لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 5 - العشق المُر


     **************

    لم يعد يفهم شئ من حديث "سراج الدين"

    الذي وقف من خلف مكتبه وجلس مقابلته قائلاً برجاء

    -أرجوك أفهم أنا عايز أقولك إيه ! مش من مصلحة حد أنه يعرف

    -طب ليه ؟ ممكن اعرف ؟

    -بختصار شديد في بينهم مشاكل ممكن توصل للدم علشان كدا بلاش إحنا نكون سببها أوعدني ياعثمان إن ماحدش يعرف بالموضوع ٠٠٠

    -حد زي مين يافندم ؟

    -اي حد مين ماكان يكون وأنا ،لما لقيت فى فرصه للكلام فى الموضوع هقولك ،أتفقنا ؟

    -أتفقنا عن إذن حضرتك

    خرج من غرفه مكتبه ويدور برأسه تساؤلات كثيرة ٠٠٠؟

    عاد إلى غرفته ليضع الملفات فى درج مكتبه

    ثم خرج مره ليكمل يومه المعتاد

    ***************

    (منزل سليم النشار)

    جلس سليم خلف مكتبه يوقع على الأوراق العالقه منذ سفره الدقائق تمر عليه كالساعات

    نظر فى هاتفه للمره المئه بعد الألف

    يزفر تاره ويسُب تاره والسبب تلك الحمقاء التي دمرت كل شئ فى ثوانٍ

    دلفت إليه زوجته لتجده يزفر ماإن رأها

    اغتاظت منه جلست مقابلته وتحدثت بغيظ مكتوم قائله

    -أنا نفسي أعرف أنت أيه مش خايف على بنتك ؟

    -بنتك هى اللي عملت كده فى نفسها ثم ماحدش قالها تروح لوحدها أنا كنت هروح معاها تشرب بقى من اللي هيحصل فيها

    -إنت فرحان فى بنتك ؟؟

    -لأ مش فرحان بس هى خرجت عن أوامري يبقى تستحمل ال هيحصل فيها أتفضلي سيبيني لوحدي يالااا

    تركته وهى تجفف دموعها المنهمرة على وجنتها

    كانت تبكي على إبنتها التى تدفع ثمّن عشق والدها للمال اكثر من أولاده

    فوضت أمرها لله وعادت تقرأ ماتيسر من القرآن الكريم

    يختلف الأمر داخل غرفة حازم الذي ظل يردد حديثه أكثر من مرة كي يستوعبه شقيقه

    أنهى حديثه وهو يجلس على المقعد بأريحية قائلاً

    -هاا فهمت ؟

    -عايز الصراحه لأ

    -يادي النيله نقول تاني نقول تااااني ويارب تكون أخر مرة

    -بابا زور فى أوراق رسمية وكتب اختك انها ولد وعصمت عرفت وسكتت يبقى مشتركة معاه فى الجريمة وهتدخل السّجن بتهمة التستر على مجرم هاااا فهمت

    -عشان كده عصمت دخلت الجيش ؟

    قام بإشعال لفافة تبغ وهو ينظر فى اللاشئ ليسترجع ذكرياته فى تلك الليلة المشؤمه وهو يقول

    -عصمت عاشت حاجات انا كـ راجل معرفش أعيش زيها

    حتى سلمان اتظلم زيها انا فاكر الليله دي ومش هنسى العمر كله

    فلاش باااااااك

    -مصيبه وجت على دماغنا

    قالها "سليم" وهو يفتح خزانته ليجذب ملابسه بغضب شديد

    سألته زوجته بتعجب

    -مصيبه إيه ؟

    -كل حاجه اتعرفت خلاص والزفت سلمان هو ال كشف ال حصل أنا مش هاسيبه

    -هتعمل إيه دا طفل ومايعرفش حاجه حرام عليك

    -مين دا ال طفل البيه ال عنده خمس سنين كشف كل حاجه فى ثانيه إحنا لازم نسيب البلد فوراً

    -هنروح فين ؟

    -أي بلد أوربي لحد لما الأمور تهدى خالص

    -طب وعصمت ؟

    -مالها ؟!!

    -هاتفضل ولد لحد إمتى ؟؟

    -لحد لما أموت فاهمه

    دلف "جاسر"وهو وهو يجفف دموعه سأل بحزن

    -هو أنا مش ها أعلب مع سلمان تاني ؟

    -الإسم دا مش عايزك تقوله تاني مفهوووم أنسى ليك ولاد عم وتحديداً سلمان أنا لو أطول اقتله ما كنتش اتأخرت

    -يالاااااا عايزين نمشي من هنا حالااااا

    بااااااااااك

    -ياه كل ده حصل وإنت لسه فاكر ؟

    -بابا ملحقش يفرح اليوم ال اخد فى الورث هو نفس اليوم كشف فى الحقيقه يعنى لازم يكره بس انا مستحيل اكره عارف ليه ؟

    -ليه ؟

    -عشان فداني بعمره لما العربيه كانت هتغبطني جري ووقعني على الأرض والعربيه خبطته هو ومع ذلك محلصش لي حاجه يمكن عشان عمل خير ويمكن عشان ربنا بيحبه وأنا كمان بحبه خفت يحصله حاجه ويمكن لان ربنا أراد يكشف الحقيقه على أيده

    سأله "جاسر" بفضول قائلاً

    -هو إنت تعرف عنه حاجه ؟؟

    -للأسف معرفش عنه حاجه وبيني وبينك كده أحسن لي

    -ليه؟؟

    -عشان بابا لوعرف ممكن يقتله

    -للدرجه دي بيكره سلمان ؟

    -للأسف لسه بيكره سلمان ويمكن كره لسلمان بيزيد مش بيقل ..!!

    تنهدوهويقف من فوق مقعده متجه نحو نافذة الغرفة وضع يده على الحائط والأخرى يمسك بها لفافة تبغ

    نفث دخانها بهدوء وهو ينظر فى اللاشئ قائلاً بشوق وحنين

    -واحشني بيت العيله واحشني الكلام مع سلمان على سلم البيت واللعب بالكره واحشني الخناق مع أخواته لما يلاقوا بيلعب معايا اكتر منهم

    انا ال اخترت اسم أخته "قمر" قالي انا جت لي هديه من عند ربنا ومش عارف اسميها إيه ياحازم قلت له قمر عشان هى زي القمر

    ياترى شكلها أيه دلوقتِ ؟؟

    قاطع سؤاله لنفسه طرقات باب غرفته ليدخل شقيقه

    وهو يقول بمزاح

    -ياأهل هذا الدار أنا جيت نورت البيت

    فتح ذراعه ليستقبله بـ ابتسامته الساحرة قائلاً بحب

    -نورت البيت ومصر كلها حمدلله على سلامتك يادكتور حسام عامل أيه ؟

    -الحمدلله إنت عامل إيه ياحازم وإنت يا جاسر وعصمت عامله إيه أنا دخلت أوضتها مش موجودة راحت فين ؟كمان ماما وتيتا نايمين بدري ليه !!!

    تبادل النظر كلا من حازم وجاسر لبعضهم البعض

    قطب "حسام"مابين حاجبيه متعجب من نظراتهم

    وضع كفه على كتف حازم قائلاً بتعجب

    -مالكم ياجماعه فى إيه ؟؟ وفين عصمت ؟؟

    -عصمت فى الجيش انهاردة أول يوم ليها

    -إنتوا بتهزروا صح ؟؟؟؟؟؟

    -للآسف ياحسام دي الحقيقه ..!!

    سأله حسام بصوتٍ أجش

    -وإنت ازاي تسمح بالمهزلة دي ؟؟ازاي تسيب أختك تروح وتنام وسط الرجاله يابيه رد عليا ازاااااي ؟؟؟؟

    -عملت المستحيل ياحسام عملت المستحيل ومافيش فايدة إنت عارف دماغ ابوك

    حرك راْسه وهو يتحدث بصوت جهوري قائلاً

    -عشان إنتوا مش رجااااااله عشان هى طلعت أرجل مننا كلنا وأنا مش هاسكت على كدا ياباباااااا

    غادر "حسام " الغرفة متجه حيث مكتب والده الذي يقبع بالطابق الثاني

    خرج والده من المكتب والغضب والشر يتطاير من عينه أوقفه قائلاً بحده

    -إنت مين قالك تتكلم بصوت عالي جوا بيتي؟؟إيه نسيت نفسك ؟

    -أنا منستش نفسي يابابا بس كمان منستش إن عصمت أختِ وحرام ال بيحصل فيها ده حضرتك لازم تعمل حاجه كفايه ظلم بقى

    قاطعه بصفعة مدويه وهو يقول بصوتٍ غاضب

    -اخررررررس إنت عارف بتقول إيه ؟

    -أنا مستحيل أسلم نفسي مستحيييييل أنا لو ظالم كنت عشت فى النعيم دا كله ؟ أنا لو ظالم كنت إنت هاتكون أكبر دكتور جراحه فى مصر مش مصر بس فى الشرق الأوسط الدنيا كلها بتحلف بيك وتفوقك فى عملك كل داليه ؟؟

    -عشان أنا تعبت وذكرت لحد ماوصلت لكليه الطب بقيت دكتور جراحه عشان أعالج جرح سلمان اللي حضرتك كنت السبب فى واللي لحد انهاردة مبتعرفش تنام منه

    -أخررررررس سلمان ده هو سبب مشاكلنا إنت

    -سلمان ماكنش السبب غير ظهور الحق لعنة الطفل الصغير هتفضل معاك العمر كله هتخليك متعرفش تنام

    أنا هاخرج من البيت دا مليش مكان فى مش قادر أعيش وسط الظلم والقهر دا كل حاجه هنا بتخليني أحس إني كنت مشترك فى جريمتك وظلمك لسلمان أنا هارجع بيتنا القديم وهادور على سلمان عشان ياخد حقه منك عن اذنكم

    أوقفه وهو يتحدث باأمر كعادته

    -استنى عندك إنت عارف لوعملت كدا إيه ال ممكن يحصلك ؟؟

    -أكيد مش أصعب من ال حصل لـ سلمان

    -هاقتلك قبل ماتفكر توصله يا حسام هاقتلك ومش هاندم على دا أبداً سلمان صفحه وأتقفلت خلاص مفهوووم

    تركه وهو يجر خلفه حقيبه سفره لن يصغى لحديث والده

    أوقفته الجد تتوسل إليه قائله

    -أوعى تفكر تتدور على سلمان

    -حتى أنتِ ياتيتا ؟!!

    -من خوفي عليه ياابني من خوفي عليه أرجوك اسمع كلامي

    -أسمع كلام ستك يا حسام وأبعد عنه على الأقل الفترة دي

    -أنا آسف ياماما مش هاأقدر أوعدك الحق لازم يرجع لأصحابه عن اذنكم

    ترك البيت بعد أن توعد لوالده فى فترة قصيرة يعود سلمان ليأخذ بالثأر ....

    ***************

    (فى إحدى المناطق الشعبية )

    ولجت المفتاح فى القفل الذي مر عليه أكثر من خمسه وعشرون عامًا

    غبار فى كل مكان خيوط العنكبوت تشكلات على الجدران

    وعلى الأبواب

    الدرج ممتلئ بالاتراب والقمامة

    صعدت الدرج وهى تُشعل مصباح هاتفها

    كانت تمتم بالبسمله تتصارع نبضات قلبها خوفًا

    تريد أن تعود من حيث أتت ولكن لامفر ربما ماتفعله هو الصواب

    تنفست بعمق لتردد بداخلها بخفوت

    -أنتِ قدها ياقمر إفتحي بيت أبوكِ من جديد عشان سلمان يعيش فى من تاني بدل البهدلة ال عايش فيها دي

    ثم نظرت إلى الطابق الثاني وقالت بحزن

    -قويني على الجاي يارب الموضوع شكله صعب قوي

    صعدت الدرج وصولاً إلى شقتها فتحتها ودخلت

    وضعت حقيبتها ونظرت إلى الشقه وراحت تقول بقهر

    -يالهوي إيه دا أنا هانضف دا ازاي لوحدي !!!

    دقائق أو ربما ساعات هكذا ظنت كانت تنظر من أين تبدأ ومتى ستنتهى هذه المهزلة ؟؟

    كادت تكمل طريقها ولكن استدارت وهى تبلع ريقها بصعوبة ماإن سمعت صوت باب المنزل يفتح ويغلق مره أخرى

    ماذا حدث ؟ هل اللصوص أخذت هذا المنزل كمخبئ لهم ؟ بالطبع لا أيتها الحمقاء الباب مغلق مُنذ سنوات وأنتِ من فتحت الباب للتو من المؤكد إنه لص كان يتابعني جيدًا حتى وصلت إلى هنا هاهو يدخل ليفعل جريمته لا لااظن المكان غايه فى الأمان المارة لايخلو من الشارع

    على الأرجح شقيقي جاء ليعود بي إلى منزله مرةٍ أخرى

    أتمنى ذلك

    هبطت الدرج مره أخرى وبيدها زجاجه صغيره بها مواد صُنْعت فى البيت

    اقترب منه وهو يغلق باب المنزل خلفه

    ربت على كتفه استدار إليها سألته بسخريه وهى تضغط على الزجاجه في وجهه قائله

    -بتعمل إيه يابرنس ؟ دي منطقه محظورة

    -اااااااااه يخرب بيتك يا بنت المجانين عيني مش شايييييف

    ركلته في بطنه بقوة وقالت

    -إنت مين وعايز إيه ؟؟فاكرها وكالة من غير بواب

    -اااااااه إهمدي بقااااا انا مالك البيت دا

    -بيت مين ياعينا دا بيبتي وبيت أبويا

    -وبيتي أنا كمااااان يامتخلفه أنا إبن عمك

    وضعت الزجاجة جنباًوقالت وهى تساعده على النهوض من على الأرض

    -إيه إنت إبن عمي مين فيهم أصلي ماعرفش حد فيهم

    معلش قوم قوم

    وضع يده فى يدها كاد يقف ولكن سرعان ماتركت يده قائله بحده

    -وأنا أضمن منين إنك إبن عمي فعلاً ؟؟

    -اااااااه ياضهري اقسم بالله إنك بت قمه فى التخلف والغباء بقى أنا لو مش إبن عمك إيه ال هايخليني أدخل -البيت أساساً ؟؟وحظي المهبب يوقعني فيكِ ؟؟

    -كان لازم أعمل فيها سبع الرجال وأسيب البيت ماكنت زعلت -فى أوضتي وخلاص

    -طب خلاص متزعلش بس أصل أنا خُفت الصراحه تعال أغسل وشك من النار ال في ده

    -اه والله نار تقوليش شطه ؟

    -لأ ماهي شطه فعلًا

    -يعني أنتِ رشيتي فى وشي شطه ؟؟

    -اومال عايزني اسمي عليك مثلاً وأنت داخل تسرقني

    -ياختي اتنيلي أسرق إيه دا الحرامي هايصعب عليه حال البيت هيروح يسرق ويحط هنا فى البيت

    دلفت الشقه وهى تتحدث بعتذار قائله

    -معلش مش قادرة أقولك اتفضل زي ماأنت شايف أهو تراب فى كل حته على العموم فرصه سعيدة تصبح على خير

    أنتفض ماأن صفعة الباب فى وجهه صفعه قويه

    حدث نفسه بغيظ شديد قائلاً بتعجب

    -إيه المتخلفه دي ؟؟ ده فكرت هتروق الشقه كنوع من الاعتذار تقوم تعمل كده

    -يالا توكلنا على الله نبدأ تنضيف والله المستعان

    دلف الشقه وعلى ثغره شبح ابتسامه خفيفه

    وضع يده فى خاصره يتذكر تلك الليلة ذكرياتها تعود من جديد ...!

    فلاش بااااااااااااك

    هنا كان يلعب شقيقه جاسر مع أولاد عمه وهنا كان يجلس سلمان وحازم وبينهما الطلفه الجميله التى لايتجاوز عمرها عن عشرة ايّام

    -سلمان سيبها نايمه بقى

    -متخافش ياحازم قمر بتحبني وبتنام فى حضني

    -بتعملوا إيه ؟؟

    -بقول لسلمان يسيب قمر عشان نلعب وعشان هي عايزة مامتها ومامتها مش هنا

    -طب قوم أنت ياسلمان وأنا ها أقعد جنبها

    -بس تخلي بالك منها عشان دي الوحيدة اللي بتحبني أخواتي مش بيحبوني وأنا مش لاقي حد يحبني غيرها

    -متزعلش ياسلمان إحنا بنحبك

    -يعني هتفضلوا جنبي ؟؟

    -العمر كله ياصاحبي

    -أنت اصغر مني بسنتين بس انا حاسس أنك اكبر مني

    -ههههههههه ياعيني حسام عنده 3سنين ولسه مش هيدخل المدرسه وهيفضل لوحده أما أنا وأنت هنفضل مع فى المدرسه والبيت

    -سلمان بيحبني

    -لأ

    -بيحبني

    -لأ

    -بسسسسس أنا بحبكم إنتوا الاتنين كده حلو ؟؟

    -تعال ياحازم نلعب ونسيب حسام يلعب معاها ماشي

    -ماشي أنا موافق بس مش كتير ماشي

    جثا على ركبته وهو يضع يده على وجنته ظل ينظر إليها كثيراً ملس يده الصغيرة على وجنتها وتحدث بخفوت

    -أنتِ شكلك حلو بس زنانه طنط بتقول عليكِ كدا بس سلمان بيحبك أكتر مني

    -بس أنا مش زعلان منك أنا هافضل جنبك عشان سلمان مش يزعل مني بس أنتِ وحشه ومش بحبك

    أردف هذه الكلمات "حسام" قالها وهو يكظم غيظه من تلك الصغيرة التي أخذت منه أهم ممتلكاته

    نعم "سلمان" هوملكًا له فقط

    أشار بيده قائلاً بهمس

    -خلاص خلاص وبحبك إنتِ كمان حلو كده ؟؟

    بااااااااااك

    ظَهَر شبح إبتسامه على ثغره وهو يجفف دموعه المنهمرة على وجنته

    تنحنح وراح يقول بخفوت

    -ياترى شكلك إيه ياقمر ؟؟ولسه زنانه ولا اتغيرتي؟

    وقف من فوق المقعد وهو ينظر حوله لتقع عيناه على غرفته الخاصه

    سار نحوها بخطوات واسعه وسريعة

    فتح باب الغرفه ثم تحسس زر المصباح الكهربائي ضغط عليه

    ظل ينظر في كل مكان

    كل مكان يحمل ذكرى من ذكرياته مع "سلمان "وشقيقته أو ملاكه الصغير كما كان يقول "سلمان "

    عاد من ذكرياته التي لم تنتهي ماأن دخل هذا المنزل

    بدء في تنظيف الشقه

    لن يختلف الأمر كثيراً في الشقه المقابله له كانت تنظف ولكن بطريقه تُشبه السلحفاء ..!!

    ************

    (في معسكر الجيش)

    كانت تجلس على سريرها بتعب شديد

    نظرت إليه وجدته يضع ذراعه على عيناه ليحجب الضوء عن عيناه

    سألته بتعجب

    -سلمان أنت نايم ؟!

    -لأ برقص !!

    -سلمان بتكلم جد أنت هتنام ؟

    إتكأ بجذعه على السرير وهو يقول

    -أنا نفسي أفهم حاجه واحدة أنت واد ولا بنت ؟؟

    -ولد طبعًا بتسأل ليه ؟؟

    -أصل كلامك وتصرفاتك بتقول عكس كده خااااالص

    نهايته قول عايز إيه مني ؟؟؟؟؟

    -جعانه قصدي جعان قووووي

    كظم غيظه بين أسنانه وتحدث بنبرة ساخرة

    -ثواني والأكل يكون جاهز بس أنت خُد الشاور بتاعك

    -أنت بتتريق عليا ؟

    -لأ هو أنا أقدر أتفضل حضرتك والأكل يكون على السفرة

    ثم أضاف بصوت غاضب

    -فوق لنفسك أنا مش الخدام اللي هاينفذ اللي تطلبه منه أنا هنا زي زيك عسكري في الجيش تقوم تخدم نفسك وتتصرف ووجع دماغ مش عايز

    جلس بجانبه صديقه وهو يضع يده على كتفه قائلاً بسخريه

    -معلش ياسلمان أصله أبن عز مش واخد على البهدلة

    ثم مد يده ليتحسس جسدها بسخريه

    -ماتيجي نكشف عليك ياض ؟؟

    انتفضت ماأن وضع يده على ذراعها

    هرعت نحو سلمان تختبئ به قائله برجاء

    -ألحقني ياسلمان أرجوك

    -مالك ياض إحنا هنطمن بس؟؟

    -محدش هيقرب من عصمت

    -ليه بس كده ياأبو صاحب ؟؟

    -اللي قلته مش هيتكرر اللي هيقرب من عصمت هقتله

    مفهووووووم

    -خلاص ياعم إحنا بنهزر على العموم متزعلش ياعصمت حقك عليا عن اذنك عشان أرتاح

    استدار سلمان وقال بصوت أجش

    -أسمع بقى متبقاش عفريت العلبة كده أجمد وخلي أيامك تعدي ونصيحه مني أتعامل معاهم زي أخواتك وبلاش تكبر

    -بس أنا مش متكبر

    -شئ ميخصنيش هروح أقعد معاهم هتيجي ؟؟

    -لأ شكراً

    -العفو عن إذنك ..!!

    جلست على الفراش تزفر بضيق شديد

    ظلت تتابعهم بين اللحظه والأخرى

    ظنت أن الحديث الذي يدور بينهما عنها

    نهضت وسارت نحوهم بخطوات واسعه وسريعة

    جلست بينهما وقالت

    -بتتكلموا عني صحححح؟؟؟؟

    -مش قلت لكم أهبل ومتخلف !!!

    -سلمااااان

    -ولاه بلاش الكلمة دي بتنرفزني بحس إن واحدة ست حلوة هي اللي بتناديني

    سأله صديقه بنبرة ساخرة

    -وأنت زعلان ليه عشان ياسلماااان ؟؟

    -لأ أصل بفتكر المزز وأبقى هاين عليا أعيط

    -طب ما تحكي لنا عنهم شويه

    -لأ أخاف على نفسي من الحسد

    دوت ضحكات الجميع المكان قضت الليل بينهم بين مزاح وضحك وسخريه "سلمان"

    **************

    (في منزل النشار القديم )

    وقفت أمام باب شقته تضم أناملها بين اللحظه والأخرى قبل أن تطرق بابه

    تنهدت وحسمت أمرها بطرقات خفيفه

    ثوانٍ تمر عليها وهي تسُب نفسها تارة وتبرر ما حدث تارة

    فتح الباب وبيده كوب من القهوة الساخنه

    رفع حاجبه بتعجب قائلاً

    -نعم ؟!

    -إزيك عامل إيه نسيت أرحب بيك كنت مشغولة إيه أنت نفضت الشقه وخلتها زي الفل اااه ياعفريت

    وضع كفه في وجهها قائلاً بجديه مصطنعه

    -قل أعوذ برب الفلق ،عايزة إيه يابت أنتِ ؟؟

    لوت شفتيها بتذمر وتحدثت بغضب طفولي

    -هو أنا يعني ها أحسدك ماشي ياسيدي على العموم شكراً

    -بت قولي عايزة إيه ؟؟وأخلصي..!

    -كنت عايزك بس تساعدني وتجيب لي الطلبات دي من تحت وأهو أعتبره تعارف إيه رأيك

    تناول منها الورق نظر فيها ثم نظر إليها وتحدث وهو يضع كوب القهوة جنباً قائلاً

    -خُدي ورقتك معاها ورقتي وأما تلاقي حد يشتري الحاجات ابقي قول لي عشان أدفع حسابي

    ثم أكمل وهو يغلق الباب

    -كان نفسي أقولك اتفضلي بس إنتِ شايفه الشقه متروقه وجميله وأنتِ عينك فيها عن إذنك

    بت متخلفه ....!!!

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال