لم يتم العثور على أي نتائج

    وسقطت بين يدي شيطان (الجزء الاول) \قصص مصرية

    ملاحظة : لكل من واجهته مشكلة عبر التطبيق ولكل استفسراتكم وتعليقاتكم المرجوا التواصل معنا عبر الواتساب :
    212651371981+

    ولا تبخلو علينا بتقييم التطبيق بخمسة نجمات ☆☆☆☆☆ عبر بلاي ستور والتعليق عليه لنطور التطبيق اكثر.

    الفصل الأول 

    تحت ضوء القمر و لمعان النجوم .. صوت الرياح و رائحتها المنعشة و نسيمها .. الهدوء الذي يعم شوارع هذة القرية ....
    كانت واقفة في شرفتها .. مغمضة عينيها مستقبلة النسيم الذي يهب عليها .. شعرها الأسود المبلل الذي يتطاير بتمرد على اثر ذلك النسيم و ايضا روبها الأبيض الذي يصل إلى اسفل ركبتيها بقليل تتطاير اطرافة على اثر النسيم ، كانت شاردة الذهن .. تتذكر ما حدث لها منذ عامين قبل هروبها من منزلها و مدينتها

    ************************★************************

    منذ عامين ماضيين
    تسير في الشوارع المبللة و الباردة .. تحت الأضائة الخافتة التي تنبعث من اعمدة النور ، تلتفت حولها بخوف وقلق وهي تحاول اخفاء وجهها بذلك الشال لكي لا يتعرف عليها احد و يعيدها إلى منزلها الكريه الذي هربت منة لتوها ، ابتعدت عن نطاق حي منزلها و صعدت احد وسائل النقل لتوصلها إلى محطة القطار
    وصلت إلى المحطة و كان القطار بدأ بالتحرك فركضت بسرعة حتى لحقت بة وصعدتهة ، اسندت رأسها على العمود الحديدي و هي تلتقط انفاسها و ازاحت ذلك الشال من فوق رأسها لتظهر شعرها الأسود المجعد و تحمد ربها بأنها ابتعدت عن تلك الحياة الكريهة ، اراحت قدميها جالسة على ارضية القطار و اخرجت من ذلك الكيس الأسود الصغير الذي يحتوي بعض النقود القليلة صورة صغيرة لوالدها الذي توفى من صغرها .. نظرت لها بألم وهي تحرك شفتيها بهمس بأنها اسفة لفعلتها و من ثم اغلقت عينيها بألم وهي تتذكر ذكرياتها القلية مع والدها المتوفي و دون ان تشعر نامت فهي لم تنم منذ يومين
    مر الوقت و اشرقت الشمس ، فتحت عينيها على اثر يد احدهم تحركها لتستيقظ
    عامل القطار: يا انسه .. يلا دي اخر محطة
    اومأت برأسها و نهضت ، خرجت من القطار و وقفت وهي تنظر للشمس بعينين مغمضتين قليلا فلمعت عينيها العسليتين ، سارت وهي لا تعلم اين هي .. لا تعلم إلى اي قرية او محافظة اوصلها القطار إليها .. لم تهتم كثيرا فما يهمها انها ابتعدت عن تلك الحياة الكريهة المقززة التي كانت تعيشها

    ************************★************************

    عادت للواقع حينما شعرت بيده التي تلتف حول خصرها الرشيق التفتت له بقامتها القصيرة و قالت بعتاب
    - اتأخرت عليا اوي
    قال وهو يبتعد ويجلس ع السرير
    - كنت بخلص شغل مهم
    - اهم مني! .. انت بقيت تتأخر عليا اوي
    نهض و إتجه للخزانة متجاهلا اياها
    تنهدت بضيق و هي تنظر له و هو يخرج تلك البدلة السوداء الذي يرتديها كلما ذهب للعب القمار
    التفت لها بحدة عندما قالت
    - عايزة اجي معاك يا جلال
    - انتي عارفة اني ...
    قاطعتة لتستعطفه
    - انا زهقت من الأوضة دي ، قاعدة فيها و مش بخرج ، بقالي شهرين على الحال ده ، عايزة اخرج من بين الاربع حيطان دي و اشوف الناس
    قال بجمود قبل ان يلتفت ليتجه للحمام ليغتسل
    - ده وضعنا و انتي قبلتي بيه من الأول
    - انا متقبلة الوضع دة و مش معترضة ، بس عايزة ...
    قاطعها بصرامة وهو يبرم قبضة باب الحمام و ينظر لها من فوق كتفة
    - انتهى الموضوع مش عايز نقاش
    و اغلق الباب وبعد دقائق سمعت صوت تدفق المياه ، فتنهدت بحزن و عادت بجسدها لنهاية السرير و اراحت جسدها علية واغمضت عينيها و عادت بها ذاكرتها مرة آخرى لعاميين ماضيين
    ************************★************************
    منذ عامين ماضيين
    سارت في شوارع القرية ، كانت الشوارع هادئة و شبه خالية ، بعد ان سارت مسافة ليست بقصيرة...شعرت بالتعب...التفتت حولها على امل ان تجد اي شخص من سكان هذة القرية ولكن لم تجد وكأن القرية خالية تماما، ولكن لحسن حظها لمحت حصان بني اتي من بعيد يسوقه رجل مسن .. شعرت بالسعادة ، تقدمت و اعاقت طريقة .. وقف الرجل مرغما وقال بشيء من الحدة ليس بسبب انها اوقفته
    - انتي بتعملي اية با بنت هنا .. دلوقتي في حظر تجوال و لو رجالة الشيطان لاقوكي هياخدوكي
    قالت بشيء من القلق
    - رجالة الشيطان؟! ، انا جاية من محافظة القاهرة و معرفش حد هنا ، ممكن تساعدني
    صمت الرجل لدقائق و من ثم اومأ برأسه و قد لمعت عينيه بخبث
    - اطلعي و هساعدك
    رأى نظرة التردد و الخوف في عينيها فقال ليطمأنها
    - انا زي ابوكي و هوديكي لسيدنا جلال وهو هيكرمك
    اومأت برأسها ببعض من الراحة و صعدت و جلست في العربة الخشبية ، ضرب الحصان بعصاه فتحرك

    ************************★************************

    استيقظت من ذكرياتها على صوت باب الحمام و هو يفتح فأعتدلت في جلستها و تابعته بصمت ، كان هو يظبط بدلته .. شعر بنظراتها الصامتة الموجهة له فرفع ناظرية لها ببطئ و قال بهدوء
    - يلا البسي
    حدقت بة غير مصدقة ، قفزت بسعادة و جرت عليه واحضتنته و قالت
    - انت بجد هتاخدني!؟
    - مش بالمعنى ، بس هتيجي الساحة و تقعدي من بين المتفرجين "و اكمل بتحذير" مش عايزك تختلطي بحد او تتكلمي مع حد غريب
    اومأت برأسها و قالت
    - اصلا محدش يعرف عني اي حاجة في القرية دي
    - برضوا
    اومأت برأسها بحماس و إتجهت لخزانتها بحماس و اخرجت ثيابها و إتجهت للحمام لترتدي ثيابها ... لم تستغرق وقت كثير حيث خرجت وهي تسرح شعرها الأسود المجعد ، بينما كان هو يتأملها ، التفتت له وقالت بتفكير
    - بفكر استشور شعري ، اية رأيك؟ استشوره ولا اسيبوه كدة ؟!
    كان جالس على الأريكة واضع قدم على قدم فنض و اقترب منها و امسك بأطراف شعرها الطويل المجعد وقال بهمس
    - الطبيعي حلو فيكي يا ريحانتي
    إبتسمت بخجل و قالت
    - طيب يلا
    - لا
    و إتجه للخزانة و اخرج شال بالون الاسود يصل إلى اسفل الخصر بقليل و اقترب منها و وضعة على شعرها يغطيه و قال بتحذير هادئ
    - الشال دة ميتشالش من عليكي
    اومأت برأسها وهي مبتسمة و قالت بحماس
    - مش يلا بقى
    اخرجها من الباب الخلفي و كان هناك سيارة قديمة قليلا لا يبدوا انها تخصه تنتظرها لكي توصلها
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    ترجلت من السيارة و هي تنظر للساحة الواسعة و التي امتلأت بسكان القرية رجال .. نساء .. اطفال ، و الطاولة الدائرية الكبيرة المتواجدة في منتصف الساحة و حولها 6‎‏ ‏مقاعد ، شعرت بالحماس .. دخلت الساحة وصعدت السلالم المؤدية لمقاعد المتفرجين ، جلست في المقاعد الأقرب للساحة ، مررت ناظريها حولها بسعادة ، و اخيرا هي قد تحررت قليلا و خرجت خارج القصر
    بعد دقائق من وصولها وصل جلال و بدأ الناس بالتصفيق ، نظرت له بإعجاب و عشق حاولت إخفائه ، كم هو متألق و جذاب .. فهو الرجل التي تتمناه فتيات القرية ، فهو وسيم جدا و ما يسحر به عينيه الزرقاء التي تعطية جمال ساحر كجمال البحر ، كصفاء السماء
    وقف في منتصف الساحة و حياهم ومن ثم جلس على احد المقعدين الرئيسيين ، وصل بقية اللاعبين ماعدا ... الشيطان كما يلقبونة اهل القرية ، هي لا تعرفة ولم تراه قد ولكن ما سمعتة عنه بالصدفة يكفي لجعلها تخافه ، فهو قاسي و متحجر القلب لا رحمة عنده ابدا .. يتعامل مع جميع اهل القرية كأنهم عبيد لدية ، يهابة جميع من في القرية .. فهو يقتل .. و يحرق المنازل و الأراضي و يعتقل الرجال هذا ما سمعتة
    فجأة ساد الصمت ، نظرت حولها بإستغراب .. ومن ثم نظرت للبوابة حيث ينظر الجميع حيث يدخل ذلك الرجل الذي يرتدي بدلة سوداء و يرتدي نظارة تخفي عينية القاسية ، يسير بخطى ثابتة واثقة
    تقدم و جلس مكانة و على وجهة إبتسامة ساخرة موجهة ل جلال الذي تشتعل نيران الحقد في عين الأخير
    بدأت اللعبة ، تم توزيع " الشدة " و اخرج كل شخص منهم مبلغا كبيرا من المال و وضعة ع الطاولة و بدأوا في رمي النرد " طاولة الزهر " و تدريجيا بدأ يخسر الاعبين الأربعة حتى ظل اثنيهم فقط ... جلال ... الشيطان
    اكملوا اللعب و هم يتبادلون النظرات .. نظرات جلال المتحدية و التي تصر على الفوز ، و نظرات ذلك الشيطان الواثقة الساخرة من المنافسة
    كانت تتابع بإهتمام كالبقية ، كانت عينيها تتابعة فقط .. جلال ، وها قد حان ان يكشف عن اوراقة و تعالت اصوات اهل القرية للحظة الختام .... و عم الصمت فجأة ، نعم لقد خسر جلال .. كالعادة
    نهض من مكانة و تقدم من جلال وعلى وجهة إبتسامة جانبية ساخرة ، مد يدة ليصافحة ببرود ، نهض جلال بغل و غيظ و عينية تطلق شرارة
    - عمرك ما هتغلبني
    قالها بتهكم ، فرد جلال بوعيد
    - هتبقى المرة الأخيرة ليك انك تكسب عليا
    ضحك بسخرية و قال بشراسة
    - بتحلم
    عندما اقترب ذلك الشيطان من جلال ، نهضت هي لتغادر لأن جلال امرها بأن تغادر فور إنتهاء اللعب ، نهضت و نزلت السلالم بصعوبة بسبب الأجواء مزدحمة بالناس فهم يستعدون للمغادرة ، اتت ان تخرج من بوابة الساحة اوقفوها حراسه و اوقفوا البقية ليمر رأيسهم .. يسير بشموخ و ثقة ، ينظر لؤلاءك اهل القرية الذي يقفون خلف حراسة ينظرون لة نظرات مختلفة .. اعجاب .. كرة .. خوف ، بينما كان يمرر ناظرية عليهم .. توقف ناظرية و تركز على تلك العينين العسليتن الكبيرتين التي تلمع و تجذب انتباهة كل من ينظر لها بلمعانها و وسعها ، نظر لتلك الفتاة صاحبة تلك العينين الجذابتين ... نظر لوجهها المشرق و وجنتيها المتوردة طبيعيا ، و خصلات شعرها المجعدة الخارجة من تحت ذلك الشال ، اعتدل امامة و اكمل طريقة للخارج و خلفة الحراس و فتح الحارس باب السيارة لسيدة ، فقبل صعودة التفت و نظر لها نظرة غريبة ... غامضة .. لم تفهمها و من ثم صعد و غادر
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    تنعم بالدفئ و الأمان بين احضانة مغمضة عينيها مستمعة لصوت نبضات قلبة ، بينما كان هو ينظر للهاوية شارد ... يفكر في امر ما و يخطط لة جيدا ، لم يطل كثيرا في التفكير .. اغمض عينية ونام وهي بين احضانة

    اشرقت شمس يوم جديد ، فتحت عينيها العسليتين بإنزعاج بسبب اشعة الشمس المتسلطة على وجهها ، مسحت وجهها بكفها و اعتدلت و مررت ناظريها حولها باحثة عنه لم تجده .. فمن المؤكد انة غادر ، نهضت من على السرير و إتجهت للشرفة حيث توجد سفرة صغيرة موضوع عليها بعض الأطعمة الصحية للفطور ، جلست و التقطت باقة الورد الجوري الاحمر و اشتمتها بسعادة فهذا هو نوعها المفصل من الورود و هو يعلم ذلك لذلك يجلبها لها كل صباح ، التقطت تلك البطاقة الموضوعة في منتصف باقة الورود و فتحتها و قرأتها و على وجهها إبتسامة صغيرة " صباح الخير ريحانتي .. جهزي نفسك " طوت البطاقة بسعادة و وضعتها على الطاولة و بدأت في تناول الفطور بسرعة لتنهض و تجهز نفسها ، و بعد إنتهائها نهضت و إتجهت للحمام لتأخذ حمام ساخن و من ثم خرجت و هي تلف حولها منشفة كبيرة و إتجهت للخزانة و وقفت وهي تشعر بالحيرة ماذا ستردي ؟! ، اخرجت فستان احمر اللون بحمالات و يصل لأسفل الركبة بقليل
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    واقفة امام المرآة تسرح شعرها بعد ان صففتة ، سمعت صوت الحراس و هم يحيونه فعلمت انه وصل ، إتجهت للنافذة تتأكد فوجدته فعادت و نظرت سريعا للمرآة وهي تمسح بيدها على شعرها لترتبة و ترسم إبتسامة ع وجهها و تخرج من الغرفة بهدوء لتتجه للباب الخلفي للقصر
    خرجت من الباب الخلفي للقصر فوجدت احد سيارته .. تقدمت و صعدتها بسعادة و تحركت السيارة
    التفتت له بحماس و قالت
    - ااه بقالنا فترة طويلة مخرجناش مع بعض ، هنروح فين المرة دي؟
    - مكانك المفضل
    قالها بهدوء
    - بجد! ... بس ليشوفنا حد
    - متخافيش .. النهارضة الاحد
    - اهااا النهارضة في حظر تجول .. بس ممكن حد يشوفنا برضوا
    - متخافيش .. انا مأمن كل حاجة
    اومأت برأسها و إبتسمت لة و اراحت رأسها على كتفه
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    وصلوا لذلك المكان الذي تحبة ، لذلك المكان الأقرب لقلبها في هذة القرية .. تلك الأرض الخضراء الواسعة التي تمتلأ بالورد الجوري الاحمر ، جرت في الأرض الخضراء الواسعة بسعادة و قليل من الراحة بسبب ذلك الكعب فتوقفت واتت ان تميل لتنتزعة من قدميها وجدت جلال يمسك بيدها برفق و يقربها لة ويجلسها على كرسي تلك الطاولة المزينة و هو يقول لها
    - انتبهيلي النهارضة .. و سيبيك من جمال المكان .. النهارضة بس
    اومأت برأسها وعلى وجهها إبتسامة صغيرة
    قدم لها كاس ممتلأ بالعصير ، وكاس ممتلأ بالخمر له .. فقالت بإستنكأر
    - جلال .. مش إحنا اتفقنا انك متشربش خمر .... على الاقل قدامي متشربش
    إبتسم لها وقال
    - تأمري
    امسك بكاس الخمر و وضعة جانبا و اخذ كاس عصير ، فإبتسمت برضا و شربت القليل من عصيرها
    كان ينظر لها بهدوء
    - عايز تقول حاجة صح؟
    قالتها عندما لاحظت رغبته في قول شيء
    - ايوة
    قالها بسرعة و كأنة كان يريد منها ان تجعلة يبدأ في الحديث
    - طيب .. قول
    - هقول بس اوعديني ان حبك ليا ميقلش ، و انك مش هتيجي في يوم و تكرهيني
    قاطعتة بعاطفة منها
    - مستحيل اكرهك او حبي ليك يقل .. مستحيل ، خليك متأكد .. بس هوعدك .. وعد
    شعر بالتخبط بين مشاعرة و ضميرة و بين سلطة عقلة ، و لكنة سريعا تخلص من ذلك التخبط بإنتصار سلطة عقلة و قرارة بإكمال ما يود قولة
    - هعرض عليكي عرض و اعتبرية طلب .. و عارف انك هترفضي بس حاولي توافقي
    - من امتى و انا برفضلك طلب !
    نظر لها و قال
    - انا عارفك
    - اية الطلب او عرضك ؟
    قالتها ببعض من الضيق ، نظر لها بشرود و قال
    - حلمي من صغري ان القرية دي تبقى تحت ايدي .. لوحدي " قال الأخيرة بحزم " ... بس حلمي دة متحققش لللحظة دي
    قالها بقهر .. و اكمل
    - بسببه ، هو اللي سرق مني حلمي
    رفعت حاجبها بتفكير و قالت
    - مين دة؟
    نظر لها بغموض و قال
    - خصمي الوحيد .. بيجاد فخر الدين .. اللي سرق مني حلمي .. سرق مني الحكم .. بس هحقق حلمي ، حتى لو هضطر اني استغنى عن ضميري ... حتى نفسي او اي حد
    نظرت لة ببعض من الذهول مما قالة .. فهذا ليس جلال ، نهضت و اقتربت منة و وضعت كفها الناعم الصغير على وجهه و قالت وهي تنظر لعينية بعمق
    - انت .. مش جلال اللي عارفاة من سنتين .. انت بتتكلم و كأنك ...
    - انتي متعرفنيش ... سنتين مش كفاية أنك تعرفيني ابدا
    قالها ببرود وهو ينظر لعينيها
    شعرت بالإحباط لما قالة .. ولكنه محق .. فهي لا تعلم عنه إلا القليل برغم مرور عامين وهي معه
    سحبت يدها و عادت لمجلسها ، قال بهدوء
    - مش عايزة تعرفي عرضي ليكي ؟
    نظرت له صامتة .. فقال
    - هبعتك ليه ... تجمعيلي كل معلومات عنه .. مهما كانت صغيرة
    هزت رأسها رافضة ما يعرضة عليها و قالت بضعف
    - مش هعمل اي حاجة من اللي عرضته عليا دة
    إبتسم إبتسامة جانبية و قال بتهكم
    - مش بمزاجك ، العرض دة مجبور عليكي انك تنفذية و إلا ...
    هزت رأسها مستنكرة ، رافضة بحزم
    - انت عارف بتعرض عليا اية .. أنت في وعيك !
    - ايوة
    قالها بهدوء بارد ، فصرخت بة مكملة
    - انت عارف انا مين؟
    - انتي ريحانة
    قالها ببرود ، فقالت بسرعة
    - مراتك
    - عرفي
    قالها بتهكم ، حدقت بة غير مصدقة ما يقولة و غير مصدقة انة هو .. اهذا هو حبيبها و زوجها ام استبدل بآخر ؟! ، تهاوت على كرسيها بينما اردف هو ببرودة الذي اظهرهة اليوم
    - اكيد فهمتي عرضي ، بس اكيد في اسألة كتير بتدور في راسك و اولهم .. سبب اني اختارك انتي للموضوع دة بذات برغم ان ممكن ابعت اي بنت تانية و برغم انك مراتي " نهض من على كرسية و اقترب منها " .. اولا انتي مش معروفة في القرية . محدش يعرف عنك حاجة وانا مخطط لكل حاجة فمتقلقكيش محدش هيسألك عن حاجة بذات هو ، ثانيا عارف و متأكد من تأثيرك بجمالك علينا ،و تقدري بجمالك تخلية يلف حواليكي ليمتلكك ، ثالثا و الاهم انوا عايزك
    رفعت ناظريها لة وقالت والدموع اقرب للسقوط
    - و انا مش عايزة اعمل كدة .. و مش عايزاة
    احضتن وجهها بكفة بقسوة و قال
    - تعالي على نفسك عشاني
    - مش هعرف اعمل اي حاجة من اللي طلبت مني اعملها
    - هتعرفي
    - طيب لو كشفني
    - مش هيحصل
    نظرت لة لبرهه قبل ان تسيل دموعها و كأنها طفلة صغيرة وهي تترجاة
    - مش عايزة يا جلال .. لو بتحبني متخلنيش اعمل حاجة مش عايزاها
    نظر لها بألم ولكنة تخلص من الأخير سريعا وقال بنفاذ صبر وهو يصرخ بها
    - انا قلت اللي عندي ، هسيبك تهدي نفسك عقبال ما اظبط اللي الناقص
    و التفت و غادر ، فهوت هي على الأرض جالسة تبكي ، فجأة توقفت عن البكاء .. هي لا تريد ان تفعل ما طلبة .. مسحت دموعها و نهضت سريعا وهي تدور حولها .. لم تجد اي رجل من حراسة .. فأتت لها فكرة الهروب من ما سيجعلها تفعلة او بمعنى اصح بأن يجبرها على فعل شيء لا تريد فعلة ، هي اكتفت من تلك السلطات التي تجبرها على الخضوع لهم ، خلعت حذاءها ذو الكعب العالي و تركتة على الأرض مكانة و جرت ... جرت بكل من سرعة تملكها .. جرت بأمل الهروب من ذلك الجحيم التي ستسقط بة ... كانت تنظر للخلف لكي تتأكد ان لا احد يتبعها و لا احد اكتشف هروبها و لكن لم تكن تعلم انة كان يراقبها من بعيد .. فهو ليس بغبي لكي يتركها في ذلك المكان دون وجود رجالة
    ارتطم جسدها الصغير بذلك الجسد الضخم القوي عندما كانت هي تتلفت للخلف ، نظرت بفزع لذلك الرجل الذي تعرفة احد رجال جلال ، التفتت لتهرب و لكن وجدت رجل اخر ضخم يظهر لها ، التفتت حول نفسها وهي تنظر لهم و صدرها يعلو و يهبط من سرعة تنفسها و خوفها ، وجدت الرجلين يبتعدون عنها قليلا و اشار احدهم بأصبعة لتظهر تلك الفتاة على يمينها و الأخرى على شمالها و اخرى خلفها و فجأة تقدموا منها بهمجيةو بدأوا في ضربها
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    حملوها الرجال و ادخلوها بجانب سيدهم في السيارة
    قال بجمود وهو ينظر امامة
    - أسمعي كلامي كويس و احفظية ... تجيبيلي الورق و المعلومات اللي طلبتها خلال شهر .. شهر و نص ... و هقولك تعملي اية
    و بدأ في قول ما يجب عليها فعله ، كانت تنظر لة بقهر و حزن و ضعف
    قالت هامسة بقهر و الم عندما انتهى مما كان يقول
    - انا بكرهك
    - مش من قلبك
    قالها و على وجهة إبتسامة جانبية واثقة
    اخفضت رأسها بإنكسار و الم و اغمضت عينيها
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    توقفت السيارة .. ترجل السائق و التفت للباب الخلفي و فتحة ، وقبل ان يأمرهم بأن يحملوها ، امسك بذقنها و رفعة له بقسوة ففتحت عينها بضعف والم ، فقال وهو يضغط على كل حرف يخرج من بين شفتية محذرا
    - متسلميش نفسك ليه .. أنتي ليا ... و بس
    و ترك ذقنها و نظر امامة بجمود و اشار بيدة للحراس بأن يأخذوها ، اخرجوها من السيارة و القوها على الأرض و عادوا للسيارة و غادروا تاركينها على الأرض بحالتها تلك 


    الفصل الثاني

    ملقاة ع الأرض في منتصف الطريق حيث القوها هم ... دموعها اختلط بالدماء التي تسيل من انفها و فمها ، شعرها المبعثر حولها ، صوت تأوهاتها الصغيرة التي تخرج بصعوبة من بين شفتيها ولكن داخلها كانت تصرخ بألم مما حدث لها و ما سيحدث ، كانت تتمتم ببعض الكلمات و بأسمه .. كيف يتركها هكذا؟ الم يحبها .. اهذا هو الحب؟ .. الأستغناء عن الحبيب .. هذا حب؟! .... اسأله كثيرة تدور و لا اجابة لها و ذكريات مقابلتها ل جلال للمرة الأولى تعرض في مخيلتها كعرض سنيمائي سريع

    ************************★************************

    منذ عامين ماضيين
    بعد ان صعدت مع الرجل المسن ، اوصلها إلى ذلك القصر الذي انبهرت بجمالة فهذة المرة الأولى ترى بها قصر حقيقي بعيدا عن القصص الطفولية التي كان يرويها لها والدها ، عبرت من بوابة القصر خلف ذلك الرجل المسن و من ثم توقفت عندما كان الرجل المسن يخبر الحارس بأنه يريد مقابلة السيد لأمر هام و اقترب من الحارس و همس في اذنة بشيء ما ، فوافق الحارس و ادخلهم، دخلت لداخل القصر و معهم خادمة ترشدهم للطريق ، دخلوا احد الغرف الكبيرة الموجودة في القصر ، دعتهم الخادمة للجلوس و من ثم غادرت ، كانت تنظر لأركان الغرفة الواسعة بإنبهار و بينما كانت تنظر للغرفة بإنبهار نظرت لتلك الطاولة الموجود عليها اصناف كثيرة من الفاكهة الطازجة فشعرت حينها بالجوع .. بلعت لعابها بصوبة و من ثم وضعت يدها على معدتها بسرعة بإحراج عندما صرخت معدتها مطالبة بالطعام ، نظرت للرجل المسن الذي لم ينتبة فتنهدت و بعد دقائق وجدت ذلك الرجل الوسيم الذي بتلف للغرفة بهدوء .. لا تنكر كم اعجبت به و ما جذبها به هي عينية الزرقاوتين ، اقترب منهم و هي كانت واقفة تحدق به كالبلهاء ، وقف على مقربة من الرجل المسن و هو يتفحصها سريعا بناظريه و من ثم اشار بأصبعة للرجل العجوز .. فتقدم الأخير بدورة و كان يهمس ل سيدة ببعض الجمل التي لم تستطع سماعها و لكنها شعرت بأن الحديث عنها لأن سيدهم كان ينظر لها كل ثانية تمر .. من المؤكد انهم يتحدثون عنها و من المؤكد ان ذلك الرجل المسن يحاول اقناع سيدة بقبول إكرامي ، كانت تشعر بالتوتر السبب؟ لا تعلمة ، فجأة التفت الرجل المسن وهو سعيد وقال لها
    - سيدنا وافق يا بنت ، تعالي اشكرية تعالي
    اخفضت رأسها وقالت شاكرة
    - شكرا لحضرتك
    - جلال
    رفعت رأسها ببطئ لتقابل عينيه الزرقاوتين المسلطة عليها ، اخفضت رأسها بإحراج عندما صرخت معدتها مرة آخرى طالبة الطعام ، فإبتسم هو و قال بهدوء ثابت للخادمة
    - قدمي الأكل للآنسه...... اسمك اية؟
    قالت بخفوت
    - ريحانة
    اومأ برأسه بخفة و قال
    - للآنسه ريحانة
    - حاضر يا فندم
    و غادرت الخادمة لتفعل ما طلبة منها سيدها بينما اشار جلال للحارس الواقف عند باب الغرفة ، فتقدم و همس لة بشيء فأومأ برأسه و اصطحب معه الرجل المسن قبل مغادرتة الغرفة ، بينما ظلت هي مخفضة رأسها و هو ... كان ينظر لها ... فقط

    ************************★************************

    لم تعد تشعر بشيء من حولها -فقدت وعيها تماما-
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    فتحت عينيها العسليتين بألم ، كانت الرؤية لديها مشوشة قليلا ... وضعت يدها على رأسها تدلكها و من ثم حاولت الاعتدال في جلستها و اعتدلت بصعوبة و من ثم تفحصت نفسها -جسدها- و الرؤية قد وضحت .. اين الدماء؟ لا اثر لها .. اين ملابسها .. ما هذا؟! اكانت تحلم! ايعقل انة حلم!؟ ، ارتسمت على وجهها إبتسامة مريحة ، و رفعت ناظريها و مررتها حولها بإستغراب ما هذا المكان؟ ، بدأت تتلاشى إبتسامتها في حين عقلها يبدأ في إسترجاع ما حدث وان ما حدث واقع و ليس حلم كما تمنت ، وها قد استنتج عقلها اين هي و في آن واحد تقابلت عينيها بتلك العينين القاسيتين التي تحدق بها .. تلك العينين السوداء مثل سواد الليل .. الغامضة _ القاسية _ المخيفة .. تأكدت ، لقد وصلت للمكان الذي كان يريد جلال اوصالها اليها -عدوة- لا استنتاج غير هذا ، ارتجف جسدها عندما تذكرت هذا الشخص الذي يقف امامها دون اي تعبير ظاهر على وجهة ، ذلك الشخص الذي ليس لدية رحمة ابدا ولو لذرة ، صار يتردد حديث الناس الذي سمعتة عنه في اذانها ، اغمضت عينيها بألم و رجاء ... لا يا اللهي لا .. هل قذفني جلال لهذا الجحيم !؟
    فتحت عينيها العسليتن عندما سمعت صوته الأجش
    - انتي مين؟
    كانت تنظر له و الخوف ظاهر على وجهها و مازال ما سمعتة عنه من احاديث سيئة يتردد
    - انتي مين؟
    عاود سؤاله بشيء من الحدة عندما وجدها لا تجيب .. فقط تحدق به
    اخرجت حروفها من بين شفتيها بصعوبة
    - ريحانة
    غمغم و اومأ برأسه و نظرة غريبة سكنت عينيه
    - اممم اسم حلو
    اقترب من السرير قليلا بخطوات ثابتة و نظر لها بتعمق
    - خايفة لية؟
    بلعت ريقها وقالت بخفوت محاولة التحكم في خوفها
    - مش خايفة
    كان خوفها ظاهر جدا برغم محاولتها لأخفاءه ، و من ثم تحركت من مكانها و اقتربت من حافة السرير و انزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض و نهضت و هي تتألم .... كان يراقب ما تفعله بصمت ، تحاملت الام جسدها و قالت
    - ممكن امشي
    - لا
    قالها بهدوء و من ثم التفت و غادر الغرفة الموجودة هي فيها
    قال للخادم الذي يقف امام الغرفة
    - انقلها ل جناحي
    اومأ الخادم برأسه
    ابتعد بخطوات هادئة و على وجهه إبتسامة شيطانية اظهرت مخالبه
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    اراحت جسدها على الأرض جالسة تسند ظهرها على السرير و هي تضع يدها على رأسها و الدموع ممتلأة في عينيها ... ماذا ستفعل الآن؟ لا تعلم كيف تتصرف ، كيف تخرج نفسها من هذة الورطة الذي اوقعها فيها حبيبها؟ ، هل تنفذ مطلبه و تصبح خائنة .. مخادعة مثل والدتها التي كرهتها لخداعها و خيانتها لوالدها ، هي لا تريد ان تصبح مثل والدتها ابدا .. ولكن ماذا ستفعل؟ اتخبر ذلك الشيطان عن سبب مجيئها لهنا؟! لا .. هكذا ستضر بجلال .. بحبيبها .. حبيبي! .. كيف القبة بذلك بعد ما فعلة! هو لا يستحق ذلك اللقب ابدا .. ولكن .. سيظل حبيبها و ستظل تلقبه بذلك فهي تحبة ، تعلم مدى غبائها ولكن هذا ليس بإرادتها ، احضتنت جسدها الصغير بذراعيها و الدمو ع تتساقط من عينيها ، تشعر بهذة اللحظة لمدى احتياجها لحضن يحتويها ، نعم تحتاج لحضنه .. لكلماته .. لأنفاسه .. تحتاج له حقا ، فهو الوحيد الذي يبث لها الدفئ و الأمان ، برغم ما فعله ... تحتاجه!
    نعم هي تشعر بالألم و الحزن مما فعلة ولكن لا تستطيع كرهة لا تستطيع فهو اول من دخل قلبها ، و اول من لمسها .. وهو زوجها ، زوجها! تذكرت كلماته التي جرحتها و المتها و زادت من بكائها في هذة اللحظة
    "- انت عارف انا مين؟
    - انتي ريحانة
    - مراتك
    - عرفي"
    اغمضت عينيها بألم و ارتفع صوت شهقات بكاءها
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    جالس على كرسي مكتبه ، يضع قدم على آخرى و يحرك اصبعة بطريقة روتينية على الطاولة و هو شارد
    احدهم يطرق الباب فسمح له بالدخول
    - طلبتتي يا سيدنا
    توقف عن حركة اصبعة الروتينية و نظر للرجل المسن و قال بهدوء
    - بنتك بتشتغل في قصر الشيطان .. صح؟
    ارتبك الرجل و اتى ان يرد ولكن سبقة جلال بحدة
    - قول الحقيقة
    بلع الرجل ريقة بإرتباك و اومأ برأسه بخوف وقال بسرعة
    - بس واللهي بتشتغل تحت مع الخدامين ومبتعرفش تجيب اي معلومات او حاجة
    - هتعرف
    قالها بحزم ، فظهرت علامات الخوف و القلق على وجهة الرجل ، بينما اكمل جلال
    - عايز بنتك في مهمة
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    نهضت من مكانها عندما سمعت صوت طرقات احدهم على باب الغرفة التي تقيم فيها ، مسحت دموعها و قالت بصوت ضعيف
    - اتفضل
    دخل الحارس الذي كان يقف امام الغرفة
    - اتفضلي معايا
    - على فين؟
    قالتها بشيء من القلق ، فقال معاود طلبة
    - اتفضلي معايا لوسمحت
    نظرت له لبرهه بقلق و من ثم تحركت امامة و خرجوا من الغرفة
    اوصلها امام ذلك الجناح الخاص بسيدة و فتح الباب لها و قال
    - اتفضلي
    نظرت له بغير راحة و دخلت ، و هي تدخل كانت تنظر لكل شيء و لكل ركن في هذا الجناح ، انة كبير جدا .. و راقي جدا ، و كان يتميز هذا الجناح بالألوان الداكنة ، التفتت لتسأل الحارس بأن لمن هذا الجناح .. اهو ل سيدهم الشيطان؟ ام ماذا ، ولكنها عندما التفتت لم تجدة .. بل وجدت فتاة يبدو انها في العشرين من عمرها تحمل صينية ممتلأة بالطعام ، تقدمت الفتاة و قالت
    - صباح الخير ، الفطور جاهز
    - هي الساعة كام؟
    سألت ريحانة هذا السؤال بإستغراب ، فأجابت الفتاة
    - الساعة 12 الظهر
    رفعت حاجبيها بإستغراب و قالت
    - الساعة 12 الظهر!؟ .. يعني على كدة انا هنا من بليل صح
    اومأت الفتاة برأسها و قالت
    - الفطور جاهز يا انسه ريحانة
    - تعرفي اسمي منين؟
    تقدمت الفتاة من ريحانة و امسكت بيدها و تقدمت بها لحيث الاريكة و جلست و قالت بخفوت
    - انا جاية من عند سيدنا جلال ، انا زهرة
    - جلال ... غير رأيوا و هيرجعني صح؟
    قالتها بأمل وهي مبتسمة
    - هووس وطي صوتك لحد يسمعنا و نبقى روحنا في داهية ، لا ... انا جاية هنا عشان اخد المعلومات منك و اوصلها ل سيدنا جلال
    تلاشت إبتسامتها و قالت بخيبة أمل
    - يعني لسه مُصْر
    - بيوقلك تنفذي كل اللي طلبوا
    قالت ريحانة رافضة
    - مش هنفذ اللي طلبوا ، مش هنفذ اي حاجة
    - استعيذي من الشيطان ، انتي متعرفيش سيدنا جلال ممكن يعمل اية لو اللي طلبوا متنفذش
    - شكلي معرفهوش فعلا
    قالتها بقهر و ألم
    ربطت زهرة على كتفها وقالت مكملة ما اتت لتقولة
    - بصي ، كل حاجة سيدنا جلال مظبطها ، و سبب مجيتك هنا واللي حصلك وصل للشيطان بطريقتنا و نجحنا
    اومأت ريحانة برأسها بإستسلام ، بينما اكملت زهرة سريعا حديثها و تنبيهاتها ومن ثم نهضت وقالت قبل خروجها
    - خلي بالك من كل كلمة بتقوليها و كل تصرف عشان .. الشيطان مش سهل
    رفعت ناظريها لها ببطئ بدون اي تعبير ظاهر على وجهها ، فأردفت زهرة بنوع من الشفقة
    - خلي بالك من نفسك
    و التفتت و غادرت سريعا
    تنهدت ريحانة بألم و قهر فهي الآن امام الأمر الواقع و لا مفر من هذا الواقع المشئوم ، هل ستستطيع ان تتقن الدور بشكل صحيح دون ان يكشفها او يشك بها حتى؟ ، هل ستستطيع جلب ما طلبة جلال منها من معلومات؟ ، هزت رأسها بعنف لعلها تشعر بالراحة قليلا ، نهضت من على الأريكة و إتجهت للسرير و دفنت نفسها تحت ذلك الغطاء الناعم المريح و دمعت عينيها فجأة دون سبب مباشر فالذي بداخلها يبكيها و ما سيحدث لها يخيفها ، فلا وسيلة لديها لإخراج ما بداخلها ماعدا ... البكاء
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    ارتفع صوت ضحكاتة بعد خروج الرجل المسن من عنده ، فالأخير اعلمة بأن ابنتة اتمت ما طلبه منها ، تنهد براحة كبيرة و اخذ يحدث نفسة
    - و الخطوة الأولى تمت بنجاح
    اكمل و قد احدتت نظراته و لهجته
    - نهايتك على ايدي يا شيطان ، القرية دي هتبقى ليا لوحدي .. قريب .. قريب جدا
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    مر الوقت و هي مازالت على حالتها .. تبكي ولكن في صمت شارد تتذكر ذكرياتها الجميلة الرومانسية التي قضتها مع جلال بعد ان وافقت على الزواج به ... عرفي

    ************************★************************

    منذ عاميين ماضيين
    مرت الأيام و هي في قصرة تعمل كخادمة ، كانت دائما تعمل في الطابع الخاص به كانت هذة اوامر منه ... كان هو لطيف معها جدا و بلطفه هذا وقعت هي في حبه و كانت تصرفاتها تظهر ما في قلبها دون إرادة ، فهو استغل هذة الفرصة ففي يوم طلبها في مكتبه فأتت له
    - اقعدي يا ريحانة
    اومأت برأسها و جلست وهي مخفضة الرأس
    - عايزيك في موضوع مهم ... موضوع يخصني انا .. و انتي
    رفعت رأسها ببطئ و دقات قلبها تكاد تسمع و اسأله كثيرة تدور في رأسها ... ما الذي يربطها به ليقول انا و انتي! ... هل علم بحبها له؟ هل هو يحبها ايضا؟ .. هل سيطلب منها الزواج ؟ اسأله مراهقة ساذجة خطرت في بالها
    اخرجها من تفكيرها مؤكدا ما تفكر فيه
    - تتجوزيني ؟
    شهقت بصوت عالي و حدقت به بشيء من الذهول القريب من الصدمة ، إبتسم بجاذبية وقال
    - شكلي دخلت غلط
    - ...................
    نهض من على كرسي مكتبة و دار حول طاولة مكتبة ليجلس بالكرسي المقابل لها و امسك بيدها و قال
    - عايزك تكوني مراتي ... عارف انك بتحبيني
    اخفضت رأسها بخجل وقد توردت وجنتيها ، إبتسم اكثر و قال
    - و انا كمان بحبك على فكرة
    عضت شفتيها بخجل شديد و إبتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها ... سحرة هذا المشهد فقال بهيام
    - انتي حلوة كدة ازاي؟
    - .....................
    هز رأسه و ضحك و هو يقول
    - يالهووي ، اية اللي عملتيه فيا دة!
    رفعت ناظريها له بحذر فتلاقت عينيها بعينيه الزرقاوتين ، فتنهد و قال بهدوء
    - هنتجوز عرفي ، محدش هيعرف انك مراتي غيري انا و انتي و بس ، و هنعيشك في جناح خاص لينا منعزل عن الكل في القصر دة
    كانت تستمع له بإنصات ، بعد ان انهى كلامه سألته بشيء من التردد
    - لية كل اللي قلتوا دة؟ .. لية هنتجوز عرفي؟ لية نخبي؟ لي...
    قاطعها قائلا
    - عشان معرضكيش للخطر ، انا عندي اعداء كتير و لو عرفوا اني اتجوزت ممكن يستغلوا دة تضدي و يأذوكي ، وانا مش هستحمل ان اي حاجة تمس بيكي
    اقنعها كلامه قليلا ، شردت تفكر قليلا ولكنه لم يسمح لها بالتفكير ... فأقترب منها و قبلها .. بحب .. و رقة .. و حنان ، صدمت في البداية ولكن سرعان ما استجابت له ، عندما شعر بإستجابتها ابتعد عنها قليلا وقال امام شفتيها
    - موافقة؟
    - موافقة
    قالتها بخفوت تام

    ************************★************************

    فتحت عينيها بفزع و انتفضت من على السرير عندما وجدته يدلف للغرفة ، نظر لها دون اي تعبير على وجهة ، تقدم بخطوات ثابتة لتلك الخزانة الكبيرة السوداء و فتحها و بدأ في خلع قميصة ، فشهقت و وضعت يدها على عينيها و تحركت بخطى مرتبكة متجهه للخارج فأوقفها بصوتة الأجش و هو يلويها ظهرة و يرتدي سترة بدون اكمام
    - استني
    فتوقفت و صدرها يعلو و يهبط من سرعة تنفسها و توترها ، التفت لها ببطئ و قال ببرود
    - رايحة فين؟
    ابتلعت ريقها و التفتت ببطئ و قالت بخفوت
    - هخرج
    - ممنوع تخرجي من الأوضة دي بدون ما تستأذنيني
    رفعت حاجبها بذهول ، فأردف بهدوء وهو يتجه للأريكه الموجودة امام السرير و يجلس و يضع قدم على اخرى
    - تعالي اقعدي .. هنتكلم
    نظرت له لبرهه قبل ان تتقدم و تجلس على حافة السرير مقابلة له
    ساد الصمت لدقائق قبل ان يقول بهدوء
    - من الغباء ان واحدة تهرب من مدينة زي القاهرة و تيجي لقرية مش معروفة ، و متعرفش فيها اي حد ، مش غباء دة برضوا !
    نظرت له ببعض من الضيق و عقدت حاجبيها فغمغم بطريقة مستفزة
    - صحيح للضرورة احكام
    ردت سريعا بشراسة و كأن توترها و خوفها تبخر
    - ايوة ، للضرورة احكام
    اطلق ضحكة خبيثة و قد لمعت عينيه السوداتين لشراستها ، و قال بحماس مخيف
    - شكلها بداية مبشرة
    انتابها القلق لقولة الأخير
    نهض من على الأريكة و ابتعد عنها بخطوات ثابتة و إتجه نحو السرير و القى بجسدة علية و وضع ذراعة على وجهة
    فنهضت بسرعة و التفتت له و قالت
    - نمت هنا لية؟
    قال ببرود و هو على وضعه
    - جناحي
    فردت بسرعة
    - طيب هنام فين انا؟
    - معايا
    - نعم!
    هتفت بها بإستنكار
    ازاح ذراعة من على وجهة و نظر لها بسخرية ، فقالت بإستنكار وهي تتجه للباب
    - طبعا مينفعش اني انام مع واحد غريب في اوضة واحدة
    و بعد ان انهت جملتها وضعت يدها على قبضة الباب و برمتها و لكن الباب لا يفتح .. أعادت الكرة مرتين و ثلاث بغضب و لكن لا فائدة ، فالتفتت له بحدة فوجدته اعتدل قليلا في جلسته و هو ينظر لها و على و جهة إبتسامة باردة مستفزة
    - ينفع ... مادام حظك السيء رماكي عندي
    قالها ببرود قبل ان يعود لوضعه السابق 

    الفصل الثالث 

    أشرقت شمس يوم جديد
    فتحت عينيها العسليتين بنعاس فهي لم تنم بشكل مريح بسبب قلقها و تفكيرها بما ستفعل ، اعتدلت من وضعها النئائم بجلستها .. و وضعت يدها على رقبتها تدلكها فشعرت بألم بها فالنوم على الأريكة ليس مريحا
    نظرت بإتجاه السرير فلم تجده ، فنهضت و اتت ان تتجه للحمام فتوقفت عندما لمحت السفرة الموضوع عليها طعام الأفطار ، فصرخت معدتها مطالبة بالطعام ، فتقدمت و جلست و بدأت في تناول الطعام بشراهه
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    بعد ان انتهت من تناول الفطور ، وضعت يدها على بطنها وهي تشعر بالشبع
    سمعت طرقات زهرة على الباب مستأذنة للدخول ، فهتفت سامحة لها بالدخول
    - صباح الخير انسه ريحانة
    - صباح النور
    - محتاجة اي حاجة؟
    - لا ... اة
    إبتسمت زهرة و قالت
    - اتفضلي
    - عايزة لبس ليا
    - حضرتك هتلاقية في الدولاب ، دايما بيبقى في لبس حريمي
    رفعت حاجبيها بدهشة و قالت
    - دايما؟!
    اومأت زهرة برأسها ، فأكلمت ريحانة بسخرية مستنتجه
    - اكيد عندوا عشيقات ، صح
    نظرت لها زهرة و لم ترد ، فأكملت بضيق
    - بكرة النوع دة من الرجالة ، ازاي بيتسلوا في كل البنات دي! ، اسلوب قذر
    إبتسمت إبتسامة مريرة و اكملت
    - ياريت الكل يبقى زي جلال ، مكنش بيعمل كدة ابدا
    نظرت لها زهرة بشفقة و سخرية اخفتها سريعا
    تنهدت و هي تنهض و تتجه للخزانة ، و فتحت الدرفة الأول من الخزانة فوجدت ملابس كثيرة للنساء منها الفاضح و منها المحتشم ولكن اكثرها الفاضح ، اغلقت الطرفة بغضب ، فقالت زهرة بإستغراب
    - في اية؟
    التفتت لها ريحانة بعد ان اغلقت الخزنة
    - جيبيلي لبس جديد
    رفعت زهرة حاجبها و قالت
    - منين؟
    - معرفش
    - الست اللي بتبيعلنا اللبس مش هتيجي النهارضة ، هتجيلنا على آخر الأسبوع
    - هاتيلي اي لبس ، هاتيلي من لبسك
    انفجرت شفتي زهرة بذهول
    - لبسي؟
    قالتها بإستنكار
    - ايوة لبسك
    - مش هين...
    قاطعتها ريحانة بنفاذ صبر
    - خلصي يا زهرة وهاتيلي لبس من عندك ، انا مش هلبس اللبس الفاضح دة
    - بس سيدنا الشيطان هيت...
    قاطعتها بلطف مصتنع
    - هاتيلي اللبس ، دة جزء من الخطة ، يلا يا زهرة
    اومأت برأسها و غادرت لتجلب ما طلبته منها ريحانة
    عادت للأريكة و جلست و اراحت رأسها للخلف بشرود فهي اتخذت القرار ، نعم ... ستفعل ما طلبه منها و ستجلب كل ما المعلومات المطلوبه ، ستخدع ذلك الشيطان ، نعم تشعر بالخوف و عدم الراحة و الطمأنينة ولكن ستحاول ان تتغلب على ذلك وان تتقن دورها جيدا لكي تنهي ما اتت لفعلة هنا و تعود لحياتها السابقة
    عادت زهرة سريعا و معها جلابية ، فقدمتها ل ريحانة التي امسكتها و قالت
    - شكرا ، استنيني هنا عقبال ما ادخل البسها
    اومأت زهرة برأسها و إتجهت للأريكة و جلست بينما إتجهت ريحانة للحمام
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    يتجول بجواده الأسود في الأراضي الخضراء الواسعة ، كان ينهر العاميلن المتكاسلين بشدة ، اوقف جوادة عند ذلك الفتى الذي لا يتعدى عمره الخامسة عشر ، قال بصوته الأجش
    - انت ( اشار للفتى ) ، تعالى
    التفت له الفتى بخوف و نهض و اقترب منه بتردد ، نزل من على جوادة و قال بحدة
    - انت عارف القوانين ، ازاي تيجي و تشتغل وانت معتدش ال 18 سنه
    اجاب الفتى بتلعثم
    - محتاج فلوس ، ماما تعبانة و محتاجة دكتور و علاج و لازم اشتغل عشان اجيب فلوس بأسرع وقت
    - اسمك اية؟
    قالها بهدوء بعد ان اصبح في مستوى الفتى ، فأخفض الفتى رأسه وقال
    - يحيى
    هز رأسه و اشار لأحد رجاله بحركة محددة فأتى برزمة نقود لسيدة ، امسك الشيطان بيد الفتى الصغيرة و وضع بها رزمة المال ، فأبعد يده الفتى بسرعة وقال رافضا
    - مش عايز فلوس منك
    رفع حاجبة و قال
    - السبب....
    اجاب يحيى بطريقة طفولية
    - فلوس حرام ، كل فلوسك بتجيبها من الحاجات الوحشة اللي بتغضب ربنا
    احدت نظراته و قال
    - مين قالك الكلام دة
    اجاب بتردد و خوف
    - ماما
    هز رأسه و تحولت نظراته للبرود و نهض و اشار لأحد رجال و اعطاه رزمة النقود و امره بأن يأخذ الفتى "يحيى" إلى منزله و يقدم هذا المال لوالدته
    صعد على جواده مرة آخرى و اكمل تجوله بهدوء
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    خرجت من الحمام و هي تضع منشفة على شعرها المبلل
    كانت زهرة تلعب بأظافرها .. فرفعت ناظريها عندما شعرت بخروج ريحانة ، و فور رؤيتها اخذت تضحك لمنظرها ، فالجلابية واسعة و كبيرة جدا عليها و على جسدها الضئيل
    - بتضحكي على اية؟
    قالتها ريحانة بضيق ، فنهضت زهرة وهي تحاول التوقف عن الضحك
    - الجلابية كبيرة اوي عليكي ، مش باينة منها اصلا
    - متضحكيش
    قالتها بحزم . فتوقفت زهرة عن الضحك و تأسفت ، فأكملت ريحانة
    - كدة احسن انا عايزاها كبيرة و واسعه
    رفعت حاجبيها بتساؤل وهي تسأل
    - السبب
    - للأمان
    فهمت ، فهزت رأسها و قالت
    - طيب ، حضرتك عايزة حاجة مني قبل ما امشي؟
    - لا ، تقدري تروحي
    - ماشي ، عن اذنك
    و غادرت الجناح
    إتجهت ريحانة للمرآة الطولية و جلست امامها على الكرسي و ازالت المنشفة لتظهر شعرها الأسود المجعد ، و بدأت في تمشيطة
    بعد ان انهت تمشيط شعرها ، نهضت و إتجهت للشرفة الكبيرة ، دخلتها و انبهرت .. فهي كبيرة جدا و واسعة ، جرت و توقفت امام السور الذي يطل على تلك الأرض الخضراء الواسعة جدا جدا ، كم هو منظر طبيعي خلاب ، هي تعشق هذة المناظر الطبيعية الخلابة و تستمتع كثيرا برؤيتها ، جذب انتباهها ذلك الجواد الأسود الذي يركض بحرية في هذة الأرض الواسعة ، شعرت بالنفور عند رؤيته ، فهي تكرة اللون الأسود جدا لأنها تشبه حياتها بذلك اللون ، فجأة ظهر الشيطان وهو يركض خلف الجواد الأسود و في ثوان وصل إليه و امسكه من اللجام ، فتعالى صوت صهيل الجواد الأسود بغضب ، فأقترب منه و ملس على شعره الأسود الطويل بحنان فهدء و استجاب له ، ثم ابتعد عنه بمسافة و اصدر صوت غريب فبدأ الجواد بالركض مرة آخرى ... وهو خلفه
    كانت تشاهد ما يحدث بدهشة فهذة المرة الأولى التي ترى فيها اسلوب كهذا ، ارتسمت على وجهها إبتسامه ساخرة .. فما يبدوا انها سترى هنا اشياء كثيرة كهذة ستثير دهشتها
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    مر الوقت ببطئ شديد فشعرت بالضجر ، فنهضت من على الأريكة و إتجهت للباب و فتحتة وجدت الحارس يقترب منها و من ثم قال
    - محتاجه حاجة؟
    - عايزة اخرج من هنا ، زهقت
    - اسف حضرتك ، اوامر سيدنا ان ممنوع تخرجي من هنا إلا معاه
    غمغمت وهي تهز رأسها تفكر و من ثم نظرت للحارس قالت
    - هيرجع امتى سيدك؟
    هز كتفة بأنه لا يعلم ، فتأففت بضيق قبل ان تلتفت و تدخل للغرفة ، و هي تغلق الباب اتت ان تغلقه بالمفتاح ولكن لم تجد اي مفتاح ، فضربت على الباب بضيق .. فهي كانت تنوي أن تبدأ في البحث عن المعلومات التي طلبها جلال .. تقدمت بخطوات غاضبة ضائقة و جلست على السرير مربعة الأرجل و اسندت ذراعها على ركبتها و وضعت كفها تحت ذقنها .. منتظرة قدومه ، و ما لبثت حتى نهضت بسرعة و هي قد تراجعت عن فكرة انتظاره .. ستفعل ما كانت ستفعله منذ دقائق ، إتجهت للأدراج الخشبية الموضوعة بجانب السرير ، فتحت الأول لم تجد شيء ، و الثاني و الثالث كذلك ، التفت حول السرير و من ثم فتحت الأدراج و لم تجد شيء ايضا ، فإتجهت للخزانة و فتحت الدرفة الأولى و اخذت تبحث فيها و لم تجد فأغلقتها و إتجهت لفتح الدرفة الآخرى للخزانة و هي تتمتم
    - شكلي مش هلاقي حاجة و لا هوصل لأي حاجة
    لم تجد اي شيء ايضا في هذة الطرفة .. وجدت ملابسه فقط ، فأغلقتها و إتجهت للدرفة الوسطى من الخزانة و حاولت فتحها و لكن لم يفتح ، حاولت مرة و اثنين و ثلاث و فجأة انتفضت و التفتت عندما سمعت صوته الأجش
    - بتعملي اية عندك
    دقات قلبها تسارعت من فزعها ، بلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت مرتجف قليلا من اثر الفزع .. و ايضا منه
    - مبعملش
    خطى متجها لها بخطوات ثابتة و نظراته الباردة و هو يقول
    - بجد !
    اومأت برأسها ، و قالت سريعا لكي تخرج نفسها من هذا الموقف
    - انت لية حابسني هنا؟
    توقف مقابلا لها فظهر فرق الطول بينهم ، فهي كانت قصيرة بالنسبة له ، تفحصها بناظرية و هو يسألها و متجاهلا سؤالها
    - منين جبتي اللي لبساه دة؟
    - من الخدامة ، طلبتوا منها
    - لية
    - مش لاقيه لبس هنا يتلبس
    - لا ، في لبس و كتير
    - مش هلبس اللبس اللي هنا
    - لية .. هيليق عليكي
    قالها بوقاحة ، فقالت بإستنكار
    - هيليق عليا ! ، مش بلبس اللبس الفاضح دة
    - من خبرتي الطويلة ، عارف انه هيليق عليكي ... اووي
    قال جملته بوقاحة اكثر و هو يتفحص جسدها بنظراته النارية الخبيثة
    خافت من نظراته و عادت للخلف ببضع خطوات
    إبتسم بسخرية و من ثم التفتت متجه للخزانة ليأخذ ملابس له ، ساد الصمت لثواني قبل ان تعاود سؤالها الذي تجاهله
    - انت لية حابسني هنا؟
    - .......
    اكملت
    - حاسه اني في سجن ....
    قاطعها ببرود وهو يلتفت و ينظر لها
    - سجن .. اممم تشبية حلو
    - بتكلم بجد ، انا النهارضة جيت اخرج من الجناح الحارس اللي برة مرضيش بسبب اوامرك ، لية بقى امرتوا انه يفضل حابسني هنا؟!
    قال وهو يقترب منها ببرود
    - قلتلك قبل كدة .. انتي وقعتي تحت ايدي ، و قلتلك كمان ان ممنوع تخرجي من الأوضة دي بدون ما تستأذنيني
    ردت بنفاذ صبر
    - طيب ، و انا اهو بستأذنك ، ممكن تخرجي من الجناح دة !
    - لا
    قالها ببرود قبل ان يلتفت و يتجهة للحمام ، فهتفت بغيظ و غضب
    - بارد
    اغلق باب الحمام بهدوء بارد
    القت بجسدها على السرير بغيظ ، اهو حقا عديم الاحساس .. بارد .. ام يدعي ذلك ؟! ، اخذت تتأفف بضيق ، تشعر بالأختناق حقا ، تريد الخروج .. شعورها بأنها سجينه هنا يزعها و بروده يثير غيظها
    نهضت بحزم و إتجهت لباب الجناح و فتحته فظهر لها الحارس ، تجاهلته و اتت ان تخرج من عتبه الباب اوقفها الحارس
    - ممنوع حضرتك تخرجي
    نظرت له بحزم و قالت
    - بس انا عايزة اخرج ، فهخرج
    رد بهدوء
    - اسف ، مش هينفع اخليكي تخرجي
    صرخت غاضبة
    - بس انا عايزة اخرج ، انا مش سجينه هنا
    لم يرد ، فأستفزها صمته ، فصرخت به
    - ما ترد عليا
    - دي اوامر مني ، قلتلك قبل كدة
    التفتت له عندما سمعت قوله البارد .. كان هو لتوه خارج من الحمام ، أكملت بحالتها
    - و انا قلت قبل كدة عايزه اخرج
    اشار للحارس فتقدم الأخير و اغلق الباب ، بينما اتجه هو لطرف السرير و جلس عليه بهدوء اشعلها غضبا فوق غضبها ، تقدمت بخطوات واسعة و وقفت امامه و قالت بغضب و صوت عالي
    -انت مش بتسمع! ، قلت عايزه اخرج ، الوو ، انت بارد لية ؟ ، رد عليا ، انت بارد و شخص مستفز و حقي..
    قاطعها بنهوضه السريع و اقترابه منها حيث امسك ذراعها و وضعها خلف ظهرها بقسوة ألمتها ، فهتفت بألم
    - يا حقير ، ابعد ، ايدي ، يا حيوا....
    ضغط على ذراعها بقسوة اكثر .. كادت تكسرها ، فصرخت متألمه ، فقال بهدوء مخيف
    - لسانك طويل ، مش ملاحظه كدة!
    نظرت له وهي تتألم بشدة ، و قالت و الدموع اقرب لعينيها من الألم
    - ايدي .. سيبها .. ااه
    - مش قبل ما تاخدي عقاب صغير عشان تحرمي تطولي لسانك عليا
    بعد ان انهى جملته الأخيرة ، انخفض قليلا برأسه و في عينيه بريق مخيف ، و انقض على شفتيها بقبلاته القاسية ، المؤلمة ، الشرسة ، التي ذكرتها بماضي أليم ، كريهة ... طالما هربت منه .. بعد ثواني
    اصبح جسدها يرتجف بقوة ، اطراف اصابعها اصبحت باردة ، تطبق اجفانها بقوة و الدموع تسيل على وجنتيها .. تراءت بعض الصور و المشاهد المتتالية امام عينيها ، ذلك الصوت الذي يتردد في اذنها ، كانت تحاول ان تبعده عنها بكل قوتها ولكن قوتها قليلة جدا امامه ، اصبح كل شيء متداخل امامها ، ذكرياتها و واقعها ... فجأة تهاوت بين ذراعيه فاقدة الوعي .

    الفصل الرابع

    تشعر بما يحدث حولها ، صوت الطبيب و من ثم صوت زهرة التي تنادي بأسمها بقلق ، بدأت تتململ و تفتح عينيها ببطئ ، نظرت ل زهرة التي إبتسمت بإرتياح عندما وجدتها تستيقظ .. و من ثم مررت ناظريها حولها لم تجد احد .. فأعادت ناظريها لزهرة التي بدأت في الحديث
    - حمدالله على سلامتك يا انسه ريحانة ، انتي كويسة دلوقتي؟ ، الدكتور قال انك اتعرضي لإنهيار عصبي بس جت بسيطة الحمدالله ....
    لم تعد تسمع حديث زهرة الباقي .. و لا تراها ، فقد عادت بها ذاكرتها للماضي التي ظنت انها نسيته

    ************************★************************
    كانت تسكن في منزل صغير يتكون من غرفة واحدة و مطبخ صغير و حمام
    كانت في العاشرة من عمرها ، تتذكر ذلك اليوم الذي اتت فيه والدتها بعد إنتهاء ايام العدة لوفاة زوجها .. اتيه و معها رجل غريب ، تتذكر في حينها قول والدتها وهي تقدمه بسعادة لها
    " - تعالي يا ريحانة يا حبيبتي ، سلمي على باباكي الجديد ، و جوزي "
    تتذكر صدمتها و رفضها للأمر و للأسف رفضها لم يغير شيء ....
    عندما اتى المساء .. كانت نائمة على الأرض في غرفة النوم ، كانت ترتجف تحت ذلك الغطاء .. ضاغطه على اذنيها بكفيها بقوة و هي ترتجف بخوف كلما تسمع صوت تأوهات والدتها و هي تقيم علاقتها الزوجية مع الزوج الجديد ، اتتخيلون .. طفله لم تصل لسن المراهقه بعد ترى و تسمع ما يحدث بين زوجين!

    ************************★************************
    استيقظت من ذكرياتها على اثر يد زهرة التي تمسك بيدها التي بدأت ترتجف ، سحبت يدها و اعتدلت لتصبح في وضع الجلوس و من ثم ضغطت على يدها بقوة و قالت بضوت ضعيف
    - عايزة ابقى لوحدي
    اومأت زهرة برأسها و قالت وهي تنهض
    - لو احتجتي حاجة ناديني ، هبقى اعدي عليكي عشان اديكي الدوا
    - انا كويسة و مش محتاجة ادوية ، ممكن تسيبيني لوحدي
    قالتها بإقتضاب ، فغادرت زهرة بهدوء
    اغمضت عينيها بتعب فظهرت لها صورة والدتها و زوجها في تلك الحالة ، هزت رأسها بعنف و هي تهمس " بس .. بس " ، فتحت عينيها و من ثم ازالت الغطاء من على جسدها و انزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض و نهضت، اقتربت من الطاولة لتأخذ كوب الماء ، وضعت يدها المرتجفه على الكوب وحملته فكاد ان يسقط من بين يديها ولكن وجدت شخص يلتقطه من يدها قبل ان يفلت منها ، رفعت ناظريها فوجدته ، فتراجعت للخلف تلقائيا و بخوف ، ارتسمت على وجهة إبتسامه جانبية وقال
    - مش عايزة تشربي !
    قالت بصوت خافت مرتجف قليلا
    - مش عايزة
    اومأ برأسه و هو يعيد الكوب مكانه و من ثم وضع يديه في جيوب بنطاله و قال بجمود
    - ليكي حق تخافي مني .. بس مش لدرجة اللي حصل .. ولا اية ؟!
    نظرت له و صمتت ، فأكمل بغموض
    - وراكي ماضي كبير و غامض .. و في يوم هيتكشف
    شعرت بأنه يعرف شيء عنها او ما شابه .. و لكنها تجاهلت شعورها و كذبته
    نظرت له بإستنكار و بعض من الضيق عندما قال بتهكم
    - مش ناويه تغيري الشوال اللي لابساه دة !
    - عاجبني
    - اممم ، ماشي .. خليكي لابساه ، حلو عليكي
    لم ترد ، فأكمل بهدوء وهو يلتفت
    - تعالي ورايا
    - لفين؟
    لم يرد ، فسارت خلفه لخارج الجناح
    اخذها لأحد الغرف الكبيرة و الواسعة جدا ، كانت غرفة الطعام حيث في منتصفها سفرة كبيرة جدا ممتلئة بأصناف متعددة من الطعام ، كانت رائحه الطعام تملأ الغرفة ، رائحته شهيه فعلا ، بدأت تشعر بالجوع و لكن تجاهلت شعورها بالجوع و قالت
    - جبتني هنا لية؟
    كان قد جلس على السفرة ، فألتفت لها و نظر بسخرية ، فقالت
    - انا مش عايزة اكل
    - تعالي اقعدي
    قالها بهدوء
    - قلت مش عايزة اكل ، هرجع ل....
    قاطعها بصرامة افزعتها قليلا
    - قلت تعالي اقعدي ، مش هعيد كلامي
    خضعت لأوامرة و تقدمت و اتت ان تجلس في احد المقاعد البعيدة فأمرها ان تجلس بالمقعد الذي بجانبه ، كادت ان ترفض ولكن نظرته الحادة لها جعلتها تنفذ ما امرها به
    ظلت تنظر للطعام و لم تأكل منه شيء ، فقال بعد ان بلع الطعام الموجود في فمه
    - كلي
    - مش عايزة
    - مش بمزاجك
    نظرت له و رفعت حاجبها بإستنكاء عندما اكمل...
    - مادام قعدتي على السفرة هنا و معايا يعني لازم تاكلي و إلا هتشوفي تصرف مش هيعجبك
    - يعني اكل بالعافية !
    تجاهل قولها و امسك بقطعه اللحم و وضعها في فمها بالقوة ، فنظرت له بغضب و هي تحاول مضغها ، إبتسم لها بطريقه مستفزة و اكمل طعامه
    بعد ان انتهوا من تناول الطعام ، غادر هو القصر بينما هي عادت للجناح وهي تشعر بالراحه فقد علمت ان اليوم هو يشرف بنفسه على القرية و لن يعود إلى غدا صباحا ، فدخلت للجناح و نامت سريعا على اثر الدواء الذي تناولته
    ...........
    عاد للقصر على الثالثه بعد منتصف الليل على غير ما سمعت هي ، إتجه لطريق جناحه و وصل و دخل فوجدها نائمه على السرير بسلام ، إتجه للخزانه و اخرج ملابسه و إتجه للحمام ليأخذ حمام ساخن يريحه .....، بعد ان انتهى من حمامه الساخن خرج و إتجه للسرير و اراح جسده عليه و اقترب منها و حاوطها بذراعه من خصرها ليصطدم ظهرها بصدره القوي
    كانت هي نائمه ، فتحت عينيها بفزع عندما شعرت بيد تضع عليها ، نظرت من فوق كتفها فوجدته هو ، فأرتجف جسدها لا إراديا
    سمعته يهمس في اذنها
    - متخفيش ... مش هعملك حاجة
    اعادت رأسها للوضع السابق و من ثم اغلقت عينيها بألم ... فهي مجبرة على تحمل كل هذا ، صارت تبكي في صمت
    لم تنم طوال الليل ....
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    اشرقت شمس يوم جديد
    شعرت بحركته فأغمضت عينيها و مثلت النوم ... و اتقنته
    فتح عينيه ببطئ و وقع ناظريه عليها ، فهو كان على نفس الوضعية التي نام بها و هي ايضا ، إبتعد عنها ببرود و إتجه للحمام ، ففتحت عينها بعد ان سمعت صوت إغلاقه لباب الحمام ، اعتدلت و هي تتثاءب
    ظلت جالسه .. ساكنه في مكانها دون ان تفعل شيء ، بعد مرور ربع ساعة تقريبا ، سمعت صوت توقف تدفق المياة فعلمت انه سيخرج في اي لحظة فأستلقت على السرير و مثلت النوم مرة آخرى .
    خرج من الحمام و هو يضع منشفة صغيرة على كتفه ، التفت ليراها فوجدها على حالتها .. نائمه ، فإتجه نحو الخزانة و فتح الدرفة الوسطى بالمفتاح ، فتحت عينيها و كانت تتابعه بالخفاء ، وجدته يخرج اوراق من الرفوف الموجودة داخل الضلفة الوسطى ...
    اثناء قرائته للورق شعر بأنها اتسيقظت فألتفت فوجدها تعتدل لوضع الجلوس فقال وهو ينظر لها
    - شكلك نمتي كويس
    - نمت كويس اوي
    قالتها بسخرية ، إبتسم إبتسامة جانبية و قال وهو يلتفت
    - اكيد
    و من ثم اعاد الورق مكانه و اغلق الخزانة و التفت و إتجه للباب وهو يقول
    - خلصي و إنزلي للفطور
    نظرت للساعه و قالت
    - مش عايزة افطر
    - متتأخريش
    فتح الباب و خرج ، فنهضت هي مسرعة و إتجهت للخزانة و فتحت الضلفة الوسطى منها .. و فتحت ، فهو لم يغلقها بالمفتاح
    نظرت بحيرة للأوراق الكثيرة الموجودة في الخزانة .. التقطت بعض الأورق و اخذت تنظر فيهم و تقرأهم
    انتفضت بفزع عندما سمعت طرقات احدهم على الباب ، فأعادت الورق للخزانة سريعا و اغلقتها و من ثم هتفت سامحة للطارق بالدخول ، و كانت زهرة
    دلفت زهرة للجناح و هي تحمل بعض الملابس الجديدة ، قالت بإبتسامه
    - صباح الخير انسه ريحانة ، إنشاءالله تكوني احسن النهارضة
    اومأت برأسها ، بينما تقدمت منها زهرة و هي تقول
    - سيدنا الشيطان بيقدملك اللبس دة
    و اعطتها اياه ، اخذتها منها ريحانة و قالت بإستغراب
    - ليا؟
    - ايوة ، و كمان لسه جديد
    فهمت ، فأومأت برأسها و هي تنظر للملابس ، بينما اكملت زهرة حديثها
    - و كمان سيدنا بيأمرك ان خلال عشر دقايق تكوني تحت "و اقتربت منها و همست " و سيدنا جلال بيقولك ا..
    قاطعتها و هي ترفعت رأسها و في عينيها لهفة كبيرة و هي تقول
    - جلال .. جلال عامل اية؟ .. بتقولولوا حالتي ازاي هنا ؟ مش عايز يرجعني؟
    ردت زهرة بهدوء و هي تشعر بالشفقة عليها
    - اي حاجة بعرفها عنك بوصلها لسيدنا جلال ، و عرفتوا انك اتعرضتي لأنهيار عصبي
    - وردت فعلوا؟
    قالتها بلهفة و امل و على وجهها إبتسامه ، فكذبت زهرة عندما رأت لهفتها الكبيرة عليه
    - قلق عليكي اوي
    - و ها بيقولك اية كان
    قاطتعها بلهفة اكثر ، فقالت زهرة
    - بيقولك انك تستعجلي و تجيبي المعلومات اللي طلبها
    تلاشت إبتسامتها و ظهرت سحابة حزن في عينيها .. أومأت برأسها بقهر و ألم و التفتت و إتجهت للحمام بصمت حزين
    ..........................
    دلفت لغرفة الطعام ، وجلست في مكانها بهدوء ... فأقتربت الخادمة و بدأت في تقديم الطعام و بعد ان انتهت الخادمة .. غادرت
    قال بحدة وهو ينظر للجريدة الذي يقرأها
    - مش قلت عشر دقايق و متتأخريش
    - مش نزلت !
    ابعد الجريدة قليلا و نظر لها و كاد ان يقول شيء ولكن سبقتة
    - عايزة اشوف القصر
    رمقها بحدة قبل ان يطوي الجريدة و يضعها على الطاولة الصغيرة ويبدأ في الأكل ، وقد تجاهل طلبها ، نظرت له بضيق قبل ان تنظر لطبقها و تبدأ في الأكل
    بعد ان انتهى من تناول طعامة ، امسك بالمناديل و مسح يدية و نادى على احد الخدم فأتت احداهم ... فقال وهو ينظر لريحانة
    - خدي ريحانة و وريها القصر
    اومأت الخادمة برأسها ، بينما مسحت ريحانة يدها بالمناديل و نهضت و سارت مع الخادمة
    ...............................................................
    ضرب بقبضته على المكتب بغضب و هو يقول
    - يعني اية مرضيش يخرج البضاعه من الحدود إلا لما يفتشها ! هو مش عارف دي بتاعة مين ولا اية
    قال احد رجاله بخفوت
    - الظاهر ان وصلوا اخبار على ان البضاعه دي فيها سلاح
    نهض بغضب و قال
    - حتى لو وصلتلوا الأخبار ، إحنا كان بينا اتفاق و هو خالفوا ، و البادي اظلم
    و غادر غرفة مكتبه و من ثم القصر
    ...............................................................
    كانت تنظر لكل غرفة و كل مكان تدخله في هذا القصر بإنبهار ، كان القصر كبير جدا و كان يتميز بزخرفات و ديكورات حديثه لم تراها من قبل ، توقفت في منتصف المرر في الطابق الثالث عندما لاحظت انعزال احد الغرف عن الباقي و اختلاف ترتيب الغرف في هذا الطابق عن البقية ، فسألت الخادمة بحيرة وهي تشير للغرفة المنعزلة
    - هو في اية في الأوضة دي عشان تبقى بعيدة عن الباقي؟ " ثم اخفضت صوتها و اكملت " في سر اكيد
    ابتسمت الخادمة و اتت ان ترد و لكن قاطعها صوت الفتاة التي كانت تخرج من تلك الغرفة
    - حاجة متخصكيش انك تسألي عليها
    رفعت ريحانة حاجبها بدهشة و هي تقول
    - انتي مين؟
    - المفروض انا اللي اسألك مش انتي!
    - انا ريحان...
    قاطعتها بقول مستفز
    - اممم ، اكيد انتي واحدة جديدة من اللي بيرخصوا نفسهم ليه .. صح!
    شعرت بالغضب من قولها ، فقالت
    - لمي لسانك يا انتي
    إبتسمت إبتسامه ساخرة و تجاهلتها و امرت الخادمة ب
    - جيبيلي قهوة و ابعتيها ل اوضتي
    اومأت الخادمة برأسها ، بينما غادرت الفتاة ، فألتفتت ريحانة للخادمة و سألتها بغيظ
    - مين دي؟
    - دي الأنسه عايدة اخت سيدنا الشيطان من الأم
    اومأت برأسها ، فأكملت الخادمة
    - عن اذنك ، انا هروح اعمل القهور للأنسه و هبعتلك خدامة تكمل معاكي
    - ماشي
    و غادرت الخادمة ، بينما ظلت ريحانة واقفه .. تنظر للغرفة ، هل تتقدم و تدخلها لتعرف ما فيها ، فربما تجد اي شيء توصله لجلال .
    اقتربت من الباب بخطوات سريعة حتى وصلت له ، وضعت يدها على قبضه الباب و اتت ان تبرمها و تدخل و لكن مجيء الخادمة المفاجأ و السريع جعلها تنتفض ، عندما رأت الخادمة انتفاضها ، قالت اسفة...
    - اسفة مكنش قصدي اني اخضك ، بس كنتي بتعملي اية؟
    هزت ريحانة رأسها اكثر من مرات قبل ان تقول بتلعثم خفيف
    - اا .. كنت مستنياكي ، اة مستنياكي " ثم اكملت بمرح مصطنع " مش يلا ؟
    اومأت الخادمة برأسها و سارت خلفها
    ...............................................................
    ترجل من السيارة و ظل واقف لبرهه و هو ينظر للقصر بطمع
    - في يوم هيبقى كل القصر دة بتاعي
    قال هذة الجملة قبل ان يتجه لبوابة القصر الداخلية.
    دخل للقصر منفرد دون حراسه و إتجه لمكتب الشيطان .
    كان جالس على كرسي مكتبه و هو يريح رأسه للخلف و مغمض العينين ... فتح عينيه بهدوء عندما شعر بدخول الحارس الذي حياه و من ثم قال
    - السيد جلال برة طالب مقابلة حضرتك
    أمره بأن يدخله ، فخلال ثواني كان جلال يقف امام الشيطان
    رفع ناظريه له ببرود و قال
    - شكلك جاي تتكلم عن البضاعة
    - انت خالفت الأتفاق اللي بينا
    - اي اتفاق !
    قالها الشيطان بطريقة مستفزة ، فرد جلال
    - اي اتفاق!؟ ، انت هتستعبط
    ظلت نظرته الباردة كما هي ، فأكمل جلال
    -هفكرك .. اتفاق انك متتعرضش ليا ولا لأي حاجة تخصني بذات شغلي
    - لغيت الأتفاق دة
    قالها ببرود ، فرد جلال بحدة
    - مش بمزاجك تلغيه وقت ما انت عايز
    - بمزاجي ، لما اعرف ان البضاعة فيها سلاح
    - مش اول مرة يبقى فيها سلاح و انت عارف
    نهض و دار حول المكتب حتى وقف امام جلال ، و قد تحولت نظراته للحدة و قال بهدوء مخيف
    - انت عارف ان اكرة ما عندي الخيانة او مخالفة الأتفاق ، و انت عملت كدة
    بلع جلال ريقة بصعوبة و قال
    - امتى خالفت الأتفاق؟
    امسك بياقة قميصة وجذبه له بقوة و قال بغضب
    - بلاش تعيش دور العبيط .. انت عارف انا بتكلم على اية كويس و عارف كمان ان بعملتك ممكن اطير رقبتك و اخلص منك و من حركاتك القذرة
    و من ثم تركه و قال بهدوء
    - بس لا ، هستنى عليك شوية لغاية ما تجيب اخرك معايا
    و من ثم التفت و عاد لكرسي مكتبه و جلس و وضع قدم على الآخرى ، فنظر جلال له بغيظ و قال و هو يرفع سبابتة بتوعد
    - في يوم هتتبدل الأدوار ، و في وقتها مش هرحمك
    إبتسم بسخرية و قال
    - صبر نفسك بالكلمتين دول
    التفت جلال و غادر مكتب الشيطان و هو يستشيط غيظا و غضبا .
    كانت تنزل على سلالم القصر و خلفها الخادمة ، توقفت بصدمة عندما رأت جلال يسير في ممر الطابق ، هزت رأسها غير مصدقة و من ثم إرتسمت إبتسامه على وجهها كادت ان تصل لأذنها و هي تنزل السلالم ببطئ . بينما كان هو يسير فتوقف فجأة امام السلم عندما شم رائحتها الذي يعرفها جيدا ، فألتفت .. فوجدها ، شعرت هي بدقات قلبها التي اصبحت تنبض بقوة لإشتياقها له ، نظرت له بلهفة و سعادة ولكنه قابل نظراتها تلك بجفاء نظراته لها .. ألمتها ، مرت ثواني و من ثم التفت و غادر.
    شعرت بالدموع تمتلأ في عينيها ، فألتفتت سريعا و جرت لإتجاه الجناح التي تقيم فيه . و قد رأتها زهرة ، فلحقتها بعد ان اغلقت مع المتحدث
    ..............................................................
    طرق الباب احد الشباب العاملين لديه ، دخل بعد سماع الأذن
    - شكلك جبتلي المعلومات اللي عايزها
    قالها الشيطان بإبتسامة جانبية فور دخول الشاب ، فإبتسم الشاب و هو يتقدم و يقول
    - عرفنا مكانوا اخيرا ، كان مستخبي في بيت المزرعة بتاع ابوة الجندي في القرية الرابعة ، وهو حاليا هناك و رجالتنا حاصينوا و مستنين اوامرك يا سيدنا
    اومأ برأسه و قال بقسوة
    - نزلوه الميدان ، و جمعوا الناس ، إعداموا النهارضة .. إعدام الخينة
    اومأ الشاب برأسها و من ثم استأذن و غادر ليفعل ما امرة به سيده
    بينما هو اعاد رأسه للخلف بعد ان التقط سيجارته الفاخرة و اشعلها بتلذذ و هو ينظر للهاوية من بين دخانها .. و قال بتوعد شيطاني
    - مهما هربتوا و روحتوا فين ، هلاقيكم و هقتلكم واحد واحد
    بعد ان انهى جملته ، نفث دخان سيجارته بتلذذ اكثر
    ...............................................................
    جالسه على حافه السرير واضعه كفيها على وجهها و هي تبكي .. تشعر بألم كبير يعتصر قلبها ، طرقت زهرة الباب قبل ان تدلف للجناح ، تقدمت و جلست بجانبها و ربتت على ظهر ريحانة بحنان و هي صامته .. فهي تعلم لما تبكي و تشعر بالشفقة عليها
    بعد مرور وقت ليس بكثير ، تنهدت زهرة وهي تقول
    - بتعيطي لية؟ .. متعيطيش
    رفعت رحيانة رأسها و قال من بين شهقات بكاءها
    - لية بيعاملني كدة ؟! .. هو انا بقيت و لا حاجة بالنسبه لية عشان يعاملني بقسوته دي و لو حتى نظرة
    - ليه عذر ، متنسيش انك في قصر الشيطان و لو حد شاف اي رد فعل ليه و ليكي غيراللي حصل كان انتي هتبقي محور شك
    نظرت لها ريحانة و قد توقفت دموعها عن التساقط ، و قالت ببلاهه
    - بجد ! .... صح
    و من ثم إبتسمت بإرتياح ، فقالت زهرة
    - طيب .. يلا قومي و اغسلي وشك قبل ما سيدنا الشيطان يرجع الجناح
    نظرت بإستغراب و قالت بتساؤل
    - مش المفروض هو في الشغل ؟
    - لا
    اومأت برأسها بسخط و من ثم نهضت و إتجهت للحمام ... و دخلته
    ...............................................................
    يقف الناس في الميدان يتهامسون حول المنصه عن ذلك الشاب الذي يقف على المنصه و الذي يبدو عليه انه تلقى الكثير من اللكمات و الضربات حتى نزف انفه و تورم وجهه و يمسكه رجلين ضخمين البنية من ذراعيه
    كانت ريحانة تقف بعيدا عن ذلك العدد الكبيرمن الناس ، كانت بجانب زهرة التي امرها سيدها بأن تذهب للميدان و تأخذ ريحانة ، فهذا الحدث مهم و سيدهم الشيطان يلزم اهل القرية جميعا على الحضور ..
    وصل سيارته ، فنزل السائق سريعا و جار حول السيارة حتى يفتح الباب لسيده ، فخرج من السيارة الأخير و هو يرتدي نظاراته الشمسيه الفاخرة تلك التي تخفي قسوة و غضب نظراته عن الجميع ، سار من بين الناس بعد ان فتح حارسه الطريق له .. و ها قد وصل للمنصه و صعدها و وقف امام الشاب الذي سيلقى مصيره الآن
    قال الشيطان بصوت عالي يمتلأ بالسخرية
    - فاكر نفسك هتهرب مني ! ، اهو لاقيتك و هقتلك
    صمت لثواني قبل ان يكمل ببرود
    - تعرف انت غلطتك اية؟
    رفع الشاب رأسه بصعوبه و ألم و من ثم نظر له ، فأجاب وهو يخلع نظراته الفاخرة حيث ظهرت قسوة نظراته
    - غلطتك .. انك انت ابن الجندي
    - ابويا كان اكتر واحد صادق و أمين معاك ، بس انت و اشكالك بتنكروا الناس اللي زيوا ل.....
    قاطعه بقهقهته العالية التي تمتلأ بالإستمتاع و من ثم قال وهو يجز على اسنانه
    - بنكر الاشكال اللي زي ابوك و زيك .. عشان كدة هتلحقوا ، تبقى تسلملي عليه بقى
    قال الأخيرة بسخرية قبل ان يشير لرجال خلفه فيتقدمون و هم حاملين زجاجات جاز و من ثم يسكبوها على الشاب حتى تملأه و من ثم اخرج هو قداحته و ضغط على زنادها فأخرجت النار .
    إرتسمت على وجهة إبتسامه شيطانيه و هو يلقى القداحه على الشاب .. فأشعلته ، اخذت الناس تصرخ و تبكي و تسب .. مع صرخات الشاب المخيفه .
    أرتدى نظارته مرة آخرى و من ثم التفت و عاد لسيارته بهدوء ، بينما هي واقفه من بعيد مصدومة غير مصدقة ما حدث
    التفتت لزهرة و قالت و عينيها ممتلأه بالدموع و يديها ترتجف قليلا
    - نهايتي هتبقى كدة ! 

    الفصل الخامس

    دخل القصر و سار بممره وهو يشعر براحه كبيرة ، إتجه للسلالم بهدوء و صعدهم حتى وصل للطابق الثالث و من ثم إتجه للغرفة المنعزلة عن البقية .. ودخلها

    داخل الغرفة،،،،،،،،
    كان واقف امام الشرفة الكبيرة ينظر للخارج وهو قاطب حاجبيه بحزم و هو يقول للشخص الذي خلفه بهدوء
    - خلاص .. قربت انهي عليهم كلهم ، قربت اخلص انتقامي من القرية اللعينة دي و بعدين ... بعدين مش هيفضل غيروا .. هموتوا .. و هتلذذ في موتوا ، وكدة هبقى مرتاح تماما و هقدر انام و انا ناسي كل اللي حصل زمان و الصورة اللي في راسي هنا " كان يشير على رأسه " هنساها . قربت
    و إرتسمت على وجهه إبتسامه جانبية شيطانية
    و عينيه تلمع بإصرار مخيف
    ..........................................................
    كانت ريحانة تسير في الشوارع بجانب زهرة عائدين للقصر، كانت شاردة فيما حدث منذ دقائق .. تتخيل نفسها مكان ذلك الشاب ، كلما تتخيل ذلك تشعر بالخوف يمتلكها كليا ، هي لا تريد الموت بتلك الطريقة ابدا .. هو شيطان و لن يرحمها إذا اكتشف حقيقتها .. لن يرحمها حتما سيقتلها حتى دون ان ترجف له جفن .
    توقفت فجأة عن السير فنظرت لها زهرة بإستغراب فقالت ريحانة و عينيها تلمع من الدموع
    - مش عايزة اموت بالطريقة دي ، انا خايفة اوي ،انا .. انا مش هعمل اي حاجة طلبها مني جلال ، قوليله
    نظرت لها زهرة بهدوء و لم تقل شيء ، اومأت برأسها بهدوء و قالت
    - نمشي!؟
    اومأت ريحانة برأسها و مسحت الدموع التي سالت على وجنتيها و ثم سارت مع زهرة .
    لم ترد زهرة بأن ترجع ريحانة عن قرارها فهي تعلم نهاية ما سيحدث و تريد ان تصر ريحانة على قرارها هذا و لكن .. ليس باليد حيلة كما يقولون
    ..........................................................
    قطع الزجاج المكسورة مبعثرة على الأرض ، جالس هو على الأريكة .. ساند ذراعيه على ركبتيه و صدره يعلو و يهبط من سرعة تنفسه و كثرة غضبه وهو يقول
    - قتله.. قتله الكلب .. دة بيقتل الكل بالدور و بعدين هيجي دوري ، لازم اخلص عليه ، لازم اخلص منوا بأسرع وقت قبل ما يحصل العكس و يجي دوري .
    ومن ثم رفع رأسه ونظر للرجل العجوز وقال بصرامة
    - خلي بنتك تستعجل ريحانة .. معنديش وقت
    اومأ الرجل العجوز برأسه
    ..........................................................
    إتجهت لغرفة الطعام فور دخولها لقصره ، بعد ما اخبرتها احد الخادمات بأمر منه ان تذهب لهناك ، لم تكن تريد ان تراه ابدا .. فهي متأكدة ان كلما تراه ستتذكر مقتل الشاب و ستتخيل نفسها مكانه .. ولكن ذهابها ليس بيدها !
    وقفت امام باب الغرفة لثواني و هي تحاول جمع نفسها و من ثم دخلت ، و حاولت تجنب النظر إليه ..
    جلست على السفرة و بدأت في تناول الطعام و هي شاردة فأصبحت تسقط الطعام على ملابسها دون إدراك ، أخرجها من شرودها عندما قال بصوته الأجش
    - بتفكري في اية ؟ ، خايفه لتكوني مكانه !؟
    رفعت ناظريها التي تلمع ببعض من الخوف و القلق .. و حاولت إخفاء ذلك ، فقالت بثبوت اتقنته قليلا
    - و ابقى مكانه ليه !
    غمغم بغموض وهو ينظر لها بنظراته القاسيه الشرسه المسلطه عليها ... التي جعلتها تشعر بالقلق ، تحولت نظراته للبرود و هو يحول انظاره لطعامه مرة آخرى و يكمله ، بينما هي نظرت لملابسها و نظفتها سريعا و من ثم حانت منها التفاته سريعه لناحيته ، فنظر لها من طرف عينيه فأرتبكت و نهضت بسرعة وقالت بصوت متلعثم بعض الشيء
    - شبعت الحمدالله ، هطلع اغير لبسي اللي اتوسخ دة
    و غادرت سريعا دون انتظار رد منه ، هز رأسه بلا مبالاه و اكمل طعامه بهدوء
    ،،،،،،،،،،،،،،،،
    دلفت للجناح وهي تتنفس الصعداء ، فهي كانت تشعر بالأختناق هناك .. معه ، إتجهت للخزانة و فتحتها فوجدت تلك الملابس الفاضحه مكانها ، فأغلقت الخزانة بضيق و إتجهت لباب الجناح و امرت الحارس ان ينادي لها زهرة فأومأ برأسه و التفت ليغادر فوجد سيده يقف امامه فأنحنى إحتراما له ، بينما قال هو بجمود و نظراته مسلطه عليها
    - ارجع على شغلك
    اومأ الحارس برأسه و عاد لمكانه .. بينما اقترب هو من باب الجناح ، فتراجعت للداخل .. و دخل و اغلق الباب .
    لا تعلم لما تشعر بالخوف إلى هذة الدرجة، اصبحت يدها ترتجف ايضا فأمسكتها بكفها الآخر بقوة و قالت بعد ان استجمعت شتات نفسها قليلا
    - لية خليتوا يمشي قبل ما يناديلي زهرة .. كنت محتاجاها
    نظر لها ببرود قبل ان يتخطاها و يتجه للخزانة ، فتح الخزانة -الضلفة الأولى- و اخرج احد الملابس النسائية المعلقة فيها و التفت لها وقذفه في وجهها ، فألتقطته بعد ان اصطدت بوجهها ، نظرت له بإستغراب و قالت بعد ان نظرت للملابس الذي قذفها لها
    - اعمل في دة اية ؟ .. "رفعت حاجبها بإستنكار و اكملت بحذر" متقولش انك عايزني البس دة !
    التفت و بدأ في الأقتراب منها بعد ان اغلق الخزانة ... و رد
    - لو قلتلك اة ، هتعملي اية ؟
    - مش هلبسوا طبعا
    قالتها بتلقائية رافضة ما يطلبه ، وقف مقابلتها و على وجهه إرتسمت إبتسامه جانبية ساخرة و قال
    - وهو بمزاجك مثلا !
    صمتت ، فقال ببرود وهو يتجه للسرير .... و جلس
    - مش بعيد كلامي مرتين .. البسيه يلا
    - قلت مش هلبسوا
    و رفعت الملابس و نظرت لها بتقذذ و اكملت بنفور
    - انا البس دة ! ، دة فاضح اوي ... و مين عارف مين لبسوا قبلي ......
    شهقت بفزع عندما وجدته يقف امامها و يجذبها له من خصرها ، ضمت الملابس لصدرها بقوة و هي تحملق به بفزع ، بينما هو قال و على وجهه إبتسامته الباردة
    - مش مهم مين لبسوا قبلك ، المهم اني عارف انوا هيبقى عليكي حلو ، ولا اية رأيك !
    إتسعت إبتسامته بتلذذ عندما قرب انامله من وجهها و تلمسه ، فأرتجف جسدها و اعادت وجهها للخلف وهي تحاول ان تبتعد .. وهي تقول
    - ابعد عني ، اياك تقرب مني .. او تلمسني
    - مش بمزاجك
    - انت واحد حقي..اااه
    تأوهت بألم عندما التقط فكها بين قبضته بقوة ، وقال بهدوء مخيف
    - شكلك محرمتيش بعد عقابي ليكي
    نقل نظراته لفمها و قال بمكر
    - شكلك عايزة تجربي تاني
    هزت رأسها بسرعة بلا و حاولت تبتعد ولكنه كان اقوى حيث يطبق على خصرها بإحكام و ممسك بكفيها ، اغمضت عينيها بقوة وهي مازالت تحاول الإبتعاد ، لا تريد ان تكرر تلك التجربه القاسية عليها .
    فتحت عينيها عندما وجدته يبتعد عنها و يقول
    - البسي اللي في ايديك .. و إلا هتشوفي تصرف مش هيعجبك
    و جلس على الأريكة و أكمل بصرامة
    - مش هعيد كلامي تاني
    ركضت سريعا للحمام ، اغلقت الباب بإحكام و سندت جسدها عليه و هي تتنفس الصعداء لإبتعاده عنها .
    ..........................................................
    مستلقي على سريره ، واضع ذراعيه تحت رأسه و هو شارد ، استيقظ من شروده على صوت رنين هاتفه ، التقطه من جانبه و رد و وضعه على اذنه مباشرا
    - خير
    تحدث الآخر .. فرد جلال
    - كل اللي اتفقنا عليه هيتم ، بس مش دلوقتي ، استنوا مني الإشارة بس
    إرتسمت على وجهه إبتسامه جانبية و هو يسمع رد الطرف الأخر ، رد و قد احدتت نظراته و لهجته
    - نهايتوا على ايدي .. متقلقش
    ..........................................................
    خرجت من الحمام بحذر بعد ان اخذت حمام ساخن ، نظرت له .. مستلقلي على الأريكه مغمض العينين ، تنهدت و سارت بهدوء إلى حيث المرآه و وقفت امامها و ازالت المنشفه من على شعرها المجعد و بدأت في تمشيطه ، حولت نظراتها لصورته المنعكسه في المرآة و شردت في حياتها هنا و معه .. كيف ستظل هنا كل الفترة التي حددها جلال لها ! هي قرر انها لن تنفذ اي شيء طلبه جلال و بالتالي وجودها هنا في قصر الشيطان سيدمرها ، فيجب عليها الهروب ام ماذا ؟!
    اخرجها من شرودها على صوته الأجش
    - اية اللي لابساه دة ؟
    التفتت و نظرت له حيث اعتدل عن وضعيته السابقه ، كان ينظر لها و لملابسها بجمود ، فقالت بخفوت
    - جلبية
    - انا قلتلك تلبسي دة !
    قالها ببعض من الحدة ، فبلعت ريقها بتوتر و قالت بخفوت
    - انا قلتلك مش هقدر البس اللبس اللي قلتلي البسوا
    نهض و سار بخطوات ثابته متجها لها ، و وقف امامها بجمود وهو ينظر لعينيها العسليتين و قال بهدوء فيه لهجه للتحذير
    - هعديهالك المرة دي ، و دي آخر مرة ، صدقيني لو فضلتي تعاندي و تتصرفي تصرفاتك دي هتشوفي وشي التاني .. وش الشيطان ، فأتقي شري احسن يا ... ريحانة
    بعد ان انهى جملته التفت و إتجه للسرير و اراح جسده عليه و اغمض عينيه بهدوء ، ظلت هي تنظر له لدقائق و من ثم هزت رأسها بعنف فقد قفزت في مخيلتها صور تعذيبه لها بقسوة ، إتجهت للكومود و التقتطت ربطه الشعر و ربطت شعرها و من ثم إتجهت للأريكة و جلست عليها و ضمت قدميها لصدرها و اصبحت تبكي في صمت دون سبب مباشر فما بداخلها من ألم يبكيها و يجعلها تنزف .... و بشدة
    ..........................................................
    اشرقت شمس يوم جديد ،،،،،،،
    فتحت عينيها العسليتين بإنزعاج على اثر اشعه الشمس المتسلطه عليها ، مررت نظراتها حولها ومن ثم للسرير الذي تنام عليه ، تتذكر امس انها قد نامت على الأريكة ، فكيف نامت هنا على السرير ؟! ، اعتدلت و جلست و هي تمسح وجهها بكفيها ، نظرت للشرفة عندما سمعت صوت فيها ، و كان صوته .. كان من الواضح انه يتحدث على الهاتف ، لم تهتم ، نهضت من على السرير و اتت ان تتجه للحمام ولكنها توقفت و ألتفتت عندما سمعت صوته يقترب فوجدته قد خرج من الشرفة و مازال يتحدث ، نظر لها ببرود ومن ثم التفت و غادر الجناح
    - بارد
    قالتها بغيظ و من ثم التفتت و اكملت طريقها و وضعت يدها على قبضة الباب و اتت ان تدخل وجدت الباب يطرق ، فألتفت و سمحت للطارق بالدخول و هي تتمتم
    - شكلي مش هدخل الحمام النهارضة
    كان الطارق زهرة
    - صباح الخير انسه ريحانة ، جيت اقول لحضرتك ان الست اللي بتبيعلنا اللبس جت ، اطلعها لحضرتك عشان تختاري لبس ليكي؟
    - ايوة ياريت
    - ثواني هتبقى عندك ، عن اذنك
    و التفت و غادرت بينما إتجهت ريحانة للسرير و جلست منتظره مجيئهم
    بعد دقائق اتت زهرة ومعها بائعه الملابس و بدأت ريحانة بإختيار ملابس لها .
    ..........................................................
    جالس على كرسي مكتبه واضع قدم على آخرى و هو ينظر من خلف زجاج النافذة من بين دخان سيجارته .
    احدهم يطرق الباب فسمح للطارق بالدخول وهو مازال على وضعه .. و كان الحارس
    - عايدة هانم عايزة تقابل حضرتك
    - خليها تدخل
    و خلال ثوان كانت عايدة تقف امام مكتبه ، التفت بكرسيه ونظر لها ببرود من بين دخان سيجارته و قال
    - عايزة اية
    اقتربت و جلست على الكرسي المقابل لمكتبه و قالت
    - عايزة سلامتك
    - بلاش لف و دوران ، لخصي و قولي عايزة اية
    نظرت له وقالت بجرأة
    - عايزاك
    إبتسم بسخرية وقال
    - تاني !
    - تاني و تالت و عاشر لغاية م...
    قاطعها بطريقة جارحة
    - لأمتى هتفضلي ترخصي نفسك !
    - لغاية ما تصدق في كلامك معايا
    و من ثم اكملت ببرود يخفي نارها
    - انا شفت البنت الجديدة .. ريحانة ، مش بطاله برضوا
    - مطلبتش رأيك
    التفتت له بحدة و رمقته بغضب لجملته المغيظة ، و من ثم رسمت على وجهها إبتسامه مستفزة و هي تقول بعيدا عن الحديث
    - مش ناوي تنفذلي طلبي ؟
    - طلب !
    - نسيتوا ؟
    اشعل سيجارة آخرى متجاهلا اياها ، فأكملت
    - هفكرك ، طلبي اني اعيش حرة في القصر ، اعيش معاك انا و انت نتجوز....
    قاطعها بصوت قهقهته العالية و من ثم نفث دخان سيجارته و هو ينظر لها بسخرية وقال ساخرا
    - اية يا عايدة؟ ، انا و انتي اخوات ازاي نعيش مع بعض ! ازاي نتجوز اصلا ، و غير كدة انتي اخت عدوي ازاي اثق فيكي ! " اكمل بصرامة " بطلي عبط
    نهضت بغضب و قالت
    - وانا بعت اخويا و جيتلك
    - انتي عملتي كدة عشان خايفة على نفسك مني و من شري ، فبطلي تمثلي دور المضحيه
    قظفته بنظراتها النارية الغاضبة قبل ان تلتفت و تغادر ، فابتسم هو إبتسامه مستفزة قبل ان يضع السيجارة بين شفتيه .
    ..........................................................
    خرجت من الحمام بعد ان انهت حمامها الساخن ، كانت قد ارتدت احدى الملابس التي اختارتها اليوم ، تقدمت من المرآة و وقفت امامها و ظلت تنظر لنفسها لدقائق قبل ان تلتقطت الفرشاه لتمشط شعرها ، التفتت و نظرت للباب عندما سمعت طرقات زهرة و طلبها للدخول فهتفت سامحه لها بالدخول ، دخلت زهرة و تقدمت من ريحانة و قالت
    - وصلت رسالتك لسيدي جلال
    لمعت عين ريحانة وهي تقول بخفوت
    - رد فعله اية؟
    نظرت ريحانة لزهرة بفضول و هي تخرج رسالة ورقية من جيبها و من ثم تقدمها لها ، اخذتها ريحانة و هي تقول
    - منوا؟
    - ايوة ، و الجو امان دلوقتي
    و من ثم نظرت للساعة و قالت
    - عن اذنك يا انسه ريحانة ، لازم انزل اكمل شغلي بقى
    اومأت ريحانة برأسها وهي تنظر للرسالة ، بينما غادرت زهرة
    اقتربت ريحانة من الأريكة و جلست عليها و من ثم بدأت في فتح الرسالة .. و بدأت في قراءتها و دموع عذاب الأشتياق تسيل على وجنتيها
    " ريحانتي ..
    أسف ، عارف انك زعلانة من تصرفي بس اعذريني ، انتي عارفة الوضع اللي انا و انتي فية حاليا ، كان لازم اتصرف بالطريقة الجافة دي عشان ميحصلش اي شك . المهم ..... وحشتيني ، وحشتيني لدرجة اني بحلم بيكي كل يوم بس برضوا بتوحشيني ، عايزك ترجعيلي بسرعة . صحيح زهرة قالتلي على قرارك .. مش هجبرك ، بس هقول حاجة صغيرة ، انتي كدة بتأذيني و بتعرضيني للخطر و هقع بمشاكل كتير مع الشيطان و انتي مش هتسلمي منه ، عايزك تفكري تاني في قرارك ... لو هتنفذي قرارك يبقى كدة خسرتي نفسك .. وخسرتيني "
    طوت الرسالة و نهضت وهي تمسح دموعها بكفها و من ثم تقدمت من الكومود الموجود بجانب السرير و فتحت الأخير و وضعت الرسالة فيه و اخفته . و من ثم غادرت الجناح متجهه لمكتبه بعد ان تراجعت عن قرارها السابق .
    وقفت امام باب مكتبه وهي منتظره خروج الحارس و هو معه الأذن لدخولها .
    تلفت لغرفة مكتبه وهي تنظر لكل ركن فيها بدهشة ، و جذب انتباهها تلك اللوحة المعلقة بجانب الباب ، لقد رأت هذة اللوحة من قبل ... ولكن لا تتذكر اين !
    - عجباكي اوي !
    قالها بتهكم ، فالتفتت و نظرت له و من ثم تقدمت و جلست دون ان ترد .. ظل ينظر لها بترقب ، بينما هي كانت تفكر ببداية لفتح حديث معه .. و وجدت ، فقالت
    - عايزة اتفق معاك على اتفاق
    نظر لها ببرود و لم يرد ، فأكملت
    - بما ان قعدتي هنا شكلها كدة هطول ، فقلت نتفق اتفاق .. بمعنى نكون اصحاب و بلاش معاملتك ليا ب...
    قاطعها بجمود
    - اتفاقك مرفوض
    نظرت له بضيق وقالت
    - السبب ؟
    نظر لها بنظرته الباردة و لم يرد ، فحدثت نفسها دون صوت مسموع
    - تصدق انك واحد بارد ، مستفز ، انا غلطانة اصلا .. بس ماااشي
    اخذت نفسا عميقا لكي يخمد غضبها الذي بدأ بالإشتعال ، و قالت
    - طيب عايزة اسألك سؤال
    - لا
    قالها بلامبالاة و ينهض و يلتف حول المكتب و يتجه للباب ولكنه توقف في منتصف الطريق و التفت عندما سمع همسها
    - يا حيوان
    قالتها بهمس ممتلأ بالغيظ ، ولكنها بلعت ريقها بتوتر عندما وجدته يلتفت و يقول
    - بتقولي حاجة !
    قالت مسرعه لتغير مجرى الحديث
    - انا شفت اختك .. عايدة
    وضع يديه في جيوب بنطاله وهو يقول ببرود
    - اعمل اية يعني
    اكملت بتلقائية
    - نفس البرود و الأسلوب المستفز سبحان الله
    رفع حاجبه بتهديد و قال
    - قد كلامك دة !
    إبتسمت بإضطراب و قالت
    - هو انا قلت حاجة
    نظر لها بسخرية و من ثم التفت و فتح الحارس الباب ... و غادر .
    تأففت بضيق فهي لم تستطيع فتح اي مجرى حديث معه .. أنه شخص صعب التعامل معه ...مع بروده هذا !
    خرجت من مكتبه فقابلت زهرة في الممر ، فأوقفتها و مثلت انها تطلب منها شيء في حين قالت لها بخفى عن تراجعها عن قرارها السابق و امرتها بأن تخبر جلال بذلك . لم تستطع زهرة قول شيء .. فقط اومأت برأسها و غادرت .
    ..........................................................
    في حديقة القصر ،،،
    بعد ان خرج من غرفة مكتبه إتجه للحديقة خاصاً عند الاسطبل الذي بداخله جواده الأسود .
    اخرجه من الأسطبل و وضع قدمه على الركاب و صعد على ظهر الجواد ، و من ثم امسك بالجام ،
    سار به .
    ..........................................................
    قهقه جلال بإنتصار بعد ان اعلمه الرجل المسن بما اخبرته ابتنته زهرة عن تراجع ريحانة عن قرارها ، توقف عن قهقهته و نظر للرجل المسن بخشونه و هو يقول بسخرية
    - شُفت ، قدرت ارجعها عن قرارها بشوية كلام اهبل
    امسك بالكاس الممتلأ بالخمر و اكمل
    - عارف اللي عاجبني في يحانة ... إنها بتمشي ورا مشاعرها السخيفة ، ودة فايدني
    و قرب الكاس من فمه وشرب منه الكثير ....
    ..........................................................
    دخلت الجناح و اقتربت من الخزانة وهي تشعر بالأمان فهي تعلم انه غادر ولن يعود الأن ، فتحت الضلفة الوسطى بسهولة فلم تكن مغلقة بالمفتاح ، جثت على ركبتيها و مدت يدها لداخل الضلفة و التقطت بعض الأوراق و نظرت فيهم سريعا و من ثم نهضت و اغلقت الخزانة و إتجهت للسرير و جلست و في يدها الأوراق .. و بدأت في قراءة المكتوب فيها ، لم تكن تشعر بالصدمة او الذهول مما ترى و تقرأ ..لأنها ببساطه تعلم كل هذا فقد اخبرها جلال عن هذة الأوراق من قبل و قد طلب منها ان تجلبهم ، و ايضا ما الذي متوقع من شخص مثل الشيطان غير هذا !
    طوت الأوراق و وضعتها في نفس الكومود التي كانت واضعه فيه الرسالة .
    بدأت تشعر بالأختناق فأخذت نفسا عميقا قبل ان تنهض و تغادر الجناح متجهه لحديقة القصر.
    دارت حول نفسها و هي تنظر لكل هذا العدد من الحراس الموجودين في كل مكان ، في حينها شعرت بأنها إذ قررت الهروب يوما سيكون صعبا .. جدا ، كان الحراس ينظرون لها ، و كان هناك حارس من بينهم قد اعلم سيده بوجودها في حديقة القصر . 

    رواية " وسقطت بين يدي شيطان "
    قلم: مي علاء

    الفصل السادس

    تجاهلت نظرات الحراس و نظرت امامها وهي تربط شعرها المجعد الي يضايقها .. و اكملت طريقها ، كانت تسير و هي تنظر للعشب الأخضر المبلل و الزهور الحمراء -الورد الجوري- فجثت على ركبتيها و التقطت احدى الورود المتساقطه على العشب و اخذت تتلمسها بأناملها الناعمه فشردت بذكرياتها الجميلة التي قضتها مع جلال ، إرتسمت على وجهها إبتسامه ساحرة و هي تنهض و تكمل طريقها ، لم تكن منتبهه لذلك الجواد الاسود السريع الذي يركض بسرعة لناحيتها من الخلف .. من بعيد ، استيقظت من شرودها عندما سمعت صهيل الجواد العالي ، فألتفتت و ارتعدت شفتيها في صدمة و من ثم لخوف ، رأته وهو يقترب منها كالمجنون وكأنه غاضب ..شعرت بتربس جسدها في مكانه فوضعت كفيها على وجهها وهي تسمع صوت صهيل الجواد يقترب منها رويدا رويدا .
    وفجأة شعرت بيد تلتف حول خصرها من الخلف و تلفها و تجذبها لجسد قوي فيه روح ، فأزاحت كفيها من على وجهها ببطئ و هي تستنشق رائحه عطره النفاذة حتى رأت من ابعدها عن طريق الجواد و كان ... الشيطان.
    ارتبكت عندما تقابلت نظراتهما و كانت المسافة بينهم قليله .. فألتفتت بوجهها للجهه الآخرى ، و حاولت الابتعاد ولكنه لم يسمح لها بذلك ، فنظرت له مرة آخرى وهي تقول بخفوت
    - ممكن تبعد
    نظر لها برهه قبل ان يرفع حاجبه بطريقة مستقزة و هو بوقل
    - هو انتي بتتكلمي بأدب كدة طبيعي !
    قوست ما بين حاجبيها بعدم فهم و هتفت ببلاهه
    - نعم!
    لمعت عينيه بخبث و من ثم قربها منه اكثر و مال برأسه مقتربا من اذنها و همس فيها وهو يفك ربطه شعرها فأنسدل على ظهرها
    - كدة احلى
    فجأة شعرت بدقات قلبها التي تسارعت و شعرت بحرارة في وجنتيها من حدلها ، وضعت يديها على صدره لتبتعد فأرخى هو يديه من على خصرها و عاد للخلف بخطوات ثابتة و وقف مقابلا لها فظهر فجأة بريق لامع في عينيه عندما رأى وجنتيها متورتدين من الخجل ، بينما هي كانت مخفضه الرأس و شعور الخجل يمتلكها .
    مد يده لأسفل وجهها و رفعه لجعلها تنظر له فتراجعت للخلف عندما لاحظت بريق عينيه الشيطانيه و اصبحت تمرر نظراتها حولها بإرتباك و خجل من الحراس ولكنها لم تجد ايا منهم .. فأعادت نظراتها له و كادت ان تتحدث ولكن صوت صهيل الجواد الاسود من بعيد منعها من قول شيء ، بينما هو حول نظراته لإتجاه صوت صهيل الجواد الذي كان يسير خلف السايس الذي يمسكه من لجامه ، فتقدم و تخطاها و إتجه نحو جواده و صعده .
    بينما هي ظلت واقفه مكانها وهي تنهر نفسها لماذا صمتت ؟! ما الذي حدث لها وجعلها تصمت و تشعر بالخجل ! ، كانت غاضبه كثيرا .
    ..........................................................
    دلفت للجناح بعد ان امرت احد الخدم بإستدعاء زهرة لها ..... بعد دقائق كانت زهرة تقف امام ريحانة .
    إتجهت ريحانة للكومود التي اخفت فيه الأوراق و فتحته و اخرجت الأوراق منه و من ثم اغلقته و عادت لزهرة و وقفت امامها و هي تمد يدها و تقول
    - دة ورق من الأوراق اللي جلال كان طالبها مني ، اهي جبتهالوا ..
    نظرت زهرة للأوراق و من ثم لريحانة و قالت بتردد
    - متأكده من قرارك ؟
    - اي قرار؟
    - قرار انك تنفذي اوامر سيدنا جلال و ...
    قاطعتها ريحانة
    - ايوة متأكدة ، عارفه لية ...
    نظرت لها زهرة بفضول ، فأكملت ريحانه
    - عشان مش عايزه اعرض جلال لأي خطر بسببي
    - و بتعملي كل دة عشان بتحبيه !
    اومأت ريحانة برأسها و قالت
    - مش موضوع حب بس .. هو ساعدني و وقف جمبي .... في مواقف كتير ليه معايا مقدرش انساها ، تعرفي ... في فترة كنت فيها بعاني كانت فترة بعد جوازنا عالطول ، كان عندي حاله نفسيه كل ما يقرب مني افضل اعيط و ارتعش بسبب ذكريات قديمة سببتلي عقدة نفسيه بس بمساعدته و حبه و رقته معايا اتجاوزت الفترة دي ، و في وقتها افتكرت اني نسيت الذكريات دي اصلا ، فهماني !
    هزت زهرة رأسها و رسمت علة وجهها إبتسامه مزيفة في حين بداخلها تشعر بالشفقه الكبيرة على ريحانة و مدت يدها و أخذت منها الأوراق و خبئتها بين ملابسها و استأذنت و غادرت ، فتنهدت ريحانة و هي تتجه للسرير وتجلس على حافته و قد شردت لدقائق قبل ان تقول بضجر
    - انا جعاانه
    ..........................................................
    اسدل الليل ستائره و اصبح الهدوء يعم القرية
    عاد للقصر بعد ان انهى إشرافه على القرية و تفقده لبعض الأمور الآخرى .. إتجه جناحه و دخله و نظر لأركان الغرفة ولم تكن موجوده فيها ، لم يهتم و إتجه للخزانة -الضلفة الوسطى- و فتحها و وضع فيها بعض الأوراق الذي كان ممسك بها و من ثم اغلقها و فتح الضلفة الأخيرة و اخرج منها بعض الملابس و من ثم إتجه للحمام
    ،،،، كانت هي جالسه على الأرض في الشرفة و كانت شارده و استيقظت من شرودها عندما شعرت بدخوله للجناح ، ظلت جالسه مكانها حتى سمعت صوت اغلاقه لباب الحمام فنهضت و دخلت ........
    ،،،، بعد ربع ساعة تقريبا خرج من الحمام وهو يضع منشفة على رقبته .
    إتجه للمرأة و وقف امامها وهو يمرر يديه بين خصلات شعره النبيه المبلله ، رفع حاجبه بإستغراب عندما رأى صورتها المنعكسه في المرأة وهي جالسه على الأريكة ، فهتف بجمود
    - كنت فين؟
    كانت هي تنظر له من البدايه بإقتضاب ، و عندما سألها التفتت و نظرت للجهه الآخرى متجاهله سؤاله ، فأحدت نظراته و اعاد سؤاله بحدة وهو يلتفت لها
    - كنت فين ؟
    تجاهلته ايضا ، فصعدت الدماء برأسه و غضب ، فخطا خطواته الغاضبه إتجاهها و جذبها من شعرها بقسوة فصرحت بألم وهي تضع يديها على يديه المطبقه على شعرها
    قال بغضب جامح
    - لما اكلمك تردي عليا و متخلنيش اعيد سؤالي مرتين
    تحملت ألم قبضته على شعرها و قالت بتحدي اشتعلت معها عينيها العسليتين
    - براحتي .. مش هرد عليك ، مش عايزة ارد ... هو بالعافية !
    قوى قبضته على شعرها فأدمعت عينيها من الألم ، بينما قال هو بهدوء مخيف لمعت معها عينيه الشيطانيه
    - طول ما انتي هنا في عرشي يبقى مفيش حاجة اسمها براحتك .. فاهمه !
    بعد ان انهى جملته ارخى قبضته و تركها و ابتعد فهوت هي على الأرض وهي تبكي
    إتجه للخزانة -للضلفة الوسطى- و اخرج منها الأوراق الذي وضعها منذ قليل ، ومن ثم عاد لها و جثى على ركبتيه و نظر لها ببرود و قال وهو يمد يده لها و فيها قلم
    - وقعي
    نظرت للأوراق و من ثم له و قالت بخفوت
    - مش هوقع على حاجة
    - مش بمزاجك ، وقعي
    هزت رأسها رافضه .. لم يهتم ، امسك بيدها بالقوة و وضع بين اصابعها القلم و قرب الأوراق منها و قال بحدة
    - وقعي
    رمت القلم و قالت بتحدي
    - قلت مش هوقع
    صرخ بها ب
    - وقعي
    فأنتفضت بخوف بينما امسك هو بيدها بقسوة و وضع مرة اخرى القلم بين اصابعها و جعلها توقع غصبا ، كانت قواها خاوية فلم تستطيع مقاومته . بعد ان اخذ توقيعها على الأوراق نهض و اعاد الأوراق للخزانة و اغلقها بالمفتاح و نظر لها بطرف عينيه بسخرية لحالتها و قال
    - المرة الجاية هيبقى ليا تصرف تاني معاكي
    ..........................................................
    دخل الرجل المسن لمكتب جلال بعد ان استأذن الدخول . مد يديه الممسكه بالأوراق الذي جلبتها ريحانة و قال
    - انسه ريحانة جابت الورق دة
    التقط الأوراق من يديه و اخذ ينظر لهم و إبتسامة إنتصار على وجهه و من ثم قهقه بصوت عالي و من ثم قال
    - و رجعلتلي الورق اللي كان الشيطان ماخدوا مني و مراهنوا عليا " قهقه مرة آخرى و اكمل " نفسي اشوف شكلوا لما يعرف ان الورق دة رجعلي .. هيبقى مصدوم ، مذهول .. هبقى شمتان فيه اوي
    اعاد رأسه للخلف و تنهد بإرتياح و قال
    - هيجي اليوم دة .. مستنيه
    ..........................................................
    نائمه على السرير و هو يضمها من الخلف حيث واضع يديه على خصرها و ظهرها مصطدم في صدرة ، كانت تشعر بالإختناق و الضيق لقربه منها و من رائحته النفاذة التي تخنقها ... لا تستطيع تحمل هذا ، لا تستطيع تحمل قربه ، تنهدت بعمق لعلها تشعر ببعض التحسن ، اغمضت عينيها مجبره نفسها للنوم .
    ..........................................................
    اشرقت شمس يوم جديد ،،،
    استيقظت على صوته الصارخ حيث يوبخ الحارس الخارجي ، نهضت من على السرير و لم تهتم كثيرا بما يحدث ، إتجهت للخزانة و اخرجت بعض الملابس لها و من ثم إتجهت للحمام .
    لم يشعر بها ، بعد ان انهى توبيخه للحارس دلف للجناح و فور دخوله رن هاتفه فأخرجه من جيب بنطاله و رد على المتصل . انهى مكالمته سريعا فإتجه للمرأة و بدأ في ترتيب شعره فلاحظ عدم ارتدائه لساعته فتذكر انه تركها في الحمام ، فإتجه للحمام و فتح الباب .....
    كانت هي قد انهت حمامها فخرجت من البانيو و ارتدت برنس قطني ناعم و امسكت بالمنشفة لتنشف شعرها وجدت باب الحمام يفتح ، فأنتفضت بفزع و ضمت المنشفة لصدرها عندما وجدته امامها ، نظر لها بتفحص قبل ان ترتسم على زاوية فمه إبتسامه ساخرة ، عاد للخلف و اغلق الباب .
    بعد ان خرج وضعت يدها على وجهها الذي تشعر بحرارته ، نظرت لنفسها في المرأة وهي تريد ان تبكي من ذلك الموقف المحرج .
    ..........................................................
    خرجت من الجناح و إتجهت لغرفة الطعام ولكنها قبل ان تصل للغرفة اوقفتها زهرة و قالت لها بالخفاء
    - سيدنا جلال بيأمرك انك تروحي لأرض الشيطان منطقة المالك ، عايز يديكي حاجة مهمة
    رفعت حاجبها و قالت بإستغراب
    - عايز يديني اية؟ ، و ازاي هروح انا ؟
    - مش عارفه
    و غادرت زهرة سريعا عندما وجدت بعض الخادمات اتيات .
    دخلت غرفة الطعام وجلست مكانها دون ان تنظر لها ، بينما نظر لها بطرف عينيه قبل ان يشير للخادمة بوضع طعام الفطور لهما .
    ..........................................................
    يتحدث على هاتفه مع احد العملاء الذي يتعامل معهم ، بعد ان انهى مكالمته خرج من غرفة مكتبه و إتجه للخارج و هو يأمر الحارس
    - جهزلي العربية .. هروح للأرض .. ارض الشيطان
    اومأ الحارس برأسه
    ..........................................................
    بعد ان انهى طعامه ، اتي ان ينهض ولكنها اوقفته و قالت سريعا
    - ممكن طلب
    نظر لها ، فأكملت
    - عايزة اخرج من القصر ، يعني عايزة اشوف القرية و الأراضي و كدة .. ممكن !؟
    نظر لها بترقب قبل ان ينهض و ينظر لساعة يديه و قال
    - ماشي ، تعالي ورايا
    نهضت بهدوء و سارت خلفه ، إتجه للأسطبل و دخله بينما هي ظلت واقفه تحاول تكذيب ما اتى لها من افكار .
    خرج و هو ممسك بجواده الأسود من اللجام ، فظهرت ملامح القلق و بعض الخوف على وجهها ، اوقف الجواد و نظر لها و قال
    - يلا
    نظرت له و قالت بطريقة مستفزة لتخفي بها قلقها
    - هنروح بالحصان دة! " أكملت بتهكم "معندكش عربيات ولا اية
    نظر لها ببرود و هو يرد
    - لا معنديش ..
    نظرت له بغيظ و بداخلها تشعر بالخوف ، بدأت يدها ترتجف قليلا فأمسكتها بيدها الأخرى و اقتربت من الجواد و وقفت بجانبه ، فقال بتهكم
    - هتفضلي واقفه؟ ولا مش عارفة تطلعي على طهره!
    نظرت له بغيظ و قالت
    - بعرف
    و ظلت مكانها وهي تفكر كيف ستصعد ، فإبتسم بسخرية وقال وهو يشير للركاب
    - حطي رجلك على الركاب و اطلعي
    نظرت لما يشير له و اومأت برأسها و وضعت قدمها على الركاب لتعتلي ظهر الجواد ولكنها لم تتمكن ، فساعدها على اعتلائه عندما حملها من خصرها و اجلسها ، نظرت له بطرف عينيها بعد ان ساعدها ، تلمس رأس الجواد بلطف قبل ان يعتليه ، صعد خلفها و حاصرها بيده الممسكه باللجام و حرك اللجام فتحرك الجواد ، فأمتلكها الخوف و بحرك لا إيرادية امسكت بقميصه ، نظر لها و من ثم نظر للطريق و بدأ الجواد في الركض ، فقبضت على قميصه اكثر ، فإبتسم هو .

    لفصل السابع

    اوقف الجواد و نزل و من ثم نظر لها و مد يده لمساعدتها بالنزول ، فقالت بإقتضاب
    - هعرف انزل لوحدي ، مش محتاجة مساعدتك
    نظر لها بتهكم و وضع يديه في جيوب بنطاله ، نظرت له قبل ان تنظر للجواد .. امسكت لجامه لكي تساعدها على النزول فتعالى صوت صهيل الجواد و بدأ بالحراك فشهقت بفزع و نظرت له بينما كان هو ينظر لها بسخرية فهو كان يعلم ان هذا ما سيحدث .. فتركها لتلقى عقابها .
    - الحقني
    قالتها بفزع و عينيها تلمع بالخوف
    إبتسم بسخرية و قال
    - مش قلتي انك مش محتاجة مساعدتي
    نظرت امامها و قالت بصوت متقطع يملأه الخوف
    - هيجري .. هيجري
    و ما ان انهت جملتها حتى بدأ الجواد في الركض ولكن بحركة سريعة منه جذبها من يديها و انزلها من على الجواد .. فأصبحت بين احضانه .
    اخفض بصره لها و وضعية رأسه كما هي ، و قال بجمود
    - تبقي تفكري كويس قبل ما ترفضي المساعدة
    ابعدت رأسها المستندة على صدره و نظرات له و و كادت ان ترد ولكنها لاحظت قربها منه فأبتعدت سريعا و اخفضت رأسها و هي تبلع ريقها بصعوبة و ترفع يديها و تضعها على صدرها الذي يعلو و يهبض من سرعة تنفسها و دقات قلبها السريعة .
    التفت للسايس الموجود في هذه الأرض و اشار له للجواد الاسود الذي توقف على بعد امتار منهم و امره بالعناية به ، ومن ثم التفت لها و قال
    - يلا
    نظرت له و اومأت برأسها و سارت خلفه و من ثم هتفت وهي تنظر لللائحة المعلقة
    - دي منطقة المالك !؟
    نظر لها و تابع نظرات عينيها و قال بتهكم
    - انتي شايفه اية !
    التفتت له و نظرت له بضيق وهي تقول
    - بتأكد بس
    و سبقته بعدة خطوات ، فقال بسخرية
    - حاسبي لتقعي
    بعد ان انهى جملته ، اصطدمت قدمها بصخرة كبيرة فكادت ان تقع ولكنها تمالكت نفسها سريعا ، التقتت و نظرت له بغضب ، فهز كتفيه ببرود و سار ، فتأففت بصوت مرتفع و سارت خلفه و من ثم ارتسمت على وجهها إبتسامة جميلة مشرقة على اثر تذكرها انها سترى جلال ... حبيبها ، ولكنها حاولت اخفائها .
    ..........................................................
    امسك الرجل العصا الخشبية و هو يشعر بالغضب من الشابين الذين يثيرون المشاغبه في هذة المنطقة من الأرض و اخذ يجري وراء الشابين الذين يضحكون و يثيرون غضبه اكثر فشعر الرجل بالتعب فتوقف وهو يلتقط انفاسه و من ثم القى بالعصا بإتجاه احد الشابين ، فأخفق الرجل بالهدف و بدلا عن ذلك اصطدمت العصا الخشبية بشخص توقفت له انفاس الرجل و الشابين و الزمان و كأن الزمان توقف .
    كان ذلك الشخص سيدهم ... الشيطان
    بعد ان رأت ريحانة ما حدث اصبحت تضحك و بشدة و هي تنظر لوجهه الذي اصبح غاضبا . التفت و نظر لها و عينيه تشع غضبا و قال بصوته الأجش الغاضب
    - بتضحكي على اية انتي
    توقفت عن الضحك و هي تنظر له بفزع من نبرته التي افزعتها ، قذفها بنيرانه السوداء الغاضبه قبل ان يلتفت للرجل و الشابين الذين تقدموا و وقفوا امامه ، قال الرجل بتلعثم و هو يرتعش من خوفه .
    - اسف .. اسف يا سيدي ، سامحني .. مكن
    رفع كفه بصرامة امام وجه الرجل ، آمره بالصمت ، فقال احد الشابين مبرر فعلت الرجل الغير مقصودة
    - سامحه يا سيدنا لشيطان ، هو مكنش يقصد ، إحنا ضايقناه شوية و....
    قاطعه بجمود وهو ينظر له وللشاب الذي بجانبه
    - يعني انت و صاحبك السبب
    نظر له الشاب الآخر بخوف بينما نظر الشاب الذي تحدث بشجاعة
    - ايوة إحنا
    - شكلك مش خايف!
    - مش بخاف إلا من اللي خلقني
    نظر له ببره قبل ان يهز رأسه و تتحول نظراته للسخرية وهو يقول
    - عجبتني شجاعتك ، هنشوف لأمتى هتفضل على وضعك دة
    و اشار لأحد الحراس من بعيد فأتى مسرعا ، فقال الشيطان بهدوء آمره
    - خد دول " واشار للشابين " للسجن ، و دة " اشار للرجل " مرتبه ينقص للنص
    اخفض الرجل رأسه بحزن و عاد لعمله بينما اقترب الحارس من الشابين و اخذهم .
    - حرام عليك ، لية تسجنهم و تنقص راتب الراجل ، معندكش رحمة ابدا
    قالتها بإندفاع يمتلأ بالغيظ ، فألتفت لها ببرود و نظر لها بجمود وهو يقول بنبرة ساخرة
    - شفتي شيطان عندوا رحمة قبل كدة !
    قذفته بنيرانها العسليتين المغتاظه وهي تتمتم بخفوت سمعه
    - شيطان حقير
    شهقت بفزع و إتسعت مقلتيها عندما اقترب منها و امسك زراعيها و وضعهم خلف ظهرها بقوة و قسوة بحركة سريعة و نظر في عينيها و قال
    - مش قلتلك بلاش تطولي لسانك عليا
    كيف سمعها!
    اغمضت عينيها بألم عندما ضغط على ذراعها اكثر وهو يقول
    - قلت ولا مقلتش
    - شكلي جيت في وقت مش مناسب
    التفت و نظر للمتحدث وهي ايضا و كان .... جلال
    إرتبكت و حاولت الإبتعاد عنه ولكنه لم يسمح لها ، و قال بطريقة مستفزة وهو ينظر ل جلال
    - ايوة ، ولااا انت من يومك بتيجي في اوقات غلط
    كان جلال يشعر بالغيظ ، الغيرة و الغضب في آن واحد ولكنه لم يظهر ايا منهم بل اظهر البرود المصتنع .
    - مش براحة عليها شوية ، تتكسر في ايديك
    قالها بتهكم وهو ينظر لهما ، فإبتسم الشيطان إبتسامه جانبية و هو يقول
    - حاجة متخصكش .. ولا اية
    و من ثم ترك ذراعها ، فأمسكت بمعصمها تدلكه من الألم الذي سببه لها بقبضته القاسية . رفعت نظراتها له عندما وجدته يمرر يديه حول خصرها و يحاوطها و يقربها له ، فألتفتت بتلقائيه و نظرت لجلال بحذر و مرارة ، فهي لا تستطيع ان تتحكم بما يحدث .
    - صحيح .. جي ليه ارضي!
    قالها وهو يرفع نظراته له ، فقال جلال بإستنكار و هو يعيد نظراته له
    - ارضك!
    نظر له ببرود ، بينما اكمل
    - شكلك ناسي ان دي مش ارضك لوحدك ، دي ار...
    توقف عن إكمال جملته و تحولت نظراته للغضب عندما وجد الشيطان يتجاهله و هو يتخطاه ، ضغط على قبضته بغضب اكثر عندما نظر ليديه الموضوعه على خصرها .. هي حبيبته .. هي ملكه فقط ولكن هو من اختار ذلك .. اختار ان يتشارك بها شخص آخر ، التفتت للجهه الآخرى و هو يغمض عينيه بقوة و يغادر .
    ..........................................................
    بدأ الظلام يسدل ستائره
    في القصر ،،،،
    جالسه على الأريكه و هي تعض في اظافرها بشرود ، شارده فيما حدث اليوم ، كانت تشعر بالقهر لعدم قدرتها على الأقتراب من حبيبها و وجودها بين احضان غيره و امامه .. كم هذا مؤلم بالنسبه لها .

    استيقظت من شرودها عندما وجدته يتلف للجناح ، ظلت جالسه و هي ترمقه بضيق ، نظر لها من طرف عينيه و هو يتجه للخزانة .. و قال عندما لاحظ نظراتها الضيقة له
    - مالك !
    نهضت بحدة و كأنها كانت تنتظر سؤاله ، و قالت
    - اللي انت عملته معايا مكنش ينفع تعمله
    نظر لها من فوق كتفه وهو يلويها ظهره ، فأكملت
    - انك تمسكني بالطريقة دي و قدام الناس .. يقولوا عليا اية
    إبتسم إبتسامة جانبية ساخرة وهو يقول
    - شكلك !
    ومن ثم التفت و اقترب منها بعد ان اغلق الخزانة و هو يقول
    - انتي مع الشيطان .. شيطان القرية دي ... اللي بيخاف منه الكبير قبل الصغير ، ازاي هيتكلموا عنوا او اي حاجة تخصوا !
    و إبتسم إبتسامه جانبية و عينيه تلمع بخبث و هو يكمل
    - و انتي تخصيني
    إرتبكت تحت انظاره الخبيثه ، تراجعت للخلف بخطوات مرتبكه و هي تتابع خطواته الواثقة نحوها و توقفت عندما وجدته يقهقه بسخرية و هو يتخطاها ، فوضعت يدها على صدرها وهي تتنفس الصعداء و من ثم التفتت و نظرت له بغضب وهي تلعنه بداخلها .
    ..........................................................
    دخل مكتبه بعد ان امر بعدم دخول احد له و لا ازعاجه ، جلس على بإهمال ، وجد بعد دقائق احدهم يطرق الباب فصرخ بغضب
    - مش قلت مش عايز حد يزعجني
    و من ثم ساد الصمت في المكان لحد انه سمع صوت تنفسه الغاضب ، امسك بكأس الخمر الموجود على الطاوله و شربه على جرعه واحدة و من ثم القى بالكأس بقوة فكسر .
    نظر للزجاج المكسور على الأرض و قال بغل و شرود
    - كل تخطيطاتي بتخرب بسببه ، وقفلي الصفقه و خسرني فلوسي و ضيعلي فرصه قتلوا بالسم اللي كنت هديه لريحانه .....
    و من ثم نهض و إتجه امام الشرفه و ضرب الأخير بقبضته بغضب وهو يتذكر اقتراب الشيطان من ريحانه . ضغط على قبضته بغضب و غيط و قال وقد اظلمت عينيه الزرقاء بشر
    - مش هخليك تاخد حاجه ملكي ، ريحانة ملكي وحدي ... صدقني لما اجي اموتك هحاسبك على كل لمسه لمستهالها ، بس يبقى الورق كلوا في ايدي و المعلومات و بعدها هعرف اتصرف معاك كويس .
    ..........................................................
    نهضت من على السرير و إتجهت للخزانه و حاولت فتح الضلفه الوسطى و لكنها لم تفتح لأنها مغلقه ، نظرت حولها بتفكير و من ثم اتت لها فكره .. فوضعت يدها على شعرها و اخذت مشبك الشعر الخاص بها و حاولت فتح الخزانه به و نجحت ، فشعرت بالسعادة و من ثم اقتربت و بدأت تبحث من بين الأوراق على اوراق معينه ، كانت تشعر ببعض من التوتر و الخوف من دخول احدهم فكانت تلتفت كل دقيقه لناحيه الباب حتى وجدت الأوراق المطلوبه تنهدت بإرتياح و هي تضع الأوراق من بين ملابسها و ما لبثت ان تجث على ركبتها لتجمع الأوراق المتناثره حتى التفتت بفزع للشخص الذي فتح باب الجناح فجأة .
    ..........................................................
    ترجل من سيارته بعد ان فتح له السائق الباب ، إتجه لذلك الرجل الذي ينتظره و بجانبه عاملين يحملون بضائع ثقيله و يضعونها في شاحنه كبيره ، اقترب منهم و وقف امام الرجل وهو ينظر للبضائع . فقال الرجل
    - البضاعه تقيله المرة دي .. جواها اية ؟!
    - اسلحة
    قالها بهدوء ، نظر له الرجل بإستغراب و هو يقول
    - اسلحة ! ، في بضاعتي! ... لية؟
    - الأسلحة دي مش ليك ، هتبقى عندك لفترة و هبقى اخدها منك وقت ما احتاجها
    غمغم الرجل و هو يومأ برأسه و يقول
    - ماشي ، بس ممكن سؤال .. الفترة قد اية ؟!
    - متسألش عن حاجات متخصكش ، لما هبقى عايزهم هطلبهم
    اخفض الرجل رأسه بإحراج و هو يقول
    - حاضر
    ..........................................................
    تجمدت الدماء في عروقها ، و اضطربت انفاسها و تسارعت دقات قلبها وهي تنظر ل عايدة التي تقف امامها و تنظر لها بسخرية بعد ان اغلقت الباب
    - مالك ؟ .... خفتي !
    قالتها عايدة وهي ترسم إبتسامة جانبية ساخرة ، بلعت ريحانة ريقها بصعوبة و خوف و هي تفرك كفيها ببعضهما عندما كانت تراقب اقتراب عايدة و جلوسها على الأريكة وهي تكمل بطريقة مستفزة
    - انتي خاينه ! .. اوباا ، اتخيلي لو الشيطان عرف انك خاينه ولا لو عرف ان جلال هو اللي باعتك ، طيب اتخيلي ان هو اللي دخل دلوقتي و شافك بتفتشي بحاجتوا .. بورقوا ، اتخيلتي ؟!
    قهقهت بطريقة مستفزة و هي ترى نظرات الخوف في عينيها و إرتجافها ، اكملت بنفس طريقتها
    - مش قادره تتخيلي اكيد
    اخرجت كلماتها بصعوبة
    - عرفتي ازاي ؟!
    هزت كتفيها ببرود و هي تقول
    - طبيعي اعرف
    حاولت ريحانة أستجماع شتات نفسها و هي تقول بثبات اتقنته
    - المطلوب ؟
    رفعت حاجبها بعدم إستيعاب و هي تردد
    - المطلوب !!
    التفتت ريحانة و جثت على ركبتيها و بدأت في جمع الأوراق وهي تقول
    - انتي دلوقتي عارفه اني خاينه .. اية المطلوب مني اعمله !
    - متقربيش من بيجاد ... هو بتاعي
    - بيجاد !
    قالتها ريحانة و هي تنهض ، فردت عايدة
    - الشيطان
    التفتت ريحانة لها بعد ان اغلقت الخزانة و قالت
    - معنديش نيه اني اقرب منه ، انا بحب جلال و عمري ما هفكر في الشيطان
    - ياريت تفضلي على وضعك دة
    نظرت لها ريحانة بهدوء و قالت
    - خلصتي؟
    نهضت عايدة و وقفت امام ريحانة و قالت
    - كلامنا مش هيخلص هنا ، إحنا لسه متكلمناش اصلا
    و التفتت و اقتربت من الباب و لكن اوقفتها ريحانة بسؤالها الذي ترددت ان تسأله
    - هتقولي للشيطان؟
    نظرت لها عايدة من فوق كتفها بسخرية و غادرت دون ان ترد
    فور خروجها وضعت ريحانة يديها على صدرها وهي تشعر بدقات قلبها السريعة ، اخذت تهمس لنفسها لتهدء من خوفها
    - اهدي .. متخفيش يا ريحانة .. متخفيش ، مش هتقول
    انتفضت ريحانة فور سماعها طرقات الباب و من ثم استعادت هدوءها و سمحت للطارق بالدخول و كانت زهرة
    - خوفتيني
    - خوفتك !
    اقتربت منها ريحانة و امسكتها من يديها و هي تسحبها ليجلسوا على الأريكة و بدأت في سرد ما حدث منذ دقائق
    - انا خايفة لتقوله
    قالتها ريحانة بقلق بعد ان انهت سرد ما حدث ، فطمأنتها زهرة بقولها
    - الموضوع مش محتاج خوفك دة كله ، اصلا سيدنا الشيطان مش بيتعامل معها ، يعني علاقتهم شبه منعدمه
    نظر لها ريحانة و صمتت لدقائق و هي تفكر بشيء ، و من ثم قالت بإستغراب
    - هي قالتلي انه بتاعها ، ازاي! ، مش هم اخوات ؟
    - اخوات من الأم بس
    - يعني اخوات ، بس لية قالت بتاعي ! ، هي بتحبوا مثلا! ، بس حرام صح ؟
    قالتها بتفكير و هي تنظر لزهرة ، فأومأت زهرة برأسها
    - المهم ، خدي الورق دة ... وصلية ل جلال
    و اخرجت الأوراق و اعطتها لها ، فأخذتها منها زهرة و اخفتها و هي تومأ برأسها و من ثم قالت
    - سيدنا الشيطان النهارضة مش هيرجع القصر ، حبيت اقولك
    إبتسمت ريحانة بإرتياح و هي تقول
    - احسن ... شكرا لأنك قولتيلي
    إبتسمت زهرة و استأذنت و غادرت
    ..........................................................
    اشرقت شمس يوم جديد ،،،
    استيقظت على اثر اشعه الشمس المتسلطه عليها ، اعتدلت وهي تمسح وجهها براحه .. هذة المرة الأولى التي تستيقظ وهي تشعر بالإرتياح و الراحه ، فجأة عادت للخلف وهي مصدومه فهي وجدته يقف امام الشرفه و هو يلويها ظهرها ، متى اتى؟ هل اتى مساءا ؟ لم تشعر به ، كيف؟ ، اغمضت عينيها بقوة و فتحتها لعلها تتخيل ولكنه موجود حقا .. والذي اكد ذلك عندما قال
    - شكلك نمتي كويس في غيابي إمبارح
    - انت .. أنت جيت امتى؟ .. بليل؟
    قالتها بإرتباك ، التفت و نظر لها و قال ببرود
    - يهمك!
    تحركت من مكانها و اقتربت من حافة السرير و انزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض و نهضت و هي تقول
    - بسأل عادي
    و تخطته و إتجهت للحمام و دخلته و اغلقت الباب بالمفتاح
    ..........................................................
    دخلت غرفة الطعام و جلست في مكانها بجانبه ، امر الخادمه بتقديم الطعام و بدأوا في الأكل ، كان يأكل بهدوء حتى هتفت بأسمه
    - بيجاد
    توقف عن الطعام و رفع نظراته لها ببطئ و نظرة غربية اجتاحت نظراته ... نظرة لم تعرف لها معنى ...

    رواية " وسقطت بين يدي شيطان "
    قلم: مي علاء

    الفصل الثامن

    - عرفتي اسمي منين ؟
    قالها بهدوء غاضب عندما اخفض رأسه و امسك بمعلقة طعامه ، شعرت بالخوف و التوتر من نبرته ولكن مثلت الجمود
    - سألت واحدة من الخدم و قالتلي
    بلع اللقمة الموجودة في فمة قبل ان يقول امرا
    - متنادنيش بالأسم دة ... اسمي الشيطان و بس
    رفعت حاجبها بإستغراب و هي تقول بعفوبة
    - بس انت اسمك بيجاد
    فزعت عندما ضرب السفرة بقبضته بغضب وهو يرفع انظاره الحادة الشيطانية و يقول
    - كلامي واضح
    اومأت برأسها بخوف و خضوع و من ثم امسكت بالمعلقة بيد مرتجفة قليلا و اكملت طعامها او مثلت الأكل ! ، بينما هو نهض غاضبا و غادر . فرفعت انظارها لنحايته و اسأله كثيرة تطرح داخلها بشأنه .
    ..........................................................
    تلف لغرفة مكتبه و اغلق بابه بغضب و من ثم إتجه لكرسي مكتبه و جلس و هو يضرب على طاولة المكتب بغضب و عينيه الحادة قد اظلمت فجأة في حين ذاكرته تعيده للماضي .. للماضي البعيد .. الذي جعله على هذا الحال ، الآن .
    امسك بسيجارته الفاخرة و اشعلها و وضعها بين شفتيه بهدوء و هو يخرج دخانها بغضب من انفه ، و كان صوت والدته اصبح يتردد في اذانه و هي تناديه ، بأسمه .
    ..........................................................
    صعدت ريحانة سلالم القصر و هي تنوي الإتجاه للجناح ولكنها تذكرت امرا هام كانت قد نوت ان تفعله في بداية مجيئها لهنا ولكنها نسيت .
    اكملت صعود السلالم حتى وصلت للطابق الثالث و من ثم إتجهت للغرفة المنعزلة عن البقيه .. و وقفت امام الأخيرة لدقائق و بداخلها تردد كبير ، استجمعت قواها و وضعت يديها على قبضته الباب و ظلت لثواني على هذة الحالة حتى ... برمتها و دخلت ، مررت نظراتها حول الغرفة بحظر حتى توقفت عند ذلك الرجل الذي يبدو عليه الكبر حيث احتل رأسه الشعر الأبيض و تجاعيد يديه الظاهرة ، كان جالس على كرسي متحرك و هو مغمض العينين و كأنه نائم.
    اغلقت الباب بحذر و تقدمت ببطئ و هدوء منه حتى توقفت امامه وهي تنظر له بترقب ، هناك شبه كبير بينه و بين الشيطان ، اهذا والده؟!
    إتسعت مقلتيها في صدمة و فزع وهي تعود للخلف بتلقائيه عندما وجدته يفتح عينيه فجأة و يقول
    - انتي مين ؟
    حركت جفونها ببلاهه و ملامحها مازالت مفزوعة ، فعاود سؤله
    - انتي مين؟ ، دخلتي هنا ازاي؟
    - انا ريحانة
    قالتها بحذر بعد ان ادركت نفسها . اومأ برأسه وهو يبتسم بعفوية و يقول
    - برضوا معرفتش ، انتي مين؟
    شعرت بالحرج ، ماذا ستقول له؟ .. اتقول انها عشيقه للشيطان !
    تعمق في النظر إليها و من ثم إبتسم و قد فهم بما تفكر و تفهم حرجها ، فقال
    - طيب دخلتي هنا ازاي؟
    رفعت نظراتها له و قالت بخفوت وهي تكذب
    - لاقيت الباب مفتوح فدخلت
    اومأ برأسه و ساد الصمت لدقائق قبل ان يقول
    - حركيني و ودخليني البلكونة
    اومأت برأسها وهي تلتفت من خلفه و تمسك بيد الكرسي المتحرك و تحركه و هي تسأله
    - ممكن اعرف حضرتك مين؟ ، اصل حضرتك شبه الشيطان اوي ، انت ابوه ؟!
    ضحك بخفه وهو يقول ممازحا
    - حرام عليكي يا بنتي تشبهيني بيه
    إبتسمت على اثر مزحته و هي تقول
    - فعلا
    - تعالي اقعدي
    قالها بعد ان ادخلته للشرفة ، اومأت برأسها و جلست على الكرسي البلاستيكي الموضوع بجانب سور الشرفة المقابل له .
    نظر لها بتمعن قبل ان يقول بإبتسامه صادقه
    - شكلك طيبة ... ارتحتلك
    شعرت بصدقه فإبتسمت من اعماق قلبها له ، فهي شعرت بالراحة في الحديث معه فهو اول من يتحدث معها بعفوبة و صدق في هذا القصر البائس ... هذا ما شعرت به .
    - تعرفي ان لو الشيطان عرف انك دخلتي هنا هيعمل فيكي اية؟
    قالها بهدوء ، فظهر على وجهها القلق و الخوف ، فإبتسم و اكمل في مرح
    - هيمحيكي من على وجه الأرض
    إبتسمت بصعوبة و القلق مازال يجتاح نظراتها . انتفضت بخفه على اثر صوت مزعج سبب لها خضه ، نظرت لمصدر الصوت و كان بداخل الغرفة ، فألتفتت له و اتت ان تسأله فسبقها بقوله
    - موعد اكلي .. تلاقي الخدامه طالعه دلوقتي
    و اكمل وهو يبتسم
    - امشي لتروح تفتن للشيطان و تبقي وقعتي في مصيبه
    نهضت و هي تقول و على وجهها إبتسامه صافية
    - ماشي همشي ، بس معرفتش حضرتك مين ؟
    - هستناكي تجيلي في اي يوم و هبقى اقولك " اكمل بتحذير " بس من دون ما حد يعرف و إلا... اكيد عارفه العواقب
    اومأت برأسها و قالت ببعض من المزاح
    - ماشي ، عن اذنك بقى عشان الحق اهرب قبل ما اتقفش
    ضحك بخفه و قال
    - هستناكي يا ريحانة

    عادت للجناح وهي شاردة الذهن بعض الشيء .. و في طريق عودتها قابلت زهرة التي تقدمت منها بلهفة و قلق و هي تقول
    - كنتي فين ؟ ، دورت عليكي و ملقتكيش
    نظرت لها ريحانة بهدوء و هي تقول بكذب
    - كنت بدور على الشيطان
    - اها .. هتلاقيه في مكتبه
    اومأت ريحانة برأسها و قالت بتساؤل
    - كنتي بدوري عليا ليه ؟ في حاجة !
    - ايوة، سيدنا جلال باعت لك حاجة
    قالت جملتها بهمس ، فنظرت لها ريحانة بفضول و هي تقول
    - باعت اية؟
    - اتفضلي
    قالتها وهي تخرج ظرف من جيبها و تعطيه لها ، فأخذته ريحانة وهي تتحسس الظرف بإستغراب وهي تقول
    - اية دة؟
    - معرفش .. بس سيدنا جلال بينبه عليكي انك تخبي اللي في الظرف كويس و تستعمليه في الوقت اللي هيحدده معاكي
    - هيحدده !

    إتجهت للمخزن الموجد في الطابق الثاني بعد أن اعلمتها زهرة طريقه ، دخلته دون ان يراها احد ، كانت تنظر حولها وهي تبحث عنه .. فجأة شعرت بيد تلتف حول خصرها من الخلف ، إنتفضت في البداية و سرعان ما استعادت هدوءها عندما قال لها بهمس
    - وحشتيني
    عرفته من صوته ، فإرتسمت إبتسامه صغيرة خجولة على وجهها وهي تخفض رأسها قليلا ، تسارعت دقات قلبها عندما شعرت بأنفاسه الحارة على عنقها
    - و انت كمان .. وحشتني اوي
    قالتها وهي تلتفت له ، اقترب منها اكثر و طبع قبلة سريعه على شفتيها و من ثم غمغم بتلذذ و إستمتاع .
    لم تكن ترى وجهه بسبب الظلمه التي تعم المكان وهو ايضا ، ابتعد عنها و اشعل احدى الأضواء الخافته ، فشهقت من منظره بينما هو ضحك بخفة و هو يقول
    - متنكر بقى .. اعمل اية !
    نظرت له بتدقيق ، فهو كان يرتدي مثل العاملين في الأرض -جلابية و طاقية- ، إبتسمت عندما اكمل
    - مش حلو و لا اية!
    اقتربت منه و قالت بخجل
    - انت حلو بكل حالاتك
    لامس بأصبعه ارنبه انفها و هو يمازحها و يقول
    - يا بكاشه
    ضحكت بخفه و سعادة ، ومن ثم نظرت له و قالت بجدية
    - ازاي دخلت لهنا؟ ، دخلوك كدة عادي! .. مشكوش فيك ؟!
    - يشكوا في مين بس ، دة انا جلال و مخطط لكل حاجة
    قالها بتهكم ، اومأت برأسها و قالت و هي تخرج الظرف من جيب الجاكيت التي ترتديه
    - صحيح ، اية دة!؟ و كنت عايز تقولي اية
    نظر للظرف و من ثم لها و قال بمزاح
    - متستعجليش ، خليني ندرتش مع بعض شوية و.... اصلك وحشتيني
    و غمز لها ، فضربته بخفه على صدره و قالت
    - عيب اللي بتقوله ، و غيركدة متضمنش ايه اللي يحصل .. ممكن حد يدخل او يحسوا بينا
    إبتسم و اومأ برأسه و صمت لبرهه قبل ان تظلم عينيه بغرابه و قال
    - دة سم
    - نعم!
    تلاشت إبتسامتها و حدقت به لبرهه غير مستعوبه ما يقول ، حيث اكمل هو
    - السم دة عايزة يتحط للشيطان ، و انتي اللي هتحطيه
    و اتى ان يكمل ولكنها قاطعته برفضها لحديثه
    - اسفه ، مش هعمل اللي بتطلبه مني دة ، مقدرش اموت حد ..
    قاطعها بهدوء وهو يحضتن وجهها بكفيه
    - مش هتموتيه ، انتي بس هتحطيله السم و هو هيموت لوحده
    - انا اللي حطتله السم يعني انا اللي موته يا جلال ، اسفة مش هقدر ... انا نفذتلك و هنفذلك اي حاجة بس اموت حد ، اموت روح ... لا
    قالت الأخيرة بإرتباك و خوف من الفكرة
    تنهد و اعاد يديه لجانبه و عاد للخلف ببضع خطوات وهو يقول بحزن مصتنع اتقنه
    - الشيطان مش روح يا ريحانة و لا إنسان حتى . دة ناوي يموت ٢٠٠ شخص من اهل القرية ، عارفة يعني اية؟ يعني هيموت روح و إنسان .. مستخسرة فيه الموت؟
    نظرت له وهي تشعر بالحيرة و التخبط ، بينما اكمل هو
    - دة شيطان متجسد على وجه الأرض ، بيموت الناس بدون ما يحس بالخوف حتى ، او التردد ، و انتي شفتي لما حرق الشاب .. شفتي بعينك ، صح!؟
    اومأت برأسها وهي تتذكر المشهد الأليم ، فأغمضت عينيها بألم و خوف ، بينما إبتسم جلال بالخفاء .. فهو بدأ في النجاح .
    اقترب منها و احضتن كفيها بين كفيها و قال بهدوء و استعطاف
    - انتي لما هتحطيله السم هتنقذي ٢٠٠ شخص من الموت يا ريحانة .
    فتحت عينيها ببطئ وهي تهز رأسها ب لا بتردد ، فضغط علي كفيها بخفه و هو يكمل
    - لو معملتيش اللي بطلبه هتلاقي القرية دي دم .. كلها ، دم البشر .. و جثث .
    و من ثم ترك احدى كفيها و امسك بزجاجه السم الصغيرة و وضعها بين كفها و اغلق عليه و يديه فوق يديها .
    - انتي اللي هتنقذيهم يا ريحانة ، انتي الوحيدة
    و من ثم قبل جبينها قبله طويله و ابتعد و قال بحنان
    - فكري كويس ، سلام
    و من ثم ترك كفيها و عاد خطوات للخلف و من ثم التفت و ابتعد اكثر و وضع يديه على مقبض الباب و قبل ان يبرمه سمعها تقول بخفوت
    - هموته
    إبتسم بإنتصار و اومأ برأسه و هو مازال يلويها ظهره ، و قال
    - يوم الخميس ، الصبح .. تحطيله السم في القهوة اللي بيشربها ، اهم حاجة انك تحطيله السم و تتأكدي انه شربه قبل ما يخرج من القصر .. فهمتي !
    غمغمت و هي تومأ برأسها ، فألتفت برأسه ونظر لها من فوق كتفه و قال بتحذير
    - حاولي متخلهوش يشك فيكي ، بس بحدود ، فهماني اكيد
    خطت خطواتها بإتجاهه و لكنه برم قبضه الباب و خرج بحذر دون ان يراه احد ، توقفت في مكانها لبرهه و هي تتنهد بعمق و من ثم غادرت الغرفة و هي شارده .. تفكر و تخطط بما ستفعل !
    ...........................................................
    اسدل الظلام ستائره
    بعد ان غادر صباحا لم تره .. لم تره بقيه اليوم ابدا حتى ظنت انه لن يأتي فشعرت بالراحه ، نهضت و فتحت الخزانة و اخرجت منها بعض الملابس و من ثم إتجهت للحمام لتأخذ حماما ساخنا ليساعدها على الأسترخاء قليلا ، فقد ارهقها التفكير ...
    ،،،،،،،،،،،
    وضع يده اليمنى على مسندة الكرسي و نهض بتثاقل ، و خطا خطواته ببطئ إتجاه باب مكتبه و قطرات الدماء تسيل على يديه حتى تستقر على الرخام الأبيض .
    توقف امام الباب مباشرا وهو ينظر لتلك اللوحه المعلقه بجانب الأخير ، اقترب و وقف مقابلا لتلك اللوحه و هو يتعمق في النظر لها .
    نظرة عتاب_ألم_مرارة_غضب
    كل تلك الأحاسيس اجتمعت في نظرة واحده .. هو يشعر بالتخبط ، لا يعلم امن المفترض ان يلوم و يعاتب ام يشعر بالألم و المرارة بسببها ام يغضب منها!
    هي السبب في حالته هذه ، هي من تجعله يشعر بالتخبط .. وهو يكره هذا الشعور كثيرا .
    - اللي عملتيه مش مسامحك عليه على فكرة .. بس بدوري انا هجبلك حقك من كل واحد ساهم في موتك .. ومش حقك بس ، حقي انا كمان .
    ،،،،،،،،،،،
    اغلقت صنبور المياة و من ثم خرجت من حوض الأستحمام و قطرات الماء تتساقط من على جسدها .. التقطت المنشفة و بدأت في تجفيف جسدها بها .
    بعد ان انتهت من ارتداء ملابسها خرجت و هي تجفف شعرها بالمنشفه ، لم تنتبه له حيث كان يقف مقابلا لها فأصطدمت به ، انتفضت في البدايه و لكن سرعان ما استعادت هدوءها او مثلت ذلك ، بينما كان هو ينظر بجمود ، ابتعدت بضع خطوات للخلف و هي تقول
    - امتى رجعت؟
    نظر لها ببرود و قال
    - ملكيش دعوة
    و تخطاها ، رفعت حاجبها ببلاهه و هي تستوعب هذا الموقف المحرج ، و من ثم التفتت بغضب و قد استفاقت من بلاهتها .
    فتحت فمها لتقول ما كانت تريده بغضب و لكنها تراجعت عن ذلك و هي تنظر ليده اليسرى بذهول ، يديه مجروحه .. الا يشعر بها؟!
    اسرعت بخطواتها له و وقفت امامه و قالت
    - اديك مجروحه .. انت مش حاسس بيها ؟
    نظر لها ببرود و قال
    - لا
    - بتنزل دم
    - ........
    ظلت تنظر له ببلاهه ، فقال بنفاذ صبر
    - ابعدي عن طريقي
    و تخطاها ، فأسرعت و عاقت طريقه مرة و قالت
    - استنى
    و تركته و إتجهت للكومود و فتحت احد ادراجه و اخرجت منه صندوق الأسعافات الأولية ، لقد لمحتها من قبل ، اخذتها و عادت له
    وقفت امامه و نظرت له لبرهه قبل ان تمد يدها بتردد لتمسك بيده المجروحه بين كفيها نظر ليدها ومن ثم لها بجمود و قال
    - بتعملي اية
    - هعالج ايدك
    قالتها بهدوء و هي تنظر له و من ثم نظرت ليديه و التقطت زجاجه مطهر الجروح و بدأت في وضعه على يده .
    كان ينظر لها بإقتضاب و إنزعاج من تصرفها هذا ، شعورة الذي بداخله الآن يشعره بالغضب بل يألمه !
    فجأة ابعد يدها بقسوة آلمتها ، نظرت له بدهشة و قالت بإستغراب
    - مالك ؟
    نظر لها بحدة و غضب تخفي ما بداخله تماما و قال
    - متتخطيش حدودك
    قطبت حاجبيها بإنزعاج و قالت
    - حدود! ، انا عملت اية؟
    نظر لها بطرف عينيه و هو يتخطاها ولكنه توقف عندما سمعها تقول بغضب
    - انت اخر واحد تتكلم عن الحدود .. أنت مش عامل حدود بينا اصلا ، و لما جيت اساعدك جاي تتكلم عن الحدود ! ، محسسني اني..... " قالت الأخيرة بسخرية "
    و من ثم تنهدت بعمق و اكملت
    - انت واحد مريض و انا بشفق عليك اصلا
    و تنهدت بعمق مرة آخرى و هي تقترب منه و بيدها الشاش الطبي و زجاجه المطهر و وقفت حلفه و قالت بهدوء
    - بس انا عندي انسانية و ضميري ميسمحليش اني اسيب حد محتاج مساعدة مني
    و من ثم امسكت بيده اليسرى و اجلسته على حافة السرير و جلست مقابله له و نظرت له وقالت وهي تحدث نفسها ، ظنت انه لم يسمعها
    - مع اني مش شايفاك حد اصلا .. أنت شيطان
    نقلت نظراتها ليديه و امسكت بها و بدأت في مداواتها و انشغلت ، فلم تلاحظ تلك النظرة التي ظهرت في مقلتيه ، نظرة إنكسار التي ظهرت بوضوح برغم محاولته لإخفائها بنظرته الباردة .
    إنتهت من مداواه جرحه فرفعت نظراتها له و قالت بإقتضاب
    - خلصت
    و من ثم التفتت و نهضت و لم تخطي خطوتين حتى شعرت بيديه التي تجذب ذراعها من الخلف و وضعها خلف ظهرها و جذبها له فأرتطم ظهرها بصدره ، فشعرت بأنفاسه الحارة و هو يهمس في اذنها بطريقة غريبة جعلتها تشعر بشعور غريب
    - شكرا
    و من ثم تركها و إتجه للخزانة و اخذ ملابسه و إتجه للحمام ، و دخله .
    بعدما تركها وضعت يدها على صدرها الذي اصبح يعلو و يهبط من إرتباكها . هزت رأسها بعنف لتتخلص من إرتباكها و إتجهت للسرير و اراحت جسدها عليه و وضعت الغطاء على جسدها .. و نامت سريعا دون ان تشعر.
    ،،،،،،،،،،
    نظر لصورته المنعكسه على المرآة الذي غطاها بخار الماء الساخن . فمد يده اليمنى و مسح ذلك البخار حتى توضح صورته .. و تعمق في النظر لصورته المنعكسه ، فأختلطت عليه صورته عندما كان صغير و الآن ، هناك فارق كبير بينهم ، و كأن ذلك الصغير شخص و هو شخص اخر .
    بدأت ذكريات كثيرة تتصور امامه ، اغمض عينيه بقوة .. فهو لا يريد ان يتذكر ماضيه .. لا يريد تذكر مرحله طفولته التي تشعره بالندم و الضعف ايضا .
    خرج من الحمام و مازالت ذكرياته تلاحقه ، إتجه للسرير و استلقى عليه .. بجانبها و اسند زراعه على جبينه و شرد و هو ينظر للهاية و ذكرياته تعرض امامه كعرض سينيمائي
    *****************
    طفل صغير لا يتعدى عمرة الخامسة عشر يدخل ذالك القصر الكبير و هو يركض و كان ينادي والدته بصوته المزعج الذي تملأه السعادة
    - ماما .. يا ماما .. عرفت اركب الحصان و اخيرا .. يا ما.....
    توقف عن اكمال جملته عندما دخل غرفة والدته و كانت تبكي .. اقترب منها ببطئ و هو ينظر لذلك الشخص المستلقي على السرير و مغطى جسده و وجهه بالملائه البيضاء
    - ماما
    قالها بخفوت و هو يحاول يكذب اعتقاده
    التفتت و نظرت له و زادت في البكاء و هي تأخذه بين احضانها ، اخذ يبكي معها فقد تأكد انه مات بعد ان قالت والدته من بين شهقاتها
    - ابوك مات يا بيجاد .. فخر الدين مات
    والده قد مات حقا!

    منذ وفاة والده اصبح كل شيء مختلف .. فهو اصبح يحمل مسؤليات و اولها والدته .. فهو يجب ان يوفر لها الطعام على الأقل لذلك كان يعمل في الأراضي ليلا نهارا بلا رحمه ليس بإرادته بل هذا كان امر من حاكم القرية الجديد ، الذي شرده هو و امه بعد وفاه والده .
    عاش الكثير من الألم ، و تعرض للكثير من الأهانة و الضرب و اكثر و لكنه تحمل كل هذا من اجل والدته .
    فتأتي له اول صفعه التي لم يتوقعها ابدا و هي .. زواج والدته من من ظلمه !
    ****************
    افاق من ذكرياته عندما شعر بيد توضع على صدره ، كانت يدها ، التفت و نظر لها فوجدها نائمه .. و لكن من الظاهر انها منزعجه فيبدو انها تحلم الآن بحلم مزعج .
    مسح وجهه بكفيه و من ثم نظر لها بهدوء قبل ان يقترب منها و يحاوطها بذراعيه لتصبح بين احضانه ، فظهرت ملامح الأنزعاج اكثر على وجهها في البداية و لكن سرعان ما تحولت ملامحها إلى الراحه .
    - شيفاني شيطان!
    قالها بتهكم قبل ان يكمل بتوعد
    - هعذبك على هوايا يا ريحانة .. و هتحبي عذابي
    و من ثم ظهرت إبتسامة جانبية خبيثه على وجهه .. و نام
    ..........................................................
    اشرقت شمس يوم جديد
    فتحت عينيها ببطئ و هي تحرك جسدها ، فشعرت بجسد يحضتنها و علمت انه هو .. من رائحته النفاذة فرفعت نظراتها لوجهه حيث اصبحت تحدق به .. و هذة المرة الأولى التي تلاحظ ملامح وجهه الهادئه التي تعكس حالته عندما يكون مستيقظا .
    اغمضت عينيها بسرعة عندما شعرت بأنه بدأ بالأستيقاظ ،........ فتح عينيه بهدوء و حول نظراته لها و إبتسم بسخرية عندما شعر بتنفسها الغير منتظم فهي الآن تمثل النوم و هو يدرك ذلك .
    - ريحانة
    همس بها ، فتسارعت دقات قلبها و بدأت تحرك جفونها لا إراديا ، فأكمل عندما لاحظ حركة جفونها الخفيفة
    - تبقي تمثلي النوم كويس
    و من ثم ابعدها و نهض من على السرير ، ففتحت هي عينيها بذهول و نظرت له ، فضحك بصوت عالي وهو يتجه للحمام ، اعتدلت في جلستها و هي تسبه و تلعنه .
    ،،،،،،،،،،،
    خرجت من الحمام و هي تربط شعرها المجعد و من ثم توقفت وهي تنظر حولها بتفكير ، اين هو؟ لقد كان في الغرفة عندما دخلت الحمام .. لم تهتم كثيرا و اكملت طريقها للطاولة و توقفت و التقطت كوب الماء و اتت ان تشرب و لكنها سمعت صوته ، فألتفتت و هي تنظر للشرفة .. فالصوت يأتي من داخلها ، إتجهت بخطواتها البطيئه الحذرة للشرفة و توقفت بالرقب من الأخيرة و هي تستمع لما يقوله للطرف الآخر
    - هاجي اشرف على صفقة السلاح يوم الخميس .. عايز كل حاجة تتنفذ زي ما اتفقنا
    و من ثم صمت و كأنه يسمع حديث الطرف الأخر ، و من ثم رد على الطرف الأخر بنبرة توعد
    - كل واحد هياخد عقابه في الوقت المناسب .
    و صمت مرة آخر قبل ان يقهقه بشراسه و هو يقول
    - هموتهم و انا مرتاح
    وضعت يدها على فمها لتكتم صوت شهقتها التي خرجت منها و ابتعدت سريعا و جلست على الأريكة و رفعت يديها المرتعشه الممسكه بكوب المار و احتست القليل منه و هي تحدث نفسها بضياع
    ((- صفقة سلاح .. يوم الخميس .. هيموتهم .. يعني .. هيموتهم بالسلاح يوم الخميس ))
    وضعت يدها على فمها بخوف و هي تقول لنفسها بصوت مسموع محاوله تهدأت نفسها
    - اهدي .. أهدي يا ريحانة .. أنت هتموتيه قبل ما يموت اي حد .. هتموتيه
    خرج من الشرفة بعد ان انهى مكالمته الهاتفيه ، نظر لها و قال بجمود
    - جهزي نفسك النهارضة
    رفعت نظراتها له و هي تحاول ان تظهر بأنها طبيعية .. قالت بخفوت
    - لية ؟!
    إتجه للباب و غادر و لم يرد .
    ..........................................................
    دخل احد حراسه ليخبره ب
    - سيدنا جلال .. في واحد برة عايزه تقابلك
    نظر له و قال
    - مين؟
    - مرضيتش تقول اسمها
    اومأ برأسه و قال
    - دخلها
    اومأ الحارس برأسه و غادر و بعد ثواني دخلت تلك الفتاة و هي ترتدي وشاح اسود يخفي ملامح وجهها ، كان يتابعها بهدوء حتى جلست على الكرسي و من ثم ساد الصمت لدقائق قبل ان تقول بإبتسامة خبيثة وهي تزيل الوشاح من على وجهها
    - عامل اية يا .. أخويا
    نظر لها ببرود وساد الصمت لثواني قبل ان يقول بتهكم
    - اية اللي فكرك بأخوكي ؟
    نظرت له ببرود و قالت بطريقة مستفزة
    - عادي .. جاية اطمن عليك
    - مش عايزك تتطمني عليا
    - لية ؟... دة انا اختك برضوا و دة واجبي
    - واجبك و اختي مرة واحدة
    قالها بتهكم و من ثم قهقه بشراسه و هو يقول بغيظ مكبوت
    - واجب مين يا ام واجب انتي ! .. هو انتي فاكره بعد اللي عملتيه و بيعانك ليا هفضل اعتبرك اختي مثلا!
    نظرت له بحزن اصطنعته
    - لا لا يا جلال .. متقلش كدة على عيوودة حبيبتك ، إحنا اخوات مهما حصل مابينا
    - معنديش اخت راحت لعدوي برجليها
    قالها بحدة ، فقالت بهدوء
    - مش عدوك .. هو اخوك و اخويا
    - بجد!
    قالها بسخرية و هو يقذفها بنظراته الغاضبه ، فبلعت ريقها و قالت وهي تبتسم
    - ماشي ماشي .. عارفه انك مش معتبره ولا هتعتبره اخوك ، و لا انا كمان بعتبره اخويا اصلا
    - مش معتبراه اخوكي ، لأنك بتحبيه و زي الغبية رحتيله
    نظرت له بحدة و هتفت غاضبه
    - جلال
    إرتسمت إبتسامة جانبية ساخرة على وجهه قبل ان ينهض و يتجه لباب المكتب و قال قبل ان يغادر
    - مش فاضي اتكلم معاكي ، سلام ... يا اختي

    الفصل التاسع

    اسدل الليل ستائره ،،،
    كانت واقفه في الشرفة تحت ضوء القمر الخافت و النجوم ، كان شعرها يتطاير مع كل نسمه رياح منعشه تهب عليها و معها يتطاير اطراف فستانها الاحمر الطويل ، و في هذا الجو كانت شارده تفكر ماذا ستفعل ؟ ، الآن هي ستذهي للحفلة مع الشيطان و سيكون جلال متواجد هناك ، كيف ستتصرف ؟
    تنهدت بعمق و هي تمرر اناملها من بين خصلات شعرها المصفف في حين كانت تلتفت فأصطدمت بجسد فرفعت نظراتها ببعض من الفزع ، فكان هو ، عادت بضع خطوات للخلف و هي تضع يدها على صدرها الذي كان يعلو يهبط من اثر الخضه ، تنفست بعمق لتهدء نفسها
    - خضتني
    قالتها بعد ان هدأت ، بينما هو كان ينظر لها بتمعن متفحصا جسدها و مفاتنه من رأسها حتى اخمص قدميها و من ثم نظر لعينيها المكحله و قد لمعت عينيه بخبث و هو يقول
    - زوقي حلو
    - نعم!؟
    قالتها ببلاهه و عدم فهم ، فإقترب منها و مرر يده على خصرها ببطئ ، فنظرت له بإرتباك و اتت ان تبتعد ولكنه اسرع و حاوطها و جذبها له ، فنظرت له بإرتباك
    - زوقي فيكي .. و في الفستان
    اخفضت رأسها و قد توردت وجنتيها بحمره الخجل و كانت تلعن نفسها ، لا تستطيع الرد .. لماذا!
    حدق بها لبرهه قبل ان يبتسم بخبث اكثر و هو يمسك اطراف شعرها بأنامله في حين يقترب و يهمس بجانب اذنها ب ..
    - شعرك الطبيعي احلى على فكرة ، متبقيش تستشوريه المرة الجاية
    و بعد ان انهى جملته اقترب اكثر و طبع قبله دافئه على رقبتها ، فإرتبكت اكثر حتى شعرت انها ستفقد وعيها ، فبتلقائيه دفعته عنها و هو سمح لها بذلك ، لم تكن تجرأ لرفع رأسها و النظر إليه فهي متأكده انه الأن ينظر لها بسخرية .
    نظر لها لبرهه دون اي تعبير على وجهه و من ثم إرتسمت إبتسامه جانبية ساخرة و هو ينظر لساعة يديه الفاخرة و قال
    - يلا
    و من ثم اقترب و امسك بيديها فشعرت بكهرباء خفيفه تسري في جسدها ، اتت ان تسحب بيدها ولكنه ضغط عليها بقسوة و قال بصرامة
    - بلاش حركات العيال دي
    رفعت نظراتها و نظرت له بضيق ، فأشاح بوجهه و خطى خطواته للخارج و هي خلفه و مازال ممسك بيديها .
    ..........................................................
    ترجل من سيارته بعد ان فتح له السائق الباب فأقترب منه احد الرجال
    - نورت يا جلال بيه نورت
    إبتسم جلال و هو يهندم بدلته الرماديه و قال
    - بنورك يا ايمن
    - اتفضل اتفضل
    اومأ برأسه و دخل معه .
    جلسوا على احدى الطاولات ، و فور جلوسهم اشار ايمن للنادل فأتى الأخير و معه كاسان من الخمر ، فأمسكهم ايمن و وضعهم على الطاوله و امره بالمغادرة
    - اتفضل يا برنس
    قالها ايمن و هو يقدم احدى الكاسان ل جلال ، فألتقطها و هو يقول بخبث
    - ما ندخل في الموضوع على طول
    إبتسم ايمن و هو يقول موافقا
    - ياريت ، ندخل في الموضوع على طول
    اومأ جلال برأسه و هو يضع يده في جيب بنطاله و اخرج ورقة منه و وضعها على الطاولة و مررها له ، فأخذها ايمن و فتحها و من ثم قال بسعادة و عدم تصديق
    - ازاي جبتها يا جلال بية
    اقترب جلال وقال بخفوت
    - ملكش دعوة جبتها ازاي ، المهم انك تسمعني كويس
    نظر له ايمن بإهتمام ، فأكمل
    - صفقة السلاح بتاعتنا اللي وقفها الشيطان هنستلمها يوم الخميس في نفس الموعد اللي هيروح فيه الشيطان عشان يستلم صفقة السلاح بتاعته يعني هنستغفل غياب الشيطان في اننا ندخل الأسلحه خلال اليومين اللي هيغيب فيهم " و اكمل بغموض " او ممكن غيابه يطول فهيبقى سهل علينا ندخل اي صفقة سلاح لينا
    - طيب المطلوب مني؟
    - المطلوب منك انك تأمن لي طريقي .. انت و رجالك
    - طب انت متأكد ان الشيطان هيغيب .. خايف لنتقفش يبقى فيها ارواحنا
    - متخفش .. انا مظبط كل حاجة
    - تمام ... و المقابل ؟
    عاد جلال للخلف و قال بثقة
    - المقابل هيعجبك اوي ، متخفش
    اومأ ايمن برأسه و قال
    - اتفقنا ، بس المقابل عايزه اضعاف اخر صفقة
    اشاح جلال بناظريه و قد اظلمت عينيه الزرقاوتين و هو يقول
    - زي ما انت تطلب
    و اكمل وهو يحدث نفسه بداخله
    - هبقى اوزع اضعافهم على قبرك يا برنس
    و من ثم امسك بالكاس و احتسى منه القليل ، و بعد ثواني وجد الجميع ينظر خلفه و بدأوا في الحديث بهمس ، فألتفت لينظر لما ينظرون له و يتحدثون عنه ، فوجد الشيطان يتلف للقاعة و معه .. ريحانة و هي تتأبط ذراعه ، شعر بالحنق و الغضب و الضيق و لكنه اخفى ذلك و نهض و على وجهه إبتسامه عريضة و إتجه لهم .
    بينما كانت ريحانة تشعر بالإرتباك و التوتر و الحرج فالجميع ينظر لها و يتحدثون عنها و عنه ، هذا مؤكد . في حين هي تمرر نظراتها حولها رأت جلال يتقدم منهم فظهرت السعادة في حدقه عينيها العسليتين و فشلت في إخفائها لذلك اخفضت رأسها مرة آخرى .
    توقف جلال مقابلا لهم و وهو يضع يديه في جيوب بنطاله في حين اتى ايمن مرحبا بهم
    - اهلا اهلا نورت يا سيدنا الشيطان وو.....
    و توقف عن إكمال جملته حينما نقل نظراته لريحانة و بدأ في تفحصها من رأسها حتى اخمص قدميها و هو يقول بخبث
    - اية دة يا سيدنا .. صاروخ .. قولي جبتها منين!؟
    نظر له الشيطان نظره قاتله فتلعثم ايمن و خاف فأصبح ينظر حوله ليتهرب من نظرات الشيطان في حين قال جلال بخبثه
    - تلاقيه شاريها من بره ، اصل دي مش شكل واحده من القرية
    ومن ثم اقترب من الشيطان وقال بصوت خافت سمعته ريحانة
    - ها قول ، جايبها من اي ملهى ليلي ؟
    رفعت نظراتها له بغضب ممزوج بالصدمة و الحزن في حين نظر الشيطان له ببرود و قال بهدوء شرس
    - الملهى الليلي دة مقامك
    ضحك جلال بصوت عالي وهو ينظر لهم و قال بطريقة مستفزة
    - مقامي! .. هو انا بعمل زيك ، كل فترة واحده
    - بتضحك على نفسك ولا على مين !
    قالها الشيطان و على وجهه إبتسامه جانبية ساخرة و من ثم تخطاه و هي معه .
    بينما كانت ريحانة تشعر بالغضب و الحزن و ايضا لا تعلم ما ذلك الشعور الذي اجتاحها بظبط في تلك اللحظه و لكنها شعرت بالنفور من جلال .. للحظة !
    جلست على الكرسي و هي تنظر للشيطان و لكنها شارده ، ماذا كان يقصد بقوله " بتضحك على نفسك و لا على مين ؟" كانت لكنته عندما قالها غريبة .. غامضة ، هل جلال من نوع ذلك الرجال الذين يستمتعون مع اكثر من واحده ! ، لا هي تعرفه و هو ليس كذلك ابدا .
    هزت رأسها بعنف وهي تترد الأفكارو الأسئلة الكثيرة التي تطرح عليها ، بينما كان هو ينظر لها بتمعن و قال
    - بتفكري في اية؟
    انتبهت له و قالت بتلعثم
    - ها؟ .. لا مفيش
    رفع زاوية فمه للأعلى و هو يقول بتهكم
    - باين
    - الشيطان هنا بنفسه ، منور
    رفع نظراته للمتحدث و كان رجل مسن يبدو عليه الكبر و الوقار ايضا " عز الدين " .
    نهض الشيطان و هو يبتسم
    - بنورك
    و من ثم تعانقوا
    - بقالي فترة مش بشوفك
    - انت اللي مش موجود في القرية الفترة دي
    - ما انت عارف سبب غيابي
    اومأ برأسه و قال
    - عارف ، مبروك عليك
    إبتسم عز الدين و هو ينظر لريحانة و من ثم قال بخبث و هو يعيد نظراته له
    - واحدة جديدة؟
    - لا دي غير
    - غير ازاي؟ .. مش عشيقه !
    - عشيقه
    قالها بطريقة غريبة ، لم يفهما ايا منهم
    فهي كانت تتابع ما يحدث بدهشة ، هذة المرة الأولى التي تراه يتعامل مع احدهم بلطف بعيدا عن طريقته المستفزة و الباردة ، و حينما سمعت جملته ** لا دي غير ** شعرت بالحيرة و من ثم شعرت بالإحراج لجملته الأخيرة .
    ضحك عز الدين بخفة و قال بخفوت ممازحا
    - شكل في الموضوع إن
    إرتسمت إبتسامة جانبية خبيثة على وجهه.
    كان ايمن و جلال ينظرون لهم بغيظ
    - انا مش عارف ابوك بيحبه على اية!
    قالها جلال بسخرية
    - و لا انا عارف ، اصلا مستغرب من علاقتهم
    التفت ايمن و اكمل
    - تعرف لو ابويا دة عرف اني بشتغل معاك او اني بشارك في صفقات السلاح اللي مانعها الشيطان ، هيعمل فيا اية؟
    - عارف
    - دة يسلمني للشيطان بأيده
    قالها ايمن وهو يضحك بمرارة
    مد عز الدين يده لريحانة و هو يقول
    - تسمحيلي بالرقصة
    نظرت له ، بينما قال الشيطان وهو يمسك يدها و ينهضها و يجذبها له حيث حاوطها من خصرها
    - دي بتاعتي .. انا هرقص معاها
    ضحك الرجل و قال
    - بتقطع نصيبي على فكرة
    - انت كبرت خلاص
    قالها الشيطان ممازحا ، فضحك الرجل اكثر و قال
    - لا مكبرتش ولا حاجة دة انا زي الحصان فميغركش الشعر الأبيض دة انا لسه بصحتي

    كانت ريحانة تشعر بالبلاهه و الحيرة و الضياع ، اهذا الشيطان؟! .. انه يمازح و يبتسم بهدوء !
    إتجه الشيطان و معه ريحانة الى منتصف القاعة مع الراقصين . وقف مقابلا لها و امسك بذراعيها و وضعها على كتفه و من ثم مرر كفيه على خصرها و قربها منه فنظرت له و بدأت في الإرتباك و لكنها حاولت تهدأت نفسها و لكن انفاسه القريبة منها تربكها اكثر ، فأبتعدت قليلا حيث لا تكون ملاصقة اياه
    - انت ازاي كدة؟
    قالتها بخفوت حائر
    - وضحي سؤالك
    - مش مكسوف؟
    - نعم!
    - يعني .. مش مكسوف انك تقول اني عشيقتك
    قالتها بتردد ، فأجاب ببرود و ثقة
    - لا
    فردت بضيق
    - ما هو باين
    نظر لها و إبتسم إبتسامه جانبية وهو يقول
    - انا بحب اكون واضح دايما .. دة طبعي
    نظرت له بعمق و شردت قليلا ، و من ثم قالت بحذر بعد تردد كبير
    - لو كنا متجوزين عرفي .. كنت هتتردد تقول ؟
    حدق في حدقتيها العسليتين و قال
    - لية السؤال؟
    اخفضت رأسها وقالت بتلعثم
    - عادي ..
    اومأ برأسه و هو يقربها المسافة التي بعدت فيها عنه ، فرفعت نظراتها له .. لحدقتيه السوداتين و هي تشعر بأنفاسه على وجهها ، شعرت بشعور جديد .. شعور يجذبها له ، ذاك البريق الخافت الذي ظهر في عينيه .. اعجبها ! ، نظرت له بصدمة بعد ان ادركت نفسها .. لا شيء يجذبها له .. لا شيء ، رفعت كفها و ضربت وجنتها بخفة لتستيقظ من الهرائات التي تتخيلها ، بينما رفع حاجبه بإستغراب و قال
    - في اية
    - انت مقرب اوي كدة لية؟!
    قالتها بحدة تلقائيا و هي تنظر لعينيه
    كان جلال يتابعهم بحنق و غيظ و غضب ، فأمسك بالكأس و احتسى ما بداخله جرعة واحدة و نظراته مازالت معلقه عليهم و كان يحدث نفسه
    - ماشي يا ريحانة ، ماشي ، حسابك معايا بعدين
    قال الأخيرة بغضب جامح و هو يضغط على الكاس بغضب و قسوة في حين رأيته للشيطان وهو يقبل ريحانة و هي مستسمله ! ، فأنكسر الكاس في يده فألتفت الجميع لناحيته ، فأبتسم بقسوة و غضب و قال للجميع و هو ينظر لريحانة
    - و لا كأن حاجة حصل ، ارجعوا زي ما كنتم
    و التفت بحدة و غادر القاعة ، فنظرت ريحانة للشيطان ... لم تكن تنظر لعينيه فهي لا تستطيع فعلها ... فكانت تنظر لرقبته ، و قالت بخجل و تلعثم و حرج
    - عايزه اقعد
    ابعد يديه من على خصرها و سمح لها بالرجوع لمقعدها في حين اقترب منه عز الدين و اصبحوا يتحدثون قليلا ، فلم ينتبه الشيطان على غياب ريحانة ، فهي قد نهضت و غادرت القاعة باحثه عن جلال ، و اثناء هي تسير للبحث عنه شعرت بيد قاسية تمسك بمعصمها و تجذبها لأحد الجوانب فأرتطم جسدها بالحائط بقوة و قسوة ، فنظرت لمن جذبها فكان ... جلال .
    كانت تنظر له بلهفة و هي تقول
    - انت كويس؟
    و من ثم نقلت نظراتها ليديه الذي جرحها ، فوجدته يلف شاش عليها بإهمال ، فنظرت له بألم و قالت
    - لية عملت كدة في نفسك ؟!
    تأوهت و هي تتألم من قبضته التي ضغطت على معصمها اكثر ، فنظرت له بتعمق كادت ان لا تعرفه فهو كان ينظر لها بقسوة و غضب و احتقار
    - مش قلتلك انتي ليا و بس
    قالها بهدوء حاد مخيف و من ثم جذبها من شعرها بقسوة ألمتها و اكمل
    - قلتلك ولا لا ... ها
    صرخ بالأخيرة فتأوهت بصوت عالي و هي تبكي و تقول بألم
    - جلال
    - ازاي تسمحيله يعمل اللي عمله من شوية .. ازاي تستسلمي يا ريحانة ، ما تردي
    قال الأخيرة وهو يقسو بقبضته على شعرها حتى شعرت انه سيتمزق ، فقالت بألم متلعثم
    - مش عارفة اية اللي حصل ... هو قرب .. و ....
    قاطعها بقوله و عينيه تلمع بشر
    - شكلك نسيتي انك ليا .. انك ملكي لوحدي .. هفكرك بطريقة عشان متنسيش ، انك ليا و بس
    و انقض على شفتيها بقسوة يلتهمها ، فصدمت و شعرت بالخوف من طريقته ، هذة المرة الأولى التي يعاملها هكذا ، و اللعنة لذاكرتها التي اعادتها لتلك الذكريات ، فأصبحت تحاول ابعاده و هي تبكي و ترتجف ، و ابتعد حين شعر بطعم الدماء في فمه ، و نظر لها و عندما لاحظ حالتها علم انه اعادها لذكرياتها ، فأحضتن وجهها بكفيه و اتى ان يقول شيء و لكنها ابعدت يديه بيدها المرتجفه و هي تنظر له بإحتقار و حزن و من ثم ابعدته و غادرت سريعا و هي تترنجح .
    ،،،،،،،،،،،،،،،،،
    - بعني بضاعة السلاح مش في القرية
    - ايوة
    قالها الشيطان بإقتضاب ، فسأل عز الدين
    - لية مسبتهاش في القرية!
    نظر له الشيطان ببرود و لم يرد ، فضحك عز الدين بخفة و هو يقول
    - من صغرك وانت فيك الطبع دة ، مش بتحب تعرف اي حد للي مخطتله
    نظر الشيطان امامه بهدوء ، بينما اكمل عز الدين متسائلا
    - صحيح ، اخبارك اية انت و جلال؟
    - بيخطط ل قتلي ... كالعادة
    قالها بلامبالاه ، فإبتسم عز الدين بمرارة وهو يقول
    - هو مش هيبطل حركاته و تخطيطاته دي! ، دة انتوا حتى اخوات
    - لا
    قالها الشيطان وهو يلتفت بحدة و اكمل بقسوة حيث اظلمت عينيه و احددت
    - من صغري و انا مش معتبره اخويا ولا هعتبره ....
    و من ثم نظر امامه بجمود ، بينما تنهد عز الدين بأسى و هو يقول بمرارة
    - انا زيك يا ابني ... بس اعمل اية .. أبن اختي برضه
    نهض الشيطان و قال ببرود و هو يضع يديه في بنطاله
    - طيب خد بالك على ابنك من ابن اختك
    و من ثم تركه و ابتعد
    ،،،،،،،،،،،،،،،،
    اغلقت صنبور المياة بعد ان غسلت وجهها عدة مرات و من ثم رفعت نظراتها للمرآه لتنظر لصورتها المنعكسة بضياع و تشدد حيث تراءت لها بعض المشاهد المتتالية امام عينيها ، كما لو كانت شريط سينمائي تسترجع معه كل ما عانته في منزلها من والدتها و زوجها ، سالت دموعها على وجنتيها ففتحت الصنبور مرة آخرى و غسلت وجهها بالماء و عادت لتنظر لصورتها المنعكسه و هي تحدث نفسها بصوت مسموع ممتلأ بالقهر و الأم
    - مش اول مرة تأذيني يا جلال ، بس دي المرة الأولى اللي احس فيها اني ... بخاف منك ، عارف معنى دة اية؟...
    و قبل ان تكمل حديثها انتفضت بخفة عندما سمعت صوت طرقات الباب ، فألتفتت و نظرت للباب و هي تقول
    - مي..
    قبل ان تكمل جملتها وجدت الباب يفتح فحدقت للحظات قبل ان تعي ان الشيطان يقف امامها ، و في الحمام النسائي!
    - ازاي تدخل كدة !
    قالتها بهدوء حاد ، نظر لها بتفحص وهو يقول ببرود
    - مش قبل ما تروحي في حته تستأذني مني!
    - لية إن شاء الله؟ ، كنت مين مثلا عشان استأذنك !
    قالتها بأندفاع غاضب .. فإبتسم بشراسة و قال
    - بتكلميني انا كدة!
    - ايوة
    قالتها بتحدي ، لا تعلم من اين اتت لها تلك القوة فجأة !
    إبتسم بتهكم و هو يقترب منها و يتخطاها حيث يتأكد من ان غرف الحمامات فارغه لا احد فيها ، و من ثم إتجه للباب و اغلقه ... بالمفتاح ، كانت تتابعه بقلق و خوف و عندما رأته يتجه للباب و يغلقه قالت بتلعثم
    - بتعمل اية؟
    التفت لها و قال وهو يقترب و في عينيه نظره خبيثه شرسة
    - هربيكي شوية
    بلعت ريقها بخوف و هي تتابعه و هو يقترب فكانت تتراجع للخلف بدورها حتى اصطدمت بالحائط ، فقالت بصرامة محاولة إخفاء خوفها ولكنها فشلت
    - اياك تقرب
    - اقرب منك في اي وقت انا عايزه
    قالها و هو مقابلا اياها ، فنظرت له و عينيها بدأت تمتلأ بالدموع و قالت بخفوت و هي تترجاه
    - لوسمحت
    وضع احدى يديه على الحائط خلف رأسها و الآخرى مررها على خصرها و قربها منه فتلاصقت به و بدأ بالإقتراب من شفتيها ، فأصبحت تبكي فجأة .. وبحرقة ، رفع نظراته لها بدهشة تعتليه ، اكثرت في البكاء و هي تبعده عنها بضعف ، فأبتعد بهدوء و هو ينظر لها بترقب و عينين ضيقة ،
    بكت بقهر و حرقة على حالها ، اجتمع عليها كل شيء .. ماضيها ، جلال ، الشيطان .. تشعر بالألم و التحطم في داخلها من فكرة ان تكون ضعيفة من ان تحمي نفسها من هؤلاء الشياطين ، تشعر بأنها دمية لا حياة فيها .. تخضع لهذا و ذاك و يحركونها على اهوائهم ، و هي تعلم انها لا تستطيع ان تفعل شيء .. إلا البكاء ، فهي .. ضعيفه.
    فجأة وجدت نفسها بين احضانه ... يحضتنها بهدوء ، نظرت له بطرف عينيها بحيرة و تشدد ، إنها تشعر بدقات قلبه المنتظمه و رائحته .. رائحته النفاذة التي جعلتها تهدأ قليلا ... و لا تعلم كيف .. فهي وجدت نفسها تسترخي بعد ان اشتمت رائحته .
    ..........................................................
    استأذن جلال و غادر الحفل و هو يشعر بالغضب و الضيق ... كيف فعل هذا! ، كان يجب ان يفكر قبل ان يفعل ذلك مع ريحانة ... ألآن الأمور ستتغير و من المحتمل ان ريحانة ستتمرد و ترفض ما يريد منها ان تفعله ، فماذا سيفعل في حينها؟!
    ..........................................................
    بعد منتصف الليل
    مستلقيه على السرير بجانبه ، تنظر له و هي شاردة ، و الحزن و الشحوب يكسو ملامح وجهها كلما تتذكر فعله جلال تشعر بالنفور منه ... هي احبته فلم تكن تتوقع انه سيؤذيها و سيعلجها تتذكر ما انساها اياه هو ، تنهدت بعمق و الم في حين سالت دمعة من عينيها دون ان تشعر فأغمضت عينيها بقوة و هي تمسح وجنتيها من الدموع ، ومن ثم فتحتها و نظرت له ... بتعمق في حين عادت ذاكرتها بها عندما قبلها
    *************
    انت مقرب اوي كدة لية؟!
    قالتها بحدة تلقائيا و هي تنظر لعينيه ، فنظر لها بخبث و قال
    - مزاجي اقرب منك
    و من ثم نظر لشفتيها و قال بخفوت و هو يتلمس شفتيها
    - و ادوق دول
    و بعد ان انهى جملته اقترب منها و قبلها .. بنعومة و رقة ، صدمت .. و لم تتحرك ، و من ثم شعرت بالخوف .. يقبلها برقة! ، شعرت بأنها تستجيب و تستسلم ، ارادت الأبتعاد و لكن لم تستطيع .. ليس منه بل جسدها رافض الحركة او الأبتعاد .
    *************
    وضعت يديها على صدرها حتى تستشعر نبضات قلبها السريعة ، و رفعت نظراتها له و قالت لنفسها بقلق
    - اية اللي بيحصلي دة! ... أنا خايفة
    و من ثم ظلت تنظر له لمدة قاربت العشر دقائق و هي تتنازع بداخلها .. بداخلها رغبة بأن تشتم رائحته .. فخضعت رغبتها و اقتربت منه قليلا حيث تستطيع ان تشم رائحته و من ثم اغلقت عينيها .. و نامت
    ..........................................................
    اشرقت شمس يوم جديد ، يوم الأربعاء

    بعد ان اخذت حمام ساخن ، خرجت من الحمام و هي تجفف شعرها بالمنشفة و هي تتجه للمرآة ، فسمعت صوت دقات احدهم على الباب مستأذنا بالدخول فسمحت له و كانت ... زهرة
    - صباح الخير انسه ريحانة
    - صباح النور
    قالتها ريحانة وهي تجلس امام المرآة ، فتقدمت منها زهرة بعد ان اغلقت الباب و هي تقول
    - معايا حاجة ليكي
    نظرت يحانة لصورة زهرة المنعكسة على المرآة و هي تقول بمرارة
    - حاجة من جلال .. صح
    اومأت زهرة برأسه وهي تقف خلفها و تخرج رسالة ورقية ، فقالت ريحانة
    - مش عايزاها ، ارميها
    نظرت لها زهرة بدهشة و قالت ببلاهه
    - نعم!
    - بقولك مش عايزة رسايل من جلال ، ارميها
    اخفضت زهرة رأسها و هي تقول
    - الرسالة مهمة .. و السيد جلال نبهني ان الرسالة لازم تقرأيها
    و وضعت الرسالة على الكومود امام ريحانة ، فنظرت ريحانة للرسالة بتشدد ، بينما اكملت زهرة
    - انا عملت اللي عليا و جبتها .. و ليكي حرية التصرف ، عن اذنك
    و غادرت زهرة في حين ظلت ريحانة تنظر للرسالة و الفضول بدأ يمتلكها ، فألتقطتها و فتحتها
    " اسف .. عارف اني غلطت بتصرفي معكي إمبارح بس ... بس مش عارف اية اللي حصل بس كنت متعصب و غيران ... أيوة غيران و انتي عارفه لما بغير عليكي مش بشوف قدامي ، انا بحبك يا ريحانة و ندمان لأني اذيتيك ... بذات المرة دي اذيتيك اوي .
    هستناكي زي المرة اللي فاتت .. متتأخريش "
    كورت الرسالة بين كفها بآسى و هي تقول بسخرية ممزوجة بالقهر
    - اسف!
    و من ثم القت بالرسالة في احد ادراج الكومود بإهمال و اكملت تمشيط شعرها المجعد و من ثم خرجت من الجناح ، و توقفت امام الحارس تسأله
    - الشيطان موجود؟
    - لا
    قالها الحارس بهدوء و إحترام ، فأومأت برأسه و ابتعدت و إتجهت للسلالم و توقفت لثواني قبل ان تصعد للطابق ... الثالث
    ..........................................................
    كان يسير بجوادة الأسود في الأرض الخضراء الواسعة ، توقف عندما اتى احد حراسه ، نظر له و قال وهو ينظر امامه بجمود
    - في اخبار جديدة؟
    - ايوة يا سيدنا
    قالها الحارس و هو يعطيه بعض الأوراق ، اخذها الشيطان و نظر فيها .. و إرتسمت على وجهه إبتسامة شيطانية و هو يقول بتوعد
    - حلو اوي .. نهاية جلال قربت
    ..........................................................
    طرقت الباب و دخلت ، كان الرجل المسن مستلقي على السرير و عندما لمحها إبتسم و هو يقول
    - ريحانة ... أدخلي يا بنتي ادخلي
    إبتسمت و هي تتلف للغرفة و تغلق الباب و تتجه له و هي تقول
    - عامل اية؟
    - الحمدالله .. بس هبقى احسن لو ساعدتيني اني ابقى قاعد
    اومأت برأسها و هي تتقدم و تقول
    - اكيد هساعدك
    و ساعدته حيث جعلته في موضع الجلوس ، و من ثم جلست مقاله اياه على احد الكراسي البلاستيكية
    - اهو جتلك مرة تانية ، مش هتقولي انت مين؟
    قالتها بعد صمت ، فهز رأسه و قال ممازحا
    - انتي جاية تتجسسي عليا ولا اية
    - لا طبعا
    قالتها بسرعة ، فضحك و هو يقول
    - ما انا عارف
    إبتسمت و قالت
    - طيب هتعرفني ولا ؟
    - ولا
    اصتنعت الحزن فقال
    - متزعليش خلاص ... ما انتي كدة كدة هتعرفي
    - مزعلتش اصلا .. ها مستنيه
    - تتوقعي انا مين؟
    صمتت لتفكر و من ثم قالت
    - ابو الشيطان
    - ياااه .. ابوه مات من زماان
    حكت رأسها و هي تفكير
    - عمه !
    - برضه مات
    قالها و هو يضحك ، فتنهدت بضيق و هي تقول
    - طيب قول انت مين ... مش قادرة افكر
    - خيبانه ... أنا جده
    فتحت فمها بذهول و قالت بتلقائية
    - يعني ابوه و عمه مات و جده لسه عايش!
    و من ثم ادركت ما قالته فوضعت يدها على فمها بندم و هي تتأسف ، فضحك و قال
    - العمر بقى ..
    - اسفة بجد .. مكنش قصدي
    - و لا يهمك ... أكملك ، انا جد بيجاد ... أبو امه الله يرحمها
    قال الأخير بحزن ، فردد ريحانة
    - الله يرحمها
    ساد الصمت لبرهه قبل ان تقول
    - اسمك اية
    - عبدالخالق
    و ساد الصمت مرة آخرى .. كانت ملامحه حزينة خاصا بعد ان ذكرت ابنته المتوفية و التي هي والده الشيطان ، فتساءلت بحيرة
    - ملامحك اتغيرت بعد ما جبت سيرة ام الشيطان الله يرحمها .. لسه متأثر بموتها ؟
    تعلم ان سؤالها غبي و احمق و لكنها سألته ، فنظر لها بحزن و قال
    - مقدرش انسى لحظة موتها .. صعب
    اومأت برأسها ، بينما اكمل و كأنه يتذكر
    - لحظة موتها كانت صعبة اوي .. و شافها الشيطان و هي بتموت مع ان المفروض مكنش يشوف حاجة زي دي لأنه كان صغير ، و كطفل سببت ليه مشكلة كبيرة ، و غيرته
    - ماتت ازاي؟
    قالتها بفضول ، فنظر لها بهدوء و قال ليغير الموضوع
    - صحيح ... احكيلي عن نفسك شوية
    نظرت له و قد علمت انه يغير الموضوع فسمحت بذلك و قالت
    - مفيش اي حاجة عني اقولها
    - لية .. ممكن تتكلمي عن اهلك .. صحابك .. أخواتك
    ظهرت سحابة حزن في عينيها و هي تقول بألم
    - معنديش اي حاجة من دول ، بابا مات و اخواتي الأتنين بعيدين عني
    - و امك؟
    إبتسمت بسخرية و هي تخفض رأسها و تقول
    - متجوزة و عايشة حياتها
    - وراكي حكاية كبيرة مش عايزة تقوليها
    قالها وهو يتمعن في النظر لها ، فرفعت نظراتها التي تلمع من الدموع ، و إبتسمت بمرارة ، فقال ممازحا
    - طب نغير المواضيع ... نيجي للأحسن ، معاملة الشيطان ليكي
    ضحكت من بين دموعها التي سالت على وجنتيها و قالت بسخرية
    - دة الأحسن!
    ضحك بخفة و قال
    - دة انيل ، عارف .. يلا قولي
    قالت بتهكم
    - شيطان .. هيتعامل مع بنت ازاي؟ ، بحنية .. مستحيل
    - حاولي تغيريه ، الشيطان جواة شخص طيب .. شخص حنين بس بيخفية و صعب تطلعيه
    نظرت له بإهتمام فأكمل
    - اللي حصل معاه مش هين ابدا لدرجة ان غيره مية و تمنين درجة لشخص تاني ، قاسي ، معندوش القلب يفكر فية
    و من ثم إبتسم و قال
    - بس انتي ممكن ترجعية زي ما كان و تظهري الشخص الكويس اللي جواه
    - ممكن اسأل سؤال
    قالتها بعد ان انهى حديثه ، فأومأ برأسه ، فقالت
    - هو لية بيتعصب لما حد بيناديه بأسمه .. بيجاد؟
    - انتي ناديتيه بيه؟!
    قالها بذهول ، فأومأت برأسها ، فضحك و هو يقول
    - دة انتي جباره ، عمل فيكي اية؟
    - اتعصب عليا اوي
    اومأ برأسه بهدوء فقالت بفضول
    - تعرف سبب عصبيته؟
    نظر امامه و قال بغموض لم تفهمه
    - في اسباب كتير لكل حاجة بتحصل ، تغيره .. حياته .. القصر
    و من ثم نظر لها وقال بهدوء و على وجهه إبتسامه عفوية
    - بلاش تحطي رجلك في المواضيع دي ، هتغرقي صدقيني
    نظرت له بتعمق ، فقال
    - يلا انزلي ، الخدامه هتيجي دلوقتي
    و من ثم سمعت ذلك الصوت المزعج فعلمت بأن خلال دقائق ستصل الخادمة للغرفة ، فنهضت و قالت و هي تبتسم
    - جالي فضول اني اعرف الأسباب دي ، هتبقى تقولهالي
    إبتسم و قال
    - شكلك بتحبي تغرقي نفسك
    - ايوة
    قالتها بمشاكسه ، فقال بهدوء
    - ربنا يسهل ، يلا انزلي
    - هبقى اجي ازورك ، سلام
    و غادرت ، فتنهد هو بعمق و قال بآسى
    - انتي غرقتي خلاص
    و يعد ثواني دخلت الخادمة فوجدته جالس فقالت بدهشة
    - ازاي قعدت ؟!
    نظر لها و إبتسم
    ..........................................................
    كانت تنزل على السلالم فقابلت زهرة التي اوقفتها و قالت
    - كنتي فين؟ .. سيدنا جلال مستنيكي
    - مش هروح اقابله ، روحيله و قوليله يمشي و ميخافش ، هنفذ اللي طلبه
    قالتها ريحانة قبل ان تتركها و تكمل نزولها ، بينما ظلت زهرة واقفه مكانها وهي تشعر بالحيرة ، ماذا ستفعل!؟
    شعرت بالضيق و الأختناق فأتجهت لحديقة القصر لتستنشق بعض الهواء النقي لعله ينظم فكرها قليلا ، فهي تشعر بالتخبط و الضياع .
    جلست تحت ظل الشجرة على العشب الأخضر و اسندت ظهرها على جزع الشجرة و تنهدت بعمق و راحة و هي تتأمل ما حولها من زهور و اشجار و على وجهها إبتسامة صغيرة صادقة ، فعادت بها ذاكرتها للماضي ... عادت بها لتتذكر شقيقتيها الأصغر منها سنا و والدها ، فظهرت على وجهها ملامح الحنين و الأشتياق .
    ..........................................................
    دخل مكتبه بهدوء و إتجه لمكتبه و القى عليه هاتفه و من ثم التفت و إتجه للحائظ في الجانب الأيمن و وقف امامه و من ثم مد يده و ابعد السيتارة الذي يكون لونها مثل لون دهان الحائط حيث لا يستطيع احد ملاحظتها ، فظهر باب ، فتحه و دخل و اغلق الباب خلفه .
    ..........................................................
    بدأ الليل في اسدال ستائره
    كانت مازالت على جالسه في الحديقة و قد غفوت ، فأتت زهرة و ايقظتها
    - انسة ريحانة ، اصحي ... أية اللي منيمك هنا؟
    فتحت ريحانة عينيها بنعاس و نظرت لها بذهول و قالت
    - فية اية؟
    - نايمه هنا لية؟
    نظرت حولها و من ثم إبتسمت ببلاهه و قالت
    - غفيت
    - طيب تعالي معايا .. العشا اتحط
    - هي الساعة كام؟
    - الساعة سبعة
    - مش بدري!
    قالتها ريحانة وهي تنهض ، فنهضت ايضا زهرة و هي تقول
    - ايوة بدري بس سيدنا الشيطان امر بكدة ، و صحيح هو هيسافر بكرة الصبح
    اومأت برأسها و هي تقول
    - عارفه
    و من ثم تقدمت و إتجهت لداخل القصر و خلفها زهرة
    ..........................................................
    جلس جلال على الأريكة و هو يشعر بالراحة فكل شيء سيسير كما خطط و ليس هناك اي عائق في طريقه ، سيموت الشيطان .. و سيأخذ الحكم .. و سيعيد ريحانة له ،فهي ملكه .. وحده .
    ألتقط هاتفه بعد ان تعالى صوت رنينه ، اجاب على المتصل و كان .. أيمن
    - نعم
    - ....................
    - متقلقش انا مظبط كل حاجة ... و كل حاجة هتمشي على حسب اللي مخططله
    - ......................
    - متبقاش جبان
    - .................................
    - خلاص ، جهز رجالك و بكرة الصبح و استنى اتصال مني
    - .................
    - اجرك انت و رجالك محفوظ
    - ..............
    - سلام يا ايمن
    قالها بغضب و نفاذ صبر قبل ان يغلق الخط
    ..........................................................
    في غرفة الطعام
    كانت تنظر له و هو يأكل حيث كان يأكل بهدوء و الظاهر عليه انه شارد ، غريبه! ، اعادت نظراتها امامها و اكملت طعامها .
    انهى طعامه سريعا و نهض و إتجه لجناحه ، بينما هي تشعر بالحيرة و الضيق !
    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    صعدت للجناح بعد فترة ليست بالقليلة من صعوده ، تلفته و إتجهت للخزانة و هي تنظر له حيث كان نائم و لا يشعر بشيء من حوله ، اخذت ملابسها و إتجهت للحمام .
    بعد خمسة عشر دقيقة خرجت من الحمام و هي تجفف شعرها في حين حانت منها إلتفاته له و كان كما رأته منذ قليل ، مشطت شعرها و ربطته و من ثم إتجهت للسرير و استلقت عليه و وضعت يديها اسفل رأسها وهي تنظر له ، كان هناك بضع قطرات عرق على وجهه ، فمدت يدها و مسحتهم بأناملها فوجدته ينتفض بفزع من مكانه حيث جعلها تشعر بالفزع هي ايضا ، كان صدره يعلو و يهبط من سرعه تنفسه ، فأعتدلت بوضعيتها و هي تنظر له بعد ان هدأت نفسها ، و قالت
    - انت كويس؟!
    التفت و نظر لها و مازال صدره يعلو و يهبط ، مسح جبينه بكفه و هو يقول لها بتقطع
    - ارجعي نامي
    و من ثم عاد ليستلقي في مكانه و هو يضع ذراعها فوق عينيه المغمضة ، كانت تتابعه و من ثم استلقت هي ايضا و مازالت نظراتها تتابعه فلاحظت ارتجاف يديه ، فأخفضت نظراتها ليديه فوجدته ترتجف وهو يضغط عليها بقوة ليوقفها او لكي لا تشعر بها ، شعرت بشعور غريب يجتاحها ، في حين تذكرت قول جده ، ابداخل ذلك الشيطان شخص مسالم حقا!
    - بيجاد
    قالتها بهمس و هي تنظر له فلاحظت ارتجاف يديه التي زادت ، فمدت يدها و امسك بيده المرتجفه بين كفيها و هي تقول بخفوت
    - اهدى .. دة كابوس
    و من ثم شهقت عندما وجدته يجذبها له و يحضتنها بقوة ، كانت تشعر بالصدمة في البداية من تصرفة المفاجأ و لكن سرعان ما استعادت هدوئها و مررت كفها على ظهره ... تهدءه .
    ..........................................................
    أشرقت شمس يوم جديد ، يوم الخميس

    استيقظت فلم تجده ففزعت و نهضت سريعا و إتجهت للحمام و اغتسلت سريعا و ارتدت ملابسها و ربطت شعرها بإهمال و إتجهت للباب و اتت ان تفتحه ولكن تذكرت ... السم ، فعادت و فتحت احد ادراج الكومود التي وضعت فيه زجاجه السم ، اخذتها بعد تردد كبير .. و خرجت فقابلت الحارس فسألته
    - الشيطان فين؟ ... مشي؟
    - لا
    إتجهت للأسفل حيث يوجد المطبخ ... و دخلته
    - الشيطان كل حاجة ؟
    نظروا لها الخدم بتساؤل .. من هذة؟ ، فليس الجميع يعرفها ، تقدمت منها زهرة و قالت
    - لا لسه .. بس سيدنا طلب قهوة
    - طيب اعمليها وانا هطلعها
    اومأت زهرة برأسها و عادت للخادمة التي تعد القهوة و اخذتها و وضعتها في فنجان و من ثم حملت الصينية و اعطتها ل ريحانة
    - هلاقيه فين؟
    - في مكتبه
    اومأت برأسها و خرجت من المطبخ حيث بدأ معظمهم في السؤال عن من هذة .
    توقفت في مكان خالي من الحراس و الخدم و اخرجت الزجاجة و وضعت منها حتى النصف في فنجان القهوة و من ثم اغلقتها و خبأتها و إتجهت لمكتبه .
    طرقت باب مكتبه و دخلت بعد ان سمعت صوته الذي يسمح لها بالدخول ، رسمت على وجهها إبتسامة صغيرة و هي تقترب منه و تقدمها له
    - اتفضل
    رفع نظراته عن الأوراق الذي امامه و نظر لها و قال بجمود
    - بتعملي اية هنا؟
    - جبتلك القهوة
    نظر لها بترقب ، حيث اكملت
    - انت هتسافر النهارضة
    - متتبسطيش اوي ، هو يومين و هرجع ، مش هسافر بعيد
    - مين قال اني مبسوطة؟
    قالتها ببلاهه ، رمقها بترقب قبل ان يلتقط الفنجان بين اصابعه في حين كانت تنظر له و بداخلها صراع كبير


    الفصل العاشر

    - كل حاجة جاهزة؟!
    قالها جلال بهدوء ، فرد الطرف الآخر
    - متقلقش .. حملنا البضاعة في الشاحنة
    - كويس .. ابدء و اتحرك .. و اقف على الحدود من بعيد و استنى مني إشاره
    - حاضر
    - و هبعتلك ايمن و رجالته يأمنولك الطريق من بعد الحدود
    - خلاص .. اتفقنا
    بعد ان انهى جلال المكالمة ، اعاد رأسه للخلف حتى استقرت على ذراعيه و هو يتنهد براحة و يحدث نفسه بصوت مسموع
    - زمان دلوقتي الشيطان شرب السم و هيخرج ... و بعدها بساعتين يبقى السم انتشر في جسمه ، و يموت قبل ما يوصل للقرية التانية
    ومن ثم قهقه بصوت عالي وهو يقول
    - دة انا عبقري .. عبقري
    ..........................................................
    - متشربش
    قالتها و هي تجذب الفنجان من بين اصابعه ، نظر لها بحدة ، فقالت بهدوء اصطنعته
    - مش بعرف اعمل قهوة فأكيد هتبقى وحشة و مش هتعجبك .. انا هشربها و هخلي الخدامة تعملك فنجان غيره
    و من ثم التفتت دون انتظار رد فعل منه و خطت خطواتها السريعه للباب فأوقفها بصوته الأجش
    - رايحه فين؟
    بلعت ريقها بصعوبة قبل ان تلتفت له و تقول
    - هروح اقولهم يعملولك قهوة غير دي
    - مش قلتي هتشربي دي!
    قالها وهو ينظر لها بتعمق ، فنظرت له لبرهه ببلاهه و من ثم بلعت ريقها و إبتسمت بإرتباك و هي تقول
    - ايوة قلت ، هشربها فوق في الجناح
    - اشربيها هنا ... قدامي
    شعرت بالإضطراب و الحيرة ، ماذا ستفعل الآن؟! ، ارادت القاء الفنجان على الأرض و كأنه سقط منها من غير عمد ولكنها وجدت قدميها تتقدم منه و تجلس على الكرسي المقابل له ، و بدأت في شرب القهوة المسممه ... دون خوف ! ، نعم .. لقد شعرت لبرهه انها تريد ان تنهي كل شيء ... تنهي حياتها ... تنهي هذة اللعبه ، و لكنها ليست متأكده من شعورها تماما .. اهي تريد الموت حقا!
    وضعت الفنجان على الطاولة بعد ان شربته كله ، و من ثم رفعت نظراتها له و اتت ان تقول شيء و لكنها لم تقل ، في حين كان ينظر للأوراق الذي يمسكها بين كفيه بإهتمام و قبل ان ينهض وضعهم في ملف و وضعهم في احد ادراج مكتبه التي تحمل مفتاح ، وضعه فيه و اغلقه .
    إتجه للباب وهو متجاهلها تمام ، و وضع كفه على مسكه الباب و برمها و قبل ان يخطوا للخارج التفت و نظر لها ببرود و هو يقول محذرا
    - متستذكيش و تحاولي تهربي في غيابي ، عشان مش هتعرفي و هتفشلي .... و هتتعاقبي
    التفت و نظرت له و بعد ان انهى جملته إبتسمت بمرارة و قالت بسخرية
    - عقاب اية اكتر من كدة!
    إبتسم إبتسامة جانبية ساخرة و هو يقول بتهكم
    - بتسمي اللي انتي فية عقاب!
    اشاحت بنظراتها عنه بينما غادر هو و مازالت الإبتسامة الجانبية الساخرة على وجهه .
    ..........................................................
    - سيدنا جلال بيأمرك انك توقفي الدوة اللي بتحطيه في اكل السيدة ريحانة
    قال هذة الجملة والد زهرة عبر الهاتف ، فصمتت زهرة لثواني قبل ان تقول لوالدها
    - انا مش بحطلها الدوة اصلا
    - نعم!
    قالها والدها بغضب ، ومن ثم صرخ بها
    - عارفة لو سيدنا جلال عرف هيعمل فيكي اية!
    - و مين هيعرفه اني مش بحطه ليها! ، انت مش هتقوله اكيد فهيعرف منين!؟
    - غبية
    قالها بغيظ ، فردت بغيظ مكتوم
    - ايوة غبية لأني سمحت اني ادخل في اللعبة دي مع اني عارفة عواقبها في الأخر
    صمت والدها فأكملت
    - انت اللي ورطني يا بابا و ورطت نفسك من البداية ، بس عشان طمعت في شوية فلوس منه بعتله البنت و بعدها حاجة جرت حاجة
    - ضميري بيأنبني لوحده ، انتي كمان هتبقي عليا يا بنتي
    قالها والدها بإنكسار بينما اكمل بندم
    - كنت محتاج الفلوس عشان جواز اختك ، عارف ان دة مش عذر للي عملته ، بس....
    قاطعته زهرة
    - انا عايزه اقول للأنسة ريحانة على كل حاجة
    - اياكي
    قالها والدها بفزع ، و اكمل برجاء
    - هضيعي نفسك يا زهرة وهضيعيني و هضيعي عيلتنا كلها ، اياكي يا زهرة .. اياكي
    تنهدت زهرة بآسى قبل ان تقول
    - ماشي ... انا هقفل دلوقتي عشان ورايا شغل
    - ماشي يا بنتي ، سلام
    بعد ان انهت المكالمة ، إتجهت للمطبخ لتكمل عملها
    ..........................................................
    تطرق الباب و تدخل فتجده جالس على كرسيه المتحرك و ينظر للهاوية و كان شارد ، فقالت بطريقتها المستفزة
    - عامل اية .. يا جدو
    كانت عايدة صاحبه هذا القول ، فرفع نظراته لها و من ثم عاد كما كان ، و لم يرد
    - انت لسه زعلان مني
    قالتها وهي تتجه و تجلس على الأريكه المقابله له و تضع قدم على آخرى ، فتجاهلها مرة آخرى ولم يرد ، فتنهدت بعمق و هي تقول
    - عارفه انك زعلان لأني مش بجيلك و...
    - ياريت متجيليش خالص .. مش عايز اشوف خلقتك ، و متقوليش جدو لأنك مش حفيدي
    قاطعها بغضب ارعش يده ، فقهقهت بطريقة مستفزة و قالت بسخرية
    - براحه على نفسك يا جدو يا حبيبي ، لتتشل اكتر ما انت مشلول
    رمقها بغضب و قال بغيظ
    - عايزه اية يا عايدة ؟!
    - انت عارف
    قالتها بخبث ، فقال بهدوء
    - العقد اللي انتي عايزاه ، دة بيخص الشيطان حاليا ، لو عايزه تاخديه روحي خديه منه .. لو رضي يدهولك
    - ما هو مش راضي ، عشان كدة جايالك
    - و تتوقعي اني هقنعه عشان يدهولك! ، انا لسه بعقلي
    نظرت له بشر و قالت
    - ما عقلك هيطير قريب لو فضلت ترفض طلباتي
    صمت لدقائق قبل ان يقول
    - عايزه العقد ليه يا عايدة ؟
    نظرت امامها و قالت
    - يهمك في اية؟
    - ردي على السؤال
    - طماعه و عايزاه
    قالتها بإبتسامة مستفزة ، فإبتسم بتهكم و قال
    - طماعه زي ابوكي
    - الفخر ليا اني اطلع زي ابويا
    نظر امامه و لم يرد ، حيث نهضت هي و قالت بطريقتها المستفزة وهي تتجه للخارج
    - كفايا عليك كده النهارضة ، انا ماشيه
    - ياريت متجيش تاني
    قالها بهدوء ، فنظرت له بطرف عينيها و قالت
    - مش هتخلص مني إلا لما تديني اللي عايزاه
    و غادرت ، استنشق الهواء بعمق لعله يهدءه قليلا .. فهي قد سببت له الضيق ، اللعنه عليها .
    ..........................................................
    في سيارة الشيطان ،،،
    ضغط على زر الإجابة و من ثم وضع سماعة الهاتف على اذنه و قال بعد ان سمع ما قاله الطرف الآخر
    - نص ساعة و هكون عند الحدود
    - .....................
    - وزع الرجالة على الحدود للأمان
    - ....................
    إبتسم الشيطان بشراسه و هو يقول بثقة
    - كل دة كان متوقع ، خلاص ... نفذ
    و من ثم انهى المكالمة و وضع الهاتف على المسندة و نظر من خلف زجاج النافذة و مازالت الإبتسامة الشرسة الخبيثة على وجهه
    ..........................................................
    ظلت ريحانة جالسه في مكتبه دون حراك لمدة قاربت النصف ساعة ، فهي كانت تتذكر كل شيء .. تتذكر كل حدث مرت به من صغرها حتى الوقت الراهن ، و لم تشعر بمرور الوقت .
    - الفطور جاهز يا انسة ريحانة
    التفتت و نظرت ل زهرة التي تقف بجانبها ، لم تشعر بها ايضا ، نهضت ريحانة و قالت
    - مش عايزه اكل
    و إتجهت للباب لتخرج ، و خلفها زهرة التي قالت
    - طيب اطلعلك الفطور للجناح!
    - لا
    - مالك !؟
    قالتها زهرة بعد ان لاحظت شحوب لونها ، فألتفتت لها ريحانة و قالت
    - مفيش .. بس اطلعيلي بعد شوية و اطمني عليا
    و من ثم تركتها و إتجهت للسلالم تصعدها ، في حين شعرت زهرة بالحيرة .
    في حين كانت ريحانة تصعد .. كانت عايدة تنزل ، فتقابلوا .. فأتت ان تتخطاها ريحانة و لكن عايدة لم تسمح و عاقت طريقها ، فنظرت لها ريحانة بهدوء بينما قالت عايدة بطريقتها المستفزة
    - اهلا اهلا ب ... الخاينه
    - عايزة اية؟
    قالتها ريحانة ببرود ،فردت عايدة بتهكم
    - عايزه سلامتك يا قمر .. صحيح ، عرفت انك زعلانة من جلال .. دة صحيح
    قالت الأخيرة بخبث ، فقالت ريحانة بتساؤل
    - عرفتي منين؟
    - مش قلتلك اني بعرف كل صغيرة و كبيرة
    - هو الشيطان خلاص .. سافر!
    قالتها عايدة ، فردت رياحنة بملل
    - ايوة
    - يا خسارة .. ملحقتش اودعه
    قالتها عايدة بدلع ممزوج بالحزن المصتنع ، فتنهدت ريحانة و قالت بنفاذ صبر
    - وسعي الطريق ، عايزه اطلع
    - امم .. لا
    قالتها وهي ترفع حاجبيها بطريقة مستفزة اغاظت ريحانة ، فدفعتها ريحانة من امامها بغيظ فكادت ان تقع عايدة و لكنها لم تهتم و صعدت و إتجهت للجناح ، في حين ان عايدة تستشاط غضبا و غيظا .
    ..........................................................
    جالس على كرسي مكتبه ، يضع قدم على آخرى و يحرك اصبعة بطريقة روتينية على الطاولة و هو ينتظر اتصال احدهم ، و فجأة تعالى صوت رنين الهاتف ، فأوقف حركه اصبعه الروتينية و التقط الهاتف
    - الشاحنة قربت توصل للحدود ، رجالتك وصلت؟
    هذا ما قاله المتصل لجلال
    - لسه
    - ومستني اية؟
    - مستني الشيطان يمر من الحدود
    - ماشي .. عموما بعد ربع ساعة هنوصل و السيد بتاعنا مش عايز تأخير
    - قله يطمن ، كل حاجة ماشية حسب الأتفاق
    - هنشوف ، سلام
    - سلام
    و انهى المكالمة و من ثم اتصل ب ايمن
    ..........................................................
    - اوقف
    قالها الشيطان قبل ان يعبر من الحدود ، اوقف السائق السيارة و نزل من السيارة و التف حولها ليفتح لسيده الباب ، فترجل الشيطان من السيارة وهو يرتدي نظارته الشمسية الفاخرة ، و فور نزوله تجمع رجاله من حوله على اثر اشارته ، فقال بجمود
    - الشاحنة اللي هتيجي دلوقتي .. مش هتعدي ، و البضاعة اللي فيها ، هتتاخد ، فاهمين !
    - فاهمين
    قالها رجاله بصوت موحد ، فأكمل
    - و لو حصل و استخدموا السلاح ضدكم اقتلوهم كلهم ماعدا .. رئيسهم
    اومأوا برؤسهم قبل ان يعود كل رجل من رجاله لمقره ، وظل رئيسهم واقف .. فنظر له الشيطان نظرة يفهمها جيدا ، فأومأ برأسه و غادر ، فألتفت و صعد السيارة مرة آخرى و هو ينظر للسائق
    - اتحرك
    و من ثم التقط هاتفه و اتصل ب... عز الدين
    - ها عملت اية
    قالها عز الدين بعد ان رد على اتصال الشيطان ، فرد الشيطان
    - رجالي متوزعين على الحدود و لو المعلومات اللي جبتهالي صح و الشاحنة اللي جاية فيها سلاح ، يبقى إحنا استفدنا كتير
    - إن شاء الله تكون المعلومات صح ، عايز اقولك حاجة
    - قول
    صمت عز الدين وهو متردد في قول شيء ، فعلمه الشيطان و قال
    - مش هأذي ايمن .. بس هأدبه شوية
    - متقتلهوش
    - انت سمعتني قلت اية ، قلت هأدبه و بس
    - و دة اللي انا عايزه .. عايزه يرجع زي ما كان و يكون بعيد عن جلال و شره
    - انا عديت الحدود ، سلام
    و انهى المكالمة و من ثم امسك بسيجارته الفاخرة و اشعلها و وضعها بين شفتيه وهو يفتح زجاج النافذة قليلا .
    ..........................................................
    لم تعد تشعر بنصف جسدها ، تشعر انه توقف عن الحركه و معتدها تألمها إلى حد الموت ، و قطرات العرق تملأ جسدها ، و صوت تأوهاتها الممتلأه بالألم يكاد لا يسمع فهي ضعيفه .. جدا .
    صعدت زهرة السلالم و هي تحمل صينية بها بعض الفاكهة و تتجه إلى الجناح الخاص بالشيطان ، توقفت امامه وطرقت الباب عدة مرات ولكن لا تجيب ، فسألت الحارس
    - انسة ريحانة جوه؟
    - ايوة
    - امال لية مش بترد؟
    هز كتفه بعدم المعرفة ، فشعرت زهرة بالقلق و طرقت للمرة الأخيرة و هي تنوي بعدها ان تفتح الباب ، و فتحته .
    دخلت و اغلقت الباب و هي تنظر لريحانة المستلقيه على السرير و تلويها ظهرها ، تقدمت منها وهي تقول بقلق
    - انسة ريحانة .. انتي كويسه ؟!
    لا ترد ، فوضعت الصينية على الطاولة و اقتربت من ريحانة اكثر و وقفت خلفها و مالت قليلا و هي تمرر يدها على ذراع ريحانة و تحركها في حين كانت تقول
    - انسة ريحانة! ، انسة ر....
    شهقت بفزع فور رؤيتها لحاله ريحانة
    - انسة ريحانة
    قالتها زهرة بخوف ، ففتحت ريحانة عينيها بصعوبة و قطرات العرق تسيل على وجهها ، فتحت فمها و اخرجت حروفها بصعوبة شديدة
    - زهرة
    جلست زهرة على حافة السرير بجانب ريحانة و قالت بخوف عليها
    - انتي شكلك كدة لية؟ ، اية اللي حصل
    وضعت ريحانة كفها على كف زهرة و إبتسمت بضعف و قالت بصوت يكاد يسمع
    - متخفيش عليا ، انا كويسة
    - اية اللي حصل؟
    - جلال طلب مني احط السم للشيطان و انا بدل ما اسمم الشيطان و اشربه السم ، شربته انا
    نظرت لها زهرة غير مصدقة و قالت بعدم تصديق
    - و انتي مستغنيه عن حياتك عشان تشربيه! ، لية متخلصتيش من السم ، لية عملتي ك....
    قاطعتها ريحانة بضعف و صوت متقطع
    - خلاص يا زهرة .. اللي حصل حصل
    قالتها وهي تغمض عينيها بإستسلام ، فهتفت زهرة بخفوت مملوء بالخوف و عينيها تمتلأ بالدموع
    - انسة ريحانة !
    و من ثم نهضت من جانبها بفزع و إتجهت للباب و فتحته و هتفت صارخه
    - جيبوا الحكيم بسرعة ... بسرعة
    ..........................................................
    توقفت الشاحنة على الحدود و بدأوا الرجال في إنزال البضائع و ايمن و رجاله يقفون و هم يؤمنون المكان و البضائع و كانوا مسلحين .
    - وقف اللي بتعمله
    قالها رئيس رجال الشيطان " ممدوح " ، فتوقف جميع الرجال الذين ينزلون البضائع و نظروا له بإستغراب في حين تقدم سائق الشاحنة و قال
    - لية نوقف؟
    - سيدنا الشيطان مدي اوامر ان الشاحنة دي مش هتعدي و البضاعه هتتاخد
    نظر سائق الشاحنة لأيمن في حين كان ايمن يتقدم منهم ، و من ثم قال
    - في اية؟
    نظر له ممدوح و كرر قوله ، فإبتسم ايمن و قال بمرح
    - فكك من اوامر الشيطان دلوقتي ، اية رأيك تيجي تشرب كباية شاي تستاهل بؤك
    - لا .. و يلا اتسهل انت ورجالك من هنا ، و انتوا " اكمل وهو يشير للرجال الذين يحملون البضائع " نزلوا بقية البضاعه و سوبوها
    - انت بتحلم
    قالها ايمن و قد تحولت قسمات وجهه للصلابه في حين كان يخرج مسدسه و يوجهه بإتجاه ممدوح ، فإبتسم الأخير بسخرية و قال بتحذير
    - انت اللي بتبدأ
    - البضاعه دي لينا و مش هسمح ليك و لا لسيدك انك تاخدوها
    و من ثم إبتسم بإنتصار و اكمل
    - و اتسهل يلا .. بدل ما تندم على روحك اللي هطير دلوقتي
    نظر ممدوح حوله فوجدهم جميعا يوجهون له المسدس فقهقه ممدوح بسخرية و قال بتهكم
    - فاكر نفسك ذكي؟
    و من ثم اشار لأحدهم من بعيد ، فظهر جميع رجال الشيطان و هم مسلحين ، و حاوطوا رجال ايمن و البقية ، فأعاد ممدوح نظراته له و رفع حاجبة بطريقة مستفزة و قال
    - ها .. اية رأيك؟
    قهقه ايمن بغيظ و من ثم ضغط على زناد المسدس بإتجاه السماء و بعدها بدأ ضرب النار ينتشر في المكان من الطرفين
    ..........................................................
    - نعم؟
    صرخ بها جلال بصدمة ممزوجة بالصدمة ، بينما قال الطرف الآخر بغضب
    - انا هدفعك اللي خسرته بسبب صفقتك الزفت
    و من ثم اكمل بتهديد
    - لو واحد بي من رجالي مات ... روحك هتطير يا جلال .. بية
    - اقفل دلوقتي
    قالها جلال و هو مازال تحت اثر صدمته ... و اغلق الخط دون انتظار رده ، و من ثم مرر انامله من بين حصلات شعره بغضب و قال
    - ازاي يحصل دة ... ازاي
    صرخ بالأخيرة بغضب جامح و هو يزيح كل شيء موجود على مكتبه .
    ..........................................................
    أسدل الليل ستائره
    خرجت ريحانة من الحمام و فور خروجها نهضت زهرة و اسندتها حتى اجلستها على السرير بطريقة مريحة و من ثم إتجهت و حملت الصينية و عادت له و وضعت الصينية على قدميها قالت
    - يلا اشربي الشربة دي .. هتفيديك اوي و هتديكي مناعه
    - مش قادرة
    قالتها ريحانة بضعف شديد ، فإبتسمت زهرة و قالت
    - انتي اتسممتي يا انسة ريحانة و السم اللي خديه كان هيموتك لأنه قوي بس الحمدالله الحكيم عمل شغله كويس و عملك غسيل معدة و خلص دوره ، و دلوقتي دورنا .. لازم تاكلي اكلات فيها فيتامينات و حديد عشان يبقى عندك مناعة قوية زي الأول " اكملت مشجعه " ها يلا كلي
    تنهدت ريحانة و من ثم امسكت بالمعلقة و بدأت في شرب الشوربا ، فقالت زهرة
    - و كلي الفراخ اللي في الشربة ، مفيدة جدا
    نظرت لها ريحانة و إبتسمت بإمتنان و هي تقول
    - شكرا
    إبتسمت ريحانة و اومأت برأسها و من ثم نهضت و قالت
    - انا هنزل اكمل شعلي و شوية و هاجي اطمن عليكي
    اومأت ريحانة برأسها و نظرت لطعامها ، فأتجهت زهرة للباب و قبل ان تغادر اوقفتها ريحانة بقولها
    - متقولوش للشيطان
    التفتت زهرة و قالت بأسف
    - هو احتمال انه عرف .. لأن السيدة عايدة جت و عرفت اللي حصل
    قاطعتها ريحانة بغيظ
    - يبقى اكيد هتقوله
    اومأت زهرة برأسها بينما نظرت لها ريحانة بخيبة امل و قالت بحيرة
    - طب لو سألني .. هقول اية؟
    تنهدت زهرة و قالت
    - نبقى نفكر بعدين ، يلا كملي اكلك
    اومأت ريحانة برأسها و اكملت طعامها و هي شارده ، في حين غادرت زهرة
    ..........................................................
    كان رجال الشيطان واقفين على الحدود ينظرون لتلك الجثث المنتشرة على ارض الحدود و الدماء الذي ملأ الأرض و امتصطه الرمال ، كان ممدوح يلف قماشة حول قدمة اليمنى -اسفل الركبة- فقد اصاب بسبب الطلقة التي وجهها له ايمن في وقت الحرب ، بينما كان ايمن جالس على الأرض يضع ذراعيه خلف رأسه و يحيطونه خمسة رجال مسلحين من رجال الشيطان فأمرهم ممدوح بأن يأخذوه للسيارة و من ثم نظر للرجال الآخرين الذين يحملون البضاعة و يضعونها في الشاحنة فأمرهم بالإسراع و من ثم تنهد و اخرج هاتفه و اتصل بالشيطان ليخبره ما حدث
    ..........................................................
    كان يقف في الشرفة ينظر للهاية و هو شارد في حين يمسك سيجارته بين اصبعيه و يخرج الدخان من انفه بهدوء ، ايقظه صوت رنين هاتفه من شروده ، فأخرجه من جيبه و نظر للشاشة فكان " ممدوح " فضغط على زر الإجابة و وضع الهاتف على اذنه و هو يسمع اقوال ممدوح له حيث يسرد له ما حدث تماما ، بعد ان انهى ممدوح سرد ما حدث .. ساد الصمت لدقائق و من ثم قال الشيطان
    - و جلال مبنش!
    - ولا لمحته
    - خد ايمن للسجن عقبال ما ارجع
    - حاضر ، اي اوامر تانية؟
    - ابعت ل عز الدين خبر ان صفقتي تمت
    - حاضر يا سيدنا
    انهى الشيطان المكالمة و اعاد الهاتف في جيب بنطاله و من ثم وضع السيجارة من بين شفتيه و اظلمت عينيه و هو يبتسم بإنتصار .
    ..........................................................
    اعادت رأسها للخلف بعد ان وضعت الصينيه على الكومود و اغمضت عينيها و هي تحاول ان تتذكر الحلم الذي حلمت به وهي فاقده الوعي بعد ان شربت السم ، كان قد اتى والدها لها في الحلم و حدثها .. ولكنها لا تتذكر ما قاله ابدا و هذا يغضبها و يحزنها ايضا .
    - ادخل
    قالتها بعد ان سمعت صوت طرقات احدهم على الباب و كانت زهرة ، تلفت زهرة لداخل الجناح و هي تقول
    - خلصتي الشربةو الفراخ اللي في الصينية؟
    - اه
    قالتها ريحانة و هي مازال مغمضة العينين ، فتقدمت زهرة و حملت الصينية و قالت
    - طيب محتاجه حاجة مني؟
    - لا
    - طيب لو حسيتي بأي تعب اخرجي للحارس وهو هيساعدك و هيطلبلك الحكيم و انا هبقى عندك
    - ماشي
    - اخدتي الدوة؟
    - اة
    - ماشي ... تصبحي على خير
    - و انتي من اهله
    و بعدها غادرت زهرة ، فأراحت ريحانة جسدها على السرير و رفعت الغطاء للأعلى حيث يغطي جسدها بأكمله و وجهها ايضا ، و من ثم اصبحت تبكي .. دون سبب !
    ..........................................................
    اليوم التالي ،،
    فتحت عينيها بتعب و من ثم نظرت حولها و هي تشعر بألم في معدتها .. فأدارت جسدها و انزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض و نهضت و هي تشعر بأن الألم يتزايد فخطت خطواتها ببطئ و تعب شديد بإتجاه الحمام و قبل ان تدخله وقعت على الأرض فاقده الوعي .
    ،،،،،،،،،،،،،،،،
    اخذت زهرة صينيه تحمل عليها كوب ماء و شطيرة و إتجهت بها لجناح سيدها و الذي تقيم فيه ريحانة، صعدت السلالم و وصلت امام الجناح و طرقت الباب ولكنها لا ترد فشعرت بالقلق ولم تنتظر كثيرا بل فتحت الباب و مررت نظراتها في اركان الجناح وحتى توقفت على ريحانة الساقطه على الأرضة ، فأسرعت للداخل في حين تقول للحارس
    - تعالى معايا .. بسرعة
    و وضعت الصينية على الطاولة و تقدمت من ريحانة وهو خلفها ، جثت على ركبتيها وهي تمسك برأس ريحانة و تحاول ان تفيقها ولكنها لا تستجيب
    - شيلها
    قالتها للحارس ، فتقدم و حملها و وضعها على السرير في حين إتجهت زهرة و اخذت كوب الماء و عادت لريحانة و جلست على السرير بجانبها و بدأت في رش الماء على وجهها فبدأت ريحانة تفيق ، فتمتمت زهرة براحة
    - الحمداللة الحمداللة
    بدأت ريحانة بفتح عينيها و من ثم رفعت كفها و وضعته على رأسها و اصبحت تدلكها بألم و هي تنظر ل زهرة ، فنهضت زهرة و قالت و هي تتجه لتحمل الصينية و تعود بها لريحانة
    - يلا كلي عشان تاخدي الدوة
    - مش قادرة .. بطني وجعاني
    قالتها ريحانة بألم وهي تعتدل لوضع الجلوس ، فقالت زهرة و هي تعطيها الشطيرة
    - ما هو الدوة هيخففلك وجع بطنك ، كلي عشان تاخديه
    اومأت ريحانة برأسه واخذت منها الشطيرة و اكلت منها القليل و من ثم شربت الدواء الذي اشعرها ببعض من الراحة -بعد وقت قصير- و من ثم نهضت وهي تقول
    - هدخل استحمه
    اومأت زهرة برأسها و نهضت و غادرت في حين اتجهت ريحانة للخزانة و اخذت ملابسها و عادت و إتجهت للحمام
    ..........................................................
    يقف امام المرآة يظبط ياقة بدلته السوداءو من ثم التفت و التقط جاكيت البدلة و ارتداه و بدأ في ترتيب خصلات شعره بأنامله ، في حين كان يحدث نفسه بصوت مسموع
    - نخلص الشغل الأساسي اللي جاي هنا عشانه ... قربت يا جلال ، قربت
    قال الأخيرة و على وجهه إبتسامة جانبية واثقة .
    ..........................................................
    جالسة في حوض الأستحمام و المياة تدفق على جسدها ، كانت تنظر امامها بهدوء تام و كان يبدو عليها انها في عالم آخر ، و بالفعل هي كانت كذلك فهي قد تذكرت ما قاله لها والدها في ذلك الحلم و ما قاله قد سبب لها حيرة كبيرة و جعلها تتخبط و تضيع !
    وضعت رأسها تحت المياة المتدفقه لعلها تساعده في فهم ما قاله .
    خرجت من حوض الإستحمام و هي تضع منشفة حول جسدها و بدأت في ارتداء ملابسها . خرجت و جلست امام المرآة و بدأت في تمشيط شعرها المبلل ، و بعد ان انتهت ظلت تنظر لوجهها .. لملامحها ، إن ملامحها باهته و لونها شاحب و يكسوها التعب و الحزن! ، تنهدت بعمق قبل ان تنهض و تتجه للسرير و تريح جسدها عليه ، و تنام .. لإهي تشعر بالخمول الشديد !
    ..........................................................
    - هعوضك على كل الرجالة اللي ماتوا و كل الخسائر
    قالها جلال وهو يحاول ان يهدأ الطرف الآخر
    - .........
    - بس المبلغ دة كبير ، مش معايا
    - ........
    صمت جلال لبرهه قبل ان يوافق
    - ماشي ، مليون و نص هيبقوا عندك
    و بعد ان انهى المكالمة القى هاتفه بغضب و هو يقول بغيظ
    - كل دة منك يا شيطان ، كل دة بيحصل بسببك ، حسابنا بيكتر و كل ما بيكتر يبقى موت اسرع ، صدقني
    و من ثم نهض و غادر
    ..........................................................
    مساءا ،،،،
    نهض الشيطان وعلى وجهه إبتسامة خبيثه و مد يده في حين نهض الآخر و صافح الشيطان بحرارة و هو يقول
    - اتفقنا على كل حاجة ، و انا دلوقتي معاك
    اومأ الشيطان برأسه و من ثم التفت و حطى خطواته للخارج في حين إرتسمت على وجهه إبتسامة شيطانية اظهرت انيابه ، فتح السائق باب السيارة .. فصعد و غادر .
    امسك بهاتفه فوجد خمسة عشر اتصال من عايدة ، هي تتصل به من الأمس و هو متجاهلا اياها ، وضع الهاتف بجانبه و نظر من خلف زجاج النافذة للطريق و ما لبث عاد و التقط الهاتف عندما تعالى صوت رنينه و كانت ... عايدة ، فضغط على زر الإجابة و انتظر سماع صوتها
    - حبيبي .. عامل اية؟
    قالتها عايدة بدلع ، فرد بهدوء غاضب
    - عايزه اية ؟
    - براحة عليا عشان انا حساساه
    و من ثم قهقهت بدلع و اكملت بجدية
    - متصله بيك عشان حاجة مهمة ، حصلت في القصر
    - اية اللي حصل؟
    قالها بجمود ، فقالت
    - عشيقتك ..
    و صمتت لتثير غيظه و هو يعلم ذلك ، فلم يتحدث ، فأكملت بعد صمت دام لدقائق
    - اتسممت
    ساد الصمت منه ، فقالت
    - الوو
    وجدت الخط اغلق ، فنظرت للشاشة بغيظ و غضب .
    - هنرجع القرية
    قالها الشيطان للسائق ، فنظر له بإستغراب ، فأعاد قوله بحدة
    - هنرجع القرية .. دلوقتي ، مش سامع!
    أومأ السائق برأسه ببعض من الخوف و سار بطريق العوده للقرية .
    ..........................................................
    كانت زهرة جالسة بجانب ريحانة التي كانت تتألم و تبكي من شدة الألم ...
    - اشربي دة طيب
    - مش عايزة.. مش هيفدني
    قالتها ريحانة من بين شهقاتها ، فنظرت لها زهرة بشفقة ، فهي لا تعلم كيف ستساعدها ، فقالت
    - طيب اية اللي واجعك؟
    - كل حاجة .. كل حته في جسمي وجعاني
    مسحت زهرة على شعر ريحانة و قالت
    - طيب انتي خدي الدوة غير المرة اللي اتديهالك ؟
    - خدت تلاته
    شهقت زهرة بعد ما قالته ريحانة و قالت
    - حرام عليكي ، غلط على جسمك
    مسحت ريحانة دموعها التي غرقت وجهها بيدها المرتجفه و قالت
    - كنت موجوعه اوي
    - استني بقى اتصل بالحكيم و اشوف هيقولي اية
    قالتها زهرة و هي تنهض و تغادر الجناح في حين ضمت ريحانة قدميها لصدرها و هي مازالت مستلقيه على السرير و دموعها لا تتوقف .
    ..........................................................
    مع بداية اشراق الشمس وصل الشيطان لقريته خاصا .. قصره
    وضع يده على قبضة الباب و برمها و تلف للجناح و اغلق الباب ببطئ و من ثم التفت و نظر لها من بعيد ، اقترب ببطئ و هو يخلع جاكيت بدلته و وضعه على الأريكة ، توقف امام السرير و هو ينظر لها بتأمل .. لونها شاحب ، ملامحها متعبه و حزينه ، و اثار دموعها مازالت على وجنتيها ، مال قليلا فسمع صوت تأوهاتها الخافت ، مرر يديه على وجنتيها ليمسح اثار دموعها و شعور غريب يراوده ، وجدها تفتح عينيها العسليتين و يبدو انها في مرحلة ما بين النوم و اليقظة
    - بيجاد !
    قالتها بخفوت يملأه اللهفة ، نظر ليدها التي ترتفع و تمسك بيده الموضوعه على وجنتيها و تجذبه لها بضعف ، فجلس على حافة السرير و من ثم استلقى على السرير بجانبها و نظراته معلقه بها ، فأقتربت منه و دفنت رأسها و جسدها الضئيل في صدره و هي تستنشق رائحته التي جعلتها تغفو مرة آخرى ، بينما كان هو ... بارد ! .. هادئ! .. لا احد يعرف!
    ..........................................................
    صباحا ،،،
    فتحت عينيها العسليتين بهدوء و من ثم حدقت به ، متى اتى؟ ، شعرت بالسعادة ، بالسعادة! ، لاحظت اقترابها الشديد منه ، ولكنها لم تبتعد .. ظلت محدقه به دون وعي و على وجهها إبتسامة صغيرة ، و من ثم ابتعدت عنه بإرتباك عندما وجدته يفتح عينيه ببطئ ، نظر لها بجمود و هو يمسح وجهه بيده و يعتدل قليلا و هو يقول
    - مالك؟
    مررت نظراتها حولها بإرتباك بعيدا عنه و هي تقول
    - مفيش
    دقق بها قبل ان يلتفت و ينهض و هو يقول
    - اخر حاجة كلتيها اية يوم الخميس قبل ما تتسممي ؟
    - نعم!
    - مش اتسممتي
    قالها و هو يفتح الخزانة و يخرج ملابس له ، فبلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول انا تفكر بأي شيء تقوله .
    ..........................................................
    - مش بترد لية
    قالها جلال بغضب ، فرد الطرف الآخر
    - مش عايز ارد ، براحتي
    - يعني اية براحتك ، انا بتصل بيك عشان حاجة مهمه و حضرتك مش بترد
    - كنت مشغول
    استنشق الهواء بعمق ليهدء و قال بهدوء
    - طيب .. هطلب منك طلب
    - خير
    - عايز مليون و نص ... و هبقى ارجع...
    - لا
    - لية .. مش انا شريكك
    قالها جلال بغيظ ، فرد الآخر
    - شراكتنا انتهت
    - نعم؟!
    هتف بها بعدم فهم ، فقال الآخر
    - انا بقيت شريك ... الشيطان
    قهقه جلال بسخرية و قال بغضب يخفيه
    - انت بتهزر .. صح ؟
    - لا
    احمر وجه جلال من كثرة غضبه و من ثم نهض و نزل السلالم بسرعة و هو يلهث من شدة غضبه ، فهو يكاد ان ينفجر بأحدهم ، إتجه لغرفة مكتبه و دخلها بعد ان صفق الباب بقوة كادت تكسره ، إتجه لمكتبه و بدأ يعبث في ادراج مكتبه وهو يبحث عن شيء ، فوجد ما اراد ، اخرج المسدس و امسكه و عينيه تشع شرا و غضبا ، و من ثم نهض و غادر سريعا و امر السائق
    - روح لقصر الشيطان
    ..........................................................
    نظر لها بطرف عينيه و هو يتجه للحمام و يقول
    - لما اخرج هنكمل كلام
    تنفست الصعداء و من ثم نهضت بسرعة فشعرت بالألم ولكنها تحملته و إتجهت للباب و فتحته و قالت للحارس
    - ناديلي زهرة... حالا
    اومأ برأسه و ذهب ، بينما عادت ريحانةللداخل و جلست على الأريكة و هي تنتظر زهرة
    بعد مرور خمس دقائق كانت زهرة في الجناح مع ريحانة و كانوا يتحدثون بهمس
    - مش هينفع نقله اي حاجة من اللي قلتيها
    قالتها زهرة بعد ان اقترحت لها ريحانة الكثير ، فقالت ريحانة بملل
    - لية
    - عشان هيسأل الحكيم
    ضربت جبينها و قالت بقلق
    - طب هنقول اية؟ هنقول اية؟
    - سيبي الموضوع دة عليا ، انا هتصرف
    - طيب هيسألني
    - اتهربي من السؤال
    اومأت ريحانة برأسها و هي مازالت تشعر بالقلق و التوتر ، فنظرت ريحانة ل زهرة و قالت بحرج
    - في حمام تاني؟
    إبتسمت زهرة و قالت
    - تعالي معايا
    - طب ثواني
    قالتها ريحانة و هي تتجه للخزانة و اخرجت ملابسها سريعا و ذهبت مع زهرة
    ..........................................................
    في غرفة الطعام
    قدمت الخدامه الطعام و من ثم غادرت ، نظر لها الشيطان و قال
    - مستني الإجابة
    بلعت الطعام الموجود في فمها بصعوبة و قالت وهي تنظر له
    - إجابة اية؟
    نظر لها بتعمق و إبتسم إبتسامة جانبية و كاد ان يقول شيء و لكن ذلك الصوت الغاضب الذي هتف بصوت عالي اعاقه ، التفت و نظر للباب و هو ينهض بهدوء ،
    - يا شيطان ... تعالالي يا***
    نهضت ريحانة ايضا و هي تشعر بالخوف ، خرجوا من غرفة الطعام ، فصدمت عندما رأت ان جلال هو صاحب تلك الجملة ، بينما إبتسم الشيطان إبتسامة جانبية مستفزة و هو يضع احدى يديه في جيب بنطاله ، و قد ادرك سبب مجيء جلال ، اشار الشيطان للحراس الذين يقفون خلف جلال بأن يغادروا ، فنفذوا اوامره .
    - انت زودها معايا اوي يا شيطان، وقت الحساب جه
    قال جملته بغضب و شر في حين يخرج مسدسه و بوجهه بإتجاه الشيطان ، فشهقت ريحانة بفزع و هي تنظر لهم . 

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال