لم يتم العثور على أي نتائج

    ذكريات إمرأة (5)


    "............ ..ذكريات إمرأة ...................الفصل التاسع أكمل هشام لسارة حكايته عن عائلته ...جالى أحمد تانى يوم لوحده , وطلب انه يساعدنى ، الشركة كانت فكرته ، وهيمول المشروع بالكامل مقابل 45% من الشركة ، و 55% ليا مقابل الإدارة ، طلب منى أنى معرفش مخلوق عن المشروع ده ، وحاولنا على قد ما نقدر نخبى المشروع ده عن جدى ، وقف معايا بالكامل ، عرفنى على الموردين فى مجالى فى دول كتير ، وبدأنا بالمناقصات الحكومية ،لحد ما المشروع نجح فعلا واستمر النجاح لحد دلوقتى ، جدى معرفش حاجة غير من سنتين ، فوجئ بالشركة وبيا ولما حاول يدمرنى ، أحمد اللى وقفله تماما ، ومنعه عنى ، وادينى ادامك ، هشام نورالدين .. ...غريب اوى ابن عمك ده ... ..ليه ؟ عشان ساعدنى ، أحمد ملوش حد ، اعتبرنى انا ومازن عيلته اتكأت سارة على ظهر كرسيها تفكر ، شدتها الشخصية الغامضة لابن العم هذا ، وكأنه يحكى عن أسطورة أو عن رجل من واقع الخيال ، وأرادت أن تعلم عنه أكثر ولكن هشام لم يمهلها حتى أن تطلب وأكمل سرد الباقى ....نفس اللى عمله معايا عمله مع مازن ، بس الفرق بينى وبين مازن أن هو فضل فى العيلة لحد ما خلص دراسة ، اعلام ، ولما طلب من جدى انه يعمل مشروعه لوحده ، جدى رفض تماما ، وكان عايز يجبره انه يمسك القسم الاعلامى فى المجموعة ، مازن قال يمسك العصاية من النص وينفذ كلام جده وفى نفس الوقت يعمل مشروع مجلات الأطفال اللى عايز يعمله ، وبرده جدى رفض وعايز منه تفرغ كامل للمجموعة ، مازن رفض ، غضب جدى عليه وخرجه من الجنة ، قصدى من العيلة ، أحمد ساعده بنفس الطريقة ، موله مشروعه بالكامل ب45% والباقى لمازن مع الإدارة ، ونجح فى إدارتها وعملت صيت واسع فى عالم الأطفال ، ومازن دلوقتى بيقدم اكتر من برنامج للأطفال فى اكتر من قناه ، ....وجدة بقيتوا انتوا التلاتة بعيد عن العيلة ... ...بالظبط ، على قد ما بعدنا مريح كتير من العيلة إلا أنه مجنن جدى نفسه ، كل واحد فينا قدر يثبت نفسه فى عالم البسنس بسهولة وفى فترة قصيرة ، يعنى عندنا القدرة على إدارة مجموعة نورالدين، ، وللأسف مش كتير من شباب العيلة قدروا يعملوا كدة ، ده غير طمعهم الواضح ، وأن كل واحد فيهم بيدور على مصلحته اكتر ، عشان كدة انا معتزلهم كلهم من سنين ، لأن البعد عنهم بيجنبنى مشاكل كتير ، هو ده الحوار كله... ....كل ده مخبيه عنى ... ...بصراحة مكنتش بحب اتكلم فى الموضوع ده ، اتقفل بالنسبالى خلاص ، بس لقيتك مدايقة منى ، فحبيت احكيلك .. ...طيب ليه عايز تعرفنى عليهم .. ...بصراحة ،، ليا مزاج ادايق جدى شوية ، أصله بيدايق اوى كل أما يشوف مؤشر على استقرار حياتي بعيد عنه ... ...مفيش داعى تدخلنى فى الموضوع ده ، انت عارف أنى مبحبش المشاكل .... ....براحتك ، مش عايز اجبرك على حاجة انتى مش عايزاها... ...حصل خير ، المهم الدنيا دلوقتى معاك تمام .. ....تمام حاليا .. ..يعنى إيه. .. ...جدى بيحاول باستماتة يرجعنا تانى ، وأنا مش عايز ولا حتى مازن ، وأحمد مش عارف ناوي على ايه بعد ما بدأ ينفذ مشاريع فى مصر ، هيكمل فى شغله الخاص ولا هيمسك المجموعة ، وده طبعا اللى عايزه جدى ...هو ده أول مشروع ليه هنا ؟ ...أيوة ، جدى بدأ يرجعه واحدة واحدة ، وطبعا هو بدأ بيه عشان عارف انه الشخص الوحيد اللى ممكن يقنعنا نرجع ... ...هو قريب منه اوى كدة ... ....مش القرب الشخصى زى ما انتى فاهمة ، أحمد هو الشخص الوحيد اللى بيعرف يتعامل مع جدى صح ، الاتنين فاهمين دماغ بعض اوى ، أصل أحمد يشبه جدته فى ذكائها وقوتها وإرادته اللى من حديد ، معندوش حاجة اسمها مستحيل ، اللى عايزه بينفذه ، بهدوء وذكاء غريب ، حتى لو الموضوع أخد وقت ، بس فى النهاية بيوصل للى هو عايزه ....غريبة اوى ... ...ولا غريبة ولا حاجة ،اصله بدأ شغل وهو صغير اوى ، والده ووالدته ماتوا وهو عنده أربع سنين ، غرقوا فى يخت فى البحر ، واللى ربته جدته ، كان بيروح معاها فى كل مكان وبيحضر معاها اجتماعاتها وبيباشر معاها شغلها ، مع الوقت بقت تنفذ اقتراحاته وتسأله على رأيه فى حاجات كتير ، وكان دايما يبقى صح ، وهو 14 سنة ، أدت أمر لكل الموظفين عندها بتنفيذ كل أوامره ، وهى دورها تمضي الأوراق القانونية بس ، فى أربع سنين بقوا التلات مطاعم اللى عندها بقوا 7 مطاعم غير شراكة بنسب فى فنادق كبيرة وأسهم فى شركات سياحية ، ،،، وعند 18 سنة ، سلمته كل حاجة رسمى ، وكمل هو المشوار ، بعد ما ماتت وهو عنده 24 سنة وكان فى اخر سنة فى الجامعة ، بدأ جدى فى الضغط عليه عشان يرجعه ، ورجع بس متحملش طريقة جدى فى التعسف والأوامر المستمرة ، انفصل عنه بعد سنتين ورجع لشغله لوحده ، وهو دلوقتى اول مرة ينفذ مشاريع فى مصر ، فمعرفش ناوي على ايه ... .....عايز تفهمى أن جدك مش قادر عليه برغم جبروته وسلطته وفلوسه ... ....عندك حق متصدقيش ، بس لو شفتى أحمد وهو بيتعامل معاه ، ومع اعمامى وولاد عمى ، تحسى انه الملك وهم العبيد ، محدش بنطق قدامه .. .....ياسلام.. ...أه والله، أحمد ملوش حبيب يخاف عليه ، وملوش نقطة ضعف يمسكوه منها ، ماشى بطوله فى الدنيا. .. ...مش بتقول متجوز .. ...أه بس مخلفش، وبعدين جوازته دى كانت تحصيل حاصل كدة ، غير أنه ناوى يسيبها اصلا ...اه ، المهم انت ناوي على ايه ... ...ناوى أفضل زى ما انا ، مرتاح طول ما انا بعيد عنهم ... ....يااه ، الوقت اخدنا اوى .. ...فعلا ، الساعة داخلة على 8 وانا جعت جدا ، مش هناكل .. ...أنت اللى رغاى وما صدقت حد فتحك.. ...دى اخرتها ، مش هحكيلك حاجة تانية. . ...هههههههه ، خلاص متزعلش ، ناكل بس ونعمر الجمجمة وبعدين نتفاهم .. ...ماشى ، حتى زمان العيال مستنيين... ....بتتكلم بجد ، هقابلهم دلوقتى فعلا ... ..أيوة والله ، قالولي نتعشى سوا ، قلتلهم ماشى بس هجيب خطيبتى معايا ، ما صدقوا طبعا ، عشان يشوفوا القمر اللى فتح كبسولة قلبى وفك عقدتى .. ...يعنى انت معقد وهم لا ... ....لا ياختى هم متجوزين ، صحيح الواد أحمد زى ما قولتلك داخل فى مشروع طلاق بس مش مشكلة .. وقبل وصولهم للمطعم ، اتصلت سارة بوالدتها لتطمئن عليها وعلى نور ابنها ، وأكدت على تناول داوئها ، وطمأنتها عليها هى وأخواتها ...بتسلم عليك على فكرة .. ...حبيبتى حماتي ، طيبة اوى ، نفس طيبة وفطرة والدتى الله يرحمها ...الله يرحمها ، بس طبعا الموضوع الأساسى متعرفهوش، يعنى مجرد زميل وبس .. ...أنا مش فاهم ليه مش عايزة تعرفيها .. ...أعرفها ايه ، أمى كلاسيكية اوى ومش هتقبل فكرة أنى مأجلة عشان اتأكد من مشاعرى... وقعت أعينها عند دخولها المطعم على مها ، الله ،، ده مها وطارق هنا .. .... عشاء جماعى ، إيه رأيك فى المفاجاة دى .. ...حلوة ، بجد حلوة .. ...اتفضلى اعرفك على الباقى .. توجهوا للطاولة الجالسين عليها ، كان يجلس عليها رجلين غير طارق ومها ، توقعت سارة أن يكونا أحمد ومازن، أولاد عم هشام ، عندما رأوهم ابتسمت مها ووقف الثلاث رجال لتحية سارة وهشام ....ياجماعة اعرفكم بالقمر ده ، سارة خطيبتى وزوجة المستقبل إن شاء الله ....برغم من ضيقها من تعريفه لها على أنها خطيبته ولكنها حاولت إخفاء ديقها ....طبعا انتى عارفة طارق ومها ، وده ياستى مازن ابن عمى ابتسم مازن ومد يده للسلام قائلا ...عندك حق ، هى قمر فعلا . ...طيب اتلم بقى وبص بعيد احسن اخزقهملك، ولا اقولك ، انا اتصل بسهام وهى تقوم بالواجب .. ...لا فى عارضك، بلاش سهام ، انتى وحشة اوى ياسارة على فكرة ضحك الجميع بصوت عالى على رد فعل مازن عند ذكر زوجته سهام التف هشام للرجل الآخر الذى توقعت أن يكون ابن العم الآخر ....وده ياستى أمجد السمانودى ، مهندس الانشائات فى المنتجع والمدير التنفيذى فى نفس الوقت ، خاب ظن سارة ، لم يكن هو ، لكن سبقها هشام فى السؤال عنه ...أمال فين أحمد ؟ مجاش ولا ايه ... لا ياعم جه بس معاه تيليفون وجاى حالا ، اتفضلوا لحد ما ييجى جلست سارة بجوار مها وجلس بجانبها هشام ، ثم مازن ومن بعده كرسى خالى سيجلس عليه أحمد ثم أمجد وبعده طارق يجلس بجوار مها ، .....آمال سهام مجتش ليه يامازن ؟ ...هشام ، خف عنى بقى ، مش عايزنى ااقضى يوم واحد حلو ...أخص عليك ، دى سهام نسمة ...نسمة ! ، قول عاصفة، رياح ، بركان أطلق الجميع العنان للضحك بعد هذه الكلمات من مازن فجأة سمعت سارة صوت من خلفها جعل قلبها ينقبض ، يقول ...ما تضحكونا معاكم .. وقف هاشم ليسلم على المتكلم بالأحضان والقبلات ..احمد ، حبيبى ، انت فين ياراجل ، وحشتنى اوى .. فى نفس اللحظة استدارت سارة ببطئ لترى المتكلم ، توقف قلبها وعقلها عن العمل للحظات ، شحب وجهها واحست بالبرد الشديد عندما رأته ،،،،احمد ،،،مستحيل ،،،هو لاحظت مها ما حدث ومالت على سارة تحدثها بصوت منخفض ....مالك ياسارة ، انتى كويسة ... لم تستطع الرد ، وبدأت عيناها تلمع من تكون الدموع بها ، ووضعت وجهها بين كفيها ، وبدأ الجميع ينتبه لما يحدث لها مال هشام عليها ويبدوا القلق على وجهه ....مالك ياحبيبتى ، فى ايه .. ...مفيش حاجة ، باين دخت شوية ، ...ثم حاولت تصنع الفكاهة ....بقالك ساعتين بتسقينى فى قهوة وشاى من غير أكل ،....قالت هذه الكلمات وهى تحاول تصنع الابتسامة .. ....ما تقولى ياستى كدة ، خضتينى ، هجيبلك عصير الأول لحد ما ييجى العشا. . فى نفس الوقت استدار أحمد ليرى وجهها بعدما شبه على الصوت الذى يسمعه ، ولم يصدق ما يراه رفعت عينها لأعلى فوجدت عينيه مسلطة عليها ، رأت المفاجأة على وجهه ، للحظات لم تكن تعى أو تسمع أو ترى غير الوجه الذى أمامها وعيونه متسعة من المفاجأة ، ثم تنبهت لصوت هشام واستدارت بوجهها له ...هروح التواليت ثوانى ، عايزة اغسل وشى وافوق ...اجى معاكى ...تيجى معايا فين ....اوعى تفهمينى غلط ،انا خايف عليكى احسن تقعى ولا حاجة ابتسمت وقالت ...لا ياسيدى شكرا ، متخفش ردت مها ..هروح انا معاها ، اطلب العصير انت ياهشام ، يلا ياسارة كل هذا الحوار جارى امامه وهو مذهول به ، صحيح أنه اتته كل المعلومات التى طلبها عنها ، ولكن لم يكن فيها ايه معلومة تخبره انه خطيبة ابن عمه ، تنبه على صوت هشام الذى يقول ...معلش ياجماعة ، أصلها صممت تيجى للمطعم مشى من غير عربية وفضلنا ييجى ساعتين نضرب فى قهوة وشاى قبل ما نييجى وهى أكلها ضعيف اصلا ، ثم وجه كلامه لأحمد ...معلش ياحماده ، ملحقتش تتعرف عليها ابتسم ابتسامة سخرية وهو يقول فى نفسه ...أتعرف عليها ! ، دا انا حافظ ملامحها ياهشام ، حافظ كل خلية فيها .... "ذكريات إمرأة ....................الفصل العاشر ظلت سارة متوترة طوال العشاء ولم تتحدث كثيرة ، كانت ترد على الأسئلة الموجهة لها وباختصار شديد حتى لا يظهر توترها من خلال كلامها ، ومن حين لآخر تنظر له بدون أن يلاحظها أحد ، وبعض مرات تصطدم الأعين فتجده ينظر لها هو الأخر فى نفس اللحظة ، أما هو فقد كان هادئ جدا كعادته ومتحكم جدا فى كلامه وكأن رؤيتها من جديد وللمرة الثانية فى يومين لم تأثر عليه إطلاقا ، كان ينظر لها من حين لآخر ، ويحاول صبر أغوار قلبها وعقلها من خلال كلامها ونظراتها ، ولكنه فشل ، فهى رغم توترها الواضح له فقط ، متحفظة جدا فى ردودها ، لكنها متوترة جدا ، فهو يعرفها جيدا وهى فى هذه الحالة ،،،،، ولكن ،،،،،، تبدوا له كما كانت ، جذابة ، شهية ، رغم السنين ، رغم الحجاب والتحفظ فى اللبس ، رغم الحزن الواضح فى عيونها وملامحها ، إلا أنها كما كانت ، وهو متأكد أنها مازالت تكن له مشاعر معينة داخلها ،، ما زالت تذكره جيدا ،، وما يؤكد له أكثر هو رد فعلها أمس عند سماع الأغنية الخاصة بهما ، رد فعلها عندما وجدته أمامها فى نفس اللحظة ، فقد كان كرد فعل طفلة تائهة وفجأة وجدت نفسها أمام والدها ، ارتمت فى احضانه بدون تفكير وظلت تبكى ،، مستحيل أن يكون هذا رد فعل طبيعى منها حتى لو كان لها مجرد زوج سابق ، هى تحبنى بل تعشقنى ،، إذن لماذا قررت أن تتزوج مرة أخرى ؟ ، فقد تزوجت بعدى مرة ، لماذا ؟ لماذا هشام بالذات ، فهو لا يرى أى من نظرات الإعجاب أو الحب منها له ، لماذا ؟ وعند ذكر اسم هشام تحول اتجاه نظره إلي ابن عمه وكأنه يلومه ويلومها ويلوم نفسه أيضا قائلا لنفسه ...اتاخرت أوى يا أحمد ، اتاخرت أوى ، أوى .... لكن لماذا يلومه هو وهى ، يجب أن يلوم نفسه فقط ، فهو لم ببدأ فى البحث عنها إلا بعد فشل زواجه ،، لم يتذكرها إلا بعد أن تأكد أن أيامه معها كانت مميزة وجميلة ، وأنه ليس كل زواج رائع كزواجه منها ، وليس كل امرأة مثلها ، فلم يرى هذا التجمع من الصفات فى امرأة واحدة كما رأاه فيها ، كانت مجنونة جدا ورزينة جدا فى نفس الوقت ، كانت هادئة جدا فى أوقات ومملوئة بالعنفوان والمرح فى أوقات أخرى ، كانت حنونة جدا ومحبة جدا رغم أنها لم تقل له ابدا كلمة أحبك ، كانت امرأة رائعة بكل المقاييس ولكنه كان صغيرا جدا ليدرك ذلك وكان مشغول فى أمور كثيرة أخرى ولم يفكر حتى بالأمر ، واعتبر أن هدوء حياته معها أمرا مسلم به وكأنه من مهامها الأساسية أن تجعل حياته بسيطة . كل هذا كان يدور فى عقله وكأن به حجر دائر لا يقف وعيناه تتجول بين الجميع ثم تعود لتستقر عليها 9 انتهى العشاء وكل منهما يحمد الله على انتهائه ليعود كل منهما لتمالك ذاته ، وعند خروج الجميع طلبت سارة من هشام أن تعود مع مها وان تتركه يكمل سهرته مع أولاد عمه ولا يقيد نفسه بها ، ووافق هو على ذلك ، أما مها فيبدوا أنها لاحظت ما حدث لمها طوال العشاء فقد كانت ترمقها بنظرات ذات معنى معين ، ولكن سارة لم تلاحظ هذه النظرات إلا بعد خروجهم . أوقف طارق السيارة أمام الشاليه ونزلت سارة بعدما أخبرت مها أنها لا تريد التحدث الآن فى أى شئ وان غدا لناظره قريب . بعدما دخلت الشاليه ، اطمأنت أولا على اختيها النائمتان وقبل أن تدخل غرفتها سمعت طرقات على الباب واتجهت لتفتح قائلة بصوت عالى ....أنا عارفة يامها انك مش هتنامى غير لما تفهمى بس مينفعش تسيبى جوزك لوحده ........ولم تكمل عندما وجدته امامها .....أنت بتعمل ايه هنا ... دخل بدون استئذان قائلا....محتاج أتكلم معاكى ضرورى .... .... مفيش بينا كلام ثم مينفعش تدخل هنا ، اخواتى نايمين جوا ولوحدنا .... ....خايفة منى ولا ايه .... ...أنت عارف ان الموضوع مش كدة ، بس لو حد شافك هتبقى مشكلة ... التف بوجهه لها والتقت الاعين وفقد كل منهما نفسه لثوانى ، وعادا كل منهما لتمالك نفسه فى نفس الوقت ، وكأنها حرب دائرة بينهما .....فى كلام بينا ياسارة ولازم يكون دلوقتى قبل بكرة ، عندى أسئلة محتاجة اجابة ... .... اسمعنى انت كويس ، اللى بينا انتهى ، وكل واحد فينا دلوقتى له حياته وطريقه ، وحتى لو انت ناوى على اى شئ ، فأنا مش ناوية على اى ارتباك فى اى شئ فى حياتى دلوقتى ، ولا ناوية على اى تغيير ، أظن انا كدة جاوبتك على كل أسئلتك ، تقدر تتفضل بقى ... ...يعنى هتتجوزى هشام فعلا ... ....ملكش فيه ، أرجوك أفهم ، اللى بينا كان حاجة معينة بطريقة معينة وتحت ظروف انت عارفها كويس اوى ، وانتهت ، انتهت يااحمد ، انتهت ، أرجوك ، انا أم لابن محتاجنى ، واختين... قطع كلامها قبل أن تكمل .....أنا عارف عنك كل حاجة وبأدق تفاصيلها ، ابنك واخواتك وأمك ، وابوكى اللى سبتيه واخدتى اخواتك وامك ومشيتى بعد ما اتجوزتى ، ودراستك وشغلك والمراكز اللى عملهالك جوزك وانتى كملتيها بعد ما مات ، ومشاكلك مع أهله عشان الميراث ، عارف عنك كل حاجة ياسارة ..... أصابها الذهول ولم تنطق بكلمة ، وظلت تنظر له وهو يكمل كلامه .... عارف أنك اتجوزتى غصب عنك ومات جوزك بعد سنتين ، عارف أنك مرتبطيش بأى شخص تانى ولا قربتى من أى شخص تانى طول السنين اللى فاتت ، ولا حتى هشام اللى المفروض انك خطيبته ، مشفتش فى عنيكى حاجة ليه ، عارفك كويس لما بيكون جواكى حاجة ، بفهمك من نظرة عنيك ، وده اللى جابنى دلوقتى ، عشان أفهم انتى ناوية على ايه ... لم تستطع حتى أن تقف على قدميها ، استندت على زراع الكرسى وهى لا تصدق كل ما قال ، لا تصدق أنه يعلم عنها كل هذا ، لا تصدق انه يكاد يقترب من السبب الحقيقى لرفضها اقتراب أى شخص منها ، و سألته بدون حتى تنظر له ...من امتى ؟ من امتى وانت تعرف عنى كل ده ؟ وإذاى ؟ ....أذاى ! يعنى إيه ازاى ،،،،، أنا أحمد نور الدين ياسارة ، اللى عايز أعرفه بعرفه ، مسمعتيش عنى ولا ايه ... ...سمعت ، بس انهارضة كانت أول مرة اعرف انك نفس الشخص اللى كنت أعرفه زمان ، ومن امتى بقى ؟ ....تقصدى من امتى وانا بدور عليكى ، بالظبط من 3 سنين ، كان فى فريق كامل بيدور عليكى ، من جامعتك هناك عرفت جامعتك هنا ، ومن الجامعة هنا جبت عنوانك فى الشرقية ، وهناك عرفت عنك كل حاجة لحد ما اتجوزتى وسيبتى اوكى هناك واخدتى أمك واخواتك واختفيتى ، ومرجعتيش هناك غير يوم دفن ابوكى وبعدها اختفيتى من غير ما أى حد يلحق يسألك عل حاجة ،، حاولت اعرف اسم جوزك او عنوانك ، معرفتش ، اختفيتى تماما ، أما باقى المعلومات دى عرفتها امبارح بس ، بعد ما اتقابلنا فى المطعم .... ...وايه المطلوب منى دلوقتى .... ...ولا حاجة ، بس على الاقل بعد الفترة اللى دورت عليكى فيها وألاقيكى فجأة تظهرى وانتى خطيبة ابن عمى ، يبقى من حقى أن أعرف كل إجابات الأسئلة اللى انا عايزها ... نظرت سارة إليه بتحدى وهى تقف أمامه ...أنت ملكش أى حقوق عندى ، ولو على انك دورت عليا ، ده لنفسك مش ليا ، ولو سمحت بقى انا تعبانة وعايزة ارتاح ... .....اوكى ياسارة ، هسيبك دلوقتى ، وده عشان انا عايز كدة ، عايزك تفكرى فى كل كلمة انا قلتها ، وبعدين نبقى نتكلم ، تصبحى على خير .... تركها وخرج دون حتى ان بعطيها فرصة للرد ، تركها وسط دوامة من التفكير تكاد تقتلها ، أعادت شريط ذكرياتها معه ، وحاولت مضاهاته بما حكاه هشام لها عنه ، وصلت إلى أنها دخلت فى حياته بعد استلامه لأعمال جدته رسميا بأكثر من أربع سنوات وهى نفس الفترة التى توفت فيها جدته وبدأ جده فى الضغط عليه ليعود له ولعائلته فى مصر ، طوال الاسبوع كان يهتم محاضراته وجامعته ايضا مباشرة أعمال جدته فى أمريكا ، أما عن سفره الدائم فى اخر يومين فى الاسبوع فمن الممكن انه يكون فيهم فى مصر مع جده وجدته ، ....ااااااه ، ايه اللى بيحصلك ده ياسارة ، وبعدين ، كدة هتبدأى تفقدى السيطرة على نفسك وعلى كل الأحداث اللى حواليكى ، متسمحيش لوجوده يربكك بالشكل ده ، مهما كنتى بتتمنيه أو محتاجاه فى حياتك ، صدقينى طريقكم مش واحد ، فوقى ارجوكى ياسارة .... ..........................يتبع"

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال