لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 13 - العشق المُر


     *****************

    قبض على ذراعها وقال بغضب

    -هو يعرف إيه أنا مش عارفه ؟؟!

    صاحت بوجهه قائلة بصراخ

    -مش عارفة يا سلمان مش عارفة بتسألني أنا ليه ؟؟ أنا تعبت تعبت كله جاي عليا وأنا المفروض إن اسكت وأنفذ -وبسسسسس ماحدش فكر لمدة دقيقة واحدة أنا عايزة إيه ؟؟؟؟!

    -كل واحد بيقول عصمت قوية هاتستحمل

    -ماحدش فكر إن القوي ده هايجي عليه يوم و يقع بس وقعته مش سهلة لا عليه ولا ال قدمه ...!

    كففت دموعها وهي تنظر إلى "عثمان" ثم عادت بنظرها إلى "سلمان وقالت بقهر

    -أسمع ياسلمان عثمان عنده حق في كُل كلمة قالها

    -إحنا في لعبه وإنت في اللعبة دي غصب عنك زي بالظبط كُل ال اقدر أقوله هو إن أنا معاك وهافضل معاك لحد آخر لحظة في عمري عن إذنك عشان اتأخرت

    تركته يهتف بإسمها كثيرًا تركته يهشم كوب العصير في كفه

    كان حائر بين حديثها وحديث "عثمان" الذي يريد أن يكشف له شئيًا لايعرف أو يتمنى ذلك

    تمنى أن مايدور برأسه تكون مجرد أوهام سراب يلاحقه

    ولكن كيف وهو رأى عمه بعينه في صورة عائلية

    تنهد بقوة شديدة ليملئ رئتيه بالهواء النقي

    عاد إلى منزله الصغير وقرر أن في مساء اليوم التالي يجب عليه المواجهة غير المباشرة

    ***************

    (في منزل عصمت النشار)

    في مساء اليوم التالي كان يجلس في غرفة الصالون

    ينتظرها يريد الإعتذار منها هذا ماتعرفه عصمت ولكن هو يريد رؤية الجدة حتى وإن هذا سيكلفه حياته قرر أنا يتعامل مع الجميع بود وحب حتى يراها

    ظل يناجي ربه أن تأتي الجدة كما وعدته من قبل شاح بوجهه نحوه نافذة الغرفة

    في ذات اللحظة التي قررت الجدة الجلوس معه لتتأكد من حقيقة الأمر

    دلفت غرفة الصالون بمساعدة إحدى الخدمات بعد أن أعلنت عن قدومها

    هتف "سلمان" بخفوت

    -تيتا

    ابتسمت الجدة على ذكائه الذي اعتادت عليه

    تعرف عليها ولكن فضلت الصمت لتتأكد هي منه عن والده المسافر والذي فضل سفره عن والدته

    هتفت بحنو قائلة

    -بتشبه عليا صح ؟

    تنحنح وقال بعتذار

    -احم أسف أصل حضرتك شبه تيتا قوي

    -وأسف ليه ؟ اعتبرني هي ولا أنا مش قد المقام

    -لأ ازاي ياخبر أكيد طبعًا

    أشارت بيدها على المقعد قائلة بمزاح

    -طب قاعد بعيد ليه قرب ده حتى القرب حلو

    -عندك حق والله

    جلس على المقعد مقابلتها وقال بشوقٍ

    -تعرفي يمكن أغلط في اي حاجه في الدنيا لكن اني أغلط في تيتا ده مستحيل بصراحة

    ثم أضاف بحنو

    حضرتك شبهاه قوووووي

    فعلاً يخلق من الشبه أربعين !!!

    ابتسمت له وهي تسبح في المسبحه بهمس هزت رأسها قائلة بنبره حانيه

    -عندك حق ثم أضافت بجدية مصطنعه

    -معلش هي كدا طول عمرها تتأخر عن مواعيدها

    ابتسم لها وتحدث بمزاح

    -مش مشكله هو أنا واريا شغل غيرها

    ردت مازحه

    -طب تعال وريني وشك كدا يمكن تعجبني واتجوزك

    -ياخبر وأنا اطول واحدة بجمالك تتكرم وتتجوزني

    قالها وهو يقترب منها بشده

    جثا على ركبته مقابلتها

    ظلت تحسس برفق هي ذات العينين الواسعتان

    نفسها الأنف الصغيرة

    وماذا عن الشفتان الغليظتان بعض الشيء

    الفراق الوحيد الذي يفصل بينهما هو الشارب

    ليس لديه شارب كـ والده ولكن لم يكن هذا كافٍ لتتأكد

    تردد الابتسامه على شفتيها ومازحته بحديثها

    -شكلك حلو أنا صحيح مش بشوف لكن شفتك بقلبي وايدي.

    وقلبي عمره مايكدب قولي إنت حلو لمين لـ باباك ولا مامتك

    ضحك وتحدث بمزاح

    -لا لسيد الوالد الله يرحمه

    شهقت وهي تضع يدها على صدرها قائلة بوجع

    -حبيببي يابني ابوك مااات إمتى ؟!!

    كاد يكمل حديثه وهو متعجب من ردة فعلها

    هي لم تعلم أن والدي توفى ام تصطنع عدم المعرفة

    قاطعتها وتحدثت بجدية مصطنعة

    -الله الله ياسلام على الحب كل دا يحصل من ورايا

    امسكتها من معصمها وهي تحاول الوقوف قائلة بصوت محشرج

    -خُدي وامشي من هنا

    صدم"سلمان" من حديثها ماذا فعل لتطرده هكذا ؟!

    ترى تخشى علي من ابنها ام العكس صحيح

    بينما هي نظرت له نظرة ذات معنى وهي تتحدث بهمس

    -عملت لها ايه ؟؟!!

    -ابدا كنت بهزار وفجأة قالت كدا

    صاحت الجد بصوت بحده

    -قلت خُدي وامشي هنا حالاااا

    -وإنت ياابني أوعى تفكر تتدخل البيت ده تااااااني


    ذهب بعد أن شعر بـ الحرج الشديد ولكن قبل أن يذهب نظر إليه تمنى أن يچثو على ركبته ويقبل يدها

    تمنى أن مايدور برأسه خطأ وأن ماتفعله الجدة خوفًا عليه وليس منه تنحنح وتحدث بصوتٍ خفيض

    أنا أسف لو زعلتلك فى حاجه من غير قصد وفعلا آخر مره هاادخل البيت دا

    هرعت وهى تعاتب جدتها بشده

    -ليه كدا بس أهو زعل أنتِ عمرك ماعملتِ كدا مع حد -تقومي تعملي معاه هو ؟! وأنتِ عارفة هو إيه بالنسبالي

    -عن إذنك الحقوا قبل مايبعد عن هنا

    تركتها تحدث نفسها بحزن وقهر

    ياريتها تيجي على تطرده من البيت مش الدنيا زي ابوه

    اااه ياقلبي إبني مات وأنا مش عارفة اااه

    كففت دموعها ثم نهضت من مكانها وهي تستند على أحدالمقاعد لتخرج من باب الغرفة

    هرع "حسام" ماأن رأها تسقط أرضًا

    ضغطت على يده وهي تقول بنبرة محشرجه

    -هات ابوك دلوقتِ يا حسام

    -في بس يا تيتا ؟!

    -عايزة ابوووووك هاتوا اااااه

    -أهدي بس وقول لي في إيه ؟

    -سلمان

    -ماله؟!

    -كان هنا وقال إن ابوه مات مش مسافر زي ماابوك كدب عليااااا

    -سلمان كان هنا إزاي وعرف منين ؟!!

    -سلمان كان مع أختك ي الجيش سلمان لسه خارج من هنا أنا طردته من هنااااا

    ترك يدها وهرع نحو باب المنزل كاد أن يرطدم ولكن حافظ على توازنه

    اتجه خارج الفيلا حيث المكان الذي يقف فيه "سلمان"

    تسمرت قدماه في الأرض كان يتابعه من على بُعد

    بينما هي كانت تحاول تهدئته ولكن فشلت

    اقترب "حسام" منه شيئًا فشيئا

    هتف بشوقٍ غامر

    -سلمان ؟

    نظر إليه "سلمان" بتعجب وراح يقول بسخرية

    -ياترى أنت مين فيهم ؟ حازم ولا جاسر ولا حسام

    ضرب جبهته قائلاً بسخريه

    -إيه الغباء دا أنا شفت جاسر وحازم يبقى أنت أكيد حسام اه إنت الدكتور ال قالت عليه قمر

    -أرجوك يا سلمان أنا عايزك تفهم إن معاك مش ضدك

    -ضدي هي دي اللعبة ال كان يقصدها عثمان ؟!

    -ردي يا عصمت هي دي اللعبه ال كان بيتكلم عليها

    هذه هي لحظة الإنفجار كانت في موقف لا تحسد عليه

    تمنت الموت في هذه اللحظة تمنت أن تكون فتاة أخرى

    اغمضت عيناها الغارقة في الدموع

    وتحدثت بصراخ قائلة

    -اه يا سلمان هي دي اللعبة ايوة هو عارف كُل حاجه

    ولو كُنت نسيت أنا قلتلك إيه ساعتها أفكرك قلت إنك في لعبة بس أنا معاك مش ضدك وهافضل معاك لحد النهاية

    سألها بحزن وقهر قائلًا

    -اي نهاية ؟

    أجابته بنبرة محشرجه

    -حقك ياسلمان حقك ال راح زمان حقك ال راح من 25سنه هايرجع تاني وزي ماكُنت السبب في ضياع حقك زمان هاكون بردو السبب إنه يرجع

    بلع مرارته وهو يبتسم بطرف فمه قائلاً بحزن

    -وأنا مش عايز الحق دا ولاعايز اشوفك تاني أنا اتنازلت عن حقي مرتين ودلوقتِ هاتنازل عنه ومش عايز اي حاجه تفكرني بيكم ابعدوا عني زي أنا مابعدت عنكم

    أوقفه حسام وهو يقبض على ذراعه بغضب شديد

    -مش بمزاجك على فكرة مش هاتبعد أنا سبت البيت ده عشانك

    نظر له بسخرية قائلاً

    -عشاني أنا ؟!

    -ايوة عشانك أنت عشان أرجع حقك أنا مش هاسيب حقك ياسلمان

    نزع يده من يد "حسام " قائلاً بصراخ

    -وأنا متنازل عنه مش عايزه ومش عايزك

    ثم نظر لها وقال بـ حزن

    -ولاعايزك يا عصمت أنا متنازل عنكم كلكم وعشان خاطر العيش والملح ال كلتوا أنا وأنتِ مش هابلغ عنك الشرطه بس ماتختبريش صبري لإن أنا مش صبور على الظلم خلص الكلام سلام ........!!!!!

    ******************

    ( في منزل سليم محمد النشار )

    وضع فنجان القهوة على المنضدة الصغيرة ثم نظر إلى "سليم" وتحدث بجدية قائلاً

    -والله يا سليم ده ال عندي ،أنت عندك حل تاني ؟!

    تنهد سليم وراح يقول بتوتر

    -بصراحة لأ بس بس أكيد سلمان مش هايوافق على الرغم إنه مابيحبش عمه لكن مستحيل يسلم بنته تسليم أهالي وبعدين مين قالك إن سلمان عرف إن عصمت معاه في الجيش ؟ وكمان إزاييدخلوا مع بعض وفِي فرق ٥سنين ؟!!!

    أشعل "زين" لفافة تبغ ثم نفث دخانها بهدوء شديد

    وهو ينظر إلى "سليم" الذي يجفف حبات العرق من على جبهته

    وتحدث بغيظ وغضب مكتوم

    -ياابني افهم بقى أنا زين النشار يعني مابسبش حاجه للظروف

    -أنا عارف إنها دخلت الجيش وعارف كل خطوة خطيتها جوا الجيش وبرا الجيش +إن ال قال على إن سلمان هايدخل الجيش أخوك سالم وهو ال كلم ناس صاحبه عشان سلمان الجيش وتحديداً مع عصمت من الاخر كدا كنّا عارفين دبة النملة ومظبطين كل حاجه يعنى أنا

    -عارف كُل حاجه لحد اللحظة ال عرف فيها سلمان الحقيقة وهنا بقى هنتحرك

    سأله بعد فهم

    -هانعمل إيه ؟

    أجابه وهو يقترب منه قائلاً بخبث

    -هاتجوز قمر أختك وعصمت بنت عمك هههههههههه

    فرغ فمه من هول الصدمة لم يعد يفهم شيئًا من حديثه

    حركه رأسه حركة بلامعنى وقال بغباء

    -أنت بتتكلم جد ازاي يعني ؟!!!!!

    -هاقولك ازاي .......!!

    ***************

    (في غرفة سلمان النشار)

    كان في قمة في الغضب

    ظل يهشم كُل شيء يقابله كان الغضب يسيطر عليه بطريقة غاية في الصعوبة

    كان كُل ما يردده

    -كلكم كدابين كلكم خاينين كلاب كلكم كلااااااااب

    قاطع حديثه الغاضب طرقات خفيفة على باب الغرفة

    توقف عن مايفعله ثم اتجه إلى باب الغرفة فاتحها وتحدث بين انفاسه اللاهثة قائلاً

    -زين عايز إيه ؟!

    وضع زين يده على صدر "سلمان" ودخل الغرفة

    وهو ينظر إلى غرفته المهشمه ثم عاد بنظر إلى إبن عمه

    وقال بخبث

    -تؤتؤتؤ صدقني يا سلمان مافيش واحدة ست في الدنيا دي كلها تستاهل تزعل عليها

    أشار بسبابته قائلاًبتحذير

    -امشي من هنا يازين أنا اتنازلت عن كُل عشانكم وحلفت مليون مرة إن مليش ذنب في موت عمي وإنت عارف وأنا عارف أبوك مات بسبب مين وأنا بعدت وعشت راضي بحياتي فجأة وبدون مقدمات كلكم تقرروا تدخلوها تاني ليــــه ؟

    أجابه بصراخ وهو يدفعه في صدره قائلاً

    -عشان أنا ما خرجتش منها أصلاً ياسلمان لو هما عملوا كده يبقى دي حاجه ترجع لهم لكن أنا لأ ومليون لأ كمان

    ثم أضاف بـ إبتسامة خبيثه قائلاً

    -ثم أنا مش جاي نتكلم في ال فات أنا جاي أعمل معاك صفقة جديدة وامد أيدي بالسلام

    -وتثبت لي فيها حسن نيتك وأنك معانا مش ضدنا

    قطب حاجبيه قائلاً بتعجب

    -صفقة إيه ؟

    جلس "زين" على السرير وهو يزيل بيده ملابس سلمان قائلاً بتذكر

    -نسيت أقولك إني نسبتك وبقت جوز أختك قمر

    رمقه بعين رمقرة جعلته يتحدث بسخرية

    -بلاش البصة دي ياسلمان بتخوفني يا أخي انهاردة رغم كُل مشاغلي ورغم إن عريس جديد وانهاردة دخلتي على أختك من غير كتب كتاب جتلك عشان نعقد صفقتنا .!!!!

    هرع "سلمان " نحوه وهو يقبض عليه من ياقة قميصه

    وتحدث والشر والغضب يتطاير من عيناه قائلاً بغضب

    -لأاااااا كُلِّه الإ أختي فاااااااهم

    ثم لكمه بقوة جعله يسقط على السرير أثر لكمته

    مسح "زين" الدم من على فمه ليتفاجئ بلكمات متتالية

    كانت تحمل كُل الغضب وإلانتقام

    من تظن نفسك أيها الوغد لتسلب منها تاج رأسها

    من الذي اعطاك الحق لتفعل هذا الذنب العظيم

    دخل عليه الحراس الخاص لـ زين النشار

    أمسكوا به جيدًا وقف زين وهو يتحامل على نفسه ليظهر أمامه بالقوة والثبات

    وضع سبابته أمام عيناه وقال بجدية وهو يرفع هاتفه ليتحدث مع شقيقة سلمان قائلاً بحزن مصطنع

    -هاخليك تكلمها عشان تعرف إن ال يلعب مع زين النشار زي ال لعب بالنار

    -سلمااااااااان ألحقني ارجوووووك

    كانت هذه آخر كلمات قالتها "قمر " قبل أن يغلق زين هاتفه المحمول

    تركه يصراخ ويبكي على شقيقته التي ضاع حاضرها ومستقبلها والسبب في ذلك هو .!!

    من كشف حقيقة عمه وسرقة ميراث العائلة هو ..!!

    من كشف حقيقة عمه وحاول إنقذه هو ..!!!

    إذاً هو دائمًا أحد أسباب دمر أي شخص يقترب منه

    لذلك يجب عليه فراق هذه العائلة إلى الأبد قبل أن تأتي

    شقيقته وتحمله مالاطاقة به ..!

    اتجه إلى المرحاض أمسك بـ آلة الحلاقة

    ثم وضعها على يده وهو يبكي بقهر وحزن على هذا الذنب العظيم

    أغمض عيناه ثم قال بنبرة محشرجه

    -سامحيني يا قمر .....!!!

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال