لم يتم العثور على أي نتائج

    الجزء 7 - العشق المُر


     -ياأبني إنت راجل ليه بتتكلم بصيغه المؤنث

    -فكك بقى ياسلمان وكلمني عن نفسك

    -ههههه فكك وبقى أديك اتعلمت كام كلمة على العموم ها أحكي لك

    -كان يا مكان مايحلى الكلام إلابذكر النبي عليه الصلاة والسلام

    -عليه الصلاة والسلام

    -كان يامكان في قديم الزمان كان في ولد اسمه "سلمان"

    -ولد صغير عمره خمس سنين بس جدع بيحب عيلته وجده أكتر من أي حاجه ومن أي حد

    -كان عايش حياة جميله وسعيدة وسط عيلته

    -وفي يوم حلم حلم كان غريب بالنسبه للعيله وتحديداً جده

    -حلم إن جده باع بيت صغير وقديم واخد مكانه تلت عمارات كل عمارة عشر تدوار تقريباً

    -قام من نومه وقال لجده وجده قاله إنها أحلام ومين مجنون يبيع بيت ويدي مكانه تلت عمارات غير واحد مجنون فضل سلمان يأكد لجده إن الحلم هيتحقق وإن لو أتحقق هيجب له شوكولاته كبيرة حلاوة ما حلم الحلم دا أتحقق

    -حلف الجد وقال إن لو حصل هاتكون من نصيبك تلت عمارات لأنهم برا ثروته ومعنى كدا إن ربنا بعت لك هديه ومش عايز منها حاجه

    -ودا لأن كان المفضل عند جده

    تبدّلت ملامحها وكأنها كانت سماء صافيه تحولت لسماء ملبدة بالغيوم

    ابتلعت ريقها بصعوبةوقالت بحزن

    -كمل ياسلمان إيه ال حصل بعد كدا ؟؟!

    -جه العم وقال لأ دا ظلم وماينفعش إن حته واد لا راح ولا جه ياخد العمارات دي ولأن العم كان مهندس شاطر جدًا كان عارف إن بعد سنين العمارات دي هاتكون تمنها أضعاف مضاعفه لتمنها ال الجد اشترها بيها وإن ال هاياخدهم هايكون أخد الحته الكبيرة من التورتة زي كان بيقول ودا طبعًا ال أنا أكتشفته بعدين اما

    -الجد استغرب موقف العم وقال

    فلاش باااااااااااك

    -حاجه عجيبة قوي والله يا سليم اشمعنى إنت بس ال اعتراضت

    -يابابا بقى سلمان ال عنده خمس سنين ياخد تلت عمارات وأنا أخد عمارة صغيرة

    -سليم إنت خدت حقك وكُنت راضي إيه ال قلب حالك كدا ؟

    -أنا سكت عشان كُنت فاهم إن كل واحد فينا حقه قد التاني لكن حضرتك عملت عكس كده

    أوقفه الأب بحده قائلاً

    -قصدك إيه قصدك ؟!

    -قصدي إن أنا واخد عمارة وأخواتي واخدين عمارة ومحلات معاها إنما أنا عمارة واحدة بس

    -إنت ال اخترت العمارة وقلت لو خدتها مش عايز غيرها عارف ليه ؟؟ عشان عمارة في موقع متميز وعلى النيل دا رزق سلمان ولايمكن اخلي حد ياخده منه

    -طب يابابا عيد تقسيم التركه تاني وبكدا تحل المشكله

    حك الأب لحيتهالخفيفه مفكرًا في حديث "سليم "

    تتهد وهو ينظر لـ سليم وقال

    -أجمع أخواتك دلوقتِ عشان اللي ها أقوله ده مش ها أقوله تاني

    -حاضر يابابا

    ترك "سليم " والده يتألم من نبضات قلبه السريعة

    أغمض عيناه لثوان ثم فتحهم على صوت الصغير وهو يهزه كتفه بخفه قائلاً

    -جدو أنت تعبان

    -لأ يا زين أنا الحمدلله كويس بقولك إيه

    -إيه ؟!

    -نادي على مامت سلمان وعلى مامت حازم وتعال بسرعه ونادي على أمك كمان

    -حاضر

    مرت ثوانِ وجلس الجميع في غرفه الجد

    -اسمعوني كويس قوي دول تلت مفاتيح بتوع شقتكم

    ومعاهم مفتاح البيت من تحت

    كل واحدة تحافظ عليه

    -مالك ياعمي زي ما بتكون بتوصينا ؟!!

    -اعتبريها زي تعتبريها المهم الكلام اللي أقوله ينفذ

    -أي حد من عيالكم ساب بيته ياخد المفتاح ويجي هنا يقعد في بيت النشار القديم

    -ياعمي ومين قال بس إننا هنسيبه ؟!!

    -مابقاش في وقت ياسعاد سليم جوزك هيرجع يسافر ومحمد وسالم خلاص خدوا فيلا برا وقاعدين معايا كده شكل وخلاص

    المفاتيح دي تفضل معاكم لحد العمر مايخلص أي حد يزعل من عيالكم سوى بنت ولا ولد يجي أصله يمكن في يوم من الأيام يرجع البيت زي الأول ضحك ولعب وخوف وحب

    البيت دا أنا كتبته بإسم سلمان وزين وأول لما تولدي يا سعاد إن شاء الله هيتسجل باقي البيت بإسم إبنك

    ولو جت بنت هتاخد حقها مع أبوها ويصبح البيت بإسم زين وسلمان وممنوع التصرف في

    -معلش ياعمي بس لو جت بنت ليه متكتبش حقها مع ولاد عمها

    -عشان ياسميرة أبوها مش هياكل حقها وممكن لا قدر الله تبقى محتاجه تبيعه وسلمان وزين يرفضه وأنا مش عايز البيت يتباع وممكن كمان يحصل مشاكل جوزها يقولها حقك ومش حقك إنما لو ولد هيتفقوا مع بعض في نقطه واحدة وهي عدم بيع البيت

    كان "سليم "يقف أمام باب الغرفه استمع لحديث والده

    هز راْسه وقال بتوعد

    -وأنا مش هاأسمح لحد ياخد حق اللي جاي حتى لو طلعت بنت ....!!!

    تنحنح ودخل الغرفه ماأن سمع خطوات شقيقه تقترب اكثر

    -بابا محمد وسالم طالعين ورايا على السلم

    -طب يا سليم اقعد قصادي هنا وإنتوا يا بنات روحوا حضروا الأكل على ما أخلص كلامي معاهم

    -السلام عليكم إزيك يابابا عامل إيه ؟

    -كويس إن افتكرتوا إن ليكم أب لسه عايش

    -معلش يابابا مشاغل الدنيابقى

    -ربنا يعنيكم على حالكم أنا جمعتكم انهاردة عشان

    أقولكم إن غيرت تقسيم التركه

    تبادل كلا من سالم ومحمد النظرات لاأحد يعرف ما قاله والده حقيقه ام لا...!!

    سأله سالم

    -بابا إزاي بس إحنا كل واحد فينا عرف حقه فين ؟!

    -ياابني هو تعديل صغير

    -معلش يعني ياحاج اشمعنى دلوقتِ ؟!

    -اسمعوني كويس ومش عايز منقاشه

    -كل واحد فيكم خلاص مراته على وش ولاده صح ؟؟

    أجاب الجميع

    -اه

    -تمام يبقى اللي هتجيب الولد فيكم هيكون من حقه التلت عمارات الجديدة

    سأله محمد بحزن

    -بس حضرتك كنت قلت إن سلمان هياخد العمارات دي صح ولاأنتظر غلطان ؟؟

    -صح يا محمد بس سليم بيقول إن هواتظلم وطلب إن أعيد تقسيم التركه من جديد

    -طب افرض ياحاج جبنا بنات الحل إيه ؟

    تنهد الأب بتعب وقال

    -دا آخر كلام هاأقوله لو جه لعيله النشار تلت بنات يبقى

    -كل بنت تاخد نص عماره والنص التاني بإسم سلمان

    -ولو جه صبيان يبقى كل ولد عمارة لوحده

    سأله سليم بغضب مكتوم

    -حضرتك عارف إن أخواتي هيجيبه بنات وأنا هجيب ولد هتتحل إزاي بس ؟؟

    -العمارة ال بإسمك تتنزل عنها لاأخوك محمد وتدخل -ضمن الورث بتاعه وياخدها بعد كده سلمان وإنت تاخد التلت عمارات

    -أما إنت يا سالم هتاخد المحلات بتاعت سليم وده كنوع من التعويض

    ثم نظر إلى سلمان وقال بحزن

    -سامحني ياسلمان كسرت بخاطرك عشان أحافظ على البيت

    ابتسم سليم بـ إنتصار وقال

    -ياريت تمشوا في الأجرات عشان عايز أسافر

    قاطعه الأب بجديه

    -مفيش سفر ولا حاجه هتتنقل قبل ما كل واحد من حريمكم تولد وتتأكدوا إن من نوع المولود

    -بس يابابا

    -مفيش بس ال عندي قلته خلاص اتفضلوا عايز ارتاح

    خرجت الأبناء ودخلت الأم وهي تكظم غيظها وقالت

    -أنت إيه ال أنت عملته دا ؟!!

    -أنا عملت الصح

    -ال أنت عملته دا هيخليهم أعداءطول العمر

    -ودي مهمتك أنتِ تخليهم يحبوا بعض وعرفيهم إن الفلوس مش دايما والدنيا مش دايما وإن صله الرحم أهم من فلوس الدنيا كلها جميعهم كل يوم جمعه وخليهم يقعدوا على سفرة واحد وهما بيتمنوا الخير لبعض وخلي سلمان لما يكبر ما يسبش حقه حتى لو طال الزمن

    كانت هذه وصيه الجد "عصمت "قبل أن تسوء حالته الصحيه

    مرت الأيام وولد زوجه سالم وزوجه محمد إناث

    وعلم كلا منهم حقه الشرعي ولكن

    انقلبت الموازين عندما جاء "سليم" وهو يزف الخبر السار لهم

    جميع من في المنزل حزين الجد يحتضر يلفظ أنفاسه الأخيرة وهويردد عبارة واحدة

    (سامحني ياسلمان )

    كان يرددها بوهن حتى فارق الحياه

    كل هذا لايهم الأهم هو أن أحصل على حقي الشرعي

    صفعته الأم وهي تقول بغضب

    -أبوك لسه مدفون من ساعتين وأنت بتقول حقي ؟!!!

    -الله يرحمه بس الحي أبقى من الميت وأنا عايز حقي وحق إبني "عصمت "

    قاطعه سالم بتعجب

    -بس إزاي ومراتك قالت إنها هتجيب بنت ؟؟

    -حكمة ربنا بقى أنا عايز التلت عمارات حقي وحق. إبني

    -لأ مش قبل ما نتأكد من إنه ولد فعلاً

    -شهادة الميلاد أهي والواد في الحضنه عشان تعبان

    سأله محمد بحزن

    -طب مراتك عامله إيه ؟

    -الحمدلله كويسه بس

    قاطعه سالم وهو يقول

    -طب إحنا نتأكد إزاي إن أنت جبت ولد فعلاً ؟

    -شهادة الميلاد أهي عايز إيه تاني

    -نروح المستشفى معاك ونتأكد إنك فعلاً جبت ولد موافق

    -موافق يالا بينا

    صاحت الأم بصوتٍ عالِ قائله بقهر وتحصر

    -إخس على البطن اللي شايلتكم إخس على السهر والتعب اللي تعبنا أنا وأبوكم تعال ياعصمت شوف سالم وسليم تعال شوفهم وهو بيتخانقوا على الورث وأنت دمك ليه مايجريش في التربه

    أشار "سليم "بيده قائلاً بالامبالاه

    -يالا ياسالم يالا يامحمد

    -أنا مش رايح خلي سالم يروح هو

    -براحتك يا محمد

    مسك "سلمان" بساق عمه "سالم" وقال برجاء

    -عمو عمو عايز أروح أشوف النونه

    -تعال ياسلمان

    ذهب الجميع إلى "مشفى الحصري "

    صعدوا الدرج وصولاً إلى الطابق الثالث أتجه سليم إلى غرفه زوجته وعاد بسرعه لم يكن يعلم أن "سلمان"

    كان يسمع كل شئ أنتظر سلمان خروج العم سليم ثم دخله هو

    أشارت زوجه عمه له وعلى ثغرها إبتسامه خفيفه وقالت

    -تعال ياسلمان

    ذهب إليها وقبل وجنتها وقال بصوتٍ رقيق

    -حمدلله على السلامه يا طنط

    -الله يسلمك ياروحي

    -هي النونه فين وإسمها إيه ؟

    -إسمها عصمت ياحبيبِ

    -هي فين ؟؟

    قاطعتها الممرضه وهي تحمل الطفله بين يدها

    قائله بفرحه

    -مبروك جالك بنوته زي القمر تتربى في عزكم

    -شكراً اومال فين سليم

    أجابتها بتلعثم

    -ها اه جاي حالاً عن اذنك عشان عندي شغل

    تعجبت الأم من إرتباك الممرضه نظرت إلى "سلمان" وقالت

    -أنت جيت مع مين ؟

    -مع عمو سالم ممكن أبوس النونه يا طنط ؟

    -طبعًا ياحبيبِ وتقدر تلعب معاها كمان ماهي بقت أختك دي قمر

    -لأ دي حلوه قوووي أنا هتجوزها موافقه

    -هههههههه طبعًا موافقه هو أنا هلاقي عريسك فين ؟

    دخل سليم والغضب والشر يتطاير من عينه مسك "سلمان " من ذراعه وقال وهو يحدق به

    -أنت إيه اللي جابك هنا ؟.

    -أنا أنا كنت وارك ياعمو كنت عايز اشوف النونه عصمت

    وكنت بلعب معاها ..!!

    -دي ولد مش بنت وحسك عينك تقول حاجه غير كده

    سألته بتعجب

    -ماهي بنت فعلاً ليه بتقول كده

    قاطعها بحده قائلاً

    -لأ ولد وده شهادة ميلاده

    -أنت بتقول إيه ده كده تزوير في أوراق رسميه ..!!!!

    -أخرسي خاااالص

    نظر إلى "سلمان "وقال بغضب مكتوم

    -أوعى تقول لحد على اللي شفته هنا مفهوم يالا عشان أوديك لعمك

    رقرقت الدموع في عيناه من حديث عمه كانت نكزاته تألمه حقًّا ذهب دون أن يتحدث كلمه واحدة

    عاد إلى البيت وجلس في غرفه الصالون

    يتابع حديثهما بصمت كان العم "سالم " لايصدق ما حدث

    كانت زوجه أخيه تخبر زوجته دائماً بأنها تحمل باحشائها أنثى

    كيف حدث ذلك الأوراق سليمه والولد على قيد الحياة

    ترى ماالذي حدث في تلك الساعات الأخيرةالتي انشغل فيها هو وشقيقه محمد بدفن والده عن حضور ولادة زوجه أخيه

    ظل يتحدث كثيرًا حتى قاطع حديثه وقال "سلمان "

    -بابا عمي ضربني

    -أكيد عملت حاجه غلط ..!!

    -لأ هو ضربني عشان مش عايزني أقول الحقيقه وجدي كان بيقول لي إن لازم أقول الحق لو إيه اللي حصل

    انتباه الجميع لحديثه وسأله العم سالم بجديه قائلاً

    -براحه كده ياسلمان قول حصل إيه ؟!

    نظر سلمان للجميع وقال وهو ينظر إلى عمه

    -عمو سليم جاب بنت وسماها عصمت ...

    صاح الجميع بعبارات السُباب اللاذع

    وضعت الأم رأسهابين كفيها وهي تستمع لباقي حديث سلمان

    -كمل يا سلمان كمل حصل إيه كمان ؟

    سرد "سلمان "ماحدث منذ بدايه دخوله غرفه زوجة عمه حتى تهديد العم

    ثم رفع يده ليشكو من عمه الذي قام بغرز إبره طبية كنوع من وسائل التهديد حتى لا يتحدث مرةٍ اخرى

    حدثت حاله من الهرج والمرج في منزل "الجد عصمت "

    تَرَكُوا والدتهم بمفردها بعد أن علم كلاً من "محمد وسالم "

    حدوث حريق بمنازلهم الجديدة

    كانت هذه خُطة "سليم" كي ينفرد بوالدته

    ظلت تصفعه تارة وتسُبه تارة

    وفي نهاية الأمر سقطت أرضا فاقده الوعي

    حملها ووضعها بسيارته وفر هارباً خارج البلاد

    وايضاً هذه أكذوبة حتى لايعرف أشقائه مكانه الجديد

    تفرقت العائله بعد أن وضع الأب شروط غايه في الخطورة وكأنه كان يضع قنبله موقوته

    تفرقت عائلته بعد أن كان يشهد الجميع لهم بالمثالية في الحُب والإخلاص لبعضهما البعض

    ترى ماذا يحدث بعد ....!!!!

    بااااااااااك

    نظر "سلمان " إلى "عصمت " التي كانت شاردة في ذكريات مر عليها أكثر من خمسه وعشرون عامًا

    نكزها في كتفها بخفه وقال وهو يشير بكفه أمام وجهه الحزين

    -رحت فين ياعم الحاج ؟

    تنحنحت وقالت بصوتٍ مبحوح وهي تجفف دموعها

    -مارحتش في حته يالا كمل الحدوتة عايزة أعرف هاتعمل إيه معاهم

    ابتسم وقال بتوعد وهو ينهي حديثه

    -وتوته توته وماخلصتش الحدوتة لحد لما سلمان ياخد حقه من الناس ال مش مظبوطه ....!!

    سألته بحزن

    -يعني مش ها تسيب عمك؟

    -لأ مش ها سيبه

    كادت تكمل ولكن أوقفها صوت عثمان الغاضب قائلاً

    -بتعمل إيه ياعسكري عصمت ؟

    انتفضت من مكانها فـ سقط منها الطعام مما زاد غضب عثمان

    -إيه القرف ال بتعمل دا؟!!

    -أسف يافندم حالاً هاعمله

    -أنت مين جابك هنا ؟؟

    -اللوا سراج الدين

    -يبقى تحمد ربنا على النعمه ال أنت فيها وتحافظ عليها

    ثم نظر إلى سلمان وقال بجديد

    -قدمك قد إيه وتخلص ؟

    -ساعه بالظبط يافندم

    -تمام

    وعاد بنظره إلى عصمت وقال بأمر

    -تعال ورايا

    قطب "سلمان " وسألها بهمس

    -في إيه ؟

    -مش عارف !

    ركضت ماأن هتف بأسمها مجددًا

    خرج من المطبخ منتظر خروجها أشعل لفافه تبغ ونفث دخانها بهدوء شديد

    وقفت أمامه وتحدثت بصوت رجولي

    -تمام يافندم

    -لأ فندم مين ده أنت اللي فندم ده أنا أجبلك كرسي وتقعد عليه

    تعجبت من حديثه الساخر كادت تتحدث ولكن قاطعها وهو يشير بيده قائلاً بحده

    -أنت مين ياض أنت عايز أعرف

    -أنا العسكري عصمت سليم عصمت

    -واللهِ كُنت فاكرك أسمك محسن مانا عارف ده أنا عايز أعرف إيه حكايتك واشمعنى أنت بالذات اللي اللوا سراج الدين واقف معاه كده واشمعنى المطبخ بالذات اللي تكون في

    أجابته بختصر

    -لأن بعرف أطبخ يافندم وهو جرب طبخِ قبل كده

    ربت عثمان على ساقها بقوه مما جعل "عصمت " تعود خطوات بسيطه بالمقعدللخلف

    بينما هو ابتسم لها وقال بسخريه

    -طب ياعم الشربيني أنا بقى عايز أدوق أكلك يمكن أتعلم -منك بكره عايز أكله على مزاجك ولو حصل وماعجبتنيش

    -يبقى قول على نفسك يارحمن يارحيم

    تركها تسُبه سُباب لاذعًا ظلت تفكر كثيرًا حتى وصلت إلى حل يرضي جميع الأطراف

    عادت إلى المطبخ وتحدثت مع "سلمان " عما حدث

    وطلبت منه المساعده رفض سلمان تصديق ما قالته وطلب منها أن تقص عليه الحقيقه كاملهٍ

    لم يكن أمامها سوى كشف جزء من الحقيقه

    قائله برجاء

    -بص أن عارفه إن اللي هقوله ده ممكن ماحدش يصدقه بس دي الحقيقه

    -انا هقولك ياسلمان عشان أنت الوحيد اللي بتساعدني

    انا بنت وأسمى عصمت

    -عادي جدا ايه يعني فى بنات كتير اسمهم عصمت

    -بس اللي مش عادي إن أنا فى شهادة الميلاد ذكر

    -ازاي يعني انتي مجنونه ايه اللي خلكِ عملتِ كده

    -للأسف مش أنا اللي عملت كده وللأ سف بردو مش ها قدر أقول السبب

    -والموضوع كبير قوي ومكنش قدمي اي حل غير إن اجاي اقضي مده التجنيد بتاعتي

    -أنتِ مجنونه ولا شكلك كدا دا أنا ياراجل مش مستحمل التدريبات الصعبه

    -إنما أنتِ إيه غصبك على كدا وبعدين باباكي عمل كده وانتي عندك بدل الاخ تلاته

    -يعني المفروض يكون مبسوط إنك بنت ؟!

    -أنتِ لازم تحلى المشكله اللي أنتِ فيها تعالي معايا عند القائد

    -لأمش هاكشف نفسي وهكمل للآخر وانت هتفضل ساكت عشان خاطري

    -لا مش هاسكت وأنتِ بكره الصبح آخر معاد هنااااا فاهمه

    -لا أنت اللي مش فاهم أنا لوخرجت من هنا الصبح اللي عمل معايا كده هايدخل السجن بليل

    -ارجوك ساعدني ياسلمان القائد ال اسمه عثمان دا حاططني فى دماغه ارجوووك أنا لازم اكسب التحدي دا

    تنهد وهو ينظر إليها وقال بستسلام

    -حاضر ياعصمت بكرا هاعملك الأكل وانهاردة هاعلمك كام حاجه كدا تعالي

    ابتسمت له وقالت بفرحه

    -شكراً ياسلمان إنت جدع قوي

    مر اليوم عليهم لن يحدث فيه شئ يذكر

    وفي صباح اليوم التالي

    نهضت عصمت من سريرها متجه نحو "سلمان "

    قطبت حاجبيها بتعجب من حاله ثم هتفت بصراخ

    -سلماااااااان

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال