لم يتم العثور على أي نتائج

    ذكريات إمرأة, (23)


    "ذكريات إمرأة. .......... الفصل الثامن والأربعين غائبة عن الوعى تماما منذ أكثر من أربع ساعات ، لم يتركها أحمد إلا بعدما اطمئن تماما عليها وترك لها حراسة كافية ، بالإضافة لإخواتها وصديقتها ومعهم أيضا جاسر ، وبدأ رحلته فى إنهاء هذه المهذلة الذى أدى تأجيلها لتعرضه لخسارة أهم واغلى انسانة فى حياته الآن . استعادت سارة صحتها بالتدريج على مدى 48 ساعة والجميع معها ولم يتركوها ، إلا أحمد الذى اختفى تماما ، ولا أحد يعلم أين هو ، اتصل أكثر من مرة بها ، دون أن يخبرها أين هو وماذا يفعل ، آخر مرة اتصل بها اخبرها انه سيغادر القاهرة لبعض الوقت الذى لن يتعدى أكثر من يوم واحد فقط ، ............................................. ... فى ايه ياهيا ، ايه اللى حصل ، وإذاى مش قادرة تتصرفى لوحدك لدرجة انك جايباانى بالطريقة دى من دبي لهنا. .. كان هذا صوت ساهر الأسعد والد هيا وهو يقتحم المكتب الموجودة فيه ابنته وهى تجلس مع بعض مديرين التوريدات والتصدير فى شركته ، تحاول الوصول لحل للمصيبة الواقعة فيها ، ... بابا ؟ ... ايوة ، بابا ، مالك مستغربة كدة ليه ؟ ... لا ابدا ، حمدالله على السلامة ، بس مين قالك؟ ... أفندم ، حضرتك ، فى اخر ايميل بعتهولى وقلتى فيه انك واقعة فى مصيبة ، ولازم اجيلك حالا ، فهمينى ايه اللى بيحصل ... ... أنا ؟ أنا مبعتش حاجة ... ... يعنى ايه ، انا مش فاهم ، يعنى مفيش مشكلة والشحنة وصلت ... ... لأ ، موصلتش ... ... وبعدين بقى ، انا مش فاهم حاجة ... التفتت هيا للواقفين من حولها ، وأشارت لهم بالخروج ، وفعلوا، اتجه ساهر لأحد الكراسى وجلس عليه وقال ... ممكن تفهمينى بقى ... ... صدقنى يابابا ، انا نفسى مش فاهمة حاجة ، المفروض أن ميعاد وصول الشحنة ومفيش حاجة جت ، اتصلت بيهم فى مصر ، لقيتهم بيقولوا أن موصلهمش آخر شحنتين فى المواد الخام عشان كدة مش هيبعتولنا الشحنة ... ... إيه الكلام الفارغ ده ، اذاى ... ... ده اللى حصل ، مش كدة وبس ، دول بعتولى اثباتات بالكلام ده ، ايميلات بالاستعجال، وانزارات، زى ما يكون الموضوع بجد ... ... إيه ده ، انا بنفسى كنت موجود فى اخر شحنة ... ... الشحنتين وصلوا يابابا ، بس معرفش ايه اللى حصل ... ... إيه لعب العيال ده ، دى مواد خام بنص مليار جنيه ، هو هزار ، فين ورق الشحن ، وامضائات الاستلام فى مصر ، اتصلت بإدارة المصنع ، متصلتيش بأحمد ليه يشوف ايه اللى بيحصل ؟ .. أصل كل ورق عملية الاستبدال كلها ... ... ماله الورق ؟ ... اختفى ... ... نعم ... .... اختفى تماما ، أو بمعنى أصح اتبدل بأوراق تانية. .. ... متتكلمى على طول ياهيا ، انا مش فاهم حاجة .. ... يابابا الموضوع كله مش مفهوم أساسا ، إحنا بعتنا نطلب شحنة الأدوية لما عدى ميعادها ، قالولنا شحنة ايه وانتوا مبعتوش المواد الخام اصلا من شهرين ، يعنى شحنتين ، بعتولنا صور لانزارات احنا منعرفش عنها حاجة اصلا ، والمصيبة أن احنا طلعنى العقود عندنا لقيناها بتأكد كلامهم ، ازاى معرفش ، والأوراق الأصلية بتاعتنا اختفت ، وانت دلوقتى بتقوللى أن انا بعتلك ايميل تجيلى بسرعة ، انا مبعتش حاجة ... ... يعنى ايه ، عايزة تقولى ايه ... ... يابابا ، دى مترتبة جدا مين عمل كل ده ، الورق الرسمى ده اتعمل اذاى وله أصول ومتسجلة ، حتى ورق الشحنات فى المينا اختفت ، واتغير محتوى الشحنات لحاجات تانية ، ومين خد العقود اللى عندنا وغيرها بعقود تانية ، اللى المفروض أنها محفوظة فى خزنة ومتسجلة على الكومبيوتر ، لأ واتغيرت العقود والبيانات ، ومين بعتلك ايميل من ايميلى انا ، مين عمل كل ده ؟ ... أنا .. كان هذا صوت أحمد الذى فوجئت به هيا ووالدها والتفتو له فجأة وهو يقف على باب المكتب ، قال ساهر ... أنت ياأحمد ... أما هيا صدمتها ومحاولة فهم ما يقصد وما سببه سبب لها الصمت التام ، دخل وجلس على أحد الكراسى القريبة من المكتب ووضع قدم فوق الأخرى ، ليصبح مقابلا تماما لوالد هيا ، ووجه له حديثه متجاهلا هيا تماما ، ... ايوة انا ... ... اذاى ، وليه ؟ ... والله اذاى دى المفروض متسألهاش ، انا أحمد نورالدين ، اللى عايزه بعمله وليا طرقى ، إنما ليه ، هى دى الأهم وده السؤال اللى المفروض تسأله ... .. ليه ياأحمد ؟ ... قصاص ، وممكن تسميها فدية .. .. فدية ايه ؟ رفح أحمد عينيه لهيا بنظرة معينة ، تلقتها هى دون أن تنطق بكلمة بعدما بدى عليها انها بدأت تفهم ما يقصد ، ثم عاد ليوجه حديثه لوالدها وهو يقول ... بنتك المحترمة بتساعد مجموعة مافيا من سنين عشان يخربوا مشاريعى والمجموعة ، هدفهم انهم يضيعونى ... ... هيا ، مستحيل ... ... هو انا بتكلم بعيد عنها ، ماهى قدامك ... رفع الرجل نظره لابنته وهم بسؤالها، قاطعه أحمد بقوله ، ... أبقى حاسبها براحتك بعدين ، المهم عندى أن خسايرى فى الموضوع ده اتقدرت بمليار ونص تقريبا ، يعنى مصيبة ، بس برده مش ده المهم ، المهم عندى واللى بجد زعلنى انها تشارك فى اتفاقهم عشان يقتلونى ... هنا انتفضت هيا واقفة واقتربت لأحمد وهى تقول ، ... لأ ، لأ ياأحمد والله ، انا متفقتش معاهم ، ومعرفش حاجة عن الموضوع ده أساسا غير وانت فى المستشفى ، من هشام ، هو إللى قاللى ... ... عارف ياهيا ... ... عارف ! أمال ليه بتقول قدام بابا انى اتفقت معاهم ... ... عشان انتى كان عندك استعداد للاتفاق ، ومكانش عندك اى مشكلة انى اتقتل ، بدليل انهم لما قرروا يكرروا المحاولة مرة تانية لما عرفوا انى كشفتهم ، انتى وافقتى وايدتى الموضوع ، لأ وايه ، كنتى شايفة ان ده الحل للأزمة إللى انتوا فيها ، انى اموت .... ... جبت الكلام ده منين ، مش حقيقى ... رفع أحمد هاتفه وفتحه وفتح الفيديوهات وشغل أحد التسجيلات الصوتية ورفع الصوت لأقصاه ووضع الهاتف على المكتب، كان التسجيل لحديث بينها وبين هشام يخبرها فيه بأن أشرف قد قرر إعادة محاولة قتل أحمد مرة أخرى ، وكان ردها عليه تلقائي وطبيعى جدا بقولها ... كويس ، انتوا لقيتوا الحل اهو ، مستنيين ايه ... أغلق أحمد المسجل وعينيه معلقة بها ، كما الحال مع والدها الذى أصابته حالة ذهول كما يسمع وانعقد لسانه ولم يستطع حتى الرد بأى كلمة أو تعليق ، قال أحمد .. بالرد ده ياهيا ، انتى بالنسبالى كأنك اشتركتى معاهم بالظبط .. ثم التفت إلى والدها وقال وهو يقف ، ... موضوع المواد الخام ده متظبط جدا يعنى مهما حاولت تتصرف فيه ، مش هتعرف تعمل حاجة ، ومش هتلاقى ثغرة ، انا عملت حساب كل حاجة ، وبمساعدة أكبر مسؤولى القانون بين الدولتين ، وطبعا اللى هيساعد السمعة المسبقة لهيا فى النصب على الشركات ولا ايه ... ... كدة ياأحمد، هى دى آخر العشرة ... انحنى أحمد واضعا كفيه على حافة المكتب ، وقال ... العشرة دى اللى المفروض من أيام جدتى الله يرحمها وكمان وصية جدتى بيك انت بالذات هى الحاجة الوحيدة اللى منعتنى انى أخلص على السافلة دى ... قال جملته وهو يشير لهيا عاد الرجل للخلف من ذهوله وهو يقول ... إيه .. ... أه أمال انت فاكر ايه ، المحترمة بنتك لما كانت مراتى كانت بتغازل الناس اللى بشتغل معاهم ، وده السبب فى طلاقها منى ، ولما اتطلقت اتفقت مع ابن عمى ضدى ، مش بس كدة ، دى كملت الحكاية بأنها تعاشره هو كمان عشان تضمنه ، تخيل نفسك مكانى ، كل اللى حوليا يخونونى ، حاولوا يقتلونى ، سرقوا فلوسى وخطفوا مراتى ، ومتخيل انى هسمى عليها ... لم يجد الرجل كلمات مناسبة يرد بها على أحمد وهجومه الكاسح عليه ، ... اهدى أرجوك ياأحمد ، أصل المبلغ ده ممكن يهدنى ... اعتدل أحمد وهو يقول ... أنا متعمد أعمل كدة ، عشان تعرف طعم ده كويس ، تخيلنى انا بقى ، مجموع الخساير عندى تعدى مليار ونص ، لكن على اى حال انا ممكن احلها ،طبعا مش هينفع اقلب اللى انا عملته ، لأنه مش لعب عيال ، إنما ممكن اديك المبلغ نفسه عشان متتهدش زى ما انت بتقول ، بس بشرط ، تسلمنى بنتك ، يعنى تسامحنى فى اللى انا هعمله فيها ، دلوقتى ليك حق الاختيار ... ... أنت اتجننت ، مستحيل طبعا ... ... براحتك ، انا قلت اخيرك انت ، مش انا اللى أحدد ، وللعلم ، لو ليا مزاج اقتلها ، محدش كان يقدر يمنعنى، لا انت ولا غيرك ، لكن كل الحكاية انى شايلك حاجات كويسة عملتها معايا زمان ... ثم تقدم من هيا بضع خطوات وهو يقول ... أنا قلتله الكلام ده وعارف انه هيرفض ، لكن ورب الكعبة ياهيا ، لو بس شميت ريحتك فى طريقى مرة تانية ، ما هيشفعلك مخلوق تانى عندى ... وترك المكتب وخرج كالطيف كما دخل ، وترك الاثنين فى حالة صمت كامل وكان الصاعقة أصابت المكان فأحرقت من فيه . ................................................. حطت الطائرة به فى مطار القاهرة ، واتجه من فوره إلى مقر المجموعة أولا ، فقد ارسل لكل من يشترك فى ادارة المجموعة من أسرة نورالدين لاجتماع فى مكتب الجد ما عدا هشام ومازن ، وقرر مواجهة الجميع ، كما ارسل لهشام بالتحديد لملاقاته هناك لكن فى وقت متأخر قليلا عن الآخرين ، كانت المواجهة كالحرب الطاحنة بين أعمامه وأبنائهم ، فوجئ كل منهم بأدلة دامغة تدينه وتحدد المبالغ التى جمعها من مكانه فى المجموعة ، وأن أحمد على استعداد تام لتنفيذ هذا التهديد ، والمفاجأة العظمى للجميع هى أوراق التى تؤكد ملكية أحمد للمجموعة بالكامل التى أعطاها جده له عن طريق المحامى ، والتى تنص على أحقية التصرف الكامل طوال حياة الجد وفى حالة مرضه، والملكية الكاملة فى حالة وفاته ، واخبرهم انه فى كل الأحوال سيعطي كل فرد منهم أرباحه وكأنه يمتلك الجزء الخاص به لكن بدون أوراق ملكية ، وهذا سيتم لفترة مؤقتة ، ومن منهم سيثبت أمانته سيمتلك حقه ، وترك لهم حرية الاختيار ، أما الاستمرار فى المجموعة وممارسة أعمالهم العادية ، أو الرحيل وستصل لكل فرد منهم أرباحه عن طريق البنوك ، وعندما وصل هشام كان الاجتماع فى نهايته ، ولم يكن على علم بهذا التجمع ، التزم الجميع الصمت طوال حوار أحمد وهشام ، بما فيهم والد هشام نفسه ، فكل منهم يحمل ما يكفيه من المشاكل مع أحمد ، وأيضا هم جميعا على علم بكم العداوة بين أحمد وهشام الآن ، ففضلوا الدور الحيادى فى هذه المواجهة ، ... أهلا ياهشام ... .. إيه ده ، انتوا هنا من امتى ... ... مش مهم من امتى ، المهم أن انت اللى عليك الدور دلوقتى ... ... يعنى ايه مش فاهم ... .. ببساطة ياابن عمى ، ومن غير جدال ولا عتاب ولا الكلام ده كله ، لأن كل واحد فينا عارف هو على ايه ، من اللحظة دى ملكش مكان فى المجموعة دى ... ... يعنى ايه مليش مكان ... ... الكلام واضح ، جدك رجعك المجموعة دلوقتى ، وأنا اللى بمشيك دلوقتى ، وكدة كدة ابوك موجود ، يعنى انتى ملكش ميراث هنا ، ولو كان على الكام سهم اللى ليك هنا ، فأنا اشتريتهم خلاص وانت هتبيعهم غصب عنك ... .. أنت اتجننت ، وجودى فى المجموعة مش قرارك انت ، ده قرار جدى وبس وكمان متقدرش تجبرنى على البيع .... اقترب منه ووقف أمامه تماما وقال ... متأكد انى مقدرش ، تحب اخليك تحصل اللى كنت ماشى وراهم ، اكيد وصلك خبر اللى حصل هناك ، ولا ايه ... فهم هشام تماما ما يرمى إليه أحمد من تصفية جميع رجال أشرف وهم فى عملية تسليم للأسلحة ،كما الحال مع المجموعة التى قتلت أثناء انتقامه لمقتل علاء ابن عمه ، وهو لا ينكر ابدا خوفه بل رعبه كن أن تكون نية أحمد فى الانتقام منه بنفس الطريقة فإن انتهى الأمر بهذه الطريقة ، يجب أن يكون شاكرا لهذا ، اقترب منه حتى أصبح لا يفصل بينهما غير خطوة واحدة وقال .... انت عندك شغلك فى الادوية ، خليك ما انت احسن ، عشان انت لما جيت هنا اتجننت ، ولو على جدك ، اهو عندك فى المستشفى ، تقدر تروحله ، يمكن تعملوا اتفاق جديد ، عشان المرة دى اقتلك بجد ، مع السلامة ... خرج هشام يهرول وهو يسب ويلعن أحمد داخله ، سند على حائط الاسانسير بيده وكأنه يلتقط انفاسه ، وهو يقسم أن لا يجعله يهنأ بأى شئ حتى لو فقد حياته ثمنا لذلك. ............................................... يقف خلف باب الغرفة بعدما دخل بهدوء ، وقف يتأملها وهى ترتدى ملابسها ومها تساعدها ، كانت بسيطة وجميلة جدا وهادئة ، رغم أن جسدها مملوء بعلامات كثيرة من أثر ما حدث ، لكنه ليسوا سيئن على الإطلاق ، وكأن هذه العلامات قد زادتها جازبية وجمال فوق جازبيتها وجمالها ، ... تسمحولى انا أساعد مراتى ... كان هذا صوته الذى فاجئ الاثنتين وجهلهم يلتفتون ، ما اسعدها عندما ترى هذه النظرة تملأ عينيه ، نظرة مفعمة بعشق وشوق صافى ، نظرة تعرفها جيدا وتعشقها وتملأ حياتها هدوء وسكينة ، ابتسمت مها وتحركت بعيدا عن سارة وهى تشير له بأن يتقدم ، ثم غمزت لسارة وخرجت وأغلقت الباب ، اقترب أحمد منها ببطئ وهو مبتسم وبدأ بإغلاق أزرار البلوز واحد تلو الآخر ، قالت هى بصوت منخفض ... كنت فين ؟ رفع عينيه لها وأجاب ... شوية حاجات متعلقة وكان لازم تخلص عشان ارتاح ... ... وخلصت ؟ ... تقريبا ... .. ليه مقولتليش كل ده ... .. مكنتش عايزك تقلقى ... ..، تقوم تشيل كل ده لوحدك ... ... اتعودت ياسارة .... ... اتجوزتنى ليه ؟ فاجأه سؤالها مما جعل يده تتوقف دون أن تغلق آخر زر للبلوز، ورفع عينيه لها باستفسار، جلست على الكرسى بجانبها وعينيها فى الأرض وقالت بعدما تلألأت عيناها بالدموع ، ... زمان أول ما اتجوزنا ، كنت فى حياتك مجرد خانة لسد حاجة معينة وبس واللى كان بيعزينى فى ده ، إنه اتفاق بينا ... ثم رفعت عينيها له وأكملت ... دلوقتى لما جيت لحد عندى وطلبت تتجوزنى قدام الدنيا كلها ، متتخيلتش قد ايه كنت فرحانة ، كنت طايرة فى السما ، كنت بقول لنفسى ، حبيبى رجع ، رجعلى ولسة بيحبنى بس مش هكون عنده زى زمان ، انا دلوقتى هبقى مراته وحبيبته وحياته كلها ... اقترب منها ونزل للأرض على ركبتيه أمامها وهو يقول ... أنتى فعلا كدة ياسارة ، مراتى وحبيبتى وحياتى كلها ، مبقاش ليا غيرك ، انتى وبس ... .. مش حقيقى ياأحمد ، انا زى ما انا بالنسبالك ، محستش بأى تغيير ، كل دورى عندك ، انك ترجعلى بليل تنام فى حضنى من غير كلام ، وتصحى الصبح تخرج ، انا عايزاك تشوف فيا مراتك شريكتك ، نصك التانى ، متقوليش عشان خايف عليكى ، انا مش عايزة الخوف اللى من النوع ده ، مش عايزاه ... قبل أن تكمل ما كانت تقول رن هاتفه وقطع كلامه ، أخرج الهاتف ورأى المتصل ثم لغى الاتصال ، والتفت لها مرة أخرى ، لكن الهاتف عاد للآن ثانيا وثالثا ، ولغى المكالمة لثالث مرة ، .. مين ده ؟ ... جدى ... .. مش عايز ترد ليه ؟ ... مليش مزاج .. دخلت مها هى الأخرى بعدما طرقت الباب وهى تقول ... ده كله ولسة ، كنت عارفة أن الموضوع مش مساعدة خالص ، يلا ياستى ، قاعدين فى البيت مستنيينك ، إتصلوا وقالوا لو مجيتيش ، هييجوا هما ... ... خلاص اهو .. قال أحمد ... أنا هخرج أعمل مكالمة لحد ماتخلصوا ... خرج أحمد وقبل ان يتصل بجده ، وجده هو يتصل للمرة الرابعة ، فتح الخط وقال ... التيليفون نور ياسليم باشا .. رد سليم بصوت جاد جدا ... فين نيرمين ياأحمد ؟ يتبع ... .. ..." "ذكريات إمرأة. ..........الفصل التاسع والأربعين والأخير خرج أحمد وقبل ان يتصل بجده ، وجده هو يتصل للمرة الرابعة ، فتح الخط وقال ... التيليفون نور ياسليم باشا .. رد سليم بصوت جاد جدا ... فين نيرمين ياأحمد ؟ ... بتهرج ، صح ، طب استنى لما اقولك حمدالله على السلامة ، أو حتى قوللى حمدالله على سلامة مراتك ، مش فين نرمين ... ... احمد ... ... ايوة ، ايه ، بتسأل عليها ليه ... ... عملت فيها ايه ، قتلتها. .. ... ههههههههه ، ده على أساس أنى ماشى فحت وردم فى القتل ، متقلقش ، عايشة. .. ... هى فين ؟ ... أنت لسة عايزها ، هتقبل واحدة كانت متسلطة عليك ، بقالها 3 سنين بتبلغ اخبارك اول بأول لأخوها ، عايزها تانى وهى كانت من الاسباب الأساسية فى خسارة المجموعة اللى المفروض انك زعلان عليها ، جرى ايه ياسليم باشا. .. ... هاتهالى ياأحمد وأنا هحاسبها بنفسى ... ... ههههههههههه ، تحاسبها ، وياترى الحساب ده هيبقى شكله ايه ، اسمع ياجدى ، انا مقتلتهاش ومش هعملها ، مع انى كان نفسى والله ، بس رجوع مش هرجعها ، لسببين ، الاولانى انى مش مطمن من وجودها بالطريقة دى ، لازم اتأكد الأول انها مش هتعمل حاجة تانى قبل ما أخرجها ، والسبب التانى انى مدايق منها ، محتاج أخد حقى حق سارة ، وبعدين نتفاهم ، ومعنديش كلام تانى ... لم ينطق الجد بكلمة طوال حديث أحمد ، فرغم كل شئ مازال يخاف رد فعل احمد على ما قام به تجاهه ، وما وصله من اختفاء أشرف وتصفية مجموعته تماما زاد هذا الإحساس داخله ، أحمد فى حالة هيا على الجميع الآن ، حالة تجعل كل من يعرفه يتجنبه حتى يؤمن شره ، اتم احمد كلامه وأغلق الخط دون أن ينتظر رد جده على كلامه ، والتفت ليجد سارة تقف خلفه ، ويبدوا عليها انها استمعت لجزء من الحوار إلا أنها لم تعلق ، فقط قالت ... أنا جاهزة ... اماء برأسه لها ، واقترب منها ، شبكت زراعها فى زراعه ، وبدأ يتحركا ببطئ حتى لا يرهقها، وخلفهم مها ورجال الأمن المرافقين لهم دائما ، قبل الخروج مباشرة من باب المستشفى ، توقفت سارة مكانها ، اندهش أحمد من وقوفها هكذا واستدار ليواجهها وقال ... إيه ياسارة ، وقفتى ليه ، انتى كويسة ... ... أه كويسة ، بس انت هربت منى فوق ومكملناش كلامنا .. ... ههههههههههه ، ماشى ياستى ، نروح للبيت ونكمل براحتنا. .. .. لأ ، مش هروح معاك ... ... نعم .. ... أه ، مش هروح معاك ، ومش هروح معاك فى حتة ... كانت سارة تتحدث بطريقة جدية اقلقته حقا ، اشار للأمن أن يبتعدو بعض الشئ ففعلوا، ومها وجدت الوضع هكذا ، استئذنتهم واتجهت للسيارة وانتظرتهم هناك ، .. إيه ياسارة ، ايه الكلام ده .. ... هو كدة ... ربع أحمد يديه وهو واقف أمامها ، .. هو ايه بقى ... ... قبل ما اتحرك من هنا توعدنى انك متخبيش عنى اى حاجة ابدا ابدا ... ... وإن موعدتكيش، هتعملى ايه ... ... هرجع المستشفى تانى ، ومش هروح معاك ... فك أحمد يده وهو يضحك بقهقهة عالية ، سمعها كل من حوله ، اندهشت هى نفسها منه ، هدأ نفسه ثم اقترب منها ، أمسك بيدها ورفعها ناحية فمه وقبلها ، ثم أطال النظر لعينيها وهو يقول .. اوعدك ، اوعدك ياأحلى وارق ست شافتها عينى ، مش هخبى عنك حاجة تانى ... .. ابدا ابدا ... .. ابدا ابدا ، نمشى بقى ، ولا عايزة ترجعى المستشفى ... ... رخم ... ... من عارف... رفعت يدها وشبكتها فى زراعه مرة أخرى وهى تضم زراعه لصدرها ، واتجها للسيارة ، قضى الجميع اليوم سويا فى فيلا سارة ، سارة وأحمد ومها وزوجها وجاسر ، ورغد وريم ، والصغير نور ، كان جو أسرى رائع عشقه أحمد ، استمر طوال النهار ، وقد يكون هذا اليوم من اجمل ايام أحمد وسارة ، على هذا التجمع الرائع مع أسرة بدأت توضع بذرتها لتنمو وتعطيه العائلة التى لطالما حلم بها . ............................................... تعدت الساعة الحادية عشر والنصف ، كان أحمد يجلس فى الحديقة وحده يفكر فيما حدث ، بعدما انصرف الجميع وصعدت سارة لتضع ابنها فى سريره وتطمئن على الفتايات ، لقد قام بالكثير من أجل أن يأمن شر هؤلاء ، ولا يعلم حقا أن كان قد أمن نفسه وزوجته منهم ام لا ، كل ما يعلمه انه كان لابد أن يفعل ما فعل ، بل أكثر من ذلك بكثير ، فلم يعد قادرا على تحمل اى شئ يصيب سارة مرة أخرى ، أو أن يتقبل فكرة أن يقترب منه اى شخص حتى وإن كان من أهله ، سيكون هذا قانونه منذ الآن ، وستكون هذه طريقته ، الدمار لمن يقترب منه ويفكر فى إذاء خاصته مرة آخرى ، رغم أنه لم يفلح فى إتمام ذلك مع جده وابن عمه ، فهم أهله ، لحمه ودمه رغم كل شئ ، قام ووقف أمام حوض زهر البنفسج الذى تعشقه سارة وتتابع زراعته بنفسها ، سند كتفه على جزع شجرة عالى وابتعد بخياله فى مواقف خاضها معها ، حاول أن يتخيل كل هذه الأحداث دونها ، لو كان استمر بحثه عنها حتى الآن ، لو كان الآن وحيدا ، وخانه أقرب الناس له دون وجودها ، حقا سوف تكون كل الأمور أبشع واسوء وهى ليست هنا ، هى همزة الوصل الوحيدة الآن بالحياة ، الآن يريد الحياة ، يريد أن يكملها وهى بجانبه ، فهى مصدر الشعور بكل شئ جميل يراه ، وجودها يبعده كثيرا عن أى شئ سئ سوف يقوم به ، يفكر دائما فى رد فعلها أن علمت به ، وأن كان سيحزنها يتجنبه تماما ، أنه يحبها ، حقا يحبها ، الآن ولأول مرة يعترف لنفسه بذلك ، يعترف بالحب ، بل العشق ، نعم انها امرأته ، سيحميها من كل من يحاول ايذائها ، وأن كان من نفسه هو شخصيا ، يكفيها ما كان من أحكام الزمن عليها وعليه ، لقد آن الأوان للحياة. .. استمرت تتابعه بعينيها وهو يجلس وحده بهذه الطريقة ، حقا هى تشفق عليه من كل ما حدث له من أهله ، الذين من المفترض انهم مصدر حمايته الأساسى فى الدنيا ، وجده اول الناس يطعنوه فى ظهره ، بل يصل الأمر حتى القتل والدم ، يملأ الحزن والأسى قلبها مما تراه فى عينيه من حزن وضيق أن ذكر أحد منهم أمامه ، من بداية قربها منه وهو وحيد وقد كانت تعلم ذلك ، رغم وجود الجميع حتى جدته ، كانت تبذل مجهودا مضنيا حتى تملأ فراغه وعقله وقلبه فى الأوقات التى يقضيها معها ، أما الآن فقد أصبح وحيدا فعليا وبأبشع الصور الممكنة ، فماذا ستفعل ، كيف ستخفف عنه ما أثار ما حدث ، أنه هنا الآن ، زوجها وحبيبها الذى مضى عليها سنين تحلم بعودته وقربه مرة ثانية ، الآن هو أمامها وقلبه يفيض بالوجع والحزن ، انطلقى ياإمرأة وخففى ما به ، عودى لعهدك القديم معه وافعلى ما يأمركى به قلبك وعقلك ، تفننى فى إحياء قلبه الذى اذابه الحزن والوحدة والخيانة . أحس بلمسة يدها الحنونة على كتفه ، لفت يدها من تحت زراعيه واحتوى ظهره بصدرها ، وسندت رأسها على ظهره واغمضت عينيها ، أما هو فاحتضن يديها بيديه واغمض عينيه ليشعر بدقات قلبها التى تلامس ظهره ، ظلا على هذا الوقت لوقت لم يعلموا مداه وكأن كل منهما يجدد صلته بالأخر بهذا العناق ، فك يدها وجذبها منها لتواجهه، سند ظهرها على جزع الشجرة التى كان يسند عليها منذ قليل ، أخذ يتأمل وجهها ويلمسه بيديه ، هى دائما جميلة ، لكن هذه هى أول مرة يراها بهذه الدرجة من الجمال ، بل هو على استعداد ان يقسم أنه لم يرى أجمل من هذا الوجه الذى يحيطه بيده الآن ، لم يكن للكلام وجود فى هذا الموقف بينهما ، وكأن ما يشعر به كل منهما أكبر بكثير من الكلام ، مال على جبهتها وقبلها ، هبط بشفتيه على عينيها التى اغمضتها لتستمتع بقبلاته التى تعشقها، غمر وجهها كله بقبلاته واستمرت شفتيه بالحركة وهى تلامس وجهها حتى التقت لشفتيها ليلتقطها بين شفتيه ليعزف لها ألحان اشتياق وحب ولوعة من اختفائها ، وبزراعيه يضم جسدها كله لجسده وكأنه يريد إلصاقه به للأبد ، لم يفترقا عن بعضهما إلا لطلب الهواء بعدما زاغت الانفاس التى اختلطت ببعضها ، لم يبتعد سند جبهته لجبهتها ونطق بكلمة واحدة .... بحبك .... وكأن الزمن توقف عند هذه الكلمة ، كلمة عاشت تسمعها بصوته فقط فى الاحلام ، تتخيله وهو يقولها ويعيدها، الآن ،هل تسمعها حقا منه الآن ، هل يعترف بحبه بعدما عاشته معه دون كلمة ، لم تعلم كيف تتصرف وبماذا ترد ، هل كلمة الحب كافية الآن كرد عليه ، امتلأت عينيها بالدموع بل فرت الدموع تجرى على خدها دون إرادة منها ، مد يده ومسح دمعتها ، أمسكت يده وقبلتها ثم انزلتها ووضعتها على بطنها حتى استقرت ووضعت يدها عليها، لم يفهم ما تقصد ، وانعقد حاحبيه وهز رأسه لها باستفسار ، فإبتسمت رغم الدموع التى تملأ عينيها ، وأمائت بالإيجاب ، حان الآن دوره هو لانهمار الدموع ، وضع يده الأخرى بجانب الأولى على بطنها وهو لا يصدق نفسه ، ثم جذبها لصدره واغلق يده عليها وغمر وجهه فى عنقها ، سيكون له طفله الذى تمناه ، ومنها هى بالذات ، ياالله ، ما أجمل ما يحدث الآن ، هل آن الأوان ليعوضنى ربى عن العائلة التى تمنيتها منذ أن أدركت معنى الحياة ................. ذكريات إمرأة. ..........الفصل التاسع والأربعين خرج أحمد وقبل ان يتصل بجده ، وجده هو يتصل للمرة الرابعة ، فتح الخط وقال ... التيليفون نور ياسليم باشا .. رد سليم بصوت جاد جدا ... فين نيرمين ياأحمد ؟ ... بتهرج ، صح ، طب استنى لما اقولك حمدالله على السلامة ، أو حتى قوللى حمدالله على سلامة مراتك ، مش فين نرمين ... ... احمد ... ... ايوة ، ايه ، بتسأل عليها ليه ... ... عملت فيها ايه ، قتلتها. .. ... ههههههههه ، ده على أساس أنى ماشى فحت وردم فى القتل ، متقلقش ، عايشة. .. ... هى فين ؟ ... أنت لسة عايزها ، هتقبل واحدة كانت متسلطة عليك ، بقالها 3 سنين بتبلغ اخبارك اول بأول لأخوها ، عايزها تانى وهى كانت من الاسباب الأساسية فى خسارة المجموعة اللى المفروض انك زعلان عليها ، جرى ايه ياسليم باشا. .. ... هاتهالى ياأحمد وأنا هحاسبها بنفسى ... ... ههههههههههه ، تحاسبها ، وياترى الحساب ده هيبقى شكله ايه ، اسمع ياجدى ، انا مقتلتهاش ومش هعملها ، مع انى كان نفسى والله ، بس رجوع مش هرجعها ، لسببين ، الاولانى انى مش مطمن من وجودها بالطريقة دى ، لازم اتأكد الأول انها مش هتعمل حاجة تانى قبل ما أخرجها ، والسبب التانى انى مدايق منها ، محتاج أخد حقى حق سارة ، وبعدين نتفاهم ، ومعنديش كلام تانى ... لم ينطق الجد بكلمة طوال حديث أحمد ، فرغم كل شئ مازال يخاف رد فعل احمد على ما قام به تجاهه ، وما وصله من اختفاء أشرف وتصفية مجموعته تماما زاد هذا الإحساس داخله ، أحمد فى حالة هيا على الجميع الآن ، حالة تجعل كل من يعرفه يتجنبه حتى يؤمن شره ، اتم احمد كلامه وأغلق الخط دون أن ينتظر رد جده على كلامه ، والتفت ليجد سارة تقف خلفه ، ويبدوا عليها انها استمعت لجزء من الحوار إلا أنها لم تعلق ، فقط قالت ... أنا جاهزة ... اماء برأسه لها ، واقترب منها ، شبكت زراعها فى زراعه ، وبدأ يتحركا ببطئ حتى لا يرهقها، وخلفهم مها ورجال الأمن المرافقين لهم دائما ، قبل الخروج مباشرة من باب المستشفى ، توقفت سارة مكانها ، اندهش أحمد من وقوفها هكذا واستدار ليواجهها وقال ... إيه ياسارة ، وقفتى ليه ، انتى كويسة ... ... أه كويسة ، بس انت هربت منى فوق ومكملناش كلامنا .. ... ههههههههههه ، ماشى ياستى ، نروح للبيت ونكمل براحتنا. .. .. لأ ، مش هروح معاك ... ... نعم .. ... أه ، مش هروح معاك ، ومش هروح معاك فى حتة ... كانت سارة تتحدث بطريقة جدية اقلقته حقا ، اشار للأمن أن يبتعدو بعض الشئ ففعلوا، ومها وجدت الوضع هكذا ، استئذنتهم واتجهت للسيارة وانتظرتهم هناك ، .. إيه ياسارة ، ايه الكلام ده .. ... هو كدة ... ربع أحمد يديه وهو واقف أمامها ، .. هو ايه بقى ... ... قبل ما اتحرك من هنا توعدنى انك متخبيش عنى اى حاجة ابدا ابدا ... ... وإن موعدتكيش، هتعملى ايه ... ... هرجع المستشفى تانى ، ومش هروح معاك ... فك أحمد يده وهو يضحك بقهقهة عالية ، سمعها كل من حوله ، اندهشت هى نفسها منه ، هدأ نفسه ثم اقترب منها ، أمسك بيدها ورفعها ناحية فمه وقبلها ، ثم أطال النظر لعينيها وهو يقول .. اوعدك ، اوعدك ياأحلى وارق ست شافتها عينى ، مش هخبى عنك حاجة تانى ... .. ابدا ابدا ... .. ابدا ابدا ، نمشى بقى ، ولا عايزة ترجعى المستشفى ... ... رخم ... ... من عارف... رفعت يدها وشبكتها فى زراعه مرة أخرى وهى تضم زراعه لصدرها ، واتجها للسيارة ، قضى الجميع اليوم سويا فى فيلا سارة ، سارة وأحمد ومها وزوجها وجاسر ، ورغد وريم ، والصغير نور ، كان جو أسرى رائع عشقه أحمد ، استمر طوال النهار ، وقد يكون هذا اليوم من اجمل ايام أحمد وسارة ، على هذا التجمع الرائع مع أسرة بدأت توضع بذرتها لتنمو وتعطيه العائلة التى لطالما حلم بها . ............................................... تعدت الساعة الحادية عشر والنصف ، كان أحمد يجلس فى الحديقة وحده يفكر فيما حدث ، بعدما انصرف الجميع وصعدت سارة لتضع ابنها فى سريره وتطمئن على الفتايات ، لقد قام بالكثير من أجل أن يأمن شر هؤلاء ، ولا يعلم حقا أن كان قد أمن نفسه وزوجته منهم ام لا ، كل ما يعلمه انه كان لابد أن يفعل ما فعل ، بل أكثر من ذلك بكثير ، فلم يعد قادرا على تحمل اى شئ يصيب سارة مرة أخرى ، أو أن يتقبل فكرة أن يقترب منه اى شخص حتى وإن كان من أهله ، سيكون هذا قانونه منذ الآن ، وستكون هذه طريقته ، الدمار لمن يقترب منه ويفكر فى إذاء خاصته مرة آخرى ، رغم أنه لم يفلح فى إتمام ذلك مع جده وابن عمه ، فهم أهله ، لحمه ودمه رغم كل شئ ، قام ووقف أمام حوض زهر البنفسج الذى تعشقه سارة وتتابع زراعته بنفسها ، سند كتفه على جزع شجرة عالى وابتعد بخياله فى مواقف خاضها معها ، حاول أن يتخيل كل هذه الأحداث دونها ، لو كان استمر بحثه عنها حتى الآن ، لو كان الآن وحيدا ، وخانه أقرب الناس له دون وجودها ، حقا سوف تكون كل الأمور أبشع واسوء وهى ليست هنا ، هى همزة الوصل الوحيدة الآن بالحياة ، الآن يريد الحياة ، يريد أن يكملها وهى بجانبه ، فهى مصدر الشعور بكل شئ جميل يراه ، وجودها يبعده كثيرا عن أى شئ سئ سوف يقوم به ، يفكر دائما فى رد فعلها أن علمت به ، وأن كان سيحزنها يتجنبه تماما ، أنه يحبها ، حقا يحبها ، الآن ولأول مرة يعترف لنفسه بذلك ، يعترف بالحب ، بل العشق ، نعم انها امرأته ، سيحميها من كل من يحاول ايذائها ، وأن كان من نفسه هو شخصيا ، يكفيها ما كان من أحكام الزمن عليها وعليه ، لقد آن الأوان للحياة. .. استمرت تتابعه بعينيها وهو يجلس وحده بهذه الطريقة ، حقا هى تشفق عليه من كل ما حدث له من أهله ، الذين من المفترض انهم مصدر حمايته الأساسى فى الدنيا ، وجده اول الناس يطعنوه فى ظهره ، بل يصل الأمر حتى القتل والدم ، يملأ الحزن والأسى قلبها مما تراه فى عينيه من حزن وضيق أن ذكر أحد منهم أمامه ، من بداية قربها منه وهو وحيد وقد كانت تعلم ذلك ، رغم وجود الجميع حتى جدته ، كانت تبذل مجهودا مضنيا حتى تملأ فراغه وعقله وقلبه فى الأوقات التى يقضيها معها ، أما الآن فقد أصبح وحيدا فعليا وبأبشع الصور الممكنة ، فماذا ستفعل ، كيف ستخفف عنه ما أثار ما حدث ، أنه هنا الآن ، زوجها وحبيبها الذى مضى عليها سنين تحلم بعودته وقربه مرة ثانية ، الآن هو أمامها وقلبه يفيض بالوجع والحزن ، انطلقى ياإمرأة وخففى ما به ، عودى لعهدك القديم معه وافعلى ما يأمركى به قلبك وعقلك ، تفننى فى إحياء قلبه الذى اذابه الحزن والوحدة والخيانة . أحس بلمسة يدها الحنونة على كتفه ، لفت يدها من تحت زراعيه واحتوى ظهره بصدرها ، وسندت رأسها على ظهره واغمضت عينيها ، أما هو فاحتضن يديها بيديه واغمض عينيه ليشعر بدقات قلبها التى تلامس ظهره ، ظلا على هذا الوقت لوقت لم يعلموا مداه وكأن كل منهما يجدد صلته بالأخر بهذا العناق ، فك يدها وجذبها منها لتواجهه، سند ظهرها على جزع الشجرة التى كان يسند عليها منذ قليل ، أخذ يتأمل وجهها ويلمسه بيديه ، هى دائما جميلة ، لكن هذه هى أول مرة يراها بهذه الدرجة من الجمال ، بل هو على استعداد ان يقسم أنه لم يرى أجمل من هذا الوجه الذى يحيطه بيده الآن ، لم يكن للكلام وجود فى هذا الموقف بينهما ، وكأن ما يشعر به كل منهما أكبر بكثير من الكلام ، مال على جبهتها وقبلها ، هبط بشفتيه على عينيها التى اغمضتها لتستمتع بقبلاته التى تعشقها، غمر وجهها كله بقبلاته واستمرت شفتيه بالحركة وهى تلامس وجهها حتى التقت لشفتيها ليلتقطها بين شفتيه ليعزف لها ألحان اشتياق وحب ولوعة من اختفائها ، وبزراعيه يضم جسدها كله لجسده وكأنه يريد إلصاقه به للأبد ، لم يفترقا عن بعضهما إلا لطلب الهواء بعدما زاغت الانفاس التى اختلطت ببعضها ، لم يبتعد سند جبهته لجبهتها ونطق بكلمة واحدة .... بحبك .... وكأن الزمن توقف عند هذه الكلمة ، كلمة عاشت تسمعها بصوته فقط فى الاحلام ، تتخيله وهو يقولها ويعيدها، الآن ،هل تسمعها حقا منه الآن ، هل يعترف بحبه بعدما عاشته معه دون كلمة ، لم تعلم كيف تتصرف وبماذا ترد ، هل كلمة الحب كافية الآن كرد عليه ، امتلأت عينيها بالدموع بل فرت الدموع تجرى على خدها دون إرادة منها ، مد يده ومسح دمعتها ، أمسكت يده وقبلتها ثم انزلتها ووضعتها على بطنها حتى استقرت ووضعت يدها عليها، لم يفهم ما تقصد ، وانعقد حاحبيه وهز رأسه لها باستفسار ، فإبتسمت رغم الدموع التى تملأ عينيها ، وأمائت بالإيجاب ، حان الآن دوره هو لانهمار الدموع ، وضع يده الأخرى بجانب الأولى على بطنها وهو لا يصدق نفسه ، ثم جذبها لصدره واغلق يده عليها وغمر وجهه فى عنقها ، سيكون له طفله الذى تمناه ، ومنها هى بالذات ، ياالله ، ما أجمل ما يحدث الآن ، هل آن الأوان ليعوضنى ربى عن العائلة التى تمنيتها منذ أن أدركت معنى الحياة ................."

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال