لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 15 - العشق المُر


     *******************

    (في منزل زين النشار )

    هبط سلالم القبو بخفه وسرعة كان يحمل صنيه الطعام بين راحه يده وعلى ثغره إبتسامه خفيفه

    وضع يده على المقبض الحديدي ثم فتحه

    عقد حاجبيه بحزن مصطنع على حال عمه الجالس على المقعد مكبل بالأصفاد

    نظر حول يبحث عن مقعد وجده في نهاية الغرفه جره خلفه وهو يتمتم بين شفته بكلمات غايه في الوقاحه

    مما جعل "سليم" يبصق عليه ويلعنه ويلعن وقاحته

    اخرج "زين" منديل ورقي وجفف وجهه بتقزز

    ثم وقف من فوق مقعده ودار حول عمه وتحدث

    بكلمات غايه في الوقاحه

    ثم توقف وهو يضع يده على كتف عمه قائلاً بجدية

    -قلت إيه ياعمي العزيز ؟!!

    إبتسم على سخريته من كلمة (عمي العزيز )

    ثم هز رأسه يميناً ويساراً على طلب إبن أخيه

    كاد يتحدث ولكن قاطعه "زين" وهو يقوم بفتح الأصفاد

    ليريح يده ثم يضع أمامه منضدة صغيره عليه الطعام

    إبتسم له "زين"وتحدث وهو يتذوق الطعام قائلاً بسخرية

    -ماتخافش أنا مش عايز أقتلك أنا لسه محتاجك وبعدين

    في حد في الدنيا دي يقتل عمه ؟ ياراجل مد إيدك وقول بسمله

    نظر "سليم" إلى زين وهو يقوم بعمل تمرينات بسيطة ليديه المكبلة منذ يومين

    وسأله بحده

    -إنت عايز إيه بالظبط ؟

    وضع "زين " الملعقة على الطبق بهدوء ثم نظر إلى عمه

    وقال وهو يشعل لفافة تبغ

    -أنا مش عايز حاجه غير إن الحق يرجع لصحابه

    -ومين أصحابه بقى أنت ؟

    -لأ مش أنا لوحدي أنا وولاد عمي وعلى رأسهم سلمان

    ماأن أنهى الأخير حديثه دوت ضحكات "سليم" المكان

    حتى سعل ظل يضحك وتتبع ضحكاته سعال شديد أثر الدخان الذي يطلقه "زين" في وجهه بكل هدوء

    نظر "سليم" وتحدث بسخرية واضحه قائلاً

    -ياحنين وإنت بقى ملاك الرحمه ال بيرجع للناس حقوقها بقولك إيه إحنا مش هانعملهم على بعض قصر وهات من الأخر عايز كام وتسبني أطلع برا بلد

    -هههههههههههه يااااه ياعمي لسه زي ما أنت الفلوس هي رقم واحد في حياتك ماشي ياعمي نقول تاني عشان شكلك مش فاهم

    أنا عايز الحق يرجع لصحابه ها قلت إيه ؟

    ظل ينظر له في صمت كان في عرض إبن أخيه عرض غايه في الصعوبه يتنازل عن نصف ثروته مقابل حريته

    ياله من وغد ماذا يفعل ؟ يريد كل شيءولا يريد التنازل عن شيء

    حسناً لنتفق يا زين هذه المرة حتى أتمكن من حريتي ثم بعد ذلك سأرسلك إلى الجحيم دون تعب

    اتفقا سوياً على حل يرضي جميع الأطراف إلا "سليم"

    كان لا يتوقع غدر "زين" بهذه السرعه

    أرسله إلى الشرطه في (غمضه عين) كما يقولون

    ذجه في الحبس بطريقه غير ادميه بناءً على طلب "زين النشار"

    ظل يضرب بيده على باب الغرفه بغضب شديد

    وهو يردد بصوت جهوري

    -أنا سليم النشار بكرا هاخرج من هنا و تعرفوا أنا مييييين

    ***************

    (في منزل النشار القديم )

    جلس على حافه الفراش ينفث

    دخان سيجارته بهدوء يتعجب منه ،هو من بلغ الشرطة وهو جعلها تتعذب هكذا من الطبيعي أن يثور ويغضب ويدمر الغرفة و يقلب حالها رأسا على عقب ولكن حدث عكس ذلك هدوء عجيب لم يكن هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة كما يقولون ولكن هذه هزةحً خفيفه

    التي تسبق البركان قبل انفجاره بثوانٍ معدودة

    لا أحد يعلم من الذي ابلغ الشرطة

    فرغ آخر سحابة دخان عيمقة من فمه ثم أطفأها في المطفأة

    مد يده بملل ليجلب علبه السجائر فتحها وجدها فارغه

    زفر بحنق شديد ثم قبض عليها بقضبة يده وألقى بها أرضًا وهو يتمتم بكلماتٍ لاذعة يسُب فيها حظه

    نهض من على الفراش الذي لايفارقه منذ يومان

    لم يكن أمامه خيار آخر يجب عليه المواجهه مع عائلته

    ما أن فتح باب الغرفة وجد شقيقته

    تتجه نحوه قائلة بتعجب

    -مالك ياسلمان

    ابتسم لها وهو يحرك يده بخفه وسرعة على شعرها الطويل قائلاً بكذب محاول إخفاء الحقيقة التي جعلته يحتقر نفسه كثيرًا

    -مافيش حاجه يا قمر

    سار بعيدًا عنها قبل أن يفتضح أمره أمامها وتعلم إنه يكذب

    الوحيدة التي لا يستطيع الكذب عليها هي الوحيدة التي تحمل كل أسراره هي الوحيدة التي تعلم عنه كل خطوة يخطوها هي فمن الطبيعي عندما يكذب تعلم إنه كاذب

    لذلك قرر الهروب كي لاتستطيع معرفة الحقيقه

    دخل المطبخ يعد فنجان من القهوة وهو ينفث دخان من سيجارته الذي ابتاعها من المتجر الكامن أسفل منزله

    وضع القهوة على النار ووقف بجانبها

    وقف يتذكر تلك الليلة المشؤمه التي جعلته يلقي بـ ابنة عمه وحبيبته في السجن

    فلاش باااااك

    تنهد بملل وهو يدور حول للمرة المائه بعد الألف

    وضع يده على كتفه قائلاً بجدية

    -اسمع يا سلمان كتر كلام مابحبش هاتمضي وتخلصنا ولا تكتب كتابي على أختك ؟

    نظر إليه نظرات غضب وغيظ

    ابتسم له "زين" وهو يجلس على المقعد وهويضع ساقٍ على ساق ثم أشعل لفافة تبغ وفرغ سحابة دخان عميقة

    في سقف الغرفة ثم اخفض عينه إليه قائلاً بكذب

    -بهزر معاك ياسلمان إيه مابتهزرش ؟

    امضي التوكيل يا سلمان لو عايز تثبت حسن نيتك عن موت ابويا

    هز راْسه بسخريه قائلاً بغيظ مكتوم

    -هو أنت فاهم إن أنا ال قتلت ابوك عمي مات بالسكته القلبية يا بيه بسبب أ

    قاطعه وهشَّم زجاجه الماء في حائط الغرفة ثم وقف من فوق المقعده قائلاً بغضب مكتوم وهو يوجه سبابته في وجه "سلمان"

    -أنا صبرت عليك كتير ودا عكس طبيعتي امضي على التوكيل وأخلص

    -ولو قلت لأ ؟

    ابتسم له إبتسامة مزيفة تحمل كل الغضب والغيظ الذي يحمله وراح يقول بهدوء مصطنع

    -يبقى أحب أقولك إن قمر أختك هاتكون مراتي خلال ساعات وهايكون وكيلها أخوك "سليم"

    قاطعه بصراخ قائلاً بغضب

    -إنت بتقول إيـــــه ؟؟

    -ال سمعته يا سلمان هاتجوز أختك وإنت ساعتها مش هاتقدر تمنعني عشان هاتكون في السجن مش بس كدا لأ عصمت كمان هاتكون مراتي

    هاكسرك ياسلمان هاخليك تتمنى الموت ومش هاتعرف توصل له أنا عارف إن قمر نقطة ضعفك وهادوس عليها عشان أوجعك

    ثم أضاف بخبث

    -اما لو مضيت التوكيل وبلغت الشرطة هاتكون حافظت

    على أختك وحبيبتك أنا مش عايز غير إن الحق يرجع لصحابه يا سلمان

    سأله بسخرية

    -وإنت بقى ملاك الرحمة ؟

    -لأبس عايز حقي مش أكتر لخص وهات من الآخر التوكيل هايضمن لك اختك وحبيبتك

    -إنت بتقول حبيبتك حبيبتك وإنت مين قالك إنها حبيبتِ أنا أصلاً

    قاطعه وهو يشير بكفه قائلاً بصدق

    -لأحبيبتك ياسلمان مافيش حد يعمل ال عملته من أول يوم في الجيش لحد وقتنا هذا إلا إذا كانت حبيبته أسأل مجرب

    ابتسم له بسخرية قائلاً

    -وإنت بقى مجرب الحب ؟ ال زيك مستحيل يحب ولا يكون عنده قلب أنا لومنك أبعد عنها عشان أحافظ على شكلي قدمها

    ربت على ساقه بخفه وسرعة قائلاً بحزن محاول إخفائه

    -وأنا عملت بنصحتك وبعدت عنها يالا امضي وأكسب بدل ماتمضي وتخسر كل حاجه لأن في الحالتين هاتمضي يا إبن عمي

    شاح سلمان بوجهه بعيداً عنه ليفكر جيدًا قبل أن يوقع على الأوراق

    فتح "زين" الأصفاد وهو يتحدث بجدية قائلا

    -مابقاش قدمك اختيارات يا إبن عمي اتفضل امضي على التوكيل وبلغ الشرطة أو ...)

    باااااااك

    وضعت كفها على كتفه قائلة بتحذير وهي تغلق النار بسرعة شديدة

    -خلي بالك يا سلمان القهوة

    فاق من ذكرياته على نكزاتها الخفيفة تنحنح وهو يجلب قطعه من القماش لينظف من حوله

    قائلاً بعتذار

    -معلش يا صبا أنا هانضف كل حاجه

    أوقفته بسؤالها قائلة بحزن

    -وافقت ليه تسلمها يا سلمان زين مستحيل يسيبها تعدي كدا بالسهل

    نظر إليها بحزن ثم اخفض عينه على كوب القهوة وهو يسكبه بشرود وراح يقول بصدق

    -عارف إن كلكم فاهمين إن أنا غدرت بـ عصمت بس ربنا يعلم إن ال حصل في مصلحتها قبل مصلحة زين عن إذنك

    سألته بتعجب

    -هاتشرب القهوة من غير وش كده هايبقى طعمها مش حلو ؟

    ابتسم لها بمرارة وهو يرفع الكوب قائلاً بصوت خفيض

    -خدت على كدة خلاص أنا والمر بقنا اصحاب متشغليش بالك تصبحي على خير

    تركها تنظف المطبخ وهي تتذكر تحذير شقيقها لها

    فلاش بااااااك

    دلفت باب المنزل ثم صعدت الدرج بخطوات ثابته

    وصلت أمام غرفته وجدته ملقى على الأرض يتحسس مؤخرة رأسه بتأواه

    هرعت نحوه تساعد على الوقوف والجلوس على أقرب مقعد ثم ركضت نحو المرحاض وعادت بسرعة فائقة وبين راحة يدها علبه الإسعافات الأولية وقامت بتضميض جُرحه وهي تتحدث بفزع قائلاً

    -مين عمل فيك كدا ؟

    أجابها بغيظ مكتوم

    -وأنتِ مالك أنتِ

    ثم أضاف بسخرية

    -وأنتِ جاية هنا ليه إيه الفقر طلع وحش مش كدا ؟

    أجابته وهي تغلق علبة الإسعافات قائلة بنفاذ صبر

    -لأ مش كدا أنا جيت هنا بعد كلمتك وقلتلك إن قمر خرجت من المستشفى بسببك وبسبب ال عملته فيها

    أخوها طلع عنده ضمير كان ممكن يخلص حقه منك فيا

    قاطعها بصراخ وهو يقف من فوق مقعده بتعب واضح قائلاً

    -اخرســـي سلمان ماعملش كدا عشان خاف من ال هاعمله في هو و أخته

    ضربت بكفها على فخذيها قائلة بصراخ

    -حرااام كفاية بقى كفاية كلكم بتدورا على حاجه واحدة وهي الفلوس بقنا فريقين ، فريق شر وفريق خير

    مع إن لو اتجعمنا هانكون أفضل وأحسن ناس في الدنيا

    ليه بتعمل كدا يازين ؟ ليه ؟؟!!

    -عايزة تعرفي ليه ؟! عشان سلمان كان السبب في قتل ابوكِ

    قاطعته بحدة

    -لأ مش هو ابوك وقع ومات بالسكته القلبية والسبب أنا وأنت وأخواتك عارفينه كويس قوووووي

    فاكر ؟ لما سلمان قال إنه اتخانق معاه وكان يقتله فأكرر

    صاح بها وهو يضغط على ذراعها بغضب شديد

    بينما هي كانت تتأواه اثر مسكته القوية حاولت نزع يده من ذراعها ولكن هو كان يضغط على ذراعها أكثرٍ فـ أكثر

    وهو يحدق بعيناه البنيه التى احتضنت جهنم قائلاًبكذب

    -ماعرفش حاجه أنا كل ال أعرفه هو إن مات بسببه وطول ماهو مش عايز يثبت حسن نيته يبقى هو قاتل

    ضاقت عيناها وهي تنظر إليه بحزن شديد وتحدثت بنبرة محشرجه

    -أنت بقيت كدا ليه ؟ بقيت كدا ازاااااي مش أنت زين ال كُنت بفتخر بي وسط الناس أنت بقيت عاررر

    صفعها صفعه مدوية جعلتها تصمت تمامًا من هول الصدمه للمرة الأولى يصفعها للمرة الأولى ينهرها هكذا

    كتمت شهقاتها وهي تصغى إليه وهو يتحدث بتحذيرٍ واضح

    -أنا صبرت عليكِ كتير وكُنت بقول بكرا تعقل وتبطل التفكير الغلط دا لكن لا بكرا بيجي ولا أنتِ بتعقلي


    ذهب إلى "الخزانة" وقام بفتحها ثم قام بفتح الخزنة الموجودة بداخله وجذب منه ورقة وألقى بها في وجهها قائلاً بتحذير

    -امضي على التوكيل


    هزت رأسها بالنفي قائلة برجاء

    -لأ بلاش تعمل كدا يا زين بالله عليك بلاش كدا

    كظم غيظه بين أسنانه قائلاً بتحذير للمرة الأخيرة

    -اقسم بالله لو ما وقعتي يا صبا لتكون نهاية سلمان وعصمت ثم أضاف بحزن

    وقمررر على إيدي بس قبل دا كله كلهم هايعرفوا إنك بتنقلي اخبار قمر خطوة بخطوة لحد وصولها هنا الفيلا والباقي سلمان عارفه كويس

    قاطعته بصراخ قائلة بعدم تصديق

    -إنت كُنت بتسألني عشان تطمن عليا وماكنتش أعرف إن في نيتك غدر ليها

    رفع يده قائلاً بعدم اكتراث

    -أثبتى عكس كدا ...!!!

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال