرج شوية عندنا فرح واحد أخو واحد زميلنا ولازم نحضره مرة تانيه إن شاء الله
-يكون أفضل سلمي عليه وقولي له إن تيتا نفسها تشوفك وقريب قووووي هاتشوفك
لم تعد "عصمت"تفهم شيء دلفت غرفة الصالون صافحته ثم قادته إلى باب الفيلا وهي تتحدث بهمس
-يالا عشان هاموت وأشوف فرح الشباب شكله إيه ؟
كز على أسنانه بغيظ شديد كظم غيظه بصعوبة بالغة
وتحدث
وهو يضع يده في جيب سرواله قائلاً بغرور
-أحب أعرفك العبد لله مايدخلش مكان غير ويحط بصمته -في لذلك قررت الآتي تعملي نفسك عميا وخرسه وطرشه ف
-عشان أنتِ داخله قعدة شباب يعني هاتشوفي بلاوي وحاجات سوداء سعادتك
-ههههههههههههه حاضر ها حاول بس بشرط
-إيه هو ؟!
وقفت وهي تضع يدها أمام صدرها قائلة بعناد
-مش هاروح الفرح قبل ماعرف بيتك فين أو على الأقل عنوان بيتك ياسيدي
ابتسم لها ثم قال بسخرية واضحة
-بصراحه مش حابب لأنه مش من مقامك
قاطعته قائلة بصدق
-إخس عليك ياسلمان هو في فرق بِنَا ؟ طب إيه رأيك بقى وبالعند فيك هاروح يعني هاروح هااا....!
**************
(في منزل النشار القديم )
جلست في شرفتها تنظر في السماء تشكو لها
لماذا غابت النجوم عن سمائها
لاتريد كُل هذه النجوم هي تريد نجم واحد يضئ سمائها هي ..!!!
كانت تبعث في خصلاتها المنسدلة أمام صدرها
بشرود فاقت منه على صوته الرقيق قائلاً
-عارف إنك ها تقولي إن فضولي بس بصراحه مابحسش ده غير معاكِ ؟!!
ابتسمت له ثم نهضت من على الأريكه وتحدثت بجدية مصطنع قائلة
-اعتبرها معاكسه ؟
-عايزة الصراحة ؟
-اممم ياريت
-هي مش معاكسه هو ال في قلبي بس لو هاتعتبري معاكسه يبقى اوك
-هههههههههه ماشي يادكتور
سألها بفضول
-كُنتِ بتفكري في مين ؟!
أجابته بتلقائية دون أن تشعر
-سلمان قلقانة عليه
بينما هو ابتسم لها وقال بعتاب
-كُنت واثق إن إنك مع سلمان مش ضده
ترددت الكلمات من بين شفتيها حاولت أن تتحدث ولكن شعرت بأن حنجرتها أصيبت بالشلل
كادت تتحدث ولكن قاطعها وهو يضع بينهما القرآن الكريم ثم وضع يده عليه وتحدث بصدق قائلاً
-اقسم لك باايات الله إن مافي أي نية للغدر من ناحية سلمان لاكانت ولاهاتكون
-وأنا مصدقة كلامك يا "حسام"
بس اعذرني ده أخويا ال طلعت بي من الدنيا طبيعي أخاف عليه إذا كان إخواته غدروا بي الغريب مش هايغدر ؟!!
-بس أنا مش غريب أنا جيت هنا بعد ماعملت خناقة مع بابا سلمان أحد أسبابها
-ازاي يعني
-من غير ماندخل في تفاصيل كتير مالهاش لازم إحنا لازم نقف جنب سلمان وبكل الطرق
نظرت "قمر " إلى "حسام" وجدته يبسط يده لتضع هي يدها في يده قائلة بسعادة
-اتفقنا
لن تنكر "قمر " أن عرض "حسام" جاء في وقته تمامًا
كانت تبحث عن من يساعدها حتى تخرج أخيها من البئر الذي وقع فيه إلى بر الأمان
****************
(في حفل الزفاف )
كانت تقف بجانبه محاولة بشتى الطرق أن تجعله يصمت ويكف ثرثرة لمدة دقيقة واحدة
ولكن كيف هو شاب يقف بين شباب و من يجب عليه الإبتعاد هي .....!!!!
تنهدت بنفاذ صبر ثم تركت ذراعه وهي تمتم بكلمات غير مفهومة
جلست على تلك الصخرة المقابلة لصفحة البحر التي تعكس ضوء القمر. ياله من مكانٍ رائع يتغزل فيه الشعراء
كانت تتذكر حديثه دائمًا الساخر على كل شيء
جلس بجانبها وهو يتحدث بخبث
-أول مرة أعرف إن في ست حظها يكون حلو قوى كدا
ابتسمت له بمرارة وراحت تقول بحزن
-يبقى أكيد الست دي مش أنا ياعثمان باشا
أغتاظ منها ومن برودها
كز على أسنانه ليكظم غيظه الشديد قائلاً بصوتٍ غاضب
-نععععم ياختي عليا أنا يابت ؟!!!
-إنت عايز إيه بالظبط ؟!!
-عايز
قاطعته ضاربت الودع كما تطلق على نفسها
جلست أمامهما وتحدثت بجدية وعمليه قائلة
-ابين الودع واشوف البخت يالا يا بيه آرمي بياضك
أشار بيده كي تكف عن ثرثرتها قائلاً بجدية
-حظي وعارفه مش عايز أعرف أكتر
-ماتكسفش يدي وشوش الودع يالا يابيه
اعترض للمرة الثانية وهو يقول برجاء
-أرجوكِ مش عايز أعرف حاجه شوفي غيري
جثا "سلمان" على ركبته وهو يمسك بالقواقع قائلاً بسخرية
-تعالي ياحاجه يمكن الحظ يتعدل على ايدك
ثم أضاف بحزن
-ونعرف المستخبي لينا إيه ؟
ابتسمت "عصمت " على حديثه الساخر
ظلت تتابع حديث تلك الغجرية عن حياته القادمه
-شفت كتير في حياتك ولسه زي ماإنت صح ؟
أومأ برأسه بالإيجاب قائلاً
-صح
-الحب ماعرفش جلبك (قلبك) بس بتعشق البنات صح ؟
-هههههه أكبر صح
-كل حاجه هاترجع زي ماكان بس هاتخسر ناس غالية عليك ماتزعلش على ال راح وخلي بالك من ال جاي
أصله محتاج واحد جامد عشان يقف في وش التيار
-حقك ضاع مع ظَالِم بس مهما طال ليل الظلم مسيره يروح ويطلع نهار وحق المظلوم يعود صح ؟
شعر "سلمان" بقلبه يتمزق ماأن أنهت تلك الأخيرة كلماتها ابتسم بطرف فمه وراح يقول بحزن
-صح
تنحنحت "عصمت" وهي تمسك بالقواقع قائلة برجاء
-أنا عايزة أعرف حظي قصدي عايز بس عشان خاطري بلاش نكد
-وشوشي الودع وقولي يافالي قول ال في بالي
فعلت "عصمت" ماأمرتها به تلك الغجرية
نظرت الغجرية لها وقالت بعملية
-عايش حياه مش ليكِ مش عارف ترضي مين وتزعلي مين صح ؟
-صح
-الحب عمره ماعرف بابك بس هايعرف وهايكون هو سبب عذابك
نظرت "عصمت " إلى "سلمان " ثم عادت بنظرها إلى الغجرية وسألتها بتوتر قائلة
-يعني إيه ؟!
-يعني قلبك هايكون ليها وعقلك هايكون فيها وجسمك هايكون بعيد عنها الحب هو سبب عذابكم ويمكن يكون سبب فراقكم لو جه الحب دا أمسك في وأوعي تتنازل عنه دا حبك الأول والأخير حتى لو وقف في الف واحد شرير
أشارت بيدها وهي تلملم القواقع قائلة بحزن
-معلش ياابني كان نفسي افرحك بس الودع بيقول غير كدا
ابتسم "عثمان"وقال بخبث
-لأنها الحقيقة ..!
وقفت الغجرية من على الأرض وهي تتحدث بجدية وعملية قائلة
-الحب هو سبب عذابك ويمكن يكون بداية حياة جديدة
ماحدش عارف أنا قلت ال شايفة قدمييا ابني
ذهبت الغجرية بعد أن وضعت الخوف والشك في قلوبهم
هذه فرصة لاتعوض يا عثمان أضرب ضربتك الآن قبل أن يذهب "سلمان "
-ياترى الكلام ال الغجرية قالته ده مغزه ولا بتاعت كلام وخلاص ؟!
سأله سلمان بشك
-تقصد إيه؟!
أجابه بمكر وهو يدور حول عصمت قائلاً
-قصدي إن في لعبة لذيذة وعجباني وعايزك إنت كمان تلعب بس لازم تعرف مين معاك ومين عليك !!
-هو أنا ليه حاسس في طريقة كلامك اليومين دول في الغاز كتير كده ؟؟
-أصل دا شرط اللاعب هههههههه عن إذنك
تركه "عثمان" بعد أن زرع الشك بـ قلبه أكثر
أغتاظ"سلمان" من حديثه الغامض ظل يسُبه سبابٍ لاذعًا يريد أن يعرف مالذي يدور من حول من الذي يطعنه أول طعنه وكم طعنه تكفيهم حتى يقع سلمان
تنهد بعمق
ثم قام بإشعال لفافة تبغ وهو يزفر بحنق ثم نظر إلى عصمت وتحدث بضيق قائلاً
-هو ليه بيتكلم كدا وعايز يوصل لاإيه وأنتِ معايا
قبض على ذراعها وقال بغضب ردي عليا ساكتة ليه ؟
تاواهت أثر قبضته هتفت بصراخ وهي تقول بصوتٍ مرتفع قائلة ...!!!!