لم يتم العثور على أي نتائج

    دقات محرمة (7)


    "دقات محرمة - الفصل السادس عشر- دلفت إلى المنزل مجبرة تشعر أن روحها ستغادر منها بكل مشاعر الاشمئزاز التي تشعر من عائلتها لولا وجود طفلتيها به ما كانت أبدا عادت إليهم مرة أخرى لا تريد رؤية أي احد منهم ذكرت نفسها بمرارة ولكن ما البديل هل تستسلم لمصيرها وتعود لمراد؟ لتعود تؤكد لنفسها في ظل كل ما حدث وعلمته ربما الحل الأمثل أن تفعل ما فعلته مريم تأخذ ابنتيها وترحل بعيدا عن الجميع توجهت على الفور إلى درجات السلم مسرعة تريد الاطمئنان على طفلتيها اللتان تركتهم منذ ليلة الأمس تريد الاطمئنان على كلتيهما، وتتساءل إن كانتا بخير؛ فهل وسط كل الجنون الذي حدث بالأمس ربما طفلتيها شعرتا بشيء تتمنى أن تكون الإجابة لا.. وصلت باب غرفتها وهي تحمد الله أنها لم ترى أي احد منهم لن تحتمل أي كلام مع احد. فتحت الباب لتجد طفلتيها مستيقظتان تجلسان على سريرهما والخادمة التي تعتني بشؤون طفلتيها -سحر- تعجز عن تهدئتهم؛ وجدت كبيرتها تضم الصغيرة بين ذراعيها، تبكيان بقوة تخلع قلب الام فيها من مكانه، تحركت مسرعة تضم الطفلتين إلى أحضانها بتشديد تحاول بثهم الأمان بوجودها. حدثتهم بلهفة:"" ما بكما صغيرتي ما الذي حدث اهدئي حبيبتي أنا هنا الآن"" لتسأل الخادمة التي تجالسهم:"" ما الذي حدث لما يبكيان هكذا"" لتجيبها سحر ودموع الشفقة على حال المسكينتين اللتان ترعاهم منذ أن عودتهم من أمريكا وإهمال أمهما لهما:"" لقد استيقظت ميرا ليلا تبحث عنك ولم تجدك في أي مكان وأخبرتها انك ستأتي قريبا لتعود للنوم بصعوبة بعد أن أقنعتها بأنها لو عادت للنوم ستجدك عندما تستيقظ ولكنها استيقظت صباحا لتبدأ في البكاء هي وتاليا ورفضت حتى أن تجعلني أحملها"" عادت لهم تخاطبهما بحنو وهي تلوم نفسها أكثر متى تنتهي أنانيتها وتتذكر طفلتيها لكنها بالأمس لم تكن تعي أي شيء شعرت بالهلع على نفسها وهي تتهم نفسها بخوف هل تتحول لفريال أخرى، ضمت طفلتيها أكثر وهي تنفي لنفسها بشدة لن تكون مثلها يوما. عادت تحدث ميرا بصوت مرتعش:"" ماذا ما الذي حدث حبيبتي لم تبكي صغيرتي هكذا سوف تثيرين ذعر أختك أكثر، أنا هنا الآن، ماما أتت إليك اهدئي قليلا"" لتنظر لها ميرا بعيون تملئها الدموع وهي تقول بصوت مبحوح من كثرة البكاء:"" أنا شعرت بالخوف ماما، أن تكوني غادرت مثل بابا وستغيبين عنا كثيرا وتاليا كانت تبكي وأنا أردت أن اخبرها بأني لن اتركها مثلك أنت وبابا "" كلام صغيرتها رغم براءته كان قاسيا وبشدة عليها، أشعرها بفشلها هي لا تستحق صغيرتيها. ضمت طفلتيها إليها بقوة وحنو تبكي مثلهما، توزع قبلاتها بينهما بجنون متخبطة لا تعلم كيف تخبرهم أنها لم تتركهم ولن تتركهم يوما، يا الله هل حولت طفلتيها في سنهم الصغير هذا لنسخة منها ومن أخيها، عدم الشعور بالأمان مستحيل لن تسمح بهذا مهما حدث. مسحت دموعها التي انهمرت بقوة لتحرر الصغيرتين من أحضانها بعد أن هدأتا قليلا ربما الصغيره لا تعي تماما ما يحدث فهي صمتت بمجرد احتضانها لكن تبقى مشكلتها مع كبيرتها التي أصبحت تعي بعض ما يحدث، لتقول بحزم وصوت واعد قاطع:"" ميرا انظري إلي، أنا لن أترككما أبدا مهما حدث لن انفصل عنكما حبيبتي كل ما هناك أني كنت في مكان بعيد وتأخرت قليلا هذا ليس معناه أني تركتكما، كما أن من قال أن بابا ترككما !، أنا كنت مخطئة حبيبتي سابقا، ها هو قد عاد لرؤيتكما وعندما يستطيع ويتفرغ من عمله سيكون معكما أكثر فأكثر، نحن نحبكما أكثر من أنفسنا يا ميرا ضعي في عقلك حبيبتي هذا لن نترككما أبدا "" لترد عليها ابنتها بصوتها الذي مازال يحمل أثر البكاء به :"" وأنا أحبك ماما وأحب بابا وأريد أن يأخذني معه لا أريد أن اجلس هنا أريد بابا ماما"" أغمضت عينيها بيأس من وضعها تستغرب من نفسها والسؤال الذي يكاد يوصلها للجنون منذ الصباح؛ هل تستطيع التضحية من أجل طفلتيها والعودة؟، هل تستطيع الثقة بمراد؟، بأنه لن يغدر يوما ويأخذ منها طفلتيها بعيدا عنها ولكن هي وثقت به سابقا وماذا فعل لها غير الخذلان والإخلال بكل وعوده. عادت لطفلتيها تربت عليهما بحنان أمومتها تضمهما بشدة وهي تحاول أن تشتت تركيزها لا تعرف بماذا تخبرها:"" ونحن نحبك ميرا كما أخبرتك ولكن أميرتي ميرا كبيرة الآن ولا يصلح أن تبكي هكذا أميرتي قوية صحيح ما رأيك أن أخذكما اليوم إلى الملاهي ؟"" لتهتف الصغيرة بفرحة وكأن بكائها لم يحدث:"" بالطبع أوافق شكرا ماما أنا احبك"" لتضيف بعدها بتذمر واعتراض :"" ولكن لا تناديني أميرتي أنا أميرة بابا فقط الأميرة ميرا"" ضحكت منها رغم عنها لتلتفت لسحر تحدثها بهدوء:"" اصطحبيهما ليتجهزا سحر، أنا أشعر بالإرهاق بشدة، سأحاول أخذ حمام دافئ أنا الأخرى لأستطيع اصطحابهما"" :""كما تحبين سيدة إسراء، نصف ساعة بالضبط وتكون الصغيرتان مستعدتان"" لتقوم باصطحابهما لغرفتهما الخاصة، لتتجه هي إلى نافذة غرفتها المفتوحة بنية إغلاقها، سحر وأفعالها أخبرتها كثيرا أن لا تفتحها في هذا الوقت لا تحب هذا الضوء الذي يتسلل صباحا، يزعجها بشدة وهي تصر على أنه جيد للصغيرتين. رباه الخادمة تهتم لطفلتيها أكثر منها ما الذي أوصلت نفسها له، زفرت بضيق وهي تمد يديها لتغلق النافذة ولكنها توقفت مصدومة مما تراه، جحظت عينيها بشدة وكتمت أنفاسها بجزع عندما التقت عينيها بعينيه الغاضبة وهو يترجل من سيارته ويرفع رأسه فجأة وكأنه يعلم جيدا أنها تقف تنظر إليه. تمتمت بصوت مذعور:"" يا إلهي لقد نفذ وعده وفعل ما كانت تخاف منه وكان هو يمنع نفسه عن فعله"" تركت النافذة وتوجهت إلى باب الغرفة تهرول مسرعة. لا.. لا.. لا تريد مصائب أكثر، يكفيها ما يحدث، تدعو في سرها أن تلحق به قبل دخوله المنزل والأهم تدعو أن يكون إيهاب غير متواجد في هذا الوقت، فهي تعلم جيدا ما الذي سوف يحدث إن تصادما، إنهما يتجنبان بعضهما منذ يوم زواجها من مراد وإن تقابلا الآن مع غضب كل منهما ربما يخلف الأمر قتيلا لامحالة. للمرة الألف كررت لنفسها، ما الذي فعلته بنفسها كيف سمحت لنفسها بقلة عقل أن تضع بركانين في مواجهة بعضهما البعض، لو حدث ما تخافه ستكون هي المسؤولة لا غيرها. وصلت أخر درجة للسلم لتجد أن دعواتها تبخرت في الهواء وهي تنظر لمن يفتح باب المنزل بنفسه. هتفت بذعر :"" إيهاب توقف لا تفتح الباب أرجوك "" نطر إليها باستغراب، متى أتت وأين كانت من الأساس وسط كل ما حدث نسيها تماما ولم يفكر بها، ويبدو من مظهرها وملابسها التي مازالت هي نفسها أنها قضت ليلتها خارج المنزل. لم يرد عليها وهو يفتح الباب ويخبرها بعدم لامبالاة بطلبها ولا بصوتها المذعور:"" لمَ إسراء هل أعلنا غلق المنزل للناس أم ماذا "" أغمضت عينيها بيأس عندما رأت مراد كالوحش الكاسر يقف بتحفز وغضب عينيه وقعت في عينيها مباشرة، ليلتف إيهاب ينظر مباشرة للقادم الذي حول نظراته إليه. تسمر لدقائق مكانه وهو يبادله النظرات لتتحول نظراته للغضب تذكر بمرارة شعوره بالغدر والخيانة، صديق عمره الخائن الذي لم يسمح له سابقاً بأي محاولة للحديث معه وتوضيح أي شيء بعد زواجه من إسراء ورده القاسي وقتها بأن الأمر انتهى ولا يريد رؤية ظله حتى في أي مكان يتواجد به، كان يعلم جيدا أن أي مواجهة بينهما سيكون مصيرها الفتك بحياة أحدهما. ليقطع مراد النظرات بينهم لينظر لإسراء مرة أخرى يأمرها بصوت غاضب وشرس:"" هي كلمة واحدة إسراء لن أعيدها اجلبي ميرا وتاليا الآن لتأتوا معي"" لتجيبه بتلعثم وخوف مما تعلم أنه سيحدث الآن:""مراد أخبرتك هذا لن يصلح .ا.ا"" ليتقدم لداخل المنزل بنيه أن يقترب منها ويسحبها إجبارا. ولكن قبل أن يتقدم إليها كان إيهاب يقف في وجهه وهو يخاطبه بصوت قوي:"" ماذا تنوي أن تفعل بالضبط؟ !، ألن تكف عن انتهاك حرمات بيتي !، دناءتك لن تنتهي أبدا أم أن من فيه داءً لن يكف عنه يوماً "" تمتمت هي بذعر لم يفارقها وكأن جميع كلماتها نفذت:"" يا إلهي يا الله الرحمة يا رحيم "" ليرد مراد عليه من بين أسنانه بصوت غاضب:"" ابتعد عن طريقي سآخذ زوجتي وأطفالي وأغادر هذا المنزل حالاً "" ليجيبه إيهاب باستفهام ساخر :""عن أي زوجة تتحدث بالضبط وأي أطفال مراد؟، تقصد طليقتك وأطفالك الذين رميتهم من أجل أن تكمل في طريق الخيانة التي تبرع فيه، خيانة صديق، خيانة عائلة وخيانة زوجة رميتها هي وطفلتيك لي منذ عام مضى بأي وجه تأتي الآن لتتحدث"" ليجيبه مراد يحاول أن يسيطر على انفعاله حتى لا يثير فضيحة يشعر أنه وصل إلى حافة الجنون :"" ابتعد يا إيهاب لم آت لأثير مشاكل معك هدفي محدد طفلتي وزوجتي وليست طليقتي، هي تعلم هذا جيدا لم يكن ذنبي أنكم عائلة لا مبالية ولم تبحث وراء طلاق إسراء هانم، لم يتم مازالت زوجتي هي أنهت أوراق الزواج المدني في أمريكا فقط وهذا ما لم يعترف به الشرع لدينا وأنت تعلم ذلك جيدا وأيضا لم تنهيه هنا إذا مازلت زوجتي"" ليلتفت إليها هي:""هيا إسراء صبري قد نفذ تحركي"" لم يتحرك إيهاب من أمامه يمنعه عن التقدم إليها، ليعاود يخبره بقوة:"" لن يتحرك أحد من هنا مراد لا إسراء ولا ابنتيها طالما هي لا تريد"" ليصرخ به مراد وهو يمد أيديه يحاول أن يزيحه من طريقه بعنف وهو يخبره بصوت صارخ وكان قد فقد كل تحمله وصبره :"" بأي صفة تتحدث من أنت لتقف في وجهي تمنعي عن زوجتي ابتعد من طريقي وإلا تحمل العواقب"" ولكن قبل أن تصل يديه لموضوعها كان يمسكه إيهاب من يديه يوقفه ويصرخ به :"" لا أحد هنا سيتحمل عواقب ما يحدث غيرك صفتي أنت تعرفها جيدا، أنا من استقبلتها في بيتي لعام كامل هي وطفلتيك سيد مراد ، بعد أن وجدتك في أحضان عاهرتك، أنا ابن عمها إن كنت نسيت، سأظل بجانبها رغم عن أنفك، زواجك السخيف منها وخيانتك وخيانتها لي لن توقفني عن ذلك فأنا ببساطة لن أرد أي إنسان لجأ لحمايتي وهي التجأت لي أنا"" نفض مراد يده بعنف يمنع نفسه بصعوبة من ضرب الغبي الذي أمامه عينيه تشرد لتلك التي تقف أمامه يراها تنظر إليهما بخوف وترقب مما سوف يحدث. أخبر نفسه آه منك يا إسراء ومن أفعالك متى تتوقفين عن أعمالك تلك متى تستفيقين مما أنت فيه وتعلمي أن لا حامي لك إلا أنا يا غبية. عاد للغاضب أمامه، غضب منفلت غريب !، كأنه لم يعرف إيهاب من قبل، حتى عندما حاول مواجهته بعد زواجه من إسراء كان غاضب نعم وربما قاموا بالتطاول على بعضهما بالضرب ورفض الاستماع إليه ولكنه لم يكن بهذا الغضب الذي يراه الآن. كز مراد على أسنانه وهو يخرج كل حرف من كلماته يخبره به بمفاجأة لهم وله هذا ليس موضوعه لكن يجب أن يصحح كل شيء من بدايته وأولهم أن يقنع الغبي بعدم خيانته أو خيانتها، إسراء لم تخن أحد، زوجته هو لم تخن أحد، يجب أن يفهموا هذا الأغبياء :"" لم أخونك أبدا يا غبي، لم يخونك أحد، متى تستطيع أن تفهم كيف استطعت أن تصدق الدعوات الكاذبة للأفعى بأني كنت على علاقة بامرأة تحمل اسمك؟ !، إسراء لم تكن خائنة وأنا لم أفعل شيء خطأ في حقك ذنبي أعرفه جيدا وأعلم به، الذنب الوحيد الذي ارتكبته بأني أحببتها بل عشقتها منذ أن وقعت عيني عليها، لم استطع ولم يكن بيدي أن أتوقف عن حبها حاولت يعلم الله كم حاولت أن ألهي نفسي بغيرها عندما علمت بقرار ارتباطك بها وكم أندم الآن أني لم اقترب منها قبل، إذ أن تهمة الخيانة ملتصقة بي لكني بغباء وقفت أشاهد كيف أنت تجعل منها زوجة لك "" ليرفع يده بعدم سيطرة عندما تذكر امتلاكه لها قبله، كانت زوجته وهو لم يستحقها وجه قبضة يده بمباغتة للواقف أمامه يضرب بعنف على أنفه مباشرة وقد أفلت منه غضبه بشدة وهو يصرخ به :"" لم أخنك بحق الله لم افعلها يوما متى تستوعب "" فاجأ غريمه للحظات يستوعب فعلته وكلامه ليرفع يده هو الأخر ويبادله الضربات، تصارعا بما يحتمل كل منهما بغضب قهر فقد الثقة شعور الغدر الخيانة والصدمات المتكررة ليصرخ به إيهاب وهما في تشابكهما :"" أخبرتك سابقاً لا أريد أن اسمع حجج واهية، كاذب وخائن ومازالت تملك الجرأة لتقف تتبجح في وجهي بحبك لها وهي كانت تحمل اسمي، كنت تدخل بيتي تنظر لامرأتي بعيون عاشق كما تدعي، وأنا كنت المغفل !، ماذا مراد أخبرني؟ ماذا كانت تجرك خيالاتك وأنت تنظر لزوجتي تحت سقف بيتي والمغفل الغافل الذي هو أنا يجلس بجانبك ويثق بك"" ليرد عليه مراد بصراخ مماثل لصراخه:"" ترفض الاستمتاع لأنك تريد أن تقنع نفسك بخيانة لم تحدث لا تريد أن تقتنع أنك لم... لم تفهمها يوما، أنت تعرفني جيدا متى خنتك خمسة عشر عام ونحن أصدقاء متى غدرت بك متى لم أقف بجانبك كنت دائما ظهرا لك لم يقف أحد بجانبك غيري في كل أزماتك زلتي الوحيدة في حقك حبي لها ماذا كنت لأفعل وقلبي اختارها من بين جميع النساء، اللعنة إيهاب كنت تعلن أنك تعرف ما يدور في عقلي بكل تبجح وأنت لم تشعر بعشقي، لماذا لم تشعر بقهري وأنا أشارك صديقي ترتيبات زواجه وسعادته بامرأتي أنا لما لم تشعر بقلبي الذي يتمزق وأنا أقوم بحجز قاعة الزفاف بنفسي لك، لما لم تشعر بناري وأنا أوصلك بنفسي لتعيش معها شهر عسل كامل وخيالاتي في عقلي تقتلني فيما سيحدث بينك وبين حبيبتي هل تعلم مدى القهر وكسر خاطر الرجال وحبيبتي بين يدي أخر، اللعنة عليك إيهاب وعلى معرفتي بك لم استطع حتى كرهك أو حتى السخط عليك وأنا أموت إلماً كنت أتقن دور الفرح لصديقي وأنا أموت ببطء ومع كل هذا عندما أصبحت زوجك لك كنت أسيطر على نفسي جيدا أن لا أنظر لها، أذكر نفسي بوجع هذه زوجة إيهاب صديق عمرك إياك والتفكير بها تذكر دائما أنها زوجته فقط وليست الفتاة التي لاعبت خيالات صباك ورجولتك، ليست حلمك أبدا هي زوجته لم اقترب منها حتى أنت يجب أن تصدق"" لتصرخ إسراء وهي تقترب من تشابكهم :"" توقفا ما الذي تفعلانه يكفي أنا لا أريد أي احد منكما لا أريد دفاعك مراد ولا أريد حمايتك إيهاب لم اشعر في حياتي بالكره على أحد قدر كرهي لكما "" لينفض إيهاب يد مراد بعنف وينفصل عنه يقف يتأمله بأنفاس هادرة من أثر تشابكهم، خصمه لم يكن سهلا أبدا بل مماثل في القوة وربما أمهر لخبرته في الألعاب القتالية. كلام مراد قتله بشدة من داخله هل هو كان أناني كما يدعي مراد ولم يشعر به وبحبه لها حقاً هل كان يذبحه وهو يشركه بكل تفاصيل زواجه السابق منها. نقل نظراته لها هي ليجدها تقف بعيد قليلا عنهما تنظر لمراد بعيون مليئة بدموع يبدو أنها تسيطر عليها بصعوبة ولكنها كلها رجاء. ليحول نظراته لمراد الذي ينظر له بوجع يتحدث بصوت لاهث لم يهدأ بعد، ليكمل مراد بوجع داخله:"" يجب أن تكون تثق بها هي على الأقل، أنت تزوجتها لسبب واحد إيهاب ثقتك بأخلاقها التي نشأت أمام أعينك إسراء لم تكن امرأة لعوب لم تلتفت لي يوما لا قبل زواجك منها أو حتى أثناء الزواج وأنا لم اقترب للفت نظرها، احترمت إخبارك لي بزواجك منها مستقبلا ولكن بعد طلاقك منها الذي حاولت لو تذكر أن أنهيك عنه وأنت رفضت كل سبل الإقناع من وجعك منها كان يجب أن أستغل الفرصة لأني كنت متأكد أنك لن تلتفت لها يوما، لأنها اختارت التوقيت الخاطئ في انفصالها عنك كنت أناني ربما لأني بحثت عن تطبيب جروحي أنا ولم اهتم بوجعك، أعلم أنه من المستحيل أن يقتنع أحد بالحقيقة يوما الجميع ينظر للأمر من جهة واحدة، صديق تزوج طليقة صديقه بالتأكيد هناك خيانة سابقة وهذا لم يحدث أبدا أنت لم تفهمها يوما إيهاب، لم تحبها مثلي، أنا الوحيد الذي رأيت ما وراء قناعها الخارجي، أنت لم ترى أبعد من مواصفات مثالية بامرأة تناسبك، أنا فقط من فهمتها، أنا فقط من رأيت الطفلة المنزوية التي بداخلها "" ليصرخ به إيهاب بحدة يوقفه:"" يكفي لن اقتنع بكلمة واحدة منك، إن كنت كما تدعي كل هذا الحب، لما خنتها مع النساء بحق الله كيف تتحدث عن هذا الحب الأسطوري لها وتعود لخيانتك وحياتك العابثة "" هدأت أنفاسه قليلا وثورته لينظر لإيهاب يخبره بحزم وصوت قاطع :"" لم أخنها أبدا أخبرتها يوم زواجي منها أنها لدي كل النساء وها أنا أخبرك أنت لم أخونها ولن أفعلها يوما، إن كانت أخبرتك كما أخبرت الجميع أنها رأتني فأنا اعترف بذنبي الأكبر وخطئي الذي لا يغتفر في حقها وحق نفسي وحق أطفالي"" ليصمت لبرهة يغمض عينيه بشدة، وهل هناك ما هو أصعب مما هو فيه يعترف أمام إيهاب من بين البشر بخطته الغبية بالتأكيد لن يخبره بالأسباب ولكن يجب أن يعلم ويخبرها أمامه هو بالذات ربما تهدأ قليلا وتقتنع. ليقول بقرار بذنب لم يقترفه:"" كانت خطة مني خططت لكل شيء وأنا من أرسلت لها الرسالة لتأتي وتراني بذلك الوضع "" ليلتفت لإسراء يخاطب عينيها الذاهلة بدون كلمات، يشكي لها نفسها وأفعالها السابقة، أن تحاول تذكر ألمها له ومقاومته ومقارنتها الدائمة بينه وبين الواقف أمامه ولكن لسانه يأبى أن يخرج هذا العتاب أمام غريمه لكن سيكتفي بإقناعها بعدم خيانتها ليقول يؤكد لها:"" لم أخنك إسراء، لم أمس امرأة غيرك يوما رغم اتهامك الدائم لي أنا عند عهدي لك حتى هذه اللحظة يجب أن تصدقي هذا"" انفلت دموعها أخيرا في طوفان هادر على وجهها وهي تهز رأسها بيأس:"" لقد رأيتك بعيني، لقد كنت عاري مراد !، وهي كانت آه يا الهي لا أريد التذكر أشعر بالاختناق والموت"" اقترب منها سريعا يضمها إليه عندما شعر بانهيارها الوشيك وهو يخبرها:"" أقسم لك حبيبتي لم اقترب من امرأة غيرك منذ تاريخ زواجي منك حتى لو أردت ذلك جسدي لن يستطع فكري وروحي سيرفض بشكل قاطع"" هزت رأيها بيأس تحاول التخلص من احتضانه لها تبتعد خطوة للوراء، لتقول له بيأس:"" كاذب.. كاذب أنت تحاول تجميل صورتك، من منكما صالح ليكون زوج، أب وحامي العائلة حتى أخي دنيء كلكم مراد صورة واحدة متعددة الأوجه لا أستطيع تصديقها، أخبرتك بالأمس أنا لا أثق بأي منكما، حتى هذا الذي يقف خلفك أصبح صورة أسوء من الجميع"" أغمض عينيه بقوة يخبر نفسه بصبر، اهدأ مراد هذا طبيعي هل كنت تتوقع منها أن تصدقك بمجرد اعترافك لها بالحقيقة اصبر كما الماضي لتفوز بها. خاطبها بصوت حاول أن يجعل كل الإقناع به:"" جربي إسراء كما السابق خضتِ معي التجربة رغم كل مصاعبها تبحثين عن نفسك فيها الآن أنا اطلب منك أن تخوضيها معي من أجل طفلتينا إسراء"" ليردف يضغط علي شعور الامومة الوليد الذي استشعره فيها :"" ألا تريدين لهما أن تعيشا في بيئة طبيعية، تنشأ كلتاهما في حياة سليمة بعيدا عن التشتت والأحقاد، فكري إسراء من أجلهما "" ليقاطعه صوت إيهاب بسخرية :"" مذهل مراد طوال فترة صدقتنا لم أتلمس دور الممثل البارع فيك !، هل هكذا أقنعتها بجوازك منها إن كان ما تقوله صحيح ولم تقترب منها قبل الطلاق بيننا ؟ !"" التفت إليه مراد بحقد أعمى غيرة رجولية لا يريده أن يذكر أبدا أنها كانت له وهو مستمر في فعلها منذ أن دخل من الباب يعلم جيدا أن إيهاب ينتقم منه يضغط على نقاط رجولته بتذكيره أنها كانت له، إيهاب ينتقم بتخفي في كلماته يشعر أنه لا يعرفه هل الزمن والبعد وتوالي الكوارث يغير من الإنسان هكذا ؟؟؟ ليلتفت له يقارعه:"" ربما إيهاب أقنعتها بتمثيل ذكي مني وأخذتها زوجة أمام العالم أجمع، لم اخجل من فعلتي كنت مؤمنا بحبي لها أنها لي أنا وستظل ما تبقى من عمري، أحببتها وأشعرتها بحبي لها وهي أحبتني إيهاب وكانت فخورة بزواجها مني كما لم تفعل مع إنسان من قبل، كانت سعيدة معي لا حياة باردة وجدت معي كل ما افتقدته"" ليضيف بقوة:"" أما أنت ما حجتك بزواجك من ربيبتك بماذا أقنعتها لتتزوجك وهل شعرت معك بأمان أو حب وهل أنت أحببتها من الأساس أم كان زواج تأدية واجب كما عادتك، أخبرني لما هربت منك أنا تزوجتها في النور إيهاب لا في الظل مستترا عن الجميع من فعلتي "" أشعلت ثورته من كلماته وغضبه الذي يعميه لا يعنيه ما قاله عن إسراء فهو محق فيه، اعترف لنفسه بذلك إسراء لم تكن له يوما وهو لم يكون لها ولكن لا أحد يحكم على علاقته بمريم لن يفهم أحد يوما علاقته بها لن يستطيع ؟. ليصيح بصوت جهوري يرد له لكمته التي عاجله بها في غفلة سابقا:"" اخرس لا تتحدث عن شيء لا تعرفه لا وجه مقارنة بيننا لن يفهم أحد يوما علاقتنا ولا أهتم أن يعلم أحد... بها..يكفيني أنها لي ..زوجتي أنا ."" ابتعد مراد خطوات عنه، أوصله لما يريد بالضبط وقالها بنفسه لن (لن يفهم أحد ما بينهما)، نظر له بقوة وهو يمسد أنفه وهو يبتسم رغم كل غضبه يخبره:"" هذا هو إيهاب قلتها بنفسك لن يفهم أحد يوما ما بينكما، لم تأثر العلاقات وخصوصيتها لنفسك، فكر للحظات كل ثنائي منا بينهما شيء خاص لن يستطيع أي أحد فهمه إلا هما ربما لا أعلم علاقتك بها أو حتى أسبابك لا أعلم إلا ما أخبرتني به إسراء ورغم بشاعة ما أخبرتني به أنا أثق بك ولا أصدقه"" ومع تخبطها وشعورها الداخلي بالنفور والاشمئزاز من هذه العائلة ووجه طفلتيها الضعيف الباكي الذي لا يفارقها وكلمات مراد الذي تشابكت مع صورة ابنتها، جملة ابنتها الصغيرة تترد في عقلها بقوة وصورة مريم، كلمات إيهاب الذي استغل صغيرة. اشتعل سؤال في عقلها بالإلحاح، هل لو مريم كان لها أسرة طبيعية وأب يحتضنها كان إيهاب استطاع استغلالها؟ عادت تنظر لهذين الذين يتقارعان ويضغطان على جروح بعضهما بمهارة لتأخذ قرارها، ربما يكون صحيحا وربما يكون خاطئ ولكن طفلتيها تستحقان المحاولة، وما الفرق بين منزل مراد ومنزل إيهاب لا فرق، بل على العكس فمراد والد طفلتيها ولن يؤذيهما حتى لو أذاها ستذهب معه ولكن هذه المرة من أجل طفلتيها ستذهب معه وتعرف ما ينتظرها لن تجعله يقترب منها ستعيش معه إلى أن تعلم كيف تخطو خطواتها . نظرت لكليهما لتقول وهي تنظر لإيهاب تخصه بقرارها ربما تريد اعتزاز منها لنفسها عندما كنت تذل نفسها له بلهاثها ورائه ليعود إليها أو تريد اعتذار ً صامت لمن هو رغم كل عيوبه وأفعاله وخيانته لها يظل أفضل من إيهاب الآن بعد اكتشفها مدى انحطاطه مع مريم لتحدثه وكأنها تقر لنفسها قبله :"" أنا سوف أذهب مع مراد، سأعود أنا وابنتاي لزوجي إيهاب، لا أحتاج لدفاعك أو قلقك سأعود للمنزل الوحيد الذي شعرت فيه بالدفء والأمان، للرجل الوحيد في حياتي الذي تعامل معي باحترام، الرجل الذي رغم ما فعله بي لكنه يبقي الرجل الوحيد في حياتي الذي أحترمه وأقدره، يبقي هو أمني الوحيد ولكني كنت غبية أن لا أدرك هذا"" توقف مراد ينظر لها بدهشة مما يسمع هل هي جادة فيما تخبره ولما هو تخبره بهذا أم كعادتها تريد أن تعلن كم هي قوية وربما انتقام من إيهاب بإعلانها أنا لا أحد في حياتها غيره وأن إيهاب لا يعنيها. أما الأخر كان ينظر لها وله التقط معاني كلماتها الموجهة له إسراء تريد أن تخبره أنها لم تحبه يوما ورغم أنها كانت تحاول أن تعود له مرة أخرى لكنها لم ترد العودة لحبها له ولكن من أجل أمان مفتقد ربما انتقام من مراد لا يعلم أسبابها بوضوح ولكنه فهم رسالتها جيدا ولكن ما كان يطرق في عقله بشدة كلمات مراد لقد أفاقته ونبهته لشيء واحد لا مريم أخرى في هذه العائلة وإسراء لديها اثنان من الممكن أنا يصبحا مثلها وأيضا من هو ليحكم عليهم من خانه خان وانتهى، لم يستمر في الخطأ بعد انهيار إسراء بالأمس يعلم أنها تحتاج لأحد ما وبشدة يحميها من خطر نفسها وهذا الأحد بالتأكيد ليس هو، يشعر بمراد الآن وبجنونه عليها مراد يحبها أي أن كان ما بينهم خانها أم لا هذا شيء لا يعنيه ولكنه يستحق فرصة أخرى معها. فرصة يتمناها هو مع جزئه وقطعته المختفية، حبيبته نعم مريم حبيبته، آه لو فقط يجدها سيفعل أكثر مما يفعله مراد الآن، مراد يضع نفسه في هذا الموقف من أجل إسراء وهو يعلم كبريائه جيدا ولكنه يضحي به من أجلها. إذا هو يستحق ليعود لسؤال نفسه من هو ليقف أو يحكم عليهما هما صفحة وانتهت من حياته. ليخبر إسراء مباشرة:"" أوافق وبشدة إسراء عودي لزوجك واحتضني طفلتيك وصححي أخطائك إذا كانت هذه رغبتك أنا أشجعك عليها استمعي له وحاولي أن تبحثي عن الجيد بينكما"" ليقول وكأنه يخبر مريم:"" ربما هو أخطأ في حقك بغباء ولكنه يستحق فرصة أخرى، تحملت كل هذا بصبر إذا لا تبخلي بفرصة أخيرة ربما يعوضك عن كل شيء"" نظرت له إسراء بعيون بها بعض الدهشة من كلماته، لتسأله باستفهام تريد التأكد انه لا يسخر منها :""حقاً ما تقول بهذه البساطة اقتنعت؟ ! "" رد عليها بهدوء لا يمثل كل البراكين التي بداخله وهو يتذكر المختفية واتهام كل واحد له :"" حقاً إسراء أنا أوافق مراد، ميرا وتاليا يستحقون كل التضحية في العالم لأجلهم فلا تكوني أنانية""، صمت للحظات يبتلع ريقه بمرارة ليكمل بعدها:"" أنتما لا تدركان ماذا تعني كلمة طفل، لم تجربا شعور الحرمان منه حتى تعلما قيمته وتقدساها وإلا ما كنتما بحثتما عن نفسيكما فقط ولم تتذكرا الضحيتين اللتان بينكما، كما أني أريد أن أخبرك ربما ظهور مراد في الوقت المناسب لك أنا أيضا سأغادر هذا المنزل لأتحرر من لعنته ومن ما يحتويه من قسوة"" لتنظر له إسراء ببعض السخرية عند تذكرها ما فعله هو مع مريم وهتافه المتفاخر بإجبارها وحملها:"" أرجوك إيهاب لا تتحدث عن القسوة ربما أتقبل بعض من كلامك لكن لا تنسى انك أول من تعاملت بقسوة لا بل بدناءة لا استطيع إلى الآن استيعابها ولكنك أيضا تثير اشمئزازي ستغادر المنزل جيد ولكن ضحيتك أو ضحيتنا المختفية ما الذي سيحدث معها هل ستسلم أمرها هكذا وتكتفي من البحث أم ستبحث من أجل هذا الطفل"" لم يرد عليها داخله يشعر أنه يستحق أكثر من هذا يعاقب نفسه وبقسوة يريد أن تسقط صورته أمام الجميع أن يعلم الجميع انه بشر يخرجوه من تلك الصورة السخيفة الذي وضعوه بها وكان أنانيا بأن يحافظ على مظهره ونسي طفلته التي تتعذب بين يديه من سلوكه ذاك، بدون أن يشعر وهو يثبت لها كل مرة أنها للظلام كما يدعي الحقير الذي يحتجزه في غرفة خارج المنزل. تكلم ببرود يوجه كلامه لمراد:"" إن كنت صادقا فيما تدعي وهي مازلت زوجتك خذها من هنا وحاول هذه المرة أن تتصرف تصرفا سليم من أجل طفلتيك وميرا تراك بطلها الذي لا يشبهه أحد لم أعد اهتم إن كنت خنت أم لا؟ ولا تعنيني صورتكما في كل الحالات أنتما شوهتما الحقائق أمام الجميع بفعلتكما تلك وشوهتما صورتي أنا وأظهرتموني بصورة الرجل الغافل عما يجري في بيته"" ليجيبه مراد بتأكيد متجنبا أي محاولة لإقناعه مرة أخرى بأي شيء غير واحد:"" مازالت زوجتي إيهاب هي أمامك أسألها لم ألقي عليها يمين الطلاق أو ننهي في سفارتنا مما أخبرتك فقط انتهى بصورة قانونية في أمريكا ولم احضر أنا الأمر بنفسي"" لكن إسراء كانت غافلة عن إجابة مراد وهي تسمع ما يقوله إيهاب هزت رأسها بيأس لا فائدة ستظل في صوره الخائنة ولكن هل أصبحت تهتم بصورتها أمامه بعد ما عرفته عنه ؟ هي أيضا لم تعد تهتم. نظرت لمراد فقط تخبره وكأنها مجبره على الأمر :"" سوف أقوم بتجهيز أشيائناً ونأتي إليك أعطني بعض الوقت فقط "" هز رأسه بدون تعقيب يعلن موافقته. تراجعت للوراء بظهرها تنظر إليهما وكأنها لا تريد تركهما بمفردهما وكأن وجودها سيمنع أي تشابك بينهما. ولكن ما يريحها قليلا علمها أنها لا تعني إيهاب حقاً هو لا يهتم بها ولكن ألمه الوحيد من مراد وإحساس الغدر الذي يشعر به. صعدت الدرج متوجهة إلى غرفتها وهي تسأل نفسها هل هذا الحل السليم ربما لا ولكنه الأمن لابنتيها . ************ بعد وقت قصير جلس مراد على إحدى الأرائك وفِي مقابله إيهاب الذي تقدم بصمت يجلس أولا ثم يشير له ببعض كمادات نظيفة وباردة أتت بها خادمة بعد أن طلبها منها ليمد له يده بها ليأخذها منه يحاول أن يمسح الدماء التي سالت من جانب فكه من اثر عراكهما. قطع الصمت إيهاب وهو ينظف وجهه هو أيضا ليخبره بقرار:"" يدك أصبحت أثقل من أخر مرة اذكرها، لقد زادت مهاراتك"" ليرد عليه مراد بصوت رتيب وكأنهما لم يفترقا لحظة ويجلسان يتناقشان في أحوال الطقس ولا ضرب أحدهما الأخر حتى :"" وأنت إيهاب زدت همجية أو بوجه الدقة أصبحت همجي أسف لأخبرك ذلك ولكني أشعر بأني لا أعرفك "" ابتسم إيهاب بسخرية ليجيبه :""أنا أصبحت أكثر بشاعة وأنانية لا همجي فقط"" :""أنا اعلم إيهاب بل متيقن أن ما أخبرتني به إسراء محض كذب وافتراء ولكن مما فهمت من كلامها المضطرب بالأمس أنك أنت من أخبرتهم بهذا "" نظر له إيهاب بالثواني فقط يستوعب كلماته إسراء أخبرته، أي لجأت إليه بعد انهيارها بالأمس، ربما لا تعنيه إسراء ولكنه يهتم حقاً بها ويشعر بالمسؤولية، أخبر نفسه بتأكيد إسراء لم تكن له لو اخبره صديقه من البداية بحبه لها ربما كان تفهمه ليته حاول معها الغبي قبل زواجه هو منها. نطق الكلمات مباشرة:"" لو أخبرتني مراد ربما كنت ثرت وغضبت منك وقتها اعترف ولكني كنت سأهدأ وأتفهم وربما أساعدك على وصالك معها "" نظر له مراد لا يفهم مقصده، ليكمل إيهاب يخبره :""اقصد إسراء هي لم تكن لي يوما أنا اعلم هذا الآن جيدا، أعلم أن كلامي جارح ولا يُطاق لكن تلك هي الحقيقة إسراء لم تحبّني يوماً وكما أرى حتى لم أصل معها لعلاقتكما تلك هي لجأت لك أنت بالأمس رغم كل ما بينكما، ولا تلجأ المرأة في احتياجها إلى لمن تثق به حقاً وتحبه وتراه عالمها وحتى لو كان يذبحها غباء منا نحن الرجال وضعف وطهارة قلوب منهن وإسراء رغم كل ما تحاول أن تظهره من قسوة اكتشفت متأخر جدًا أنها تحمل بعض الرحمة التي لا توجد في قلب أي شخص من هذه العائلة. أجابه عليه مراد يكتم غيظه لا يريده أن يذكر اسمها حتى لا أن يشرحه له ويوصيه بها. باغته بسؤاله: ""وأنت الآن تعلم ما في داخلهم من ضعف؟ صحيح لما تزوجت من مريم."" أجابه بكلمة واحدة قاطعة: ""أحببتها كانت الجزء الناقص من البداية واكتمل، مريم كانت ما أبحث عنه ووجدته، لم أحب قبلها أي من النساء ولن أحب بعدها."" ليضيف بعدها ينهي حوارهم:""مراد تعلم أن الأمر لن ينجح بيننا أبدًا مهما سمعت من مبرراتك، وأنت أيضًا لن تتقبل وجودي قربك، فاجعلنا نتوقف هنا. كل طلبي منك من أجل الصغيرتين حاول أن تكون أبًا جيدًا لهن."" لم يعلق مراد يوافقه على ما يقول. ليومئ بصمت. وبعدها يرفع عينيه يخبره:""أوافقك ولكن أريد أن أهنئك علمت أيضًا أن مريم حامل بطفلك أتمنى لك حقًا أن تراه وتحمله على يديك."" أجابه إيهاب بسخرية مريرة: ""هذا عندما أجد أمه أولًا والتي فرت هاربة به مما يحدث هنا."" ليجيب مراد بثقة:""ستجدها، قلبك سيرشدك إليها وهي من ستبحث عنك مهما طال بعادكما.."" قاطعهما دخول إسراء وصخب ميرا عندما رأت مراد لتجري نحوه بصخب وهي تعلن عن فرحتها، ضمها إليه وهو يحملها ويقبلها ويقوم من مجلسه،لتحدثه الصغيرة: ""اشتقت إليك بابا.. أنا سعيدة ماما أخبرتني أننا سنذهب معك ولن تتركنا مرة أخرى."" ليجيبها بهدوء وهو يبتسم لها: ""نعم حبيبتي.. لن أترككم أبدًا. وأنا سعيد أيضا بذهابك معي مرة أخرى أميرتي ميرا."" التفت ليجد الصغيرة تاليا تمشي بهدوء ناحية إيهاب لا هو.. أغمض عينيه بشدة لا يريد أن يُغضب الطفلة. عندما أدركت العالم كانت تعيش تحت سقف بيت إيهاب لا هو، أكد لنفسه -ولو كان الثمن حياته هذه المرة- لن يكرر فعلته راقب طفلته تصل إلي إيهاب وتقف أمامه بهدوء ليترك الآخر ما بيده ويحملها بين يديه يحدثها بحنو وهو يقبلها: ""مرحبا بالجميلة صاحبة حمرة الخدين اشتقت إليكِ يا جميلة بادلته قبلته بصمت ليقف إيهاب بعدها وهو يرى نظرات مراد إليها وعلم معناها فتقدم منه وهو يضمها كأنه يودعها ثم يعطيها لهوهو يخبره:""لن أستطيع أن أخبرك مرة أخرى.. انتبه لهم؛ تاليا على وجهٍ خاص تحتاج رعاية منك إنها لم تتحدث إلى الآن وتحتاج لاهتمام بشدة."" مسد على شعرها عندما استقرت في أحضان أبيها بدون اعتراض بل ووضعت رأسها على كتفه كأنها تعلم جيدًا أنه مكانها الطبيعي. ليكمل إيهاب: ""إنها ذكية جدًا مراد ولكنها تحتاج إلى رعاية واهتمام خاص."" لتقاطعه ميرا تلفت انتباه:"" ألم أخبرك عمي إيهاب أن بابا يحبني وسيعود من أجلي لا كما أخبرتني ماما"" ليميل إليها يضمها هي الأخرى وهو يخبرها: ""وأنا صدقتك ميرا وأكدت لك أنه سيعود ولكن ربما الماما كانت غاضبة منه قليلًا لأنها اشتاقت له مثلك حبيبتي.. صحيح؟"" لتأكد له وهي تحتضنه: ""صحيح سأشتاق إليك عمي هل ستأتي للعب معي في غرفتي عند بابا."" ""ربما ميرا في يومٍ ما حبيبتي."" تركها بعدها لِيَد مراد التي امتدت لها بصمت. ليلتفت لإيهاب عندما وصل باب الغرفة في إعلان عن انصرافه. ""إيهاب شكرًا لك لاهتمامك بهن رغم كل ما بيننا."" ليجيبه إيهاب بهدوء: ""ليس من أجلك مراد، ولا حتى من أجل زوجتك بل من أجلهن. ولكن مهما اهتممت أنا.. هذا لن يخدمهن في شيء أنت الوحيد القادر مراد على الاعتناء جيدًا بأطفالك إنسى نفسك وقدر النعمة التي لديك ليومئ له مراد بموافقة وهو يخبره:""أتمنى لك أن تجدهم سريعًا إيهاب حقًا أتمنى لك هذا من كل قلبي."" تابع السادس عشر نظر لهم وهما يغادرون وهو يخبر نفسه هل سيصدق مراد حقًا، ربما كان يخبر نفسه أحيانًا أن مراد لن يخونه حتى لو أراد، وربما ما أخبره به سابقًا ويؤكد عليه الآن صحيح، ولكن تبقي النتيجة واحدة.. لم يحترم أي عهد صداقة بينهم، يريد أن يصدقه وبشدة ربما يستطيع أن ينسى أي وجعٍ شعر به. ولكن رؤيتهما سويًا بكل هذا الألم الذي يشعران به جعله يعيد بعض حساباته مع نفسه على الفور، مراد يحبها حقًا ويتحمل من أجلها تحدي العالم وتزوجها عكسه هو،إسراء ربما حقًا تعاني هي الأخرى من توابع ماضيه، لما لم يفكر أنها تأثرت بما حدث سابقًا وكان جل اهتمامه بمريم، لم يفكر أبدًا أن إسراء ربما يكون بداخلها كما وصفها زوجها طفلة مذعورة. والآن يعلم جيدًا أنه فقدت الثقة. مراد حقًا هو من يستحقها من البداية، زواجه من إسراء كان أكبر خطأ ارتكبه، لم يفهما ولم تفهمه حتى علاقته بها كانت باردة ينقصها الكثير لم يستطع خلال عامين كاملين أن يتحرر كرجل معها،أن يشعرها بأهميتها لديه، فعل كل شيء أمام أسرتهما لها لكن بينه وبينها كانت علاقة رتيبة وأحيانً مملة له ولها حتى علاقتهما الجسدية كانت لمجرد زوجه وزوجه رغبة مقيدة لم يتحرر منها يومًا معها كم فعل مع مريم من أول ليلة لهما سويًا. تحرك ناحية النافذة يتأمل المطر الذي بدأ في الهطول ابتسم لنفسه للذكرى التي لن تُمحى من عقله يومًا عند كل هطول للمطر يتذكرها بعشق عاشه معها لأول مرة في سنوات عمره التي تعدت السادسة والثلاثون. يتأمل الهطول الشديد للأمطار الآن وكأنها تشاركه نزيفه الداخلي وتريد أن تذكره بكل لحظة عاشها مع حبيبته بدون قيد أو اهتمام فقط زوجته والأنثى التي أصبح يريدها ويرغبها كما لم يرغب امرأة من قبل، كل ذكرى مميزة لهما معًا في رحلتهما تلك كانت تشاركهما الأمطار بها وكأنها تعلن عن مشاركتهما استسلامهما لمشاعرهما تلك، تأيدهما في قرارهما تخبره أن لا أحد سيطيب جروحه يومًا إلا هي ربيبته وابنته وحبيبته. ************ تحركت من جلستها التي نادر ما" "تابع الفصل السادس عشر ************ تحركت من جلستها التي نادر ما تفارقها تراقب الأمطار التي بدأت في الهطول عبر شباك غرفتها مسدت علي بطنها البارز قليلًا ويدها الأخرى تنظر للسلسلة التي أهداها لها تحت قطرات المطر هناك وهو يخبرها..(ربما لن أستطيع الآن منحك خاتمًا لزواجنا ولكن هذه السلسة عندما تلمسينها أو أراها في عنقك سنتذكر سويًا زواجنا حبيبتي) يومها غمرتها فرحة قوية وهي تنظر لها سلسال ذهبي يتدلى منه ملاك من الذهب الأبيض يحتضن بجناحيه قلبين من الياقوت الأحمر سألته عن معناها، أخبرها يومها وهو يأخذها منها يلبسها لها بنفسه.. (هذا قلبي وقلبك وأنت الملاك حبيبتي التي سوف تحافظ على حبنا وتراعيه حتى يزدهر) دمعت عينها وهي تتذكر آخر مرة ودعته بها قبل سفره، عندما حاولت أن تترجاه أن يبقى ولا يرحل ليرفض يومها ويطعنها كعادته ولكن قبل مغادرته الغرفة عاد ليضمها ويدس السلسال في يدها مرة أخرى، كانت تخلت عنه في المستشفى عندما كانت فيها، ولم تنظر له يومها ولكن عندما نفذت قرار الفرار نظرت له لأول مرة منذ أن دسه في يدها لتجده أضاف إليه حمامة صغيره مطعمة بخرزات بيضاء مبهرة الشكل وأيضًا آية الكرسي في دلة منفصلة. عادت لتنظر للمطار وعقلها يتذكر دقات المطر التي كانت تطرق على النافذة هناك في شقته في أسبانيا بشدة تعلن عن مشاركتهما لحظتهما تراقب بعينيها وعقلها يأخذها كما يأخذه للحظات السعادة التي عاشاها سويًا وكأن اشتياق قلبيهما لبعضهما يعطيهما ذلك الرابط الخفي حتى في اختيار لحظات استعادت ذكرياتهما وإن كانت بينهما مسافات لن يستطيع أحدهما -وإن أراد- أن يقطعه يومًا. منذ أكثر من ثمانية أشهر في أسبانيا.. مدينة سغوفيا.. منذ أن أتى بها إلي هنا وهو يحاول البعد عنها يحاول ألا ينفرد معها معظم الوقت أصبح يخاف من حدة مشاعره التي تحولت إليها يلعن نفسه ويلومها كيف أتى بها وهو كان يقاوم مشاعره التي تحولت إليها لم يعد ينظر لمريم كصغيرته التي رباها على يديه بل أصبح يراها أنثى كاملة تثير مشاعره وتأثر بعقله وتتلاعب به منذ أسبوع وهما هنا.. يهرب منها بحجة عمله وانشغاله وهي لا تمانعه ولا تعترض تكتفي بالساعات القليلة التي يأخذها بها عبر المدينة، أصبح حتى يخاف الاقتراب منها أو لمسها كما الماضي أصبح يخاف من نفسه عليها يشعر أنه لو لمس حتى يديها سوف يفقد كل سيطرته مع أفكاره التي أصبحت تجبره أن يتذكر أنها زوجته وله حق فيها كما هي أعلنت عن حقها فيه وحاولت معه مرات كثيرة بالكلام أو محاولة خرقاء منها لإغرائه. نعم يعلم أنها توقفت عندما عنفها آخر مرة أتت له منذ شهر في غرفته تقوم بحركات إغواء تطالب به، ليفقد سيطرته ويقوم بضربها. ندم أشد الندم ولكن ماذا يفعل والحمقاء تثير كل مشاعره وكان سيستسلم لها ولحركاتها التي تعتبرها هي إغواء ولكنه يعلم جيدًا أنها لا تمت للإغواء بصلة ولكن ملامستها لصدره بأناملها وكأنها تستكشف، ومحاولتها لطبع قبلة حميمية على فمه أثر به وبجسده حد الجنون.. ليقوم بأبعادها بحدة يومها وضربها على وجهها وهو يصرخ فيها،ولكنه كان يصرخ في نفسه هو أن يعود لرشده ويتذكر أن من أمامه الطفلة مريم، لا تلك الناعمة التي تطالبه بحقها فيه لتبكي يومها من الخزي وهي تنسحب لغرفتها ليعود للوم نفسه ويذهب إليها صباحًا ويعتذر منها.. تقبلت هي اعتذاره بخجل من فعلتها ووعدها أن ينسى ما حدث ولا يجعلها هذا تضع حدود بينهما سيبقي هو أخيها الأكبر الذي يهتم بها. توقفت من يومها عن أي محاولة معه ولكن.. ومن قبل هذا الحادث أصبح هو ينظر لها بنظرات مختلفة.. رجولية بحتة.. يراها زوجته.. تحركت مشاعره إليها ولم يستطع أن يحدد.. هل أصبح يحب مريم كامرأة؟ أم أن هذا مجرد تأثر بفتاة تخطف الأنفاس جميلة بريئة شقية وناعمة.. زفر بضيق وهو يفتح باب المنزل يبحث عنها بعينيه ليستمع إلي صوت موسيقى صاخبة يأتي من باب غرفتها المفتوح تحرك ببطء وكأن هناك شيء يجره إليها ولا يستطيع إيقافه. توقف ينظر إليها وهو لا يستطيع التنفس حتى مما يرى كانت مغويته الصغيرة تتمايل برقص جنوني.. شعرها بمظهره الغجري ونعومته الخلابة يتحرك من حولها بجنون مثلها وهي تقفز وتهز رأسها بجنون على أغنية أمريكية شبابية.. ولكن ما ترتدي هو ما سلبه عقله وعينيه لا يستطيع إلا تأملها بذلك الزي الذي ابتاعه لها بنفسه..(تبًا لك يا إيهاب تأتي لها بما يثير جنونك) كانت ترتدي زي راقصة الفلامنكو.. تنورة ضيقة بشدة عند أسفل خصرها وتتدلى بنعومة على ساقيها باتساع وبلوزة عارية الأكتاف تضيق عند الصدر ومفتوحة نسبيًا لتنتهي قبل خصرها وتترك ما بينها وبين التنورة عاريًا تمامًا.. ابتلع ريقه بصعوبة من رؤيتها هكذا، اللون الأحمر المتداخل مع الأسود يليق بشدة مع بشرتها البيضاء لم يراها يومًا أكثر جمالًا وسحرًا اقترب منها وكائنه مسلوب الارده وهو يشاهد رقصها المجنون، لتشهق بفزع عندما اصطدمت بصدره لتخدعه يده المرتعشة ويحيط خصرها قبل أن يختل توازنها لتهتف به غير مدركة لعينيه الرمادية التي تحولت إلى نيران رغبة خالصة بها. ""لقد أخفتني إيهاب لم أشعر بك وأنت تدخل إلى هنا. متى أتيت؟"" ليجاوبها وهو غير مدرك حتى ليديه التي تطوق خصرها بقوه تضمها إليه يحاول أن يجلي حنجرته حتى لا يخيفها منه: ""منذ وقت قليل آسف لإخافتك. ما الذي كنتِ تفعلينه يا شقية؟"" لتجاوبه بضحكات لاهثة من أثر رقصها- وهي غير مدركة لنبراته أو نظرته بعد: ""كما ترى كنت أرقص وأجرب هذا الزي الذي أحضرته لي، كنت أريد أن أرقص الفلامنكو ولكني لم أستطع.. فقمت بتجربته بالرقص الأمريكي."" ليجاوبها وعقله يخبره أن هذا خطر.. أهرب الآن.. ولكن أفكاره وقلبه كان له رأي آخر.. هذه زوجتك هي التي تريدك، فتاة مذهلة بين يديك، هذا حقك، لما الهرب بل أبقى وحقق لها ولنفسك ما تريدان ابحث عن قلبك الضائع فيها ربما تجد سلامك الذي تعبت في البحث عنه ويئست أن تجده يومًا. مريم لك منذ أن ضممتها يوم مولدها وفتحت عينيها عليك أنت، مريم لك منذ أصبحت زوجة تطالبك بحبك لها وحقها فيك، لما تنكر على نفسك حق لك إذا كانت صاحبته تأيدك وتريدك كما تريدها. ليقول لها.. ويفاجئها كما يفاجئ نفسه: ""ما رأيك أن أرقصها معك وأعلمها لك. أنا أجيدها بدل أن تهدري طاقتك علي هذا الرقص ."" هتفت بسعادة وموافقة بشقاوتها المحببة لقلبه: ""بالطبع أوافق متى نبدأ من الغد ربما."" تركها لحظات ليتجه إلى مدمج الأقراص يختار من بينهم النغمات المناسبة لتصدح بعد ثوانٍ الموسيقى التي يؤثر بها الجيتار المتسارع النغمات بشكل خاص ليعود إليها يجذبها من يدها يرفع ذراعها ويجعلها تدور حول نفسها وهو يؤكد لها بصوت عابث لم تسمعه منه يومًا: ""بل الآن مريم وستتبعين خطواتي بدون تذمر.."" لينهي دورتها حول نفسها لتنتهي في صدره وهو يكمل لها حديثه وهو ينظر لعينيها ويجعل كل مشاعره تنفلت إليها لن يداريها بعد اليوم لقد أعلن راية استسلامه لها.. ليقول: ""ولكن طلب واحد رومتي إن شعرتِ بالتردد أو التراجع يجب أن توقفني على الفور هل فهمتي."" نظرت له ذاهلة وهي تعي نظراته، لم تستوعب للحظات معنى كلامه. هل ما فهمته صحيح؟ الآن فقط بدأت تدرك تحرك يده الحميمي على جسدها، حدقت فيه بشدة تنظر لعينيه التي يكتسيها نيران غريبة، نبرات صوته العابثة التي لم تسمعها يومًا منه هل من أمامها إيهاب. ليقاطع أفكارها يهمس لها وهو يقترب من أذنها: ""مستعدة يا ناعمة؟"" رددت اللقب ورائه بدهشة: ""ناعمة.."" ليبدأ في أخذ الخطوات وهو يضع يد على خصرها ويده الأخرى بيدها يشبك أصابعه في أصابعها ذراعها لأعلى وهو يقول:""نعم يا ناعمة كل ما بك ناعم يا مريم والآن هل أنت مستعدة."" أومأت له موافقة وهي مبهورة به ربما ومترقبة وفرحة وليدة تحتل قلبها من معاني كلماته ونظراته إيهاب ينظر لها الآن كفتاة كبيرة وناضجة. تتبعت خطواته وهو يخبرها أن ترجع ساق للخلف بالتزامن مع تقدم ساقه هو للأمام ودبكهما للأرض من تحتهما مع خطواتهما. ليقوم بلفها مرة أخرى لتسأله بارتباك من قربه الحميمي هكذا، يحتضنها من الخلف يديه علي خصرها ووجهه علي كتفها أنفاسه الحارقة تلفح جانب عنقها وساقيه أحدهما ثبته على الأرض بجانب ساقها، وساقها هي تلتف على ساقه الأخرى وتميل بها بتراقصه المتسارع. ""هل هكذا أجدت الخطوات؟"" ليجاوبها بصوت هامس يشعر بحرارة خصرها العاري تحت يديه تلهب كل حواسه، لا يفكر فيها الآن بأي صفة غير صفة واحدة.. أنها فتاة ناعمة و مهلكة لمشاعره وهي حقه وملكه وحده.. ""حركي خصرك قليلًا مريم، الرقصة تعتمد على التسارع."" لتجاوبه بضحكة تحاول مداراة خجلها بها:""أنت تشتت تركيزي من التصاقك بي ليفلت ساقه من التفاف ساقها يرفع إحدى ذراعيها ويديرها إليه سريعًا بحركاته الراقصة المتمكنة لتصطدم بصدره بعنف. وهو يردف بإثارة وخبث:""تلك شروط الرقصة صغيرتي، وما يتبعها واجب الحدوث بدون اعتراض منك."" لتسأله وهي ترفع وجهها إليه بترقب لهث عند استشعرها عينيه التي تحولت للهيب أسود حارق. ""ما هذا الذي واجب الحدوث؟"" ليفلت يديه من تشابك يدها يحيطها أكثر بذراعين متملكتين يقرب وجهه من وجهها ويجاوبها بإقرار: ""أنتِ فتاة جميلة مريم كل ما بك مهلك لمشاعر أي رجل وانتِ بين يدي الآن.. ويصادف أنك زوجتي. ما يجب حدوثه يا صغيرة منذ أن طالبتني بحقك في وأنا كنت أحمق برفضه. الآن أنا من يعلن راية استسلامه."" اقترب منها أكثر فمه قرب شفتيها الناعمة كحبتي كرز ليجاوبها على سؤالها وهو يلثم شفتيها برقة شديدة ليبتعد لثوان..""هذا ما يجب حدوثه مريم."" تسمرت للحظة وهي تنظر له بعينين زائغتين كأنها لا تعي أو تصدق ما يحدث ليقترب منها مرة أخرى يلثمها برقة شديدة وتمهل.. تسمرت لثوانٍ في أحضانه.. ربما خجل أو عدم تصديق لا يعلم.. كل ما يعلمه جنونه الذي يعيشه بها الآن سيطر على نفسه بصعوبة حتى لا يفزعها فيحملها الآن ويريح عقله وجسده ويريح نفسه بها وفيها ربما يجد ما كان يبحث عنه طويلًا لينفي لنفسه.. لا ربما هو متأكد أنها هي من كان يبحث عنها طويلًا. عندما استشعر استسلامها الكامل بين يديه ويدها التي ارتفعت تعبث بخصلات شعره حركه يده إلى الخيوط المتشابكة لبلوزتها بنية تخليصها منها لتجفل منه و تفتح عينيها وتنزل يدها سريعًا تنفصل عن تقبيله لها وهي تمسك يده تنظر له بنوع من الخوف. نظر لها باستفهام وأنفاس هادرة لا يستوعب ماذا حدث ليفلتها من أحضانه وهو يخبرها:""لا تجزعي هكذا حبيبتي أخبرتك إن لم تريدي الاستمرار أخبريني."" ليحاول أن يحررها من أحضانه بنيه الهرب بعيدًا للسيطرة علي مشاعره المنفلتة الآن. لترتمي هي في أحضانه تخبره بأنفاس مماثلة له بصوت أقًرب للتوسل ولكنه خجل: "" أرجوك لا تتركني الآن ولا تتوقف، أنا فقط أشعر بالخجل والخوف قليلًا."" ابتلع ريقه يحاول قدر ما يستطيع هزم نفسه حتى لا يجزعها أكثر وهو يقترب منها مرة أخرى.. يرضخ لتوسلها.. وأفكاره التي جنت إليها.. وجسده الذي يحترق شوقًا للمسها ووصال منها.. ليخبرها بصوت مطمئن: ""لا تخافي أبدًا مني مريم أنت قطعة مني ولن أستطيع أذيتك أبدًا. كيف أستطيع أذية جزء من نفسي."" حاوطت عنقه مرة أخرى وهي تبتسم له بارتعاش وعينيها تخبره أنا لك وملك ولن تجد ما تبحث عنه إلا في أنا عاود تقبيلها المتمهل برقة شديدة وهو يخبرها: ""بل أنتِ التي يجب أن ترفق بي مريم (رفقاً مولاتي رفقًا إني أتنفس عشقًا) لم يعي بعدها كيف وصلا إلى الفراش ولم يستمع الموسيقي الصاخبة التي مازالت تصدح في أرجاء الغرفة كان معها في موجة سحرية تلفهم سويًا في عالم آخر من بحور العشق لم يشعر به هو مع غيرها يومًا ولم تجربه هي من قبل، صوت أنفاسهم العالية ودقات المطر الهادرة فوق نافذة الغرفة كانت تعطي هذا السحر الخاص بهما، رونق مقدس في محراب عشقهما والتهاب مشاعرهما، وكأنها تخبره وتؤيد قراره واستسلامه لمشاعره. وهو كان يعاملها برقة شديدة يرشدها بخطوات هادئة يأخذها بتمهل يراعي سنها الصغير وبراءتها الواضحة. كانت مستسلمة تمامًا بين يديه تبادله عاطفته بخجل وكأنها واحدة أخرى غير التي كانت تطالبه بالإلحاح بإتمام زواجه منها. سلمته كل مقاليد قيادتها ببراءة جعلته يعشقها ويذوب فيها أكثر وأكثر. بعد وقت... كان ينظر لها من علو وهو يرتكز علي يديه حول رأسها بعيون ذاهلة هل أتم زواجه منها حقًا يشعر أنه في حلم ولكنه حلم رائع.. هذه هي فتاته هذا هو ما كان يبحث عنه قطعته الناقصة اكتملت. مريم هي ما كان يبحث عنه وهي بين يديه لا يستطيع الشعور بالندم ولا الذنب حتى ربما ضميره الآن يلح عليه وبشدة للندم ولكنه لا يستطيع أن يمنع ذلك الشعور الذي يتسلل داخله بالاكتمال عاود النظر لوجهها ينظر لعينيها المغمضة بشدة ودموعها تنهمر منها ليأمرها بحزم بصوت لاهث: ""افتحي عينيك مريم وانظري إلي."" لتهز رأسها بقوة وهي تمتم: ""لا أستطيع أرجوك إيهاب."" ليسألها بلهفة لماذا تبكي؟ هل آلمتك حبيبتي لتهز رأسها بنفي يتعارض مع قولها: ""قليلًا فقط.. لكن هذا ليس هو السبب أنا.. أنا لا أعلم."" ليعتدل بجانبها يحوطها ويقربها من صدره يدفن رأسها به لتلصق نفسها به أكثر وهي تبكي بصوت عالي بكاء مؤلم لقلبه. ليبتلع ريقه بقلق وهو يعتذر لها: ""أنا آسف حبيبتي أرجوكِ سامحيني مريم.. أرجوكِ انظري إلي."" لتهز رأسها بإصرار تعلن رفضها. شتم نفسه في سره ألف مرة وهو لا يستطيع تفسير هذا البكاء. لتتوقف بعد وقت تخبره بصوت مبحوح وترفع عينيها الباكية له تواجهه أخيرًا بهما: ""أنا أحبك إيهاب جدًا منذ وقت طويل، هل أنا طبيعية؟ ماذا رأيت في؟"" ضمها إليه وهو يواجه عينيها يخبرها بصوت ثابت: ""رأيت فتاة جميلة للنظر.. زوجتي الناعمة الرقيقة التي استطاعت بجدارة أن تلف عقلي.. أنثي كاملة مبهرة تخطف الأنفاس."" تجنب الرد على سؤالها هل هي طبيعية؟ كيف يجب على سؤال يسأله لنفسه. هل هو طبيعي أن يتأثر بطفلة ويجد فيها كل ما أرده يومًا؟ لكن ليدع أفكاره الخاصة الآن ويحاول بثها الأمان.. مريم زوجته وانتهي الأمر. تمتمت له بتساؤل وهي تنظر له بعدم تصديق: ""حقًا تراني هكذا؟!"" أومأ لها وهو يبتسم لعينيها: ""حقًا حبيبتي."" لتعود لتسأله كأنها لا تصدق: ""حقًا حبيبتك إيهاب؟!"" ليجاوبها وهو يرفع وجهها إليه: ""حقًا يا مريم تذكري دائمًا كما سأذكر نفسي أنتِ زوجتي الآن مهما حدث حبيبتي ستبقي حبيبتي وزوجتي.. ما حدث شيء طبيعي يا مريم ليس هناك خطأ به أمام الله أنت زوجتي وامرأتي بزواجنا هناك وإتمامه الآن أصبحتِ حبيبتي أيضا.. هل تفهمين هذا؟ ضعيه في عقلك جيدًا صغيرتي."" أومأت له بخجل منه لتعود لدفن رأسها في صدره مرة أخري بدون مقدرة أن تجيبه. ضمها إليه أكثر وصمت هو الآخر وهو يعد نفسه (لن أترك دفأك وقربك هذا أبدًا يا مريم أشعر أني كنت في سباق مع الزمن لأجد ما كنت أبحث عنه وأتسابق من أجله بين ذراعيكِ أنتِ.) صباحًا.. استيقظت بخجل شديد منه وكأنها لا تستوعب ما حدث إلى الآن يومها لم يرد الضغط عليها أكثر ولكن هذا لم يوقفه أو يمنعه بأن يعيش معها علاقة لم يعشها من قبل رغم زواجه السابق لا يعلم ما الذي كان يحدث معها كان كل شيء مهما حاول أن يسيطر عليه يخرج منه معها وبين أحضانها منفلتًا بشدة وهي كانت تستقبله باحتواء وصبر كانت تتقبل منه كل انفلاته في مشاعره معها.. كانت رغم صغر سنها وانعدام خبرتها تتقبله بترحاب شديد وحب له. وقتها قرر أنه إن لم يستطع منحها زفافًا وإعلان زواجهم بسبب وضعهم المقيض؛ سيمنحها ويمنح نفسه عطلة هنا في أسبانيا لهم وحدهم لم يترك مكان لم يذهب بِها إليه كانت تقفز بسعادة في الشوارع هناك ومرات كثيرة تعلن تعبها من المشي لتجبره على حملها على ظهره وتميل من الوقت لآخر تهمس له بجانب أذنه (أنا أحبك) وتقبله بشقاوة. حاول منحها كل السعادة هناك وكل ما طلبته حققه لها. كانت مشاعره منفلتة بدون تحفظ منه كما لم يعتد أو تعتد هي كان يقبلها بدون اكتراث أو قيد هناك مثل ما حدث أمام القناطر سغوفيا. عندما لمحت أحد بائعي المانجو لتهتف وهي تقفز بسعادة تصفق بيديها: ""أنا لا أصدق مانجو.. هنا في الشارع؟"" ليرد عليها وهو يضحك على مظهرها الطفولي وسعادتها: ""ولما لا حبيبتي هذه منطقة سياحية ويجب أن يجدوا كل ما يجذب السائحين."" لترد بحماس:""حسنًا أنا سائحة وأريد أن أجرب."" ليسحب يدها متوجهين إلى بائع يقف هناك بعربة مزينة ومجهزة يقوم بتقطيع المانجو لشرائح صغيرة ويتناولها جميع من يمر به.. ما بين من يجيد تناولها بدون أن يلوث نفسه، أو بين ضحكات البعض على مظهرهم من آثارها. لتشد يده بعد أن كاد أن يقوم بالشراء لها قائلة بإحباط: ""لا.. لن أستطيع أن أجرب."" ليعقد حاجبيه: ""لما حبيبتي؟ أنتِ تحبيها."" لتكور شفتيها قائلة:""نعم أحبها، لكن أتتذكر مظهري بعدها.. أنا أغرق نفسي بآثارها تمامًا كطفل صغير، كيف سأنظف نفسي بعدها هنا في الطريق؟"" ليتصنع التفكر لحظات وبعدها يغمز لها بعينيه قائلًا:""لا تهتمي جربيها فقط بالكمية التي تريدين واتركي مهمة التنظيف لي."" ليشدها معه مرة أخرى وهو يحيط كتفيها متوجهين إلي البائع ليقوم بشراء بعض الشرائح لها.. يستمتع بضحكتها تلك وطريقة تناولها الطفولية للغاية.. لتتحدث بمرح وهي تقدم له أحد الشرائح:""هيا إيهاب من أجلي جربها لا أريد أن أكون أنا فقط بهذا المظهر."" ليقترب منها هامسًا لها بحرارة: ""لا تقلقي سوف أجرب أن أحتفظ بحصتي كاملة، ولكن انتهي أنتِ سريعًا حتى استطيع الحصول عليها."" لتعبث بوجهها وتعقد حاجبيها غير مدركة لمعنى كلماته: ""أين تلك الحصة تلك، هل تمزح معي؟"" لينظر لها بإثارة يتفحص وجهها وفمها الملطخ ووجنتيها من آثار الكارثة التي افتعلتها.. ليمسك بالوعاء الحافظ الذي بيدها ويلقيه بإهمال على عربة البائع تارك بعض المال ليشدها من يدها بخطوات سريعة اقرب للركض ليصل إلى شارع جانبي لا يوجد به الكثير من البشر. لتهتف:""ماذا تفعل إيهاب أنا لم أنته هل.."" ليقاطع كلماتها وهو يلتف إليها يضمها إليه بقوة يلتهم باقي الكلمات من فمها يقبلها بعنف من أثر مشاعره التي أطلقها إليها لينتقل بعد ذلك إلى وجنتيها وجانب فمها ويعود إلى شفتيها ليتركها بعد وقت وأنفاسه تهدر بثورة وهي تنظر له بذهول وأنفاس متقطعة. ليقول لها بهمس: ""أعتقد هذا أفضل.. وتم التنظيف على أكمل وجه من أي أثر.. وأنا أخذت حصتي اللذيذة جدًا. لا أعتقد أن يكون أحد تذوق المانجو مثل ما تذوقتها أنا.. أصبحنا متعادلين."" لتنظر له مريم بذهول هامسة بعينين متسعتين:""من أنت!!"" ليجاوبها بصوت قاطع وهو ينحني يرفعها من على الأرض وهو يهتف بصوت عالي: ""أنا زوجك."" ليدور بها وهي تتشبث بكتفيه تنظر للأسفل على وجهه وهو يرفع وجهه لها يأمرها بصوت حازم: ""قوليها مريم.. من أنا؟ حرريني وحرري نفسك من أنا مريم؟"" ""زوجي.."" ليصيح بصوتٍ عالي:""لم أسمعك من أنا؟"" لترد بحماس وصوت ضحكاتها يعلو ويعلو: ""زوجي.. أنت زوجي وأنا أحبك."" ليصرخ بها: ""لم أسمعك.."" لتفتح يديها تتلقى زخات المطر التي بدأت في الهبوط وهو يدور بها.. ""أنت زوجي وأنا أحبك.. أحبك منذ أن فتحت عيني.. أحبك في طفولتي.. أحبك منذ عرفت معني الحب.."" لتكمل بصوت صارخ ""أنا أحبك أنت منذ علمت ماذا تعني دقات قلبي الهادرة عند رؤيتك.. أحبك منذ تعلمت أن الفطرة أن أحب رجلًا فاخترتك أنت.. أحبك.. أنا لا أرى إلا أنت ولا أقبل إلا بك.. أحبك إيهاب.. أحبك ولا أرتضي إلا بك."" لتنزل ذراعيها تحيط وجهه المرفوع إليها بين يديها وهو يتأملها بسعادة أنا أحبك.. وأنت زوجي.. وأنا لك لينزلها ببط شديد إلي أن وضعها علي الأرض مرة أخرى والمطر ينهمر يغرقهم ليمسك وجهها بين يديه:"" أنت قطعة مني مريم كنت ومازلت وسوف تظلي قطعة من روحي أنت زوجتي أريدك أن تتذكري هذا دائما مهما حدث ومها كانت الظروف بيننا، عديني مريم سوف تتذكري ما هي صفتي الحقيقية زوجك وحبيبك كما أنت حبيبتي."" لتجيبه هي بوعد قاطع هاتفه بسعادة:""أعدك حبيبي أعدك أنت زوجي، زوجي أنا وحدي لي كما أنا لك."" ليقرب وجهها منه مرة أخرى يقبل شفتيها وكل إنش من وجهها. ليرفعها مرة أخرى وهو يهتف بها:""ها قد تمت شروط المعاهدة وتم التوقيع أخبريني من أنا مرة أخرى لا اشبع من سماعها من بين شفتيك."" لتفتح ذراعيها تضحك بلوم: ""أنت أخي إيهاب من تكون لقد فقد الذاكرة."" ليضحك بجنون: "" طفلة خبيثة شقية.."" بعدها ذهب بها إلى مجرى القناة المائي هناك كما طلبت ليجلسا على حائط يحيط بها ويضعها أمامه وهو يضمها من الخلف بقوه يتأمل الماء المنهمر ليغذي مجرى القناطر . لتلتفت له:""شكرًا لك إيهاب على كل هذه السعادة التي لم استطع حتى أن أعيشها يومًا."" لينظر لها وهو يحيك خصرها بشدة:""بل الشكر لك أنتِ باختيارك لي أنا ومنحي هذه السعادة التي لم أعشها يومًا يا مريم "" صمت بعد يومهم الصاخب يتأمل الماء أمامهم يضمها إليه بتملك وفِي داخله أمنية لم يعلن لها عنها يومًا ولم يعلم أنها أمنيتها أيضًا. وكانت أمنية مشتركة لم يستطع أحدهما البوح للآخر بها (ليتهم يبقوا هنا إلى الأبد ويبقى حبهم الوليد هنا ليستطيع المحافظة عليهم ويبتعدوا عن كل السموم التي تنتشر في عائلتهم) أرجعت رأسها للوراء تسندها إلى كتفه وهي تهمس له:""أحبك لا بل أعشق كل شيء بك "" ليضع رأسه علي كتفها وهو يعدها: ""وأنا أعدك أن لا تندمي على هذا الحب يومًا، سوف أهتم بِه لينمو أكثر في قلبك كما اهتممت بك أنت ونشأت علي يدي."" ليميل يلثم خدها بقوة وكأنه يؤكد وعده لها. عاد من ذكرياته وهو يبتسم ابتسامة مريرة لنفسه يناديها ويناشدها بالحب والعشق الذي أخبرته به بالوعد أن لا تنسي يومًا بأنه زوجها بأن لا تيأس منه يومًا . ليحدث نفسه يناجيها هي:""اشتقت إليك يا حبيبتي اشتقت لضمك إلى صدري يا صغيرتي آه يا مريم لو تشعري بحرقة قلبي وناري لو فقط ترحمي لوعتي لأطمئن أنك بخير يا قطعه مني."" لتعود هي الأخرى من ذكرياتها مع انتهاء انهمار المطر. تضم بطنها بيديها ودموعها لم تجف لحظة تبتسم لجمال ذكرياتها وتعود للحزن عند تذكر وعوده، تحدث أطفالها.. ""لقد اشتقت إليه أنا أريد أن يضمني ولو مرة أخرى بين ذراعيه أريده أن يشعر بكما مثلي"" لتعود تنفي لنفسها.. ""آه كاذب يا إيهاب كاذب وعدتني أن لا أندم وندمت وعدتني بأني زوجتك وأمرتني بالتذكر وأنت الذي نسيت حتى بيني وبينك لم ترددها غير لحاجة تريدها مني أكرهك إيهاب."" لتعود تنفي سريعًا لنفسها.. لا لا بل أذوب بك عشقًا يا كاذب. انتهى قراءة سعيدة" "الفصل السابع عشر-دقات محرمة- دلف إلى المنزل وسط صخب ابنته وهدرها في الحديث الذي لم يتوقف معه وهي تخبره عن مدى سعادتها أنها ستعود مرة أخرى للعيش معه وفرحتها أنه لن يتركهم مرة أخرى منذ تحركهم من البيت هناك وتوجهه إلى بيته، لم يسمع كلمة واحدة من أمها ساهمة تنظر من نافذة السيارة على الطريق ومن وقت لآخر، تنظر للخلف إلى ابنتيها تبتسم لميرا التي تحاول أن تشركها في حديثهم بدون جدوى وهي توجه لها الأسئلة من وقت لآخر لتكتفي بالابتسام لها وتعود لشرودها، لا يعلم فيما تفكر وماذا يأخذها عقلها؟ يعلم جيدًا أن عودت إسراء معه من أجل طفلتيها.ربما ما حدث مع عائلتها جعلها أخيرًا تفوق لميرا وتاليا وتفكر في مستقبلهم، لا ينكر لنفسه انه سيستغل هذه النقطة جيدًا ليجعلها تبقى معه حتى يستطيع مرة أخرى اكتساب ثقتها،ويستطيع جعلها تصدقه، ولكن الخطوة الأهم لابد لإسراء أن تحصل علي مساعدة يجب أن تخرج ما بداخلها لمتخصص وهو سيتحمل من أجلها ومن أجل أطفاله إلى أن يبدأ معها البداية الصحيحة. دخلت وراءه بدون صوت تنظر له وكيف تعامله مع ابنتيه وحديثهم معه الذي لا تستطيع إنكار مدى السعادة التي تظهر على وجهه من احتضانه لهم. لم يمل من حديث ميرا الكثير لحظة واحدة بل يشجعها على الاسترسال في الحديث أكثر وكأنه يعوض نفسه من فترة غيابهم عنه. التفت إليها بعد أن استقروا داخل المنزل ووضع أمتعتهم ليقول لها بصوتٍ أجش: ""يجب أن نتحدث إسراء وحدنا، أعلم أنك أتيت ربما مجبرة من أجل البنات ولكن يجب أن نتحدث ونحدد ما هو شكل مستقبلنا من أجل مصلحة الجميع."" أجابته ببرودها المعتاد عندما تريد أن تعلم الشخص أنه لا يعنيها: ""إذًا أنت تعلم أني أتيت من أجلهما هذا جيد مراد لأني أريد أن أخبرك ألا حديث بيننا ولا مستقبل. دعنا نتفق أننا هنا بناء على رغبتك وكلامك من أجل مصلحتهما هما فقط"" أجابها بصوت رتيب -يعلم جيدًا كل ردودها ومتأكد من رفضها للحديث، طريقه طويل معها ولكن يجب أن يأخذه بصبر كما وعد نفسه: ""سنتحدث إسراء رغمًا عنك وعني ولكن بالتأكيد هذا ليس وقته والحديث لن ينفع أمام ابنتينا."" لينتقل في الحديث سريعًا وهو يجلس بجانب ابنتيه وهو يسألها مازحًا وكأنهم أسرة طبيعية: ""هل تناولتِ أي طعام اليوم؟ أنا جائع منذ أن استيقظت ولحقت بك، لم أجد وقت للأكل وأنا أحارب من أجل أن أفوز بالأميرة."" رفعت حاجبيها مستغربة كلامه ولكنها أجابته بصوت عادي: ""لا لم أجد وقتًا أنا أيضًا."" لتقاطعهم ميرا وهي تخبره: ""وأنا أيضًا بابا أشعر بالجوع، سحر لم تقبل أن تجعلني أتناول الباستا وقالت هذا للغداء."" لينظر لإسراء التي لم تتحرك من مكانها منذ أن دخلا إلى المنزل. ليسألها مدعيًا الاستغراب: ""ماذا إسراء هل ستستمرين كثيرًا في تأملنا، سمعتي بنفسك أنا جائع وأنت بالتأكيد جائعة وميرا تريد الباستا."" ""وماذا تريدني أن أفعل بالضبط؟"" ليقف من مجلسه يسحبها وراءه متوجهًا إلى المطبخ وهو يخبرها: ""أريدك أن تجهزي لنا الطعام بالتأكيد، ستجدي كل شيء متوفر هنا، لن تحتاجي شيء."" ليتركها ويتوجه إلى الخزانة يجلب لها المواد ويبدأ في إشعال الموقد ليلتفت لوقفتها التي لا تبدي أي ردت فعل ليتنهد بصبر وهو يتحرك مرة أخرى إليها يرفع يده ويمرر أصابعه على طول خدها وهو يقول لها بهدوء: ""اشتقت للطعام من بين يديك حبيبتي مشتاق لكل لمساتك التي تضعيها على كل ركن من المنزل."" أرجعت رأسها للوراء لتبعد وجهها عن مرمى يده ( كانت تعلم انها بمجيئها معه ، انه سيستخدم كل الطرق الشرعية و الغير شرعية ليسيطر عليها ، و احيائه ذكريات الماضي ما هي إلا البداية ، لكنها أبدا ...ابدا لن تخضع ....والله لن تقبل ب الخيانة ، لن تقبل بمجاراة الحياة و الإستمرار كأن شيء لم يكن .... كأنها لم تراه بعيناها ) لتقول ببرود : ""مراد.. لقد أخبرتك أسبابي في التواجد هنا فلا تحاول الاقتراب مني أو أن تتعامل بحميمية هكذا والتظاهر بأن شيئًا لم يكن وبأننا أسرة طبيعية."" ابتعد عنها ليعود للموقد وهو يخبرها كأنه لم يسمع ردها: ""أنا سوف أساعدك لتنتهي سريعًا، اجلبي البنات إلى هنا."" بعد نصف ساعة من تجهيز الطعام الذي حضروه سويًا بدون أي اعتراض منها في جو أسري بوجود طفلتيه جلسوا جميعا حول المائدة المستديرة ليقوم هو بغرف الطعام وتقديمه لهم ليضع الطبق أمامها بعد أن دعاها للجلوس قبله ليهمس لها في إذنها بصوته الأجش: ""كما الأيام الخوالي حبيبتي عندما كنت تجهزي الطعام لنا بنفسك وتتركي مهمة تقديمه لي أنا يا فتاتي المدللة."" تعلم ماذا يحاول أن يذكرها به يريد الضغط عليها بتذكر كل أوقاتهم الحميمة والسعيدة الذي قضوها سابقًا سخرت داخل نفسها كم مغرورين هم الرجال، لمجرد أنه أخبرها بعدم خيانته وارتضت أن تعود معه يريد أن ينسي كل ما كان وكأنه لم يحدث، بل ويطالبها بذلك لا والله لن تفعل هذا بنفسها مرة أخرى وتثق به. لم تبدي ردت فعل وهي تأخذ (الشوكة) تغرسها في طعامها وتتناوله بهدوء. فقط اكتفت بالنظر إليه وهو يجلس بين الطفلتين الذي جل اهتمامه مركز عليهما ويساعد الصغيرة بنفسه في تناول الطعام، ليوجه لها الكلام بعد لحظات: ""ميرا أخبرتني أن هناك من تعتني بهن.. المدعوة سحر هل تفضلين أن تأتي بها إلى هنا؟"" أجابته باقتضاب: ""لا.. لا أريدها."" ليرد عليها يخبرها: ""كما تحبي،أنا سوف أكلم أحد المكاتب ليأتوا لك بأحد جيد يساعدك في أمور المنزل ورعايتهم."" لتجيبه بحزم: ""لا يا مراد أخبرتك لا أريد سحر أو غيرها. منذ هذه اللحظة لن يعتني ببناتي غيري ولا أريد أحد في المنزل، أنت قولت أنه منزلي وأتصرف كما أريد فيه أم تراجعت في كلامك."" ليجاوبها بنبرة عادية كما تحبي هذا بيتك وأنا مازالت عند كلامي افعلي ما تشائي فيه."" حدث نفسه نقطة جيدة سيحاول استغلالها أن يشركها في كل شيء يخصه هو وأن يكون تركيزها في الطفلتين لا حياة الحفلات والنوادي التي علم عنها عندما تقصى عن أخبارها في العام الذي قضته مع إلهام. يريدها أن تعود كما سابق عهدهم عند بداية زواجهم رفضت بشكل قاطع أن يأتي أي أحد يساعدها وأن يشاركهما حياتهما كما قالت له وقتها، وعند ولادتها ميرا أيضًا رفضت وكان يحاول مساعدتها بنفسه في كل شيء، لا يعلم كانت حجتها وقتها أنها تشعر أن البيت مملكتها الخاصة ولا تريد أحد به كانوا يكتفوا بشركات التنظيف من وقت لآخر. بعد انتهائهم من الطعام قامت هي بتنظيف كل شيء وإعادته لمكانه لتخرج فتجده نائمًا على الأريكة التي قضوا عليها ليلتهم السابقة، ويحتضن ابنتيه على صدره ابتسمت رغمًا عنها لمشاهدتهم هكذا. هذا هو ما تتمنى أن ترى ابنتيها فيه دائمًا.. الشعور بالأمان وهذه الابتسامة التي لا تفارق ثغرهم منذ أن رأوه هناك. أقسمت في سرها ستفعل أي شيء من أجل استقرارهما. **************** ""مرحبًا بالأجنبية."" رفعت عينيها تنظر للواقف بجانبها وهي تجلس على الأرض بجانب تلك البحيرة التي تجاور حديقة منزل هناء. عادت بعينيها للبحيرة التي أمامها، كم تشعر بالاستقرار هنا. ربما الألم لا يفارقها وقله الحيلة ولا تعرف ماذا تفعل في مستقبلها ومستقبل أولادها المظلم ولكن رغم كل هذا تشعر بالسلام النفسي في هذا المنزل وسط زيارات مَي التي أخيرًا استطاعت أن تأتي لها بشكل منتظم وتتحدث معها لساعات وتجالسها. وهناء التي لا تتركها لحظة تحاوطها باهتمام لها وحتى لطفليها تهتم بغذائهما وأدويتهما تشعر أنها تراقبهم دائما تعلم أنه حرص عليها. عاد الواقف بجانبها لمحادثتها وهو يميل ليجلس بجانبها يجاورها على الأرض: ""أنا أحدثك يا أمريكية لما لا تردي أم أنكم لا تتحدثون من هم من العالم الثالث."" لم تنظر له وهي تهز رأسها بيأس وتبتسم رغمًا عنها. نزار ابن هناء طالب في آخر سنه من الثانوية شخصية مرحة كم تعجبها علاقته بأمه، عادت لتتأوه داخلها. يبدو ان كل البشر علاقتهم جيدة بأمهاتهم معادها هي، ولكن ربما بدأت تقتنع بكلام هناء.. العيب ليس فيها فهي تشعر أن هناء تحبها حقًا، وتذكر أيضا كيف حماة مَي استقبلتها بحنان ورحبت بها إذا ربما في النهاية العيب ليس بها هي بل فيهم هم مثل ما تحاول تقنعها هناء. عاود رفيقها الذي يجالسها للحديث مرة أخرى بالإلحاح: ""يا أجنبيه تعاطفي وردي علي"" تمتم له بهدوء وهي تهز كتفيها بلامبالاة: ""لا أجنبيه هنا ترد عليك نزار أخبرتك عشرات المرات اسمي مريم."" ليهتف متصنع الانتصار: ""هييي هذا هو.. ها قد بدأنا يا مريم هانم لا الأجنبية صاحبة اللكنة الغريبة التي تحاول أن تدعي أنها من البلاد هنا."" لترد عليه وهي تنظر للبحيرة بشرود: ""أنا لا أدعي نزار، أنا من البلاد حقًا ولكني لم آتي إلى هنا إلا منذ عام ونصف ربما وباقي حياتي عشتها هناك.""لتعاود النظر بعبوس في وجهه ""ولكن لهجتي ليست سيئة لهذه الدرجة."" ليرد عليها بتأكيد: ""بل هي سيئة صدقيني؛ أمي ومي يحاولان رفع روحك المعنوية لا أكثر."" ليضيف بتآمر.. ""إنهن مجنونات هذه نصيحتي اتركي صحبتهن وصدقيني أنا أو اعتبري أني أخ لك هذا أفضل لدي."" لتنظر له برعب وهي تنهيه بقوة وتهز رأسها بالتزامن مع رفضها: "" لا أرجوك لا تقل هذه الكلمة أي أخوات هذا مستحيل لقد اكتفيت لباقي حياتي من الأخوة أنا غير البشر الأخوة بالنسبة لي دمار شامل."" نظر لها بعدم فهم ليخبرها:"" حمقاء، لقد اعتقدت هذا حمقاء أخرى مثل ابنة خالي.أنا أخيرك باسم العلاقات الأسرية وأنت ترفضينها."" نظرت له وهي تضحك بسخرية: ""كما أخبرتك نزار.. أصدقاء أفضل بكثير من لقب الأخوة هذا بالنسبة لي."" لتعود للنظر أمامها تضحك بألم تأكد لنفسها.. ( أسمى العلاقات يا نزار! آاه لو تعلم أسمى العلاقات ماذا فعلت بي، كنت لأعنت هذا الرابط للأبد. نعم فمن نشأت بينهم على أنهم أخوة لي أحدهم أذلني وهو يحاول أن يلوث جسدي ولم يراعي حرمة أني أحمل اسم والده. والآخر أنا سعيت له بنفسي ولكن استغلني بكل الطرق، ليتركني بطفلين بالنهاية لا أعلم كيف مصيرهما.) عاد نزار للقول لها بإلحاح: ""أرجوك لا تشردي هكذا وتحدثي معي."" جاوبته بتنهيدة متألمة: ""ما الذي تريده يا نزار أرجوك أنا متعبة."" ليجاوبها بحزم: ""كما أخبرتك صداقتك ولو رغم عنك. ما رأيك أصدقاء فقط حتى لا تغضبي؟ كانت فكره سيئة مني موضوع الأخوة هذا..ما رأيك؟"" لتنظر ليده الممدودة إليها تتأملها للحظات ثم تمد يدها تصافحه وهي تخبر نفسها وسط محاوطة مَي وهناء لها بحزم هكذا ربما نزار يساعدها في فيما تخطط له وتستطيع أن تأتمنه على سرها. **************** دخل مسرعًا إلى مكان الجسد المسجى أمامه بعد أن هدد الحارس بأنه لو أخبر مستخدمه بأنه هنا سيقطع رزقه ولن يقوم أحد بتوظيفه مرة أخرى مذكرًا إياه أنه هو كبير العائلة هنا لا الآخر الذي تأكد بأنه خارج المنزل الآن، سيقوم بأخذ ابنه سريعًا من هنا ويبعد عن ذلك الذي تحول لمجنون سادي ما الذي جرى له؟ هل يصدق حقًا ادعاءهم بأن ممدوح كان يخطط لاغتصاب مريم. لا يستوعب إلى الآن كل الحقائق التي اكتشفها في العائلة وما يجري بدون علمه هل كان مغيب هكذا كما يدعي إيهاب يريد يقنعه أن فريال سيئة هكذا وهي السبب في كل هذا لقد قام بإقناعها بصعوبة أن يغادروا المنزل بعد المواجهة الحامية بينها وبين إيهاب ومن يومها وهي تغلي كبركان ثائر لا يهدأ، جن جنونها وهي تصرخ عليه بأنها تريد ابنتها كما سلمها لي إيهاب تريدها وفِي اقًرب فرصة. يعلم أنها لا تريدها قلق أمومي ولكن ربما انتقام من إيهاب على ما أخبرها به. لا يعنيه ما تفعل بابنتها ولكنها لم تعنف ولديه أبدا بل كانت تناصرهم على ابنتها.هل ما يقوله إيهاب حقًا إنها تنتقم من زوجها السابق فيها! لطالما تساءل عن سبب معاملتها لابنتها هكذا ولكنه لم يناقشها خوفًا من أن يخسرها مجددًا يكفيه أنها قبلت به في النهاية وأصبحت زوجة له ولكن رؤيته لابنته منهارة هكذا وضرب هذا المجنون لابنه بوحشيته هكذا جعله ربما يريد أن يعيد حساباته قليلًا ولكن بعد أن يحرر ابنه من بطش إيهاب الذي أصبح لا يهتم بأحد. وصل إليه ليجثو على ركبتيه يرفعه قليلًا أصابه الذعر من رؤية وجه ابنه المتورم بشدة والدماء الجافة التي تغطي وجهه. حاول تحريكه ليفتح ممدوح عينيه متأوهًا بالألم لم ينظر لوجه أبيه وهو يقول: ""ماذا ألم تكتفي من ضربي يا جبان وأنا مقيد، أعرف إجابتك حتى أشعر بضعفها ولكنك لو كنت رجلًا حقاً فك قيدي ونتصارع كالرجال."" ليرد عليه والده بلهفة وهو يتفحص باقي جسده ليستكشف باقي جروحه: ""إنه أنا يا بني والدك وليس هذا الأحمق.. أتيت لأحررك من بطشه."" رفع عينيه بصعوبة ينظر لوجه والده لتعلو فمه ابتسامة سخرية ولكنها مريرة ليرد قائلًا: "" لا حسين زوج فريال هانم بنفسه خاطر من أجلي أنا، لا هذا شرف عظيم لي ولكني قد أفضل الموت على يديه من أن تحررني يا زوج (فوفه) العزيزة."" ليرد والده ببعض الغضب من سخريته منه: ""اخرس ستتسبب في مقتلك يومًا ما بسبب لسانك هذا وتهور تفكيرك في ماذا كنت تفكر يا غبي عندما أتيت إلى هنا وأنت تعلم أنه يبحث عنك، انظر ما تسببت فيه لنفسك لقد أخبرتك بتهديده لي بك يا غبي."" ليرد ممدوح بنفس الصوت الساخر: ""لا يا أبي أرجوك سأصدق هكذا أنك تهتم بي وتخاف علي وحريص على حياتي. الآن تتذمر من طريقتي. أين كنت إذًا في سنوات عمري التي تعدت الثامنة والعشرون آه صحيح نسيت كنت ما بين رثائك على حب فريال، وبعدها كيف تتخلص من أمي، وأخيرًا زواجك من ست الحسن لتترك لها إذلالك أمامنا. حقًا أنت مثال للأب المثالي مثل ابن أخيك المثالي الذي أوقعت به بنت فريال."" ورغما عنه ضحك وهو يحاول أن يكتم الألم الذي يشعر به في جسده. ""إيهاب ومريم من كان يتوقع أو حتى يستطيع التخيل."" ليرد عليه حسين وهو يحاول فك قيده ينكر لنفسه بشده الحقيقة التي يقولها ابنه. لا هو ليس هكذا أعطاهم كل ما يريدون من مال، هو فقط سعي ليتزوج من المرأة التي أحب وهذا من حقه لماذا يعاقبه الجميع إذا من وقتها كأنه ارتكب جرمًا. لا هو ليس المتسبب أبدًا فيما يحدث الآن لابن أخيه وأولاده وابنة زوجته بل طيشهم هو السبب لا هو ولا فريال هما بريئان من تلك الاتهامات. ليخاطب ابنه قائلًا: ""هذا ليس الحساب يا غبي ولا رد اتهاماتك لنا حديث مطول بعد أن أخرج من هنا قبل أن يأتي المتهور الآخر."" ليفك قيده سريعًا بالأداة الحادة التي أتى بها معه لعلمه بأنه بالتأكيد سيحتاجها. ليفقك قيد يديه وساقيه ثم يسأله وهو يحاول مساعدته على النهوض. ""هل تستطيع أن تنهض أم أنادي ذلك الحارس ليساعدني."" ليزيح ممدوح يده بقرف وهو يقول: ""ابتعد يا حسين مهمتك إلى هنا انتهت، لا أريد مساعدتك ولا مساعدة أحد استطيع الخروج بنفسي ولكن أريد مفاتيح سيارتك لأخرج من هنا."" ليرد حسين بصبر: ""أنا سوف اصطحبك معي إلى أقًرب مستشفى وبعدها إلى ذلك الفندق الذي نقيم فيه."" ليخبره ممدوح بصوت حازم: ""لن آتي معك إلى أي مكان ولا تظن أن مساعدتك لي هذه ستعلى مكانتك في نظري، إن كنت تريد تمثيل دور الأبوة المتأخر هذا أعطني مفاتيح سيارتك واجعلني أغادر بنفسي أو غادر أنت من هنا واتركني أواجه مصيري بنفسي. لدي أن أواجه الحقير ابن أخوك مرة أخرى أفضل من أنك تساعدني أو أذهب معك."" ليقف حسين للحظات يحدث نفسه يعلم ابنه جيدًا وغبائه، إن رفض أن يأتي معه فهو جاد ولكنه قلقك للغاية من مظهره هذا لا يستطيع الوقوف حتى جيدًا فكيف بقيادة سيارة ولكنه استسلم لطلبه خوفًا أن يأتي ابن أخيه ولا يستطيع أن يهربه. ليمد يديه بمفاتيح السيارة باستسلام وصمت ليأخذها ممدوح من يده بحدة ثم يرمقه بتصغير وهو يخرج من باب غرفة أسره لثلاث أيام ماضيه. وهو يتعرض لانتقام مشبع بالخزي من الحقير لعدم قدرته الدفاع عن نفسه لقد كان يأتي إليه ليلًا المجنون ليضع كمامة على فمه ثم يقوم بجلده وهو يخبره بصوت لاهث غاضب أنه سينتقم لكل لمسه لجسدها حتى يشعر بمدى ما شعرت به... ابن عمه الأحمق هل يظن أن ابنة فريال كباقي النساء ستشعر بإهانة بالطبع لا إن ابنتها عاهرة صغيرة لن يفرق معها أي لمسة لجسدها أو حتى تشعر بذل.. أكد لنفسه وهو يمحي من عقله بإصرار نظراتها المذعورة وبكائها المرير المتوسل وذلها الذابح في عينيها ومقاومتها الشريرة في كثير من الأحيان. لا لن يشعر بأي تعاطف أو ندم ليته استطاع أن يكمل ما كان يريد ليذبحها أكثر ويدمرها، بالتأكيد كانت تدعي البراءة والدليل القوي روايته وضعها في اليوم الذي دخل غرفتها ليجدها تنام بسلام وآثار ما حدث بينها وبين حاميه واضحة للأعمى وحملها أيضًا الذي علم به. أي أن علاقتهم لابد أن تكون منذ وقت طويل للغاية ربما قبل حتى زواجه منها وهي تدعي البراءة وهو يدعي انه مجبر على الزواج. ليصل للسيارة ويفتح بابها بصعوبة وهو يحتل كرسي القيادة متأوه بألم حقيقي مما يشعر به في جسده. الغبي الذي ضحك عليهم جميعًا قام بالانتقام بوحشية، حسنًا يا إيهاب لن أترك لك حقي مهما حدث. انطلق بالسيارة وهو غارق في تفكيره وعينيه المتورمة يفتحها بصعوبة ليرى الطريق أمامه أغلق عينيه وقام بفتحها عدة مرات. ليلعن إيهاب ويسبه.. الغبي؛ هل لم يجد في جسده إلى وجهه ليركز كل الضرب به. أغمض عينيه بقوة مرة أخرى للحظات ليفتحها بقوة عند سماعه صوت بقوة سيارة من سيارات النقل الثقيل ليمسك بيديه الاثنين المقود بقوة يحاول الانحراف بعيدًا عنها ومقلتيه متوسعة على آخرهما وهو يدرك جيدًا أن الأوان قد فات ومصيره حدد ببشاعة. ************** بعد مرور شهر ،، تحدثت بضجر تخاطب رفيقتها:"" لقد أخبرتك أني لا أريد الخروج من المنزل، فلا أعلم سبب تصميمك على مرافقتك وأنت تعلمين أن في الأمر خطورة، فقد يراني أحد ما "" لتجيبها رفيقتها بنفاذ صبر وهي تحدث البائع بأن يغلف لهم قالب الحلوى جيدا :""كفي عن التذمر قليلا ها قد قاربنا على الانتهاء وسوف نعود لحصنك الغالي وكما أننا نجوب السوق منذ أكثر من ساعتين ولم يقابلنا أحد فتوقفي عن وسوساتك يا فتاة، وأيضا أخبرتك من تخافينه من المستحيل أن يأتي إلى هنا"" لتضيف بعبوس وهي تنظر لها:"" ومن سيعرفك من الأساس بمظهرك هذا وبطنك المنتفخ الذي يسبقك نحو الأمام بسنتيمترات عدة"" لتعاود الرد عليها بالإلحاح وقلق :"" لا أهتم بما تقولين ولا أعلم كيف سمعت كلامك وأتيت معك، أسرعي يا مَي أريد العودة حقاً كما أني متعبة لم أتعود على هذا المجهود منذ أسابيع"" لترد عليها مَي وقد وصلت إلى أخر مداها من الصبر من إلحاحها المتواصل هذا، منذ أن أقنعتها هي وهناء بالخروج قليلا لشراء بعض الملابس للطفلين، بغرض أن تغير الأجواء من حولها قليلا وأيضاً إجبارها للذهاب إلى عند الطبيبة، التي ترفض أن تذهب إليها وتكتفي فقط من وقت لأخر بإرسال بعض المقويات لها أو أخذ النصائح من هناء، لتلح عليها اليوم بالخروج معها وبعدها أجبرتها لتذهب وتطمئن على حملها ووضعها؛ تعلم جيدا أن الطبيبة أخبرتها أنه يجب عليها التزام الراحة التامة وعدم التعرض للقلق أو حتى ركوب السيارة لمسافة طويلة ولكنها تريدها أن تخرج من قوقعتها تلك هي لن تعيش باقي عمرها في بيت هناء. تشعر أن حالتها النفسية أصبحت مستقرة كثيرا عن الأيام السابقة ويجب أن يبدؤوا بالتدريج وبهدوء بمحاولة إخراجها من عزلتها تلك وحثها على التحدث وتحديد خطوتها القادمة فكل يوم يمر بدون أن تحدد ما تريد ويقترب معاد ولادتها ليس في مصلحتها ولا مصلحة الجنين، نعم تناصرها وتؤيدها ولكن كما يخبرها جاسر أن الأخر سيصاب بالجنون مع استمرار اختفائها، ومازال طوال الوقت يبحث في كل مكان يريد أن يطمئن عليها وعلى طفله، لقد علمت بأن هذا الطفل بمثابة معجزة له وبأنه يهتم به حقاً وسيفعل أي شيء ليمنحه اسمه، تشعر بتأنيب الضمير وأحيانا تحدث نفسها ربما الأفضل لمريم بعد أن تهدأ قليلا العودة له وترى ماذا سيقدم لها ولطفليها، أفضل بكثير من أن يولد التوأم بلا هوية ففي النهاية هو والدهما الحقيقي وهما نتيجة زواج حقيقي وليس علاقة محرمة، والأكثر من ذلك وكما يكرر جاسر على مسامعها كل فترة أن إيهاب ليس بهذا السوء ربما ظروفه أجبرته على التصرف معها بتلك الحقارة وأيضا ببعض القسوة التي لا يقصدها. لتخبرها:"" فقط انتظري قليلا سوف نبتاع قالب الحلوى هذا ونذهب على الفور ما رأيك أن تجلسي على إحدى المقاعد إلى أن انتهي، أعلم أني ربما ضغطت عليك ونحن نتنقل بين (محلات ملابس الأطفال) ولكن أنا أردت أن أشاركك في هذا الأمر لتعلمي مدى المتعة التي قد تحصلين عليها وأنت تختارين لأطفالك ملابسهم لأول مرة"" لترد مريم عليها وقد نسيت قلقها قليلا وهي تنظر للحقائب البلاستيكية التي معها وهي تهز رأسها بالنفي وتبتسم ببعض السعادة:"" لا هذا الجزء الوحيد الذي استمتعت به من هذه الرحلة لقد كان أمر مذهل لديك حق فاختياري بنفسي تلك الأشياء الصغير أشعرني بسعادة كبيرة"" لتتحرك مَي إلى الأمام قليلا وهي تتفحص بعينيها أنواع كعك الشوكولاتة المتعددة:"" إذا تحمليني قليلا طالما أسعدك الأمر، أريد شراء قالب حلوى لزوجي أيضا ولكنه لا يأكله إلا بمواصفات خاصة"" لتعبس مريم وهي تمشي بجانبها تريد أي حوار لتشتيت فكرها، تلوم نفسها أنها استمعت لمي وهناء ووافقتهم على هذا المشوار وتخرج من منزل الأخيرة وأن تأتي لوسط المدينة أيضاً، ألم تستطع أن تتمسك برأيها لعدة أيام أخرى على الأكثر وبعدها سوف تغادر هذه الأرض نهائيا، لن تعود لأمريكا مجددا فيكفيها ما عاشته فيها بالطبع، لقد جهزت للأمر جيدا بمساعدة نزار، حيث حجز مقعدا في رحلة سفرها حين أعطته الكارت الخاص بالبنك لسحب المال اللازم لها، لقد فعل إيهاب شيئا جيدا عندما فعل لها بطاقة خاصة لحسابها، تستطيع السحب بها من أي مكان وفِي أي وقت. لكنها اكتفت فقط بسحب بعض المال هنا لحجز تذكرة السفر وبعض المال يبقى بحوزتها وهناك عندما تصل لوجهتها ستقوم بسحب جميع ما في حسابها لتحاول البدء في حياتها، تعلم أن طريقها صعب فهي لم تنهي من دراستها وأيضا بصحبة طفلين ولكن ما الحل البديل لها غير ذلك، لتسأل مَي تريد أن تشتت تفكيرها قليلا عن القلق الذي تشعر به من مستقبلها المجهول. :""وما هي مواصفات زوجك الخاص في قالب الحلوى؟"" وكأن سؤالها كان نكتة اليوم حين انفجرت مي تضحك بصخب عند تذكرها قسم جاسر لها منذ عودتهما لبعضهما. لتستغرب مريم أكثر عاقدة حاجبيها بعبوس من ضحكها هذا:"" لا تغضبي أرجوك أن لا اضحك من سؤال ولكن عندما أتذكر مجنوني وشروطه الخاصة لتناول أي شيء بالشوكولاتة "" لتعقد مريم يديها أعلى بطنها المنتفخ، وهي ترفع حاجبيها تسألها بعبوس ظنا منها أنها تسخر منها:"" وما هو هذا الشرط الذي يجعلك تضحكين من كلامي هكذا ؟ !"" لتتأفف مي وهي تقول:"" أصبحت كثيرة الشك، أنا أخبرك أن لا علاقة لك بالأمر، هذه قصة قديمة بيني وبين جاسر ربما يوما ما سأخبرك بها، كل ما هناك أنه لا يتناولها إلى إن كانت صنعت من أردى أنواع الشيكولاته وأرخصها "" لتمتم مريم وهي تهز رأسها بيأس:"" أنتما لستما طبيعيين أبدا، اقسم على هذا "" ليقاطع كلامها صوت طفولي فرح يناديها باسمها :"" مريم، بابا هذه مريم "" نطقتها ميرا بالتزامن مع تركها لِيَد والدها لتتحرك مسرعة باتجاهها. جمدت مكانها بصدمة عندما رأت ميرا تتوجه إليها بصخب وتفتح ذراعيها لها لتصل إليها تحتضن ساقيها. لم تستطع أن تنطق بحرف أو تقوي على التحرك حتى أو أن تبادل الطفلة عناقهاـ فكل ما كانت تشعر به لحظتها هو حقيقة الصدمة والخوف الذي رافقها طوال المشوار يتحقق أمامها بثانية، وان تصادف من بين كل من تعرفهم سابقا أحد أفراد العائلة فأن كانت ميرا هنا...يعني إسراء ربما ...والأسوأ إيهاب. لتنظر لها ميرا وهي تقول لها بسعادة واضحة في صوتها :""لقد اشتقت لك كثيرا مريم أين ذهبت، هل عدتي لوالدك مثلي لقد أتى البابا وذهبنا معه جميعا، أنا وماما وتاليا لمنزله "" مازالت في وقفة جمودها لا تقوى على الحراك، لا تعلم ما الحل وماذا تفعل أو بماذا تجيبها ؟؟ عيناه تطوفان في الأرجاء ووقعتا على أخر شخص توقعته، من خلف ميرا.. لتحاول مَي التصرف سريعا وهي تخاطب ميرا وتحاول إقناعها بخطئها وإبعادها عن طريقهما:""حبيبتي اذهبي من هنا هذه ليست مريم أنت مخطئة يا صغيرة "" لتعبس ميرا وهي تبعد خطوة للوراء تنظر لوجه مريم المتصلب ببعض الخوف كأنها إنسان شوهد بالجرم المشهود. :"" لا هي مريم صديقتي أنا أعرفها جيدا كيف قد أخطئ في معرفتها لقد كانت تلعب معي كثيرا هي وعمي إيهاب"" أغمضت مريم عينيها بيأس وألم نازف لن يهدأ يوما عند ذكر اسمه . لتحاول مَي أن تنهيها بحزم وهي تحدثها بصوت قوي آمرة إياها:"" اذهبي لِيَد والدك يا فتاة ولا تكوني عنيدة أخبرتك لا أحد يدعى مريم هنا ولا نعرف عمك إيهاب هذا ولا أمك إسراء، اذهبي من هنا "" لتعقد ميرا يديها وتقف بتحدي لا يليق بعمرها أو قامَتَها الصغيرة لتقاومها بعناد طفولي وبذكاء كأنها أمام غريمة في المدرسة لا ترغب أن تسمح لها بالتغلب عليها:"" أنا لم أخبرك أن ماما اسمها إسراء، فكيف علمت باسمها، أنا اعلم جيدا هذه مريم ولكن يبدو أنها أكلت الكثير من الحلوى ولم تسمع كلام ماما فأصبحت سمينة هكذا، ماما سوف تغضب منك مريم "" ليقترب مراد منها وهو يراقب الحوار الدائر بين ثلاثتهم، لم يصدق عينيه عندما هتفت ميرا باسم مريم، ولم يستوعب مظهرها للحظات شكلها تغير تماما عن أخر مرة رآها بها ربما منذ عامين أو ثلاث لا يذكر بالضبط، كان يقابلها صدفة بالطبع لكن مع انقطاع العلاقات بينهم يكاد لا يتعرف عليها، لولا مسحة الحزن التي تسكن عينيها دائما، ذعرها الواضح الآن لم يستطع مسح نظرات الحزن تلك. نظر اليها بتفحص ربما حقا ليست هي وابنته مخطئة ولكن بطنها المنتفخ وصدمتها من رؤية ميرا والحوار الدائر بين ابنته ورفيقتها التي ربما أخطأت في ذكر إسراء وكما أشارت ابنته بذكاء كيف علمت بهذا إذا كانت ميرا لم تذكر الاسم. وصل أمام مريم ينظر إليها، لترفع عينيها تحدق به بدهشة ممزوجة ببعض الخوف ليخاطبها يحاول أن يجعلها لا تجزع وتطمئن لوجوده:"" مرحبا مريم كيف حالك سعيد برؤيتك بخير"" لتهز رأسها بنفي لم يفهم معناه لتقترب منها رفيقتها تقف حائل بينهما وهي تخبره بتهديد وصوت عال:"" ابتعد حالا عنها، ما الذي تريده أنت وقصيرة القامة تلك؟ ! أخبرتكما لا يوجد هنا من يدعى مريم ولا إيهاب ولا حد من تلك العائلة المشئومة، اذهب من هنا قبل أن أصرخ بأعلى صوتي واتهمك بالتحرش بنا"" لتردف سريعا:"" آه، ربما فعلا أنت تحاول التحرش وتستخدم هذه الشيء طويلة اللسان كأداة لاستعطاف السيدة ألا تخجل من نفسك تحاول التحرش بسيدة حامل وأخرى متزوجة"" نظر إليها بعيون ذاهلة مما يسمع لا يستطيع حتى الرد وكل الناس من حولهم بدؤوا في التجمهر ليحدثها بصوت مذهول:"" هل أنت مريضة عقلية؟ !، ما الذي تقولينه كيف تحرشت بكما، أنا لم اقترب منكما حتى ولم أخاطبك أنت يا متزوجة أن أتحدث مع من هي خلفك إنها خالة أولادي كيف أخطأ في معرفتها أو أتحرش مثل ما تدعين "" لتجاوبه بصوت أعلي:"" آه الآن فهمًت أنت تدعي قرابة كاذبة لاختطافها "" يا إلهي هل وقع مع مريضة عقلية ؟، اقترب من ابنته ليحملها بين ذراعيه خوفا مما قد يحدث لاحقاً خاصة مع تجمهر الناس من حولهما المجنونة سوف تتسبب لهم في مصيبة وفضيحة علنية، ليبدأ الناس في سؤالها عن سبب مضايقته لها وهناك أيضا من يتقدم لعرض المساعدة في ضربه ؟؟ ولكن قبل أن تتجمهر الناس عليه ومع ذعر صغيرته تقدمت مريم من اختبائها، لتهتف بصوت مرتعش في الناس من حوله:"" أرجوكم ابتعدوا أنا أعرفه جيدا، إنه قريبي لم يفعل شيئا لي، رفيقتي فقط لا تعرفه ابتعدوا عنهما ألا ترون كيف طفلته مرتعبة"" اقتربت من ميرا الملتصقة في والدها بخوف من الناس الذين تجمعوا حولهم لتحدثها بهدوء رغم رعبها هي الخاص:"" مرحبا ميرا اشتقت إليك أنا أيضاً "" لتجيبها الصغيرة بدموع:"" أنت نسيتني ولم تعرفيني""، لتشير لمي :"" وصديقتك المجنونة كما تدعوها ماما تقول أنها لا تعرفني وأنك لست مريم "" لتبتسم لها مريم وهي تخبرها:"" لا لقد عرفتك كيف أنساك نحن أصدقاء ولكني متعبة قليلا"" ليبدأ الجمع المتجمهر من حولهم بالانصراف بعد أن تأكدوا من كلامها ومن حوارها مع الطفلة تأكدوا بأنهم أقارب فعلا. لترد عليها ميرا قائلة وهي ترفع أصابعها وكأنها تؤنبها:"" هذا لأنك لم تستمعي لكلام والدتك مثلي أنا وأكلتي كثيرا من الحلوى وأصبحت سمينة"" أطرقت عينيها في الأرض تشعر بالخزي من مراد الذي لمحت عينيه يتأمل انتفاخ بطنها بدقة، ليخاطبها هو بهدوء:"" كيف حالك مريم لم أراك منذ زمن تغيرت كثيرا"" لتهز كتفيها بدون أن ترفع نظراتها تواجهه من مدى شعورها داخلها بالخزي :""كما ترى عمي مظهري يتحدث عني "" ليحدثها مراد بهدوء أمر عندما استشعر نبراتها المحملة بالشعور بالعار يشفق عليها بشدة لم يتخيل أن يراها في يوم بهذا الوضع والخزي بسبب إيهاب، شتمه داخله بأشنع الألفاظ يلعن غبائه الذي جعله يتخذ ربيبته زوجة سرية له، كما فهم من كلام إسراء وكلامه يوم مواجهتهما داخله يريد ولو يساندها ببعض الكلمات أن تعلم أنه لا خطأ تتحمله في وضعها هذا:"" ارفعي عينيك وحدثيني مريم كما أحدثك ليس هناك ما تخجلي منه أنا علمت بزواجك "" لترفع عينيها المليئة بالدموع والدهشة، ليكمل هو:"" إيهاب يبحث عنك في كل مكان مريم لقد أصبح على مقربة من الجنون"" تمالكت نفسها للحظات تريد أن ينتهي هذا الموقف سريعا لا تريد أن تسمع أي شيء يثنيها عن قرارها لن تفرق معها كيف علم مراد بزواجها، لتنطق برجاء خافت له:"" أرجوك عمي لا أريد الحديث ولا أن أسمع أي شيء عنه، أتوسل إليك أن لا تخبره بأنك رأيتني"" حدث نفسه بسخرية الطفلة مريم تناديه عمي، مثل السابق أين كان عقل المجنون وهو يراها فتاة تصلح له يعلم جيدا أنها حتى لو تبدوا أنثى كاملة ولكنه عند النظر إليها لا يستطيع إلا رؤيتها الطفلة التي نشأت أمام أعينهم يتذكر لمحات من طفولتها حتى وهي تبدو أمامه امرأة تحمل طفلا لا يستطيع إلا أن يراها في ذاكرته إلا وهي مماثلة لعمر طفلته . ليخبرها بصوت رتيب:"" آسف يا مريم لن أستطيع أن أعدك بهذا أنت يجب أن تعودي وتتحدثي معه الهروب ليس حل أبدا لحالتك التي أراها"" لتطرق بعينيها مرة أخرى وهي تخبره بألم:"" لقد انتهى أي حديث بيننا وأنا اتخذت قراري ولن أعود أبدا أو أتحدث مع أحد آسفة "" لتتراجع بخطواتها إلى الوراء وهي تنظر له تخبره برجاء أخير:"" أرجوك أنت لا تعلم شيئا مما عشته في ذلك المنزل ولن تستطيع مجرد التخيل، لذا لا أريد ما يذكرني لقد انتهى كل ما بيني وبين تلك العائلة إلى الأبد "" ليهتف بها عندما استدارت مسرعة تنضم لرفيقتها تخبرها بالتحرك سريعا:"" مريم انتظري يجب أن نتحدث "" لتخبره بدون أن تلتفت له وهي تغادر المكان سريعاً:"" آسفة أخبرتك لا أريد التحدث"" لتتحرك أمام عينيه سريعا هي ورفيقتها، ومع تحركه بحمل طفلته خلفها ليجد البائع يعترض طريقه يشير لما يحمله في اليد الأخرى وقد كان نسي مع لقاء مريم ما أوقفه وصغيرته قربها حتى نسي الأغراض التي كان ينتوي شرائها، ليعطّله الأمر بضع لحظات وهو يعتذر للبائع ويترك ما بيده بدون أن يبتاعه. ليخرج وراءها يبحث عنها ولكنه لم يجد لها أثرا، شتم بصوت عال وهو يتلفت في كل اتجاه وكأن الأرض ابتلعتها وسط زحام المكان، لتقاطعه ابنته وهي تنهيه:"" بابا لا تقل كلام سيء "" ليخبرها وهو يبحث بعينيه :"" آسف ميرا، أعتذر منك ولكن يجب أن نجد مريم مرة أخرى "" لتحدثه الطفلة قائلة:"" يبدو أنها خافت أن يراها أحد لقد أكلت الكثير من الطعام لو رأتها ماما سوف تعاقبها "" ليجيبها غير منتبه لكلماته:"" الذي يجب أن يعاقب خالك إيهاب فهو السبب في خوفها "" :""لما بابا هي من لم تستمع لكلام الماما "" ليلتف لها وهو يهم بمغادرة المكان يتوجه لسيارته بعد أن يأس بأنه قد يجدها ليخاطب ابنته بسخرية لم تفهمها :"" لا يا حبيبة البابا، خالك هو السبب في هذا يبدو أنه كان يهتم جيد بإطعامها الكثير لتصبح هكذا "" لتعبس بوجهه:"" كيف هذا بابا !؟"" ليلتفت لها وهو يتدارك نفسه أن من معه طفلته صاحبة الخمس سنوات:"" لا تهتمي ميرا بكلام الكبار أحيانا نبدو مجانين""، ليقوم بفتح الباب وإدخالها السيارة. لترد عليه بهدوء وحكمة لا تليق بسنها :"" نعم أعلم هذا جيدا، أنتم جميعا مجانين لقد أخبرت تاليا بهذا حتى لا تخاف عند رؤيتكم تصرخون فجأة أو تضحكون في نفس الوقت مثل ما كان يحدث في بيت عمي إيهاب"" ليتوقف وهو محني الرأس يغلق لها حزام الأمان يسألها باهتمام :"" دائماً أخبرك انه خالك حبيبتي وأنت تصرين انه عمك لمَ؟؟ "" :"" هو أخبرني بهذا بابا وأكد لي أنه قريبك أنت لا قريب الماما وهو يحبني أنا وتاليا لأنك أخوه "" ليسألها بتأكيد به بعض الدهشة :"" هل أنت متأكدة ميرا أنه أخبرك أنه أخي !"" لترد عليه وهي تهز رأسها بيأس:"" نعم بابا هل سوف تظل تسأل نفس السؤال كثيرا مثل الماما عندما أخبرتها بكلام عمي "" ليتراجع للوراء وهو يغلق البابا يتوجه لكرسيه يخبر نفسه، رغم كل ما بيننا إيهاب وما تدعيه ولكن يظل جزء منك لن يتغير ولن تستطيع إنكار صداقتنا التي كانت أقًرب للأخوة يوماً . جلس يفكر للحظات ليتخذ قراره وهو يقوم بالاتصال به، يجب أن يعلم بأنه رآها ربما يساعده في الاطمئنان عليها أو حتى يعلم من رفيقتها المجنونة هذه فابنته تعرفها إذا بالتأكيد إيهاب يعرفها. يتبع"

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال